كشف الاسرار -المجلد الاول ـ القسم الثانی

کشف الاسرار

 

تعليقات

 

للعالم العامل و الفاضل الباذل المرحوم الحاج

الميرزا ابوتراب بن محمد حسن الكرماني

علي المصحف المحشي الكريم

 

المجلد الاول – القسم الثانی

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۶۵ *»

(قولوا) يا ال‏محمّد: (ث) (امنّا باللّه([۱]))(و ماانزل الينا) الي ال‏محمّد:(ث) (و ماانزل الي ابراهيم و اسمعيل و اسحق و يعقوب و

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۶۶ *»

الاسباط) سئل عن الائمة: هل كان ولد يعقوب انبياء قال لا ولكن كانوا اسباطاً اولاد الانبياء و لم‏يكونوا فارقوا الدنيا الاّ سعداء تابوا و تذكروا ماصنعوا (ث) كماصح انزل الينا و لسنا بنبي صحّ انزل الي الاسباط و ليسوا بانبياء (ل) (و مااوتي موسي و عيسي و مااوتي النبيّون من ربّهم) حال (لانفرّق) حال (بين احد منهم) صفة (و نحن له مسلمون  136).

(فان امنوا) يعني الناس (ث) (بمثل ماامنتم به) يا ال‏محمّد به (ث) قوله بمثل ماامنتم به اي بماامنتم و يقال ذلك للتعظيم (يم) (فقداهتدوا و ان تولّوا) اي الناس (ث) (فانّما هم في شقاق) مخالفة (هـ) كفر (ث) (فسيكفيكهم اللّه و هو السميع العليم  137) فلاسميع و لاعليم معه تعالي (يم).([۲])

(صبغة اللّه) بدل ملة (هـ) رحمة اللّه و هي الولاية (ث) الاسلام (ث) اي صبغ المؤمنين بالولاية في الميثاق (ث) روي انّها الاسلام و روي اّن اللّه خلق المؤمن من نوره و صبغه في رحمته فالمؤمن اخو المؤمن لابيه و امّه ابوه النور و امّه الرحمة (هـ) الوجه فيه انّ النصاري كانوا يغمسون اولادهم في ماء اصفر يسمونه المعمودية و يقولون هو تطهير و به يصيرون نصاري فالاسلام صبغة اللّه صبغنا به فالمعني قولوا امنا باللّه و صبغنا اللّه او انصبغنا او صبغنا انفسنا صبغة اللّه اي نحن صبغة اللّه (يم) (و من) مبتدأ (احسن) خبر (من اللّه صبغة و نحن له عابدون  138).

(قل اتحاجّوننا في اللّه) ولي (يم) (و هو) حال (ربّنا و ربّكم و لنا)

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۶۷ *»

حال (اعمالنا و لكم اعمالكم و نحن) حال (له مخلصون([۳]) 139)

(ام تقولون)

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۶۸ *»

بصيغة الحاضر و المخاطب علي قراءة (ر) و (ح) و (س) و حفص و الغائب علي قراءة الحمرة (انّ ابراهيم و اسمعيل و اسحق و يعقوب و الاسباط كانوا هوداً او نصاري قل ءانتم اعلم ام اللّه) اعلم (و من اظلم ممن كتم شهادة عنده) حال او صفة (من اللّه) صفة الشهادة (هـ) هذه الاية نصّ علي من كان عنده شهادة من اللّه فكتمها انّه اظلم الخلق و اعظم الشهادات من اللّه تعريف اللّه احداً فضل محمّد و ال‏محمّد فمن عرف شيئاً من فضلهم ثم كتمه و لم‏يظهره في غير محل التقية و عند الحاجة فهو كاتم شهادة عنده من اللّه فهو اظلم الخلق علي ان‏يكون الشرك ظلماً عظيماً و الكاتم اظلم الناس فهو مشرك باللّه عزّوجلّ فتدبر (يم) (و مااللّه بغافل عماتعملون  140).

(تلك) مبتدأ (ل) (امة) خبر (ل) (قدخلت) نعت (ل) (لها ماكسبت و لكم ماكسبتم و لاتسألون عمّاكانوا يعملون   141).

(سيقول السفهاء) الاخفّاء العقول (من الناس) حال (ما) مبتدأ (ولّيهم) صرفهم (هـ) خبر (عن قبلتهم) مفعول ولّي (التي كانوا عليها )بيت المقدس (يم) صلّي بمكة الي بيت‏المقدس ثلث‏عشرة سنة و بعد مهاجرته الي المدينة سبعة اشهر ثم وجهه اللّه الي الكعبة (ث) و روي سبعة عشر شهراً او ستة عشر شهراً (هـ) ذكر القبلة بمناسبة ابراهيم و بناء البيت (يم) (قل للّه) لولي (يم) (المشرق) محمّد۹ (يم) (و المغرب) و علي۷ (يم) (يهدي من يشاء الي صراط مستقيم ۱۴۲) الولاية (يم).([۴])([۵])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۷۰ *»

(و كذلك) متعلقه جعلنا (جعلناكم) يا ال‏محمّد (ث) اي كماهديناكم (هـ) كماجعلنا الكعبة وسط الدنيا و قبلتها (يم) (امة) روي ائمة (وسطاً )

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۷۱ *»

عدولاً (ث) فهم الاقطاب (يم) (لتكونوا) كي تكونوا (شهداء علي الناس و يكون الرسول عليكم شهيداً) روي يشهد محمّد۹ علينا و نشهد علي شيعتنا و يشهدون علي الناس و روي نحن الشهداء علي الناس بماعندهم من الحلال و الحرام و بماصنعوا منه و روي انّ من لايجوز شهادته في الدنيا علي صاع من تمر يطلب اللّه شهادته يوم القيمة و يقبلها منه بحضرة جميع الامم الماضية؟ ثم قال يعني الامة التي وجبت لهم دعوة ابراهيم كنتم خير امة اخرجت للناس الحديث روي ماحاصله انّ في يوم القيمة يجحد الامم تبليغ الانبياء فامّة محمّد۹ يشهدون لهم و يسندون علمهم الي اخبار اللّه في كتابه و محمد يشهد بعدالتهم و يزكّيهم و ذلك قوله و كيف اذا جئنا من كل امة بشهيد الاية (هـ) لاشك انّ محمّداً۹ لايشهد بعدالة الفاسقين و الظالمين و المنافقين بل يشهد بعدالة المعتدلين و هم المعصومون و الذين يشهدون بالحق و هم يعلمون (يم)([۶]) (و ماجعلنا القبلة) بيت‏المقدس (ث) (التي كنت عليها الاّ لنعلم) اي علم وجود بعد ماكنّا نعلم انّه سيوجد (ث) (من يتبع الرسول) من اهل مكة الذين هويهم في مكة (ث) في الاظهار تعظيم لايخفي (يم) (ممن ينقلب علي عقبيه) و كذلك هوي اهل المدينة كانت في بيت‏المقدس فامتحنهم بالرجوع عنه (ث) (و ان كانت) اي مفارقة الاولي (لكبيرة) علي الكل (الاّ علي الذين هدي اللّه و ماكان اللّه ليضيع) تأكيد نفي (ايمانكم) اي صلوتكم الي بيت‏المقدس (ث) الايمان عمل كله و القول بعض ذلك العمل (ث) فالعمل هو الايمان (يم).([۷]) (انّ اللّه بالناس) بالشيعة فانّ غيرهم بهائم (يم).([۸]) (لرءوف

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۷۳ *»

رحيم ۱۴۳) في محمّد۹ (يم).([۹])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۷۴ *»

(قدنري تقلّب وجهك في السماء) هذه الاية مقدمة علي اية سيقول

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۷۵ *»

السفهاء  (ق) (فلنولّينّك) اي نمكّننّك من استقبالها (ز) نصيّرك والياً اي تابعاً (يم) (قبلةً ترضيها) خليفة و ولياً (يم) تكون مرتضي (يم)([۱۰]) (فولّ) اجعل وجهك تابعاً (يم) يدل علي وجوب استقبال القبلة (يم)([۱۱]) (وجهك) شيعتك (يم)([۱۲])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۷۷ *»

(شطر المسجد الحرام) في المدينة (يم) علي۷ (يم) الحرام اي المحرّم كالكتاب بمعني المكتوب (هـ) صلّي الي بيت‏المقدس ثلث‏عشرة سنة بمكة و تسعة عشر شهراً بالمدينة (ث)([۱۳]) (و حيث) شرط (هـ) في اي امر امرت بالكون فيه (يم) (ماكنتم )

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۷۸ *»

كأنّه للحاضرين (فولّوا) جزاء (وجوهكم شطره) ظرف (هـ) ظهر من قوله حيث ماكنتم من مشرق الارض و غربها و برّها و بحرها يجب اتباع القبلة و اما قوله فولّ ماكان يفيد ذلك و هذا ممانسخ من السنة بالكتاب اذ ليس الامر ببيت‏المقدس في ظاهر الكتاب نعم يدل عليه قوله و ماجعلنا القبلة التي كنت عليها (يم) (و انّ الذين اوتوا الكتاب) العامة (يم) (ليعلمون انّه) علياً۷(يم) (الحق([۱۴]))(من ربّهم)

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۷۹ *»

يعني النبي العربي يصلّي كذا (يم)([۱۵]) (و ما اللّه بغافل عمايعملون  144) علي قراءة

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۸۰ *»

(ر) و (ح) و (س) و علي قراءة الحمرة تعملون علي صيغة المخاطب.

(و لئن) لو (هـ) للقسم (ز) (أتيت الذين اوتوا الكتاب) العامة (يم) (بكل اية ماتبعوا) سدّ مسد جواب القسم (قبلتك) وصيك علياً۷ (يم) (و ما انت بتابع قبلتهم) اي لاتتبع قبلتهم (يم) (و ما بعضهم بتابع قبلة بعض([۱۶]))(و

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۸۱ *»

لئن اتبعت) ايها السامع([۱۷]) (يم) (اهواءهم من بعد ماجاءك من العلم انّك )جواب قسم سدّ مسد جواب الشرط (اذاً) ان الشرطية يجاب بالفعل او باذا او بالفاء (لمن الظالمين  145).

(الذين اتيناهم الكتاب) العامة (يم) (يعرفونه) علياً۷ (يم) او محمّداً او امر القبلة (كمايعرفون ابناءهم([۱۸]))(و انّ فريقاً منهم ليكتمون الحق) حق علي۷(يم)([۱۹]) (و هم يعلمون  146) هذا هو (الحق) مبتدأ  (ز) روت العامة عن

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۸۲ *»

علي۷الحق بالنصب (ل) ولاية علي۷  (يم)([۲۰]) (من ربّك) خبر (ز) (فلاتكونن من الممترين ۱۴۷) ايها السامع (يم).

(و لكل) خبر (ل) من المسلمين في الجهات (وجهة) مبتدأ (ل) (هو )مبتدأ (ل) اللّه (مولّيها) خبر (ل) و قرأ (ر) مولّيها بالالف (هـ) مولاها مروي عن

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۸۳ *»

الباقر۷ ايضاً (هـ) يعني لكل احد من المسلمين وجهة يتوجه اليها الي اللّه فاذا كان توجهكم جميعاً الي اللّه تتّحدون و تجتمعون علي امر واحد بعد تعدد جهاتكم و مصيركم الي الواحد فاينماتكونوا يأت بكم اللّه جميعاً اليه (يم) (فاستبقوا الخيرات) الولاية (ث)([۲۱]) (اينماتكونوا) هم اصحاب القائم۷ (ث) (يأت بكم) ايّها الشيعة في عصر القائم۷(ث) (اللّه) ولي (يم) (جميعاً انّ اللّه علي كل شي‏ء قدير  148).([22])

(و من حيث خرجت) كأنّه للمسافرين (يم) من اي امر امرت بالخروج عنه

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۸۴ *»

(يم)([۲۳]) (فولّ وجهك) حين انت خارج (شطر) الشيعة (يم) (المسجد الحرام) علي۷(يم)([۲۴]) (و انّه) علياً۷ (يم) (للحق من ربّك) حقيقتك (يم)([۲۵]) (و ما

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۸۶ *»

اللّه بغافل عمّاتعملون  149) علي صيغة المخاطب علي السواد و قرأ (و) يعملون علي صيغة الغائب.

