رسالة فی جواب الملا محمد مهدی بن الملا شفیع الاسترابادی
عن عشر مسائل منها قولهم ان الامر بالمعروف لطف
من مصنفات الشيخ الاجل الاوحد المرحوم
الشيخ احمد بن زينالدين الاحسائي اعلي الله مقامه
«* جوامع الکلم جلد 9 صفحه 770 *»
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمدللّه رب العالمين و صلي اللّه علي محمد و آله الطاهرين.
اما بـعد فيقول العبد المسكين احمد بن زين الدين الاحسائي ان المكرم المحترم و الآخوند المعظم الملا محمد مهدي ابن الملا شفيع(محمد شفيع خ ل) الاستر آبادي وفّقه اللّه لرضاه قدعرض علي مسائل جليلة اراد جوابها و استنظرته ليكون الجواب كاشفاً لجميع مايحول علي الناظر فيها من كل حجاب فلميكن له مهلة علي الانظار فكتبت الجواب علي غاية الاختصار و الاقتصار فان وقع (فيه خ ل )خلل من جهة عدم استقصاء الجواب فليس مني بل لضيق الوقت و اللّه الموفق للصواب.
قال سلمه اللّه تعالي قد اشتهر بين علمائنا ان الامر بالمعروف و النهي عن المنكر لطف و اللطف واجب علي اللّه تعالي و هذا خفي علي ما ادري ما مرادهم (من هذا الكلام خ ل) ان ارادوا بالوجوب مايذم تاركه او يعاقب او يستحق العقاب فمعاذ اللّه اي عقل يجترئ علي مذمة اللّه فضلاً عن العقاب و العقول متحيرة عند مصالح رب الارباب و ان ارادوا به الوجوب العقلي يعني ممتنع الانفكاك عن الذات فهو جيّد علي زعم السيد و لكن ما وجدت ذلك المعني منهم(منه خ ل).
اقول المراد بالوجوب علي اللّه سبحانه في كل ما ينسب اليه(له خ ل) هو الثبوت في الحكمة و هو سبحانه من مقتضي رحمته و عدله انه لايترك اللطف و لو شاء لتركه قال تعالي و لئن شئنا لنذهبنّ بالذي اوحينا اليك ليفتري علينا غيره و تعالي اللّه في رحمته و فضله ان يذهب بمااوحي الي رسوله9 مع انه قادر عليه و لو فعله لميكن منافياً للازل(للاول خ ل) و انما ينافي الرحمة التي تحتاج اليها العباد الضعفاء و اما المعني الاصطلاحي فلاتصحّ ارادته هنا و اما المعني العقلي الذي اشرتم اليم فباطل لانه يلزم منه التشبيه لان كل شيء يلزمه
«* جوامع الکلم جلد 9 صفحه 771 *»
غيره فهو حادث و هذا المعني ايضاً باطل.
قال سلمه الله تعالي: قد ورد عن المعصوم عليه السلام في تفسير بعض الآيات ان تلک الآية قد وردت بغير هذا اللفظ و انما نزلت کذا و کذا کما في قوله انما انت منذر و لکل قوم هاد و علي لکل قوم هاد و يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليک من ربک في علي و اذا کان الامر علي ذلک فلايبقي وجه بحجية (لحجية خل) الکتاب لانه ح محرف و مصف و مع التغيير لايمکن الاستدلال بالآيات علي الاحکام.
