رسالة في العصمة و الرجعة
من مصنفات الشيخ الاجل الاوحد
الشيخ احمد بن زينالدين الاحسائي اعلي الله مقامه
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 206 *»
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله جزيل النعماء ( النعم خ ) و الالاء و جميل الافضال و العطاء و حسن البلاء و جليل العظمة و الكبرياء و صلي الله علي محمد و اله النبلاء الذين خصهم بالعصمة و الولاء و جملهم باكمل الثناء و جعلهم ملوك الدنيا و الاخرة و الاولي صلي الله عليه و عليهم ما دامت الارض و السماء .
اما بعد فيقول العبد المسكين احمد بن زينالدين الاحسائي ان حامي حوزة المسلمين و ناصر الدين و معز المؤمنين العضد اليمني للسلطنة البهية و الركن الاقوي للدولة السنية حليف السعادة و جليل الافادة و رافد الوفادة كعبة الكرم و حرم الشيم و المولي المحترم الشاه بن الشاه بن الشاه محمدعلي ميرزا الشاهزاده ادام الله تأييده و امداده و اشاد نصره و ارفاده و ايده بالنصر هو و اجناده و حفظه هو و اولاده و سدده و سدد له نظام دولته علي ما احبه و اراده و اصلح له بما تقر به عينه معاده و ختم له احواله و اعماله بالسعادة انه سميع الدعاء لطيف لما يشاء و هو علي كل شئ قدير و بالاجابة لمن دعاه جدير رحم الله من قال امين فان في ذلك صلاح الدنيا و الدين قد امر محبه و داعيه ان يكتب شيئا في بيان العصمة و ثبوتها لاهلها عليهم السلام و نفي ما ينافي ذلك و ما يرد عليه في ذكر رجعة محمد و اهل بيته الطاهرين و خواص شيعتهم و مواليهم و اعدائهم و ذكر علاماتها و احوالها و ذكر ما ورد فيها فاجبته الي ذلك مع قلة البضاعة و كثرة الاضاعة و تشتت الخاطر بدواعي الاعراض و موانع الامراض بناء علي الاتيان بما يحضر من هذه الامور لانه من جهة كثرة الموانع هو المقدور اذ لايسقط الميسور بالمعسور و الي الله ترجع الامور و رتبت بيان كل واحدة من المسئلتين علي مقدمة و فصول و خاتمة تقريبا للوصول الي المحصول
المسئلة الاولي في بيان العصمة و ثبوتها لاهلها و نفي ما ينافي ذلك و ما
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 207 *»
يرد عليه .
مقدمة قيل العصمة في اللغة المنع و منه قوله تعالي و الله يعصمك من الناس اي يمنعك منهم فلايقدرون عليك و قوله تعالي و اعتصموا بحبل الله اي التجئوا الي الله بطاعته و حبل الله هو القرآن و قيل بعهد الله يرجع الي معني الامتناع بالله و بحبله اي القرآن او بعهده اليهم بما امرهم به من طاعته بالقيام باوامره و نواهيه من معاصيه و سخطه و عقابه و المعصوم هو الممتنع من جميع محارم الله كما روي و روي عن علي بن الحسين عليهما السلام الامام من لايكون الا معصوما و ليست العصمة في ظاهر الخلق ( الخلقة خ ) فتعرف قيل فما المعصوم قال عليه السلام المعتصم بحبل الله و حبل الله هو القرآن لايفترقان الي يوم القيمة و الامام يهدي الي القرآن و القرآن يهدي الي الامام و ذلك قوله تعالي ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم و في الاصطلاح العصمة علي ما اختاره العدلية هي اللطف المانع للمكلف من ترك الواجبات و فعل المحرمات يفعله الله به غير سالب للقدرة علي خلاف مقتضي ذلك اللطف و الا لميكن مكلفا و لميستحق مدحا و لا ثوابا بل ذلك اللطف موجب لسلب الداعية المستلزمة لاحدهما و هذا حاصل ما قرروه في قواعدهم و عند الاشاعرة العصمة ان لايخلق الله في المعصوم ذنبا و لاجل غرض لهم في ذلك كما يأتي خصوه بكونه من الكبائر كالكفر و سائر الكبائر و من الصغائر الدالة علي الدناءة و الخسة و الرذالة كسرقة حبة او لقمة مما ينسب فاعله الي الدناءة و الخسة و الرذالة و ذلك بناء علي اصلهم من استناد جميع الاشياء كلها الي القادر المختار و عند الحكماء العصمة ملكة تمنع الفجور ناشية من العلم بمثالب المعاصي و مناقب الطاعات و تتأكد في الانبياء بتتابع الوحي اليهم بالاوامر الداعية الي ما ينبغي و النواهي الزاجرة عما لاينبغي و علي تعريف العدلية بان العصمة تستلزم سلب الداعي الذي هو الميل و الارادة لا سلب القدرة معه انما يتم علي رأي من يقول ان القدرة لايدخل في مفهومها الارادة و انما هي الصفة التي بها يقع التأثير عند انضمام الارادة اليها كما هو الحق في المسئلة لان الارادة هي داعي القادر
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 208 *»
الي الفعل الذي هو التأثير و اما علي رأي من يقول ان القدرة هي مجموع ما يتوقف عليه التأثير و منه الارادة فلايصح قولهم غير سالب للقدرة لانه ان لميسلب القدرة لميستلزم سلب الداعي لدخوله في مفهوم القدرة و اذا لميستلزم ذلك اللطف سلب الداعي لميتحقق ( لمتتحقق خ ) العصمة بل يكون المكلف مع ذلك مقارفا للذنوب او طالبا لها محبا لها و ان سلب القدرة لميتوجه اليه الخطاب و كذلك ان سلب الارادة استلزم سلب القدرة لرفع المركب برفع بعض اجزائه و علي تعريف الاشاعرة يرد انه اذا بنوا ذلك علي اصلهم من استناد جميع الاشياء الي القادر المختار عزوجل يقال ( فيقال خ ) لهم هل الكسب الذي اثبتوه للعبد و المباشرة اللذين هما علة ترتب الثواب و العقاب مخلوقان لله تعالي ليس للعبد فيهما صنع ام لا بل هما صادران من العبد باختياره فان جعلوهما مخلوقين لله تعالي كغيرهما من الاشياء بحيث ليس للعبد فيهما صنع امتنع تكليف ذلك المعصوم و انما يتحقق عدم خلق الذنب فيه مع اقتضائه ذلك بالتكليف لولا العصمة فاذا لميتحقق التكليف لميتحقق عدم خلق الذنب مع عدم مقتضيه و كون افعاله تعالي غير معللة بالاغراض كما يزعمون او تجويز التكليف بالمحال و بما لايطاق لايقتضي جواز ذلك لانه فرع التكليف و التكليف فرع تحقق الانية و اذا كان كل شئ من الله تعالي من غير اعتبار شئ من قابليات المكلف سقط اعتباره خصوصا في الانية فافهم و ان كانا صادرين من المكلف باختياره ليصح نسبة ترتب الثواب و العقاب الي المكلف اقتضيا طاعة او معصية بنسبة اعتبارهما فيلزم في تعريف العصمة بنسبة اقتضائهما ذلك اعتبار تعريف العدلية مع ان العصمة معني وجودي و هم عرفوها ( عرفوه خ ) بالعدمي و علي تعريف الحكماء يرد انه ناقص يحتاج الي قيد و هو ان يقال ملكة تمنع الفجور منعا غير سالب للقدرة الخ ، ثم انا نقول ان الملكة في تعريف الحكماء ثمرة اللطف في تعريف العدلية و قول الحكماء ناشية من العلم الخ ، ليس بشئ لان العلم لايثمر تلك الملكة الا ان يراد به العلم الحقيقي و هو المقترن بالعمل بحيث لايتخلف عنه في حال فحينئذ يكون صورة للعصمة و
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 209 *»
مادتها طلب الله سبحانه من المكلف و هدايته و روحها ذلك اللطف فعلي ظاهر القول يكون تعريف الحكماء مع اعتبار القيد اقرب لاشتماله علي الجنس القريب و اما تعريف العدلية فاولي ان يكون رسما و حاصل القول الصواب في تعريفها انها ملكة ربانية تمنع من فعل المعصية و الميل اليها مع القدرة عليها.
فصل اعلم ان الله سبحانه خلق الاشياء بفعله علي حسب قوابلها لفعله بمعني انه احدث موادها لا من شئ اعني وجوداتها و صورها كما قبلت يعني انه تعالي ركب صورها علي حسب قوابلها فمن لطفت مادته و رقت لشدة نوريتها و قربها من المبدء الفياض الذي هو مشية الله و فعله تلاشت انيتها و ضعفت بحيث لاتكاد تنافي هيئة فعله فلاتبدو عنها هيئة تخالف هيئة فعله فلايقع لها متعلق اقتضاء غير ما اقتضته هيئة مشيته فلايريد ذلك المخلوق غير ما يريده ( يريد خ ) خالقه كما قال تعالي و ماتشاؤن الا ان يشاء الله و هو معني قول علي عليه السلام فجعلهم السن ارادته يعني ان ارادته تعالي تنطق بهم فقولهم قول الله ( قوله تعالي خ ) و فعلهم فعله عزوجل و هو معني قولهم عليهم السلام نحن محال مشية الله و في زيارة الحجة عليه السلام عن ابيجعفر محمد بن عثمان العمري مجاهدتك في الله ذات مشية الله و مقارعتك في الله ذات انتقام الله و صبرك في الله ذو اناة الله و شكرك لله ذو مزيد الله و رحمته و فيها بعد هذا و القضاء المثبت ما استأثرت به مشيتكم و الممحو ما لااستأثرت به مشيتكم ، فكان بعناية الله و لطفه عن قابليته سابقا علي ( لكل خ ) من لميكن كذلك و قولي بعناية الله و لطفه اريد منه انه تعالي لطف بذلك العبد لسبق عناية الاختصاص فراضه بقابليته حتي بلغ به اعلي مراتب ( مقام خ ) القرب من رضوانه كما في الزيارة التي رواها ابنطاووس و الشيخ محمد بن المشهدي و الشيخ المفيد في الثناء علي اهل البيت عليهم السلام الذين هم اهل هذه المرتبة التي نحن بصدد بيانها و فيها لايسبقكم ثناء الملائكة في الاخلاص و الخشوع و لايضادكم ذو ابتهال و خضوع اني و لكم القلوب التي تولي الله رياضتها بالخوف و الرجاء و جعلها اوعية للشكر و الثناء و امنها من عوارض الغفلة و
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 210 *»
صفاها من شواغل الفترة بل يتقرب اهل السماء بحبكم و بالبراءة من اعدائكم و تواتر البكاء علي مصابكم و الاستغفار لشيعتكم و محبيكم الخ ، فكانت فطرة هذا العبد علي هيئة فعله تعالي و محبته فحين توجه اليه امر ربه كان ميل فطرته و داعي صورته العينية مطابقا لمحبة الله و ارادته و امره مع دوام الرياضة و التربية عن حقيقة ما هو اهله بالتوفيق و التسديد و عدم التخلية الي نفسه في كل حال فتكون و تحقق و ثبت و استقر عن ذلك اللطف و العناية و الرياضة و التربية المصاحبة للتوفيق و التسديد و عدم التخلية مع مطابقة تلك الفطرة لفعل الله و ارادته و محبته ملكة ربانية تمنع من فعل المعصية و الميل اليها مع القدرة عليها لكون تلك العنايات و الالطاف و الرياضات و التربيات و التوفيقات و التسديدات جارية لذلك العبد بقابليته و حقيقة ما هو اهله كما اشار اليه تعالي في قوله الله اعلم حيث يجعل رسالته و ذكره ( ذكر خ ) اميرالمؤمنين عليه السلام في الثناء علي النبي صلي الله عليه و آله في خطبته ( خطبة خ ) يوم الغدير و الجمعة كما رواه الشيخ في المصباح قال عليه السلام و اشهد ان محمدا عبده و رسوله استخلصه في القدم علي سائر الامم علي علم منه انفرد عن التشاكل و التماثل من ابناء الجنس و انتجبه امرا و ناهيا عنه اقامه في ساير عالمه في الاداء مقامه اذ كان لاتدركه الابصار و لاتحويه خواطر الافكار و لاتمثله غوامض الظنون في الاسرار لا اله الا هو الملك الجبار قرن الاعتراف بنبوته بالاعتراف بلاهوتيته و اختصه من تكرمته بما لميلحقه فيه احد من بريته فهو اهل ذلك بخاصته و خلته اذ لايختص من يشوبه التغيير و لايخالل من يلحقه التظنين الخ ، فابان عليه السلام ان استخلاص الله تعالي له و اختصاصه به انما هو لانفراده عن التشاكل و التماثل من ابناء الجنس و ذكر علة ذلك فقال لانه عزوجل لايختص من يشوبه التغيير و لايخالل من يلحقه التظنين و هو المراد مما اشرنا اليه من تحقيق تلك الملكة و بيان منشئها فتفهم كما ( ما خ ) ذكرناه و ما ذكره ( ذكر خ ) عليه السلام في هذه الخطبة و قولي ملكة ربانية لبيان نشو هذه الملكة علي مقتضي تلك التربيات و الرياضات و الالطاف الربانية و هذه الملكة هي العصمة
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 211 *»
فاذا عرفت ما ذكرنا لك في بيانها تبين لك ما في التعاريف الثلاثة السابقة لعدم انطباقها علي ما ذكرنا بيانه و منشئِه .
فصل العصمة مجمع ( منشأ خ ) الكمالات لانطواء جميع الكمالات فيها باعتبار عموم دائرتها و احاطتها بجميع الصفات و الافعال من الجهة العليا و هي جهة التلقي من الفيض الالهي لقوة استعدادها لذلك و من جهة ( الجهة خ ) السفلي و هي جهة الاداء و التبليغ و تربية الرعية و عمارة مدينة الكون و النظام لانها هي العدالة المطلقة الامكانية المستلزمة لحفظ النسبة الايجادية الالهية بين جميع الموجودات علي ما هي مذكورة به في العلم الامكاني في (من خ) نفس الامر و الي هذه العدالة المطلقة الامكانية التي هي العصمة الاشارة في قوله عليه السلام بالعدل قامت السموات و الارض و روي في حديث اخر بالعدول قامت السموات و الارض يعني بالعدول اصحاب تلك العدالة المطلقة التي هي العصمة لانهم يسيرون في اعمالهم و احوالهم و اقوالهم و افعالهم علي مقتضاها من حفظ النظام و عمارة المدينة بحفظ النسب القيومية الالهية بين الاشياء كلها التي بها يرتفع الفساد من ساير البلاد فهي عند المحققين تقتضي امورا : الاول صدق الاقوال في كل المواطن الثاني حسن الافعال في جميع الاعمال الثالث صحة الاحوال و استقامتها علي مقتضي العدل الرابع ملازمة المراقبة و التلقي من الجهة العليا الخامس مداومة شهود العليا قبل السفلي و معها من غير انتقال ( اشتغال خ ) البصيرة و لا التفات السريرة السادس حفظ الحقوق عن التعطيل و التعطل السابع حفظ نظام المعاش و المعاد عما يوجب اختلالهما بحسب الامور العقلية و الشرعية في التمام و الكمال و تلزمها اوصاف حميدة شريفة يتصف بها من اتصف بهذه الملكة كالعقل الكامل و العلم و الحلم و الخير و الايمان و التصديق و الرجاء و العدل و الرضا و الشكر و التوكل و الرأفة و الرحمة و الفهم
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 212 *»
و العفة و الزهد و الرفق و الرهبة و التواضع و التؤدة و الصمت و الاستسلام و التسليم و الصبر و الصفح و الغناء عن الخلق و الفقر الي الخالق سبحانه و التذكر و الذكر و الحفظ و التعطف و القنوع و المواساة و المودة و الحب و الصدق و الحق و الامانة و الاخلاص و الشهامة و الشجاعة و قوة الرأي و حسن الخلق و الفهم و المعرفة و المداراة و سلامة الغيب و الكتمان و الصلوة و الزكوة و الصوم و الحج و الجهاد و صون الحديث عن النميمة و بر الوالدين و الحقيقة و المعروف و الستر و التقية و الانصاف و التهيئة و النظافة و الحياء و القصد و الراحة و السهولة و البركة و العافية و القوام (بفتح) القاف و الحكمة و الوقار و السكينة و السعادة و التوبة و الاستغفار و المحافظة و الدعاء و النشاط و الفرح و الالفة و الكرم و السخاء و سلامة الخلقة من العيوب المنفرة للطباع كالجذام و البرص و تشويه الصورة و امثال هذه من الصفات الحميدة الشريفة و تلزمها الطهارة و النزاهة عن اضداد تلك الاوصاف الحميدة لان كل صفة من تلك الاوصاف الحميدة التي تكون فيها انما تكون فيها في اعلي مراتبها و اكملها فلايجامعها شئ من ضدها فان قلت ان مراتب هذه الملكة متفاوتة تفاوتا لايكاد يتناهي فلو لميكن في الرتبة الناقصة شئ من ضدها لماكانت ناقصة بل تساوي العليا قلت ان السفلي ليست ناقصة في رتبتها ليلزمها شئ من ضدها بل هي كاملة في رتبتها كمالا لايتحمل شيئا من ضدها لان الضد انما يظهر في رتبته من النقصان المتحقق في تلك الرتبة و نقصانها انما هو بالنسبة الي ما فوقها و هو لايصلح ان يكون محلا لضدها لانه محل لضد ما فوقها فلاينسب اليها مع كمالها و عدم صلوح محلها محلا له فهي كاملة و تزداد بدوام المدد كمالا و هكذا بلا نهاية كما امر الله سبحانه نبيه صلي الله عليه و آله بطلب زيادة علمه مع كماله فقال تعالي و قل رب زدني علما و هذا الطلب حاصل له ابد الابدين .
فصل اعلم انه قد اختلف في متعلق العصمة بانه ما هو فقال الجمهور ان متعلقها الاداء و التبليغ لانه هو المقصود منها فلاتجب العصمة الا لاجله اذ لولا
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 213 *»
حاجة المكلفين الي ذلك لمتوجد لان تكليفهم متوقف علي معرفة ما كلفوا به و هذه المعرفة متوقفة علي اخبار الواسطة المبلغ عن الله و حصول المعرفة عن اخبار الواسطة متوقف علي صدقه و صدقه متوقف علي العصمة فوجبت لذلك و قال الاكثر من المحققين ان متعلقها مجرد استعداده لقبول الفيض من الحق سبحانه عليه الذي من جملته الاداء و التبليغ لان الاستعداد شرط في حصول التبليغ و الاداء و هو مرتبة الولاية المطلقة السابقة علي مرتبة النبوة التي معناها الاداء و التبليغ فتكون العصمة سابقة علي وقت الاداء ضرورة تقدم الاستعداد علي ذلك و مرتبة الولاية هي مرتبة القرب من الحق الموجبة للفيض و الاستفادة منه و من مقربي حضرته علي مراتب الاستعداد فيجب ان يكونوا متخلقين باخلاقه موافقين له في جميع الافعال فلايحبون الا ما يحب و لايكرهون الا ما يكره و ذلك هو عين العصمة المطلقة ، اقول ظاهر قول هؤلاء ان متعلقها مجرد استعداده لقبول الفيض من الحق سبحانه عليه الذي من جملته الاداء و التبليغ ان المراد منه صفة الموصوف بها بمعني ان اتصافه بها هو ذلك او ما يلزم منه بقرينة تعليلهم اعني قولهم لان الاستعداد شرط في حصول التبليغ ( منه خ ) و الاداء بمعني مطلق التعلق سواء كان تعلق التلقي من الفيض ام تعلق التبليغ منه و اداء المتلقي عنه الي المكلفين و ظاهر قولهم مرتبة النبوة التي معناها الاداء و التبليغ ينافي الاول لان قولهم فتكون العصمة سابقة علي وقت الاداء ضرورة تقدم الاستعداد علي ذلك ينافي قولهم الذي من جملته الاداء و التبليغ و كأنهم ارادوا مطلق الوصف سواء كان لذات العصمة او لحال محلها اي المتصف بها او لمتعلقها من المكلفين بما يراد منهم و الاول ( الاولي خ ) ما اشرنا اليه سابقا من ان حقيقتها هي الملكة التي اشرنا اليه من ( اشرنا الي خ ) كيفية بدءها هناك و ان محلها الذي هو المتصف بها القائم بوظائفها هو ما اشرنا اليه من ( اشرنا الي خ ) نورية مادته و سبقها و قربها من المبدء الفياض و من ( الي خ ) ضعف انيته و تلاشيها حتي لاتكاد تعتبر في احكام الايجاد و ان متعلقها من الجهة العليا هو ( هي خ ) التلقي بذلك الاستعداد و من الجهة الوسطي التي هي
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 214 *»
المحل و هو المتصف بها و هو المشار الي نوع كونه ( كونها خ ) من مادته و صورته المخصوصين و من الجهة السفلي هو التبليغ و الاداء فافهم فلو اردنا مجرد التعدد لقلنا الاقوال ثلثة قول الجمهور بان المتعلق الاداء و التبليغ و قول المحققين ان المتعلق ما سمعت مما نقلنا عنهم و قولي ان متعلقها في الجهات الثلاث العليا التلقي و الوسطي القبول و الاتصاف و التحمل بذلك الاستعداد و السفلي التبليغ و الاداء فافهم .
فصل و المتصف بالعصمة ( بها خ ) القائم بوظائفها المتحمل لاعبائها انبياء الله و رسله و خلفاؤهم ( خلفاؤه خ ) و ملائكته لانهم المؤدون الي عباده كما قال تعالي جاعل الملائكة رسلا و قول علي بن الحسين عليهما السلام في الصحيفة و علي الملائكة الذين من دونهم من سكان ( اهل خ ) سمواتك و اهل الامانة علي رسالاتك و قوله عليه السلام و رسلك من الملائكة الي اهل الارض بمكروه ما ينزل من البلاء و محبوب الرخاء و السفرة الكرام البررة و انما اشترط اتصاف الدعاة الي الله سبحانه فيما يامر و ينهي مما يحب و يكره بالعصمة لتوفر الدواعي الي الاقبال اليهم و الثقة باخباراتهم ليتم لهم اللطف باتباعهم و تكون عندنا مصاحبة لهم كما يأتي من اول العمر الي اخره ليحصل تمام الاقبال و توفر دواعي المكلفين علي الاقبال و التوجه اليهم الذي هو المقصود بالذات من بعثهم و لهذا اعتبر فيهم اتصافهم بها لاشتمالها علي الصفات الحميدة كما تقدم و سلامتها من اضدادها اذ بسببها يرتسم في نفس كل عارف باتصافهم بها اتصافهم بغاية الكمال و نهاية الجلال الموجب لتعظيمهم و اعتقاد نورانيتهم التي من شانها ان تجذب النفوس اليهم (اليها خ) و تنجذب انجذاب محبة و عشق كانجذاب الحديد الي المقناطيس و ذلك لانه قد تقرر في الحكمة من ان النفوس بطباعها منجذبة الي الانوار محبة لها و عشقا و كلما كانت النورانية اتم و اكمل كان انجذابها اليها اشد و اقوي و انما كان اتصافهم بغاية الكمال و نهاية الجلال لقوة استعدادهم الذي هو مقتضي صفاء نورانية موادهم و تلاشي انيتهم حتي برزت صورهم علي هيئة مشيته و ارادته تعالي حتي لحقت نواسيتهم
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 215 *»
بالمجردات و اقبلوا علي معبودهم بجميع الارادات و تخلقوا باخلاقه في جميع الحالات فظهرت فيهم بمقتضي طهارة ذواتهم و شدة مجاهداتهم و مراقباتهم تلك الملكة اعني العصمة فاستحقوا مقام السفارة و منصب الوساطة فالبسهم خلعة الخلافة و اقامهم مقامه في عالمه في الاداء الي بريته و جعلهم ظاهره في خليقته كما رواه جابر بن يزيد الجعفي عن علي بن الحسين عليه السلام في حديث طويل الي ان قال عليهالسلام و اما المعاني فنحن معانيه و ظاهره فيكم اخترعنا من نور ذاته و فوض الينا امور عباده الحديث ، و المراد بالذات التي اخترعهم من نورها ذات محمد صلي الله عليه و آله يعني من نور ذات له نسبها اليه تعالي تشريفا لها و تكريما بها علي سائر الذوات لانه تعالي خلقهم من نور محمد صلي الله عليه و آله فاضافة النور الي الذات بيانية و اضافة الذات الي الضمير بمعني اللام و المعني اخترعنا من نور هو ذات له يملكها و يختص بها و تختص به و انما استحقوا الخلافة و السفارة و القيام مقامه تعالي في خليقته في الاداء و التبليغ و الترجمة لوحيه تعالي و ما انزل من خزائن غيبه علي القابلين و المكلفين من امدادات الغيب و الشهادة و من اوامره و نواهيه مما به تمام نظام وجوداتهم و دنياهم و دينهم و اخرتهم بهذه الملكة التي هي العصمة بعد ان خلقهم لها و طهرهم من الرجس و الدنس و راضهم بلطف عنايته حتي كانوا احق بها و اهلها و معني قولي خلقهم لها هو ما سمعت من لطفه و عنايته بهم و تربيته لهم و تخليقه اياهم باخلاقه فلما خلقهم لها كما سمعت هنا و سابقا خلقها لهم بتلك القوابل و الاستعدادات الموجبة لايجادها فيهم فتمت كلمته كما شاء فيمن شاء من خلقه .
فصل المتصفون بهذه الصفة كانوا لله سبحانه بجميع افكارهم و انظارهم و اقوالهم و احوالهم و اعمالهم و افعالهم و حركاتهم و سكناتهم فهم بكليتهم و ظاهرهم و باطنهم مقصورون علي طاعة الله محبوسون علي محبته و رضاه لايريدون الا ما يريد بل لا ارادة لهم غير ارادته و ذلك لما تقدم من صفاء حقائقهم و تربيته اياهم بالطافه و توفيقاته و تأييداته و تسديداته و اختصاصه
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 216 *»
اياهم بعصمته فان قلت قد جاء في الكتب المنزلة وصفهم من الحق تعالي بما يخالف ما ذكرتموه من وقوع بعض المعاصي و الهفوات و من معاتبته سبحانه لكثير ممن اتصف بتلك الملكة و قد قلتم ان الفائدة في بعثة الانبياء و الرسل و سائر الوسايط و السفراء بين الله سبحانه و بين خلقه تصديقهم و الثقة باخبارهم و اتباعهم و الميل اليهم و القبول منهم فيما يدلون علي الله سبحانه و علي ما يرضيه من الاعمال الظاهرة و الباطنة و لايتم ذلك الا بعصمتهم لانها تمنع من كل ما ينفر عنهم و يوجب (توجب خ) كل ما يقرب من تصديقهم و من الثقة باخبارهم (و الثقة من اخبارهم و خ) وقوع تلك التقصيرات منهم و عتابهم علي تقصيراتهم ينافي مقتضي العصمة و يوجب التنفير عنهم و كل هذا ينافي فائدة بعثتهم قلت ان تلك الظواهر الواردة في الكتب السماوية و العتابات المروية في حقهم عليهم السلام ليست مقصودة علي ما هو المعروف عند ساير الناس فان المعروف عندهم ان الشخص اذا عاتب اخر او السيد اذا عاتب عبده فانه في تلك الحال واجد عليه او مريد لعقوبته لاجل مخالفته لما امره به او نهاه عنه لانه عاص له قادم علي مخالفة امره و اما عتابه ( عتاب الله خ ) عز و جل فانه ليس من هذا القبيل لان انبيائه ( الانبياء خ ) لايقدمون علي مخالفته و ان ما يقع منهم بمقتضي الطبيعة البشرية ما ليس مما نهي الله عنه نهي تحريم ليقال كيف يرجحون داعي الطبيعة البشرية علي داعي امر الله و داعي الطبيعة البشرية النفس الامارة بالسوء و داعي امر الله هو العقل و اصحاب العقول الكاملة لايطيعون قرين الشيطان و انما هو نهي تنزيه و ارشاد فاذا اراد الله سبحانه ان يرفع نبيه او وليه الي درجة لمينلها بالاعمال و هو سبحانه لايغير ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم و قد قدر لوليه روحا من امره يسدده عن الغفلة و الخطاء و النسيان فضلا منه تعالي من غير استحقاق من ذلك الولي لان يسدده ذلك الملك و ان كان اذا قدر له فقد وضع المعروف موضعه لانه بالنسبة الي قابليته صالح لذلك بحيث لاينافي تقديره له مقتضي الحكمة الا ان اعطاءه نعمة ( للقابل خ )
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 217 *»
ابتدائية كما قال سيد الساجدين (ع) منتك ابتداء و عفوك تفضل و قال اذ كل مننك ابتداء ، فاذا اراد رفع درجته الي ما هو اعلي من مقتضي استعداده بالقابليات الظاهرة و الباطنة التي هي الاعمال امر الملك المسدد فغاب عنه و هذا معني ما ورد في مثل ما قال عليه السلام ان يونس علي محمد و اله و عليه السلام وكله الله الي نفسه طرفة عين فوقع منه ما شاء الله (تعالي خ) بمقتضي بدء شأن ذلك الولي في علم الغيب من التقصير لكن لما كان ذلك الولي بقوة الاستعداد و صحة الاعمال و دوام المراقبة لذي الجلال مستقيم الطبيعة كامل العقل مطمئن النفس لمتقع منه المعاصي الكبائر و لا الصغائر لبعده منها اذ ليس للشيطان عليه سلطان نعم اذا غاب عنه الملك فقد يقع منه خلاف الاولي و هو ( لانه خ ) ينافي الكمال و لايستلزم النقصان لانه بتلك الصفات الحميدة تام ( قام خ ) في مقامه و رتبته التي وضعه الله سبحانه فيها فاذا وقع منه خلاف الاولي استوجب العقاب ( العتاب خ ) و الذم من رب الارباب لعلم ذلك الولي انه مرجوح لاينبغي له ان يفعله فاذا فعله مع علمه بذلك عرف من نفسه التقصير و استحقاق العقاب ( العتاب خ ) لان الله سبحانه اقامه مقام القدس الذي هو محل الخلافة و السفارة المقتضي لان يجري علي الحكمة التي هي مقتضي ارادة المولي سبحانه و فعله فاذا ورد عليه الذم و العتاب انكسر و اناب فاستحق بانكساره و ذله و استغفاره و توبته تلك الدرجة العالية كما قال تعالي فظن داود انما فتناه فاستغفر ربه و خر راكعا و اناب فغفرنا له ذلك و ان له عندنا لزلفي و حسن مآب و لو لميغب عنه الملك المسدد ( له خ ) لماوقعت منه الهفوة و لو لمتقع منه الهفوة لميرد عليه عتاب و لا ذم و لو لميرد عليه ذلك لميحصل له انكسار في نفسه و لو لميحصل له انكسار في نفسه لمينل تلك الدرجة العالية و منه قوله صلي الله عليه و آله لو لمتذنبوا لذهب بكم و جيء بقوم يذنبون و يستغفرون و يغفر لهم و في تفسير علي بن ابراهيم فلما اخبر رسول الله صلي الله عليه و آله قريشا بخبر اصحاب الكهف قالوا اخبرنا عن العالم الذي امر الله عزوجل موسي ان يتبعه و ما قصته فانزل الله عزوجل اذ
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 218 *»
قال موسي لفتيه لاابرح حتي ابلغ مجمع البحرين او امضي حقبا قال و كان سبب ذلك انه لما كلم الله موسي تكليما و انزل عليه الالواح و فيها كما قال الله عزوجل و كتبنا له في الالواح من كل شئ موعظة و تفصيلا لكل شئ رجع موسي عليهالسلام الي بنياسرائيل فصعد المنبر فاخبرهم ان الله عز و جل قد انزل عليه التورية و كلمه قال في نفسه ماخلق الله تعالي خلقا اعلم مني فاوحي (الله خ) عز و جل الي جبرئيل عليه السلام ان ادرك موسي عليه السلام فقد هلك و اعلمه ان عند ملتقي البحرين عند الصخرة رجلا اعلم منك فصر اليه و تعلم من علمه فنزل جبرئيل عليه السلام و اخبره فذل موسي في نفسه و علم انه اخطأ و دخله الرعب و قال لوصيه يوشع بن نون ان الله عز و جل امرني ان اتبع رجلا عند ملتقي البحرين و اتعلم منه الحديث ، و هذا مما ذكرت لك فانه لما اراد الله ان يجد في نفسه ذلة و انكسارا و يعلم انه اخطأ بالتفاته الي غير ما امر ( به خ ) بان يمضي اليه امر الملك المسدد ان يغيب عنه فلما غاب عنه وجد في نفسه انه ماخلق الله خلقا اعلم منه فامر الله تعالي جبرئيل ان يأمره بان ( ان خ ) يتعلم من الخضر عليه السلام تنبيها له علي خطائه و ابانة لتقصيره لتحصل ( ليحصل خ ) له بانكساره و ذلته النجاة فقد هلك و هكذا يفعل بالمقربين عنده كما يعالج الطبيب المريض بالكي و الفصد و الحجامة و اسقاء الدواء المر لان شفائهم و صحتهم في ان لايجدوا لهم شيئا من انياتهم علي حد ما قال تعالي و لايلتفت منكم احد و امضوا حيث تؤمرون و بهذا و نحوه يظهر لمن عرف انهم فيما يفعل بهم منزهون عن النقائص و الرذائل و انما يفعل بهم من قبيل الرياضة لهم بان يحلهم و يعقدهم و يصوغهم و يكسرهم حتي ينال كل واحد منهم اعلي درجات ما يمكن في حقه كما اوصي شاعرهم التلميذ عند استاده حيث قال :
اعدم وجودك لاتشهد له اثرا
و دعه يهدمه طورا و يبنيه
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 219 *»
فتلك العتابات و التوبيخات دالة علي عظم شأنهم و جلالة قدرهم عنده لعظيم اعتنائه عزوجل بهم فانه قد يعاتبهم و يلومهم علي ما ليس بذنب و انما هو تكميل علي تكميل و تنزيه لهم عن ملابسة ما لايليق بمقامهم عنده و ذلك لما ارتضاهم لمقام الحضور و المشاهدة لزمهم عدم الغفلة فاوحي اليهم لايلتفت منكم احد و امضوا حيث تؤمرون فاذا اراد من احدهم الايلتفت من نفسه بمجاهدته و استعداده فعل به ما سمعت ليطلعه علي ما سوي الله و يعرفه ذلك ليفر الي الله تعالي من كل ما سواه علي حد تأويل قوله تعالي لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا و لملئت منهم رعبا فتفهم هذا النوع لتنجلي عن قلبك كل شبهة ترد عليه في هذا المقام .
فصل اعلم انه قد وقع الاختلاف الكثير بين الناس من القائلين بالعصمة في متعلقها و وقتها فقالت الامامية ان العصمة تصاحب المعصوم و تلازمه من اول عمره الي اخره و يكون بها معصوما من جميع الذنوب من الكفر و الكبائر كلها و الصغائر كلها عمدا و سهوا و نسيانا بل لايقع منه مطلق السهو و النسيان لان اللطف الذي هو منشأ العصمة و اصلها منه نشوها و منه تحققها حتي كانت ملكة للمعصوم و منه تمكين الاستعداد المقتضي لها علي نحو ما اشرنا اليه سابقا و منه لزوم الملك المسدد للمعصوم عن الخطأ المعلم له عن الجهل المنبه له عن السهو المذكر له عن سمة النسيان المحبب له ( اليه خ ) الطاعة المكره اليه المعاصي و هو اي ذلك اللطف دائم التعلق بذلك المعصوم مستمر اللزوم له لوجود المقتضي لذلك من ملازمة الاجتهاد و المراقبة و قوة الاستعداد و لما كانت قوة استعداده موجودة فيه في اول ايجاده لشدة نورية روحه و شدة صفاء طينته لقربهما من المبدء بحيث اقتضيا ارتباط اللطف بهما بحقيقة ما هما اهله كما اشار اليه عزوجل بقوله و اصطنعتك لنفسي استحق العصمة بقوة استعداده و قابليته من اول عمره الي اخره المانعة من جميع الذنوب و المعاصي الكبائر و الصغائر مطلقا عمدا و سهوا و نسيانا و قد ذكر سيد الوصيين علي بن ابيطالب صلوات الله عليه الاشارة الي ذلك في قوله ( بقوله خ ) :
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 220 *»
سبقتكم الي الاسلام طرا
مقرا بالنبي في بطن امي
لانه خليفة الله في ارضه علي خلقه و مااستخلفه الا بعد ان اختاره و انتجبه عن ساير خلقه في عالم الذر الاول علي علم منه به انفرد عن ابناء جنسه فليس له فيهم مماثل و خالقه العالم به لايختار من يلحقه التظنين فلو وجد في شئ منه ما ينافي شيئا من مراداته لماجاز له اختياره و الا لكان قد اختار ما يخالف مراده و قد اختاره في اول بدئه فيكون في اول بدئه منزها عن كل ما ينافي مراده بالقوة و الفعل من اول بدئه الي اخره لان المستخلف سبحانه حق لا شبهة فيه فلايستخلف من فيه شبهة و هو العليم القدير الا من لايعلم بها او لايقدر علي من لا شبهة فيه او كان في نفسه شبهة و الاحوال الثلاثة منفية عنه عزوجل فلايختار من فيه شبهة كما ذكره اميرالمؤمنين عليه السلام في خطبته في الغدير و الجمعة في وصف النبي صلي الله عليه و آله بقوله فهو اهل ذلك بخاصته و خلته اذ لايختص من يشوبه التغيير و لايخالل من يلحقه التظنين و قد تقدم و قد استدلوا علي وجوب عصمة الذين وصفوا بالعصمة من الانبياء و المرسلين و غيرهم من الاوصياء ان المكلفين مأمورون باتباع الانبياء في افعالهم و اقوالهم فلو وقع منهم كفر او ذنب صغير او كبير لوجب اتباعهم لقوله تعالي فاتبعوه لعلكم تهتدون و قوله تعالي و ما اتيكم الرسول فخذوه و غير ذلك و اتباعهم في هذه الافعال التي حرمها الله يلزم منه الجمع بين الوجوب و الحرمة و هو غير جايز و ايضا لو وقع منهم الذنب لكانوا عليهم السلام من حزب الشيطان لانهم فعلوا ما اراد الشيطان و حزب الشيطان هم الخاسرون و معلوم انهم عليهم السلام حزب الله و حزب الله هم المفلحون و ايضا لو صدر منهم كفر او ذنب لفسقوا لان الفسق هو الخروج عن الطاعة و حينئذ لمتقبل شهادتهم لقوله تعالي و لاتقبلوا لهم شهادة ابدا و اولئك هم الفاسقون و لميجب قبول قولهم و خبرهم لقوله تعالي ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا و اللازم في الصورتين باطل بالاجماع و لان الفائدة في بعثتهم و رسالتهم قبول شهادتهم و خبرهم و الملزوم ( فالملزوم خ ) مثله و ايضا لو وقع منهم كفر او ذنب لوجب الانكار عليهم لوجوب النهي عن المنكر و
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 221 *»
وجوب انكاره و ذلك يستلزم ذمهم و ايذائهم و ايذاء الانبياء عليهم السلام حرام موجب للعنة الله في الدنيا و الاخرة لقوله تعالي ان الذين يؤذون الله و رسوله لعنهم الله في الدنيا و الاخرة و لو لميجب الانكار عليهم لزم عدم وجوب انكار المنكر مع القدرة عليه و هو باطل اتفاقا و ايضا انهم عليهم السلام في اعلي درجات الشرف فلو وقع منهم كفر او ذنب لوجب ان يضاعف عذابهم لان من كان اشرف كان صدور الذنب منه افحش كما قال تعالي في شان نساء النبي صلي الله عليه و آله يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين ضعفا بفعل الفاحشة و ضعفا بهتك حرمة شرف النبي صلي الله عليه و آله و البعد منه و كما ضاعف عقوبة الاحرار لشرفهم علي المماليك لان حد المملوك نصف حد الحر قال تعالي فعليهن نصف ما علي المحصنات من العذاب فتكون انبياء الله و احباؤه معذبين باشد العذاب و هو باطل اتفاقا و ايضا لو صدر منهم كفر او ذنب لمتنلهم النبوة و الامامة لانهم اذا وقع منهم ذلك كانوا ظالمين و الظالم لمينله عهد النبوة و الامامة لان رتبة النبوة في اعلي عليين و رتبة الظلم في اسفل سافلين لان الله سبحانه حين قال لابراهيم علي محمد و اله و عليه السلام اني جاعلك للناس اماما استعظم درجة الامامة في نفسه فسألها لذريته قال و من ذريتي اي و اجعل بعض ذريتي اماما و انما اتي بمن الدالة علي التبعيض لعلمه بان من ذريته من هو كافر و لميسأل له الامامة و انما سألها للمؤمنين من ذريته فاجابه تعالي بان من وقع منه ذنب و ان كان صغيرا و لو مرة واحدة فانه يصدق عليه انه ظالم و ان كان مؤمنا و ذلك بعيد من مقام الامامة لانها عهده الحق و ميثاقه الصدق يعني الصدق معه في كل المواطن في جميع الاحوال فجمع له جميع ما اشرنا اليه فقال لاينال عهدي الظالمين فان من وقع منه الظلم في وقت ما يصدق عليه ( علي خ ) انه ظالم لما قرر في الاصول من عدم اشتراط بقاء المبدء في صدق المشتق ( المعني في صحة الصدق خ ) حقيقة كما هو الصحيح في المسألة و الظالم بعيد من عهد الامامة و الامامة لازمة للنبوة فكل نبي امام فلايقال ان هذه الاية خاصة بالامام ( بالامامة خ ) و لو قيل بذلك قلنا
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 222 *»
ففي النبي بطريق اولي لان الامام اذا لميكن نبيا فهو وصي نبي و نبيه افضل فاعتبار علو الدرجة في النبي اولي منه في وصيه، هذا بعض ما ذكروا من الادلة و غيرها كثير من الكتاب العزيز و سنة النبي صلي الله عليه و آله و احاديث اهل بيته المعصومين ( اهل العصمة خ ) عليهم السلام و هي كثيرة لاتكاد تحصي و من الاجماع من الفرقة المحقة و من ائمتهم عليهم السلام و من دليل العقل منه ما كان من دليل الحكمة كما اشرنا اليه سابقا الي شئ منه في تحقيق بدء المعصوم و العصمة و من دليل الموعظة الحسنة من الكتاب و السنة مما ( ما خ ) يضيق بذكره المقام ( الوقت خ ) و من ذلك مثل قوله تعالي افمن يهدي الي الحق احق ان يتبع امن لايهدي الا ان يهدي فما لكم كيف تحكمون ، وجه الاستدلال العقلي من دليل الموعظة الحسنة انه سبحانه اخبرهم بان من يهدي الي الحق اولي بالاتباع و من فعل الذنب لايكون هاديا الي الحق حال معصيته و لا بفعله اما حال معصيته فلايقبل منه و لايؤثر ( لاتؤثر خ ) موعظته في القلوب بل تنكر عليه و ذلك موجب لخلاف دعوته الي الحق و اما بفعله ففعله ذنب و الذنب باطل يدعو الي الباطل و اما في غير تلك الحال فالعقول تجوز عليه حال المعصية لما فيها من شائبة النفرة فلايتم له هدايته الي الحق و لو فرض انها لاتجوز عليه حال الطاعة حال المعصية لميستحق احقية الاتباع المطلقة المستمرة التي هي المراد في الاية الشريفة و لو فرض الاستحقاق و الحال هذه في الجملة او بقول مطلق لميكن في الاستحقاق للاتباع مثل من لميقع منه ذنب مطلقا فاذا كان الاتباع انما هو للهداية للحق و الصواب الموجبة للنجاة من عذاب الله و سخطه وجب في العقل اتباع من لميجوز عليه العقل شيئا من المعاصي للقطع بحصول النجاة في اتباعه دون من وقع منه الذنب لعدم القطع بحصول النجاة في اتباعه فاخبر سبحانه عباده من حيث يعقلون نصحا و موعظة و ارشادا لهم الي ما فيه نجاتهم من عذابه و من يعمل بما اتاه الله من التميز ( التمييز خ ) و العقل لايختار المظنون و يترك المعلوم الذي قطع به عقله فافهم فان هذا من دليل الموعظة الحسنة و من دليل المجادلة بالتي هي احسن و هو كثير لايكاد يحصي
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 223 *»
و قد ذكر منه العلامة الحسن بن المطهر الحلي قدس الله سره ( روحه خ ) و نور ضريحه في كتابه الالفين الفي دليل من ادلة العقل المستنبطة من الكتاب من ادلة المجادلة بالتي هي احسن و هذه الانواع الثلثة من الادلة العقلية غير النقلية و هي التي امر الله سبحانه نبيه صلي الله عليه و آله ان يدعو الي سبيله بها فقال تعالي ادع الي سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي احسن و هذه الثلثة هي المراد ( المرادة خ ) بتأويل قوله تعالي في حق من يجادل في الله بغير هذه الادلة الثلثة ليضل عن سبيل الله اي يصرف الناس عن ولي الله و ولايته و يدعوهم الي نفسه قد لبس ثياب النسك بالدعوي بلاحقيقة و لا معني و منهم اي ( و هو قوله تعالي خ ) و من الناس من يجادل في الله بغير علم و لا هدي و لا كتاب منير ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله الاية ، فتفهم تفهم .
فصل و اتفق الجمهور بالقول الصريح علي عصمة الانبياء عليهم السلام من الكفر و (و من خ) المعاصي الكبار (الكبائر خ) بعد الوحي و قال فضل بن روزبهان في كتابه الذي وضعه في الرد علي الامام العلامة الحلي قدس سره (قدس روحه و نور ضريحه خ) في كشف الحق و نهج الصدق قال ثم اعلم ان تحقيق هذا البحث يرجع الي تحقيق معني العصمة و هي عند الاشاعرة علي ما يقتضيه اصلهم من استناد الاشياء كلها الي الفاعل المختار ابتداء الايخلق الله فيهم ذنبا فعلي هذا يكون الانبياء معصومين من الكفر و الكبائر و الصغائر الدالة علي الخسة و الدناءة و الرذالة و اما غيرها من الصغائر فانهم يقولون لاتجب عصمتهم عنها لانها مغفورة بنص الكتاب من تارك الكبيرة الذين يجتنبون كبائر الاثم و الفواحش الا اللمم ان ربك واسع المغفرة هو اعلم بكم اذ انشأكم من الارض و اذ انتم اجنة في بطون امهاتكم فلاتزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقي ، دلت الاية علي ان مجتنب الكبيرة مغفور له ما صدر من الصغاير عنه و في الاية اشارة الي ان الانسان لما خلق من الارض و نشأ منها فلايخلو من الكدورات الترابية التي تقتضي الذنب و الغفلة فكان بعض الذنوب تصدر عنه بحسب مقتضي الطبع و لما لميكن خلاف ملكة العصمة فلا مؤاخذة به انتهي ، اقول ان
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 224 *»
تعريف الاشاعرة للعصمة مصرح بعدم صدور الصغيرة من المعصوم لان ذنبا في التعريف نكرة في سياق النفي تقتضي ( فتقتضي خ ) العموم فاستثناؤه للصغيرة مناقض لمذهبه و دعوي المراد لاتدفع الايراد لان الصغيرة ذنب بالاتفاق و صدورها من المعصوم عندهم انما هو بخلق الله تعالي لها فيه فان اعترف بخلق الله لها فيه انتقض تعريفه و ان نسب صدورها الي المعصوم او الي مقتضي الكدورات الترابية او الطبع انتقض اصله و كونها مغفورة فرع ثبوتها و مخلوقيتها و يأتي ما قلنا و قوله لما لميكن خلاف ملكة العصمة فلا مؤاخذة به غلط من وجوه: الاول ان العصمة عنده ألايخلق الله في المعصوم ذنبا و هذا لايكون ملكة لان الملكة طبيعة و قوة تصدر منها الافعال و هذا مناف لاعتقاده لانها ان لميصدر عنها شئ من الافعال فليست ملكة و ان صدر عنها شئ كان في الوجود مؤثر غير الله و كلا الفرضين مخالف لاعتقاده الثاني ان العصمة عنده الايخلق الله ذنبا و وقوع الصغيرة معناه عنده ان الله خلق ذنبا فوقوع الصغيرة عنده مانع ( مانع عنده خ ) من تحقق العصمة و تحقق العصمة مانع من صدور الصغيرة و هذا لازم علي قوله الثالث ان قوله فلا مؤاخذة به يلزم منه انه لا فرق بين المعصوم و بين مجتنب الكبائر و ان لميكن معصوما لان العفو عن الصغيرة انما هو لاجتناب الكبائر و لا فرق بين العصمة و اجتناب الكبائر فلا فرق بين الانبياء و غيرهم لان الاجتناب عنده الايخلق الله في المجتنب ذنبا فاثباته العصمة للانبياء لغو لا فائدة فيه اذ لا اختصاص للانبياء بهذا المعني دون غيرهم لان الانبياء ان دخلوا في جملة المجتنبين مطلقا فالعفو للاجتناب و ان لميدخلوا فيهم فلا عفو فاي معني يثبته للعصمة غير الاجتناب المذكور الذي لميختص به المعصوم فقوله لما لميكن الخ ، لايجديه نفعا بل تركه اسلم لاعتقاده و لدليله .
فصل مذهب الامامية تنزيه الانبياء عليهم السلام عن كل ما يكرهه ( يكره خ ) الله قبل البعثة و بعدها اختيارا و اضطرارا عمدا و سهوا و هو مما لا خلاف فيه
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 225 *»
و اما فضل بن روزبهان فوضع كتابه علي محض المعارضة من غير تثبت و دعويه علي الامامية انهم يجوزون علي الانبياء ايقاع الكفر تقية افتراء اذ لميقل به احد منهم و لمينقله احد عن احد منهم بل صريح كلام مخالفيهم نسبة نفي الكفر و غيره من الذنوب الكبائر و الصغائر مطلقا عن الانبياء الي الامامية خاصة قبل النبوة و معها و بعدها كما ذكره البدخشي في بحث الافعال من شرح منهاجالاصول حيث قال الاكثر من المحققين علي انه لايمتنع عقلا قبل النبوة ذنب من كبيرة او صغيرة خلافا للروافض مطلقا و للمعتزلة في الكبائر و لا خلاف لاحد منا في امتناع الكفر عليهم الا الفضيلية من الخوارج بناء علي اصلهم من ان كل معصية كفر و قد قال الله تعالي و عصي ادم ربه فغوي و جوز البعض عليهم عند خوف تلف المهجة اظهار الكفر و اما بعد النبوة فالاجماع منعقد علي عصمتهم في تعمد الكذب في الاحكام لدلالة المعجزة علي صدقهم و اما الكذب غلطا فجوزه القاضي و منعه الباقون الي اخره فذكر ان من جوز علي الانبياء الكفر خوفا جماعة غير الشيعة لانه ذكر ان الشيعة مانعون مطلقا في قوله خلافا للروافض مطلقا و ذكر ( قال خ ) الشهرستاني في الملل و النحل ان من بدع الازارقة اصحاب ابيراشد نافع بن الازرق من الخوارج انهم جوزوا ان يبعث الله تعالي نبيا يعلم انه يكفر بعد نبوته او كان كافرا قبل البعثة و الكبائر و الصغائر اذا كانت بمثابة عنده فهي كفر و في الامة من جوز الكبائر و الصغائر علي الانبياء فهو كفر و قال ابنفورك من الاشاعرة تجوز بعثة من كان كافرا و في شرح الطوالع اتفقوا علي عصمة الانبياء من الكفر و المعاصي بعد الوحي و الفضيلية من الخوارج جوزوا من الانبياء المعاصي و اعتقدوا ان كل معصية كفر و جوزوا علي الانبياء الكفر و من الناس من لميجوز الكفر علي الانبياء لكنهم جوزوا اظهار الكفر تقية بل اوجبوه لان اظهار الاسلام اذا كان مفضيا الي القتل كان القاء للنفس الي التهلكة و القاء النفس الي التهلكة حرام لقوله تعالي و لاتلقوا بايديكم الي التهلكة و اذا كان اظهار الاسلام حراما كان اظهار الكفر واجبا و منع بانه لو جاز اظهار الكفر تقية لكان اولي الاوقات به وقت ظهور
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 226 *»
الدعوة لان الناس في ذلك الوقت بالكلية منكرون فكان لايجوز اظهار الدعوة لاحد من الانبياء فيؤدي الي اخفاء الدين بالكلية و الحشوية لميجوزوا الكفر و لا اظهاره و جوزوا الاقدام علي الكبائر و قوم منعوا ان تتعمد الانبياء الكبيرة و جوزوا تعمد الصغائر و اصحابنا منعوا الكبائر مطلقا سواء كان عمدا او سهوا و جوزوا الصغائر سهوا لا عمدا انتهي ، اقول اذا نظرت الي اقوال المخالفين (قول المختلفين خ) من الاشاعرة و المعتزلة و الخوارج و غيرهم عرفت انهم مخالفون للامامية لان الامامية طريقتهم و اعتقادهم في هذه المسئلة كما هو مسموع من اقوالهم و مذكور في كتبهم من الاولين و الاخرين و نقله عنهم المخالف لهم و المؤالف انه يمتنع صدور الكفر و جميع المعاصي الكبائر و الصغائر قبل النبوة و بعدها اختيارا و اضطرارا عمدا و سهوا و نسيانا من جميع الانبياء و من نقل عنهم خلاف هذا فهو مفتر مباهت و اما ساير مخالفيهم فكما سمعت فمنهم من منع الكفر بعد البعثة و منهم من اجازه بعدها و قبلها و منهم من جوز الصغائر بعدها او حال اخسية ( او ما لا خسة خ ) فيه كسرقة حبة و لقمة و منهم من جوز مطلق الذنوب و ما تقدم من الادلة ينفي جميع ما ذكره المخالفون لمنافاة الذنب للعصمة كما تقرر ( قرر خ ) سابقا لا فرق بين الصغيرة و الكبيرة و قول فضل بن روزبهان في كتابه المذكور بعد ما نقلنا عنه سابقا حين ذكر حد العصمة للحكماء فقال و اما العصمة عند الحكماء فهي ملكة تمنع الفجور و تحصل هذه ابتداء بالعلم بمثالب المعاصي و مناقب الطاعات و تتأكد في الانبياء بتتابع الوحي اليهم بالاوامر الداعية الي ما ينبغي و النواهي الزاجرة عما لاينبغي و لا اعتراض علي ما يصدر عنهم من الصغائر سهوا او عمدا عند من يجوز تعمدها من ترك الاولي و الافضل فانها لاتمنع العصمة التي هي الملكة فان الصفات النفسانية تكون في ابتداء حصولها احوالا ثم تصير ملكات بالتدريج
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 227 *»
انتهي ، و قوله و لا اعتراض الخ ، ففيه ( فيه خ ) ان الاعتراض بل المنع قائم فان تفسيره الصغائر بترك الاولي غلط اذ المعروف من الصغائر المحرمات لا المكروهات الارشادية و التنزيهية و الصفات النفسانية اذا استقرت حتي كانت ملكات فان كانت في الابتداء تنزيهية فان تعقبها العفو لمتستقر فلاتكون ملكات و ان استقرت بترادفها كانت محرمة تنافي العصمة كما قررنا سابقا و ان كانت في الابتداء صغائر محرمات فانها تنافي العصمة و ان تعقبها العفو كما ذكرنا سابقا و ان لميتعقبها العفو و تكررت و لو بالعزم علي العفو فهي كبيرة منافية للعصمة و لما كان ترك الاولي قد يقع من المعصوم لميمهل الله تعالي معاتبته عليها ليندم علي فعله فيمحي عنه لئلايترادف فيكون محرما منافيا للعصمة فانه قبل الترادف غير مناف لها لانه كدورة بشرية قد تعرض للمعصوم بتخلية الله له ليعاتب عليها فينكسر و يخضع فيرفع الله تعالي بذلك درجته علي نحو ما ذكرنا سابقا لانه عزوجل عادته التردد في قبض روح عبده المؤمن علي انحاء شتي فيؤدب المؤمنين بما يمكن في حقهم من قوله عليه السلام لو لمتذنبوا لذهب بكم و جيء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم و قوله تعالي و ما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم الاية و يؤدب المعصومين بما يمكن في حقهم بترك الاولي الجائز الترك ليرفع درجتهم من قوله تعالي ما اصاب من مصيبة في الارض و لا في السماء الا في كتاب من قبل ان نبرأها الايات و لما كان المخالفون قد اخطأوا اختلفت عباراتهم و اقوالهم فاذا عبروا عما عندهم من الاعتقاد انتقض بالدليل فاذا ناقضه الدليل سلكوا الجمع بين قولهم و اعتقادهم و كان بعض الاشاعرة اذا نقض عليهم بعض دعويهم تجويز المعاصي و الكفر من بعضهم و ساير الذنوب قبل الوحي و تجويز الصغائر بعد الوحي و مثل ما نقل في شرح منهاجالاصول ادعي خلاف ذلك كما نقلته من عبارة بعضهم في اول هذا الفصل بقولي و اتفق الجمهور بالقول الصريح و قولي بالقول الصريح اريد به ان هذا القائل قد يقول بهذا اعني دعوي الاتفاق و يأتي في خلال كلامه بما ينافي تصريحه اولا .
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 228 *»
فصل ذكر الغزالي مثل ما قال ابنفورك ، قال الغزالي في بحث افعال الرسول من كتابه المسمي بالمنحول في الاصول و المختار ما ذكره القاضي و هو انه لايجب عقلا عصمتهم اذ لايستبان استحالة وقوعه بضرورة العقل و لا بنظره و ليس هو مناقضا لمدلول المعجزة فان مدلوله صدق اللهجة فيما يخبر عن الله تعالي لا عمدا و لا سهوا و معني التنفير باطل فانا نجوز ان ينبئ الله تعالي كافرا يؤيده بالمعجزة انتهي ، اقول قوله اذ لايستبان استحالة وقوعه الخ ، ففيه انه ان اراد به استبانة موافقة للحكمة و منطوق الكتاب فهو باطل و ان اراد به استبانة مطلقا و لو مخالفة للحكمة و لمنطوق الكتاب فكما قال و لكن الدعوي استبانة موافقة للحكمة و الكتاب اما استحالة وقوعه بضرورة العقل فلأن وقوعه انما يجوز من المحتاج او الجاهل او العاجز لان وقوعه خلاف الحسن و الكمال من الغني المطلق و العالم المطلق و القادر المطلق و لايصير الغني العالم القادر الي خلاف الحسن و الكمال بالضرورة لانه نقص بحكم ( يحكم خ ) العقل بضرورته بعدم وقوعه من الغني العالم القادر و اما استحالة وقوعه بنظر العقل فان ما فيه احتمال منافاة الغرض و لو في وقت مّا لايصير اليه الغني العالم القادر لان حصول الغرض من البعثة و اقامة الحجة البالغة بما لايحتمل منافاة الغرض في حال من الاحوال تام كامل حسن علي اكمل وجه لموافقة اللطيف بعباده الغني القادر العليم و لا ريب انه اتم في غرض الفاعل المختار و اكمل و ما سواه مما قد يحتمل المنافاة ناقص قد يفوت الغرض الذي لاجله بعث انبيائه و رسله و من لميكن لاعبا و لا عابثا لايصير الي الناقص مع كونه مرجوحا بلا مرجح الا احتمال القلوب المنكوسة لان احتمال وقوعه و لو علي خلاف الاصلح و لو كان مفوتا للغرض الذي لاجله وقع الفعل لاجل ملاحظة اعتقاد انه يفعل لا للاصلح و ان افعاله غير معللة بالاغراض و انه لايقبح منه شئ و ما اشبه ذلك من الوساوس الباطلة المخالفة للكتاب و السنة و للعقول لانه كثيرا ما يثني علي نفسه بالاتصاف بالصفات الجميلة و بالتنزه عن الاتصاف بالصفات القبيحة كالظلم و العجلة و الصنع بغير فائدة و اللعب و العبث فاذا كان لايفعل الاصلح ( للاصلح
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 229 *»
خ ) فلم اثني علي نفسه بفعل الاصلح فقال يريد الله بكم اليسر و لايريد بكم العسر و قال و الله يعدكم مغفرة منه و رحمة و الله رؤف بالعباد و اذا كانت افعاله غير معللة بالاغراض فلم عللها في كتابه في كل موضع و ذم من ظن خلاف ذلك فقال و ماخلقنا السموات و الارض و ما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار و قال و ماخلقنا السموات و الارض و ما بينهما لاعبين و قال افحسبتم انما خلقناكم عبثا و انكم الينا لاترجعون و اذا كان لايقبح منه شئ فلم لميصف نفسه بالظلم و الجهل و العجز و الكذب و هي حسنة بالنسبة اليه فان قلت انها و ان كانت حسنة بالنسبة اليه الا انها ( لا انها خ ) قبيحة بالنسبة الينا قلت اذا كان بملاحظة النسبة الينا ترك وصف نفسه بما يجوز بالنسبة اليه و لايقبح فيجب ان يترك ما يفعل بنا مما يقبح بالنسبة الينا و ان حسن بالنسبة اليه بالطريق الاولي و اما استحالة وقوعه بمنطوق الكتاب فلما تقدم من جوابه تعالي لابراهيم علي محمد و اله و عليه السلام حين سئل الله تعالي ان يجعل ذريته المؤمنين ائمة من قوله تعالي لاينال عهدي الظالمين فلو جاز موافقا للحكمة و الغني و العلم و القدرة لما رد دعاء خليله مع اجابته في ذريته المتقين صلي الله عليهم اجمعين و قوله و ليس مناقضا لمدلول المعجزة فان مدلوله صدق اللهجة فيما يخبر عن الله الخ ، ففيه ( فيه خ ) ان المعجزة انما هي شهادة تصديقه في كل مايقول و يفعل فانه لايقول و لايفعل الا بامر من الله تعالي قال الله تعالي و ماينطق عن الهوي ان هو الا وحي يوحي و قال تعالي و لو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين و لايخصص بالقران و بما يقول قال الله بل هو شامل لجميع اقواله و احواله و اعماله و افعاله صلي الله عليه و آله لقوله تعالي و ما اتيكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا و قال تعالي فاتبعوه لعلكم تهتدون و قد تقدم في استدلال الامامية انه لو وقع من النبي صلي الله عليه و آله ذنب لوجب الاخذ به فيكون واجبا حراما و قد استدل المخالفون كلهم بتلك الادلة و اما تخصيصها بما بعد النبوة او
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 230 *»
في غير الصغائر فشئ لميرجع الي الدليل و انما يرجع الي شهوات النفوس و الي الاغراض و دفاعا عمن يقتدون بهم مع مقارفتهم للمعاصي و لايخفي شئ منها علي طالب الحق و لله در الشاعر ما انسب ما قال بهذا المقام :
ثوب الرياء يشف عما تحته
فاذا التحفت به فانك عاري
فمدلول المعجزة انما هو الشهادة بالتصديق المطلق و استخلاف الحق تعالي فالتجويز علي الخليفة تجويز علي المستخلف و مضي ( معني خ ) قوله لا عمدا و لا سهوا ان ما سوي الاخبار عن الله تعالي يجوز منه كل شئ من الذنوب و المعاصي عمدا و سهوا و هو حكم علي الله تعالي و علي رسله بما هو من سنخ طينته و شهادة علي الله و رسله بذلك تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا و هو سبحانه سيجزيهم وصفهم انه حكيم عليم قوله و معني التنفير باطل مطابق لما هو عليه من الاعتقاد من عدم ( لعدم خ ) تنفير القبائح و من استحسانها في الاصول و الفروع كما هو مذكور في محله و الا فان العقول تقطع بان الاطمينان التام الذي لايكون معه اضطراب بحيث ينحصر فيه قيام حجج الله علي عباده حتي لايكون لمحتج حجة و لا لمعتذر عذر و هو معني الحجة البالغة لايحصل الا مع القول بالعصمة علي ما قرره الامامية خاصة فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر فان قيل ان استعقاب بعض الذنوب للعفو ينفي النفرة او احتمالها او عدم الاطمينان لان من وقع منه الذنب ثم تاب او غفر له كمن لا ذنب له بل روي انه افضل ممن لميذنب قلنا لانسلم ان ذلك ينفي النفرة و ان كان افضل من جهة انكسار المعصية و الندم لان المساواة او الافضلية انما هو من امور الاخرة في الثواب و هو شئ يرجع الي المجازات و ذلك غير ما يعتبر في التبليغ و الاداء و قبول التكاليف لان
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 231 *»
المعتبر في التبليغ و الاداء و القبول من المبلغ انما هو حصول القطع بالصدق عن الله ( تعالي خ ) و لايجب في كل حال الا ممن حصل القطع بعدم وقوع تقصير منه لان تجويز الكذب انما يثبت في حق من يجوز منه تقصير و ان كان قليلا و نادرا لان الكذب انما هو منه و اما من لميصدر منه تقصير فلميتصور منه الكذب فتطمئن به النفوس بخلاف الاول فلاتنتفي منه النفرة بالكلية بخلاف الثاني .
فصل قال المخالفون في عصمة الانبياء المجوزون لوقوع المعاصي منهم عليهم السلام مثل قول فضل بن روزبهان في كتابه ان الانبياء مكلفون بترك الذنوب و مثابون به و لو كان الذنب ممتنعا عنهم لماكان الامر كذلك اذ لا تكليف بترك الممتنع و لا ثواب عليه و ايضا فقوله قل انما انا بشر مثلكم يوحي الي يدل علي مماثلتهم لسائر الناس فيما يرجع الي البشرية و الامتياز بالوحي لا غير فلايمتنع صدور الذنب عنهم كما في سائر البشرية ( البشر خ ) و هذا حقيقة مذهب الاشاعرة و من تأمل فيه علم انه الحق الصريح المطابق للعقل و النقل ، انتهي ( كلامه خ ) ، اقول قد تقدم ذكر الاشارة الي جواب هذا التوهم في تعريف العصمة للعدلية في قولهم غير سالب للقدرة علي خلاف مقتضي ذلك اللطف و الا لميكن مكلفا و لميستحق مدحا و لا ثوابا و المراد ان الانبياء كلهم مكلفون كغيرهم من سائر الناس و ليس صدور المعصية شرطا في جواز التكليف بتركها اذ يجوز تكليف العبد بترك المعصية اذا كان متمكنا من فعلها و ان لمتقع منه لان التمكن من فعل المعصية شرط في التمكن من الطاعة فان الطاعة ماتتحقق حتي يتمكن من تركها الذي هو المعصية فاذا تمكن من المعصية و تركها باختياره مع القدرة عليها و فعل الطاعة كان مطيعا و لو لميقدر علي المعصية لميكن قادرا علي الطاعة فشرط التكليف التمكن من المعصية و القدرة عليها لا صدورها منه و مرادنا بقولنا ان مقتضي العصمة انه يمتنع منه وقوع المعصية انه لايفعلها و لايميل ( اليها خ ) مع قدرته علي ذلك لا انه ( لانه خ ) يمتنع منه الامتناع العقلي ألاتسمع الي قولنا المتقدم ان العصمة تستلزم سلب الداعي الذي هو الميل و الارادة لا سلب القدرة معه
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 232 *»
فان قلت ان المخالفين لكم انما يدعون جواز صدور الذنب من المعصوم و قولكم هذا يوافقهم قلت نحن لانقول بان المراد بامتناع وقوع الذنب من المعصوم عدم الامكان العقلي اذ ( و خ ) لميقل به احد ممن له ادني معرفة و انما نقول بان المعصوم يمتنع منه وقوع الذنب حال كونه معصوما فلو وقع منه ذنب لمنحكم بامتناع صدوره من ذلك المكلف امتناعا عقليا و انما نحكم بانه حينئذ ليس بمعصوم اذ لا عصمة الا من وقوعه فاذا وقع فلا عصمة و تعريفكم يصدق قولنا هذا و يكذب قولكم بجواز صدور الذنب من المعصوم لان تعريفكم الايخلق الله في المعصوم ذنبا و هذا لايجتمع مع صدور الذنب كما ذكرنا سابقا فان صدور الذنب ليس الا ان الله تعالي خلقه في المعصوم كما تزعمونه و كونه مخلوقا في المعصوم ينافي العصمة التي هي عندكم الايخلق في المعصوم ذنبا و قوله اذ لا تكليف بالممتنع ينافي اعتقادكم فانكم تقولون بانه يجوز التكليف بالمحال و بما لايطاق لانكم قلتم ان الله سبحانه علم ان ابالهب لميؤمن فوقوع الايمان منه ممتنع و الا لانقلب علم الله جهلا مع انه كلفه بالايمان فبحكم المعارضة نقول انه لا بأس عندكم بالتكليف بالممتنع مع انا اجبنا عن معني قولنا يمتنع فانكم لمتفسروا بمرادنا منه و انتم تعلمون مرادنا منه لانا قلنا في تعريف العصمة غير سالب للقدرة و اما قوله و ايضا فقوله قل انما انا بشر مثلكم يوحي الي يدل علي مماثلتهم لسائر الناس فيما يرجع الي البشرية و الامتياز بالوحي فجوابه انا نقول ان المعصوم اذا جعلتموه مماثلا لسائر الناس فلم قلتم فيما يرجع الي البشرية لان هذا القيد لايلائم قولكم و الامتياز بالوحي و انما يلايمه لو قلتم هو في جميع ذاتياته و احواله مماثل لسائر الناس فعلي هذا الملايم لم لايقع منه الكفر و لو بعد الوحي اذ لا مانع له منه و ان جعلتم الوحي مانعا من الكفر فهو مانع من غيره فلم لمتسموه عصمة فيلزم انه لايماثل سائر الناس و علي قوله غير الملايم ان انحصرت المماثلة في البشرية كان ما سواها كافيا في المفارقة و في المنع من الذنوب كلها مع ان مقتضي البشرية جواز وقوع الكفر و المعاصي ما
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 233 *»
لميحصل مانع منها و ليس الا العصمة و الوحي فان تكفلا بالمنع او احدهما و الا فلا فرق بين المعصوم و بين الاعرابي المتهتك البوال علي عقبيه و ان صح حصر المماثلة في البشرية علي الفرضين فلاينحصر الامتياز في الوحي بل حصول الامتياز بالعصمة ( بل بالعصمة يحصل الامتياز خ ) اولي من حصوله بالوحي لانها شرط الوحي ( لوحي خ ) التبليغ و الاداء و التلقي لا مطلق الوحي فان الامتياز لايحصل به اذ جميع الخلق يأتيهم من الله سبحانه وحي مّا خصوصا علي مذهبه فان العبد علي مذهبه لايقدر علي ان يتكلم او يتحرك او يسكن الا بوحي من الله اليه و لهذا يروون عن شيخهم شيخ صوفيتهم ابنعطاءالله في مناجاته قال ام كيف اترجم لك بمقالي و هو منك برز اليك و قوله فلايمتنع صدور الذنب منهم كما في سائر البشر يلزم منه تجويز الكفر و الكبائر عليهم بعد النبوة كما هو مذهب الازارقة من الخوارج الذي نقلناه عنهم سابقا فانهم يجوزون ان يبعث الله تعالي نبيا يعلم انه يكفر بعد نبوته و ذلك لان سائر البشر يجوز صدور الكفر منهم في جميع مدد اعمارهم و قوله هذا حقيقة مذهب الاشاعرة صحيح لا شك فيه و قوله و من تأمل فيه علم انه الحق الصريح المطابق للعقل و النقل اقول ان من تأمل فيه علي ما تقتضيه عقولهم من الجمود علي قاعدتهم و اصلهم عن تصحيح ما ليس بصحيح حفظا لاعتبارهم و تسترا من اغيارهم ( اخيارهم خ ) فكما قال لان عادتهم انهم يبحثون في الاعتقادات علي ما يقتضيه المذهب لا علي ما يقتضيه الحق كما هو الواقع و ان تأمل فيه علي مقتضي الانصاف و ترك الاعتساف علم انه كسراب بقيعة يحسبه الظمان ماءا و اذا اردت ان تعرف صدق قولي هذا فتأمل فيما كتبت في الدليل و الرد عليهم .
