02-14 جوامع الکلم المجلد الثانی – جواب الشيخ محمد بن عبدعلي القطيفي ـ مقابله

رسالة فی جواب الشیخ محمد بن علی بن عبد الجبار القطیفی

عن عشر مسائل

 

من مصنفات الشیخ الاجل الاوحد المرحوم

الشیخ احمدبن زین الدین الاحسائی اعلی الله مقامه

 

«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 340 *»

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الحمدللّه رب العالمين و صلي اللّه علي محمد و آله الطاهرين.

و (اما خ‌ل) بـعد فيقول العبد المسكين احمد بن زين الدين الاحسائي انه قد ارسل الي الشيخ الممجد الشيخ محمد بن الشيخ عبد علي بن عبد الجبار القطيفي اصلح الله احواله و بلغه آماله في مبدئه و مآله بمحمد و آله ارسل الي بمسائليريد جوابها و كشف حجابها علي استعجال منه و لا امهال فكتبت له ما جاء علي البال من وارد الحال و لم‌ابسط الكلام اتكالا علي فهمه لانه سلمه الله يكفيه (تكفيه خ‌ل) الاشارة و يستغني في التنبيه علي ادني عبارة (اشارة خ‌ل) فنقلت كلامه متناً و جعلت  ذلك له كالشرح و كان من كلامه ان قال افيضوا علينا من الماء فيضا فانا عطاشي و انتم ورود يا اهل الشهود اقول اراد بالماء العلم الذوقي و فيه اشارة الي قوله تعالي و جعلنا من الماء كل شيء حي و قوله (ع) من شرب منه لم‌يظما ابدا و قوله انتم ورود يفيد معنين احدهما انتم واردون و الثاني انتم مورودون الخ.

قالسلمه الله و هنا بعض الاحاديث بينوا (ابينوا خ‌ل) لنا معناها تأويلا باطنا عن المفضل في تفسير قوله تعالي مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل اللّه كمثل حبة انبتت سبع سنابل عن ابي‏عبد اللّه7 قال الحبة فاطمة و السبع السنابل سبعة من ولدها سابعهم قائمهم قلت الحسن قال الحسن من اللّه امام مفترض الطاعة و لكن ليس من السنابل السبعة اولهم الحسين و اخرهم القائم: قلت فقوله تعالي في كل سنبلة مائة حبة قال7يولد للرجل منهم في الكوفة مائة من صلبه و ليس ذاك الاّ هؤلاء السبعة.

اقول اعلم ان الحب مأخوذ من الحب بضم الحاء و هو في لغة اهل

 

 

«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 341 *»

البيت: و شيعتهم حقيقة فيه و في تفسير القمي الحب مااحبه و النوي مانأي عن الحق و قال ايضاً في قوله ان اللّه فالق الحب و النويقال ان يفلق العلم من الائمة و النوي مابعد عنه و روي عن الصادق7 مامعناه في قوله تعالي فالق الحب و النوي الحب هو المحب لنا و هم شيعتنا الخ فالحبة فاطمة لان الحب المحب و المحبوب فالحبة فاطمة لان اللّه فطمها و فطم محبها من النار فهي حبيبة اللّه و حبيبة حبيب اللّه و لا ريب ان الحبة تنبت السنابل و السنابل يجوز ان تكون في من سنبل ثوبه اي جرّه من خلفه و امامه فاستعمل لمن اعقب من نسله من خلفه و امامه اي من مات قبله او بقي بعده و ان تكون من المعروف لاشتماله علي الحب اي المحب فلما كان الملحوظ هو الوجهين معالم‌يسم الحسن بن علي7سنبله لانه7 لم‌يكن له من عقبه في الرجعة مائة من البالغين في المحبة و الولاية حتي ينالوا ست مراتب من الايمان و هذا من الاخبار بالغيب و ماورد من انه يكون للرجل في اخر الرجعات الف ذكر فلاينافي ذلك لان المائة المشار اليها هم البالغون و قوله7اوّلهم الحسين7 يعني اول السنابل الحسين و الثانية علي بن الحسين و الثالثة محمد بن علي و الرابعة جعفر بن محمد و الخامسة موسي بن جعفر و اما علي بن موسي و علي الهادي فقد دخلا في حكم علي بن الحسين7 لان ذلك حكم ظاهر و هو منوط بالصفة الظاهرة و الاسم هو تلك الصفة الظاهرة و كذلك محمد الجواد7 دخل في حكم محمد الباقر7 و السادسة الحسن بن علي العسكري 7 و السابعة القائم 7 و هو و ان سمي محمدا لم‌يدخل في حكم الباقر : لانه لايشمل ظاهره علي كل حال بل اسمه احمد ايضاً و علي معني ان الحب هو العلم يكون المراد بالسنبل هو الذين يكون منهم العلماء و هو هنا علي اسلوب مامرّ فافهم.

قالسلمه الله و حديث في المجالس ان الصادق7 مرّ ببعض اصحابه علي الشط فخرجت موجة و عانقت الامام7 فلم يبتل

 

 

«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 342 *»

فانزعج الرجل فقال الامام7 له هذا (ان هذا خ‌ل) ملك الماء خرج و عانقني.