اقول نعم القرآن قد حرف و حذف منه کثير فقد روي ان الذي نزل سبعة عشر الف آية و في رواية ثمانية عشر الف آية و هو الآن ستة آلاف و ستمائة و ستة و ستين آية و قال السيد نعمة الله الجزايري في صلاتيته ان الروايات الدالة علي تغيير القرآن تزيد علي الفين هـ ، و انت خبير بان الحکم يثبت بروايةاو روايتين فکيف لايثبت حکم بالفين و هي معمول بها عند المتقدمين کالکليني و الصدوقين و غيرهم علي انه اي ضرر فيه لان المحذوف ان کان له تعلق بتصحيح الاخبار ذکر الائمة عليهم السلام احاديثاً (احاديث خل) تصححها فکل موضوع فيه (فقد فيه خل) قرآن و هو محتاج اليه فقد اکملوه ونحن نقول ان الموجود من القرآن لا زيادة فيه و اما النقيصة فلاتضر فانه لو حصل لک آية واحدة جاز العرض عليها لانها (لانه خل) قرآن و ليس شرط العرض عليها وجود کل القرآن بل موضع الحاجة منه و لو کان في الموجود غير القرآن لجاز ان تقول ما نعرف القرآن من غيره فلانعرض عليه ولکن الموجود کله قرآن فنعرض عليه واما المحذوف فلو وجد لمتسمع من احد من العلماء احتمالاً و لا شکاً و لا تردداً (تردد خل) في الحکم (الحکم به خل) لان الدين القطعي (القطعية خل) کله عند اهل البيت و هو في القرآن کله.
فتردد العلماء و اختلافهم دليل علي التغيير (التغير خل) و ادلةالقائلين بعدم التغيير (التغير خل) کلها ضعيفة و کل من يفهم لايعول (لايقول خل) عليها و دعواهم الاجماع ليست جارية علي الطريقة المعرفة (المعروفة خل) لان القائلين بالتغيير في کل زمان ما انقرضوا و
«* جوامع الکلم جلد 9 صفحه 772 *»
لانقصوا و مع ذلک فالائمة عليهم السلام علي ذلک ما علم و لاعرف عنهم ما ينافيه و القرآن صريح في ذلک لان قوله تعالي يا اهل الکتاب قد جاءکم رسولنا يبين لکم کثيراً مما کنتم تخفون من الکتاب صريح في ان اليهود قد غير (غيروا خل) التورية و النصاري غيروا الانجيل لقوله تعالي فويل للذين يکتبون الکتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً و ذلک حين حرفوا ما في التورية و الانجيل من حکم الرجم و حذفوا ذکر النبي صلي الله عليه و آله و ذکر الآخرة و الجنة و النار و الله يقول و کتبنا له في الالواح من کل شيء موعظة و تفصيلاً لکل شيء و هو ظاهر في تغييرهم و حذفهم و قد روي عن النبي صلي الله عليه و آله من الفريقين الشيعة و السنة متواتراً في المعني ان (اذ خل) کل ما کان في بنياسرائيل يکون في هذه الامة حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة حتي لو سلکوا جحر ضب لسلکتموه فاذا ثبت التغيير هناک ثبت هنا.
قال سلمه الله تعالي قد اشتهر الخبر من النبي9 نية المؤمن خير من عمله و نية الكافر شرّ من عمله و افضل الاعمال احمزها و التنافي بينهما غني عن البيان علي انه ورد لا مؤاخذة علي النيات و بقصد الخبر يكتب له خير و بقصد الشر لايكتب فكيف تكون نية الكافر شراً من عمله و ايضاً ورد افضل الاعمال الصلوة و هي الجهاد الاكبر المستصغر و حج البيت حج الاكبر(حج اكبر خ ل) و الصلوة ليست اشق من الحج و من الجهاد.