فصل اعلم ان القائلين بجواز صدور الذنب عن الانبياء عارضوا ادلة المانعين من وجوه : الاول قوله تعالي لنبيه (ص) عفي الله عنك فانها تدل علي جواز صدور الذنب من النبي صلي الله عليه و آله لان العفو انما يرد بعد تحقق الذنب و الجواب هو ان هذا يستعمل من لطيف المعاتبة و ان كان العتاب علي فعل جائز
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 234 *»
مثل المراد في هذه الاية و ليس للعفو متعلق الا التلطف في العتاب لانه يقول له لو اذنت لهم في القعود لتبين لك الصادقون من الكاذبين يعني لتعرف من يقعد عن عذر و من يقعد عن غير عذر و هو ارشاد له لاجل استبصاره بهم و ليس ذنبا و انما قصاراه ان يكون ترك الاولي و في تفسير علي بن ابراهيم عن الباقر عليه السلام يقول لتعرف اهل العذر و الذين جلسوا بغير عذر و قال الطبرسي في جامع الجوامع هذا من لطيف ( لطف خ ) المعاتبة بدءه بالعفو قبل العتاب و يجوز العتاب من الله فيما غيره منه اولي لاسيما للانبياء و ليس كما قاله جار الله من انه كناية عن الجناية و حاشي سيد الانبياء و خير بني ادم و حواء من ان تنسب اليه الجناية و عن الرضا كما في عيون الاخبار في جواب مسئلة ( ما سأله خ ) المأمون من عصمة الانبياء هذا مما نزل باياك اعني و اسمعي يا جارة خاطب الله بذلك نبيه (ص) و اراد به امته و كانوا يستعملون هذا اللفظ من غير اعتبار ذنب او تقصير و انما هو من حسن التلطف في الخطاب و اذا قام احتمال ذلك بطل الاستدلال للخصم ( استدلال الخصم خ ) لان هذا الاحتمال نظرا الي تخاطب اهل اللسان مساو لاستدلال الخصم بل ارجح فيبطل استدلاله الثاني قوله تعالي ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك و ما تأخر فانها صريحة في صدور الذنب عن سيد الانبياء صلي الله عليه و آله و الجواب انه محمول علي ترك الاولي كما تقدم و قيل ليغفر لك الله ما تقدم من ذنب امتك بشفاعتك و انما حسنت اضافة ذنوب امته اليه للاتصال بينه و بينهم و عن الصادق عليه السلام انه سئل عن هذه الاية فقال ما كان له ذنب و لا هم بذنب و لكن الله حمله ذنوب شيعته ثم غفرها له و روي المفضل بن عمر عن الصادق عليه السلام انه سئل عنها فقال والله ماكان له ذنب و لكن الله سبحانه ضمن له ان يغفر ذنوب شيعته علي ما تقدم من ذنبهم و ما تأخر و في العيون عن الرضا عليه السلام انه سئل عن هذه الاية فقال لميكن احد عند مشركي اهل مكة اعظم ذنبا من رسول الله صلي الله عليه و آله لانهم كانوا يعبدون من دون الله ثلثمائة و
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 235 *»
ستين صنما فلما جائهم بالدعوة الي كلمة الاخلاص كبر ذلك عليهم و عظم قالوا اجعل الالهة الها واحدا الي قوله الا اختلاق فلما فتح الله تعالي علي نبيه صلي الله عليه و آله مكة قال له يا محمد انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك و ما تأخر عند مشركي اهل مكة بدعائك الي توحيد الله فيما تقدم و ما تأخر لان مشركي قريش اسلم بعضهم و خرج بعضهم عن مكة و من بقي منهم لميقدر علي انكار التوحيد عليه صلي الله عليه و آله اذا دعا الناس اليه فصار ذنبه عندهم مغفورا بظهوره عليهم و في رواية ابنطاووس عنهم عليهم السلام ان المراد ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك و ما تأخر عند اهل مكة و قريش يعني ما تقدم قبل الهجرة و بعدها فانك اذا فتحت مكة بغير قتل لهم و لا استيصال و لا اخذهم بما قدموه من العداوة و القتال غفروا ما كانوا يعتقدونه ذنبا لك عندهم متقدما او متأخرا و ما كان يظهر من ( من عداوته لهم في مقابلة خ ) عداوتهم له فلما رأوه قد تحكم و تمكن و ما استقصي غفروا ما ظنوه من الذنوب و نقل انه صلي الله عليه و آله حين كسر الاصنام قالوا ماكان احد اعظم ذنبا من محمد كسر ثلثمائة و ستين الها فقال تعالي انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك بمنعك من عبادتها و ما تأخر بكسرك اياها تهكما بهم و استهزاء و المراد بالفتح هنا ( هو خ ) فتح مكة و قيل هو فتح الحديبية لقوله صلي الله عليه و آله بل اعظم الفتوح و قيل هو فتح خيبر فعلي الاخير يكون المعني ظاهرا لانه علة لما قبله و علي الاولين يكون التعليل فيما تقدم لمنعه صلي الله عليه و آله من عبادتها و فيما تأخر مما ظنوا انه ان تمكن كسرها فلا منافاة علي الاقوال الثلثة و اوائل الادلة لقطع حجة المخالف و اواخرها تقوية لقلب المؤالف نعم دليل كسره ( كسر خ ) الاصنام صالح للفريقين و الحق لايخفي علي ذي عينين فان احتمال ارادة الاولي كاف لانه احتمال مساو و اذا قام الاحتمال المساوي بطل الاستدلال قال في شرح الطوالع في الجواب عن قوله تعالي عفا الله عنك و قوله تعالي ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك و ما تأخر بان نحو هذا محمول علي ترك الاولي جمعا بين الدليلين لايقال لو كان ترك الاولي موجبا للعفو و الغفران لكان
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 236 *»
جميع العبادات الصادرة من النبي صلي الله عليه و آله في محل العفو و المغفرة لانه لا عبادة الا و فوقها عبادة لانا نقول لا محذور في ان يكون جميع العبادات في محل العفو و المغفرة فالعفو و المغفرة انما يكون اذا لزم من ترك الاولي فوات مصلحة او حصول مضرة ، اقول حمل امثال هذه علي ترك الاولي كاحوالهم عليهم السلام في حال الاكل و الشرب و النكاح و الجهاد و غيرها فانهم يفعلونها لله سبحانه وحده لكنهم في هذه الحال ليس كحالهم في الشهود بين يدي المعبود و حال نحن فيها هو و هو نحن و هو هو و نحن نحن فان الحالة الاولي بالنسبة الي الثانية معصية كما قال عليه السلام حسنات الابرار سيئات المقربين فبدليل المؤالف و المخالف بطلت دعوي المخالف تجويز صدور المعاصي من الانبياء و ان كانت صغيرة لان الصغيرة ليست من ترك الاولي ، الثالث واقعة ادم عليه السلام فان قوله تعالي و عصي ادم ربه فغوي يدل صريحا علي انه صدر منه المعصية مع انه نبي بالاتفاق و اجاب عنه البيضاوي في كتابه طوالعالانوار بان واقعة ادم (ع) قبل نبوته اذ لميكن لادم حينئذ امة و لايوجد نبي الا اذا كان له امة و لقوله تعالي ثم اجتباه ربه فتاب عليه و هدي اقول و ربما توهم بان ما في العيون عن الرضا عليه السلام في جوابه للمأمون عن قصة ادم عليه السلام يؤيد قول البيضاوي و هو قول الرضا عليه السلام في الجواب فان الله عزوجل خلق ادم (ع) حجة في ارضه و خليفة في بلاده لميخلقه للجنة و كانت المعصية من ادم عليه السلام في الجنة لا في الارض ليتم مقادير الله عز و جل فلما اهبط الي الارض و جعل حجة و خليفة عصم بقول الله عزوجل ان الله اصطفي ادم و نوحا و ال ابراهيم و ال عمران علي العالمين ه . و ليس كما توهمه المتوهم بل جواب البيضاوي جار علي معتقده من ان الانبياء يجوز منهم صدور المعصية قبل النبوة و انما يعصمون من الكفر و الكبائر بعد النبوة و اما كلام الرضا صلوات الله عليه فمعناه ظاهرا اسكات الخصم و اما في الواقع فقد ورد عنهم عليهم السلام ان الحجة قبل الخلق و مع الخلق و بعد الخلق و حين وقعت المعصية من ادم كان هو نبيا ( ادم هو نبي خ ) علي حواء و قد ورد عنهم عليهم
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 237 *»
السلام ما معناه انه لميوجد اثنان الا و احدهما حجة علي الاخر و لكن العصمة فائدتها حصول الاطمينان في التلقي و في الاداء و التبليغ و في واقعة ادم عليه السلام و ان كان هو حينئذ نبيا الا ان المعصية وقعت منها اولا و هو انما عصي باطاعتها و معالجتها له و متابعته لها فلميكن ذلك منافيا للعصمة بالنسبة اليها في قبول ما اداه و بلغه فلما اهبط الي الارض و حصلت الكثرة او ان لها ان تحصل عصم لفائدة القبول فقوله عليه السلام ليتم مقادير الله يعني انه لو بقي في الجنة مع ذريته لميحصل هذا النظام التام العجيب اذ لميتميز الخبيث من الطيب الا في الدنيا و ( و في خ ) الارض و لما جرت عادة لطف الله بعباده انه لايغير ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم و المعصوم من حيث انه ( هو خ ) معصوم لايقع منه تغيير فاذا اراد الله امضاء مقاديره بما فيه صلاح عباده و تمام نظام بلاده وكله الي نفسه طرفة عين فيقع منه التغيير فيغير الله ما به من نعمة علي حسب مصلحته ففي ما نحن فيه رفع عنه اللطف و غيب عنه الملك المسدد فعصي و في الواقع لايقال انه عصي من حيث هو معصوم كما هو حال ما نحن بصدده بل انما عصي حين صرف عنه وجه العصمة ليتم مقادير الله عزوجل فليس كلامه و مراده عليه السلام موافقا لمراد البيضاوي و كلامه فافهم و قال شارح الطوالع و منهم من اعتذر عن قصة ادم عليه السلام بان قوله تعالي و عصي ادم ربه فغوي اراد به و عصي اولاد ادم كما في قوله تعالي و اسئل القرية و الذي يؤكد هذا قوله تعالي في قصة ادم و حواء فلما اتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما اتيهما و بالاتفاق لميشرك ادم (ع) و لا حواء و انما اشرك اولادهما و منهم من قال كان ذلك بعد الرسالة فزعم انه كان علي سبيل النسيان لقوله تعالي و لقد عهدنا الي ادم من قبل فنسي و اعترض عليه بان ابليس ذكر ادم وقت الوسوسة امر النهي فقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة و مع هذا التذكير يمنع النسيان و قد اجيب عنه بانه يجوز ان يكون وقت التذكير غير وقت النسيان و الا فلا وجه لقوله تعالي فنسي و ايضا عاتبه علي ذلك في قوله ( لقوله خ ) تعالي المانهكما عن تلكما الشجرة و ادم و حواء اعترفا بالزلة و قالا ربنا ظلمنا انفسنا فقبل الله
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 238 *»
توبتهما فقال الله تعالي فتاب عليه و هدي و كل ذلك ينافي النسيان و منهم من سلم ان ادم كان متذكرا للنهي لكنه اقدم علي التناول بالتأويل و هو من وجوه احدها زعم النظام ان ادم فهم من قوله تعالي و لاتقربا هذه الشجرة الشخص و كان المراد النوع و كلمة هذه كما تكون اشارة الي الشخص فقد تكون اشارة الي النوع كقوله ( لقوله خ ) صلي الله عليه و آله هذا وضوء لايقبل الله الصلوة الا به و زعم اخرون ان النهي و ان كان ظاهرا في التحريم لكنه ليس نصا فيه و صرفه عن الظاهر لدليل عنده و بالجملة اذا تعارضت الدلائل فلا خلاص الا بالتأويل او التوقف ( التوقيف خ ) انتهي ، اقول قول من قدر في الكلام مضافا كما في قوله تعالي و اسئل القرية اي و اسئل اهل القرية و ان كان احتمالا يصحح اللفظ لكنه مخالف لما في الواقع فان اولاد ادم لميقع منهم الاكل من الشجرة شجرة الخلد بعد ان نهاهم الله عنها و لميكن ذلك الا من ادم و حواء بخلاف ما تأيد به من الاية الثانية فان جعل الشركاء لله وقع من الاولاد و ذلك صحيح نعم لو فسرت الاية الاولي بما ذكره اهل التأويل و علماء الصناعة الفلسفية من ان المراد بالشجرة (من الشجرة خ) حب الدنيا و رياستها و زينتها و علم الاكسير امكن التأويل بحذف مضاف فان اهل التأويل يجرون الاكل من الشجرة المشار اليها في الاية الشريفة الي ما ذكرنا من خصوص علم الصناعة او مطلق حب الدنيا و هذا التأويل علي فرض قبوله لايدفع القول في ادم و حواء الا علي حصر معني الاية في التأويل و هو باطل فان المعني الظاهري مراد قطعا و واقع و انما الكلام ( المراد خ ) في المعني التأويلي ( التأويل خ ) بانه هل هو مراد ام لا و اما من زعم انه بعد الرسالة و كان من ( عصي خ ) ادم و حواء علي سبيل النسيان فغير مسلم له اما اولا فلما تقدم من الادلة الشاملة لما قبل الرسالة و بعدها بعدم جواز صدور الذنب عن المعصوم عمدا و سهوا فالحمل علي ذلك غير صحيح و لو تنزلنا ( نزلنا خ ) لكان ما قبل البعثة اولي مما بعدها و ان كان نسيانا لما مر في قول الرضا عليه السلام لانه قبل البعثة لايحدث منه عظيم منافاة لمقتضي العصمة علي ما يعرف عامة الناس و اما علي مقتضي الادلة و
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 239 *»
حكمها فلايجوز قبلها و لا بعدها و مع هذا فقد وردت الاخبار عن ائمة ( الائمة خ ) الاطهار عليهم السلام ان نسي في الاية بمعني ترك و هو ينافي قول من فر عن قبح نسبة المعصية الي النسيان فان النسيان ايضا من المعصوم ايضا قبيح لمنافاته لفائدة العصمة فان قلت نعم و لكنه اقل قبحا من النسيان بمعني الترك فلايصار الي الاقبح قلت لا حاجة تدعو الي المصير الي شئ منهما و لماذكره للمصير اليه و انما ذكرته معارضة لمن التجا اليه حتي سهل عليه نسبة المعصية اليه بعد الرسالة و لولا حمله علي النسيان لماقال به بعد الرسالة فان قلت لم قلت انه لا حاجة تدعو الي المصير الي شئ منهما و انت تروي ان النسيان بمعني الترك و هو يدل علي مصيرك اليه قلت لماصر اليه في هذا المعني و انما اصير اليه فيما روي بمعني انه لما كلف مع النبيين اوليالعزم في الذر الاول بما يختص به النبيون السابقون امنوا به عن بصيرة و ادم امن به عن غير بصيرة و لا فهم له و لميجحد و لو جحد لكفر فسمي النبيون المؤمنون به عن معرفة باولي العزم و لمتكن تلك الرتبة لادم فقال الله تعالي و لقد عهدنا الي ادم من قبل فنسي اي فترك يعني لميفهم و لميجحد و لمنجد له عزما و ثباتا ( و صبرا خ ) كما كان لاولي العزم عليهم السلام فان قلت لعل ما ذكرت مخصوص بتلك الواقعة قلت ان الظاهر انه ليس بخاص بها بل هو المراد بقرينة ما دل علي تذكره كما يأتي في اجوبة القوم و ان تكلمنا هناك علي ما يناسب المقام و لهذا قال الشارح و اعترض عليه بان ابليس ذكر ادم وقت الوسوسة امر النهي فقال مانهاكما ربكما عن هذه الشجرة و مع هذا التذكير يمتنع النسيان و قد اجيب عنه بانه يجوز ان يكون وقت التذكير غير وقت النسيان ، اقول هذا الاحتمال قائم بل هو الظاهر لان قول ابليس انما يذكر ادم النهي حال الوسوسة و التزيين و هو غير
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 240 *»
وقت النسيان لان وقت النسيان هو وقت الاكل لكن قول المجيب و الا فلا وجه لقوله تعالي فنسي ، فيه انه و ان سلمنا ان وقت التذكير و الوسوسة غير وقت النسيان الذي هو وقت الاكل لكن لانسلم الا وجه لقوله تعالي فنسي بل له وجه و هو ان نسي بمعني ترك كما هو مذكور في كتب اللغة و منه النسيئة بمعني التأخير فان قلت ان الظاهر منه النسيان المذكور الذي هو محو الصورة من الحافظة لانه اشهر الفردين قلت ان باقي الاية و هو قوله و لمنجد له عزما يشعر بانه فعل ما فعل ذاكرا للنهي و الا لميحسن ان يقال في حقه و لمنجد له عزما و ايضا حين عاتبهما اعترفا بالتقصير و الزلة و لو كان فعلهما عن نسيان و عدم عمد لكان الاعتذار به اولي و اقرب للمسامحة فان قلت انما اعترفا طلبا للصفح من الكريم و المعتذر بالنسيان غير طالب للصفح قلت ان الاعتذار بالنسيان طلب للصفح مع عدم عظيم تقصير و هو ابلغ من الاول و اقرب للرحمة و اما قول من سلم ان ادم كان متذكرا للنهي لكنه اقدم علي التناول بالتأويل الي اخر احتجاجه فهو مروي و هو احتجاج قوي و معني ما روي علي جهة الاختصار و الاقتصار انه لما امتنع ابليس من السجود لادم و طرد من الجنة كان لايقدر علي الصعود اليها بنفسه و انما كان يدخل في فم الحية و يصعد ( تصعد خ ) به الي الجنة فكان يوسوس لادم بالاكل من الشجرة و هو في فم الحية و يتوهم ادم ان الحية هي التي تكلمه فلميقبل منها و مضي الي حواء و ذكر لها ذلك فلمتقبل منه فقال لها ابليس ان الله نهاكما عن الاكل من الشجرة التي اشار اليها و في الجنة امثالها كثير فكلي من غير المشار اليها و نوع الشجرة واحد كلها شجرة الخلد فابت فقال ان الله تعالي نهاكما عن الاكل و بعد ذلك النهي رخص لكما قالت لو صدرت عن الله تعالي رخصة لوصلت الي نبيه ادم فقال لها هذه الشجرة و اشار الي غير ما اشار الله تعالي اليها عليها ( علي خ ) حرس من الملائكة يحرسونها فامضي اليها فان منعتك الملائكة الحارسون فاعلمي ان النهي باق و ان لمتمنعك فاعلمي ان النهي ارتفع فمضت الي الشجرة
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 241 *»
فهمت الملائكة الحارسون بمنعها فاوحي الله اليهم ان امسكوا فاني ( فاني انما خ ) جعلتكم حرسا من غير العقلاء و اما العقلاء فقد وكلتهم الي عقولهم فاتت الي الشجرة فلمتمنعها الملائكة فاكلت منها فمضت الي ادم فاخبرته بالقصة و ان النهي ارتفع و انها اكلت فمضي ادم و اكل ( فاكل خ ) و لميأكلا من نفس الشجرة التي نزل الوحي بالاشارة اليها بخصوصها فتوجيه النظام موافق في المعني لما يفهم من هذه الرواية التي نقلتها بالمعني مقتصرا علي ما فيه الاستشهاد و هو توجيه متجه و يرجع الي ترك الاولي و هو ليس بذنب في الحقيقة نعم يسمي معصية و ذنبا و سيئة اذا صدر من اصحاب المراتب العالية في القرب من الله عز و جل كالنبيين و لهذا ورد حسنات الابرار سيئات المقربين و ذلك انه قد روي عن جعفر بن محمد عليهما السلام انه قال لنا مع الله حالات نحن فيها هو و هو نحن و هو هو و نحن نحن و هذا (هذا هو خ ) معني ما ذكره الحجة عليه و علي ابائه السلام في دعاء شهر رجب قال فجعلتهم معادن لكلماتك و اركانا لتوحيدك و اياتك و مقاماتك التي لا تعطيل لها في كل مكان يعرفك بها من عرفك لا فرق بينك و بينها الا انهم عبادك و خلقك الدعاء. و هذه اعلي مراتب القرب و هم عليهم السلام في هذه الحال بالنسبة الي فعل الله و مشيته مثل الحديدة المحماة في النار فانه لا فرق بينها في الاحراق و بين النار لانها محل فعل النار و هم عليهم السلام في هذه الحال محال مشية الله و هم عباد الله و خلقه و لهم حالات دون هذه و هي حالة عبادتهم و اكلهم و شربهم و نكاحهم و ما اشبه هذا و هي و ان كانت حسنات يثابون عليها و قد امرهم بها الا انها بالنسبة الي الحالة الاولي معاصي و غفلات عن الحضرة الالهية فهم يستغفرون منها و ان لمتكن ذنوبا حقيقية ( حقيقة خ ) و مثال ذلك الرجل المقرب عند السلطان فانه اذا كان بين يديه لايحسن منه ان يأكل و يشرب و ينكح و ان كان برضاه بخلاف ما اذا مضي عن مجلسه فانه يفعل ما يشاء مما لايسخط السلطان و لا عيب فيه و لكن حالة ( حاله خ ) الاولي افضل و اجل من الحالة ( الحال خ ) الثانية فاذا فهمت هذا ظهر لك ان ما ينسب الي الانبياء من قبيل
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 242 *»
ترك الاولي و انهم يعدونه ذنوبا و الله سبحانه يعاتبهم علي فعل ذلك لقرب محلهم من حضرة مناجاته و من زعم ان النهي و ان كان ظاهرا في التحريم لكنه ليس نصا فيه الي اخر كلامه يريد بالتأويل الحمل علي ترك الاولي و هو استدلال صحيح من دليل المجادلة بالتي هي احسن في الظاهر و قوله او التوقف ( التوقيف خ ) تردد منه بين مقتضي الادلة و هو الحمل علي ترك الاولي و بين مقتضي الاعتقاد من اثبات المعصية الحقيقية اما قبل النبوة او بعدها او نسيانا لان اصل هذا ميل الي المعتقد لا بصريح الدليل و هو الذي اشار اليه سبحانه بقوله و اما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله الاية ، يعني ان الذين لايطلبون ( يطلبون خ ) محض الحق و انما يطلبون تصحيح غرضهم و اعتبار طريقتهم و ان خالف مقتضي الادلة فيتكلف ما يغالط به الخصم و ان كان يعلم انه ليس بدليل و منه تردد هذا الزاعم بعد ما قاده الدليل الي صحيح التأويل فافهم .
فصل و من الوجوه التي عارض بها القائلون بجواز صدور الذنب عن الانبياء عليهم السلام ادلة المانعين قول ابراهيم عليه السلام هذا ربي فانه كفر و قد صدر عن ابراهيم و هو نبي بالاتفاق ، اجاب بان قول ابراهيم هذا ربي علي سبيل الفرض فان من اراد ابطال قول يفرضه اولا ثم يبطله ، اقول ان هذا الجواب صحيح و ان كان مجملا مختصرا و بيانه انه كان في زمانه (ع) طائفة يعبدون الزهرة و طائفة يعبدون القمر و طائفة يعبدون الشمس فاتي الي العابدين للزهرة فلما طلعت الزهرة قال لهم هذا ربي علي جهة الانكار اظهره في صورة الاقرار ليميلوا اليه و يقبلوا بيانه و ( لانهم خ ) لايتهمونه فلما مالوا اليه و فرحوا به و احبوه و افلت الزهرة قال لهم مااحب هذا فقالوا لم قال ( لهم خ ) لانه افل و انتقل من مكان الي مكان و الرب لايجوز ان يغيب و لاينتقل لانه اذا غاب و انتقل فارق مربوبه و اذا فارقه اضمحل مربوبه و لو كان هذا الكوكب ربا لكان حين افل ذهبت مربوباته فلما بين لهم بطلان اعتقادهم انتقل الي العابدين للقمر و فعل معهم مثل ما فعل بالاولين ثم انتقل الي عبدة الشمس و فعل معهم مثل ما
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 243 *»
فعل بعبدة الكوكب و القمر و هذا مراد المجيب و الظاهر ان هذا الاحتمال الذي اقامه ارجح من ظاهر اللفظ بدلالة الايات التي بعد تلك القصة و هي قوله تعالي و تلك حجتنا اتيناها ابراهيم علي قومه فانه دال علي ان ابراهيم فعل ذلك ليبين لهم كيفية الاستدلال علي معرفة المعبود عزوجل و اذا كان ارجح او مساويا بطل استدلال الخصم مع معارضة الادلة الصحيحة الصريحة له و من الوجوه التي عارض بها الخصم قول ابراهيم عليه السلام بل فعله كبيرهم هذا و هو كذب و الكذب ذنب و قد صدر من النبي ذنب ه . اجاب عنه بوجهين احدهما ان ابراهيم قال هذا القول علي سبيل الاستهزاء بالكفار كما لو قلت لصاحبك و هو امي و يعتقد انه قادر علي الكتابة انت كتبت هذا علي سبيل الاستهزاء و ثانيهما ان اسناد الفعل الي الكبير اسناد الفعل الي السبب لان تعظيم الكفار للصنم حمل ابراهيم علي ان يجعلهم جذاذا ، اقول و فيه وجه ثالث و هو تقديم الجزاء علي الشرط و المعني ان كانوا ينطقون فقد فعله كبيرهم هذا فقدم الجزاء علي الشرط ايهاما لهم و تنبيها لهم الا انهم اذا كانوا لاينطقون بل هم جماد فانهم لاينفعونهم شيئا و لايضرونهم فلم يعبدون ما لاينفعهم شيئا و لايضرهم فلما نبههم و تنبهوا قالوا لانفسهم انكم (انتم ظ) الظالمون ( الراجعون خ ) ثم رجعوا عن التنبيه الي اتباع طريقة ابائهم و الي العصبية (المعصيةخ) و لو لمينسب ذلك الفعل الي الكبير لماتنبهوا علي خطائهم في عبادتهم لاصنامهم و ان كانوا لاينتفعون بذلك و لكن اقامة للحجة عليهم و لاجل هذه الفائدة قيل ان هذا الوجه اظهر من الاولين و علي اي حال فان هذه الاحتمالات لااقل انتكون مساوية فتبطل بها معارضة الخصم و من الوجوه نظر ابراهيم عليه السلام في النجوم ليعلم حاله من تأثير النجوم لقوله تعالي فنظر نظرة في النجوم فقال اني سقيم و النظر في النجوم من هذا الوجه حرام و قوله (ع) اني سقيم كذب لانه لميكن سقيما و الكذب ذنب ، اجاب ان نظر ابراهيم في النجوم ليس ليعرف حاله من تأثير النجوم بل نظره في النجوم كان للاستدلال و التعرف من صنعه تعالي و النظر في النجوم من هذا الوجه طاعة لقوله تعالي و يتفكرون في خلق
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 244 *»
السموات و الارض و بان قوله تعالي اني سقيم يجوز ان يكون عن سقم حال به او عن سقم متوقع في الاستقبال ه ، اقول ان النظر في علم النجوم لتعرف حاله ليس بحرام مطلقا و انما الحرام اذا نظر باعتقاد انها مؤثرة و ليس في الاية ما يدل علي ذلك فحمل المعارض نظره علي الاعتقاد غير مراد و دون اثباته خرط القتاد و انما الواقع في المسئلة ان الاسباب جعلها الله سبحانه اسبابا و معني جعله (جعل خ) اسبابا انه عزوجل يفعل بها المسببات كرمي بذر الحنطة في الارض و تنقية الارض و تغطيته لئلاياكله الطير و سقيه بالماء فانها اسباب جرت عادة الله انه لايوجد الزرع للحنطة بدون ذلك لانه سبحانه مستقل بالزرع بدون الاسباب كما يعتقده صاحب الاعتراض و صاحب الجواب لانه سبحانه اذا اراد ان ينبت النبات من الحنطة فلابد له من تهيئة الاسباب لها كما ذكرنا مثلا و اما غيرها لانه ( فانه خ ) مسبب الاسباب من غير السبب و الا لمتكن الاسباب اسبابا و ليس ذلك لعجز في القدرة و لكن لعجز في المقدور عن قبوله للايجاد ( الايجاد خ ) بغيرها كما جعل علة الشئ من الاجسام المادة و الصورة فلايمكن ايجاد جسم مادي بلا مادة و صورة و ذلك لعجز المصنوع عن قبول الوجود بدون ذلك و لذا صرح سبحانه بالرد علي من ادعي ( ان خ ) له ولدا فقال اني يكون له ولد و لمتكن له صاحبة لانه لو خلق ولدا لميكن ولدا بلا سبب بل هو من سائر خلقه و لايكون حتي يتولد من اب و ام ظاهرين او باطنين او احدهما ظاهر و الاخر باطن مثل تكون زيد من اب و ام ظاهرين و مثل تكون ادم (ع) من اب و ام باطنين و هما المادة و الصورة و مثل تكون عيسي (ع) من اب باطن و هو المادة المتخلقة من نفخ روح القدس و من ام ظاهر و هي مريم فان الله تعالي امر جبرئيل الامين فاستل من لطيف الارض سلالة قد وقع عليها من شجرة المزن في الرائحة المستجنة في النطفة استجنت في باطنها كاستجنان النطفة التي من شجرة المزن في الرائحة المستجنة في النطفة نطفة المني فنطفة شجرة المزن استجنت في الرائحة و الرائحة تعلقت بلطيف السلالة المشار اليها فانبثت تلك السلالة في الهواء كانبثاث الذر و الغبار في الهواء فنفخ منه جبرئيل عليه السلام في جيب
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 245 *»
مريم فتكون عيسي عليه السلام من تلك النطفة التي هي المادة و هي الاب الباطني مع ما من مريم عليها السلام من القابلية و هي الصورة التي هي الام الباطنية و لاجل هذا قال الله سبحانه انما مثل عيسي عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون اي خلق عيسي من تراب كما خلق ادم من تراب فقال له كن فيكون كما قال لادم و ليس المعني ان مثل عيسي عند الله كمثل ادم في انه يقول له كن فيكون بدون خلقه من تراب كيف و عيسي ( خلق خ ) من صلب ادم (ع) و لكنه حين مسح علي ظهر ادم و اخرج الذرية في الذر منه من ظهور ابائهم و كلفهم ارجعهم في صلبه و لميرجع عيسي فيه فلذا سمي المسيح لانه قد بقي عليه اثار المسح و الحاصل انه لابد في الاشياء من اسبابها فلو لميكن للاسباب مدخل ( الاسباب مدخلا خ ) في الايجاد اصلا كما يزعمه الاشعري لماكان للايجاد و تسميتها ( لايجادها و لتسميتها خ ) اسبابا فائدة و نحن لانقول انها هي المؤثرة بدون الله تعالي بل نقول الله سبحانه يفعل بها ما يشاء من مسبباتها و يستحيل قبول الايجاد بدون قابل و المادة و الصورة علتان و الفعل العلة الفاعلية و بالجملة ليس هذا محل بيان هذه المسئلة الا انا نقول ان الله سبحانه جعل النجوم و ما في العالم العلوي اسبابا يفعل بها ( بها يفعل خ ) فهي مؤثرة بالله في المسببات فان الماء و الارض و الفصل جعلها الله سبحانه اسبابا للنبات فبها ينبت النبات و به كانت اسبابا لكون البذر قابلا للزرع و انت اذا تأملت قوله تعالي اني يكون له ولد و لمتكن له صاحبة بعقلك طالبا للحق غير ملتفت الي مذهبك ظهر لك ما اشرنا ( اشرت خ ) اليه و اذا نظرت الي جميع الاشياء رأيتها جارية علي نحو ما ذكرنا لميخلق شيئا بغير سبب و ذلك لعجز المخلوق عن قبول الايجاد بدون الاسباب فان قلت لو شاء الله تعالي خلق ما شاء بغير سبب لانه سبب من لا سبب له و سبب ( مسبب خ ) كل ذي سبب و مسبب الاسباب من غير سبب قلت هو سبحانه كذلك و فوق ذلك و لكن المخلوق لايقدر علي قبول الوجود بدون الاسباب المخلوقة فاذا اراد ( الله خ ) سبحانه ايجاده سبب الاسباب
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 246 *»
و قوله (ع) سبب كل ذي سبب و سبب من لا سبب له انه يسبب الاسباب لمن لا سبب له من غير سبب قديم بل هو بفعله ( بفعله تعالي خ ) يخترع الاسباب لما يريد من ايجاده فافهم فنظره عليه السلام في النجوم من هذا النحو فان الله سبحانه جعل الكواكب و الافلاك و البروج و جميع المنازل و الحركات اوقاتا و اسبابا لما يفعل مثل ارتفاع الشمس الذي جعله سببا لفصل الربيع فانها بحرارتها تسخن و برطوبة فصل الشتاء (الربيع ظ) (و بحرارتها خ) تحصل الجمادة (الحرارة خ) و الرطوبة في العالم السفلي اللتان هما علة الكون لان الاسباب جعلها اعضادا للمسببات و هو الفاعل بتلك الاسباب و المحرم من علم النجوم هو اعتقاد انها مؤثرة بدون الله و اما بالله فقد نص سبحانه علي نظائره فقال في حق عيسي علي محمد و اله و عليه السلام و اذ تخلق من الطين كهيئة الطير باذني فتنفخ فيها فتكون طيرا باذني و تبرء الاكمه و الابرص باذني و اذ تخرج الموتي باذني و كل هذا مثل ما قلنا اذ لا فرق بين عيسي (ع) و بين الجمادات كالماء و الارض للنبات و ايضا المحرم من علم النجوم اعتقاد التأثير بما ظهر له من الاسباب و ان كان بالله سبحانه لانه لايحيط بجميع الاسباب و لهذا ورد ان هذا العلم ( علم خ ) لايعلمه الا نحن و اهل بيت في الهند فمثل ابراهيم عليه السلام يحيط بالقدر الذي يكون تاما في السببية الايجاد ( لايجاد خ )،(للايجاد ظ) فاذا نظر عرف علة ( علامة خ ) التأثير و لميبق عليه من الجزم بايجاد الله للمسبب عند ما يعلم من الاسباب الا ما لله في ايجاده البداء فانه قبل ان يوجده له الايوجده لما تجدد ( يوجد خ ) من الموانع اذا ( اذا شاء خ ) و حينئذ يحصل لابراهيم عليه السلام علم بوقوع السبب عن تلك المسببات بالله سبحانه كما يحصل لك حين رأيت الجبل اليوم و مضيت عنه مع العلم تعلم بانه باق علي حجريته لميقلبه الله ذهبا و لو شاء تعالي انقلب و هذا العلم العادي بما كان ( كان يحصل خ ) لاهل العصمة عليهم السلام بما سيكون عن الاسباب المستلزمة لذلك بالله سبحانه الذي جعلها مستلزمة به تعالي و غير المعصومين لايحصل لهم ذلك العلم لعدم احاطتهم بقواعده كما كان دانيال عليه السلام يحصل له
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 247 *»
العلم القطعي من علم الرمل و علماء الرمل غير المعصومين اجمعوا بانه من غير ( بغير خ ) المعصوم لايفيد الا الظن و انه يفيد القطع من المعصوم و ذلك لان علوم المعصومين عن الوحي عن الله سبحانه بواسطة الملك و هم مع هذا مؤيدون بروح القدس فيحصل لهم القطع لايتوقف احدهم علي شئ في حصول القطع الا علي البداء فانهم يعلمون ان الله عز و جل يمحو ما يشاء و يثبت و هم يعلمون ان كل شئ قائم بامر الله فالاسباب انما تؤثر بل انما هي شئ بالله اي بالله و بما اقامها و حفظها من امره فهي به تعالي و بامره شئ و هي به تعالي و بامره تؤثر و ليس كما يتوهم ( به خ ) المفوضة و لا الجبرية فالنظر في النجوم ليس حراما فاذا عرفت ما بينا لك ظهر لك ان الجواب المذكور سابقا المنقول عن شارح الطوالع ليس بشئ بل الجواب هذا و هو المروي من اخبار اهل بيت محمد صلي الله عليه و آله بالمعني لان قوله فقال اني سقيم ، متفرع علي نظره في النجوم و اما قوله اني سقيم فليس بكذب لانه سقيم القلب اما ظاهرا فلما لحقه من افعالهم و عبادتهم الاصنام فلما خرجوا لعيدهم و ارادوا منه ان يخرج معهم قال لهم اني سقيم و هو يريد اني سقيم القلب من افعالكم و لااقدر علي الخروج حتي اشفي قلبي من اصنامكم بتكسيرها و كلامه مطابق للواقع و لاعتقاده و لارادته ( فهو صدق و لايراد من الصدق الا مطابقة الكلام للواقع بعقد المتكلم و ارادته خ ) من لفظه و دلالة لفظه لا علي ما يفهم السامع لان فهم السامع من الكلام مطابقته للواقع لايجعله صدقا بخلاف ارادة المتكلم و قصده و لهذا لما قال المنافقون لمحمد صلي الله عليه و آله نشهد انك لرسول الله قال الله و الله يعلم انك لرسوله فعلم الله من هذا الكلام مطابقته للواقع و لكنهم لميريدوا بكلامهم مطابقته للواقع لعدم توطين انفسهم علي طاعته فجعل الله كلامهم كذبا لعدم ارادتهم المطابقة فقال تعالي و الله يشهد ان المنافقين لكاذبون و انما امر بالتورية في بعض الواقعات تفصيا من الكذب و لو كانت التورية كذبا لماوجبت في مواضعها احترازا من الكذب فافهم ان كنت تفهم.
فصل و من الوجوه التي عارض بها المخالفون ادلة الموافقين اخفاء
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 248 *»
يوسف عليه السلام حريته عن بيعه فانه كتمان للحق و كتمان الحق ذنب اجاب انما اخفي يوسف حريته لاشعاره بالقتل ان اظهر حريته و كان قبل نبوته ، اقول انما اخفي يوسف حريته دفعا للقتل فانه نقل انهم خاطبوه بلغتهم و السيارة لايعرفون لغتهم و قالوا له ان لمتعترف عندهم بانك رق لنا ( لنا و الا خ ) قتلناك فاعترف لهم عند السيارة بذلك الا انه اعترف لهم بانهم صادقون تورية لانهم لو لميعترف لهم بذلك لقتلوه فهم ( لميعترف قتلوه فانهم خ ) صادقون في وعيدهم و روي عن ابنعباس انه سكت و اكثر المفسرين ان اخوته اتوا الرفقة و قالوا هذا غلامنا ابق منا فاشتروه و سكت يوسف مخافة ان يقتلوه و انت خبير بان السكوت ليس قولا و لايدل علي القول و لا ( و لايدل خ ) علي الرضا لانه اعم منهما ( منه خ ) فلايفهم منه كتمان الحق بوجه من الوجوه فلايكون ذنبا و لا حاجة الي تخصيصه بما قبل النبوة و من الوجوه هم يوسف بالزنا لقوله تعالي و لقد همت به و هم بها و الهم بالزنا ذنب اجاب عنه بان هم يوسف جبلي لان ميل الرجل الي المرأة جبلي ليس بنقص في حق الرجال بل صفة محمودة غير اختيارية انتهي ، اقول هذا الجواب يراد به ما لايدل لفظه علي كله لان ظاهر لفظه ان هذا الهم نقص بل المراد كما قيل بهمه ميل الطبع و منازعة الشهوة لا القصد الاختياري و ذلك مما لايدخل تحت التكليف بل الحقيق بالمدح و للاجر ( الاجر خ ) الجزيل من الله من يكف عن الفعل عند قيام هذا الهم او مشارفة الهم كقولك قتلته لو لماخف الله و عن الرضا عليه السلام في جوابه للمأمون لقد همت به و لولا ان رأي برهان ربه لهمّ بها كما همت به لكنه كان معصوما و المعصوم لايهم بذنب و لايأتيه و لقد حدثني ابي عن الصادق عليه السلام انه قال همت بان يفعل و هم بالايفعل و روي همت بان يفعل و هم بان يضربها و اذا تأملت هذه المحامل خصوصا المروية ظهر لك انه ما همّ و لامالت نفسه و حاشا نبي الله من القبيح كما قال الرضا عليه السلام لكنه كان معصوما و المعصوم لايهم بذنب و لايأتيه و ليس عند اهل البيت عليهم السلام فرق بين ما قبل النبوة
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 249 *»
و ما بعدها كما يظهر من كلام الرضا عليه السلام و ما احسن ما قيل و قيل انه للرازي ان الذين لهم تعلق بهذه الواقعة هم يوسف و المرأة و زوجها و النسوة و الشهود و رب العالمين و ابليس و كلهم قالوا ببرائة يوسف عن الذنب فلميبق لمسلم توقف في هذا الباب اما يوسف فقوله هي راودتني عن نفسي و قوله رب السجن احب الي مما يدعونني اليه و اما المرأة فلقولها و لقد راودته عن نفسه فاستعصم و قالت الان حصحص الحق انا راودته عن نفسه و اما زوجها فلقوله انه من كيدكن ان كيدكن عظيم و اما النسوة فلقولهن امرأة العزيز تراود فتيها عن نفسه قد شغفها حبا انا لنريها في ضلال مبين و قولهن حاش لله ماعلمنا عليه من سوء و اما الشهود فقوله تعالي فشهد شاهد من اهلها الاية و اما شهادة الله بذلك فقوله عزوجل من قائل كذلك لنصرف عنه السوء و الفحشاء انه من عبادنا المخلصين و اما ابليس فقوله لاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين فقد اقر ابليس بانه لميغوه و عند هذا نقول لهؤلاء الجهال الذين نسبوا الي يوسف عليه السلام الفضيحة ان كانوا من اتباع دين الله فليقبلوا شهادة الله بطهارته و ان كانوا من اتباع ابليس ( و جنوده خ ) فليقبلوا اقرار ابليس بطهارته و قال الزمخشري في الكشاف بعد ان ذكر اقوال ( الاقوال خ ) الحشوية في هم يوسف (ع) فان منهم ( فانهم خ ) من قال همت بمخالطته و هم بمخالطتها و منهم من قال ان يوسف حل الهميان و جلس منها مجلس المجامع و منهم من قال بانه ( انه خ ) حل تكة سراويله و قعد بين شعبيها الاربع و هي مستلقية علي قفاها و فسر البرهان بانه سمع صوتا اياك و اياها فلميكترث له فسمعه ( ثانيا فلميعمل به فسمعه خ ) ثالثا اعرض عنها فلمينجع فيه حتي مثل له يعقوب عاضا علي انملته و قيل ضرب بيده في صدره فخرجت شهوته من انامله و قيل كل ولد يعقوب له اثناعشر ولدا الا يوسف فانه ولد له احدعشر ولدا من اجل ما نقص من شهوته حين هم و قيل صيح به يا يوسف لاتكن كالطاير كان له ريش فلما زني قعد و لا ريش له و قيل بدت كف فيما بينهما ليس لها عضد و لا معصم مكتوب فيها و ان عليكم لحافظين كراما كاتبين فلمينصرف ثم رأي فيها و
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 250 *»
لاتقربوا الزني انه كان فاحشة و مقتا و ساء سبيلا فلمينته ثم رأي فيها و اتقوا يوما ترجعون فيه الي الله فلمينجع فيه فقال الله لجبرئيل ادرك عبدي قبل ان يصيب الخطيئة فانحط جبرئيل و هو يقول يا يوسف أتعمل عمل السفهاء و انت مكتوب في ديوان الانبياء و قيل رأي مثال ( تمثال خ ) العزيز و قيل قامت المرأة الي صنم كان هناك فسترته فقالت استحيي ان يرانا فقال استحييت ممن لايسمع و لايبصر و لااستحيي من السميع البصير العليم بذات الصدور و قال الزمخشري و هذا و نحوه مما يورده اهل الحشو و الجبر الذين دينهم بهت الله و انبيائه و اهل العدل و التوحيد ليسوا من مقالاتهم و رواياتهم بحمد الله بسبيل و لو وجدت من يوسف عليه السلام ادني مزلة ( زلة خ ) لنعيت اليه و ذكرت توبته و استغفاره كما نعيت علي ادم صلوات الله عليه زلته و علي داود و علي نوح و علي ايوب و علي ذيالنون و ذكرت توبتهم و استغفارهم كيف و قد اثني عليه و سمي ( سماه خ ) مخلصا فعلم بالقطع انه ثبت في ذلك المقام الدحض ( الاخص خ ) و انه جاهد نفسه مجاهدة اولي القوة و العزم ناظرا في دليل التحريم و وجه القبح ( القبيح خ ) حتي استحق من الله الثناء فيما انزله ( انزل خ ) من كتب الاولين ثم في القرءان الذي هو حجة ( حجته خ ) علي سائر كتبه و مصداق لها و لميقتصر الا علي استيفاء قصته ( قصة خ ) و ضرب سورة كاملة عليها ليجعل له لسان صدق في الاخرين كما جعله لجده الخليل ابراهيم و ليقتدي به الصالحون ( الصائمون خ ) الي اخر الدهر في العفة و طيب الازار و التثبت في مواقف العثار فاخزي الله اولئك في ايرادهم ما يؤدي الي ان يكون انزال الله السورة التي هي احسن القصص في القرءان العربي المبين ليقتدي بنبي من انبياء الله في القعود بين شعبي الزانية و في حل تكته للوقوع عليها و في ان ينهاه ربه ثلاث كرات و يصاح به من عنده ثلاث صيحات بقوارع القرءان و بالتوبيخ العظيم و بالوعيد الشديد و بالتشبيه بالطائر الذي سقط ريشه حين سفد غير انثاه و هو جاثم في مربضه لايتحلل ( لايتحلحل خ ) و لاينتهي و لايتنبه حتي يتداركه الله بجبرئيل و باخباره و لو ان اوقح الزناة و اشطرهم و احدهم حدقة و
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 251 *»
اجلجهم ( احلجهم خ ) وجها القي بادني ما القي به نبي الله مما ذكر لمابقي له عرق ينبض و لا عضو يتحرك فيا له من مذهب ما افحشه و من اضلال ما ابينه ، انتهي كلام الكشاف . فتدبر في كلام من لمينظر الي خصوص مذهبه كالرازي و الي كلام الزمخشري و ان كان من العدلية الا ان ما نقله عنهم حق و ما قال فيهم حق و الحمد لله رب العالمين و من الوجوه التي عارضوا بها جعل يوسف سقايته في رحل اخيه ليتهمه بالسرقة و ذلك خيانة و الخيانة ذنب اجاب بان ذلك بموافقة اخيه ليقيم عنده فلايكون خيانة فلايكون ذنبا ه ، اقول هذا الجواب حسن في نقض هذه المعارضة و يقال بان ذلك شئ فعله بامر الله تعالي لقوله تعالي كذلك كدنا ليوسف ماكان ليأخذ اخاه في دين الملك الا ان يشاء الله الاية فلايكون فعل ما امر الله به ذنبا و من الوجوه التي عارضوا بها ما صدر عن اخوة يوسف في القائه في غيابة الجب و ايذاء ابيهم و كذبهم بان الذئب قد اكل يوسف ( و خ ) كل هذا ذنب اجاب عنه بانا لانسلم ان اخوة يوسف انبياء و لئن سلم انهم انبياء فما صدر منهم لميكن حال نبوتهم ه ، اقول الجواب بانهم ليسوا بانبياء هو الجواب و اما الجواب علي فرض التسليم فمبني علي مذهبه كما هو طريقته في تأييد مذهبه و وجه فرض التسليم ان بعضا قال بنبوتهم مستدلا بقوله تعالي قولوا امنا بالله و ما انزل الينا و ما انزل الي ابراهيم و اسمعيل و اسحق و يعقوب و الاسباط و ما اوتي موسي و عيسي الاية و المراد بالاسباط اخوة يوسف و ما انزل اليهم هو الوحي و المشهور بينهم المعروف عندهم انهم ليسوا بانبياء ففي العياشي عن الباقر عليه السلام انه سئل هل كان ولد يعقوب انبياء قال لا و لكنهم كانوا اسباطا اولاد الانبياء لميكونوا يفارقوا الدنيا الا سعداء تابوا و تذكروا ما صنعوا ه ، فاذا فالمراد ( فما المراد خ ) بما انزل اليهم قيل الصحف صحف ابراهيم بمعني انهم يعملون بها و اقاموها بعد توبتهم و قيل المراد من تولد منهم من الانبياء بعد يوسف فعلي ما هو الظاهر ليس لمعارضتهم بهذا الوجه معني الا تكثير صور الادلة ترويجا ( ترويحا خ ) لفتنتهم .
فصل و من الوجوه التي عارضوا بها قصة داود عليه السلام و الطمع في
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 252 *»
امرأة اخيه اوريا كما قال الله تعالي علي لسان الملائكة ان هذا اخي له تسع و تسعون نعجة و لي نعجة واحدة فقال اكفلنيها و عزني في الخطاب و كل ذلك ذنب اجاب بان قصة داود عليه السلام لمتثبت صحتها علي ما ذكروه و الاية لمتدل علي ما ذكروه ( ذكره خ ) بل يحتمل غيره هذا حال عصمة الانبياء بعد الوحي اما قبل الوحي فالاكثرون منعوا جواز الكفر و افشاء الكذب و الاصرار علي الذنب لئلاتزول عن النبي الثقة بالكلية و جوزوا صدور المعصية منه علي سبيل الندور كقصة اخوة يوسف و الروافض اوجبوا عصمة الانبياء عن الكذب و المعاصي مطلقا كبيرة او صغيرة عمدا او سهوا قبل البعثة او بعدها ، انتهي ما نقله ( نقلته خ ) من شرح الطوالع . اقول ما ذكره المجيب من ان قصة داود عليه السلام لمتثبت علي ما ذكروه صحيح لان ذلك من روايات الحشوية الذين يفترون علي الله الكذب بل الثابت من قصته ما رواه في العيون عن الرضا عليه السلام قال و اما داود فما يقول من قبلكم فيه فقيل ان داود عليه السلام كان يصلي في محرابه اذ تصور له ابليس علي صورة طير احسن ما يكون من الطيور فقطع داود عليه السلام صلاته و قام ليأخذ الطير فخرج الطير الي الدار فخرج داود في اثره فطار الطير الي السطح فصعد في طلبه فسقط الطير في دار اوريا بن حنان فاطلع داود في اثر الطير فاذا بامرأة اوريا تغتسل فلما نظر اليها هويها و كان قد اخرج اوريا في بعض غزواته فكتب الي صاحبه ان قدم اوريا امام التابوت فقدم فقتل اوريا و تزوج داود عليه السلام بامرأته فضرب الرضا عليه السلام علي جبهته و قال انا لله و انا اليه راجعون لقد نسبتم نبيا من انبياء الله تعالي الي التهاون بصلاته ( بصلواته خ ) حتي خرج في اثر الطير ثم بالفاحشة ثم بالقتل فقيل يا بن رسول الله فما كانت خطيئته فقال ويحك ان داود عليه السلام انما ظن انه ماخلق الله عزوجل خلقا هو اعلم منه فبعث الله عز و جل اليه الملكين فتسوروا المحراب فقالا له خصمان بغي بعضنا علي بعض فاحكم بيننا بالحق و لاتشطط و اهدنا الي سواء الصراط ان هذا اخي له تسع و تسعون نعجة و لي نعجة واحدة فقال اكفلنيها و عزني في الخطاب فعجل داود عليه السلام علي
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 253 *»
المدعي عليه فقال لقد ظلمك بسؤال نعجتك الي نعاجه و لميسئل المدعي البينة علي ذلك و لميقبل علي المدعي عليه فيقول له ما تقول فكان هذا خطيئة رسم حكم لا ما ذهبتم اليه الاتسمع الله عزوجل يقول يا داود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق الي اخر الاية فقيل يا بن رسول الله فما قصته مع اوريا قال الرضا عليه السلام ان المرأة في ايام داود اذا مات بعلها او قتل لاتتزوج بعده ابدا فاول من اباح الله عز و جل ان يتزوج بامرأة قتل بعلها داود عليه السلام فتزوج بامرأة اوريا لما قتل و انقضت عدتها فذلك الذي شق علي اوريا و في رواية ابيالجارود عن ابيجعفر عليه السلام في قوله و ظن داود يعني علم و اناب اي تاب و ذكر ان داود عليه السلام كتب الي صاحبه الايقدم اوريا بين يدي التابوت و رد فقدم اوريا الي اهله فمكث ثمانية ايام ثم مات ، اقول لعل المراد من قوله عليه السلام فكان هذا خطيئة رسم حكمه ( حكم خ ) انه ترك الاولي لانه ربما علم صدق الدعوي بقرائن حصل له بها العلم الا ان ادب الشرع يقتضي سؤال المدعي عليه و ان كان يجوز له الحكم بدون السؤال كما هو المشهور الصحيح في المسئلة فكانت هذه الفتنة من ترك الاولي فاستشهاد الرضا عليه السلام بقوله تعالي يا داود انا جعلناك خليفة في الارض الاية يدل علي انه عالم بالمسئلة معصوم عن الخطاء فيها لاستخلاف الله له في ارضه علي عباده و قول الله تعالي و لاتتبع الهوي فيضلك عن سبيل الله ليس ذلك عتابا له لتقصير وقع منه بل هو بيان له و ارشاد الي مراد الله سبحانه عند اول جعله خليفة و يؤيد تنزيهه عما روت الحشوية ما رواه الطبرسي في المجمع عن اميرالمؤمنين عليه السلام لااوتي برجل يزعم ان داود عليه السلام تزوج امرأة اوريا الا جلدته حدين حدا للنبوة و حدا للاسلام و روي انه قال من حدث بحديث داود عليه السلام علي ما يرويه القصاص جلدته مائة و ستين و الحاصل ان كل ما اوردوه في اثبات معاصي الانبياء عليهم السلام غير ما ذكر من الكتاب و السنة و الجواب عنه مع قوة معارضه عليه من نحو ما ذكرنا في جواب ما ذكروا سابقا .
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 254 *»
فصل و ما ذكره المخالفون في وقوع المعاصي منهم (ع) قبل العصمة توهما منهم ان العصمة لاترسخ و لاتتم الا بالوحي و تتابعه غلط لانهم يقررون ان الهيئة النفسانية قبل ان تكون راسخة تسمي حالا فاذا رسخت تصير ملكة و العصمة هي الملكة لانها تتوقف ( توقف خ ) علي العلم بمثالب المعاصي و مناقب الطاعات لانه اذا علم بمناقب الطاعات و مثالب المعاصي يرغب في الطاعات و يرغب عن المعاصي و تتابع الوحي مؤكد لها لتتابعه علي تذكير ذلك العلم و هذا مبني علي انها مكتسبة بعد توجه التكليف بالاعمال الظاهرة من غير حصول اصل مقتضي لها في اصل بنية الشخص و تخلقه من روحه و طينته و لذا قالوا جعلها انها هي كون الشخص بحيث يمتنع منه ( منها خ ) الذنب بخاصية في نفسه او بدنه ممنوع ذلك بالعقل و النقل كما يأتي في دليلهم و هو غلط لما اشرنا اليه سابقا من ان روح المعصوم نورانية لقربها من الفيض كما قرب الاشعة من السراج اليه فانه نوراني لضعف ظلمته و انيته و ان طينته طينة ( طيبة خ ) صافية نورانية لبعدها عن تصادم العناصر و تعاورها ( تعاودها خ ، تغادرها خل ) لانها من عناصر نورانية مخزونة مكنونة تحت العرش و قد اشار اليه ( اليها خ ) سبحانه بقوله يكاد زيتها يضيء و لو لمتمسسه نار اي يكاد تلك الطينة ان تحيي و لو لمتحلها روح و لاجل شرفها و قربها و تأصلها ( تأهلها خ ، قابلها خل ) لتلك الروح الربانية ظهرت فضائله و هو حمل في بطن امه و حين ولادته و حين ( حال خ ) طفوليته حتي ظهرت له معاجز و دلائل و كل ذلك قبل التكليف و قبل العلم الذي يدعونه و قبل الوحي بل لايوضع الوحي الا في الموضع الصالح له بكونه قابلا له محتملا بحقيقة ( لحقيقته خل ) ما هو اهله اعباء الوحي قال الله تعالي الله اعلم حيث يجعل رسالته هذا في روحه و طينته ( درجة وظيفته خل ) و مع ذلك يكون مصطنعا لله سبحانه بعنايته به محفوفا ( محفوظا خل ) باللطف مغموسا في الرحمة ( بالرحمة خل ) كما تقدم في قوله في الزيارة التي رواها بحديث ( رواها محمد بن خ ) عثمان بن سعيد العمري قال اني و لكم القلوب التي تولي الله رياضتها الخ ، و هو تركيب اللطف و الاختصاص كما تقدم في
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 255 *»
خطبة علي عليه السلام يوم الغدير و الجمعة ( الجمعة بقوله خ ) انتجبه في القدم علي سائر الامم لعلم منه انفرد عن التشاكل و التماثل الخ ، و كل هذا و امثاله بخاصية في نفسه و بدنه قبل الوحي ( بل قبل التكليف خ ) بل قبل الولادة و مقتضي هذا البنية التخلق بتلك الملكة فينشأ مهذبا مطهرا زاكيا طيبا يخوض في النور و يمشي في النور و ينظر في النور و ينام في النور فتقتضي الحكمة وضع الوحي في موضع صالح له فيوضع فيه مؤيدا بروح القدس مسددا في الافكار و الاقوال و الاعمال عن استحقاق منه لذلك و ذلك الاستحقاق هو استعداده و قبوله لتلك المراتب العالية عن اختياره مع قدرته علي خلاف ذلك يعني ان قبوله و استعداده باعماله الباطنة و الظاهرة عن اختيار منه من غير اضطرار و لا جبر و لا جبل فلو وجد ( وجدت خل ) فيه ما يقتضي شيئا من الذنوب من ظلمة او كدورة و لو جواز ( او لجواز خل ) الميل بمعني اقتضائه لاصل فيه لماناله عهد الله الذي هو الامانة ( الامامة خ ) و النبوة لان الله تعالي يقول لاينال عهدي الظالمين و كما تقدم في كلام علي ( اميرالمؤمنين خ ) عليه السلام المنقول من خطبته ( خطبة خ ) يوم الغدير و الجمعة في قوله في وصف النبي صلي الله عليه و آله فهو اهل ذلك بخاصته و خلته اذ لايختص من يشوبه التغيير و لايخالل من يلحقه التظنين و لا ريب ان هذا كله قبل الوحي فلايجوز عليه شئ مما جوزه الخصم قبل الوحي و الا لاختص سبحانه من يشوبه التغيير لان عدم الشوب سابق علي الاختصاص الاستخصاص ( علي الاستخصاص خ ) الذي اريد للوحي فافهم ان كنت تفهم و العقل و النقل اللذان ( الذين خ ) منع بهما الخصم كون الشخص بحيث يمتنع عنه الذنب بخاصية في نفسه او بدنه هو قولهم اما العقل فلأنه لو كان كذلك لمااستحق صاحبها المدح علي عصمته و لامتنع تكليفه و بطل الامر و النهي و الثواب و العقاب و جوابه ( انه خ ) انما يستحق ( لميستحق خ ) المدح علي عصمته لو كان كونه كذلك من الله تعالي و صنعه من غير اعتبار شئ من الشخص من قابليته و استعداده اللذين هما جزء الصنع و لا من كسبه لتلك الافاضات ( الاوصاف خ ) و التكاليف كما هو مذهب المانعين فانهم مع قولهم ان كل شئ
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 256 *»
من الاوامر و النواهي و ما يرتبط بها من الله تعالي قالوا لا بد من اثبات الكسب للعبد و الا لبطل المدح و الذم و الثواب و العقاب فاذا كانوا مع اعتقادهم ان كل شئ من الله تعالي من التكليف و الامر و النهي و الخير و الشر و جميع ( القدر و خ ) الارادات و جميع الاسباب صححوا استحقاق المدح و الذم و الثواب و العقاب و التكاليف باثبات معني موهوم لا اصل له و هو الكسب فكيف يحكمون بعدم استحقاق شئ من ذلك اذا قيل بثبوت العصمة او دواعيها و قوابلها او مقتضاها بخاصية في نفسه او بدنه مع ما سمعت من ان الله سبحانه يقول الله اعلم حيث يجعل رسالته و بمفهوم قوله تعالي لاينال عهدي الظالمين ان عهده تعالي يناله ( ينال خ ) المتقين السابقين و الصادقين فانه مشعر بان العهد انما ينال من كان طيب العنصر زاكي الاصل بل الدليل منقلب فانه لو لميكن اصل المنع من الذنب ذاتيا للشخص و العصمة في الحقيقة انما هي ثمرة ذلك الاصل لكانت العصمة علي خلاف مقتضي ذاته و اصله فاذا قال الخصم ان العصمة الايخلق الله في المعصوم ذنبا و كانت ذاته مقتضية للذنب لزم الايستحق مدحا علي عصمته اذ لا مدخل له فيها و لا ثواب و لا عقاب ( لا ثوابا و لا عقابا خ ) لان استحقاقه ذلك عند المخالف انما هو بكسبه و لا كسب له حينئذ لان الكسب انما يكون لامر ذاتي و الا لماكان منه و لاينسب اليه و المباشرة التي يدعونها انما تثبت لنوع ملايمته و مناسبته (ملايمة و مناسبة خ ) في ذاته و لو بمطلق القبول و اذا كانت ذاته علي خلاف ذلك او خالية من جهة مناسبة او ملايمة كانت منافرة لذلك فيكون اجنبيا مما ينسبه المدعي اليه من كسب او مباشرة فيكون المباشرة لذلك العمل غير مباشرة و لا كسب بل لمباشرة ( كمباشرة خ ) ساير ثيابه بخلاف ما لو اثبت ( ثبت خ ) الخاصية الذاتية فانه يثبت له الكسب و المباشرة اللذان يتوقف ( اللذين تتوقف خ ) عليهما صحة التكليف و المدح و الذم و الثواب و العقاب هذا علي اصله و اما علي ما هو الحق و الواقع ان المقتضي لاستحقاق العصمة سابق علي التكليف بل علي الولادة كما يرويه الخصم في ميلاد النبي صلي الله عليه و آله من نزول الملائكة حتي ضاقت بهم
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 257 *»
الارض و الفضاء و طرد الشياطين عن استراق السمع من السماء بالشهب و انشقاق ايوان كسري و خمود نيران فارس و غور بحيرة ساوه و غير ذلك و ليس هذه ( و ما اشبهها خ ) الا ايات و معجزات لظهور الحقيقة الربانية و بروز التجلي الاعظم و هذه الحقيقة النورانية بتكونها و قابليتها تقتضي تنزل الوحي و تقتضي الاستخلاف الالهي لذاتها كل ذلك قبل التكليف و قبل الوحي و لو جاز عليها صدور الذنب لذاتها لماجاز عليها الا لكونها مقتضية لذلك لذاتها و اذا كانت كذلك لمتقتض لضده لذاتها و لو اقتضت الضد حينئذ لوجب ( لموجب خ ) غير ذاتها لمتستحق مدحا عليه و قد ذكرنا سابقا انهم يحملون كلامنا اذا قلنا يمتنع صدور الذنب عنهم علي الامتناع العقلي يعني عدم كونه ممكنا مغالطة منهم او عدم معرفة منهم بالكلام و نحن قد بينا ان المراد بكلامنا عدم وقوع شئ من الذنوب منهم مع القدرة عليه و وجود دواعي التمكن من الذنب و لكن الخلق الالهي و الاستعداد الرباني و صفاء الروح و طيب الطينة و توالي الالطاف الالهية و التأييدات الصمدانية مستولية علي دواعي الذنوب و التمكن منها و الميل اليها استيلاء مانعا لاقتضائها لمتعلقاتها غير مستهلك لها بل الشخص باق علي حكم الاختيار و مرادي في اول الجواب انه انما لميستحق المدح علي عصمته لو كان كونه كذلك من الله تعالي و صنعه من غير اعتبار شئ من الشخص الخ ، ان الشئ المخلوق لايكون بسيطا كما قال الرضا عليه السلام ان الله لميجعل ( لميخلق خ ) شيئا فردا قائما بذاته للذي اراد من الدلالة عليه ( بل خ ) لايكون الا مركبا من وجود و ماهية و من ميل كل منهما الي الاستمداد من نوعه و من مقتضي الضدين نشأ الاختيار لانه التردد ( لتردد خ ) بين المقتضي الميلين و التكليف دائر مدار الاختيار نفيا و اثباتا و لا مناص عن هذا لاحد فانه لاينكره الا منكر لوجدانه مكابر لعقله و عيانه فمن عرف هذا كيف يمنع ان العصمة كون الشخص بحيث يمتنع منه الذنب بخاصية في نفسه او بدنه مع ما بينا من الاشارة الي نوع تخلق المعصوم و ان العصمة ثمرة تلك البنية الطاهرة لان تلك البنية مقتضية لظهور العصمة فيها و الي هذا الاشارة في قوله تعالي و
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 258 *»
انك لعلي خلق عظيم فافهم هذا الكلام المكرر المردد الميسر المذكر فهل من مدكر و اما النقل فلقوله تعالي قل انما انا بشر مثلكم يوحي الي و قوله تعالي لولا ان ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا فان الاية الاولي تدل علي ان النبي صلي الله عليه و آله مثل الامة في حق جواز صدور المعصية منه و الاية الثانية تدل علي ان الله تعالي ثبت علي عدم الركون اليهم و الا لركن اليهم ( فيكون الركون اليهم خ ) الذي هو ذنب غير ممتنع انتهي ، و جوابه اما قوله تعالي قل انما انا بشر مثلكم فالمراد انه سبحانه اظهره لهم في صورة المماثلة ليتم لهم الانتفاع بما هو مثلهم و لو خرج لهم علي ما هو عليه لميقدر احد من البشر ان ينظر اليه فضلا عن ان يكلمه او ينتفع به و ذلك كما قاله تعالي و لو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا و للبسنا عليهم ما يلبسون بمعني ( يعني خ ) انا ارسلنا اليهم ما هو مثلهم حتي اذا اتيهم بمعجز يشهد له صدقوه لانهم مثله و لايقدرون ان يأتوا بمثل ما اتي به و حتي ينتفعوا بمخاطبته لانه من جنسهم و بلسانهم و لو جعله الله ملكا كما اقترحوا عليه لكان اذا اتيهم بمعجز ( عند الملائكة خ ) قالوا الملائكة يقدرون علي مثل هذا فلايكون الله تعالي مصدقا لك باظهار هذا المعجز علي يديك و ليس ايضا بمعجز عند الملائكة و انما هو معجز بالنسبة الي نوعنا و ماقدروا ( لماقدروا خ ) ايضا ان يتلقوا منه لان لسانه غير لسانهم و جنسه غير جنسهم فلو جعله الله ملكا لاقتضي اللطف بالعباد و الحكمة جعله رجلا ليتم فائدة البعثة بالمماثلة و الاتيان بالمعجزات الباهرة ينافي المماثلة كما هو الواقع فاثبت لهم العبودية بالاقرار بما يعملونه اخبرهم بانه ( باني خ ) لاادعي الاتيان بما اتيكم ( اتيتكم خ ) به من نفسه و انما هو من الله اوحي الي ما اوحي و ليس المراد من الاية اني مثلكم يعني اكون مساويا لكم في الحقيقة و انما الفرق بيننا بالوحي و انما المراد الاعتراف بالعبودية لدفع توهم المشركين و المنافقين عليه دعوي الربوبية و اما قوله تعالي قالت لهم رسلهم ان نحن الا بشر مثلكم و لكن الله يمن علي من يشاء من عباده فهو من ( علي خ ) نحو ما ذكرنا و قوله تعالي و لكن الله يمن الخ ، مثل قوله يوحي الي لانا اذا قلنا ان العبد المعصوم يستحق التأييد و
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 259 *»
الوحي و التقرب ( التقريب خ ) و العصمة و غير ذلك لانريد به ان ذلك له باصل الكون او الامكان بل نريد ان الله سبحانه لايخلق شيئا من خلقه بمقتضي محض فعله خاصة و الا لتساوي المخلوقات لان نسبتها اليه علي السواء بل لاتحد المخلوق و لميحصل ( التعدد خ ) لان التعدد انما نشأ من القوابل المختلفة و المشخصات المتكثرة المتغايرة و انما نريد ان كل خير فهو من فضل الله و فعله علي جهة الابتداء و التفضل الا انه يضع الاشياء علي مقتضي الحكمة لا علي الاهمال و العبث كما يزعمه الزعيم و الا لزم لو كان الصنع بمقتضي محض فعله او علي جهة الاهمال و الاتفاق و العبث ان يسعد الشقي و يشقي السعيد و يبعد القريب و يقرب البعيد و يخلف الوعد و الوعيد و يظلم العبيد بمعني انه كان منه ذلك او يكون لا بمعني انه يمكن له و يقدر عليه فانا نعلم و نعتقد انه تعالي علي كل شئ قدير لايعجزه شئ و لكن نريد انه فعل ذلك او يفعله و تعالي عن ذلك علوا كبيرا قال عليه السلام و انما يعجل من يخاف الفوت و انما يحتاج الي الظلم الضعيف ، فاذا ثبت في اللطف و الحكمة انه يضع الاشياء المستحقة ( المستحقات خ ) مواضعها علي قدر الاستحقاق كما هو شان المدبر الحكيم الخبير العليم كما اشار اليه من قوله تعالي و لو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض و لكن ينزل بقدر ما يشاء انه بعباده خبير بصير كان الشخص المخلوق لو لميكن اهلا لما اعطاه الله من العصمة و الوحي و غير ذلك لبغي في الارض و ادعي ما ليس له من الربوبية و هذا هو السر في كتمان الاسم الاعظم الاكبر عن غير اهل العصمة لان الاسم لو وقع عند غير اهله لافسد النظام و اهلك الانام فلو كانت المماثلة في الحقيقة و في اصل الخلقة لزم ما قلنا و لاينافي ما قلنا ان كل خير فمن الله ابتداء فافهم ألاتري ان الوحي لاينزل علي الشيطان ( الشياطين خ ) و لا علي المفسدين و انما ينزل علي من هو اهل لذلك لاصل فطرته الله اعلم حيث يجعل رسالته و اما قوله تعالي و لولا ان ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا فروي انه لما كان يوم الفتح اخرج رسول الله صلي الله عليه و آله اصناما من المسجد و كان منها ( هيهنا خ ) صنم علي المروة و طلب اليه قريش ان يترك
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 260 *»
( يتركه خ ) و كان مستحيا فهم بتركه ثم امر بكسره فنزلت ، و كانت عادته عزوجل مع رسوله صلي الله عليه و آله فعل ما يرفع التوهم فيه عنه و يحبب القلوب الي طريقته و حسن سيرته و كان صلي الله عليه و آله لاينطق الا عن امر الله و لايتقول شيئا قليلا او كثيرا علي الله تعالي و لايسبق فكره و قلبه ارادة الله ابدا و انما هو تابع لامره في قوله و عمله و سره و علانيته و لميأمره الله تعالي بكسر ذلك الصنم و لا اخراجه و قد اعلمه الله حقايق الاشياء و اطلعه علي اسرار الخليقة و مما اراه الله تعالي ان الاشياء مرهونة باوقاتها فلما لميأمره ( الله خ ) بكسره و لا باخراجه انتظر نزول مراد الله فيه فهم بتركه حتي ينزل مراد الله تعالي فيه ثم امر بكسره فكسره و قوله و لولا ان ثبتناك الاية ، يراد منه ان تركه الصنم انتظارا لمراد الله لميكن قبل سؤال قريش ليعلم الناس انه تركه انتظارا لامر الله و انما كان سؤالهم قبل الترك فاذا تركه بعد سؤالهم علم الناس انه صلي الله عليه و آله اطاعهم في الجملة و حصل منه ركون ما اليهم فبادر سبحانه بامره لنبيه صلي الله عليه و آله قبل ان يحصل عند الناس انه حصل منه ميل لان الناس لايعلمون ما في قلبه و انما يعرفون ( يعلمون خ ) ما ظهر من فعله و ليس همه ( بتركه خ ) اجابة لهم و انما هو لانتظار امر الله و هو صلي الله عليه و آله لايسبقه بالقول و هو بامره يعمل و لو اظهر هذا المعني لماقبله الناس فخاطبه بخطاب غيره لان هذه الاية نزلت من قبيل اياك اعني و اسمعي يا جارة فقال ( فقوله خ ) و لولا ان ثبتناك يعني بان امرناك بكسره لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا يعني لولا ان ثبتنا ما يظهر من فعلك علي ظاهر الصواب لقد كان يظن بسبب تركك انك ركنت اليهم شيئا قليلا و لو فعلت ذلك مع ما قربناك و علمناك ان الركون اليهم شرك مثل قوله تعالي لئن اشركت ليحبطن عملك و ايدناك حتي لاتخشي احدا الا الله و قويناك علي من عاداك اذا لاذقناك ضعف الحيوة و ضعف الممات اي ضعف عذاب الحيوة في الدنيا و ضعف عذاب الممات في الاخرة و لما كان الخطاب له و المقصود غيره قال لما نزلت هذه الاية تنبيها للغير و تعليما لهم بالانقطاع الي الله سبحانه و البراءة من الحول و القوة قال (ص) اللهم لاتكلني
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 261 *»
الي نفسي طرفة عين ابدا قال في الكشاف في تفسير هذه الاية و لولا ان ثبتناك الاية ، و هذا تهييج من الله له و فضل و تثبيت و في ذلك لطف للمؤمنين و قال ( و اما خ ) بعد قوله اذا لاذقناك الاية و في ذكر الكيدودة دليل علي ان القبيح يعظم قبحه بمقدار عظم شأن فاعله و ارتفاع منزلته و من ثم استعظم مشائخ العدل و التوحيد نسبة المجبرة القبائح الي الله تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا و فيه دليل علي ان ( انه ادني خ ) مداهنة للغواة مضادة لله و خروج من ولايته و سبب موجب لغضبه و نكاله الخ انتهي ، اقول الامر كما قال و هو يدل علي تنزه مقام النبوة عن ادني ما فيه نوع وهن و لقد وردت الروايات المتعددة ان هذه الاية و ما اشبهها مما فيه شائبة عتاب له صلي الله عليه و آله انما نزلت باياك اعني و اسمعي يا جارة لانه لما كان المعني بها و امثالها الامة خاطب بها نبيه صلي الله عليه و آله و المعني لامته و انما قال تعالي ضعف الحيوة و ضعف الممات و المعني لغيره و لايكون الضعف الا اذا كان المعني له لان الخطاب لما توجه له ذكر له حكم نفسه تشديدا في التخويف و لطفا في التكليف فيقول من دونه اذا كان هذا حاله لو ركن اليهم شيئا قليلا مع شرفه و قربه من ربه و خلق الاشياء كلها له فكيف حال من سواه فيكون لطفا في التكليف.
خاتمة اعلم وفقك الله انه قد سئلني بعض السادات الاجلاء عن مسئلة اشتهرت عن المخالفين اوردت علي الامامية في اعتقادهم وجوب عصمة الامام و عدم جواز خلو الزمان من المعصوم مع خلوه الان من المعصوم ( و الاكتفاء بالاخذ من علمائهم مع عدم عصمتهم و جواز ذلك ينافي اعتقادهم و عدم جواز خلو الزمان من المعصوم خ ) فكتبت جوابه فاحببت ان الحقه بهذه المسئلة ليكون خاتمة له و صورة السؤال :
ما حاجة المكلفين الي عصمة المعصوم عليه السلام و يتفرع عليه انه ان كانت الحاجة ( الي ذلك خ ) للامن من الخطاء في التبليغ الي المكلفين ليعبدوا ربهم باليقين لانه لايعبد بالشك و التخمين اذا امكن عبادته باليقين الصرف و لايقبلها علي حرف لزم عدم جواز خلو الزمان في كل آن من معصوم ظاهر
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 262 *»
يتلقون عنه الاوامر و النواهي لان ذلك لطف في التكليف و رأفة عند التعريف و لزم عدم جواز الاخذ عن غير المعصوم للعلة المذكورة و هذا خلاف الواقع في هذا الزمان و وقوع ذلك مع اعتقاد انه تعالي لايخل بواجب في الحكمة دليل علي عدم احتياجهم الي متصف بالعصمة و ثبوت ذلك دليل علي جواز الخطاء و الغفلة علي الوسائط بين الله و بين خلقه المستلزم لهدم بنيان مثبتيها و تزعزع اركان مدعيها.
اقول ( الجواب خ ) اعلم ان جواب هذه المسئلة المشكلة مع جميع ما يتفرع عليها يتوقف علي تقديم اشارة الي كلمات ينكشف بها لاولي الالباب صريح الجواب فاقول و من الله الهام الصواب و اليه المرجع و الماب اعلم ان الله سبحانه لما كان كنهه تفريقا بينه و بين خلقه و غيوره تحديدا لما سواه كان لايعلم احد كيف هو لا في سر و لا علانية الا بما دل علي ذاته بذاته و لايعرفه احد الا بما تعرف به اليه فهو الدليل و المدلول عليه و في كل ما وصلت اليه الافهام و حامت حوله الاوهام فهو مثلها مردود عليها و حيث احب من عباده ان يعرفوه و طلب منهم ان يعبدوه تأصيلا للرحمة و اسباغا للنعمة و كانوا لايعرفون ما يليق بعز جلاله و انما يعرفون ما يليق بهم وجب في الحكمة ان يبعث اليهم روحا خميصة من امره و ان يلبسه قالبا من بشريتهم ليجانسهم و يؤانسهم بظاهره كاملا قويا في باطنه يقدر علي التلقي و التعريف الالهي تاما قويا في ظاهره يقدر علي ترجمة التعريف و الوحي بلسانهم قال تعالي و لو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا و قال تعالي و ماارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم و المراد بوجوب ذلك في الحكمة وجوبه في عالم الامكان و الحدوث و معناه لايجري الامكان الا علي مقتضي الحكمة و لايخرج الموجود الحادث في كل رتبة من تطوراته الا مبينا مشروحا علي اكمل وجه في البيان في كل رتبة بحسبها فما بطن خفي ظاهر ( ظاهرا خ ) بيانه و ما ظهر استعلن برهانه و حيث كان ذلك التعريف الذي هو مبدء التكليف سببا و سبيلا بين مختلفين في كل جهة من كل جهة لما لوحنا لك ان الوجوب بخلاف الحدوث و لانريد انه
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 263 *»
بعكسه فيعرف بضده اذ لا ضد له كالحرارة و الرطوبة مثلا فان الحرارة تعرف بالبرودة و الرطوبة باليبوسة علي انه لو كان كذلك لميكن عنه شئ منه بل نريد انها ليست كمثله اذ لا ند له فيكون في عزه و غناه مشاركا و في ذاته و صفاته و افعاله مماثلا سبحان ربك رب العزة عما يصفون و كان الترجمان الواسطة بين المختلفين موافقا بجهته العليا للتكليف و مبدئه و تلقيه و بجهته السفلي للتبليغ و التعريف و كان ذلك التعريف ( التكليف خ ) علي ما هم ( هو خ ) عليه و مذكورون به في المشية فجري هناك بذكرهم علي ما لايعرفونه من انفسهم هذا ( هنا خ ) لانه في الحقيقة ثناء من ( علي ما خ ) لايعرفونه الا بما وصف لهم نفسه علي لسان الترجمان وجب في الحكمة ان نعتبر عصمة الترجمان في التبليغ اذ لو جاز عليه الخطاء لجاز ان يكون فيما بلغ غير ما امر به و هو غير ما يراد منهم فلايجب قبول شئ من قوله لانه اذا جاز في مسئلة جاز في اخري فاما ان يلزم من ذلك قول البراهمة او يرتفع التكليف اذ لا فرق حينئذ بينهم و بينه و قد ثبت بطلان قول البراهمة و ثبت بقاء التكليف و به دار الفلك فثبتت الحاجة الي عصمة الترجمان عن الله تعالي ثم لما كان مقتضي القدر و القضاء الالهيين الجاريين علي مقتضي الحكمة في ايجاد الموجودات عدم بقاء هذا الترجمان الي انقضاء وقت التكليف لسبب ( بسبب خ ) يطول ببيانه الكلام و كانت الاوامر و النواهي المتعلقان بافعال المكلفين غير محصورة لكثرتها لتجدد الحوادث و الوقائع ما دام التكليف باقيا وجب في الحكمة ان يكون لها حافظ عن التغيير و التبديل و التلف بسهو او نسيان او جهل او موت او غير ذلك و من كان كذلك وجب ان يعتبر فيه ما يعتبر في الترجمان من الحفظ و الفهم و قوة الباطن في التحمل و التلقي عنه لانه يأخذ عنه بالجهة التي اخذ بها الترجمان عن الله تعالي و قوة الظاهر في الاداء و العصمة للامن من الخطا و الاخلال بالواجب كما ذكر في الترجمان و ذلك لان الترجمان لما وجب عليه ان يلقيها الي الحافظ لئلايضيع من في الاصلاب و الارحام و يرتفع التكليف و كانت لاينحصر بالعد و لايضبطها حد ( الجد خ ) وجب عليه ان يلقيها اصولا و قواعد
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 264 *»
كما القيت اليه كذلك في جوامع الكلم الي الحافظ و قد فعل و لهذا قال الحافظ لما سئل عما اوعز اليه حين ناجاه طويلا قال علمني الف باب من العلم ينفتح لي من كل باب الف باب و كذلك ما اشتملت عليه الجفر و الجامعة و الغابر و المزبور و مصحف فاطمة عليها السلام و نور ليلة القدر و العمود النور و الاسم الاكبر و الرجم و غير ذلك مما كتبه عنه باملائه و كلها اصول و ضوابط تنطبق علي افراد من المسائل لاتكاد تتناهي و اخراجها من اكمام غيب الضوابط و الكليات علي طبق الواقع لايمكن الا بتلك القوة الالهية مع العصمة و تسديد الملك المحدث و الا جاز عليه التغيير و التبديل فلايكون حافظا و لايجب الاخذ عنه كما مر في الترجمان حرفا بحرف لان تفصيل تلك الجمل علي طبق مراد الله الذي هو حكم الله في نفس الامر ليس في وسع البشر ليستغني عن الكشف الرباني الملابس للعصمة و هكذا حكم كل مستحفظ بعد مستحفظ و هذه سنة الله التي قد خلت في عباده فلنتجد لسنة الله تبديلا و لنتجد لسنة الله تحويلا و في اخبارهم ذلك ( و في اخبارنا ذلك و في اخبارهم خ ) فمنها ( فمنه خ ) ما رواه ابوليث الواقدي عن النبي صلي الله عليه و آله في غزوة اوطاس قال صلي الله عليه و آله لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل حتي لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه الحديث ، و كانت الانبياء مع اوصيائهم علي هذه السنن منذ اهبط الله ادم الي زمان نبينا صلي الله عليه و آله حتي امره الله ان يخبر عن نفسه بجريه علي ذلك السنن فقال تعالي قل ماكنت بدعا من الرسل فكانت الحجة لله علي عباده قائمة من العقول و الرسل قبل الخلق و مع الخلق و بعد الخلق اذ في كل وقت لايخلو العالم من غوث و هو محل نظر الله من العالم و هو المستحفظ المشار اليه و اما في هذا الزمان فانا انما لمنشترط العصمة في كل واحد من العلماء الذين هم وسائط بين الرعية و الراعين كما اشار تعالي اليه بتأويل قوله و جعلنا بينهم و بين القري التي باركنا فيها قري ظاهرة و القري الظاهرة هم العلماء علي احد التأويلين لانهم لايراد منهم التلقي عن الله و تفصيل الجمل علي طبق مراد الله في نفس الامر كما في الترجمان و الحافظ و انما يراد منهم
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 265 *»
نقل ما فصل لهم و حمل ما وصل اليهم و ان كانوا يستنبطون الاحكام من كلام الترجمان و الحافظ المنقول اليهم بالنقل المعتبر لان افهامهم تدور مدار مرادهما ( تدور مدارهما خ ) و تحوم حول كلامهما لتحصيل ما قصداه فافهامهم محبوسة علي ما هو مرادهما بحسب ما يفهمون لميطلبوا غير ما ارادا بكل ما يقدرون عليه ليتبعوهما في هداهما قد قصروا نظرهم ( انظارهم خ ) في اتباعهما فاغني وجود العصمة في المتبوع و الاصل عن وجودها في التابع و الفرع فان ذلك اذا كان التابع محفوظا مفصلا عند المتبوع لايضر تجويز خطاء التابع لانه اذا اخطأ واحد منهم لميخط غيره فلميخرج عن مستقره نعم يشترط حصول اثرها اعني اصابة الواقع في المجموع و هو قطعي الحصول لانهم قد حصروا بعقولهم جميع ما يحتمله كلامهما علي ما ضبطاه لهم من الاصول فلميخرج مرادهما عن اقوالهم و قد نص الترجمان علي هذا بقوله لاتزال طائفة من امتي علي الحق حتي تقوم الساعة كما يشترط حصولها اي العصمة في ( من خ ) المستحفظ لاتحاده و الاصل في ذلك اعني الاكتفاء بالتكليف المنقول المفصل من دون اعتبار العصمة في هذا الحامل انه و ان كان مفصلا و مفرعا الا انه طالب لمراد المستحفظ من الجهة الجامعة بينهما و هي الجهة البشرية التي قلنا انها جهة المجانسة و المؤانسة لانهم يعرفون احكامها بخلاف الجهة العليا من المستحفظ التي لايعرفون احكامها فان شرط قبول التكليف بما لايعرفون وجود العصمة ليلتزموا باحكامها فلاجل ما قررنا اشترطنا وجود العصمة في التلقي من جهة الوحي لئلايجوز عليه تلقي ما لايفهم ( ما لايجوز يفهم خ ) و ما لايراد منه و في الاداء و التبليغ لئلايجوز عليه تبليغ ما لايراد منه من تفصيل تلك الجمل اذ لايعرف تفصيلها غيره فيريد غير المراد و لو كنا نعرف تفصيلها لمنشترط فيه لها العصمة لانا نقومه اذا اعوج و نسدده اذا ازاغ و لمنشترط ذلك في تلقي ما فصله الحافظ لما قلنا من انا نعرف احكام جهتنا ( جهتها خ ) و هو انما فصلها لنا علي ما نفهم و لانه مسدد لنا كما قال الصادق عليه السلام ان الارض لاتخلو عن حجة كيما ان زاد المؤمنون ردهم و ان نقصوا اتمه لهم ه . هذا مع حفظ اصله
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 266 *»
علي ان الدليل القاطع قد قام علي وجود المستحفظ في هذا الزمان لما قلنا ان العالم لايجوز ان يخلو عن قطب و غوث و هو محل نظر الله من العالم و الاخبار المتواترة معني ( تعني خ ) بذلك و ان كان مستترا بعينه فان نور وجوده في قلوب شيعته و لقد ورد في الاثر المعتبر انهم ينتفعون في غيبته ( بوجوده خ ) كما ينتفع الناس بضوء الشمس اذا غيبها السحاب يعني انه (ع) في غيبته كالشمس اذا غيبها السحاب فان النهار موجود لوجود ضيائها و لو لمتكن موجودة لميوجد ضياء النهار عادة فعلي هذا لميستغن عن العصمة اما بعينها و ضيائها كما في الترجمان و المستحفظ و اما بضيائها كما في العلماء الاخذين عنه و لو فقدت اصلا لفقدت (فقد خ) الادراك المجزي لعدم النور اصلا و من لميجعل الله له نورا فما له من نور ( و كتب العبد المسكين احمد بن زينالدين و الحمد لله رب العالمين هذا اخر ما حضر اثباته من كتابة المسئلة الاولي مما امر بكتابته الجناب الحضرة العالية الجناب خلد الله سلطانه و انار برهانه و اعلي قدره و شانه و رفع مكانته و مكانه انه علي كل شئ قدير و بالاجابة جدير خ ) و الحمد لله رب العالمين و صلي الله علي محمد و آله (الطيبين خ) الطاهرين (المعصومين خ) .
المسئلة الثانية في الرجعة في ذكر رجعة محمد و اهل بيته الطاهرين و شيعتهم و اعدائهم الي الدنيا و ذكر ما يرتبط بذلك و ما يتعلق به علي جهة الاختصار و الاقتصار .
