رسالة في جواب الآغا ميرزا محمود الاصبهاني
من مصنفات العالم الربانی و الحکیم الصمدانی
مولانا المرحوم الحاج محمد کریم الکرمانی اعلی الله مقامه
«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۸۵ *»
بسم الله الرحمن الرحیم
الحمد لله رب العالمين و صلي الله علي محمد و آله الطيبين الطاهرين و رهطه المخلصين و لعنة الله علي اعدائهم اجمعين.
و بعــد يقول العبد الاثيم کريم بن ابرهيم ان المولي الفخيم و الاولي الكريم سلالة الانجاب و نقاوة الاطياب الجناب المسعود الاغا محمود بن المرحوم الحاج محمد الاصبهاني قد سألني عن مسائل قد اشكلت عليه مع ما انا فيه من قلة البضاعة و كثرة الاضاعة فبادرت الي جوابه حين ورد علي سؤاله امتثالاً لامره علي حسب الميسور و علي الله التكلان في جميع الامور.
قال: بعد الحمد و الصلوة و ما عنون به كتابه دعي الي تصديع جنابكم و اوقفني علي بابكم ما اشكل لي و تصعب علي من معاني بعض ما ورد من الائمة الاخيار و السادات الابرار سلام الله عليهم في جميع الاكوار و الادوار من ان من خرج عن زيه فدمه هدر و قوله9 طوبي لمن عرف قدره و لميتعد طوره و قولهم: اطلبوا العلم و لو بالصين فالمسئول من جنابكم السامي انتكشفوا نقاب عرايس هذه الاخبار و تظهروا نفايس لآلي تلك الاثار و المقصود انتبينوها علي وجه التفصيل بالادلة الواضحة و البراهين الساطعة مثلاً اكثر الناس غافلون عن معني الزي فيقولون لادني شيء من الحركات و السكنات و تغيير بعض الالبسة و ارتكاب التجارة و الذهاب في السوق لاشتراء شيء لاهله و عياله او ذهابه الي مكان بلا خادم و لا مركب او الي طلب علم انك قد خرجت عن زيك ايكون ذلك كما ذكروه ام لا؟ و ما المراد من القدر و الطور المذكورين؟ و اي علم ذلك العلم الذي امر الشخص بطلبه؟ و هل يعارض ذلك الطلب شيء بحيث يصير مانعاً عن نفر الشخص في طلب العلم؟
اقول: غيروا من سيرة رسول الله9 و سيرة عترته الهادين
«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۸۶ *»
المهديين عليهم صلوات الله و صلوات المصلين كل شيء حتي هذا و هذا و امثاله ما دعيهم الي تخلفهم عن السنن و السير و انحرافهم عن طرق ولاة البشر؟ اين هم عن قوله تعالي ان لكم في رسول الله اسوة حسنة و اين هم عن قوله تعالي اولئك الذين هديهم الله فبهديهم اقتده اين هم عن قوله تعالي ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فان اقتديت برسول الله9 فها هو كان يركب الحمار العاري و يردف خلفه و كان يأكل ماشياً الي الصلوة بمجمع من الناس و كان يحمل الحجر للبناء علي عاتقه و كان يأكل الخشن و يلبس الجشب. او ليس اميرالمؤمنين يلبس اخشن الثياب و يأكل اخشن المأكل و يستقي بالناضح؟ و هكذا ساير امور الفلاحة. الميكن علي بن الحسين8 يحمل الدقيق و الحطب الي الفقراء و كان لايسافر الا مع رفقة لايعرفونه و يشترط عليهم انيكون من خدم الرفقة؟ و كان ابوالحسن7 يعمل في ارض له قد استنقعت رجلاه في العرق. فقيل له اين الرجال فقال قدعمل باليد من هو خير مني و من ابي قيل و من هو؟ قال رسول الله9 و اميرالمؤمنين و آبائي كلهم كانوا قد عملوا بايديهم و هو من عمل النبيين و المرسلين و الاوصياء و الصالحين؟ ثم هكذا. اليس كان آدم حراثاً و ادريس خياطاً و نوح نجاراً و موسي راعياً و عيسي صباغاً و محمد9 تاجراً؟ فـاولئك الذين هديهم الله فبهديهم اقتده ولكن هؤلاء المأولون قدخالطهم الكبر و مازجهم الفخر حتي انفوا عن التواضع و ارادوا انيلبسوا ذلك علي الناس فتمسكوا بالشبهات و اتبعوا المتشابهات فحرموا بذلك عن كثير من الفضائل و ارتطموا في الرذائل فيا ليتهم بعد استكبارهم لمينسبوه الي ساداتهم صلوات الله عليهم؟ فيكتسبوا بذلك اثماً علي اثم و جرماً علي جرم. فعلي ما اولوا يحرم علي السلاطين انينفروا الي حجة الله تواضعاً و يؤمنوا به استسلاماً لان ذلك خلاف زيهم. و كذا يحرم علي قولهم لاصحاب الشرف الجاهلين بشرايع الاسلام انيذهبوا الي عالم ليتفقهوا في الدين مع ما اوجب الله عليهم النفر و يجب عليهم انيعيشوا بلاصلوة و لاصوم و لاحج.فان قالوا ان حرمة
«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۸۷ *»
خلاف الزي في المباحات و ان ما ذكرت من المحرمات و الواجبات و لايراعي الزي هنالك فنقول عليكم بالدليل علي هذا الزي الذي تذكرونه و ان تحريم شيء و ايجاب شيء يحتاج الي دليل من كتاب مستجمع علي تأويله او سنة جامعة غير مفرقة او اجماع قائم او عقل مستنير فاي دليل يدل علي ذلك و اي اثر في ذلك؟ و هذا الذي ذكروه في هذا الخبر علي فرض كونه حديثاً و لميثبت حديث مجمل يعارضه الكتاب و السنة و لايجوز التمسك بمثله في مقابلها فان الله سبحانه بعث محمداً9 بعد فترة من الشرايع و الانبياء و طول هجعة من الامم فابتدع لهم شرايع و احكاماً نسخ بها سنن من كان قبله ففرض فيها فرايض يرضي الله سبحانه العمل بها و سخط علي تاركها و حرم محرمات يسخط الله علي مباشرها و يرضي عن تاركها و المجتنب عنها ثم استحب اموراً رضي عن الآتي بها و لميسخط علي تاركها الا انيتركها تارك رغبةً عنها و استخفافاً بما احبه و رضيه فيسخط ذلك اشد السخط و عاف اموراً لميحب العمل بها و رضي الاجتناب عنها و اباح للناس اموراً سوي لهم في مباشرتها و اجتنابها اللهم الا انيقع عن المكلف منها شيء لله سبحانه فيثيب عليه او لغيره فيكله فيه الي غيره ليثيبه به فهذا هو الزي الذي رضيه الله لعباده و وضعه لهم. فمن غير شيئاً من فرائض الله و احكامه فجعله علي غير ما جعله الله عليه كان بذلك مفترياً علي الله حاكماً بغير ما انزل الله فكيف يكون ارتكاب ما فرضه الله او احبه او اباحه خلاف الزي و محرماً علي مباشره و كذا كيف يكون ارتكاب ما حرمه الله او عافه موافقاً للزي و هل الزي الا دين الله سبحانه صبغة الله و من احسن من الله صبغة و لباس التقوي ذلك خير و قال يا ايها الناس انا جعلناكم شعوباً و قبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقيكم فالزي هو الاسلام فمن ارتكب محرماً او ترك فريضةً فقد خرج عن زيه الذي ارتضاه الله لعباده.
