32-13 مکارم الابرار المجلد الثانی والثلاثون ـ رسالة في امر الجن و مکان القائم (عج) ـ مقابله

 

رسالة في امر الجن و مکان القائم

 

من مصنفات العالم الربانی و الحکیم الصمدانی

مولانا المرحوم الحاج محمد کریم الکرمانی اعلی الله مقامه

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۴۳۱ *»

بسم الله الرحمن الرحیم

الحمد لله رب العالمين و صلي الله علي محمد سيد المرسلين و آله خيرة الخلق اجمعين و رهطه المخلصين و لعنة الله علي اعدائهم اجمعين.

و بعــد فيقول العبد الاثيم کريم بن ابرهيم انه قد بلغني انه وقع اختلاف في شيراز بين اخواننا اکرمهم الله بالاعزاز في امر الجن فقال بعضهم انهم ليسوا من عالمنا و لايرون الا بمعجزة نبي او وصي نبي و قال بعضهم انهم من عالمنا و يتشکلون باشکال مختلفة و يتجسمون و يرون و اساءني اختلافهم و اغتممت منه لانه ليس من شأن المؤمنين التنازع في الدين و عليهم الرجوع الي کتاب الله و سنة نبيه9 و الائمة الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين. قال الله سبحانه اطيعوا الله و اطيعوا الرسول و اولي الامر منکم و ان تنازعتم في شيء فردوه الي الله و الرسول. فلا و ربک لايؤمنون حتي يحکموک فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في انفسهم حرجاً مماقضيت و يسلموا تسليماً فالواجب عليکم ايها الاخوان الرجوع الي کتاب الله جل‌وعز و اخبار المعصومين سلام الله عليهم اجمعين فها انا اتلو عليکم بعض ما فيه کفاية و بلاغ.

فاعلموا ايها الاخوان ان الله سبحانه نص في کتابه علي حقيقة الامر و قال و خلق الجان من مارج من نار کما خلق آدم من صلصال من الطين. و من البين ان النار جسم لطيف الطف من الهواء و انکم لاترون الهواء فکيف ترون النار؟ هذا. و يقول علي7 انما تحد الادوات انفسها و تشير الالات الي نظايرها و اعين الانس من الطين و لايدرک الا الطين او ما شاب به الطين و غلظ به کالماء المشيب بالطين او الهواء المشيب بالتراب و المرئي منهما في الحقيقة التراب لا جسم الهواء و الماء فکيف يمکن رؤية الجن المخلوق من النار؟ هذا. و قد نص الله سبحانه بعدم الرؤية فقال انه يريکم هو و قبيله من حيث لاترونهم و الشيطان کان

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۴۳۲ *»

من الجن ففسق عن امر ربه و نسله من الجن. فاذ قد نص الله علي عدم رؤيتهم فمن الذي يمکنه ادعاء رؤيتهم و هم علي ما خلقوا عليه و رأينا الاخبار موافقة للکتاب و صحيح الاعتبار. فانا روينا عن الصدوق في العلل بسنده الي جابر عن ابي‌جعفر7 في حديث خلق آدم قال الله سبحانه للملائکة و ابين النسناس من ارضي فاطهرها منهم و انقل مردة الجن العصاة عن بريتي و خلقي و خيرتي و اسکنهم في الهواء و في اقطار الارض لايجاورون نسل خلقي و اجعل بين الجن و بين خلقي حجاباً و لايري نسل خلقي الجن و لايؤانسونهم و لايخالطونهم الخبر. فوجدنا الخبر موافقاً لکتاب الله جل‌وعز فوجب اتباعه مع ما يساعده من الادلة. و من بصاير بسنده عن عمر بن يزيد بياع السابري قال قال ابوعبدالله7 بينا رسول الله ذات يوم جالس و ساق حديث الهام بن الهيم الي ان قال فقال رسول‌الله9 لعلي7 يا علي علم الهام و ارفق به. فقال هام يا رسول‌الله من هذا الذي ضممتني اليه فانا معاشر الجن قد امرنا ان لانکلم الا نبياً او وصي نبي الخبر. فوجدنا هذا الخبر مؤيداً في الجملة و مطابقاً للدليل الاعتباري. فان الاذن الترابية ليست تسمع اصوات الارواح مع انها اجسام. کما روي في العلل الروح جسم لطيف البس قالباً کثيفاً فعرفنا ان الجسم الکثيف لايري اللطيف و لايسمع صوته ما لم‌يتغير احدهما عن حاله. و روي في ارشاد المضلين عن ابي‌جعفر7 في حديث طويل في خلق الجن قال7 ثم خلق عزوجل في الارض الجن روحانيين لهم اجنحة فخلقهم دون خلق الملائکة و خفضهم ان‌يبلغوا مبلغ الملائکة في الطيران و غير ذلک الخبر. فعلمنا من هذا الخبر ان الجن روحانيون و من ذلک الخبر ان الروح جسم لطيف فهم اجسام لطيفة روحانية لايرون و لايسمع کلامهم ما لايتغير الرائي او المرئي البتة و ذلک من البديهيات و هو الاصل الثابت.