مقدمة اعلم ان الرجعة سر من سر الله و القول بها ثمرة الايمان بالغيب و المراد بها رجوع الائمة عليهم السلام و شيعتهم و اعدائهم ممن محض من الفريقين الايمان او الكفر محضا و لميكن ممن اهلكه الله في الدنيا بالعذاب فان من اهلكه الله في الدنيا بالعذاب لايرجع الي الدنيا قال الله تعالي و حرام علي قرية اهلكناها انهم لايرجعون روي القمي عنهما عليهما السلام انهما قالا كل قرية اهلك الله اهلها بالعذاب لايرجعون في الرجعة و روي الطبرسي في مجمعالبيان عن الباقر عليه السلام قال كل قرية اهلكها الله بعذاب فانهم لايرجعون الا اذا كان لهم قصاص كما لو قتلوا ظلما و لميكونوا ماحضين
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 267 *»
للايمان او الكفر فانهم يرجعون مع قاتليهم فيقتلوا قاتليهم و يعيشون بعد ان يقتصوا منهم ثلثين شهرا ثم يموتون في ليلة واحدة و هو الحشر الاول الذي اشار اليه سبحانه بقوله و يوم نحشر من كل امة فوجا ممن يكذب باياتنا فهم يوزعون و هو قول الصادق عليه السلام و الدليل علي ان هذا في الرجعة قوله تعالي و يوم نحشر من كل امة فوجا ممن يكذب بآياتنا قال (ع) الايات اميرالمؤمنين و الائمة عليه و عليهم السلام فقال الرجل ان العامة تزعم ان قوله تعالي و يوم نحشر من كل امة فوجا عني في يوم القيمة فقال عليه السلام فيحشر الله عز و جل يوم القيمة من كل امة فوجا و يدع الباقين لا و لكنه في الرجعة و اما اية القيمة فهي و حشرناهم فلمنغادر منهم احدا و عنه عليه السلام ليس احد من المؤمنين قتل الا و يرجع حتي يموت و لايرجع الا من محض الايمان محضا و محض الكفر محضا و في الكافي عنه عليه السلام في قوله تعالي بعثنا عليكم عبادا لنا اولي بأس شديد انهم قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم عليه السلام فلايدعون وترا لآلمحمد الا قتلوه الحديث ، و بقوله ( في قوله خ ) تعالي يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشي الناس هذا عذاب اليم في حديث اشراط الساعة عنه (ص) اول الايات الدخان و نزول عيسي و نار تخرج من قعر عدن ابين تسوق الناس الي المحشر قيل و ما الدخان فتلا رسول الله صلي الله عليه و آله هذه الاية و قال يملأ ما بين المشرق و المغرب يمكث اربعين يوما و ليلة اما المؤمن فيصيبه كهيئة الزكام و اما الكافر فهو كالسكران يخرج من منخريه و اذنيه و دبره و في تفسير علي بن ابراهيم قال ذلك في الرجعة من القبر الي ان قال ثم قال انا كاشفوا العذاب قليلا انكم عائدون يعني الي القيمة و لو كان قوله تعالي يوم تأتي السماء بدخان مبين في القيمة لميقل انكم عائدون لانه ليس بعد الاخرة و القيمة حالة يعودون اليها ثم قال يوم نبطش البطشة الكبري يعني في القيمة انا منتقمون انتهي ، اقول قوله من قعر عدن ابين بسكون الباء الموحدة و فتح المثناة التحتانية اسم رجل و هو الثاني من الاعرابيين و عدن اسم موضع يعني ان النار التي تسوق الناس من مسببات مضمرات فتن باطن ذلك
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 268 *»
الاعرابي و بالجملة فالرجعة قول الاكثرين من الامامية للاخبار المتكثرة المتواترة معني و الايات الكثيرة و قد انكرها بعض الامامية يقال و لميثبت الا خروج القائم (ع) لانه من المجمع عليه بين المسلمين و ان اختلفوا في القائم علي ثلثة اقوال فمنهم من قال هو عيسي بن مريم عليه السلام و منهم من قال هو المهدي من بنيالعباس كما رجحه ابنحجر في الصواعق و منهم من قال هو محمد بن الحسن العسكري عليه السلام و هو قول جميع الشيعة و قليل من الجمهور و ممن نفي هو وجودها الشيخ المفيد و حمل ما دل عليها علي خصوص قيام القائم عليه السلام و طرح اكثر الروايات بالتضعيف و مما يشير الي ذلك قوله في اخر كتابه الارشاد و ليس بعد دولة القائم عليه السلام من قيام الا ما جاءت به الرواية ( الروايات خ ) و لمترد به علي القطع و الثبات و اكثر الروايات انه لميمضي (لميمض ظ) مهدي هذه الامة عليه السلام الا قبل القيمة باربعين ( اربعين خ ) يوما يكون فيها الهرج و المرج و علامة خروج الاموات و قيام الساعة للحساب و الله اعلم بما يكون انتهي ، و اما الجمهور فانهم ينكرون الرجعة اشد الانكار و يشنعون علي الشيعة و ينسبونهم في القول بذلك الي الابتداع قال ابنالاثير في النهاية و الرجعة مذهب قوم من العرب في الجاهلية معروف عندهم و مذهب طائفة من فرق المسلمين من اولي البدع و الاهواء يقولون ان الميت يرجع الي الدنيا و يكون فيها حيا كما كان و من جملتهم طائفة من الرافضة يقولون ان علي بن ابيطالب (ع) مستتر في السحاب فلايخرج مع من خرج من ولده حتي ينادي مناد من السماء اخرج مع فلان و يشهد لهذا المذهب السوء قوله تعالي حتي اذا جاء احدهم الموت قال رب ارجعوني لعلي اعمل صالحا فيما تركت يريد الكفار نحمد الله علي الهداية و الايمان انتهي ، و اعلم ان المخالفين كانوا في الصدر الاول كثيرا ما يخافون علي بن ابيطالب عليه السلام ليصرفوا وجوه الناس عنه اليهم فكانوا يسئلون عن
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 269 *»
احكامه و اعتقاداته فيقولون بخلافها و يتكلفون الادلة علي بدعتهم و يأولون ما يوافق المذهب الحق و يوردون الشبهة ( الشبه خ ) التي تخفي علي العامة في صورة الحق دليلا لهم علي من لايفهم و عذرا لهم عند من يفهم فنصبوا ائمة الهدي عليهم السلام ادلة الحق الموصلة الي طريق الرشاد و النافية لحجج اهل الخلاف و العناد ما بين مجملات و قواعد و مفصلات و شواهد فمن المجملات و القواعد ما امروا به و جعلوه اصلا ينفتح به الف باب و هو قولهم صلي الله عليهم خذ بما خالف القوم فان الرشد في خلافهم و العلة في ذلك ان خلافهم هو قول علي عليه السلام و اعتقاده و الرجعة من ذلك ( لانها خ ) لما اخبر بها هو و اهل بيته (ع) انكروها غاية الانكار و اوردوا عليها الشبهة ( الشبه خ ) تمويها علي الحق بالباطل فمن ذلك قالوا ان القول بالرجعة ينافي ثبوت التكليف لان من يرجع الي الدنيا فهو راجع الي دار التكليف فان قلتم بتكليفه ثانيا بعد انقطاع التكليف عنه قلنا الاصل برائة ذمته من اصل التكليف حتي يثبت بالدليل و انما ثبت قبل الموت باخبار من شهدت له المعاجز الظاهرة بالتصديق من الله تعالي و لايثبت بعد ارتفاعه بالاتفاق الا بمثل ذلك و قد اجمع المسلمون علي ان محمدا صلي الله عليه و آله خاتم النبيين فلا نبي بعده و ان قلتم انه ليس بمكلف فقد نقضتم قولكم بانه يرجع لاقامة الدين و الجهاد في سبيل الله حتي تملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما و ان قلتم الرجوع للجزاء فهو خلاف الاجماع لان الجزاء انما هو في يوم القيمة يوم الدين اجماعا فلايصح القول بالرجعة و من ذلك قولهم انه يلزم منه القول بالتناسخ و القول بالتناسخ كفر و ذلك لانهم لايرجعون ( يرجعون خ ) علي هذه الحالة في الدنيا و اجسادهم قد فنيت في قبورهم و لميبق منها الا الطينة الاصلية و هي لطيفة مثل عالم الاخرة فاذا رجعوا في الدنيا رجعوا في غيرها و هو قول بالتناسخ و ان قلتم يرجعون فيها لزم انهم يكونون ( ان يكونوا خ ) علي غير حالهم في الدنيا فلايكون بينهم و بين الموجودين في ذلك الزمان مجانسة و لا مؤانسة و لايتم ما تدعون الا بالمجانسة ( و المؤانسة خ ) و يلزم منها ( منه خ ) التناسخ و من ذلك
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 270 *»
انهم قالوا انهم ماماتوا في الدنيا الا بعد فناء اجالهم و ارزاقهم لانهم قبل فناء اجالهم و ارزاقهم لايموتون بل كما قال تعالي اولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب فيستحيل رجوعهم بغير اجال و ( لا خ ) ارزاق و من ذلك ( انهم خ ) قالوا لو رجعوا الي الدنيا جاز ان يتوب يزيد و الشمر و عبدالرحمن بن ملجم و اضرابهم فاذا تابوا وجب ( علي الله سبحانه خ ) قبول توبتهم فيصيروا الي طاعة الامام فيجب عليكم ان تتولوهم فاذا جاز ذلك لميجز لكم الان في هذه الدنيا لعنهم و البراءة منهم لجواز ان يصيروا الي اهل ولايتكم فان قلتم انهم قد يئسوا من قبول التوبة فلايحتمل فيهم قلنا ان دواعي معاصيهم قد ارتفعت و لاسيما مع علمهم بما سلف من تعذيبهم الي وقت الرجعة و من ذلك ان ( انهم قالوا خ ) الرجعة لو كانت حقا لوجب ذكرها في شروط الاسلام مع ان المذكور في شرائط الاسلام انما هو الايمان بالله و رسله و كتبه و اليوم الاخر و هو يوم القيمة و من ذلك قولهم ان قولكم بالرجعة ( انما هو خ ) من غير دليل يعتمد عليه لان ما يستدلون به اخبار احاد ضعيفة في اسانيدها و في دلالتها اما في اسانيدها فظاهر ( لانه خ ) لميروه احد من الصحابة المعتمدين و الا لروته العلماء في صحاحهم و اما في دلالتها فعلي ( فرض خ ) تسليم قبولها من جهة الورود فليست صريحة في الدلالة بل يحتمل ان المراد برجوع الدولة رجوعها عند قيام القائم الموعود به في اخر الزمان و نحن نقول به كما ورد في الصحاح قوله صلي الله عليه و آله لو لميبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتي يخرج رجل من ولدي اسمه كاسمي و اسم ابيه كاسم ابي فيملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما و من ذلك ( انهم قالوا خ ) انه قال صلي الله عليه و آله من مات فقد قامت قيامته ه . فلو رجع الي الدنيا لمتقم قيامته و الا لمارجع الي الدنيا و من ذلك ( انهم قالوا خ ) ان يوم موت الانسان اول يوم من الاخرة و اخر يوم من الدنيا فلو رجع لكان يوم موته ليس اول يوم من الاخرة و اخر يوم من الدنيا بل هو من وسط الدنيا و امثال ذلك و من ذلك ( انهم قالوا خ ) انها تنافي التكليف لان التكليف شرطه الاختيار
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 271 *»
كما يقولونه و اذا كان القائم عليه السلام يملأها قسطا و عدلا كان ملجأ الي فعل الطاعات و الامتناع من المعاصي و ذلك ينافي التكليف و الجواب عن الاول ان العلة الموجبة للتكليف في الدنيا موجودة بعينها في الاولي التي هي الرجعة لان الدنيا و الاولي التي هي الرجعة هي دار المتاع و الاستعداد للمعاد يوم القيمة و ذلك ظاهر لمن عرف علة تركيب الاجسام من العناصر المختلفة المتضادة و الاعراض المتغيرة الموجبة لعدم البقاء الدالة علي ارادة الاختيار بذلك التغيير ( التغير خ ) ليهلك من هلك عن بينة و يحيي من حي عن بينة و انقطاع التكليف في دار الدنيا لايدل علي عدمه بعدها لجواز ان يكون انقطاعه الي اجل محدود لسبق علم الله برجوعه فهو مكتوب في اللوح المحفوظ لانه هو مقتضي كونه في دار التكليف و هذا الكون فرع التركيب من العناصر و الاعراض المتغيرة و التكليف انما هو لتعديل نظام احوال المكلف المختلفة لاختلاف التركيب ( التراكيب خ ) و الاعراض الذي هو المتاع لسفر الاخرة التي هي دار الجزاء و ما ذكرنا هو الاصل الاول فيستصحب بقاؤه بشغل ذمته ( لشغل الذمة خ ) به للعلة المذكورة و لو سلمنا توقفه علي اخبار من شهدت له المعاجز فهو موجود مستكمل لجميع الشرائط ما خلا النبوة لما قررنا في المسئلة الاولي في ذكر الحافظ و اشتراطنا فيه جميع شرائط التلقي و الاداء و التبليغ بشهادة الاخبار و الاجماع و المعاجز الباهرة التي يأتي عليه السلام بها كمعاجز النبي صلي الله عليه و آله و الرجعة عندنا دار تكليف لا دار جزاء فان قلت انكم تروون ان الحسين عليه السلام في الرجعة هو الذي يحاسب الخلق عن امر رسول الله صلي الله عليه و آله عن الله تعالي و ان ما في الاخرة فانما هو بعث ( بعد البعث خ ) الي الجنة و بعث الي النار و هذا ينافي نص القرءان و السنة و الاجماع علي ان الجزاء انما هو في الاخرة قلت قد ثبت عقلا و نقلا و وجدانا ان الجزاء اوقاته مختلفة باختلاف مراتب اسبابه و مسبباته فمنه ما يكون في الدنيا و منه ما يكون في البرزخ و منه ما يكون في الاخرة و ما ينسب في الرواية المشار اليها الي الحسين صلوات الله
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 272 *»
عليه من الحساب و المجازات فهو فيما يتعلق بالرجعة سواء جعلتها من الدنيا ام من البرزخ و ما اشرت اليه هو ما يكون وقته يوم القيمة فيبطل ( فبطل خ ) بما ذكرنا دليل النفي و الجواب عن الثاني في انه انما يلزم القول بالتناسخ لو قلنا بان الارواح ترجع في غير اجسادها و اما اذا كانت ترجع في اجسادها فاين التناسخ بل هو كما تقولون به يوم القيمة و قولكم في انه لميبق في قبورهم الا الطينة الاصلية يوم القيمة هو جوابنا لكم في الرجعة و في الدنيا لان الطينة الاصلية تلبس في كل عالم من اعراض مكانه و وقته فيمزجها في كل عالم ما هو منه ففي الدنيا ( تلبس خ ) بما فيها من الكثائف و في البرزخ ( و ما في البرازخ خ ) بما فيه من الامور البرزخية و ( و في خ ) الاخرة بما فيها من اللطائف و علي ما بينا يرجعون علي حال اهل الرجعة و تحصل ( تحصيل خ ) المجانسة و المؤانسة و لايلزم منه القول بالتناسخ و الا لزم القول به في الدنيا اذ لا فرق بينهما و الجواب عن الثالث انهم ماتوا بعد فناء اجالهم و ارزاقهم المكتوبة لهم في الدنيا و اذا رجعوا عاشوا باجالهم و ارزاقهم المكتوبة لهم في الرجعة كما كان في عزير و في الذين خرجوا من ديارهم و هم الوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم احياهم و في السبعين الذين سئلوا موسي ان يريهم الله تعالي فاخذتهم الصاعقة و الجواب عن الرابع انهم لايتوبون عن صدق و ليس حالهم في الرجعة من جواز التوبة و ذهاب اسباب العناد و النفاق و معاينة العذاب و الندم علي ما فعلوا باشد منهم يوم القيمة و قد اخبر الله سبحانه بانهم يكذبون فيما يدعون من التوبة في قوله عزوجل و لو تري اذ وقفوا علي النار فقالوا يا ليتنا نرد و لانكذب بايات ربنا و نكون من المؤمنين فكذبهم الله العليم باحوال خلقه و بما هم صائرون اليه فقال بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل و لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه و انهم لكاذبون ، فان قلت ان اهل القيمة انما لمتقبل توبتهم لانهم في دار ليس فيها تكليف بخلاف الرجعة فانها عندكم انها دار التكليف فيقبل منهم ما
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 273 *»
لايقبل من اهل الاخرة قلت ان الله قد حكم في كتابه بتعذيبهم و تخليدهم في النار علي جهة الحتم و البت فقال تعالي و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه و اعد له جهنم و ساءت مصيرا و هو عز و جل يعلم انه يمكن في حقهم ايقاع التوبة و لكنه حكم بعدم قبولها ممن قتل مؤمنا متعمدا لاجل ايمانه و الله سبحانه يحكم لا معقب لحكمه و معقول هذا ان من يقدم علي ( هذا خ ) الحنث العظيم لايكون في حقيقة ذاته مقتض للتوبة لانها لاتصدر في محل قبولها الا من حقيقة فيها طيب مقتض للتوبة في محل قبولها و فاعل ذلك الحنث العظيم لو كان في حقيقته طيب ما لميقع منه فيجب لعنهم و البراءة منهم للعلم القطعي العادي بعدم توبتهم و عدم قبولها لو وقعت منهم فان الله سبحانه يقول و ليست التوبة للذين يعملون السيئات حتي اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان و هو صادق علي المذكورين و نحوهم و قال تعالي و لا الذين يموتون و هم كفار و هذا صادق عليهم و كذا يصدق عليهم قوله تعالي فلما رأوا بأسنا قالوا امنا بالله وحده و كفرنا بما كنا به مشركين فلميك ينفعهم ايمانهم لما رأوا بأسنا الاية ، فلمتكن ترتفع دواعي معاصيهم و ان ارتفعت متعلقاتها ، و الجواب عن الخامس انا لانقول ان القول بالرجعة من شرائط الاسلام و انما هي من شرائط الايمان الكامل فالمكملات للايمان لايجب ذكرها في شرائط الاسلام بل قد يمنع ذكرها في اوايل الاسلام و مباديه لعدم احتمال العامة لذلك لانها من الغيب الذي مدح الله الذين يؤمنون به و لذا قلنا فيما تقدم انها سر من اسرار الله تعالي فالايمان بها مكمل للايمان و الجهل بها غير ناقض للاسلام و انما الاشكال في اسلام منكرها بعد ما تبين له الهدي و لو لميقل بها شخص لعدم ظهور الدليل له و من شانه الايمان بملوك الرجعة و الرد اليهم و التسليم لهم فان ذلك لايكفره و اما من انكرها بعد ظهور الدليل ( له خ ) فالقرءان ناطق بكفره و ذلك في قوله تعالي و اقسموا بالله جهد ايمانهم لايبعث الله من يموت بلي وعدا عليه حقا و لكن اكثر الناس لايعلمون ليبين لهم الذي يختلفون
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 274 *»
فيه و ليعلم الذين كفروا انهم كانوا كاذبين انما قولنا لشئ اذا اردناه ان نقول له كن فيكون و في تفسير العياشي عن سيرين قال كنت عند ابيعبدالله عليه السلام اذ قال ما تقول الناس في هذه الاية و اقسموا بالله جهد ايمانهم لايبعث الله من يموت قال يقولون لا قيامة و لا بعث و لا نشور ( لا نشر خ ) فقال عليه السلام كذبوا والله انما ذلك اذا قام القائم عليه السلام و كر ( يكر خ ) معه المكرون فقال اهل خلافكم قد ظهرت دولتكم يا معشر الشيعة و هذا من كذبكم يقولون ( تقولون خ ) رجع فلان و فلان لا والله لايبعث الله من يموت الاتري اذ قال و اقسموا بالله جهد ايمانهم كان ( كانت خ ) المشركون اشد تعظيما ( حبا خ ) للات و العزي من ان يقسموا بغيرها فقال الله بلي وعدا عليه حقا الاية و في روضة الكافي عن ابيبصير قال قلت لابيعبدالله عليه السلام قول الله تبارك و تعالي و اقسموا بالله الاية ، قال فقال لي يا ابابصير ما تقول في هذه الاية قال قلت ان المشركين يزعمون و يحلفون لرسول الله صلي الله عليه و آله ان الله لايبعث الموتي قال فقال تبا لمن قال هذا هل كان المشركون يحلفون بالله ام باللات و العزي قال قلت جعلت فداك فاوجدنيه قال فقال يا ابابصير لو قد قام قائمنا بعث الله قوما من شيعتنا تبايع سيوفهم علي عواتقهم فبلغ ذلك قوما من شيعتنا لميموتوا فيقولون يا معشر الشيعة ما كذبتم ( اكذبتم خ ) هذه دولتكم و انتم تقولون فيها الكذب لا والله ماعاش هؤلاء و لايعيشون الي يوم القيمة قال فحكي الله قولهم فقال و اقسموا بالله جهد ايمانهم لايبعث الله من يموت و في تفسير علي بن ابراهيم عن ابيعبدالله عليه السلام قال ما يقول الناس فيها قال يقولون نزلت في الكفار قال ان الكفار كانوا لايحلفون بالله و انما نزلت في قوم من امة محمد صلي الله عليه و آله قيل لهم ترجعون بعد الموت قبل القيمة فيحلفون ( بالله خ ) انهم لايرجعون فرد الله عليهم فقال ليبين لهم الذي يختلفون فيه و ليعلم الذين كفروا انهم كانوا كاذبين يعني في الرجعة يردهم فيقتلهم و يشفي صدور المؤمنين منهم قال عز من قال انما امرنا لشئ اذا اردناه ان نقول له كن فيكون فقد نطق القرءان بكفر من انكرها بعد البيان في قوله و ليعلم الذين
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 275 *»
كفروا فافهم و الجواب عن السادس انا انما قلنا بهذا، للاخبار المتكثرة عن اهل العصمة عليهم السلام المتواترة معني فقد تكررت في احاديثهم و ادعيتهم و زياراتهم حتي ان من تتبع اثارهم حصل له العلم القطعي بان الرجعة من متممات الايمان عندهم و القول بها شعارهم و قد فسروا كثيرا من ايات القرءان بالرجعة مثل ما فسروا منها في يوم القيمة بل في الرجعة اكثر و قد نقل الاجماع علي ثبوتها العلماء و هو عندنا حجة لكشفه عن قول المعصوم عليه السلام مع ان ذلك امر ممكن مقدور و قد اخبر الصادقون عليهم السلام و القرءان بوقوعه و كل ما اخبر الصادقون عليهم السلام و القرءان بوقوعه فهو حق و كلام علمائنا في ذلك متطابق متوافق علي الوقوع و اما من تأول الرجعة من بعض شذاذ الامامية علي ان المراد منها رجوع الدولة و الامر و النهي اليهم عليهم السلام من دون رجوع الاشخاص و احياء الاموات ( فهو ممن لايصغي اليه خ ) فانه لما عجز عن نصرة القول بالرجعة لما دخلت عليه شبهة المخالفين في احياء الاموات فلميقدر علي رد شبهتهم ( شبههم خ ) و لاتزييف اخبار الرجعة اولها بهذا التأويل الباطل ( و هو تأويل باطل خ ) لان الرجعة لمتثبت بخصوص اخبار احاد ليمكن تأويلها او طرحها و انما ثبتت باخبار متواترة معني عليها عمل العلماء و اعتقادهم علي ان اكثرهم انما عول علي الاجماع الذي هو مقطوع به و لايحتمل التأويل بان الله يحيي امواتا عند قيام القائم عليه السلام من اوليائه و اعدائه و اما قول المفيد (ره) فهو قائل بان الله تعالي يحيي امواتا عند قيام القائم عليه السلام و انما توقفه في مثل ما ندعيه من رجوع النبي و اله الطاهرين صلي الله عليه و آله الطاهرين و المخالفون انما انكروا من جهة احياء الاموات كما تقدم في قوله تعالي و اقسموا بالله جهد ايمانهم لايبعث الله من يموت و الا فهم قائلون بقيام القائم عليه السلام و اصحابنا متفقون علي خلافهم الا من شذ ممن لايعتبر بهم مع ان جل علمائنا ادعوا الاجماع علي خلافهم فلميكن خلافهم ناقضا للاجماع مع ان المخالفين المنكرين للرجعة و احياء الاموات قائلون بما
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 276 *»
يلزم منه القول بها و باحياء الاموات فهم في الحقيقة مكذبون لانفسهم باقرارهم و ذلك انهم رووا عن الحميدي في الجمع بين الصحيحين عن ابيسعيد الخدري قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر و ذراعا بذراع حتي لو دخلوا جحر ضب لاتبعتموهم ( لتبعتموه خ ) قلنا يا رسول الله (ص) اليهود و النصاري قال فمن و روي الزمخشري في الكشاف عن حذيفة انتم اشبه الامم سيما ببنياسرائيل لتركبن طريقهم حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة حتي اني لاادري تعبدون ( أتعبدون خ ) العجل ام لا و رووا انه صلي الله عليه و آله قال سيكون في امتي مثل ما كان في بنياسرائيل حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة حتي لو ان احدهم دخل جحر ضب لدخلتموه و روي ابوليث الواقدي قال كنت رديفا لرسول الله صلي الله عليه و آله في غزوة اوطاس فمررنا بشجرة للمشركين ينوطون عليها اسلحتهم يسمونها ذات انواط فقلت يا رسول الله اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انواط قال صلي الله عليه و آله قلتم و الذي نفسي بيده ما قال من كان قبلكم لنبيهم اجعل لنا الها كما لهم الهة لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل حتي لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه قلت بنياسرائيل قال و الا فمن او كما قال فاذا رووا هذه الروايات و امثالها معتمدين عليها قائلين بمدلولاتها و قد كان في ما قبلنا من الامم مثل عزير اماته الله و احياه و عاش خمسا و عشرين سنة و ( مثل خ ) السبعين الذين اختارهم موسي عليه السلام فاخذتهم الصاعقة بظلمهم ثم احياهم الله و كالذين خرجوا من ديارهم و هم الوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا و احياهم و روي الزمخشري في الكشاف في حديث ذيالقرنين و عن علي عليه السلام سخر له السحاب و مدت له الاستار و بسط له النور و سئل عنه فقال احب الله فاحبه و سئل ابنالكوا ما ذوالقرنين أملك ام نبي فقال ليس بملك و لا نبي و لكن كان عبدا صالحا ضرب علي قرنه ( الايمن خ ) في طاعة الله فمات ثم بعثه الله فضرب علي قرنه الايسر فمات فبعثه الله و سمي ذوالقرنين و فيكم مثله و في بعض كتب اخبار المخالفين عن جماعة من المسلمين انهم رجعوا بعد
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 277 *»
الممات قبل الدفن و تكلموا و تحدثوا ثم ماتوا فمن ذلك ما رواه الحاكم النيشابوري في تاريخه في حديث حسام بن عبدالرحمن عن ابيه عن جده و كان قاضي نيشابور دخل عليه رجل فقيل له ان عند هذا حديثا عجيبا فقال يا هذا ما هو فقال اعلم اني كنت نباشا انبش القبور فماتت امرأة فذهبت لاعرف قبرها فصليت عليها فلما جن الليل قال ذهبت ( عنها خ ) لانبش عنها و ضربت يدي الي كفنها لاسلبها فقالت سبحان الله رجل من اهل الجنة يسلب امرأة من اهل الجنة ثم قالت المتعلم انك ممن صليت علي و ان الله عز و جل قد غفر لمن صلي علي قال السيد بن طاوس فاذا كان قد رووه و دونوه عن نباش القبور فهلاكان لعلماء اهل البيت عليهم السلام اسوة به و لاي حال تقابل رواياتهم ( رواتهم خ ) عليهم السلام بالنفور و هذه المرأة المذكورة دون الذين يرجعون لمهمات الامور و الرجعة التي تعتمدها علماؤنا و اهل البيت عليهم السلام و شيعتهم تكون من جملة ايات النبي صلي الله عليه و آله و معجزاته و لاي حال تكون منزلته عند الجمهور دون موسي عليه السلام و عيسي عليه السلام و دانيال و قد احيي جل جلاله علي ايديهم امواتا كثيرة بغير خلاف عند العلماء لهذه الامور انتهي ، اقول فاذا اعترف المخالفون بتلك الاخبار التي دلت علي ان كل ما يكون في الامم الماضية يكون في هذه الامة و اعترفوا بان الله سبحانه قد احيي امواتا كثيرة في الامم الماضية لزمهم القول بان الله يحيي امواتا في هذه الامة و قد اخبر الصادقون عليهم السلام بان الاحياء في هذه الامة في الرجعة و القرءان المجيد مخبر بما احيي الله تعالي ( بان الله تعالي احيي خ ) من الاولين و بان سنة الله في الاولين جارية في الاخرين فلنتجد لسنة الله تبديلا و لنتجد لسنة الله تحويلا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف و ان يعودوا فقد مضت سنة الاولين و سيجيء في الاخرين لانه سنة جارية لاتنقطع و اشار ( سبحانه خ ) الي هذا الاحياء في الاخرين بقوله تعالي فاذا جاء وعد الاخرة ليسوؤا وجوهكم و ليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة و ليتبروا ما علوا تتبيرا قال علي بن ابراهيم في تفسيره فاذا جاء وعد الاخرة يعني القائم عليه السلام و اصحابه ليسوؤا
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 278 *»
وجوهكم يعني تسود وجوههم و ليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة يعني رسول الله صلي الله عليه و آله و اصحابه و اميرالمؤمنين عليه السلام و اصحابه و ليتبروا ما علوا تتبيرا اي يعلوا عليكم فيقتلوكم الخ ، و قال السيد المرتضي في اجوبة المسائل التي وردت عليه من الري حيث سئلوا عن حقيقة الرجعة لان شذاذ الامامية يذهبون الي ان الرجعة رجوع دولتهم في ايام القائم عليه السلام من دون رجوع اجسامهم ( اجسادهم خ ) الجواب اعلم ان الذي قد ذهب ( تذهب خ ) الشيعة الامامية اليه ان الله تعالي يعيد عند ظهور امام الزمان المهدي صلوات الله عليه قوما ممن كان قد تقدم مدته من شيعته ليفوز ( ليفوزوا خ ) بثواب نصرته و معونته و مشاهدة دولته و يعيد ايضا قوما من اعدائه لينتقم منهم فيلتذون بما يشاهدون من ظهور الحق و علو كلمة اهله و الدلالة علي صحة هذا المذهب ان الذي ذهبوا اليه مما لا شبهة فيه علي عاقل في انه مقدور لله تعالي غير مستحيل في نفسه فانا نري كثيرا من مخالفينا ينكرون الرجعة انكار من يراها مستحيلة غير مقدورة و اذا ثبت جواز الرجعة و دخولها تحت المقدور ( القدرة خ ) فالطريق الي اثباتها اجماع الامامية علي وقوعها فانهم لايختلفون في ذلك و اجماعهم قد بيناه في مواضع من كتبنا انه حجة لدخول قول الامام عليه السلام فيه و ما يشتمل ( يشمل خ ) علي قول المعصوم عليه السلام من الاقوال لا بد فيه من كونه صوابا و قد بينا ان الرجعة لاتنافي التكليف و ان الدواعي مترددة معها حين لايظن ظان ان تكليف من يعاد باطل و ذكرنا ان التكليف كما يصح مع ظهور المعجزات الباهرة و الايات القاهرة فكذلك يصح مع الرجعة لانه ليس في جميع ذلك ملجأ الي فعل الواجب و الامتناع من فعل القبيح الي اخر كلامه (ره) و نحو هذا قال ابنطاوس و الطبرسي (ره) و قال الشيخ عبدالله بن نورالله البحراني في المجلد السادس و العشرين من كتاب عوالم العلوم بعد نقل كلام كثير من ( نقل كثير من كلام خ ) العلماء في احتجاجهم علي صحة الرجعة اقول اذا عرفت هذا فاعلم يا اخي اني لااظنك ترتاب بعد ما مهدت و اوضحت لك في القول بالرجعة التي اجمعت الشيعة عليها في جميع الاعصار و
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 279 *»
اشتهرت بينهم كالشمس في رابعة النهار حتي نظموها في اشعارهم و احتجوا بها علي المخالفين في جميع اعصارهم و شنع المخالفون عليهم في ذلك و اثبتوه في كتبهم و اسفارهم منهم الرازي و النيشابوري و غيرهما و قد مر كلام ابنابيالحديد حيث اوضح مذهب الامامية في ذلك و لولا مخافة التطويل من غير طائل لاوردت كثيرا من كلماتهم في ذلك و كيف يشك مؤمن بحقيقة ( بحقية خ ) الائمة الاطهار عليهم السلام فيما تواتر عنهم في قريب من مأتي حديث صريح رواها نيف و اربعون من الثقات العظام و العلماء الاعلام في ازيد من خمسين من مؤلفاتهم كثقة الاسلام الكليني و الصدوق محمد بن بابويه و الشيخ ابوجعفر الطوسي و المرتضي و النجاشي و الكشي و العياشي و علي بن ابراهيم و سليم الهلالي و الشيخ المفيد و الكراجكي و النعماني و الصفار و سعد بن عبدالله و ابنقولويه و علي بن عبدالحميد و السيد علي بن طاوس و ولده صاحب كتاب زوائدالفوائد و محمد بن علي بن ابراهيم و فرات بن ابراهيم و مؤلف كتاب التنزيل و التحريف و ابيالفضل الطبرسي و ابيطالب الطبرسي و ابراهيم بن محمد الثقفي و محمد بن العباس بن مروان و البرقي و ابنشهراشوب و الحسن بن سليمان و القطب الراوندي و العلامة الحلي و السيد بهاءالدين علي بن عبدالكريم و احمد بن داود بن سعيد و الحسن بن علي بن ابيحمزة و الفضل بن شاذان و الشيخ الشهيد محمد بن مكي و الحسين بن حمدان و الحسن بن محمد بن جمهور العمي مؤلف كتاب الواحدة و الحسن بن محبوب و جعفر بن محمد بن مالك الكوفي و طهر بن عبدالله و شاذان بن جبرئيل و صاحب كتاب الفضائل و مؤلف الكتاب العتيق و مؤلف كتاب الخطب و غيرهم من مؤلفي الكتب التي عندنا و لمنعرف مؤلفها علي التعيين و لذا لمننسب الاخبار اليهم و ان كان موجودا فيها و اذا ( ان خ ) لميكن مثل هذا متواترا ففي اي شئ يمكن دعوي التواتر مع ما روته كافة الشيعة خلفا عن سلف و ظني ان من يشك في امثالها فهو شاك في ائمة الدين عليهم السلام و لايمكنه اظهار ذلك ( من خ ) بين المؤمنين فيحتال في تخريب الملة القويمة
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 280 *»
بالقاء ما يتسارع اليه عقول المستضعفين من استبعاد المتفلسفين و تشكيكات الملحدين يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم و الله متم نوره و لو كره المشركون و لنذكر لمزيد التشييد ( التشديد خ ) و التأكيد اسماء بعض من تعرضوا ( تعرض خ ) لتأسيس هذا المدعي و صنف فيه او احتج علي المنكرين او خاصم المخالفين سوي ما ظهر مما قدمناه في ضمن الاخبار و الله الموفق. فمنهم احمد بن داود بن سعيد الجرجاني قال الشيخ في الفهرست له كتاب المتعة و الرجعة و منهم الحسن بن علي بن ابيحمزة البطائني و عد النجاشي من جملة كتبه كتاب الرجعة و منهم الفضل بن شاذان النيشابوري ذكر الشيخ في الفهرست و النجاشي ان له كتابا في اثبات الرجعة و منهم الصدوق محمد بن علي بن بابويه فانه عد النجاشي من كتبه كتاب الرجعة و منهم محمد بن مسعود العياشي ذكر النجاشي و الشيخ في الفهرست كتابه في الرجعة و منهم الحسن بن سليمان علي ما روينا عنه الاخبار و اما ساير الاصحاب فانهم ذكروها فيما صنفوا في الغيبة و لميفردوا لها رسالة و اكثر اصحاب الكتب من اصحابنا افردوا كتابا في الغيبة و قد عرفت سابقا من روي ذلك من عظماء الاصحاب و اكابر المحدثين الذين ليس في جلالتهم شك و لا ارتياب و قال العلامة (ره) في خلاصة الرجال في ترجمة ميسر بن عبدالعزيز و قال العقيقي اثني عليه آلمحمد (ص) و هو ممن يجاهد في الرجعة انتهي ، اقول قيل المعني هو انه يرجع بعد موته مع القائم عليه السلام و يجاهد معه و الاظهر عندي ان المعني انه كان يجادل ( يجاهد خ ) مع المخالفين و يحتج عليهم في حقيقة الرجعة ، انتهي كلام الشيخ عبدالله (ره) ، اقول و القرءان ناطق علي لسان من خاطبهم الله تعالي به و السنة النبوية و اخبار اهل بيت محمد صلي الله عليه و آله
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 281 *»
ناطقة بذلك و هي كثيرة جدا و احب ان اورد منها واحدا و هو ما رواه الحسن بن سليمان الحلي في منتخب بصائر سعد بن عبدالله الاشعري من كتاب الواحدة للعمي بسنده الي عاصم بن حميد عن ابيجعفر الباقر عليه السلام قال قال اميرالمؤمنين صلوات الله عليه ان الله تبارك و تعالي احد واحد تفرد في وحدانيته ثم تكلم بكلمة فصارت نورا ثم خلق من ذلك النور محمدا صلي الله عليه و آله و خلقني و ذريتي ثم تكلم بكلمة فصارت روحا فاسكنه الله في ذلك النور و اسكنه في ابداننا فنحن روح الله و كلماته فبنا احتج علي خلقه فمازلنا في ظلة خضراء حيث لا شمس و لا قمر و لا ليل و لا نهار و لا عين تطرف نعبده و نقدسه و نسبحه و ذلك قبل ان يخلق الخلق و اخذ ميثاق الانبياء بالايمان و النصرة لنا و ذلك قوله عزوجل و اذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب و حكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به و لتنصرنه يعني لتؤمنن بمحمد صلي الله عليه و آله و لتنصرن وصيه و ينصرونه ( تنصرونه خ ) جميعا و ان الله اخذ ميثاقي مع ميثاق محمد صلي الله عليه و آله بالنصرة بعضنا لبعض فقد نصرت محمدا صلي الله عليه و آله و جاهدت بين يديه و قتلت عدوه و وفيت لله بما اخذه ( اخذ خ ) علي من الميثاق و العهد و النصرة لمحمد صلي الله عليه و آله و لمينصرني احد من انبياء الله و رسله و ذلك لما قبضهم الله اليه و سوف ينصرونني و يكون لي ما بين مشرقها و مغربها و ليبعثهم الله احياء من ادم الي محمد صلي الله عليه و آله كل نبي مرسل يضربون بين يدي بالسيف هام الاموات و الاحياء و من الثقلين جميعا فيا عجبا فكيف ( و كيف خ ) لااعجب من اموات يبعثهم الله احياء يلبون زمرة زمرة بالتلبية لبيك لبيك يا داعي الله قد تخللوا سكك الكوفة قد شهروا اسيافهم ( سيوفهم خ ) علي عواتقهم ليضربوا بها هام الكفرة و جبابرتهم و اتباعهم من جبابرة الاولين و الاخرين حتي ينجز الله ما وعدهم في قوله عزوجل وعد الله الذين امنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لايشركون بي شيئا اي
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 282 *»
يعبدونني امنين لايخافون احدا من عبادي ليس عندهم تقية و ان لي الكرة بعد الكرة و الرجعة بعد الرجعة و انا صاحب الرجعات و الكرات و صاحب الصولات و النقمات و الدولات العجيبات و انا قرن من حديد و انا عبد الله و اخو رسول الله ( رسوله خ ) صلي الله عليه و آله و انا امين الله و خازنه و عيبة سره و حجابه و وجهه و صراطه و ميزانه و انا الحاشر الي الله و انا كلمة الله التي يجمع بها المفترق و يفرق بها المجتمع و انا اسماء الله الحسني و امثاله العليا و اياته الكبري و انا صاحب الجنة و النار اسكن اهل الجنة الجنة و ( اسكن خ ) اهل النار النار و الي تزويج اهل الجنة و الي عذاب اهل النار و الي اياب الخلق جميعا و انا الاياب الذي يؤب اليه كل شئ بعد القضاء و الي حساب الخلق جميعا و انا صاحب الهنات و انا المؤذن علي الاعراف و انا اميرالمؤمنين و يعسوب المتقين و اية السابقين و لسان الناطقين و خاتم الوصيين و وارث النبيين و خليفة رب العالمين و صراط ربي المستقيم و قسطاسه المستقيم و الحجة علي السموات و الارضين و ما فيهما و ما بينهما و انا الذي احتج الله به عليكم في ابتداء خلقكم و انا الشاهد يوم الدين و انا الذي علمت علم المنايا و البلايا و القضايا و فصل الخطاب و الانساب و استحفظت ايات النبيين المستحقين المستحفظين و انا صاحب العصي و الميسم و انا الذي سخرت لي السحاب و الرعد و البرق و الظلم و الانوار و الرياح و الجبال و البحار و النجوم و الشمس و القمر و انا قرن الحديد و انا فاروق الامة و انا الهادي و انا الذي احصيت كل شئ عددا بعلم الله الذي اودعنيه و بسره الذي اسره الي محمد صلي الله عليه و آله و اسره النبي صلي الله عليه و آله الي و انا الذي انحلني ربي اسمه و كلمته و حكمته و علمه و فهمه يا معشر الناس اسألوني قبل ان تفقدوني اللهم اني اشهدك و استعديك عليهم و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم و الحمد لله متبعين امره ( بامره خ ) ، فان لميكن فيما سمعت من الاخبار و اقوال العلماء في سائر الاعصار و الاجماع و القرءان و ما لمتسمع اكثر من كل ذلك دليل علي ثبوت الرجعة كما تقوله الامامية و ائمتهم عليهم السلام ففي اي شئ يثبت
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 283 *»
الدليل و اما قول القائل ان المراد برجوع الدولة رجوعها عند قيام القائم عليه السلام فجوابه ان الادلة القطعية كالاجماع و الاخبار المتواترة معني دالة علي احياء الاموات ( اموات خ ) و رجوعهم الي الدنيا و انتم انما انكرتم الرجعة بحجة ( بجهة خ ) عدم احياء الاموات لما ادعيتم في ذلك و اما اذا لزمكم صحة احياء اموات عند قيام القائم عليه السلام فلا فرق بين ان يكون من الائمة عليهم السلام او من غيرهم فيثبت المدعي بالادلة القاطعة .
بقي شئ في قولكم بما تروون من هذا الحديث بانه صلي الله عليه و آله قال حتي يخرج رجل من ولدي اسمه كاسمي و اسم ابيه كاسم ابي و ( فيه ان خ ) المروي عن ائمتنا عليهم السلام ليس فيه و اسم ابيه كاسم ابي و هو ( باوله خ ) مطابق لدعوانا و ما ترونه مخالف للاكثر منكم لان منكم من يقول هو عيسي عليه السلام و عيسي ليس من ولد محمد صلي الله عليه و آله و لا اسمه كاسمه و لا اب لعيسي و منكم من يقول هو المهدي من بنيالعباس كما رواه ابنحجر في الصواعق و ذلك ليس من ولد رسول الله صلي الله عليه و آله و القول الثالث انه هو محمد بن الحسن عليهما السلام و هو قولنا و اسمه كاسمه صلي الله عليه و آله و ليس اسم ابيه كاسم ابيه الا ان نقول ان الحسن العسكري عليه السلام عبدالله و هو حق لكنه ليس اسما بل ( اسما له بل هو خ ) صفة له فقولكم اسم ابيه كاسم ابي زيادة في الحديث بدلا مما نقصتم منه فان فيه اسمه كاسمي و كنيته ككنيتي يعني ان كنيته ابوالقاسم عليه السلام و هو عند ابائه عليهم السلام حق لانهم يكنونه بذلك و يكره ان يكني من اسمه محمد بابيالقاسم غير محمد صلي الله عليه و آله و غيره عليه السلام و اما ان اسمه كاسمه فهو يعني به فيما يظهر و فيما يخفي فان اسمه فيما يظهر محمد و فيما يخفي احمد كما كان رسول الله صلي الله عليه و آله كذلك يعني اسمه في الارض محمد و في السماء احمد صلي الله عليه و آله
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 284 *»
و الجواب عن السابع ان المراد من قوله (ص) خ ) بان من مات فقد قامت قيامته علي جهة المجاز بمعني ان من مات فقد عرف ما هو وارد عليه و قادم يوم القيمة لان الموت يأتي بحقيقة عاقبته كما قال تعالي و جاءت سكرة الموت بالحق فان من مات من الاولين و احياه الله لمتقم قيامته بالمعني المراد للسائل و الجواب عن الثامن ان المراد به مثل المراد من الذي قبله لان الاخرة لمتكن علي الحقيقة و هذا ظاهر و الجواب عن التاسع ان قيام القائم و ابائه عليهم السلام اذا تمكنوا و اقاموا الدين حتي ملأوا الارض قسطا و عدلا و تسلطوا لميكن ذلك ملجأ للمكلف بحيث لايقدر علي ترك الطاعة و فعل المعصية بل يكون دعاؤهم عليهم السلام الي ملازمة امتثال الاوامر و اجتناب النواهي و قتل من لميقبل ذلك لطفا للمكلفين غير مخرج لهم عن الاختيار و قد جاهد رسول الله صلي الله عليه و آله المشركين و قتلهم و سباهم و الزمهم قبول الشهادتين و القيام بشرائط الاسلام و اركانه و لميكن فعله ملجأ للمكلفين و حكم الحالين واحد و الجواب عن الاول نفس الجواب عن الثاني و طريق الحق و الحمد لله واضح و سبيل الهدي منير ( منه خ ) لائح و الحمد لله رب العالمين و اما قول ابنالاثير في النهاية ففي النهاية من العدول عن الاستقامة لانه ماقصد الحق في قوله لان الشيعة مايقولون بان جميع الخلق يرجعون الي الدنيا كما هو ظاهر ما حكاه عنهم حين قال من اولي البدع و الاهواء يقولون ان الميت يرجع الي الدنيا و يكون فيها حيا كما كان ثم قال و من جملتهم طائفة من الرافضة يقولون ان علي بن ابيطالب عليه السلام مستتر في السحاب الخ ، فنسب اليهم افترائين احدهما ما عرض به من انهم يدعون العموم و ثانيهما ان علي بن ابيطالب عليه السلام مستتر في السحاب فانهم لميقولوا و لايقولون به و انما يقولون كما سمعت سابقا بان الله يحيي امواتا لا كل من مات بل كما اخبر الصادق الامين صلي الله عليه و آله ان كل ما كان في الامم الماضية سيما بنياسرائيل يكون في هذه الامة و اخبر عن الله بما انزل في كتابه و اوحي اليه انه تعالي سيظهره علي الدين كله و لو
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 285 *»
كره المشركون و ذلك في الدنيا و لميأت ما وعد به و لابد ان يكون في الدنيا و لنيخلف الله وعده و من قال بشئ من الاعتقاد او غيره عن ادلة مثل ما سمعت بعضها يكون من اهل البدع و الاهواء و لكن انما قال هو و اصحابه ذلك في حيوته و حياتهم و من مات منهم لابد ان يؤمن بما قلنا فلميك ينفعهم ايمانهم لما رأوا بأسنا كما قال تعالي و ان من اهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته و يوم القيمة يكون عليهم شهيدا و روي ان رسول الله صلي الله عليه و آله اذا رجع امن به الناس كلهم و في تفسير العياشي عن ابيجعفر عليه السلام في تفسيرها ليس من احد من جميع الاديان يموت الا رأي رسول الله و اميرالمؤمنين عليهما و آلهما السلام من الاولين و الاخرين و في مجمع البيان في احد معانيها ليؤمنن بمحمد صلي الله عليه و آله قبل موت الكتابي عن عكرمة ( عسكرية خ ) و رواه اصحابنا قال و فيه دلالة علي ان كل كافر يؤمن عند ( من عند خ ) المعاينة و علي ان ايمانه ذلك غير مقبول كما لميقبل ايمان فرعون في حال اليأس عند زوال التكليف و يقرب من هذا ما رواه الامامية ان المحتضرين من جميع الاديان يرون رسول الله صلي الله عليه و آله و خلفاءه عليهم السلام عند الوفاة و يروون في ذلك عن علي عليه السلام انه قال للحارث الهمداني:
يا حار همدان من يمت يرني
من مؤمن او منافق قبلا
يعرفني طرفه و اعرفه
بعينه ( بعينيه خ ) و اسمه و ما عملا
نظم قول علي عليه السلام السيد اسمعيل الحميري و في الجوامع للطبرسي عنهما عليهما السلام حرام علي روح ان تفارق جسدها حتي تري ( يري خ ) محمدا و عليا (ص) و في تفسير العياشي عن الصادق عليه السلام انه سئل عن هذه الاية فقال هذه نزلت فينا خاصة انه ليس رجل من ولد فاطمة يموت و لايخرج من الدنيا حتي يقر للامام بامامته كما اقر ولد يعقوب ليوسف حين قالوا
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 286 *»
تالله لقد اثرك الله علينا و ان كنا لخاطئين و في تفسير فرات بن ابراهيم الكوفي قال حدثني عبيد بن كثير معنعنا عن جعفر بن محمد بن علي عليهما السلام قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله يا علي ان فيك مثلا من عيسي بن مريم قال الله تعالي و ان من اهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته و يوم القيمة يكون عليهم شهيدا يا علي انه لايموت رجل يفتري علي عيسي بن مريم عليه السلام حتي يؤمن به قبل موته و يقول فيه الحق حيث لاينفعه ذلك شيئا و انك يا علي مثله لايموت عدوك حتي يراك عند الموت فتكون عليه غيظا و حزنا حتي يقر بالامر من امرك و يقول فيه الحق و يقر بولايتك حتي ( حيث خ ) لاينفعه ذلك شيئا و اما وليك فانه يراك عند الموت فتكون له شفيعا و مبشرا و قرة عين الحديث ، و انا اقول كما قال الله تعالي حكاية عن مؤمن ال فرعون فستذكرون ما اقول لكم و افوض امري الي الله ان الله بصير بالعباد .
فصل ( في ان هل المراد بالرجعة رجوع صاحب الزمان عليه السلام ام رجوع رسول الله صلي الله عليه و آله و اميرالمؤمنين و الائمة من ولده عليهم السلام الي الدنيا و ترجيح الثاني ) اعلم ان الرجعة في الاصل يراد بها رجوع الاموات الي الدنيا كأنهم خرجوا منها و رجعوا اليها و قد تستعمل فيمن غاب و آب فانه خرج من اهله و رجع اليهم و هل الرجعة التي قال بها الامامية و انكرها المخالفون ظهور الحجة عليه السلام في الدنيا بالسيف يدعو الي الله سبحانه ام ظهور الائمة عليهم السلام مع اميرالمؤمنين عليه السلام و رسول الله صلي الله عليه و آله و رجوعهم الي الدنيا مع من شاء الله تعالي من اوليائهم و اعدائهم احتمالان نشئا من اختلاف ظواهر الاخبار من اطلاق الرجعة علي ظهور صاحب الزمان عليه السلام مع من يظهر معه من اصحاب القبور و علي رجوع الائمة عليهم السلام مع رسول الله صلي الله عليه و آله و انت اذا نظرت في التسمية الي المعني وجدته صادقا علي الاحتمالين فتصدق الرجعة في حق صاحب الزمان عليه السلام لانه ( اذا خ ) غاب عن الناس و استتر حتي خفي امره و قيل مات او هلك و في اي واد سلك كما يأتي ان شاء الله فاذا ظهر ( اظهر خ ) امره فقد رجع
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 287 *»
الي الحالة الاولي و اذا نظرت في التسمية الي خصوص رجوع رسول الله صلي الله عليه و آله و اميرالمؤمنين عليه السلام و الائمة عليهم السلام و ان اصل الحيرة و التشكيك من المخالفين و انكارهم علي من يدعي الرجعة و يدعي ان الله يحيي امواتا يرجعون الي الدنيا يجاهدون في سبيل الله لميصدق علي ظهور الحجة عليه السلام لانهم قائلون به الا ( الا ان خ ) اكثرهم فانه ( فانهم ظ ) يقولون ( يقول خ ) بانه المهدي من بنيالعباس و هو الي الان لميولد و لا منافاة في ظهوره بعد ولادته و من قال بانه ( بانه هو خ ) عيسي بن مريم فكذلك لانه حي و يستدلون علي حياته بقوله تعالي و ماقتلوه و ماصلبوه و لكن شبه لهم و ان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن و ماقتلوه يقينا بل رفعه الله اليه و بقوله تعالي و ان من اهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته و الضمير في موته راجع الي عيسي اي قبل موت عيسي و اذا ثبت بكتاب الله انه حي فلا منافاة في قيامه فلايريدون ( فانهم لايريدون خ ) من الرجعة ما تناول ( يتناول خ ) قيامه لان ذلك لاينكرونه و انما يعنون بالرجعة ما ينكرونه من رجعة رسول الله صلي الله عليه و آله و اميرالمؤمنين عليه السلام و الائمة عليهم السلام و يتعلقون في منعهم بان حيوة الاموات و رجوعهم الي دار التكليف مناف للتكليف و يحتجون علي انكارهم بما سمعت و نحوه و الذي دعاهم الي انكار ذلك ما يلزم عليهم مع الاعتراف بها من فساد ما كانوا عليه لان في الرجعة هدم جميع ما اسسوا فغطوا علي ما يعرفون انه الحق من ربهم بالشبهات و المغالطات فاذا اردت ان المراد بالرجعة ما انكره المخالفون لميتناول الا رجعة رسول الله صلي الله عليه و اله و علي و الائمة عليهم السلام و من يرجع معهم ممن محض الايمان و من محض الكفر محضا و اصحاب القصاص و لايخفي عليك انهم اذا اعترفوا بقيام الحجة عليه السلام و بصحة ما رووا من الروايات المتقدمة الدالة علي ان كل ما كان في بنياسرائيل يكون في هذه الامة ( و خ ) وقعوا فيما فروا منه فلا محيص لهم عنه لان صحة قيام القائم عليه السلام تستلزم احياء اموات ( الاموات خ ) كما دلت عليه ادلة القاطعة هذا بالنسبة اليهم و الي من نظر الي مرادهم و
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 288 *»
كذلك ما دلت عليه احاديث تقسيم ايام الله مثل ما رواه في الخصال عن مثني الحناط قال سمعت اباجعفر عليه السلام يقول ايام الله يوم يقوم القائم عليه السلام و يوم الكرة و يوم القيمة فانه صريح بان الرجعة غير قيام القائم عليه السلام و اما بالنسبة الي مطلق معني الرجوع و الي احياء الاموات فلا عيب في استعمال هذا اللفظ في اليومين و قد دلت اخبارهم بان اول من يخرج هو الحسين عليه السلام و هو اول من ينفض التراب عن رأسه و هو عليه السلام يخرج في اخر دولة القائم عليه السلام اذا مضي منها نحو تسع و خمسين سنة كما تشير اليه بعض الاخبار و يبقي صامتا حتي يتحقق عند الخلق انه الحسين بن بنت رسول الله صلي الله عليه و آله فاذا تحقق و علم جاء الحجة عليه السلام الموت فتقتله سعيدة التميمية لعنها الله ترميه بجاون ( من خ ) صخر من فوق سطح و هو متجاوز في الطريق كما روي و هذه المرأة ( ام لحية خ ) لها لحية مثل لحية الرجل فاذا قتلته تولي تغسيله ( و تكفينه خ ) و دفنه الحسين عليه السلام و قام بالامر بعده ثمان سنين ثم يقوم علي عليه السلام لنصرة ابنه الحسين عليه السلام ثم يقتل علي ثم يرجع اخر الرجعات مع شيعته و يأتي تمام هذا الكلام و ذلك يشعر بان الرجعة التي وقع الكلام و الخلاف فيها هي الاخيرة التي اولها خروج الحسين عليه السلام و اما قيام القائم عليه السلام فليس منها و ان كانت متصلة به و انما تسمي ( يسمي خ ) بالرجعة باعتبار ملاحظة رجوع من يرجع معه من اهل القبور .
فصل في علامات الرجعة و من علامات الرجعة ما رواه المفيد في المجالس بسنده الي حذيفة بن اليمان قال سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول يميز الله اولياءه و اصفياءه حتي يطهر الارض من المنافقين و الضالين و ابناء الضالين و حتي يلتقي الرجل يومئذ خمسون امرأة هذه تقول يا عبد الله اشترني و هذه تقول يا عبد الله اوني و في جامعالاخبار عن النبي صلي الله عليه و آله ان في العشر بعد ستمائة الخروج و القتل ( القتلي خ ) تمتلي الارض ظلما و جورا و في العشرين بعدها يقع موت العلماء لايبقي الرجل بعد الرجل و في
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 289 *»
الثلاثين ( بعدها خ ) ينقص النيل و الفرات حتي لايزرع الناس علي شطهما و في الاربعين بعدها تمطر السماء الحجر كامثال البيض يهلك البهائم فيها و في الخمسين بعدها يسلط عليهم السباع و في الستين ( بعدها خ ) تنكسف الشمس فيموت نصف الجن و الانس و في السبعين بعدها لايولد المؤمن من المؤمنين و في الثمانين بعدها تصير النساء كالبهم و في التسعين بعدها تخرج دابة الارض و معها عصي ادم و خاتم سليمان و في السبع مائة ( بعدها خ ) تطلع الشمس سوداء مظلمة و لاتسئلوا عما ورائها و في خبر اخر و في الثمانين و سبعمائة تظهر امرأة يقال لها سعيدة مع لحية و سبال مع الدجال ( الرجال خ ) تأتي من الصعيد في مأتيالف عنان و تصير ( تسير خ ) الي العراق و هذه قصة طويلة عظيمة و في سنة سبع و ثمانين و سبعمائة يظهر من الروم رجل يقال له المزيد في سبعماة قنطارية ( قنطارة خ ) و هي علم علي كل علم قنطارية صليب تحت كل صليب الف فارس افرنجي ( و خ ) نصراني و هذه قصة عظيمة طويلة و في زمانه يخرج رجل من مكة يقال له سفيان بن حرب و في خبر اخر من وقت خروجه الي ظهور قائم آلمحمد صلي الله عليه و آله ثمان اشهر لاتكون زيادة يوم و لا نقصان يوم اقول و هذا الحديث مقطوع مرسل و كتاب جامعالاخبار الذي نقلت منه هذه الاخبار قد استثناه الشيخ محمد بن الحسن الحر رحمه الله مع ما استثناه من الكتب فلمينقل منها شيئا و قال هذه كتب غير معتمد عليها لعدم ثبوت اسانيدها و عدم العلم بثبوت مؤلفيها و ينسب الي الصدوق الي اخر كلامه و قال الشيخ محمدباقر المجلسي و ينسب الي الصدوق و ظني انه تأليف بعض المتأخرين و لماظفر بمؤلفه علي ( عن خ ) التعيين و نقل عنه انه لمحمد بن محمد الشعيري و قال بعض المشايخ ان جامعالاخبار من مصنفات الفقيه جعفر بن محمد الدويسي ( و خ ) قال بعض المشايخ وقفت علي نسخة صحيحة عتيقة جدا في دار السلطنة اصفهان و فيها تم الكتاب علي يد مصنفه الحسن بن محمد السبزواري و علي تقدير صحتها فقائله اعلم بما قال لانه لاينطق عن الهوي ان هو الا وحي يوحي صلي الله عليه و آله و يحمل علي نحو ما ذكرنا او علي انه بدا
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 290 *»
فيه لله سبحانه بمحو او بتأخير او علي انها وقعت فيما سبق و لا ضرر فيه كما ثبت ( علي خ ) ان ملك بنيامية و بنيالعباس من اشراط الساعة و كذلك انشقاق القمر و كذلك بعثته صلي الله عليه و آله كما قال بعثت انا و الساعة كهاتين و اشار بسبابته و الوسطي و يحتمل ان يراد بقوله صلي الله عليه و آله في العشر بعد ستمائة الخ ، ما يكون بعد الالف السابع كما قد يشير اليه حديث ابيلبيد المخزومي فانه قد يبني علي ما دل عليه هذا الخبر و قوله يقال له سفيان بن حرب هو السفياني من ذرية سفيان بن حرب و في رواية ان اسمه عثمان بن عنبسة و لعل تسميته في الخبر الاول تكنية عنه او لانه من ذريته ذرية عتبة بن ابيسفيان او علي طريقته و طبيعته و قوله من وقت خروجه الي خروج السفياني الي ظهور قائم آلمحمد صلي الله عليه و آله ثمان اشهر لانه يخرج في السنة التي يظهر فيها القائم عليه السلام يخرج في العاشر من جماديالاولي و يظهر القائم عليه السلام في العاشر من المحرم يكون بينهما ثمان اشهر لاتكون من زيادة يوم و لا نقصان يوم و روي ان الدجال لعنه الله ايضا يخرج من اصفهان او من سجستان علي اختلاف الروايتين في يوم خروج السفياني و يحتمل الجمع بين الروايتين ان سجستان محل ولادته و اصفهان محل خروجه لانه الان محبوس في بئر في قرية من قري اصفهان يقال لها اليهودية و في غيبة النعماني بسنده الي محمد بن بشير قال سمعت محمد بن الحنفية يقول ان قبل رايتنا راية لآل جعفر و لآل مرداس فاما راية عتبة بن ابيسفيان ( راية جعفر خ ) فليست بشئ و لا الي شئ فغضبت و كنت اقرب الناس اليه فقلت جعلت فداك ان قبل راياتكم راية قال اي والله ان لبنيمرداس ملكا موطئا لايعرفون في سلطانهم شيئا من الخير سلطانهم عسر ليس فيه يسر يدنون فيه البعيد و يقصون فيه القريب حتي اذا امنوا مكر الله و عقابه صيح بهم صيحة لميبق لهم مناد يسمعهم و لا جماعة يجتمعون اليهم و قد ضربهم الله مثلا في كتابه حتي اذا اخذت الارض زخرفها و ازينت الاية ثم حلف محمد بن الحنفية بالله ان هذه الاية نزلت فيهم فقلت جعلت فداك لقد حدثتني عن هؤلاء بامر عظيم فمتي يهلكون
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 291 *»
فقال ويحك يا محمد ان الله خالف علمه علم ( وقت خ ) الموقتين و ان موسي عليه السلام وعد ثلثين ليلة و كان في علم الله عز و جل زيادة عشرة ايام لميخبر بها موسي عليه السلام فكفر قومه و اتخذوا العجل من بعده لما جاز عنهم الوقت و ان يونس وعد قومه العذاب و كان في علم الله ان يعفو عنهم و كان في امر ما قد علمت و لكن اذا رأيت الحاجة قد ظهرت و قال الرجل بت الليلة ( الليل خ ) بغير عشاء و حتي يلقاك الرجل بوجه ثم يلقاك بوجه اخر قلت هذه الحاجة قد عرفتها و الاخري اي شئ هي قال يلقاك بوجه طلق فاذا لقيته تستقرض منه قرضا لقيك بغير ذلك الوجه فعند ذلك تقع الصيحة من قريب ، اقول قوله لآل مرداس يعني به العباس ( بنيالعباس خ ) بن مرداس السلمي كني به عن بنيالعباس لاجل المشاركة في الاسم و قوله يلقاك بوجه طلق الخ ، يريد ( به خ ) انه اذا وقعت الحاجة باحدكم حتي انه يبيت بغير عشاء فيلقاه قبل ان يعلم بحاجته بوجه طلق فاذا اتاه يستقرضه عبس في وجهه فاذا كان ذلك فتوقعوا الصيحة بهم و من العلامات العامة ما رواه في جامعالاخبار عن جابر بن عبدالله الانصاري ( انه خ ) قال حججت مع رسول الله صلي الله عليه و آله حجة الوداع فلما قضي النبي صلي الله عليه و آله ما افترض عليه من الحج اتي مودع ( يودع خ ) الكعبة فلزم حلقة الباب و نادي برفيع ( برفع خ ) صوته ايها الناس فاجتمع اهل المسجد و اهل السوق فقال اسمعوا ما اني ( باني خ ) قائل ما هو بعدي كائن فليبلغ شاهدكم غائبكم ثم بكي رسول الله صلي الله عليه و آله حتي بكي لبكائه الناس اجمعون فلما سكت من بكائه قال اعلموا رحمكم الله ان مثلكم في هذا اليوم كمثل ورق لا شوك فيه الي اربعين و مائة سنة ثم يأتي من بعد ذلك شوك و ورق الي مائة سنة ( ثم خ ) تأتي من بعد ذلك شوك لا ورق فيه حتي لايري فيه الا سلطان جائر او غني بخيل او عالم راغب في المال او فقير كذاب او شيخ فاجر او صبي وقح او امرأة رعناء ثم بكي رسول الله صلي الله عليه و آله فقام اليه سلمان الفارسي رحمه الله و قال يا رسول الله اخبرنا متي يكون ذلك فقال عليه السلام يا سلمان اذا قلت علماؤكم و ذهبت قراؤكم و
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 292 *»
قطعتم زكوتكم و اظهرتم منكراتكم و علت اصواتكم في مساجدكم و جعلتم الدنيا فوق رؤسكم و العلم تحت اقدامكم و الكذب حديثكم و الغيبة فاكهتكم و الحرام غنيمتكم لايرحم كبيركم صغيركم و لايوقر صغيركم كبيركم فعند ذلك تنزل اللعنة عليكم و يجعل بأسكم بينكم و بقي الدين بينكم لفظا بالسنتكم فاذا اوتيتم ( رايتم خ ) هذه الخصال توقعوا الريح او مسخا او قذفا ( قذفة خ ) بالحجارة و تصديق ذلك في كتاب الله عزوجل قل هو القادر علي ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم او من تحت ارجلكم او يلبسكم شيعا و يذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الايات لعلهم يفقهون فقام اليه جماعة من الصحابة فقالوا يا رسول الله اخبرنا متي يكون ذلك فقال (ص) عند تأخير الصلوة ( الصلوات خ ) و اتباع الشهوات و شرب القهوات و شتم الاباء و الامهات حتي يرون الحرام مغنما و الزكوة مغرما و اطاع الرجل زوجته و جفا جاره و قطع رحمه و ذهبت رحمة الاكابر و قل حياء الاصاغر و شيدوا البنيان و ظلموا العبيد و الاماء و شهدوا بالهوي و حكموا بالجور و يسب الرجل اباه و يحسد الرجل اخاه و يعامل الشركاء بالخيانة و قل الوفاء و شاع الزنا و تزين الرجال بثياب النساء و تزين النساء بثياب الرجال و سلب عنهن ثياب الحياء و دب الكبر في القلوب كدبيب السم في الابدان و قل المعروف و ظهرت الجرائم و هونت العظائم و طلبوا المدح بالمال و انفقوا المال للغناء و شغلوا بالدنيا عن الاخرة و قل الورع و كثر الطمع و الهرج و المرج و اصبح المؤمن ذليلا و المنافق عزيزا مساجدهم معمورة بالاذان و قلوبهم خالية من الايمان بما استخفوا بالقرءان و بلغ المؤمن عنهم كل هوان فعند ذلك تري وجوههم وجوه الادميين و قلوبهم قلوب الشياطين كلامهم احلي من العسل و قلوبهم امر من الحنظل فهم ( منهم خ ) ذئاب عليهم ثياب ما من يوم الا يقول الله تعالي افبي تغترون ام علي تجترؤن افحسبتم انما خلقناكم عبثا و انكم الينا لاترجعون فوعزتي و جلالي لولا من يعبدني مخلصا ماامهلت من عصاني طرفة عين و لولا ورع الورعين من عبادي لماانزلت من السماء قطرة و لاانبت ورقة خضراء فواعجبا
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 293 *»
لقوم الهتهم اموالهم و طالت امالهم و قصرت اجالهم و هم يطمعون في مجاورة مولاهم و لايصلون الي ذلك الا بالعمل و لايتم العمل الا بالعقل ، اقول الوقح قلة الحياء و الرعناء الحمقاء و القهوة الخمر و هذا الحديث و امثاله ذكر فيها اشراط مطلق الساعة لا خصوص الرجعة التي هي الساعة الصغري و ان كان اكثرها من اشراطها و كلها قبلها وقوعا منها المحتوم و منها ما فيه البداء و منها ما كان و منها ما محي و منها ما يمحي و منها ما يكون.
فصل و منها ما هو مخصوص بقيام القائم عليه السلام و الرجعة فمن ذلك ما رواه الطوسي في غيبته عن عامر بن واثلة عن اميرالمؤمنين عليه السلام قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله عشر قبل الساعة لابد منها ( خروج خ ) السفياني و الدجال و الدخان و خروج القائم عليه السلام و طلوع الشمس من مغربها و نزول عيسي بن مريم عليه السلام و خسف بالمشرق ( و خسف بالمغرب خ ) و خسف بجزيرة العرب و نار تخرج من قعر عدن تسوق الناس الي المحشر و روي فيه ايضا ( انه خ ) قال قال اميرالمؤمنين عليه السلام بين يدي القائم موت احمر و موت ابيض و جراد في حينه و جراد في غير حينه كالوان الدم فاما الموت الاحمر بالسيف و اما الموت الابيض فالطاعون و في الاكمال عن ابيعبدالله عليه السلام ( انه خ ) قال لايكون هذا الامر حتي يذهب ثلثا الناس فقيل له فاذا ذهب ثلثا الناس فما يبقي قال عليه السلام اماترضون ان تكونوا الثلث الباقي و عنه عن سليمان بن خالد قال سمعت اباعبدالله عليه السلام يقول قدام القائم عليه السلام موت احمر و موت ابيض حتي يذهب من كل سبعة خمسة الموت الاحمر السيف و الموت الابيض الطاعون و في غيبة النعماني عن عباية بن ربعي قال دخلت علي اميرالمؤمنين عليه السلام و انا خامس خمسة و اصغر القوم سنا فسمعته يقول حدثني اخي رسول الله صلي الله عليه و آله انه قال اني خاتم الف نبي و انك ( انت خ ) خاتم الف وصي و كلفت ما لميكلفوا فقلت ماانصفك القوم فقال ليس حيث تذهب يا ابن اخي والله لاعلم الف كلمة لايعلمها غيري و غير محمد صلي الله عليه و آله و انهم ليقرؤن منها اية في
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 294 *»
كتاب الله عز و جل و هي و اذا وقع القول عليهم اخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم ان الناس كانوا باياتنا لايوقنون و مايتدبرونها ( مايتدبرونها خ ) حق تدبرها الااخبركم باخر ملك بني فلان قلنا بلي يا اميرالمؤمنين قال قتل نفس حرام في يوم حرام في بلد حرام من قوم قريش و الذي فلق الحبة و برء النسمة ما لهم ملك بعده غير خمسةعشر ليلة قلنا هل قبل هذا شئ او بعده فقال صيحة في شهر رمضان تفزع اليقظان و توقظ النائم و تخرج الفتاة من خدرها و فيه ايضا قال قال اميرالمؤمنين عليه السلام لايقوم القائم عليه السلام حتي تفقأ عين الدنيا و تظهر الحمرة في السماء و تلك دموع حملة العرش علي اهل الارض و حتي يظهر منهم قوم لا خلاق لهم يدعون لولدي و هم براء من ولدي تلك عصابة ردية لا خلاق لهم علي الاشرار مسلطة و للجبابرة مفتنة للملوك مبيرة يظهر في سواد الكوفة يقدمهم رجل اسود اللون و القلب رث الدين لا خلاق له مهجن زنيم عتل تداولتهم ايدي العواهر من الامهات من شر نسل لاسقاها الله المطر في سنة اظهار غيبة المغيب ( المتغيب خ ) من ولدي صاحب الراية الحمراء و العلم الاخضر اي يوم للمحبين بين الانبار و هيت، ذلك ( يوم فيه خ ) صيلم الاكراد و الشراد ( الشراة خ ) و خراب دار الفراعنة و مسكن الجبابرة و مأوي الولاة الظلمة ام البلايا و اخت العار ( العاد خ ) تلك و رب علي يا عمر بن سعد بغداد الا لعنة الله علي العصاة من بنيامية و بنيالعباس الخونة الذين يقتلون الطيبين من ولدي و لايراقبون فيهم ذمتي و لايخافون الله فيما يفعلون بحرمتي ان لبنيالعباس يوما كيوم الطيوح و لهم فيه صرخة كصرخة الحبلي الويل لشيعة ولد العباس من الحرب التي سنح بين نهاوند و الدينور تلك حرب صعاليك شيعة علي يقدمهم رجل من همدان اسمه علي اسم النبي صلي الله عليه و آله منعوت موصوف باعتدال الخلق و حسن الخلق و نضارة اللون له في صوته ضحك و في اشفاره وطف و في عنقه سطح فرق الشعر مفلج الثنايا علي فرسه كبدر تجلي عنه الغمام يصير بعصابة خير عصابة اوت و تقربت ( و دانت خ ) لله بدين تلك الابطال من العرب الذين
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 295 *»
يلحقون حرب الكريهة و الدبرة يومئذ علي الاعداء ان للعدو يوم ذاك الصيلم و الاستيصال ه ، اقول المهجن هو ابن الامة و من ابوه خير من امه و الزنيم الملحق بقوم ليس منهم و العتل بضم العين و التاء مشدد اللام الشديد الجافي الفظ الغليظ من الناس و الانبار موضع بالعراق قديم و هيت بالكسر بلد بالعراق معروفة و الصيلم الامر الشديد و الداهية و السيف و الوجبة و الطيوح جمع طيحة الامور التي تفرقت بينهم و اوقعتهم في مضيعة و نهاوند بلد من بلاد الجبل جنوبي همدان و الدينور بكسر الدال بلد و الصعاليك الفقراء و الوطف محركة كثرة شعر الحاجبين و العينين و السطح الانبساط و التسوية و الفرق الطريق في شعر الرأس و مفلج الثنايا متباعد الثنايا و الكريهة الشدة و الدبرة الهزيمة في القتال و نقيض الدولة ه ، و هذا الحديث و ان كان راويه عمر بن سعد لعنه الله الا انه صحيح بشهادة قرينة كونه علي خلاف راويه لتضمنه التعريض به و الانتقام منه و لما ورد عنهم عليهم السلام ان لنا اوعية نملأها علما لتنقلها الي شيعتنا ( خذوها خ ) و صفوها تجدوها نقية و اياكم و الاوعية فانها اوعية سوء فتنكبوها او كما قالوا عليهم السلام و لاشتماله علي الاخبار بقتل الذرية الطيبة و علي الاخبار بقيام القائم عليه السلام للانتقام من قاتليهم و علي ثبوت الرجعة في الجملة و علي تواطئ المخالف و المؤالف علي ذلك و في كفايةالاثر في النصوص علي الائمة الاثنيعشر للشيخ السعيد علي بن محمد بن علي الخزار ( الخزاز خ ) القمي باسناده عن علقمة بن قيس قال خطبنا اميرالمؤمنين عليه السلام علي منبر الكوفة خطبة اللؤلؤة قال فيما قال في اخرها الا و اني ظاعن عن قريب و منطلق الي المغيب فارتقبوا الفتنة الاموية و المملكة ( الملكة خ ) الكسروية و اماتة ما احياه الله و احياء ما اماته الله و اتخذوا صوامعكم بيوتكم و عضوا علي مثل جمر الغضا و اذكروا الله كثيرا فذكره اكبر لو كنتم تعلمون ثم قال و تبني مدينة يقال لها الزوراء بين دجلة و دجيل و الفرات فلو رايتموها مشيدة بالجص و الاجر مزخرفة بالذهب و الفضة و اللازورد و المرمر و الرخام و ابواب العاج و الابنوس و الخيم و القباب و
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 296 *»
الستارات و قد عليت بالساج و العرعر و الصنوبر و الشب و شيدت بالقصور و توالت عليها ملوك ( ملك من خ ) بنيشيصبان اربعة و عشرون ملكا فيهم السفاح و المقلاص و الجموح و الخدوع و المظفر و المؤنث و النظار و الكبش و المهتور و العشار و المصطلم و المستصعب و العلام و الرهبان و الخليع و السيار و المترف و الكديد و الاكتب و المترف و الاكلب و الوسم ( الوسيم خ ) و الضلام و الغيوق ( العينوق خ ) و تعمل القبة الغبراء ذات العلاة الحمراء و في عقبها قائم الحق يسفر عن وجهه بين الاقاليم كالقمر المضيء بين الكواكب الدرية الا و ان لخروجه علامات عشرة اولها طلوع الكوكب ذيالذنب و يقارب من الحاوي و يقع فيه هرج و مرج شعب و تلك علامات الخصب و من العلامة الي العلامة عجيب فاذا انقضت العلامات العشرة اذ ذاك يظهر القمر الازهر و تمت كلمة الاخلاص لله علي التوحيد، اقول الشيصبان اسم الشيطان و الزوراء مسكن الجبابرة ام البلايا و اخت العار ( العاد خ ) و هي مأوي بنيشيصبان من بنيسابع فعمارتها من اشراط الاولي و خرابها من اثار الاولي و اشراط الاخري دمر الله عليهم و للكافرين امثالها و في اكمالالدين عن الثمالي قال قلت لابيعبدالله عليه السلام ان ( انا سمعت خ ) اباجعفر عليه السلام كان يقول ان خروج السفياني من الامر المحتوم قال لي نعم و اختلاف ولد العباس من المحتوم و قتل النفس الزكية من المحتوم و خروج القائم عليه السلام من المحتوم فقلت فكيف يكون النداء قال ينادي مناد من السماء اول ( اوائل خ ) النهار الا ان الحق في علي و شيعته ثم ينادي ابليس لعنه الله في اخر النهار الا ان الحق في السفياني و شيعته فيرتاب عند ذلك المبطلون و فيه عن محمد بن مسلم قال سمعت اباعبدالله عليه السلام يقول القائم منصور بالرعب مؤيد بالنصر تطوي له الارض و تظهر له الكنوز و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب و يظهر الله عزوجل به دينه و لو كره المشركون فلايبقي في الارض خراب الا عمر و ينزل روح الله عيسي بن مريم عليه السلام فيصلي خلفه فقلت له يا ابن رسول الله متي يخرج قائمكم قال اذا تشبه الرجال بالنساء و النساء بالرجال و اكتفي الرجال بالرجال و النساء بالنساء
+«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 297 *»
و ركب ذوات الفروج السروج و قبلت شهادة الزور و ردت شهادات ( شهادة خ ) العدول و استخف الناس بالدماء و ارتكاب الزنا و اكل الربوا و اتقي الاشرار مخافة السنتهم و خروج السفياني من الشام و اليماني باليمن و خسف بالبيداء و قتل غلام من آلمحمد صلي الله عليه و آله بين الركن و المقام اسمه محمد بن الحسن النفس الزكية و جاءت صيحة من السماء بان الحق فيه و في شيعته فعند ذلك خروج قائمنا فاذا خرج اسند ظهره الي الكعبة و اجتمع اليه ثلثمائة و ثلاثةعشر رجلا و اول ما ينطق به هذه ( بهذه خ ) الاية بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنين ثم يقول انا بقية الله في ارضه فاذا اجتمع اليه عشرةالاف رجل خرج فلايبقي في الارض معبود دون الله عز و جل من صنم و غيره الا وقعت فيه نار فاحترق ذلك بعد غيبة طويلة ليعلم الله من يطيعه بالغيب و يؤمن به ، اقول قد ذكرنا ان خروج الدجال من اصفهان و خروج السفياني من الوادي اليابس في يوم واحد و هو العاشر من جماديالاولي في السنة التي يخرج فيها قائم آلمحمد (ص) في العاشر من المحرم فيكون بين خروجهما و بين قيامه ثمانية اشهر لاتزيد يوما و لاتنقص يوما و في يوم خروجهما يخرج اليماني الحسني و يخرج الخراساني و ليس في الرايات اهدي من راية اليماني و هي راية هدي لانه يدعو الي الحق و الي طريق مستقيم و الخسف بالبيداء خسف بعسكر السفياني لاينجو منهم الا رجلان من جهينة فلذلك جاء القول و عند جهينة الخبر اليقين و ذلك بعد ان ترد عساكره جيشين جيش الي بابل و جيش الي المدينة و ينحدرون من بابل الي الكوفة و تكثر فيها سفك الدماء و يهدم حائط مسجد الكوفة و يقتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين و يظهر في قرص الشمس في شهر رجب جسد بلا رأس و كف يطلع من السماء و هو من المحتوم و خروج السفياني من المحتوم و خسف عسكره بالبيداء من المحتوم و الصوت من السماء من المحتوم ينادي جبرئيل عليه السلام اول فجر اليوم الثالث و العشرين من شهر رمضان بصوت يسمعه جميع الخلايق كل بلغته الا ان الحق مع علي و شيعته و ينادي ابليس في الارض عند غروب شمس ذلك اليوم
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 298 *»
بصوت يسمعه جميع الخلايق كل بلغته الا ان الحق مع ( في خ ) السفياني و شيعته فعند ذلك يرتاب المبطلون و مدة ملكه تسعة اشهر بقدر حمل امرأة لايزيد و لاينقص فيكون ملكه بعد خروج القائم عليه السلام شهرا واحدا لانه يملك قبل خروجه بثمانية ( ثمانية خ ) اشهر و قتل النفس الزكية من المحتوم و هو ايضا من آلمحمد صلي الله عليه و آله غير النفس الزكية الذي يقتل بظهر الكوفة و ( فان خ ) هذا يقتل بين الركن و المقام في الخامس و العشرين من ذيالحجة الحرام و ليس بين قتله و ظهور القائم عليه السلام الا خمسعشرة ليلة لانه عليه السلام يظهر في العاشر من المحرم يوم الجمعة و تنكسف الشمس ( في النصف خ ) من شهر رمضان تلك السنة و ينخسف القمر في اخره و روي في الليلة الخامسة منه و عند ذلك يبطل حساب المنجمين و يكون من العشرين في جماديالاولي الي اخر جماديالثانية يتصل المطر المطرة خلف المطرة حتي تقع ( يقع خ ) اكثر بيوت اهل الدنيا و في اول شهر رجب تنبت لحوم من يريد الله رجوعه من الاموات فيحيون و هو قول اميرالمؤمنين عليه السلام عجب و اي عجب بين جمادي و رجب.
