04-15 مکارم الابرار المجلد الرابع ـ الارجوزة ـ مقابله

الارجوزة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

من مصنفات

العالم الرباني و الحکيم الصمداني

مولانا المرحوم حاج محمد کريم الکرماني

اعلي‌الله‌مقامه

 

 

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۳۵۷ *»

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله العظيم العالي   ذي المجد و الاكرام و الجلال[1]
رب تعالي شأنه الجليل   ليس له في قدسه عديل
تقاصرت عن دركه الابصار   و لم‌يحط بكنهه الاغيار
ثم صلوة المكرم الممجد   علي النبي المصطفي محمد
و آله الائمة الاطهار   و رهطه الهادين في الاعصار
و لعنة الله علي اعدائهم   و مزدري الشيعة في ثنائهم
و بعد هذا الخاطيء الاثيم   من نجل ابراهيم اي كريم
اهدي الي اخوانه في الدين   ارجوزة كاللؤلؤ الثمين
حاوية حقايق الايمان   حائزة لقاطع البرهان
فاستبشروا يا ايها الاخوان   بنيل ما الحق بها يبان
ثم احفظوها بقلوب صافية   و دارسوها تجدوها وافية
جعلت ما تحويه من بيان   في النوع مقسوما علي اركان

 

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۳۵۸ *»

الركن الاول

في معرفة الله سبحانه و تعالي و فيه ابواب

الباب الاول

في اثبات الصانع و احديته و فيه فصول

فصل

في اثبات حدوث العالم و وجود الصانع

كل الذي غير البسيط الاحد   مركب مجزأ ذو عدد
و كل جزء منه غير الاخر   بداهة لايختفي عن ناظر
و انه في الانفعال ظاهر   آثار صنع الغير فيه باهر
لان ذي الاجزاء ما لم‌تقترن   لم‌يتحقق و هو غير المقترن
و الاقتران انفعال ظاهر   و اثر القارن فيه باهر
و الحاصل الموجود من قرانها   مغاير لها و لاقترانها
فكون ذا الحاصل من كيانها   و قائم بها و باقترانها
فكل شيء كان بالتركيب   يقوم بالغير لدي اللبيب
يقوم بالقارن في صدوره   ثم بذي الاركان في ظهوره
و كل ممتاز لدي الاوهام   مستحدث الكون بلاكلام
فانما الممتاز كون قد قرن   بما به امتيازه عما اقترن
كفاك عما قيل في استدلال   ظهور ما تدرك في انفعال
و الانفعال صفة المفاعل   ليس بمحتاج الي الدلائل
و ليس مفعول بغير فاعل   يعرف هذا الحكم كل عاقل
اي دليل لوجود الصانع   ادل من شهادة المصانع

 

فصل

في اثبات وجود القديم

ان القديم ما يقوم ذاته   بذاته و ما به ثباته
و ذاك لايعقل في غير الاحد

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  اذ ما سويه قائم بمستند

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۳۵۹ *»

     
     
و الاحد ذات بسيطة و لا   يعقل ضد للبسيط ذي العلا
فنفي جوهر القديم ممتنع   فكونه عن الدليل مرتفع
و كلما يثبت بالبرهان   نفيا و اثباتا من الامكان
و كل كون كان من عقد تري   عدمه من حله بلاامتراء
كلاهما وصفان موجودان   قد عرضا جوهرة الامكان
اما وجود ليس وصفا يعتري   علي سواه فعن الضد بري
فسائل البرهان فيه جاهل   و من اجاب بالدليل غافل
فالاحد الصرف القديم دائم   ممتنع النفي بنفس قائم
خذه الهيا دليلا حقا   محمديا علويا صدقا

فصل

في اثبات وحدة القديم

من لم ينل معني القديم يبتغي   دليل توحيد و ليس ينبغي
فان عرفت ان في غير الاحد   لاتعقل القدمة فهو المستند
و فرض آحاد بسايط بلا   تمايز ممتنع للعقلا
و كل معدود مميز و ما   يمتاز غير احد مسلما
و لست تحتاج الي برهانه   ازيد من ذلك في عرفانه

 

الباب الثاني

في بيان مراتب التوحيد و فيه فصول

فصل

في تقسيم مراتب التوحيد

لست تنال رتبة التفريد   ما لم‌تبين درج التوحيد
اولها توحيده في ذاته   من بعده التوحيد في صفاته
يليهما التوحيد في الارادة   آخرها التوحيد في العبادة
و ذاك ان الخلق في الاطوار   مختلف الحالات بالانظار

 

 

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۳۶۰ *»

