31-02 مکارم الابرار المجلد الواحد والثلاثون ـ رسالة في جواب الشاهزاده عباس ميرزا ملک آرا ـ مقابله

 

 

رسالة في جواب الشاهزاده عباس ميرزا ملک آرا

 

من مصنفات العالم الربانی و الحکیم الصمدانی

مولانا المرحوم الحاج محمد کریم الکرمانی اعلی الله مقامه

 

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 59 *»

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي غاب بذاته عن درك الابصار و ظهر بصفاته في الابرار و بآياته فيمن يدور لهم الليل و النهار و الصلوة علي مظهر الاسرار و مبدء الانوار محمد المبعوث علي جميع اهل الاكوار و الادوار و آله الذين بهم ميز الله الاخيار و الاشرار و هدي الله المتقين و اضل الفجار و علي رهطه الذين هم نقاوة الاخيار و صفوة الاطهار و لعنة الله علي الساعين في اطفاء نورهم مدي الدهور و طول الاعصار.

و بعد انه قد اتاني مدة قبل ذلك كتاب كريم و خطاب عظيم من حضرة ذي الشيم و الفخار عالي النجار ذي العز الشامخ و الفخر الباذخ سليل السلاطين و سلالة الخواقين صاحب الرياستين و مالك المنزلتين مؤيد الدولة و الدين و معز المؤمنين و مذل المنافقين و حامي حوزة المسلمين و الذاب لاعداء الله عن الشرع المبين العالم الفاضل و العارف الباذل الشاهزادة عباس ميرزا نائب السلطنة العلية و حامي الدولة البهية لازالت رياض اجلاله بسحائب تأييدات الله مسقية و اعلام اعزازه بايدي تسديدات الله مبنية و قد امرني فيه بجواب مسائل سمح خاطره الشريف بالسؤال عنها و قد ورد و انا متبلبل البال مختل الحال و لم‌يمكنني امتثال امره الي ان ساعدتني السعادة في هذه الايام و وافقني التوفيق في هذا الاوان فقمت بالخدمة خجلا من تأخر الامتثال و نهضت برسم هذه الاجوبة معتذرا من ذلك الجناب المفضال و العفو من تلك الشيمة الكريمة مأمول و العذر عند كرام الناس مقبول فاصدر بتأييد الله سؤالاته دامت ايام جلاله بقال و جوابي لها باقول كما هو المعمول في ساير كتبي ليظهر جواب كل سؤال و لانه جرت العادة منا علي هذا المنوال و انا اذكر مواضع الحاجة من كتابه الشريف بلفظه علي ما كتب و ان كان فارسيا و ربما اختصرت سؤاله اذا كان فيه بسط لا حاجة بايراده في ذكر الجواب و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم.

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 60 *»

قال ايده الله و سدده مسأله وحدت در اغلب كتب سركار و سيد مرحوم و شيخ مرحوم موجود است هر چند رد بر صوفيه هست و لعن و طعن آنها هست لكن مكان ديگر مسأله وحدت موجود است بعد استشهاد به بعضي عبارات كتب فرموده مي‌فرمايند پس اگر اين سر جاري است در همه چيز پس تكاليف براي چيست و جنت و نار يعني چه و چه فرق است ميان دشمن و دوست الي آخر.

اقول اعلم ان الناس آلوا في كلية مطلق الوجود الي ثلث فرق فرقة منهم قالوا ان الوجود مشترك بين الله و بين خلقه بالاشتراك المعنوي فالله موجود و زيد موجود الا ان الله موجود كامل في الوجود فلايشوبه عدم و غيره موجود ناقص يشوبه عدم فهو واجد كل كمال و غيره فاقد بعض الكمال و ذلك علي اختلاف آرائهم و انظارهم في جزئياته و لسنا بصدد بيانها و فرقة منهم قالوا بمباينة وجود الله عن وجود خلقه فلايشتركان في معني الوجود فهو كنهه تفريق بينه و بين خلقه و غيوره تحديد لما سواه ولكن جميع ماسواه مشترك في معني الوجود  فما سواه وجود واحد و هو كبحر واحد الا ان بعض خلقه في قبة ذلك البحر و بعضهم في ساحله و بعضهم فيمابين ذلك فهم في المادة مشتركون و في الصورة مختلفون كما ان جميع الاواني من الماء و التراب لكن منها كيزان كثيفة غليظة و منها اوان تسمي بالكاشية و منها اوان تسمي بالصينية و منها اوان تسمي ببارفتن و منها اوان زجاجية و منها اوان بلورية و جميعها من الارض و هي جميعها في اصل المادة الارضية متحدة و انما تختلف بحسب قلة التصفية لها و توسطها و كثرتها و كمالها فاذا اراد الفيلسوف تصفية مادة الكوز الي ان يصير بلورا فعل كما ان صانع البلور يصفي الحجر الغاسق و يجعله بلورا صافيا يري باطنه من ظاهره و ظاهره من باطنه فكذلك الخلق كلهم من وجود واحد و التفاوت في الصورة و يمكن للداني ان يصير بالمجاهدات و الرياضات ان يصير كخاتم النبيين و فرقة منهم قالوا ان وجود الله جل و عز مباين عن الخلق و وجودات الخلق ايضا متفاوتة مادة و صورة فلايسع من وجوده في الدرجة الثانية ان يصير بسبب

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 61 *»

الرياضة كمن وجوده في الدرجة الاولي و لو ارتاض مادام ملك الله فانه منحط عنه مادة و صورة و الشيء لايصعد من مقام مادته و اعلي اذكار وجوده و هؤلاء هم الاقلون عددا و الاعظمون خطرا و قد قلوا حتي انه لايكاد يوجد احد قائلا به و من لم‌يقل بالقول الاول قال بالقول الثاني و اول من شيد بنيان القول الثالث و قوم اركانه شيخنا الاجل الاوحد اعلي الله مقامه و رفع في الدارين اعلامه و كأنه لم‌يكن احد قبله قائلا بذلك ظاهرا و انما استنبط هو اعلي الله مقامه هذا القول من بواطن اخبار آل محمد: لان ظواهرها يوافق قول المتوسطين نعم رأيت انا في كتاب مراصد العباد تصنيف ابي‌بكر عبدالله بن محمد بن شاهادر الاسدي الذي صنفه في سيواس في علم السلوك و هو من الصوفية قال في الفصل الاول من الباب الثاني ما معناه بالعربية انه لما اراد الله خلق الموجودات خلق نور محمد اولا من شعاع نور احديته كما قال7 انا من الله و المؤمنون مني و روي ان الله نظر بعين المحبة الي ذلك النور اي نور محمد فغلب عليه الحياء و تقطر منه العرق و خلق من تلك القطرات الانبياء: ثم خلق من نور ارواح الانبياء روح الاولياء و من انوار ارواح الاولياء ارواح المؤمنين و من ارواح المؤمنين ارواح العصاة و من ارواح العصاة ارواح المنافقين و الكافرين و من انوار ارواح الانسان الارواح الملكية و من الارواح الملكية الارواح الجنية و من ارواح الجن ارواح الشياطين و المردة و الابالسة علي حسب تفاوت المراتب و من عكر ارواح الانسان ارواح الحيوانات علي تفاوتها ثم اظهر انواع الملكوتيات و النفوس و النباتات و المعادن و المركبات و مفردات العناصر ثم مثل ان القناد يستخرج الابلوج الابيض من قصب السكر ثم يستخرج منه النبات الابيض ثم يستخرج منه السكر الابيض ثم يستخرج منه السكر الاحمر ثم منه الطبرزد ثم السكر الاسود ثم القطارة في غاية السواد و الكدورة انتهي و هذا القول منه و ان كان قريبا من الحق في بعض الفاظه الا انه ناقص كصاحبه متهافت بالجملة هذا القول قد اظهره شيخنا الاوحد اعلي الله مقامه مجملا و لم‌يبينه بالادلة الكافية ثم شيد بنيانه سيدنا العالم رفع الله في الخلد اعلامه و لم‌يأت عليه

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 62 *»

ببرهان حتي اني سألته عن براهين هذا القول و وعدني الجواب و راودته مكررا و اصررت عليه مرددا و لم‌يجب لاعذار حتي توفي اعلي الله مقامه و انا بقدر ما تيسر لي قد كتبت و بينت و اوضحت و الغرض هنا ان القول بتدرج مراتب الوجود اي الوجود المقيد من خواصنا قد عرفنا به بين اهل الحكمة فكيف يحتمل في مذهبنا ان نقول بوحدة وجود الموجودات فاللازم حمل متشابه كلماتنا علي محكمه في جميع الموارد و اعلم ايدك الله ان كلام الحكيم لايمكن ان يخلو من متشابه لان من المطالب ما لايؤديه الا الفاظ متشابهة و لاجل ذلك احتوي الكتاب المجيد علي المتشابهات و كذلك الاحاديث الصادرة من المعصومين صلوات الله عليهم اجمعين و ليس لعجزهم  عن البيان و هم امراء الكلام ولكن لاجل ان ما في قلوبهم من المراد لايؤديه الا المتشابه و كذلك الحكماء فمهما سمعت او رأيت منا ايدك الله كلاما علي خلاف ما علمت منا يقينا و عرفنا به او علي خلاف ضرورة المذهب ظاهرا فاعلم انه متشابه و رده الي تلك المحكمات بالجملة و من تلك المتشابهات هذه العبارات التي ذكرتها ايدك الله فاعلم في تحقيق ذلك ان كل شيء له مادتان و صورتان مادة نوعية و صورة نوعية و مادة شخصية و صورة شخصية مثلا الالف المكتوبة لها مادة شخصية و هي الحصة من المداد المصورة بالصورة الالفية بالفعل و صورة شخصية و هي الصورة الالفية و طولها و استقامتها و ما به تعرف من الباء و اما مادتها النوعية فهي التوتج و الصمغ و الزاج و العفص الدهرية الموجودة في الالف و الباء و الجيم و كل الحروف و اما الصورة النوعية فهي الصورة المدادية النوعية الدهرية العارضة علي تلك العناصر الاربعة و هي السواد و القوام و البريق و امثالها و هذه الصورة النوعية ايضا يوجد في كل حرف فالمداد النوعي لايختص بحرف دون حرف و تراه عيانا في كل حرف و اما المادة الشخصية و هي تلك الحصة التي حددت بحدود الالف و ليست في حدود الباء و هكذا لكل حرف مادة شخصية مخصوصة به لاتعدوه و ليست هذه المواد الشخصية حصة من المادة النوعية و الا لكان كل مادة بعض المداد النوعي و الحال انه يصدق عليه اسم المداد بالمطابقة التامة و في ذلك قد

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 63 *»

ضل كثير من اهل العلم و انا اكشف لك عن حقيقته ان شاء الله انظر ايدك الله انك اذا اخذت رطلا من الماء و جزأته اربعة اجزاء فكل جزء مد من الماء و هذا المد ربع الرطل لا ربع الماء المطلق الدهري و الفرق واضح فان الرطل لايصدق علي كل مد و الماء يصدق بكله علي كل مد و كل قطرة فلو كان المد ربع الماء لما كان يصدق عليه تمام الماء كما لايصدق عليه تمام الرطل و انما المد ربع الرطل لا تمام الرطل و المد ماء و الرطل ماء و البحر ماء فمن هذا تبصر امرك ان المادة النوعية الدهرية لاتتحصص فما ذكروه من ان الجزء حصة من الكل خبط و خطاء نعم ان مادة الالف حصة من المداد الذي في الدواة و هو بمنزلة الرطل لا المداد الذي في الدهر و يصدق علي كل مداد في العالم من اوله الي آخره.

فاذا عرفت ذلك فاعلم ان مدار السعادة و الشقاوة و الحسن و القبح و جميع الاضداد علي الصورة الشخصية حسب و ليس شيء من ذلك في المادة الشخصية لعدم تعين في نفسها و كونها اية النوع و ليس شيء منه في الصورة و المادة النوعية البتة فلو كان فيهما لكان كل الافراد علي وتيرة واحدة فالعالم صورة شخصية لزيد بها امتاز عن عمرو الجاهل و ليس العالمية في مادة زيد التي لو نزع عنها صورة زيد العالم لامكن ان تلبس صورة ‌عمرو الجاهل و ليست صورة نوع الانسان و لا مادته و الا لكان جميع افراد الانسان عالما كما انها انسان و ليس كذلك فالعالمية صورة شخصية لزيد و كذلك السعادة و الشقاوة و الحسن و القبح و الخبث و الطيب و غير ذلك من الاضداد من الالم و اللذة و الهم و السرور و الرضا و الكراهة و التعب و الراحة و غيرها كلها في رتبة الصورة الشخصية و ليس شيء منها في النوع فاذا كان زيد جاهلا كان صورته الشخصية جاهلا فاذا تعلم فقد  تعلم صورته الشخصية و لم‌يعتر من هاتين العارضين شيء علي النوع و الا لكان جميع الافراد بسبب جهل زيد جاهلا و بسبب علمه عالما و الحال انهم علي احوالهم و انما يتغير زيد في حالاته و كذلك اذا صح زيد صح الشخص دون النوع و اذا مرض مرض الشخص دون النوع و كذلك اذا تألم زيد تألم الشخص دون النوع و اذا التذ التذ الشخص دون النوع و كذا اذا عذب زيد عذب الشخص دون النوع و اذا نعم

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 64 *»