اقول اعلم ان الملائكة عند اهل المشاهدة كل جنس منهم من جنس ما وكل به و بذلك الملك قوام تلك الجهة التي وكل بها و الموكل بذلك الشي‏ء الذي له صفات و كل (وكل بها خ‌ل) ملائكة موكل بتلك الملائكة يردون و يصدرون عن امره و هم منه كالنور من المنير فملائكة المعقولات عقول و الموكل بها عقل الكل و ملائكة الصور صور و الموكل بها نفس الكل يعني اللوح المحفوظ و هو ملك كما في قول الصادق لسفيان الثوري و ملائكة الطبائع طبايع و الموكل بها ملك من الطبيعة اعوانه في ذلك جبرئيل7 و ملائكة المواد مواد و الموكل بها ملك المادة علي نحو ما ذكر و ملائكة الاشكال اشكال و الموكل بها ملك شكل الكل و ملائكة الاجسام اجسام و الموكل بها ملك رأسه تحت العرش و رجلاه في اسفل التخوم و ملائكة الاعراض كذلك من جنسها و ماورد تصريحا و تلويحا باختلاف المرادات في العبارات عن الستة الايام التي خلق فيها الارضون و السموات و مافيهن و مابينهن فاذا رأيت العبارات و الروايات مختلفة فضع كل شي‏ء في مكانه و قالوا ان الملائكة خلقت من اشعة الوجود فلو اتيت الي موجود متشخص و حللت منه تلك الاشعة اضمحل مثلاً الصخرة اذا طرحت منها الثقل الذي يهبط بها بامر اللّه الي السفل لم يهبط (لم‌تهبط خ‌ل) و اذا طرحت منها الصلابة التي تصدم بها كما شاء (يشاء خ‌ل) اللّه لم‌تصدم و اذا طرحت منها العرض الذي جعلها باذن اللّه مرئية لم‏تر و هكذا فوكل اللّه بها ملكا يهبط بها و ملكا تجعلها تصدم و ملكا يجعلها نري و تلك الاشعة وجودها فاذا زالت هذه الثلثة و لحقت بمراكزها اضمحلت من تلك الجهات و هكذا حتي تفني ففي الماء الملك الموكل بالمادة و الموكل بالصورة النوعية و الموكل بالبلة و الموكل بالميعان و الموكل بالثقل و هكذا فلو عانق الامام7الملك الموكل بالبلة اصابه البلل ألا تراه يتوضّأ و يغتسل فافهم ما

 

 

«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 343 *»

القي عليك (اليك خ‌ل) ممالايسمح به احد في الدفاتر و لو شئت ابنت المراد علي ماتتصوره العوام ان من الملائكة كلها ذوات احساس و شعور لانهم حيوانات لاظهرت ذلك و لكنه يحتاج الي تطويل الكلام بوضع مقدمات و ايراد روايات و اقامة دلالات و ذلك يخرج عن المقام لان هذا المعني الذي يقولونه العوام هو الحق في هذا المقام لانهم حفظوا عبارات عن اهل الحق طابقت مافطروا عليه فوعوا ظاهرها الذي هو اثر باطنها و لم‌يعرفوا باطنها كماعرفوا الارواح في الجملة و لم يعرفوا حقيقتها و لو وصفتها لهم بعبارة البحث لم يفهموها ابداً و الارواح بهذا المعني حرفا بحرف و نحن انما قلنا (ذكرنا خ‌ل) ذلك جريا علي البحث بطريقة اهل الظاهر ليقرب الي فهم من لم يعاين و من عاين يعلم انا انما جعلنا ذلك لذلك لا انا كما يظن من لم‌يعاين نقول بان الملائكة قوي لا غير نعم هو (هي خ‌ل) قوي احساسة دراكة لما هي له تستفيد جميع الحيوانات منها الاحساس و الشعور و الاحوال كلها فافهم و مرادنا من هذا الكلام هو معني ماتفهمه العوام و السلام علي من انصف من نفسه و لم ينكر مالم يعلم فيقرأ عليه كتاب اللّه بل كذبوا بمالم يحيطوا بعلمه و لمايأتهم تأويله فافهم والله يحفظك و يحفظ لك.

قال سلمه الله و حديث في العلل عن ابان بن تغلب قال قلت لابي‏عبد اللّه7 لم سميت الزهراء3 زهراء قال لانها تزهر لاميرالمؤمنين7 في النهار ثلث مرات بالنور كان يزهر نور وجهها صلوة الغداة و الناس في فرشهم فيدخل بياض النور الي حجراتهم بالمدينة فيأتون النبي9 فيسئلونه عما رأوا فيرسلهم الي منزل فاطمة3 فيأتون منزلها فيرونها قاعدة في محرابها تصلي و النور يسطع من محرابها من وجهها فيعلمون ان الذي راوه كان من نور فاطمة3 فاذا انتصف النهار و ترتبت للصلوة زهر وجهها بالصفرة3 فتدخل الصفرة حجرات الناس فتصفر ثيابهم و الوانهم فياتون النبي9 فيسئلونه عما رأوه فيرسلهم الي منزل فاطمة3 فيرونها قائمة في

 

 

«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 344 *»

محرابها و قد زهر نور وجهها بالصفرة فيعلمون ان الذي رأوه كان من نور وجهها فاذا كان اخر النهار و غربت الشمس احمرّ وجه فاطمة3 فاشرق وجهها بالحمرة فرحا و شكراللّه عزوجل فكان تدخل حمرة وجهها حجرات القوم فتحمر حيطانهم فيعجبون من ذلك و يأتون النبي9 و يسئلونه عن ذلك فيرسلهم الي منزل فاطمة3فيرونها جالسة تسبح اللّه و تمجده و نور وجهها يزهر بالحمرة فيعلمون ان الذي رأوه كان من نور وجه فاطمة3 فلم يزل ذلك النور في وجهها حتي ولد الحسين7 فهو يتقلب في وجوهنا الي يوم القيمة في الائمة منا اهل البيت اماما بعد امام.