(و من حيث خرجت) من اي شي‏ء امرت بالخروج عنه (يم) (فولّ وجهك شطر) الشيعة (يم) (المسجد الحرام) الولي (يم) (و حيث ماكنتم) في اي شي‏ء امرت بالكون فيه و الدوام عليه (يم) (فولّوا وجوهكم شطره) اعلم انّ البيت هو رسول اللّه۹ و المسجد الحرام هو الولي و شطره هو الشيعة فقال في الاول ولّوجهك علي الاطلاق فهو في رتبة الذات فولّ وجهك الي اللّه اليه ثم قال و حيث ماكنتم و هو حال اللبث في مقام فعند اللبث علي ولاية و مأموربه و في مقام كن متوجهاً ثم بيّن حكم الانتقال من مقام الي مقام بقوله من حيث خرجت فانّ الخروج من امر يستلزم الدخول في غيره فتوجه اليه في كل انتقال و خروج و دخول و تبّرء و ترك منهي و ذلك حكم اهل الباطن ثم جمع حكم اهل الظاهر في الاية الثالثة ففي الظاهر ايضاً توجه اليه في كل انتقال و لبث و فعل و ترك و طاعة و معصية توجه اليه فتدبر تجد شواهده (يم).([۲۶])

(لئلاّيكون) و تكرار الحكم هنا و قدتقدم ذكر المدني و غير المدني و الحاضر و المسافر فلاجل انّه اراد ان‏يبيّن علة الحكم فكرّر القول ثم علّله بقوله لئلايكون للناس عليكم حجة و الاطناب لتعظيم الحكم (يم) (للناس) اليهود القائلين بانّ الخاتم قبلته الكعبة (يم) (عليكم حجة) انّكم تصلون الي البيت‏المقدس و المنعوت في التورية

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۸۷ *»

قبلته الكعبة (يم) (الاّ) و لا (ق) (الذين ظلموا منهم) الاستثناء من الناس وجهه انّه تعالي يقول لئلايكون للناس عليكم حجة اللّهم الاّ ان‏يكون للظالم الذي يمتنع منه الحجة حجة و هو ممتنع فليس لاحد حجة و يمكن ان‏يكون بمعني واو العطف اي و لاالذين ظلموا و ذكره بعد الناس من باب التخصيص يعني لاسيما الذين ظلموا كقوله حافظوا علي الصلوات و الصلوة الوسطي و يمكن ان‏يكون بمعني لكن اي منقطعاً فيكون لكن الظالمين منهم يجادلونكم فلاتخشوهم ان جادلوكم بالباطل و ظلموكم في الممارات و حاصله لايكون لاحد عليكم حجة معقولة صحيحة الاّ ان‏يظلموكم فيحتجوا عليكم بالباطل فانّ السنة الناس لاتضبط (يم) (فلاتخشوهم) من هنا الي اخر الاية نظير اية الغدير ليكون دليلاً علي المراد (يم) (و اخشوني و لأتّم نعمتي) بالولاية (يم) (عليكم و لعلكم تهتدون  150) الي المقصد الذي خلقتم لاجله (يم).([۲۷])

(كما) نعت مصدر محذوف (ل) ما موصولة و الكاف متعلق بقوله لأتمّ او بقوله فاذكروني (ارسلنا فيكم رسولاً) اي جعلنا لكم ولياً كماجعلنا لكم رسولاً (يم) (منكم) صفة (يتلو) صفة (عليكم اياتنا) في فضل علي۷ (يم)([۲۸]) (و

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۹۰ *»

يزكّيكم )يطهّركم (و يعلّمكم الكتاب) الشريعة (يم)([۲۹]) (و الحكمة) الولاية (يم)([۳۰]) (و يعلّمكم ما لم‏تكونوا تعلمون  151).

(فاذكروني) بسكون الياء علي السواد و فتحها علي قراءة (ث) (هـ) بولاية ال‏محمّد: (يم) (اذكركم) بالرحمة و المغفرة (يم) روي ذكر اللّه لاهل الصلوة اكبر من ذكرهم اياه و روي انّ الملك ينزل الصحيفة اول النهار و اول الليل يكتب فيها عمل ابن ادم فاملوا في اولها خيراً و في اخرها خيراً فانّ اللّه يغفر لكم مابين ذلك ان‏شاءاللّه فانّه يقول اذكروني اذكركم الخبر (هـ).([۳۱])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۹۱ *»

(و اشكروا لي) بطاعة الولي۷ (يم) من قال الحمدللّه فقدادّي شكر كل ماانعم اللّه (ث) شكر كل نعمة الورع عمّاحرّمه اللّه (ث) (و لاتكفرون  152) بمخالفة الولي (يم).([۳۲])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۹۲ *»

(ياايّها الذين) صفة اي (امنوا) بالولي (يم) عن صحيفة الرضا۷ ليس في القرءان اية ياايّها الذين امنوا الاّ في حقّنا (استعينوا) علي اللّه و علي حوائجكم  (يم) (بالصبر) الصوم (ث) بمحمّد (ث) (و الصلوة) و علي۷(ث) روي في البلاء من اللّه الصبر فريضة و في القضاء من اللّه التسليم فريضة و في النعمة من اللّه الشكر فريضة (ث)([۳۳]) (انّ اللّه مع) هذه المعيّة لانهاية لها (يم)([۳۴])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۹۵ *»

(الصابرين  153) عليهما و علي طاعتهما و عدم مخالفتهما و علي الاذي من الاعداء فيهما و تحمل البلايا فيهما (يم).([۳۵])

(و لاتقولوا لمن يقتل) نفسه بمجاهدته او بيد عدو اللّه عداوة لمحمّد و

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۹۶ *»

علي۸ (يم) (في سبيل اللّه) ولي (يم)([۳۶]) (اموات) هم اموات (بل) هم (ل) (احياء )في قالب كقالبه في الدنيا (ث) (ولكن لاتشعرون  154).

(و لنبلونّكم) ايها الشيعة المتّبعون لمحمّد و علي۸ (يم) يعني المؤمنين (ث)([۳۷]) (بشي‏ء) علامات قدام القائم (ث) (من الخوف) من الملوك

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۹۷ *»

(ث) (و الجوع) بغلاء اسعارهم (ث) (و نقص من الاموال) فساد التجارات او قلة الفضل  (ث) (و الانفس) موت ذريع (ث) (و الثمرات) قلة الريع (ث) (و بشّر الصابرين ۱۵۵)بخروج القائم (ث) بالجنة (ث) يمكن ان‏يقال في قوله تعالي و لنبلونّكم بشي‏ء من الخوف الاية انّ الخوف كان في زمان ابي‏بكر خيف فيه فوات الحق بالكلية و الجوع في زمان عمر لتفرّق الصحابة و قلة العلم و الاثار و نقص من الاموال في زمان عثمان لاستيثاره بحقوق المسلمين و تبذيره مالهم في اقاربه و الانفس في زمان بني‏امية لقتلهم الحسين۷و سائر الشيعة اينما كانوا و الثمرات في زمان بني‏عباس لقتلهم الذرية المحمّدية و العلوية و استيصالهم و بشّر الصابرين علي دينهم و ولاية ال‏محمّد: و هم الشيعة الذين قالوا انّا عبيد ال‏محمّد: و معادنا و رجوعنا اليهم في الدنيا و الاخرة (يم).

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۹۸ *»

(الذين اذا اصابتهم مصيبة) كل شي‏ء يؤذي المؤمن فهو له مصيبة (ث) اشد الناس بلاء النبيون ثم الوصيون ثم الامثل فالامثل (ث) (قالوا انّا للّه) للولي (يم) اقرار بالملك (ث)([۳۸]) (و انّا اليه) الي وليه (يم) (راجعون  156) اقرار بالهلك (ث)

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۹۹ *»

لا رجعة الاّ الي مابدئ منه فتدبر  (يم) عن النبي۹قال اربع من كنّ فيه كتبه اللّه من اهل الجنة من كانت عصمته شهادة ان لااله الاّاللّه و من اذا انعم اللّه عليه قال الحمدللّه و من اذا اصاب ذنباً قال استغفراللّه و من اذا اصابته مصيبة قال اناللّه و انااليه‏راجعون انتهي جعلنا اللّه من المتصفين بمعناها (يم).([۳۹])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۰۱ *»

(اولئك عليهم صلوات من ربهم) امامهم (يم)([۴۰]) (و رحمة) حديث عجيب عن النبي۹عن اللّه من اقرضني قرضاً اعطيه عشراً الي سبعمأة ضعف و ماشئت من ذلك و من لم‏يقرضني اخذت منه قسراً و اعطيته ثلث خصال لواعطيت الملائكة واحدة منهن لرضوا الصلوة و الهداية و الرحمة و ذكر الاية اولئك عليهم صلوات الاية (و اولئك هم المهتدون  157) الي الجنة (يم) خصال ثلث (ث).([۴۱])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۰۲ *»

(انّ الصفا) علياً۷ (يم) (و المروة) و فاطمة۳ (يم) (من شعائر اللّه )معالم اللّه (هـ) شعائر جمع شعيرة و هي العلامة (ز) فينبغي الطهارة حين الطواف من الحيض (ث) روي السعي سنة من رسول‏اللّه لوكان فريضة لم‏يقل و من تطوّع خيراً  (هـ) سمي الصفا صفا لان المصطفي هبط عليه و سميت المروة مروة لان المرأة هبطت عليها و شرّع السعي بينهما لانه كان منازل الشياطين (ث)([۴۲]) (فمن) شرط او

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۰۴ *»

موصول (هـ) مبتدأ (حجّ البيت) محمداً۹(يم)([۴۳]) (او اعتمر) زار (فلا جناح عليه) جزاء او خبر (هـ) لاحرج  (ث) (ان‏يطّوّف بهما) يتطوف (و من) شرط او موصول مبتدأ (تطوّع) فعل طاعة (ز) و هو في السواد علي صيغة التفعل و قرأ (ح) و

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۰۵ *»

(س) يطّوّع بتشديد الطاء و الواو علي صيغة يسّمّع (خيراً فان اللّه) جزاء او خبر (شاكر) تلطف هو المنعم بالنعمة و الشكر و الجزاء (عليم  158).

(ان الذين) العلماء اذا فسدوا (ث) (يكتمون) كاحبار اليهود و النواصب  (ث) (ماانزلنا من البينات) في علي۷ (يم)([۴۴]) (و الهدي) في علي (ث) عن النبي۹من سئل عن علم يعلمه فيكتمه الجم يوم القيمة بلجام من النار و عنه۹ اذا ظهرت البدع في امتي فليظهر العالم علمه و من لم‏يفعل فعليه لعنة اللّه (من بعد مابيّنّاه) من امر الائمة (ث) (للناس في الكتاب) روي نحن يعني بها واللّه المستعان ان الرجل منا اذا صارت اليه لم‏يكن له وسع او لم‏يسعه الاّ ان‏يبين للناس من يكون بعده (اولئك) هم العلماء المظهرون للاباطيل الكاتمون للحقائق (ث) (يلعنهم اللّه و يلعنهم اللاّعنون ۱۵۹) الائمة (ث).

(الاّ الذين تابوا) عن الكتمان (يم) (و اصلحوا) ماافسدوه (يم) (و

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۰۶ *»

بيّنوا )فشرط قبول التوبة بيان ماكتمه اول (يم)([۴۵]) (فاولئك اتوب عليهم) اقبل توبتهم (و انا التوّاب الرحيم  160) فلاتواب و لارحيم غيره (يم).([۴۶])

(ان الذين كفروا) بعلي۷ (يم) في ردّهم نبوة محمد و ولاية علي (ث) في اتباع قوله ان الذين كفروا الاية تقريع عجيب و دلالة عجيبة في كفر الكاتم للبينات و الهدي و من لم‏يتب منهم حتي مات فهو كافر (يم)([۴۷]) (و ماتوا و هم) حال (كفار

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۰۷ *»

اولئك) مبتدأ (ل) (عليهم) خبر لعنة (ل) (لعنة اللّه) مبتدأ (ل) الجملة خبر اولئك (ل) (و الملائكة و الناس اجمعين  161) اما لعنة الناس فكماقال سبحانه يوم القيمة يكفر بعضكم ببعض و يلعن بعضكم بعضاً او لان كل احد يلعن اهل الباطل.([۴۸])

(خالدين) حال (فيها) في اللعنة (ص) (لايخفّف) حال (عنهم العذاب و لا هم) حال (ل) (ينظرون  162) يمهلون.

(و الهكم اله) بدل (ل) (واحد لااله الاّهو) صفة بعد صفة او بدل من اله اي الهكم لااله الاّهو (الرحمن الرحيم  163) حجة علي الوحدانية (يم) روي في الدليل علي اللّه وجود الافاعيل التي دلت علي ان صانعاً صنعها.