اقول اطالة البحث ليس لي فيها وقت فلااقدر عليه الاّ ان جوابي علي جهة الاختصار فاقول ان قوله9 نية المؤمن خير من عمله فيه (فله خ ل) وجوه احسنها وجهاً احدهما ان العمل لايقدر عليه في كل شيء و اما النية فالمؤمن نيته انه لو بقي ابد الدهر انه يطيع اللّه و نية الكافر انه ابداً يعصي اللّه فخلّد المؤمن في الجنة بنيته لان عمله لايسع البقاء الدائم بلاانقطاع و كذلك الكافر و ثانيهما ان النية روح العمل و هي اعظمه و الروح افضل من الجسد و اما ان افضل الاعمال احمزها اي اشقها فحق و النية الصحيحة اشق من الف عمل بل لاتكاد تقع الامن الاقلّين و اما انه لامؤاخذه علي النيات اي
«* جوامع الکلم جلد 9 صفحه 773 *»
نيات الاعمال لانيات الاعتقادات فانها هي نفس الاعتقادات و هي الاعمال القلبية و فيها مؤاخذه ان كانت فاسدة و اما نيات الاعمال فان نوي الصلوة كتبت له لان الانسان خلق من عشر قبضات قبضة من المحدّد و هي قلبه و من المكوكب هي نفسه و من فلك زحل هي عقله و من فلك المشتري هي علمه و من فلك المريخ هي وهمه و من فلك الشمس هي وجوده الثاني و من فلك الزهرة هي خياله و من فلك عطارد هي فكره و من فلك القمر هي حياته و من الارض هي جسده فهذه عشر(عشرة خ ل) قبضات كلها من الوجود فان نوي الطاعة كانت حسنة واحدة (بمرورهاخ ل)في قلبه فان عمل الطاعة مرّت علي العشرة فانتقشت في كل (طاعة خ ل) واحدة صورة حسنة واحدة فكتبت عشراً و اما المعصية فليست العشرة مخلوقة لها فاذا نوي المعصية لمتكتب لانها غريبة من العشرة فاذا عملها مرت علي نفسه وهمه و وهمه و(اي خ ل) وجوده الثاني و خياله و فكره و حياته و جسده فينتظر سبع ساعات فان تاب انمحت ( و ان تاب لمحت خ ل )لانها اجنبية لاتثبت الاّ بالتكرار و ان لميتب استقرت في الجسد لانها مناسبة له فتكتب واحدة فافهم و اما ان الصلوة فهي الجهاد الاكبر لانها عمود الدين و هي اشقّ من الجهاد و الحج لانك لو كلّفت ان تصلّيها تامة مقبولة بان لاتغفل عنها لعلمت ان كل شيء هي اشقّ منه و لكن سهّل الامر فيها الرجاء في رحمة اللّه.
قال سلمه اللّه: قال تعالي الذين يأكلون الربا الي قوله ذلك بانهم قالوا انما البيع مثل الربا و احل اللّه البيع و حرم الربا يختلج بالبال عكس ذلك التشبيه لان حلية البيع عند الفريقين دال بانه كان حلالاً عندهم و بشهرة بالبيع في الحلية و الظاهر ان يقول انما الربا مثل البيع في الحلية و عدم الحرج و المؤاخذة.
اقول ليس المراد هكذا و انما مرادهم تشبيه البيع بالربا لان الربا عندهم حلال فقال لهم هو حرام و الحلال انما هو البيع فقالوا له لانجد فرقاً فلايكون البيع احسن من الربا فلازيادة حسن فيه و انما هو مثل الربا و مقتضي هذا تقديم البيع لانه هو المشبه عندهم لا العكس.
«* جوامع الکلم جلد 9 صفحه 774 *»
قال سلمه اللّه قد اشتهر ان ايوب7 كان صابراً علي البلايا و المحن و قد قال اللّه تعالي في قصته انا وجدناه صابرا نعم العبد و الصبر علي ما وجدت في كتب اللّه عدم الجزع علي المصائب مع انه7 قال رب اني مسني الضر و ذلك يدلّ علي الشكاية فكيف يكون مع ذلك صابراً شاكراً صامتاً.
اقول اعلم ان ايوب علي نبينا و آله و عليه السلام كان صابراً كما قال اللّه تعالي و لميجزع و لميشك بليته حتي اتي ابليس الي بعض امته الذين آمنوا به و صدّقوه و قال لهم ما معناه ان اللّه سبحانه عدل لايجور و لايغير ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم و كان ايوب مرائياً في جميع احواله فابتلاه اللّه بهذه البلايا لسوء سريرته لان اللّه تعالي لايظلم العباد فدخل عليهم الشك في نبوته حتي شافهوه و قالوا(قال خ ل) له ذلك مواجهة فلما رأي ان امرهم آل الي فساد اعتقادهم و دينهم حرّم عليه الصبر علي البلاء و لئلا يرتدّوا عن دين اللّه بالطعن في نبوة نبي اللّه فوجب عليه ان يسئل اللّه ليرفع عنه البلاء حفظاً لدين اللّه و ليس فعله شكاية و معاذ اللّه ان يكون منه ذلك.