و انما الکلام في ان ما يتفق من الرؤية کيف هو؟ اقول الاصل الکلي وجوب المناسبة بين المدرک و المدرک کماقال اميرالمؤمنين7 انما تحد الادوات انفسها و تشير الالات الي نظايرها 

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۴۳۳ *»

فيمکن رؤية الجن بان‌يحدث في الانسان حالة ينظر بروحانيته حتي يصاقع نظره او يتغلظ الجن و يتجسم حتي يصاقع بدن الانسان فيقع شبحه المنفصل في عين الانسان فيدرکه و ما لم‌يتغلظ و يتکثف لايحصل له شبح غليظ و ما لم‌يکن له شبح غليظ لايقع منه شبح في عين الانسان الغليظة کما لايقع شبح النار و الهواء في العين البتة.

و اما المصابون و المصروعون الذين نريهم يدعون رؤية الجن و شهدت القراين بصدقهم فلاشک انه يحصل التغير فيهم و ينصرف ارواحهم الي الباطن فلايدرکون باجسامهم شيئاً صريحاً حين يرون الجن بحواسهم الباطنة البتة. و ان ما يرون بمنزلة ما يراه النائم في منامه و يحصل لهم اغماء و غشي کالنوم فلايدرکون هذه الدنيا کادراکهم حال افاقتهم البتة و يقرون بذلک بعد افاقتهم و ينالهم في تلک الحال خدارة في الاعضاء بسبب اعراض الروح عن ظاهر البدن و لذلک يضعف حواسهم الظاهرة جداً و ان لم‌يکن بشدة النوم. و نريهم يرون الجن تحت الغطاء و مع اغماض الجفون فعلمنا انهم لايدرکون الجن بحواسهم الظاهرة و لايستمعون صوته باذانهم الظاهرة. فان صوت الجن ان کان يموج الهواء کان يسمعه کل احد فنري الجني يحکمي ان‌ الجن ينشدون و يقرأون و ينغمون نغمات و يضربون الدفوف و الطبول و نحن لانسمع ذلک. فعلمنا ان اصواتهم ليست تموج الهواء و لو موجت لسمعنا نحن ايضاً فعلمنا انهم يدرکون الجن بالحواس الباطنة البتة. و هذا ايضاً لاشک فيه و لاريب يعتريه بعد ان يدعي الجني ان في البيت جناً کثيراً و يقولون کذا و کذا و في البيت مأة نفس صحيحة و لايرون شيئاً و لايسمعون.

فتبين انه يمکن رؤية الجن بتغير الانسان و اعراض روحه عن الظاهر و لو في الجملة بان يناله ثقل قليل و خدارة قليلة. و لاشک انه کلما يحصل الاعراض عن ظاهر الجسم اکثر يري الجن اصرح و ابين و ما لم‌يعرض کل الاعراض لايريهم في غاية الوضوح البتة. و عند الخدر القليل يري ظلاً او يسمع صوتاً موحشاً و مشعر ذلک الحس المشترک. و من کان في شک من ذلک فليجرب بعض المصابين بستر عينيه و سد اذنيه ثم ليسأله بعد ذلک فانه لم‌يمنعه ذلک عن ادراکهم البتة. و يمکن

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۴۳۴ *»

ايضاً تغلظ الجن حتي يساووا في الغلظة ابدان بني آدم فيريهم الانسان قبلاً.

