رسالة في کيفية
انطباع الاشباح في العين
از مصنفات:
عالم ربانی و حکیم صمدانی
مرحوم آقای حاج محمد باقر شریف طباطبایی
اعلیالله مقامه
تذكر
نسخهاي كه از اين رساله به دست آمده فاقد تاريخ استنساخ و نام استنساخ كننده ميباشد و نسبتاً اغلاط زيادي در آن وجود دارد كه به علت نيافتن نسخه ديگر به همين صورت موجود تكثير گرديد. طالبين بحث بيشتر درباره موضوع اين رساله ميتوانند به رساله «شرحالمشاعر» مصنف اعلي الله مقامه كه در الرسائل (1) به چاپ رسيده مراجعه فرمايند.
«* رسائل جلد 7 صفحه 294 *»
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الذي جعل العيون جواسيس القلوب لادراك الاشياء و جعل القلوب موازين القسط لتمييز المدركات و تبيين الصواب من الخطاء و الصلوة علي اشرف الانبياء و آله افضل الاوصياء و شيعتهم اولي الاولياء و لعنة الله علي اعدائهم شر الاعداء.
و بعد اني رأيت في بعض كتب التشريح قد بين كيفية انطباع اشباح الاشياء في العين ثم اورد اشكالاً بانه لم اللاتري العينان شبحين اذا كانتا صحيحتين و تريا شبحين ان كانتا حولاوين فقال سبب ادراك شبح واحد انه لماانطبع منهما الصورتين تصلان الي موضع الالتقاء و لماكان الموضع واحداً انطبق الصورتان انطباقاً تاماً فلايري الشخص الا شبحاً واحداً و اما الاحول لما امتد العصبتان انفصل موضع الالتقاء فصار ثقبتين فلمينطبق الشبحان فيري شبحين ثم فصل بانه اذا انفصل الموضع كل الانفصال رئي الشبحان منفصلين تامين و الا فيريا منفصلين غير تامين بحسب انفصال الموضع ثم فرع علي ذلك تفريعات اذا بطل اصله فبطلان فروعه لازم له.
فنقول: ان العصبتين قد التقتا كل الالتقاء بحيث يصير الثقبتان ثقبة واحدة كماصرح به ارباب التشريح فاذا كان كذلك فكيف يمكن انفصالهما مع بقاء اتصالهما بالعينين سلمنا و كيف يبقي لكل واحدة من العصبتين ثقبة مع ان ثقبتهما واحدة و كيف تصير ثقبة واحدة ثقبتين و مثال ذلك للتوضيح و البيان انك لو صنعت صليبا هكذا كماكانت العصبتان و ثقبت اربع جوانبه يصير في موضع الالتقاء ثقبة واحدة ثم اذا فصلتهما لايبقي ثقبتان فان ابقيت الثقبة بتمامها لواحد منهما و فصلتهما فقد انفصل الاخر عرضاً هكذا فانقطع عن العين فلاتري شيئاً مطلقاً و ان قسمت نصف الثقبة لهذا فلايبقي ثقبة كما هو مشاهد محسوس هذا و انهما لو انفصلتا بعد ماكانتا متحدة لجرحتا و تدامتا و لفاض الدم من
«* رسائل جلد 7 صفحه 295 *»
مجراهما الي العينين و لانسد مجراهما فمانفذ روح الباصرة اليهما فعميتا و لاحس الانسان وجعاً في موضع الالتقاء و عند الانفصال و كذا لامتنع اتصالهما بعد الانفصال لعدم قاسر هناك و قد عولج بعض الاحولين بعد الحول بالنظر الي الزجاجين المدوران و سائر التدابير و كذا لو كان سبب ادراك شبح واحد انطباق الشبحين في الملتقي لكانتا قد ادركتا مرئيين متساويين مرئياً واحداً لانطباق الشبحين علي زعمهم و هذا خلف بالبداهة فظهر ان سبب ادراك الشبح الواحد ليس كمازعموا و كذا سبب ادراك الاحول شبحين فلنبدء بذكر كيفية انطباع الشبح في العين ثم نتبعها ببيان علة ادراك شبح واحد ان كان الشخص صحيحاً و ادراك شبحين ان كان احول.
فنقول: ان الشبح ينفصل من الشبح المتصل للشيء و يقع في الهواء المتصل بذلك الشيء ثم منه الي الهواء الذي يليه و هكذا الي الهواء المتصل بالعين فيقع في الطبقة القرنية التي تكون في غاية الصفاء ثم منها يقع الي الجليدية من ثقبة العنبية ثم منها الي الروح الباصرة التي من ورائها ثم منها الي الحس المشترك ثم منه الي الخيال ثم منه الي الواهمة ثم منها الي النفس فتدركه النفس.