فان هتكت عنهم الاستارا   و لم‌تشاهد ابدا اغيارا
تري بسيطا احديا قد طوي   ما دونه مما يري و لايري
ثم هم في نظر صفات   لله جل شأنه آيات
جميعهم في ذا المقام نوره   بهم تجلي و هم ظهوره
ثم لهم من حيث فعل الفاعل   طور فهم شئون جعل الجاعل
فهم بهذا الحيث افعال لمن   ابداهم من خفية الي العلن
طور لهم من حيث انيتهم   ففيه مفعولون من علتهم
في كل طور لهم توحيد   و هو لهم في حده سديد
عرفهم في كل طور نوره   مصيرا انفسهم ظهوره
اولها شأن اولي الحقيقة   انظارهم في حقه دقيقة
و حظ ارباب العقول نوره   اذ يتراءي لهم ظهوره
شأن ذوي الارواح من توحيده   ما بان في الافعال من تفريده
آخرها حظ اولي النفوس   اذ يستدلون من العكوس

فصل

في شرح توحيد الذات

اما الذي يلزم في توحيده   في ذاته التنزيه في تفريده
بانه ذات قديمة احد   منزه في ذاته عن العدد
و ذكر ما سويه فيه يمتنع   نفيا و اثباتا و عنه يرتفع
فذاته عن كل حيث و جهة   و كل فرض ابدا منزهة
اذ كل ما يدرك من غير الاحد   شيء سواه و هو الفرد الصمد
و ليس فيه مدخل و مخرج   و لا له مراتب و درج
اذ كلها تستوجب التعددا   و كثرة العد تنافي الاحدا
و لاقديم ثابت سوي الاحد   و ما سواه حادث و ذو سند
فان يكن فيه سواه كائن   فكونه عنه بوصف بائن

 

 

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۳۶۱ *»

و كل موصوف لدي الحكيم   مستحدث مغاير القديم
اذ كل موصوف بوصفه اقترن   و الاقتران قائم بمن قرن

 

                                                     فصل

في شرح توحيد الصفات

الاحد البحت البسيط كامل   فنوره لغير حد فاضل
لم يك خلوا قط من شهوده   و لا الشهود قط من وجوده
لو لم‌يكن نور لذاته لما   كان وجودا احديا دائما
بل لم‌يكن شيئا فان كلما   له وجود منه نور قد سما
اذ كل نور بسطة الوجود   فاختلف الاشياء في الشهود
ان كان محدود تناهي نوره   في حده فينتهي ظهوره
و ان يكن ذات بسيطة فلا   نهاية لنوره اذا جلا
فلم يكن لنور ذاته الاحد   طولا و عرضا غاية فيها يحد
و نوره منه بلا كيف بهر   و الكيف نور منه في الكون ظهر
لانه بذاته كماله   و ما له و ما به جماله
و كلها قد انطوت تحت الاحد   و فيه لايعقل محدود و حد
و ما تري من الحدود في الوري   فبالقياس ميزت بلاامترا
و هو سني الذات لانهاية   له و ليس في سناه غاية
فلاظهور لا سوي ظهوره   و ليس نور قط غير نوره
و نوره اوصافه و قد عدت   ابصار مذروءاته اذا بدت
و هو الوحيد الفرد في آياته   و لا شريك كان في صفاته
و هل تري للشمس في بهائها   مشاركا شارك في ضيائها

فصل

في شرح توحيد الافعال

كل الذي غير القديم حادث   حق و خلق ليس شيء ثالث
اذ ما بنفس ثابت و مستقر   حق و الا فهو خلق مفتقر

 

 

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۳۶۲ *»

و كل خلق واجد ما قد وجد   بمقتضي ايجاد ربه الاحد
اوجده لا من اصول دائمة   لايستحيل ما بنفس قائمة
فهو الي الحق بذاته افتقر   و كلما بالذات دام و استمر
فكلما دون القديم قائم   بامره و بالقيام دائم
و ان يكن شيء بوصف يفتقر   الي معين فقره لايستمر
فالفارق الحق اذا بما وصف   ما بين تأثير و تكميل عرف
فكل ما في الكون من ذات و من   وصف و حد او صلوح مستجن
حتي الذي في عرصة الاذهان   او كان من عدم و من عصيان
او ظلمة او عين او ماهية   او لازم او حالة نسبية
آثاره سبحانه لا فاعل   فيها سواه مطلقا و جاعل
فالعدم نسبي كذا العصيان   و الامتناع البحت لايبان
و قد مضي ان القديم واحد   فمثبت الاعيان فيه جاحد
فالواحد الفرد القديم صانع   لكل شيء ليس عنه مانع
و لا وكيل قائم مكانه   و لا شريك دونه اعانه
و لا سواه صانع مخترع   باذنه كلا و لا مبتدع
و من يكن مفتقرا لما جعل   بذاته اليه كيف يستقل
فهو الاله الفرد في افعاله   و كلما في الكون من فعاله
ثم جميع الخلق آلات له   يجري لها منها بها افعاله
لا انه له اليها حاجة   بل نفسها لضعفها محتاجة

 

فصل

في شرح توحيد العبادة

من دان ان الخلق من عطائه   و ما له و منه من آلائه
يعلم قطعا انه لينبغي   صرف الذي انعم فيما يبتغي
 و انه شكران حق المنعم   يقبح عقلا كفر فضل المكرم