(ان في خلق السموات) ال‏محمد: (يم) (و الارض) الشيعة (يم)([۴۹])

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۰۸ *»

(و اختلاف الليل) دولة الباطل (يم) (و النهار) دولة الحق (يم) (و الفلك )انّثت اللفظة لانها بمعني السفينة (ز) مفرده و جمعه علي وزن واحد فالتأنيث للجمع (يم) (التي تجري في البحر) اولياء ال‏محمد: الكبار و علماء زمان

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۰۹ *»

الغيبة  (يم)([۵۰]) (بماينفع الناس و ماانزل اللّه من السماء) من محمد۹ (يم) (من ماء) من علم (يم) (فأحيا به الارض) ارض قلوب الشيعة (يم)([۵۱]) (بعد

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۱۰ *»

موتها و بثّ) فرّق (فيها من كل دابة) الخطرات (يم)([۵۲]) (و تصريف الرياح )علي صيغة الجمع في قراءة السواد و قرأ (ح) و (س) الريح مفرداً (هـ) الدول (يم)([۵۳]) (و السحاب) روات العلم  (يم)([۵۴])(المسخر ) المذلّل (بين السماء) محمد۹

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۱۱ *»

(يم) (و الارض) الامة (يم)([۵۵])(لايات) علي وجود الصانع و وحدته (يم)([۵۶])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۱۲ *»

(لقوم يعقلون  164).

(و من الناس) هم اولياء الاول و الثاني (ث) (من يتخذ من دون اللّه )ولي (يم) (انداداً) اشباهاً (هـ) هم ائمة الظلمة و اشياعهم (ث) روي هم اولياء فلان و فلان اتخذوهم ائمة من دون الامام الذي جعله اللّه للناس اماماً (يحبّونهم) حباً (ل) حال عن من او صفة انداداً (كحبّ اللّه) ولي اللّه (ث) (والذين امنوا) الشيعة (يم) ال‏محمد: (ث) (اشد حباً للّه) لولي (يم)([۵۷]) (و لو) جواب لو محذوف كانه

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۱۳ *»

لرأوا امراً عظيماً او لرأوا انّ القوة للّه جميعاً (يري) بالياء علي السواد و علي قراءة (ن) و (ر) تري علي صيغة المخاطب (الذين ظلموا) ال‏محمد: حقهم (يم) (اذ يرون) قرأ (ر) بضم الياء (العذاب) القائم۷  (يم)([۵۸]) (انّ) سدّ مسدّ مفعول يري

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۱۴ *»

(ل) (القوة) اي قوة اللّه([۵۹]) (للّه) لولي (يم) (جميعاً) فهو القوي لاقوي سواه (يم)([۶۰]) (و انّ اللّه شديد العذاب  165).

(اذ) بدل اذ الاولي (تبرأ الذين اتبعوا) الخلفاء (يم) (من الذين اتبعوا) اتباعهم (يم)([۶۱]) (و رأوا العذاب) علياً۷ (يم)([۶۲]) (و تقطعت) تباعدت (بهم

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۱۵ *»

الاسباب ۱۶۶).([۶۳])

(و قال الذين اتبعوا لو) ثبت (ان لنا كرة) رجعة (فنتبرأ منهم) جواب التمني او هو عطف علي فعل لو و جوابه محذوف (كماتبرءوا منا كذلك) متعلقه يريهم (يريهم اللّه اعمالهم) اموالهم التي عمل بها الورثة خيراً (ث) (حسرات عليهم و ماهم) اعداء علي (ث) (بخارجين من النار  167).

(ياايها الناس كلوا) حال عن حلال (هـ) تعلموا و استعملوا (يم) (ممافي الارض) في العلم (يم) في القرءان (يم) (حلالاً طيباً) شيئاً حلالاً او حلالاً حال عن قوله مما لان معناه بعض مافي الارض و يكون مما في محل النصب علي انه مفعول([۶۴])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۱۶ *»

(و لاتتبعوا خطوات) قرأ (ر) و (س) و قنبل و حفص بضمتين و الباقون بسكون الطاء (هـ) اثار (الشيطان) الثاني (يم) من خطوات الشيطان النذر بمالايجوز و ما لايمكن كمايظهر من الاخبار و كذا روي اليمين بغير اللّه منها و روي منه الحلف بالطلاق و النذر في المعاصي و كل يمين بغير اللّه([۶۵]) (انه لكم عدو مبين  168).

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۱۷ *»

(انمايأمركم بالسوء) الثالث (يم) بمايسوء العقل (و الفحشاء) الاول (يم) و القبيح.([۶۶])

(و ان‏تقولوا علي اللّه) ولي (يم) (مالاتعلمون  169) هو كل شك و ظن و وهم (يم) دلت الاية علي ان القول بغير علم من اتباع خطوات الشيطان و هو مطلق فتدبر (يم) روي اياك و خصلتين ففيهما هلك من هلك اياك ان‏تفتي الناس برأيك و تدين بمالاتعلم و سئل عن حق اللّه علي العباد قال ان‏يقولوا بمايعلمون و يقفوا عند مالايعلمون (هـ).([۶۷])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۱۸ *»

(و اذا قيل لهم اتبعوا ما) النصوص (يم) (انزل اللّه) في علي۷ (يم) (قالوا بل نتبع ماالفينا) صادفنا (عليه اباءنا) علماءنا و كبراءنا (يم) و هو الاجماع المدعي عن جماعة ليسوا بمعصومين و يمكن اجتماعهم علي الخطاء و بخلاف ماانزل اللّه (يم) فالاجماع بمعني الاتفاق ليس بحجة (يم)([۶۸]) (أولو كان

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۲۰ *»

اباؤهم لايعقلون شيئاً) فيكون رأيهم صواباً و لايهتدون الي فهم الاخبار و الي الحق (يم) (و لايهتدون  170) و من يهدي الي الحق احق ان‏يتبع  (يم).([۶۹])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۲۱ *»

(و مثل الذين كفروا) في دعائك اياهم (ث) بعلي۷ في دعائهم اولياءهم الجهلة (يم)([۷۰]) (كمثل الذي ينعق) يصيح زجراً فهم البهائم و الداعي لهم كالناعق بهم (يم) (بما لايسمع الاّ دعاء و نداء) روي هو تمثيلهم في اتباع ابائهم علي ظاهر حالهم جاهلين تحقيقها بالبهائم التي تسمع الصوت و لاتفهم ماتحته (صم بكم عمي فهم لايعقلون  171).

(ياايها الذين امنوا) بعلي۷ اقول: قدمرّ في التذييل الاول الخبر المروي عن صحيفة الرضا۷ انه قال ليس في القرءان ياايها الذين امنوا الاّ في حقنا و في المناقب عن الصادق۷ انه قال في تفسير قوله تعالي و سيعلمن الذين امنوا بولاية علي۷ و عن الكفاية عنه۷ ايضاً في قوله تعالي الذين امنوا و لم‏يلبسوا ايمانهم بظلم يعني امنوا

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۲۲ *»

بولاية علي۷ و لم‏يخلطوا ولايتهم بعلي بولاية فلان و فلان فانه التلبس بالظلم (كلوا من طيبات) علوم ال‏محمد: (يم)([۷۱]) (ما رزقناكم و اشكروا  لِلّه) بمعرفة امامكم و ولي نعمتكم (يم) في القدسي اني و الانس و الجن في نباء عظيم اخلق و يعبد غيري و ارزق و يشكر غيري (هـ)([۷۲]) (ان كنتم اياه تعبدون  172) بطاعة وليكم

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۲۳ *»

(يم)([۷۳]) (انماحرّم عليكم الميتة) الاول (يم) (و الدم) الثاني (يم) (و لحم الخنزير)الثالث (يم) (و مااهلّ به لغير اللّه) معوية و سائر بني‏امية و بني‏عباس  (يم) رفع عليه الصوت بتسمية غير اللّه (هـ).([۷۴]) ([75])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۲۷ *»

(فمن) بكسر النون علي قراءة (ص) و (ر) و (ح) و هم القارئون بالسواد و ضمّها علي قراءة الباقين (اضطر) في حال التقية  (يم) (غير باغ) علي المسلمين (ث) اللذة (هـ) حال (و لا عاد) طريقة المحقين (ث) قوّال بالباطل (ث) سدّ الجوعة (فلا اثم عليه) روي المضطر لايشرب الخمر لانها لاتزيده الاّ شراً لانّ شربها قتلته فلايشربن منها قطرة و في خبر استدل بالاية علي جواز مداواة العين و البقاء مستلقياً شهراً و كذا في الزنا اضطراراً (هـ) روي من اضطر الي الميتة و الدم و لحم الخنزير فلم‏يأكل شيئاً من ذلك حتي يموت فهو كافر (هـ) و روي الباغي باغي الصيد و العادي السارق و روي الباغي الذي يخرج علي الامام و العادي الذي يقطع الطريق و روي الباغي الظالم و العادي الناصب و روي باغ علي الامام عاد بالمعصية (هـ) صدر الاية و ان كان في ذكر المطعومات الاّ ان قوله فمن اضطر مطلق لم‏يقل من اضطر الي اكل شي‏ء منها بل قال مطلقاً فيدل علي اطلاقه علي ان مطلق الاضطرار الي شي‏ء مجوز لاتيانه كماروي انه رفع من هذه الامة مااضطروا اليه و هو من الاصول التي يفتح منها ابواب (يم) (ان اللّه غفور رحيم  173).

(ان الذين يكتمون ماانزل اللّه من الكتاب) في حق علي۷ (يم)([۷۶]) (و

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۲۸ *»

يشترون به ثمناً قليلاً) ولاية الاعداء (يم) الثمن المعوّض (المعيار) كل‏مايستبدل به الحق فهو قليل قال سبحانه قل متاع الدنيا قليل (هـ)([۷۷]) (اولئك مايأكلون) الجملة خبر ان (هـ) او اولئك بدل الذين و مايأكلون خبر ان (في بطونهم) اي ملأ بطونهم (ز) او هو صفة النار يعني مايأكلون نار في بطونهم و تقدم علي الحالية (يم) ذكر في بطونهم لان العرب قديقول اكل المال اذا اتلفه فاراد ان‏يبين انه هو الاكل في الجوف و يمكن ان‏يراد به انهم يأكلون في بواطنهم ناراً يعني لاظاهراً (يم) (الاّ النار) و في الحديث كلوا في بعض بطونكم تعفوا (هـ).

(و لايكلّمهم اللّه) ولي (يم) (يوم القيمة و لايزكّيهم) لايطهرهم([۷۸]) (و

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۲۹ *»

لهم عذاب اليم  174).

(اولئك الذين اشتروا الضلالة) اتباع الاعداء (يم) (بالهدي) باتباع ال‏محمد:(يم) (و العذاب) سخط الولي (يم) (بالمغفرة) برضاه (يم)([۷۹]) 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۳۰ *»

(فمااصبرهم علي النار  175) مااجرأهم (ث) مااعملهم باعمال اهل النار (ث) علي سخط القائم (يم).

(ذلك) مبتدأ خبره محذوف (هـ) مامرّ من جزاء الكاتمين و امرهم ثابت بسبب ان اللّه (بانّ اللّه نزّل الكتاب) علياً۷ (يم) (بالحق)([۸۰]) (و ان الذين اختلفوا في

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۳۱ *»

الكتاب) في علي۷ (يم) (لفي شقاق بعيد  176) فاذا كتموا الكتاب كتموا الحق فاستحقوا ذلك (هـ) اختلفوا في الكتاب يعني امن بعضهم و كفر بعض او اختلفوا في الكتاب و فسروه من عند انفسهم فاختلفوا في المعني او اختلفوا في الكتاب من اختلف فلان في المدينة صار خليفة اي جعلوا انفسهم خليفة في امر الكتاب شارحاً له او اختلفوا بقولهم انه فرية و شعر و يعلمه بشر و اساطير الاولين و امثالها او اختلفوا في الايمان ببعض و الكفر ببعض و هكذا (يم).