و الکلام في انه هل يمکن لهم ان يتغلظوا بارادتهم و يغيروا خلق الله و يخلقوا لانفسهم ابداناً غليظةً علي حسب شهوتهم؟ او يمکن ذلک فيهم بمعجزة نبي او وصي نبي عند اظهار الحجة علي جاحد معاند فيأخذ لهم البسة غليظة من العناصر الکثيفة و يلبسها عليهم؟ فمن کان له برهان علي ان لهم ان‌يغيروا خلقهم من جوهريته الي جوهر اخر فليأت به. مع ما روي عن الصادق7 لايغير الشيء من جوهريته الي جوهر آخر الا الله الخبر.

و اما ما روي من الاخبار المروية في البحار انه رأي الجن جمع من الناس فمن الذي يأتينا ببرهان انهم رأوهم من غير تغير حصل فيهم و من غير اعجاز نبي او امام لاظهار الحجة و اظهار ان الجن من رعيتهم. و اي حديث دل علي انهم يظهرون بشهوة انفسهم؟ و لو کان ذلک بشهوتهم لکانوا يزاحمون بني‌آدم في مرافقهم و مجالسهم و يکثرون من اذيتهم. و ليس لهم ذلک العقل و السياسة و الحکمة التي يعلمون بها ان في ظهورهم فساد العالم فلايظهورن رحمةً و حکمةً فانهم اشر من بني‌آدم بمراتب و اخفاهم الله لکثرة شرارتهم و خبثهم حتي لايتعلم منهم بنوآدم.

و ان قلت ان الله جل جلاله يمنعهم عن التجلي لابن آدم. اقول ليس من حکمة الله ان‌يجبر عباده بالمنع عن الفساد. و سنة الله في الانسان و الجن واحد و الجبر مطلقا غير جايز. فالله سبحانه ليس من حکمته منع عباده عن الفساد و عما امکنهم منه اختياراً. فان قلت خلقهم خلقاً لايقدرون علي غيره. قلت فهم لايقدرون علي التجسم کما لايقدر الانسان علي التروح. بالجملة لادليل لمن يزعم ان التغلظ باختيارهم الا ما قرأوه في صباهم في کتب الصبيان ان الجن جسم رقيق يتشکل باشکال مختلفة الا الانبياء و المرسلين. و الملک جسم نوراني يتشکل باشکال مختلفة حتي الانبياء و المرسلين الا الکلب و الخنزير مثلاً. قل هاتوا برهانکم ان کنتم صادقين. ام لکم کتاب فيه تدرسون. ام لكم حديث عنه تخبرون. ما لکم کيف تحکمون. أ قول من يسلب الخلاقية عن الجن اقرب الي الصواب ام قول من

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۴۳۵ *»

يثبت الخلاقية لهم؟ ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون؟

و اما ما ظهروا به في عصر سليمان7 فذلک باعجازه و تسخيره و حکمه عليهم. الم‌تسمع ما روي في الاحتجاج عن ابي‌عبدالله7 حيث قال الزنديق کيف صعدت الشياطين السماء و هم امثال الناس في الخلقة و الکثافة و قد کانوا يبنون لسليمان بن داود8 من البناء ما يعجز منه ولد آدم؟ قال غلظوا لسليمان کما سخروا و هم خلق رقيق غذاؤهم التنسم و الدليل علي ذلک صعودهم الي السماء لاستراق السمع و لايقدر الجسم الکثيف علي الارتقاء اليها الا بسلم او سبب انتهي. و غلظوا لابد و ان‌يکون بصيغة التفعيل ليوافق قوله سخروا فانهم کما لم‌يسخروا باختيارهم لم‌يغلظوا باختيارهم. و لاشک ان الانسان اشد اختياراً من الجن و اقوي نفساً فاذا کان الانس لايقدر علي ترقيق جسمه و تغليظه اکثر کيف يقدر الجن مع مهانة انفسهم و دنو درجتهم علي التغلظ باختيارهم؟

بالجملة الجن لايري بعين هذه الابدان بنص الکتاب و السنة و الذين رأوه و يرونه فانما هو بعين الباطن و الحسن المشترک و اما بواسطة معجزة المعصوم اظهارا للحجة فان رؤيته خلاف عادة الاجسام. فمن کان يزعم خلاف ذلک فعليه بالبرهان و دونه خرط القتاد. و غاية‌ استدلالهم رؤية بعض اصحاب المعصومين اياه بحضرتهم او علي ابوابهم و ذلک معجزة منهم و لااقل من احتمال ذلک. و اذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال و بقي الکتاب و السنة الدالات علي عدم الرؤية بلامعارض.