 

 

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۳۶۳ *»

و ليس الا شكره العبادة   توحيدها من مقتضي الرشادة
و انها ضربان في التعيين   عبادة التشريع و التكوين
اما التي كانت من التكوين   قد عمت الاكوان بالتبيين
فلايري في الكون غير عابد   ساجدة بكلها للواحد
فانها قامت بامر واحدة   و بائتمار الامر كانت عابدة
و ان ما لم‌يأتمر ممتنع   فالكفر عنها مطلقا مرتفع
و كل آت عرصة الايجاد   مؤتمر للامر بانوجاد
اما التي كانت من التشريع   تخصصت بالمؤمن السميع
بمؤمن قد احتوي ايمانه   شروطه ائمة اركانه
لانها فيه فعال صادرة   عن فاعل الي جهات ظاهرة
و من طوي الموصول و المفصولا   و الفعل و الفاعل و المفعولا
لم‌يتميز للاشارات فلا   يمكن ان يجعل جاها مثلا
فاحتيج فيها ان تكون ظاهرة   لها جهات مدركات باهرة
ليوقع الفاعل افعالا امر   بها اليها  و هو امر مستمر
فمن اتاها عارفا فقد نجي   و من نأي عنها ففي النار هوي
و من بها الحق غيرها فقد   اشرك مخلوقا بربه الاحد
فصاحب التوحيد في العبادة   من قام بالشروط بالرشادة
قد ذكر انطوائه تحت الاحد   ثم الي الكعبة مقبلا قصد
ثم اتي الباب و ظل واقفا   ثم دعاه بالصفات عارفا
فمن دعا الله بهذا الاسم لا   يرجع صفر الكف عما سئلا
فذا هو التوحيد في العبادة   خذا و سلم تدرك السعادة

 

 

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۳۶۴ *»

الباب الثالث

في مسائل تتعلق بالتوحيد و فيه فصول

الفصل الاول

في الفرق بين الاحد و الواحد

ما لم‌تميز بين معني الاحد   و الواحد المجزء المعدد
لم‌ترق كلا مدرج التوحيد   و لم‌تنل حقيقة التفريد
الاحد سر علا الاعدادا   و لم‌تجد منها له اضدادا
ان انتفي انتفت الاعداد   و ان اتي احتمل الافراد
و عكسه الواحد و هو من عدد   له كسور بخلافه الاحد
و يحصل الاعداد ان تكررا   و فرضه في احد تعذرا
و قد تجلت فيه آية الاحد   كما بدت فيما سويه من عدد
لذا تسمي جل قدسا بالاحد   لما تسمي دون ساير العدد
و ذاك ايضا احد الاوصاف   نعم هو الوصف العظيم الوافي
و كامل التوحيد ان تنزهه   في ذاته من كل وصف و جهة

فصل

في وجه اطلاق الوجود عليه سبحانه

قد عبروا عن آية الذات الازل   لفظ الوجود الحق قد عزوجل
لانه حق الوجود الساذج   و ليس فيه ذكر شيء خارج
ليس بموجود بغير نفسه   و ما سويه كله بعكسه
و ليس تحت مطلق كما زعم   فبالتمييز عن قسيم يلتزم
و الاعتبار لايفيد ان صدق   شيئا و الا فهو كذب اتفق
ان لم‌يكن في القسم ذكر المقسم   اليه في الخارج ليس ينتمي
و ان‌يكن ذا حصة مميزة   يكن حديثا كالقسيم جايزا
فهو وجود احد قدوس   و لم‌تحط بكنهه النفوس

 

 

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۳۶۵ *»

قد جل عن تبصرة‌ الاوهام   فضلا عن المقسم و الاقسام
ليس تعالي عين مخلوقاته   اذ هي حيث غير كنه ذاته
و ليس حاشا غير ما عداه   اذ هو وصف و علا علاه
بل هو ذات عن سواها تمتنع   نفيا و اثباتا و عنه ترتفع
و فيه ما بالذات عنه يتضع   كونا و امكانا و عينا يمتنع

 

فصل

في كون وجوده سبحانه اظهر من كل شيء

عجبت من قوم عمت ابصارهم   و تاه عن انواره انظارهم
و ليس نور غير نوره يري   و لا ظهور لا له فيمتري
و قد تلاشي دون نوره الاحد   بالامتناع البحت ما به استند
اذ هو حق احدي قد طوي   كونا و امكانا و عينا للسوي
و ان تري بعينه الدقيقة   لا غيره شيء علي الحقيقة
فان ما دون البسيط يمتنع   ضد الوجود البحت ليس ممتنع
لا كالذي قالوا بان كلما   سوي البسيط عينه اذ علما
بانه مع البسيط ان ذكر   شيء عري التركيب و هو قد حظر
و ان يكن ممتنعا فالممتنع   عين الوجود البحت فرض يمتنع
و غيره مركب و ذوعدد   كيف يكون مثله عين الاحد
فليس شيء دونه اذ ذاك هو   و هالك اذ ليس الا وجهه
و خلقه اذ ذاك خلق قد خلا   عن القديم الحق جل و علا
فان تراه فهو ذات تمتنع   عن الصفات كلها و ترتفع
و ان تراها فهي الممتنعة   عن القديم اذ هي المصطنعة
لكن بعين تدرك الصفات   ممتنع ادراك نور الذات
و لست اعني درك ذاته الاحد   فان معها ليس دونها احد
فغيره يحول ان يناله   بل منه لايعقل عرفان له