فصل في ذكر بعض احوال السفياني لعنه الله علي ما نلتقطه من الروايات علي جهة الاقتصار يقبل السفياني من بلاد الروم فينظر في عنقه صليب و هو صاحب القوم فيملك قدر حمل امرأة تسعة اشهر يخرج بالشام فتنقاد له اهل الشام الا طوائف من المقيمين علي الحق يعصمهم الله من الخروج معه و يأتي المدينة بجيش جرار حتي اذا انتهي الي بيداء المدينة خسف الله به و ذلك قول الله عزوجل و لو تري اذ فزعوا فلا فوت و اخذوا من مكان قريب قال اميرالمؤمنين عليهالسلام اذا اختلف رمحان بالشام لمتنجل الا عن اية من ايات الله قيل و ما هي يا اميرالمؤمنين قال رجفة تكون بالشام يهلك فيها اكثر من مائةالف يجعله الله رحمة للمؤمنين و عذابا للكافرين فاذا كان كذلك فانظروا الي اصحاب البراذين الشهب المحذوفة و الرايات الصفر تقبل من المغرب حتي تحل بالشام و ذلك عند الجزع ( الجوع خ ) الاكبر و الموت الاحمر فاذا كان
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 299 *»
ذلك فانظروا خسف قرية من قري دمشق يقال لها حرشا فاذا كان ذلك خرج ابن اكلة الاكباد من الوادي حتي يستوي علي منبر دمشق فاذا كان ذلك خرج المهدي عليه السلام ، اقول المراد بالمحذوفة مقطوعة الاذان و الاذناب او قصرهما و المراد بالوادي الوادي اليابس حتي ينزل فيبعث جيشين جيش ( جيشا خ ) الي المشرق و اخر الي المدينة حتي ينزلوا بارض بابل من المدينة الملعونة يعني بغداد فيقتلون اكثر من ثلاثةالاف و يفضحون اكثر من مائة امرأة و يقتلون ثلثمائة كبش من بنيالعباس ثم ينحدرون الي الكوفة فيخربون ما حولها ثم يخرجون متوجهين الي مكة حتي اذا كانوا بالبيداء بعث الله جبرئيل فيقول يا جبرئيل اذهب فابدهم فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم عندها و لايفلت منهم الا رجلان من جهينة فلذلك جاء القول عند جهينة الخبر اليقين و في تفسير العياشي يقال لهما وتر و وتيرة من مراد فلذلك قوله و لو تري اذ فزعوا الي اخرها اورده التغلبي في تفسيره و روي اصحابنا مثله و في غيبة النعماني قال الباقر عليه السلام ان لولد العباس و المرواني لوقعة بقرقيسا يشيب فيها الغلام الخرور و يرفع الله عنهم النصر و يوحي الي طير السماء و سباع الارض اشبعي من لحوم الجبارين ثم يخرج السفياني ، اقول الخرور بالخاء المعجمة الذي يخر في مشيه لضعفه و صغره و بالمهملة الحار المزاج لانه ابعد من الشيب و فيه عن ابيجعفر الباقر عليهما السلام قال السفياني احمر اشقر ازرق لميعبد الله قط و لمير مكة و لا المدينة قط يقول يا رب ثاري و النار يا رب ثاري و النار اقول في النسخة التي نقلت منها الحديث و الثار بالثاء المثلثة و فيه تأكيد يعني يا رب بلغني اخذ ثاري يا رب بلغني اخذ ثاري و فيه بعد و يحتمل ( ان يكون خ ) بالنون و المعني يا رب بلغني اخذ ثاري و ان كان فيه النار لانه ( كان خ ) يؤمن بالبعث او جري علي لسانه علي العادة او علي فرض الوقوع يا رب بلغني اخذ ثاري و ادخلني النار و هذا اقرب و في الاكمال قال اميرالمؤمنين عليه السلام يخرج ابن اكلة الاكباد من الوادي اليابس و هو رجل ربعة وحش الوجه ضخم الهامة بوجهه اثر الجدري اذا رأيته حسبته اعور اسمه عثمان و ابوه عنبسة و هو من ولد
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 300 *»
ابيسفيان حتي يأتي ارض قرار و معين فيستوي علي منبرها و في امالي الطوسي عن ابيعبدالله عليه السلام انا و ال ابيسفيان اهل بيتين تعادينا في الله قلنا صدق الله و قالوا كذب الله قاتل ابوسفيان رسول الله صلي الله عليه و آله و قاتل معوية علي بن ابيطالب صلوات الله عليه و قاتل يزيد بن معوية الحسين بن علي عليهما السلام و السفياني يقاتل القائم عليه السلام و في الاكمال عن ابيعبدالله عليه السلام ( انه قال خ ) ان امر السفياني من الامر المحتوم و خروجه في رجب اقول الظاهر ان المراد به بدء قتاله او قتاله لمن رجع من الاموات و فيه عن عمر بن يزيد ( انه خ ) قال قال لي ابوعبدالله الصادق عليه السلام انك لو رأيت السفياني رأيت اخبث الناس اشقر احمر ازرق يقول يا رب يا رب يا رب ثم للنار و لقد بلغ من خبثه انه يدفن ام ولد له و هي حية مخافة ان تدل عليه اقول قال في العوالم توضيح قوله ثم للنار اي ثم مع اقراره ظاهرا بالرب يفعل ما يستوجب للنار ( النار خ ) و يصير اليها و الاظهر يا رب ثاري و ثاري مكررا و اقول قوله ثم للنار يؤيد التوجيه الثاني فيما تقدم و فيه عن عبدالله بن ابيمنصور قال سألت اباعبدالله عليه السلام عن اسم السفياني فقال و ما تصنع باسمه اذا ملك كور الشام الخمس دمشق و حمص و فلسطين و الاردن و قنسرين فتوقعوا عند ذلك الفرج قلت يملك تسعة اشهر قال لا و لكن يملك ثمانية اشهر لاتزيد يوما اقول لعل الجمع بينه و بين ما تقدم من انه يملك تسعة اشهر ان الشهر المتقدم منها لميكن له ملك فيه فان قلت يلزم ان تكون مدة ملكه سبعة قلت نعم و لكن الثامن بعد قيام الحجة عليه السلام قبل قتله و ربما يمكن الاستدلال علي هذا بما تقدم من انه يخرج في رجب و بقول الصادق عليه السلام ان السفياني يملك بعد ظهوره علي الكور الخمس حمل امرأة ثم قال استغفر الله حمل جمل و هو من المحتوم الذي لابد منه فقوله عليه السلام استغفر الله لعله استدرك ( استدراك خ ) مما حدد لانه بعد ثبوت ان بين خروجه و ظهور القائم عليه السلام ثمانية اشهر و حمل المرأة يفهم منه تسعة اشهر لجواز اطلاق الملك علي اول خروجه و علي اول ظهوره فله اعتباران فعلي الاول
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 301 *»
ثمانية ( اشهر خ ) و علي الثاني تسعة و منه عن ابيعبدالله عليه السلام ( انه قال خ ) كأني بالسفياني او بصاحب السفياني قد طرح رحله في رجعتكم بالكوفة فنادي مناديه من جاء برأس رجل من شيعة علي فله الف درهم فيثب الجار علي جاره و يقول هذا منهم فيضرب عنقه و يأخذ الف درهم اما ان امارتكم يومئذ لاتكون الا لاولاد البغايا و كأني انظر الي صاحب البرقع قلت و من صاحب البرقع فقال رجل منكم يقول بقولكم يلبس البرقع فيحوشكم فيعرفكم و لاتعرفونه فيغمز بكم رجلا رجلا اما انه لايكون الا ابن بغي و من غيبة النعماني عن ابيعبدالله عليه السلام قال السفياني من المحتوم و خروجه من اول خروجه الي اخره خمسةعشر شهرا ستة اشهر يقاتل فيها فاذا ملك الكور ملك تسعة اشهر و لميزد عليها يوما ، اقول و يمكن حمل هذا الحديث علي ( ارادة خ ) ان اول خروجه من حين طلبت نفسه اخذ الثار قبل بعث العساكر الي الكوفة و المدينة و ان الستة اشهر هي مدة تملكه الكور الخمس كما هو منطوق ( خبر خ ) غيبة الطوسي و اما ما دل ليس بين خروجه و بين قيام القائم عليه السلام الا ثمانية اشهر فالمراد به اول خروجه بالبعوث و الشهر التاسع ما بعد قيام القائم عليه السلام قبل ان يقتله الحجة عليه السلام و في كتاب سرور اهل الايمان عن الحضرمي قال قلت لابيعبدالله عليه السلام كيف نصنع اذا خرج السفياني قال تغيب الرجال وجوهها منه و ليس علي العيال بأس فاذا ظهر علي الاكوار الخمس يعني كور الشام فانفروا الي صاحبكم و في امالي الطوسي عن هشام بن سالم قال قال ابوعبدالله عليه السلام و ذكر السفياني فقال اما الرجال فتواري وجوهها ( وجوههم خ ) عنه و اما النساء فليس عليهن بأس و في غيبة النعماني عن الحسين بن ابراهيم قال قلت للرضا عليه السلام اصلحك الله انهم يتحدثون ان السفياني يقوم و قد ذهب سلطان بنيالعباس فقال كذبوا انه يقوم و ان سلطانهم لقائم و فيه عن داود بن ابيالقاسم قال كنا عند ابيجعفر محمد بن علي الرضا صلوات الله عليهما فجري ذكر السفياني و ما جاء في الرواية من ان امره من المحتوم فقلت لابيجعفر عليه السلام هل يبدو لله في المحتوم قال نعم قال له
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 302 *»
فيجاز ان يبدو لله في القائم عليه السلام قال القائم من الميعاد اقول قال في العوالم بيان و تحقيق قلت للمحتوم معان يمكن البداء في بعضها و قوله من الميعاد اشارة الي انه لايمكن البداء فيه لقوله تعالي ان الله لايخلف الميعاد و الحاصل ان هذا شئ وعد الله رسوله و اهل بيته ليصبرهم علي المكاره التي وصلت اليهم من المخالفين و الله لايخلف وعده ثم انه يحتمل ان يكون المراد بالبداء في المحتوم البداء في خصوصياته لا في اصل وقوعه كخروج السفياني قبل ذهاب بنيالعباس و نحو ذلك انتهي ، ( اقول خ ) و الظاهر ان مراده عليه السلام ان المحتوم ما لميقع لميكن مستحيلا فيمكن تغييره و قيام القائم عليه السلام كذلك و لكنه من اللطف و الله سبحانه لايمنع لطفه ( من خ ) عباده لا انه لايمكن تغييره و كذلك خروج السفياني الا انه ليس في الظاهر لطفا فاجاز فيه ما يمكن في نفس الامر مع انه لابد ان يكون لانه مستلزم اللطف و ذلك كما قال ( الله خ ) تعالي يستعجلونك بالعذاب و لنيخلف الله وعده لان العذاب و ان لميكن في نفسه لطفا لكنه نصر لانبيائه علي اعدائه ( اعدائهم خ ) و شفاء لصدورهم و كذلك خروج السفياني كما قال اميرالمؤمنين صلوات الله عليه رجفة تكون بالشام يهلك فيها اكثر من مائةالف يجعله الله رحمة للمؤمنين و عذابا للكافرين ( كما تقدم خ ) .
فصل في ذكر بعض احوال الدجال ، روي في غيبة النعماني من الانجيل عن عبدالله بن سليمان و كان قاريا في الكتب قال قرأت في الانجيل و ذكر اوصاف النبي صلي الله عليه و آله الي ان قال تعالي ( لعيسي خ ) ارفعك الي ثم اهبطك في اخر الزمان لتري من امة ذلك النبي صلي الله عليه و آله العجائب و لتعينهم علي اللعين الدجال اهبطك في وقت الصلوة لتصلي معهم انهم امة مرحومة و في الاكمال بسنده عن نافع عن ابن عمه قال ان رسول الله صلي الله عليه و آله صلي ذات يوم باصحابه الفجر ثم قام مع اصحابه حتي اتي باب دار بالمدينة فطرق الباب فخرجت اليه امرأة فقالت ما تريد يا اباالقاسم فقال رسول الله صلي الله عليه و آله يا ام عبد الله استأذني لي علي عبد الله
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 303 *»
فقالت يا اباالقاسم و ما تصنع بعبد الله فوالله انه لمجهود في عقله يحدث في اثوابه ( ثوبه خ ) و انه ليراودني علي الامر العظيم فقال استأذني لي عليه فقالت أ علي ذمتك قال نعم قالت فادخل فدخل فاذا هو في قطيفة له يهيم فيها فقالت امه اسكت و اجلس هذا محمد قد اتاك فسكت و جلس فقال النبي صلي الله عليه و آله ما لها لعنها الله لو تركتني لاخبرتكم اهو هو ثم قال له النبي صلي الله عليه و آله ما تري قال اري حقا و باطلا و اري عرشا علي الماء فقال اشهد الا اله الا الله و اني رسول الله فقال بل تشهد ان لا اله الا الله و اني رسول الله فماجعلك الله بذلك احق مني فلما كان في اليوم الثاني صلي صلي الله عليه و آله باصحابه الفجر ثم نهض فنهضوا معه حتي طرق الباب فقالت امه ادخل فدخل فاذا هو في نخلة يغرد فيها فقالت امه اسكت و انزل هذا محمد قد اتاك فسكت فقال النبي صلي الله عليه و آله ما لها لعنها الله لو تركتني لاخبرتكم اهو هو فلما كان في اليوم الثالث صلي صلي الله عليه و آله باصحابه الفجر ثم نهض فنهضوا معه حتي اتي ذلك المكان فاذا هو في غنم له ينعق بها فقالت له امه اسكت و اجلس هذا محمد قد اتاك فسكت و قد كانت نزلت في ذلك اليوم ايات من سورة الدخان فقرأها لهم النبي صلي الله عليه و آله في صلوة الغداة ثم قال ( له خ ) اشهد الا اله الا الله و اني رسول الله فقال بل تشهد الا اله الا الله و اني رسول الله و ماجعلك الله بذلك احق مني فقال النبي صلي الله عليه و آله اني قد خبئت لك خبئا فقال الدخ الدخ فقال النبي صلي الله عليه و آله اخسأ فانك لنتعدو اجلك و لنتبلغ املك و لنتنال الا ما قدر لك ثم قال لاصحابه ايها الناس مابعث الله نبيا الا و قد انذر قومه الدجال و ان الله عزوجل قد اخره الي يومكم هذا فمهما تشابه عليكم من امره فان ربكم ليس باعور انه يخرج علي حمار عرض ما بين عينيه ميل يخرج و معه جنة و نار و جبل من خبز و نهر من ماء اكثر اتباعه اليهود و النساء و الاعراب يدخل افاق الارض كلها الا مكة و لابتيها و المدينة و لابتيها ( و خ ) قال في العوالم توضيح قولها انه لمجهود في عقله اي اصاب عقله جهد البلاء فهو مخبط يقال جهد المرض فلانا هزله و كان مراودته
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 304 *»
اياها ( انما كانت خ ) لاظهار دعوي الالوهية و النبوة و لذلك ( كانت خ ) تأبي ان ( عن ان خ ) يراه النبي صلي الله عليه و آله و الهيمة الصوت الخفي و في اخبار العامة يهمهم قوله اهو هو اي اما تقولون بالوهية اله ام لا و روي الحسين بن مسعود الفراء في شرح السنة باسناده عن ابيسعيد الخدري ان في هذه القصة قال رسول الله صلي الله عليه و آله ما تري قال اري عرشا علي الماء فقال رسول الله صلي الله عليه و آله تري ابليس علي البحر فقال ماتري عرشا قال اري صادقين و كاذبا او كاذبا و صادقين فقال رسول الله صلي الله عليه و آله ليس عليه دعوة انتهي ، و يقال غرد الطائر كفرح و غرد تغريدا و اغرد و تغرد رفع صوته و طرب به قوله قد خبئت لك خبئا اي اضمرت لك شيئا اخبرني به قال الجزري فيه انه قال لابنصياد خبئت لك خبيئا قال هو الدخ الدخ بضم الدال و فتحها الدخان قال عند رواق البيت يغشي الدخان و فسر الحديث انه اراد بذلك يوم تأتي السماء بدخان مبين و قيل ان الدجال يقتله عيسي بجبل الدخان فيحتمل ان يكون اراد تعريضا بقتله لان ابنصياد كان يظن انه الدجال قوله اخسأ يقال خسأت الكلب اي طردته و ابعدته قوله فانك لنتعدو اجلك قال في شرح السنة قال الخطائي يحتمل وجهين احدهما انه لايبلغ قدره ان يطالع الغيب من قبل الوحي الذي يوحي به الي الانبياء و لا من قبل الالهام الذي يلقي في روح الاولياء و انما كان الذي جري علي لسانه شيئا القاه الشيطان حين سمع النبي صلي الله عليه و آله يراجع به اصحابه قبل دخول النخل و الاخر انك لنتسبق قدر ( ما قدر خ ) الله فيك و في امرك و قال ابوسليمان و الذي عندي ان هذه القصة انما جرت ايام مهادنة رسول الله صلي الله عليه و آله اليهود و حلفائهم و كان ابنالصياد منهم او دخيلا في جملتهم و كان يبلغ رسول الله صلي الله عليه و آله خبره و ما يدعيه من الكهانة فامتحنه بذلك فلما كلمه علم انه مبطل و انه من جملة السحرة او الكهنة او ممن يأتيه رئي الجن او يتعاهده شيطان فيلقي علي لسانه بعض ما يتكلم به فلما سمع منه قوله الدخ زبره و قال اخسأ فلنتعدو قدرك يريد ان ذلك شئ القاه اليك الشيطان و ليس ذلك من قبل
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 305 *»
الوحي و انما كانت له تارات يصيب في بعضها و يخطئ في بعضها و ذلك معني قوله يأتيني صادق و كاذب فقال له عند ذلك خلط عليك و بالجملة من امره انه كان فتنة قد امتحن الله به عباده ليهلك من هلك عن بينة و يحيي من حي عن بينة و قد افتتن قوم موسي في زمانه بالعجل فافتتن به قوم فاهلكوا و نجي من هداه الله و عصمه ، انتهي كلامه اقول قد اختلف العامة في ابنصياد هل هو الدجال او غيره فذهب جماعة الي انه غيره لما روي انه تاب عن ذلك و مات بالمدينة و كشفوا عن وجهه حتي رأوه الناس ميتا و روي عن ابيسعيد الخدري ايضا مما يدل علي انه ليس بدجال و ذهب جماعة الي انه هو الدجال و رووه عن ابنعمر و ( ابيعمرو خ ) جابر الانصاري ، اقول قال الصدوق بعد ايراد هذا الخبر ان اهل العناد و الجحود يصدقون بمثل هذا الخبر و يروون في الدجال و غيبته و طول بقائه المدة الطويلة و بخروجه في اخر الزمان و لايصدقون بامر القائم عليه السلام و انه يغيب مدة طويلة ثم يظهر فيملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما بنص النبي صلي الله عليه و آله و الائمة بعده صلوات الله عليهم و باسمه و غيبته و نسبه و باخبارهم بطول غيبته ارادة لاطفاء نور الله و ابطال امر ولي الله و يأبي الله الا ان يتم نوره و لو كره المشركون و اكثر ما يحتجون به في دفعهم لامر الحجة عليه السلام انهم يقولون لمترد هذه الاخبار التي تروونها في شانه و لانعرفها و كذا يقول ( نقول خ ) من يجحد نبوة نبينا صلي الله عليه و آله من الملحدين و البراهمة و اليهود و النصاري انه ماصح عندنا شئ مما تروونه ( تروون خ ) من معجزاته و دلائله و لانعرفها فنعتقد بطلان امره لهذه الحجة و متي لزمنا ما يقولون لزمهم ما يقوله هذه الطوائف و هم اكثر عددا منهم و يقولون ايضا ليس في موجب عقولنا ان يعمر احد من ( اهل خ ) زماننا هذا عمرا يتجاوز عمر اهل الزمان فقد تجاوز عمر صاحبكم علي زعمكم عمر اهل الزمان فنقول لهم أتصدقون علي ان الدجال في الغيبة يجوز ان يعمر عمرا يتجاوز عمر اهل الزمان و كذلك ابليس و لاتصدقون مثل ( بمثل خ ) ذلك لقائم آلمحمد عليهم السلام مع النصوص الواردة فيه في الغيبة و طول العمر و الظهور بعد ذلك
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 306 *»
للقيام بامر الله عز و جل و ما يروي في ذلك من الاخبار التي قد ذكرتها في هذا الكتاب و مع ما صح عن النبي صلي الله عليه و آله انه قال كل ما كان في الامم السالفة يكون في هذه الامة مثله حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة و قد كان فيمن مضي من انبياء الله عزوجل و حججه معمرون اما نوح عليه السلام فانه عاش الفي سنة و خمسمائة سنة و نطق القرءان بانه لبث في قومه الف سنة الا خمسين عاما و قد روي في الخبر الذي اسندته في هذا الكتاب ان في القائم عليه السلام سنة من نوح و هي طول العمر فكيف يدفع امره و لايدفع ما يشبهه من الامور التي ليس شئ منها في موجب العقول بل لزم الاقرار بها لانها رويت عن النبي صلي الله عليه و آله و هكذا يلزم الاقرار بالقائم عليه السلام من طريق السمع و في موجب اي عقل من العقول انه يجوز ان يلبث اصحاب الكهف ثلثمائة سنة و ازدادوا تسعا و هل وقع التصديق بذلك الا من طريق السمع فلم لميقع التصديق بامر القائم عليه السلام ايضا من طريق السمع و كيف يصدقون بما يرد في الاخبار عن وهب بن منية و عن كعب الاحبار ( الاخبار خ ) في المحالات التي لايصح منها شئ في قول الرسول صلي الله عليه و آله و لا في موجب العقول و لايصدقون بما يرد ( ورد خ ) عن النبي صلي الله عليه و آله و الائمة عليهم السلام في القائم عليه السلام و غيبته و ظهوره بعد شك اكثر الناس في امره و ارتدادهم عن القول به كما تنطق الاثار الصحيحة عنهم عليهم السلام هل هذا الا مكابرة في دفع الحق و جحوده و كيف لايقولون انه لما كان في الزمان غير محتمل للتعمير وجب ان تجري سنة الاولين بالتعمير في اشهر الاجناس تصديقا لقول صاحب الشريعة عليه السلام و لا جنس اشهر من جنس القائم عليه السلام لانه مذكور في الشرق و الغرب علي السنة المقرين به و السنة المنكرين له و متي بطل وقوع الغيبة بالقائم الثانيعشر من الائمة عليهم السلام مع الروايات الصحيحة عن النبي صلي الله عليه و آله انه اخبر بوقوعها به انه عليه السلام بطلت نبوته لانه يكون قد اخبر بوقوع الغيبة بمن لمتقع به و متي صح كذبه في شئ لميكن نبيا و كيف يصدق في امر عمار
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 307 *»
فيما اخبر به انه تقتله الفئة الباغية و في اميرالمؤمنين صلوات الله عليه انه تخضب لحيته من دم رأسه و في الحسن بن علي (ع) انه مقتول بالسم و في الحسين بن علي (ع) انه مقتول بالسيف و لايصدق فيما اخبر به من امر القائم عليه السلام و وقوع الغيبة به و النص عليه باسمه و نسبه بل هو صلي الله عليه و آله صادق في جميع اقواله مصيب في جميع احواله و لايصح ايمان عبد حتي لايجد في نفسه حرجا مما قضي و يسلم في جميع الامور تسليما لايخالطه شك و لا ارتياب و هذا هو الاسلام و الاسلام هو الاستسلام و الانقياد و من يبتغ غيره دينا فلنيقبل منه و هو في الاخرة من الخاسرين و من اعجب العجب ان مخالفينا يروون ان عيسي بن مريم عليهما السلام مر بارض كربلا فرأي عدة من الظباء مجتمعة فاقبلت اليه و هي تبكي و انه جلس و جلس الحواريون فبكي و بكي الحواريون و هم لايدرون لم جلس و لم بكي فقالوا يا روح الله و كلمته ما يبكيك قال اتعلمون اي ارض هذه قالوا لا قال هذه ارض يقتل فيها فرخ الرسول احمد و فرخ الخيرة الطاهرة البتول شبيهة امي و يلحد فيها هي اطيب من المسك لانها طينة فرخ المستشهد و هكذا تكون طينة الانبياء و اولاد الانبياء و هذه الظباء تكلمني و تقول انها ترعي في هذه الارض شوقا الي تربة الفرخ المبارك و زعمت انها امنة في هذه الارض ثم ضرب بيده الي بعر تلك الظباء فشمها و قال اللهم ابقها ابدا حتي يشمها ابوه عزاء و سلوة و انها بقيت الي ايام اميرالمؤمنين عليه السلام حتي شمها و بكي و ابكي و اخبر بقصتها لما مر بكربلا فيصدقون بان بعر تلك الظباء بقي زيادة علي خمسمائة سنة لمتغيرها الامطار و الرياح و مرور الايام و الليالي و السنين عليها و لايصدقون بان القائم من آلمحمد صلوات الله عليه و عليهم اجمعين يبقي حتي يخرج بالسيف فيبير اعداء الله و يظهر دين الله مع الاخبار المتواترة عن النبي صلي الله عليه و آله و الائمة صلوات الله عليهم بالنص عليه باسمه و نسبه و غيبته المدة الطويلة و جري سنن الاولين فيه بالتعمير هل هذا الا عناد و جحود للحق ، انتهي كلام صاحب العوالم و الصدوق و اقول ما ذكره في تفسير الدخ هو المشهور بين
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 308 *»
المفسرين للحديث و قد يدل ما قبله من الكلام عليه و في بعض النسخ الدح الدح بالمهملتين و علي تقدير صحة هذه النسخة بالحاء المهملة يكون معني الدح الدس و النكاح و الدع في القفاء كما في القاموس و يصير المعني علي هذه النسخة انه لخبثه اراد تخجيل النبي صلي الله عليه و آله ليقطع حجته و علي هذا يكون قول امه ليراودني علي الامر العظيم انه يراودها ( راودها خ ) في نفسها و يؤيده قولها انه لمجهود في عقله يحدث في ثوبه و لو ارادت بقولها انه ليراودني علي الامر العظيم انه يريد دعوي الالوهية و النبوة مع وصفها له بانه مجهود ( لمجهود خ ) في عقله لكانت منكرة عليه فلايستحق من النبي صلي الله عليه و آله ان يلعنها ثلاثا ( فانه (ص) خ ) في كل مرة دخل عليه لعنها و الله اعلم و في مناقب ابنشهراشوب و بشارة المصطفي عنه صلي الله عليه و آله ( انه كان خ ) يقول من قاتلني في الاول ( الاولي خ ) و قتل ( قاتل خ ) اهل بيتي في الثانية حشره الله في الثالثة مع الدجال ، اقول الظاهر ان الاولي هي الجاهلية الاولي من المشركين كابيسفيان و في الثانية اي في الجاهلية الثانية يعني الردة بعد موته كمعوية قاتل عليا و يزيد بن معوية قاتل الحسين عليه السلام حشره الله في الجاهلية الثالثة و هي خروج الدجال و الله سبحانه اعلم و في امالي الشيخ عن انس بن مالك ( انه خ ) قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله الدجال لايدخل مكة و المدينة علي كل شعب من شعابها ملك شاهر سيفه و في الاكمال عن النزال بن سيرة قال خطبنا علي بن ابيطالب عليه السلام فحمد الله و اثني عليه و صلي علي النبي صلي الله عليه و آله ثم قال سلوني ايها الناس من قبل ان تفقدوني ثلاثا فقام اليه صعصعة بن صوحان فقال يا اميرالمؤمنين متي يخرج الدجال فقال له عليه السلام اقعد قد سمع الله كلامك و علم ما اردت والله ما المسئول باعلم من السائل و لكن لذلك علامات و هيئات يتبع بعضها بعضا كحذو النعل بالنعل فان شئت انبأتك بها قال نعم يا اميرالمؤمنين فقال عليه السلام احفظ فان علامة ذلك اذا امات الناس الصلوة و اضاعوا الامانة و استحلوا الكذب و اكلوا الربا و اخذوا الرشا و شيدوا البنيان و باعوا الدين بالدنيا و
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 309 *»
استعملوا السفهاء و شاوروا النساء و قطعوا الارحام و اتبعوا الاهواء و استخفوا بالدماء و كان الحلم (العلم خ) ضعفا و الظلم فخرا و كانت الامراء فجرة و الوزراء ظلمة و العرفاء خونة و القراء فسقة و ظهرت شهادة الزور و استعلي الفجور و قول البهتان و الاثم و الطغيان و حليت المصاحف و زخرفت المساجد و طولت المنارات و اكرم الاشرار و ازدحمت الصفوف و اختلفت القلوب و نقضت العهود و اقترب الموعود و شارك النساء ازواجهن في التجارة حرصا علي الدنيا و علت اصوات الفساق و استمع منهم و كان زعيم القوم ارذلهم و اتقي الفاجر مخافة شره و صدق الكاذب و اؤتمن الخائن و اتخذت القينات و المعازف و لعن اخر هذه الامة اولها و ركب ذوات الفروج السروج و تشبه النساء بالرجال و الرجال بالنساء و شهد الشاهد من غير ان يستشهد و شهد الاخر قضاء لذمام بغير حق عرفه و تفقه لغير الدين و اثروا عمل الدنيا علي عمل الاخرة و لبسوا جلود الضأن علي قلوب الذئاب و قلوبهم انتن من الجيف و امر من الصبر فعند ذلك الوحا الوحا ثم العجل العجل خير المساكن يومئذ بيت المقدس ليأتين علي الناس زمان يتمني احدهم انه من سكانه فقام اليه الاصبغ بن نباتة فقال يا اميرالمؤمنين من الدجال فقال الا ان الدجال صائد بن الصيد فالشقي من صدقه و السعيد من كذبه يخرج من بلدة يقال لها اصبهان من قرية تعرف باليهودية عينه اليمني ممسوحة و العين الاخري في جبهته تضيء كانها كوكب الصبح فيها علقة كانها ممزوجة بالدم بين عينيه مكتوب كافر يقرؤه كل كاتب و امي يخوض البحار و تسير معه الشمس بين يديه جبل من دخان و خلفه جبل ابيض يري الناس انه طعام يخرج حين يخرج في قحط شديد تحته حمار اقمر خطوة حماره ميل تطوي له الارض منهلا منهلا لايمر بماء الا غار الي يوم القيمة ينادي باعلي صوته يسمع ما بين الخافقين من الجن و الانس و الشياطين يقول الي اوليائي انا الذي خلق فسوي و قدر فهدي انا ربكم الاعلي و كذب عدو الله انه اعور يطعم الطعام و يمشي في الاسواق و ان ربكم عز و جل ليس باعور و لايطعم و لايمشي و لايزول الا و ان اكثر اتباعه
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 310 *»
يومئذ اولاد الزنا و اصحاب الطيالسة الخضر يقتله الله عز و جل بالشام علي عقبة تعرف بعقبة افيق لثلاث ساعات من يوم الجمعة علي يدي من يصلي ( المسيح خ ) عيسي بن مريم خلفه الا ان بعد ذلك الطامة الكبري قلنا و ما ذلك يا اميرالمؤمنين قال خروج دابة الارض من عند الصفا معها خاتم سليمان و عصي موسي تضع الخاتم علي وجه كل مؤمن فينطبع فيه هذا مؤمن حقا و يضعه علي وجه كل كافر فيكتب فيه هذا كافر حقا حتي ان المؤمن لينادي الويل لك يا كافر و ان الكافر ينادي طوبي لك يا مؤمن و وددت اني اليوم مثلك فافوز فوزا عظيما ثم ترفع الدابة رأسها فيريها من بين الخافقين باذن الله عزوجل و ذلك بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة فلا توبة تقبل و لا عمل يرفع و لاينفع نفسا ايمانها لمتكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا ثم قال عليه السلام لاتسئلوني عما تكون بعد هذا فانه عهد الي حبيبي عليه السلام ألااخبر به غير عترتي فقال النزال بن سيرة لصعصعة بن صوحان يا صعصعة ما عني اميرالمؤمنين بهذا القول فقال صعصعة يا ابن سيرة ان الذي يصلي عيسي بن مريم خلفه هو الثانيعشر من العترة التاسع من ولد الحسين بن علي و هو الشمس الطالعة من مغربها يظهر عند الركن و المقام فيطهر الارض و يضع ميزان العدل فلايظلم احد احدا فاخبر اميرالمؤمنين عليه السلام ان حبيبه رسول الله صلي الله عليه و آله عهد ( عهده خ ) اليه الايخبر بما يكون بعد ذلك غير عترته الائمة صلوات الله عليهم اجمعين ، اقول العرفاء جمع عريف و هو القيم بامور القبيلة او الجماعة من الناس يلي امورهم يتعرف الامير عنه احوالهم و هو فعيل بمعني فاعل و الزعيم سيد القوم و رئيسهم و القينة الامة المغنية و المعازف الملاهي كالعود و الطنبور و الذمام بالكسر الحق و الحرمة و حمار اقمر ( يميل خ ) لونه الي الخضرة او بياض فيه كدرة و فسر الطيالسة جمع طيلسان بانه شبه الاردية يوضع علي الراس و الكتفين و الظهر و قال ابنالاثير في شرح مسند الشافعي الطيلسان ان يكون علي الراس و الاكتاف و في القاموس الافيق قرية بين حوران و الغور و منه عقبة افيق انتهي ، و افيق كامير و في رواية
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 311 *»
ابنعباس عن النبي صلي الله عليه و آله ان الدجال يخرج بالمشرق من سجستان و يمكن الجمع بينهما انه يخرج من حبسه من اليهودية و يسير في الارض و قوة استيلائه من سجستان او ولادته فيها كما ذكرنا سابقا و في الاختصاص قال ابوجعفر عليه السلام كان اميرالمؤمنين عليه السلام يقول من اراد ان يقاتل شيعة الدجال فليقاتل الباكي علي دم عثمان و الباكي علي اهل النهروان ان من لقي الله مؤمنا بان عثمان قتل مظلوما لقي الله عزوجل ساخطا عليه و لايموت حتي يدرك الدجال فقال يا اميرالمؤمنين فان مات قبل ذلك قال فيبعث من قبره حتي يؤمن به و ان رغم انفه و في بصائر الدرجات عن ابيجعفر عليه السلام قال دخل عليه رجل من اهل بلخ فقال له يا خراساني تعرف وادي كذا و كذا قال نعم قال له اتعرف صدعا في الوادي من صفته كذا و كذا قال نعم قال من ذلك يخرج الدجال قال ثم دخل عليه رجل من اهل اليمن فقال ( له خ ) يا يماني اتعرف شعب كذا و كذا ( كذا كذا خ ) قال نعم قال اتعرف شجرة في الشعب من صفتها كذا و كذا قال له نعم قال اتعرف صخرة تحت الشجرة قال له نعم قال فتلك الصخرة التي حفظت الواح موسي علي محمد صلي الله عليه و آله و عليه السلام و في محاسن البرقي عن ابيعبدالله عليه السلام ( انه خ ) قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله من ابغضنا اهل البيت بعثه الله يهوديا قيل يا رسول الله و ان شهد الشهادتين قال نعم انما احتجب بهاتين الكلمتين عند سفك دمه او يؤدي الجزية و هو صاغر ثم قال من ابغضنا اهل البيت بعثه الله يهوديا قيل و كيف يا رسول الله قال ان ادرك الدجال امن به ، اقول قد روي الشيخ احمد بن فهد الحلي في كتاب المهذب و غيره عن المعلي بن خنيس عن ابيعبدالله عليه السلام قال يوم النوروز هو اليوم الذي يظهر فيه قائمنا اهل البيت و ولاة الامر و يظفره الله بالدجال فيصلبه علي كناسة الكوفة .
فصل في ذكر شئ من احاديثهم في بعض ايات خروجه عليه السلام و علاماته مضافا الي ما ذكر منها فمنها كسوف الشمس و خسوف القمر في ارشاد المفيد عن بدر بن افليل الازري ( الازدي خ ) قال قال ابوجعفر عليه السلام ايتان
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 312 *»
تكونان قبل القائم عليه السلام لميكونا منذ هبط ادم عليه السلام الي الارض تنكسف الشمس في النصف من شهر رمضان و القمر في اخره فقال الرجل يا ابن رسول الله تنكسف الشمس في اخر الشهر و القمر في النصف فقال ابوجعفر عليه السلام اني لاعلم بما اقول و لكنها ايتان لميكونا منذ هبط ادم عليه السلام و في اكمال الدين ورد عن ابيجعفر عليه السلام قال ايتان بين يدي هذا الامر كسوف القمر لخمس و خسوف الشمس لخمسعشرة و لميكن ذلك منذ هبط ادم عليه السلام الي الارض و عند ذلك يسقط حساب المنجمين و فيه عن ابيبصير عن ابيعبدالله عليه السلام قال تنكسف الشمس لخمس مضين في شهر رمضان قبل قيام القائم عليه السلام ، اقول قيل يحتمل وقوعهما معا لان انخسافهما ليس بالحيلولة خاصة ليكون ممتنعا و انما انخسافهما بغمس جرمهما في بحر الظلمة و ذلك كما يحصل في القمر بحيلولة الارض و في الشمس بحيلولة القمر ( كذلك خ ) يحصل بغير ذلك ، اقول و وجه التعليل صحيح الا ان الظاهر ان في الحديث تغييرا من النساخ اما بان لفظ عشرة سقط من الناسخ او بان مضين مصحف عشرة حيث اشتبهت علي الناسخ فتوهمها مضين و هي عشرة و يؤيد الاخير قوله في شهر رمضان و لميقل من شهر رمضان و ان كان يجوز في حروف الاضافة قيام بعضها مقام بعض لكن المتعارف المتداول في التخاطب ان يقال مضين من شهر رمضان و يقال لخمسعشرة في شهر رمضان و من شهر رمضان و في غيبة النعماني عن ابيبصير عن ابيعبدالله عليه السلام قال علامة خروج المهدي عليه السلام كسوف الشمس في شهر رمضان ليلة ثلثعشرة منه ، اقول في هذا الحديث ليلة ثلثعشرة و الذي قبله ( قبلهما خ ) لخمس و الذي قبلهما لخمسعشرة فاما وجه الجمع بين الخمس و الخمسعشرة فكما سمعت و اما ( وجه خ ) الجمع بين هذا و بين الاخير انها تنكسف لثلاثعشرة فاوجه ما يجمع بينهما بحمل الاختلاف علي توهم الراوي او من باب القاء الخلاف ( الاختلاف خ ) بين الشيعة من قبيل انا الذي خالفت بينكم و يجول في خاطري انه لما كان جريان الاية قبل قيام الحجة عليه السلام
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 313 *»
علي ما هو المعروف الذي ينطبق عليه قاعدة حساب المنجمين من امر الحيلولة المعروفة كان ذلك عادة مستمرة و وقوعهما دليلا علي قيام القائم عليه السلام و علامته ( علامة يعرف خ ) بها السنة التي يقوم فيها لا بد و ان يكون ذلك معجزة من الله سبحانه و من شان المعجزة كونها خارقة للعادة و الخارق للشئ اذا جري علي الحكمة الطبيعية المشتملة علي اكملية المعجزة ينبغي ان يكون بعكس العادة فعلي هذا الاولي كون كسوف الشمس في النصف من شهر رمضان و خسوف القمر من ( في خ ) اخره كما هو مذكور في خبر الارشاد المتقدم فاذا تقرر هذا في الجملة فاعلم ان خسوفهما العادي يكون في القمر في ثلاثعشرة ( و اربععشرة خ ) و خمسعشرة و في الشمس في ثمان و عشرين و تسعة و عشرين فعلي هذا لقائل ان يقول لعل الامام عليه السلام انما يريد مطلق التعاكس بين وقتي الخسوف و الكسوف لا خصوص العدد فلذا ( مرة خ ) قال و القمر في اخره و قال و الشمس في خمسعشرة و مرة قال في ثلاثعشرة لان ذلك وقت خسوف القمر فيكون ( ما للقمر خ ) للشمس و ما للشمس للقمر و يحتمل انه عليه السلام بعد ان بين ( تبين حكم خ ) التعاكس للمعجز اخبر مرة بخمسعشرة و مرة بثلاثعشرة مشيرا الي ان التعاكس كائن و التخصيص بخمسعشرة او ثلاثعشرة الي الله سبحانه لانه يمحو ما يشاء و يثبت و اما توجيه حديث ورد في القمر في قوله كسوف القمر لخمس فلايبعد ان يكون الراوي وهم في ذكر القمر مكان الشمس بقرينة بعض نسخ الحديث كما هنا في قوله كسوف القمر و الغالب انما يقال خسوف القمر و كسوف الشمس و كون كسوفها لخمس قد سمعت توجيهه و ذكر الشمس بعد ذكر القمر لاينافي حمل ذكره القمر علي التوهم لجواز ان يكون قد ذكر الشمس مرتين اما لان الامام عليه السلام ذكر الشمس و القمر في ذلك المجلس في وقتين و روي ما فهم منه علي ما وهم فيه بصورة وقت واحد و اما لانه عليه السلام ذكر الشمس بانها تنكسف في الخامسعشر و لميسمع الراوي لفظ عشر ثم بعد آن اخر ذكر الشمس بانها تنكسف في الخامسعشر فلما سمع ان الامام
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 314 *»
عليه السلام ذكر كسوف الشمس لخمسةعشر و قبل لميسمع منه الا لخمس توهم انها في القمر لئلايتنافي عنده كلام الامام عليه السلام و يحتمل ان يكون عليه السلام اخبر بان القمر ينخسف بخمس مضين من شهر رمضان اما لتجويز ذلك في القدرة لانه تعالي يمحو ما يشاء و يثبت و اما لان المقصود من المعجز صدوره علي خلاف العادة و يتحقق ذلك بخسوف القمر لخمس ليال و يؤيد هذا مضافا الي ما اشرنا اليه من احتمال ارادة مطلق مخالفة العادة ما في بعض نسخ الحديث من لفظ خسوف القمر مكان كسوفه لانه غالبا هو المتعارف في التعبير علي انا لو فرضنا ثبوت لفظ كسوف لا غير لميكن فيه عظيم منافاة لانهما ( لانه خ ) قد يستعمل احدهما مكان الاخر و يحتمل انه من قبيل انا الذي خالفت بينكم ( لتسلموا الخ خ ) .
فصل و منها الصيحة و النداء من السماء و الارض و قتل النفس الزكية في تفسير علي بن ابراهيم عن ابيجعفر عليه السلام في قوله و لو تري اذ فزعوا فلا فوت قال من الصوت و ذلك الصوت من السماء و قوله و اخذوا من مكان قريب قال من تحت ارجلهم خسف بهم ، اقول هذه الصيحة صيحة جبرئيل عليه السلام بجيش السفياني في البيداء فتنخسف بهم كما يأتي ان شاء الله تعالي و يجوز ان يراد بالصيحة نداؤه اليوم الثالث و العشرين من شهر رمضان عند الفجر باسمه عليه السلام و نسبه فانهم اذا سمعوا ذلك فزعوا و اضطربوا و هذه الصيحة سبب للخسف بهم او ان نداء ابليس في اليوم الثالث و الشعرين من شهر رمضان اخر النهار هو اخذهم من مكان قريب لانه دعاهم الي ما هو قريب من نفوسهم فلذا يركنون الي ندائه و يشكون في النداء الاول و احتمال ( و هذا احتمال اخر و هو احتمال ان خ ) ارادة هذا التأويل باطن و الاول هو الظاهر من تأويل الاية و في اكمالالدين عن ميمون البان قال كنت عند ابيجعفر عليه السلام في فسطاطه فرفع جانب الفسطاط فقال ان امرنا لو قد كان لكان ابين من هذه الشمس ثم قال ينادي مناد من السماء فلان بن فلان هو الامام باسمه و ينادي ابليس من الارض كما نادي برسول الله صلي الله عليه و آله ليلة
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 315 *»
العقبة و فيه عن الثمالي قال قلت لابيعبدالله عليه السلام ان اباجعفر عليه السلام كان يقول ان خروج السفياني من الامر المحتوم قال لي نعم و اختلاف ولد العباس من المحتوم و قتل النفس الزكية من المحتوم و خروج القائم عليه السلام من المحتوم فقلت له فكيف يكون النداء قال ينادي مناد من السماء اول النهار الا ان الحق في علي و شيعته ثم ينادي ابليس لعنه الله في اخر النهار الا ان الحق في السفياني و شيعته فيرتاب عند ذلك المبطلون ( و فيه خ ) عن ابيعبدالله عليه السلام قال ينادي مناد باسم القائم عليه السلام ( قلت خ ) خاص او عام قال عام يسمع كل قوم بلسانهم قلت فمن يخالف القائم عليه السلام و قد نودي باسمه قال لايدعهم ابليس حتي ينادي في اخر الليل فيشكك الناس ، اقول الظاهر انه في اخر النهار كما هو في سائر الاخبار و لايبعد ان يكون سهوا من النساخ لان بعض نسخ اكمالالدين ليس فيها ذكر اخر الليل اصلا ( و خ ) لو كان نسخة لاثبتت ( لاثبت خ ) فلميبق الا ان احدهما غلط فيحمل الغلط في اخر الليل لان اخر النهار هو الموافق للاخبار و الاعتبار و فيه عن ابيعبدالله عليه السلام قال صوت جبرئيل من السماء و صوت ابليس من الارض فاتبعوا الصوت الاول و اياكم و الاخير ان تفتتنوا و في تفسير العياشي عن عجلان ابيصالح قال سمعت اباعبدالله عليه السلام يقول لاتمضي الايام و الليالي حتي ينادي مناد من السماء يا اهل الحق اعتزلوا يا اهل الباطل اعتزلوا فيعزل هؤلاء من هؤلاء و يعزل هؤلاء من هؤلاء قال قلت اصلحك الله يخالط هؤلاء و هؤلاء بعد ذلك النداء قال كلا انه يقول في الكتاب ماكان الله ليذر المؤمنين علي ما انتم عليه حتي يميز الخبيث من الطيب و في غيبة النعماني عن ابيعبدالله عليه السلام انه قال اذا رأيتم نارا من المشرق شبه الهروي العظيم تطلع ثلثة ايام او سبعة فتوقعوا فرج آلمحمد صلوات الله عليه و آله ان شاء الله عز و جل ان الله عزيز حكيم ثم قال الصيحة لاتكون الا في شهر رمضان شهر الله و هي صيحة جبرئيل الي هذا الخلق ثم قال ينادي مناد من السماء باسم القائم فيسمع من في المشرق و المغرب لايبقي راقد الا استيقظ و لا قائم الا قعد و لا قاعد الا قام علي رجليه
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 316 *»
فزعا من ذلك الصوت فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت فاجاب فان الصوت الاول هو صوت جبرئيل الروح الامين و قال عليه السلام الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلث و عشرين فلاتشكوا في ذلك و اسمعوا و اطيعوا و في اخر النهار صوت ابليس اللعين ينادي الا ان فلانا قتل مظلوما يشكك الناس و يفتنهم فكم من شاك متحير ذلك اليوم قد هوي في النار و اذا سمعتم الصوت في شهر رمضان فلاتشكوا انه صوت جبرئيل و علامة ذلك انه ينادي باسم القائم عليه السلام و اسم ابيه حتي تسمعه العذراء في خدرها فتحرض اباها و اخاها علي الخروج و قال عليه السلام لا بد من هذين الصوتين قبل خروج القائم عليه السلام صوت من السماء و هو صوت جبرئيل و صوت من الارض و هو صوت ابليس اللعين ينادي باسم فلان انه قتل مظلوما يريد الفتنة فاتبعوا الصوت الاول و اياكم و الاخير ان تفتتنوا به الي اخر ما مر في جوامع علامات خروجه ، اقول اراد بفلان المظلوم في الصوت الثاني عثمان و فيه عن ابيعبدالله عليه السلام انه قال العام الذي فيه الصيحة قبله الاية في رجب قلت و ما هي قال وجه يطلع في القبر و يدانيه ، اقول في الهامشة مكتوب القمر و لعله اظهر و هو بدل القبر و الظاهر الذي ورد في الاخبار ان الاية تطلع في الشمس تطلع في شهر رجب بدن بلا رأس و في رواية رأس بلا بدن و في اخري كف و لميذكر في القمر شئ الا في نسخة هذا الحديث فلعله سهو من الناسخ و ( او خ ) الراوي فقد روي في غيبة الطوسي في حديث طويل عن ابيالحسن الرضا عليه السلام منه انه قال لابد من فتنة صماء صيلم يسقط فيها كل بطانة و وليجة و ذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي يبكي عليه اهل السماء و الارض و كم من مؤمن متأسف حيران حزين عند فقد الماء المعين كأني بهم استر ما يكونون ( يكون خ ) و قد نودوا نداء يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب يكون رحمة للمؤمنين و عذابا للكافرين قلت و اي نداء هو قال ينادون في رجب ثلاثة اصوات صوتا منها الا لعنة الله علي الظالمين و الصوت الثاني ازفت الازفة يا معشر المؤمنين و الصوت الثالث يرون بدنا
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 317 *»
بارزا نحو عين الشمس هذا اميرالمؤمنين قد كر في هلاك الظالمين و في رواية الحميري و الصوت بدن يري في قرن الشمس يقول ان الله بعث فلانا فاسمعوا له و اطيعوا و قالا جميعا فعند ذلك يأتي الناس الفرج و تود الناس لو كانوا احياء و يشفي الله صدور قوم مؤمنين ، اقول و بالجملة فلعل القبر تصحيف القمر كما ذكر في الهامشة و لعل القمر توهم او غلط عند ذكر الشمس و الله اعلم و قوله و يدانيه لعل ذلك تصحيف يد اتية يعني تري يد في عين الشمس فانه روي انه يطلع كف و يصير اتية صفة ليد يعني انها تأتي اي تظهر بعد البدن لان ظهورهما ( ظهورها خ ) من المحتوم ففيه عن ابيعبدالله عليه السلام انه قال النداء من المحتوم و السفياني ( من المحتوم خ ) و قتل النفس الزكية من المحتوم و كف يطلع من السماء من المحتوم قال و فزعة في شهر رمضان توقظ النائم و تفزع اليقظان و تخرج الفتاة من خدرها ، اقول المراد بالكف الطالع من السماء كف علي ظاهر يلمع و فيه عن زرارة قال قلت لابيعبدالله عليه السلام النداء حق قال اي والله حتي يسمعه كل قوم بلسانهم و قال ابوعبدالله عليه السلام لايكون هذا الامر حتي يذهب تسعة اعشار الناس اقول يراد بهذا الذهاب معنيان احدهما ما يقع بالناس من الموت الاحمر اي السيف و من الموت الابيض اي الطاعون و ثانيهما ما يقع بهذا الخلق من التمحيص و الاختبار حتي لايبقي من العشرة سالم من الموت الاحمر او الابيض ثابت علي دينه الحق الا واحد و اليه الاشارة في قوله عليه السلام المتقدم اما ترضون ان تكونوا من الثلث الباقي فظهر مما ذكرنا ان الصيحة و النداء علي انحاء مختلفة اما صيحة جبرئيل بجيش السفياني في البيداء فهي بعد قيام الحجة عليه السلام و اما صيحته في شهر رمضان فهي النداء باسمه عليه السلام قبل قيامه بثلثة اشهر و سبعةعشر يوما و اما الصيحات الثلاث في شهر رجب فالظاهر انه ( ان الصيحة الاولي انها خ ) اميرالمؤمنين صلوات الله عليه و هي الا لعنة الله علي الظالمين و الثانية ازفت الازفة يا معشر المؤمنين و الثالثة هذا اميرالمؤمنين قد كر في هلاك الظالمين كما تقدم و يحتمل ان المنادي ملك يأمره عليه السلام بقرينة قوله هذا
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 318 *»
اميرالمؤمنين الخ و اما نداء المائدة فيحتمل انه جبرئيل عليه السلام لانه المنادي غالبا و يحتمل انه ميكائيل عليه السلام او ملك عنه بقرينة المائدة فانها ارزاق الوحوش و الطير ( الطيور خ ) و هو موكل بالارزاق و ذلك كما في غيبة النعماني عن ابيعبدالله عليه السلام انه قال ان لله مائدة و في رواية غير هذه مأدبة بقرقيسا يطلع مطلع من السماء فينادي يا طير السماء و يا سباع الارض هلموا الي الشبع من لحوم الجبارين ، اقول المأدبة بالهمزة و فتح الدال المهملة و ضمها قبل الموحدة من تحت طعام يصنعه الرجل يدعو اليه الناس و هو بمعني المائدة كما في هذه الرواية و قرقيسا بلد علي الفرات سمي باسم بانيها قرقيسا بن طهمورث و هذه الدعوة يحتمل علي الظاهر وقوعها قبل قيام القائم عليه السلام لان ذكرها في سياق الحوادث التي هي علامات و عليه يجوز ان تكون لخارجين ( من الخارجين خ ) قبله عليه السلام و هو المشار اليه بالموت الاحمر و ان يكون من السفياني فانه يقتل سبعين كبشا من بنيالعباس المشار اليهم في هذه الرواية علي الاحتمال بقوله من لحوم الجبارين و كذلك ما يقتل من غيرهم و ما يقتل من عساكره و يشير اليه ما رواه جابر عن ابيجعفر عليه السلام انه قال يا جابر لايظهر القائم عليه السلام حتي يشمل الشام فتنة يطلبون المخرج منها فلايجدونه و يكون قتل بين الكوفة و الحيرة قتلاهم علي سواء و ينادي مناد من السماء بقيام القائم عليه السلام يعني بعد ذلك القتل و معه و بعده و المنادي كما مر في شهر رمضان فتكون المائدة علي الظاهر، اقول يريد ان قتلاهم علي حد سواء القاتل و المقتول في النار من فتنة السفياني و الدجال و اشباههما و يحتمل وقوعهما بعد قيامه عليه السلام و كثرة ما يسفك من دماء البغاة و قتلة الائمة الهداة عليهم السلام و الراضين بافعالهم حتي يلقي الله تعالي في قلبه عليه السلام الرحمة و الله اعلم و الحاصل ان الاحاديث في ذكر النداء و الصيحة كثيرة جدا مما سمعت و ما لمتسمع مما سنذكره و ما لمنذكره و قد ذكرنا سابقا ان من العلامات المحتومة قتل النفس الزكية بين الركن و المقام و انه ليس بين قتله و قيام القائم عليه السلام الا خمسةعشر ليلة و مما يدل علي ذلك ما رواه في
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 319 *»
الاكمال عن صالح مولي بنيالعذراء قال سمعت اباعبدالله الصادق عليه السلام يقول ليس بين قيام قائم آلمحمد صلي الله عليه و آله و بين قتل النفس الزكية الا خمسةعشر ليلة و في غيبة الطوسي عن ثعلبة مثله و فيه عن سفيان بن ابراهيم الحريري انه سمع اباه يقول النفس الزكية غلام من آلمحمد اسمه محمد بن الحسن يقتل بلا جرم و لا ذنب فاذا قتلوه لميبق لهم في السماء عاذر و لا في الارض ناصر فعند ذلك يبعث الله قائم آلمحمد في عصبة ( عقبة خ ) لهم ادق في اعين الناس من الكحل فاذا خرجوا بكي لهم الناس لايرون الا انهم يختطفون يفتح الله لهم مشارق الارض و مغاربها الا و هم المؤمنون حقا الا ان خير الجهاد في اخر الزمان ، اقول و هذا هو الذي ارسله عليه السلام من المدينة الي اهل مكة فيذبحونه بين الركن و المقام .
فصل في بعض ما يدل علي خروجه عليه السلام و هو مما تقدم في الاختصاص للمفيد بسنده عن حذيفة قال سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول اذا كان عند خروج القائم عليه السلام ينادي مناد من السماء ايها الناس قطع عنكم مدة الجبارين و ولي الامر خير امة محمد صلي الله عليه و آله فالحقوا بمكة فيخرج النجباء بمصر و الابدال من الشام و عصائب العراق رهبان بالليل ليوث بالنهار كأن قلوبهم زبر الحديد فيبايعونه بين الركن و المقام قال عمران بن الحصين يا رسول الله صف لنا هذا الرجل قال قال هو رجل من ولد الحسين كأنه من رجال شنوة عليه عبايتان قطوانيتان اسمه اسمي فعند ذلك تفرخ الطيور في اوكارها و الحيتان في بحارها و تمد الانهار و تفيض العيون و تنبت الارض ضعف اكلها ثم يسير مقدمته جبرئيل و ساقته اسرافيل فيملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما ، اقول النجباء جمع النجيب و هم صنف من الاولياء قال في الرسالة الصوفية المسماة بالحقيقة المحمدية النجباء و هم الاربعون و قيل السبعون القائمون باصلاح امور الناس و حمل اثقالهم المتصرفون في حقوق الخلق لا غير، هم اهل القلوب و تخلقوا باخلاق الله و تجلي لهم الغيب و انكشف لهم السر و ظهر عندهم حقيقة الامر و تحققوا بالانوار الالهية و تقلبوا
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 320 *»
في الاطوار الربوبية انتهي ، و قيل انهم تحت الابدال فوق الصالحين لانهم يقولون انه لابد للنظام في تمامه من قطب و هو محل نظر الله من العالم و اربعة اركان و اربعين بدلا و سبعين نجيبا و ثلاثمائة و ستين صالحا فلو اختل هذا العدد من العالم بطل النظام و نقله منا الشيخ ابراهيم الكفعمي في حاشية كتابه الجنة اخذه عنهم و لمنجد لذلك في اخبارنا الا ما اشار اليه علي بن الحسين عليهما السلام في حديث الخيط الاصفر في قوله معرفة التوحيد اولا و معرفة المعاني ثانيا و معرفة الابواب ثالثا و معرفة الامام رابعا و معرفة الاركان خامسا و معرفة النقباء سادسا و معرفة النجباء سابعا و لميذكر شيئا من عدد الاركان و لا النقباء و لا النجباء نعم روي في اخبارنا في ذكر حال الحجة عليه السلام في قوله عليه السلام نعم المنزل طيبة و ما بثلاثين من وحشة و يمكن ارادة الابدال و انهم ثلاثون و اما قول اهل التصوف و من حذا حذوهم بان الابدال اربعون فلمنجده في اخبارنا و في القاموس و الابدال قوم بهم يقيم الله عز و جل الارض و هم سبعون اربعون بالشام و ثلاثون بغيرها لايموت احدهم الا قام مكانه اخر من سائر الناس و هذا التفصيل ايضا ماوقفت عليه من طرقنا و بالجملة معني البدل ما ذكره في القاموس و في غيبة النعماني عن عبدالله بن سنان قال كنت عند ابيعبدالله عليه السلام فسمعت رجلا من همدان يقول ان هؤلاء العامة يعيرونا ( يعيروننا خ ) و يقولون لنا انكم تزعمون ان مناديا ينادي من السماء باسم صاحب هذا الامر و كان متكئا فغضب و جلس ثم قال لاترووه عني و ارووه عن ابي و لا حرج عليكم في ذلك اشهد اني سمعت ابي عليه السلام يقول والله ان ذلك في كتاب الله عزوجل لبين حيث يقول ان نشأ ننزل عليهم من السماء اية فظلت اعناقهم لها خاضعين فلايبقي في الارض يومئذ احد الا خضع و ذلت رقبته لها فيؤمن اهل الارض اذا سمعوا الصوت من السماء الا ان الحق في علي بن ابيطالب عليه السلام و شيعته فاذا كان الغد صعد ابليس في الهواء حتي يتواري من اهل الارض ثم ينادي الا ان الحق في عثمان بن عفان و شيعته فانه قتل مظلوما فاطلبوا بدمه قال فيثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت علي الحق و
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 321 *»
هو النداء الاول و يرتاب يومئذ الذين في قلوبهم مرض و المرض والله عداوتنا فعند ذلك يتبرؤن منا و يتناولونا ( يتناولوننا خ ) فيقولون ان المنادي الاول سحر من سحر اهل هذا البيت ثم تلا ابوعبدالله عليه السلام قول الله عزوجل و ان يروا اية يعرضوا و يقولوا سحر مستمر و في اكمالالدين عن المفضل بن عمر الجعفي عن ابيعبدالله عليه السلام قال سمعته يقول اياكم و التنويه اما والله ليغيبن امامكم سنين من دهركم و ليمحصن (لتمحصن خ ل) حتي يقال مات او هلك باي واد سلك و لتدمعن عليه عيون المؤمنين و لتكفأن كما تكفأ السفن في امواج البحر فلاينجو الا من اخذ الله ميثاقه و كتب في قلبه الايمان و ايده بروح منه و لترفعن ( لتعرفن خ ) مع رايته اثنتاعشرة راية متشابهة ( مشتبهة خ ) و لايدري اي من اي قال فبكيت قال فما يبكيك فقلت فكيف لاابكي و انت تقول ترفع مع رايته اثنتاعشرة راية متشابهة ( مشتبهة خ ) لايدري اي من اي فكيف نصنع قال فنظر الي الشمس داخلة في الصفة فقال يا اباعبدالله تري هذه الشمس فقلت نعم قال والله لامرنا ابين من هذه الشمس و في غيبة النعماني عن حماد بن عبدالكريم الجلاب قال ذكر القائم عليه السلام عند ابيعبدالله عليه السلام فقال اما انه لو قد قام لقال الناس اني يكون هذا و قد بليت عظامه هذا كذا و كذا و فيه عن ابيعبدالله عليه السلام انه قال اما النداء الاول من السماء باسم القائم (ع) في كتاب الله لبين فقلت اين ( هو خ ) اصلحك الله فقال في طسم تلك ايات الكتاب المبين قوله ان نشأ ننزل عليهم من السماء اية فظلت اعناقهم لها خاضعين قال اذا سمعوا الصوت اصبحوا و كأنما علي رؤسهم الطير ، اقول قال الجزري في صفة الصحابة كأنما علي رؤسهم الطير وصفهم ( و خصهم خ ) بالسكون و الوقار و انهم لميكن فيهم طيش و لا خفة لان الطير لاتكاد تقع الا علي شئ ساكن و فيه عن هشام بن سالم قال قلت لابيعبدالله عليه السلام ان الحريري اخا ( اخاه خ ) اسحق يقول انكم تقولون هما نداءان فايهما الصادق من الكاذب فقال ابوعبدالله عليه السلام قولوا له ان الذي اخبرنا بذلك و انت تنكر ان هذا يكون هو الصادق و فيه بهذا الاسناد قال سمعت اباعبدالله عليه السلام
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 322 *»
يقول هما صيحتان صيحة في اول الليل و صيحة في اخر الليل الثانية قال فقلت كيف ذلك فقال واحدة من السماء و واحدة من ابليس فقلت كيف تعرف هذه من هذه فقال يعرفها من كان سمع بها قبل ان تكون ، اقول قوله عليه السلام (صيحة خ) في اول الليل و صيحة في اخر الليل يحتمل ان يراد باول الليل اول النهار و باخر الليل اخر النهار لان احدهما يطلق علي الاخر كما قال تعالي في اية زكريا قال ايتك الاتكلم الناس ثلثة ايام الا رمزا و قال تعالي ايتك الاتكلم الناس ثلاث ليال سويا اما لان اليوم عبارة عن دورة الفلك اربع و عشرين ساعة فيسمي باعتبار الوجود نهارا و يوما و باعتبار الكثرة ليلا و اما لان الليل اصل للنهار في رتبة الصعود كما قال تعالي و اية لهم الليل نسلخ منه النهار فيسمي النهار ليلا و النهار اصل الليل في رتبة النزول كما قال تعالي و لا الليل سابق النهار فيسمي الليل نهارا و يحتمل ان يكون قوله عليه السلام الثانية يراد معني ( المراد منه المعني خ ) الاخري يعني السابقة بمعني ( يعني خ ) ان واحدة اول الليل و هي صيحة ابليس اخر نهار اليوم الثالث و العشرين من شهر رمضان و الثانية اي الاولي اعني صيحة جبرئيل عليه السلام اول نهار اليوم الثالث و العشرين (منه خ) لانه عند الفجر و الداعي لحمل هذا الليل علي النهار ان الموجود في الاخبار المتكثرة ان الصيحتين في النهار و لان الفائدة اسماع الخلق و وقوعه في النهار اقرب لحصول الغرض و قوله عليه السلام في الحديث الذي قبل هذا قولوا له ان الذي اخبرنا بذلك و انت تنكر ان هذا يكون هو الصادق فيه استخدام يعني هو الصادق و انت في انكارك انت الكاذب و يعني هو الصادق جعفر بن محمد الذي لا تقدر علي رد قوله و اتي عليه السلام بالجواب علي الطف وجه و فيه ما يدل علي ذلك و هو ما رواه بسنده عن عبدالرحمن بن مسلم قال قلت لابيعبدالله عليه السلام ان الناس يوبخونا ( يوبخوننا خ ) و يقولون من اين يعرف المحق من المبطل اذا كانتا فقال ما تردون عليهم قلت فما نرد عليهم شيئا قال فقال قولوا لهم يصدق بها اذا كانت من كان مؤمنا بها قبل ان تكون قال الله عزوجل افمن يهدي الي الحق احق ان
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 323 *»
يتبع امن لايهدي الا ان يهدي فما لكم كيف تحكمون ، اقول يعني قولوا لهم انتم ماعلمتم بانه ستكون صيحتان و اذا اخبر به مخبر فان لميكن خبره موافقا للواقع بان لمتقع صيحتان فلا حاجة في استعلام شئ و ان وقعتا فالذي اخبركم بوقوعهما قبل ان يقعا يجب اتباعه و تصديقه في تعيين صيحة الحق من صيحة الباطل لانه هداكم الي الحق فهو احق ان يتبع و فيه عن ابيعبدالله عليه السلام قال ( اذا كان خ ) ليلة الجمعة يهبط الرب تبارك و تعالي ملائكته الي سماء الدنيا فاذا طلع الفجر نصب لمحمد و علي و الحسنين عليه و عليهم السلام منابر من نور عند البيت المعمور فيصعدون عليها و يجمع لهم الملائكة و النبيين و المؤمنين و تفتح ( لهم خ ) ابواب السماء فاذا زالت الشمس قال رسول الله صلي الله عليه و آله يا رب ميعادك الذي وعدت في كتابك و هو هذه الاية وعد الله الذين امنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم الاية و يقول الملائكة و النبيون مثل ذلك ثم يخر محمد و علي و الحسن و الحسين سجدا ثم يقولون يا رب اغضب فانه قد هتك حريمك و قتل اصفياؤك و اذل عبادك الصالحون فيفعل الله ما يشاء و ذلك وقت معلوم ، اقول الذي يرد علي خاطري في ( المعني خ ) المراد بهذا الدعاء في هذا الحديث ان تلك الليلة ليلة الجمعة هي الليلة العاشرة من المحرم التي يخرج في صبيحتها الحجة عجل الله فرجه فيدخل المسجد الحرام و هو يسوق عنيزات معه حتي يدخل بها المسجد و نقل انه يدخل و خطيب القوم علي المنبر فيقتله بعصي موسي ثم يغيب فاذا جاء عشية تلك الليلة ليلة الجمعة و هي ليلة السبت الحاديةعشرة من المحرم صعد سطح الكعبة نصف الليل و نادي انصاره الثلاثمائة و ثلاثةعشر و كان اجتماعهم (ع) مع الملائكة و النبيين حين انسل سيف ذوالفقار من غمده و علم الحجة و هم عليهم السلام بحصول الاذن في خروجه عليه السلام فاجتمعوا يسئلون ( فيسئلون خ ) الله سبحانه انجاز ميعاده و ذلك حين دخوله عليه السلام المسجد يسوق العنيزات السبع او الثمان و هو حينئذ غير معروف الحال فقوله عليه السلام فيفعل الله ما يشاء اشارة الي
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 324 *»
استجابة دعوتهم و انجاز وعده لهم لانه لو لميشأ ذلك لمااذن له في الظهور و يحتمل ( يجول خ ) في خاطري ما هو ارجح من الاول و هو انهم يعني محمدا و عليا و الحسن و الحسين صلي الله عليه و عليهم لما نظروا الي الاصلاب و لميروا في شئ من اصلاب الكفار احدا من المؤمنين بل وقع التزيل الذي وعدهم الله عنده ( وعد الله لهم خ ) اجتمعوا لاستنجاز الوعد فلما اجابهم ( الله خ ) عز و جل و عرفوا الاجابة بما القي في قلوبهم من برد الاجابة و بخروج سيف ذوالفقار من غمده دخل المسجد الحرام و قتل خطيبهم و صعد ليلة السبت ظهر الكعبة علي نحو ما يأتي ان شاء الله تعالي و فيه عن يعقوب السراج قال قلت لابيعبدالله عليه السلام متي فرج شيعتكم قال فقال اذ اختلف ولد العباس و وها سلطانهم و طمع فيهم و خلعت العرب اعنتها و رفع كل ذي صيصة صيصته ( كل شئ ذي صيصية صيصية خ ) و ظهر الشامي السفياني و اليماني و اقبل و تحرك الحسني و خرج صاحب هذا الامر من المدينة الي مكة بتراث رسول الله صلي الله عليه و آله فقلت و ما تراث رسول الله صلي الله عليه و آله قال سيف رسول الله صلي الله عليه و آله و درعه و عمامته و برده و قضيبه و رايته و لامة حربه و سرجه حتي ينزل مكة فيخرج السيف من غمده و يلبس الدرع و ينشر الراية و البردة و العمامة و يتناول القضيب بيده و يستأذن الله في ظهوره فيطلع علي ذلك بعض مواليه فيأتي الحسني فيخبره الخبر فيبتدر الحسني الي الخروج فيثب عليه اهل مكة و يقتلونه و يبعثون برأسه الي الشام فيظهر عند ذلك صاحب الامر فيبايعه الناس و يتبعونه و يبعث الشامي عند ذلك جيشا الي المدينة فيهلكهم الله عزوجل دونها و يهرب يومئذ من كان بالمدينة من ولد علي عليه السلام الي مكة فيلحقون بصاحب هذا الامر و يقبل صاحب الامر نحو العراق و يبعث جيشا الي المدينة فيأمن اهلها و يرجعون اليها ، اقول خلعت العرب اعنتها اي خرجت عن طاعتهم و طلب كل منهم الرياسة لنفسه و خروجهم عن سلطان العجم و تملكهم البلاد كما ذكره المفيد في الارشاد و الصيصة ( الصيصية خ ) بكسر الصادين ثم الياء المثناة من تحت المفتوحة
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 325 *»
المخففة الحصن و ما يمتنع به و رفعه علاه و قوله فيخرج السيف من غمده علي ما يظهر لي ان خروج السيف بعد ان سألوا الله عزوجل انجاز الوعد و بعد قتل الخطيب لانه حين قتل الخطيب لميلبس الدرع و لمينشر الراية الخ، و الاستيذان في الظهور ملابس للبس لامة الحرب و يحتمل ان خروج السيف قبل السؤال و انه مع النظر ما في الاصلاب باعثان علي السؤال او هو الباعث علي النظر و النظر باعث علي السؤال و الله اعلم و في الكافي عن عيض ( عيص خ ) بن القاسم قال سمعت اباعبدالله عليه السلام يقول عليكم بتقوي الله وحده لا شريك له و انظروا لانفسكم فوالله ان الرجل ليكون له الغنم فيها الراعي فاذا وجد رجلا هو اعلم بغنمه من الذي هو فيها يخرجه و يجيء بذلك الذي هو اعلم بغنمه من الذي كان فيها والله لو كانت لاحدكم نفسان يقاتل بواحدة يجرب بها ثم كانت الاخري باقية تعمل علي ما قد استبان لها و لكن له نفس واحدة اذا ذهبت فقد والله ذهبت التوبة فانتم احق ان تختاروا لانفسكم ان اتيكم ات منا فانظروا علي اي شئ تخرجون و لاتقولوا خرج زيد فان زيدا كان عالما و كان صدوقا و لميدعكم الي نفسه انما دعاكم الي الرضا من آلمحمد صلي الله عليه و آله و لو ظهر لوفي بما دعاكم اليه انما خرج الي سلطان مجتمع لينقضه فالخارج منا اليوم الي اي شئ يدعوكم الي الرضا من آلمحمد صلي الله عليه و آله فنحن نشهدكم انا لسنا نرضي به و هو يعصينا اليوم و ليس معه احد و هو اذا كانت الرايات و الالوية اجدر الايسمع منا الا من اجتمعت بنو فاطمة معه فوالله ما صاحبكم لله الا من اجتمعوا عليه اذا كان رجب فاقبلوا علي اسم الله عزوجل و ان احببتم ان تتأخروا الي شعبان فلا جبر و ان احببتم ان تصوموا في اهاليكم فلعل ذلك ان يكون اقوي لكم و كفاكم بالسفياني علامة ، اقول لعل المراد بقوله اذا كان رجب فاقبلوا علي اسم الله عزوجل بعد ان نهاكم عن الحركة و القيام و ان كان مع احد منهم من اولاد فاطمة عليها السلام انه رجب الخامس فان الاربعة قد مضت كما دلت عليه رواية قرب الاسناد للشيخ الجليل الثقة ابيجعفر بن محمد بن عبدالله بن جعفر بن الحسين بن
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 326 *»
جامع بن مالك الحميري القمي علي قول ابنادريس او لوالده عبدالله بن جعفر كما صرح به النجاشي بسنده الي البزنطي قال سمعت الرضا عليه السلام يقول يزعم ابنابيحمزة ان جعفرا زعم ان ابي القائم و ما علم جعفر بما يحدث من امر الله فوالله لقد قال الله تبارك و تعالي يحكي لرسوله صلي الله عليه و آله ماادري ما يفعل بي و لا بكم ان اتبع الا ما يوحي الي و كان ابوجعفر عليه السلام يقول اربعة احداث تكون قبل قيام القائم عليه السلام تدل علي خروجه منها احداث قد مضي فيها ثلاثة و بقي واحد قلنا جعلت فداك و ما مضي منها قال رجب خلع فيه صاحب خراسان و رجب وثب فيه علي ابن زبيدة و رجب يخرج فيه محمد بن ابراهيم بالكوفة قلنا له فالرجب الرابع متصل به قال هكذا قال ابوجعفر اقول هكذا يعني ذكر ابوجعفر الامر مجملا و لميبين اتصاله بها او انفصاله فالاول خلع صاحب خراسان الظاهر انه المأمون لانه وقع في رجب حين خلعه الامين عن الخلافة و امر بمحو اسمه عن الدراهم و الخطب و الثاني خلع الامين محمد بن زبيدة كان في رجب ايضا و الثالث اشارة الي ظهور محمد بن ابراهيم بن اسمعيل بن ابراهيم بن الحسن المعروف بابنطباطبا بالكوفة لعشر خلون من جماديالاخرة في نحو مأتين من الهجرة متصلا برجب و لايبعد ان يكون المراد بقوله عليه السلام هكذا قال ابوجعفر عليه السلام تقرير السائل علي قوله فالرجب الرابع متصل به فيكون الرابع دخوله اي الرضا عليه السلام خراسان ( بخراسان خ ) بعد خروج محمد بن ابراهيم بسنة تقريبا و يحتمل ان يكون دخوله خراسان في رجب علي الظاهر فاذا كان رجب من السنة التي يخرج فيها القائم عليه السلام بعث الله من شاء الله تعالي ان يبعثه مع القائم عليه السلام لنصرته و فيه الثلاث الصيحات كما تقدم و استيلاء السفياني علي الكور الخمس من الشام و بعثه عسكرا الي الكوفة و عسكرا الي المدينة فهذا رجب الخامس في كل واحد منها اية او ايات لظهور القائم عليه السلام في تلك السنة .
فصل في وقت خروجه عليه السلام ، اعلم ان خروج الحجة عليه السلام
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 327 *»
اول الاستدارة الثانية للفلك علي الاستقامة فيجب ان يكون علي الهيئة التي خلق عليها العالم و دار عليها الفلك علي تمام استقامة النظام فيجب ان يكون يوم خروجه يوم النوروز لانه اليوم الذي خلق الله فيه العالم فعن المعلي بن خنيس عن ابيعبدالله عليه السلام قال يوم النوروز هو اليوم الذي يظهر فيه قائمنا اهل البيت و ولاة الامر يظفره الله تعالي بالدجال فيصلبه علي كناسة الكوفة و ما من يوم نوروز الا و نحن نتوقع فيه الفرج لانه من ايامنا حفظته الفرس و ( انتم خ ) ضيعتموه و في الاكمال عن ابيبصير قال قال ابوعبدالله عليه السلام يخرج القائم عليه السلام يوم السبت يوم عاشوراء اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام و في غيبة الطوسي عن علي بن مهزيار قال قال ابوجعفر عليه السلام كاني بالقائم يوم عاشوراء يوم السبت قائما بين الركن و المقام بين يديه جبرئيل عليه السلام ينادي البيعة لله فيملأها عدلا كما ملئت ظلما و جورا و في الخصال عن ابيعبدالله عليه السلام قال يخرج قائمنا اهل البيت يوم الجمعة و في غيبة الطوسي عن ابيبصير قال قال ابوعبدالله عليه السلام ان القائم عليه السلام ينادي باسمه في ثلاث و عشرين و يقوم يوم عاشوراء يوم قتل فيه الحسين بن علي عليهما السلام و في غيبة النعماني عن ابيبصير عن ابيعبدالله عليه السلام قال يوم القائم يوم عاشوراء و في ارشاد المفيد عن ابيبصير عن ابيعبدالله عليه السلام قال لايخرج القائم عليه السلام الا في وتر من السنين سنة احدي او ثلاث او خمس او سبع او تسع ، اقول قد دلت الاخبار ( الروايات خ ) عنهم عليهم السلام علي انه يخرج في وتر من السنين كما اشعر به هذا الخبر و يكون في ( يوم خ ) عاشوراء اليوم العاشر من المحرم و يكون يوم الجمعة و يكون يوم النوروز بعد ان يغيب كما لبث ( بعث خ ) نوح في قومه اما الوتر من السنين فلأنه عدد مستأنف ينبغي ان يبتدأ فيه بالوتر و في عاشوراء اليوم العاشر من المحرم لانه اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام و هو عليه السلام ولي دمه فيخرج في يوم قتله لطلب ثاره و في يوم الجمعة الذي تجتمع فيه الخصوم و في يوم النوروز لان خروجه عليه السلام ابتداء يوم جديد و دين ( بدين خ ) جديد و نشأة اخري
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 328 *»
غير ( عين خ ) النشأة الدنيا و بعد ان يغيب غيبته كما لبث ( بعث خ ) نوح في قومه ليتزيل ( لينزل خ ) ما في اصلاب اعدائه من اوليائه للعلة التي صابر نوح عليه السلام ( في خ ) قومه لاجلها و للعلة التي اخرت دعوة موسي و هرون اربعين سنة بعد اجابتها و في يوم السبت لاجل قطع دابر القوم الذين ظلموا فاذا توفرت الشروط ظهر بلا مهلة لان ظهوره لطف لايجوز في الحكمة منعه الا لمانع لايكون ذلك اللطف معه لطفا فاذا نظر في الاصلاب و دعا محمد و اهل بيته انسل ذوالفقار من غمده و اذا انسل ذوالفقار من غمده وجد الباعث في قلبه علي الخروج و بالجملة يحصل له الباعث علي الخروج بالاسباب او ان الباعث هو المتمم للاسباب و الباعث شئ يقذفه الله في قلبه عليه السلام و في غيبة الطوسي عن المفضل بن عمر قال سألت اباعبدالله عليه السلام عن تفسير جابر قال عليه السلام لاتحدث به السفلة فيذيعونه أماتقرأ كتاب الله فاذا نقر في الناقور ان منا اماما مستترا ( مستورا خ ) فاذا اراد الله اظهار امره نكت في قلبه نكتة فظهر فقام بامر الله ، اقول و هذه النكتة هي النقر و النقر هو النكت و الناقور هو الصور و هو قلب الامام عليه السلام و راجع هنا ما مر.
فصل في بعض كيفية خروجه ، اعلم ان الاخبار في ذلك كثيرة جدا مشتملة علي معان متعددة لايكاد يجمعها خبر نعم اغلب تلك المعاني توجد في حديث المفضل بن عمر و سيأتي ان شاء الله تعالي و نحن نذكر شيئا من تلك المعاني تحصيلا لبعض الترتيب في هذا الفصل و تقدم من هذا حديث الاختصاص و في غيبة الطوسي عن حذيفة قال سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و ذكر المهدي فقال انه يبايع بين الركن و المقام اسمه احمد و عبدالله و المهدي فهذه اسماء ثلثة ، اقول لما كان محمد صلي الله عليه و آله خاتم النبيين و الحجة عليه السلام خاتم الوصيين اقتضت الحكمة ان يسمي باسمائه و كان صلي الله عليه و آله اسمه في الارض محمد و في السماء احمد و هو عبدالله في اللقب و ابوالقاسم في الكنية و كان خاتم الولاية سميا له فاسمه عجل الله فرجه محمد و يسمي باحمد و هو الاسم الذي يخفي كالاول يعني ان اسمه الذي
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 329 *»
يخفي عن العامة محمد خوفا عليه منهم و اسمه الذي يخفي معناه عن كثير من شيعته احمد و انما يعرفونه بالاول و له اسم يظهر و هو المهدي و به يعرف عند الخاصة و العامة لانه غير معين له فلايخشي عليه من اظهار هذا الاسم لعدم التخصيص و في الاكمال في وصف اميرالمؤمنين للقائم عليه السلام و له اسمان اسم يخفي و اسم يعلن فاما الذي يخفي فاحمد و اما الذي يعلن فمحمد الحديث ، و المراد ان اسمه محمد يعلن بعد الغيبة الكبري و اما ما قبلها فهو ايضا يخفي لما قلنا و هو في غيبته في السماء في قرية يقال لها كرعة في اليمن بواد يقال له شمروخ و شمريخ ، روي المفيد رحمه الله في الكفاية بسنده قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله يخرج من اليمن من قرية يقال لها كرعة علي رأسه عمامتي متدرع بدرعي متقلد بسيفي ذيالفقار و مناد ينادي هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه و في مكاتبة الحجة عليه السلام للمفيد (ره) فنحن مقيمون بارض اليمن بواد يقال ( له خ ) شمروخ و شمريخ و السلام.[1]
و عن عبدالله بن عمر راوي حديث الكفاية السابق علي هذه المكاتبة قال علي بن عيسي هذا حديث حسن رزقناه عاليا اخرجه ابوالشيخ الاصفهاني في عواليه اقول هذه القرية بطيبة كما اشير اليه في قوله عليه السلام في الكافي عن ابيعبدالله انه قال لا بد لصاحب هذا الامر من غيبة و لا بد له في غيبته من عزلة و نعم المنزل طيبة و ما بثلاثين من وحشة ، يعني و الله اعلم ان هذه القرية التي يقال لها كرعة في الوادي المذكور المسمي بشمروخ و شمريخ في اليمن و قد كان معه من الابدال و النقباء ثلاثون نقيبا و هذا كلام جري علي غير ظاهره فالمراد باليمن جهة العقل من الولاية و المراد بطيبة التي هي المدينة المشرفة طيبة التي ( هي خ ) في السماء
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 330 *»
الواقعة في الاقليم الثامن المسمي سفليه بجابلقا و جابرسا و علويه بهورقليا بسم الله تعالي – اعلم ان كونه عليه السلام في هورقليا كما ذكره هنا و في الرسالة الرشتية كما يأتي مما استصعب فهمه علي كثير و زعموا انه (اع) اراد خروجه من الدنيا و موته العياذ بالله مع انه صرح هنا و هناك انه في هذا العالم و بيان ذلك علي التفصيل مما لايسعه الهامش و لكن علي الاجمال اقول ان ظهور الحجة عليه السلام بعد الغيبة في اخر الزمان غير ظهوره و ظهور ابائه (ع) في صدر الاسلام فانه كان ظهورا ظاهريا علي ما يحتمله الناس في اول خروجهم من الجاهلية و ظهوره في اخر الزمان ظهور تعريف و تعرف و بينهما بون بعيد و لنمثل لذلك مثالا لعلك تقف علي المراد و هو ان الراعي من بنيادم اذا قام علي اغنامه و ساقها الي مراتعها عرفته بالصورة البشرية الظاهرية و لباسه و صوته الظاهر حتي انه ان غير لباسه و صوته ربما انكرته و ذلك لان الاغنام حيوانات لايعرفون الراعي بالانسانية و الصورة الحقيقية فهي بواد و الراعي في ذاته بواد اخر غايب عنهم و في عزلة و اما ان فرضت ان تلك الاغنام ترقت و صارت اناسي كأن يأكل لحومها انسان و يظهر عليها روح الانسان دخلوا حينئذ وادي نفس الراعي و عرفوه حق المعرفة و كذلك الامر فيما نحن فيه ظهور الحجة (ع) في الصدر الاول كان كظهور الراعي للاغنام و اذا سكت و لميسم باسمه لميعرفوه و هو بواد و الاغنام بواد اخر و اذا ترقت الاغنام يدخلون في وادي الراعي فيعرفونه مع انه اولا و اخرا في بدنه الظاهر و يمشي معهم في اسواقهم و يطأ بسطهم كما ان اخوة يوسف ساروا اليه مرارا و لميعرفوه حتي صلحت سريرتهم و استعدوا للتوبة و الرجوع الي يوسف (ع) ظهر لهم فقالوا ءانك لانت يوسف فقال انا يوسف و هذا اخي مع انك تعلم ان يوسف (ع) كان يظهر لهم ببدنه و لكنهم لما كانوا جاهلين كما قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف و اخيه اذ انتم جاهلون فبفرط جهلهم لميعرفوه و لما بلغوا و اشرفوا علي التوبة رجعوا اليه و عرفوه فمن هذا تبصر امرك كما ورد في الخبر و لاتظن بالشيخ انه اراد موته (ع) و العياذ بالله فتدبر و انا العبد زينالعابدين بن كريم و ما ذكرنا من دخول الاغنام في وادي الراعي محض تمثيل و لانريد منه ان الناس يصلون الي درجة حقيقة المعصوم حاشا و حاشا و لكنهم يصلحون لمعرفته في مقام البشرية كما ان اخوة يوسف لميصيروا انبياء و لكنهم تابوا و امنوا فعرفهم يوسف (ع) نفسه فتدبر .