(ليس البرّ) علي النصب في قراءة السواد و هو قراءة حفص و (ح) و علي الضم في قراءة الباقين (هـ) خبر (ان‏تولّوا) اسم (وجوهكم قبل المشرق) الاول (يم) (و المغرب) الثاني (يم)([۸۱]) (ولكن) بالتشديد و فتح النون علي السواد و قرأ

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۳۲ *»

(ن) و (ر) بالتخفيف و كسرها منصوباً و مرفوعاً علي اختلاف القراءتين (البرّ) اي البار من باب رجل عدل (هـ) نزلت في علي۷ (ق) (من امن باللّه) بولي اللّه (يم) (و اليوم الاخر) القائم۷ (يم) (و الملائكة) الشيعة (يم)([۸۲]) (و الكتاب و النبيين

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۳۳ *»

و اتي المال) بذل العلم (يم)([۸۳]) (علي حبّه) علي حب اللّه او المال او الايتاء او البر

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۳۴ *»

او نفسه اي علي حب نفسه (ذوي القربي) ذوي قرابة رسول اللّه (ث) روي صدقتك علي المسلمين صدقة و علي ذي‏رحمك اثنتان (و اليتامي و المساكين )هو اجهد من الفقير (ث) روي الفقير الذي لايسأل و المسكين اجهدهم و البائس اجهدهم (و ابن السبيل) المنقطع به (ث) (و السائلين و في الرقاب) المكاتب (ث) هؤلاء من الشيعة (يم)([۸۴]) (و اقام الصلوة) حق العالي (يم) عند شدة القتال

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۳۵ *»

يذكر اللّه و يصلي علي رسول اللّه و علي علي ولي اللّه يوالي بقلبه و لسانه اولياء اللّه و يعادي كذلك اعداء اللّه  (ث) (و اتي الزكوة )حق الداني (يم)([۸۵]) (و الموفون )عطف

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۳۷ *»

عطف علي من امن (بعهدهم اذا عاهدوا و الصابرين) ممدوح لان طريق العرب انهم اذا طال الكلام في النعوت ان‏يذكروا النعت علي المدح او الذم لتجديد الالتفات و تنبيه السامع و فيه لحلاوة (يم) (في البأساء )الفقر او الحرب (هـ) القمي: في الجوع و العطش و الخوف و المرض (و الضراء) السقم (و حين البأس) القتال (ق) (اولئك الذين صدقوا) و يجب الكون معهم (يم) انهم موالون لال‏محمد:معادون لاعدائهم (يم)([۸۶]) (و اولئك هم المتقون  177)فللتقوي شروط ستة الايمان

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۳۸ *»

و الانفاق و الصلوة و الزكوة و الوفاء بالعهد و الصبر (يم).([۸۷])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۳۹ *»

(ياايها الذين امنوا) هي للمسلمين ماهي للمؤمنين خاصة (ث) (كتب )فرض و هو تخييري (عليكم القصاص) المبادلة (في القتلي الحرّ بالحر) روي لايقتل حرّ بعبد ولكن يضرب ضرباً شديداً و يغرم دية العبد و روي نفس الرجل لاتساوي نفس المرأة بل هي علي النصف منها فيجب اذا اخذت النفس الكاملة بالناقصة ان يرد فضل مابينهما(و العبد بالعبد و الانثي بالانثي فمن عفي له من اخيه) ولي الدم  (هـ) او من دم اخيه (شي‏ء) هو الرجل يقبل الدية (ث) (فاتباع )فعليه اي علي العافي (بالمعروف) لايعسر اخاه (ث) (و اداء) علي القاتل (اليه باحسان) الدفع عند الامكان من غير مطل (ث) (ذلك تخفيف من ربكم )امامكم (يم)([۸۸]) (و رحمة فمن اعتدي بعد ذلك) اي قتل بعد قبول الدية او العفو (ث) (فله  عذاب اليم  178).

(و لكم) ياامة محمد۹ (ث) (في القصاص) حال (حيوة) رافعها الظرف (هـ) في القصاص حيوة فان مريد القتل يذكر القصاص فلايقتل و يحيي رجلان و فيه حيوة لان به ينجو القاتل من عذاب يوم‏القيمة و يطهر و يمكن ان‏يكون معناه و لكم

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۴۰ *»

حيوة لاجل القصاص يعني في الرجعة يرجع المقتول حتي يقتص من القاتل ثم يعيش ثلثين شهراً ثم يموتون في ليلة واحدة او لكم حيوة لاجل تقاص حقوقكم يوم القيمة (يم) (يا اولي‏الالباب) اولي العقول (ث) (لعلكم) يتعلق بقوله كتب عليكم (تتقون  179).

(كتب) عطف علي الاية الاولي (عليكم اذا) عامله الوصية (حضر احدكم الموت) روي ان اية كتب الي اخر حق جعله اللّه في اموال الناس لصاحب هذا الامر قيل له حد محدود قال نعم قيل كم قال ادناه السدس و اكثره الثلث و روي ادني مايكون ثلث الثلث و روي ان المراد به ظاهره و روي من لم‏يوص عند موته لذوي قرابته ممن لايرث فقدختم عمله بمعصية و روي هي منسوخة نسختها اية الفرائض (ان ترك خيراً) اي مالاً كثيراً (ث) ليس سبعمأة درهم او ستمأة درهم مالاً كثيراً (ث) (الوصية) فاعل كتب (للوالدين) اي الائمة (ث) لمحمد و علي۸(يم)([۸۹]) (و الاقربين) الائمة:(يم)([۹۰]) (بالمعروف حقاً) مصدر او حال

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۴۱ *»

(علي المتقين  180).

(فمن) يعني الوصي (ث) (بدله) مااوصي و لايحتاج الي مرجع لظهوره في المقام (هـ) نسختها الاية التي بعدها (ث) روي نسخت هذه الاية التي بعدها (بعد ماسمعه فانما اثمه علي الذين يبدّلونه) فلوقال عليه كان يحتمل ان‏يكون علي الميت لعدم نفوذ ماقال (يم) (ان اللّه سميع عليم  181).

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۴۲ *»

(فمن خاف) عند ظهور اثار الزلة (ث) (من موص) علي السواد و قرأ (ح) و (س) و ابوبكر موص بفتح الواو و تشديد الصاد (هـ) حال (جنفاً) جوراً اي ميلاً عن الحق (هـ) روي الجنف في الوصية من الكبائر و روي يعني اذا اعتدي في الوصية (او اثماً) فيمااوصي به (ث) او زاد علي الثلث (ث) (فاصلح بينهم) بين الموصي لهم (ز) (فلااثم عليه ان اللّه غفور رحيم  182).

(ياايها الذين امنوا) يجمع الخطاب اهل الضلال و المنافقين (ث) روي هي للمؤمنين خاصة فمعناه ان المؤمنين هم المنتفعون بها و روي لايبالي الناصب صلي ام زنا صام ام سرق الخبر (كتب عليكم الصيام) في شهر رمضان (ث) كف النفس عن اعداء ال‏محمد: (يم) روي من لم‏يستطع الباه فليصم فان الصوم له وجاء([۹۱]) (كما)

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۴۴ *»

مصدرية (هـ) حال (هـ) نعت مصدر محذوف (ل) (كتب علي الذين من قبلكم) من الانبياء دون الامم (ث) (لعلكم تتقون  183).

(اياماً) ظرف و العامل فيه الصيام (معدودات) ائمة معينة (يم)([۹۲]) (فمن

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۴۵ *»

كان منكم مريضاً) جاهلاً (يم) هو مؤتمن عليه فان وجد ضعفاً فليفطر  (ث) (او علي سفر) سالكاً (يم) (فعدّة) ففرضه (من ايام اخر) الشيعة قضاء الائمة (يم)([۹۳]) (و علي الذين) خبر مقدم لفدية (يم) (يطيقونه) الصوم (هـ) الشيخ

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۴۷ *»

الكبير و ذوالعطاش (ث) (فدية) علي التنوين في السواد و الاضافة في قراءة (ن) و ابن‏ذكوان (طعام)بالرفع و الجر علي القراءتين (هـ) بدل (ل) (مسكين) علي السواد و قرأ (ن) و (ر) مساكين علي صيغة الجمع (هـ) قراءة الجمع عن الباقر۷ (ص) روي الذين كانوا يطيقونه فاصابهم كبر او عطاش او شبه ذلك فعليهم لكل يوم مدّ (ث) او المراد ان التكاليف بقدر الوسع و هو دون الطاقة فاذا لم‏يكن الصوم وسعه فهو الطاقة فوق التكليف فاذا لم‏يكن وسعه و اطاق فقدسقط عنه (يم)([۹۴]) (فمن تطوّع خيراً)زاد في الفدية (ز) (فهو خير له و ان‏تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون  184).

(شهر رمضان) و هي اي تلك الايام شهر او بدل من الصيام (الذي انزل فيه القرءان) علي السواد و علي قراءة (ث) القران بضم القاف و فتح الراء (هـ) هو جملة الكتاب (ث) روي غرّة الشهور شهر اللّه عزّذكره و هو شهر رمضان و قلب شهر رمضان ليلة القدر و نزل القرءان في اول ليلة من شهر رمضان و روي نزل القرءان جملة واحدة في شهر رمضان الي البيت‏المعمور ثم انزل من البيت المعمور في طول عشرين سنة و نزلت الصحف ۱ و التورية في ۶ و الانجيل ۱۳ و الزبور ۱۸ و الفرقان ۲۴ و في رواية ۲۳ (هـ) روي انمافرض اللّه صيام شهر رمضان علي الانبياء دون الامم ففضل اللّه به هذه الامة و جعل صيامه فرضاً علي رسول اللّه۹ و علي امته (هـ).

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۴۸ *»

(هدي) حال من القرءان (للناس و بينات من الهدي) من علي۷ (يم) من جنس الهدي او بينات ناشئة من الهدي اي هدي اللّه([۹۵]) (و) من (الفرقان فمن شهد منكم) كان حاضراً في البلد (ث) (الشهر) المصر في الشهر (هـ) منصوب بنزع خافضه (يم) الامام (يم) (فليصمه) اي من سافر فيه فليفطر  (ث) قال ابوجعفر۷ماابينها لمن عقلها قال من شهد شهر رمضان فليصمه و من سافر فيه فليفطر و فيه دلالة علي حجية مفهوم الشرط (يم) و روي فليس للرجل اذا دخل شهر رمضان ان‏يخرج الاّ في حج او عمرة او مال يخاف تلفه او اخ يخاف هلاكه  (هـ).

(و من كان منكم مريضاً او علي سفر فعدة) عليه (يم) (من ايام اخر يريد اللّه بكم اليسر) اميرالمؤمنين۷ (ث) اليمين (يم) (و لايريد بكم العسر) فلان و فلان (ث) الشمال (يم)([۹۶]) (و لتكملوا) من الافعال علي السواد و قرأ ابوبكر و

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۴۹ *»

لتكمّلوا من باب التفعيل (هـ) عطف علي اليسر (ل) يمكن ان‏يكون معطوفاً علي قوله لعلكم تتقون اي كتب عليكم الصيام لعلكم تتقون و لتكملوا العدة و لتكبروا فان معني لعلكم تتقون لكي تتقون (يم) (العدّة و لتكبّروا اللّه) في العيد (ث) (علي ماهديكم و لعلكم تشكرون  185).

(و اذا) ظرف عامله مايدل عليه قوله قريب اجيب لوجود «انّ» حيث لايتقدم عليه معمول مابعده (سألك عبادي عني) عن ظهوري و صفاتي (يم) (فاني )

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۵۰ *»

فقل اني (يم) (قريب) اي انا ظهوره القريب فيكم (يم)([۹۷]) (اجيب دعوة الداع اذا

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۵۱ *»

دعان) علي السواد و قرأ في الوصل ورش و (و) بالياء  (هـ) سئل الصادق۷مالنا ندعو و لايستجاب لنا فقال لانكم تدعون من لاتعرفون و تسألون مالاتفهمون فقال من لم‏يشهد ذلة نفسه و قلبه و سرّه تحت قدرة اللّه حكم علي اللّه بالسؤال و ظنّ ان سؤاله دعاء و الحكم علي اللّه من الجرأة علي اللّه و روي من اطاع اللّه فيماامره ثم دعاه من جهة الدعاء اجابه و قال۷في جهة الدعاء تبدأ و تحمد اللّه و تذكر نعمه عندك ثم تشكره

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۵۲ *»

ثم تصلي علي النبي۹ ثم تذكر ذنوبك فتقر بها ثم تستعيذ منها و روي في سبب عدم الاجابة لانكم لاتوفون بعهده و ان اللّه يقول اوفوا بعهدي اوف بعهدكم والله لو وفيتم للّه لوفي لكم و روي في اسباب الاستجابة طيب المكسب و اليأس من الناس كلهم (هـ) وجدت عبارة عن الشيخ الاوحد الشيخ احمد اعلي‏اللّه‏مقامه جامعة في الاستجابة لايجوز التخلف عنها قال و اما كيفية استجابة الدعاء فان‏تعرف الواحد ثم معناه ثم بابه فلتلحظ فقرك لحاجتك فتقصد بابه و تدعو واحداً طوي بوحدته ذاتك و حاجتك و قصدك و دعاءك فيظهر معناه من بابه لحاجتك من بابها انتهي (يم) فشرط بقوله اذا دعان المعرفة له و للدعاء فتدبر (يم)([۹۸]) (فليستجيبوا لي) لقولي ادعوني استجب لكم (و ليؤمنوا بي) بسكون الياء علي السواد و علي قراءة ورش بفتحها (هـ) ليتحققوا اني قادر علي اعطائهم ماسألوه (ث) (لعلهم يرشدون  186) يصيبون الحق و يهتدون اليه (ث).