و اما قوله طوبي لمن عرف قدره و لميتعد طوره فمعناه طوبي لمن عرف انه رعية و ليس بنبي و لا وصي فلميحكم برأيه و لميبدع شريعة و لميغير سنة فالحاكم بما ذكرت فبؤساً له فانه لميعرف قدره و تعدي طوره اذ حكم برأيه و
«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۸۸ *»
اتبع المتشابهات التي نهي الله عن اتباعها فاتباع المتشابهات المحرم خلاف الزي و الفتوي بغير ما انزل تعدي الطور. يا سبحان الله اليس قد روي انه قيل للباقر7 في حديث فان عرض عليه الحج فاستحي قال هو ممن يستطيع الحج و لميستح و لو علي حمار اجدع ابتر و في رواية لايسعه الا انيخرج و لو علي حمار اجدع ابتر و قال ان كان يستطيع انيمشي بعضاً و يركب بعضاً فليحج فاين ذهب زيهم الذي به يتركون الحج بانا علي زينا لانستطيع الحج بالجملة. الزي و القدر ماجعله الله لعباده في سنة رسوله9 لا ما يتكلفه العبد لنفسه تكبراً فان ذلك لايقف علي حد و علي قولهم يبلغ الزي آخر الامر مبلغاً يجب معه ترك الاسلام و العلم بالفرايض و العمل بها فانها خلاف ما جعله لنفسه زياً فان اوقفوه علي حد فليذكروا و هل زيهم الا جمع الاموال و ترك الانفاق و قطع الارحام و التجبر و الاستيلاء علي رقاب المسلمين؟ و هل هذا شيء جعله الله عليهم؟ و قال في كتابه الذين يكنزون الذهب و الفضة الاية و قال ان الله لايحب المتكبرين و لعن قاطع الرحم في ثلثة مواضع من كتابه
بالجملة، لااعرف وجهاً لما يذكرونه من الزي و القدر و كذا لااعرف ما ذكروه من اشتراط المروة في العدالة و فسروها باتباع محاسن العادات و اجتناب مساويها و ما تنفر عنه النفس من المباحات و يؤذن بدناءة النفس و خستها كالاكل في الاسواق و المجامع و البول في الشوارع وقت سلوك الناس و كشف الرأس في المجامع و تقبيل زوجته في المحاضر و لبس الفقيه ثياب الجندي و المضايقة في اليسير الذي لايناسب حاله و نقل الماء و الاطعمة بنفسه ممن ليس اهلاً لذلك اذا كان عن شح و ضنة و نحو ذلك. و يختلف ذلك بحسب اختلاف الاشخاص و الاعصار و الامصار انتهي.
و لعمري ان ذلك شيء لمنجد له اثراً في الاخبار و لمحاً في الآثار و لمينقل عليه سنداً احد من علمائنا الاخيار عليهم رضوان اله الملك الجبار. اما اتباع محاسن الصفات فبها و نعمت. و اما ما ورد الشرع بكراهته من جملة ماذكروه فكذلك. و اما ساير ما لميرد الشرع بكراهته و لاحرمته بل ورد بجوازه كالاكل في المجامع و قد روي عن النبي9 انه كان يأكل و يمشي
«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۸۹ *»
الي الصلوة و يرکب الحمار العاري و يحلب العنز و يمشي في الاسواق فلااعرف له وجهاً و لااجد له دخلاً في العدالة بل هي من اسباب الجلالة. و اما لبس الفقيه ثياب الجندي فما ادري اذا قام قائمهم ايتجندون له و يلبسون السلاح ام يكنس تحت حنكهم الطرق و يستاكون و يحاربون بسواكهم و مشطهم و مرودهم و عصاهم فهل ذلك الا انفة عن ما لايليق بشأنهم الذي جعلوه لانفسهم و اين سندهم علي ذلك من كتاب و سنة و اجماع امة؟ و هل اشتراط تلك المروة في العدالة الا من خواص العامة العميا؟ و قد اتبعوهم كما صرح به بعضهم. بالجملة الامر اوضح من نار علي علم و الزي هو الاسلام و الخارج عنه دمه هدر. و القدر هو رتبة كل شخص في دينه و تقويه و علمه و فضله و ينبغي لكل احد ان لايترفع عن مقامه. فطوبي لمن عرف انه عبد فلميدع الربوبية و عرف انه محجوج فلايدع النبوة و عرف انه رعية فلايدع الامامة و عرف انه جاهل فلايدع العلم و عرف انه عاص فلايدع العصمة و عرف انه عاجز فلايدع القدرة. و هكذا و هذا هو الخروج عن الزي و التعدي عن الطور لا ما زعموه. و علي ما يذكرونه لايجوز لاحد انيتواضع و يرضي بدون ما له من الشرف مع انه من سنن النبي9.