اقول قوله7 لانها تزهر لاميرالمؤمنين7 اشارة الي ان الانوار (الانوار الثلثة خ‌ل) العرشية النور الابيض الذي منه البياض و منه ضوء النهار و هو النور العقلي المحمدي و النور الاصفر الذي اصفرت منه الصفرة و هو النور الروحي البراقي و النور الاحمر الذي احمرت منه الحمرة و هو النور الطبيعي لجبرئيل (الجبرئيلي خ‌ل) ظهرت فيها لعلي7 لان تلك مصادر التكميل و الارزاق و الحيوة و هي منوطة بالولي المطلق فهي تزهر لعلي7 و لما كانت الزهراء3وعاءا لاولي الامر بعد علي7 الذين بهم تناط تلك الانوار الثلثة لتلك الجهات الثلث في العالم ظهرت فيها فلما ولد الحسين7 و انقسمت (وانقسم خ‌ل) و لم‏يبق فيها من تلك الانوار الاّ ما كان لها و كان بعض تلك في الحسين7 غيبا لبنيه و شهادة مما ظهر فيه خفيت تلك الاثار لما انقسمت و تجسدت كانت ذائبة فجمدت و متفرقة فاجتمعت و كانت خفية بظهور اشعتها فانجلت فخفيت خفاء النور في المنير فافهم و لما كانت الشمس ينبوع آثار تلك الجهات الثلث لانها تسكي كل يوم كسوة من مجتمع تلك الانوار كما هو معروف عند اهله كانت تظهر علي ترتيب مراتب ذلك الوجود الشامل عند صلوة الغداة بنور ابيض و هو الفجر فينطبع منعكس ذلك الفرع في باب مرأة ذلك الاصل

 

 

«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 345 *»

الذي عندها3 و هو وجهها بمعونة ماظهر فيه من آثار اليقين و الثبات عند استقبال الصحو المعبّر عنه بالنهار فيدخل بياض النور الي حجراتهم نور الاصل و الفرع و الباطن و الظاهر و اذا زالت الشمس و زوالها في الحلقة الغربية قال النبي9ان الشمس عند الزوال لها حلقة تدخل فيها فاذا دخلت فيها زالت الشمس فيسبح كل شي‏ء دون العرش بحمد ربي عزوجل و هي الساعة التي يصلي علي فيها ربي جل جلاله الحديث و المراد بالحلقة دائرة نصف النهار فانها تنصف العالم من القطب الاعلي الي القطب الاسفل فتكون (فيتكون خ‌ل) دائرتين غربية و شرقية فخروجها من الشرقية دخولها في الغربية و هو معلوم فاذا بلغت حدّ مبدء وجودها من الحلقة الشرقية ركدت ساجدة بين يدي اللّه تحت العرش فاذا اذن لها بالزوال قلّبها ملك النور ظهرالبطن فخشع لعظمة اللّه كل شي‏ء و نادت الملائكة بالتسبيح و التحميد و التهليل و هي صلوات اللّه عليها مترتبة للصلوة فيلحقها اذ ذاك من معانات تلك المعاينات و خوف مقام جبار السموات صفرة الوجه فينطبع ماانعكس من شعاع الشمس بالمدد البراقي علي ترتيب الوجود في باب مرأة ذلك الاصل الذي عندها3 و هو وجهها بمعونة ماظهر من آثار الفناء في ذلك البقاء عند تجلي الحي القيوم فتدخل الصفرة حجرات الناس فتصفر ثيابهم و الوانهم من نور الاصل و الفرع و الفرق و الجمع فاذا كان آخر النهار و غربت الشمس و هي3 جالسة متهيئة للصلوة انطبع منعكس ذلك الفرع الذي جري علي ترتيب الوجود حينئذ في باب مرأة ذلك الاصل الذي عندها كما مرّ و هو وجهها بمعونة ماظهر فيه من آثار العزيمة علي القيام بخدمة الملك العلام من باعث نار (نور خ‌ل) الشوق الطبيعي فتدخل حمرة وجهها حجرات القوم فتحمر حيطانهم فلما ولد الحسين7 خفي الاثر و ظهرت العين و قد يظهر الاثر كما وقع احيانا او دائما بنحو اخر و الحمدللّه رب العالمين.

قال و اذا كان كل رجل له جنة عرضها السموات و الارض فمايصنع الرجل بجنة هذه عرضها الخ.

 

 

«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 346 *»

