رسالة فی جواب الآغا محمد مهدی الابرقوئی
من مصنفات الشيخ الاجل الاوحد المرحوم
الشيخ احمد بن زينالدين الاحسائي اعلي الله مقامه
«* جوامع الکلم جلد 9 صفحه 784 *»
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمدللّه رب العالمين و صلي اللّه علي محمد و آله الطاهرين.
قال محمد المهدي ابن الحاج الحرمين الشريفين الحاجي محمد الابرقوئي سلمه الله: شيخنا و مولينا اشكل علي مسائل لها دخل في الايمان و انحصر حلّها في مثلك الخ
الاولي ان الظن الغالب القريب من العلم كاف في العقايد الامامية و به يحصل الايمانام لا الخ.
اقول لايكفي في عقايد الايمان الاّ اليقين سواء حصل من اليقينيات ام من الظنيات لان الظن لايغني من الحق شيئاً و يكفي الظن في الشرعيات و يتحقق به الايمان العملي
الثانية ان الغناء ما هو و ما الفرق بينه و بين الصوت الحسن المباح.
اقول الفارق بينهما العرف فما يعدّ في العرف انه من الحسان اهل الفجور فهو غناء محرّم و هو لهو الحديث و ما لميعدّ في العرف انه من الحان اهل الفجور فهو جائز فعله و استماعه و الاحاديث المختلفة فيه لحكمة تأتي الاشارة و لاختلاف العرف باختلاف البلدان و اضطراب الآراء لاختلاف الاحاديث
الثالثة ما سبب اختلاف الاحاديث فان الاختلاف من شأن المجتهدين لا المعصومين عليهم السلام
اقول الامام يتكلم بالكلمة و يريد فيها احد سبعين وجهاً له من كل منها المخرج فاحاديثهم بالنسبة اليهم غير مختلفة و انما هي مختلفة بالنسبة الي غيرهم و انما اتوا بها في صورة الاختلاف لاجل ان يختلف شيعتهم فاذا اختلفوا اسلموا من اعدائهم لانهم لو لميختلفوا في دولة الباطل قتلوهم حسداً و بغضاً.
قال سلمه الله: الرابعة ان تأتيني بآيات القرآن المحكمة في الدلالة علي امامة الائمة عليهم السلام و حجيتهم بامر اللّه باحسن الوجوه و ابين الدلالات.
«* جوامع الکلم جلد 9 صفحه 785 *»
اقول آيات القرآن في هذا الشأن كثيرة لايمكن ايرادها الاّ ان منها قوله تعالي يا ايها الذين آمنوا اتقوا اللّه و كونوا مع الصادقين يعني اتقوا الله في تعيين حجة اللّه عليكم فلاتقولوا بامامة من يحصل منه كذب ظاهري في وقت من الاوقات فانه ح لايسمي صادقاً و لا كذب معنوي و هو السهو و النسيان و المعصية لان من سهي و نسي فقداتي بخلاف الواقع و لا نعني بالكذب الاّ هذا فامر اللّه بنصّ كتابه ان تكونوا مع من لميكذب لا ظاهراً و لا باطناً و لا يعصي بكبيرة و لا صغيرة و هو الصادق بالحقيقة و من وقع منه شيء من ذلك لم يسمّ ح صادقاً و اللّه انما امر بالكون مع الصادقين بشهادة اللّه لهم و اجمع الامة علي ان هذا لميدّعه احد الاّ الائمة عليهم السلام.
و اما الدليل العقلي فقد اجمع الامة علي انه اذ امكن تحصيل اليقين لايجوز المصير الي الظن او الشك و الائمة معصومون لايجوز عليهم الكذب و لا السهو و لا النسيان و لا الغفلة و لا المعصية و لا يخرجون في جميع احوالهم و اقوالهم و اعمالهم و اعتقاداتهم عن مراد اللّه و غيرهم تجوز عليهم تلك الرذائل فالاخذ عن المعصومين و الايتمام بهم و التسليم لهم مقطوع بصحته و انه موافق لمراد اللّه و من سواهم ممن تجوز عليه تلك النقايص لايقطع بشيء من ذلك عنهم فوجب الاخذ باليقين اجماعا و هو الايتمام بالائمة عليهم السلام.
بسم اللّه الرحمن الرحيم اما الاسقام و الآلام التي تقع في الاطفال فليست ظلماً بل هي خيرات في الحقيقة لانه ما يوجد مرض الاّ و هو دواء من داء اعظم منه كما ورد عن علي7 مثلا الزكام يفسد الجنون اذا تحرك عرقه و اذا تحرك عرق البرص خرجت الدمامل فيفسد و اذا تحرك عرق الطاعون اتي السعال فافسده فاذا تحرك عرق العمي اتي الرمد فافسده و اذا تحرك عرق البواسير اتي الشقوق التي في اعقاب الارجل فافسدته و اذا تحرك عرق الجذام نبت الشعر في الانف
«* جوامع الکلم جلد 9 صفحه 786 *»
فافسده فكل مرض دواء لداء اعظم واللّه سبحانه طبيب يعالج عباده فامراض الاطفال من هذا القبيل و ان خفي علي العباد وجه المصلحة لايسئل عما يفعل و هم يسئلون.
