04-25 الرسائل المجلد الرابع – رسالة اجوبة مسائل المرحوم الميرزا عبدالله ـ مقابله

 

اجوبة مسائل

 

المرحوم الميرزا عبد‌الله

 

من مصنفات العالم الربانی و الحکیم الصمدانی

مولانا المرحوم الحاج محمد باقر الشریف الطباطبایی اعلی‌ الله مقامه

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 349 *»

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الحمدللّه و سلام علي خير الوري و آله الذين اصطفي و من بهم اقتدي و اللعنة علي سالكي سبيل الردي.

و بعد فقد امرني سيدي و مولاي الميرزا عبد اللّه بلغه ما يتمناه بجواب مسائل فعنونت السؤال بقال و اجبته باقول و باللّه المأمول بوساطة آل الرسول صلوات اللّه عليهم.

قال: المسألة الاولي ـ ما  يقول جنابك في العجوز التي تقتل صاحب الزمان7 هل هي من جنود الرحمن او من جنود الشيطان فان كانت من جنود الرحمن فكيف يرسل الاشرار علي الاطهار و ان كانت من جنود الشيطان فكيف و قد ورد في الحديث ان النبي يقتل ابليس و اذا قتل ابليس تقتل بقتله جميع جنوده حتي لايبقي منهم احد و ذلك كالشجرة اذا قطعت يبست اغصانها و اوراقها فعند ذلك يعبد اللّه تعالي و لم‏يوجد من يعصيه و لم‏يوجد في الاخبار استثناء العجوز و علي فرض ان احداً يقول به و لا قائل لايكون معني لضرب المثال بالشجر و اغصانها مع بقاء اشد الاغصان و اعظمها و لا معني لعبادته و عدم عصيانه و ان قال قائل المراد بالجنود الجن لا جنود الانس تصريح الحديث يرده و لم‏يرد التخصيص في الاحاديث فما الجواب.

اقول: هي لعنة اللّه عليها من جنود ابليس لعنه اللّه و من الانس دون الجن ولكنها لعنها اللّه تقتل الامام7 قبل قتله9 الشيطان فانه7 قتل حين خروج الحسين7 و هو اول خارج من آل محمد: الذي يغسل الصاحب و يجهزه و يكفنه و يدفنه7

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 350 *»

و الشيطان لما قتل و قد قتله9 في خروجه و خروجه بعد خروج سائر الائمة: فلا اشكال و الحمدللّه.

قال سلمه اللّه تعالي: المسألة الثانية ـ ما معني قوله7 عند نهيه عن الصلوة حين طلوع الشمس و حين غروبها معللاً بانها تخرج بين قرني الشيطان و في حديث آخر علي قرن الشيطان و هل هناك شيطان في السماء الرابعة فما معني خروجها بين قرنيه او قرنه و كيف يوجد في السماء الرابعة شيطان و كيف ينهي عن الصلوة مع انها تنهي عن الفحشاء و المنكر و البغي و الكل جنوده بل اساسه فكيف النهي.

اقول: بعد ظهور النبي9 في هذا العالم طردت الشياطين من السموات فمن يستمع الان تحت السموات في المقاعد يجد له شهاباً رصداً كما تري بعينك الشهب الثاقبة و المقاعد التي تتعلق بها الشياطين للاستماع هي الابخرة الردية الصاعدة الي السماء فعند طلوع الشمس اثرت حرارتها في الرطوبات الارضية و بخرتها صاعدة فحجبت آثارها عن الارض و اهلها فتلك الابخرة هي قرناه يميناً و شمالاً اذا لاحظتهما او قرنه اذا لاحظته شيئاً واحداً حاجباً عن تأثيرها كما ينبغي فاذا استدامت و ارتفعت اشتدت حرارتها افنت تلك الابخرة الصاعدة و كذلك الحال عند هبوطها و انخفاضها و قربها من الغروب ضعفت حرارتها و اسفرت و اصفرت و اثرت قليلاً مع ضعفها في الرطوبات فحدثت الابخرة صاعدة كما حدثت عند طلوعها فتحجب عن تربية الشمس و تأثيرها في الارض و اهلها حتي تغرب فاذا غربت زالت انوارها معها فبزوالها بردت الابخرة و هبطت الي الارض و صفت الاهوية بفناء الابخرة فعند ذلك هبطت الشياطين ايضاً لهبوط مقاعدها التي هي الابخرة فلاتمنع عن صعود الدعوات و الصلوات فتصعد الي السموات فامروا بالصلوة عند ذلك و ذلك لعامة المكلفين قويهم و ضعيفهم.