اقول اعلم رعاك الله ان الجنة علي مايظهر ارضها محدب الكرسي و سقفها عرش الرحمن و الكرسي الذي (الذي هو خ‌ل) فلك الثوابت هي فيه علي قسمين قسم منها مغموس في ثخنه ثبت (مثبت خ‌ل) مركب كتركيب الفصّ في الخاتم و قسم منها معلّق بسلاسل كالقناديل و هي في المقدار علي ستة اقسام تقريبا كما قيل فاعظمها يماسّ سطح كرية محدّب الفلك الاعظم و مقعره و ماسوي الاعظم ممايماسّ المحدب و المقعر فهو المعلق بسلاسل فافهم و اصغر (اصغره خ‌ل) من النجوم المعروفة المدركة السها و قد ذكروا انه بقدر الارض خمس عشرة مرة فانظر نسبته الي محدب الفلك الاعظم فكيف لايكون للرجل جنة عرضها السموات و الارض و اما قولكم فمايصنع (يصنع بها خ‌ل) فاعلم ان الاجسام غدا بعد ذهاب اعراضها و كثافاتها تكون بحكم الارواح لايحجبها شي‏ء فالمكان القريب و البعيد عندها علي عدّ (حد خ‌ل) سواء انظر الي ما في خيالك فان فيه القطيف و البحرين و الاحساء و العجم و العراق و غيرها و الدنيا و الاخرة مع ماعندك من العلوم و انت تطلب الزيادة و انا كذلك عندي مثل ذلك و اطلب الزيادة و كذلك جميع الخلق و لاتزاحم بيننا و لااستكبار (استكثار خ‌ل) عندنا بل كل منا مستقل ماعنده فماتصنع بماعندك من هذه الامور الكثيرة حتي كنت تطلب الزيادة ابداً انظر كيف فضّلنا بعضهم علي بعض و للاخرة اكبر درجات و اكبر تفضيلا بل الامر اعظم الا تسمع الي ما روي ما معناه ان المؤمن اذا ادي زكوته كانت له غدا كأسبق جواد في الدنيا فيقال له اركب و اركض في ارض الجنة سنة فما بلغ جوادك فهو لك و انه ليقطع في طرفة عين بقدر الدنيا سبع مرات فتفطن الي هذا و مثله فانه اعظم من ذلك و كل هذا لايكون موضع منه اقرب من موضع عند جسد المؤمن لانه بحكم الروح في الاحاطة و الادراكات و روحه بحكم الجسد في ادراك المشاهدات الحسية اما سمعت ان الدنيا خطوة مؤمن و كم جري لاهل العصمة: من هذا الباب ممالايحصيه هذا الخطاب و نظيره في عالم الحس جسد الاكسير فانه مثل لذلك و هو الكبريت الاحمر (الاحمر و اليه الاشارة بقوله 7ان المؤمن اعز من

 

 

«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 347 *»

 الكبريت الاحمر خ‌ل) و هو عند اهله معلوم و الحمدللّه.

قال (سلمه الله تعالي خ‌ل) و في العلل ايضاً نهي من (عن خ‌ل) مخالطة الاكراد معللا بانهم حي من الجن كشف اللّه عنهم الغطاء ما تأويله و ماباطنه.

اقول اعلم ان اللّه سبحانه لما اراد ان يبدء بالنسل ماترون و ان يكون ماقدجري به القلم من تحريم ما حرم عزوجل من الاخوات علي الاخوة انزل علي شيث حوراء بعد العصر في يوم خميس من الجنة (بفتح الجيم) اسمها نزلة فامر اللّه ادم ان‌يزوجها من شيث7فزوجها منه ثم انزل اللّه بعد العصر من الغد حوراء من الجنة (بكسر الجيم) و هي ابنة الجان و اسمها منزلة فامر اللّه آدم ان يزوجها من يافث اخ شيث ولد بعد شيث فزوجها منه فولد لشيث غلام و ولد ليافث بن آدم جارية فامر اللّه آدم حين ادركا ان‌يزوج ابنة يافث من ابن شيث و اعلم ان الحوراء التي زوجها من يافث من حور الجن كما في رواية بريد العجلي عن ابي‏جعفر7 انه قال و تزوج الاخر ابنة الجان هـ . و روي عن الحسين بن علي8انه قال و اخرج لعبد اللّه امرأة من الجن و المراد به يافث و فيها و ماكان من حسن و جمال فمن ولد الحوراء و ما كان من قبيح (قبح خ‌ل) بذي فمن ولد الجنية و في رواية العجلي فما كان في الناس من جمال كثير او حسن خلق فهو من الحوراء و ما كان منهم من سوء خلق فهو من ابنة الجان هـ . ثم ان اللّه اذا اراد ان يخلق شخصا جمع كل صورة بينه و بين آدم فخلقه علي صورة احدهم يعني انه قد جعل فيه عروقا ثلثمائة و ستين عرقا و تتصل تلك العروق بصلب الرجل و ترائب المرءة و تجري في تلك العروق طبائع اسلاف ذلك الرجل و تلك المرأة الي آدم فان سبقت نطفة الرجل فاي (فايما خ‌ل) عرق منه تحرك النطفة (بتلك النطفة خ‌ل) خرج النسل بشبهه و ان سبقت نطفة المرأة فايما عرق منها تحرك بتلك النطفة خرج النسل بشبهه و ذلك الشبه هو المشار اليه في الصورة و يشتمل شبه الصورة علي بعض طبايع المشبه و انما قلنا علي بعض و لم نقل علي الكل لان ذلك الشبه لا يكون

 

 

«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 348 *»