و كلما يصعد الشبح من درجة ادني الي درجة اعلي يبقي لوازم الادني في الادني و يتخلص منها ما يليق بالدرجة العليا كما انه قد بقي الشاخص الخارجي في عالم الزمان بمادته و صورته في مكانه و صعد شبحه المنفصل منه الي الهواء فصار الهواء مادة للشبح المنفصل لا الشاخص الخارجي فانطبع الهواء بصبغ الشبح و تهيأ بهيئته ثم انفصل من الهواء الي العين و بقي الهواء في زمانه و مكانه فانصبغت العين بصبغه و تهيأت بهيئته و بقي العين في مكانه و وقته و انفصل منها الي الروح البخاري فصارت مادة له و انصبغت بصبغه و تهيأت بهيئته و انفصل منها شبحاً مثالياً برزخياً الي الخيال بواسطة الحس المشترك و بقي المواد الزمانية و صورها في الزمان في وقت زماني و مكان زماني و لمتصعد. اما تري ان المواد الزمانية و صورها ربما تتغير بتغيرها فظهر ان لوازم المراتب الدانية قد بقيت في مراتبها و
«* رسائل جلد 7 صفحه 296 *»
لمتصعد.
بالجملة فاذا وصل الشبح الي الخيال ينصبغ الخيال بصبغه و يتهيأ بهيئته ثم ينفصل منه الي الواهمة و لايصعد اليها صورة الخيال كما لايصعد الي الخيال المواد الزمانية و صورها فيتخلص من الصورة الخيالية المعني الجزئي فيقع في الواهمة فتتهيأ الواهمة بهيئة الشبح و تتصور بصورته اي تتهيأ بمعناه و تتصور بصورة معنوية ثم يصعد منها الي النفس ما يتخلص منه من الصورة النفسانية المجردة عن المواد الزمانية و صورها و عن المواد البرزخية و صورها فتتهيأ النفس بهيئته و تنصبغ بصبغه اي بهيئته المجردة و صبغه المجرد عن المواد الزمانية و البرزخية و صورهما فاذا تهيأت النفس بهيئته ادركته اي ادركت نفسها المتهيأة بتلك الهيئة و يعبر عن هذه الهيئة بالعلم فيقال علمته النفس و ادركته. هذا كيفية ادراك النفس الملكوتية الاشخاص الزمانية و اشباحها.
و اما سر ادراك شبح واحد من الشاخص مع انه في كلتي العينين شبح ان الله سبحانه من لطيف حكمته خلق للعينين عضلات محركة لهما بحركة واحدة اي بحيث اذا تحركت عين واحدة الي اليمين تحركت الاخري الي اليمين ايضاً و اذا تحركت الي الاعلي تشايعها الاخري او الي الاسفل تشايعها الي الاسفل و تشايع كل منهما الاخري بحيث اذا تحركت واحدة الي جهة قدر شعرة تشايعها الاخري الي تلك الجهة قدر شعرة كما هو مشاهد لايخفي علي من التفت الي حركتهما كذلك اذا نظر الانسان الي شيء عن يمينه بحيث يحجب الانف مواجهة العين اليسري و كذلك اذا نظر عن يساره الي شيء بحيث يحجب الانف العين اليمني عن النظر اليه فلااشكال حينئذ لانه في كلتي الحالين لميقع في العين الا شبح واحد و اما اذا نظر الي شيء تلقاء كلتي العينين بحيث لميحجبهما الانف او غيره عن النظر الي الشاخص فحينئذ لاشك ان في كلتي العينين شبح الشاخص يقيناً ولكن لماكانت حركتهما حركة واحدة كمامر قد نظر كل واحد الي الشاخص بنسبة واحدة و كيفية واحدة بحيث
«* رسائل جلد 7 صفحه 297 *»
يكون خط النظر الموهوم من كل واحدة منهما عموداً علي الشاخص مستقيماً علي نهج واحد فحينئذ يري كل واحدة منهما ما رأت الاخري بعينه بلاتفاوت في القرب و البعد و اللون و الشكل فيكون الشبحان و ان كانا اثنين متساويين من جميع الجهات فاذا تساويا من جميع الجهات لايقدر النفس علي التمييز بوجه من الوجوه لان التمييز فرع الاختلاف و لو من جهة و لااختلاف فلاتدرك الا شبحاً واحداً لعدم التمييز و لذا اذا كانت احدي العينين ضعيفة جداً من رمد و غيره و نظر الانسان الي شيء لايقدر علي التشخيص كماينبغي و ذلك لان الشبح الواقع في العين الضعيفة يتكيف بكيفيتها و يتهيأ بهيئتها من الضعف فاذا كان منها بخار او مادة غيره يتلون الشبح فيها بلون ذلك البخار و المادة فيتميز عن الشبح الواقع في العين الصحيحة فيري الانسان الشاخص كأنه يتحرك عليه شيء كالموج و ذلك الاضطراب من الشبح الواقع في العين المريضة فكأنه يري حينئذ شبحان لاختلافهما في الجملة فلايقدر علي التشخيص الا انيسبل علي المريضة فيقدر علي التشخيص بالعين الصحيحة. بالجملة ليس ادراك الشبح الواحد الا التطابق من جميع الجهات بين الشبحين فلايقدر النفس علي التمييز كما لاتقدر علي تمييز الصوتين