زيد نعم الشخص دون النوع و هذا الشخص في عالم الشرع في اصطلاحنا و ذلك النوع في الكون في اصطلاحنا فلم لاتعرفه علمك الله و اي غطاء علي ذلك فزيد يعذب و ينعم و يتألم و يلتذ و يتعب و يرتاح في عالم الشرع الذي هو عالم الصورة الشخصية لا في عالم الكون الذي هو عالم الوجود النوعي فانا اذا عذبت زيدا ماعذبت نوع الانسان و لم‌اعاقب بعقوبة عذاب جميع الافراد و اذا نعمت زيدا ما نعمت علي نوع الانسان و لست اثاب بثواب من انعم جميع افراد الانسان فتباين الافراد و امتيازها في الشخصيات دون النوع الا تري ان جميع افراد الانسان انسان بالبداهة و مع ذلك لم‌تبطل العداوة و المحبة و الجنة و النار و التولي و التبرا فاذا لم‌تبطل مع انها انسان كيف تبطل باتحادها في الوجود النوعي الا تري ان ماسوي الله حادث بالبداهة و باشتراكها في الحدوث لم‌تبطل الجنة و النار و الثواب و العقاب و الحال ان الحدوث نوع الجميع و كذلك انت تقول صلي الله علي محمد و آل محمد و لعن الله الشيطان مع انهما مشتركان في نوع الحدوث و كما لم‌يمنعك اشتراكهما في الحدوث عن الصلوة علي محمد و آله و عن اللعن علي الشيطان لايمنعنك اشتراكهما في الوجود النوعي فهما مشتركان في الوجود النوعي و محمد9 في اعلي عليين و الشيطان في اسفل سافلين تحب محمدا و آل محمد و تبغض الشيطان و تتخذه عدوا فنحن اذا نظرنا الي الوجود النوعي و انفعاله عند فعل الله و انوجاده بايجاد الله و مطاوعته لمشية الله قلنا ان النوع مؤمن بالله مطيع لامر الله نعني به انقياده لمشية الله و جريه مجري ارادة الله فهنالك نقول سجد له بياض النهار و سواد الليل و هنالك نقول سبحان من دانت له السماوات و الارض بالعبودية و اقرت له بالوحدانية و شهدت له بالربوبية و نقول و ان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم فيسبحه المؤمن بايمانه و الكافر بكفره و العادل بعدله و الجاير بجوره و نقول كل قد علم صلوته و تسبيحه فهنا لك ثواب و هو الوجود و ليس عقاب و هو العدم و قرب و هو الاتصال بمشية الله و ليس بعد و هو الانقطاع عن امر الله و هنالك جنة و هي دار الوجود و التلذذ به و لا نار و هي العدم و الفقدان فاثابهم الله بثمرات الوجود لانهم كلهم هنالك اطاعوا و

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 65 *»

ما عصوا و آمنوا و ما كفروا  و اما في الشرع اي في الصورة‌ الشخصية فمنهم شقي و سعيد و منهم من آمن و منهم من كفر ففي الشرع استحق المؤمن الجنة و استحق الكافر النار و في النظر النوعي يسبح الله المؤمن بايمانه و بتنعمه في جنته و يسبح جنته و يسبح الله الكافر بكفره و بتعذبه في ناره و يسبح ناره فجميعهم منعمون في جنة الوجود مرحومون بالرحمة الواسعة مثابون بالثواب الكوني لا خوف عليهم و لا هم يحزنون و ظني اني ما كتمت شيئا و اوضحت السبيل ايضاحا فاذا عرفت اشتراك الاشياء في الوجود النوعي انه لايمنع من سعادة بعض و شقاوة بعض و من الجنة و النار كما ان اشتراك الافراد في الانسانية ما منع من ذلك فاذا نظرت في ذلك الوجود بنظر انه مثال الله و نوره و ظهوره و آيته و رأيت ذلك المثال في كل شيء صدقت قوله7 ايكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتي يكون هو المظهر لك مع ان السعيد سعيد و الشقي شقي و كما ان شقاوة الشقي لاتعتري الانسان و لاتضر به كذلك لاتنافي كون الوجود ظهور الله و آيته فيقول صاحب النظر النوعي مارأيت شيئا الا و رأيت الله قبله و يصدق قوله تعالي قل اي شيء اكبر شهادة قل الله و قوله الا انهم في مرية من لقاء ربهم الا انه بكل شيء محيط فافهم ايدك الله فقد اوضحت لك السبيل و اقمت لك الدليل من الحكمة و الله خليفتي عليك.

بقي شيء و هو الفرق بيننا و بين اصحاب وحدة الموجود و لابد من ان نشير الي الفرق حتي لانشتبه بغيرنا اعلم ان اصحاب وحدة الموجود يزعمون ان جميع ماسوي الله سبحانه من وجود واحد لا اختلاف فيه و انما الاختلاف في الصورة الشخصية كما ان جميع الاناسي من العناصر و انما الاختلاف في الصورة الشخصية فاذا ازيل عن شخص صورته الشخصية و البست شخصية اخري كان شخصا آخر و مادته لاتمتنع عن ذلك و صالحة لذلك كما انك لو خلعت صورة الالف عن مادتها و البستها صورة الباء لايمتنع المداد عن ذلك و يكون صالحا و قابلا لذلك فعلي ذلك مادة النبي و مادة الشيطان واحدة فلو خلع الشيطان الشيطنة و لبس صورة النبوة كان نبيا لايمتنع مادته عن ذلك الا ان الشيطان صورته بالفعل

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 66 *»

الشيطنة و النبي صورته بالفعل النبوة و من حيث المادة هما واحد و علي ذلك يقولون في جميع ماسوي الله و يقولون ان الكل من وجود واحد فلو نظرت الي جميع ماسوي الله لقد رأيت بحرا زخارا و الخلق امواجه و التمايز بصور الامواج فمن الخلق من هو علي صورة موج و منهم من هو علي صورة موج آخر و اما نحن فقد استنبطنا من بواطن اخبار آل محمد: ان طبقات الخلق مختلفة فلطبقة النبوة مادة صالحة لهم نوعية لايمكن ان يلبس عليها صور غيرهم و ان كان ذلك النوع تحت جنس الوجود او الحادث او الشيء او الممكن و امثالها و لطبقة الاناسي مادة صالحة لهم لايمكن ان يلبس عليها صور غيرهم و للجن مادة صالحة لهم لايمكن ان يلبس عليها صور غيرهم و هكذا و لايبطل تلك الصورة النوعية اذا عادت و لاتعود عود ممازجة بل عود مجاورة بل لمادة كل شخص فسحة يمكنه الترقي و التنزل فيها و لايصعد صاعدا عنها و لاينزل نازلا عنها و لاجل ذلك لايمكن لنجيب ان يصير نقيبا ابدا و انما ترقيه الي اعلي درجات النجابة و تنزله الي ادني درجات النجابة و لايتجاوزها صعودا و نزولا و معاد الخلق بموادهم و صورهم الذاتية و انما يخلعون الاعراض اللاحقة بهم في تنزلهم و لايبطل موادهم الشخصية و صورهم حتي ينحلوا في بحر النوع فيكون به بطلان الثواب و العقاب و الجنة و النار و الوعد و الوعيد و يبطل ارسال الرسل و انزال الكتب و الدعوة بالكلية و الخلق ما وطؤا عرصة الكيان الشخصي ما خرجوا عنها و لايخرجون ابدا و موادهم و صورهم محفوظة خالدة و هذه العرصة هي عرصة الجنة و النار و الثواب و العقاب و الحسن و القبح و الخير و الشر و هي خالدة لاتزول و لاتبطل ابدا و لايصعد الاكوان الشخصية عن عرصة الاكوان الشخصية فيدخلون عرصة النوع فيبطل صورهم فيكون كبحر سكن تلاطمه و ركد و بطل امواجه و سكنت و كان بحرا متشابه الاجزاء ثم لا موج كماقال شاعرهم في وحدة الوجود:

و  ما الناس في التمثال الا كثلجة

و انت لها الماء الذي هو نابع

ولكن يذوب الثلج يرفع حكمه

و يوضع حكم الماء و الامر واقع

و قال آخر البحر بحر علي ما كان في القدم و هذا المذهب لايمكن

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 67 *»

انطباقه علي مذاهب الانبياء و المرسلين و كذا القول في وحدة الموجودات اذا قيل بعودها الي الصورة النوعية و نحن نقول مع ان الاشخاص محفوظة المواد و الصور لايبطل موادهم و لا صورهم فوق رتبتهم هذه مقام الجنس و النوع و هو امر واقعي خارجي و ليس بامر اعتباري انتزاعي من الخارج بل النوع موجود في الخارج و الواقع و الخلق هنالك كلهم بالقوة لاتعين لاحد منهم بالفعل و ذلك البحر باق في مقامه ابدا خالدا مخلدا و ان الاكوان ليست بحصص مأخوذة من ذلك البحر و انما خلقت الاكوان في الدرجة الثانية و موادهم من ظل ذلك النوع لا نفسه و قد كتبنا في ذلك كتبا و شرحنا ذلك في مباحثاتنا و حققناه و ان لم‌نفصل هنا تكلانا علي ذكائكم و في ما ذكرت كفاية و بلاغ ان شاء الله.

قال ايده الله و سدده مسأله ديگر رجعت است و تفصيلي بيان فرموده‌اند از مشكلات وقت رجعت و در اينجا حاجت به تطويل نيست.

اقول اعلم ان ظهور الامام7 غير الرجعة و ظهور الامام7 في هذه الدنيا الظاهر و عالم الاعراض و مبدء الرجعة من رجوع الحسين7 الي منتهي نفخ الصور نفخة الصعق و فيها يحيي الاخيار و الاشرار و هي القيامة الصغري و يحاسب الخلق فيها و يجزون علي اعمالهم البرزخية و المحاسب هو سيد الشهداء7 و ظهور دولة القائم عجل الله فرجه و ان كان في هذه الدنيا دار الاعراض ولكن لابد من استعداد العالم لظهور امره و قبول حكمه و نفوذ ما يأتي به من الشرع الجديد و الكتاب الجديد و التكليف و رفع ما هو علي هذا الخلق شديد و لو كان العالم مستعدا لذلك لجاء صلوات الله عليه و عجل فرجه و ذلك الاستعداد هو حالة بها يتحمل اهل العالم لذلك الامر و الان لايتحملون فتبين ان العالم يترقي حتي يحصل له ذلك الاستعداد فمعني ما رأيت ايدك الله في كتبنا من ترقي العالم و وصولنا الي القائم7 لا وصوله الينا فهو هذا يعني اليوم ليس لنا الاستعداد للقائه و تحمل اوامره و نواهيه و رؤية تلك المرئيات العجيبة معه و سماع تلك المسموعات الغريبة في زمانه و الان لانتحمل

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 68 *»

ذلك قطعا و لانتحمله في ذلك اليوم الا لقوة بنانا و افهامنا و عقولنا و ليس عدم تحملنا اليوم الا لاجل عدم تحمل بنانا و عدم تصديق افهامنا و عقولنا و ان قلت اصلحك الله ان الكاملين كان بناهم قوية و افهامهم صافية مستقيمة فهم قد وصلوا اليه فاقول حكم جملة العالم غير حكم البعض و ظهور الامام امر كلي لجملة العالم فما لم‌يترق جملة العالم و يستعد لايظهر الامام لتربية العالم و نفي الجور عنه و بسط العدل فيه و اما من ترقي وحده في هذه الايام حتي ساوي بصفاء نفسه اهل عصر ظهوره فهو نفسه تنال منه بخصوصه ما تستعد له و اما بشركة ساير مراتبه مع ساير الناس ممنوع عن الوصول حتي يستعد جملة العالم  كما ان الكامل يسعه ان يترقي بصفاء نفسه حتي ينكشف له احوال يوم القيمة و الجنة و النار ولكن بشركة ساير مراتبه مع ساير العالم و عدم صلوح ساير مراتبه الي جماديته ممنوع عن الوصول الي القيمة حتي يترقي الكل فيترقي هو و مراتبه معه حتي يشاهد القيمة الكبري مشاهدة و اما الرجعة فالمراد منها رجوع الارواح الي الابدان الاصلية ولكن لهذا تفصيل و هو من العلوم المشكلة و لايمكن تفصيل ذلك بحيث يظهر لكل ناظر و لكن لغزارة فهمك ايدك الله يمكن الاكتفاء بالاشارة و الاقتصار علي تهذيب العبارة اعلم ان عالم الاجسام له مقام اعراض كما قال علي7 الذي بالجسم ظهوره فالعرض يلزمه و هو هذا العالم المحسوس الملموس الذي تراه بعينك هذه و مقام جوهرية و حقيقة و هو ايضا مركب من جوهر غليظ و مقادير و حدود من كم و كيف و وقت و مكان و جهة و رتبة و وضع و اجل و تلك الاجسام لذويها تنزلات نفوسها و جهة قابليتها و انفعالاتها و يخص كل جسم بنفسه اذ هو جمودها و غليظها و لايمكن ان يسكن في جسم زيد نفس عمرو ابدا و مثلهما كقبضه فانقبض و بسطه فانبسط فلايكون الانقباض الا مطاوعة قبض و لا الانبساط الا مطاوعة بسط و لايعقل ان يسكن في الانقباض ظل بسط و لا في الانبساط ظل قبض فاصحاب التناسخ كاغلب الحكماء و المتكلمين يعلمون ظاهرا من الحيوة الدنيا و هم عن الاخرة هم غافلون و كانهم اغلبهم يستنبطون علومهم مما يرونه باعينهم و غاية ما يحققون من الطبايع ثم هم عن الحقايق ذاهلون و

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 69 *»

اما هذه الاجسام الظاهرة العرضية فهي ليست تنزل النفوس و لاتخص احدا ابدا و انما هي كسرير جلست عليه انت ثم قمت و جلس عليه غيرك او كبيت اويت فيه ثم رحلت منه و اوي فيه غيرك و هي دائم التحلل و التجدد من يوم ولدت و ستفني و تتفسخ و تتشعث و تتنثر و تتفرق في العناصر و ستتركب و تتألف لغيرك و هي ملتئمة من اغذية تأكله يوما فيوما سواءا اغتذيت بنباتي او حيواني و هما غير الانسان و ليس شيء ذاتي يستحيل الي شيء ذاتي آخر و الا لبطل الثواب و العقاب و ذلك الجسم الاصلي للانسان في غيب هذه الاعراض و هو غيرها و ليس سلافتها و صافيها و قد جري الاصطلاح علي تسمية عالم الاجسام الاصلية البرزخية بهورقليا و هو ارضه الطف من محدب العرش العرضي و ان كان ارضه في ارضه و سماؤه في سمائه و تسميتنا تلك الاجسام بالاصلية بالنسبة الي هذا العالم و الا فهي ليست باصلية حقيقية و لابد فيها من تطهير آخر طبيعي حتي تليق بعرصة القيمة و تصاقعها و الانسان اذا مات يفارق روحه ذلك الجسد الاصلي و الجسد العرضي اما الجسد العرضي فيبلي و يعود الي اصله من الطبايع العرضية عود ممازجة و اما الجسد الاصلي فهو الذي يبقي مستديرا في القبر الي يوم ينفخ في الصور في الغاية و الا فقد يطهر في عرض عالم البرزخ و مهما طهر اجتمع و ائتلف و تركب اجزاؤه بعضه مع بعض و استعد لروحه و افيض عليه روحه و رجع حيا و هذا هو الرجعة و هو عود الروح الي جسده و لما كان هذه العرصة الطف من هذه السماء سميت بالسماء بمعني جهة العلو و السمو و روي ان الرجعة في السماء كما هو عن القمي في تفسير قوله تعالي و في السماء رزقكم و ما توعدون قال المطر ينزل من السماء فتخرج به اقوات العالم من الارض و ما توعدون من اخبار الرجعة و القيمة و الاخبار التي في السماء انتهي فالارواح في الرجعة ترجع الي ابدانها الاصلية و تظهر في اعراض اقل من اعراض هذه الايام و اصفي و الطف بحيث يغلب عليها حكم الجسد الاصلي لما روي الذي بالجسم ظهوره فالعرض يلزمه الا ان لطهارة جسمه في عالم البرزخ و تشاكل اجزائه و شدة ائتلافه لايقبل العرض مثل ما كان يقبل في ايام حيوته بل دون ذلك بكثير و لايغلب عليه حكم الاعراض كما كانت