 

 

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۳۶۶ *»

فالعلم بالذات كلام هزل   و درك نور الذات قول فصل
ففيه لا علم و لا معلوم   و لاعليم مطلقا مفهوم

 

الباب الرابع

في بيان درجات ظهوره سبحانه و فيه فصول

فصل

في تقسيم درجات الظهور

خمس مقامات التجليات   اولها ظهوره بالذات
ثم ظهور رتبة الهوية   ثم الوهيته العلية
ثم التجلي بعد ذاك بالاحد   آخرها مقام جلوة الصمد
دارت علي تلك الرحي التفريد   يكشف عنها سورة التوحيد
و ذا لان كنهه لما امتنع   عن مبلغ الاوهام قدسا و ارتفع
لخلقه بنوره تعرفا   و في شئون نوره توصفا
و ذلك النور له حالات   لله فيها جملة آيات
اولها ما عبرت بالذات   عنها و قد جلت عن الصفات
ثم مقامات الصفات اربع   لانها عرش لها مربع
في كل ركن قد تجلت آية   بمقتضاه و بدت علامة
قد ظهرت بوصفه الهوية   في ركنه الابيض للبرية
ثم بدت في اصفر الاركان   وصف الوهيته في الثاني
في اخضر الاركان قد بدي الاحد   احمرها قد خص منها بالصمد

 

فصل

في بيان مقام الذات

و كل من ضل عن التفريد   او تاه في مسائل التوحيد
فانه من اجل ما قد قصرا   في فهم معني الذات او تقاصرا
فافهم هداك الله معني الذات   تستغن بالحق عن القالات

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۳۶۷ *»

الذات ما بانت عن الصفات   و قدست عن التعينات
امتنعت عن كل حيث و جهة   عما سويها مطلقا منزهة
فهي اذا حق بسيط احد   اذ غير مركب معدد
و كل ما كان كذا موصوف   بوصفه عن غيره معروف
و كل موصوف بوصفه صفة   قائمة بما بها متصفة
هذا و معني الذات في التحقيق   وصف له بالنظر الدقيق
لانها صاحبة الصفات   و مبدؤ الاوصاف و السمات
لكنها اول موجود بدا   و لم‌تكن عارضة لما عدا
و مثلها ذات و هذا ما سبق   من ان وصف الحق للحق لحق
و وصفه للخلق خلق اعتري   موصوفه و ان علا عما تري
و هيهنا تأتي صفات الذات   و فوقها ممتنع الصفات
و هيهنا يجتمع الاضداد   و هيهنا يرتفع الانداد
و هي هي الاول لابداية   كذلك الاخر لا نهاية
و ازل في عين انها ابد   بلاامتداد الوقت اذ هي الاحد
قريبة من دون ان تداني   بعيدة من غير ان تنائي
عالية في غاية الدنو   دانية في شدة العلو
قد اختفت من شدة الضياء   كما بدت في غاية الخفاء
لانه لا شيء الا نورها   قد انطوي في غيبها ظهورها
نافذة في كل ما عداها   بائنة عن كل ما سويها
داخلة فيها بلامقارنة   خارجة عنها بلامباينة
فكل ما في الخلق من ذات و من   وصف له سبحانه فيما علن
فذاته ذات له سبحانه   و وصفها وصف له ابانه

 

 

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۳۶۸ *»

فصل

في بيان مقام الهوية

اول ما يبدوا من الايات   في عرصة الاسماء و الصفات
ظهوره في عالم الهوية   فانها اشارة خفية
فالهاء تثبيت لمعني واصب   و الواو تومي نحو معني غائب
فانها اول عين قد ظهر   فغاب من رقته عن النظر
لانه لا فوقه تعين   و فاق كل ما له تبين
فصار اسما مضمرا لغائب   عن درك ابصار العقول واصب
و انما يومي علي الابهام   الي الذي غاب عن الاحلام
لانه وصف له رقيق   تعرف من ذاته دقيق
فهو مشير و اشارة الي   مثاله فيه و كنهه علا
عن اتصاف و تطابق و عن   تمايز و عن خفاء و علن
فهو هو الاسم الخفي الاقدم   و ليس في الاسماء منه افخم
فانه اول خلق قد بدي   من الذي في ذاته (بذاته خ‌ل) قد اختفي
فهو هو الركن العلي الايمن   الابيض المقدم المهيمن
من عرش اوصاف الاله قد ظهر   في رتبة المعني الذي قد استتر

