رسالة فی جواب سائل عن ثلاث عشرة مسألة
من مصنفات الشيخ الاجل الاوحد المرحوم
الشيخ احمد بن زينالدين الاحسائي اعلي الله مقامه
«* جوامع الکلم جلد 9 صفحه 916 *»
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال: افيدوا ضاعف الله تعالي قدركم و اصلح امركم ان في موضع حكم الفقهاء رضوان الله تعالي عليهم بصحة الصلاة اذا وقعت بين المشرق و المغرب هل هذا الحكم عام من طرفي المغرب و المشرق بحيث لو وقعت الي الشمال و الجنوب لكانت صحيحة او يختص بما اذا وقعت بين المشرق و المغرب من طرف الجنوب فقط فاذا كان كذلك فلم لميتعرضوا بما اذا كانت من طرف الشمال.
الجواب: ان قول الفقهاء جري علي ما يوافق الحديث و الحديث كان علي حسب قبلة السائل و هي من طرف الجنوب و ذكرهم كذلك لايستلزم الاختصاص.
السؤال: ثم افيدوا عظم الله خطركم و كثر اثركم ان قول عيسي بن مريم علي نبينا و آله و عليه السلام كنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب يصير دليلاً لمن يقول قول الميت كالميت املا.
الجواب: الشهادة الاطلاع علي الغير لا العلم به فلايكون دليلاً للمشهور الا اذا اريد بالشهادة العلم.
السؤال: افيدوا ان المقصود من الجنة و النار اي شيء في هذا الحديث ما فيكم من احد الا و قد عاين الجنة و مافيها و عاين النار و مافيها ان كنتم تصدقون بالكتاب و المراد بالكتاب اي آية منه.
الجواب: المراد بالمعاينة هو رؤيتها في القرآن لان خبره معاينة بل اصح من المعاينة.
السؤال: افيدوا ان قول الحسن بن علي بن ابيطالب عليهما السلام في حديث انا اخبركم عن اخ لي كان من اعظم الناس في عيني و كان رأس ما عظم به في عيني صغر الدنيا في عينه، من مراده عليهالسلام بذلك الاخ هل هو معين
«* جوامع الکلم جلد 9 صفحه 917 *»
او فيهم.
الجواب: لايبعد انيكون ذلك الاخ سلمان الفارسي لقول الصادق عليه السلام فيمن ادعي انه من شيعة علي الخلص قال له فاذاً انت مثل الحسن و الحسين و سلمان و لميكن في الصحابة احد صغرت الدنيا في عينه مثل سلمان الفارسي و كتب احمد بن زين الدين و الحمد لله رب العالمين.
السؤال: ثم افيدوا ابقاكم الله تعالي دهر الداهرين و جزاكم جزاء الشاكرين اني سمعت من ثقات معتمدين انهم رأوا بيضة و اصل بعض شجر يضيئان في الليل كالسراج فما السبب و العلة في ذلك.
الجواب: ان الشجر اذا كان فيه صلابة و شفافية و في وسطه كمودة و كدورة و صقالة خاصة وقع نور صلابته و شفافيته علي صقالة وسطه و انعكس منها فيحصل منه الضوء و هذا كثير في الاشجار و الحيوانات و لاسيما في قشور الروبيان و هو السمك المعروف و كذلك البيضة.
السؤال: ثم افيدوا ان في ارضنا بيداء طويلة يواري عشرين فرسخاً تقريباً و فيها قبور كثيرة و علي كل قبر احجار كثيرة بلون يضرب علي الحمرة لايدري و لايخبر احد من المعمرين انها لمن و هل هم مقتولون او ميتون و في اي زمان وقع عليهم القتل او الموت و انهم مؤمنون او كافرون هل يجوز الترحم عليهم او لا فاخبرونا بالحال زاد علمكم و فضلكم ذوالكرم و الجلال.
الجواب: قال الله سبحانه فما بال القرون الاولي قال علمها عند ربي في كتاب لايضل و لاينسي.
السؤال: افيدوا ان في بعض الاوقات يوجد دم في البيضة و في الحليب هل هذا الدم نجس و تلك البيضة و الحليب حرام املا.
الجواب: اما العلقة الدم اذا وجدت في البيضة فانها نجسة و حرام و اما مايوجد في الحليب فان كان مجرد الحمرة فهو طاهر حلال و ان علم دم قطعاً و ان كان قليلاً هو نجس حراً.
السؤال: بينوا ان في بلادنا شجرة مشمش رأينا سنين نواها حلواً لبها و
«* جوامع الکلم جلد 9 صفحه 918 *»
الآن نراها تغير لب نواها فصار مراً و بالعكس ايضاً.