شاملا من كل وجه بحيث لايتمايزان لو حضر (حضرا خ‌ل) بل يكون بينهما كمال التمايز قال الله تعالي و من آياته اختلاف السنتكم و الوانكم ثم لما كان بتقدير اللّه سبحانه ان خلق الانسان من اربعة عشر شيئا ستة من اللّه سبحانه و هي حواسه الخمس و الروح و اربعة من ابيه و هي المخ و العظم و العصب و العروق و اربعة من امه و هي اللحم و الدم و الجلد و الشعر كان الاصل من الاب و الفرع من الام و هذا معروف و لما كان الجمال و ضده و حسن الخلق و ضده و الطبائع التي يتصف بضدها (بها خ‌ل) فروعها (فروعا خ‌ل) علي الحقيقة و نسبت الي الام و لذا قال في الروايتين السابقتين فما كان من جمال و حسن خلق فهو من الحوراء و ما كان من قبح و سوء خلق فهو من ابنة الجان و لما كانت الاكراد غلبت عليهم شهوة النساء و سبقت في اصل تخلقهم من يافث و من ابنة الجن لانها غير طريقة الانس فان حوّاء لم تأت الي آدم لغلبة طبيعة الانس عليها بعكس ابنة الجن فتسبق شهوتها لقربها من الحيوانات بالنسبة الي الانس فيغلب طبعها و كذلك عند تخلقهم من يافث بن نوح7 و غلب التنزيل بينهم و بين اولاد سام الذين هم العرب الذين تغلب عليهم الانسانية سبقت (فسبقت خ‌ل) شهوة الام في ابيهم فخرج بشبه احواله (يشبه اخواله خ‌ل) الجن و كشف الغطاء عنهم بمافيهم من الانسانية فالشبه شبه صورة و الصورة تهتف بالطبيعة لا انهم جن خالصون و الاّ لحرم مناكحتهم و ماتقدم في الكلام المأخوذ من رواية زرارة من ان انزال الحوراء و الجنية بعد العصر فهو اشارة الي انه مقام الخلافة في شيث و الي ان ذلك هو الضم الذي يكون منه النسل كما يشيرون اليه اهل العرفان فان الضم هو العصر و العصر يخرج به آخر من المعصور كما اشار اليه ابن عربي في الفتوحات المكية فافهم.

قال سلمه الله و الحديث الذي قلتم لنا ان اللّه خلق عشرين عالما انتم آخرهم في اي كتاب هو و كيف هو.

اقول اعلم ان الاحاديث في هذا الباب كثيرة و هي مختلفة فمنها ما في رواية عبداللّه الدهقان عن الرضا7 قال سمعته يقول ان اللّه خلف هذا

 

 

«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 349 *»

 النطاق زبرجد خضراء منه (منها خ‌ل) اخضرت السماء قلت و ما النطاق قال الحجاب و للّه عزوجل وراء ذلك سبعون الف عالم اكثر من عدد الجن و الانس و كلهم يلعن فلانا و فلانا و عن عجلان بن صالح قال سئلت اباعبد اللّه7 عن قبد آدم فقلت له هذه قبة آدم7 فقال نعم واللّه و للّه عزوجل قبب كثيرة اما ان لخلف مغربكم هذا تسعة و تسعين مغربا ارضا بيضاء مملوة خلقا يستضيئون بنورها لم يعصو اللّه طرفة عين لايدرون اخلق اللّه عزوجل آدم7 ام لم‌يخلقه يبرؤن من فلان و فلان قيل له كيف هذا و كيف يبرؤن من فلان و فلان و هم لايدرون ان اللّه خلق آدم ام لم يخلقه فقال للسائل عن ذلك اتعرف ابليس فقال لا الاّ بالخبر قال اذا امرت بلعنه و البرائة منه قال نعم فقال فكذلك امر هؤلاء هـ . و عن ابي‏جعفر7 ان وراء شمسكم هذه اربعين عين شمس مابين عين شمس الي عين شمس اربعون عالما فيها خلق كثير مايعلمون ان اللّه خلق آدم ام لم يخلقه و ان من وراء قمركم هذا اربعين قرصا بين القرص الي القرص اربعون عالما فيها خلق كثير مايعلمون ان اللّه عزوجل خلق آدم ام لم يخلق (لم‌يخلقه خ‌ل) قد الهموا كما الهمت النحلة لعنة الاول و الثاني في كل الاوقات و قد وكل بهم ملائكة متي لم‌يلعنوهما عذبوا هـ . و عن ابي‏عبد اللّه7 قال ان للّه اثني عشر الف عالم كل عالم منهم اكثر من سبع سموات و سبع ارضين مايري كل عالم منهم ان لله عالما غيرهم و انا الحجة عليهم هـ . و عن ابن عباس في تفسير قوله رب العالمين قال ان اللّه عزوجل خلق ثلثمائة عالم و بعضه نصف عشر عالم كل عالم منهم يزيدون ثلثين عالما مثل آدم و ما ولد آدم و ذلك معني قوله الحمدللّه رب العالمين هـ . و اعلم ان روايات هذا المقام مختلفة (مختلفة الظاهر خ‌ل) جدا و هي متفقة المراد فالتي فيها سبعة او سبعون الف عالم او اكثر كما روي ان اللّه خلق (ان لله خ‌ل) الالف الف عالم و الف الف آدم انتم في آخر العوالم و آخر الادميين لم يخلق منهم شي‏ء من التراب الاّ هذا العالم و في بعضها ان للّه الف قنديل معلق بالعرش فسمواتكم هذه و

 

 

«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 350 *»