و طريق الاستخارة ان تصلي علي محمد و آل محمد سبع مرات او اكثر او اقل و لو واحدة و تسأل اللّه ان يبين لك عاقبة امرك و تفتح القرآن و تعمل باول آية من اليمين و ان كان في السبحة قبضت بيدك شيئا من السبحة و تعدّها فان كان زوجاً فهو نهي و ان كان فرداً فهو امر و شروطها التوجه بالقلب في الصلوة علي محمد و آل محمد9 و في سؤال اللّه بيان الخيرة.
و اما الدعاء فتذكر للضيق حسبي اللّه مائة و ستة و اربعين مرة و للاستكفاء من كل مكروه للدنيا و الآخرة تذكر اعتصمت باللّه الف مرة و تسعة و ستين مرة.
و اما حكم من تحصل له الشبهة فان كان اذا حصلت(جعلت خ ل) له الشبهة كرهها و لا يحب ورودها علي نفسه فهو مؤمن قبل ورودها لان هذه ليست اعتقاداً يضر بالدين و انما هي وسوسة و هي مرفوعة عن هذه الامة المرحومة فلاتضرّه لا في الدنيا و لا في الآخرة و ان كان اذا عرضت له الشبهة مال اليها و لان لها قلبها فليس بمؤمن في هذه الحال حتي يرجع و يطمئن قلبه علي الحق فيكون حين يطمئن(قلبه علي الحق خ ل) مؤمناً.
و علي علاج الوسوسة اذا عرض عليه شيء مما ينافي الاعتقاد ان يقول لا اله الاّ اللّه محمد رسول اللّه علي ولي اللّه كلما عرض(شيء خ ل) علي قلبه قال ذلك فانه يذهب عنه.
و كتب احمد بن زين الدين(الاحسائي مصلياً مسلماً مستغفراً و صلي الله علي محمد و آله خ ل).
(بعض الاحاديث التي رويت في النسخ ملحقة يهذه الرسالة).
«* جوامع الکلم جلد 9 صفحه 787 *»
بسم اللّه الرحمن الرحيم روي عن الزهري انه قال قال رجل لعلي بن الحسين8 جعلني اللّه فداك ابقدر يصيب الناس ما اصابهم ام بعمل فقال ان القدر و العمل بمنزلة الروح و الجسد فالروح بغير الجسد لاتحس و الجسد بغير روح صوره لا حراك بها فاذا اجتمعا قويا و صلحا كذلك العمل و القدر فلو لميكن القدر واقعا علي العمل لميعرف الخالق من المخلوق و كان القدر شيئا لايحس و لو لميكن العمل بموافقة من القدر لميمض و لميتم و لكنهما باجتماعهما قويا و للّه فيه العون لعباده الصالحين ثم قال الا ان من اجور الناس من رأي جوره عدلاً و عدل المهتدي جوراً الا ّ للعبد اربعة اعين عينان يبصر بهما امر آخرته و عينان يبصر بهما امر دنياه فاذا اراد اللّه عزوجل بعبد خيراً فتح له العينين اللتين في قلبه فابصر بهما الغيب و اذا اراد غير ذلك ترك القلب بما فيه ثم التفت الي السائل عن القدر فقال هذا منه هذا منه.
عن الباقر7 ما من عبد حبنا و زاد في حبنا و اخلص للّه في معرفتنا و سئل عن مسئلة الاّ نفثنا في روعه جواباً لتلك المسئلة.
روي عن النبي9 في موجبات الفقر ان الفقر يتولد من ثلث و عشرين شيئاً البول عرياناً و الاكل جنباً و تحقير فتات الطعام و تحريق قشر الفوم و البصل و التقدم علي المشايخ و دعوة الوالدين بالاسم و التخلل بكل خشب و غسل اليدين بالطين و القعود علي العتبة و التوضي عند المستنجي و ترك غسل القدر و الغضارة و خياطة الثوب ملبوساً و مسح الوجه باكناف الذيل و اكل البصل و ترك العنكبوت و خروج المسجد بعد صلوة الفجر سريعاً و دخول السوق بكرة و ابتياع الخبز من الفقراء و دعاء السوء علي الوالد و الاضطجاع عرياناً و ترك الاواني غير مخمرة و اطفاء السراج بالنفخ و ترك التسمية عند كل شغل صدق رسول اللّه9.
قال اميرالمؤمنين7 لو عرفت اللّه بمحمد لما عرفته و لو عرفت محمداً باللّه لما اتبعته لكن اللّه عرّفني نفسه و امرني باتباع نبيه
«* جوامع الکلم جلد 9 صفحه 788 *»
9فعرفته و اتبعته صلي الله عليه و آله.
قال النبي9لابد للمؤمن من اربعة دابة فارهة و دار واسعة ثياب جميلة و سراج منيرة قال رجل يا رسول اللّه ليس لنا ذلك فما هي فقال9 اما الدابة الفارهة فعقله و اما الدار الواسعة فصبره و اما الثياب الجميلة فحيائه و اما السراج المنيرة فعمله.