(احلّ لكم ليلة) ظرف لرفث عامله احلّ (ل) (الصيام الرفث) الجماع (ث) (الي نسائكم هن لباس لكم و انتم لباس لهنّ علم اللّه انكم كنتم تختانون انفسكم فتاب عليكم و عفا عنكم فالان باشروهنّ و ابتغوا ماكتب اللّه لكم و كلوا و اشربوا حتي يتبين لكم الخيط الابيض) بياض النهار (ث) هو الفجر الذي لاشك فيه (ث) (من الخيط الاسود) من سواد الليل (ث) (من الفجر) تبيين للخيط الابيض (هـ) من التأويل كلوا و اشربوا في زمان الغيبة الي ان‏يظهر الامام۷ ثم اتموا الكفّ عن اعمالكم في الجاهلية الي ان‏يرتفع المعصومون الي السماء في اخر

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۵۳ *»

الرجعة (يم) (ثم اتمّوا الصيام) فيجب الكفّ عن كل ماسوي اللّه عند التوجه الي الامام۷(يم)([۹۹]) (الي الليل و لاتباشروهنّ و انتم عاكفون في المساجد تلك حدود اللّه) موانع اللّه اي محارمه او حدود دينه (هـ) روي لكل مَلِك حمي و ان حمي اللّه محارمه فمن رتع حول الحمي يوشك ان‏يقع فيه (فلاتقربوها كذلك حتي يبين اللّه اياته للناس لعلهم يتقون  187).

(و لاتأكلوا اموالكم بينكم بالباطل) باليمين الكاذبة (ث) بالقمار (ث) (و تدلوا) ان‏ترسلوا (هـ) او عطف علي لاتأكلوا اي و لاتدلوا (بها) بعضها (الي الحكّام لتأكلوا فريقاً من اموال الناس بالاثم و انتم) حال (تعلمون  188) عن ابي‏عبداللّه۷ علم اللّه سبحانه انه سيكون في هذه الامة حكّام يحكمون بخلاف حكم الحق فنهي اللّه تعالي المؤمنين ان‏يتحاكموا اليهم و هم يعلمون انهم لايحكمون بالحق.

(يسألونك عن الاهلّة) الاثني‏عشر سلام‏اللّه‏عليهم (يم) الشيعة (يم)([۱۰۰])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۵۵ *»

(قل هي مواقيت) الميقات مقدار من الزمان قدر للعمل (للناس) صفة (و الحج) لصومهم و فطرهم و حجهم (ث) (و ليس البرّ) الاية مطلقة (يم) (بان) الباء زائدة (تأتوا البيوت) بالضم علي قراءة حفص و ورش و (و) و علي الحمرة البيوت بكسر الباء (هـ) الامور (ث) (من ظهورها) من غير جهاتها (ث) كان المجرمون يدخلون بيوتهم من ظهورها ينقبون في مؤخرها و يدخلون و يخرجون منها فنهوا عن التعبد بها (ث)([۱۰۱])([۱۰۲]) (ولكن البرّ) اي البار (هـ) هذا مثل قولهم رجل عدل

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۵۷ *»

فالبر مبالغة (ل) (من اتقي و أتوا البيوت) ال‏محمّد (ث) (من ابوابها) الشيعة (يم) الاوصياء هم ابواب اللّه  (ث) يعني ان‏يأتي الامر من وجهه اي الامور كان (ث) روي البيوت الائمة: و الابواب ابوابها (هـ) روي هي بيوت العلم و ابوابها الاوصياء (هـ)([۱۰۳]) (و اتقوا اللّه لعلكم تفلحون  189).

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۵۹ *»

(و قاتلوا في سبيل اللّه) ولي (يم) (الذين يقاتلونكم) الشيطان و اولياؤهم (يم) روي انها ناسخة لقوله كفّوا ايديكم و اقيموا الصلوة([۱۰۴]) (و لاتعتدوا ان

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۶۰ *»

اللّه لايحب المعتدين  190).

(و اقتلوهم حيث ثقفتموهم) وجدتموهم (هـ) روي انها ناسخة بقوله و لاتطع الكافرين و المنافقين و دع اذاهم (و اخرجوهم من حيث اخرجوكم) من مكة (ز) (و الفتنة اشدّ من القتل و لاتقاتلوهم) علي قراءة (ح) و (س) تقتلوهم بفتح التاء و سكون القاف و ضم التاء الثانية علي الحمرة (عند المسجد الحرام حتي) ان (يقاتلوكم فيه) علي قراءة (ح) و (س) يقتلوكم علي مامرّ علي الحمرة (فان قاتلوكم) علي قراءة (ح) و (س) قتلوكم من المجرد علي الحمرة (فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين  191).

(فان انتهوا) امتنعوا (فانّ اللّه غفور رحيم  192).

(و قاتلوهم حتي لاتكون فتنة) شرك (ث) هذه الاية تدلّ علي وجوب الجهاد الي زوال الشرك عن العالم و هذا منتهاه (يم) (و يكون الدين للّه) روي

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۶۱ *»

لاتجتمع في جزيرة العرب دينان (فان انتهوا فلا عدوان) اي الابتداء بالقتال (هـ) العدوان يطلق علي القصاص كقوله فاعتدوا عليهم (يم) روي لايعتدي اللّه علي احد الاّ علي نسل ولد قتلة الحسين۷ (الاّ علي الظالمين  193) لانهم يعتدون (هـ) اولاد قتلة الحسين (ث).

(الشهر الحرام) اي ذي‏القعدة حج فيه رسول اللّه۹ و قدمنع عام اول عن الحج فيه (ث) (بالشهر الحرام و الحرمات قصاص) اي كل حرمة يجري فيه القصاص (ز) هو مثل قوله تعالي لاتقاتلوهم عند المسجد الاية (فمن اعتدي عليكم فاعتدوا عليه بمثل مااعتدي عليكم) يعني في الحرم (ث) الاية مطلقة (يم)([۱۰۵]) (و اتقوا اللّه و اعلموا انّ اللّه مع المتقين  194) بلانهاية (يم).([۱۰۶])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۶۲ *»

(و انفقوا في سبيل اللّه) ولي (يم)([۱۰۷]) (و لاتلقوا بايديكم) الباء زائدة (هـ) ادخل الباء في قوله بايديكم لانه كناية عن ان لاتهلكوا انفسكم بايديكم و الاصل انّ كل متعد كنّي عنه بفعل اخر دخلته الباء و كذا اذا قدر علي المصدر كقولك ضربته تقول في الكناية فعلت به اي الضرب او تقول اوقعت عليه الضرب (الي التهلكة) هي معصية الله (يم) مصدر بمعني الاهلاك (هـ) اي لاتسرفوا في الانفاق (ث) عن ابي‏عبداللّه۷ لو ان رجلاً انفق مافي يديه في سبيل من سبل اللّه ماكان احسن و لاوفق لقوله سبحانه و لاتلقوا بايديكم الاية يعني المقتصدين (هـ) لاتتركوا الانفاق الذي فيه حيوتكم (يم) اعلم انّ من القاء النفس الي التهلكة مخالفة اللّه و رسوله لقوله و هم ينهون عنه و ينأون عنه و ان‏يهلكون الاّ انفسهم و مايشعرون و قوله سيحلفون باللّه لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون انفسهم و اللّه يعلم انّهم لكاذبون (يم)([۱۰۸]) (و احسنوا) اقتصدوا (يم) (انّ

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۶۳ *»

اللّه يحب المحسنين ۱۹۵) يعني المقتصدين (ث).([۱۰۹])

(و اتمّوا الحج و العمرة) اقيموهما الي اخر مافيهما (ث) اي اجتنبوا الرفث و الفسوق و الجدال في الحج (ث) يقال حجّ فلان اي افلح فلان (ث) قيل لابي‏جعفر۷لم‏سمّي الحج حجاً قال حجّ فلان اي افلح فلان (للّه) بلقاء الامام (ث) (فان احصرتم )منعتم بخوف او عدو او مرض (ث) روي المحصور المريض و المصدود

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۶۴ *»

الذي يصده المشركون و روي المحصور لاتحل له النساء حتي يطوف بالبيت و المصدود تحل و روي المصدود يذبح حيث صدّ و المحصور يبعث و يواعدهم فاذا بلغ الهدي محله يحل هذا في مكانه (فما) فعليكم (استيسر من الهدي) يجزيه شاة  (ث) (و لاتحلقوا رءوسكم حتي يبلغ الهدي محلّه فمن كان منكم مريضاً او به اذي من رأسه) فحلق رأسه (ففدية من صيام) ثلثة ايام (ث) (او صدقة)علي عشرة مساكين (ث) علي ستّة مساكين (ث) علي كل مسكين مدّان (ث) (او نسك) شاة (ث) (فاذا امنتم فمن تمتع بالعمرة الي الحج فما) فعليه (استيسر) شاة (من الهدي فمن لم‏يجد فصيام ثلثة ايام في الحج) يتعلق بصيام (هـ) ذوالحجة كله من اشهر الحج (ث) (و سبعة اذا رجعتم) الي اهليكم (ث) روي الناس علي امر جهالتهم الاّ ماغيّره الاسلام (تلك عشرة كاملة) كمالها كمال الاضحية (ث) اي استكملت ثواب الهدي (ذلك لمن لم‏يكن اهله حاضري المسجد الحرام) مادون الاوقات (ث) من كل جانب ثمانية عشر ميلاً فلامتعة عليهم  (ث) (و اتقوا اللّه و اعلموا انّ اللّه شديد العقاب  196).

(الحج) من باب الاتساع و معناه اشهر الحج (اشهر معلومات) شوال و ذوالقعدة و ذوالحجة (ث) (فمن فرض) علي نفسه (فيهن الحج) بالاشعار و التلبية و التقليد (ث) (فلا) جزاء (رفث) بالفتح علي السواد و قرأ (ث) و (و) بالرفع و التنوين (هـ) خبر بمعني النهي (يم) جماع (ث) (و لافسوق) علي القراءتين المذكورتين (هـ) كذب (ث) الفسوق الكذب و استدل الصادق۷ باية ان جاءكم فاسق و هذا الاستدلال منه۷ينبئ بان العدالة المرادة في الراوي عدالة اللسان اي التحرز عن الكذب فاحفظه فانه جيّد (يم) (و لاجدال في الحج) قول لاواللّه و بلي‏واللّه (ث)([۱۱۰])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۶۵ *»

(و ماتفعلوا من خير يعلمه اللّه و تزوّدوا) كمايتزود الحاج (يم) (فانّ خير الزاد التقوي و اتقون )علي السواد و قرأ (و) في الوصل و اتقوني (يا اولي الالباب  197) فاولوا الالباب يتقون و هم اهل التقوي و المغفرة (يم).

(ليس عليكم جناح) حرج (ان‏تبتغوا) هو اذن بالتجارة (ث) (فضلاً )ان‏تطلبوا المغفرة (ث) روي اذا احلّ الرجل من احرامه و قضي نسكه فليشتر و ليبع في الموسم (من ربكم) امامكم (يم) (فاذا افضتم) دفعتم (من عرفات) عرفات غيرمنصرف (هـ) روي سميت العرفات لان ادم اعترف بذنبه هناك و روي نُعت له فلمّاابصره عرفه و روي ان ادم و حواء التقيا فيه و تعارفا (فاذكروا اللّه عند المشعرالحرام و اذكروه كما) نعت مصدر محذوف (ل) (هديكم و ان) ما (يم) (كنتم من قبله لمن) الاّ (يم) (الضالّين  198).([111])

(ثم افيضوا من حيث افاض الناس) رسول اللّه۹ (ث) الائمة: (ث) الانبياء: (ث) روي في الاية تقديم و تأخير و تقديره ان‏تبتغوا فضلاً من ربكم ثم

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۶۶ *»

افيضوا من حيث افاض الناس فاذا افضتم من عرفات فاذكروا اللّه (هـ) و روي نحن الناس و شيعتنا اشباه الناس لقوله فمن تبعني فانه مني و النسناس هم السواد الاعظم ثم قال ان هم الاّ كالانعام الاية (و استغفروا اللّه انّ اللّه غفور رحيم  199).