 

فصل

في بيان مقام الالوهية

ثم اذا تأكد التعين   في نوره تأكد التبين
فصار اسما ظاهرا معينا   لما به فيه له تبينا
فانه وصف لما به اتصف    وهو به مقترن كما انكشف
 و الاسم وصف و المسمي متصف   علو كنه الحق عنه منكشف
لم‌يتصف بالوصف موصوف بلا   تناسب به يكون قابلا

 

 

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۳۶۹ *»

لو لم‌يكن ذاك لكان يتصف   بكل وصف كل شيء و عرف
و ذامحال القول و الذات احد   فلا لها تناسب بذي عدد
فليس للكنه البسيط علم   خطاء من قال به مسلم
كيف و في القرآن نصا عرفوا   سبحان رب العز عما وصفوا
فهو هو الاسم لذات ظاهرة   و ذاته القدوس عنه طاهرة
فالله اسم ليس منه اعظم   في ظاهر و هو ضمير اقدم
يوصف من ذاك بما سواه   و لا به يوصف ما عداه
فجل من وسم علي انحلا   جميع ما للذات من وصف جلا
بل كل ما للذات من رسم و من   اسم و فعل و كمال قد علن
و هيهنا تأتي صفات الذات   فانه مستجمع الصفات
و هو الذي تعطيله كفر كما   تشبيهه شرك به مسلما
و بين ذين فسحة التوحيد   يعرفها الفايز بالتفريد
اذكرها بالطف الاشارة   معميا في غامض العبارة
اني لطاو الغير من تعطل   و للوحيد الفرد من تشكل
سبحان من جل عن الاحلام   و عن منال غامض الاوهام
فذا هو الركن العظيم الايمن   الاصفر المؤخر المعين
فانه اول تعيين بدا   له تعالي شأنه لما عدا

فصل

في بيان مقام الاحدية

اول وصف ربنا به اتصف   لما تجلي ما به الله وصف
في سورة النسبة و هو الاحد   فانه المقدس الممجد
و الفرق بين الاسم و الاوصاف   و ان يكن وصفا بالاتصاف
بانه يحكي الذي به استند   و الوصف يومي نحو ما منه ولد
فالله اسم للقديم مضمحل   و الاحد وصف الاله المستقل

 

 

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۳۷۰ *»

فاول الاوصاف وصف الاحد   فانه طاو جموع العدد
و هو الذي بالاحدية اقترن   بها طوي الاعداد حينما علن
فما ذكرنا قبل ذا من الاحد   هو المراد و هنا وصف يحد
فوصفه مركب لكنما    اجزاؤه بسايط بلا انتها
فانما التركيب في الاشياء   ثلثة من جهة الاجزاء
منها الذي اجزاؤه مركبة   في الملك قبل ان تري مصطحبة
و بعضها اجزاؤه في الخارج   لم تنوجد الا مع التمازج
لكنها يدرك بالاوهام   تركيبها في الدهر كالاجسام
و بعضها بسيطة في الواقع   اجزاؤه من غير ما تمانع
و لايكون بعضها محققا   الا ببعض في الوجود مطلقا
فلم‌يكن منتهيا معدودا   مميزا عن غيره محدودا
فكل جزء منه عين الاخر   و لاتري الا معا للناظر
و ذاك سر حرم العقول   عن دركه و لا لها وصول
فهو يكون ازلا بلا ابتداء   كما يكون ابدا بلا انتها
يمتنع التفكيك في شهوده   و لايجوز البدء في وجوده
و ذاك اسني آي سر الميم   يعرف منه قدمة القديم
و ليس وصف من وراه يدرك   بغير اسم سره لايملك
دع عنك لب باطن البواطن   و الزم قشورا تنج عن طواعن
فالاحد مركب و انما   اجزاؤه بسايط بلاامتراء
و هو بسيط للصفات الدانية   مركب عند مقام العالية
لايدرك التركيب في وجوده   من كان ادني منه في شهوده
فذاك من عرش الصفات ايسر   مقدم حدا و لونا اخضر

 

 

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۳۷۱ *»