ارضكم في قنديل واحد الحديث فالمراد بها فروع جهات الغيب و الشهادة فالسبعة كما ذكرناه مرارا اكمل الاعداد لتركبه من اول فرد و هو الثلثة و اول زوج و هو الاربعة فقد يعبّر بها لكمال المعدود لا لخصوصية (خصوصية خ‌ل) العدد و قد يراد بها العدد اذا كان في الاصول و كذلك ذكر الانثي عشر لكونه في الفروع و كذلك ذكر الاربعين في مقام مراتب الوجود المراتب العشرة في الادوار الاربعة و ذكر التسعة و الثلثين هو ذلك الاربعون (الاربعون بدون هذا خ‌ل) العالم و بالجملة ان هذه العوالم مقامات الوجود في تنزلاته و ذكرها (ذكره خ‌ل) في العبارة في كل حديث باعتبار مايقتضيه (تقتضيه خ‌ل) الحال فمرة يلاحظ مراتب الوجود فيقول اربعون و مرة يلاحظ العوالم الثلثة الملك و الملكوت و الجبروت في مقارنات الكلمات الاربع او الفصول الاربعة او الاركان الاربعة للعرش او الملائكة الاربع (الاربعة خ‌ل) او في الخلق و الرزق و الحيوة و الحيوة و الموت او مقارنات (مقارنات من هذه خ‌ل) مع العساكر الثلثة التي اشار اليها اميرالمؤمنين7ان (في ان خ‌ل)  للّه في كل يوم ثلثة عساكر عسكر ينزل من الاصلاب الي الارحام و عسكر ينزل من الارحام الي الارض و عسكر يرتحل من الدنيا الي الاخرة هـ . او غير ذلك فيقول اثني عشر عالما و قد يلاحظ الاجناس فيقول اثني عشر عالم فافهم الاشارة تجد الصواب و بمثل هذا التوجيه ينكشف عنك الريب و لاتلتفت الي قول من يقول ان هذا خرافات و انما هي علي المعني المعروف بين العوام او الي من يردّها و يطرح الروايات و يقول ليس الاّ هذا العالم و اقتد بقول الشاعر:

فمن كان ذا فهم يشاهد ماقلنا   و ان لم يكن فهم فيأخذه عنا
فما ثم الاّ ماتلونا عليكم   و منا اليكم ما وهبناكم منا

 

 

 

«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 351 *»

(فما ثم الا ما ذكرناه فاعتمد   عليه و كن في الحال فيه كما كنا خ‌ل)

و قولك و اين هي، هذه الاحاديث و امثالها كثيرة توجد في كتب عديدة كبصائر الصفار و بصائر سعد الاشعري و كتاب الحسن بن سليمان الحلي و روضة الكافي و غيرها من الكتب فلتطلب منها.

قال سلمه الله و ما فائدة نزول جبرئيل علي الرسول9 مع انه لاتراه الناس فيكون النبي يحيل علي غائب و قوله ص اتاني جبرئيل لايدفع شبهة المعاند و قوله انه يقول علي الله الخ.

اقول اعلم هداك اللّه تعالي ان الفائدة في نزول جبرئيل7 في مختصر القول شيئان و المانع من رؤيته لكل الناس (انسان خ‌ل) شيئان اما اول الاولين فلما كان ما في الشهادة طبق ما في الغيب و المسببات كالاسباب و قد علم ان العقل محيط بالمعاني و الصدر محيط بصور المعلومات الذاتية و ان العقل عبارة عن المعاني و الصدر عبارة عن الصور فقد يلحظ العقل معني منه او صورة من تلك الصور بها و تلك اللحظة شعور خاص منه و لحظة من لحظاته يتميز ذلك المعني به من بين المعاني و كذلك الصورة فهي تخصيص من عام سواء كان ذلك المعني في العقل بالفعل او بالقوة فيقال في بالي و في خاطري و يقال لما بالقوة و اذا كان حينئذ بالفعل ورد علي خاطري و امثال ذلك فلايمكن لشخص ان يعبر عن معني من المعاني التي عنده الاّ بتخصيص خاص غير ما به هو هو و ذلك التخصيص و الالتفات وارد منه اليه (عليه فعقل رسول الله 9 عقل الكل و جبرئيل وارد منه اليه خ‌ل) كانت الفائدة (فالفائدة خ‌ل) في نزول جبرئيل كالفائدة في نزول (كالنزول في خ‌ل) ذلك الوارد من العقل عليه اذ الظاهر من الباطن و الفائدة الثانية ليظهر للخلق انه عبد مأمور لايسبق اللّه بالقول و هو

 

 

«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 352 *»

بامره يعمل و اما الاول من المانعين فبان (ان خ‌ل) الملك لايطيق الناس رؤيته اما اولاً فلان اللّه حكم عليهم انه اذا نزل الملك قضي عليهم لانهم لايدركونه الاّ ان يغير حقائقهم و يجعلهم ممن يطيق ذلك فيكونون انبياء او يحتضرهم الموت فتنصرف نفوسهم عن الدنيا فيقتضي (فيقضي خ‌ل) عليهم لان من انغمس في رذائل اشراك الدنيا و النفس و الشهوات لايشاهد الملكوت و اما ثانيا فلان الملك ان (اذ خ‌ل) ظهر بصورته التي خلق عليها لم تحتمل رؤيته عقولهم و زاغت ابصارهم كما قص اللّه ذلك في كتابه انه لما رأي رسول اللّه9 جبرئيل في الافق الاعلي و قد ملا السماء الرابعة و رآه نزلة اخري عند سدرة المنتهي و له ستمأة الف جناح فلذا قال في مقام الثناء علي رسول اللّه9(رسوله خ‌ل) ما زاغ البصر و ما طغي حتي انه لم يره علي صورته التي خلق (خلقه خ‌ل) اللّه عليها من الانبياء الاّ محمد9 لان غيره لم يطق رؤيته فكيف عامة الناس و اما الثاني فلانه لو ظهر للناس فانما يظهر علي صورة بني آدم فاذا كثر تردده و انسوا به انكروه ان يكون من الملائكة و قالوا انما نعلمه بشرا (يعلمه بشر خ‌ل) فلا فضل له علينا لانه اذا جعل رجلا لبس عليهم (عليه ظ) مايلبسون و اما نزوله في صورة دحية الكلبي (فهو خ‌ل) قليل من كثير بحيث لم يأنسوا به فيمل او ينكر و اذا نزل بصورة دحية لم يفقد دحية عن موضعه و جبرئيل عند رسول اللّه9 علي صورته فهذا اولاً و ثانيا هو الفائدة في نزوله و لم يره الناس الاّ في مواضع اقتضاء المصلحة ذلك علي صورتهم.