(فاذا قضيتم) فرغتم من (مناسككم) جمع منسك و هو مصدر (فاذكروا اللّه) ولي (يم) بنشر فضائل علي۷ (يم)([۱۱۲]) (كذكركم) نعت مصدر محذوف (ل) (اباءكم) كماتعدّون مفاخر ابائكم (ث) كان من قول اهل الجاهلية كلاّ وابيك بلي وابيك فامروا ان‏يقولوا لا واللّه بلي واللّه و كانوا يفتخرون بابائهم فنزلت فيهم (ث) (او

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۶۷ *»

اشد) مصدر (هـ) عطف علي ذكركم (ل) (ذكراً) تمييز (فمن الناس) يتعلق بمايتعلق به له (من يقول ربنا اتنا في الدنيا و ماله) خبر (في الاخرة) يتعلق بمايتعلق به له و هو حال (من خلاق  200) نصيب (هـ) مبتدأ.

(و منهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة) السعة و حسن الخلق (ث) منها المرأة الصالحة (ث) (و في الاخرة حسنة) رضوان اللّه و الجنة (ث) الحوراء  (ث) (و قنا عذاب النار  201) المرأة السوء (ث).

(اولئك) الداعون (لهم نصيب مماكسبوا) و اما الذين لهم خير مماكسبوا فهم الذين قالوا ربنا اتنا في الاخرة جميع ماتعطينا من الحسنات و اجعلنا خالصين لك فاولئك لهم جزاء الضعف بماعملوا و اما الذين لهم الجزاء بغير حساب فهم الذين قالوا ربنا ارزقنا لقاك لا سواك (يم) (و اللّه سريع الحساب  202) يحاسب الخلق دفعة كمايرزقهم دفعة (ث).

(و اذكروا اللّه في ايام معدودات) ايام التشريق (ث) (فمن تعجل) الي الموت (ث) (في يومين) بعد زوال الشمس الثاني (ث) (فلا اثم عليه) لاذنب عليه (ث) (و من تأخر) الي الثالث الي نصف النهار (ث) لم‏يمت (ث) (فلا اثم عليه) الاية مخصوصة بالشيعة (ث) روي في قوله فمن تعجل الاية انتم واللّه هم انّ رسول اللّه۹ قال لايثبت علي ولاية علي۷ الاّ المتقون روي في قوله فمن تعجل في يومين الاية فلوسكت لم‏يبق احد الاّ تعجل ولكنه قال و من تأخر فلااثم عليه (هـ) و دل الحديث علي حجية مفهوم الشرط فان معني من تعجل في يومين فلااثم عليه انّ من لم‏يتعجل فعليه اثم (يم)([۱۱۳])(لمن اتقي) اي ذلك لمن اتقي (هـ) الكبائر (ث) ماحرّم

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۶۸ *»

اللّه في احرامه (ث) الصيد اي من اتقي الصيد فلااثم عليه ان‏يتعجل و الاتقاء الي النفر الاخير و مابقي من احرامه و من لم‏يتقها فلايجوز له النفر في الاولي (ث) الكبر و اعظم الكبر غمص الحق و سفه الحق و هو ان‏يجهل الحق و يطعن علي اهله من فعل ذلك نازع اللّه رداءه (ث) (و اتقوا اللّه )ولي (يم) (و اعلموا انّكم اليه تحشرون  203 )تجمعون.

(و من الناس من يعجبك قوله في الحيوة الدنيا) فلان و فلان (ث) (و يشهد اللّه علي مافي قلبه و هو الدّ) شديد الخصومة (الخصام  204) جمع الخصم او مصدر.

(و اذا تولّي) صار والياً (يم)([۱۱۴]) القمي: نزلت في الثاني (سعي في الارض) في العلم و الكتاب (يم) (ليفسد) لان‏يفسد (فيها و يهلك الحرث) الدين (ث) الزرع (و النسل) الذرية (ث) الناس (ث) بظلمه و سوء سيرته (ث) من باطنه اذا تولّي يعني صار خليفة و والياً سعي في الارض ارض الاسلام ليفسد فيها علي النبي۹مااسّس و يهلك الدين او الشيعة و النسل و الذرية الطاهرة و اللّه لايحب الفساد (يم) (و اللّه لايحب الفساد  205).([115])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۷۰ *»

(و اذا قيل له اتّق اللّه) ولي (يم) (اخذته) الزمته (العزّة بالاثم فحسبه جهنم و لبئس المهاد  206).

(و من الناس من يشري) يبذل (ق) يبيع (نفسه ابتغاء) مفعول‏له (مرضات اللّه) ولي (هـ) هو الرجل يقتل علي الامر بالمعروف و النهي عن المنكر  (ث) نزل و من الناس الاية في علي۷ حين بات علي فراش رسول اللّه۹  (ث) في حديث طويل شريف ماحاصله معاشر عباد اللّه عليكم بخدمة من اكرمه اللّه بعد محمّد۹ علي۷ و موالاة اوليائه و معاداة اعدائه و قضاء حقوق اخوانكم الذين هم في موالاة اوليائه و معاداة اعدائه شركاؤكم ثم يذكر كيفية مغفرة الشيعي الذي لاحسنة له ابداً بثواب نفس من انفاس علي۷ ليلة المبيت.

(و اللّه) ولي اللّه او رسول اللّه (يم)([۱۱۶]) (رءوف بالعباد  207) اي اللّه يرأف بهم (يم).([۱۱۷])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۷۱ *»

(ياايها الذين امنوا ادخلوا في السلم) بالفتح علي السواد و هو قراءة الحرميين و (س) و بالكسر علي الحمرة و هي قراءة الباقين (هـ) في الولاية (ث) امروا بمعرفة ال‏محمّد: (ث) الائمة: باب السلم (ث) (كافّة) حال (هـ) جميعاً (هـ) و من معانيه كافة السلم اي التسليم التام (يم) (و لاتتّبعوا) غير علي۷ (ث) (خطوات) بضمتين علي قراءة السواد و هي قراءة (ر) و (س) و قنبل و حفص و بالسكون علي قراءة الباقين (هـ) ولاية فلان و فلان (ث) اثار (الشيطان) الثاني (يم)([۱۱۸]) (انه لكم) حال من عدو (عدوّ مبين  208).

(فان زللتم) عن الولاية (يم) عدلتم عن الطريق (هـ) الزلّة الزوال عن الاستقامة (من بعد ماجاءتكم البينات) في حق علي۷ (يم) المعجزات علي يد النبي۹

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۷۲ *»

و الولي۷ (يم)([۱۱۹]) (فاعلموا انّ اللّه عزيز حكيم  209).

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۷۳ *»

(هل ينظرون) لاينتظرون (الاّ ان‏يأتيهم اللّه) امر اللّه (ث) (في ظلل )جمع ظلة (ز) (من الغمام) صفة ظلل (و الملائكة) و رسول اللّه۹ امامه بيده حربة من نور (ث) و روي انه يوم القيمة (ث) و هو الوقت المعلوم لقتل ابليس (ث) و روي نزلت يأتيهم اللّه بالملائكة في ظلل من الغمام و روي عن ابي‏جعفر۷ في الاية ينزل في سبع قباب من نور لايعلم في ايّها هو حين ينزل في ظهر الكوفة فهذا حين ينزل و في رواية تصريح بانه القائم۷ و الملائكة ملائكة بدر و قضي الامر الوسم علي الخرطوم يوم يوسم الكافر (و قضي الامر) فرغ من الامر (هـ) الوسم علي الخرطوم  (ث) (و الي اللّه) ولي (يم) (ترجع) علي صيغة الفاعل عند القارين بالحمرة و هم (ر) و (ح) و (س) و علي صيغة المفعول عند الباقين (الامور  210).

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۷۴ *»

(سل بني‏اسرائيل) سل بني‏علي۷ عن الحجج و البراهين في ولايتهم (يم)([۱۲۰]) (كم) مفعول ثان لـ اتينا و تقدم لتضمنه معني الاستفهام (هـ) هذه الجملة مفعول ثان لـ سل (اتيناهم من اية بينة) في حقّية علي و اولاده: (يم) فقداتيناك اضعاف مااتينا موسي من البينات و هم يصدقون موسي بالتسع البينات فكيف لايصدقونك مع الف بينة و يزلّون عن طريق تصديق بك (يم) فمنهم من امن و منهم من جحد و منهم من اقرّ و منهم من بدّل (ث).

(و من يبدّل نعمة اللّه) ولاية علي۷ (يم)([۱۲۱]) (من بعد ما) مصدرية (جاءته) من عند اللّه (يم) (فانّ اللّه شديد العقاب  211).

(زيّن للذين كفروا) بعلي۷ (يم) (الحيوة الدنيا) صفة (هـ) ولاية

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۷۵ *»

الاول (يم) (و يسخرون) يهزءون (من الذين امنوا) بعلي۷ (يم)([۱۲۲]) (و

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۷۶ *»

الذين اتقوا )عن ولاية الاول (يم) (فوقهم يوم القيمة)([۱۲۳]) (و اللّه يرزق من يشاء بغير) حال (حساب ۲۱۲).

(كان الناس امة واحدة) كانوا ضلاّلاً (ث) قبل نوح (ث) علي فطرة اللّه لامهتدين و لاضالّين (ث) روي كانوا ضلاّلاً لامؤمنين و لاكافرين و لامشركين (هـ) في

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۷۷ *»

رواية كانوا ضلاّلاً و في رواية نفيه و لااختلاف فانّه يريد من الضلالة عدم الاهتداء كقوله لئن لم‏يهدني ربي لاكوننّ من القوم الضالّين و اما نفيه فيريد بالضلال مايوجب الهلاك اي العدول عن الطريق عمداً و عصياناً حتي يضلّ (يم) (فبعث اللّه) بدا للّه  (ث) (النبيين مبشّرين) حال (و منذرين و انزل معهم الكتاب بالحق) حال (هـ) (ليحكم) اللّه (بين الناس) في الغيب علياً۷ ليحكم علي۷ بلسانهم بين الناس (يم) (فيمااختلفوا فيه) اختلفوا في الولاية (يم).

(و مااختلف فيه) في امر الولاية (يم) (الاّ الذين اوتوه) الكتاب (يم) (من بعد ماجاءتهم البينات) المعجزات (يم)([۱۲۴]) (بغياً) مفعول‏له اي مااختلفوا الاّ

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۷۸ *»

للبغي (هـ) او مصدر وقع في موضع الحال (بينهم فهدي اللّه الذين امنوا) بالولي (يم) هديهم بايمانهم و ايمانهم من حيث انفسهم انفعال و من حيث الرب فعل اللّه و ذلك سرّ سارٍ في جميع الخلق (يم) (لما) للذي و يتعلق بـ هدي (اختلفوا فيه من الحق) حال من الموصول (هـ) من الولاية (يم)([۱۲۵]) (باذنه) يتعلق بـ هدي. (و اللّه يهدي من يشاء الي صراط مستقيم  213) الولاية (يم).([۱۲۶])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۷۹ *»

(ام حسبتم) بل أحسبتم (ان‏تدخلوا) مفعول يقوم مقام المفعولين (ل) (الجنة و لمّايأتكم) حال (مثل الذين خلوا من قبلكم) قد (مسّتهم) حال (البأساء) الحرب (هـ) الفقر (و الضرّاء) المرض (و زلزلوا) ازعجوا (هـ) قرأ ابوعبداللّه۷زلزلوا ثم زلزلوا حتي يقول الرسول (حتي يقول) بالنصب علي السواد و قرأ (ن) يقول بالضم (الرسول و الذين امنوا معه) الاولياء (يم)([۱۲۷]) (متي) خبر (نصر اللّه) مبتدأ (الا انّ نصر اللّه) القائم۷ (يم) (قريب  214).([128])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۸۰ *»

(يسألونك ماذا) اي شي‏ء (ينفقون قل ما) الذي (هـ) اسم شرط و مبتدأ (انفقتم من خير) حال (فللوالدين) فهو للوالدين (هـ) لمحمد و علي۸ (يم) و الجملة خبر ما (و الاقربين) ال‏محمد: (يم) (و اليتامي و المساكين) هم اصناف الشيعة (يم) (و ابن‏السبيل) سألوا عماينفقون فاجاب ماانفقتم من خير فللوالدين فبين انّ ماينفقون هو الخير اي كل خير نفقة و لاينبغي السؤال عنه و انما الاشتباه في المصرف فابان عنه و يحتمل ان‏يكون الكلام قدتمّ علي قوله خير اي كل ماانفقتم من خير فهو جائز و يكون فللوالدين اول الكلام و حذف شرطه بقرينة قبله و بعده اي ان انفقتم فاجعلوا للوالدين (يم) و يمكن ان‏يكون في الجمع تقديم و تأخير لقوله بعد يسألونك ماذا ينفقون قل العفو فلاتغفل (يم)([۱۲۹]) (و ما) اسم شرط في محل

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۸۱ *»

النصب ببعده (تفعلوا من خير فانّ اللّه) جزاء (به عليم  215).