فصل

في بيان مقام الواحدية

و رابع الاوصاف وصف الواحد   لايختفي تركيبه عن ناقد
و انما هذا بتأويل العدد   و واحد ليس كذا هو الاحد
فان هذا اول الاعداد   مقترن بساير الافراد
يحصل من تكراره الاعداد   من عكسه تحقق الاضداد
و انه الاول في الفتح كما   به الختام آخرا ان ختما
و جملة الاوصاف فرع الواحد   لانه البادي في المشاهد
و انه انموذج سر الاحد   قد لاح للتعريف في حد العدد
لا فرق في البين سوي ان الاحد   رب و ذا عبد مدبر يحد
و الاحد في عرصة الاطلاق   و الواحد في رتبة التلاقي
و انه المقصود من وصف الصمد   فانه سيد جملة العدد
و انه وصف لما به اقترن   في حده من ظل موصوف بطن
من اجل ذا كرر في التوحيد   موصوفه و ليس للتأكيد
و ذاك جاه العبد في العبادة   يقصدها من فاز بالرشادة
لانه قطب رحي الايجاد   به تجلي الرب في العباد
من كان يرجو يوم لقياه فلا   يشرك به ما دونه ان عملا
و الاحد لما اختفي عن النظر   اقامه مقامه بين البشر
فالاحد طورا مقام الميم   و الواحد لام لدي العليم
و ليس فرق بين هذين سوي   واو باسرار الوري قد احتوي
فانه واو و واو و الف   و أحد من بعد ذاك يأتلف
و ان هذين ظهورا ما سبق   اذ بطنا و اظهرا هما بحق
هذا و ذي الاربع لام استوي   عليه سر الميم اذ به احتوي
ان كنت تبغي فوق ذاك مسلكا   فقل تعالي الميم عن ان يدركا

 

 

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۳۷۲ *»

فذا المقام رابع الاركان   من عرش اوصاف الاله قاني

 

الباب الخامس

في بيان معرفة بعض الاسماء و الصفات و فيه فصول

فصل

في انه تعالي شأنه لا اسم له و لا رسم

الاسم وصف لمسمي انفصل   يطابق الوصف الذي به اتصل
لانه تجسم لما انطبع   من ظله في الذهن بعد ما انتزع
ما لم‌يكن في الذهن للشيء شبح   لم‌يحك عنه و هو امر متضح
و الشبح الذهني فرع الخارج   و ليس وصف خارجا للساذج
فليس للذات مثال ينطبع   في الذهن فالتعبير عنه يمتنع
و لم‌يكن في الخلق منها وسم   كلا و لايوجد منها رسم
فكل ما سمي بالاسماء   مستحدث كالارض و السماء
فليس لاسم اشتراك ابدا   بين الحديث و القديم سرمدا
و لا مجاز لا و لا حقيقة   في حقه كلا و لايليقه

فصل

في بيان تقسيم الصفات

لاشك ان الوصف غير الذات   و انها جلت عن الصفات
لانها حق بسيط احد   في كنهه عن غيره منفرد
مباين عن كل ما سواه   و فيه لايعقل ما عداه
ان تفهم الذات من الصفات   فهي هي اسم جامد للذات
و ان ترم منها كمالا زائدا   فاين في الكنه البسيط ما عدا
فكل وصف غير كنه الذات   و ما سويها حادث السمات
فانه حق و خلق حادث   و لايكون بين ذين ثالث
و لست اعني حادث الزمان   بل هو صرف الفقر و الامكان

 

 

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۳۷۳ *»

و لم‌يكن عن حده مفقودا   قط و لم‌يبرح يري موجودا
لانه كمال ذات كاملة   و لم‌تزل و لا تزال فاضلة
مراتب تلك الصفات تنقسم   الي ثلث و عليها تنتظم
اولها مقام الاتصال   و كونها في غاية الاجمال
و بعد ذاك مبدء التفصل   و فيه ذكر ما سويها ينجلي
ثم مقام غاية القران   بانفس الاكوان و الاعيان
و هيهنا توضيحها يطول   فينبغي في شرحها فصول

فصل

في بيان معرفة صفات القدس

ان مقام القدس للصفات   مقام آئيتها للذات
فانها نور لمن به ظهر   مطابق وصف المؤثر الاثر
لكنه اكثر شبها كلما   يقرب من مبدئه مسلما
بربه حتي يكاد يفني   من نفسه و بالمنير يبقي
و كلما يبعد عنه يختفي   شبه المنير فيه حتي ينتفي
فهو اذا مثلت للتوضيح   مثلث في عالم التسطيح
اغلظه عند المنير البادي   ادقه في غاية البعاد
اذ كلما يقرب اعلاه الاثر   يكثر فيه شبه من به ظهر
و قد علا عن كل ما سواه   اذ ليس يجري فيه ما اجراه
فهو لدي القرب من الرب الاحد   مقدس عن لوث كثرة العدد
منزه عن ذكر ما سواه   مبرؤ عن كل ما عداه
و انه من ربه لقدسه   كانه من قدسه لنفسه
و ذاته القدوسة العلية   و نفسه السبوحة السنية
و روحه العالي عن الاوصاف   و وجهه الظاهر في المصاف
و عينه و اذنه و قلبه   و كنهه و حقه و جنبه

 

 

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۳۷۴ *»

لا فرق فيما بينه و بينه   الا حدوث كان منه عينه
به له عرف نفسه الازل   بانه رب قديم لم‌يزل
ثم به للغير قد تعرفا   بقدسه للغير قد توصفا
و هيهنا موقع وصف الذات   فانه مستجمع الصفات