لهذا قلنا انها في السماء لانها ( لان خ ) اسفله في الرتبة فوق محدد الجهات لا في الجهة اذ لا جهة و لا شئ مخلوق خلف محدد الجهات بل و لا خلف له و انما الواقع ان الله سبحانه لميخلق الا محدد الجهات و ما في جوفه و اما عالم الغيب و ( عالما الغيب خ ) الجبروت و الملكوت و عالم البرزخ و المثال فهي في جوف محدد الجهات في غيبه و قولي فهو في السماء في غيبه ( فهو في غيبته غيبة في السماء خ ) اريد به سماء البرزخ لانه في هذا العالم الذي نحن فيه و يمشي في الارض و لكن لايعرف و نزوله الي الارض كناية عن ظهوره للناس حتي يعرف فاذا قلنا ان اسمه في السماء احمد كما ان جده رسول الله صلي الله عليه و آله اسمه في السماء احمد نريد به الان هذا السماء الذي نشير اليه لانه ( انه خ ) صعد
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 331 *»
اليه و غاب فيه عن الناس و ان كان يدعي ايضا في السماء المعروف باحمد كما يدعي رسول الله صلي الله عليه و آله فيه باحمد يعني انه معروف في السماء بانه احمد خاتم الولاية كما ان محمدا صلي الله عليه و آله يعرف في السماء بانه احمد خاتم النبوة قال و هو ايضا عبدالله علي ما فسر به في حق النبي صلي الله عليه و آله كما قال ( في مصباح الشريعة عن خ ) الصادق عليه السلام في تفسير قوله تعالي و ان كنتم في ريب مما نزلنا علي عبدنا ان العبد عين و باء و دال فالعين علمه بالله و الباء بونه عن الخلق ( عما سواه خ ) و الدال دنوه من الخالق ( الله خ ) بغير اشارة و لا كيف او كما قال و يكني اباالقاسم ايضا علي بعض معاني ما فسر به في كنية رسول الله صلي الله عليه و آله و اما علي البعض الاخر فلايمكن الا بتأويل بعيد يطول بذكره البيان مع شدة صعوبته علي الاذهان و يكني بابيعبدالله ايضا كما يكني به رسول الله صلي الله عليه و آله قال علي بن عيسي الاربلي رحمه الله في كشفالغمة ايضا من الاحاديث الاربعين التي وقعت له من طرق العامة جمعها الحافظ ابونعيم احمد بن عبدالله بسنده عن حذيفة قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله لو لميبق من الدنيا الا يوم واحد لبعث الله رجلا اسمه اسمي و خلقه خلقي يكني اباعبدالله قال هذا حديث حسن رزقناه عاليا بحمد الله و معني قوله صلي الله عليه و آله خلقه خلقي من احسن الكنايات عن انتقام المهدي من الكفار لدين الله تعالي كما كان النبي صلي الله عليه و آله و قد قال تعالي و انك لعلي خلق عظيم قال الفقير الي الله علي بن عيسي عفي الله عنه العجب قوله من احسن الكنايات الي اخر الكلام و من اين تحجر علي الخلق فجعله مقصورا علي الانتقام فقط و هو عام في جميع اخلاق النبي صلي الله عليه و آله من كرمه و شرفه و علمه و حلمه و شجاعته و غير ذلك من اخلاقه التي عددتها صدر هذا الكتاب و اعجب من قوله ذكر الاية دليلا علي ما قرره انتهي ، ( اقول خ ) كلام علي بن عيسي رحمه الله مع الحافظ ابينعيم و اقول لعل وجه استدلال الحافظ بهذه الاية ان القائم عليه السلام علي خلق عظيم حتي انه خشن في ذات الله غير مداهن في دينه لاتأخذه
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 332 *»
في الله لومة لائم كما كان رسول الله صلي الله عليه و آله لان الاية وقعت معقبة بقوله فستبصر و يبصرون بايكم المفتون يعني اذا مكنك الله منهم و انتقمت لله يتبين لهم ايكم المفتون و المجنون انت ام هم فيتجه الاستدلال فتدبر و لعل المراد من قوله صلي الله عليه و آله يكني اباعبدالله انه شبيه لي في اسمي محمد و احمد و كنيتي بابيالقاسم و في خلقي بضم الخاء حتي انه ليسمي بكنيتي الغير المشتهرة فافهم فقوله صلي الله عليه و آله في حديث الغيبة اسمه احمد و عبدالله و المهدي يفهم منه انه سمي له في اكثر اسمائه و القابه و كناه الا ما يختص بالنبوة و في الاكمال عن سيد العابدين علي بن الحسين عليهما السلام قال المفقودون عن فرشهم ثلثمائة و ثلاثةعشر رجلا عدة اصحاب بدر فيصبحون بمكة و هو قول الله عز و جل اينما تكونوا يأت بكم الله جميعا و هم اصحاب القائم عليه السلام ، اقول انهم كانوا ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان بعد ان فرغوا من تهجدهم ناموا فيصبح احدهم و تحت رأسه ورقة مكتوب فيها طاعة معروفة كما روي عنهم عليهم السلام في الاكمال عن عبدالله بن عجلان قال ذكرنا خروج القائم عليه السلام عند ابيعبدالله عليه السلام فقلت له كيف لنا بعلم ذلك فقال يصبح احدكم و تحت رأسه صحيفة عليها مكتوب طاعة معروفة و روي انه يكون في راية المهدي عليه السلام البيعة لله فيستعدون للقائم ( للقائه خ ) عليه السلام فاذا كان ليلة السبت من المحرم عشية يوم الجمعة يوم عاشورا صعد علي سطح الكعبة ( و ينادي اصحابه الثلثمائة و ثلثةعشر رجلا فيجتمعون عنده في صبيحة تلك الليلة خ ) و في حليةالابرار للسيد هاشم التوبلي عن ابيبصير قال قال ابوجعفر عليه السلام يخرج القائم عليه السلام يوم السبت يوم عاشوراء يوم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام ، اقول قد تقدم ان خروجه عليه السلام يوم الجمعة العاشر من المحرم و هو اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام و يوم السبت يخرج في ليلته و يصعد الكعبة و يدعو انصاره و تلك الليلة عشية الجمعة فقوله عليه السلام يوم السبت يوم عاشورا يراد منه انه يخرج عشية الجمعة يوم عاشوراء الذي قتل فيه الحسين
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 333 *»
عليه السلام مستخفيا غير معروف و يستعلن ظاهرا معروفا يوم السبت فيوم ( فاليوم خ ) الذي قتل فيه الحسين عليه السلام بدل من يوم ( عاشوراء خ ) و يوم السبت معمول يخرج يعني ظاهرا معروفا و فيه عن ابيعبدالله عليه السلام قال اذا اراد الله قيام القائم عليه السلام بعث جبرئيل في صورة طائر ابيض فيضع احدي رجليه علي الكعبة و الاخري علي بيتالمقدس ثم ينادي باعلي صوته اتي امر الله فلاتستعجلوه قال فيحضر القائم عليه السلام فيصلي عند مقام ابراهيم عليه السلام ( ركعتين خ ) ثم ينصرف و حواليه انصاره و هم ثلثمائة و ثلاثةعشر رجلا ان فيهم لمن يسري من فراشه ليلا فيخرج و معه الحجر فيلقيه فتعشب الارض و في الانوار المضيئة عن ابيبصير عن ابيجعفر عليه السلام في حديث طويل الي ان قال يقول القائم عليه السلام لاصحابه يا قوم ان اهل مكة لايريدونني و لكني مرسل اليهم لاحتج عليهم فماينبغي لمثلي الا ان يحتج عليهم فيدعو رجلا من اصحابه فيقول له اذهب الي اهل مكة فقل يا اهل مكة انا رسول فلان اليكم و هو يقول لكم انا اهل بيت الرحمة و معدن الرسالة و الخلافة و نحن ذرية محمد و سلالة النبيين و انا قد ظلمنا و اضطهدنا و قهرنا و ابتز منا حقنا منذ قبض نبينا الي يومنا هذا فنحن نستنصركم فانصرونا فاذا تكلم هذا الفتي بهذا الكلام اتوا اليه فذبحوه بين الركن و المقام و هي النفس الزكية فاذا بلغ ذلك الامام عليه السلام قال لاصحابه الااخبرتكم ان اهل مكة لايريدوننا فلايدعونه حتي يخرج فيهبط من عقبة طوي في ثلثمائة و ثلاثةعشر رجلا عدة اهل بدر حتي يأتي المسجد الحرام فيصلي فيه عند مقام ابراهيم اربع ركعات و يسند ظهره الي الحجرالاسود ثم يحمد الله و يثني عليه و يذكر النبي صلي الله عليه و آله و يصلي عليه و يتكلم بكلام لميتكلم به احد من الناس فيكون اول من يضرب علي يده و يبايعه جبرئيل و ميكائيل و يقوم معهما رسول الله و اميرالمؤمنين صلي الله عليهما و الهما فيدفعان اليه كتابا جديدا هو علي العرب شديد بخاتم رطب فيقولون له اعمل بما فيه و يبايعه الثلثمائة و ثلاثةعشر رجلا و قليل من اهل مكة حتي يكون في مثل الحلقة قلت و ما الحلقة قال
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 334 *»
عشرة الاف رجل جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن شماله ثم يهز الراية الجليلة و ينشرها و هي راية رسول الله صلي الله عليه و آله السحاب و درع رسول الله صلي الله عليه و آله السابغة و يتقلد بسيف رسول الله صلي الله عليه و آله ذيالفقار و في خبر اخر ما من بلدة الا و يخرج منهم طائفة الا البصرة فانه لايخرج منها احد .
فصل و مما يتعلق ببعض احواله و احوال اصحابه و سيرته و مسيره من مكة عليه السلام ، روي العياشي في تفسيره عن عبدالاعلي الحلبي قال قال ابوجعفر عليه السلام تكون لصاحب هذا الامر غيبة في بعض الشعاب ثم اومي بيده الي ناحية ذيطوي حتي اذا كان قبل خروجه بليلتين انتهي المولي الذي يكون بين يديه حتي يلقي بعض اصحابه فيقول كم انتم هيهنا فيقولون نحو من اربعين رجلا فيقول كيف انتم لو قد رأيتم صاحبكم فيقولون والله لو يأوي بنا الجبال لاويناها معه ثم يأتيهم من القابلة فيقول لهم اشيروا الي ذوي اسنانكم و اخياركم عشرة فيشيرون اليه فينطلق بهم حتي يأتوا صاحبهم و يعدهم الي الليلة التي تليها ثم قال ابوجعفر عليه السلام والله لكأني انظر اليه و قد اسند ظهره الي الحجرالاسود ثم ينشد الله حقه ثم يقول ايها الناس من يحاجني في الله فانا اولي الناس بالله يا ايها الناس من يحاجني في نوح فانا اولي الناس بنوح يا ايها الناس من يحاجني في ابراهيم فانا اولي الناس بابرهيم يا ايها الناس من يحاجني في موسي فانا اولي الناس بموسي يا ايها الناس من يحاجني في عيسي فانا اولي الناس بعيسي يا ايها الناس من يحاجني في محمد فانا اولي الناس بمحمد صلي الله عليه و آله يا ايها الناس من يحاجني في كتاب الله فانا اولي الناس بكتاب الله ثم ينتهي الي المقام فيصلي عنده ركعتين ثم ينشد الله حقه ثم قال ابوجعفر عليه السلام هو والله المضطر في كتاب الله و هو قول الله تعالي امن يجيب المضطر اذا دعاه و يكشف السوء و يجعلكم خلفاء الارض و جبرئيل علي الميزاب في صورة طائر ابيض فيكون اول خلق الله يبايعه جبرئيل و يبايعه الثلاثمائة و البضعة العشر رجلا قال قال ابوجعفر عليه السلام فمن ابتلي في المسير وافاه في
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 335 *»
تلك الساعة و من لميبتل بالمسير فقد عن فراشه ثم قال هو والله قول علي بن ابيطالب عليه السلام المفقودون عن فرشهم و هو قول الله فاستبقوا الخيرات اينما تكونوا يأت بكم الله جميعا اصحاب القائم عليه السلام الثلثمائة و البضعة عشر رجلا قال هم والله المعدودة التي قال يجمعون في ساعة واحدة قزعا كقزع الخريف فيصبح بمكة فيدعو الناس الي كتاب الله و سنة نبيه صلي الله عليه و آله فيجيبه نفر يسير و يستعمل علي مكة ثم يسير فيبلغه ان قد قتل عامله فيرجع اليهم فيقتل المقاتلة لايزيد علي ذلك شيئا يعني السبي ثم ينطلق يدعو الناس الي كتاب الله و سنة نبيه صلي الله عليه و آله و الولاية لعلي بن ابيطالب و البراءة من عدوه و لايسمي احدا حتي ينتهي الي البيداء فيخرج اليه جيش السفياني فيأمر الله الارض فتأخذهم من تحت اقدامهم و هو قول الله و لو تري اذ فزعوا فلا فوت و اخذوا من مكان قريب و قالوا امنا به يعني بقائم آلمحمد و قد كفروا به يعني بقائم آلمحمد الي اخر السورة فلايبقي منهم الا رجلان يقال لهما وتر و وتيرة من مراد و وجوههما في اقفيتهما يمشيان القهقري يخبران الناس بما فعل الله باصحابهما ثم يدخل المدينة فتغيب عنهم عند ذلك قريش و هو قول علي بن ابيطالب والله لودت قريش ان عندها موقفا واحدا جزر جزور بكل ما ملكت و كل ما طلعت عليه الشمس او غربت ثم يحدث حدثا فاذا هو فعل ذلك قالت قريش اخرجوا بنا الي هذه الطاغية فوالله ان لو كان محمديا مافعل و لو كان فاطميا مافعل فمنحه الله اكتافهم فيقتل المقاتلة و يسبي الذرية ثم ينطلق حتي ينزل الشقرة فيبلغه انهم قتلوا عامله فيرجع اليهم فيقتلهم ليس قتلة الحرة اليها ( عليها خ ) بشئ ثم ينطلق فيدعو الناس الي كتاب الله و سنة نبيه صلي الله عليه و آله و الولاية لعلي بن ابيطالب صلوات الله عليهما و الهما و البراءة من عدوه حتي اذا بلغ الثعلبية قام اليه رجل من صلب ابيه و هو اشد الناس ببدنه و اشجعهم بقلبه ما خلا صاحب هذا الامر فيقول يا هذا ما تصنع فوالله انك لتجفل الناس اجفال النعم ( الغنم خ ) افبعهد رسول الله صلي الله عليه و آله ام بماذا فيقول المولي الذي ولي البيعة والله لتسكتن ( لتسكنن خ ) او لاضربن الذي
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 336 *»
فيه عيناك فيقول القائم عليه السلام اسكت يا فلان والله ان معي عهدا من رسول الله صلي الله عليه و آله هات لي فلان العيبة و الزنفلجة فيأتيه بها فيقرأه العهد من رسول الله صلي الله عليه و آله فيقول جعلني الله فداك اعطني رأسك اقبله فيعطيه رأسه فيقبله بين عينيه ثم يقول جعلني الله فداك جدد لنا بيعة فيجدد لهم بيعته قال ابوجعفر عليه السلام لكأني انظر اليهم مصعدين من نجف الكوفة ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا كأن قلوبهم زبر الحديد جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره يسير الرعب امامه شهرا و خلفه شهرا امده الله بخمسةالاف من الملائكة مسومين حتي اذا صعد النجف قال لاصحابه تعبدوا ليلتكم هذه فيبيتون بين راكع و ساجد يتضرعون الي الله حتي اذا اصبح قال خذوا بنا طريق النخيلة و علي الكوفة خندق مخندق قلت مخندق قال اي والله حتي ينتهي الي مسجد ابراهيم عليه السلام بالنخيلة فيصلي فيه ركعتين فيخرج اليه من كان بالكوفة من مرجئها و غيرهم من جيش السفياني فيقول لاصحابه استطردوا لهم ثم يقول كروا عليهم قال ابوجعفر عليه السلام لايجوز والله الخندق منهم مخبر ( مجيز خ ) ثم يدخل الكوفة فلايبقي مؤمن الا كان فيها او حن اليها و هو قول اميرالمؤمنين عليه السلام ثم يقول لاصحابه سيروا الي هذه الطاغية فيدعوه ( فيدعو خ ) الي كتاب الله و سنة نبيه صلي الله عليه و آله فيعطيه السفياني من البيعة سلما فيقول له كلب و هم اخواله ما هذا ما صنعت والله مانبايعك علي هذا ابدا فيقول ما اصنع فيقولون ( له خ ) استقبله ثم يقول له القائم عليه السلام خذ حذرك فاني اديت اليك و انا مقاتلك فيصبح فيقاتلهم فيمنحه الله اكتافهم و يأخذ السفياني اسيرا فينطلق به فيذبحه بيده ثم يرسل جريدة خيل الي الروم ليستحضروا ( ليحضروا خ ) بقية بنيامية فاذا انتهوا الي الروم قالوا اخرجوا الينا اهل ملتنا عندكم فيأبون و يقولون والله لانفعل فتقول الجريدة والله لو امرنا لقاتلناكم ثم يرجعون الي صاحبهم فيعرضون ذلك عليه فيقول انطلقوا فاخرجوا اليهم اصحابهم فان هؤلاء قد اتوا بسلطان عظيم و هو قول الله فلما احسوا بأسنا اذا هم منها يركضون لاتركضوا و ارجعوا الي ما اترفتم فيه و مساكنكم لعلكم
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 337 *»
تسئلون قال يعني الكنوز التي كنتم تكنزون قالوا يا ويلنا انا كنا ظالمين فمازالت تلك دعويهم حتي جعلناهم حصيدا خامدين لايبقي منهم مخبر ثم يرجع الي الكوفة فيبعث الثلاثمائة و البضعة عشر رجلا الي الافاق كلها فيمسح بين اكتافهم و علي صدورهم فلايتعايون في قضاء و لايبقي ارض الا يؤدي ( نودي خ ) فيها الشهادة ( بشهادة خ ) الا اله الا الله وحده لا شريك له و ان محمدا رسول الله صلي الله عليه و آله و هو قوله و له اسلم من في السموات و الارض طوعا و كرها و اليه ترجعون و لايقبل صاحب هذا الامر الجزية كما قبلها رسول الله صلي الله عليه و آله و هو قول الله عزوجل و قاتلوهم حتي لاتكون فتنة و يكون الدين كله لله قال ابوجعفر عليه السلام يقاتلون والله حتي يوحد الله و لايشرك به شئ و حتي تخرج العجوز الضعيفة من المشرق تريد المغرب و لاينهاها احد و يخرج الله من الارض بذرها و ينزل من السماء قطرها و يخرج الناس خراجهم علي رقابهم الي المهدي عليه السلام و يوسع الله علي شيعتنا و لولا ما يدركهم من السعادة لبغوا فبينا صاحب هذا الامر قد حكم ببعض الاحكام و تكلم ببعض السنن اذ خرجت خارجة من المسجد يريدون الخروج عليه فيقول لاصحابه انطلقوا فيلحقونهم في التمارين فيأتون ( فيأتونه خ ) بهم اسري فيأمر بهم فيذبحون و هي اخر خارجة تخرج علي قائم آلمحمد صلي الله عليه و آله، اقول قوله عليه السلام غيبة في بعض الشعاب ، الظاهر ان هذا بعد خروجه من المدينة قبل دخوله المسجد الحرام بالعنيزات يوم الجمعة العاشر من المحرم قوله انتهي المولي الذي يكون بين يديه الي الان لميظهر لي اسمه من الاخبار التي وقفت عليها و الذي يجول في خاطري انه المسيح عليه السلام و الله اعلم ، قوله نحو من اربعين رجلا هؤلاء من النقباء ( و خ ) من جملة الثلثمائة و الثلاثةعشر غير الثلثين الذين معه عليه السلام في طيبة قوله و جبرئيل علي الميزاب يعني ميزاب الكعبة لان عمدة ندائه اسماع اهل الشام و المدينة و من يليهم لشدة ( بشدة خ ) طغيانهم و بغيهم علي الامام عليه السلام لانهم حين النداء كانت كور ( الشام خ ) الخمس في ملك السفياني و طاعته فكان علي الميزاب مما يلي
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 338 *»
حجر اسمعيل عليه السلام ليسمعهم الدعوة و لعل وقوعه عند البيعة علي الميزاب منه ( منبه خ ) لهم في مقابلته عند البيعة لقائم آلمحمد صلي الله عليه و آله الذي دعاهم اليه و سماه لهم باسمه قوله فيكون اول خلق الله يبايعه جبرئيل عليه السلام يراد منه المبايعة التي هي الطاعة و الامتثال و الانقياد للخدمة لا مطلق المبايعة و الا لشملت مبايعة الاذن فلايكون جبرئيل عليه السلام اول خلق الله مبايعة للقائم عليه السلام بل اول من يبايعه محمد رسول الله صلي الله عليه و آله ثم من بعده علي صلوات الله عليه و هي مبايعة الاذن بالقيام فعن ابيحمزة الثمالي قال سمعت اباجعفر محمد بن علي عليهما السلام يقول لو خرج قائم آلمحمد عليهم السلام لنصره الله بالملائكة المسومين و المردفين و المنزلين و الكروبيين يكون جبرئيل امامه و ميكائيل عن يمينه و اسرافيل عن يساره و الرعب مسيرة شهر امامه و خلفه و عن يمينه و عن شماله و الملائكة المقربون حذائه اول من يبايعه محمد رسول الله صلي الله عليه و آله و علي عليه السلام الثاني و معه سيف مخترط يفتح الله به الروم و الصين و الترك و الديلم و السند و الهند و كابلشاه و الخزر يا اباحمزة لايقوم القائم عليه السلام الا علي خوف شديد و زلزال و فتنة و بلاء يصيب الناس و طاعون قبل ذلك و سيف قاطع بين العرب و اختلاف شديد من الناس و تشتت في ( ما في خ ) دينهم و تغير في حالهم حتي يتمني الموت صباحا و مساء من عظم ما يري من كلب الناس و اكل بعضهم بعضا و خروجه اذا خرج عند الايات و القنوط فيا طوبي لمن ادركه و كان من انصاره و الويل كل الويل لمن ناواه و خالف امره و كان من اعدائه ثم قال يقوم بامر جديد و كتاب جديد و سنة جديدة و قضاء جديد علي العرب شديد ليس شأنه الا القتل لايستنيب ( لايستتيب خ ) احدا لاتأخذه في الله لومة لائم ، اقول ان اول من يبايعه محمد ( رسول الله خ ) صلي الله عليه و آله و علي صلوات الله عليه الثاني مبايعة الرخصة له و الاذن في الظهور و في القيام بما يراد منه و هذه لا بد ان تكون سابقة و اما مبايعة جبرئيل عليه السلام فمبايعة الطاعة و امتثال الامر فافهم و قوله عليه السلام فمن ابتلي في المسير الي اخره لان النقباء
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 339 *»
عرفوا قيامه بالعلامات الخاصة و هي الواقعة في سنة قيامه فمنهم من سار الي مكة و ما يقرب منها استعدادا للقائه عليه السلام فاذا خرج عليه السلام وافاه عند اول خروجه عجل الله خروجه ( فرجه خ ) و منهم من لميسر و ليس لعدم الاستعداد بل لعله للاستعداد او لايمانه بانه لايتأخر اذا دعاه اما لان الارض تطوي له او لان السحاب تحمله و ذلك علي حسب ايمانهم و روي المفضل بن عمر قال قال ابوعبدالله عليه السلام اذا اوذي الامام عليه السلام دعا الله عزوجل باسمه العبراني فانتخب ( فانتجب خ ) اصحابه الثلثمائة و الثلاثةعشر قزع كقزع الخريف و هم اصحاب الالوية منهم من يفتقد من فراشه ليلا فيصبح بمكة و منهم من يسير في السحاب نهارا يعرف باسمه و اسم ابيه و حليته و نسبه قلت جعلت فداك ايهما اعظم ايمانا قال الذي يسير في السحاب نهارا و هم المفقودون و فيهم نزلت اينما تكونوا يأت بكم الله جميعا ، قوله عليه السلام والله المعدودة اي الفئة المعدودة كناية عن قلتها كما قال الله تعالي كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله و عن انتصارها علي من عاداها و الظاهر ان المراد بالمعدودة الامة التي قال الله تعالي ( فيها خ ) و لئن اخرنا عنهم العذاب الي امة معدودة فانها في اصحاب القائم (ع) او الي مدة قيام القائم عليه السلام ففي تفسير علي بن ابراهيم للمعني الاول عن علي عليه السلام في قوله ( تعالي خ ) و لئن اخرنا عنهم العذاب الي امة معدودة ليقولن ما يحبسه قال الامة المعدودة اصحاب القائم عليه السلام الثلثمائة و البضعة عشر و للمعني الثاني قال في الاية الشريفة ان متعناهم في هذه الدنيا الي خروج القائم عليه السلام فنردهم فنعذبهم ( و نعذبهم خ ) ليقولن ما يحبسه اي يقولون أ لايقوم القائم عليه السلام و لايخرج علي حد الاستهزاء فقال الله الا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم و حاق بهم ما كانوا به يستهزؤن و في تفسير العياشي عن الحلبي قال قال ابوجعفر عليه السلام اصحاب القائم الثلثمائة و البضعة عشر رجلا هم والله الامة المعدودة التي قال الله في كتابه و لئن اخرنا عنهم العذاب الي امة معدودة قال يجمعون له في ساعة واحدة قزعا كقزع الخريف و قوله
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 340 *»
قزعا كقزع الخريف القزع جمع قزعة و هي القطعة من السحاب و خص الخريف لانه اول الشتاء و السحاب فيه ( يكون خ ) متفرقا غير متراكم و لا مطبق ثم يجتمع بعضه الي بعض بعد ذلك لانهم متفرقون منهم بالشام و منهم بالمدينة و منهم في غيرهما فيصبح يوم السبت و هم معه جميعا قوله فيقتل المقاتلة لايزيد علي ذلك شيئا يعني السبي لعله عليه السلام انما لميسب العيال لعلمه بانهم غير راضين بفعل رجالهم او غير عالمين بنكثهم او يستميل ( ليستميل خ ) قلوب العرب و يرغبهم في قبول طريقته باظهار العفو و العدل قوله عليه السلام فلايبقي منهم الا رجلان يقال لهما وتر و وتيرة من مراد و تقدم فيما روي انهما من جهينة قال فلذلك جاء القول و عند جهينة و ظاهره انه مأخذ المثل و في تفسير السهيلي ان اخر من يخرج من النار يوم القيمة رجل يقال له جهينة فاذا دخل الجنة اجتمع عليه اهل الجنة يسئلونه عن حال اهل النار و يقولون عند جهينة الخبر اليقين رواه عن النبي صلي الله عليه و آله و ظاهره ( فظاهره خ ) انه مستند المثل و يأتي بعض ذكره في حديث المفضل بن عمر ان شاء الله تعالي و قوله عليه السلام جزر جزور اي ان قريشا يودون ان يعطوا كل ما ملكوا و كل ما طلعت عليه الشمس او غربت لو كان لهم و يأخذوا موقفا يقفون فيه و يختفون به عنه عليه السلام بحيث لايراهم قدر زمان ذبح جزور و يحتمل ان يراد به مكان ذبح جزور لانه اخس الامكنة لما فيه من دم الجزور و فرثها و قوله عليه السلام ثم يحدث حدثا الظاهر ان المراد من هذا الحدث نبش الاعرابيين و حرقهما فلذا سموه بالطاغية استعظاما لفعله حتي انه عليه السلام لما دعاهم الي البراءة منهما قالوا بل نبرء منك و نتولاهما و قوله عليه السلام فمنحه الله اكتافهم اي جعله مستوليا عليهم لان الاكتاف هي محل القوة فاذا ملكه الله اياها استولي عليهم كأنه راكب علي اكتافهم او كناية عن نهاية الاقتدار عليهم كأنه يستخرج اكتافهم التي هي له و قوله عليه السلام حتي ينزل الشقرة هي بفتح الشين المعجمة و كسر القاف و فتح الراء و قيل بضم الشين و سكون القاف موضع معروف في طريق مكة من المواضع التي يخسف بها و قوله عليه
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 341 *»
السلام انك لتجفل الناس اجفال الغنم يعني تزعجهم بسرعة لعظيم ما اتاهم ( اتيتهم خ ) به و قوله عليه السلام هات لي فلان العيبة او الزنفلجة ، العيبة بفتح العين زنبيل من ادم و الزنفلجة بكسر الزاء ظرف من الجلود المدبوغة يعلق علي الكتف و الاتيان باو يشعر بانهما معا عنده عليه السلام و في كل واحد منهما نسخة العهد المطلوب و قوله عليه السلام مصعدين من نجف الكوفة اي ماضين منه و قوله عليه السلام صعد النجف اي اتاه و قوله عليه السلام علي طريق النخيلة كجهينة موضع بالعراق مقتل علي عليه السلام و فيه مسجد ابراهيم عليه السلام و قوله عليه السلام مرجئها ، المرجئة قيل هم فرقة من فرق الاسلام يعتقدون انه لايضر مع الايمان معصية كما لاتنفع مع الكفر طاعة و قيل سموا بذلك لاعتقادهم ان الله سبحانه ارجأ تعذيبهم علي المعاصي اي اخره عنهم و قال قتيبة هم الذين يقولون الايمان قول بلا عمل سموا بذلك لانهم يقدمون القول و يؤخرون العمل و قيل هم الفرقة الجبرية الذين يقولون ( ان خ ) العبد لا فعل له اصلا و انما الفعل من الله سبحانه سموا بذلك لانهم يؤخرون امر الله و يرتكبون الكبائر و في المغرب سموا بذلك لارجائهم حكم اهل الكبائر الي يوم القيمة و في بعض الاحاديث المرجئ يقول من لميصل و لميصم و لميغتسل من جنابة ( الجنابة خ ) و هدم الكعبة و نكح امه فهو علي ايمان جبرئيل و ميكائيل و روي في الحديث خطابا للشيعة انتم اشد تقليدا ام المرجئة قيل في هذا الحديث اراد ما عدا الشيعة سموا بذلك لزعمهم ان الله عزوجل اخر نصب الامام و جعله باختيارهم و في الحديث القرءان يخاصم المرجئ و القدري و الزنديق الذي لايؤمن به و فسر المرجئ بالاشعري و القدري بالمعتزلي و فيه اقوال اخر و قوله عليه السلام فيعطيه السفياني البيعة سلما يعني به انه يبايعه مهادنة لا عن ايمان و انقياد فلميقبل منه لعلمه بانه لميكن صادقا لانه لعنه الله انما خرج يطلب ثاره بقتل الثالث من جميع الائمة عليهم السلام و شيعتهم و من مال اليهم بقتلهم و محو اثارهم فجميع من قتل انما قتله لاجل ايمانه و من قتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها و غضب ( الله ظ ) عليه و لعنه و اعد له
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 342 *»
جهنم و ساءت مصيرا فلايوفق للتوبة النصوح بل علي حد قوله تعالي بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل و لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه و انهم لكاذبون فلذا قال عليه السلام خذ حذرك فانني اديت اليك و انا مقاتلك و انما قبل منه المبايعة اولا لاقامة الحجة عليه فلما نكث لميقبل منه و قوله عليه السلام ثم يرسل جريدة خيل الي الروم ، الجريدة من الخيل الجماعة لانها جردت عما سواها لا رجالة فيها و قوله عليه السلام و يخرج الناس علي رقابهم الي المهدي عليه السلام المراد بالناس العامة اذا استولي عليهم يأتونه منقادين لطلب السلامة علي دمائهم فمن تولي بالائمة عليهم السلام و تبرأ من اعدائهم صادقا فاخوانكم في الدين و هو من المؤمنين و من لميكن صادقا يكون ذا معيشة ضنك حتي انه يأكل العذرات لانه لاتحل ( لميحل خ ) له الزكوة و لايعطي منها و لايعطيه التجارة و لا الزراعة و لايعامله المؤمنون و لاينازلونه بل يكون بحكم الكلاب السائبة التي لا اهل لها و قوله عليه السلام و يوسع الله علي شيعتنا و لولا ما يدركهم من السعادة لبغوا ، اشار بقوله و لولا ما يدركهم من السعادة الي جواب اعتراض بقوله تعالي و لو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض الاية و بيانه انه ( ان الله خ ) قد اخبر بلزوم البغي للبسط فكيف يوسع علي الشيعة في دولة الحق فاجاب عليه السلام ان في ذلك الزمان يشمل اللطف و التسديد و الرضوان جميع الشيعة لعلة وجود صاحب الحق و العدل عليه السلام بين ظهرانيهم و جذبه اياهم في متابعته و محوه اسباب البغي من اهل الارض من شيعته فلايتفاوت الحال عند الشيعة في ذلك الزمان بين التوسعة و الضيق لقوة عقولهم و كمال ايمانهم ببركة الامام عليه السلام .
فصل و من ذلك ما في غيبة النعماني عن العوام بن الزبير قال قال ابوعبدالله عليه السلام يقبل القائم عليه السلام في خمسة و اربعين رجلا من تسعة احياء من حي رجل و من حي رجلان و من حي ثلاثة و من حي اربعة و من حي خمسة و من حي ستة و من حي سبعة و من حي ثمانية و من حي تسعة و لايزال كذلك حتي يجتمع له العدد ، اقول ظاهر هذا الحديث ان اجتماعهم من
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 343 *»
الاحياء و البلدان علي نحو الكمال الشعوري فان اعتبرنا ذلك كانوا من خمسة و عشرين حيا ثلاثمائة و خمسة و عشرين رجلا فيزيدون اثنيعشر رجلا فلابد من حمل قوله و لايزال كذلك علي انهم يجتمعون من الاحياء و ان لميكن علي ذلك النحو حتي يتم العدد او نقول هذا الترتيب انما ( يكون خ ) في الاربعين او اغلبي او في الثلثمائة لكن المذكور في خطبة البيان ينافي ذلك كله و يمكن الجمع بينهما في الخمسة و الاربعين او يقال بان خطبة البيان غير معتبرة و ما ذكره محمدباقر المجلسي (ره) كما نقل عنه من اشتهارها بين الخاصة و العامة علي تقدير صحته فانما هو في اصل وقوعها منه عليه السلام فاما ( و اما خ ) ما اشتملت ( عليه خ ) فمتغير مختلف حتي لاتكاد توجد ( تجد خ ) نسختين منها متفقتين فلايصلح منها جمع و لا تفريق و في غيبة الطوسي عن ابيبصير قال سمعت اباعبدالله عليه السلام يقول كان اميرالمؤمنين عليه السلام يقول لايزال الناس ينقصون حتي لايقال الله فاذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه فبعث ( فيبعث خ ) الله قوما من اطرافها يجيئون قزعا كقزع الخريف والله اني لاعرفهم و اعرف اسمائهم و قبائلهم و اسم اميرهم و هم قوم يحملهم الله كيف يشاء من القبيلة الرجل و الرجلان حتي بلغ تسعة فيتوافون من الافاق ثلثمائة و ثلاثةعشر رجلا عدة اهل بدر و هو قول الله اينما تكونوا يأت بكم الله جميعا ان الله علي كل شئ قدير حتي ان الرجل ليحتبي فلايحل حبوته حتي يبلغه الله ذلك اقول يشعر هذا الحديث بان الترتيب الشعوري انما هو في الخمسة و الاربعين و اما الباقي فعلي الانفاق ( الاتفاق خ ) و هذا يشعر بافضلية الخمسة و الاربعين لاشتمال عددهم و اجتماعهم علي الكمال الشعوري قال الجزري اليعسوب السيد و الرئيس و المقدم و اصله فحل النحل و منه حديث علي عليه السلام انه ذكر فتنة فقال اذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه اي فارق الفتنة و ضرب في الارض ذاهبا في اهل دينه و اتباعه الذين يتبعونه علي رأيه و هم الاذناب و قال الزمخشري الضرب بالذنب هيهنا مثل الاقامة و الثبات يعني انه يثبت هو و من معه علي الدين ، اقول ان فحل النحل اذا اراد اللبث في مكانه
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 344 *»
الصق بذنبه الارض كما اراد الزمخشري و علي توجيه الجزري ان الفحل اذا اراد ان يلدغ ضرب بذنبه لان الشوكة فيه و شبه اتباع الحجة عليه السلام يعني انصاره بالذنب محركا لانه لاحق ( به خ ) و به يلدغ كذلك الحجة عليه السلام يضرب انصاره ( بانصاره خ ) في الارض فيبعثهم شرقا و غربا حتي يفتح الله بهم ( لهم خ ) الحصون و يملأ بهم الارض قسطا و عدلا و في الاكمال عن المفضل بن عمر قال قال الصادق عليه السلام كأني انظر الي القائم عليه السلام علي منبر الكوفة و حوله اصحابه ثلثمائة و ثلاثةعشر ( رجلا خ ) عدة اصحاب بدر و هم اصحاب الالوية و هم حكام الله في ارضه علي خلقه حتي يستخرج من قبائه كتابا مختوما بخاتم من ذهب عهد معهود من رسول الله صلي الله عليه و آله فيجفلون عنه اجفال الغنم فلايبقي منهم الا الوزير و احدعشر نقيبا كما بقوا مع موسي بن عمران عليه السلام فيجولون الارض فلايجدون عنه مذهبا فيرجعون اليه فوالله اني لاعرف الكلام الذي يقوله لهم فيكفرون به ، اقول انه (ع) يظهر لهم باطن ما اظهر ( اظهره خ ) جده اميرالمؤمنين عليه السلام لكميل حين قال ما الحقيقة يا اميرالمؤمنين فقال عليه السلام ما لك و الحقيقة يا كميل قال اولست صاحب سرك قال بلي و لكن يرشح عليك ما يطفح مني الحديث ، فان ما عرض عليه السلام علي اصحابه باطن ما رشح علي كميل و الذي يظهر لي ان عيسي بن مريم عليه السلام هو الوزير و ان الاحدعشر نقيبا منهم سلمان الفارسي و كان قد اعلمه علي عليه السلام باطن ما اظهر لكميل من قول ابيجعفر عليه السلام قال يعني الفضيل بن يسار قال عليه السلام لي تروي ما يروي الناس ان عليا عليه السلام قال في سلمان ادرك علم الاول و علم الاخر قلت نعم قال فهل تدري ما عني قال قلت علم بنياسرائيل و علم النبي صلي الله عليه و آله قال ليس هكذا يعني و لكن علم النبي صلي الله عليه و آله و علي عليه السلام و امر النبي و امر علي صلوات الله عليهما و لمثل هذا قال عليه السلام لو يعلم ابوذر ما في قلب سلمان لكفره او لقتله و في تفسير العياشي عن ابيعبدالله عليه السلام قال اذا قام قائم آلمحمد (ص) استخرج من ظهر الكعبة سبعة و
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 345 *»
عشرين رجلا خمسة و عشرين من قوم موسي الذين يهدون بالحق و به يعدلون و سبعة من اصحاب الكهف و يوشع وصي موسي و مؤمن ال فرعون و سلمان الفارسي و ابادجانة الانصاري و مالك الاشتر ، اقول و الظاهر ان اصل الحديث سبعة و عشرين و اما ما في الهامشة من كتابة ثلاثين و عليه رمز الظاهر فانه غلط و ان نسخة الحديث في الكتب الصحيحة خمسةعشر من قوم موسي الخ و وجه الغلط ان بعض النساخ لما وجد ان الذين من قوم موسي خمسة و عشرين كتب علي سبعة و عشرين ان الظاهر سبعة و ثلاثين فغلط الاول الذي في الهامشة نشأ من الغلط ( غلط خ ) الثاني لان الهادين من قوم موسي خمسةعشر فافهم و قوله عليه السلام استخرج من ظهر الكعبة ، لعل المراد ( منه خ ) ان هؤلاء السبعة و العشرين حين بعثوا عند اول شهر رجب من قبورهم ساروا الي الكعبة المشرفة انتظارا لخروجه لانه انما يخرج بعد بعثهم بستة اشهر و عشرة ايام فاخفاهم الله في ظهر الكعبة فلما خرج عجل الله فرجه استخرجهم و في غيبة الطوسي عن ابيعبدالله عليه السلام عن ابيه صلوات الله عليه في حديث اللوح م ح م د يخرج في اخر الزمان علي رأسه غمامة ( عمامة خ ) بيضاء تظله من الشمس تنادي بلسان فصيح يسمعه ( يسمع خ ) الثقلين و الخافقين هو المهدي من آلمحمد يملأ الارض عدلا كما ملئت جورا .
فصل في سيرته عليه السلام و من بعض سيرته صلوات الله عليه ما رواه السيد علي بن عبدالحميد في كتاب الغيبة عن الباقر عليه السلام قال اذا قام القائم عليه السلام و دخل الكوفة لميبق مؤمن الا و هو بها و عنه عليه السلام قال اذا بلغ السفياني ان القائم عليه السلام توجه اليه من ناحية الكوفة فيتجرد بخيله حتي يلقي القائم عليه السلام فيخرج فيقول اخرجوا الي ابن عمي فيخرج اليه السفياني فيكلمه القائم عليه السلام فيجيء السفياني فيبايعه ثم ينصرف الي اصحابه فيقولون له ما صنعت فيقول اسلمت و بايعت فيقولون قبح الله رأيك بين ما انت خليفة متبوع فصرت تابعا فيقاتله ثم يمسون تلك الليلة ثم يصبحون للقائم عليه السلام بالحرب فيقتتلون ( فيقتلون
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 346 *»
خ ) يومهم ذلك ثم ان الله تعالي يمنح القائم عليه السلام و اصحابه اكتافهم فيقتلونهم حتي يفنوهم حتي ان الرجل يختفي في الشجرة و الحجرة فتقول الشجرة و الحجرة يا مؤمن هذا رجل كافر فاقتله فيقتله قال فتشبع السباع من لحومهم فيقيم بها القائم عليه السلام ما شاء الله قال ثم يعقد بها القائم ثلث رايات لواء الي القسطنطنية يفتح الله له و لواء الي الصين و لواء الي جبال الديلم فتفتح له و باسناده رفعه الي ابيبصير عن ابيجعفر عليه السلام في خبر طويل الي ان قال و ينهزم قوم كثير من بنيامية حتي يلحقوا بارض الروم فيطلبوا الي ملكها ان يدخلوا اليه فيقول لهم الملك لاندخلكم حتي تدخلوا في ديننا و تنكحونا و ننكحكم و تأكلون ( تأكلوا خ ) لحم الخنازير و تشربوا الخمر و تعلقوا الصلبان في اعناقكم و الزنانير في اوساطكم فيقبلون ( ذلك خ ) فيدخلونهم فيبعث اليهم القائم عليه السلام ان اخرجوا هؤلاء الذين ادخلتموهم فيقولون قوم رغبوا في ديننا و زهدوا في دينكم فيقول عليه السلام انكم ان لمتخرجوهم وضعنا السيف فيكم فيقولون له هذا كتاب الله بيننا و بينكم فيقول قد رضيت به فيخرجون اليه فيقرأ عليهم و اذا في شرطه الذي شرط عليهم ان يدفعوا اليه من دخل اليهم مرتدا عن الاسلام و لايرد اليهم من خرج من عندهم راغبا الي الاسلام فاذا قرأ عليهم الكتاب و رأوا هذا الشرط لازما لهم اخرجوهم اليه فيقتل الرجال و يبقر بطون الحبالي و يرفع الصلبان في الرماح قال والله لكأني انظر اليه و الي اصحابه يقتسمون الدنانير علي الحجبة ثم تسلم الروم علي يده فيبني فيهم مسجدا و يستخلف عليهم رجلا من اصحابه ثم ينصرف و باسناده عن ابيبصير عن ابيجعفر عليه السلام قال يقضي القائم عليه السلام بقضايا ينكرها بعض اصحابه ممن قد ضرب قدامه بالسيف و هو قضاء ادم عليه السلام فيقدمهم فيضرب اعناقهم ثم يقضي الثانية فينكرها قوم اخرون ممن قد ضرب قدامه بالسيف و هو قضاء داود عليه السلام فيقدمهم فيضرب اعناقهم ثم يقضي الثالثة فينكرها قوم اخرون ممن قد ضرب قدامه بالسيف و هو قضاء ابراهيم عليه السلام فيقدمهم و يضرب اعناقهم ثم يقضي الرابعة و هو قضاء محمد صلي الله
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 347 *»
عليه و آله فلاينكرها احد عليه و في الاكمال بسنده عن ابان بن تغلب قال قال ابوعبدالله عليه السلام دمان في الاسلام حلال من الله عز و جل لايقضي فيهما احد بحكم الله حتي يبعث الله عز و جل القائم من اهل البيت فيحكم فيهما بحكم الله لايريد علي ذلك بينة الزاني المحصن يرجمه و مانع الزكوة يضرب عنقه ( رقبته خ ) و باسناده رفعه الي ابيالجارود قال قلت لابيجعفر عليه السلام قال جعلت فداك اخبرني عن صاحب هذا الامر ليله و نهاره قال يمسي من اخوف الناس و يصبح من امن الناس يوحي اليه هذا الامر ليله و نهاره قال قلت يوحي الله اليه يا اباجعفر قال يا اباالجارود انه ليس وحي نبوة و لكنه يوحي اليه كوحيه الي مريم بنت عمران و ام موسي و الي النمل يا اباالجارود ان قائم آلمحمد لاكرم عند الله من مريم بنت عمران و ام موسي و النمل، اقول قوله يمسي من اخوف الناس يوم الجمعة و قد قتل الخطيب بمكة و يصبح يوم السبت و معه انصاره الثلاثمائة و الثلاثةعشر و الملائكة فاما انصاره فقال ابوعبدالله عليه السلام ماكان قول لوط لقومه لو ان لي بكم قوة او اوي الي ركن شديد الا تمنيا لقوة القائم عليه السلام و لا ركن الا شدة اصحابه و ان الرجل منهم ليعطي قوة اربعين رجلا و ان قلبه لاشد من زبر الحديد و لو مروا بالجبال الحديد لقلعوها لايكفون سيوفهم حتي يرضي الله عزوجل و اما الملائكة فكما رواه في الاكمال عن ابان بن تغلب قال قال ابوعبدالله عليه السلام كأني انظر الي القائم عليه السلام علي ظهر النجف فاذا استوي علي ظهر النجف ركب فرسا ادهم ابلق بين عينيه شمراخ ثم ينتقض به فرسه فلايبقي اهل بلدة الا و هم يظنون انه معهم في بلادهم فاذا نشر راية رسول الله صلي الله عليه و آله انحط عليه ثلاثةعشر الف ملك كلهم ينتظر القائم عليه السلام و هم الذين كانوا مع نوح في السفينة و الذين كانوا مع ابراهيم حيث القي في النار و كانوا مع عيسي حين رفع و اربعة الاف مسومين و مردفين و ثلثمائة و ثلاثةعشر ملكا يوم بدر و اربعةالاف الذين هبطوا يريدون القتال مع الحسين بن علي عليهما السلام فلميؤذن لهم فصعدوا في الاستيمار و هبطوا و قد قتل
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 348 *»
الحسين عليه السلام فهم شعث غبر يبكون عند قبر الحسين بن علي عليهما السلام الي يوم القيمة و ما بين قبره الي السماء مختلف الملائكة و باسناد السيد المذكور رفعه الي جابر عن ابيجعفر عليه السلام قال اول ما يبدأ القائم عليه السلام بانطاكية فيستخرج منها التورية من غار فيه عصي موسي و خاتم سليمان قال و اسعد الناس به اهل الكوفة و قال انما سمي المهدي لانه يهدي الي امر خفي حتي انه يبعث الي رجل لايعلم الناس له ذنب فيقتله حتي ان احدهم يتكلم في بيته فيخاف ان يشهد عليه الجدار .
فصل في سيرته عليه السلام و من سيرته ما يعمل من الحدود بابيبكر و عمر و عايشة ، روي في حليةالابرار السيد هاشم التوبلي بسنده الي عبدالعظيم الحسني قال قلت لمحمد بن علي بن موسي عليه السلام اني لارجو ان تكون القائم عليه السلام من اهل بيت محمد الذي يملأ الارض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما فقال عليه السلام يا اباالقاسم ما منا الا قائم بامر الله عز و جل و هاد الي دين الله و لكن القائم عليه السلام الذي يطهر الله عز و جل به الارض من اهل الكفر و الجحود و يملأها عدلا و قسطا هو الذي تخفي علي الناس ولادته و يغيب عنهم شخصه و يحرم عليهم تسميته و هو سمي رسول الله صلي الله عليه و آله و كنيه صلي الله عليه و آله و هو الذي تطوي له الارض و يذل له كل صعب و تجتمع اليه اصحابه عدة اصحاب بدر ثلثمائة و ثلاثةعشر رجلا من اقاصي الارض و ذلك قول الله عزوجل اينما تكونوا يأت بكم الله جميعا ان الله علي كل شئ قدير فاذا اجتمعت له هذه العدة من اهل الاخلاص اظهر الله امره فاذا اكمل له العقد و هو عشرةالاف رجل خرج باذن الله عزوجل فلايزال يقتل اعداء الله حتي يرضي الله عز و جل قال عبدالعظيم فقلت يا سيدي فكيف يعلم ان الله عزوجل قد رضي قال يلقي في قلبه الرحمة فاذا اتي المدينة اخرج اللات و العزي فاحرقهما ، اقول يحمل المنع من تسميته عليه السلام وقت ولادته و في زمان غيبته الصغري ( علي تسميته خ ) بالاسم الخاص لورود التسمية به عنهم عليهم السلام و فيه عن محمد بن جرير الطبري في مسند فاطمة عليها
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 349 *»
السلام بسنده الي ابيالجارود عن ابيجعفر عليه السلام قال سألته متي يقوم قائمكم قال يا اباالجارود لاتدركون قلت اهل زمانه فقال و تدرك اهل زمانه يقوم قائمنا بالحق بعد اياس من الشيعة يدعو الناس ثلاثا فلايجيبه احد فاذا كان يوم الرابع تعلق باستار الكعبة فقال يا رب انصرني و دعوته لاتسقط فيقول الله تبارك و تعالي للملائكة الذين نصروا رسول الله صلي الله عليه و آله يوم بدر و لميحطوا سروجهم و لميضعوا اسلحتهم فيبايعونه ثم يبايعه من الناس ثلثمائة و ثلاثةعشر رجلا يصير الي المدينة فيسير الناس حتي يرضي الله فيقتل الفا و خمسمائة قريبا ليس فيهم الا فوح الزبيبية (فرخ زنية خ ل) ثم يدخل المسجد فينقض الحائط حتي يضعه الي الارض ثم يخرج الازرق و زريق غضين طريين فيجيبانه فيرتاب عند ذلك المبطلون فيقولون يكلم الموتي فيقتل منهم خمسمائة مرتاب في جوف المسجد ثم يحرقهما بالحطب الذي جمعاه ليحرقا به عليا و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام و ذلك الحطب عندنا نتوارثه و يهدم قصر المدينة و يسير الي الكوفة فيخرج ( منها خ ) ستةعشرالفا من البترية شاكين في السلاح قراء القرءان فقهاء في الدين قد قرعوا جباههم و شمروا ثيابهم و عمهم النفاق و كلهم يقول يا ابن فاطمة ارجع لا حاجة لنا فيك فيضع فيهم السيف علي ظهر النجف عشية الاثنين من العصر الي العشاء فيقتلهم اسرع من جزر جزور فلايفوت منهم رجل و لايصاب من اصحابه احد دماؤهم قربان الي الله ثم يدخل الكوفة فيقتل مقاتليها حتي يرضي الله عزوجل قال فلماعقل المعني فمكث طويلا ثم قلت و ما يدريه جعلت فداك متي يرضي الله عز و جل قال يا اباالجارود ان الله اوحي الي ام موسي و هو خير من ام موسي و اوحي الي النحل و هو خير من النحل فعقلت المذهب فقال أعقلت المذهب قلت نعم قال ان القائم عليه السلام ليملك ثلثمائة و تسع سنين كما لبث اصحاب الكهف في كهفهم يملأ الارض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا و يفتح الله عليه ( له خ ) شرق ( مشرق خ ) الارض و مغربها يقتل الناس حتي لايري دين الا دين محمد صلي الله عليه و آله يسير بسيرة سليمان بن داود يدعو
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 350 *»
الشمس و القمر فيجيبانه و تطوي له الارض و يوحي الله اليه فيعمل بامر الله ، قوله عليه السلام ليس فيهم الا فوح الزبيبية ، الفوح الرائحة و الزبيبية شجر طيب الرائحة و هو اشارة الي تنعمهم في الدنيا و فيه بسنده عن ابيالطفيل عامر بن وائلة ( واثلة خ ) قال رأيت اميرالمؤمنين عليه السلام و هو في بعض ازقة المدينة يمشي وحده فسلمت عليه فاتبعته حتي انتهي الي دار الثاني فجلس فحين استقرت به الارض قال له من علمك الجهالة يا مغرور اما والله لو ركبت العقر و لبست الفقر لكان خيرا لك من المجلس الذي جلست و من علوك المنابر اما والله لو قبلت قول رسول الله صلي الله عليه و اله و اطعت ما امرك به لماسميت امير المؤمنين و كأني بك و قد طلبت الاقالة كما طلبها صاحبك و لااقلته قال صاحبي طلب منك الاقالة قال والله انك ( لانك خ ) لتعلم ان صاحبك طلب مني الاقالة و لماقله و كذلك تطلبها انت والله لكأني بك و بصاحبك و قد اخرجتما طريين حتي تصلبا بالبيداء فقال له الثاني ما هذا التكهن فانكم يا معشر بنيعبدالمطلب لمتزل قريش تعرفكم بالكذب اما والله لاذقت حلاوتها و انا اطاع قال انك تعلم اني لست بكاهن قال له من يعمل بنا ما قلت قال فتي من ولدي من عصابة قد اخذ الله ميثاقها فقال له يا اباالحسن اني لاعلم انك ماتقول الا حقا فاسئلك بالله ان رسول الله صلي الله عليه و آله سماني و سمي صاحبي فقال له والله ان رسول الله صلي الله عليه و آله سماك و سمي صاحبك قال والله لو علمت انك تريد هذا مااذنت لك في الدخول ثم قام فخرج فقال ابوالطفيل يا اباالفضل اسكت فوالله ماعلم احد مما دار بينهما حتي قتل الثاني و قتل اميرالمؤمنين عليه السلام و فيه بسنده عن هرون بن سعيد قال سمعت اميرالمؤمنين عليه السلام يقول لعمر من علمك الجهالة يا مغرور اما والله لو كنت بصيرا و كنت بما امرك به رسول الله صلي الله عليه و آله في دينك تاجرا نحريرا لركبت العقر و افترشت الغصب ( القصب خ ) و لمااحببت ان تتمثل لك الرجال قياما و لماظلمت عترة النبي صلي الله عليه و آله بقبيح الفعل غير اني اراك في الدنيا قتيلا من عبد ام معمر تحكم عليه جورا فيقتلك توفيقا يدخل به
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 351 *»
والله الجنان علي الرغم منك و والله لو كنت من رسول الله صلي الله عليه و آله سامعا و مطيعا لماوضعت سيفك علي عاتقك و لماخطبت علي المنبر و لكأني بك و قد دعيت فاجبت و نودي باسمك فاحجمت و ان لك لهتك ستر و صلب و لصاحبك الذي اختارك و قمت مقامه من بعده فقال له عمر يا اباالحسن أماتستحي لنفسك من هذا التكهن فقال له اميرالمؤمنين عليه السلام ماقلت الا ما سمعت من رسول الله صلي الله عليه و آله و مانطقت الا بما علمت قال فمتي هذا يا اميرالمؤمنين قال اذا اخرجت جيفاتكما عن رسول الله صلي الله عليه و آله من قبريكما اللذين لمتدفنا فيهما نهارا لئلايشك احد فيكما اذا نبشتما و لو دفنتما بين المسلمين لشك شاك و ارتاب مرتاب و صلبتما علي اغصان دوحات شجرة يابسة فتورق تلك الدوحات بكما و تفرع و تخضر فتكون فتنة لمن احبكما و رضي بفعالكما ليميز الله الخبيث من الطيب و لكأني انظر اليكما و الناس يسئلون ربهم العافية مما قد بليتما به قال فمن يفعل ذلك يا اباالحسن قال عصابة قد فرقت بين السيوف و اغمادها و ارتضاهم الله لنصرة دينه فماتأخذهم في الله لومة لائم و لكأني انظر اليكما و قد اخرجتما من قبريكما غضين طريين حتي تصلبا علي الدوحات فيكون ذلك فتنة لمن احبكما ثم يؤتي بالنار التي اضرمت لابراهيم عليه السلام و يجيء بجرجيس و دانيال و كل نبي و صديق و مؤمن ثم يؤمر بالنار و هي النار التي اضرمتموها علي باب داري لتحرقوني و فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و ابني الحسن و الحسين و ابنتي زينب و امكلثوم حتي تحرقوا بها و يرسل عليكما ريحا صرا ( صرة خ ) فتنسفكم في اليم نسفا و يأخذ السيف من كان منكما و يصير مصيركما جميعا الي النار و تخرجان الي البيداء الي موضع الخسف الذي قال الله عز و جل و لو تري اذ فزعوا فلا فوت و اخذوا من مكان قريب يعني من تحت اقدامكم قال يا اباالحسن يفرق بيننا و بين رسول الله صلي الله عليه و آله قال نعم قال يا اباالحسن انك سمعت هذا و انه حق قال فحلف اميرالمؤمنين عليه السلام انه سمعه من النبي صلي الله عليه و آله فبكي عمر و قال اعوذ بالله مما تقول فهل
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 352 *»
لذلك علامة قال نعم قتل فظيع و موت سريع و طاعون شنيع و لايبقي من الناس في ذلك الوقت الا ثلثهم و ينادي مناد من السماء باسم رجل من ولدي و تكثر الايات حتي يتمني الاحياء الموت مما يرون من الاهوال فمن هلك استراح و من كان له عند الله خير نجا ثم يظهر رجل من ولدي يملأ الارض عدلا كما ملئت جورا و ظلما يأتيه الله ببقايا قوم موسي و يحيي له اصحاب الكهف و يؤيده الله بالملائكة و الجن و شيعتنا المخلصين و ينزل من السماء قطرها و تخرج الارض نباتها فقال له عمر اني اعلم انك لاتحلف الا علي حق فوالله لاتذوق انت و لا احد من ولدك حلاوة الخلافة فقال له اميرالمؤمنين عليه السلام ثم انكم لاتزدادون لي و لولدي الا عداوة قال فلما حضرت عمر الوفاة ارسل الي اميرالمؤمنين عليه السلام فقال له يا اباالحسن اعلم ان اصحابي ( هؤلاء خ ) قد حللوني مما وليت من امرهم فان رأيت ان تحلني فقال ( له خ ) اميرالمؤمنين عليه السلام ارايتك ان احللتك انا فهل لك ( في خ ) تحليل من قد مضي رسول الله صلي الله عليه و آله و ابنته ثم ولي و هو يقول و اسروا الندامة لما رأوا العذاب ه ، اقول و سيأتي تفصيل ما يفعل الحجة عليه السلام بهما في حديث المفضل بن عمر و فيه ما رواه عن ابيجعفر محمد بن جرير الطبري في مسند فاطمة عليها السلام بسنده الي عبدالرحمن القصير قال قال لي ابوجعفر عليه السلام اما لو قام القائم لقد ردت اليه الحميراء حتي يجلدها الحد و ينتقم لامه فاطمة عليها السلام منها قلت جعلت فداك و لم يحدها الحد قال لقذفها علي ام ابراهيم فقلت فكيف اخره الله عزوجل للقائم عليه السلام فقال لان الله تبارك و تعالي بعث محمدا صلي الله عليه و آله رحمة و يبعث الله القائم عليه السلام نقمة ، اقول قد ورد عنهم (ع) ان حديثهم صعب مستصعب ثقيل مقنع اجرد ذكوان لايحتمله ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا مؤمن امتحن الله قلبه للايمان قيل فمن يحتمله قال نحن و في رواية من شئنا او مدينة حصينة قيل فما المدينة الحصينة قال القلب المجتمع و اعلم ان هذا الحديث من ذلك الصعب المستصعب لانه صلي الله عليه و آله قد اقام حدودا كثيرة و لميعطل شيئا من حدود الله مع انه بعث
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 353 *»
رحمة فعلي هذا يمكن حمل قوله عليه السلام بعث رحمة علي انه صلي الله عليه و آله يسلك طريق الرأفة بالامة في كل حال حتي في اقامة الحدود و لذا لايقيم الحد علي الحامل حتي تضع و حتي ترضع طفلها فيما يلحق الطفل منه الضرر و حتي انه ليدفع الحدود بالشبهات و يحكم بالظاهر و لايعامل الامة بما يعلم فلما قذفت مارية و قالت ان ابراهيم ليس من محمد و انما هو من مأثور القبطي بن بركة مولاة زيد و ابوجريح و هو خصي اما و قصته مع علي عليه السلام مشهورة لميحسن اقامة الحد عليها و هي تحته لانه ينافي مقام النبوة و لكن هذه المنافاة لاتسقط الحد و ان اوجب تأخيره كما يوجبه الحمل و لان المنافقين قد تكلموا فيها كعبدالله بن ابيسلوك حيث اتهمها بصفوان بن المعطل لانه كان صلي الله عليه و آله قد صحبها في غزوة بنيالمصطلق و كانت قد خرجت لقضاء حاجة فضاع عقدها فرجعت طالبة له و حمل هودجها ظنا منهم انها فيه فلما عادت الي الموضع وجدتهم قد رحلوا و كان صفوان من وراء الجيش فلما وصل الي ذلك الموضع و عرفها اناخ بعيره حتي ركبت و هو يسوقه حتي وصل الجيش و قد نزلوا في قائم الظهيرة قال المنافقون فيها ما قالوا حتي نزلت فيهم ايات سورة النور و لو اقام عليها الحد لتقرر عند المنافقين ما قذفوها به فكان هذا مما اوجب تأخير الحد فلما طلقها علي عليه السلام في حرب الناكثين يوم البصرة و زالت اسباب التأخير بعثها الله تعالي مع طالب الثار عجل الله فرجه ليقتص منها بما فعلته و انما لميذكر الجواد عليه السلام هذه العلل لعدم احتمال الراوي لذلك و الله اعلم بحقيقة الامور.
فصل في ذكر بعض ما عنده من مواريث الانبياء و ابائهم ، في حليةالابرار من الاكمال بسنده عن محمد بن الفيض عن ابيجعفر عليه السلام قال كانت عصي موسي لادم عليهما السلام فصارت الي شعيب ثم صارت الي موسي بن عمران و انها لعندنا و ان عهدي بها انفا و هي خضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرتها و انها لتنطق اذا استنطقت اعدت لقائمنا عليه السلام يصنع بها ما كان يصنع بها موسي عليه السلام و انها لتروغ و تلقف ما يأفكون و تصنع ما تؤمر به
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 354 *»
انها حيث اقبلت تلقف ما يأفكون يفتح لها شعبتان احداهما في الارض و الاخري في السقف و بينهما اربعون ذراعا تلقف ما يأفكون بلسانها ه ، اقول قوله عليه السلام اعدت يراد منه انها لما فيها من المنافع و المئارب العظيمة كانت معدة له عليه السلام مع جملة مواريث الانبياء و اياتهم و اثارهم فان جميعها عنده عليه السلام اكمل منها عند غيره من الانبياء عليهم السلام لانهم انما يستمدون من نوره عليه السلام و تلك الايات و المعاجز انما صلحت لما هي له به صلوات الله عليه فهي عنده اكمل منها عندهم و اعم منافع و اجل مارب و فيه عن ابيعبدالله عليه السلام ( قال قال ابوجعفر عليه السلام خ ) ان القائم عليه السلام اذا قام بمكة و اراد ان يتوجه الي الكوفة نادي مناديه الا لايحمل احد منكم طعاما و لا شرابا و يحمل حجر موسي بن عمران و هو وقر بعير فلاينزل منزلا الا انبعث عين منه فمن كان جائعا شبع و من كان ظمآنا روي فهو زادهم حتي ينزل النجف من ظهر الكوفة و فيه بسنده الي ابيالجارود زياد بن المنذر قال قال ( لي خ ) ابوجعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام اذا ظهر القائم عليه السلام ظهر براية رسول الله صلي الله عليه و آله و خاتم سليمان و حجر ابراهيم و عصي موسي ثم يأمر مناديه فينادي الا لايحملن رجل منكم طعاما و لا شرابا و لا علفا فيقول اصحابه انه يريد ان يقتلنا و يقتل دوابنا من الجوع و العطش فيسير و يسيرون معه فاول منزل ينزله يضرب الحجر فينبع منه طعام و شراب و علف فيأكلون و يشربون هم و دوابهم حتي ينزلوا النجف بظهر الكوفة ، اقول قوله عليه السلام فيقول اصحابه المراد بالقائلين بعض من اصحابه الذين صحبوه من غير اصحاب الالوية الثلثمائة و الثلاثةعشر فانهم لايرتابون منه و لا من قوله و انما اطلق البعض علي لفظ الكل كما اطلق البعض علي الملائكة الذين اعترضوا حين قال الله تعالي اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها الاية ، فقد روي ان الذين قالوا ملكان لا غير و رضي بقولهما بعض الملائكة و فيه بسنده عن المفضل بن عمر عن ابيعبدالله الصادق عليه السلام قال سمعته يقول أتدري ما كان قميص يوسف عليه السلام قلت لا قال ان
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 355 *»
ابراهيم عليه السلام لما اوقدت له النار نزل اليه جبرئيل عليه السلام بالقميص و البسه اياه فلميضر معه حر و لا برد فلما حضرته الوفاة جعله في تميمة و علقه علي اسحق و علقه اسحق علي يعقوب عليه السلام فلما ولد له يوسف عليه السلام علقه عليه و كان في عضده حتي كان من امره ما كان فلما اخرجه يوسف عليه السلام بمصر من التميمة وجد يعقوب عليه السلام ريحه و هو قوله عزوجل حكاية عنه اني لاجد ريح يوسف لولا ان تفندون فهو ذلك القميص الذي انزل من الجنة قلت جعلت فداك فالي من صار هذا القميص قال الي اهله و هو مع قائمنا اذا خرج ثم قال كل نبي ورث علما او غيره فقد انتهي الي محمد صلي الله عليه و آله ه ، قوله عليه السلام البسه اياه فلميضر معه حر و لا برد لانه كان من جنة الخلد جنة الاخرة و هي ليس في شئ منها حر و لا برد كما قال تعالي لايرون فيها شمسا و لا زمهريرا فاذا لبسه لمتضره النار بحرارتها و لميلحقه برد بعدم حرارتها بالنسبة اليه كما هو مقتضي الجنة و ما فيها و يجوز ان يكون قوله تعالي قلنا يا نار كوني بردا و سلاما علي ابراهيم ان هذا الامر منه عز و جل هو الباس ابراهيم القميص الذي يقتضي البرد و السلام بحقيقة ما خلق عليه فيكون القول للنار و الوحي اليها هو انزال القميص و يحتمل ان يكون لازم ذلك القول وجود ذلك القميص او الباسه اياه و فيه بسنده عن عبدالله بن سنان قال سمعت اباعبدالله عليه السلام يقول كانت عصي موسي (ع) قضيب اس من غرس الجنة اتاه بها جبرئيل عليه السلام لما توجه تلقاء مدين و هي تابوت ادم (ع) في بحيرة طبرية و لنيبليا و لنيتغيرا حتي يخرجهما القائم عليه السلام اذا قام .
فصل في ذكر بعض صفاته عجل الله فرجه و في اسمه عليه السلام ، في غيبة النعماني بسنده عن ابي وابل قال نظر اميرالمؤمنين علي عليه السلام الي الحسين عليه السلام فقال ابني هذا سيد كما سماه رسول الله صلي الله عليه و آله سيدا و سيخرج الله من صلبه رجلا باسم نبيكم يشبهه في الخلق و الخلق يخرج علي حين غفلة من الناس و اماتة للحق و اظهار للجور والله لو لميخرج لضربت عنقه، يفرح بخروجه اهل السموات و سكانها و هو
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 356 *»
رجل اجلي الجبين اقني الانف ضخم البطن اذيل الفخذين لفخذه اليمني شامة افلج الثنايا يملأ الارض عدلا كما ملئت ظلما و جورا انتهي، اقول قوله يشبهه في الخلق بفتح الخاء المعجمة و هو الصورة و الخلق بضم الخاء المعجمة الطبع و هو كيفية نفسانية تصدر عنها الافعال بسهولة و هو الدين و السجية و اجلي الجبين واضحة و اجلي الجبهة الخفيف الشعر ما بين النزعتين من الصدغين و الذي انحسر عن جبهته الشعر و قوله اقني الانف احدب الانف اي ارتفاع وسطه و قيل طوله و دقة ارنبته مع حدب في وسطه و منه الخبر كان ( النبي خ ) صلي الله عليه و آله اقني العرنين و قوله اذيل الفخذين كناية عن كونها عريضين كما في خبر اخر يأتي و في بعض النسخ بالباء الموحدة من الذبول و هو ينافي ما يأتي ظاهرا و في بعض النسخ اربل بالراء المهملة و الباء الموحدة من قولهم ربل كثير اللحم و هذا اظهر و قوله افلج الثنايا انفراجها و عدم التصاقها و في الاكمال عن ابيالجارود عن ابيجعفر عن ابيه عن جده عليهم السلام قال قال اميرالمؤمنين عليه السلام علي المنبر يخرج رجل من ولدي في اخر الزمان ابيض مشرب حمرة مبدح البطن عريض الفخذين عظيم مشاش المنكبين بظهره شامتان شامة علي لون جلده و شامة علي شبه شامة النبي صلي الله عليه و آله له اسمان اسم يخفي و اسم يعلن فاما الذي يخفي فاحمد و اما الذي يعلن فمحمد فاذا هز رايته اضاء ما ( لما خ ) بين المشرق و المغرب و وضع يده علي رؤس العباد فلايبقي مؤمن الا صار قلبه اشد من زبر الحديد و اعطاه الله قوة اربعين رجلا و لايبقي ميت الا دخلت عليه تلك الفرحة في قبره و هم يتزاورون في قبورهم و يتباشرون بقيام القائم عليه السلام ، اقول قوله مبدح البطن اي واسعه و عريضه قال في القاموس البداح كسحاب المتسع من الارض او اللينة ( الانية خ ) الواسعة و البدح بالكسر الفضاء الواسع و امرءة بادن و الابدح الرجل الطويل و العريض الجبين من الدواب و قوله عظيم مشاش المنكبين و فيه قال المشاشة بالضم رأس العظم الممكن المضغ و الجمع مُشاش و قوله شامتان الشامة علامة تخالف البدن الذي هي فيه
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 357 *»
قيل هي هنا اما بان تكون ارفع من ساير الاجزاء او اخفض و ان لمتخالف ( لمتخالفه خ ) في اللون و اقول اما الثانية التي علي شبه شامة النبي صلي الله عليه و آله فلا بد ان تكون مخالفة لللون لان شامة النبي صلي الله عليه و آله ( كانت خ ) كذلك فانها ( كانت خ ) سوداء فيها شعر غليظ و اما الاولي فلا بد ان تتميز من الجسد و اما خصوص انها ارفع او اخفض فلماقف عليه الي الان و لعل القائل اخذ ذلك من قوله عليه السلام شامة علي لون جلده يعني انها اذا كانت علي لون جلده لاتتميز بكونها شامة الا بالارتفاع او الانخفاض و الذي يظهر لي ان هاتين الشامتين شامة من النبوة و شامة من الولاية اما الشامة التي من الولاية بمعني انها علامة انه خاتم الولاية فلا بد ان تكون علي لون جلده اشارة الي انه ولي و خاتم الولاية علي صبغة الولي و اما الشامة التي علي شبه شامة النبي صلي الله عليه و آله فهي من النبوة بمعني انها علامة انه خاتم خلافة النبي صلي الله عليه و آله فلا خليفة بعده لمحمد صلي الله عليه و آله فلابد ان تكون مخالفة للون جلده لانه ليس بنبي و انما تكون مشابهة لشامة النبي صلي الله عليه و آله ( و شامة النبي صلي الله عليه و آله خ ) التي هي خاتم النبوة اسود مرتفع و فيه شعر غليظ فان قلت اذا عللت الشامة الاولي في كونها ( بكونها خ ) بلون الجلد لانه ( بانه خ ) ولي و ( بانها خ ) هي علامة ختم الولاية فيلزم ان تكون شامة النبي صلي الله عليه و آله بلون جلده لانه نبي و هي علامة ختم النبوة قلت فرق بين الحالين و لا فرق بين المحلين و ذلك لان النبي صلي الله عليه و آله ولي و ( و اذ خ ) هو سيد الاولياء و انما نال الاولياء ولايتهم بواسطته لانه سبحانه نصبه من جميع الخلق اجمعين و بعد كونه وليا بثمانينالف سنة كان نبيا فظهر فيه خاتم النبوة و علامة ختمها علي غير لون جلده و لو لميكن وليا لماظهرت الشامة علي خلاف جلده لكنه ولي و نبي بلي ( بل ظ ) نبي و ولي ( لان كل نبي ولي خ ) و لاتجوز النبوة بغير ولاية و لان شامته صلي الله عليه و آله للنبوة و هو و ان كان في الحقيقة نبيا لكنه في الحقيقة و قبل تحقق النبوة ولي
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 358 *»
فكان تلك الشامة علامة للصفة العارضة و العارض علي غير لون الذاتي فافهم و قوله له اسمان اسم يخفي و اسم يعلن ( قد خ ) تقدم الكلام فيه و قوله و هم يتزاورون في قبورهم يراد منه ان ارواحهم الملابسة للاجسام اللطيفة في قوالبها المثالية يزور بعضهم بعضا في مواضع حفرهم لان هؤلاء في الغالب ليسوا من الذين لهم برزخ لانهم ليسوا ممن محض الايمان محضا و الا لكروا معه الا ان يكونوا من اهل زمان من قبله من الائمة عليهم السلام فانهم قد لايكرون معه لكنهم يتزاورون في قبورهم و يفرحون بخروجه و يكر كل واحد منهم مع كرة امام زمانه كما يحشر يوم القيمة معه و في غيبة الطوسي عن جابر الجعفي قال سمعت اباجعفر عليه السلام يقول سئل عمر بن الخطاب اميرالمؤمنين صلوات الله عليه فقال اخبرني عن المهدي ما اسمه قال لا فان حبيبي عهد الي الااحدث باسمه حتي يبعثه قال فاخبرني عن صفته قال هو شاب مربوع حسن الوجه حسن الشعر يسيل شعره علي منكبيه و نور وجهه يعلو سواد لحيته و رأسه بابي ابن خيرة الاماء و في ارشاد المفيد عن عبدالرحيم القصير قال قلت لابيجعفر عليه السلام قال اميرالمؤمنين (ع) بابي ابن خيرة الاماء اهي فاطمة قال فاطمة عليها السلام قال المبدح بطنه المشرب حمرة رحم الله فلانا و في غيبة النعماني بسنده عن حمران قال قلت لابيجعفر عليه السلام جعلت فداك اني قد دخلت المدينة و في حقوي هميان فيه الف دينار و قد اعطيت الله عهدا انني انقصها ببابك دينارا دينارا او ( و خ ) تجيبني فيما اسئلك عنه فقال يا حمران سل تجب و لاتنقص دنانيرك فقلت سألت ( سألتك خ ) بقرابتك من رسول الله صلي الله عليه و آله انت صاحب الامر و القائم به قال لا قلت فمن هو بابي انت و امي فقال ذلك المشرب حمرة الغائر العينين المشرف الحاجبين عريض ما بين المنكبين برأسه حزاز و بوجهه اثر رحم الله موسي ، اقول الغائر العينين الذي ليس حدقتا عينيه بارزتين زائدا علي اكثر الناس او كاكثر الناس بل هما الي الدخول تحت الحاجبين اكثر و هذا في الغالب من الناس صفة صاحب الدهي و قوله المشرف الحاجبين اي في وسطهما ارتفاع و هو علة غور العين كما تقدم و قوله حزاز قال
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 359 *»
في العوالم الحزاز ما يكون في الشعر مثل النخالة و قوله عليه السلام رحم الله موسي يحتمل انه لما ذكر له حمران و اقسم عليه هل هو القائم ام لا بين اني لست بذلك و لقد توهم قوم يعني بهم الواقفية ان موسي عليه السلام هو القائم عليه السلام فاشار الي ذكر ذلك بالرحم ( بالترحم خ ) عليه او ترحم عليه ردا علي الواقفية حيث ذهبوا الي انه القائم عليه السلام و انه حي لميمت حتي يملأ الارض قسطا و عدلا او انه قال رحم الله فلانا كما يأتي في الحديث الاتي فقال الواقفية عني موسي و الترحم عليه الدعاء بتعجيل الفرج و فيه عن حمران بن اعين قال سألت اباجعفر عليه السلام فقلت انت القائم قال قد ولدني رسول الله صلي الله عليه و آله و اني للطالب ( لطالب خ ) بالدم يفعل الله ما يشاء ثم اعدت عليه فقال قد عرفت حيث تذهب صاحبك المدبح ( المدمج خ ) البطن ثم الحزاز برأسه ابن الاوراع رحم الله فلانا ، اقول قوله المدبج ( المدمج خ ) البطن المستوي بطنه بصدره و قوله الحزاز برأسه كما تقدم و يأتي و المراد بها و الله اعلم القوبي لانه علامة له في رأسه كما يأتي و قوله ابن الاوراع بالواو ثم الراء المهملة ثم الالف و اخره عين جمع ورع اي انه ابن الورعين الزاهدين او ان الورع بمعني الجبان و الضعيف يعني ان صاحبك الشجاع و القوي و هو ابن الجبناء و الضعفاء كناية عن خوفهم عليهم السلام و استيلاء اعدائهم عليهم و صاحبك ليس كابائه و في بعض النسخ الارواع بتقديم الراء علي الواو جمع اروع اي الذي يعجبك بحسنه و منظره او بشجاعته او انه جمع روع بمعني الخوف كالمعني الاول و فيه بسنده عن محمد بن عصام عن وهب بن حفص عن ابيبصير قال قال ابوجعفر عليه السلام او ابوعبدالله عليه السلام الشك من ابنعصام يا ابامحمد بالقائم ( للقائم خ ) علامتان شامة في رأسه و هو داء الحزاز برأسه و شامة بين كتفيه من الجانب الايسر تحت كتفيه ورقة مثل ورقة الاس ابن ستة و ابن خير الاماء ، اقول لعل الشامة التي بين كتفيه من الجانب الايسر هي التي علي شبه شامة رسول الله صلي الله عليه و آله و انما قال من الجانب الايسر لان علامة استخلاف النبوة تحت علامة استخلاف الولاية لان استخلاف
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 360 *»
النبوة وكالة و استخلاف الولاية ولاية و قوله مثل ورقة الاس يشار به الي ان علامة استخلاص النبوة ناظرة الي الجهة العلياء اي جهة علامة استخلاف الولاية لانها في الرأس و اما كونها علي هذه الهيئة لان الجهة السفلي اغلظ و الجهة العليا الطف فاذا جذبتها العليا او هي طلبت العليا امتدت علي هذه الهيئة و قد برهنا علي وجه هذا في بعض رسائلنا و قوله ابن ستة يحتمل ان يراد منه ستة اعوام لان اباه عليه السلام مات و هو داخل في السادسة علي رواية او ان السادسة تمت علي اخري او يراد به انه ابن سادات اسماؤهم ستة و هي محمد و علي و الحسين و جعفر و موسي و الحسن فيدخل في اسم محمد (ص) الباقر و الجواد و في اسم علي عليه السلام السجاد و الرضا و الهادي و لميحصل هذا في غيره من الائمة عليهم السلام و يحتمل ان يكون قوله ابن ستة بمعني ابن سيدة الاماء لانه قد يستعمل ستة بمعني سيدة اما انه لغة في معني سيدة او تخفيف كما خففوا اي شئ فقالوا ايش او انه لفظ مولد و استعملوه فيها اما الاستعمال فلا اشكال فيه و انما الاشكال في انه لغة او مخفف سيدة او مولد و في القاموس و ستي للمرأة اي يا ست جهاني او لحن و الصواب سيدتي و ربما يدل علي هذا ما في غيبة النعماني بسنده عن زيد بن حازم قال خرجت من الكوفة فلما قدمت المدينة دخلت علي ابيعبدالله عليه السلام فسلمت عليه فسألني هل صاحبك احد فقلت نعم فقال اكنتم تتكلمون قلت نعم صحبني رجل من المعتزلة قال فما كان يقول قلت كان يزعم ان محمد بن عبدالله بن الحسن يرجي هو القائم عليه السلام و الدليل علي ذلك اسمه اسم النبي صلي الله عليه و آله و اسم ابيه اسم اسم اب النبي صلي الله عليه و آله فقلت له في الجواب ان كنت تأخذ في الاسماء فهو ذا في ولد الحسين عليه السلام محمد بن عبدالله بن علي فقال لي ان هذا ابن امة يعني محمد بن عبدالله بن علي و هذا ابن مهيرة يعني محمد بن عبدالله بن الحسن فقال لي ابوعبدالله عليه السلام فما رددت عليه قلت ماكان عندي شئ ارد عليه فقال لو تعلمون انه ابن ستة يعني القائم عليه السلام ، اقول فقوله ( قوله خ ) عليه السلام لو تعلمون انه ابن ستة جواب لو محذوف اي
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 361 *»
لو رددتم ( لرددتم خ ) عليه يعني بان قلتم ان القائم عليه السلام ابن امة كما قال ( قاله خ ) اميرالمؤمنين عليه السلام في قوله بابي ابن خيرة الاماء فدل علي ان المراد بستة ستة الاماء اي سيدتهن لان جوابه عليه السلام في مقام ذكر الحرة و الامة و يحتمل ان المراد انه ابن ستة من الائمة عليهم السلام باعتبار الاسماء كما مر و محمد بن عبدالله لميكن كذلك الا ان الاول قريب للقرينة و عليه فيحمل الواو في الحديث علي التفسير فلايحمل علي اقتضاء المغايرة و الله سبحانه و هم عليهم السلام اعلم و في بصائرالدرجات بسنده عن ابيبصير عن ابيعبدالله عليه السلام قال قلت جعلت فداك اني سمعت اباك و هو يقول ان القائم عليه السلام واسع القدر مترسل المنكبين عريض ما بينهما فقال يا ابامحمد ان ابي لبس درع رسول الله صلي الله عليه و آله و كانت تسحب علي الارض و اني لبستها فكانت و كانت و انها تكون في ( من خ ) القائم عليه السلام كما كانت من رسول ( لرسول خ ) الله صلي الله عليه و آله مشمرة كأنه يرفع نطاقها بحلقتين و ليس صاحب هذا الامر من جاز الاربعين ، قوله مترسل المنكبين اي منبسطهما و قوله فكانت و كانت قال في العوالم اي كانت قريبة من الاستواء و التقدير كانت مستوية و كانت زائدة ، اقول و الظاهر ان المراد فكانت تسحب ايضا و كانت زائدة و كانت واسعة و امثال ذلك من عدم الاعتدال و الموافقة لان موافقتها لمن لبسها منهم صلي الله عليهم علامة القيام بامر الله ( تعالي خ ) حتي يرضي يعني انها كما كانت علي ابي من عدم الاستواء و زيادة و تكرير كانت لتعديد جهات المخالفة و قوله ( و انها خ ) تكون من القائم عليه السلام كما كانت من رسول الله صلي الله عليه و آله يعني انها علي القائم عليه السلام اذا لبسها مثل ما هي علي رسول الله صلي الله عليه و آله من الاستواء و الموافقة و قوله مشمرة اي مرتفعة اذيالها عن الارض و المراد بنطاقها ما يرسل قدامها و المعني انها ( بانها خ ) كانت قصيرة عليه بحسبه ( بحسبه بحيث خ ) يظن الناظر انه رفع بنطاقها ( نطاقها خ ) و شدها علي وسطها بحلقتين و في بعض النسخ و كانت و لعل المعني انه عليه السلام يعني القائم عليه السلام يشدها لسهولة الحركات لا
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 362 *»
لطولها و يحتمل ان يكون المراد بالنطاق المنطقة التي تشد فوق الدرع و قوله من جاز الاربعين قال في العوالم اي في صورة صاحب هذا الامر يري دائما في سن الاربعين و لايؤثر فيه الشيب و لايغيره اقول يعني انه في سن الاربعين لاتتوهم فيه نفوس الجهال عدم العلم و الحلم و العقل و يحتمل ان يكون المراد ان من تجاوز سن الاربعين يكون شيخا لايقوم باعباء الامر و انما صاحب هذا الامر من يظهر شابا قويا في بدنه علي معالجة الامور الشديدة .