ثم هل خلقوا من نار هذه الدنيا ام من نار هورقليا و البرزخ؟ فيدق مأخذه و هو بعيد عن عقول من يستوحش من عدم خلاقيتهم فلانطيل الکلام بذکره. فروي عن ابي‌عبدالله7 الجن علي ثلثة اجزاء فجزء مع الملائکة و جزء يطيرون في الهواء و جزء کلاب و حيات الخبر و روي ان ابليس خلق من نار الشجر الاخضر و ان الجن کانوا يصعدون الي السماء و ابليس کان لايحجبه شيء دون العرش و المولود من العناصر لايطيق دخول السماء بالجملة ليس هنا موضع بيان. و الثابت القطع انهم اجسام رقيقة لهم تماثيل و مقادير و موت و حيوة و خلقوا من نار. و هذا

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۴۳۶ *»

القدر ثابت معلوم من الکتاب و السنة يجب الاعتقاد به و لايجوز التخلف عنه و هو کاف فيما نحن بصدده.

و بلغني انه وقع بينهم تشاجر آخر فقال بعضهم ان الغائب المنتظر7 ليس في هذه الدنيا و هو في هورقليا. و قال بعضهم انه7 هنا. اقول لاشک و لاريب ان الغائب المنتظر هو حي باق لم‌يفارق روحه جسده و بينه و بين آبائه فرق البتة. و ان آباءه: ماتوا بحسب الظاهر و فارق ارواحهم ابدانهم ظاهراً و ان لم‌يکن ميتهم کساير الموتي و ان ابدانهم ترتفع الي السماء بعد ثلثة و تعود اليها ارواحها و هم في العرش. و اما الحجة7 فليس کذلک و لم‌يفارق روحه جسده ظاهراً و هو حي باق و هو محل عناية الله من هذا العالم و قلب هذا العالم و به حيوة العالم فلو فارق الدنيا و رفع العناية عنها لساخت الارض و اهيلت السماوات ولکنه باق في جسده الشريف ولکن اجساد آل‌محمد: ليست کاجساد ساير الخلق و بکثافتها و غلظتها. و قد روي ان ابدانهم کابدان اهل الجنة في الجنة و لذلک لم‌يکن لرسول الله9 ظل و لايري له مدفوع و لم‌يکن لهم ظل اذا ارادوا ذلک و کانوا يقدرون علي طي الارض و صعود السماء و خرق الارض و سير جميع الدنيا في طرفة عين و ان اجسادهم سماوية کمارواه طارق عن علي7 الامام يا طارق بشر ملکي و جسد سماوي الخبر. و عن ابي‌جعفر7 خلقنا من اعلي عليين و خلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه و عنه7 قلوب شيعتنا من ابدان آل‌محمد و عنه و عن ابي‌عبدالله7 ان الله خلق محمداً9 من طينة من جوهرة تحت العرش الخبر. و قد بلغ رسول‌الله9 في معراجه العرش فلولا ان جسده کان من هناک لم‌يکن يبلغه في صعوده البتة. و عن ابي‌عبدالله7 ان الله خلق محمداً و عترته من طينة العرش فلاينقص منهم واحد و لايزيد فيهم واحد. و عنه7 خلقنا من طينة عليين و خلق ارواحنا

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۴۳۷ *»

من فوق ذلک و خلق ارواح شيعتنا من عليين و خلق اجسادهم من دون ذلک. و عنه7 ان الله جعلنا من عليين و جعل ارواح شيعتنا مما جعلنا منه و من ثم تحن ارواحهم الينا و خلق ابدانهم من دون ذلک الخبر.