فصل

في شرح الصفات الذاتية

صفات ذات الحق في الصفات   ما لايجوز ضده في الذات
و قد اقول انها ما استغنت   عن غيرها كالذات و استقلت
لكن هنا امر اري ان اذكره   عن غير اخوان العلوم استره
فانه من غامض المسائل   لغير اخواني من المشاكل
فاعلم هداك الله ان الذاتا   جلت و بالقدس علا الصفاتا
فان معني الذات ما استقلت   و الصفة ما بالسوي استقرت
و لايشك عاقل ان الصفة   غير التي كانت بها متصفة
و كل موصوف بوصفه اقترن   لايتصف بالوصف ما لايقترن
ما لم‌يلاحظ فيه ما به اتصف   لم يك موصوفا بما به وصف
كذاك ما لم‌تلحظ الموصوفا   في الوصف ما كان به معروفا
فكل موصوف مركب كما   يكون كل صفة مسلما
لو كانتا شيئا بسيطا واحدا   لم‌يك موصوف و لا وصف بدا
في الاحد الطاوي لما عداه   اين تكون صفة سواه
فليس في الذات صفات ثابتة   و انها عما سويها فائتة
فما يقال من صفات الذات   فانها في مبدء الايات
به تجلي ربه سبحانه   بانه ذات علا مكانه
و هو هو الذات لذي الجلال   اذ ليس وصفا عارضا للعالي
و ليس وصفا عارضا لمن سفل   عنه و انما بنفسه استقل

 

 

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۳۷۵ *»

لكنه للغير فهو ذات   لغيره بنفسه اثبات
فهي هي الذات لذات قائمة   بنفسها لنفسها و دائمة
و هذه الذات هي المستجمعة   لكل فضل و كمال جامعة
اعتبرت فيها بالاستجنان   لانها مبتدؤ الاكوان
اندرجت فيها الصفات الفاضلة   بطيها الانوار كانت كاملة
لما اضمحلت جهة الماهية   فيها كانها بلا مائية
لم يجر فيها نفي ما فيها ثبت   من الكمالات التي بها بدت
فكل وصف كونه كمال   و ضده نقض لها يقال
هذا و لما كان تلك الذات   غنية كذلك الصفات
غنية فلا لها تعلق   بغيرها اذ لا له تحقق
فهي المليك حيث لا عبد ظهر   و الرب اذ لم‌يك مربوب بهر
قديرة اذ لم‌يكن مقدور   قاهرة اذ لم‌يكن مقهور
عليمة اذ ليس معلوم شهد   سميعة اذ ليس مسموع وجد
فهيهنا عرصة وصف الذات   و فوقه جل عن السمات
فاعرف بعين الله موقع الصفة   نفي الصفات عنه حق المعرفة

فصل

في شرح صفات الاضافة

مضافة الاوصاف للجليل   موقعها في مبدء التفصيل
في موقع من رتب الكمال   يذكر فيه الغير بالاجمال
لذا كمو بما سواها تقترن   بنحو اجمال و فيها يستجن
فهي اذا قهر لما سواها   و قدرة لكل ما عداها
نور به استضاء كل كائن   علم بكل ظاهر و باطن
و مثلها مما سواها من صفة   و آية الذات بها متصفة
و هذه حقيقة المعاني   و ما مضي من رتبة البيان

 

 

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۳۷۶ *»

و ليس شيء منهما في الذات   اذ كنهها جلت عن الصفات
و كلها صفات ذات ظاهرة   فيها لها بها و منها باهرة
و هي المقامات العلامات فلا   عنها مكان للوجودات خلا
و ليس فرق بينها و بينها   الا بفقر كان منها عينها

فصل

في شرح صفات الافعال

و ثالث الاقسام للكمال   صفاته في عرصة الافعال
و انها في منتهي القران   بكثرة الاكوان و الاعيان
مثاله [2] كشجر اذا انتسب   فاصله في حضرة القدس انتشب
دوحته في الوسط قد تنزلت   فروعه في المنتهي تهدلت
و ليس شيء عرصة الايجاد حل   الا عليه منه فرع قد اظل
فكل شيء قائم باسم له   يكون في رتبته كماله
و هذه الاسماء عند من نظر   بعينه سبحانه فيما ظهر
ليس سوي حقايق الاكوان   بها تجلي الله للاعيان
فانها امثلة التعريف   قد القيت فيها لدي التوصيف
و انما الانظار في الوجود   اختلفت لصاحب الشهود
فلايري شيئا سواه من نظر   به و قد طوي البصير و البصر
و من بعين الحق صار ناظرا   ليس يري شيئا سواه ظاهرا
فلايري شيئا سوي ظهوره   اذ ليس في الايجاد غير نوره
و انما ظهوره كماله   و قد بدي مما شرحنا حاله
و من رأي بعينه فلايري   شيئا سوي كثرة افراد الوري
و هذه الانظار امر مستقر   و ليس شيئا باعتبار المعتبر

 

 

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۳۷۷ *»