و اما العلم الذي امر الناس بطلبه فـهو الاية المحكمة و الفريضة العادلة و السنة القائمة و ماسويهن فهو فضل كما روي. و انما امر الناس بمعرفة ربهم و معرفة نفسهم و معرفة سلوكه معهم و سلوكهم معه ثم لاشيءغير ذلك و يندرج في ذلك جميع ما يجب عليهم و يستحب. فروي انه جاء رجل الي رسول الله9 فقال يا رسول الله ما العلم؟ قال الانصات. قال ثم مه؟ قال الاستماع. قال ثم مه؟ قال الحفظ. قال ثم مه؟ قال العمل به. قال ثم مه يا رسولالله؟ قال نشره. و روي وجدت علم الناس كله في اربع: اولها انتعرف ربك و الثاني انتعرف ما صنع بك و الثالث انتعرف ما اراد منك و الرابع انتعرف ما يخرجك عن دينك انتهي. فمعرفة النفس و سلوكه معهم فيما صنع بك و سلوكهم معه هو ما اراد منهم. و ما يخرجك عن دينك هو فيما ذكرنا من سلوكهم معه. و روي طلب العلم فريضة علي
«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۹۰ *»
كل مسلم فكل ما يتوقف عليه تحصيله يجب من باب وجوب المقدمة بوجوب الغاية. و سئل ابوالحسن7 «هل يسع الناس ترك المسألة عما يحتاجون اليه؟ فقال لا. و روي ان طلب العلم اوجب عليكم من طلب المال ان المال مقسوم مضمون لكم قد قسمه عادل بينكم و ضمنه و سيفي لكم و العلم مخزون عند اهله قد امرتم بطلبه من اهله فاطلبوه و روي عليكم بالتفقه في الدين و لاتكونوا اعراباً فان من لميتفقه في دين الله لمينظر الله اليه يوم القيمة و لميزك له عملاً و يقول الله سبحانه فلولا نفر من كل فرقة الاية و لميعين حداً لمنتهي النفر فيجب النفر الي انيصل الي من يمكنه التفقه منه. و لذا روي اطلبوا العلم و لو بالصين و في الاخبار المستفيضة طلب العلم فريضة علي كل مسلم و لميعين حداً للطلب. فيجب الطلب و السعي في الارض علي كل احد عال و دان، غني و فقير، وضيع و شريف الي انيصل الي العلم اِلاّ تفعلوه تكن فتنة في الارض و فساد كبير فالامر واضح ان شاء الله تعالي.
قال سلمه الله: و ما معني التقية و مراتبها و مواردها؟ و من اي شخص يجب التقية؟ هل التقية في امور الدين و الدنيا معاً او في احدهما؟ فلو عرف شخص حقية شخص بحيث قطع انه هو العالم الذي وصفه الامام7 فيجب النفر لديه و الاخذ منه و التلمذ عنده؟ فهل له تقية من اقربائه و والديه مع انه لايحتاج اليهم و لايقدرون ايضاً علي ضربه و سبه و شتمه؟ فهل لمثله التقية و لو علي فرض بعض ما ذكرنا؟ و هل عذره عند كرام الناس و الائمة: مقبول ام لا؟
اقول: اعلم ان اصل التقية من قوله تعالي في كتابه لايتخذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون المؤمنين و من يفعل ذلك فليس من الله في شيء الا ان تتقوا منهم تقيةً و قال ان اكرمكم عند الله اتقيكم اي اعملكم بالتقية و روي لادين لمن لاتقية له و تسعة اعشار الدين في التقية و وجوبها من ضروريات المذهب و في تركها عسر مرفوع و حرج غير مكلف به و يريد الله بكم اليسر و لايريد بكم العسر.