قال سلمه اللّه تعالي: ما الدليل علي حدوث العالم مطلقاً مع عزل النظر عن الاجتماع و الحديث المشهور و الحال ان المقروع عند الاسماع ان الارادة علة للايجاد و هي عين الذات و تخلف المعلول عن العلة التامة و هو المفروض غير معقول عند ارباب العقول.
اقول الارادة علة للايجاد علة فاعلية و الشيء لايوجد الاّ باربع علل اذا فقدت واحدة لميوجد و بقي في حيّز الامكان شيئاً ممكناً لا مكوّناً العلة الفاعلية و هي المشية و الارادة و العلة المادية و هي اما نورية جبروتية او جوهرية(جبروتية و نفسانية خ ل) ملكوتية او جسمانية عنصرية و العلة الصورية و هي كك معنوية جبروتية و نفسانية ملكوتية و مثالية برزخية و الرابعة الغائية (العلةالغائية خ ل) فالاشياء انما تأخرت لعدم حصول عللها و اما المشية و الارادة فهي علة تامة في الفاعلية اذا وجدت المادة و الصورة تعلقت بالشيء كالشمس نورها فيها و هي مشرقة و لو لمتوجد الارض
«* جوامع الکلم جلد 9 صفحه 775 *»
بكثافتها لميظهر نورها فاذا وجدت كثافة الارض ظهر النور و كمثل صورتك في المرأة انت لمتفقدها و لكنها لاتظهر حتي توجد المرأة و تقابلها و اما قولكم فهي عين الذات فنقول اذا كانت الارادة هي عين الذات تعالي كان الذات الذي هو اللّه هو الارادة فاذا كان تعالي هو الارادة فمن الذي يكون تعالي ارادة له و من المريد و انت تقول ان الارادة تتعلّق بالمراد فذات اللّه اذا كانت هي الارادة تتعلق بالمراد و انت المراد فذات اللّه تتعلق بك عند ايجادك تعالي عن ذلك علواً كبيراً ان الارادة هي الابداع و هي محدثة و قد قال الرضا7 في توحيد الصدوق قال7 المشية و الارادة من صفات الافعال فمن زعم ان اللّه لميزل شائياً مريداً فليس بموحد فقد كان اللّه وحده و لا شيء معه و هو كنز مخفي فلما اراد و احب ان يعرف خلق المشية بنفسها ثم خلق الخلق بالمشية و المشية و الارادة مثالهما و للّه المثل الاعلي كحركة يدك انت تكون و لاتحرك يدك للكتابة فاذا بدالك ان تكتب احدثت حركة يدك بنفسها ثم احدثت الكتابة بحركة يدك و هذا مثال ذلك و دليله فان اللّه يقول سنريهم آياتنا في الافاق و في انفسهم حتي يتبين لهم انه الحق فاية اللّه في نفسك فيما نحن فيه حركة يدك و كتابتك فافهم.
قال سلمه الله: ما الدليل علي وحدة الوجود او الموجود مع ان الحس قد يکذب ذينک المذهبين و يبطلهما اذ لا دليل علي ذلک بل القول به باطل و اعتقاده کفر مع ادخال واجب الوجود في هذا الفرض.
اقول اعلم ان الله سبحانه واحد لا شريک له کان وحده و هو الآن علي ما کان ثم اخترع بفعله المحدث فخلق کل مخلوق من ذات و صفة جوهر (و جوهر خل) و عرض معني و عين معلوم و موهوم اخترع له تارة (مادة خل) نورية او جوهرية او جسمانية عنصرية و اخترع من نفس المادة صورتها علي حسب قبولها الفعل (قبولها لفعله خل) فالوجود وحده هو المادة و الوجود مع الصورة اي الماهية هوالموجود لان کل شيء مخلوق فله مادة و صورة کل بحسبه و من کل شيء خلقنا زوجين.