كيف لنا ان ندرك المعدوما   و صار ذا مما مضي معلوما

فصل

في بيان علمه سبحانه

العلم معناه حضور ما علم   في حضرة العالم عند من فهم
ثم حضور الشيء عين ذاته   في ذاته والوصف في صفاته
و كل نور حاضر بذاته   لدي المنير مثلما صفاته
فكل شيء نفسه علم له   و كان في محتده كماله
يعلمه سبحانه في حيزه   اذ لم‌يجده في سوي مميزه
فهو تعالي عن مدي صفاته   يعلمه ممتنعا في ذاته
يعلمه في عرصة الامكان   صلوح بحت مبهم للداني
يعلمه بالكون في الاكوان   و باتصاف العين في الاعيان
و علمه بذاته لذاته   و بالصفات مثلها صفاته
فهو اذا ذات بسيطة احد   بلاحيوث و اعتبارات تعد
غنية عن كل ما سويها   امتنعت عن كل ما عداها
فهي اذا علم و لا معلوم   ليس له من غيرها مفهوم
قد سميت بالعلم في الاسماء   لانه احكي بلا امتراء
و ليس فيما بينها [3] و بينه[4]   من نسبة بها تخص عينه
آية ذاك علمه الكينوني   فذاك ايضا احد بينوني
و العلم هذا من كماله فلا   له انتهاء و ابتداء ازلا
بل هو نور مستطير مستمر   ليس لشيء منه قط ينتظر
و لا له تغير يبان   و لا مزيد لا و لا نقصان
قد خلقت بذلك المشية   لانها حادثة الهوية

 

 

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۳۷۸ *»

و ذاك وصف مستمر قائم   بذاته للحق نور دائم
فهو هو العلم الخفي الكامن   عن درك ابصار العباد بائن
و لم‌يغادر من صغيرة و لا   كبيرة الا عليه قد علا
و ذاك علم حيث لا معلوم   سواه فيه مطلقا مفهوم
لانه آية ربه الاحد   و ليس اجزاء له بها تعد
و العلم اذ معلوم انما ظهر   في حده لما بما له بهر
و ذاك في الامكان و الاكوان   في صقعها كذاك في العيان

فصل

في اتحاد العلم و العالم و المعلوم

العلم و العالم و المعلومة   بالاتحاد دائما مفهومة
لان ذات الشخص ليست علما   بغيرها اذ هي هي خذ جزما
به و ليست نفسها عالمة   اذ هي كانت قبله سالمة
و ان تجز عنها فما سويها   معلومة و لم‌تجد عداها
فهي هي العلم لها قد بانا   لها به اذ لا سواه كانا
و العلم معلوم لها بنفسه   بداهة كذا كموا في عكسه
و ليس بين النور والمنير   سواهما شيء لدي الخبير
و النور معلوم بنفسه له   و علمه الذي بدا قباله
فذاك وصف عالم لذاته   اذ هو قد قدس من صفاته
في ذاته و ليس فيها عالم   اذ ذاك فيها عن سواها سالم
لا شك في تغاير المفهوم   للذات و العالم و المعلوم
و ما سواها غيرها بداهة   كما ذكرنا سابقا صراحة
و ما علمت ظاهرا من شكلكا   فذاك مفعول به من مثلكا
و ليس معلوما حقيقيا لكا   بذاته اذ لم تبن قبالكا
و انما المعلوم ظلك الذي   احتاج في ظهوره بجسم ذي

 

 

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۳۷۹ *»

كما تري مفعوله اذا نصر   النصر و هو ظله به ظهر
و انما زيدا محل فعله   و ليس مفعولا بدا بجعله
و وجه الاستبعاد للافهام   توحيدها للجهل بالمقام
و قد بدي فرق المقامين فلا   شبهة ان عرفت ما قد انجلا
فالعلم و العالم و المعلوم   في الذات عين الذات لاتروم
بها سويها و لدي الاثار   جميعها فيها بلاغبار
لكنها من حيث تحكي الباري   وصف له في عرصة الاثار
و حيث تحكي الفعل علم ربه   و نفسها معلومة من حيث هي
فاذ عرفت انها متحدة   نذكر كل رتبة علي حدة
فالذات علم و كذاك عالمة   معلومة ليس لها بعادمة
جميعها فيها بمعني الذات   اذ ليس فيها وسمة الصفات
فهي اذا علم و لا معلومة   كلا و لا معلمة مفهومة
كذاك كينونته العلية   عالمة بنفسها السنية
معلومة من غير الاتصاف   علم كما مر بلا اختلاف
كذلك الامكان علم دائم   له و معلوم كذاك عالم
و مثله الاكوان و الاعيان   في حدها لمن له عينان
فكلها علم و معلوم له   و عالم ان شفته كماله
فهو هو العالم بالاشياء   بنفسها لانفسه البراء
لايفقد الاشياء في حدودها   اذ كان من كماله وجودها
لم‌يك كامل بلا كمال   و لا جميل عادم الجمال

 

 

[1] الحمد لله العلي الاعظم

ذي الجبروت و الجلال الاكرم

[2] اي الكمال

[3] بينها اي بين الاسماء

[4] بينه اي الله