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 70 *»

في بدن النبي و الائمة: و ما كان يغلب حكمها علي اجسامهم الاصلية فافهم و لاجل ذلك يكتب علي جبهة المؤمن مؤمن حقا و علي جبهة الكافر كافر حقا و لاجل ذلك يظهر لهم الجنتان المدهامتان و يأتي ارزاق المؤمنين منهما و يشاهدون الجن و الملائكة و الاعراض اللاحقة بهم في تلك الايام اعراض قليلة كاعراض الحجج: في هذه الدنيا فانها اعراض لاتغلب علي ذاتيتهم و يرون الجن و الملائكة و الارواح و ماوراء الحايط و الجبل و امثالهما مع ان اجسادهم تري و تأكل و تشرب و تنكح في هذه الدنيا و ذلك ان اعراضهم ليست متشبثة بهم ممازجة لطبيعتهم و انما هي اعراض هبائية و لاجل ذلك في خلعها لايبقون في قبورهم ازيد من ثلثة ايام و بعد ثلثة ايام يطهر ابدانهم عن الاعراض بحيث تغيب عن الابصار فلاتري و كذلك اعراض اهل الرجعة هبائية ممازجة لاهبيتهم و ليست ممازجة لطبايعهم فلاجل ذلك ليس حكمها غالبا عليهم و ذلك لاجل ما تواتر في الاخبار ان اهل الرجعة يرون اهل الدنيا و اهل الدنيا يرون اهل الرجعة و لاشك ان الرجعة لو كانت في البرزخ بالكلية لم‌يكن اهل الدنيا يرونهم و لم‌يكونوا يعاشرون اهل الدنيا و يجالسونهم و يقاتلونهم و لو كان بعض اهل الدنيا و آحادهم يرونهم بصفاء نفوسهم لم‌يكن ذلك لعامتهم و الحال انهم يرجعون الي الدنيا و يرونهم قبلا هذا و لو كان الرجعة في عالم البرزخ لكان ذلك نوع تورية من الائمة و تعمية بل نوع خديعة و تمنية نعوذ بالله و حاشاهم صلوات الله عليهم عن ذلك بل الرجعة في هذه الدنيا لكن علي ما ذكرت من ان الاموات خلعوا الابدان الاصلية و بقيت هي مستديرة في قبرها الي ان طهرت و زال عنها ما كان سبب مفارقة ارواحها عنها و استعدت للحيوة ثانيا ظهر عليها الحيوة و مثل ذلك لو اخذت مرآة و وجهتها الي شاخص ظهر فيها مثاله ثم وقع عليها اغبرة فلم‌تحك و مسحت عنها الاغبرة فحكت ثانيا كذلك الابدان لما ركبت واجهت الارواح فحييت ثم اختل تركيبها فلم‌تحك الروح ثم مسحت عنها اسباب الاختلال فحييت ثانيا و هو الرجعة فاذا طهرت بعض الابدان رجع اليها الروح و ما لم‌يطهر يبقي في التراب و ارواحها متعلكة معها و تتفرق بتفرقها كالمستضعفين من الرجال و النساء و اما ما

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 71 *»

طهر و حيي يلحقها اعراض المأكل و المشرب التي في الدنيا جديدة و ليس بلازم ان يلحقهم الاعراض التي تكون اليوم لهم و اي اعراض و هي تتجدد ماداموا في الدنيا و ليست بامر ثابت و اما سر لزوم الاعراض و لحوقها بهم ان عالم الاجسام عالم الكثرات و لابد في عالم الكثرات من التعاكس و يستلزم التعاكس صورة عرضية اخري غير الصورة الذاتية و الصورة العرضية استمدادها من الاعراض فلاجل ذلك وجب ان يكون للبدن الرجعي ايضا اعراض لطيفة من هذه الدنيا و يشاهد آية ذلك في المولود الفلسفي فانه يؤخذ من الهيولي ذات الاعراض الكثيفة المانعة عن كونه محل مشية الله الفعالة التي هي بسبب الاعراض من ارذل الاشياء يوطأ في الطرق و يلقي في المزابل فيفصل و ينزع روحها من جسدها ثم يطهر روحها و يطهر جسدها ثم ينفخ روحها الطاهر في جسدها الطاهر فيكون حجر القوم معدن الذهب الخفي عن العجم و العرب ثم يفصل مرة اخري بنفخ الصور و ينزع روحه من جسده و يطهر مرة اخري كل واحد منهما ثم يجمع بينهما فيحيي مرة اخري حيوة لا مماة بعدها و هو قوله امتنا اثنتين و احييتنا اثنتين و قوله افما نحن بميتين الا موتتنا الاولي و ما نحن بمعذبين و الغرض ان الهيولي في الاول مثل البدن الدنياوي العرضي الذي هو ارذل المراتب اوله نطفة و آخره جيفة و هو بين ذلك وعاء العذرة فيفصل بنزع الروح من الجسد فيطهران و مهما طهرا يعاد الروح الي الجسد و يحيي لان في الحيوة الهيولانية الاولي لم‌يستأنس الروح بالجسد كل الاستيناس لوجود الغرايب بينها فلم‌يأتلفا كل الايتلاف فلم‌ينفذ الحيوة في الجسد كل النفوذ و لم‌تلق اليه من اسرار المبدء و اسراره كل الالقاء و لم‌تعلمه كل التعليم و لم‌تحيه كل الاحياء فلاجل ذلك كان ناقصا في جميع حدود الكمال و لم‌يظهر منه افعال الله المتعال و لم‌يك يمكن تطهيرهما مركبين لان الروح لطيف سماوي يكفيه الاشاره و الجسد كثيف ارضي لايكتفي بالف عبارة ففرق الله بينهما و طهر الروح بالتكاليف و طهر الجسد بتعذيب القبر و البرزخ و التفريق الهبائي حتي اذا طهر الجسد ائتلف بعضه ببعض للمجانسة التامة بين اجزائه فاذا ائتلف الجسد و

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 72 *»

ارتفع المانع الذي به فارق الروح الجسد و قد اختل به الجسد ظهر فيه الروح ثانيا و سري في جميع اجزائه و نفذ في كل اقطاره و غاص في جميع اقعاره و اوي في تمام امكنة ذراته فالقي اليه من اسرار الله و اسرار صفاته و اسمائه و اسرار افعاله ما لم‌يك يتحمله قبل فحصل له استحالة الي الروحانية و المناسبة مع الحيوة الصرفة التي بها الخلود و الدوام فتشابها فتجانسا فتشاكلا فتقاربا فتداخلا فتعانقا فتفاعلا فتمازجا فاتحدا فبقي بقاءا ادوم من الحيوة الاولي ولكنه بعد فيه اعراض طبيعية و انما كان هذا الاتحاد اتحادا طبيعيا و فيه اعراض طبيعي لايليق بدار الخلود الابدي الذي لا غاية له و لانهاية فعاش في البرزخ ما عاش حتي اذا نفخ في الصور نفخة الصعق و نفخ في الصور فصعق من في السموات و الارض فارق الروح ثانيا الجسد و فارق جميع طبايعه بعضها عن بعض و جميع مراتبه فطهر بتعذيب بين النفختين حتي اذا طهرت الارواح و الاجساد امطر الله مطرا فاحيي الاجساد البالية بنقعها و تشميعها و حلها و عقدها فلما اجتمع الجسد طار الروح اليه كطير طاير الي وكره و عاشق ساير الي معشوقه فنفذ فيه نفوذ الماء في الماء فاتحدا اتحادا صار الروح جسدانيا و الجسد روحانيا و فعل الروح افعال الجسد و فعل الجسد افعال الروح و فعلا معا افعال الله يا ابن آدم انا رب اقول للشيء كن فيكون اطعني فيما امرتك اجعلك مثلي تقول للشيء كن فيكون فصار ذا مشية و ارادة لهم ما يشاؤن عند ربهم بالجملة الغرض ان مولود الفلاسفة مع بلوغه هذا المبلغ في الحيوة الثانية و صيرورته مظهر مشية الله و فعالا يهزم الصفوف و لايكترث بالالوف يقول باذن الله كن فيكون يري و يلمس و يحس و يحفظ في البلورة و يلقي و يطرح و يذوب و يمازج كساير الاجسام بعد كل هذه المحنة و كذلك الجسد الرجعي و ان فارق الروح الجسد و طهرا و ركبا ثانيا ليس يمتنع عن الاعراض الدنياوية لقول علي7 الذي بالجسم ظهوره فالعرض يلزمه لان العرض من توابع الكثرة و الكثرة من لوازم البعد عن المبدء فقولنا ان الرجعة في السماء يعني الروح يرجع في الجسد الاصلي الذي هو من تنزل الروح و ليس يرجع الي الاعراض التي كانت فيهما في

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 73 *»

الحيوة الدنيا لان تلك الاعراض ليست بمعينة و انما كانت في الدنيا ايضا حالة و مرتحلة متحللة و متبدلة و لم‌يكن يخص الجسد المعلوم شيء منها فالرجوع الي البدن الاصلي الذي هو سماوي و الرجعة في السماء ولكن يلحقه بعض الاعراض الدنياوية و لذلك يحل علي اهل الرجعة الموت و القتل و يحتاجون الي الاكل و الشرب و اللباس و يعاشرون اهل الدنيا و يقاتلونهم و هذه الامور من بديهيات الاخبار فلابد و ان يكون لاهل الرجعة اعراض لطيفة مغلوبة من هذه الدنيا غير غالبة فلا عرض المؤمن يغلبه و لا عرض الكافر و انما يغلب ذاتاهما علي الاعراض فالمؤمن مؤمن معروف بايمانه و الكافر كافر معروف بكفره و اما ما ذكرته في بعض كتبي ان الحجه لاتأتينا و انما نحن نسير اليه فمعناه انه لايأتينا في وقتنا هذا و نحن في هذه الاعراض و العالم غير مستعد و بحر الزمان بحر راكد عند الله سبحانه و مظهره صلوات الله عليه في زمان معين عند الله قد استعد لظهوره جميع الزمانيات في ذلك الزمان و نحن سفن ابداننا تسير في ذلك البحر الي ان تصادف اوان ظهوره فتراه هنالك ظاهرا شاهرا سيفه يملأ الارض عدلا و قسطا كما ملئت في هذا الاوان جورا و ظلما و لاشك انا كلما نقرب لمظهره يصير استعداد الزمان و الزمانيات اقوي و العالم انسب و اما قولكم ان طاق كسري قد صنع الف سنة قبل و هو جصه كجصنا و طابوقه كطابوقنا فكيف يترقي العالم فعجيب لان الذي يقول بترقي  الارض بما عليها يقول ان طاق كسري من اجزاء الارض و قد ترقي مع ساير الارض هذا و ما علمكم بان العالم من زمان آدم الي يومنا ما ترقي و ما علمكم بانه لايترقي ليس من العدل الحكم بالشك و الظن في مقابل اليقين و اليقين اخبار خلفاء الله صلوات الله عليهم بان العالم يترقي يقينا و يظهر بركات الارض و ينبع من الكوفة عين السمن و الماء و اللبن و يبقي الزرع دائما و كلما جز نبت مكانه و كلما قطف الثمر جاء مكانه و يطول الاعمار و يعمر الديار و يظهر الجنات و قباب اميرالمؤمنين و الحسين8 و قباب ساير المؤمنين و يزول الامراض و الافات و السموم و الفساد من الدنيا و امثال ذلك مع ان العالم عالم الزمان قطعا و اليقين البراهين

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 74 *»

القاطعة بان العالم في الاقبال من يوم قيل له اقبل فاقبل انظر الي آثار الترقي من عجايب العلوم و الصنايع و التدابير و الحكم و المعارف و لطافة الابدان و الارواح فاني كانت هذه و متي كانت الدنيا بهذه اللطافة و متي كان يظهر آثار ما في السماوات في الارض بقدر ما يظهر في هذه الازمنة و اضحكني ضيق حوصلتكم اذ قلتم ان منذ صنف كتاب الارشاد الي الان عشرين سنة و ما ظهر آثار ظهور الامام و قد كتبت فيه انا علي تل السلام يا سيدي الدنيا طويل المدي بعيد المبدء و المنتهي و ما هذه السنين في مدي تحولات الدنيا و مع ذلك اقول ايضا انه قريب ان شاء الله و قد جاء اكثر اشراطه و من العلائم تلك الشهب في الليلة التي ظهرت ثلث سنين قبل في شهر رجب فان في الانجيل ان من علامات الظهور انقضاض الشهب و لم‌يحك الي الان وقوع مثل تلك الليلة و انقضاض الشهب في كل الافاق في شيء من الازمنة و روي لي شيخ عالم من شيوخ البحرين لا اتهمه بالكذب انه سمع شيخنا الاجل الشيخ احمد اعلي الله مقامه في بصرة انه قال يوما اليوم تولد السفياني و العهدة علي الراوي و ليس ببعيد الحاصل انا لانيأس من روح الله و ندعو بالفرج و نترقبه و ما تأتيهم الا بغتة و علي ما يقوله المنجمون و مهرة الاحكام ينبغي ان يكون قريبا و قولهم و ان لم‌يكن محل اعتماد الا ان النفس تستر بتضافر السماع ولكن نحن قوم تبع لال محمد: و لانوقت ولكن

رب امر ضاقت النفس به

جاءه من قبل الله الفرج

لاتكن من امر روح آئسا

ربما قد فرجت تلك الرتج

بينما المرء كئيب دنف

جاءه الله بروح و فرج

عجل الله فرج آل محمد: و فرجنا بهم آمين آمين.

