07-25 رسائل فارسی جلدهفتم – رسالة في جواب بعض الاخوان ـ مقابله

رسالة

في جواب بعض الاخوان

 

از مصنفات:

عالم ربانی و حکیم صمدانی

مرحوم آقای حاج محمد باقر شریف طباطبایی

اعلی‌الله مقامه

 

 

«* رسائل جلد 7 صفحه 322 *»

بسم الله الرحمن الرحيم

و صلّي الله علي محمد و آله الطيبين الطاهرين .

قد وصل الي كتابكم و اتعجّب من اضطرابكم من بعض الاراجيف و قد كنت عندي من عداد الذين هم كالجبل لاتحرّكه العواصف و لاتزيله القواصف فما لكم و لمثل هذه الاضطرابات و استمسك بالعروة الوثقي لاانفصام لها بواطنها الائمّة الهدي: و ظواهرها الضروريات القائمة مقامهم في الاداء فكن بالتمسّك بها كالجبل و لاتكن كالمتوحّلين في الوحل فتذكر ان الامور الحقّة الرّبانية كلّها من التوحيد الي ارش الخدش بيانها و ايضاحها و ابلاغها و افهامها علي الله  انّ علينا جمعه و قرآنه ثمّ انّ علينا بيانه.

و ليس علي العباد الا اتّباع ابلاغه و تعريفه و ايضاحه و ليس عليهم طلب غير ذلك فمن طلب غير ذلك تحيّر عن القصد و حلّ في الوحل الا من رحم عليه الرّب جلّ جلاله فلاتغفل من هذه النصيحة و اطمئن من كل فضيحة. فالذي هداك مع جهلك و غفلتك اولي بهدايتك حين علمك و طلبك فمن اي شي‏ء تخاف و تضطرب؟ فباي حديث بعد الله و آياته يؤمنون؟ اليس الله بكاف عبده؟ الا بذكر الله تطمئن القلوب. فهذه كلية الامر من التوحيد و النبوة و الولاية و الوصاية و الرواية و الحكاية و هكذا الي ارش الخدش.

و اما ما استخبرت من احوالهم فهم و ان اقرّوا عيني ببعض خصالهم من القناعة و الزهد و الصبر و الورع و عدم اظهار مااحتاجوا اليه عند هذا الخلق ولكنّهم ليسوا عندي بافضل منك و لا اعلم و لقد كنت من قبل ذلك و حين الوقت و الحمد للّه و له المنّة عليّ ممن اقاموا ظهري و اقرّوا عيني و ليس لكثير ممن اشرت اليهم و غيرهم تدقيقك و تحقيقك رزقهم الله مارزقت و اشكره و اَشكره انا لما قد اعطاك و الحمد للّه فان بقيت بعدي فلاتعد عيناك عن التمسك بالضروريات و لاتضطرب و كن كالجبل ان‏ شاء الله لاتحرّكه العواصف.

و تذكّر ان ظهور امر من الامور الدينية و خفاءه علي الله وحده و تذكّر انّ الولاية بعد النبوّة كانت من اعظم الامور و قد وقع فيها ماوقع من التقيّة و الانزواء حتي بلغ الامر الي

 

 

«* رسائل جلد 7 صفحه 323 *»

الغيبة و ليس امر من الامور اعظم منها بعد النبوّة. فكن متوكّلاً علي الله بتوفيقه لا بحولك و قوّتك بل بحوله و قوّته فناج الله في جميع احوالك بقولك و حالك و ظاهرك و باطنك بقوته و حوله و هدايته و ماكنّا لنهتدي لولا ان هدانا الله و هذه هي التوكّل علي الله لا غير من التكلّفات في التسكين و الاطمينان بالخيالات فانّها اوهن من بيت العنكبوت فاعيد القول بان الذي هداك حين جهلك و غفلتك والله اولي بهدايتك حين تعليمه ايّاك و تذكيره فلاتخف الا منه و لاترج الا ايّاه بتوفيقه لابتكلفك فانّه لايحب المتكلفين و قل في جميع الحالات بالقول و الحال ايّاك نعبد باستعانتك بل بعونك و اعانتك لا باستعانتي و هي الاستعانة المطلوبة في ايّاك نستعين.

و اما الجواب عن المسألتين فقد اشرت اليها من قبل فاعلم الان لا تعطيل في الفيض من الفيّاض في الدنيا و الاخرة الا انّه في الدنيا فانية و في الاخرة باقية. لانّ مامضي منها غير فانية كالطفل في بطن امّه فانّ له جاذبة تجذب المدد و يزاد و ينمو دائماً و لايدفع منه شي‏ء من المدد الواصل الي الخارج كذلك اهل الاخرة يستمدّون و لايدفع منهم مدفوع ابداً و ينمو ابدانهم سرمداً بخلاف الدنيا و اهلها فانّ مامضي منها فانية و يتحلّل منهم دائماً و يصل اليهم بدل مايتحلّل منهم فهذا مجمل القول و كفي لمثلك و الحمد للّه و صلّي الله علي محمد و آله الطاهرين و لعنة الله علي اعدائهم اجمعين. حرّره العبد المسكين محمد باقر يوم الخميس الثالث من شهر جمادي  الاولي من شهور سنة 1301 حامداً مصلّياً مستغفراً .