و اما الاقوياء خاصة الذين ايس الشياطين عن مسهم فهم المستثنون لقوله

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 351 *»

تعالي حكاية لاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين فلم‏يمكنهم الحجب و المنع عن صعود دعواتهم و صلواتهم  فلاجل ذلك اذنوا لهؤلاء الاقوياء الصلوة عند ذلك لاجل الارغام لانافهم كما ورد في اخبارهم: فان صلوتهم تنهي عن الفحشاء و المنكر و البغي و اما الضعفاء فلربما وسوس اليهم الرياء و السمعة او لوجه غير وجه اللّه تعالي و ليس ذلك الا عبادة الشيطان الذي غلب وساوسه في الصدور الضعيفة و بوساطة صعوده مع الابخرة الردية فنهوا عن الصلوة في تلك الاوقات ليسلموا عن عبادة الشيطان و اللّه المستعان.

قال سلمه اللّه تعالي: المسألة الثالثة ـ ما طريق النجاة و كيف العمل بالاخبار و من المرجع اليوم و من الحجة علي الخلق من الخلق بعد الامام7و ما علامة الحجة حتي نأخذ بكلامه و هو يشترط حياته ام لا فرق بين الموت و الحيوة.

اقول: اما طريق النجاة فهو التمسك بولاية الائمة: و اوليائهم التي تواترت به الاخبار حتي صارت من ضروريات المسلمين فضلاً عن المؤمنين فضلاً عن المخلصين قال9 مثل اهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجا و من تخلف عنها غرق و الدليل علي صدق الدعوي عدم التخلف عن ضروريات الاسلام و الايمان باسرها و دليل الكذب هو التخلف عن واحد منها فضلاً عن متعددها و قل من ينجو منه المؤمن قليل المؤمن قليل المؤمن قليل المؤمن اقل من الكبريت الاحمر و هل رأي احدكم الكبريت الاحمر.

و اما كيفية العمل بالاخبار فالعمل بمحكمها و رد متشابهها اليها مجملاً و مفصلاً بحيث ينتهي المعني المراد الي الضروريات و قل من قدر علي ذلك او يقدر او تصدي او يلتفت و الكثيرون في غفلة من ذلك.

و اما المرجع اليوم و الايام الماضية و الاتية فهم الرواة الثقات الامناء العدول العلماء الحكماء قال الحجة عجل اللّه فرجه اما الحوادث الواقعة

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 352 *»

فارجعوا فيها الي رواة حديثنا فانهم حجتي عليكم و انا حجة اللّه و تواترت الاخبار حتي صارت من الضروريات بان لهم: في كل خلف عدولاً ينفون عن دينهم تحريف الغالين و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين فهم عدول حقيقة لشهادة المعصومين: علي عدالتهم و ليسوا بمظهري العدالة ملاء و هم افسق الفسقة خلاء كالاكثرين و كذلك كانوا و يكونون علماء حكماء لشهادة المعصومين: علي علمهم و حكمتهم اذ لو كانوا جاهلين مرتابين شاكين ظانين لماقدروا علي نفي تحريف الغالين و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين من انحاء مفاسد المفسدين.

و اما اشتراط حياتهم فقد اغناك الحديث اذا تفكرت فيه فانه لابد في كل خلف عدول احياء فاذا صار المعني المراد من الضرويات يجب الاعتقاد به.

بالجملة اذا تدبرت في امثال تلك الاخبار احطت لفضائلهم ما لاتحصي من علمهم بجميع المسائل من التوحيد و صفاته و النبوة و الولاية و صفاتهما و الاخرة و البرزخ و الدنيا و ما يرد عليها و ما يبرمها و من كيفية الخلقة من الخالق و ما يرد و يبرم حتي قدروا علي نفي النقص و الشبهة من كل فرقة و كل ذلك معلوم للمتدبر بشهادة المعصومين: التي هي شهادة اللّه المسدد المؤيد و الحمد للّه اولاً و آخراً و ظاهراً و باطناً و قدتواترت الاخبار لفظاً فضلاً عن المعني باوصافهم و تقربهم الي اللّه تعالي حتي صارت من ضروريات الدين و الحمد للّه رب العالمين و قداستغنيت انت من سردها و قدعلمت من ابتلائي و عدم فرصتي و قداعتذر لديك بما علمت و فرغت من الاشارة في يوم الخميس من العشر الاواخر من شهر شعبان المعظم من شهور سنة 1293 حامداً مصلياً مستغفراً.