قال و ما الدليل علي النبي9 و الولي من العقل لا من جهة المعجزة.

اقول الدليل علي ذلك معروف و هو مذكور في كتب العلماء و الحكماء و الروايات و ملخص البينة عليه علي سبيل الاختصار و الاقتصار ان اللّه لما خلق ابن آدم ابتداء رحمة به وجده محتاجا فاغناه و سائلا فاعطاه و خلقه كما علمه فطلب الاستعداد منهم لفيضه و تكميله اياهم لينالوا منه ماطلبوا و ذلك لايكون

 

 

«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 353 *»

الاّ بطاعته و لاتكون الاّ بمايريد و لايعلم احد مايريد الاّ بتعليمه و لايمكن ذلك في حقهم(حقهم و هم هم خ‌ل) الاّ بالواسطة و هم الواسطة ثم يحافظ عن الواسطة فالاول النبي9 و الثاني الولي7 و وجه اخر ان اللّه خلق الانسان كما علمه و هو في علمه انه يقتضي الكمال و لايتم الاّ بكونه جامعا مملكا و مايكون كذلك يكون كثير الشئون لاتفي‏ء حيلة احدهم و لاوقته بجميع شئونه و هو معني قولهم ان اللّه خلق الانسان مدني الطبع لايحسن معيشته اذا انفرد (لو انفرد خ‌ل)وحده ليكون شئون كل تامة بمعونة غيره و يلزم ذلك الاجتماع (الا اجتماع خ‌ل) معاملة و يلزمها سنة و يلزم ذلك بيان (شأن خ‌ل) و معدل لحفظ النظام و ذلك هو النبي9 و لما كان ذلك النبي غير مخلد مع كثرة احكام السنة و وقتها (و دقتها خ‌ل) وجب لذلك خليفة يقوم مقامه بمنزلته و يتصف بصفته و هو الخليفة.

قال سلمه الله و ما معني ان الامام يخرج منه مثل عبد اللّه حتي يقول فيه ابني عبد اللّه يحب الاّ يعبد اللّه كيف يداخلهم الشيطان ساعة الجماع حتي يقع منهم شركة شيطان كما نطقت به الرواية في مشاركة الشيطان.

اقول اعلم (اعلم هداك خ‌ل) ان مادة الوجود في نفسها خاليه عن الحكم عليها و لها من حيث هي هي و انما الاحكام تلحق الصورة فالحكم العام يلحق للصورة النوعية و الخاص للشخصية الا تري ان القلم اذا اصاب مدادا فانما يلحقه حكم ذلك من غير الحكم بالحسن و السي‏ء مثلاً فاذا كتبت بذلك المداد الذي في القلم اسمي ذاتين مختلفين (مختلفتين خ‌ل) في الخير و الشر كان اسم الذات المقدسة حسنا و اسم الاخري سيئا و كذلك حروف الهجاء و الي هذا المعني اشار الرضا7 لعمران الصابي في مفاد هذا المعني قال فلم يجعل للحروف في ابداعه لها معني غير انفسها يتناهي و لا وجود الي ان قال و الحروف لاتدل علي غير نفسها قال المأمون و كيف لاتدل علي غير انفسها قال الرضا7 لان اللّه تبارك و تعالي لايجمع منها شيئا بغير معني ابداً فاذا الف منها احرف (احرفا خ‌ل) اربعة او خمسة او ستة او اكثر من ذلك او اقل

 

 

«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 354 *»

لم يؤلفها لغير معني و لم تكن الاّ لمعني محدث لم يكن قبل ذلك شيئا الحديث فابان ان المعني لم يكن شيئا قبل الحروف كما اشرنا اليه فالمادة لاتجري عليها الاحكام من حيث هي انما تجري عليها بالصورة الا تري ان الفقهاء حكموا بانه اذا نزا حيوان محرم علي محلل كان حكم النسل منهما في التحليل و التحريم للاسم الذي هو خاصة الحقيقة و ظاهرها و تلك الحقيقة تحققت و تميزت بالصورة فيكون عبداللّه من نطفة الامام7 يجري علي احد وجهين كل منهما مراد: احدهما ان تلك النطفة التي هي مادة عبد اللّه التي اقتضت صورته الذاتية له الشخصية لم تماس شيئا من جسد الامام7 و انما مسه المطعم الطيب و تلك القوي سافلة في الغيب لها بذلك المطعم تعلق الرجوع بين المفترقين و الجامع السابق للافتراق هو الوجود و تحقق الضدية بعد الافتراق بمعونة تعفين الرحم نظيرة (نظيره خ‌‌ل) شجرة العنب التي بال الشيطان في اصلها فهي طيبة للاكل حيث لم يمسّ اكلها بول الرجس النجس فاذا غلت ظهر فيها رائحة البول بمعونة الحرارة فحرمت و نجست حتي يذهب ثلثاها و هو نصيب الشيطان فان قيل فهل عبد اللّه كذلك قلنا لو ذهب منه نصيب الشيطان طهر لكنه ينقلب عن تلك الحقيقة قال اللّه تعالي لايزال بنيانهم الذي بنو اريبة في قلوبهم الاّ ان تقطع قلوبهم و ايضاً هذه ارض كربلاء قد يدخلها المؤمن بها فيدخل ارضا من اراضي الجنة و يدخلها غير المؤمن بها فلايدخل مادخل المؤمن و لايري مارأي و يتخذ(تتخذ خ‌ل) فيها مواضع الغائط و يؤخذ منها التربة للسجود و التسبيح فيجب احترامها فافهم و لهذا امثلة كثيرة و ثانيهما النطفة التي تكون منها لايلزم ان تكون بجرمها بل كثيرا مايحصل بالرائحة و هي تكيف الهواء بتلك النطفة لان الرائحة من آثار ذي الريح و تلك الرائحة هي الوجود الذي اشرنا اليه سابقا الخالي عن الحكم عليه و له فافهم.