فبعض الصوفية من يقول بوحدة الوجود و
«* جوامع الکلم جلد 9 صفحه 776 *»
يريد ان الوجود واحد بسيط في الحادث و القديم و يتميز الحادث بالمشخصات و هي حدود الماهية و هي موهومة و وجوده عين وجود الحق مثل اليخ المجمود و هو الوا… (وجود الحق و يمثل بالجمد و الماء و يقول مثلا الجمد الجمود هو خل) الحادث و الماء هو الواجب فاذا ذاب الثلج (الجمد خل) لميوجد الا الماء و هو القول بوحدة الوجود و لا شک ان هذا باطل و القول به کفر لايرتاب فيه الا کافر.
و بعضهم يقولون (يقول خل) ان الحادث مرکب من وجود هو مشية الله و هي (و من مشخصات و هي خل) الحادثة الموهومة فاذا زالت بقي فعل الله تعالي و مشيته و هذا القول اخو (اخ خل) ذلک في البطلان و ابنه في الکفر.
و بعضهم يذهب الي ان الاتحاد انما هو في الواجب و الموجود الذي قلنا بترکيبه من وجود هو الله (الله عند الاولين خل) و من ماهية هي الحدوث لان الموجود نفس الواجب فهما شيئان في الاسم و واحد في الرسم و هذا القول باطل کالاول و القول به کفر کالقول الاول ولکنه اشنع من الاول.
فالقول بمطلق وحدة الوجود کفر بالاله المعبود عزوجل و الحق في المسألة انه سبحانه واحد لا شيء معه و لايخرج منه شيء و لايدخله شيء و لايمازج شيئاً و لايشابه شيئاً (لايشابهه شيء خل) و ليس بينه و بين واحد (احد خل) نسب و لا قرابة و لايقترن به شيء و لايرتبط بشيء و لايرتبط به شيء کان هکذا و هو هکذا بلاتغير و لاتحول و لازوال ثم احدث بفعله خلقاً من مادة اخترعها و لميکن قبل اختراعه لها شيء بدأها بفعله لا من فعله واقامها بفعله فهي من اثر فعله بدت و الي مبدئها تعود مدبرة مصنوعة ليست منه تعالي و لا هو منها و لا معها و لا فيها و هي کذلک هو في الازل و الازل ذاته و هي في الحدوث محتاجة في کل طرفة عين الي مدد من اثر فعله به اقامها و اليه اسندها لا اله الا هو اليه(و اليه خ ل) المصير و تلک مذاهب الصوفية لعنهم الله لعناً وبيلاً و عذبهم عذاباً اليماً وضعوها في مقابلة ائمة الهدي صلوات الله عليهم و هذا الذي تسمع من کلام الفقير الحقير المقر بالقصور و التقصير هو المذهب الحق و هو المذهب الذي نزل به جبرئيل عليه السلام عن الله تعالي الي سفيره و نبيه صلي الله عليه و آله و استخلفه صلي الله عليه و آله في آله الطاهرين عليهم السلام
«* جوامع الکلم جلد 9 صفحه 777 *»
فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام و يوفقه للائتمام بامامه الحق علي بن ابيطالب عليه السلام و اهلبيته صلوات الله عليهم و من يرد ان يضله يکله الي نفسه حتي يأخذ دينه عن امامه الباطل مميت الدين بن عربي (ابن اعرابي خل) و امثاله من اهل الضلالة القائلين بوحدة الوجود و ان الله ليس له ان شاء فعله و ان شاء نزل (ان شاء فعل و ان شاء ترک خل) و ان علمه مستفاد من المعلومات (المعلوم خل) و ان حقايق الاشياء غير مجعول (غير مجعولة خل) و انما هي صور علمية للحق تعالي و ان اهل النار مآلهم الي النعيم في النار (مآلهم الي النار بالنعيم خل) و امثال ذلک من مذاهبهم الفاسدة و اعتقاداتهم الباطلة.
قال سلمه اللّه: ما معني قوله تعالي لااكراه في الدين مع ان النبي9 جاهد الكفار و المنافقين.