قال ايده الله و سدده در مقام خامس در ارشاد مي‌فرماييد كه اين بدن ظاهر مقام امامت نيست مظهري است از مظاهر امامت و معلوم است كه مظهر شعاع ظاهر است پس اين صورت كه ديده شد مقام شيعه بود و بذاته ظهور نفرموده

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 75 *»

بودند و ظهور به شعاع بود تا آخر فرمايش ايشان.

اقول اعلم ايدك الله و سددك ان المراد من هذه العبارة و امثالها مما تري في كتبي او كتب المشايخ اعلي الله مقامهم ان الله خلق اول ما خلق محمدا و آل محمد: فلما اتم انوارهم و اكمل خلقهم و انزلهم من اعلي مراتبهم الي اسفلها و جعل لهم جميع المراتب الثمانية من الفؤاد الي الجسد اشرق من انوارهم نور خلق الله منها حقايق الانبياء بجميع مراتبها من فؤادهم الي اجسادهم و اصطفي من بين الانبياء مظاهر ثلثة عشر تدور علي مركز واحد و مظهر واحد هو اكمل جميع ما خلق في هذه الرتبة و اعدلهم ثم انزل نور محمد صلي الله عليه في ذلك المركز الواحد الاعدل فكان ذلك المظهر محمدا في هذه الرتبة ناطقا بالنبوة المحمدية معصوما مطهرا لايساويه احد من اهل هذه الرتبة في العلم و القدرة و العدل و الصفا و الكمال و العظمة و العصمة و الطهارة ثم انزل في تلك المظاهر الثلثة عشر اولئك الثلثة عشر اي آل محمد: فصارت المظاهر ناطقة بولايتهم الكاملة الكلية فكانوا ائمة هذه الرتبة و اما الانبياء فهم يدورون حولهم و يتعلمون منهم و يصدرون عن امرهم و نهيهم يجب عليهم طاعة اولئك و اولئك هم الحجج و الانبياء محجوجون و اولئك هم الائمة و الانبياء مؤتمون فمحمد و آل محمد: في هذه الرتبة لهم مرتبتان ذاتية هي ما تخصهم من مقامهم الاعلي و عرضية هي ما اتخذوها مظاهر في رتبة‌ الانبياء و اما الانبياء فلهم مرتبة واحدة ذاتية ثم اولئك المظاهر الاربعة عشر من جنس ذاتيات الانبياء يقولون لهم ان نحن الا بشر مثلكم يعني في النوع و نحن من نوعكم الا انا لصفاء قوابلنا و اعتدالها يوحي الينا ما لايوحي اليكم من معرفة الله و انكم لاتقدرون علي التلقي بدون توسطنا و اما نحن فنأخذ عن الله بدون توسط احدكم و الواجب عليكم ان تأخذوا عنا و لاتزعموا انكم مستبدون في تلقي الوحي عن الله بدون ان نلقي اليكم عن الله و لاتزعموا انكم تصيرون مثلنا و تتحملوا عن الله ما نتحمل ابدا ابدا ثم لما اكمل الله انوار الانبياء و اتم مراتبهم الثمانية خلق من شعاع هذه

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 76 *»

المرتبة المؤمنين و هم الشيعة و اصطفي من بينهم مأة الف و اربعة و عشرين الف مظهر و احل فيها انوار الانبياء و اصطفي من بين مظاهر الانبياء اربعة عشر مظهرا و احل فيها انوار محمد و آل محمد: فكان مظاهر الخلق الاول اكمل المظاهر كما بينا و مظاهر الخلق الثاني دونهم بدرجة في الكمال و مراتب المؤمنين دون مظاهر الخلق الثاني بدرجة فصار الخلق الاول ذا مراتب ثلثة مرتبة ذاتية و مرتبتان عرضية و صار الخلق الثاني ذا مرتبتين مرتبة ذاتية و مرتبة عرضية و المؤمنون لهم مرتبة واحدة ذاتية علي حذو ما بينا في الخلق الثاني فلما اكمل الله خلق المؤمنين و اكمل مراتبهم الثمان سطع منهم انوار خلق منها الجن بكثرتهم و اصطفي من بين الجن مظاهر لارواح المؤمنين و مظاهر لارواح الانبياء و مظاهر لانوار الخلق الاول علي حذو ما بينا و هكذا ساير المراتب الي ان خلق الله الجماد من شعاع النبات فاصطفي لكل نبت مظهرا في عالم الجماد و من بين النباتات مظاهر للحيوان و من بين الحيوان مظاهر للملائكة و من بين الملائكة مظاهر للجن و هكذا اصطفي لاجل كل رتبة فيه مظاهر حتي بلغ الخلق الاول فاصطفي لهم اربعة عشر بدنا في هذه الدنيا هو اصفي الجمادات و اعدلها و اكملها و اصفاها لايساويها مظهر من المظاهر و لايبلغها خلق ثم دونهم مظاهر الانبياء و يقصرون عن بلوغ مظاهر الخلق الاول ثم دونهم مظاهر المؤمنين ثم دونهم مظاهر مؤمني الجن ثم دونهم مظاهر الملائكة ثم دونهم مظاهر الحيوانات الطيبة ثم دونهم مظاهر النباتات ثم دونهم حقايق الجمادات فهذا  النبي الظاهر في هذه الدنيا قد ظهر في البدن الجمادي العرضي الدنياوي و هو شعاع شعاع لهم لا الشيعة المعروفين نعم في عالم مؤمني الانس يظهرون بلباس الشيعة لا بمعني انهم يظهرون بكلهم بكل شيعي بل بمعني ان اللباس الذي ظهروا به في عالم الشيعة ذلك اللباس من جنس الشيعة و الا لم‌يكونوا يرونه و يسمعونه فلما ارادوا الابلاغ الي الشيعة ظهروا بلباس كامل من جنسهم يتحمل اعباء الرسالة و الامامة و ذلك اللباس اكمل من جميعهم فبلغوا ما امروا به اليهم و اين هذا القول من قول جماعة من الصوفية اتبعوا اهواءهم و زعموا ان

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 77 *»

المهدي ليس بشخص معين ابن الحسن صلوات الله عليه بل المهدي هو امر كلي يظهر في كل عصر بلباس كامل ذلك العصر و انما سولوا ذلك لاجل ان يدعي كل مرشد منهم انه ولي ذلك العصر و مهديه و يزعمون ان مرشدا من المرشدين يخرج في عصر بالسيف و هو مهدي عصره الموعود و هذا القول تكذيب لله و رسوله و ان كان بعد معرفة بالاخبار و الاثار فهو كفر صراح و رد لمذهب التشيع رأسا نعم نقول ان كل فرد فرد من الشيعة المؤمنين بل كل فرد فرد من الجن و الملائكة و الحيوان و النبات و الجماد الطيبة مظهر صفة من صفات محمد و آل محمد: او صفات او اسم او اسماء من محمد و آل محمد: كما روي عنهم سلام الله عليهم ان لنا مع كل ولي اذنا سامعة و عينا ناظرة و لسانا ناطقا و تفاوت مراتب هؤلاء علي حسب تفاوت حكايتهم لتلك الاسماء و الصفات و من البين ان اكمل المؤمنين اكثرهم حكاية لصفات آل محمد: و اسمائهم و افعالهم و اقوالهم ولكن لايبلغ ذلك منهم مبلغا يعادل ذلك المظهر التام الكامل الذي ظهر فيه الغوث الاعظم من آل محمد: بكله فان ذلك المظهر هو القطب للعالم و اولئك الشيعة كساير النقاط المنحرفة عن القطب و بقدر انحرافهم حصل فيهم حجب عن بعض الاسماء و الصفات و اما ذلك القطب و الغوث فهو الحاكي لجميع اسرار محمد و آل محمد: و كمالاتهم و مقاماتهم و ان كان ظهور تلك الاسرار فيه و منه علي سبيل التدرج في الزمان لان المظهر الزماني لايتحمل ظهور تلك الاسرار في آن واحد من حيث واحد فاياك ثم اياك ان تغلو في دينك و ان تقول علي الله غير الحق و تزعم ان احدا من الشيعة يبلغ مبلغ حكاية جميع الاسرار الا ذلك البدن الظاهر في عرصة التشيع بالتشيع فهو و ان كان في عرصة التشيع و من الشيعة الا انه الشيعي التام الكامل البالغ الفاني من حيث نفسه الباقي من حيث المحكي المعدوم في نفسه الموجود بالمحكي الساكت عن نفسه الناطق بالمحكي عنه المعرض عن نفسه المقبل الي المحكي فلاجرم لم‌يكن له ذكر من حيث نفسه و انما كان بكله ذكر ماورائه كالهواء المتوسط بينك و بين شاخص مرئي فشتان بين ما نقول و ما يقوله بعض

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 78 *»

المتصوفة فيا سيدي ان علمنا علم لاينتقل الا من صدر الي صدر او من فم الي اذن و ليس يفهم حقيقته مما يسطر في السطور او يكتب في الطروس او يؤخذ من افهام النقلة و الرواة مما فهموه في الدروس و اني اسمع مطالب ينسبه الناس الينا و نحن برءاء من ذلك المطلب كلية و ذلك لانهم لايدخلون العلم من بابه و لايحفظون مراتبه المتدرجة و العجب من الناس انهم اذا ارادوا ان يتفقهوا فقيل لهم انكم لن تتفقهوا حتي تحصلوا العربية و الادب ثم تحصلوا علم المعاني و البيان ثم تحصلوا علم الكلام ثم تحصلوا علم الاصول ثم تحصلوا علم الكتاب و السنة ثم تنظروا في اقوال العلماء و كتبهم ثم تنظروا في المسائل فان كتب لكم و خلقتم لاجل التفقه عساكم ان تتفقهوا يصدقون ذلك القائل و يشتغلون بالمقدمات حتي ينتهوا الي الفقه و اما اذا سمعوا مسألة من علم المبدء و المعاد او من فضائل اركان البلاد و العباد يتصرفون فيه بعقولهم الناقصة و يجرحون و يعدلون و يزيفون و يقبلون و يجسرون علي الله بقولهم هذا ينقاد و هذا لاينقاد و هذا يكون و هذا لايكون و هذا نسلمه و هذا لانسلمه و هكذا مع ان هذه العلوم من غايات العلوم و نهاياتها و ليست حظ كل من تكلم في علم و تتبع في فن و هذا من قلة الانصاف و كثرة الاعتساف و اما استعجابك من بقاء البدن العرضي الف سنة فليس في محله فان هذا الفلك من عالم الاعراض و الله اعلم بطول بقائه منذ خلق الي يومنا هذا و فيما يأتي من الايام و بطول بقاء الاسطقسات و ان الذهب يبقي في التراب ازيد من الف سنة‌ و ان الجواهر الحجرية تبقي ازيد من الف سنة و ان الجبال بقيت منذ خلقت الي يومنا هذا و تبقي الي ما شاء‌ الله مع انه لم‌يكن في شيء منها روح النبوة الكلية و الولاية الكلية و سر الواحدية و الامام الذي فيه روح الواحدية و النبوة و الولاية الحافظة لتركيب مظهره و كل باق يبقي بسر واحديته كيف لايبقي اذا شاء البقاء و لم لايبقي و قولنا انه بشر مثل ساير البشر ليس معناه انه مثل اشخاصهم بل المماثلة في النوع فلاينافي كونه مثل ساير البشر بقاءه بل مقتضي سر واحديته الحافظة

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 79 *»

ان لايموت الي نفخة الصور و ما يجري عليهم من البداوات و الحالات فانما هو بتعمد منهم قال7 ان ميتنا اذا مات لم‌يمت و ان قتيلنا اذا قتل لم‌يقتل الامام لايقاس بالناس النبي لايوصف و الوصي لايوصف و اما كلام السيد الاجل و السند الانبل اعلي الله مقامه ان الساير اذا اتم سيره في القري يتصل بالغوث الاعظم و يفعل ما يشاء في الاكوان فليس معناه علي ما يفهمه المتمحض في الالفاظ بل اشرحه في ضمن مثال تصل به الي باطن المقال و تدرك به حقيقة الحال اعلم انك اذا وضعت سراجا و وضعت عليه مردنجيا ثم وضعت عليه مردنجيا اكبر من الاول ثم وضعت عليه مردنجيا آخر اكبر من الثاني و هكذا و انت خارج المردنجيات و تنظر اليها فان نظرت الي المردنجي الاول من جانبك و محضت النظر اليه تراه و حين تراه لاتري المردنجيات الداخلة و لا السراج و اذا نظرت الي الثاني و محضت النظر اليه لاتري مادونه مما يليك و لا مادونه من داخله و هكذا حال كل واحد من المردنجيات و اذا نظرت الي السراج و محضت النظر اليه لاتري واحدا من المردنجيات ابدا و تري السراج و انت بجثتك في جميع هذه الانظار خارج عن المردنجيات و لاتتجاوزها بجثتك و انما تتجاوزها بوجدانك لا بوجودك الا تري ان الولي7 قال ما رأيت شيئا الا و رأيت الله قبله و يقول ايكون لغيرك من الظهور ما ليس لك و يقول عميت عين لاتراك و لاتزال عليها رقيبا و يقول لايري فيه نور الا نورك و لايسمع فيه صوت الا صوتك مع ان حجاب النبوة متوسط بينهما و لايهتك ابدا و كذلك يسع احدا من الانبياء ان يقول امثال هذه الكلمات علي حسب مقامه في البيان الاسفل مع ان حجب الولاية و النبوة متوسطة بينهما و كذلك يسع احدا من المؤمنين ان يقول امثال هذه الكلمات في البيان الاسفل مع حجب النبوة المطلقة و الولاية المطلقة و حجب الانبياء واسطة بينهما فكما يسعهم ان يصلوا الي التوحيد المحض مع توسط الحجب يسع المؤمن في السير الوجداني ان يصل الي الغوث الاعظم و يتجاوز الاركان و ينتهي في وجدانه اليه مع انه بوجوده متسفل عن الانبياء فلاتزعم ان الشيعي من المؤمنين