الواقعين في الاذنين لاتحاد صفتهما من جميع الجهات فلاتدرك الا صوتاً واحداً و لاتدرك رائحتين من المنخرين لاتحاد صفتهما مع ان الصوت الواقع في احدي الاذنين غير الصوت الواقع في الاخري يقيناً و الرائحة الواقعة في احد المنخرين غير الرائحة الواقعة في الاخري يقيناً فان اردت ان تري هذا الامر رأي العين فخذ انبوبتين متسعتين اتساعاً يسع العينين و اطبقهما علي عينيك فحينئذ تري شبحين فقرب طرفي الانبوبتين الخارجين حتي اتصل كل واحد بالاخري فتري حينئذ شبحاً واحداً علي انهما في الواقع الخارج شبحان متعددان ولكن لماانطبق كل منهما علي الاخر لقرب طرفي الانبوبتين و اتحاد هيئتهما و عدم اختلاف بينهما لاتقدر النفس علي التمييز لعدم الاختلاف ثم ان فرقتهما تري شبحين لاختلاف وضعهما
«* رسائل جلد 7 صفحه 298 *»
فتقدر النفس علي التمييز و لذا اذا غمزت باصبعك تحت عين واحدة و نظرت الي شيء رأيت شبحين لانك منعتهما عن حركتها الطبيعية قسراً فاختلف وضع العينين علي النهج الطبيعي فيقع الشبح علي الطبيعة في عين و يقع في اخري علي اعلاها لغمز الاصبع تحتها فيختلف وضع الشبحين اعلي و اسفل فيدرك النفس اثنين لاختلاف الوضعين لاسيما بغمز الاصبع يضعف العين و هذا الضعف ايضاً سبب الامتياز و لذا يري الشبح العين المغموزة اضعف فان غمزت تحتها تري الشبح ابعد اذا نظرت علي السطح المستوي او اعلي اذا نظرت الي مثل الجدران و ذلك لارتفاع الحدقة بالاصبع لان الخط الواقع بين الاعلي الي الشيء اطول من الخط الواقع بين الاسفل الي ذلك الشيء و مثال ذلك لو نصبت عصا علي الارض و نسبت شيئاً اليها لوجدت الخط الذي بين ذلك الشيء الي اسفلها اقصر من الخط الذي بين ذلك الشيء الي رأسها فاذا غمزت الاصبع تحت الحاجب رأيت الشبح شبح العين المغموزة اقرب من شبح العين الاخري و ان غمزت في يمينها رأيت شبحها الي اليسار و ان غمزت في يسارها رأيت شبحها في اليمين اي في يمين شبح العين الاخري و هذه الحالة رد علي الزاعمين بان سبب رؤية الاحول شبحين انفصال موضع الالتقاء فان بمحض غمز الاصبع لاينفصل موضع الالتقاء و بمحض رفعه يرجع الي الحالة الطبيعية.
و هذا الحكم جار في الاحول حرفاً بحرف فانه بسبب دهشة عظيمة و صوت شديد يتوجه الروح من مبدئه الذي هو القلب الي الظاهر و الي الوجه للاستخبار و يضطرب الحواس الظاهرة بسبب الدهشة اضطراباً عظيماً خصوصاً العين لانها لين آلة في استعلام الموحشات فتنظر مضطربة يميناً و شمالاً و اعلي و اسفل من غير مهلة فلربما تنظر عين واحد الي اليمين و الاخري الي اليسار او الي الاعلي او الي الاسفل لاضطراب النفس في طلب المخوف فلاتتحركان بحركة طبيعية وحدانية لشدة ميل الروح الي الاستعلام فتتحرك كل واحدة الي جهة و لايشايع كل منهما الاخري للاضطراب و يشايع الروح بعض الرطوبات و تتوجه الي الظاهر و الي
«* رسائل جلد 7 صفحه 299 *»
العين و لربما تسيل منهما علي نحو البكاء فلماتوجهت الروح الي الظاهر و انصرفت من القلب برد القلب و خلي من الروح الا قليلاً فخافت الطبيعة عليه فتعود الي القلب و الباطن لحفظ الباطن ثانياً فلميبق في الظاهر الا روح قليلة فبرد الظاهر و بردت الرطوبات التي تشايع الروح اولاً فجمدت في خلل الاعضاء و في الاعصاب و العضلات المحركة للاعضاء و الحواس فاذا جمدت وقعت الاعضاء علي الهيئة التي حصلت لها حال الاضطراب فلربما يصير الشاخص اعوج او اشل او احول او غير ذلك من الاعراض النفسانية فاذا صار احول تصير احدي العينين اعلي و الاخري اسفل او تميل احديهما الي اليمين و الاخري الي اليسار او تميل احديهما الي الاعلي و الاخري الي اليمين او الي اليسار او تميل احديهما الي الاسفل و الاخري الي اليمين او الي اليسار فلربما تميل كل واحدة غاية الميل و لربما تميل واحدة غاية الميل و الاخري في الوسط في الجهات المذكورة فتختلف حال الاحولين باختلاف شتي فاذا حصلت احدي هذه الحالات تختلف العينان و تغيرا عن الهيئة الطبيعية فاذا نظر الانسان يري شبحين لامحالة لاختلاف وضعهما في العلو و السفل و اليمين و اليسار فلمينطبق الشبحان لاختلاف محلهما في الجهات المذكورة.