«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۹۱ *»
و ماجعل عليكم في الدين من حرج. ولكن لابد من معرفتها و شرحها.
اما موضع التقية فقد روي ان للتقية مواضع من ازالها عن موضعها لمتستقم له و تفسير ما يتقي مثل انيكون قوم سوء ظاهر حكمهم و فعلهم علي غير حكم الحق و فعله. فكل شيء يعمل المؤمن بينهم لمكان التقية مما لايؤدي الي الفساد في الدين فانه جايز انتهي. فذلك موضع التقية. و كذلك كل موضع ادي الي الضرورة و الاضطرار و الحرج و صاحبها اعلم بموضعها فقد قال الباقر7 التقية في كل ضرورة و صاحبها اعلم بها حين تنزل به و قال7 التقية في كل شيء يضطر اليه ابن آدم فقد احله الله له انتهي. و ذلك موكول الي نفس المكلف و ايمانه و تقويه فان يري من نفسه ضرورةً و اضطراراً فليفعل و الا فليتق الله و لايداهن في دين الله و لايخذل اولياء الله و لايخادع الله و رسوله و المؤمنين. فان الدنيا تفني و العمل يبقي و الاجر يوفي و الحكم هو العلي الاعلي. فاما ما اصطلحه اهل زماننا من التقية انهم يظهرون خلاف الحق او يثبتون عليه او يداهنون فيه فيستمعونه و لاينهون عنه لبقاء عزة متوهمة او عدم وصول ضرر محتمل او كسر شأن او وصول وهن فيصبرون علي اذية اولياء الله و سبيهم و قتلهم حتي يبقي لهم عزتهم و رياستهم و يصبرون علي الجهالات حتي لاينخفض جانبهم و يصبرون علي شتم اولياء الله في المجالس حتي لايظن الاتباع انه مقر بالحق فينفضوا من حوله و امثال ذلك فليس من محل الضرورة في شيء. و انما الضرورة خوف علي نفس من القتل و ما لايطاق او خوف علي مال يؤدي معه الي تلفه اي تلف الشخص و ما لايمكن تحمله و امثال ذلك. و انما لاجل ان العمل بالباطل و تقريره حرام محرم و انما هو كالميتة و مستعمله كأكل الميتة فلينظر امرء لنفسه و ليتق الله متي يحل له الميتة فانه يحل له التقية في ذلك الوقت و علي مثل تلك الحال لا غير. فمن استعمل التقية في غير حال الاضطرار كاضطراره الي اكل الميتة و لحم الخنزير فليستيقن انه من الخاذلين للحق المشاركين في الواقعين فيه. و سيان خاذله يوماً و قاتله؟ و بامثال هذه المداهنات انكسر ظهر الدين و ارتفع
«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۹۲ *»
قدر المنافقين. و لو ان الناس امروا بالمعروف لميبق للدين عمود الا قام و لا عود الا استقام و لو انهم نهوا عن المنكر لميبق عمود كفر الا مال و لميبق منافق الا ذل و تبين منه الضلال و ارغم انفه و خمد ناره. و انما خرب الدين و طمس آثار الشرع المبين هذه المداهنات و تلك المصانعات و تلك التداينات. فعند ذلك تولي بعض الظالمين بعضاً و جعل بأسهم بينهم و فرقوا شيعاً كل حزب بمالديهم فرحون و سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون و لاحول و لاقوة الا بالله العلي العظيم. كتبه العبد كريم بن ابرهيم حامداً مصلياً مستغفراً و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين و كان الفراغ منه في الثاني و العشرين من شهر شوال سنة 1265