(كتب عليكم القتال و هو كره) مكروه (لكم و عسي) تامّة (ان‏تكرهوا )فاعل عسي (شيئاً و هو) حال (خير لكم و عسي) تامّة (ان‏تحبّوا) فاعل عسي (شيئاً و هو) حال (شر لكم و اللّه يعلم و انتم لاتعلمون  216).

(يسألونك عن الشهر الحرام) الحسين۷(يم)([۱۳۰]) (قتال فيه) بدل (هـ)

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۸۲ *»

(قل قتال) مبتدأ (هـ) قتل الحسين۷ في محرّم (يم) قوله قتال فيه تنكير المبتدأ يفيد علي انّه قتال واحد خاص و هو قتال الحسين۷ في الشهر الحرام (يم) (فيه كبير )خبر (و صدّ) ولكن صرف (يم) مبتدأ او خبر بعد خبر (هـ) الذي يظهر من الخبر صدّ مبتدأ (يم)([۱۳۱]) (عن سبيل اللّه) عن علي۷ (يم)([۱۳۲]) (و كفرٌ) عطف علي صدّ و

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۸۳ *»

مبتدأ او خبر بعد خبر (به) بمحمد۹ (يم) (و المسجد الحرام) عطف علي الضمير (هـ) و الخلافة (يم) كفر به علي فرض كونه خبراً بعد خبر اي كفر بالشهر و المسجد لانهما نعمتان عظيمتان و هتك حرمتهما كفر بنعمتهما و علي فرض كونه مبتدأ اي الكفر بالشهر و المسجد او الكفر باللّه و المسجد  (يم)([۱۳۳]) (و اخراج اهله) غصب

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۸۴ *»

الخلافة (يم) (منه) من المسجد (اكبر) خبر (عند اللّه و الفتنة) الكفر (ق) غصب الخلافة (يم) (اكبر من القتل)([۱۳۴]) (و لايزالون يقاتلونكم حتي يردّوكم

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۸۵ *»

عن دينكم) امامكم (يم)([۱۳۵]) (ان استطاعوا و من يرتدد منكم عن دينه فيمت و هو كافر) بامامه (يم) اشترط الموت علي الكفر فمن ارتد ثم تاب ليس كذلك (يم) (فاولئك حبطت اعمالهم في الدنيا و الاخرة و اولئك اصحاب النار) الثاني (يم) (هم فيها خالدون۲۱۷).([۱۳۶])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۸۷ *»

(انّ الذين امنوا) بالولي (يم) (و الذين هاجروا) العدوّ (يم)([۱۳۷]) (و جاهدوا في سبيل اللّه) في الولاية (يم) الشيعة (هـ)([۱۳۸]) (اولئك يرجون) تبيّن من هذه الاية الشريفة انّ الرجاء الصادق لايتحقق الاّ بالعمل و الهجرة و الجهاد في سبيل اللّه و اما مايدعي المدعي من الرجاء من غير عمل فهو كذب و انما هو التمني فتدبر (يم) (رحمة اللّه) ولي (يم)([۱۳۹]) (و اللّه غفور رحيم  218).

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۸۸ *»

(يسألونك عن الخمر) الثاني (يم) (و الميسر) الثالث (يم) القمار (ث) (قل فيهما اثم) الاول (يم)([۱۴۰]) (كبير) و قرأ (ح) و (س) كثير بالثاء المثلثة (هـ) روي

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۸۹ *»

مابعث اللّه نبياً الاّ بتحريم الخمر و ان‏يقرّ لله بالبداء روي كلّ ماقومر به فهو الميسر و كل

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۹۰ *»

مسكر حرام و روي كلّ ماالهي عن ذكر اللّه فهو من الميسر (و منافع للناس) للشيعة الذين لايطيقون مرّ الحق (يم) من جهة الهدنة الواقعة (يم)([۱۴۱]) (و اثمهما اكبر من نفعهما و يسألونك ماذا) اي شي‏ء (ينفقون قل العفو) بسكون الفاء و فتح الواو علي قراءة السواد و ضم الواو علي قراءة (و) الوسط من غير اسراف و لا اقتار  (ث) او مافضل عن قوت السنة (ث) (كذلك يبيّن اللّه لكم الايات) قوله كذلك الاية اي هكذا يبيّن فيكنّي عن اشخاص بالفاظ حتي لايفهم الرقيب و يفهم القريب او كمابيّن لكم امر الخمر و الميسر يبيّن بعد ذلك امر الايات (يم) (لعلكم تتفكرون  219).

(في الدنيا) عامله يبين او تتفكرون (هـ) في الاول (يم) (و الاخرة) و في علي۷(يم) في الدنيا و الاخرة اما حال عن الايات او عن يبيّن او عن تتفكّرون (يم)([۱۴۲])(و يسألونك عن اليتمي) الشيعة المنقطعين (يم)([۱۴۳]) (قل اصلاح لهم

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۹۲ *»

خير)مداخلتهم لاصلاحهم خير من مجانبتهم (ث) (و ان‏تخالطوهم) في النفقة (ث) (فاخوانكم) فهم اخوانكم (و اللّه يعلم المفسد من المصلح و لو شاء اللّه لاعنتكم) حملكم علي المشقة (انّ اللّه عزيز حكيم  220).

(و لاتنكحوا) ناسخة لقوله و المحصنات من الذين اوتوا الكتاب (ق) (المشركات حتي) ان (يؤمنّ و لأمة مؤمنة خير من مشركة) مفعول‏به (و لو اعجبتكم) المشركة لأمة مؤمنة خير منها (و لاتنكحوا المشركين حتي يؤمنوا و لعبد مؤمن خير من مشرك و لو اعجبكم اولئك) ائمة الضلال (يم) (يدعون الي النار) الي الاول (يم) (و اللّه) ولي (يم) (يدعو الي الجنة) الي علي۷  (يم)([۱۴۴]) (و المغفرة باذنه) عامله يدعو (و يبيّن اياته للناس لعلهم

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۹۳ *»

يتذكرون  221).

(و يسألونك عن المحيض) مصدر كالحيض (قل هو اذي فاعتزلوا النساء في المحيض و لاتقربوهن حتي يطهرن) بالتخفيف علي السواد و قرأ (ح)

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۹۴ *»

و (س) و ابوبكر يطّهّرن بالتشديدين (فاذا تطهرن) بين قوله يطهرن و تطهرن فرجة  (يم)([۱۴۵]) (فأتوهن من حيث امركم اللّه) لطلب الولد (ث) (انّ اللّه يحب التوّابين) روي لولا انكم تذنبون فتستغفرون اللّه لخلق اللّه خلقاً حتي يذنبوا ثم يستغفروا اللّه فيغفر لهم انّ المؤمن مفتّن توّاب (هـ) روي انّ اللّه يحب العبد المفتن التواب و من لايكون ذلك منه كان افضل (و يحبّ المتطهّرين  222) منه الاستنجاء (يم).

(نساؤكم حرث) ذات حرث اي محل حرث (لكم فأتوا حرثكم انّي)عامله فأتوا و معناه متي و اين و كيف (شئتم) متي شئتم (ث) من خلف او قدام  (ث) و روي حيث شاء (و قدّموا لانفسكم) منه ذكر اللّه عند الجماع (يم)([۱۴۶])(و اتقوا اللّه و اعلموا انّكم ملاقوه و بشّر المؤمنين) بملاقات اللّه المصدّقين بها (يم)([۱۴۷]) (و لاتجعلوا اللّه عرضة) عدة  (هـ) اي معروضة (ز) (لايمانكم) اي لاتحلفوا باللّه صادقين و لاكاذبين (ث) روي اذا دعيت لتصلح بين اثنين فلاتقل علي يمين ان لاافعل و روي يعني الرجل يحلف ان لايكلّم اخاه و مااشبه ذلك او لايكلّم امّه (ان‏تبرّوا و تتقوا و تصلحوا بين الناس) اي انهاكم ارادة ان‏تبروا (ز) او لان‏تبروا

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۹۵ *»

(هـ) او كراهة ان‏تبروا و هذا اولي للخبر (يم)([۱۴۸]) (و اللّه سميع عليم  224).

(لايؤاخذكم اللّه باللغو) ما لافائدة فيه (في ايمانكم) حال (هـ) كقول الرجل لا واللّه و بلي واللّه (ث) (ولكن يؤاخذكم بما) موصول (كسبت قلوبكم )قوله ولكن يؤاخذكم بماكسبت قلوبكم مطلق فلااختصاص له باليمين (يم) (و اللّه غفور حليم۲۲۵).

(للذين يؤلون من نسائهم) يحلفون علي ترك الوطي اي يحلفون ان‏يعتزلوا من نسائهم (هـ) نظم الاية بمناسبة الحلف (يم) (تربّص اربعة اشهر) و هو غاية صبر المرأة عن الرجل (فان فاءوا) رجعوا (ث) (فانّ اللّه غفور رحيم  226) اي يعفو عنهم.

(و ان عزموا الطلاق) عقدوا علي الطلاق (فانّ اللّه سميع عليم  227 )خصّ هذا الاسم لانّ الطلاق يحتاج الي شاهد (يم)([۱۴۹]) (و المطلّقات) نظم الاية بمناسبة الطلاق السابق (يم) (يتربّصن) ينتظرن (بانفسهن ثلثة قروء) اطهار (ث) (و لايحلّ لهن ان‏يكتمن ماخلق اللّه في ارحامهن ان كنّ يؤمنّ باللّه)

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۹۶ *»

جوابه محذوف اي لايكتمن (و اليوم الاخر و بعولتهن احقّ بردّهن في ذلك) في زمان التربص (ز) (ان) جوابه محذوف بالقرينة (ارادوا اصلاحاً) فبعولتهن احقّ (و لهن مثل الذي عليهن) من الحق (بالمعروف) حال (و للرجال عليهن درجة و اللّه عزيز حكيم۲۲۸).

(الطلاق مرّتان فامساك بمعروف) رجوع (هـ) يعني عقيب ذلك فالواجب امساك (او تسريح باحسان) اي اطلاق و المراد ان‏تترك المعتدة حتي تبين بانقضاء العدة (ث) (و لايحلّ لكم ان‏تأخذوا مما اتيتموهن شيئاً الاّ) منقطع (ان‏يخافا) بفتح الياء علي السواد و بضمها علي قراءة (ح) (هـ) مفعول‏له (هـ) الزوجان  (يم) (الاّيقيما) مفعول يخافا (حدود اللّه فان خفتم) ايها الحكام (يم) (الاّيقيما حدود اللّه فلاجناح) لاحرج (عليهما فيماافتدت به تلك حدود اللّه فلاتعتدوها و من يتعدّ حدود اللّه فاولئك هم الظالمون  229).

(فان طلّقها) في الثالثة (ث) (فلاتحلّ له من بعد حتي تنكح )لايتمتع  (ث) (زوجاً غيره) سواء كان حرّاً او عبداً (ث) يستفاد من قوله حتي تنكح زوجاً الزواج و الدخول فانّه قال حتي تنكح زوجاً و لم‏يقل حتي تنكح رجلاً (يم) (فان طلّقها) الزوج الثاني و دلّت علي انه لايجزي تمتع الثاني بها فانّه يقول فان طلقها (ث) (فلاجناح عليهما) في (ان‏يتراجعا) الزوج الاول و المرأة (هـ) الي النكاح (ان ظنّا ان‏يقيما )مفعول (حدود اللّه و تلك حدود اللّه يبيّنها لقوم يعلمون  230)بعد التذكير و التبيين (يم) او المعني يبيّنها لال‏محمّد: حتي يبينوا للخلق (يم).([۱۵۰])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۹۷ *»

(و اذا طلّقتم النساء فبلغن) قاربن (اجلهن) الاجل امر مضروب بحسب تعيين الضارب فلعلّ المراد منه اخر وقت يمكن فيه الرجوع (يم) (فأمسكوهن بمعروف او سرّحوهن بمعروف و لاتمسكوهن ضراراً) ان‏يراجعها لابنيّة الامساك (ث) ضرار مصدر ضرّ و هو ضد النفع و الضرر الضيق (يم) مصدر (هـ) حال (هـ) او مفعول‏له (ل) (لتعتدوا) لتظلموا (و من يفعل ذلك فقدظلم نفسه و لاتتخذوا ايات اللّه) ال‏محمد: (يم) (هزواً) روي من قرأ القرءان من هذه الامة ثم دخل النار فهو ممن كان يتخذ ايات اللّه هزواً (هـ)([۱۵۱]) (و اذكروا نعمة اللّه عليكم) بالولاية (يم) (و ما) موصول (انزل عليكم من الكتاب) حال (و الحكمة يعظكم به) حال (و اتقوا اللّه و اعلموا انّ اللّه بكل شي‏ء عليم  231).