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 80 *»

يمكن له ان يصل الي مقام النبوة فضلا ان يتجاوزه فمعني قولهم سلمان منا اهل البيت و قولهم انما صار سلمان من العلماء لانه رجل منا اهل البيت فليس معناه انه صار في مقام اعلي من مقام موسي و عيسي حاشا الشعاع ان يتجاوز المنير و من بينات طريقة المشايخ ان الاناسي المؤمنين خلقوا من شعاع الانبياء فلاتغلو في دينكم و لا تقولوا علي الله الا الحق بل اقول لك قولا حقا ان اشد الناس معرفة بالوسائط من تمحض في توحيد الله و كلما ازداد الانسان معرفة بالله ازداد معرفة بالوسائط و هذا رمز مبهم و سر منمنم فافهم ان كنت تفهم و الا فسلم تسلم و اما الذي ذكرت في كتابي «تير شهاب» و قلت كيف سار الناس في سنة القرية الثالثة و الرابعة ‌فذلك كان قبل انكار اولئك علي السيد المرحوم و تصديقهم كلامه فاستشهدت لقولي بكلام ذلك الجناب علي زعمهم و الا لم‌يكن المراد انهم يصدقون في المدعي و انما يكذب المدعي هذا و ليس في الدنيا ناطق يكذب في جميع ما يقول فيكذب في اشياء و يصدق في شيء و هذا المدعي ربما يصدق في شيء و لو ان النهار نهار و الليل ليل فلست اقول كبعض المغرقين انه لايصدق في شيء ففي هذا المقام ان كان مرادكم ادعاء انه المهدي فهو باطل و قد تقدم و ان كان مرادكم ان للامام7 في كل عصر باب في كل شيء فنعم له في كل عصر في كل شيء باب بل ابواب حتي ان الاستاد المنقل باب له7 في التنقيل و النقيلة فيض و مدد و لطف من اسباب المعاش لاينزل من الله و من رسوله و حجته الا علي يد ذلك المنقل و هو بابه و كذلك في كل ذرة ذرة له باب و لايكون باب الله الاعظم الكلي اجهل الخلق و اضعفهم و اسفههم البتة و لاتزعم من قولي ان المدعي حق و  المدعي باطل اني اريد ان اثبت ذلك المقام لنفسي فلا و رب مكة و مني و اله المروة و الصفا و جاعل مكة و الحرم و خالق الحطيم و زمزم و رب محمد المصطفي و علي المرتضي و بقية الله في الارض و كفي اني لا قلت ذلك و لا كتبت و لا اشرت و لا اعلنت و لا اسررت و لاتفوهت و لا اضمرت اني انا الباب الحق و هو الباب الباطل و كان خروجه بالباطل و سأخرج بالحق تالله الحق ما خطر ذلك علي خلدي طرفة  عين و ما خلقني الله و الحمد لله

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 81 *»

من الهاذين و اعوذ به ان اكون من الجاهلين و الحمد لله رب العالمين.

قال ايده الله و سدده مسأله ديگر در معاد است در ارشاد مي‌فرماييد اشخاصي كه به حج مي‌روند و همه در آنجا جمع مي‌شوند معاد بغدادي به بغداد است و كرمانشاهي به كرمانشاه الي ان قال پس از اين قرار بايد عالم اعراض كه عالم مستقلي است از جاي خود حركت نكند و اين وضع تغيير نكند الي ان حكي عبارة لي في الفطرة السليمة و ما لم‌يمت الانسان من الدنيا لم‌يحشر في البرزخ و لم‌يشاهده و لم‌ير الارواح و الملائكة و الجنة و النار الدنياويتين و ما لم‌ينفخ في الصور و يمت جميع من في السموات و الارض و يبقوا اربع مأة سنة حتي لايبقي حاس و لا محسوس لم‌يفتح عينه في عرصة‌ القيمة و لم‌ير الصراط و النيران و الجنة و النار و مجمع الكل و منبر الوسيلة و الحكم بين العباد الي ان قال يك نوع بوي تناسخ به مشام حقير مي‌رسد الي ان قال اشخاص بايد كسر و صوغ بشوند يعني بميرند و باز به قالب ديگر ظهور در اين عالم اعراض نمايند تا حقيقت بر آنها منكشف شود و چشم آخرتي باز شود يا آنكه بعد از مرگ ديگر در عالم اعراض مظهري نخواهند گرفت الي آخر ما قال.

اقول يا مولاي ادام الله ايام اقبالك و جمع علي الحق بالك كيف اصنع يقعد مثل جنابك مع تلك الجربزة في كسر بيت في بلد قاص و تراجعون الكتب و الالفاظ و لاتزدادون الا الشكوك و الشبهات و ليس حقيقة هذه المطالب في الكتب و ان ساير العلماء لايصغون الا الي اعلم شخص بزعمهم و لايقرؤن عليه الا علما هو احسن علم لديهم ثم لايحفظون الا احسن ما يسمعون ثم لايكتبون في الكتب الا احسن ما يحفظون و الاثار الباقية عنهم هي خلاصة احسن ما اجتبوه و اختاروه و اما نحن فلانكتب من علمنا الا ادناه و ندخر في صدورنا اعلاه و لاجل ذلك و حقك يا مولاي ان المستمعين من الشيخ كانوا كثيرين من اهل كل بلد فلا و ربك ما فهم منهم الا السيد الجليل و ان المستمعين من السيد النبيل كانوا كثيرين من اهل كل بلد فلا و ربك لا اري احدا فهم منه شيئا الا من اراد الله و خلقه لاجل

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 82 *»

العلم فالعلم الذي هو هكذا كيف يمكن ان تقعد جنابك في كسر بيت في بغداد و تصل الي حقيقة مطالبه من غير استاد و معلم يعلم بالحق و اني الي الان لم‌اجد احدا يفهم رطني و يتنبه لمقصودي؛

و عبرت عن خلي بليلي و تارة

بهند فما ليلي عنيت و لا هندا

نعم ان الالفاظ قشور للباب من اخذها و قشر قشورها و نقي لبابها فهو من اهل لبابها و الا فلا و مع ذلك لكل سؤال جواب اعلم ان المعاد بفتح الميم بمعني العود و العود هو الرجوع الي ما بديء و عود كل شيء الي بدئه و لاشك ان للخلق درجات و بدء كل خلق من اول درجته و كل شيء لايتجاوز ماوراء مبدئه فمحال ان يعود الانبياء الي محل الخاتم و محال ان يعود مؤمنوا الانس الي محل الانبياء و محال ان يعود مؤمنوا الجن الي محل مؤمني الانس و محال ان يعود الملائكة الي محل مؤمني الجن و محال ان يعود الحيوان الي محل الملائكة و محال ان يعود النبات الي محل الحيوان و محال ان يعود المعدن الي محل النبات و محال ان يعود الجماد  الي محل المعدن و لكل منا مقام معلوم و انا لنحن الصافون و لكل درجات مما عملوا و ما تجزون الا ما كنتم تعملون كما بدءكم تعودون هل يستوي الذين يعلمون و الذي لايعلمون و لقد علمتم النشأة الاولي فلولا تذكرون فلو تفكرت فيما ذكره الله و ذكره الحجج: و ذكره المشايخ لعرفت ان المثل الذي تمثلنا به من امر الحاج هو الحق الواقع و اما ما قلت ان لازم ذلك ان يكون معاد عالم الاعراض هيهنا فلاضير فان الاعراض لم‌تبدء من العالم الاعلي حتي تعود اليه و لذا قال علي7 في النفس النباتية اصلها الطبايع بدء ايجادها عند مسقط النطفة مقرها الكبد مادتها لطائف الاغذية فعلها النمو و الزيادة و سبب فراقها اختلاف المتولدات فاذا فارقت عادت الي ما منه بدئت عود ممازجة لا عود مجاورة و قال في النفس الحيوانية قوة فلكية و حرارة غريزية اصلها الافلاك بدء ايجادها عند الولادة الجسمانية فعلها الحيوة و الحركة و الظلم و الغشم و الغلبة و اكتساب الاموال و الشهوات

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 83 *»

 الدنيوية مقرها القلب سبب فراقها اختلاف المتولدات فاذا فارقت عادت الي ما منه بدئت عود ممازجة لا عود مجاورة فتنعدم صورتها و يبطل فعلها و وجودها الخبر و هاتان النفسان من اعراض هذه الدنيا و ليستا من ذاتية الانسان فلاتخصان بانسان دون انسان و تنتقلان من انسان الي انسان و لما كان بدؤهما من طبايع هذه الدنيا و افلاكها عادت النفس النباتية الي طبايعها و الحيوانية الي افلاكها و امتزجتا باصليهما و بطل صورتهما و ليس هذا القول من التناسخ في مراح و لامغدي فان اصحاب التناسخ يقولون لا معاد غير هذه الدنيا و انما ينتقل نفس زيد من بدن زيد بعد موته الي بدن آخر و ينال جزاء عمله في البدن الذي انتقل اليه و هكذا و نحن نقول ان روح زيد اذا عاد يعود عود مجاورة لا عود ممازجة و يعود بدنه الاصلي بشخصيته يوم القيمة و يجزي باعماله في البدن الاصلي و لايسعه غير بدنه و لايدخل في غير بدنه و لاينطبق علي غير بدنه ابدا و اما ما لحقه من الاعراض و الاوساخ في هذه الدنيا فليست منه و لا اليه و لاتخص به و انما هي كفرس ركبه زيد ثم نزل عنه و ركبه غيره او كثوب لبسه ثم تشلح عنه و لبسه غيره و ليست هي بزيد و لا عمر بل لعلها هي حنطة او شعير و شاة او بقرة في ذاتها جاورت زيدا زمانا و فارقته زمانا و ليس هذا القول انكار المعاد الجسماني فان جسم زيد غير جسم الحنطة و الشاة و جسم زيد يعود بجسمانيته و شخصيته و يجزي بعلمه و معاده في عرصة القيمة لا هذه الدنيا و تظهر هي اذا تبدلت الارض غير الارض و السماوات و انطوت السماء انطواء الكتب و رفعت و وضعت غيرها خالية عن الاعراض صافية عن الاكدار و زيد بروحه و جسمه يحشر في تلك العرصة و ليس يعود زيد الي الدنيا الا في الرجعة اذا كان من المتمحضين فانه يعود روحه الي جسده بعد ما طهرا من الاعراض فيا مولاي ان لم‌تكن يمكنك لقاء اهل العلم و الاخذ منهم شفاها لاتحم حول هذه المسائل الصعبة و لاتتفكر فيها و لاتتكلم مع الجهال و لاتباحثهم فيها و لاتجادلهم و لا تخاصمهم فيها فانها ممرضة للقلب مورثة للشكوك و يكفيك ان تقول ما قال آل محمد قلنا و ما دان آل محمد دنا ثم ذرها في سنابلها حتي تلقي من يخبرك عنها و لاتزعم ان احدا ممن لم‌يأخذ شفاها

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 84 *»

من اهلها يقدر ان يستنبط حقائقها من الكتب فان الكتب ليس فيها الا القشور و ان لها تحت القشور لبابا و اما قولي ما لم‌يمت الانسان من الدنيا الي آخره فله معنيان احدهما ما لم‌يمت الانسان من الدنيا بالموت الاضطراري و ثانيهما ما لم‌يمت الانسان بالموت الاختياري و الاعراض عن الدنيا و الزهد فيها فان من مات عن الدنيا بان اعرض نفسه عنها انفتح عينه الي عالم البرزخ و من مات عن البرزخ بالاعراض عنه انفتح عينه في الاخرة و الذي ذكرت من ذلك الرجل لايحتمل الخلاف في قوله و هو كان سيدنا الاجل اعلي الله مقامه فانما كان منه ذلك لموته الاختياري و امتثال امر موتوا قبل ان تموتوا و حاسبوا قبل ان تحاسبوا فانفتح عينه الي البرزخ و هو الانفتاح الوجداني لا الوجودي و كذلك انفتاح عينه في عرصة القيمة و شهوده الجنة و النار فانه كان وجدانيا لا وجوديا و هذا ايضا رمز مبهم و شرحه مما يطول و قد بسطناه في موضعه و اما ما ذكرتم من الابيات في هذه المسألة فما انا و ما خطري انا مثل الذرة بل اقل انا اعلم بنفسي من غيري و الله اعلم مني بنفسي اللهم اجعلني احسن مما يظنون و اغفر لي ما لايعلمون فيا مولاي ان عندنا في العجم مثل يقولون: «آواز دهل شنيدن از دور خوش است» و يقولون في العرب تسمع بالمعيدي خير من ان تراه فلو رأيتني لوجدتني كما اقول لا كما تزعمون و انا استغفر الله مما لاتعلمون و لاتصغ الي الذين غلوا في امثالي و يدعون ما لاارضي به و اتبرء الي الله منه و اني اخاف ان لم‌اتبرء مما يقولون ان يتبرء الذي هو فوقي مني اعوذ بالله.

قال ايده الله و سدده مسأله ديگر در خصوص اخوان به قاعده مقرره هرچه اول است آخر بروز مي‌كند ركن رابع بعد از توحيد و نبوت و امامت بروز كرد و امر اخوان بعد از ركن رابع و هرچه اول است افضل است در اين حرفي ندارم ماننسخ من آية او ننسها نأت بخير منها او مثلها شاهد بر اين مدعاست ولي عرض بنده اين است كه از ائمه: معجزات بسيار ظهور مي‌كرد با

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 85 *»

وجود عدم استعداد زمان و حال با وجود استعداد و ترقي به هيچ وجه اظهار معجز نمي‌شود باعث چيست بلكه به عكس بعضي چيزها بروز مي‌كند بعد ذكر فرموده سؤال فراموش خانه را كه از سيد مرحوم اعلي الله مقامه كرده‌اند و جوابي كه فرموده‌اند قولا و كتبا كه حاجتي به ذكر آن نيست.