فتبين ان المراد بقلوب الشيعة ارواحهم فابدان آل‌محمد بلطافة‌ ارواح الشيعة‌ و کما ان الروح تسير المشرق و المغرب في طرفة عين تسير ابدانهم کذلک. فاصل ابدانهم بلطافة الارواح کيف لا؟ و قد خلق من شعاعها العرش و الکرسي و اللوح و القلم فلو خليت ابدانهم و طبعها کانت لاتري کالارواح و انما صاروا يرون عن عمد منهم قصد الارشاد و الهداية فاذا لم‌يقصدوا ذلک عادوا الي ما کانوا من اللطافة فلايرون البتة. و اي عجب في ذلک و النار و الهواء و الماء الصافي لايري بل البلورة الصافية لاتري مع انها جسم جمادي عنصري فاذا کانت ابدانهم سماوية عرشية بل الطف من العرش کيف يمکن ان تري اذا لم‌يتعمدوا الرؤية؟ و معلوم ان في حال الغيبة لايريدون رؤية الخلق لهم و لايتعمدون المشاهدة فيعودون الي لطافتهم الاصلية. ثم مهما ارادوا الرؤية و المشاهدة رُؤوا بلاتأمل فلاتنکروا ما لاتعلمون فان اکثر الحق فيما تجهلون. ان الامام لايقاس باحد من الناس فالامام حي موجود في جسمه و جسده اللطيف السماوي و لايري يمشي علي الارض و في الاندية و الاسواق و لايري. فمراد من قال انه ليس في هذا العالم لعله اراد في عالم الغلظة و الکثافة. و ان قيل انه ليس في عالم الاجسام فخطاء محض و خلاف اجماع الشيعة. و اما ان قيل انه ليس في عالم الغلظة و الکثافة و الاعراض و انما هو في عالم اللطافة و الصفاء و الخلوص عن اسباب الرؤية فحق ينبغي ان‌يکتب بالنور علي وجنات الحور فانه مطابق لاخبار متواترة معني. فيا ايها الاخوان اياکم و التشاجر فان جاءکم من فضل آل‌محمد: و لانت به قلوبکم و سکنت به نفوسکم و عرفتموه فاحمدوا الله عليه و الا فاسلموا او اسکتوا و ردوه الي علماء الشيعة حتي يجلوا عنکم العمي و يحملوکم علي القصد او ردوه الي آل‌محمد: و قولوا ما قال آل‌محمد: قلنا و مادان آل‌محمد: دنا و اياکم و الجدال في الدين و الخصومات فانها تورث الشبهات

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۴۳۸ *»

و تردي صاحبها و عسي ان‌يتکلم الرجل بالشيء فلايغفر له.

و انا اذا قلنا هورقليا فلانريد به الا صفايا الاجسام و لطايفها و ماخلص منها من الاعراض کابدان آل‌محمد: و هو اصطلاح منا و لاتحسبوا هورقليا عالماً خارجاً عن عالم الاجسام بل ارضه في ارض هذه الدنيا الکثيفة و سماؤه في هذه السماء و ذلک العالم صوافي السماء و الارض عن الغرايب و الاوساخ و الکثافات. و الامام في ايام ظهوره ايضاً في هورقليا اي بدنه صاف لطيف و رؤيته من معجزته و تعمده الاراءة و العجب کل العجب من رؤيته و هو لم‌يخرج ابداً من هورقليا حتي يعود اليه و انما اري نفسه کماکان جبرئيل يري نفسه و هو ابداً في هورقليا اي في صفاء و لطافة. و لاينافي ذلک کونه بشراً اذ لم‌يرد من المماثلة المماثلة في الشخص و لو اريد ذلک لزم اثبات کل نقص و جهل و عصيان و کثافة لهم و هو غير مراد البتة فالمماثلة نوعية. و لاشک انهم ظهروا علي هيئة نوع البشر و لو جعلناه ملکا لجعلناه رجلا و للبسنا عليهم ما يلبسون فاذا ظهر الملک بصورة رجل کان رجلاً. فکان آل‌محمد: بشراً لانهم علي صورة البشر مع ان اصلهم الطف من البشر و هم ملکيوا الذات الهيوا الصفات استعلوا علي البريات. فتثبتوا وفقکم الله علي الحق البات و لاتمکنوا الشيطان من انفسکم بالخصومات و السلام علي من اتبع الهدي و اجتنب الضلالة و الغوي و اسأل الله جل جلاله ان‌يثبتکم بالقول الثابت في الحيوة الدنيا و في الاخرة و يؤلف بين قلوبکم و يرزقکم التسليم لائمتکم مع المحسنين. کتبه العبد الاثيم کريم بن ابرهيم علي نهج الاستعجال في سويعات و تم في ليلة الخميس الحادية و العشرين من شهر شعبان من شهور سنة اثنتين و سبعين بعد المأتين و الالف حامداً مصلياً مستغفراً تمت.