اقول معني ذلك في الكلام الذي بعده و هو قد تبين الرشد من الغي و المراد انه تعالي لايكرهكم علي ما لا تعلمون ان الحق في خلافه بل قد بين(تبين لكم خ ل) لكم الرشد حتي لايخفي علي من له ادني عقل فان لميعقل المكلف بالرشد لميكلّفه اللّه تعالي لانه قادر علي انه تبين له ذلك في نفسه و قد اخبر بانه تعالي لايعذّب احداً و لايضله قبل البيان قال تعالي و ما كان اللّه ليضل قوماً بعد اذ هديهم حتي يبين لهم مايتقون و قال و من يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدي و قال و ما كنا معذبين حتي نبعث رسولاً يعني يبين لهم ذلك الرسول و قال9 الناس في سعة ما لميعلموا و قال7 ليس علي العباد ان يعلموا حتي يعلمهم اللّه و امثال ذلك فليس لقائل ان يقول ان اكثرهم ما عرفوا الرشد من الغي و الحق من الباطل لان اللّه تعالي اخبر بانه لايضلّهم و لايكلّفهم بالعلم و لايعذبهم الاّ بعد البيان و هو اعلم بما خلق فلو قال قائل هذا مخالف للوجدان قل له هل قال اللّه بما قلنا عنه بانه لايعذّب الاّ بعد البيان و كذا قال رسوله9 فان قال لك ما قال فقد كذّب اللّه و هو منهم و ان قال ان اللّه تعالي قال ذلك لزمه ان اللّه تعالي ما عذبهم الاّ بعد البيان فاذا ثبت
«* جوامع الکلم جلد 9 صفحه 778 *»
انهم عرفوا الحق و تركوه عناداً لميكن في الدين اكراه و انما كان عدل اللّه سبحانه و هو لايسئل عما يفعل (و هم يسألون خ ل) لانه حكيم عليم و اخبر ان الفتنة اكبر من القتل و هي الكفر فاذا اخر العبد و بيّن له في نفسه و لميقبل وجب قتله و ليس من اكراه في الدين مثاله انه لو اضطر المريض الي الكي بالنار بحكم الحكيم الماهر فصبره علي النار و التألم بها ليس باكراه بل هو مطلوب بالعرض لاجل طلب الشفاء بالذات فقتل الكافر هو من باب تحمل الضر لدفع الاضر فافهم سرّ المسئلة و اما قول بعضهم بان قوله لا اكراه في الدين منسوخ فهو امر ظاهر و السر ما ذكرت لك و له معني حقيقي ايضاً و هو ان الدين لايقبله اللّه الاّ علي جهة الاختيار لا علي الاكراه فمن آمن مُكْرِهاً ليس مؤمناً بل المؤمن من آمن مختاراً و يكون المعني ان الدين لايدخل فيه الاكراه و ما وجه الاكراه و الحال ان الرشد قد تبين من الغي يعني لا عذر لمن يؤمن مكرهاً لانه بعد ان يتبين له ما فيه صلاحه علي اكمل بيان فما وجه الاكراه بل يجب قتله دفعاً للاضرّ و لو بضرّ اخف من الاضر و هذا مقتضي الحكمة.
قال سلمه الله تعالي: ما الوجه في ان من جاء بالحسنة فله عشر امثالها و من جاء بالسيئة فلايجزي الا مثلها.
اقول قد ذکرنا فيما تقدم ما يدل علي الجواب فراجعه لاني مشتغل و ليس له(لي ظ) فراغ في بسط الکلام الا اني ذکرت ان الله سبحانه خلق الانسان من عشر قبضات تسع من الافلاک التسعة و واحدة من الارض و هي وجودية توافق الحسنة فاذا فعلها انتقشت في کل رتبة حسنة فکانت عشراً و اما السيئة فهي عدميةالاصل اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار فاذا وصلت الي الجسم و بقيت سبع ساعات استقرت في الجسم واحدة بواحدة لکثافة السيئة و کونها اجنبية من الوجودات العشرة المذکورة فافهم.
قال سلمه اللّه: ما السر في قوله تعالي حكاية عن ابراهيم7 و اذا مرضت فهو يشفين و الذي يميتني ثم يحيين حيث اضاف المرض الي العبد و الاماتة الي الرب تعالي.