اقول اعلم يا سيدي ان قوما يأتون علماء هذه الطريقة و يستمعون اليهم اياما عديدة و لم‌يحصلوا مقدمات العلم و لم‌يسلكوا في طريقه علي ما قرروا و علي الترتيب الحكمي فقدموا المؤخرات و اخروا المقدمات فلاجرم لم‌يفتهموا حقيقة ما سمعوا ثم فارقوا العلماء و تفرقوا في البلدان ثم راجعوا الكتب و استنبطوا منها المطالب علي حسب افهامهم الناقصة و ظنونهم الكاسدة و زعموا ان ما استنبطوا هو مراد المشايخ فصدقوا بحسن ظنونهم للمشايخ ثم يلقون تلك المطالب الي من يزعمون انه يصدقهم فيحرفون الناس عن الصراط المستقيم و ربما يذكرونها عند الاعادي و يصيرون سبب التشنيع علي المشايخ و المشايخ برءاء من تلك المطالب و هكذا ديدن الجهال قديما و حديثا من عصر الائمة الي الان و هذا بلاء ابتلي الله به اولياءه و امتحان و فتنة للناس و انما علي الناس ان لايصدقوا علي المشايخ الا عالما عدلا ذكيا فهما لان القلوب السليمة مفطورة علي عدم تصديق كل احد علي كل احد و لم‌يكثر التشنيع من الاعادي علينا الا بسبب ذلك و الا ليس لاحد حجة علينا انفسنا و لم‌يسمع احد منا ما يخالف ضرورة الاسلام و ما يوجب التشنيع علينا و الي الله المشتكي و المستعان و من تلك المطالب هذا المطلب الذي ذكرتم فان المسلم لايقول ان النبي افضل من الله و لا الائمة افضل من النبي و لا الشيعة افضل من الائمة و لا الاخوان افضل من كبار الشيعة و كذلك المسلم لايقول ان النبوة افضل من التوحيد و لا الولاية افضل من النبوة و لا ولاية اوليائهم افضل من ولايتهم و لا الاخوة افضل من ولاية النقباء و النجباء و ان كان ظهور النبوة بعد التوحيد و الولاية بعد النبوة و ولاية الركن الرابع بعد ولاية‌الائمة و الاخوة بعد الركن الرابع و حاشا ان يكون مراد المشايخ ذلك و انما مرادهم امر دقيق قد تفوهوا ببعضه و قشوره و ظواهره و كتموا بعضه و لبه لعلوه عن افهام الناس و انا اذكر لك ما يمكن

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 86 *»

شرحه و بيانه و اشير الي ما لايحس لئلا امنع الحكمة عن اهلها و لا اذيعها في غير اهلها اعلم انه ما عبدالله بشيء افضل من التوحيد و لا درجة في الايمان افضل من درجة التوحيد و لا احد افضل من الموحدين و فضل التوحيد علي ساير مراتب الدين كفضل انوار الله علي ساير الخلق ثم يليه في الفضل الاعتراف بالنبوة ثم الاعتراف بالائمة: ثم الاعتراف بكبار الشيعة ثم اخوة الاخوان و هي ادناها و اخسها و ذلك من البديهيات في الاسلام الا ان الله سبحانه لم‌ينزل بذاته الي عرصة‌ الخلق فيراه الناس و يعرفوه و يوحدوه و لم‌يصعد الخلق الي ذاته جل و عز فيشاهدوه فيعرفوه و يوحدوه ولكنه وصف نفسه لخلق بوصف من عرف ذلك الوصف فقد عرف الله بمنتهي جهده و من جهل ذلك الوصف فقد جهل الله قال7 من عرف مواقع الصفة بلغ قرار المعرفة و ذلك الوصف هو اول ما ابدع الله من نوره و هو الفاتح الخاتم و في الزيارة من عرفهم فقد عرف الله و من جهلهم فقد جهل الله و من تخلي عنهم فقد تخلي عن الله و في الدعاء فجعلتهم معادن لكلماتك و اركانا لتوحيدك و آياتك و مقاماتك التي لاتعطيل لها في كل مكان يعرفك بها من عرفك لا فرق بينك و بينها الا انهم عبادك و خلقك الدعاء فمن عرف محمدا9 فهو الذي عرف الله بما وصف به نفسه كما وصف و الا فليس عنده من معرفة الله قليل و لا كثير و لم‌يوحد الله بوجه من الوجوه و ليس من اهل التوحيد ابدا ابدا و ليس اهل لا اله الا الله ابدا ابدا و ان قال لا اله الا الله فهو كما يقول الببغاء لفظ لا اله الا الله علي لسانه و ليس له معني في قلبه و لا معلوم و معروف في مشعره الباطن و انما المعرفة في المشعر الباطن كما ان الرؤية في العين و السمع في الاذن فالعارف بالله هو العارف بمحمد9 و اهل لا اله الا الله هم العارفون بمحمد صلي الله عليه فانه وصف لا اله الا الله و في دعاء علي7 اسألك باسمك الذي لا اله الا هو و في زيارة الرضا7 و حروف لا اله الا الله في الرقوم المسطرات فاهل لا

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 87 *»

اله الا الله هم العارفون بمحمد9 لا علي ان الوصف اشرف من الموصوف و لا علي ان محمدا افضل من الله بل لاجل ان الله هو الغيب الممتنع عن الادراك المجهول الكنه غير المعروف الا بما وصف به نفسه و هو وصفه فالعارف به هو الموحد الحقيقي الذي هو افضل الخلق و توحيده افضل ما عبد الله به و كذلك الامر في الولاية و النبوة فان النبي و ان كان وصف الله الذي به يعرف الله لكن يعرف به الله بعد معرفته و لايعرف الا باله فمن عرف آل محمد: فقد عرف محمدا9 و من انكر آل محمد: فقد انكر محمدا9 فانهم نفسه و هم جميعا من نور واحد و روح واحد و طينة واحدة فمن انكر آل محمد: فقد انكر محمدا9 و من انكر محمدا9 فقد انكر الله لا لاجل ان الال افضل منه و هو افضل من الله بل لاجل ان الله لم‌يصف نفسه و لم‌يظهر هو الا في آله فلاجل ذلك صاروا بحيث من عرفهم فقد عرف الله و من جهلهم فقد جهل الله و من تخلي عنهم فقد تخلي عن الله فالمنكرون لآل محمد: ليسوا من اهل التوحيد ابدا ابدا و لا من اهل النبوة ابدا ابدا فالعارف بالنبي علي سبيل الواقع و الصدق و الحق هو العارف بآله و الا فاعتراف المعترف به كقول الببغاء اشهد ان محمدا رسول الله فلفظه علي لسانه و يخرج من منقاره و ليس له معني في قلبه ابدا ابدا و كذلك اذا شهد ان لا اله الا الله هو كشهادة الببغاء حرفا بحرف و ان قال قائل كيف يكون شهادتهم بالله و برسول الله كشهادة الببغاء و هم يستدلون علي التوحيد و النبوة بادلة و براهين و لهم فيها تحقيقات انيقة و حكم عميقة قلت ان مشعر معرفة التوحيد فوق مشعر تلك الادلة و ان تلك الادلة لاتفيد لهم الا صورا ذهنية خيالية و فكرية و مشعر التوحيد هو نور الله الذي خلق الله الموحد منه و ذلك النور هو نور محمد و آل محمد: و ليس في اولئك ذلك النور اذ لايعرفون محمدا و آل محمد: و انما خيالهم و فكرهم ايضا ببغاء خيالي و فكري لعدم باطن لهما و هم لاجل انهم علي صوره الانسان و لهم خيال و فكر و نفس فاجسادهم ببغاء جسداني و نفوسهم ببغاء نفساني و ليس

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 88 *»

لاحدهما معني و حقيقة و نور فافهم ان كنت تفهم و راجع حديث تعدد الارواح و ما في الانبياء و المؤمن و الكافر علي ما في الكافي تفلح و كذلك الامر في معرفة آل محمد: فمن لم‌يعرف اولياءهم و يوالهم و لم‌يعرف اعداءهم فيعادهم ليس يعرفهم حقيقة فان مقامهم فوق مشاعر ساير الناس فلايفوقهم فائق و لايسبقهم سابق و لايلحقهم لاحق و لايطمع في ادراكهم طامع الا بما ظهروا و وصفوا انفسهم و قد وصفوا انفسهم بشيعتهم الكبار و اوليائهم الاطهار الابرار فمن عرفهم فقد عرفهم و من جهلهم فقد جهلهم و من تخلي عنهم فقد تخلي عنهم لا بمعني ان معرفة الشيعة افضل من معرفتهم او ان الشيعة افضل منهم نعوذ بالله بل الشيعة عبيدهم ولكن معرفتهم لاتحصل و لاتنال الا بمعرفة شيعتهم فان شيعتهم وصفهم و ولايتهم شرط ولايتهم قال علي7 محبك من احبك و احب من احبك و ابغض من ابغضك و مبغضك من ابغضك و ابغض من احبك و احب من ابغضك فمنكر الشيعة و مبغضهم مبغض آل محمد: و منكر آل محمد: منكر محمد9 و منكر محمد9 منكر الله فاهل التوحيد الحقيقي و اهل النبوة الحقيقية و اهل الولاية الحقيقية هم الموالون لاوليائهم و المعادون لاعدائهم و ليس معني ذلك ان اللاحق افضل من السابق ابدا ابدا و كذلك امر الاخوة فمع ما ذكرنا محمد عبد ذليل لله عزوجل لايملك لنفسه نفعا و لا ضرا و لا موتا و لا حيوة و لا نشورا و معرفته ادون من معرفة التوحيد بسبعين درجة و آل محمد عبيد محمد صلوات الله عليهم اجمعين و معرفتهم ادون من معرفة محمد9 بسبعين درجة و شيعتهم عبيد لهم قن رق و معرفتهم ادون و اخس من معرفتهم بسبعين درجة و لايستلزم ذلك ان يظهر من آل محمد: اعظم مما ظهر من محمد9 و لا ما يساويه بل لايجب ان يظهروا معجزا للناس لانهم مدلول عليهم بمحمد9 و هو مفترض الطاعة مصدق النبوة و اتي بمعجزات اثبت نبوته و صدق اخباره و قد اخبر بولاية اله كما لايجب ان يظهر معجزة من الكعبة لانها مدلول عليها و دل عليها المخبر الصادق و كفي

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 89 *»

في احترامها و استقبالها كذلك الامام مدلول عليه لايحتاج الي المعجز و لا خارق العادة فانه مدلول عليه و انما ظهر منهم ما ظهر تفضلا لا اشتراطا فبعد ما دل عليهم و ثبت صدق اخبارهم و دلالتهم فقد دلوا علي شيعتهم و ذكروا علائمهم فالشيعة مدلول عليهم و لايجب ظهور معجزة منهم و لا كرامة و لا خارق عادة و ان ظهر منهم بعض ما اكرمهم الله به من لوازم التأييد و التسديد و التكريم فذلك تفضل من الله جل و عز و ليس شرط قبول امرهم و حكمهم كما انه ليس شرط كون الكعبة قبلة ظهور كرامة منها و معجزة و خارق عادة و ان ظهر منها احيانا بعض خوارق العادة تكريما من الله كما ظهر في الفيل و اصحابه و اضرابهم فذلك كرامة من الله و لطف و فضل فلايجب في الظاهر اخيرا ان يظهر منه ما ظهر من الاول و لايجب ان يعطي جميعهم كرامة و معجزة الاتري ان كل نبي اتي بخارق عادة معين و لم‌يكن يظهر منه غيره و لم‌يعط قوة علي غيره و لا قدرة عليه و فقده القدرة عليه لم‌يكن يضر بنبوته و كذلك كل مدلول عليه اذا لم‌يعط قوة علي كرامة و خارق عادة لا يضر بكونه مدلولا عليه و حجة علي الخلق الا تري ان المساجد التي في البلدان مدلول عليها و يجب احترامها و تجنيب النجاسة عنها و لم‌يظهر من واحد منها كرامة فكذلك شيعتهم علي اختلاف درجاتهم هم المدلول عليهم و يجب احترامهم و توليهم و معاداة اعدائهم و بغضهم كفر و نصب و براءة من الله و رسوله و ان لم‌يظهر منهم شيء فاي شيء يطلبون الناس منهم و لم‌يتوقفون ان لم‌يظهر منهم شيء فمن كان من الشيعة مواليا لآل محمد: يجب موالاته و البراءة من اعدائه و اداء حقوقه و من كان مع ذلك عدلا ثقة عالما راويا لاخبارهم وجب موالاته و البرائة من اعدائه و اداء حقوقه و قبول روايته و التسليم لحكمه و الرد عليه رد علي آل محمد: و شرك بالله و كفر به و حكمه حكم الله و امره امر الله و قوله قول الله و من كان منهم مع ذلك حكيما عارفا بحقايق الاشياء سالكا فيها بنور آل محمد: مستدلا بالكتاب و السنة متمسكا بهما مستندا اليهما فامره اعظم و اعظم

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 90 *»

و ان قلت بم يعرف ذلك الرجل و كان يدعي ذلك قلت

اذا  انبجست دموع من خدود

تبين من بكي ممن تباكا

فهب اني اقول الصبح ليل

ايعمي الناظرون عن الضياء

و ان اشتبه كل شيء في الدنيا لايشتبه العالم بالجاهل و نور العلم اضوء من صباح و لايخفي علي من لم‌يخاطر بنفسه و كان منصفا طالبا للحق و من كان منهم مع ذلك مقتفيا اثر آل محمد: متخلقا باخلاقهم متصفا بصفاتهم عاملا باعمالهم قائلا باقوالهم مؤثرا هواهم علي هواه و اياهم علي نفسه متبعا لهم في القل و الجل فامره اعظم و اعظم و اعظم فبه فتمسكوا فبهداه فاقتدوا و به الي الله فتقربوا فذلكم الرجل نعم الرجل كل الرجل فاين اولئك و كم اولئك اولئك الاقلون عددا الاعظمون خطرا المختفون اثرا المتجنبون هذا الخلق المنكوس المتنزهون عن عشرة هذا الناس المنحوس و ان قلت فبم يعرف اولئك قلت اذا امروا بان يعرفوا انفسهم لايخفي امرهم و ان امروا بان يستتروا لايكشف سرهم و لو شرق مشرق و غرب مغرب لايجدهم