فصل في ذكر قوته و قوة اصحابه و في معني اولي القوة و في علة غيبته عليه السلام ، في حليةالابرار بسنده عن الريان بن الصلت قال قلت للرضا عليه السلام انت صاحب هذا الامر فقال انا صاحب هذا الامر و لكني لست بالذي املأها عدلا كما ملئت جورا و كيف اكون ذلك علي ما تري من ضعف بدني و ان القائم هو الذي اذا خرج كان في سن الشيوخ و منظر الشباب ( الشاب خ ) قوي في بدنه حتي لو مد يده الي اعظم شجرة علي وجه الارض لقلعها و لو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها يكون معه عصي موسي عليه السلام و خاتم سليمان عليه السلام ذلك الرابع من ولدي يغيبه الله في سره ما شاء ثم يظهره فيملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما و فيه عن ابيبصير قال سأل رجل من اهل الكوفة اباعبدالله عليه السلام كم يخرج مع القائم عليه السلام فانهم يقولون انه يخرج مثل عدة اهل ( اصحاب خ ) بدر ثلثمائة و ثلاثةعشر رجلا قال مايخرج الا في اولي قوة و مايكون اولوا القوة اقل من عشرةالاف و في نسخة اخري و مايكون اولوا القوة الا عشرة الاف و فيه عن ابيبصير قال قال ابوعبدالله عليه السلام ماكان قول لوط عليه السلام لقومه لو ان لي بكم قوة او اوي الي ركن شديد الا تمنيا لقوة القائم عليه السلام و لا ذكر ركن الا شدة اصحابه فان الرجل منهم يعطي قوة اربعين رجلا و ان قلبه لاشد من زبر الحديد و لو مروا بجبال الحديد لقطعوها لايكفون سيوفهم حتي يرضي الله عزوجل و فيه عن ابان بن تغلب الكلبي قال قال ابوعبدالله عليه السلام في حديث يذكر فيه القائم عليه السلام اذا خرج قال عليه السلام و وضع الله يده علي رؤس
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 363 *»
العباد فلايبقي مؤمن الا صار قلبه اشد من زبر الحديد و اعطي قوة اربعين رجلا و فيه عن ابنابيعمير عمن ذكره عن ابيعبدالله عليه السلام قال قلت له ما بال اميرالمؤمنين عليه السلام لميقاتل فلانا و فلانا و فلانا قال لايات في كتاب الله عزوجل لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا اليما قال قلت و ما يعني بتزايلهم قال ودايع مؤمنين في اصلاب قوم كافرين و كذلك القائم عليه السلام لنيظهر ابدا حتي تخرج ودائع الله عزوجل فاذا خرجت ظهر في اعداء الله فقتلهم و فيه عن ابراهيم الكرخي قال قلت لابيعبدالله عليهالسلام او قال له رجل اصلحك الله الميكن علي عليه السلام قويا في دين الله عزوجل قال بلي قلت كيف ظهر عليه القوم و لميمنعهم و كيف لميدفعهم و ما منعه من ذلك قال اية في كتاب الله عزوجل منعته قال قلت و اي اية قال قوله لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا اليما انه كان لله عزوجل ودائع مؤمنون في اصلاب قوم كافرين و منافقين فلميكن علي عليه السلام ليقتل الاباء حتي تخرج الودائع فلما خرج الودائع ظهر علي من ظهر و كذلك قائمنا اهل البيت لنيظهر ابدا حتي تظهر ودائع الله عزوجل فاذا ظهرت يظهر علي من ظهر فقتله ، اقول قوله عليه السلام في الحديثين ودائع مؤمنين (مؤمنون خ) يريد (به خ) انه اذا خرج علي الاعداء الذين يحاربونه فان قتلهم فقد قتل من في اصلابهم من المؤمنين الذين لميخرجوا عليه و ان لميقتل من في صلبه الوديعة المؤمنة قتلوه كما كان يوم كربلاء و الاشارة الي ذلك ان الله سبحانه خلق شجرة في الجنة اسمها المزن يقع منها قطرات علي البقول و الثمار و ساير النباتات فمااكل من تلك البقول او ( و خ ) الثمار مما فيه قطرة مؤمن او كافر الا اخرج الله من صلبه مؤمنا و بالعكس شجرة الزقوم في سجين نابتة في طينة خبال علي العكس فلما كان اعداؤه من المنافقين و المشركين و الكافرين في اصلابهم نطف مؤمنة طاهرة لميخرج لانه ان ( خرج و خ ) قتلهم قتل شيعته و ان لميقتلهم قتلوه فهو دائما ينظر بنور الله و التوسم في اصلاب الخلايق فاذا تزيلوا كما كان من ( في خ ) قوم نوح و موسي و غيرهما ( خرج خ ) فقتل من قاتله و لمتصبه هو و لا
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 364 *»
انصاره معرة و هذا هو المراد من خوفه عليه السلام من القتل الذي عناه ابوعبدالله عليه السلام في قوله لا بد للغلام من غيبة قال السائل و لم قال يخاف و اومي بيده الي بطنه يعني القتل الحديث ، و عن زرارة عن ابيعبدالله عليه السلام قال ان للقائم عليه السلام غيبة قبل قيامه قلت و لم قال يخاف علي نفسه الذبح و فيه عن عبدالله بن الفضل الهاشمي قال سمعت الصادق جعفر بن محمد عليه السلام يقول ان لصاحب هذا الامر غيبة لابد منها يرتاب فيها كل مبطل قلت له و لم جعلت فداك قال لامر لميؤذن لنا في كشفه لكم قلت فما وجه الحكمة في غيبته قال وجه الحكمة في غيبته الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج الله تعالي ذكره و وجه الحكمة في ذلك لاينكشف الا بعد ظهوره كما لاينكشف وجه الحكمة فيما اتاه الخضر عليه السلام من خرق السفينة و قتل الغلام و اقامة الجدار لموسي عليه السلام الا وقت افتراقهما يا ابنالفضل ان هذا الامر امر من امر الله عزوجل و سر من سر الله و غيب من غيب الله و متي علمنا انه عز و جل حكيم صدقنا بان افعاله كلها حكمة و ان كان وجهها غير منكشف لنا ، اقول قوله عليه السلام لامر لميؤذن لنا في كشفه لكم يريد منه و الله سبحانه و تعالي و رسوله و حججه عليه و عليهم السلام اعلم لميؤذن في كشفه لمثلك من الضعفاء من شيعتنا ممن لايحتملونه لانه صعب مستصعب و لاعدائنا لئلايزدادوا بكشفه لهم عتوا و نفورا و عماية و جهلا و الا فانهم قد كشفوه في احاديثهم لشيعتهم الذين يحتملونه و ذلك الامر هو مركب من اسباب منها ما سمعت في بيان لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا اليما و هذا اعظمها و اقواها ركنا و منها جري الاشياء في جعل التقدير علي الاقتضاءات الطبيعية فلا بد للاشياء اذا جرت علي ما تقتضيه ان يجري اللاحق علي طريق جري السابق كما قال تعالي و لنتجد لسنة الله تبديلا و قال ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سبق و ان يعودوا فقد مضت سنة الاولين و منها الاختبار و الابتلاء اللذين بهما يميز الله الخبيث من الطيب كما قال الله ام حسبتم ان تتركوا و لمايعلم الله الذين جاهدوا منكم ، ام حسبتم ان تدخلوا الجنة و لمايأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء و
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 365 *»
الضراء ، الم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا و هم لايفتنون و قول اميرالمؤمنين صلوات الله عليه لتبلبلن بلبلة و لتغربلن غربلة و لتساطن سوط القدر حتي يعود اعلاكم اسفلكم و اسفلكم اعلاكم الحديث ، و منها اعطاء الله عزوجل عباده المؤمنين جزيل منحه و مواهبه علي ما سبب لهم من الايمان بالغيب و التصديق له و لكتبه و رسله و اوليائه و منها سر القدر في الاختبار و الابتلاء الذي لاينبغي كشفه او لايدرك تبيينه الا اجمالا او بتطويل طويل و فيه عن زرارة قال سمعت اباعبدالله عليه السلام ان للقائم عليه السلام غيبة قبل ان يقوم فقلت و لم قال يخاف و اومي بيده الي بطنه ثم قال يا زرارة و هو المنتظر و هو الذي يشك في ولادته فمنهم من يقول مات ابوه فلا خلف و منهم من يقول ولد قبل وفاة ابيه بسنتين و هو المنتظر ان الله يحب ان يمتحن قلوب الشيعة فعند ذلك يرتاب المبطلون يا زرارة قلت له جعلت فداك ان ادركت ذلك الزمان اي شئ اعمل فقال يا زرارة من ادرك ذلك الزمان فليدع بهذا الدعاء اللهم عرفني نفسك فانك ان لمتعرفني نفسك لماعرف نبيك اللهم عرفني رسولك فانك ان لمتعرفني رسولك لماعرف حجتك اللهم عرفني حجتك فانك ان لمتعرفني حجتك ضللت عن ديني ثم قال يا زرارة لابد من قتل غلام بالمدينة قلت جعلت فداك أوليس الذي يقتله جيش السفياني فقال لا و لكن يقتله جيش بنيسفيان يخرج حتي يدخل المدينة فلايدري الناس في اي شئ جاء فيأخذ الغلام فيقتله فاذا قتله بغيا و عدوانا لميمهلهم الله فعند ذلك فتوقعوا الفرج ، اقول هذا الغلام هو النفس الزكية و لميمهلهم الله الا خمسعشرة ليلة .
فصل في انه عليه السلام يحضر الموسم فيقبل حجهم اذا حضر و لايحضرهم ابليس ، في حليةالابرار عن عبيد بن زرارة قال سمعت اباعبدالله عليه السلام يقول يفقد الناس امامهم فيشهد الموسم فيراهم و لايرونه و فيه عن عبيد بن زرارة قال سمعت اباعبدالله عليه السلام يقول يفقد الناس امامهم فيشهد الموسم فيراهم و لايرونه و فيه عن عبيد بن زرارة عن ابيعبدالله عليه السلام قال للقائم غيبتان يشهد في احديهما الموسم يري الناس و لايرونه ، اقول
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 366 *»
يحتمل ان يراد بالغيبة التي يشهد فيها الموسم الغيبة الصغري و هذا في الظاهر ظاهر الا ان فيه اشكالا و هو انه عليه السلام لميحتجب في الغيبة الصغري عن كل احد بل كثيرا ما يراه بعض شيعته الا ان يحمل علي ان العامة لايرونه او علي ان هذا جار علي الاغلب و ايضا يفهم منه ان في الثانية لايشهد الموسم او يشهد و لكنهم لايرونه او يرونه و لايشهد كما هو مقتضي الحصر العقلي و كل هذه لاتصح و الظاهر ان المفهوم المراد هو انه عليه السلام في الغيبة الكبري فيما بعد منها عن الصغري لايراه احد كما يأتي عنهم عليهم السلام من انه لاتراه عين حتي تراه كل عين و ما نقل من انه رئي في الغيبة الكبري كما نقله كثير فعلي تقدير صحته يحمل علي ما كان قريبا من الغيبة الصغري و اما انه لايحضر الموسم فلا بل يحضر في كل سنة او في اغلب السنين كما قد يفهم من بعض الاخبار بدلالة مفهومه و الذي يخطر بقلبي مما استفدته من اثارهم عليهم السلام انه يحضر الموسم و انه اذا حضر لميحضر ابليس و اذا حضر قبل حج اهل الموسم و لكن ذلك ليس علي اطلاق لفظه بل في بعض مواضع عرفة دون بعض و ما لميحضر فيه يحضره ابليس لانه عليه السلام لايحضر الا مع اوليائه حين طاعتهم و ذكرهم و حينئذ لايحضر ابليس لانه لو حضر احرقه نور ولي الله صلوات الله عليه و علي ابائه الكرام و لايحضر مع اعدائه و لا مع من وافقهم من المحبين فيحضر ابليس فيصيبهم بما يقدر عليه من كل ما يخدش به حجهم و الله سبحانه اعلم و يحتمل ان يكون المراد ( انه خ ) يحضر الموسم عند اوليائه و لايحضر عند اعدائه فيكون المعني في قوله انه عليه السلام يري الناس فيعرفهم و يرونه و لايعرفونه ان الناس هم اعداؤه او اعم من اعدائه و اوليائه و ان ضمير يرونه و لايعرفونه يرجع الي اوليائه كما تشير اليه بعض اثارهم و اما قبول الحج و عدمه و حضور ابليس و عدمه فمبني علي اقباله و ادباره عليه السلام لا علي حضور ( حضوره خ ) الموسم من اصله و عدمه لانه لايترك الحج ابدا و يدل علي حضوره كل سنة ما رواه ابنبابويه بسنده عن عبدالله بن جعفر الحميري عن محمد بن عثمان العمري قال سمعته يقول و ان صاحب هذا الامر يحضر الموسم
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 367 *»
كل سنة فيري الناس فيعرفهم و يرونه و لايعرفونه و عنه قال سألت محمد بن العثمان العمري فقلت له رأيت صاحب هذا الامر فقال نعم و اخر عهدي به عند بيت الله الحرام و هو يقول اللهم انجز لي ما وعدتني و عنه قال سمعت محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه يقول رأيته عليه السلام متعلقا باستار الكعبة في المستجار و هو يقول اللهم انتقم لي من اعدائي و فيه عن ابيعبدالله عليه السلام قال العام الذي لايشهد صاحب هذا الامر الموسم لايقبل من الناس حجهم ، اقول يظهر من هذا انه عليه السلام قد لايحضر في بعض السنين الموسم و الجمع بينه و بين ما تقدم من انه يحضر الموسم كل سنة اما علي مثل ما ذكرنا من التوجيه من انه البتة يحضر عند اوليائه و لايحضر عند اعدائه فلايقبل حجهم او انه يقبل علي اوليائه فيقبل حجهم و لايقبل علي اعدائه فيحضر ابليس فلايقبل حجهم او يحمل قوله في الحديث الاول كل سنة علي الاغلب و الله اعلم .
فصل في نزول عيسي بن مريم عليه السلام و يصلي خلف المهدي عليهالسلام ، في حليةالابرار بسنده الي شهر بن حوشب قال لي الحجاج يا حوشب اية في كتاب الله قد اعيتني فقلت ايها الامير اية اية هي فقال قوله و ان من اهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته والله اني لامر باليهودي و النصراني فتضرب عنقه ثم ارمقه فمااراه يحرك شفتيه حتي يخمد فقلت اصلح الله الامير ليس علي ما اولت فقال كيف هو قال ان عيسي ينزل به قبل يوم القيمة الي الدنيا فلايبقي اهل ملة يهودي و لا غيره الا امن به قبل موته و يصلي خلف المهدي قال ويحك اني لك هذا و من اين جئت به فقلت حدثني به محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابيطالب عليه السلام فقال جئت بها والله من عين صافية و فيه عن علي بن رباب عن ابيعبدالله عليه السلام في حديث طويل قال فيه فظهر عيسي عليه السلام في ولادته معلنا لدلائله مظهرا لشخصه شاهرا لبراهينه عن مخفي لنفسه لان زمانه كان زمان امكان ظهور كذلك ثم كان له من بعده اوصياء حججا مستعلنين و مستخفين الي وقت ظهور نبينا صلي الله عليه و آله فقال الله عزوجل له في الكتاب مايقال لك الا ما قد قيل للرسل من قبلك ثم قال عزوجل سنة
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 368 *»
من قد ارسلنا من قبلك من رسلنا فكان مما قيل له و لزم من سنة ( سنته خ ) علي ايجاب سنن تقدمه من الرسل اقامة الاوصياء له كاقامة من تقدمه لاوصيائهم فاقام رسول الله صلي الله عليه و آله اوصياءه كذلك و اخبر بكون المهدي عليه السلام خاتم الائمة عليهم السلام و انه يملأ الارض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا فنقلت الامة باجمعها عنه عليه السلام و ان عيسي عليه السلام ينزل في وقت ظهوره و يصلي خلفه و فيه عن الفاضل عمر بن ابراهيم الاوسي في كتابه عن رسول الله صلي الله عليه و آله قال ينزل عيسي بن مريم عليه السلام عند انفجار الصبح ما بين مهرودين و هما ثوبان اصفران من الزعفران ابيض الجسم اصهب الراس افرق الشعر كأن رأسه يقطر دهنا بيده حربة يكسر الصليب و يقتل الخنزير و يهلك الدجال و يقبض اموال القائم عليه السلام و يمشي خلفه اهل الكهف و هو وزير الايمن للقائم عليه السلام و حاجبه و نائبه و يبسط في المغرب و المشرق الامن من كرامة الحجة بن الحسن صلوات الله عليه حتي يرتع الاسد مع الغنم و النمر مع البقر و الذئب و الغنم و تلعب الصبيان بالحيات و يتزوج عيسي بامرأة من غسان حتي يسود وجه من كان يقول ليس من البشر و يروه كيف يأكل و يشرب و ينكح و يؤمر في سبعينالفا منهم اصحاب الكهف و تجمع له الكتب من انطاكية حتي يحكم بين اهل المشرق و المغرب و يحكم بين اهل التورية في توراتهم و اهل الانجيل في انجيلهم و اهل الزبور في زبورهم و اهل الفرقان بفرقانهم فيكشف الله له عن ارم ذات العماد و القصر الذي بناه سليمان بن داود عليهما السلام قرب موته فيأخذ ما بهم من الاموال و يقسمها علي المسلمين و يخرج الله التابوت الذي امر به ارميا ان يرميه في بحيرة طبريا فيه بقية مما ( ما خ ) ترك ال موسي و ال هرون و رضاضة اللوح و عصي موسي و قبا هرون و عشرة اصواع من المن و شرايح السلوي التي ادخروها بنواسرائيل لمن بعدهم فيستفتح بالتابوت المدن كما استفتح به من كان قبله و ينشر الاسلام في المشرق و المغرب و الجنوب و القبلة و ذلك الوقت سنته كالشهر و شهره كالجمعة و جمعته كاليوم و يومه كالساعة و الساعة لا بقاء
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 369 *»
لها ثم تقبل ريح باردة صفراء الين من الحرير مثل المسك فيقبض الله بها روح عيسي بن مريم عليه السلام ، اقول قوله ما بين مهرودين الخ ، اي انه لابس لهما فان اللابس للثياب يكون ما بينها لانها محيطة به و المهرودان ثوبان مصبوغان و اصله المصبوغ بالهرد و هو الكركم او عروقا يصبغ بها و هنا مهرودان اي مصبوغان و هما مصبوغان بالزعفران و قوله وزير الايمن للقائم عليه السلام لعل الوزير الايسر النبي الياس عليه السلام و قوله حتي يسود وجه من كان يقول ليس من البشر يعني انه اذا رءاه قد تزوج بامرأة من غسان و نكح علم بانه ليس بابن الله و لا انه اله تولد من اله كما تزعم النصاري القائلون بثبوت الثالث القديم تعالي الله عما يقولون علوا كبيرا و غسان طائفة ( معروفة خ ) تسمي باسم ابيها غسان بن سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر و هو هود عليه السلام ابن شالخ بن ارفخشد بن سام بن نوح عليه السلام و قوله و شرائح السلوي ، الشرايح جمع شريحة و هي القطعة من اللحم او القديد من لحم الظبا او غيره و المراد ان بنياسرائيل لما كانوا في التيه نزل عليهم المن و السلوي و كانت لهم من المناقب العظيمة فلما ذهبوا الي ارض بيت المقدس ( الارض المقدسة خ ) بقي عندهم شئ من المن قدر عشرة اصوع و شئ من لحوم السلوي و السلوي الطير السمائي و ادخروا تلك الاصوع و الشرائح من جملة اثار الانبياء و لازالت الانبياء و الاوصياء يتوارثونها ( يتوارثونهما خ ) مع ما ذكر من تركات الانبياء الي ان وصلت الي نبينا محمد صلي الله عليه و آله و هي عند الائمة عليهم السلام ( الي ان وصلت خ ) و انتهت المواريث كلها الي صاحب الامر عجل الله فرجه و تلك عنده في السفط او العيبة او الزنفلجة او غيرها و منها عنده في اماكنها اي وقت ارادها فهي حاضرة عنده قوله التابوت الذي امر به ارميا الخ هذا هو التابوت المذكور في القرءان و فيه سكينة من ربكم و بقية مما ترك ال موسي و ال هرون تحمله الملائكة و رماه النبي ارميا عليه السلام في بحيرة طبرية و هي قصبة بالاردن و الاردن بتشديد الدال كورة بالشام ليدخر للقائم عليه السلام عجل الله فرجه و هذا الحديث من طرق العامة و لهذا نسب
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 370 *»
هذه الافاعيل التي يفعلها الحجة عليه السلام الي عيسي بن مريم عليه السلام و قوله و ذلك الوقت سنته كالشهر الخ كناية عن حسنه و اعتداله و ريعه و رفاهيته و ظهور غاية العدل فيه حتي ان السنة عند الشخص كالشهر الخ ، لانه لايحب تقضيها لانها مثال الجنة بل هي من الجنتين المدهامتين كما يأتي ان شاء الله تعالي و ليس المراد انها قصيرة كما قد يتوهم من قوله و ( ان خ ) الساعة لا بقاء لها بل السنة بقدر عشرة سنين من هذه السنين التي نحن فيها لان الله سبحانه يأمر الفلك باللبوث حتي تكون السنة بعشر سنين و يأتي ان شاء الله تعالي و قوله عليه السلام تقبل ريح باردة صفراء الخ ، هذه الريح من الجنة مأمورة ازكي من المسك و العنبر و اليها الاشارة بتأويل قوله تعالي فروح و ريحان و جنة نعيم اما كونها ريحا فلمناسبتها للروح لتجذبها عند الموت بجهة المناسبة و اما كونها باردة فاشارة الي انها من الجنة و اما كونها صفراء فاشارة الي البقاء لان هذا موت بقاء اذ هو مقدمة لبقاء الابد لا انه موت فناء لان الصفرة معلولة علي الحرارة و الرطوبة اللتين هما علة الكون.
فصل في ذكر بعض سيرته تتمة لما مر و يأتي ، في حليةالابرار من غيبة النعماني محمد بن ابراهيم بسنده الي عبدالله بن عطاء المكي عن شيخ من الفقهاء يعني اباعبدالله عليه السلام قال سألته عن سيرة المهدي عليه السلام كيف سيرته فقال يصنع كما يصنع رسول الله صلي الله عليه و آله يهدم ما كان قبله كما هدم رسول الله صلي الله عليه و آله من الجاهلية و يستأنف الاسلام جديدا ، قوله و يستأنف الاسلام جديدا كناية عن ازالة ما احدثه المبدعون في الاسلام و فيه عن زرارة عن ابيجعفر عليه السلام قال قلت له صالح من الصالحين سمه لي اريد القائم عليه السلام قال اسمه اسمي قلت يسير بسيرة محمد صلي الله عليه و آله فقال هيهات هيهات يا زرارة مايسير بسيرته قلت و لم جعلني الله فداك فقال ان رسول الله صلي الله عليه و آله سار في امته بالمن يتألف الناس و القائم عليه السلام يسير بالقتل و لايستتيب احدا ويل لمن ناواه ، اقول قوله هيهات هيهات الخ ، يراد منه انه يسير بسيرة رسول الله صلي الله عليه
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 371 *»
و آله و لكن انما عاملهم رسول الله صلي الله عليه و آله بالمن ليتألفهم لئلايرتدوا عن الاسلام و ليرغب الكفار و المشركون في الاسلام و يقررهم علي الاسلام بالتدريج فانه امرهم بالصلوة ركعتين ثم زاد فيها و لميفرض عليهم الولاية ثم فرضها مع ان الاسلام فرع عليها و غير ذلك و لما عرف عليه السلام من زرارة ان اعتقاده ان ما فعله ( فعل خ ) رسول الله صلي الله عليه و آله هو حقيقة الدين بين عليه السلام له ان الدين الذي اتي به رسول الله صلي الله عليه و آله انما يكمل اذا قام القائم عليه السلام عجل الله فرجه من قوله عز و جل ليظهره علي الدين كله و ذلك عند قيام القائم عليه السلام لان رسول الله صلي الله عليه و آله ترك اشياء كثيرة من دينه لاجل موانع و اسباب من نفوس المكلفين و القائم عليه السلام يقول بحقيقة ذلك الدين الا انه لما كان في زمان دولة الحق بحيث لايكون للباطل دولة ابدا نفي تلك الموانع التي كانت معلولة و محي تلك الاسباب الا ما اقتضته ذات التكليف فلم يسير (يسر ظ) بسيرة رسول الله صلي الله عليه و آله بالتألف ( بالتأليف خ ) و المن و الاستجلاب و التدريج و انما يسير بسيرته بنفس شريعته و حقيقة حلاله و حرامه و فيه عن ابيخديجة عن ابيعبدالله عليه السلام انه قال ( ان عليا عليه السلام قال خ ) قد كان لي ان اقتل المولي و اجيز علي الجريح و لكني تركت ذاك للعاقبة من اصحابي ان اخرجوا لميقتلوا و القائم له ان يقتل المولي و يجيز علي الجريح ، اقول قوله اجيز علي الجريح اي اجهز عليه و معني الحديث كما ذكرنا و فيه بسنده عن الحسن بن هارون بياع الانماط قال كنت عند ابيعبدالله عليه السلام جالسا فسأله المعلي بن خنيس أيسير ( أيسبي خ ) القائم عليه السلام اذا قام بخلاف سيرة علي عليه السلام فقال نعم و ذلك ان عليا سار بالمن و الكف لانه علم ان شيعته سيظهر عليهم من بعده و ان القائم عليه السلام اذا قام سار فيهم بالبسط و السبي و ذلك انه يعلم ان شيعته لنيظهر عليهم من بعده و فيه عن محمد بن مسلم قال سمعت اباجعفر عليه السلام يقول لو يعلم الناس ما يصنع القائم عليه السلام اذا خرج لاحب اكثرهم الايروه مما يقتل من الناس اما انه لايبدء الا بقريش فلايأخذ منها الا السيف و لايقطعها الا
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 372 *»
السيف حتي يقول كثير من الناس ما هذا من آلمحمد صلي الله عليه و آله و لو كان من آلمحمد لرحم ، اقول و لهذا ورد ان اكثر ما يرد عليه المتفقهون لانه يحكم بالحق الذي اراه الله اياه عن علم لا بشهادة شهود حتي ورد انه عجل الله فرجه ليكون الرجل قاعدا في بيته لايعلم احد من الناس ان له ذنبا فيرسل اليه و يقتله فويل لمن ناواه و رد عليه في الدنيا و الاخرة و طوبي لمن سلم له و رد اليه في كل شئ في الدنيا و الاخرة اللهم اعنا علي طاعته و ارزقنا رأفته و رحمته و رضاه انك علي كل شئ قدير و فيه بسنده عن ابيبصير قال قال ابوجعفر عليه السلام يقوم القائم بامر جديد و كتاب جديد علي العرب شديد ليس شأنه الا السيف لايستتيب احدا و لاتأخذه في الله لومة لائم و فيه بسنده عن ابيبصير عن ابيعبدالله عليه السلام قال ما تستعجلون ( يستعجلون خ ) بخروج القائم عليه السلام فوالله ما لباسه الا الغليظ و لا طعامه الا الجشب و ما هو الا السيف و الموت تحت ظل السيف و فيه بسنده عن ابيبصير عن ابيعبدالله عليه السلام انه قال اذا خرج القائم عليه السلام لميكن بينه و بين العرب و قريش الا السيف ما يأخذ منها الا السيف و لايعطيها الا السيف و ما يستعجلون بخروج القائم عليه السلام والله ما لباسه الا الغليظ و لا طعامه الا الشعير الجشب و ما هو الا السيف و الموت تحت ظل السيف و في الكافي بسنده عن ابيبصير عن ابيعبدالله عليه السلام قال ان القائم اذا قام رد البيت الحرام الي اساسه و مسجد الرسول صلي الله عليه و آله الي اساسه و مسجد الكوفة الي اساسه و قال ابوبصير الي موضع التمارين من المسجد .
فصل في ان ما يلقاه القائم عليه السلام اشد مما لقيه ( يلقاه خ ) رسول الله صلي الله عليه و آله من جهال قومه ، في غيبة النعماني محمد بن ابراهيم بسنده عن الفضيل بن يسار قال سمعت اباعبدالله عليه السلام يقول ان قائمنا استقبل من جهال الناس اشد مما استقبله رسول الله صلي الله عليه و آله من جهال الجاهلية قلت و كيف ذاك قال ان رسول الله صلي الله عليه و آله اتي الناس و هم يعبدون الحجارة و الصخور و العيدان و الخشب المنحوتة و ان قائمنا اذا قام اتي الناس و
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 373 *»
كلهم يتأول كتاب الله و يحتج عليه به ثم قال اما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر و القر و فيه عن ابيحمزة الثمالي قال سمعت اباجعفر عليه السلام يقول ان صاحب هذا الامر لو قد ظهر لقي من الناس مثل ما لقي رسول الله صلي الله عليه و آله و اكثر و فيه عن محمد بن ابيحمزة عن ابيعبدالله عليه السلام قال سمعته يقول ان القائم عليه السلام يلقي في حربه ما لميلق رسول الله صلي الله عليه و آله ان رسول الله صلي الله عليه و آله اتاهم و هم يعبدون حجارة منقورة و خشبا منجورة و ان القائم عليه السلام يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله فيقاتلونه عليه و فيه عن ابان بن تغلب قال سمعت اباعبدالله جعفر بن محمد عليه السلام يقول اذا ظهرت راية الحق لعنها اهل الشرق و اهل الغرب اتدري لم ذاك قلت لا قال للذي يلقي الناس من اهل بيته قبل خروجه و فيه عن يعقوب السراج قال سمعت اباعبدالله عليه السلام يقول ثلاثعشرة مدينة و طائفة يحارب القائم عليه السلام اهلها و يحاربونه اهل مكة و اهل المدينة و اهل الشام و بنوامية و اهل البصرة و اهل دستميسان و الاكراد و الاعراب و ضبة و غني و باهلة و ازد البصرة و اهل الري ، اقول قوله و اهل دستميسان دست قرية و ميسان كورة بين البصرة و واسط و ضبة قبيلة من قريش ابوهم ضبة بن ادغم بن مر بن اد بن طابخة بن الياس بن مضر و غني حي من غطفان و غطفان حي من قيس و باهلة قبيلة .
فصل في ذكر اعلام الاحياء و الاموات بقيامه و في ذكر منزله و مسجده و موضع منبره و يراه المؤمن من بعيد في زمانه و ما يعطاه في زمانه و في ذكر نشره راية رسول الله صلي الله عليه و آله اذا قام ، في الاكمال عن عبدالله بن عجلان قال ذكرنا خروج القائم عليه السلام عند ابيعبدالله عليه السلام فقلت له كيف نعلم ذلك فقال يصبح احدكم و تحت رأسه صحيفة مكتوب طاعة معروفة و روي انه يكون في راية المهدي الرفعة لله عز و جل و في نسخة اخري البيعة لله عز و جل و فيه عن سيف بن عميرة قال قال ابوجعفر عليه السلام المؤمن يتخير في قبره فاذا قام القائم عليه السلام فيقال له قد قام صاحبك فان
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 374 *»
احببت ان تلحق به فالحق و ان احببت ان تقيم في كرامة الله فاقم و في الكافي عن ابيالربيع الشامي قال سمعت اباعبدالله عليه السلام يقول ان قائمنا اذا قام مد الله عزوجل لشيعتنا في اسماعهم و ابصارهم حتي لايكون بينهم و بين القائم عليه السلام بريد يكلمهم و يسمعون و ينظرون اليه و هو في مكانه و في الاكمال عن ابان بن تغلب قال قال ابوعبدالله عليه السلام كأني انظر الي القائم عليه السلام علي ظهر النجف فاذا استوي علي ظهر النجف ركب فرسا ادهم ابلق ما بين عينيه شمراخ ثم ينتفض به فرسه فلايبقي احد في بلدة ( بلده خ ) الا و هم يظنون انه معهم في بلادهم و في غيبة النعماني عن حمران بن اعين عن ابيجعفر عليه السلام انه قال كأني بدينكم هذا لايزال موليا يحصص بذنبه لايرده عليكم ( اليكم خ ) الا رجل منا اهل البيت يعطيكم الله في السنة عطائين و يرزقكم في الشهر رزقين و تؤتون الحكمة في زمانه حتي ان المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله عز و جل و سنة رسول الله صلي الله عليه و آله و في التهذيب للشيخ بسنده عن صالح بن ابيالاسود قال قال ابوعبدالله عليه السلام و ذكر مسجد السهلة فقال اما انه منزل صاحبنا اذا قام باهله و في كاملالزيارة عن ابيبكر الحضرمي عن ابيعبدالله (ع) و ابيجعفر عليه السلام قال قلت له اي بقاع الارض افضل بعد حرم الله عزوجل و بعد حرم رسول الله ( رسوله خ ) صلي الله عليه و آله فقال الكوفة يا ابابكر هي الزكية الطاهرة فيها قبور النبيين و المرسلين ( و غير المرسلين خ ) و الاوصياء و الصادقين و فيها مسجد سهيل الذي لميبعث الله نبيا الا و قد صلي فيه و منها يظهر عدل الله و فيها يكون قائمه و القوام من بعده و هي منازل النبيين و الاوصياء و الصالحين و في التهذيب عن ابيبكر الحضرمي عن ابيجعفر الباقر عليه السلام مثله و فيه عن حبة العربي ( العرني خ ) قال خرج اميرالمؤمنين عليه السلام الي الحيرة فقال لتصلن هذه بهذه و اومي بيده الي الحيرة حتي يباع الذراع فيما بينهما بدينارين و ليبنين بالحيرة مسجد له خمسمائة باب يصلي فيه خليفة القائم عليه السلام لان مسجد الكوفة ليضيق عنهم و ليصلين فيه اثنيعشر اماما عدلا قلت يا اميرالمؤمنين و
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 375 *»
يسع مسجد الكوفة هذا الذي تصف الناس يومئذ قال يبني لهم اربع مساجد مسجد الكوفة اصغرها هذا و مسجدان طرفي الكوفة من هذا الجانب و اومي بيده نحو نهر البصريين و العربيين و في الكافي عن ابان بن تغلب قال كنت مع ابيعبدالله عليه السلام فمر بظهر الكوفة فنزل فصلي ركعتين ثم تقدم قليلا فصلي ركعتين ثم سار قليلا فنزل فصلي ركعتين ثم قال هذا قبر اميرالمؤمنين عليه السلام قلت جعلت فداك و الموضعين اللذين صليت فيهما قال هذا موضع رأس الحسين عليه السلام و موضع منزل القائم عليه السلام و في كامل الزيارة و موضع منبر القائم عليه السلام و مثل هذه رواية ابنطاووس عن محمد بن جرير الطبري في مسند فاطمة عليها السلام بسنده عن فرات بن احنف قال كنت مع ابيعبدالله عليه السلام و نحن نريد زيارة اميرالمؤمنين عليه السلام فلما صرنا الي الثوية نزل فصلي ركعتين ( ركعتيه خ ) فقلت يا سيدي ما هذه الصلوة قال هذا موضع منبر القائم عليه السلام احببت ان اشكر الله في هذا الموضع ثم مضي و مضيت معه حتي انتهي الي القائم الذي علي الطريق فنزل فصلي ( و صلي خ ) ركعتين فقلت ما هذه الصلوة قال هيهنا نزل القوم الذين كان معهم رأس الحسين عليه السلام في صندوق فبعث الله عز و جل طيرا فاحتمل الصندوق بما فيه فمر بهم جمال فاخذوا رأسه و جعلوه في الصندوق فحملوه و نزلت و صليت هنا شكرا لله ثم مضي و مضيت معه حتي انتهي الي موضع فنزل و صلي ركعتين و قال هيهنا قبر اميرالمؤمنين عليه السلام اما انه لاتذهب الايام حتي يبعث الله رجلا ممتحنا في نفسه في القتل يبني عليه حصنا فيه سبعون طاقا قال حبيب بن الحسين سمعت هذا الحديث قبل ان يبني علي الموضع شئ ثم ان محمد بن زيد وجه فبني عليه فلمتمض الا ايام حتي امتحن محمد في نفسه بالقتل و في غيبة النعماني عن ابيبصير قال قال ابوعبدالله عليه السلام لايخرج القائم (ع) من مكة حتي يكون مثل الحلقة قلت و كم الحلقة قال عشرةالاف جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره ثم يهز الراية المغلبة و يسير بها فلايبقي احد في المشرق و لا في المغرب الا لحقها ( لعنها خ ) و هي راية رسول الله صلي الله عليه
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 376 *»
و آله نزل بها جبرئيل عليه السلام يوم بدر ثم قال يا ابامحمد ما هي والله لا قطن و لا كتان و لا قز و لا حرير قلت فمن اي شئ هي قال من ورق الجنة نشرها رسول الله صلي الله عليه و آله يوم بدر ثم لفها و دفعها الي علي عليه السلام حتي اذا كان يوم البصرة فنشرها اميرالمؤمنين عليه السلام ففتح الله عليه ثم لفها فهي عندنا لاينشرها احد حتي يقوم القائم عليه السلام فاذا هو قام نشرها لميبق بين المشرق و المغرب احد الا لحقها ( لعنها خ ) و يسير الرعب قدامها شهر و خلفها شهر و عن يمينها شهر و عن يسارها شهر ثم قال يا ابامحمد انه يخرج من ثور غضبان اسفا لغضب الله علي هذا الخلق عليه قميص رسول الله صلي الله عليه و آله الذي كان عليه يوم بدر و عمامته السحاب و درع رسول الله صلي الله عليه و آله السابغة و سيف رسول الله صلي الله عليه و آله ذوالفقار يجرد السيف علي عاتقه ثمانية اشهر هرجا فيبدأ ببنيشيبة فيقطع ايديهم و يعلقها في الكعبة و ينادي مناديه هؤلاء سراق الله ثم يتناول المفقودون من فرشهم و هو قول الله عزوجل فاستبقوا الخيرات اينما تكونوا يأت بكم الله جميعا قال الخيرات الولاية .
فصل في مدة ملكه عليه السلام علي ما ورد عنهم عليهم السلام ، عن ابيسعيد الخدري قال خشينا ان يكون بعد نبينا صلي الله عليه و آله حدث فسألنا نبي الله صلي الله عليه و آله فقال ان في امتي المهدي يخرج يعيش خمسا او سبعا او تسعا زيد الشاك قلنا و ما ذاك قال سنين قال فيجيء اليه الرجل فيقول يا مهدي اعطني قال فيحثي له في ثوبه ما استطاع ان يحمله و عنه ان النبي صلي الله عليه و آله قال يكون في امتي المهدي ان قصر فسبع و الا فتسع تنعم فيه امتي نعمة لمينعموا مثلها قط تؤتي الارض اكلها و لمتدخر منهم شيئا و المال يومئذ كدوس يقوم الرجل فيقول يا مهدي اعطني فيقول خذ و عن امسلمة زوج النبي صلي الله عليه و آله قال يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من اهل المدينة هاربا الي مكة فيأتيه ناس من اهل مكة فيخرجونه و هو كاره فيبايعونه بين الركن و المقام و يبعث اليه بعث الشام فتنخسف بهم البيداء
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 377 *»
بين مكة و المدينة فاذا رأي الناس ذلك اتاه ابدال الشام و عصائب اهل العراق فيبايعونه ثم ينشا رجل من قريش اخواله كلب فيبعث اليهم بعثا فيظهرون عليهم و ذلك بعث كلب و الخيبة لمن لميشهد غنيمة كلب فيقسم المال و يعمل في الناس بسنة رسول الله صلي الله عليه و آله و يلقي الاسلام بجرانه الي الارض فيلبث سبع سنين ثم يتوفي و يصلي عليه المسلمون ، اقول قوله عليه السلام يعيش خمسا او سبعا او تسعا اعلم ان الروايات في قدر ذلك مختلفة و الاختلاف منهم عليهم السلام اما للابهام او لتجويز البداء فيما لميقع او يحمل الاختلاف علي احوال استقرار الملك او خروجه (ع) ( عليهم خ ) او من جلوسه في مكانه و بعث جنوده و روايات السبعين و التسعين محتمل ( تحمل خ ) علي ان السنة من سنيه عليه السلام بعشر سنين لان الله تعالي يامر الفلك باللبوث و روايات السبع اكثر و روايات التسع ميل العامة اليها اكثر قال ابوداود عن بعضهم عن هشام تسع سنين و قال هذا سياق الحفاظ كالترمذي و ابنماجد ( ابنماجه خ ) القزويني و غيرهما فيظهر من الترجيح رجحان السبع بقدر السبعين كما هو الراجح في نفسي من الاثار و ان الخمس و التسععشرة و الثلثمائة و ثلثةعشرة و غيرها فلها محامل يأتي ذكر بعضها و قوله فيخرج رجل من المدينة هاربا لعل المراد به الحجة عليه السلام علي ما ذكرنا سابقا و يأتي و قوله و يبعث اليه بعث الشام هو عسكر السفياني كما مضي و يأتي و قوله فاذا رأي الناس ذلك و هو خسف البيداء بعسكر السفياني خرج اليه الابدال الاربعون او الثلاثون و سائر انصاره و قوله ثم ينشأ رجل من قريش اخواله كلب هذا هو السفياني عثمان بن عنبسة من ذرية عتبة بن ابيسفيان و امه لعنهم الله من كلب و هم الذين حرضوه علي نكث بيعته للحجة ( بيعة الحجة خ ) عليه السلام بعد ان بايع مسالمة ( سالمة خ ) و راودوه علي الخروج عليه حتي خرج و اخذه اسيرا و ذبحه بيده و قوله و الخيبة لمن لميشهد غنيمة كلب لانه عليه السلام اذا قتل السفياني لعنه الله و قتل جميع اخواله كلب حتي لميبق ( لايبقي خ ) منهم مخبر فعند ذلك يغتنمون اموالهم و يقسمونها فقال عليه السلام و الخيبة لمن لميشهد غنمية (غنيمة ظ) اموالهم و
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 378 *»
في ارشاد المفيد بسنده عن ابيبصير عن ابيجعفر عليه السلام في حديث طويل انه قال اذا قام القائم سار الي الكوفة فيهدم بها اربعة مساجد و لميبق مسجد علي وجه الارض له شرف الا هدمها و جعلها هباء ( حباء خ ، جماء خل ) و وسع الطريق الاعظم و كسر كل جناح خارج في الطريق و ابطل الكنف و الميازيب الي الطرقات فلايترك بدعة الا ازالها و لا سنة الا اقامها و يفتح الصين و قسطنطنية و جبال الديلم فيمكث علي ذلك سبع سنين مقدار كل سنة عشر سنين من سنيكم هذه ثم يفعل الله ما يشاء قال قلت له جعلت فداك فكيف تطول السنون قال يامر الله الفلك باللبوث و قلة الحركة فتطول الايام كذلك السنون قال قلت لهم انهم يقولون لي ( لو خ ) ان الفلك ان تغير فسد قال ذلك قول الزنادقة فاما المسلمون فلا سبيل لهم الي ذلك و قد شق الله القمر لنبيه صلي الله عليه و آله و رد الشمس من قبله ليوشع بن نون و اخبر بطول يوم القيمة و انه كالف سنة مما تعدون اقول روي انه عليه السلام يوسع الطريق الاعظم بان يجعله ستين ذراعا و قوله كيف تطول السنون اجاب عليه السلام بما لايمكنه الانكار له من جهة الالزام و اما الجواب الذوقي فيطول ذكره و لكن له دليل من ادلة الحكمة نشير اليه علي جهة الاجمال فنقول قد ثبت ان الانسان هو العالم الصغير و هو انموذج العالم الكبير فكل ما في الكبير يوجد في الصغير و ما لايوجد في الصغير لايوجد في الكبير قال ( علي خ ) عليه السلام :
اتحسب انك جرم صغير و فيك انطوي العالم الاكبر
و حركة الفلك في السرعة و البطؤ مثل حركة النبض في الانسان فانها في الانسان تختلف عند عروض الصفراء بالسرعة و عند عروض البلغم بالبطؤ و حركة النبض و سائر حركة ( حركات خ ) الانسان تختلف عند الرضا و عند الغضب كذلك حركة الفلك تسرع عند ظلم العباد لظهور اثر الغضب و تبطئ عند العدل و القسط لظهور اثر الرضا عليهم و ليست السرعة و البطؤ في العالمين
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 379 *»
موجبة لفساد المتحرك الا اذا اقتضت هدم البنية و في الاحتجاج عن الحسن بن علي بن ابيطالب عليهما السلام عن ابيه صلوات الله عليهما قال يبعث الله رجلا في اخر الزمان و كلب من الدهر و جهل من الناس يؤيده الله بملائكته و يعصم انصاره و ينصره باياته و يظهره علي الارض حتي يدينوا طوعا و ( او خ ) كرها يملأ الارض قسطا و عدلا و نورا و برهانا يدين له عرض البلاد و طولها لايبقي كافر الا امن و لا طالح الا صلح و تصطلح في ملكه السباع و تخرج الارض نبتها و تنزل السماء بركتها و تظهر له الكنوز يملك ما بين الخافقين اربعين عاما فطوبي لمن ادرك ايامه و سمع كلامه ، اقول لعل الاربعين بعد تسععشرة سنة من خروجه و قبله خروج الحسين عليه السلام لانه في مدة التسععشرة مشارك في الملك من الخارجين عليه حتي يطهر الارض منهم في ضمن تسععشرة سنة و بعد الاربعين و التسععشرة يخرج الحسين عليه السلام و ان كان الحسين عليه السلام صامتا في اخر ملك القائم عليه السلام في احديعشرة سنة الا ان الحسين عليه السلام معه حجة فيكون محض الاختصاص اربعين عاما او من خروج الحسين عليه السلام الي خروج اميرالمؤمنين عليه السلام و هي تسععشرة سنة لانها من مدة ملك القائم عليه السلام في الجملة لان الحسين عليه السلام انما قرر ملكه خروج ابيه و الله اعلم و في تفسير علي بن ابراهيم عن يحيي بن ميسرة الخثعمي عن ابيجعفر عليه السلام قال سمعته يقول عسق عدد ( عداد خ ) سني القائم عليه السلام و قاف جبل محيط بالدنيا من زمرد اخضر فخضرة السماء من ذلك الجبل و علم علي (ع) كله في عسق ، اقول لعل المراد به ان العين سبعون و هي مدة ملكه المطلق و السين ستون هي مدة ملكه وحده تقريبا ثم يخرج الحسين عليه السلام لانه يخرج علي ما في بعض الروايات بعد مضي تسع و خمسين سنة من خروج الحجة عليه السلام و يبقي معه احدعشر سنة ثم يأتي الحجة عليه السلام الموت فيكون ملكه كله سبعين عدد العين و قبيل خروج الحسين (ع) تقريبا ستين عدد السين و القاف لما لميكن مرتبطا بعدد المدة فسره بمعني اخر و اما قوله عليه السلام و علم علي (ع) كله في عسق فالظاهر ان المراد
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 380 *»
منه ان العين اشارة الي عقله عليه السلام و السين اشارة الي نفسه عليه السلام و القاف اشارة الي جسده عليه السلام فالمعاني في العقل و الصور في النفس و الحواس في الحس ( الجسد خ ) و هي مجموع علم الشخص لانها مجموع مدارك علومه و في غيبة الطوسي عن ابيالجارود قال قال ابوجعفر عليه السلام ان القائم عليه السلام يملك ثلثمائة و تسع سنين كما لبث اهل الكهف في كهفهم يملأ الارض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما و يفتح الله له شرق الارض و غربها و يقتل الناس حتي لايبقي الا دين محمد (ص) يسير بسيرة سليمان بن داود عليه السلام تمام الخبر و في غيبة النعماني عن جابر بن يزيد الجعفي قال سمعت اباجعفر محمد ابن علي عليه السلام يقول والله ليمكنن رجلا منا اهل البيت ثلثمائة سنة يزداد تسعا قال فقلت له متي يكون ذلك قال بعد موت القائم عليه السلام قلت له و كم يقوم القائم عليه السلام في عالمه حتي يموت قال تسععشرة سنة من يوم قيامه الي يوم موته ، اقول قوله ان القائم عليه السلام يملك ثلثمائة و تسعين في الاول و قوله ليمكنن رجلا منا اهل البيت ثلثمائة سنة تزداد تسعا في الثاني لعل المراد من هذه المدة هو مدة بقاء مدة اميرالمؤمنين عليه السلام وقت خروجه الاول لنصرة ابنه الحسين عليه السلام و بقائه معه حتي يقتل فانه يخرج بعد موت القائم عليه السلام بثمان سنين فبين خروجه و خروج ابنه الحسين تسععشرة علي ما في بعض الروايات و يمكن حمل الرواية الثلاثمائة و التسع سنين علي مدة خروجه في نصرة ابنه حتي يقتل و لااعلم كيفية قتله و لا من يقتله و لكن سمعت من بعض الناس العارفين انه يضرب علي مفرق رأسه في موضع ضربة ابنملجم لعنه الله تعالي و يمكن الاستدلال علي هذا بما روي عن علي عليه السلام انه سأله ابنالكوا ما ذوالقرنين ( انه خ ) ملك ام نبي فقال عليه السلام ليس بملك و لا نبي و لكن كان عبدا صالحا ضرب علي قرنه في طاعة الله فمات ثم بعثه الله فضرب علي قرنه الايسر فمات فبعثه الله و سمي ذاالقرنين و فيكم مثله فقوله عليه السلام و فيكم مثله يعني نفسه الشريفة عليه السلام ليشعر انه في قتلته الثانية يضرب علي قرنه
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 381 *»
ثم انه عليه السلام يكر بعد ان يقتل مع ابنه الحسين عليهما السلام مرة ثانية كما يأتي يكر مع جميع شيعته ممن محض الايمان محضا و الحسين عليه السلام باق و الي ذلك الاشارة بقوله صلوات الله عليه انا الذي اقتل مرتين و احيي مرتين و لي الكرة بعد الكرة و الرجعة بعد الرجعة كما روي عن ابيعبدالله عليه السلام ان لعلي في الارض كرة مع الحسين عليه السلام الي ان قال ثم كرة مع رسول الله صلي الله عليه و آله و يأتي تمامه ان شاء الله تعالي و في ارشاد المفيد روي عبدالكريم الخثعمي قال قلت لابيعبدالله عليه السلام كم يملك القائم عليه السلام فقال سبع سنين تطول الايام و الليالي حتي تكون السنة من سنيه مقدار عشر سنين من سنيكم فيكون سبعين سنة من سنيكم هذه تمام الخبر ، اقول قد قدمنا ان رواية السبع كل سنة بقدر عشر من سنيكم هو الاكثر في الروايات و ينبغي الحمل عليها علي نحو ما اشرنا اليه و في ارشاد المفيد روي ان مدة دولة القائم عليه السلام تسعةعشر سنة يطول ايامها و شهورها علي ما قدمناه و هذا امر مغيب عنا و انما القي الينا منه ما يفعله الله تعالي بشرط ما يعلمه من المصالح المعلومة جل اسمه فلسنا نقطع علي احد الامرين و ان كانت الرواية بذكر سبع سنين اظهر و اكثر اقول و من اجل شهرتها و كثرتها رجحناها و قال في العوالم في هذا الموضع خاتمة فيها تحقيق اعلم ان الاخبار المختلفة الواردة في ايام ملكه عليه السلام محمول علي جميع مدة ملكه عليه السلام ( بعضها محمول علي جميع مدة ملكه و بعضها علي زمان استقرار دولته خ ) و بعضها علي حساب ما عندنا من السنين و الشهور و بعضها علي سنيه و شهوره الطويلة و الله يعلم بحقايق الامور .
فصل في ذكر حديث المفضل بن عمر و انما اذكره مع طوله و ذكر كثير من معناه فيما ذكرت من الروايات لانه مشتمل علي شئ من علامات القائم عليه السلام و سيرته و صفته و مدة ملكه فهو في الغالب مجمل اكثر الروايات و مفصلها فلكثرة فوائده ذكرته في كتاب الحسين بن حمدان الحصيني ( الحضيني خ ) و كتابه مذكور في كتب الرجال و يشهد لصحته ( بصحته خ ) وجود معانيه و
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 382 *»
اكثر الفاظه في الاحاديث المعتبرة بسنده عن المفضل بن عمر قال سألت سيدي جعفر بن محمد الصادق عليه السلام هل للمأمول المنتظر المهدي عليه السلام من وقت موقت يعلمه الناس فقال حاش لله ان يوقت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا قلت يا سيدي و لم ذاك قال لانه هو الساعة التي قال الله تعالي و يسئلونك عن الساعة ايان مرسيها قل انما علمها عند ربي لايجليها لوقتها الا هو ثقلت في السموات و الارض الاية و هو الساعة التي قال الله تعالي و يسئلونك عن الساعة ايان مرسيها و قال عنده علم الساعة و لميقل انها عند احد و قال ( تعالي خ ) هل ينظرون الا الساعة ان تأتيهم بغتة فقد جاء اشراطها الاية و قال اقتربت الساعة و انشق القمر و قال و ما يدريك لعل الساعة تكون قريبا يستعجل بها الذين لايؤمنون بها و الذين امنوا مشفقون منها و يعلمون انها الحق الا ان الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد قلت فما معني يمارون قال يقولون متي ولد و من رأي و اين ( اني خ ) يكون و متي يظهر و كل ذلك استعجالا ( استعجال خ ) لامر الله و شكا ( شك خ ) في قضائه و دخولا ( دخول خ ) في قدرته اولئك الذين خسروا الدنيا و ان للكافرين لشر ماب قلت أفلايوقت له وقت فقال يا مفضل ما وقت له وقت ان من وقت لمهدينا وقتا فقد شارك الله تعالي في علمه و ادعي انه ظهر علي سره و ما لله من سر الا و قد وقع الي هذا الخلق المتعوس ( المنكوس خ ) الضال عن الله الراغب عن اولياء الله و ما لله من خزانة هي اخص لسره عندهم ( من خير الا و هم اخص به لسره و هو عندهم هي اخص لسره عندهم خ ) اكثر من جهلهم به و انما القي اليهم لتكون الحجة عليهم قال المفضل يا مولاي فكيف في ظهوره عليه السلام قال يظهر من سنة الستين امره و يعلو ( يعلون خ ) ذكره و ينادي باسمه و كنيته و نسبه و يكثر ( ذلك خ ) في افواه المحقين و المبطلين و الموافقين لتلزمهم الحجة بمعرفتهم به علي انا قصصنا ذلك و دللنا عليه و نسبناه و سميناه و كنيناه و قلنا سمي جده رسول الله صلي الله عليه و آله و كنيه لئلايقول الناس ماعرفناه اسما و لا كنية و لا نسبا فوالله ليحقن الافصاح به و باسمه و كنيته علي السنتهم حتي ليسمينه ( ليسميه خ )
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 383 *»
بعضهم لبعض كل ذلك للزوم الحجة لهم و يظهره الله كما وعده جده رسول الله صلي الله عليه و آله في قول الله عزوجل هو الذي ارسل رسوله بالهدي و دين الحق ليظهره علي الدين كله قال هو قوله عزوجل و قاتلوهم حتي لاتكون فتنة و يكون الدين كله لله فوالله يا مفضل ليفقدن الملل و الاديان و الاراء و الاختلاف و يكون الدين كله لله كما قال الله تعالي ان الدين عند الله الاسلام و من يبتغ غير الاسلام دينا فلنيقبل منه و هو في الاخرة من الخاسرين قال المفضل فقلت يا سيدي فالدين الذي اتي به ادم و نوح و ابراهيم و موسي و عيسي و محمد و آله صلي الله عليه و عليهم السلام هو الاسلام قال نعم يا مفضل هو الاسلام لا غير قلت فتجده في كتاب الله تعالي قال نعم من اوله الي اخره و هذه الاية منه ان الدين عند الله الاسلام و قوله جل ثناؤه ملة ابيكم ابراهيم هو سميكم المسلمين و قوله في قصة ابراهيم و اسمعيل و اجعلنا مسلمين لك و من ذريتنا امة مسلمة لك و قوله في قصة فرعون حتي اذا ادركه الغرق قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنواسرائيل و انا من المسلمين و قوله في قصة سليمان و بلقيس حيث يقول ايكم يأتيني بعرشها قبل ان يأتوني مسلمين و قول بلقيس و اسلمت مع سليمان لله رب العالمين و قوله في قصة عيسي و اذ قال عيسي للحواريين من انصاري الي الله قال الحواريون نحن انصار الله امنا بالله و اشهد بانا مسلمون و قوله و له اسلم من في السموات و الارض طوعا و كرها و اليه ترجعون و قوله في قصة لوط فماوجدنا فيها غير بيت من المسلمين و لوط قبل ابراهيم و قوله قولوا امنا بالله و ما انزل الينا الي قوله لانفرق بين احد منهم و نحن له مسلمون قال المفضل يا سيدي كم الملل قال هي اربعة و هي الشرايع قال المفضل يا سيدي المجوس لم سموا المجوس قال لانهم تمجسوا في السريانية و ادعوا علي ادم بن شيث بن ادم و هو هبة الله انه اطلق لهم نكاح الامهات و الاخوات و البنات و الخالات و العمات و المحرمات من النساء و انه امرهم يصلون للشمس حيث وقفت في السماء و لميجعل لصلوتهم وقتا و انما هو افتراء علي الله الكذب و علي ادم و شيث قال المفضل يا سيدي فلم سمي
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 384 *»
قوم موسي اليهود قال يقول ( بقول خ ) الله عنهم قال انا هدنا اليك قال و النصاري قال لقول عيسي يا بنياسرائيل من انصاري الي الله قال الحواريون نحن انصار الله فسموا النصاري لنصرة دين الله قال يا سيدي فلم سمي ( سموا خ ) الصابئون الصابئين قال لانهم صبوا الي تعطيل الانبياء و الرسل و الملل و الشرايع و قالوا كلما جاء به هؤلاء فهو باطل فجحدوا توحيد الله و نبوة الانبياء و رسالة الرسل و وصية الاوصياء و انهم لا شريعة لهم و لا كتاب و لا رسول و هم معطلة العالم قال المفضل سبحان الله ما اجل هذا من علم قال نعم يا مفضل فالقه الي شيعتنا لئلايشكوا في الدين قال المفضل يا سيدي ففي اي بقعة يظهر المهدي قال الصادق عليه السلام لاتراه عين في وقت ظهوره حتي تراه كل عين فمن قال لكم غير هذا فكذبوه قال المفضل يا سيدي و لايري وقت ولادته قال بلي والله انه يري من ساعة ولادته الي ساعة وفاة ابيه سنتين و سبعة اشهر اولها وقت الفجر من ليلة الجمعة لثمان ليال خلون من شعبان في ( من خ ) سنة سبع و خمسين و ماتين الي يوم الجمعة لثمان ليال خلون من شهر ربيعالاول من سنة ستين و ماتين و هو يوم وفاة ابيه من شهره من سنته ( سنة خ ) يري بالمدينة التي تبني بشاطئ دجلة يبنيها ( بنيها خ ) المتكبر الجبار المسمي بابيجعفر الضال الملقب بالمتوكل و هو المتأكل لعنه الله و هي مدينة تدعي بسر من رأي و هي ساء من يري فيراه المؤمن المحق و لايراه المشكك و المنكر المرتاب و ينفذ فيها امره و نهيه و يغيب عنها و يظهر في القصر بصارتا بجانب المدينة بحرم جده رسول الله صلي الله عليه و آله يلقاه بالقصر من يسعده الله بالنظر اليه ثم يغيب في الحرم في اخر يوم من سنة ست و ستين و مائتين و لاتراه عين واحدة حتي تراه كل عين قال المفضل قلت يا سيدي فمن يخاطبه و لمن يخاطب قال تخاطبه الملائكة و المؤمنون من الجن و يخرج امره و نهيه الي ثقاته و وكلائه و يقعد علي بابه محمد بن النصير ( النضير خ ) النميري في يوم غيبته ( غيبة خ ) بصارتا ثم يظهر بمكة والله يا مفضل لكأني انظر اليه و قد دخل مكة و عليه بردة رسول الله صلي الله عليه و آله و علي رأسه
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 385 *»
عمامة صفراء و في رجليه نعلا رسول الله صلي الله عليه و آله المخصوفة و في يده هراوته يسوق بين يديه اعنزا عجافا حتي يقبل بها نحو البيت و ليس من احد يعرفه و يظهر و هو شاب قال المفضل يعود شابا او يظهر في شيبته قال سبحان الله يا مفضل و هل يعزب عليه ان يظهر كيف شاء اذا جاء الامر من الله باسمه قال المفضل يا سيدي فمن اين ظهوره و كيف ظهوره قال يا مفضل يظهر وحده و يأتي البيت وحده و يلج الكعبة وحده و يجن عليه الليل وحده فاذا نامت العيون نزل جبرئيل و ميكائيل و الملائكة صفوفا فيقول له جبرئيل مر يدك علي وجهك فان قولك مقبول و امرك جائز فيمسح يده علي وجهه و يقول الحمد لله الذي صدقنا وعده و اورثنا الارض نتبوء من الجنة حيث نشاء فنعم اجر العاملين فيقف بين الركن و المقام فيصرخ صرخة فيقول معاشر نقبائي و اهل خاصتي الذين ذخرهم الله لظهوري ( لنصرتي خ ) علي من جميع الارض ائتوني طائعين فترد صيحته عليهم جميعهم و هم في محاريبهم و في فرشهم في شرق الارض و غربها يسمعونها كصيحة واحدة في اذن رجل واحد يجيبون جميعهم فلايصير الا كلمح البصر حتي يكونوا بين يديه بين الركن و المقام فيأمر الله عزوجل النور فيكون عمودا من الارض الي السماء فيستضيء به كل مؤمن علي الارض و يدخل عليه نوره في كل افق فتفرح نفوس المؤمنين بذلك النور و هم يعلمون بظهور قائمنا عليه السلام فيصبح بين يديه ثلثمائة و ثلاثةعشر رجلا بعدة اصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله يوم بدر قال المفضل قلت يا سيدي و الاثنان و السبعون رجلا اصحاب ابيعبدالله الحسين عليه السلام يظهرون معهم قال يظهر منهم ابوعبدالله الحسين بن علي عليهما السلام في اثنيعشرالف صديق من شيعته و عليه عمامة سوداء قال المفضل قلت يا سيدي فنفر القائم عليه السلام يبايعون له قبل قيامه قال يا مفضل كل بيعة قبل ظهور القائم عليه السلام فبيعة ( فبيعته خ ) كفر و نفاق و خديعة لعن الله المبايع و المبايع له يا مفضل يسند ظهره الي البيت الحرام و يمد يده المباركة فتري بيضاء من غير سوء فيقول هذه يد الله و يمين الله ثم يتلو هذه الاية ان الذين يبايعونك انما
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 386 *»
يبايعون الله يد الله فوق ايديهم فمن نكث فانما ينكث علي نفسه و من اوفي بما عاهد عليه الله فسيؤتيه اجرا عظيما فيكون اول من يقبل يده جبرئيل عليه السلام ثم يبايعه فتبايعه الملائكة و نجباء الجن ثم النقباء و يصبح الناس بمكة فيقولون من هذا الرجل الذي بجانب الكعبة و ما هذا ( و ما هذا و ما هذا خ ) الخلق الذي معه و ما هذه الاية التي اريناها معه في هذه الليلة و لمنر مثلها فيقول بعضهم لبعض هذا الرجل هو صاحب العنيزات ثم يقول بعضهم لبعض انظروا هل تعرفون احدا ممن معه فيقولون لانعرف احدا منهم الا اربعة من اهل المدينة و هم فلان و فلان و يعدونهم باسمائهم و يكون هذا اول طلوع الشمس في ذلك اليوم فاذا طلعت الشمس و اضاءت صاح صائح بالخلائق من عين الشمس بلسان عربي مبين يسمع من في السموات و الارضين يا معشر الخلائق هذا مهدي من ( مهدي خ ) آلمحمد و يسميه باسم جده رسول الله صلي الله عليه و آله و يكنيه و ينسبه الي ابيه الحسن الحاديعشر الي الحسين بن علي صلوات الله عليهم اجمعين بايعوه تهتدوا و لاتتخلفوا عنه فتضلوا فاول من يلبي نداءه الملائكة ثم الجن ثم النقباء فيقولون سمعنا و اطعنا و لايبقي ذو اذن من الخلائق الا سمع ذلك النداء و تقبل الخلائق من البدو و الحضر و البر و البحر يحدث بعضهم بعضا ( و يستفهم بعضهم بعضا خ ) ما سمعوا باذانهم فاذا دنت الشمس للغروب صرخ صارخ من مغربها يا معشر الخلائق قد ظهر ربكم بوادي اليابس من ارض فلسطين و هو عثمان بن عنبسة الاموي من ولد يزيد بن معوية لعنهم الله فبايعوه تهتدوا و لاتخالفوا عليه فتضلوا فترد عليه الملائكة و الجن و النقباء قوله و يكذبونه و يقولون له سمعنا و عصينا و لايبقي ذو شك و لا مرتاب و لا منافق و لا كافر الا ضل بالنداء الاخير و سيدنا القائم عليه السلام مسند ظهره الي الكعبة و يقول يا معشر الخلائق الا و من اراد ان ينظر الي ادم و شيث فها انا ذا ادم و شيث الا و من اراد ان ينظر الي نوح و الي ولده سام فها انا ذا نوح و سام الا و من اراد ان ينظر الي ابراهيم و اسمعيل فها انا ذا ابراهيم و اسمعيل الا و من اراد ان ينظر الي موسي و يوشع فها انا ذا موسي و يوشع الا و من اراد ان ينظر الي
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 387 *»
عيسي و شمعون فها انا ذا عيسي و شمعون الا و من اراد ان ينظر الي محمد و ( علي خ ) اميرالمؤمنين فها انا ذا محمد و اميرالمؤمنين صلي الله عليهما و آلهما الا و من اراد ان ينظر الي الحسن و الحسين عليهما السلام فها انا ذا الحسن و الحسين عليهما السلام الا و من اراد ان ينظر الي الائمة من ولد الحسين عليه السلام فها انا ذا و يعد (يعدهم خل) واحدا بعد واحد الي الحسين عليه السلام فها انا ذا هم فلينظروا الي (و اجيبوا الي مسألتي فاني انبئكم بما نبئتم به و بما تنبأوا به خ) و ليسألني و اني انبؤا بما نبأوا به و بما لمينبئوا به (فلينظر الي و ليسئلني و اني انبؤ بما نبأوا به و بما لمينبؤا به اجيبوا الي مسئلتي فاني انبئكم بما نبئتم به و بما لمتنبأوا به خ ) الا و من كان يقرء الكتب و الصحف فليسمع مني ثم يبتدئ بالصحف التي انزلها الله علي ادم و شيث عليهما السلام فتقول امة ادم و شيث هبةالله هذه والله الصحف حقا و لقد ارانا ما لمنكن نعلمه فيها و ما كان خفي علينا و ما كان اسقط منها و بدل و حرف ثم يقرء صحف نوح و ابراهيم عليهما السلام و التورية و الانجيل و الزبور ( فيقول اهل التورية خ ) هذه والله صحف نوح و صحف ابراهيم عليهما السلام و ما اسقط منها و بدل و حرف منها هذه والله التورية الجامعة و الزبور التام و الانجيل الكامل و انها اضعاف ما قرأنا منها ثم يتلو القرءان فيقول المسلمون هذا والله القرءان حقا الذي انزله الله علي محمد صلي الله عليه و آله و ما اسقط منه و حرف و بدل ثم تظهر الدابة بين الركن و المقام فتكتب في وجه المؤمن مؤمن و في وجه الكافر كافر ثم يقبل علي القائم عليه السلام رجل وجهه الي قفاه و قفاه الي صدره و يقف بين يديه و يقول يا سيدي انا بشير امرني ملك من الملائكة ان الحق بك و ابشرك بهلاك جيش السفياني بالبيداء فيقول له القائم عليه السلام بين قصتك و قصة اخيك فيقول الرجل كنت و اخي في جيش السفياني و خربنا الدنيا من دمشق الي الزوراء و تركناها جماء و خربنا الكوفة و خربنا المدينة و كسرنا المنبر و راثت
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 388 *»
بغالنا في مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله و خرجنا منها و عددنا زها[2] ثلثمائةالف رجل نريد اخراب ( خراب خ ) البيت و قتل اهله فلما صرنا في البيداء عرسنا[3]بها فصاح بنا صائح يا بيداء ابيدي القوم الظالمين فانفجرت الارض و ابتلعت كل الجيش فوالله مابقي علي وجه الارض عقال ناقة فما سواه غيري و غير اخي فاذا نحن بملك قد ضرب وجوهنا فصارت الي ورائنا كما تري فقال لاخي ويلك يا نذير امض الي الملعون السفياني بدمشق فانذره بظهور المهدي من آلمحمد عليه و عليهم السلام و عرفه ان الله قد اهلك جيشه بالبيداء و قال لي يا بشير الحق بالمهدي بمكة و بشره بهلاك الظالمين و تب علي يديه فانه يقبل توبتك فيمر القائم عليه السلام يده علي وجهه فيرده سويا كما كان و يبايعه و يكون معه قال المفضل و تظهر الملائكة و الجن للناس قال اي والله يا مفضل و يخاطبهم كما يكون الرجل مع حاشيته و اهله قلت يا سيدي و يسيرون معه قال اي والله يا مفضل و لينزلن ارض الهجرة ما بين الكوفة و النجف و عدد اصحابه عليه السلام حينئذ ستة و اربعونالفا من الملائكة و ستةالاف من الجن و في رواية اخري و مثلها من الجن بهم ينصره الله و يفتح علي يديه قال المفضل فما يصنع باهل مكة قال يدعوهم بالحكمة و الموعظة الحسنة فيطيعونه و يستخلف فيهم رجلا من اهل بيته و يخرج يريد المدينة قال المفضل يا سيدي فما يصنع بالبيت قال ينقضه فلايدع منه الا القواعد التي هي اول بيت وضع للناس ببكة في عهد ادم عليه السلام و الذي رفعه ابراهيم و اسمعيل عليهما السلام منها و ان الذي بني بعدها لميبنه نبي و لا وصي ثم يبنيه كما يشاء الله و ليعفين اثار الظالمين بمكة و المدينة و العراق و ساير الاقاليم و ليهدمن مسجد الكوفة و ليبنينه علي بنائه الاول و ليهدمن القصر العتيق ملعون ملعون من بناه قال المفضل يا سيدي يقيم بمكة قال يا مفضل بل يستخلف فيها رجلا من اهله فاذا سار منها وثبوا عليه فيقتلونه فيرجع اليهم فيأتونه مهطعين مقنعي رؤسهم
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 389 *»
يبكون و يتضرعون و يقولون يا مهدي آلمحمد التوبة التوبة فيعظهم و ينذرهم و يحذرهم و يستخلف عليهم خليفة و يسير فيثبون عليه و يقتلونه فيرجع اليهم فيخرجون اليه مجززي النواصي يصيحون و يبكون و يقولون يا مهدي آلمحمد غلبت ( علينا خ ) شقوتنا فاقبل توبتنا و ارحم جيران بيت ربك فيعظهم و ينذرهم و يحذرهم و يستخلف عليهم منهم خليفة فيسير ( و يسير خ ) فيثبون عليه بعده فيقتلونه فيرد اليهم انصاره من الجن و النقباء و يقولون لهم ارجعوا فلاتبقوا ( فلايبقوا خ ) منهم بشرا الا من امن فلولا ان رحمة ربك وسعت كل شئ و انا تلك الرحمة لرجعت اليهم معكم فقد قطع الاعذار بينهم و بين الله و بيني و بينهم فيرجعون اليهم فوالله لايسلم من المائة منهم واحد ( لا خ ) والله و لا من الالف واحد قال المفضل يا سيدي فاين تكون دار المهدي و مجتمع المؤمنين قال دار ملكه الكوفة و مجلس حكمه جامعها و بيت ماله و مقسم غنائم المسلمين مسجد السهلة و موضع خلواته الذكوات البيض من الغريين قال المفضل يا مولاي كل المؤمنين يكونون بالكوفة قال اي والله لايبقي مؤمن الا كان بها او حواليها و ليبلغن مربط الفرس منها الفي درهم اي والله و ليودن اكثر الناس انه اشتري شبرا من ارض السبيع بشبر من ذهب و السبيع[4] خطة من خطط همدان و ليصيرن الكوفة اربعة و خمسين ميلا و ليجاوزن قصورها كربلاء و ليصيرن الله كربلاء معقلا و مقاما تختلف فيه الملائكة و المؤمنون و ليكونن لها شان من الشان و ليكونن بها من البركات ما لو وقف مؤمن و دعا ربه بدعوة لاعطاه بدعوته الواحدة مثل ملك الدنيا الف مرة ثم تنفس ابوعبدالله عليه السلام و قال يا مفضل ان بقاع الارض تفاخرت ففخرت كعبة البيت الحرام علي بقعة كربلاء فاوحي الله اليها ان اسكتي كعبة البيت الحرام و لاتفتخري علي كربلاء فانها البقعة المباركة التي نودي موسي منها من الشجرة و انها الربوة التي اوت اليها مريم و المسيح عليهما السلام و الدالية التي غسل فيها رأس
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 390 *»
الحسين عليه السلام و فيها غسلت مريم عيسي عليهما السلام و اغتسلت من ولادتها و انها خير بقعة عرج رسول الله عيسي (ع) منها وقت غيبته و ليكونن لشيعتنا فيها خيرة الي ظهور قائمنا عليه السلام قال المفضل يا سيدي ثم يسير المهدي الي اين قال عليه السلام الي مدينة جدي رسول الله صلي الله عليه و آله فاذا وردها كان له فيها مقام عجيب يظهر فيه سرور المؤمنين و خزي الكافرين قال المفضل يا سيدي ما هو ذاك قال يرد الي قبر جده صلي الله عليه و آله فيقول يا معشر الخلائق هذا قبر جدي رسول الله صلي الله عليه و آله فيقولون نعم يا مهدي آلمحمد فيقول و من معه في القبر فيقولون صاحباه و ضجيعاه ابوبكر و عمر فيقول و هو اعلم بهما و الخلائق كلهم جميعا يسمعون: من ابوبكر و عمر و كيف دفنا من بين الخلق مع جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و عسي المدفون غيرهما فيقول الناس يا مهدي آلمحمد ما هيهنا غيرهما انها دفنا معه لانهما خليفتا رسول الله صلي الله عليه و آله و ابوا زوجتيه فيقول للخلق بعد ثلاث اخرجوهما من قبريهما فيخرجان غضين طريين لميتغير خلقهما و لميشحب لونهما فيقول هل فيكم من يعرفهما فيقولون نعرفهما بالصفة و ليس ضجيعا جدك غيرهما فيقول هل فيكم احد يقول غير هذا او يشك فيهما فيقولون لا فيؤخر اخراجهما ثلثة ايام ثم ينتشر الخبر في الناس فيفتتن من والاهما بذلك الحديث و يجتمع الناس و يحضر المهدي و يكشف الجدران عن القبرين و يقول للنقباء ابحثوا عنهما و انبشوهما فيبحثون بايديهم حتي يصلوا اليهما فيخرجان غضين طريين كصورتهما فيكشف عنهما اكفانهما و يأمر برفعهما علي دوحة يابسة نخرة فيصلبهما عليها فتحيي الشجرة و تورق و تونع و يطول فرعها فيقول المرتابون من اهل ولايتهما هذا والله الشرف حقا و لقد فزنا بمحبتهما و ولايتهما و يحشر من اخفي نفسه ممن في نفسه مقياس حبة من محبتهما و ولايتهما فيحضرونهما و يرونهما و يفتتنون بهما و ينادي منادي المهدي عليه السلام كل من احب صاحبي رسول الله صلي الله عليه و آله و ضجيعيه فليفرد جانبا فيتجزء ( فيجزء خ ) الخلق جزئين احدهما موال لهما و الاخر
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 391 *»
متبرئ منهما فيعرض المهدي عليه السلام علي اوليائهما البرائة منهما فيقولون يا مهدي ال رسول الله صلي الله عليه و آله نحن لمنبرأ منهما و لسنا نعلم ان لهما عند الله و عندك هذه المنزلة و هذا الذي بدا لنا من فضلهما انتبرأ منهما و قد رأينا منهما ما رأينا في هذا الوقت من نضارتهما و غضاضتهما و حيوة الشجرة منهما ( بهما خ ) والله نبرأ منك و ممن امن بك و ممن لايؤمن بهما و ممن صلبهما و اخرجهما و فعل بهما ما فعل فيأمر المهدي عليه السلام ريحا سوداء فتهب عليهم فتجعلهم كاعجاز نخل خاوية ثم يأمر بانزالهما فينزلان اليه فيحييهما باذن الله تعالي و يأمر الخلائق بالاجتماع ثم يقص عليهم ( يقتص عنهم خ ) قصص افعالهما في كل كور و دور حتي يقص ( يقتص خ ) عليهم قتل هابيل ابن ادم و جمع النار لابراهيم عليه السلام و طرح يوسف في الجب و حبس يونس عليه السلام في الحوت و قتل يحيي و صلب عيسي و عذاب جرجيس و دانيال عليهما السلام و ضرب سلمان الفارسي و اشعال ( اشتعال خ ) النار علي باب اميرالمؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام لاحراقهم بها و ضرب يد الصديقة الكبري فاطمة بالسوط و رفس بطنها و اسقاطها محسنا و سم الحسن و قتل الحسين عليهم السلام و ذبح اطفاله و بني عمه و انصاره و سبي ذراري رسول الله صلي الله عليه و آله و اراقة دماء آلمحمد صلي الله عليه و آله و عليهم و كل دم سفك و كل فرج نكح حراما و كل ربي و خبث و فاحشة و اثم و ظلم و جور و غشم منذ عهد ادم عليه السلام الي وقت قيام قائمنا عليه السلام كل ذلك يعدده عليهما و يلزمهما اياه فيعترفان به ثم يأمر بهما فيقتص منهما في ذلك الوقت مظالم من حضر ثم يصلبهما علي الشجرة ثم يأمر نارا تخرج من الارض فتحرقهما و الشجرة ثم يأمر ريحا فتنسفهما في اليم نسفا قال المفضل يا سيدي و ذلك اخر عذابهما قال يا مفضل هيهات ليردن و ليحضرن السيد الاكبر محمد رسول الله صلي الله عليه و آله و الصديق الاكبر اميرالمؤمنين عليه السلام و فاطمة ( الزهراء خ ) و الحسن و الحسين و الائمة امام بعد امام عليهم السلام و كل من محض الايمان ( محضا خ ) و ليقتص ( ليقتصن خ ) منهما لجميعهم حتي انهما
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 392 *»
ليقتلان في كل يوم و ليلة الف قتلة و يردان الي ما شاء ربهما ثم يسير المهدي عليه السلام الي الكوفة و ينزل ما بين الكوفة و النجف و عنده اصحابه ( في ذلك اليوم خ ) ستة و اربعونالفا من الملائكة و مثلها الاف من الجن و النقباء ثلثمائة و ثلاثةعشر نفسا ( نقيبا خ ) قال المفضل يا سيدي كيف تكون الزوراء دار الفاسقين في ذلك اليوم ( الوقت خ ) قال في لعنة الله و سخطه تخربها الفتن و تتركها جماء فالويل لها و لمن بها كل الويل من الرايات الصفر ( و خ ) رايات المغرب و من كلب الجزيرة و من الرايات التي تسير اليها من كل قريب او بعيد والله لينزلن بها من صنوف العذاب ما ينزل بسائر الامم المتمردة من اول الدهر الي اخره و لينزلن بها من العذاب ما لا عين رأت و لا اذن سمعت بمثله و لايكون طوفان اهلها الا بالسيف فالويل لمن اتخذها مسكنا يبقي بشقائه و الخارج منها برحمة الله والله يا مفضل ليصيرن اهلها حتي يقال انها هي الدنيا و ان دورها و قصورها هي الجنة و ان بناتها حور ( الحور خ ) العين و ان ولدانها هم الولدان و ليظنن الناس ان الله لميقسم رزق العباد الا بها و ليظهرن فيها من الافتراء علي الله و علي رسوله صلي الله عليه و آله و الحكم بغير كتابه و من شهادة الزور و شرب الخمور و الفجور و اكل السحت و سفك الدماء ما لايكون في الدنيا كلها الا دونه ثم ليخربها الله بتلك الفتن و تلك الرايات حتي ليمر عليها المار فيقول هيهنا كانت الزوراء ثم يخرج الحسني الفتي الصبيح الذي نحو الديلم يصيح بصوت له فصيح ( فيصيح خل ) يا ال احمد اجيبوا الملهوف و المنادي من حول الضريح فتجيبه كنوز الله بالطالقان كنوز و اي كنوز ليست من فضة و لا ذهب بل هي رجال كزبر الحديد علي البراذين الشهب بايديهم الحراب و لميزل يقتل الظلمة حتي يرد الكوفة و قد صفي اكثر الارض فيجعلها له معقلا فيتصل به و باصحابه خبر المهدي عليه السلام و يقولون يا ابن رسول الله صلي الله عليه و آله من هذا الذي نزل بساحتنا فيقول اخرجوا بنا اليه حتي ننظر ما هو و ما يريد و هو والله يعلم انه المهدي عليه السلام و انه ليعرفه و لميرد بذلك الامر الا ليعرف اصحابه من هو فيخرج الحسني في امر عظيم بين يديه
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 393 *»
اربعونالف رجل في اعناقهم المصاحف حتي نزل بالقرب من المهدي عليه السلام ثم يقول لاصحابه انا نحن اهل بيت علي هدي ثم يخرج من معسكره و يخرج المهدي و يقفان بين العسكرين فيقول ان كنت مهدي آلمحمد فاين هراوة جدك رسول الله صلي الله عليه و آله و خاتمه و بردته و درعه الفاضل و عمامته السحاب و فرسه اليربوع و ناقته الغضباء و بغلته الدلدل و حماره اليعفور و نجيبه البراق و مصحف اميرالمؤمنين عليه السلام فيخرج له ذلك ثم يخرج الهراوة فيغرزها في الحجر الصلد فتورق و لميرد بذلك الا ان يري اصحابه فضل المهدي عليه السلام حتي يبايعوه فيقول الحسني الله اكبر مد يدك حتي نبايعك فيمد يده فيبايعه و يبايعه سائر العسكر التي مع الحسني الا اربعينالفا اصحاب المصاحف المعروفون بالزيدية فانهم يقولون ما هذا الا سحر عظيم فيختلط العسكران و يقبل المهدي عليه السلام علي الطائفة المنحرفة فيعظهم و يدعوهم ثلثة ايام فلايزدادون الا طغيانا و كفرا فيأمر بقتلهم فيقتلون جميعا ثم يقول لاصحابه لاتأخذوا المصاحف و دعوها تكون عليهم حسرة كما بدلوها و غيروها و حرفوها و لميعملوا بما فيها قال المفضل يا مولاي ثم ماذا يصنع المهدي عليه السلام ثم يثور سرايا علي السفياني الي دمشق فيأخذونه و يذبحونه علي الصخرة ثم يظهر الحسين عليه السلام في اثنيعشرالف صديق و اثنين و سبعين رجلا اصحابه يوم كربلاء فيا لك عندها من كرة زهراء بيضاء ثم يظهر الصديق الاكبر اميرالمؤمنين علي بن ابيطالب عليه السلام و ينصب له القبة بالنجف و يقام اركانها ركن بالنجف و ركن بهجر و ركن بصنعاء و ركن بارض طيبة لكأني انظر الي مصابيحها تشرق في السماء و الارض كاضوء من الشمس و القمر فعندها تبلي السرائر و تذهل كل مرضعة عما ارضعت الي اخر الاية ، ثم يخرج السيد الاكبر محمد رسول الله صلي الله عليه و آله في انصاره و المهاجرين و من امن به و صدقه و استشهد معه و يحضر مكذبوه و الشاكون فيه و الرادون عليه و القائلون فيه انه ساحر و كاهن و مجنون و ناطق عن الهوي و من حاربه و قاتله حتي يقتص منهم بالحق و يجازون بافعالهم منذ وقت ظهر
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 394 *»
رسول الله صلي الله عليه و آله الي ظهور المهدي مع امام و وقت وقت و يحق تأويل هذه الاية و نريد ان نمن علي الذين استضعفوا في الارض و نجعلهم ائمة و نجعلهم الوارثين و نمكن لهم في الارض و نري فرعون و هامان و جنودهما ما كانوا يحذرون قال المفضل يا سيدي و من فرعون و هامان قال ابوبكر و عمر قال المفضل يا سيدي و رسول الله و اميرالمؤمنين صلوات الله عليهما و آلهما يكونان معه فقال و لابد ان يطأ الارض اي والله حتي ما وراء الحاف[5] اي والله ( و خ ) ما في الظلمات و ما في قعر البحار حتي لايبقي موضع قدم الا وطئاه و اقاما فيه الدين الواجب لله تعالي ثم لكأني انظر يا مفضل الينا معاشر الائمة بين يدي رسول الله صلي الله عليه و آله نشكو اليه ما نزل بنا من الامة بعده و ما نالنا من التكذيب و الرد علينا و سبنا و لعننا و تخويفنا بالقتل و قصد طواغيتهم الولاة لامورهم من دون الائمة ( الامة خ ) بترحلنا عن حرمه الي دار ملكهم و قتلهم ايانا بالسم و الحبس فيبكي رسول الله صلي الله عليه و آله و يقول يا بني مانزل بكم الا ما نزل بجدكم قبلكم ثم تبتدي فاطمة عليها السلام و تشكو ما نالها من ابيبكر و عمر و اخذ فدك منها اليه و نشره لها علي رؤس الاشهاد من قريش و المهاجرين و الانصار و خطابها له في امر فدك و ما رد عليها من قوله ان الانبياء لاتورث و احتجاجها بقول زكرياء و يحيي عليهما السلام و قول عمر هاتي صحيفتك التي ذكرت ان اباك كتبها لك و اخراجها الصحيفة و اخذه اياها منها و نشره لها علي رؤس الاشهاد من قريش و المهاجرين و الانصار و سائر العرب و تفله فيها و تمزيقه اياها و بكاها و رجوعها الي قبر ابيها رسول الله صلي الله عليه و آله باكية حزينة تمشي علي الرمضاء قد اقلتها ( اقلقتها خ ) و استغاثتها بالله و بابيها رسول الله صلي الله عليه و آله و تمثلها بقول رقية بنت صفي شعرا :
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 395 *»
قد كان بعدك انباء و هنبثة
لو كنت شاهدها لمتكثر الخطب
انا فقدناك فقد الارض وابلها
و اختل قومك فاشهدهم فقد لعبوا
ابدت رجال لنا فحوي صدورهم
لما نأيت و حالت دونك الحجب
و كل قوم لهم قربي و منزلة
عند الاله علي الادنين يقترب
قد كان جبريل بالايات يونسنا
فغاب عنا فكل الخير محتجب
تهضمتنا رجال و استخف بنا
لما مضيت و حالت دونك الكثب
يا سيدي يا رسول الله لو نظرت
عيناك ما فعلت في آلك الصحب
يا ليت قبلك كان الموت حل بنا
اما اناس ففازوا بالذي طلبوا
و تقص عليه قصة ابيبكر و انفاذ خالد بن الوليد و قنفذ و عمر بن الخطاب و جمع الناس لاخراج اميرالمؤمنين عليه السلام من بيته الي البيعة في سقيفة بنيساعدة و اشتغال اميرالمؤمنين صلوات الله و سلامه عليه بنساء رسول الله صلي الله عليه و آله و جمع القرءان و قضاء دينه و انجاز عداته و هي
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 396 *»