فان قيل ان الشاخص في الخارج واحد و شبحه في العينين و العينان متصلان بالشخص و ليس احدهما اقرب الي الشخص من الاخري فلم يري الشخص الشبحين احدهما اقرب من الاخر او احدهما عن اليمين و الاخر عن اليسار؟
قلنا هذا حال جميع الاشباح بالنسبة الي الشواخص سواء كان العينان صحيحتين او مريضتين لان نفس الشواخص في محالها ثابتة و اشباحها كلها تقع في العين و النفس التي من وراء العينين اذا اضاف شبحاً الي شبح تدرك القرب و البعد و العين بنفسها لاتدرك تلك المعاني و ادراك تلك المعاني شأن النفس عند قياس بعض الاشباح ببعض كما اذا نصبت مرآة يقع فيها الاشباح الخارجة قريبها و بعيدها كلها فيها و في سطحها و ليس في نفس المرآة قرب و بعد و غير ذلك بل اذا وقعت
«* رسائل جلد 7 صفحه 300 *»
الاشباح القريبة و البعيدة فيها و نظرت انت اليها و نسبت بعضها الي بعض تدرك نفسك عند القياس معاني تلك الاشباح فتدرك بعضها قريبة و بعضها بعيدة مع انها كلها في سطح مرآة واحدة ليس فيها قرب و بعد فكذلك العينان بمنزلة قطعتين زجاجتين ليس فيهما قرب و بعد ولكن اذا نصبت زجاجة اعلي من الاخري و وجهتهما الي الشاخص يقع الشبح في الاعلي و الاسفل كماكان حال عيني الاحول فتدرك النفس من ورائهما الشبحين و تقيس احدهما بالاخر فتدرك احدهما اقرب و الاخر ابعد كماتدرك القرب و البعد من ساير الاشباح و ان كانت عيناها صحيحتين حرفاً بحرف نعم اذا كانتا صحيحتين لاتري من الشاخص الواحد الا شبحاً واحداً اي لاتدرك لعدم الامتياز و ان كان في الواقع شبحين كما مر و لايقال ان النفس حين الالتفات الي الشاخص الواحد تتوجه من عين واحدة و ان كان الشاخص بين العينين لانها تري بالعينين جميعاً و الشاهد علي ذلك ما مر من تمثيل الانبوبتين و كذا انك لو نصبت صفحة بين عينيك و بين الشاخص و فتحت عيناً واحداً و نظرت الي الشاخص بحيث رأيت نصفه ثم فتحت عينك الاخري فرأيت كله فعلم ان نصف الشاخص رؤي بعين واحدة و نصفه بالاخري.
و اما ما رؤي من طرف الصفحة اذا نصب بين العينين قريباً منهما و امثالها بعين واحدة فسر ذلك ما مر من بساطة حركة العينين فانك اذا نصبت المرئي قريباً بين العينين و تعمدت النظر اليه تميل اليه احدي العينين لامحالة ليقيم خط النظر علي المرئي فاذا مالت احديهما الي المرئي و مالت الاخري عن المرئي لامحالة فلايقيم عليه خط نظر هذه العين علي المرئي فلاتري المرئي و اذا قام خط نظر هذه العين علي المرئي انحرف خط ذاك فلايمكن الابصار الا بعين واحدة و اما اذا ابعدت المرئي بحيث يمكن قيام خط كلتا النظرين عليه فيري بهما جميعاً و قد تم ما اردت شرحه من امر العين في ليلة الحادية عشرة من شهر رجب من سنة 1275 حرره باقر بن محمد جعفر الاصفهاني حامداً مصلياً مستغفراً.