«* جوامع الکلم جلد 9 صفحه 779 *»
اقول اولاً انما اضاف المرض اليه لانه هو السبب فيه كما حقق في الحكمة الطبية و ذلك لان الامراض تكون من(انما تكون في خ ل) اختلاف المآكل و المشارب في القلة و الكثرة و في اوقاتها من التقدم و التأخر و بعد ما بين الاكلين و الشربين و القرب و الحرارة الطعام و برودته و رطوبته و يبوسته فان الانسان خلق فيه النار و هي المرة الصفراء و الهواء و هي الكبد(وهو الدم في الكبد خ ل) و الماء و هو الرية(و هو البلغم في الرية خ ل) و الارض و هي الطحال(و هو السوداء في الطحال خ ل) فمادامت متقاومة متعادلة فهو صحيح و اذا زادت واحدة علي ضدها او خلافها حدث المرض و قد تزيد المرة الصفراء مثلاً و هي حارة يابسة فيأتي الطبيب فيعالج(فيعالجها خ ل) بالبارد الرطب فان تعادلتا برئ المريض و قديحتاج في المعادلة الي البارد في الاولي و الرطب في الثانية فيعطيه البارد في الاولي و الرطب في الثانية فتهيّج عليه من الرية البلغم او بالعكس فتهيّج عليه السوداء من الطحال و هكذا فلما كانت الامراض اغلبها من فعل الانسان كالمطعم و المشرب و كالحرارة العارضة من القعود و المشي في الشمس او شمّ بعض العقاقير او معالجة بعض الاعمال فيحدث المرض و الحاصل ان الغالب منها مماينسب الي الانسان فلذا قال و اذا مرضت(فهو يشفين خ ل) و ثانياً انه صفة غير محبوبة فلميحب ان ينسبها الي اللّه تعالي و اما نسبة الموت الي اللّه تعالي و ان لم يكن محبوباً عند النفس فيقال اولاً ان ذلك من جهة الانقطاع الي الله تعالي و ثانياً ان الموت لا مناص عنه فليس من العبد بخلاف المرض فيجوز انه لايمرض كماتشير اليه الاحاديث ان الدواء الفلاني اذا استعمله كان كاشفاً من كل داء الاّ السام و هو الموت.
و اما نسبة الشفاء الي اللّه مع انه في الظاهر مستند الي الادوية فلان الادوية و ان كانت سبباً للشفاء وضعياً الاّ انه تعالي هو الفاعل لذلك وحده و ان كان الانسان هو واضع الدواء لكن الدواء ليس هو الشفاء بل قد يكون سبباً وضعياً قبولياً له قياس ما لو حرثت الارض و نقيتها و رميت البزر و سقيته و حميته من الطيور ان تأكله حتي نبت قديقال انك زرعت هذا علي جهة المجاز لانك لمتزرع و انما رميت البزر
«* جوامع الکلم جلد 9 صفحه 780 *»
و اجريت الماء و اما انك فلقت الحب و انّبته فلا، قال تعالي افرأيتم ما تحرثون اءنتم تزرعونه ام نحن الزارعون (فانه خ ل) سبحانه هو الزارع و لذا اضاف الاماتة و الاحياء اليه كما اضاف اليه الشفاء بل هو اولي بالاحياء و الاماتة من الشفاء في الظاهر لان الشفاء له سبب من الدواء و لكن في الحقيقة كما قال تعالي قل اللّه خالق كل شيء و هو الواحد القهار و صلي اللّه علي محمد و آله الاطهار فاني انما اختصرت و اقتصرت حيث اني لان خاطري ليس مجتمعاً و بدني خصوصاً حال الخط ليس معتدلاً و فكري منقسم مع ما انا فيه من الشغل و لكن لما تعلق جنابك في الجواب بالحاضر قلت لايسقط الميسور بالمعسور و الي اللّه ترجع الامور.
و کتب العبد المسکين احمد بن زينالدين سنة 1229 (ليلة الاحد السادسعشر من ذيالقعدة سنة تسع و عشرين و مأتين بعد الالف من الهجرة خل).