ثمانونالف درهم باع فيها تليده و طارفه و قضاها عن رسول الله صلي الله عليه و آله و قول عمر اخرج يا علي الي ما اجمع ( عليه خ ) المسلمون و الا قتلناك و قول فضة جارية فاطمة عليها السلام ان اميرالمؤمنين عليه السلام مشغول و الحق له ان انصفتم من انفسكم و انصفتموه و جمعهم الحطب الجزل علي الباب لاحراق بيت اميرالمؤمنين عليه السلام و فاطمة و الحسن و الحسين و زينب و امكلثوم و فضة و اضرامهم النار علي البيت ( الباب خ ) و خروج فاطمة عليها السلام اليهم و خطابها لهم من وراء الباب و قولها ويحك يا عمر ما هذه الجرأة علي الله و علي رسوله تريد ان تقطع نسله من الدنيا و تفنيه و تطفي نور الله و الله متم نوره و انتهاره ( نور الله بافواههم و انتهاره خ ) لها و قوله كفي يا فاطمة فليس محمد حاضرا و لا الملائكة آتية بالامر و النهي و الزجر من عند الله و ما علي الا كاحد من المسلمين فاختاري ان شئت خروجه لبيعة ابيبكر او احراقكم جميعا فقالت و هي باكية اللهم اليك نشكو فقد نبيك و رسولك و صفيك و ارتداد امته علينا و منعهم ايانا حقنا الذي جعلته لنا في كتابك المنزل علي نبيك المرسل فقال عمر دعي عنك يا فاطمة حمقات النساء فلميكن الله ليجمع لكم النبوة و الخلافة و اخذت النار في خشب الباب و ادخال قنفذ يده لعنه الله يروم فتح الباب و ضرب عمر لها بالسوط علي عضدها حتي صار كالدملج الاسود و ركل الباب برجله حتي اصاب بطنها و هي حاملة بالمحسن لستة اشهر و اسقاطها اياه و هجوم عمر و قنفذ و خالد بن الوليد ( لعنهم الله خ ) و صفقه خدها حتي بدا قرطاها تحت خمارها و هي تجهر بالبكاء و تقول وا ابتاه وا رسول الله صلي الله عليه و آله ابنتك فاطمة تكذب و تضرب و يقتل جنين في بطنها و خروج اميرالمؤمنين عليه السلام من داخل الدار محمر العين حاسرا حتي القي ملائمه ( ملاعمه خ ) عليها و ضمها الي صدره و قوله لها يا بنت رسول الله صلي الله عليه و آله قد علمت ان اباك بعثه الله رحمة للعالمين فالله الله ان تكشفي خمارك و ترفعي ناصيتك فوالله يا فاطمة لئن فعلت ذلك لاابقي الله علي الارض من يشهد ان محمدا رسول الله و لا موسي و لا عيسي و لا ابراهيم و
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 397 *»
لا نوح و لا ادم و لا دابة تمشي علي الارض و لا طائر في السماء الا اهلكه الله ثم قال يا ابنالخطاب لك الويل من يومك هذا و ما بعده و ما يليه اخرج قبل ان اشهر سيفي فافني غابر الامة فخرج عمر و خالد و قنفذ و عبدالرحمن بن ابيبكر ( لعنهم الله خ ) فصاروا من خارج الدار و صاح اميرالمؤمنين عليه السلام بفضة و قال يا فضة مولاتك فاقبلي منها ما تقبله النساء فقد جاءها المخاض من الرفسة و ردة الباب فاسقطت محسنا عليه السلام فقال اميرالمؤمنين عليه السلام فانه لاحق بجده رسول الله صلي الله عليه و آله فيشكو اليه و حمل اميرالمؤمنين عليه السلام لها في سواد الليل و الحسن و الحسين و زينب و امكلثوم الي دور المهاجرين و الانصار يذكرهم الله و رسوله و عهده الذي بايعوا الله و رسوله و بايعوه عليه في اربعة مواطن في حيوة رسول الله صلي الله عليه و آله و تسليمهم عليه بامرة المؤمنين في جميعها فكل يعده بالنصر في يومه المقبل فاذا اصبح قعد جميعهم عنه ثم يشكو اليه اميرالمؤمنين عليه السلام المحن العظيمة التي امتحن بها بعده و قوله لقد كانت قصتي مثل قصة هرون مع بنياسرائيل و قولي كقوله لموسي يا ابن ام ان القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني فلاتشمت بي الاعداء و لاتجعلني مع القوم الظالمين فصبرت محتسبا و سلمت راضيا و كانت الحجة عليهم في خلافي و نقضهم عهدي الذي عاهدتهم عليه يا رسول الله و احتملت يا رسول الله ما لميحتمل وصي نبي من ساير الاوصياء من ساير الامم حتي قتلوني بضربة عبدالرحمن بن ملجم لعنه الله و كان الله الرقيب عليهم في نقضهم بيعتي و خروج طلحة و الزبير بعايشة الي مكة يظهران الحج و العمرة و سيرهم بها الي البصرة و خروجي (اليهم خ) و تذكيري لهم الله و اياك و ما جئت به يا رسول الله فلميرجعا حتي نصرني الله عليهما حتي اهرقت دماء عشرينالفا من المسلمين و قطعت سبعون كفا علي زمام الجمل فمالقيت في غزواتك يا رسول الله و بعدك اصعب منه يوما ابدا لقد كان من اصعب الحروب التي لقيتها و اهولها و اعظمها فصبرت كما ادبني الله بما ادبك به يا رسول الله في قوله عز و جل فاصبر كما صبر اولوا العزم من الرسل و قوله و اصبر و ما صبرك الا بالله و
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 398 *»
حق والله يا رسول الله تأويل هذه الاية التي انزلها الله في الامة من بعدك في قوله و ما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم علي اعقابكم و من ينقلب علي عقبيه فلنيضر الله شيئا و سيجزي الله الشاكرين و يقوم الحسن الي جده صلي الله عليه و آله فيقول يا جداه كنت مع اميرالمؤمنين عليه السلام في دار هجرته بالكوفة حتي استشهد بضربة عبدالرحمن بن ملجم لعنه الله و وصاني ( فوصاني خ ) بما وصيته يا جداه و بلغ اللعين معاوية قتل ابي فانفذ اللعين الدعي بن زياد الي الكوفة في مائةالف و خمسينالف مقاتل فامر بالقبض علي و علي اخي الحسين و سائر اخواني و اهل بيتي و شيعتنا و موالينا و ان يأخذ علينا البيعة لمعوية لعنه الله فمن يأبي منا ضرب عنقه و سير الي معوية رأسه فلما علمت ذلك من فعل معوية خرجت من داري فدخلت مسجد الكوفة للصلوة و رقيت المنبر و اجتمع الناس فحمدت الله و اثنيت عليه و قلت معاشر الناس عفت الديار و محيت الاثار و قل الاصطبار فلا قرار علي همزات الشياطين و حكم الخائنين الساعة والله صحت البراهين و تفصلت الايات و بانت المشكلات و لقد كنا نتوقع تمام هذه الاية بتأويلها قال الله تعالي و ما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم علي اعقابكم و من ينقلب علي عقبيه فلنيضر الله شيئا و سيجزي الله الشاكرين فلقد مات والله جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و قتل ابي عليه السلام و صاح الوسواس الخناس في قلوب الناس و نعق ناعق الفتنة و خالفتم السنة فيا لها من فتنة صماء عمياء لاتسمع لداعيها و لايجاب مناديها و لايخالف واليها ظهرت كلمة النفاق و سيرت رايات اهل الشقاق و تكالبت جيوش اهل المراق من الشام و العراق هلموا رحمكم الله الي الافتتاح و النور الوضاح و العلم الجحجاح[6] و النور الذي لايطفأ و الحق الذي لايخفي ايها الناس تيقظوا من رقدة الغفلة و من تكاثيف الظلمة فو الذي فلق الحبة و برء النسمة و تردي بالعظمة لئن
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 399 *»
قام الي منكم عصبة بقلوب صافية و نيات مخلصة لايكون فيها شوب نفاق و لا نية افتراق لاجاهدن بالسيف قدما قدما و لاصبغن من السيوف جوانبها و من الرماح اطرافها و من الخيل سنابكها فتكلموا رحمكم الله فكأنما الجموا بلجام الصمت عن اجابة الدعوة الا عشرين رجلا فانهم قاموا الي و قالوا يا ابن رسول الله مانملك الا انفسنا و سيوفنا فها نحن بين يديك لامرك طائعون و عن رأيك صادرون فمرنا بما شئت فنظرت يمنة و يسرة فلمار احدا غيرهم فقلت لي اسوة بجدي رسول الله صلي الله عليه و آله حين عبد الله سرا و هو يومئذ في تسعة و ثلاثين رجلا فلما اكمل الله له الاربعين صار في عدة و اظهر امر الله فلو كان معي عدتهم جاهدت في الله حق جهاده ثم رفعت رأسي نحو السماء فقلت اللهم اني قد دعوت و انذرت و امرت و نهيت و كانوا عن اجابة الداعي غافلين و عن نصرته قاعدين و عن طاعته مقصرين و لاعدائه ناصرين اللهم فانزل عليهم رجزك و بأسك و عذابك الذي لايرد عن القوم الظالمين و نزلت ثم خرجت من الكوفة راجلا ( راحلا ظ ) الي المدينة فجاؤني يقولون ان معوية اسري سراياه الي الانبار و الكوفة و شن غاراته علي المسلمين و قتل من لميقاتله و قتل النساء و الاطفال فاعلمتهم انهم ( انه خ ) لا وفاء لهم فانفذت لهم ( معهم خ ) رجالا و جيوشا و عرفتهم انهم يستجيبون لمعوية و ينقضون عهدي و بيعتي فلميكن الا ما قلت لهم و اخبرتهم ثم يقوم الحسين عليه السلام مخضبا بدمه هو و جميع من قتل معه فاذا رآه رسول الله صلي الله عليه و آله بكي و بكي اهل السموات و الارض من بكائه و تصرخ فاطمة عليها السلام فتزلزل الارض و من عليها و يقف اميرالمؤمنين عليه السلام و الحسن عن يمينه و فاطمة عليها السلام عن شماله و يقبل الحسين عليه السلام فيضمه رسول الله صلي الله عليه و آله و يقول يا حسين فديتك قرت عيناك و عيناي فيك و عن يمين الحسين عليه السلام حمزة اسد الله في ارضه و عن شماله جعفر بن ابيطالب الطيار و يأتي محسن تحمله خديجة بنت خويلد و فاطمة بنت اسد ام اميرالمؤمنين و هن صارخات و امه فاطمة تقول هذا يومكم الذي كنتم توعدون
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 400 *»
اليوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا و ما عملت من سوء تود لو ان بينها و بينه امدا بعيدا قال فبكي الصادق عليه السلام حتي اخضلت لحيته بالدموع ثم قال لاقرت عين لاتبكي عند هذا الذكر قال و بكي المفضل بكاء طويلا ثم قال يا مولاي ما في الدموع يا مولاي فقال ما لايحصي اذا كان من محق ثم قال المفضل يا مولاي ما تقول في قوله تعالي و اذا الموؤدة سئلت باي ذنب قتلت قال يا مفضل الموؤدة والله محسن لانه منا لا غير فمن قال غير هذا فكذبوه قال المفضل يا مولاي ثم ماذا قال الصادق عليه السلام تقوم فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و اله صلوات الله عليها فتقول اللهم انجز وعدك و موعدك لي فيمن ظلمني و غصبني و ضربني و جرعني ثكل اولادي فتبكيها ملائكة السموات السبع و حملة العرش و سكان الهوي و من في الدنيا و من تحت اطباق الثري صائحين صارخين الي الله تعالي فلايبقي احد ممن قاتلنا و ظلمنا و رضي بما جري علينا الا قتل في ذلك اليوم الف قتلة دون من قتل في سبيل الله فانه لايذوق الموت و هو كما قال عزوجل و لاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون فرحين بما اتيهم الله من فضله و يستبشرون بالذين لميلحقوا بهم من خلفهم الا خوف عليهم و لا هم يحزنون قال المفضل يا مولاي فان من شيعتكم من لايصدق برجعتكم فقال عليه السلام أماسمعوا قول جدنا رسول الله صلي الله عليه و آله و نحن سائر الائمة نقول و لنذيقنهم من العذاب الادني دون العذاب الاكبر قال الصادق عليه السلام العذاب الادني عذاب الرجعة و العذاب الاكبر عذاب يوم القيمة الذي فيه تبدل الارض غير الارض و السموات و برزوا لله الواحد القهار قال المفضل يا مولاي فامانتكم بالله عند شيعتكم و نحن نعلم انكم اختيار الله في قوله نرفع درجات من نشاء و قوله الله اعلم حيث يجعل رسالته و قوله ان الله اصطفي ادم و نوحا و ال ابراهيم و ال عمران علي العالمين ذرية بعضها من بعض و الله سميع عليم قال الصادق عليه السلام يا مفضل فاين نحن عن هذه الاية قال المفضل قول الله ان اولي الناس بابرهيم للذين اتبعوه و هذا النبي و الذين امنوا و الله ولي المؤمنين و قوله
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 401 *»
ملة ابيكم ابراهيم هو سميكم المسلمين و قوله عن ابراهيم و اجنبني و بني ان نعبد الاصنام و قد علمنا ان رسول الله صلي الله عليه و اله و اميرالمؤمنين عليه السلام ماعبدا صنما و لا وثنا و لااشركا بالله طرفة عين و قوله و اذ ابتلي ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال اني جاعلك للناس اماما قال و من ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين و العهد عهد الامامة لايناله ظالم قال يا مفضل و ما علمك بان الظالم لاينال بعهد الامامة قال المفضل يا مولاي لاتمتحني بما لا طاقة لي به و لاتختبرني و لاتبتليني فمن علمكم علمت و من فضل الله عليكم اخذت قال الصادق عليه السلام صدقت يا مفضل و لولا اعترافك بنعمة الله عليك لماكنت هكذا فاين يا مفضل الايات من القرءان في ان الكافر ظالم قال نعم يا مولاي قوله تعالي و الكافرون هم الظالمون و الكافرون هم الفاسقون و من كفر و فسق و ظلم لميجعله الله للناس اماما قال الصادق عليه السلام احسنت يا مفضل فمن اين قلت برجعتنا و مقصرة شيعتنا تقول معني الرجعة ان الله يرد الينا ملك الدنيا و ان يجعله للمهدي عليه السلام ويحهم متي سلبنا الملك حتي يرد علينا قال المفضل لا والله ماسلبتموه و لاتسلبونه لانه ملك النبوة و الرسالة و الوصية و الامامة قال الصادق عليه السلام لو تدبر القرءان شيعتنا لماشكوا في فضلنا اماسمعوا قوله عزوجل و نريد ان نمن علي الذين استضعفوا في الارض و نجعلهم ائمة و نجعلهم الوارثين و نمكن لهم في الارض و نري فرعون و هامان و جنودهما منهم ما كانوا يحذرون والله يا مفضل ان تنزيل هذه الاية في بنياسرائيل و تأويلها فينا و ان فرعون و هامان تيم و عدي قال المفضل يا مولاي فالمتعة ( حلال خ ) قال حلال طلق و الشاهد بها قول الله عز و جل و لا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء او اكننتم في انفسكم علم الله انكم ستذكرونهن و لكن لاتواعدوهن سرا الا ان تقولوا قولا معروفا اي مشهودا و القول المعروف هو المشتهر بالولي و الشهود و انما احتيج الي الولي و الشهود في النكاح ليثبت النسل و يصح النسب و يستحق الميراث و قوله و اتوا النساء صدقاتهن نحلة فان طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا و جعل الطلاق
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 402 *»
في النساء المزوجات غير جائز الا بشاهدين ذوا عدل من المسلمين و قال في سائر الشهادات علي الدماء و الفروج و الاموال و الاملاك و استشهدوا شهيدين من رجالكم فان لميكونا رجلين فرجل و امرأتان ممن ترضون من الشهداء و بين الطلاق عز ذكره فقال يا ايها النبي اذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن و احصوا العدة و اتقوا الله ربكم الي قوله تلك حدود الله و من يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لاتدري لعل الله يحدث بعد ذلك امرا فاذا بلغن اجلهن فامسكوهن بمعروف او فارقوهن بمعروف و اشهدوا ذوي عدل منكم و اقيموا الشهادة لله ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله و اليوم الاخر و قوله لاتدري لعل الله يحدث بعد ذلك امرا هو نكرة يقع بين الزوج و زوجته فيطلق التطليقة الاولي بشهادة ذوي عدل و حد وقت التطليق هو اخر القرء و القرء هو الحيض و الطلاق يجب عند اخر نقطة بيضاء تنزل بعد الصفرة و الحمرة و الي التطليقة الثالثة ما يحدث الله بينهما عطفا او زوال ما كرهاه و هو قوله و المطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قروء و لايحل لهن ان يكتمن ما خلق الله في ارحامهن ان كن يؤمن بالله و اليوم الاخر و بعولتهن احق بردهن في ذلك ان ارادا اصلاحا و لهن مثل الذي عليهن بالمعروف و للرجال عليهن درجة و الله عزيز حكيم هذا بقوله في ان للبعولة مراجعة النساء من تطليقة الي تطليقة ان ارادوا اصلاحا و للنساء مراجعة الرجال في مثل ذلك ثم بين تبارك و تعالي فقال الطلاق مرتان فامساك بمعروف او تسريح باحسان و في الثالثة فان طلق الثالثة و بانت فهو قوله فان طلقها فلاتحل له من بعد حتي تنكح زوجا غيره ثم يكون كسائر الخطاب لها و المتعة التي احلها الله في كتابه و اطلقها الرسول عن الله لسائر المسلمين فهو قوله عز و جل و المحصنات من النساء الا ما ملكت ايمانكم كتاب الله عليكم و احل لكم ما وراء ذلكم ان تبتغوا باموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فاتوهن اجورهن فريضة و لا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة ان الله كان عليما حكيما و الفرق بين المزوجة ( الزوجة خ ) و المتعة ان للزوجة صداقا و للمتعة اجرة فتمتع سائر المسلمين في عهد رسول الله صلي
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 403 *»
الله عليه و آله في الحج و غيره في ايام ابيبكر و اربع سنين في ايام عمر حتي دخل علي اخته عفراء فوجد في حجرها طفلا يرضع من ثديها فنظر الي درة اللبن في فم الطفل فاغتضب و ارعد و ازبد و اخذ الطفل علي يديه (من يدها خ) و خرج حتي اتي المسجد و رقي المنبر قال نادي في الناس ان الصلوة جامعة و كان غير وقت صلوة فعلم الناس انه لامر يريده عمر قال فحضروا فقال معاشر الناس من المهاجرين و الانصار و اولاد قحطان من منكم من يحب ان المحرمات عليه من النساء و لها مثل هذا الطفل قد خرج من احشائها و هو يرضع علي ثديها و هي غير متبعلة فقال بعض القوم مانحب هذا فقال الستم تعلمون ان اختي عفراء بنت حنتمة امي و ابي الخطاب غير متبعلة قالوا بلي قال فاني دخلت عليها في هذه الساعة فوجدت هذا الطفل في حجرها فناشدتها اني لك هذا فقالت تمتعت فاعلموا سائر الناس ان هذه المتعة كانت حلالا للمسلمين في عهد رسول الله صلي الله عليه و آله قد رأيت تحريمها فمن ابي ضرب جنباه مائة سوط فلميكن في القوم منكر قوله و لا راد عليه و لا قائل لايأتي رسول بعد رسول الله صلي الله عليه و آله او ( و خ ) كتاب بعد كتاب الله لانقبل خلافك علي الله و علي رسوله و كتابه بل سلموا و رضوا قال المفضل يا مولاي فما شرائط المتعة قال يا مفضل لها سبعون شرطا من خالف منها شرطا واحدا ظلم نفسه قال قلت يا سيدي قد امرتمونا الانتمتع ببغية و لا مشهورة بفساد و لا مجنونة و ان ندعو المتعة الي الفاحشة فان اجابت فقد حرم الاستمتاع بها و ان نسئل أفارغة ام مشغولة ببعل او حمل او بعدة فان شغلت واحدة من الثلاث فلاتحل و ان خلت فتقول لها متعيني نفسك علي كتاب الله عز و جل و سنة نبيه صلي الله عليه و آله نكاحا غير سفاح اجلا معلوما باجرة معلومة و هي ساعة او يوم او يومان او شهر او سنة او ما دون ذلك او اكثر و الاجرة ما تراضيا عليه من حلقة خاتم او شسع نعل او شق تمرة الي فوق ذلك من الدراهم و الدنانير او عرض ترضي به فان وهبت له حل كالصداق الموهوب من النساء ( كالنساء خ ) المزوجات الذين قال الله تعالي فيهن فان طبن لكم عن
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 404 *»
شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا ثم تقول لها علي الاترثيني و لاارثك و علي ان الماء لي اضعه منك حيث اشاء و عليك الاستبراء خمسة و اربعين يوما او محيضا واحدا فاذا قالت نعم اعدت القول ثانية و عقدت النكاح فان احببت و احبت هي الاستزادة في الاجل زدتما و فيه ما رويناه فان كانت تفعل فعليها ما ( من خ ) تولت من الاخبار عن نفسها و لا جناح عليك و قول اميرالمؤمنين صلوات الله و سلامه عليه لعن الله ابنالخطاب فلولاه مازني الا شقي او شقية لانه كان يكون للمسلمين غناء في المتعة عن الزني ثم تلا عليه السلام و من الناس من يعجبك قوله في الحيوة الدنيا و يشهد الله علي ما في قلبه و هو الد الخصام و اذا تولي سعي في الارض ليفسد فيها و يهلك الحرث و النسل و الله لايحب الفساد ثم قال ان من عزل بنطفته عن زوجته فدية النطفة عشرة دنانير كفارة و ان من شرط المتعة ان ماء الرجل يضعه حيث شاء من المتمتع بها فاذا وضعه في الرحم و خلق منه ولد كان لاحقا بابيه، ثم يقوم جدي علي بن الحسين عليهما السلام و ابي الباقر عليه السلام فيشكوان الي جدهما رسول الله صلي الله عليه و آله ما فعل بهما ثم اقوم انا فاشكو الي جدي رسول الله صلي الله عليه و آله ما فعل المنصور بي ثم يقوم ابني موسي فيشكو الي جده رسول الله صلي الله عليه و آله ما فعل به الرشيد ثم يقوم علي بن موسي فيشكو الي جده رسول الله صلي الله عليه و آله ما فعل به المأمون ثم يقوم محمد بن علي فيشكو الي جده رسول الله صلي الله عليه و آله ما فعل به المأمون ثم يقوم علي بن محمد فيشكو الي جده رسول الله صلي الله عليه و آله ما فعل به المتوكل ثم يقوم الحسن بن علي فيشكو الي جده رسول الله صلي الله عليه و آله ما فعل به المعتز ثم يقوم المهدي سمي جده رسول الله صلي الله عليه و آله و عليه قميص رسول الله صلي الله عليه و آله مضرجا بدم رسول الله صلي الله عليه و آله يوم شج جبينه و كسرت رباعيته و الملائكة تحفه حتي يقف بين يدي رسول الله صلي الله عليه و آله فيقول يا جداه وصفتني و دللت علي و نسبتني و سميتني و كنيتني و جحدتني الامة و تمردت و قالت ماولد و لاكان و اين هو و متي كان و اني يكون و قد مات و
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 405 *»
لميعقب و لو كان صحيحا مااخره الله تعالي الي هذا الوقت المعلوم فصبرت محتسبا و قد اذن الله تعالي ( فيها خ ) باذنه يا جداه فيقول رسول الله صلي الله عليه و آله الحمد لله الذي صدقنا وعده و اورثنا الارض نتبوء منها حيث نشاء فنعم اجر العاملين و يقول جاء نصر الله و الفتح و حق قول الله سبحانه و تعالي هو الذي ارسل رسوله بالهدي و دين الحق ليظهره علي الدين كله و لو كره المشركون و يقرء انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك و ما تأخر و يتم نعمته عليك و يهديك صراطا مستقيما و ينصرك الله نصرا عزيزا فقال المفضل يا مولاي اي ذنب كان لرسول الله صلي الله عليه و آله فقال الصادق عليه السلام يا مفضل رسول الله صلي الله عليه و آله قال ( اللهم خ ) حملني ذنوب شيعة اخي و اولاده الاوصياء ما تقدم منها و ما تأخر الي يوم القيمة و لاتفضحني بين النبيين و المرسلين في شيعتنا فحمله الله اياها و غفر جميعها قال المفضل فبكيت بكاء طويلا و قلت يا سيدي هذا بفضل الله علينا فيكم قال الصادق عليه السلام يا مفضل ما هو الا انت و امثالك بلي يا مفضل لاتحدث بهذا الحديث اصحاب الرخص من شيعتنا فيتكلون علي هذا التفضل ( الفضل خ ) و يتركون العمل فلانغني ( فلايغني خ ) عنهم من الله شيئا لانا كما قال الله تعالي فينا لايشفعون الا لمن ارتضي و هم من خشيته مشفقون قال المفضل يا مولاي فقوله ليظهره علي الدين كله ماكان رسول الله عليه صلوات الله ظهر علي الدين كله قال يا مفضل لو كان رسول الله صلي الله عليه و آله ظهر علي الدين كله ماكانت مجوسية و لا يهودية و لا صابئية ( و لا نصرانية خ ) و لا فرقة و لا خلاف و لا شك و لا شرك و لا عبدة اصنام و لا اوثان و لا اللات و العزي و لا عبدة الشمس و القمر و لا النجوم و لا النار و لا الحجارة و انما قوله ليظهره علي الدين كله في هذا اليوم و هذا المهدي و هذه الرجعة و هي قوله و قاتلوهم حتي لاتكون فتنة و يكون الدين كله لله قال المفضل انكم من علم الله علمتم و بسلطانه و قدرته قدرتم و بحكمه ( بحكمته خ ) نطقتم و بامره تعملون ثم قال الصادق عليه السلام ثم يعود المهدي الي الكوفة و تمطر السماء بها جرادا من
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 406 *»
ذهب كما امطره في بنياسرائيل علي ايوب و يقسم علي اصحابه كنوز الارض من تبرها و لجينها و جوهرها قال المفضل يا مولاي من مات من شيعتكم و عليه دين لاخوانه و لاضدادكم كيف يكون قال الصادق عليه السلام اول ما يبتدئ المهدي عليه السلام ان ينادي في جميع العالم الا من له عند احد من شيعتنا دين فليذكره حتي يرد الشومة و الخردلة فضلا عن القناطر المقنطرة من الذهب و الفضة و الاملاك فيوفيه اياه قال المفضل يا مولاي ثم ماذا يكون قال يأتي القائم عليه السلام بعد ان يطأ شرق الارض و غربها الكوفة و مسجدها فيهدم المسجد الذي بناه يزيد بن معوية لعنه الله لما قتل الحسين بن علي عليهما السلام مسجدا ليس لله ملعون ملعون من بناه قال المفضل يا مولاي كم تكون مدة ملكه عليه السلام فقال قال الله عز و جل فمنهم شقي و سعيد فاما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير و شهيق خالدين فيها ما دامت السموات و الارض الا ما شاء ربك ان ربك فعال لما يريد و اما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات و الارض الا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ و المجذوذ المقطوع اي عطاء غير مقطوع عنهم بل هو دائم ابدا و ملك لاينفد و حكم لاينقطع و امر لايبطل الا باختيار الله و مشيته و ارادته التي لايعلمها الا هو ثم (يوم خ ) القيمة و ما وصفه ( وضعه خ ) الله عز و جل في كتابه و الحمد لله رب العالمين و صلي الله علي خير خلقه محمد و آله الطيبين الطاهرين و سلم تسليما كثيرا ، و في كتاب العوالم اقول روي الشيخ حسن بن سليمان في كتاب مختصرالبصائر هذا الخبر هكذا حدثني الاخ الصالح الرشيد محمد بن ابراهيم بن مجلس محسن الميارابادي ( الميطارابادي خ ) انه وجد بخط ابيه الرجل الصالح ابراهيم بن محسن هذا الحديث الاتي ذكره و اراني خطه و كتبته منه و صورته الحسين بن حمدان و ساق الحديث كما مر الي قوله لكأني انظر اليهم علي البراذين الشهب بايديهم الحرب يتعاوون شوقا الي الحرب كما يتعاوي الذئب ( الذئاب خ ) ، اميرهم رجل من تميم يقال له شعيب بن صالح فيقبل الحسني فيهم وجهه كدائرة القمر يروع الناس جمالا فيبقي علي اثر الظلمة فيأخذ سيفه الصغير و
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 407 *»
الكبير و الوضيع و العظيم ثم يسير بتلك الرايات كلها حتي يرد الكوفة و قد جمع بها اكثر اهل الارض و يجعلها له معقلا ثم يتصل به و باصحابه خبر المهدي عليه السلام فيقولون له يا ابن رسول الله و من هذا الذي نزل بساحتنا فيقول الحسني اخرجوا بنا اليه حتي ننظر من هو و ما يريد و هو يعلم والله انه المهدي عليه السلام و انه ليعرفه و انه لميرد بذلك الامر الا الله فيخرج الحسني و بين يديه اربعةالاف رجل في اعناقهم المصاحف و عليهم المسوح مقلدين بسيوفهم فيقبل الحسني حتي ينزل بقرب المهدي عليه السلام فيقول سائلوا ( اسألوا خ ) عن هذا الرجل من هو و ماذا يريد فيخرج بعض اصحاب الحسني الي عسكر المهدي عليه السلام فيقول ايها العسكر الجائل من انتم حياكم و من صاحبكم هذا و ماذا يريد فيقول اصحاب المهدي عليه السلام هذا مهدي آلمحمد عليه و عليهم السلام و نحن انصاره من الجن و الانس و الملائكة ثم يقول الحسني خلوا بيني و بين هذا فيخرج اليه المهدي عليه السلام فيقفان بين العسكرين فيقول الحسني ان كنت مهدي آلمحمد صلي الله عليه و آله فاين هراوة جدك رسول الله صلي الله عليه و آله و خاتمه و بردته و درعه الفاضل و عمامته السحاب و فرسه و ناقته الغضباء و بغلته دلدل و حماره يعفور و نجيبه البراق و تاجه و المصحف الذي جمعه اميرالمؤمنين عليه السلام بغير تغيير و لا تبديل فيحضر له السفط الذي فيه ما طلبه و قال ابوعبدالله عليه السلام انه كان كله في السفط و تركات النبيين حتي عصي ادم و نوح عليهما السلام و تركة هود و صالح عليهما السلام و مجموع ابراهيم و صاع يوسف و مكيال شعيب و ميزانه و عصي موسي و تابوته الذي بقية مما ( ما خ ) ترك ال موسي و ال هرون تحمله الملائكة و درع داود عليه السلام و خاتمه و خاتم سليمان و تاجه و رحل عيسي و ميراث النبيين و المرسلين في ذلك السفط و عند ذلك يقول الحسني يا ابن رسول الله صلي الله عليه و آله اسألك تغرز هراوة رسول الله صلي الله عليه و آله في هذا الحجر الصلد و تسأل الله ان ينبتها فيه و لايرد بذلك الا ان يري اصحابه فضل المهدي عليه السلام ثم يطيعوه و يبايعوه و يأخذ المهدي عليه السلام الهراوة
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 408 *»
فيغرزها ( فيغرز بها خ ) فتنبت فتعلو و تفرع و تورق حتي تظل عسكر الحسني فيقول الحسني الله اكبر يا ابن رسول الله صلي الله عليه و آله مد يدك حتي ابايعك فيبايعه الحسني و سائر عسكره الا اربعة الاف من اصحاب المصاحف و المسوح الشعر المعروفون بالزيدية فانهم يقولون ما هذا الا سحر عظيم اقول ثم ساق الحديث الي قوله ان انصفتم من انفسكم و انصفتموه نحوا مما مر و لميذكر بعده شيئا اقول وجدت هذه الرواية في اصل كتاب الهداية للحسين بن حمدان انتهي ، اقول قوله حاش لله ان يوقت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا ربما يفهم منه انهم عليهم السلام يعلمونه و انه خاص بهم و قول اميرالمؤمنين عليه السلام لما سئل والله ما المسئول باعلم من السائل كما تقدم يحمل علي العلم الذي لايجري فيه البداء و يدل علي هذا قول الصادق عليه السلام لاتراه عين حتي تراه كل عين و قوله كذب الموقتون و قول بعض علماء التفسير كما روي ان ما ذكره الله بالماضي مثل و ما ادراك فقد اخبره به و ما ذكره الله بالمضارع مثل و ما يدريك فانه لميخبر به و قد ذكر الله في وقت قيامه عليه السلام و ما يدريك فاذا لميعلمه رسول الله صلي الله عليه و آله فغيره بالطريق الاولي بعدم العلم و قول الصادق عليه السلام بعد ذلك يا مفضل ماوقت له ان من وقت لمهدينا وقتا فقد شارك الله تعالي في علمه و ادعي انه ظهر علي سره الحديث ، و قوله عليه السلام تدعي بسر من رأي و هو ساء من رأي المشهور ان سر من رأي بناء المعتصم و لعل المتوكل اتم بناءها و تعميرها فلذا ينسب اليه و قال الفيروزابادي سر من رأي بضم السين و الراء اي سرورا و بفتحها ( بفتحهما خ ) و فتح الاول و ضم الثاني و سامرا و مده البحتري في الشعر اي كلاهما لحن و ساء من رأي بلد لما شرع في بنائه المعتصم ثقل ذلك علي عسكره فلما انتقل بهم اليها سر كل منهم برؤيتها فلزمها هذا الاسم انتهي ، اقول و لعل قوله عليه السلام و هي والله ساء من رأي فيه نوع استخدام و قوله يأتي البيت وحده و يلج الكعبة وحده و يجن عليه الليل وحده يأتي البيت وحده يوم الجمعة و يدخل المسجد يسوق العنيزات و يلج الكعبة و بعد ان قتل خطيبهم علي المنبر دخل الكعبة
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 409 *»
مستترا عنهم و لميعلم به احد و يجن عليه الليل ليلة السبت وحده فاذا كان نصف الليل صعد علي سطح الكعبة و نادي اصحابه فمااتم نداءه حتي اجتمعوا عنده علي ما تقدم و قوله و يقف بين الركن و المقام فيصرخ صرخة يحتمل انه في الارض عند المعجن ( المعجز خ ) و يحتمل انه فوق السطح مما يلي جهة المقام محاذيا للحجرالاسود لما روي انه ينادي علي سطح الكعبة و الله اعلم و قوله و يغير سنة القائم عليه السلام لعل المعني ( المعاني خ ) ان الحسين عليه السلام كيف يظهر قبل قيام القائم اذ لو ظهر لغير سنته فاجاب عليه السلام بان ظهوره بعد القائم عليه السلام اذ كل بيعة قبله ضلال و تقدم الاشارة الي البعدية و يأتي ان شاء الله تعالي و قوله و يلزمهما اياه و يعترفان به قيل العلة و السبب في الزامهما ما تأخر عنهما من الاثام ظاهر لانهما منعا اميرالمؤمنين صلوات الله عليه عن حقه و دفعاه عن مقامه فصارا سببين لاختفاء سائر الائمة و مغلوبيتهم و تسلط ائمة الجور و غلبتهم الي زمان القائم عليه السلام و صار ذلك سببا لكفر من كفر و ضلال من ضل و فسق من فسق لان الامام مع اقتداره و استيلائه و بسط يده يمنع من جميع ذلك و عدم تمكن اميرالمؤمنين عليه السلام من بعض تلك الامور في ايام خلافته انما كان لما اسساه من الظلم و الجور و اما ما تقدم عليهما فلأنهما كانا راضيين بفعل من فعل مثل فعلهما من دفع خلفاء الحق عن مقامهم و ما يترتب علي ذلك من الفساد و لو كانا منكرين كذلك (لذلك خ) لميفعلا مثل فعلهم و كل من رضي بفعل فهو كمن اتاه كما دلت عليه الايات الكثيرة حيث نسب الله فعال اباء اليهود اليهم و ذمهم عليها لرضاهم بها و غير ذلك و استفاضت به اخبار الخاصة و العامة ( ايضا خ ) علي انه لايبعد ان يكون لارواحهم الخبيثة مدخلا في صدور تلك الامور عن الاشقياء كما ان ارواح الطيبين ( الارواح الطيبة خ ) من اهل بيت الرسالة كانت مؤيدة للانبياء و الرسل عليهم السلام معينة لهم في الخيرات شفيعة لهم في رفع الكربات كما مر في كتاب الامامة و مع صرف النظر عن ( ظاهر خ ) جميع ذلك يمكن ان يأول بان المراد الزام مثل فعال هؤلاء الاشقياء عليهما انهما في الشقاوة مثل جميعهم
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 410 *»
لصدور مثل افعال الجميع عنهما انتهي كلام صاحب العوالم و اظنه نقله عن صاحب البحار و اقول ان معني المراد من ذلك له وجه ظاهر و وجه باطن فالظاهر ما ذكره اولا و الاخبار به متواترة معني لان الرضا عمل قلبي و يلزمه الجزاء و هذا ظاهر و اما الباطن فهو ما اشار اليه ثانيا في العلاوة الا ان العبارة عنه باللفظ الذي ذكره لاتدل علي حقيقة الحال لانه انما جري علي قلبه مجملا و العبارة التي تدل عليه حقيقة ( علي حقيقته خ ) علي جهة الاشارة في الاجمال انهما في عالم الذر في تكليف الارواح حين قال لهما الست بربكم و محمد نبيكم و علي وليكم و امامكم و الخطاب لهما بالتثنية بعد العموم بالخصوص فقالا عند ما قال ( لهما خ ) الست بربكما بلي اعترافا بخصوص الصنع و انكارا لما سواه من احوال الربوبية و عند ما قال لهما محمد نبيكما بلي طمعا في الولاية و عند ما قال لهما و علي وليكما و امامكما نعم جحودا و استكبارا و هما اول من فتح باب الانكار و الجحود و الاستكبار و دعيا الي ذلك كل من سواهما في عالم الاظلة الي انكار الولاية التي هي جميع ما يريد الله من عباده من التكاليف الاعتقادية و العملية و القولية فاجابهما كل عاص لله عزوجل بما دعياه اليه من كل ما حرم الله سبحانه و تعالي و نها عنه فكل عاص لله تابع لهما بمعصيته مجيب لدعوتهما بجرمه و جريرته و جعلناهم ائمة يدعون الي النار و يوم القيمة لاينصرون فهما يدعوان الي النار فاجابهما العاصون بمعاصيهم من اعتقاداتهم الفاسدة و اعمالهم الخبيثة و اقوالهم المنكرة فهما اماما هذا الخلق المتعوس ( المنكوس خ ) منذ جري التكليف الي فناء العالم فعليهما وزرهما و وزر كل عاص لله سبحانه و ليحملن اثقالهم و اثقالا مع اثقالهم و ليسئلن يوم القيمة عما كانوا يفترون فلما احضرهما الحجة عليه السلام و ذكرهما ذلك اعترفا به و عرفهما استحقاقهما العقوبة علي ذلك فعرفاه و اما الوجه الثالث فليس ببيان لسبب الالزام فهو مستغني عنه الا انه لا بأس به لانه بيان لمقدار ما يحملانه فهو كما قاله رسول الله صلي الله عليه و آله في علي عليه السلام في بيان مقدار عمله يوم الخندق ان ضربة علي لعمرو بن ود تعدل اعمال الثقلين
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 411 *»
فافهم و قوله اجيبوا المنادي من حول الضريح القائل هو الحسني يدعو الي اجابة المنادي من حول ضريح النبي صلي الله عليه و آله و هو القائم عليه السلام لانه بعد انتقاله من القصر بصاريا الي ضريح جده صلي الله عليه و آله خرج بالثلاثين الذين معه كان يأنس بهم من النقباء و نادي الباقي و هو الخمسةعشر تمام الخمسة و الاربعين من تسعة احياء كما تقدم و هو الملهوف و هو المضطر الذي قال الله سبحانه أمن يجيب المضطر اذا دعاه و قوله و الحاف اي الجبل المطيف بالدنيا يعني المحيط بها و الحاف اسم فاعل من حف و يحتمل ان يكون تصحيف القاف و قوله ثم يظهر الحسين عليه السلام و هو اول من ينفض التراب عن رأسه من الائمة عليهم السلام و روي انه يظهر بعد ان يمضي من ملك القائم عليه السلام تسع و خمسون سنة كما مر فيكون مع القائم قبل ان يقتل احديعشرة سنة فاذا قتل عليه السلام جهزه الحسين عليه السلام و قام بالامر و قوله ثم يخرج الصديق الاكبر اميرالمؤمنين علي بن ابيطالب عليهما السلام الظاهر ان هذا الخروج هو خروجه الثاني لانه عليه السلام يخرج بعد قيام ابنه الحسين عليه السلام بالامر بثمان سنين لنصرة ابنه فبين موت القائم عليه السلام و بين خروجه عليه السلام تسععشرة سنة كما مر ثم يقتل صلوات الله عليه ثم يمكث ما شاء الله و الذي فهمت من بعض الاخبار ان بين قتلته هذه و بين خروجه الثاني المشار اليه اربعةالاف سنة او ستةالاف او عشرةالاف علي اختلاف الروايات و هذا علي تقدير كونه مرادا تقريبي فقوله هنا ثم يخرج الصديق الاكبر هو الخروج الثاني الذي يوافي قيام رسول الله صلي الله عليه و آله هذا و الحسين عليه السلام حي الي اخر الرجعات الي ان يرفع الله محمدا و اهل بيته صلي الله عليه و آله و ليس بين رفعهم و نفخ اسرافيل في الصور نفخه الصعق الا اربعين يوما و قوله ثم يخرج السيد الاكبر محمد رسول الله صلي الله عليه و آله فيوافي خروج اميرالمؤمنين عليه السلام بجميع اهل بيته و جميع شيعته في الخروج الثاني و هنا يكون تأويل قوله تعالي هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام و الملائكة و قضي الامر فالغمام اميرالمؤمنين عليه
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 412 *»
السلام يظهر نصر الله لدينه و للمؤمنين و قهره لاعداء الدين و هلاك ابليس اللعين و جنوده و اتباعه اجمعين بعلي اميرالمؤمنين عليه السلام و قضي الامر رسول الله صلي الله عليه و آله ينزل من السحاب في يده حربة من نار فيقتل به ابليس و يأتي تمام هذا ان شاء الله تعالي و قوله و ركل الباب برجله الركل الضرب بالرجل و الرفس كذلك و قوله ( و خ ) يأتي محسن تحمله خديجة بنت خويلد و فاطمة بنت اسد ام اميرالمؤمنين عليه السلام و هن صارخات روي ابنقولويه في كاملالزيارة عن حماد بن عثمان عن ابيعبدالله عليه السلام قال لما اسري بالنبي صلي الله عليه و آله و الحديث طويل الي ان قال و اول من يحكم فيه محسن بن علي ( بن ابيطالب خ ) عليه السلام في قاتله ثم في قنفذ فيؤنبان هو و صاحبه فيضربان بسياط من نار لو وقع سوط منها علي البحار لغلت ( لغليت خ ) من مشرقها الي مغربها و لو وضعت علي جبال الدنيا لذابت حتي تصير رمادا الحديث و قوله فمنهم شقي و سعيد قيل لعله عليه السلام فسر قوله تعالي الا ما شاء ربك بزمان الرجعة بان يكون المراد بالجنة و النار في الاية ما يكون منهما في عالم البرزخ قال علي بن ابراهيم في تفسير هذه الاية يوم يأتي و التي بعدها هذا في دار الدنيا قبل يوم القيمة قال و اما قوله و اما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها يعني في جنان الدنيا التي تنتقل اليها ارواح المؤمنين ما دامت السموات و الارض الا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ يعني غير مقطوع من نعيم الاخرة في الجنة يكون متصلا به و فيه وجوه اخر في الاية ( في معني الدوام و خ ) في معني الاستثناء و معني الاستشهاد من قوله عليه السلام بالاية ان ملك القائم عليه السلام لا انقطاع له لانه ملك الله سبحانه و لانه ولايتهم و هي الجنة و الجنة لا انقطاع لها و لا نفاد و انما الاستثناء جار علي احد الوجوه المذكورة في الاية عند المفسرين كذلك ملكه عليه السلام فانه اذا قتل لعن الله قاتله قام الحسين عليه السلام و يقوم الائمة و رسول الله صلي الله عليه و آله و عليهم و الملك متصل الي ان يرفعهم الله تعالي اليه و ينفخ اسرافيل في الصور و الملك متصل و يموت كل ذي روح و تبطل كل حركة و الملك
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 413 *»
متصل لان الله عزوجل لميكن خلوا ( لميخلو خ ) من ملكه في رتبة الملك ابدا و كل شئ فهو ملكهم لانهم عليهم السلام ملك الله عز و جل و تبقي السموات و الارض بين النفختين عاطلات من جميع الحركات و الملك باق لله و ما كان لله فقد جعله ملكا لهم و الملك ولاية الله و هي ولايتهم و قد حققنا هذا المعني في مواضع من شرحنا علي الزيارة الجامعة من طلبه وجده و انما قال عليه السلام بدوام ملكه مع انه انما بقي بعد خروجه سبعين سنة ثم قتل لانه لابد ان يرجع بعد ذلك لانه لابد لكل مؤمن من ميتة و قتلة من مات لابد ان يرجع حتي يقتل و من قتل لا بد ان يرجع حتي يموت و الحجة عليه السلام لابد ان يرجع حتي يموت فيرجع هو و رسول الله صلي الله عليه و آله و الائمة و فاطمة عليهم السلام في اخر الرجعات كما قال الحسين عليه السلام لاصحابه يوم كربلاء لنتشذ عن رسول الله صلي الله عليه و آله لحمته هي مجموعة له في حظيرة القدس تقر بهم عينه.
فصل في ذكر بعض ما ورد من ان القائم عليه السلام اذا قام استغني العباد بضوئه عن ضوء الشمس و القمر و في ذكر بعض ما يكون اذا قام ، روي محمد بن جرير الطبري في كتاب مسند فاطمة عليها السلام بسنده عن المفضل بن عمر قال سمعت اباعبدالله عليه السلام يقول ان قائمنا اذا قام اشرقت الارض بنور ربها و استغني العباد عن ضوء الشمس و القمر و صار الليل و النهار واحدا و ذهبت الظلمة و عاش الرجل في زمانه الف سنة يولد له في كل سنة غلام لايولد له جارية يكسوه الثوب فيطول عليه كلما طال و يكون عليه ايّ ( كل خ ) لون شاء و فيه بسنده عن المفضل بن عمر عن ابيعبدالله عليه السلام قال اذا قام القائم استنزل المؤمن الطير من الهواء فيذبحه و يشويه و يأكل لحمه و لايكسر عظمه ثم يقول له احي باذن الله تعالي فيحيي و يطير و كذلك الظباء من الصحاري و يكون ضوء البلاد و نورها و لايحتاجون الي شمس و ( لا خ ) قمر و لايكون علي وجه الارض مؤذي و لا شر و لا سم و لا فساد اصلا لان الدعوة سماوية ليست بارضية و لايكون للشيطان فيها وسوسة و لا
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 414 *»
عمل و لا حسد و لا شئ من الفساد و لاتشوك الارض و لا الشجر و تبقي الزروع قائمة كلما اخذ منها شئ نبت من وقته و عاد كحاله ( الي حاله خ ) و ان الرجل ليكسو ابنه الثوب فيطول معه كلما طال و يتلون عليه اي لون احب و شاء و لو ان الرجل الكافر دخل جحر ضب او تواري خلف مدرة او حجرة او شجرة لانطق الله ذلك الشئ الذي يتواري فيه حتي يقول يا مؤمن خلفي كافر فخذه فيؤخذ و يقتل و لايكون لابليس هيكل يسكن فيه و الهيكل البدن و يصافح المؤمنون الملائكة و يوحي اليهم و يحيون و يجتمعون الموتي باذن الله تعالي قالوا يأتي علي الناس زمان لايكون المؤمن الا بالكوفة او بالحيرة ( بحيرة خ ) و في تفسير علي بن ابراهيم بسنده عن المفضل بن عمر انه سمع اباعبدالله عليه السلام يقول في قوله و اشرقت الارض بنور ربها قال رب الارض يعني امام الارض قلت فاذا خرج يكون ماذا قال اذا يستغني الناس عن ضوء الشمس و نور القمر و يجتزون بنور الامام ، اقول مفاد هذه الاحاديث هي و ما اشبهها انما يتحقق اذا خلص الحق و زهق الباطل عن جميع المكلفين و تخلقوا باخلاق الروحانيين و كملت عقولهم و احلامهم و ايمانهم و هذا لايتم لهم علي كمال ما ينبغي ( حتي يحصل لهم ما يشتهون خ ) الا بالتدريج و اول شروعهم في الصلوح و الاصلاح لانفسهم عند قيام الحجة عليه السلام و لايكملون علي النحو الذي يحصل لهم ما يشتهون و تنقاد لهم الاشياء الا بعد قتل ابليس و جنوده و دواعي الشهوات و لايكون ذلك الا في اخر الرجعات كما يأتي لان القائم عليه السلام يقتل و ابليس اللعين موجود و انما قال عليه السلام في الاخبار المتقدمة اذا قام القائم عليه السلام الخ ، لان المراد بقيامه رجوعه الي الدنيا لا خروجه الاول فانه بعد قتله عليه السلام يرجع مع ابائه الكرام عليه و عليهم السلام الا اني لماقف علي ترتيب خروجهم و لكن الظاهر من الاخبار بل النص ان اول ما يظهر القائم عليه السلام ثم يرجع الحسين عليه السلام و هو اول من يكر من الائمة صلوات الله عليهم ثم يكر علي عليه السلام الكرة الاولي ثم يقتل صلوات الله عليه ثم يكر الائمة الاحدعشر و الحسين عليه السلام حي و لااعلم ترتيب كراتهم ثم
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 415 *»
يكر اميرالمؤمنين عليه السلام الكرة الثانية و هي الكرة الزهراء الكبري ثم ينزل السيد الاكبر رسول الله صلي الله عليه و آله فاذا قتل ابليس و جنوده استقر الحق مقره كما يحبه الله و يكون رسول الله صلي الله عليه و آله هو الحاكم و الائمة الاثنيعشر عليهم السلام وزراؤه في اقطار الارض و منهم القائم عليه السلام و عليهم كل واحد من الائمة الاثنيعشر صلوات الله عليهم حاكم في قطر من اقطار الارض من قبل رسول الله صلي الله عليه و آله و في هذا الوقت يكون ما ذكر في هذه الاحاديث المذكورة في هذا الفصل من استغناء العباد عن ضوء الشمس و القمر و كون الليل و النهار واحدا و من ذهاب الظلمة من العالم كله لارتفاع الظلم و ذهابه منه و الله اعلم و سيأتي ذكر بعض الاخبار الدالة بالتصريح و بالاشارة علي ما اشرنا اليه .
فصل في بعض ما ورد من ان القائم عليه السلام يقتل قتلة الحسين عليه السلام و ذراريهم لرضاهم بفعل ابائهم و انه ولي دم الحسين عليه السلام و المطالب به ، في حلية الابرار بسنده عن ثابت بن دينار قال سألت اباجعفر عليه السلام قلت يا ابن رسول الله صلي الله عليه و آله لم سمي علي عليه السلام اميرالمؤمنين و هو اسم ماسمي به احد قبله و لايجري في احد ( من خ ) بعده فقال لانه ميرة العلم يمتار منه و لايمتار من احد غيره ( قلت خ ) فلم سمي ذوالفقار فقال عليه السلام لانه ماضرب به احد من خلق الله الا افقره من هذه الدنيا من اهله و ولده و افقره في الاخرة من الجنة قال فقلت يا ابن رسول الله صلي الله عليه و آله كلكم قائمون بالحق قال بلي قلت فلم سمي القائم قائما قال لما قتل جدي الحسين (ص) ضجت الملائكة الي الله عز و جل بالبكاء و النحيب و قالوا الهنا و سيدنا انتقم ممن قتل صفوتك و ابن صفوتك و خيرتك من خلقك فاوحي الله عز و جل اليهم قروا ملائكتي فوعزتي و جلالي لانتقمن منهم و لو بعد حين ثم كشف الله عزوجل عن الائمة من ولد الحسين عليه و عليهم السلام للملائكة فسرت الملائكة بذلك فاذا احدهم قائم يصلي فقال الله عزوجل بذلك انتقم منهم و فيه بسنده عن محمد بن سنان عن رجل قال سألت اباعبدالله
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 416 *»
عليه السلام عن قوله تعالي و من قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلايسرف في القتل انه كان منصورا قال ذلك قائم آلمحمد عليه و عليهم السلام يخرج فيقتل بدم الحسين عليه السلام فلو قتل اهل الارض لميكن مسرفا و قوله فلايسرف في القتل اي لميكن ليصنع شيئا فيكون مسرفا ثم قال ابوعبدالله عليه السلام يقتل والله ذراري قتلة الحسين عليه السلام بفعال ابائها و فيه بسنده عن عبدالسلام بن صالح قال قلت لابيالحسن علي بن موسي الرضا عليه السلام ما تقول في حديث روي عن الصادق عليه السلام انه قال اذا قام القائم عليه السلام قتل ذراري قتلة الحسين عليه السلام بفعال ابائها فقال عليهالسلام هو كذلك قلت فقول الله عزوجل و لاتزر وازرة وزر اخري ما معناه فقال صدق الله في جميع اقواله لكن ذراري قتلة الحسين عليه السلام يرضون بفعال ابائهم و يفتخرون بها و من رضي شيئا كمن اتاه و لو ان رجلا قتل في المشرق فرضي بقتله رجل في المغرب لكان الراضي عند الله عز و جل شريك القاتل و انما يقتلهم بالقائم عليه السلام اذا خرج لرضاهم بفعل ابائهم قال فقلت له باي شئ يبدأ القائم عليه السلام منكم قال يبدأ ببنيشيبة و يقطع ايديهم لانهم سراق بيت الله الحرام و فيه من تفسير العياشي بسنده عن سلام بن مستنير عن ابيجعفر عليه السلام في قوله ( تعالي خ ) و من قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلايسرف في القتل انه كان منصورا قال هو الحسين بن علي قتل مظلوما و نحن اولياؤه و القائم منا اذا قام طلب بثار الحسين عليه السلام فيقتل حتي يقال قد اسرف في القتل و قال المثني المقتول الحسين عليه السلام و وليه القائم عليه السلام و الاسراف في القتل ان يقتل غير قاتله انه كان منصورا فانه لايذهب من الدنيا حتي ينتصر رجل من ال الرسول صلي الله عليه و آله يملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما و فيه باسناده عن حمران عن ابيجعفر عليه السلام قال قلت له يا ابن رسول الله صلي الله عليه و آله زعم ولد الحسن ان القائم منهم و انهم اصحاب الامر و يزعم ولد ابنالحنفية مثل ذلك فقال رحم الله عمي الحسن لقد غمد اربعينالف سيف حين اصيب اميرالمؤمنين و اسلمها الي
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 417 *»
معوية و محمد بن علي سبعينالف سيف قاتله لو خطر عليهم خطرا ماخرجوا منها حتي يموتوا جميعا و خرج الحسين عليه السلام فعرض نفسه علي الله في سبعين رجلا، من احق بدمه منا نحن والله اصحاب الامر و فينا القائم و منا السفاح و المنصور و قد قال الله ( تعالي خ ) و من قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا نحن اولياء الحسين بن علي عليهما السلام و علي دينه ، اقول قوله و منا السفاح و المنصور ، المراد بالسفاح اميرالمؤمنين صلوات الله عليه و ذلك في كرته الاولي يطلب بدم ابنه الحسين عليه السلام و بالمنصور الحسين عليه السلام اذا رجع الي الدنيا في اخر دولة القائم عليه السلام يطلب بدمه و دم اصحابه يوم كربلا و مما يدل علي هذا ما رواه المفيد في الاختصاص (بسنده خ ) عن جابر قال سمعت اباجعفر عليه السلام يقول والله ليملكن رجل منا اهل البيت بعد موته ثلثمائة سنة و يزداد تسعا قال فقلت متي يكون ذلك فقال بعد موت القائم عليه السلام قال قلت له و كم يقوم القائم في عالمه حتي يموت قال تسعةعشر سنة من يوم قيامه الي يوم موته قال قلت له فيكون بعد موته الهرج قال نعم خمسين سنة ثم يخرج المنتصر المنصور الي الدنيا فيطلب بدمه و دماء اصحابه فيقتل و يسبي حتي يقال لو كان هذا من ذرية الانبياء ماقتل الناس كل هذا القتل فيجتمع عليه الناس ابيضهم و اسودهم فيكثرون عليه حتي يلجئوه الي حرم الله فاذا اشتد عليه البلاء و قتل المنتصر خرج السفاح الي الدنيا غضبا فيقتل كل عدو لنا و هل تدري من المنتصر و السفاح يا جابر المنتصر الحسين بن علي و السفاح علي بن ابيطالب عليهما السلام اقول قد ذكر عليه السلام ان المراد بالمنصور و السفاح الحسين و علي بن ابيطالب عليهما السلام كما ذكرنا قبل فان قوله و منا المنصور و منا السفاح بعد قوله و فينا القائم ان المراد بالمنصور الحسين و بالسفاح اميرالمؤمنين عليهما السلام الا ان في حديث الاختصاص الذي اوردناه شاهدا اشكالين احدهما انه ذكر المنتصر و انه يخرج يطلب بدمه و دماء اصحابه و هو الحسين عليه السلام و نحن اتينا به شاهدا علي المنصور و ان كان فيه نسخة بالمنصور الا ان نسخة الاصل المنتصر و هو المتكرر في هذا الحديث
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 418 *»
و انما فسرناه بالمنصور كما في بعض نسخ الحديث للقرينة و لكن المستفاد من الاخبار ان المنتصر قد يطلقونه علي القائم عليه السلام كما في حديث غيبة النعماني عن جابر عن ابيجعفر عليه السلام قال بلفظ حديث الاختصاص الي قوله تسعةعشر سنة و قال في حديث الغيبة ثم يخرج المنتصر فيطلب بدم الحسين عليه السلام و دماء اصحابه فيقتل و يسبي حتي يخرج السفاح فالمراد بالمنتصر و الله العالم هو القائم عليه السلام بقرينة قوله فيطلب بدم الحسين عليه السلام و دماء اصحابه و قد يطلقونه و يريدون به الحسين عليه السلام كما في حديث الاختصاص بقرينة قوله ثم يخرج المنتصر الي الدنيا فيطلب بدمه و دماء اصحابه و كذلك المنصور قد يطلق و يراد به القائم عليه السلام كما في قوله تعالي فلايسرف في القتل انه كان منصورا و ورد عنهم عليهم السلام ان من اسماء الحجة عليه السلام منصورا و قد يطلق و يراد به الحسين عليه السلام كما ذكره ( ذكر خ ) في الحديث السابق في قوله و فينا القائم و منا السفاح و المنصور فانه لما ذكر القائم تعين ان المراد بالمنصور هو الحسين عليه السلام فظهر ان المنتصر في حديث الاختصاص هو الحسين عليه السلام و ما في حديث العياشي الاتي من قوله مات المنتصر يراد بالمنتصر هنا و الله العالم هو القائم عليه السلام و خرج السفاح هو اميرالمؤمنين عليه السلام كما في هذا الحديث و قتل المنتصر خرج السفاح و يأتي ( و خ ) في حديث الاختصاص الثاني مثل ما في غيبة النعماني و زاد في اخره تفسير السفاح قال و هو اميرالمؤمنين عليه السلام و قد يطلق السفاح علي الحسين عليه السلام كما روي ان اول من ينفض التراب عن رأسه هو السفاح و هو الحسين عليه السلام و في تأويل الايات الباهرة باسناده عن بعض اصحابنا عن ابيعبدالله عليه السلام قال سألته عن قوله الله عز و جل و من قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلايسرف في القتل انه كان منصورا قال نزلت في الحسين عليه السلام لو قتل وليه اهل الارض ماكان مسرفا و وليه القائم عليه السلام .
فصل في ذكر بعض ما ورد في رجعة الحسين عليه السلام ، في الخرائج و
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 419 *»
الجرائح للشيخ الامام قطبالدين سعيد بن هبةالله الراوندي بسنده عن جابر عن ابيجعفر عليه السلام قال قال الحسين عليه السلام لاصحابه قبل ان يقتل ان رسول الله صلي الله عليه و آله قال ( لي خ ) يا بني انك ستساق الي العراق و هي قد التقي بها النبيون و اوصياء النبيين و هي ارض تدعي عمورا و انك تستشهد بها و يستشهد معك جماعة من اصحابك لايجدون الم مس الحديد و تلا ( قلنا خ ) يا نار كوني بردا و سلاما علي ابراهيم يكون الحر بردا و سلاما عليك و عليهم فابشروا فوالله لئن قتلونا فانا نرد علي نبينا قال ثم امكث ما شاء الله ثم اكون اول من تنشق الارض عنه فاخرج خرجة يوافق ذلك خرجة اميرالمؤمنين و قيام قائمنا و حيوة رسول الله صلي الله عليه و آله ثم لينزلن علي وفد من السماء من عند الله و لمينزلوا الي الارض قط و لينزلن جبرئيل و ميكائيل و اسرافيل و جنود من الملائكة و لينزلن محمد و علي و انا و اخي و جميع من من الله عليه في حمولات من حمولات الرب خيل بلق من نور لميركبها مخلوق ثم ليهزن محمد لواءه و ليدفعنه الي قائمنا مع سيفه ثم انا نمكث من بعد ذلك ما شاء الله ثم ان الله يخرج من مسجد الكوفة عينا من دهن و عينا من ماء و عينا من لبن ثم ( ثم ان خ ) اميرالمؤمنين عليه السلام يدفع الي سيف رسول الله صلي الله عليه و آله و يبعثني الي المشرق و المغرب فلااتي علي عدو لله الا اهرقت دمه و لاادع صنما الا احرقته حتي اقع الي الهند فافتحها و ان دانيال و يوشع يخرجان الي اميرالمؤمنين عليه السلام يقولان صدق الله و رسوله و يبعث الله معهما الي البصرة سبعين رجلا فيقتلون مقاتليهم و يبعث مبعثا الي الروم فيفتح الله لهم ثم لاقتلن كل دابة حرم الله لحمها حتي لايكون علي وجه الارض الا الطيب و اعرض علي اليهود و النصاري و سائر الملل و لاخيرنهم بين الاسلام و السيف فمن اسلم مننت عليه و من كره الاسلام اهرق لله ( الله خ ) دمه و لايبقي رجل من شيعتنا الا انزل الله اليه ملكا يمسح عن وجهه التراب و يعرفه ازواجه و منزلته في الجنة و لايبقي علي وجه الارض اعمي و لا مقعد و لا مبتلي الا كشف الله بلاءه بنا اهل البيت و لتنزلن البركة من السماء الي الارض حتي ان الشجرة
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 420 *»
لتقصف ( لتقصب خ ) بما يزيد الله فيها من الثمرة و لتؤكلن ثمرة الشتاء في الصيف و ثمرة الصيف في الشتاء و ذلك قوله تعالي و لو ان اهل الكتاب امنوا و اتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الارض و لكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون ثم ان الله ليهب شيعتنا ( ليوجب لشيعتنا خ ) كرامة لايخفي عليهم شئ في الارض و ما كان فيها حتي ان الرجل منهم يريد ان يعلم علم اهل بيته فيخبرهم بعلم ما يعملون. اقول قوله عليه السلام فانا نرد علي نبينا صلي الله عليه و آله يعني بذلك اذا قتلوا ورد جسده الشريف علي رسول الله صلي الله عليه و آله و وردت روحه الطاهرة و ارواح المستشهدين معه عليه السلام ثم يعود جسده الي موضع قبره و ما ورد من ان اجسادهم لاتبقي في الارض الا ثلثة ايام او اكثر الي اربعين يوما ثم ترفع الي السماء و من ان الحسين عليه السلام لو نبش في ايامه لوجد في قبره و اما الان فلايوجد لانه رفع الي السماء و من انه معلق بالعرش و انه دائما ينظر الي موضع قبره و زواره و يستغفر لهم و يسأل اباه ان يستغفر لهم و انه يسئل الله و ينتظر متي يؤمر بحمل العرش و من انه انما تزار مواضع ( موضع خ ) حفرهم فقد كتبنا بيان ذلك في بعض اجوبتنا مبينا مشروحا من اراده طلبه من ( في خ ) اجوبة مسائل الملا مهدي و مختصر الجواب اجمالا ان اجساد المعصومين تبقي بشريتها ملازمة لها ثلاثة ايام الي اربعين يوما علي اختلاف مراتب المعصومين في اللطافة و شدة النورية فالقوي تبقي ثلاثة ايام و الضعيف تبقي اربعين يوما و ما بينهما بالنسبة فما دامت البشرية موجودة في الاجساد ( فالاجساد خ ) موجودة في الارض و لو نبشت رئيت و اذا فارقت صورة ( الصورة خ ) البشرية التي هي الكثافة لمتر الاجساد و لو نبشت لمتوجد و ان كانت في محالها للطافتها فلاتراها الا عين ( ابصار خ ) المعصومين و يعبر عن هذه الغيبوبة التي حصلت من خلعها الكثافة بالرفع الي السماء و بالنزول الي الارض بلبسها كثافة ( يلبسها الكثافة خ ) البشرية فافهم ( و افهم خ ) هذه القاعدة و اعرف منها كلما ورد من هذا النحو و اما ابصار المعصومين عليهم السلام فيرونها فلو نبشها المعصوم وجدها في كل وقت الي يوم القيمة و لهذا نبش
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 421 *»
نوح عليه السلام ادم عليه السلام من مكة او من سرنديب و حمله الي النجف الاشرف فان قلت انما حمل عظامه قلت ان الروايات الواردة في رفعها الي السماء مصرحة برفع اللحوم و العظام و غيرهما و ايضا المراد بالعظام جميع الجسد و العرب يعبرون عن الجسد بالعظام قال الشاعر يرثي طلحة الطلحات و هو طلحة بن عبدالله ( عبيدالله خ ) بن خلف ، قال :
رحم الله اعظما دفنوها
بسجستان طلحة الطلحات
سمي بذلك لان امه صفية بنت الحارث بن طلحة بن ابيطلحة بن عبدمناف فقال الشاعر رحم الله اعظما و يريد به الجسد و ايضا لو كانت ترفع او تبلي لميجدها نوح عليه السلام و كان بين موت ادم عليه السلام و حمل نوح عليهالسلام لجسده علي ما رواه المسعودي في مروجالذهب الف سنة و خمسمائة سنة و اربعةعشرة سنة و كذلك موسي عليهالسلام حمل يوسف عليه السلام من النيل الي بيتالمقدس و بينهما تقريبا اربعمائة سنة و اما ان الحسين عليه السلام معلق بالعرش فلأنه يراد به جسمه الذي هو الروح الشريفة او مع الجسد بعد خلع البشرية فانه في رتبة العرش حينئذ و معني انه ينتظر متي ( حتي خ ) يؤمر بحمل العرش انه ينتظر متي ( حتي خ ) يكر فيطلب بدمه و دماء اصحابه لان المراد به العرش هنا اي في مقام حمل العرش الدين فاذا كر اقام الدين الذي من جملته الطلب بدمائهم و قوله عليه السلام ثم امكث ما شاء الله اشارة الي مدة ما بين قتله و كرته عليه السلام و قوله فاكون اول من تنشق عنه الارض بعد ان يظهر القائم عليه السلام ( لان خ ) القائم عليه السلام حي لميمت فاذا ظهر و مضي ملكه تسع و خمسون سنة تقريبا كما مرت الاشارة اليه خرج الحسين عليه السلام و قوله عليه السلام فاخرج خرجة توافق ذلك خرجة اميرالمؤمنين و قيام قائمنا و حيوة رسول الله صلي الله عليه و آله يراد منه و الله سبحانه و هم عليهم السلام اعلم ان كرة الحسين عليه السلام بعد ظهور القائم عليه السلام بتسع و خمسين سنة كما مر و يطول عمره و ملكه علي ما يظهر لي من احاديثهم عليهم السلام خمسينالف سنة حتي تسقط حاجباه علي عينيه من الكبر و يربطهما
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 422 *»
بعصابة حتي يتمكن من النظر و ليس بين رفعه مع ابائه و ابنائه الطاهرين و بين نفخة اسرافيل عليه السلام نفخة الصعق الا اربعين يوما يكون فيها هرج و مرج كما ذكرناه مكررا فيكون خروجه هذا موافقا لظهور القائم عليه السلام لانه يدرك من مدة ملكه احديعشرة سنة و موافقا لخروج اميرالمؤمنين عليه السلام الاول لانه بعد موت القائم عليه السلام بثمان سنين و لخروج اميرالمؤمنين عليه السلام الثاني لانه عليه السلام يخرج الخروج الاول لنصرة ابنه الحسين عليه السلام و يعيش معه علي ما يظهر لي ثلثمائة سنة و تسع سنين بل هو صريح رواية العياشي في تفسيره عن جابر قال سمعت اباجعفر عليه السلام يقول والله ليملكن رجل منا اهل البيت الارض بعد موته ثلثمائة و يزداد تسعا قال قلت فمتي ذلك قال بعد موت القائم عليه السلام قال قلت و كم يقوم القائم عليه السلام في عالمه حتي يموت قال تسععشرة سنة من يوم قيامه الي يوم موته قال قلت فيكون بعد موته هرج قال نعم خمسين سنة قال ثم يخرج المنصور الي الدنيا فيطلب دمه و دم اصحابه فيقتل و يسبي حتي يقال لو كان هذا من ذرية الانبياء ماقتل الناس كل هذا القتل فيجتمع الناس عليه ابيضهم و اسودهم فيكثرون عليه حتي يلجئوه الي حرم الله فاذا اشتد البلاء عليه مات المنتصر و خرج السفاح غضبا للمنتصر فيقتل كل عدو لنا و يملك الارض كلها و يصلح الله له امره و يعيش ثلثمائة سنة و يزداد تسعا ثم قال ابوجعفر عليه السلام يا جابر هل تدري من المنتصر و السفاح يا جابر المنتصر الحسين عليه السلام و السفاح اميرالمؤمنين صلوات الله عليه و عليهم اجمعين ، اقول مضي مثل هذا المعني و يأتي و قد صرح عليه السلام بان اميرالمؤمنين عليه السلام يعيش في كرته الاولي ثلثمائة سنة و تسع سنين كما وجهنا فالمنصور في اول الحديث هو الحسين عليه السلام و قوله مات المنتصر هنا هو القائم عليه السلام و كذا في حديث الاختصاص و قتل المنتصر هو القائم عليه السلام و لو اريد بالمنتصر في قوله مات المنتصر هو الحسين عليه السلام لقيل فاذا اشتد البلاء عليه مات لانه هو المذكور بقوله ثم يخرج المنصور فيطلب دمه فلما اراد
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 423 *»
بالمنتصر القائم عليه السلام هنا قال فاذا اشتد البلاء عليه اي علي الحسين عليه السلام مات المنتصر اي القائم عليه السلام و في قوله و خرج السفاح غضبا للمنتصر اي للحسين عليه السلام لان المنتصر يستعمل في القائم عليه السلام كما في حديث غيبة الطوسي في قوله ثم يخرج المنتصر فيطلب بدم الحسين عليه السلام و يستعمل في الحسين عليه السلام كما في حديث الاختصاص في قوله ثم يخرج المنتصر الي الدنيا فيطلب بدمه و دماء اصحابه و لهذا قال عليه السلام هنا يا جابر هل تدري من المنتصر و السفاح الخ و انما قلنا بان المراد بالمنتصر الذي يقتل و يموت قبل خروج السفاح اعني اميرالمؤمنين عليه السلام هو القائم عليه السلام لا الحسين عليه السلام لما دلت عليه احاديثهم بان القائم عليه السلام يقتل و بعبارة اخري يموت قبل كرة اميرالمؤمنين عليه السلام بتسععشرة سنة و الحسين عليه السلام يبقي بعده ثم يقتل لعن الله قاتله و يبقي الحسين عليه السلام بعد ابيه ثم يخرج الخروج الثاني مع جميع شيعته علي ما سيأتي ان شاء الله تعالي و بين الخروجين اي بين موته اذا قتل و بين خروجه ثانيا علي ما فهمت من رواياتهم عليهم السلام اربعةالاف سنة علي رواية او ستةالاف سنة علي رواية اخري او عشرةالاف سنة علي رواية اخري و ذلك لانه ورد ان ( مدة خ ) ملك الحسين عليه السلام خمسونالف سنة و مدة ملك علي عليه السلام ستة و اربعونالف سنة علي رواية و علي اخري اربعة و اربعونالف سنة و علي اخري اربعونالف سنة و الظاهر من هذه المدة مدة الخروج الثاني و اما الخروج الاول الذي حملنا عليه روايات الثلثمائة سنة و تسع سنين فيحتمل انه غير هذه المدة الاخيرة علي الظاهر لانه عليه السلام انما خرج في الاولي لنصرة ابنه الحسين عليهما السلام فلاتحسب من ملكه و يحتمل كونها من الاخيرة و الله اعلم و مدة خروجه الاخير تقرب من مدة حيوة رسول الله صلي الله عليه و آله لانه ينزل من السماء بعد خروج اميرالمؤمنين عليه السلام هذا و الحسين عليه السلام موجود في الدنيا لانه قتل يوم كربلا لعن الله قاتله و بقيت له ميتة و هي مع ميتة ابائه و ابنائه الطاهرين صلي الله عليهم
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 424 *»
اجمعين و كذلك القائم عليه السلام بعد قتله في اوائل خروج الحسين عليه السلام و يكر و يموت مع موتهم عليهم السلام و موتهم الثاني هو رفعهم الي السماء رفعا حقيقيا ( حقيقة خ ) ليس كما قلنا في رفع اجسادهم بعد الموت بثلاثة ايام و ليس لاحد من الخلق قتلتان و خروجان و موتة غير اميرالمؤمنين صلوات الله عليه و لذا قال عليه السلام انا الذي اقتل مرتين و احيي مرتين و لي الكرة بعد الكرة و الرجعة بعد الرجعة و اما ما دل علي خروجهم كلهم عليهم السلام عند قيام القائم عليه السلام قبل ظهوره لسائر الناس فالذي فهمت من احاديثهم صلي الله عليهم ان ذلك خروج الاذن للقائم عليه السلام في الظهور و المبايعة له علي ذلك مبايعة الاذن و الرخصة و الرضاء من الله عز و جل ثم منهم و ليس من ملكهم بذاتهم و ان كان من ملكهم بالقائم عليه السلام كما يشعر ( به خ ) قوله عليه السلام بعد هذا الكلام علي احد وجهيه و لينزلن محمد و علي و انا و اخي و جميع من من الله عليه في حمولات من حمولات الرب خيل بلق من نور لميركبها مخلوق ثم ليهزن محمد لواءه و ليدفعنه الي قائمنا مع سيفه ثم انا نمكث من بعد ذلك ما شاء الله و الوجه الاخر يأتي و قوله عليه السلام ثم لينزلن مع علي وفد من السماء من عند الله لمينزلوا الي الارض قط و لينزلن الي جبرئيل و ميكائيل و اسرافيل و جنود من الملائكة ثم ليهزن محمد الخ ، يحتمل ان يكون نزول هذا الوفد و هذه الملائكة في ظهور القائم عليه السلام و قبل قتله او عند ظهوره و يحتمل ان يكون ذلك في رجعة القائم عليه السلام فان محمدا صلي الله عليه و آله يبعث كل واحد منهم عليهم السلام في بعث للجهاد في اقطار الارض او يكون الباعث علي عليه السلام عن امر محمد صلي الله عليه و آله و هذا الاحتمال الثاني هو الوجه الثاني في قولي علي احد وجهيه و قوله ثم انا نمكث من بعد ذلك ما شاء الله الظاهر لي من هذا الكلام علي ما فهمته من معاني احاديثهم ان هذا المكث هو منذ قام بالامر بعد قتل الحجة عليه السلام الي خروج اميرالمؤمنين عليه السلام الخروج الثاني او الي خروج اميرالمؤمنين عليه السلام الاول او منذ قتل اميرالمؤمنين عليه السلام بعد الخروج الاول الي
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 425 *»
الكرة الثانية اي الخروج الثاني و الاول اظهر عندي و الله اعلم و قوله عليه السلام ثم ان الله يخرج من مسجد الكوفة عينا من دهن الخ ، الظاهر انه في كرة اميرالمؤمنين عليه السلام الثانية و قوله عليه السلام ثم ان اميرالمؤمنين عليه السلام يدفع الي سيف رسول الله صلي الله عليه و آله الظاهر انه في الكرة الثانية لامير المؤمنين عليه السلام و باقي الحديث متعلق بالكرة الثانية التي يجتمع فيها محمد و اهل بيته اجمعون صلي الله عليهم و في منتخب البصائر للحسن بن سليمان الحلي بسنده عن حمران عن ابيجعفر عليه السلام قال ان اول من يرجع لجاركم الحسين عليه السلام فيملك حتي تقع حاجباه علي عينيه من الكبر و فيه عن محمد بن مسلم قال سمعت حمران بن اعين و اباالخطاب يحدثان جميعا قبل ان يحدث ابوالخطاب ما احدث انهما سمعا اباعبدالله عليه السلام يقول اول من تنشق الارض عنه و يرجع الي الدنيا الحسين بن علي عليهما السلام و ان الرجعة ليست بعامة و هي خاصة لايرجع الا من محض الايمان محضا او محض الشرك محضا ، اقول قوله عليه السلام اول من تنشق عنه الارض الخ ، اي من الائمة عليهم السلام و الا فان كثيرا ممن يرجع مع القائم عليه السلام يخرجون من قبورهم بين جمادي و رجب من السنة التي يخرج فيها عليه السلام كما صرحت به الروايات و قوله و هي خاصة لايرجع الا من محض الخ ، و قوله لايرجع الا من محض الايمان محضا و محض الشرك محضا ، هذا هو الموجود في الاخبار المتكثرة المتواترة معني انه لايرجع الا من محض الايمان و محض الشرك و في بعضها الكفر و في بعضها النفاق محضا و لا اشكال فيه نعم ورد ان اناسا ممن لميمحض الايمان محضا و لا الشرك محضا و ليسوا من اهل الرجعة و لا ممن يسئلون في قبورهم يرجعون و ذلك لان بعضهم له قصاص و البعض الاخر عليه القصاص فيرجع القاتلون و المقتولون حتي يستوفوا قصاصهم من قاتليهم و يعيشون بعد اخذ ثارهم ثلثين شهرا ثم يموتون في ليلة واحدة و هو ما رواه في منتخب البصائر عن ابيابرهيم موسي بن جعفر عليهما السلام قال لترجعن نفوس ذهبت و ليقتص يوم يقوم و من عذب يقتص بعذابه و من اغيظ
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 426 *»
بغيظه و من قتل اقتص بقتله و ترد لهم اعدائهم معهم حتي يأخذوا بثارهم ثم يعمرون بعدهم ثلاثين شهرا ثم يموتون في ليلة واحدة قد ادركوا ثارهم و شفوا انفسهم و يصير عدوهم الي اشد النار عذابا ثم يوقفون بين يدي الجبار عز و جل فيؤخذ لهم بحقوقهم و في منتخبالبصائر عن ابيعبدالله عليه السلام قال ان الذي يلي حساب الناس قبل يوم القيمة الحسين بن علي عليهما السلام فاما يوم القيمة فانما هو بعث الي الجنة و بعث الي النار ، اقول اعلم ان ايام المجازاة علي الاعمال ثلثة الدنيا و البرزخ و الاخرة فاما الاعمال التي لا ايمان معها عن تعمد او لا اخلاص فجزاؤها في الدنيا بدفع بعض البلايا و ادرار الرزق و كثرة الاموال و الارزاق و اما الاعمال التي لا ايمان معها عن جهل و ما اشبه ذلك من خطاء و ( او خ ) غفلة فجزاؤها في البرزخ بدفع عذاب القبر او فتح باب من الجنة الي القبر فيدخل عليه الروح و اما الاعمال التي وقعت عن ايمان و معرفة فجزاؤها في الاخرة و تسمي الاعمال و توصف بمحالها و تنسب الي اوقات المجازاة عليها فالاعمال ( فاما الاعمال خ ) البرزخية التي يكون المجازاة عليها في البرزخ اذا كان من اهل الرجعة وقعت المجازاة عليها في الرجعة لان الرجعة من نوع البرزخ الاتري ان المؤمن اذا مات التحقت روحه بجنة الدنيا و ان كان كافرا او مشركا او منافقا التحقت روحه بنار الدنيا و جنة الدنيا هي الجنتان المدهامتان و هي تخرج في الرجعة كما يأتي عند مسجد الكوفة فاذا كان علي المكلف او له شئ من المجازاة البرزخية كان المحاسب عليها هو الحسين عليه السلام و اما ما لايتعلق بتلك الاعمال البرزخية من الاعمال الاخروية اذا كان حوسب المكلف علي الاعمال البرزخية و جوزي عليها في البرزخ و حضر يوم القيمة يحاسب عن الاعمال الاخروية فاذا استحق دخول الجنة او النار بالاعمال الاخروية بعد المحاسبة عليها بعث به الي الجنة او النار و لميتوقف دخول ما يستحقه علي شئ من الاعمال البرزخية لانه قد حاسبه الحسين عليه السلام عليها و ليس معني الحديث و الله ( سبحانه هو خ ) العالم ان جميع حساب الخلائق يقع في الرجعة بل المعني ان الحساب علي الاعمال البرزخية يقع في
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 427 *»
الرجعة و لايعاد الحساب عليها يوم القيمة فافهم و فيه عن معلي بن خنيس و زيد الشحام عن ابيعبدالله عليه السلام قالا سمعناه يقول ان اول من يكر في الرجعة الحسين بن علي عليه السلام و يمكث في الارض اربعينالف سنة حتي تسقط حاجباه علي عينيه ، اقول لعل المراد بملكه ( بمكثه خ ) اربعينالف سنة حال استقرار ملكه لانه قبل خروج ابيه اميرالمؤمنين عليه السلام في الكرة الثانية لميستقر ملكه بل هو في اشد المجاهدة لاعداء الله و علي هذا فاستقرار ملكه يقرب من ذلك و في تفسير العياشي عن رفاعة بن موسي قال قال ابوعبدالله عليه السلام ان اول من يكر الي الدنيا الحسين بن علي عليهما السلام و اصحابه و يزيد بن معوية و اصحابه فيقتلهم حذو القذة بالقذة ثم قال ابوعبدالله عليه السلام ثم رددنا لكم الكرة عليهم و امددناكم باموال و بنين و جعلناكم اكثر نفيرا و في الاختصاص عن ابيعبدالله عليه السلام سئل عن الرجعة أحق هي قال نعم فقيل له من اول من يخرج قال الحسين عليه السلام يخرج علي اثر القائم عليه السلام فقلت معه الناس كلهم قال لا بل كما ذكره الله تعالي في كتابه يوم ينفخ في الصور فتأتون افواجا قوم بعد قوم و عنه عليه السلام و يقبل الحسين عليه السلام في اصحابه الذين قتلوا معه و معه سبعون نبيا كما بعثوا مع موسي بن عمران عليه السلام فيدفع اليه القائم عليه السلام الخاتم فيكون الحسين عليه السلام هو الذي يلي غسله و كفنه و حنوطه و يواريه في حفرته و في كاملالزيارة بسنده عن بريد العجلي قال ( قال قلت خ ) لابيعبدالله عليه السلام يا ابن رسول الله اخبرني عن اسمعيل الذي ذكره الله في كتابه حيث يقول و اذكر في الكتاب اسمعيل انه كان صادق الوعد و كان رسولا نبيا أ كان اسمعيل بن ابراهيم عليهما السلام فان الناس يزعمون انه اسمعيل بن ابراهيم فقال ان اسمعيل مات قبل ابراهيم و ان ابراهيم كان حجة لله ( الله خ ) فانما هو صاحب شريعة فالي من ارسل اسمعيل اذا قلت فمن كان جعلت فداك قال ذلك اسمعيل بن حزقيل النبي عليه السلام بعثه الله الي قومه فكذبوه و قتلوه و سلخوا فروة وجهه فغضب الله له عليهم فوجه اليهم سطاطائيل ملك
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 428 *»
العذاب فقال له يا اسمعيل انا سطاطائيل ملك العذاب وجهني رب العزة اليك لاعذب قومك بانواع العذاب ان شئت فقال له اسمعيل لا حاجة لي في ذلك يا سطاطائيل فاوحي الله اليه فما حاجتك يا اسمعيل فقال يا رب انك اخذت الميثاق لنفسك بالربوبية و لمحمد صلي الله عليه و آله بالنبوة و لاوصيائه بالولاية و اخبرت خلقك بما تفعل امته بالحسين بن علي عليهما السلام من بعد نبيها و انك وعدت الحسين ان تكرّه الي الدنيا حتي ينتقم بنفسه ممن فعل ذلك به فحاجتي اليك يا رب ان تكرني الي الدنيا حتي انتقم ممن فعل ذلك بي ما فعل كما تكر الحسين بن علي فوعد الله اسمعيل بن حزقيل ذلك فهو يكر مع الحسين بن علي عليهما السلام و في كنزالفوائد لابيالفتح محمد بن علي الكراجكي الذي قرأ علي المرتضي ( الموثقين خ ) و الشيخ بسنده عن سليمان بن خالد قال قال ابوعبدالله عليه السلام في قوله تعالي يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قال الراجفة الحسين بن علي عليهما السلام و الرادفة علي بن ابيطالب عليه السلام و اول من ينفض التراب عن رأسه الحسين بن علي عليهما السلام في خمسة و سبعينالفا و هو قوله تعالي انا لننصر رسلنا و الذين امنوا في الحيوة الدنيا و يوم يقوم الاشهاد يوم لاينفع الظالمين معذرتهم و لهم اللعنة و لهم سوء الدار و في كاملالزيارة لابن ( قال ابن خ ) قولويه عن ابيعبدالله عليه السلام قال كأني بسرير من نور قد وضع و قد ضربت عليه قبة من ياقوتة حمراء مكللة بالجوهر و كأني بالحسين عليه السلام جالسا علي ذلك السرير و حوله تسعونالف قبة خضراء و كأني بالمؤمنين يزورونه و يسلمونه عليه فيقول الله عز و جل لهم اوليائي سلوني فطال ما اوذيتم و ذللتم و اضطهدتم فهذا يوم لاتسئلوني حاجة من حوائج الدنيا و الاخرة الا قضيتها لكم فيكون اكلهم و شربهم من الجنة فهذه والله الكرامة ، اقول قوله من حوائج الدنيا و الاخرة صريح في ان ذلك في الرجعة لان الاخرة لايسئل فيها حوائج الدنيا و هذا الحديث يؤيد ما ذكرنا قبل من ان الجنتين المدهامتين تظهران في الرجعة لقوله فيكون اكلهم و شربهم من الجنة و امثال هذه الاحاديث كثيرة.