الجواب: اما تغيّر لب نوا المشمش من الحلاوة الي المروة فلانه ان جري فيه عرق من المزن العذب كان حلواً و ان كان قبل ذلك مراً و ان جري فيه عرق من بخار البحر المالح الاجاج و من بخار شجرة الزقوم كان مراً و ان كان قبل ذلك عذباً.
السؤال: افيدوا كرمكم الله ان اي المعاصي ينسب الي الشيطان و ايها ينسب الي النفس و هل يجوز انينسب المختص باحدهما الي الآخر حقيقة او مجازاً او لا.
الجواب: ان المعاصي التي ينسب الي الشيطان يجوز انينسب الي النفس لأن المعاصي لاتكون الا من كل منهما لا من خصوص احدهما لان النفس مسكن الشيطان فلايغري بدونها و لاتعصي بدونه.
السؤال: بيّنوا و توجروا ان في الحديث ان لله تعالي وادياً من ذهب لو رامه البخاتي لحماه باضعف خلقه النمل، هل الوادي في اي البلاد و مبدؤه من اين و منتهاه الي اين و هل ينتفع الناس به املا و لو لمينتفعوا به فكيف التوفيق بينه و بين آية خلق لكم ما في الارض جميعاً و ان امكن الانتفاع فكيف يتأتي مع ممانعة النمل.
الجواب: هو ما ذكره الرضا عليه السلام قال ان لله تعالي بلاداً تنبت بالذهب قد حماها باضعف خلقه بالنمل فلوا ارادتها الفيلة ماوصلت اليها و البلاد مابين بلخ و البلت (بلت خل) بلاد بالمشرق ينسب اليها المسك الاذفر و انها تنبت بالذهب و فيها نمل كبار كالشاة و الكلاب لاتمرّ بها الطير فكيف غيره تكنّ (تمكّن خل) في الليل في وكرها فربما عبروا الموضع علي الدواب التي تقطع ثلاثين فرسخاً في ليلة فيأتون في الليل فيوقرون لاحمالهم (لاجمالهم خل) و يخرجون فاذا اصبحت النمل خرجت في الطلب فلاتلحق شيئاً الا قطعته تشبه الريح في شدة سرعتها و ربما اذا وصلوا اليهم شغلوهم باللحم فاذا لحقتهم قطعت دوابهم، انتهي الحديث و الناس قد ينتفعون به كما في الحديث و فيه ايضاً اظهار لقدرة
«* جوامع الکلم جلد 9 صفحه 919 *»
الله و عظمته و غناه فقوله تعالي خلق لكم ما في الارض جميعاً اي للانتفاع و للاعتبار و كله انتفاع و لايخص به الانتفاع الخاص.
السؤال: افيدوا ان كوكب الزهرة مدة خمسة اشهر تقريباً تطلع من المشرق قبل الصبح بساعتين او ثلاث تقريباً و هو مستقيم غير راجع فعلي حسب سيره علي الاستقامة ينبغي انيختفي الآن بل قبل هذا الزمان و لااقل من طلوعه قبل الصبح او بعيده و مع هذا تطلع بعد قبله بساعة.
الجواب: ان الزهرة سيرها كسير الشمس و عطارد و تقدمها و تأخرها ليس من جهة الاستقامة و الرجوع و غيرها لأن هذا حكم راجع الي التدوير و اما التقدم و التأخر فهو من جهة الخارج المركز و اختلافها في محاذاة افلاك التداوير لبعضها بعضاً في منطقة البروج فيتقدم و يتأخر و هذا ما فهم و ان كان خلاف ما ذكروا.
السؤال: افيدوا ان في الحديث ان الارض تستصرخ و تستغيث الي الله تعالي من ثلاث من دم حرام صبّ عليها و من غسل من زنا و من النوم عليها قبل طلوع الشمس، اما الدم و النوم ظاهر و اما الغسل فهو عبادة واجبة فكيف تكون موجبة لصراخ الارض.
الجواب: اما ان الارض تستغيث من غسل من زنا فانه و ان كان الغسل واجباً للعبادة لكن غسالته غسالة حدث كان الداعي له عصيان الله سبحانه فالارض انما جعلت كفاة (كفاتاً ظ) لفضلات المسببات عن طاعة الله سبحانه و لهذا تصرخ الارض من دم حرام.
السؤال: افيدوا ان في مثل عبارة لاتزغ قلوبنا، صعوبة في اداء كل من الغين و القاف من مخرجه فهل يجوز قلب الغين بالقاف و الادغام املا.
الجواب: ان قوله لاتزغ قلوبنا لاتدغم عند الاكثر و من جوز الادغام ادغم الغين في القاف لا العكس و من ادغم فلانه من الادغام الصغير و هو لايجب الا في المتماثلين و الاولي عدم الادغام، و كتب احمد بن زين الدين.