قال و ما معني قول الصادق و هو في رواية لايحضرني اني سئلت اللّه ان يجعل هذا الامر و هو الخلافة في ابني هذا و هو اسمعيل فابي‏اللّه ذلك و لم يجعلها فيه كيف يسئل ذلك و هو يعرف الامام 7

 

 

«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 355 *»

الذي بعده و ان هذا لايطيق ذلك و يعلم ماسبق في علم اللّه و باقي الكلام ظاهر و ليكن الجواب مسئولا حسب المكنة.

اقول هذا المعني مروي في الكافي و غيره اعلم ان هذا مما اشاروا: اليه من ان حديثهم صعب مستصعب لايحتمله الاّ ملك مقرب او نبي مرسل او عبد مؤمن امتحن اللّه قلبه للايمان و انما كان هذه الطوائف الثلاث تحتمله من تلك الفرق الثلث لانهم:يتكلمون بلسانهم و يجري كلامهم علي مذاق اولئك الطوائف فيفهمون (فيفهمونه خ‌ل) بذكائهم لانه من ذكاء ساداتهم و يعرفون كثيرا من مراداتهم كما اشار اليه الصادق7 علي ما في بصائر الدرجات في تفسير قول ابيه الباقر7ان حديثنا صعب مستصعب اجرد ذكوان ثقيل مقنع الحديث. قال7 في قوله7 ذكوان ذكاء المؤمن و اولئك الطوائف الثلث هم المؤمنون حقا الاّ ان المؤمن الممتحن علي قسمين قسم من اولي الافئدة و قسم من ارباب القلوب فمن كان من اولي الافئدة فاحتماله لكلامهم: احتمال عزم و ثبات لانه منهم و لهم و معهم و اما من كان من ارباب القلوب فقد يحتمل كلامهم من باب العزيمة كاولي الافئدة و قد يحتمله من باب التسليم و بشر المخبتين و لايكون حينئذ من اولي العزم بل قديبقي اذ ذاك عنه كما جري علي ابينا آدم7 في اخذ العهد النوراني عليه من جهة صاحب الزمان عجل اللّه فرجه في عالم الذر حيث احتمل من باب التسليم و لم يحتمل من باب العزم فقال اللّه تعالي و لقد عهدنا الي آدم من قبل يعني في عالم الذر حيث اراه الائمة المعصومين و اخذ عليه العهد لهم و القائم7 بينهم قائم كالكوكب الدري يصلي فقال تعالي و لم نجد له عزما فقال الصادق7 في ذلك ما معناه لم يقرّ و لم يجحد و اما اولئك فهم الذين قال اللّه تعالي في شأنهم انما يتذكر اولي الالباب و الي هذا المعني اشار الصادق7 كما في باب العقل من الكافي و كذلك الملائكة المقربون علي قسمين و قد اشرنا الي ذلك في اجوبة مسائل الشيخ عبد علي (عبد علي بن شيخ علي خ‌ل) التوبلي (التوبلي الاوالي

 

 

«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 356 *»

خ‌ل) فاذا ثبت هذا مضافا الي معني قول احدهما8اني اتكلم بالكلمة و اريد بها احد سبعين وجها لي من كل منها المخرج الحديث. و مضافا الي قوله تعالي ان الساعة آتية اكاد اخفيها لتجزي كل نفس بماتسعي فاعلم ان الامام الولي7 له حالتان حالة ولاية و ربوبية و هو حالة المعاني و الابواب و حالة امامة و خلافة و هو حالة (الحالة خ‌ل) البشرية و العبودية ففي الحالة الاولي لايسئل عما يفعل لانه بالغ الحجة يفعل اللّه به مايشاء فلما كان من تمام الحجة و قطع المعاذير في نصب الامام اللاحق ان لايكون الامام السابق متهما في نصب من بعده و لايكون ذلك حتي يقول لوكان الامر الي لاحببت ان تكون في غير هذا المقصود لانه من باب تعليق المحال علي المحال و من باب الحقيقة لانه لو كان الامر الي حادث فقير لذاته لم‏يكن عنه شي‏ء و لو كان شيء لم‌يكن الاّ باطلا لان الحادث من حيث نفسه لايكون عنه حق و انما الحق من الحق فان موسي7 لما كان اختياره من قومه من جهة نفسه لم‏يقع علي الصواب لان الاختيار انما يقع علي الصواب اذا كان من العالم المطلق و العالم المطلق بالشي‏ء انما هو خالقه لاغير و اما سواه فلا الاّ ان يكون به و مالايكون للشي‏ء الاّ بغيره ليس له من امر ذلك ذلك شي‏ء و انما الشي‏ء لذلك الغير تمت ( غير تامة خ‌ل).