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 429 *»
فصل و مما جاء في رجعة اميرالمؤمنين صلوات الله عليه و انه دابة الارض ، في منتخبالبصائر بسنده عن الاصبغ بن نباتة قال قال لي معوية يا معشر الشيعة تزعمون ان عليا دابة الارض فقلت نحن نقول، اليهود تقوله فارسل الي رأسالجالوت فقال ويحك تجدون دابة الارض عندكم فقال نعم فقال ما هي فقال رجل فقال أتدري ما اسمه قال نعم اسمه اليا قال فالتفت الي فقال ويحك يا اصبغ ما اقرب اليا من علي عليا و في كنز الكراجكي بسنده عن ابيالجارود عمن سمع عليا صلوات الله عليه يقول العجب كل العجب بين جمادي و رجب فقام رجل فقال يا اميرالمؤمنين ما هذا العجب الذي لاتزال تعجب منه فقال ثكلتك امك و اي عجب اعجب من اموات يضربون كل عدو لله و رسوله (لرسوله خ) و لاهل بيته و ذلك تأويل هذه الاية يا ايها الذين امنوا لاتتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الاخرة كما يئس الكفار من اصحاب القبور فاذا اشتد القتل قلتم مات او هلك او اي واد سلك و ذلك تأويل هذه الاية ثم رددنا لكم الكرة عليهم و امددناكم باموال و بنين و جعلناكم اكثر نفيرا اقول قوله و اي عجب اعجب من اموات الخ ، يشير الي العجب الذي يكون بين جمادي و رجب و ذلك لانه اذا كانت السنة التي يخرج فيها القائم عليه السلام امطر الناس ( السماء خ ) جماديالاخر و عشرة ايام من رجب مطرا لمير الخلائق مثله و روي اربعين مطرة و روي اربعين يوما اخرها بين جمادي و رجب حتي انه لتقع اكثر بيوت اهل الدنيا فتنبت به لحوم المؤمنين و ابدانهم في قبورهم قال الصادق عليه السلام و كأني انظر اليهم مقبلين من قبل جهينة ينفضون شعورهم من التراب و قوله عليه السلام و ذلك تأويل هذه الاية يا ايها الذين امنوا لاتتولوا قوما غضب الله عليهم الاية يراد منه ان اولئك المنكرين للرجعة انما يتمسكون في شبهتهم بانكار البعث قبل يوم القيمة فاخبر عليه السلام بان الاموات ممن محض الايمان محضا و محض الكفر محضا يبعثون في الرجعة و الدليل عليه ان الله اخبر بان الذين غضب الله عليهم من اعداء آلمحمد صلي الله عليه و آله ينكرون البعث في الرجعة كما ينكر الكفار البعث يوم القيمة لان
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 430 *»
المنكرين للرجعة و لبعث الاموات فيها لاينكرون البعث يوم القيمة و سمي عليه السلام الرجعة بالاخرة لانها بعد الدنيا فهي الاخرة الصغري ثم انه عزوجل اكد وقوع البعث و حيوة الاموات في الرجعة بان نهي المؤمنين عن ان يتولوا منكري البعث في الرجعة بل (امرهم ان خ) يتبرءوا منهم و ما ذكرنا هو التأويل المشار اليه و قوله عليه السلام فاذا اشتد القتل يعني به القتل الذي قبل قيام القائم عليه السلام فانه حينئذ يشك كثير ممن يقول به الا من ثبته الله بالقول الثابت و يقولون مات القائم عليه السلام او هلك او اي واد سلك فاذا بلغ بهم الامر الي هذه الحال اتي الله بالفرج فاذن الله لوليه بالظهور عجل الله فرجه و هو تأويل قوله تعالي ثم رددنا لكم الكرة عليهم الاية و هو احد وجوه التأويل فيها و علي بعضها يراد به ( بها خ ) كرة الحسين عليه السلام و علي بعضها يراد به بنوامية ( بها كرة بنيامية خ ) و ظهور يزيد بن معوية لعنهما الله ( و غيرهم خ ) علي الحسين عليه السلام و امدادهم بالاموال و البنين و الجنود ليختبرهم حتي قتلوه عليه السلام في كربلاء و في رجال الكشي بسنده عن جعفر بن فضيل قال قلت لمحمد بن فرات لقيت انت الاصبغ قال نعم لقيته مع ابي فرأيته شيخا ابيض الراس و قال له ابي حدثنا بحديث سمعته من اميرالمؤمنين عليه السلام قال سمعته يقول ( و هو خ ) علي المنبر انا سيد الشيب و فيّ سنة من ايوب ليجمعن الله لي شملي كما جمعه لايوب قال فسمعت هذا الحديث انا و ابي من الاصبغ بن نباتة قال فمامضي بعد ذلك الا قليلا حتي توفي رحمة الله عليه و في منتخبالبصائر من كتاب الغارات لابراهيم بن محمد الثقفي روي حديثا عن اميرالمؤمنين عليه السلام منه قيل له فما ذوالقرنين قال رجل بعثه الله الي قومه فكذبوه و ضربوه علي قرنه فمات ثم احياه الله ثم بعثه الله الي قومه فكذبوه و ضربوه علي قرنه الاخر فمات ثم احياه الله فهو ذوالقرنين لانه ضربت قرناه و في حديث اخر و فيكم مثله يريد نفسه، اقول مضمون هذا الحديث موجود في احاديث كثيرة و هو يدل علي ان اميرالمؤمنين عليه السلام يقتل مرتين و يحيي مرتين كما صرح به عليه السلام في كثير من احاديثه و خطبه و حديث
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 431 *»
النبي ( الحديث النبوي خ ) صلي الله عليه و آله الموجود المقبول عند الفريقين بان كل ما كان في الامم الماضية يكون في هذه الامة حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة حتي لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه شاهد بان اميرالمؤمنين عليه السلام يقتل مرتين و يحيي مرتين لانه لميدع لاحد غيره و لميدعه سواه للاتفاق علي ان ذاالقرنين ضرب علي قرنه ( في طاعة الله خ ) فمات و احياه الله و ضرب علي قرنه فمات فاحياه الله فلما قال عليه السلام و فيكم مثله و قال عليه السلام انا ذوقرنيها و قال عليه السلام انا الذي اقتل مرتين و احيي مرتين و لي الكرة بعد الكرة و الرجعة بعد الرجعة مع انه معصوم مطهر من الكذب ( و الخطاء و السهو و الغفلة و النسيان خ ) لميبق لمؤمن توقف و لا لمعاند حجة بعد اعترافه بالملزومات و قوله عليه السلام و في سنة من ايوب ليجمعن الله لي كما جمعه لايوب ( لي شملي خ ) صريح في رجوع الائمة كلهم عليهم السلام بصريح الحديث المتفق عليه فان في الامم الماضية كان مثل ذلك كما في ايوب فان الله سبحانه قال و اتيناه اهله و مثلهم معهم فلابد ان يكون في هذه الامة من يرجع اليه اهله و مثلهم معهم في الدنيا بعد الموت كما في ايوب و فيه عن عباية قال سمعت عليا يقول انا سيد الشيب و في سنة من ايوب لان ايوب ابتلي ثم عافاه الله من بلواه و اتاه اهله و مثلهم معهم كما حكي الله سبحانه و قوله عليه السلام والله ليجمعن الله لي اهلي كما جمع ليعقوب و ذلك ان يعقوب فرق بينه و بين اهله برهة من الزمان ثم جمعوا له و في بصائرالدرجات بسنده عن سلمان الفارسي عن اميرالمؤمنين عليه السلام قال انا صاحب الميسم و انا الفاروق الاكبر و انا صاحب الكرات و دولة الدول الخبر ، اقول قوله عليه السلام انا صاحب الميسم يعني انا دابة الارض التي تسم المؤمن بعصي موسي او ( و خ ) خاتم سليمان عليه السلام فيبيض وجهه و تسم الكافر بعصي موسي عليه السلام او ( و خ ) خاتم سليمان عليه السلام فيسود وجهه و الترديد علي اختلاف الروايتين و عن جابر عن ابيعبدالله الجدلي قال دخلت علي علي بن ابيطالب عليه السلام يوما فقال انا دابة الارض و قد روي عنه عليه السلام انه قال بعد ذكر
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 432 *»
قتل الدجال الا ان بعد ذلك الطامة الكبري قلنا و ما ذاك يا اميرالمؤمنين قال خروج دابة الارض عند الصفا معها خاتم سليمان و عصي موسي يضع الخاتم علي وجه كل مؤمن فينطبع فيه هذا مؤمن حقا و يضعه علي وجه كل كافر فيكتب ( فينطبع خ ) فيه هذا كافر حقا الحديث ، و انما قلنا علي اختلاف الروايتين لان ( لانه خ ) في بعضها يضع خاتم سليمان علي وجه المؤمن و يسم الكافر او يحطم انف الكافر بعصي سليمان و في بعضها يسم المؤمن بعصي موسي و يسم الكافر بخاتم سليمان و لكل في الاعتبار معني و في منتخبالبصائر من كتاب الواحدة بسنده عن عاصم بن حميد عن ابيجعفر (الباقر خ) عليه السلام قال قال اميرالمؤمنين صلوات الله عليه ان الله تبارك ( و تعالي خ ) احد واحد تفرد في وحدانيته ثم تكلم بكلمة فصارت نورا ثم خلق من ذلك النور محمدا صلي الله عليه و آله و خلقني و ذريتي ثم تكلم بكلمة فصارت روحا فاسكنه الله في ذلك النور و اسكنه في ابداننا فنحن روح الله و كلماته فبنا احتج علي خلقه فمازلنا في ظلة خضراء حيث لا شمس و لا قمر و لا ليل و لا نهار و لا عين تطرف نعبده و نقدسه و نسبحه و ذلك قبل ان يخلق الخلق و اخذ ميثاق الانبياء بالايمان و النصرة لنا و ذلك قوله عزوجل و اذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب و حكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به و لتنصرنه يعني لتؤمنن بمحمد صلي الله عليه و آله و لتنصرن وصيه و ينصرونه جميعا و ان الله اخذ ميثاقي مع ميثاق محمد صلي الله عليه و آله بالنصرة بعضا لبعض فقد نصرت محمدا صلي الله عليه و آله و جاهدت بين يديه و قتلت عدوه و وفيت لله بما اخذ علي من العهد و الميثاق و النصرة لمحمد صلي الله عليه و آله و لمينصرني احد من انبياء الله و رسله و ذلك لما قبضهم الله اليه و سوف ينصرونني و يكون لي ما بين مشرقها الي مغربها و ليبعثهم الله احياء من لدن ادم الي محمد صلي الله عليه و آله كل نبي مرسل يضربون بين يدي بالسيف هام الاموات و الاحياء و الثقلين جميعا فيا عجبا و كيف لااعجب من اموات يبعثهم الله احياء يلبون زمرة زمرة بالتلبية لبيك لبيك يا داعي الله قد تخللوا سكك الكوفة قد شهروا
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 433 *»
سيوفهم علي عواتقهم ليضربوا بها هام الكفرة و جبابرتهم و اتباعهم من جبابرة الاولين و الاخرين حتي ينجز الله ما وعدهم في قوله عزوجل وعد الله الذين امنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لايشركون بي شيئا اي يعبدونني امنين لايخافون احدا من عبادي ليس عندهم تقية و ان لي الكرة بعد الكرة و الرجعة بعد الرجعة و انا صاحب الرجعات و الكرات و صاحب الصولات و النقمات ( النعمات خ ) و الدولات العجيبات و انا قرن من حديد و انا عبدالله و اخو رسول الله صلي الله عليه و آله و انا امين الله و خازنه و عيبة سره و حجابه و وجهه و صراطه و ميزانه و انا الحاشر الي الله و انا كلمة الله التي يجمع بها المتفرق و يفرق بها المجتمع و انا اسماء الله الحسني و امثاله العليا و اياته الكبري و انا صاحب الجنة و النار اسكن اهل الجنة الجنة و اسكن اهل النار النار و الي تزويج اهل الجنة و الي عذاب اهل النار و الي اياب الخلق جميعا و انا الاياب ( الباب خ ) الذي يؤب اليه كل شئ بعد القضاء و الي حساب الخلق جميعا و انا صاحب الهنات و انا المؤذن علي الاعراف و انا اميرالمؤمنين و يعسوب المتقين و اية السابقين و لسان الناطقين و خاتم الوصيين و وارث النبيين و خليفة رب العالمين و صراط ربي المستقيم و قسطاسه و الحجة علي اهل السموات و الارضين ( و ما فيهما خ ) و ما بينهما و انا الذي احتج الله به عليكم في ابتداء خلقكم و انا الشاهد يوم الدين و انا الذي علمت علم المنايا و البلايا و القضايا و فصل الخطاب و الانساب و استحفظت ايات النبيين المستحقين المستحفظين و انا صاحب العصي و الميسم و انا الذي سخرت لي السحاب و الرعد و البرق و الظلم و الانوار و الرياح و الجبال و البحار و النجوم ( و الشمس خ ) و القمر و انا قرن الحديد ( القرن الجديد خ ) و انا فاروق الامة و انا الهادي و انا الذي احصيت كل شئ عددا بعلم الذي اودعنيه ( بالعلم الذي اودعه خ ) و بسره الذي اسره الي محمد صلي الله عليه و آله و اسره النبي صلي الله عليه و آله الي و انا الذي انحلني ربي اسمه و كلمته و
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 434 *»
حكمته و علمه و فهمه يا معشر الناس اسئلوني قبل ان تفقدوني اللهم اني اشهدك و استعديك عليهم و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم و الحمد لله رب العالمين متبعين امره ، اقول لايمكنني بيان ما اعرف من هذا الخبر الشريف لان بيانه علي ما اعرف يكون منه ربما اكثر مما كتبت في هاتين المسئلتين العصمة و الرجعة كله و ما لااعرف اكثر مما اعرف بكثير غير متناه و اما ظاهر الفاظه فلا اشكال فيها و القرن بفتح القاف الحصن و الله اعلم و في تفسير العياشي عن صالح بن ميثم قال سألت اباجعفر عليه السلام عن قول الله و له اسلم من في السموات و الارض طوعا و كرها قال حين يقول علي عليه السلام انا اولي الناس بهذه الاية و اقسموا بالله جهد ايمانهم لايبعث الله من يموت بلي وعدا عليه حقا و لكن اكثر الناس لايعلمون الي قوله كاذبين ، اقول قوله عليه السلام في الجواب حين يقول الي اخر ، يريد عليه السلام ان تأويل هذه الاية و هي قوله و له اسلم من في السموات و الارض الخ ، يحق فيّ، حين تحقق قوله تعالي و اقسموا بالله جهد ايمانهم و ذلك كما تقدم ان تأويل قوله و اقسموا بالله الخ ، ان منكري الرجعة و بعث الاموات اقسموا بالله جهد ايمانهم لايبعث الله من يموت في الرجعة و انما يبعث من يموت في القيمة لانهم ( بل انهم خ ) من المسلمين الذين لاينكرون البعث يوم القيمة و الدليل علي انهم من المسلمين قوله تعالي و اقسموا بالله جهد ايمانهم فان الكافرين و المشركين لايقسمون بالله جهد ايمانهم و انما يقسمون باللات و العزي فرد الله علي منكري البعث في الرجعة فقال بلي وعدا عليه حقا الاية ، فاذا كانت الرجعة و كان البعث كما وعد الله حق تأويل قوله و له اسلم الاية و انا اولي ( الناس خ ) بها انه ينقاد لي من في السموات و الارض طوعا و كرها و الي يرجعون في كل شئ و في منتخبالبصائر قال جابر قال ابوجعفر عليه السلام قال اميرالمؤمنين عليه السلام في قوله عزوجل ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين قال هو انا اذا خرجت انا و شيعتي و خرج عثمان بن عفان و شيعته و نقتل ( يقتل خ ) بنيامية فعندها يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين و في مناقب ابنشهراشوب عن الباقر عليه السلام
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 435 *»
في شرح قول اميرالمؤمنين عليه السلام علي يدي تقوم الساعة قال يعني الرجعة قبل القيمة بنصر الله لي و بذريتي المؤمنين و في تفسير علي بن ابراهيم قتل الانسان ما اكفره قال هو اميرالمؤمنين عليه السلام قال ما اكفره اي ماذا فعل و اذنب حتي قتلوه ثم قال من اي شئ خلقه من نطفة خلقه فقدره ثم السبيل يسره قال يسر له طريق الخير ثم اماته فاقبره ثم اذا شاء انشره قال في الرجعة كلا لمايقض ما امره اي لميقض اميرالمؤمنين عليه السلام ما قد امره و سيرجع حتي يقضي ما امره و عنه عن ابيسلمة عن ابيجعفر عليه السلام قال سألته عن قول الله ( عز و جل خ ) قتل الانسان ما اكفره يعني بقتلكم اياه ثم نسب اميرالمؤمنين عليه السلام فنسب ( فينسب خ ) خلقه و ما اكرمه الله به فقال من اي شئ خلقه يقول من طينة الانبياء فقدره للخير ثم السبيل يسره يعني سبيل الهدي ثم اماته ميتة الانبياء ثم اذا شاء انشره قال يمكث بعد قتله في الرجعة فيقضي ما امره ، اقول قوله عليه السلام في الرجعة متعلق بيمكث و قوله بعد قتله يحتمل بعد قتله في هذه الدنيا حين قتله ابنملجم لعنه الله فيكون المراد بمكثه في الرجعة حين يكر الكرة الاولي لنصرة ابنه الحسين عليه السلام و ذلك بعد موت القائم عليه السلام بثمان سنين و يكون مكثه في هذه الكرة علي ما وجهته من بعض الروايات ثلثمائة سنة و تسع سنين بل هو صريح رواية العياشي عن جابر كما تقدم فراجع ثم يقتل مرة ثانية لعن الله قاتله اولا و اخرا و يمكث في موته اربعةالاف سنة او ستةالاف سنة او عشرةالاف سنة ثم يكر الكرات ( الكرة الثانية خ ) و يمكث في الدنيا الي قريب نفخة الصور نفخة الصعق و يحتمل بعد قتله في الرجعة في الكرة الاولي و هي كرة ( كرته خ ) الثانية و قد اشرنا الي هذا كله سابقا و في منتخبالبصائر من كتاب تأويل ما نزل من القرءان في النبي صلي الله عليه و آله بسنده عن ابيبصير عن ابيجعفر عليه السلام قال سألته عن قول الله عز و جل ان نشأ ننزل عليهم من السماء اية فظلت اعناقهم لها خاضعين قال فخضع ( تخضع خ ) لها رقاب بنيامية قال ذلك بارز عند زوال الشمس قال و ذلك علي بن ابيطالب صلوات الله عليه يبرز عند زوال الشمس علي رؤس الناس
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 436 *»
ساعة حتي يبرز وجهه يعرف ( ليعرف خ ) الناس حسبه و نسبه ثم قال اما ان بنيامية ليجيئن ( فيجيئن خ ) الرجل منهم الي جنب شجرة فتقول هذا رجل من بنيامية فاقتلوه ، اقول قوله عليه السلام ذلك بارز ( عند زوال خ ) الشمس الي قوله يبرز عند زوال الشمس يحتمل ان المراد منه انه عليه السلام هو الذي يبرز في قرص الشمس في شهر رجب قبل ظهور القائم عليه السلام بخمسة اشهر او ستة اشهر لانه علامة ظهوره عليه السلام و يحتمل ان المراد منه انه عليه السلام يكر في الكرة الاولي او الثانية او فيهما عند الزوال ( زوال الشمس خ ) و يمكث ساعة بارزا للناس الي ان يعرف بحسبه و نسبه و لعل الاول اولي و فيه بسنده عن عبدالله بن سنان قال قال ابوعبدالله عليه السلام قال ( قال خ ) رسول الله صلي الله عليه و آله لقد اسري بي عز و جل فاوحي الي من وراء حجاب ما اوحي و كلمني بما كلم به و كان مما كلمني به ان قال يا محمد اني انا الله لا اله الا انا عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم اني انا الله لا اله الا انا الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون اني انا الله لا اله الا انا الخالق البارئ المصور لي الاسماء الحسني يسبح لي ما في السموات و الارض و انا العزيز الحكيم يا محمد اني انا الله لا اله الا انا ، ( فانا خ ) الاول فلا شئ قبلي و انا الاخر فلا شئ بعدي و انا الظاهر فلا شئ فوقي و انا الباطن فلا شئ دوني و انا الله لا اله الا انا ( و انا خ ) بكل شئ عليم يا محمد علي اول من اخذ ميثاقه من الائمة يا محمد علي اخر من اقبض روحه من الائمة و هو الدابة الذي تكلمهم ( التي كلمهم خ ) يا محمد علي اظهره علي جميع ما اوحيه اليك ليس لك ان تكتم منه شيئا يا محمد علي ابطنه الذي اسررته اليك فليس ما بيني و بينك سر دونه يا محمد علي علي ما خلفت من حلال او حرام علي عليم به ، اقول قوله علي علي ما خلفت الخ مبتدأ و قوله علي ما خلفت جار و مجرور متعلق بالخبر الذي هو علي الثاني اي علي عالي علي ما خلفت اي علي عالي الشأن و قوله عليم به خبر بعد خبر و قوله يا محمد علي اول من اخذ ميثاقه من الائمة عليهم السلام ظاهر فانه بعد النبي صلي الله عليه و آله فقال الله تعالي
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 437 *»
للخلق اجمعين كل في محل تقديره الست بربكم و محمد نبيكم و علي وليكم و امامكم و الائمة من ولده ائمتكم فقالوا بلي و قوله و اخر من اقبض روحه من الائمة عليهم السلام فيه اشارة الي ( ان خ ) اخر من يقبض الجبار عز و جل روحه محمد صلي الله عليه و آله و قبله علي عليه السلام لان محمدا صلي الله عليه و آله قبل الخلق حيوة فيكون اخر الخلق قبضا ثم بعده علي اول الائمة كونا و اخرهم قبضا و قد تقدمت الاشارة الي ان ما بين ان يرفعهم الله تعالي من العالم و بين نفخ الصور نفخة الصعق اربعين ( اربعون خ ) يوما يكون فيها الهرج و المرج و هذا ان شاء الله تعالي لا اشكال فيه و انهم عليهم السلام يرفعون في وقت واحد نوعي اما ترتيب رفعهم و كم بين الاول و الثاني فلماقف علي ما يدل علي ذلك نعم الذي استفدته من اقتباسات انوارهم من اخبارهم في تلويحات اسرارهم ان اول من يرفع منهم عليهم السلام فاطمة عليها السلام ثم الائمة الثمانية علي بن الحسين و الباقر و الصادق و الكاظم و الرضا و الجواد و الهادي و العسكري صلوات الله عليهم اجمعين ثم الحسين ثم الحسن عليهما السلام ثم علي عليه السلام ثم رسول الله صلي الله عليه و آله و مما يلوح الي هذا ما اشار به في محمد و علي صلي الله عليهما و آلهما فقال تعالي علي اول من اخذ ميثاقه من الائمة عليهم السلام فدل علي ان اخذ ميثاق رسول الله صلي الله عليه و آله قبل علي عليه السلام و قال تعالي علي اخر من اقبض روحه من الائمة عليهم السلام فدل علي ان قبض روح رسول الله صلي الله عليه و آله بعد قبض روح علي عليه السلام و ان قبض روحيهما بعد قبض ارواح الائمة عليهم السلام كما ان ايجادهما قبل ايجادهم و اخذ ميثاقهما قبل اخذ ميثاقهم صلي الله عليهم اجمعين و فيه بسنده عن ابان بن تغلب عن ابيعبدالله عليه السلام انه قال بلغ رسول الله صلي الله عليه و آله عن بطنين من قريش كلام تكلموا به فقالوا يري محمد صلي الله عليه و آله ان لو قد مضي ان هذا الامر يعود في اهل بيته من بعده فاعلم رسول الله صلي الله عليه و آله ذلك فباح في مجمع من قريش بما كان يكتمه فقال كيف انتم معاشر قريش و قد كفرتم بعدي ثم رايتموني في كتيبة من
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 438 *»
اصحابي اضرب وجوهكم و رقابكم بالسيف قال فنزل جبرئيل عليه السلام فقال يا محمد قل ان شاء الله او يكون ذلك علي بن ابيطالب عليه السلام ان شاء الله تعالي فقال جبرئيل عليه السلام واحدة لك و اثنتان لعلي بن ابيطالب عليهما السلام و موعدكم السلام قال ابان جعلت فداك و اين ( فاين خ ) السلام فقال عليه السلام يا ابان السلام من ظهر الكوفة اقول قوله عن بطنين من قريش الظاهر انهما تيم و عدي قوله فباح اي اظهر ما كتمه و الكتيبة العسكر قوله فقال جبرئيل عليه السلام قل ان شاء الله انما امره عن الله بذلك لان الاشياء متوقفة الوقوع علي مشية الله و قوله واحدة لك و اثنتان لعلي بن ابيطالب عليه السلام يراد منه انه صلي الله عليه و آله له كرة واحدة لانه اخر من يكر في اخر الكرات في اليوم المعلوم و هو الذي يقتل ( فيه خ ) ابليس و اما علي عليه السلام فله كرتان الاولي مع الحسين ابنه عليهما السلام و الاخري ( هي خ ) التي يجتمع ( فيها خ ) هو و جنوده و ابليس ( و جنوده خ ) في يوم الوقت المعلوم عند الروحاء و يقتل رسول الله صلي الله عليه و آله ابليس لعنه الله و هو في منتخب البصائر بسنده عن عبدالكريم بن عمرو الخثعمي قال قال سمعت اباعبدالله عليه السلام يقول ان ابليس قال انظرني الي يوم يبعثون فابي الله ذلك عليه فقال انك من المنظرين الي يوم الوقت المعلوم فاذا كان يوم الوقت المعلوم ظهر ابليس لعنه الله في جميع اشياعه منذ خلق الله ادم الي يوم الوقت المعلوم و هي اخر كرة يكرها اميرالمؤمنين عليه السلام فقلت و انها لكرات قال نعم انها لكرات و كرات ما من امام في قرن الا و يكر معه البر و الفاجر في دهره حتي يديل الله المؤمن من الكافر فاذا كان يوم الوقت المعلوم كر اميرالمؤمنين عليه السلام في اصحابه و جاء ابليس في اصحابه و يكون ميقاتهم ( ميثاقهم خ ) في ارض من اراضي الفرات يقال لها الروحاء قريب من كوفتكم فيقتتلون قتالا لميقتل مثله منذ خلق الله عز و جل العالمين فكأني انظر الي اصحاب علي اميرالمؤمنين قد رجعوا الي خلفهم القهقري مائة قدم و كأني انظر اليهم و قد وقعت بعض ارجلهم في الفرات فعند ذلك يهبط الجبار عز و جل في ظلل من الغمام و
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 439 *»
الملائكة و قضي الامر رسول الله صلي الله عليه و آله امامه بيده حربة من نور فاذا نظر ابليس رجع القهقري ناكصا علي عقبيه فيقولون له اصحابه اين تريد و قد ظفرت فيقول لهم اني اري ما لاترون اني اخاف الله رب العالمين فيلحقه النبي صلي الله عليه و آله فيطعنه طعنة بين كتفيه فيكون هلاكه و هلاك جميع اشياعه فعند ذلك يعبد الله عزوجل و لايشرك به شيئا و يملك اميرالمؤمنين عليه السلام اربعا و اربعينالف سنة حتي يلد الرجل من شيعة علي صلوات الله عليه الف ولد من صلبه في كل سنة ذكر و عند ذلك تظهر الجنتان المدهامتان عند مسجد الكوفة و ما حوله بما شاء الله، اقول قيل هبوط الجبار تعالي كناية عن نزول ايات عذابه اقول ( قد خ ) ورد عنهم عليهم السلام كما في تفسير علي بن ابراهيم ان الغمام في هذه الاية هو اميرالمؤمنين عليه السلام فالمراد باتيان الله ظهور قهره و سطوته و اقتداره ( به خ ) عليه السلام لانه محل ذلك كما انه محل رحمته فهو رحمة الله و عفوه و فضله و هو عذاب الله و عدله و قوله عليه السلام و عند ذلك تظهر الجنتان المدهامتان الخ لان الجنتين المدهامتين من جنان الدنيا و هي مأوي ارواح المؤمنين و لهذا قال تعالي بعد ان ذكر جنان الخلد في الاخرة فقال و لمن خاف مقام ربه جنتان فبأي الاء ربكما تكذبان ذواتا افنان قال و من دونهما جنتان فبأي الاء ربكما تكذبان مدهامتان ، فقوله و من دونهما اي و من دون الجنتين الاولتين و المراد بالدون القرب او الضعف اي و لمن خاف مقام ربه جنتان في الاخرة وصفهما كما ذكر تعالي و له من دونهما اقرب منهما و اقل منهما في الشرف فالدون يفيد القرب اي من قبلهما جنتان في البرزخ و القلة اي اقل من جنتي الخلد و نظيره ما في الحديث القدسي قال تعالي يا داود لاتجعل بيني و بينك عالما مفتونا بالدنيا اولئك قطاع طريق عبادي المريدين الي ان ادني ما انا صانع بهم ان انزع حلاوة مناجاتي من قلوبهم، فادني يفيد المعنيين اي اقل ما انا صانع بهم او اول ما انا صانع بهم و اقرب فان قلت ان المفسرين نصوا علي ان الجنتين المدهامتين لاصحاب اليمين يوم القيمة و ان الجنتين ذواتي افنان للمقربين قلت كلامهم علي الحرف الظاهر و نحن انما قلنا بذلك لما ثبت من
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 440 *»
الدليل النقلي و العقلي اما النقلي فالكتاب و السنة فاما الكتاب فقوله تعالي في وصف الجنة جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب انه كان وعده مأتيا لايسمعون فيها لغوا الا سلاما و لهم رزقهم فيها بكرة و عشيا و هذه جنة الدنيا لقوله بكرة و عشيا فان الاخرة لايكون فيها بكرة و لا عشي ثم قال تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا فابان سبحانه ان الجنة التي فيها البكرة و العشي و هي جنة الدنيا هي بعينها الجنة التي لا بكرة فيها و لا عشي و قوله في وصف النار و حاق بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا و عشيا و يوم تقوم الساعة فابان سبحانه بان النار التي يعرضون عليها غدوا و عشيا يعني في الدنيا هي التي يعرضون عليها يوم تقوم الساعة و هذا ظاهر كما ان جسدك الموجود في هذه الدنيا هو بعينه جسد الاخرة و جسد البرزخ و هذا من دليل الحكمة علي جهة الاختصار فافهم راشدا (و اما السنة فكثيرة قد مضي بعضها خ) و في تفسير العياشي عن ابيعبدالله عليه السلام قال لقد تسموا باسم ماسمي الله به احدا الا علي بن ابيطالب عليه السلام و ما جاء تأويله قلت جعلت فداك متي يجيء تأويله قال اذا جاء جمع الله امامه النبيين و المؤمنين حتي ينصروه و هو قول الله و اذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب و حكمة الي قوله و انا معكم من الشاهدين فيومئذ يدفع رسول الله صلي الله عليه و آله اللواء الي علي بن ابيطالب فيكون امير الخلائق كلهم اجمعين يكون الخلائق كلهم تحت لوائه و يكون هو اميرهم فهذا تأويله و في منتخبالبصائر عن جابر بن يزيد عن ابيعبدالله عليه السلام قال ان لعلي عليه السلام في الارض كرة مع الحسين ابنه عليهما السلام يقبل برايته حتي ينتقم له من بنيامية و معوية و ال معوية و من شهد حربه لعنهم الله ثم يبعثهم ( يبعث خ ) الله اليهم بانصاره يومئذ من اهل الكوفة ثلثينالفا و من سائر الناس سبعينالفا فيلقاهم بصفين مثل المرة الاولي حتي يقتلهم و لايبقي منهم مخبرا ثم يبعثهم ( يبعث خ ) الله عز و جل فيدخلهم اشد عذابه مع فرعون و ال فرعون ثم كرة اخري مع رسول الله صلي الله عليه و آله حتي يكون خليفة في الارض و تكون الائمة عليهم السلام عماله و حتي يبعثه
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 441 *»
الله علانية فتكون عبادته علانية في الارض كما عبد الله سرا في الارض ثم اي والله و اضعاف ذلك ثم عقد بيده اضعافا يعطي الله نبيه صلي الله عليه و آله ملك جميع الدنيا منذ خلق الله الدنيا الي يوم يفنيها حتي ينجز له موعوده في كتابه كما قال ليظهره علي الدين كله و لو كره المشركون و في منتخبالبصائر بسنده عن خالد بن يحيي قال قلت لابيعبدالله سمي رسول الله صلي الله عليه و آله ابابكر صديقا فقال نعم انه حيث كان معه ابوبكر في الغار قال رسول الله صلي الله عليه و آله اني لاري سفينة بني عبدالمطلب في البحر ضالة فقال له ابوبكر و انك لتريها قال نعم فقال يا رسول الله صلي الله عليه و آله تقدر ان ترينيها فقال ادن مني فدنا منه فمسح يده علي عينه ( عينيه خ ) ثم قال له انظر فنظر ابوبكر فرأي السفينة تضطرب في البحر ثم نظر الي قصور اهل المدينة فقال في نفسه الان صدقت انك ساحر فقال رسول الله صلي الله عليه و آله صديق انت فقلت لم سمي عمر الفاروق قال نعم الاتري انه فرق بين الحق و الباطل و اخذ الناس بالباطل قلت فلم سمي سالما الامين قال نعم ( في النسخ خالية هكذا . . .[7] ) قلت: فقال اتقوا دعوة سعد قال نعم قلت و كيف ذلك قال ان سعدا يكر فيقاتل عليا عليه السلام و في كنز الكراجكي عن ابيعبدالله عليه السلام في قوله عز و جل افمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه قال الموعود علي بن ابيطالب وعده الله ان ينتقم له من اعدائه في الدنيا و وعده الجنة له و لاوليائه في الاخرة و في الاختصاص عن ابيعبدالله عليه السلام انه قال حين سئل عن اليوم الذي ذكره ( ذكر خ ) الله مقداره في القرءان في يوم كان مقداره خمسينالف سنة و هي كرة رسول الله صلي الله عليه و آله فيكون ملكه في كرته خمسينالف سنة و يملك اميرالمؤمنين في كرته اربعة و اربعينالف سنة ، اقول قوله و هي كرة رسول الله صلي الله عليه و آله يحتمل علي الظاهر ان اولهما ( اولها خ ) قيام الحسين بن علي عليهما السلام (في اخر ظهور الحجة عليه السلام خ) لان الحسين عليه السلام يملك كما مر خمسينالف سنة و كرة الحسين عليه السلام كرة رسول الله صلي الله عليه و آله و محسوبة منها لانا قد ذكرنا سابقا مما ورد
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 442 *»
عنهم صلي الله عليهم علي ما ظهر لي من كلامهم ان عليا يكر بعد الكرة الحسين (للحسين ظ) بتسععشرة سنة و يكون مع ابنه الحسين عليهما السلام ناصرا له علي اعدائه ثلثمائة سنة و تسع سنين كما لبث اصحاب الكهف علي ما ظهر لي من الجمع و التوجيه ثم يقتل اميرالمؤمنين عليه السلام و يجهزه الحسين عليه السلام و يمكث اربعةالاف سنة او ستةالاف سنة او عشرةالاف سنة ثم يكر الكرة الثانية الموافقة لكرة رسول الله صلي الله عليه و آله هذا و الحسين عليه السلام حي في الدنيا و جميع ملكه خمسونالف سنة و يكر علي عليه السلام في الكرة الثانية قبل كرة رسول الله صلي الله عليه و آله فكيف تكون كرته و ملكه خمسينالف سنة الا اذا عدت كرة الحسين عليه السلام من ملكه صلي الله عليه و آله لان المفروض كما هو ظاهر رواياتهم ان الله سبحانه يرفعهم الي السماء جميعا اذا اراد هلاك جميع الخلق و رفع الحسين عليه السلام مع رفع جده رسول الله صلي الله عليه و آله ( بل خ ) يحتمل ان اول ملكه صلي الله عليه و آله الذي مدته خمسونالف سنة قيام القائم عليه السلام لان قيامه عليه السلام اول ظهور تأويل قوله تعالي هو الذي ارسل رسوله بالهدي و دين الحق ليظهره علي الدين كله و لو كره المشركون و يحتمل ان يكون اول ملكه صلي الله عليه و آله الذي مدته خمسونالف سنة هو نزوله من السماء حين يقتل ابليس و يكون باقيا بعد رفع اهل بيته كما يشير اليه بعض اخبارهم تلويحا و الله اعلم فعلي هذا الاحتمال يبقي بعدهم اربعةالاف سنة او ستةالاف سنة او عشرةالاف سنة و الاحتمال الاول اولي و ان تأخر صلي الله عليه و آله في الرفع عنهم عليهم السلام الا ان الذي يجول في خاطري انه لايبلغ هذا المقدار و ان كان صلي الله عليه و آله متأخرا في الرفع عنهم و قد يشير الي هذا التأخر ( التأخير خ ) ما رواه في كنزالفوايد محمد بن علي بن عثمان الكراجكي باسناده عن الفضل بن شاذان يرفعه الي بريدة الاسلمي قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله لعلي صلوات الله عليه يا علي ان الله اشهدك معي ( في خ ) سبعة مواطن و ساق الحديث الي ان قال و الموطن السابع انا نبقي حين ( حتي خ ) لايبقي احد و هلاك الاحزاب
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 443 *»
بايدينا اقول و ظاهر قوله انا نبقي انه مختص بهما صلي الله عليهما و آلهما دون الائمة عليهم السلام و ليس المراد بقوله انا نبقي يعني به نفسه و اهل بيته كلهم لانه يلزم منه ( فيه خ ) انهم يبقون بعد فناء الخلق و الروايات عنهم عليهم السلام دلت علي ان الله سبحانه اذا رفعهم بقي الناس بعد ذلك اربعين يوما في هرج و مرج ثم ينفخ اسرافيل عليه السلام نفخة الصعق و ورد ان الساعة انما تقوم علي شرار خلق الله فالظاهر ان ذلك البقاء مختص بهما دون سائر الائمة صلوات الله عليهم و قد تقدم في رواية عبدالله بن سنان من منتخبالبصائر و فيه قال الله تعالي يا محمد علي اخر من اقبض روحه من الائمة عليهم السلام و قبل هذا بلا فصل يا محمد علي اول من اخذ ميثاقه من الائمة عليهم السلام فعلي هذا اذا لاحظنا الكون باللحاظ الطبيعي عرف من يفهمه ان التأخر بقدر التقدم و علي هذا ما يكون التأخر يبلغ ذلك ( هذا خ ) المقدار و زيادة فقد ذكر الشيخ عبدالله بن نورالله البحراني في المجلد الثالث من الامامة من كتاب عوالمالعلوم ما رواه عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله اول ما خلق الله نوري ابتدعه من نوره و اشتقه من جلال عظمته فاقبل يطوف بالقدرة حتي وصل الي جلال العظمة في ثمانينالف سنة ثم سجد لله تعظيما ففتق منه نور علي فكان نوري محيطا بالعظمة و نور علي محيطا بالقدرة الحديث ، و يظهر من هذا ( الحديث خ ) ان نور محمد صلي الله عليه و آله خلق قبل نور علي عليه السلام بثمانينالف سنة فعلي هذا و ملاحظة التكوين بالامر الطبيعي يكون مقدار ما يتأخر رسول الله صلي الله عليه و آله عن علي عليه السلام في الرفع الذي هو موتهم عليهم السلام يبلغ ذلك المقدار فيكون ملكه منذ نزل من السماء خمسينالف سنة و يشكل بما روي من ان عمر الدنيا كله مائةالف سنة لآلمحمد صلي الله عليه و آله ثمانونالف سنة و لغيرهم عشرونالف سنة و يمكن الجواب بتخصيص ذلك بحال اشتراكهم في الملك و ما زاد عليه بحال الاختصاص و الله اعلم و اعلم ان الاخبار الواردة في ان اميرالمؤمنين عليه السلام هو دابة الارض كما قال عز و جل و اذا وقع القول عليهم اخرجنا لهم دابة
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 444 *»
من الارض تكلمهم ان الناس كانوا باياتنا لايوقنون كثيرة منها ما سمعت اولا و في بعضها انه اذا اخرج الله سبحانه دابة الارض وسمت المؤمن و الكافر ثم يغلق باب التوبة فلاينفع نفس ايمانها لمتكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا و قد ثبت ان دابة الارض هو اميرالمؤمنين عليه السلام و ان له كرتين توافق الاولي ( منهما خ ) خروج الحسين عليه السلام و الثانية ( منهما خ ) خروج رسول الله صلي الله عليه و آله ففي اي الكرتين يكون هو دابة الارض التي ترتفع عند خروجها التوبة كل محتمل فقول الله تعالي وعد الله الذين امنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لايشركون بي شيئا و من كفر بعد ذلك فاولئك هم الخاسرون فعلي ما ورد من خصوص ارادة القائم عليه السلام بهذه الاية يكون المراد برفع التوبة في كرته الاولي و هو حينئذ دابة الارض لانه علي ارادة القائم بالاية يكون قوله فمن كفر بعد ذلك اي بعد قيام القائم و هو يشعر بالمدعي و علي ارادة العموم من الاية يكون المراد برفع التوبة في كرته الثانية و هو المستفاد من اشارات الاخبار و يلوح اليه قوله تعالي حكاية عن قول الذين كفروا ربنا امتنا اثنتين و احييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل الي خروج من سبيل.
فصل في ( ذكر خ ) بعض ما ورد في رجعة النبي صلي الله عليه و آله ، في ( ففي خ ) تفسير علي بن ابراهيم بسنده عن علي بن الحسين عليه السلام في قوله تعالي ان الذي فرض عليك القرءان لرادك الي معاد قال يرجع اليكم نبيكم صلي الله عليه و آله و في منتخبالبصائر باسناده عن ابيجعفر عليه السلام ان اميرالمؤمنين عليه السلام كان يقول ان المدثر هو كائن ( كامن خ ) من عند الرجعة فقال له رجل يا اميرالمؤمنين أحيوة قبل القيمة ثم موت قال فقال له عند ذلك نعم والله لكفرة من الكفر بعد الرجعة اشد من كفرات قبلها و فيه باسناده عن بكير بن اعين قال قال لي من لااشك فيه يعني اباجعفر عليه السلام ان رسول الله صلي الله عليه و آله و عليا (ع) يرجعون و فيه عن جابر بن يزيد عن ابيجعفر
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 445 *»
عليه السلام في قول الله عز و جل يا ايها المدثر قم فانذر يعني بذلك محمدا صلي الله عليه و آله و قيامه في الرجعة ينذر فيها و في قوله انها لاحدي الكبر نذيرا يعني محمدا صلي الله عليه و آله نذيرا للبشر في الرجعة و في قوله انا ارسلناك كافة للناس في الرجعة و فيه باسناده عن ابيجعفر عليه السلام قال ليس من مؤمن الا و له قتلة و موتة و ساق الكلام الي قوله و قوله يا ايها المدثر قم فانذر يعني بذلك محمدا صلي الله عليه و آله قيامه في الرجعة ينذر فيها و قوله انها لاحدي الكبر نذيرا للبشر يعني محمدا صلي الله عليه و آله نذيرا للبشر في الرجعة و قوله هو الذي ارسل رسوله بالهدي و دين الحق ليظهره علي الدين كله و لو كره المشركون قال يظهره الله عزوجل و في تفسير علي بن ابراهيم باسناده عن ابيبصير عن ابيعبدالله عليه السلام في قوله تعالي و للاخرة خير لك من الاولي قال يعني ( ان خ ) الكرة هي الاخرة للنبي صلي الله عليه و آله قلت قوله و لسوف يعطيك ربك فترضي قال يعطيك من الجنة فترضي و فيه عن مروان قال سألت اباعبدالله عليه السلام عن قول الله عز و جل ان الذي فرض عليك القرءان لرادك الي معاد قال فقال لي لا والله لاتنقضي الدنيا و لاتذهب حتي يجتمع رسول الله صلي الله عليه و آله و علي بالثوية فيلتقيان و يبنيان بالثوية مسجدا له اثناعشرالف باب يعني به موضعا بالكوفة و فيه عن محمد بن سليمان الديلمي عن ابيه قال سألت اباعبدالله عليه السلام عن قول الله عز و جل و جعلكم انبياء و جعلكم ملوكا فقال الانبياء رسول الله صلي الله عليه و آله و ابراهيم و اسمعيل و ذريته و الملوك الائمة عليهم السلام قال فقلت و اي ملك اعطيتم قال ملك الجنة و ملك الكرة و فيه و ان من اهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته و يوم القيمة يكون عليهم شهيدا فانه روي ان رسول الله صلي الله عليه و آله اذا رجع امن به الناس كلهم و روي ما يدل علي ذلك منه ما تقدم فيما ذكرنا في رجعة الحسين و اميرالمؤمنين و قيام القائم عليهم السلام و منه ما لمنذكره اختصارا خصوصا و عموما و من العموم ما دل علي ان كل مؤمن فله قتلة و موتة و علي رجوع من محض الايمان محضا و بكل معني فهو ( هو خ ) صلي الله عليه و
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 446 *»
آله اولي بالرجوع من جميع الخلق في جميع ما يراد من الكرة و لها.
خاتمة تشتمل علي احاديث مشتملة علي تأويل بعض الايات فيمن يخرج و يكر من الائمة صلي الله عليهم و في بعض سيرتهم و ما يكون في وقتهم ، روي شرفالدين النجفي في تأويل الايات الباهرة بسنده عن جابر بن يزيد عن ابيعبدالله عليه السلام في قوله عزوجل و الليل اذا يغشي قال دولة ابليس لعنه الله الي يوم القيمة و هو يوم قيام القائم عليه السلام و النهار اذا تجلي و هو القائم عليه السلام اذا قام و قوله فاما من اعطي و اتقي اعطي نفسه الحق و اتقي الباطل فسنيسره لليسري اي الجنة و اما من بخل و استغني يعني ( استغني خ ) بنفسه عن الحق و استغني بالباطل عن الحق و كذب بالحسني بولاية علي بن ابيطالب و الائمة صلوات الله عليهم من بعده فسنيسره للعسري يعني النار و اما قوله ان علينا للهدي يعني عليا (ع) هو الهدي و ان لنا للاخرة و الاولي فانذرتكم نارا تلظي قال القائم عليه السلام اذا قام بالغضب مع جنوده و اتباعه و كر اميرالمؤمنين عليه السلام يقتل من كل الف تسعمائة و تسعة و تسعين لايصليها الا الاشقي هو عدو آلمحمد عليهم السلام و سيجنبها الاتقي قال ذاك اميرالمؤمنين و شيعته ، اقول قوله الي يوم القيمة و هو يوم قيام القائم عليه السلام قد دل الدليل النقلي المعتضد بالعقلي ان الذي يقتل ابليس هو رسول الله صلي الله عليه و آله و ما ورد بان الذي يقتله هو القائم عليه السلام او غيره فمحمول علي ان كلا منهم قائم و يسمي بذلك و ليس احد منهم رسول الله صلي الله عليه و آله و لايسمي به فاذا ورد يقتله القائم عليه السلام تناول كلا منهم و اذا قيل يقتله رسول الله صلي الله عليه و آله لميتناول غيره و علي هذا فيحمل قوله الي يوم القيمة و هو يوم قيام القائم عليه السلام علي ان اول انكشاف ظلمة دولة ابليس لعنه الله قيام القائم عليه السلام لقوة الحق و ضعف الباطل يوما فيوما و تمامه اذا قتله رسول الله صلي الله عليه و آله او علي ان المراد بالقائم رسول الله صلي الله عليه و آله لانه سيد القائمين بالحق و احق بهذا الاسم من كل احد من الخلق و علي هذا لاتكون ظلمة ( ظلمة دولة خ ) ابليس
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 447 *»
منكشفة بالكلية حتي يقتل كما اشار الي تمام انكشاف ( كشف خ ) ظلمته فيما رواه محمد بن جرير الطبري في مسند فاطمة عليها السلام في رواية المفضل بن عمر الي ان قال و لايكون لابليس هيكل يسكن فيه و الهيكل البدن الحديث و قد تقدم و المراد انه اذا قتل كل من للشيطان فيه نصيب لميجد من يغويه فاذا قام ( مع جميع جنوده و اتباعه و كر اميرالمؤمنين (ع) خ ) كان مع جميع شيعته و نزل رسول الله صلي الله عليه و آله و قتل ابليس و قتل جميع جنوده و اتباعه ارتفعت ظلمته بالكلية و فيه عن جابر عن ابيجعفر عليه السلام ( في خ ) قوله عزوجل ذرني و من خلقت وحيدا يعني بهذه الاية ابليس اللعين خلقه وحيدا من غير اب و (و لا خ) ام و قوله و جعلت له مالا ممدودا يعني هذه ( بهذه خ ) الدولة الي يوم الوقت المعلوم يوم يقوم القائم عليه السلام و بنين شهودا و مهدت له تمهيدا ثم يطمع ان ازيد كلا انه كان لاياتنا عنيدا يقول معاند الائمة ( معاندا للائمة خ ) يدعو الي غير سبيلها و يصد الناس عنها و هي ايات الله و قوله سارهقه صعودا قال ابوعبدالله عليه السلام صعود جبل في النار من نحاس يعمل جبز حبتر ليصعده كارها فاذا ضرب بيده ( بيديه خ ) علي الجبل ذابتا حتي تلحق بالركبتين فاذا رفعهما عادتا فلايزال هكذا ما شاء الله تعالي ، قوله تعالي انه فكر و قدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس و بسر ثم ادبر و استكبر في نفسه و ادعاؤه الحق لنفسه دون اهله ثم قال الله تعالي ساصليه سقر و ما ادريك ما سقر لاتبقي و لاتذر لواحة للبشر قال يراه اهل المشرق كما يراه اهل المغرب انه اذا كان في سقر يراه اهل الشرق و الغرب و يتبين حاله و المعني في هذه الايات جميعها حبتر قال قوله تعالي عليها تسعةعشر اي تسعةعشر رجلا فيكونون من الناس كلهم في الشرق و الغرب قوله تعالي و ماجعلنا اصحاب النار الا ملائكة قال فالنار هو القائم الذي عليه السلام انار ضوءه و خروجه لاهل الشرق و الغرب و الملائكة هم الذين يملكون علم آلمحمد صلوات الله عليهم اجمعين و قوله تعالي و ماجعلنا عدتهم الا فتنة للذين كفروا قال يعني المرجئة و قوله ليستيقن الذين اوتوا الكتاب قال هم الشيعة و هم اهل الكتاب و هم الذين
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 448 *»
اوتوا الكتاب و الحكم و النبوة و قوله تعالي و يزداد الذين امنوا ايمانا و لايرتاب الذين اوتوا الكتاب اي لايشك الشيعة و ضعفاؤها و ليقول الذين في قلوبهم مرض و الكافرون ماذا اراد الله بهذا مثلا فقال الله عزوجل لهم كذلك يضل الله من يشاء و يهدي من يشاء فالمؤمن يسلم و الكافر يشك و قوله و مايعلم جنود ربك الا هو فجنود ربك هم الشيعة و هم شهداء الله في الارض و قوله و ما هي الا ذكري للبشر لمن شاء منكم ان يتقدم او يتأخر عنه و قوله كل نفس بما كسبت رهينة الا اصحاب اليمين هم اطفال المؤمنين قال الله تبارك و تعالي الحقنا بهم ذرياتهم قال انهم بالميثاق و قوله و كنا نكذب بيوم الدين قال ( يعني خ ) بيوم الدين خروج القائم عليه السلام و قوله فما لهم عن التذكرة معرضين قال يعني بالتذكرة ولاية اميرالمؤمنين عليه السلام و قوله كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة قال كأنهم حمر وحش فرت من الاسد حين رأته و كذلك المرجئة اذا سمعت بفضل ( فضل خ ) آلمحمد نفرت عن الحق ثم قال تعالي بل يريد كل امرئ منهم ان يؤتي صحفا منشرة قال يريد كل رجل من المخالفين ان ينزل عليه كتاب من السماء ثم قال الله تعالي كلا بل لايخافون الاخرة قال هي دولة القائم عليه السلام ثم قال بعد ان عرفهم التذكرة هي الولاية كلا انه تذكرة فمن شاء ذكره و مايذكرون الا ان يشاء الله هو اهل التقوي و اهل المغفرة قال فالتقوي في هذا الموضع هو النبي صلي الله عليه و آله و المغفرة اميرالمؤمنين عليه السلام و في مسند فاطمة عليها السلام روي محمد بن جرير الطبري بسنده عن وهب بن جميع مولي اسحق بن عمار قال سألت اباعبدالله عليه السلام عن ابليس قوله رب فانظرني الي يوم يبعثون قال فانك من المنظرين الي يوم الوقت المعلوم اي يوم هو قال وهب أتحسب انه يوم يبعث الله تعالي الناس و لكن الله عزوجل انظره الي يوم يبعث الله قائمنا فيأخذ بناصيته و يضرب عنقه فذلك الي يوم الوقت المعلوم ، اقول قوله انظره الي يوم يبعث الله قائمنا يراد منه و الله اعلم حين يخرج اميرالمؤمنين عليه السلام في كرته الثانية فالمراد بالقائم هنا رسول الله صلي الله عليه و آله جمعا بين الروايات لانه صلي الله عليه و آله قائم
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 449 *»
بالحق بل لا قائم بالحق غيره الا بتبعيته له و ان اريد بالقائم عليه السلام هو محمد بن الحسن العسكري عليهما السلام هنا فالمراد بذلك بعثه بعد ان يقتل لانه عليه السلام كما تقدم اذا خرج و استقر ملكه خرج الحسين عليه السلام فيقتل و يقوم بالامر الحسين عليه السلام ثم يرجع الحجة عليه السلام لان كل مؤمن لابد له من موتة و قتلة من قتل مات و من مات قتل فهو عليه السلام يقتل ثم يبعثه الله عز و جل حتي يموت اي يرفع مع ابائه عليهم السلام ( الي السماء خ ) فذكر ابوعبدالله عليه السلام ان الوقت المعلوم الذي يقتل فيه ابليس يوم يبعث الله عزوجل القائم عليه السلام بعد الموت و هو يوم كرته و لذا قال عليه السلام يوم يبعث الله قائمنا و لميقل يوم يخرج قائمنا لان الخروج و الظهور يكون عن الغيبة و البعث يكون عن الموت فافهم.
تتمة قد تقدم بعض ما يدل علي سيرتهم و تنعم الناس في دولتهم عليهم السلام و ظهور الجنتين المدهامتين المذكورتين في القرءان فانهما من جنان الدنيا التي تأوي اليها ارواح المؤمنين و في تفسير علي بن ابراهيم عن الصادق عليه السلام و قد سئل عن قوله تعالي و من دونهما جنتان قال خضراوان في الدنيا يأكل المؤمن منهما حتي يفرغ من الحساب فقوله في الدنيا يشعر بكونهما من جنان الدنيا و لهذا تظهران في اخر الرجعات عند مسجد الكوفة و ما حوله بما شاء الله تعالي كما تقدم و قوله يأكل المؤمن منهما حتي يفرغ من الحساب يشعر بكونهما من جنان الاخرة و الاشعاران صحيحان كما ان جسد المؤمن في الدنيا هو من اجساد الدنيا و هو بعينه في البرزخ من اجساد البرزخ و هو بعينه في الاخرة من اجساد الاخرة لميتغير و لميختلف بتغيير و لا بتبديل و لا زيادة و لا نقصان الا بالتصفية ( بالتنقية خ ) خاصة بان يصفي عما ليس منه و قد تقدمت الاشارة الي ذلك و قد دلت الاحاديث و قد مضي بعضها ان الرجل من المؤمنين لايموت حتي يري الف ولد ذكر من صلبه لايولد له جارية و انه يكسو ولده الثوب فيطول عليه كلما طال و يكون عليه باي لون شاء يتبدل لونه بتبدل مشيته و يستغني الناس عن ضوء الشمس و القمر و صار الليل و النهار واحدا و تذهب
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 450 *»
الظلمة من العالم و لايكون في الارض مؤذ و لا مفسد و لا ذو سم و لا شوك في شئ من الشجر و تبقي الثمار و الفواكه و الزرع (الزروع خ ) قائمة دائما كلما اخذ منها شئ نبت مثله مكانه في الحال بحيث لايفقده المؤمن و يصافح المؤمنون الملائكة و يجتمعون معهم و يوحي اليهم وحي الهام حتي لايجهل احد منهم بشئ يريده و غير ذلك مما تشتهي الانفس و تلذ الاعين و لايزال المؤمنون مع نبيهم و اهل بيته اجمعين صلي الله عليه و عليهم كذلك حتي ينتهي ما اراد الله عزوجل من وقت بقائهم في الدنيا فاذا اراد الله سبحانه نقل محمد و اهل بيته صلي الله عليه و آله و نقل شيعتهم الي جزيل ثوابه و نعيم جنته و رضوانه و نقل اعدائهم الي عظيم عقابه و دائم سخطه و عذابه رفع محمدا و اهل بيته اليه مكرمين و لعل العود كالبدء فمن سبق كونه في البدء تأخر في العود ( فمن سبق في البدء كونه تأخر في العود رفعه خ ) فاذا رفعهم من الارض بقي الناس في هرج و مرج اربعين يوما ثم ينفخ اسرافيل في الصور ، روي محمد بن جرير الطبري بسنده عن عبدالله بن سليمان العامري عن ابيعبدالله عليه السلام قال مازالت الارض الا و لله حجة يعرف الحلال و الحرام و يدعو الناس الي سبيل الله و لاتنقطع من الارض الا اربعين يوما قبل ( يوم خ ) القيمة فاذا رفعت الحجة اغلق باب التوبة و لمينفع نفسا ايمانها لمتكن امنت من قبل ان ترفع الحجة و اولئك من شرار خلق الله و هم الذين تقوم فيهم القيمة ، اقول و في معناه اخبار اخر مثل ما في كشف الغمة للاربلي و غيره و لكن هذا الحديث و امثاله من الاحاديث الصعبة المستصعبة و ليس لامثالنا سباحة في مثله و انما نتكلم ( فيه خ ) علي بعض ما يظهر لنا منه بما نعرف من غيره من الاخبار و ذلك لما دلت الروايات عليه من ان الحجة قبل الخلق و مع الخلق و بعد الخلق و قد دل هذا و امثاله علي وجود خلق لا حجة فيهم و علي هذا فلو ( لو خ ) فرضنا خلوهم من الحجة فلم يكونون شرار خلق الله و لمتقم عليهم الحجة بوجود حجة من الله و ايضا فتقتضي ( فمقتضي خ ) الحكمة في النظام الحق ان ما كان وجوده اولا كان فناؤه اخرا و ايضا كيف يكونون شرار خلق الله و لميكن معهم ( لهم خ ) من
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 451 *»
يزين لهم سوء اعمالهم لان ابليس قد قتل هو و جميع جنوده من الجن و الانس قبل ذلك فارتفع جميع سلطانه و ظلمته و لهذا استغني الناس عن ضوء الشمس و القمر و صار الليل و النهار واحدا و ذلك لكمال ( اكمال خ ) الايمان و شدة الهداية و يمكن التلويح الي الجواب بان نقول انما وقع الهدي و النور و كمال الايمان في قلوب العباد باقبال النور من الحجج عليهم السلام عليهم كاستنارة الجدار عند مقابلة الشمس فكما ان الشمس عند المغيب يرتفع نورها الي جهة العلو عند انحطاطها فتحصل الظلمة في الجدار بمقتضي طبيعته و كثافته كذلك الحجج عليهم السلام اذا قرب رحيلهم الي العالم العلوي حصل لهم ميل و توجه و انصراف الي جهة مقصدهم بمقتضي اجابة دعوة الله سبحانه و ذلك الميل تخلية من الله تعالي لمن تخلف موته عن رفعهم الي السماء و عن ميلهم الي الرفع و ذلك الميل حصل لهم علي نحو ما حصل ليوسف عليه السلام حين تذكر نعيم الاخرة حتي زهد في ملك الدنيا و نعيمها فقال رب قد اتيتني من الملك و علمتني من تأويل الاحاديث فاطر السموات و الارض انت وليي في الدنيا و الاخرة توفني مسلما و الحقني بالصالحين فهذا مما كان في الامم الماضية و يكون نظيره في هذه الامة حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة فلما تذكر يوسف عليه السلام نعيم الاخرة و طلبها حصل منه اعراض عن الملك قبل ان يفارق الدنيا فيكون مثله في (من خ) الحجج عليهم السلام و يحصل لمن بقي ما سمعت من الهرج و المرج لاسوداد قلوبهم من مفارقة النور و حرمان الخير مع ظلمة انياتهم و تخلف الحجة عنهم كتخلفه عمن انذره و لميقبل منه فاعتزله ليقع به العذاب و اما ما يتوهم من مخالفة النظام حينئذ للحكمة فليس بمخالف لان انصرافهم عليهم السلام عنهم انصراف بالاثار الشرعية التكليفية و الهداية الاختبارية و ليس ذلك مستلزما للانصراف بالاثار الوجودية و انما كانت مدة تحلل التركيب و الفناء اربعين يوما لان مدة التركيب في التكوين اربعون يوما و هي التي يسمونها مراتب الوجود و قد اشرنا في كثير من رسائلنا الي ذلك بان الانسان مركب من عشر قبضات تسعة من الافلاك التسعة و العاشرة من العناصر
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 452 *»
الاربعة و في كل قبضة من العشر اربعة دورات دورة عناصرها و دورة معادنها و دورة نباتها و دورة حيوانها و ذلك في كل شئ بحسبه فهذه اربعون هي مراتب الوجود بعدد ميقات موسي عليه السلام فاذا رفع الله حججه محمدا و اهل بيته صلوات الله عليهم اجمعين نفخ اسرافيل عليه السلام في الصور نفخة الصعق قال الله عزوجل و نفخ في الصور فصعق من في السموات و الارض الا من شاء الله ، روي الطبرسي في مجمع البيان اي المستثنين جبرئيل و ميكائيل و اسرافيل و ملك الموت و روي عن النبي صلي الله عليه و آله انه سئل جبرئيل عن هذه الاية منذا الذي لميشأ الله ان يصعقهم فقال هم الشهداء متقلدون اسيافهم حول العرش ، اقول روي ظاهرا ان المستثنين هؤلاء الاربعة من نفخة الصعق بمعني انهم لايموتون بالنفخة ثم يأمر الله ملك الموت فيقبض روح ميكائيل و اسرافيل و في جبرئيل روايتان في ( ففي خ ) رواية يامر الله ملك الموت فيضم جبرئيل و يقبض روحه و في اخري يقبض الله عزوجل روح جبرئيل بغير واسطة ملك الموت و يأتي كيفية موتهم بغير هذا في رواية زينالعابدين عليه السلام ثم يامر الجبار عزوجل ملك الموت فيموت و يمكث العالم معطلا ( متعطلا خ ) ما بين النفختين اربعمائة سنة في رواياتنا و روي الجمهور اربعين سنة و روي في الباطن ان الوجه الباقي في قوله تعالي كل من عليها فان و يبقي وجه ربك ذو الجلال و الاكرام هم محمد و اهل بيته الطاهرون صلي الله عليهم اجمعين و هم المستثنون و في خطبة اميرالمؤمنين عليه السلام ان ميتنا اذا مات لميمت و ان مقتولنا اذا قتل لميقتل و المراد انهم عليهم السلام و ان كان يجري عليهم الموت و القتل علي الحقيقة كما يجري علي غيرهم ظاهرا الا انهم لما تخلقوا باخلاق الله علي كمال ما يمكن انخلعت حقائقهم علي نواسيتهم فاذا مات احدهم او قتل لمتتغير حقيقته عما هي عليه من الادراك و الشعور و التصرف فيما شاؤا بل يحصل ذلك في نواسيتهم ايضا فان النبي صلي الله عليه و آله لما مات و اخذ علي عليه السلام في تغسيله كان يتقلب لعلي و لايحتاج الي تقليب غيره و علي عليه السلام لما قتل اوصي الي ابنه الحسن عليه السلام ان غسلني و كفني و ضعني
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 453 *»
علي سريري فاذا رأيتم مقدم السرير قد رفع فاحمل انت و اخوك الحسين عليه السلام مؤخره فلما كان نصف الليل جاء رجل في صورة اعرابي و حمل مقدم السرير و حملا مؤخره و كان الحامل لمقدم السرير روحه الشريفة و رأس الحسين عليه السلام لعن الله قاتله ( كان خ ) علي رأس السنان و هو يقرأ القرءان و هذا شئ ظاهر فهم احياء في حالة (حال خ ) موتهم يتصرفون في كل ما جعلهم الله اولياء ( جعلهم الاولياء خ ) عليه في حال حيوتهم فهم في الدنيا و في البرزخ و بين النفختين علي حال واحد و معلوم ان محمدا و عليا و سائر الائمة عليه و عليهم السلام يحضرون الاموات عند الموت و عند سؤال القبر
يا حار همدان من يمت يرني
من مؤمن او منافق قبلا
يعرفني طرفه و اعرفه
بعينه و اسمه و ما عملا
و قال الله تعالي و قل اعملوا فسيري الله عملكم و رسوله و المؤمنون حتي انه روي ما معناه عنهم عليهم السلام انه اذا افني الله جميع الخلق قال الله تعالي يا ارض اين ساكنوك اين الجبارون اين المتكبرون اين من اكل رزقي و عبد غيري لمن الملك اليوم فلايجيبه احد فيرد علي نفسه فيقول لله الواحد القهار و روي عنهم عليهم السلام نحن المجيبون و روي عنهم عليهم السلام ايضا نحن السائلون و نحن المجيبون و اما ( اما ما خ ) في الحديث الثاني من قول جبرئيل عليه السلام هم الشهداء متقلدون اسيافهم حول العرش فالظاهر ان المراد بهم محمد و اهل بيته صلوات الله عليهم خاصة و هم الشهداء هنا لا غير لادلة لايسع ذكرها هنا و في تفسير علي بن ابراهيم عن السجاد عليه السلام انه سئل عن النفختين كم بينهما فقال ما شاء الله قيل فاخبرني يا ابن رسول الله (ص) كيف ينفخ فيه فقال اما النفخة الاولي فان الله عزوجل يأمر اسرافيل فيهبط الي الدنيا
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 454 *»
و معه الصور و للصور رأس واحد و طرفان و بين رأس كل طرفين منهما الي الاخر مثل ما بين السماء فاذا رأت الملائكة اسرافيل قد هبط الي الدنيا و معه الصور قالوا قد اذن الله ( اسرافيل خ ) في موت اهل الارض و السماء قال فيهبط اسرافيل بحظيرة بيتالمقدس و هو مستقبل الكعبة فاذا رأوه اهل الارض قالوا قد اذن الله عزوجل ( اسرافيل خ ) في موت اهل الارض فينفخ فيه نفخة فيخرج الصوت من الطرف الذي يلي الارض فلايبقي ذو روح الا صعق و مات الا اسرافيل فيقول الله لاسرافيل يا اسرافيل مت فيموت فيمكثون في ذلك ما شاء الله ثم يأمر السموات فتمور و يأمر الجبال فتسير و هو قوله تعالي يوم تمور السماء مورا و تسير الجبال سيرا يعني تبسط و تبدل الارض غير الارض يعني بارض لمتكتسب عليها الذنوب بارزة ليس عليها جبال و لا نبات كما دحاها اول مرة و يعيد عرشه علي الماء كما كان اول مرة مستقلا بعظمته و قدرته قال فعند ذلك ينادي الجبار تبارك و تعالي بصوت من قبله جهوري يسمع اقطار السموات و الارضين لمن الملك اليوم فلايجيبه مجيب فعند ذلك يقول الجبار عزوجل مجيبا لنفسه لله الواحد القهار و انا قهرت الخلائق كلهم و امتهم بمشيتي و انا احييهم بقدرتي قال فينفخ الجبار نفخة اخري في الصور فيخرج الصوت من احد الطرفين الذي يلي السموات فلايبقي في السموات احد الا حيي و قام كما كان و تعود حملة العرش و يحضر الجنة و النار و يحشر الخلائق للحساب قال الراوي فرايت علي بن الحسين عليه السلام يبكي عند ذلك بكاء شديدا و في غيره قيل ( له خ ) فما سبب بكائك يا ابن رسول الله (ص) قال لشدة ذلك اليوم لان الخلائق يخرجون من قبورهم فجأة عرايا جردا حفاة مردا فيقفون عند قبورهم ثلثمائة سنة من الدهشة و عن الصادق عليه السلام اذا اراد الله ان يبعث الخلق امطر السماء علي الارض اربعين صباحا فاجتمعت الاوصال و نبتت اللحوم و قال عليه السلام اتي جبرئيل عليه السلام رسول الله صلي الله عليه و آله فاخذه ( فاخذ خ ) بيده فاخرجه الي البقيع فانتهي به الي قبر فصوت بصاحبه فقال قم باذن الله فخرج منه رجل ابيض الرأس و اللحية يمسح التراب عن رأسه و هو
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 455 *»
يقول الحمد لله و الله اكبر فقال ( له خ ) جبرئيل عد ( الي ما كنت فيه خ ) باذن الله ثم انتهي به الي قبر اخر فقال قم باذن الله فخرج رجلا مسود الوجه و هو يقول يا حسرتاه يا ثبوراه ثم قال له جبرئيل عد الي ما كنت فيه باذن الله عزوجل فقال يا محمد هكذا يحشرون يوم القيمة فالمؤمنون يقولون هذا القول و هؤلاء يقولون ما تري ، اقول المراد بالمطر الذي يقع علي الارض فتحيي به الموتي هو ماء ينزله الله عزوجل من بحر تحت العرش احلي من العسل و ابرد من الثلج و اطيب من المسك يقال له صاد و هو الذي قاله جبرئيل لمحمد صلي الله عليه و آله ليلة المعراج لما اراد ان يتوضأ ليصلي بالملائكة قال ادن من صاد فدني فتوضأ ( و توضأ خ ) و رائحة ذلك الماء كرائحة المني و هو الذي خمرت منه طينة الخلق في بدئهم و يخمرها منه في عودهم ذلك تقدير العزيز العليم ، جعل الله سبحانه عاقبتنا و اياكم ( عاقبتكم خ ) الي رحمته و مغفرته و رضوانه انه علي كل شئ قدير ( و هو لعباده خ ) غفور رحيم و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين و الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا ، و كتب مؤلفه العبد المسكين احمد بن زينالدين بن ابراهيم بن صقر بن ابراهيم داغر الاحسائي في الحادي و العشرين من شهر ربيعالمولود سنة احدي و ثلاثين بعد المأتين و الالف من الهجرة النبوية علي مهاجرها الف صلوة و سلام و تحية حامدا مصليا مستغفرا.
)٣٣٨(
قال الشيخ الاوحد (اع) في كشكوله في باب القاف و في مكاتبة الحجة (ع) للمفيد (ره) فنحن مقيمون بارض اليمن بواد يقال له شمروخ و شمريخ و السلام ، اقول لعل المراد بالارض التي هو مقيم بها (ع) بواد يقال له شمروخ و شمريخ من اليمن هو القطر المسمي ببصاريا و بصراء القريب من المدينة لانه (ع) كني عن قربه من المدينة بطيبة لانه من اسمائها و ذلك في قوله (ع) نعم المنزل طيبة و ما بثلاثين من وحشة و هذا العصر في الاقليم الثامن الان و اذا قرب خروجه و حان كان في الاقليم الثاني عجل الله فرجه ، اقول الاقليم الثامن عالم هورقليا
[1] ، قال الشيخ الاوحد (اع) في كشكوله في باب القاف و في مكاتبة الحجة (ع) للمفيد (ره) فنحن مقيمون بارض اليمن بواد يقال له شمروخ و شمريخ و السلام ، اقول لعل المراد بالارض التي هو مقيم بها (ع) بواد يقال له شمروخ و شمريخ من اليمن هو القطر المسمي ببصاريا و بصراء القريب من المدينة لانه (ع) كني عن قربه من المدينة بطيبة لانه من اسمائها و ذلك في قوله (ع) نعم المنزل طيبة و ما بثلاثين من وحشة و هذا العصر في الاقليم الثامن الان و اذا قرب خروجه و حان كان في الاقليم الثاني عجل الله فرجه ، اقول الاقليم الثامن عالم هورقليا و الاقليم الثاني مكة و المدينة بحسب الظاهر كما هو معلوم من تقسيم الاقاليم السبعة و ذكره (اع) في باب الهاء من الكشكول ، زينالعابدين بن كريم ( اعلي الله مقامهما
[2] الزها بالضم بمعني المقدار يقال زها مائة اي قدرها ، ق .
[3] الاعراس النزول في اخر الليل للاستراحة ، كذا في القاموس .
[4] السبيع كامير ابو بطن من همدان و محلة بالكوفة منسوبة اليهم .
[5] الحاف جبل القاف المحيط بالدنيا ، منه ( اعلي الله مقامه )
[6] الجحجاح : السيد ، مجمع البحرين .
[7] – في الحديث: لما ان كتبوا الكتب و وضعوها علي يد سالم فصار الامين.