لا كل ما يتمني المرء يدركه

تجري الرياح بما لاتشتهي السفن

و اعلم ان الشيعة اين ما بلغوا لايصيرون افضل من الانبياء و ان علوم الانبياء محدودة محصورة انظر الي موسي و خضر و قول خضر له اني موكل بامور لاتطيقه و انت موكل بامر لااطيقه انظر اليهما و عدم علمهما بما علمه الصياد من عمل الطير في البحر و انظر الي سليمان و عدم علمه بما علمه النملة و انظر الي الانبياء و عدم علمهم بما لم‌يوح اليهم و هكذا فكيف يمكن للشيعة ان يكون عالما بكل شيء بحيث لايجهل شيئا و يجب تصديق عالم الشيعة فيما علمه لا فيما جهله و انما يدعو الي ما يعلم لا الي ما يجهل و انما مثلهم كآيات الكتاب كل آية حجة فيما تدل عليه  لا فيما لاتدل عليه فيجب تصديق آية الصلوة في معني الصلوة و لايجوز انكارها في معني الصلوة لانها لاتدل علي الزكوة و يجب تصديق الرواة العدول فيما يروون و لايجوز انكارهم فيما يروون لاجل ما لايروون افهم ما اقول لك يا سيدي و صحح اعتقادك باتباعي فيما ذكرت لك من علوم آل محمد:

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 91 *»

و لاتخالف ما ذكرت فتضل عن الصراط المستقيم و لاتصغ الي الجهال و الي الذين لم‌يعضوا علي العلم بضرس قاطع و هم بين مفرط و مفرط و الزم النمرقة الوسطي التي اليها يجب ان يرد الغالي و يلحقها التالي و اما طلب المعجز من الشيعة الكاملين و الاخوان البالغين فاعلم ان المعجز هو عمل فوق الطبايع يعجز اصحاب الطبايع عن الاتيان بمثله كمايعجز الحواس الظاهرة عن درك مافوق عالم الاجسام لانه فوق شهاداتها و ما يحيط به قوتها فما يعجز البشر يجب ان يكون بمقتضي ارواح هي فوق شهادات البشر فلاجل ذلك يعجز البشر عن الاتيان بمثله و الروح التي فوق شهادات البشر و النفوس القدسية هي الكلية الالهية و روح القدس و هي مخصوصة بالانبياء و الاوصياء لاتعدوهم الي غيرهم فلاجل ذلك لايقدر غيرهم علي ان يأتي بما يعجز البشر و هو من نوع البشر و لغيره من الارواح مثل ما له فللبشر ان كانوا مؤمنين من الارواح روح البدن و روح القوة و روح الشهوة و روح الايمان و الا فليس فيهم الا روح البدن و روح القوة و روح الشهوة كساير الحيوانات و اما الانبياء و الاوصياء ففيهم روح البدن و روح القوة و روح الشهوة و روح الايمان و روح القدس فلايعجز صاحب الارواح الاربعة عمايفعله اخوه و فرد من نوعه و انما يعجز عمايفعله روح القدس التي هي فوق شهاداته و مشاعره و ما روي ان الائمة: قالوا لبعض الشيعة لازلت مؤيدا بروح او نفث روح القدس علي لسانك فالمراد تأييد الامام7 لذلك الشيعي حتي قال ذلك لا ان روح القدس في ساير المؤمنين بل في المؤمن يمكن ان يكون عون من اعوانه و شخص من اتباعه و مما ذكرنا من بديع البيان علم ان المعجز شأن الانبياء و الاوصياء فقط و علم مما ذكرنا ان محمدا و آل محمد: لماكانوا فوق شهادات الانبياء كان افعالهم معجزة بالنسبة الي ساير الانبياء ايضا فانهم يفعلون ما يفعلون بقوة روح خاصة لهم ليست في ساير الانبياء بالجملة مطالبة الشيعة الذين هم في عرض البشر بالاعجاز اجحاف و ظلم في حقهم فانهم مشتركون مع ساير البشر في الارواح غاية الامر ان كامليهم اصفي

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 92 *»

و الطف كما ان البلور حجر و ان كان مساويا في الجمادية مع الحجر الغاسق و كونهم اصفي يصير سبب تأييدهم و تسديدهم و الهامهم ببعض الاشياء تكرما و اما ما ظهر من بعض الشيعة في حيوتهم او بعد رحلتهم من العجايب و الخوارق فيكفيك في شرحه ما رواه ابو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد و ابوالحسن علي بن محمد بن سيار رضي الله عنهما قالا حضرنا ليلة علي غرفة الحسن بن علي بن محمد: و قد كان ملك الزمان له معظما و حاشيته له مبجلين اذ مر علينا و الي البلد و الي الجسرين و معه رجل مكتوف و الحسن بن علي مشرف من روزنته فلما رآه الوالي ترجل من دابته اجلالا له فقال له الحسن بن علي8 عد الي موضعك فعاد و هو معظم له و قال يا ابن رسول الله اخذت هذا في هذه الليلة علي باب حانوت صيرفي فاتهمته بانه يريد نقبه و السرقة منه فقبضت عليه فلما هممت ان اضربه خمس مأة و هذا سبيلي فيمن اتهمته ممن آخذه ليكون قد سعي ببعض ذنوبه قبل ان يأتيني من لااطيق مدافعته فقال لي اتق الله و لاتتعرض لسخط الله فاني من شيعة اميرالمؤمنين و شيعة هذا الامام ابي القائم7 بامر الله فكففت عنه فقلت انا مار بك عليه فان عرفك بالتشيع اطلقت عنك و الا قطعت يدك و رجلك بعد ان اجلدك الف سوط و قد جئتك به يابن رسول الله فهل هو من شيعة علي كما ادعي فقال الحسن بن علي8 معاذ الله ما هذا من شيعة علي7 و انما ابتلاه الله في يدك لاعتقاده في نفسه انه من شيعة علي7 فقال الوالي كفيتني مؤنته الان اضربه خمس مأة لا حرج علي فيها فلما نحاه بعيدا قال ابطحوه فبطحوه و اقام عليه جلادين واحدا عن يمينه و آخر عن شماله فقال اوجعاه فهويا اليه بعصيهما فكانا لايصيبان استه شيئا انما يصيبان الارض فضجر من ذلك فقال ويلكما تضربان الارض اضربا استه فذهبا يضربان استه فعدلت ايديهما فجعل يضرب بعضهما بعضا و يصيح و يتأوه فقال لهما ويلكما امجنونان انتما يضرب بعضكما بعضا اضربا الرجل فقالا ما نضرب الا الرجل و ما نقصد سواه لكن تعدل ايدينا حتي يضرب بعضنا بعضا قال يا فلان و يا فلان حتي دعا اربعة و صاروا مع الاولين ستة و قال احيطوا به فكان تعدل بايديهم

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 93 *»

و ترفع عصيهم الي فوق و كانت لاتقع الا بالوالي فسقط عن دابته و قال قتلتموني قتلكم الله ما هذا فقالوا ما ضربنا الا اياه ثم قال لغيرهم تعالوا فاضربوا هذا فجاؤا فضربوه بعد فقال ويلكم اياي تضربون فاضربوا هذا فضربوه بعد فقال ويلكم اياي تضربون فقالوا لا والله لانضرب الا الرجل قال الوالي فمن اين لي هذه الشجات برأسي و وجهي و بدني ان لم‌تكونوا تضربوني فقالوا شلت ايماننا ان كنا قصدناك بضرب قال الرجل يا عبد الله للوالي اما تعتبر بهذه الالطاف التي بها يصرف عني هذا الضرب ويلك ردني الي الامام و امتثل في امره قال فرده الوالي بعد الي بين يدي الحسن بن علي8 فقال يابن رسول الله عجبا لهذا انكرت ان يكون من شيعتكم و من لم‌يكن من شيعتكم فهو من شيعة ابليس و هو في النار و قد رأ‌يت له المعجزات ما لاتكون الا للانبياء فقال الحسن بن علي8 او للاوصياء فقال او للاوصياء فقال الحسن بن علي8 للوالي يا عبد الله انه كذب في دعواه انه من شيعتنا كذبة لو عرفها ثم تعمدها لابتلي بجميع عذابك له و لبقي في المطبق ثلثين سنة ولكن الله رحمه لاطلاق كلمة علي ما عني لا علي تعمد كذب و انت يا عبد الله فاعلم ان الله عزوجل قد خلصه من يديك خل عنه فانه من موالينا و محبينا و ليس من شيعتنا فقال الوالي ما هذا كله عندنا الا سواء فما الفرق قال الامام7 الفرق ان شيعتنا هم الذين يتبعون آثارنا و يطيعوننا في جميع اوامرنا و نواهينا فاولئك شيعتنا فاما من خالفنا في كثير مما فرضه الله عليه فليس من شيعتنا قال الامام7 و انت قد كذبت كذبة لو تعمدتها و كذبتها لابتلاك الله عزوجل بضرب الف سوط و سجن ثلثين سنة في المطبق قال و ما هي يابن رسول الله قال بزعمك انك رأيت له المعجزات ان المعجزات ليست له انما هي لنا اظهرها الله فيه ابانة لحجتنا و ايضاحا لجلالتنا و شرفنا و لو قلت شاهدت فيه معجزات لم‌انكره عليك اليس احياء عيسي الميت معجزا فهي للميت ام لعيسي او ليس خلقه من الطين كهيئة الطير فصار طيرا باذن الله اهي للطاير او لعيسي او ليس الذين جعلوا قردة خاسئين معجزة فهي معجزة للقردة او لنبي ذلك الزمان فقال

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 94 *»

الوالي استغفر الله ربي و اتوب اليه الحديث ذكرته بطوله لكثرة محصوله فلامعجزة الا لحجة الزمان الذي فيه الكلية الالهية‌ و قلبه وكر مشية الله و لسانه ترجمة ارادة الله و لايعمل عملا الا بامر الله و اما من سواه من الشيعة و الموالين فلايمكن ان يصدر منهم معجزة نعم يمكن ان يظهر كرامات الله علي بعض اوليائه في مواضع و قد كان و يكون كثيرا و قد شاهدنا كثيرا و اتفق ببركات السادات و الحمد لله غير مرة و هو معجزة لهم سلام الله عليهم يدفعون بها عمن شاؤا و يسوقون الي من شاؤا ما شاؤا من المنافع و يوفقون من شأوا لما شاؤا و اما كاملوا الشيعة فهم بانفسهم و وجودهم خارق عادة العالم فاني بني آدم هؤلاء ليس من عادتهم ان يكونوا معتدلين كمال الاعتدال في الافعال و الاحوال و الاخلاق و السيرة و يكونوا في كمال الذكاوة و العلم و التقوي و الفهم الثاقب و العقل المستنير و يكون فيهم جميع جنود العقل او اكثره و منزهين عن جميع جنود الجهل او اكثره فمهما وجد انسان هكذا فهو اقل من الكبريت الاحمر و هو بوجوده خارق عادة العالم و مع ذلك كثيرا ما يظهر عليهم معجزات الامام7 و يدعون الله كثيرا فيستجاب دعاؤهم وحيا و يوفقون و يسددون و يؤيدون بالحق في كثير من المقامات و اما ان يتحدوا مع الناس فيأتوا بمعجز فليسوا بمأمورين بذلك و لا منصوبين علي ذلك انما هم عبيد مكرمون لايسبقون امامهم بالقول و هم بامره يعملون و اما ما يطلبه الناس منهم من العلم بالغيب و الاطلاع علي جميع ذرات الوجود حتي لايغيب عنهم شيء و وجود جميع العلوم بجزئياتها في صدورهم و لزوم جوابهم عن كل ما سئلوا و ان لايكون احد اعلم منهم بشيء من جزئيات العالم فلا و ربي ما سمعته من احد من المشايخ و لا رأيت في كتبهم و ما ساعدني الادلة علي ذلك و لا حصل لي التجربة بذلك بل ما رأيت ذلك في آثار الانبياء السلف و لا في آثار اوصيائهم و لا ساعدني الادلة بل المأثور خلاف ذلك نعم ذلك مقام الجامع الحق و هو محمد و آل محمد: فهم كذلك في افراد الخلق لا غيرهم و هم ايضا قد امروا بان يقولوا رب زدني علما و قال النبي9 رب زدني فيك تحيرا و ان عليا و آله: يستفيدون

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 95 *»

من محمد9 العلوم دائما بالجملة انا اتبعنا المشايخ في ما يدعون اليه لا في ما لايدعون اليه و في ما يعلمون لانه كان حقا لا في ما يجهلون و ما ننكر جهلهم بشيء و لا ينافي ادعاءهم فانهم لم‌يدعوا الخاتمية و انما ادعوا انا شيعة لآل محمد: و مقام الشيعة لاينافي الجهل بشيء فمن ينصرف عما يعلمون و يدعون اليه من الحق لما لايعلمون فذلك مخاطرة بانفسهم لا بالمشايخ اكان من الجايز الكفر بما جاء به موسي لانه لم‌يعلم باطن الطفل و وراء البحر و تحت الجدار و اسرار اعمال الخضر بل الواجب الايمان بما يدعو اليه لانه مقرون بالحجة و كذلك نحن صدقنا المشايخ فيما ادعوا لانه مقرون بالحجة و لاننكر ما يعلمون لما لايعلمون بالجملة يا سيدي اياك و الغلو و اياك و معاشرة الغلاة المفرطين الجهلة فانهم بانفسهم لايقدرون ان يأتوا علي قولهم بحجة و انما يأتون بكلمات مزخرفة فو و حقك ان اغلب ما يروي الغلاة عن المشايخ او ساير العرفاء من المعجزات و الكرامات خرص و تخمين و اغراق و استنباط و كذب و افتراء و تحريف و تغيير و لست انكر وقوع كرامات كثيرة منهم ولكن اغلب ما يقولون كذب و ليس شأن اهل الحق ان يلعبوا بالمعجزات و الكرامات في آناء الليل و النهار و لكل رجل رجل من الاقشاب بل تلك الامور اتفاقية و اغلبها توفيقية لاتعمدية و تحدية و اي كرامة اعظم من اقتفائهم اثر محمد و ال محمد: في الجل و القل و موافقة قلوبهم لقلوبهم و نفوسهم لنفوسهم و وارداتهم لوارداتهم و الهاماتهم لالهاماتهم و اخلاقهم لاخلاقهم و توفيقاتهم لتوفيقاتهم و اي فخر لهم اعظم من ذلك و والله اهل الحق و الصدق ممتازون عن اهل الباطل و الختل و الغدر كما يمتاز النار عن الماء و لا قوة الا بالله و انما اطلت  الكلام في هذا الباب حرصا علي تعديلك ان شاء الله حتي تكون من النمرقة الوسطي لما سمعت من شدة طلبك للحق و ذكاوتك و استقامة فهمك حتي رجوت ان تكون من المعتدلين فطالع ما ذكرت لك و كرر النظر و اثبت عليه حتي لاتكون من الهالكين و اعلم ان اهل الحق قليل و اهل الباطل كثير و اكثرهم لايعقلون و قليل من عبادي الشكور

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 96 *»

و اما ما ذكره السيد الاجل من النوم فقد اخبر اني رأ‌يت في النوم كذلك و ان من النوم ما هو اضغاث و احلام و ان كان من الكامل و من النوم ما له تأويل حتي من رأي انه نكح امه يزور مكة فما ظنك بساير الرؤيا و رؤيا الانبياء تأول حتي خاتم النبيين صلوات الله عليه و آله و لايجب ان يكون رؤيا الكامل كلها وحيا و واقعا علي ما رأي فاي نقص في قوله اني رأ‌يت في المنام كذا و اما قوله ان ذلك من علم السيميا و الليميا و السحر فالمقصود انه من نوع العلوم الغريبة فاي نكر في ذلك و ما علمكم بالليميا و اخواتها و السحر اما الليميا فهو علم يبحث فيه عن عجايب خواص العقاقير ما يشبهه الكرامات و اما السيميا فهو علم يبحث فيه  عن تسخير الملائكة الثلثة شمعون و زيتون و سيمون و اعوانهم في اظهار الخيالات و الامثال و تلك الملائكة موكلة بالافكار و عن الطلسمات و تسخير ملائكة السموات و اما الريميا فعلم يبحث فيه من عجايب المعالجات و سرعة الحركات و اظهار ما يشبه المعجزات و منه علم اللاعبين بالحقق و الالات المعدة في علمهم لارائة ما يزعم الجاهل انه من خوارق العادات و اما الهيميا فهو علم يبحث فيه عن خواص الحروف و قويها و حقائقها و منه الجفر بفنونه و اما الكيميا فهو علم باحوال الاجساد الناقصة و كيفية ازالة امراضها و تكميل ناقصها بالعقاقير و اما السحر فهو علم يبحث فيه عن كيفية‌ استعانة النفس بمزاولة اعمال و اقوال و معالجات مخصوصة لاظهار الغرايب و ان استعانت بقوي الروحانيات فهي العزائم او بالاجرام الفلكية فهي دعوة الكواكب او بتمزيج القوي السماوية بالارضية فهي الطلسمات او بالخواص العنصرية فهي النيرنجات او بالنسب الرياضية و هي الحيل و السحر نوعا عمل يؤثر في النفوس و الاجسام و دق مأخذه و لطف سببه حتي ان من البيان لسحرا و ان النميمة اشد انواع السحر فان النمام يفسد بين الدولتين بكلمتين و يسفك دماء الوف بكلمة و يخرب الديار و يذرها بلاقع بكلم معدودة و يفرق بين المرء و زوجه في يوم و يفسد بين الاحبة في بعض يوم و يتلف الخزائن و الاموال في ساعة فاي سحر اعظم من هذا و اي

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 97 *»

لوح و طلسم و تسخير و عزايم يفعل هذا الفعل بهذه السرعة و هل النميمة الا استعانة النفس في افساد النفوس و الاجسام بكلمات رتبها بحيث تؤثر في نفس من نم اليه و هل يعمل اهل فراموش‌خانه غير حيل يفزعون القلوب و يستعينون بادوات و آلات تنخلع منها القلوب و تخاف منها النفوس و يخيل اليهم حتي يرق قلوبهم ثم ينمون اليه عن السلطان و اعوانه و انصاره و يذكرون له مرغبات في مواخاتهم و يخدعون النفوس الضعيفة بنصايح و لطايف البيان و اخلاق و صفات هم منها برءاء و يصدقهم النفوس الضعيفة و يحلفونه و يخوفونه حتي لايظهر عند غير اخوانه خشية علي دمه و دماء اخوانه و هل هذه من سحر البيان و استعانة النفوس بتلك الحيل و الكلمات و البيانات و اما النفوس القوية فلاتكاد تنخدع بخدعهم و لايؤثر فيه حيلهم و سحرهم و لذلك كنت اقول دائما ان هذا البيت اذا بني في ايران و ذهب اهله اليه ينكشف امره و يبوحون به حتي يلعب به الصبيان في العقود لان نفوس اهل ايران قوية و اختيارهم قوي فلايثبتون علي حلفهم و لايخافون من تخويفاتهم و يبوحون به عماقريب و قد ذهب جمع و خرجوا و باحوا بجميع ما رأوا بالجملة امر فراموش‌خانه نوع من السحر بلاشك و نوع من الريميا و لعل السيد الاجل اعلي الله مقامه اطلع علي بعض اعمال كان من علم الليميا و ليس بلازم ان جميع استادي هذا الفن في جميع البلاد يدبرون في ذلك تدبيرا واحدا او يدبر الاستاد الواحد مع كل احد بمعاملة واحدة حتي انه قد حكي بعضهم انه ربما يسقون بعض الاشخاص من البنج او الشرس او بعض الادهان المتخذة من المخيلات في الشاء او غيره مما يطعمونه حتي يخيل اليه بعض تلك التخويفات و الامتحانات امورا غريبة و ذلك من نوع علم الليميا هذا مع انا لسنا ندعي في الاكابر انهم لايخفي عليهم خافية في السموات و الارض و لانري عدم علمهم ببعض الاشياء مما لم‌يوكل احدهم به دحضا في حجتهم فيما يعلمون نعم عندهم كليات جميع العلوم و الاحوال لانهم فائزون بنقطة العلم السارية في جميع العلوم و اما الجزئيات فلا و حقك لم‌يثبت ادعاؤهم ذلك بل ادعاء الانبياء السالفة لذلك.

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 98 *»

قال ايده الله و سدده شخصي در مرض موت مال خود را به شخصي يا اشخاصي هبه كند يا مصالحه نمايد صحيح است يا آنكه از ثلث بايد محسوب شود؟

اقول اعلم ايدك الله ان المملك هو العقل ملكه الله ما خوله فمادام الروح و العقل في البدن هو مالك ما خوله الله مفوض اليه امر ما خوله ان شاء باعه و ان شاء وهبه و ان شاء صالحه له التصرف في ماله كيف يشاء و اذا تخلي عن الدنيا و ذهب و تركها فقد وهبه الله لورثته الذين هم اولي الناس به و اقربهم منه الي ان يتخلوا من الدنيا بذلك نزل الكتاب و السنة.

قال ادام الله عزه و علاه در خصوص واسطه بودن فيما بين خود و آن حضرت تا آخر فرمايشات.

اقول هذا آخر اسؤلته ادام الله توفيقاته اعلم ادام الله تولي امرك ان الله عزوجل هو المعبود الحق لا معبود سواه فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا و لايشرك بعبادة ربه احدا و هو جل و علا ذو كمالات لاتتناهي و ذو اسماء لاتحصي و بجمعيته هذه استحق ان يعبد و لايشرك به و هو لم‌يظهر بجميع كمالاته الا في محمد و ال محمد: الذين هم الظهور الاعظم الاعظم الاعظم و التجلي الاعلي الاعلي الاعلي لايشاركهم في هذا المقام سواهم قال7 اما المعاني فنحن معانيه و ظاهره فيكم اخترعنا من نور ذاته و فوض الينا امور عباده الحديث و في الدعاء فجعلتهم معادن لكلماتك و اركانا لتوحيدك و آياتك و مقاماتك التي لا تعطيل لها في كل مكان يعرفك بها من عرفك لا فرق بينك و بينها الا انهم عبادك و خلقك فتقها و رتقها بيدك بدؤها منك و عودها اليك الدعاء ثم بعدهم الانبياء ليس احد منهم مستجمعا جميع جهات كمالات الرب جل و علا و اسمائه و صفاته و لكل منا مقام معلوم و لايسع احدا منهم ان يدعي مقام الجامعية الاصلية الا ان كل واحد منهم لما بلغ اول اذكاره فقد استجمع المراتب الثماني و

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 99 *»

العشرين اصلية و ظلية يعني ان منها اصلية علي حسب مقتضي رتبتهم و منها ظلية يطلق عليها الاسم من باب الحقيقة بعد الحقيقة و لان الاثر يطابق صفة مؤثره فلاجل ذلك صار كل واحد حجة علي من بعثوا اليه يوحدون الله و يطيعونه به و اما الشيعة الكاملون البالغون اعلي اذكارهم و اسني انوارهم فهم ايضا مستكملون المراتب الثماني و العشرين الا انها فيها اصلية و ظلية و ظل ظلية من باب تطابق الاثر و المؤثر كما مر و اما غيرهم من الناقصين فاني لهم و اني و لم‌يبلغوا مرتبة فؤادهم و لم‌يصيروا من اهل الشهود و واجدي مراتب الوجود و الواسطة من كان اعلي من الداني و اسفل من العالي و اما من يكون هذا اعلي منه بوجه و هو اعلي من هذا بوجه فهما متصاقعان الفقيه يرجع في طبه الي الطبيب و الطبيب يرجع في فقهه الي الفقيه و هما يرجعان في نقيلة مداسهم الي المنقل و جميعهم في عرض واحد ليس احد واسطة بين الاخر و مبدئه يا سيدي لاتجسر في دينك بهذه الخيالات و لاتقل بشيء بهذه الاستدلالات ان هي الا كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءا لاتتجاوز النطق و السمع و النص الصريح لايتوسط احد بعلم و لا حكمة و لا معرفة و لاتقوي و لا زهد و لا اخلاص و لا صدق الامر يا سيدي عظيم و الخطب جسيم فاتقوا الله و لاتقولوا علي الله الا الحق جميع من ترون في عرض واحد لايفضل احدهم علي الاخر اذا فضل العين علي الاذن برؤيتها فضل الاذن ايضا علي العين بسمعها فهما في درجة واحدة لايصير الحجة محجوج من هو حجته و لايصير المطاع مطيع من هو مطاعه ان هذه الا لهو و لعب بالدين الواسطة التي سمعتم بها هي التي لايصل اليك فيض الوجود الا بها فانت من شعاعه و نوره و وجودك تابع لوجوده فهو مظهر جميع كمالات العالي و اسمائه و صفاته المتعلقة بوجودك و ايجادك فانت لاتري العالي الا بها و منها و فيها و هي منشأة الاثار و ناقلة الاخبار من العالي اليك و اما الوسائط الشرعية في الوجودات الشرعية فكذلك فان الوجود اللطيف الشريف يحس ما لايحس من هو اكثف فاذا بدا من الشارع الاول نور شرعي لطيف لايحس به من كان كثيفا ابدا و انما يحس به الطف الامة وجودا فاذا احس

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 100 *»

به و ترجمه للكثيف و بينه و اوضحه بلسان كثيف يفهمه الكثيف فهذا اللطيف هو الواسطة في الكلي واسطة كلية و في الجزئي واسطة جزئية في ذلك الامر الجزئي بخصوصه و هذه الواسطة الجزئية ليست بشيء فانه ربما تكون انت واسطة له في شيء و يكون هو واسطة لك في شيء فهؤلاء  في عرض واحد و اما الذي جميع وجودك الشرعي بتوسطه فهو الواسطة بينك و بين الشارع الاول و انت تنتفع به و لاينتفع هو منك و لايحتاج اليك و الوسائط في الشرع الظاهر فلربما ينقل الحديث عن النبي9 الي مثل سلمان رضي الله عنه كافر مشرك فيكون الكافر واسطة نقل الخبر اليه و لا فائدة في ذلك و لا توسط يتقرب به احد الي الله عزوجل اما انا فلا ابرد لاحد ظهري و لا اموه في امري و لا اضل احدا في شأني و لا ادع لاحد عذرا يتعذر به في الغلو في انا رجل قد علمت بعض الكليمات في العلوم المعدودة و الحكم المعروفة و المعارف و الفضائل و ما اقل ما علمته في جنب جملة و منه ما برز في كتبي و تصنيفاتي و تأليفاتي و منه ما هو مستجن في الصدر و لم‌يظهر و اما في نفسي و علمي فانا اعلم بنفسي من غيري والله اعلم مني بنفسي و انا استغفر الله مما هو اعلم به مني قد امرني الاستاد اجل الله شأنه باظهار ما علمني في هذه الثغور فعملت بامره و نشرت ما قدرت نعم و لله الحمد و له الشكر ظني انه لم‌ينتفع احد منه مثل ما انتفعت و لا بقدره و لم‌يفهم احد مراده مثل ما فهمت و لم‌يطلع احد علي مكنون ما في صدره مثل ما اطلعت و لم‌يسكن نفسه الي احد مثل ما سكن اليّ هذا ظني و قد يخطيء الظن و قد يصيب و لا اعرف علي وجه الارض احدا مثل استادي اجل الله شأنه و لو عرفت للزمته و خدمته و اخذت منه و ليس عدم معرفتي دليل العدم و انا اسأل الله دائما ان يعرفني من اخذ عنه و اتوسل به اليه فلم ار اثر الاجابة و الله اعلم بمصلحتي و خيري و هو العالم بحقايق الامر و لا اقول غير هذا و لا ادعي غير هذا و لا اعلم من نفسي غير هذا فمن يريد هذا فهو عندي موجود مبذول و من اراد غير هذا فلاعلم لي به و من نسب الي غير هذا فقد افتري علي بما لم‌اعتقد في نفسي و هذه حجة علي من يبلغه كتابي هذا و يطلع عليه ثم ليس علي شيء ان غلا او قلا و لا قوة الا بالله

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 31 صفحه 101 *»

العلي العظيم و قد فرغ من تسويد هذه الاوراق مصنفه كريم بن ابرهيم في كرمان في العشر الاوائل من شهر رمضان من شهور سنة السادسة و الثمانين و المأتين من الالف الجديد حامدا مصليا مستغفرا تمت.