(و اذا طلّقتم النساء فبلغن اجلهن فلاتعضلوهن) لاتحبسوهن (ق) (ان )من ان (ينكحن ازواجهن اذا تراضوا) رضيت المرأة بالتزويج بالحلال (ق) (بينهم بالمعروف ذلك) خطاب الي النبي۹ (يوعظ به من كان منكم) حال عامله بعده (يؤمن باللّه و اليوم الاخر ذلكم) خطاب الي المكلفين (ازكي لكم و اطهر و اللّه يعلم و انتم لاتعلمون  232).

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۹۸ *»

(و الوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين) نظم الاية لاجل مناسبة النساء و من المطلقات حوامل و يضعن و يحتجن الي الرضاع فبيّن حكمهن (يم) (لمن اراد ان‏يتمّ الرضاعة و علي) تعطيف (المولودله) الوالد (يم) (رزقهن و كسوتهن بالمعروف) روي ليس لها ان‏تأخذ في رضاعه فوق الحولين و روي لايحل للوارث ان‏يضار امّ الولد في النفقة فيضيق عليها (لاتكلّف نفس الاّ وسعها لاتضارّ)بالنصب علي السواد و قرأ (ث) و (و) لاتضار بالرفع (هـ) هي عامّ (يم)([۱۵۲]) (والدة بولدها) بسبب (هـ) ترك جماعها خوف العلوق (ث) (و لامولودله بولده) و لاتمنعه المرأة عن نفسها لخوف العلوق (ث) (و علي الوارث مثل ذلك) اي لايضار بالصبي و لايضار امّه (ث) في النفقة (ث) (فان ارادا فصالاً) فطاماً (ث) قبل الحولين (ث) (عن تراض) حال (منهما و تشاور فلاجناح عليهما و ان اردتم ان‏تسترضعوا اولادكم) لاولادكم (فلاجناح عليكم اذا سلّمتم مااتيتم )بالهمزة بعدها الالف علي السواد و قرأ (ث) ماأتيتم بفتح الهمزة (بالمعروف) عامله اتيتم او سلّمتم (و اتقوا اللّه و اعلموا انّ اللّه بماتعملون بصير  233).

(و الذين) مبتدأ (هـ) (يتوفّون) نظم الاية بمناسبة الطلاق السابق و ذكر الاجال و العدد و روي انها ناسخة لقوله متاعاً الي الحول غير اخراج (يم) (منكم )حال (و يذرون ازواجاً يتربّصن) خبر (هـ) ازواجهم (بانفسهن اربعة اشهر و عشراً )عشر ليال (هـ) سواء كانت حرّة او امة متعة كان النكاح او تزويجاً او ملك يمين  (ث) (فاذا بلغن اجلهن فلاجناح عليكم فيمافعلن في انفسهن بالمعروف) قوله فلاجناح عليكم فيما فعلن مفهومه اذا لم‏يبلغن اجلهن و تزوّجن

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۹۹ *»

فعليكم جناح و انما ذلك لعدم جواز تقرير الاثم علي المطّلعين فتدبر (يم) (و اللّه بماتعملون خبير  234).

(و لاجناح عليكم فيما) حال (عرّضتم به) من غير تصريح (من خطبة )حال (النساء) المعتدّات (او اكننتم في انفسكم) لمّابيّن خروج النساء عن العدد و بيّن امر الطلاق و الوفاة و رخّصن ان‏يفعلن في انفسهن ماشئن ابتدأ بحكم الزوج الجديد (يم) (علم اللّه انّكم ستذكرونهن ولكن  لاتواعدوهن سرّاً) كان يواعدها موضعاً (ث) بالقول القبيح (ث) سراً اي علي سرّ او حال اي متسارين (ل) (الاّ ان‏تقولوا)بدل سراً (قولاً معروفاً) هو التعرض للنكاح (ث) (و لاتعزموا )علي (عقدة النكاح)اي لاتنكحوا (حتي يبلغ الكتاب) مافرض من العدة (اجله و اعلموا انّ اللّه يعلم مافي انفسكم فاحذروه و اعلموا انّ اللّه غفور حليم  235).

(لاجناح) من مهر او وزر (ص) (عليكم ان) جوابه محذوف (طلّقتم النساء) فلاجناح عليكم (مالم‏تمسّوهن) علي السواد و قرأ (ح) و (س) تماسوهن بضم التاء و الالف بعد الميم (او) لم (تفرضوا) الاّ ان‏تفرضوا (ص) (لهن فريضة) مهراً (ث) (و متّعوهن) اي اللاتي لم‏تفرضوا لهن (ث) بخادم او كسوة او رزق (ث) (علي الموسع) من يكون في سعة (قدره) بفتحتين و قرأ (ح) و (س) بسكون الدال (و علي المقتر) من يكون في ضيق (قدره) بفتحتين و قرأ (ح) و (س) بسكون الدال (هـ) بحنطة او زبيب (ث) (متاعاً) حال او مصدر (بالمعروف حقاً) حال (علي المحسنين  236).

(و ان طلّقتموهن من قبل ان‏تمسّوهن و قدفرضتم لهن فريضة فنصف) فعليكم نصف (مافرضتم الاّ ان‏يعفون او) ان (يعفو) يعفو عن بعضه (ث) (الذي بيده عقدة النكاح) هو الولي (ث) و روي الاب و الاخ و الرجل يوصي اليه و الذي يجوز امره في مال المرأة (و ان‏تعفوا اقرب للتقوي و لاتنسوا الفضل بينكم انّ اللّه بماتعملون بصير  237).

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۰۰ *»

(حافظوا) لما قال ان الله بماتعملون بصير تخلص الي افضل الاعمال و اشرفها فقال حافظوا الاية ثم رجع بعدها الي ماكان فيه من ذكر الرجال و النساء (يم) (علي الصلوات) رسول الله۹ و فاطمة و الحسنان (ث) (و الصلوة الوسطي) الظهر (ث) اميرالمؤمنين (ث) و عن الائمة: بعد الوسطي و صلوة العصر و كذا نزلت (و قوموا للّه قانتين  238) مطيعين (ث) راغبين (هـ) و روي مقبلين و روي طائعين للائمة و روي انه بمعني الدعاء حال القيام([۱۵۳])

(فان خفتم فرجالاً) حال (هـ) فصلّوا رجالاً (او ركباناً فاذا امنتم فاذكروا اللّه كما) مصدرية او موصولة او موصوفة (ز) (علّمكم مالم‏تكونوا) مفعول ثان (تعلمون  239).

(و الذين) مبتدأ (ل) (يتوفّون منكم) حال (هـ) هذه الاية منسوخة بقوله يتربصن بانفسهن اربعة اشهر و عشراً و باية الميراث انه الربع و الثمن (ث) (و يذرون ازواجاً وصية) ليوصوا (هـ) خبر (ل) و قرأ القارون بالحمرة و هم الحرميان و (س) وصية علي الرفع (لازواجهم) و متعوهن (متاعاً الي الحول غير) حال (اخراج) بدل او مصدر مؤكد كقولك هذا القول غير ماتقول (ز) اي غير مخرجات اخراجاً (فان خرجن فلاجناح عليكم فيمافعلن في انفسهن من معروف و اللّه عزيز حكيم۲۴۰).

(و للمطلّقات متاع بالمعروف حقاً) يحق حقاً (ل) بعد ماتنقضي عدتها (ث)

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۰۱ *»

الموسع يمتع بالعبد و الامة و المقتر بالحنطة و الزبيب و الثوب و الدراهم (ث) (علي المتقين ۲۴۱) وصف الممتعين بالاحسان سابقاً و بالتقوي هنا (يم) (كذلك يبيّن اللّه لكم اياته لعلكم تعقلون ۲۴۲).

(الم‏تر الي الذين خرجوا من ديارهم) من اهل المدينة من مدائن الشام (ث) لماذكر الايات تخلص الي اية عجيبة تدل علي امر القيمة و النشر (يم) قوله الم‏تر ان كان المراد الخطاب الي النبي۹ فالوجه انه شاهد خلق السموات و الارض و ان كان المراد غيره فالمراد الم‏تعلم من جهة التواريخ و الاخبار (يم) (و هم الوف) كانوا سبعين الفاً (ث) (حذر) مفعول له (الموت) الطاعون (ث) (فقال لهم اللّه موتوا ثم احياهم) بدعاء حزقيل النبي علي نبينا و اله و عليه السلام (ث) ردهم الله حتي سكنوا الدور و اكلوا الطعام و نكحوا النساء و لبثوا بذلك ماشاء الله ثم ماتوا باجالهم (ث) (ان اللّه لذو فضل علي الناس و لكنّ اكثر الناس لايشكرون  243).

(و قاتلوا) لماذكر قدرته علي احياء الموتي امر بالقتال لاسيما ان الشهداء احياء سيرجعون (يم) (في سبيل اللّه) ولي (يم) فان الله يحييكم حيوة طيبة في الرجعة (يم) (و اعلموا انّ اللّه سميع عليم  244).

(من) مبتدأ (ل) (ذا) خبر (ل) (الذي) نعت (ل) او بدل (ل) (يقرض اللّه) في صلة الامام (ث) ثم لماكان الجهاد لايمكن الاّ بجهاز عقبه بذكر الانفاق (يم) (قرضاً )اسم مصدر اي اقراضاً (ل) (حسناً يضاعفه) بفتح الفاء علي قراءة (ص) و يضاعفه بضم الفاء علي قراءة الباقين و قرأ (ث) فيضعفه بالتشديد و ضم الفاء و (ر) فيضعفه بفتحه (له اضعافاً) حال (كثيرة) الكثير من الله لايحصي و ليس له منتهي (ث) (و اللّه يقبض) يمنع (ث) (و يبسط) يعطي (ث) (و اليه ترجعون  245).

(الم‏تر)لماذكر القتال و الانفاق عقّبهما بهذه القصة تحذيراً عن القعود (يم) (الي الملأ) الجماعة الاشراف (من بني‏اسرائيل) حال (من بعد) حال (موسي اذ قالوا لنبي لهم) ارميا (ث) اشموئيل (ث) (ابعث لنا ملكاً نقاتل)

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۰۲ *»

جواب الامر (في سبيل اللّه) ولي (يم) (قال هل عسيتم) بفتح السين علي قراءة القارين بالسواد و بكسرها علي قراءة القارئ بالحمرة و هو (ن) (ان كتب عليكم القتال الاّتقاتلوا) خبر عسي (قالوا و ما لنا) في (الاّنقاتل في سبيل اللّه) ولي (يم) يمكن ان‏يؤخذ ما بمعني ليس و لنا خبرها و ان لانقاتل اسمها فلاحاجة الي تقدير اي ليس لنا ان لانقاتل في سبيل الله و لايجوز علينا و يمكن ان‏تكون استفهامية (يم) (و قد) حال (اخرجنا من ديارنا و ابنائنا فلمّاكتب عليهم القتال تولّوا الاّ قليلاً )مستثني (هـ) ستين الفاً (ث) (منهم و اللّه عليم بالظالمين  246).

(و قال لهم نبيهم انّ اللّه قدبعث لكم طالوت) كان من سبط بنيامين (ث) (ملكاً) حال (هـ) يمكن ان يكون ملكاً مفعولاً ثانياً لبعث فان معني بعث جعل و لم‏يكن في نفسه ملكاً حتي يكون حالاً (يم) (قالوا انّي) من اين (هـ) خبر يكون (يكون له الملك) اسم يكون (علينا) و كان النبوة في بيت لاوي و الملك في ولد يوسف (ث) (و نحن) حال (احقّ بالملك منه و لم‏يؤت) حال (سعة من المال قال انّ اللّه اصطفيه عليكم و زاده بسطة في العلم و الجسم واللّه يؤتي ملكه من يشاء و اللّه واسع) ذوسعة (عليم  247).

(و قال لهم نبيهم انّ اية ملكه ان‏يأتيكم) خبر ان (التابوت) بمنزلة السلاح في ال‏محمد: (ث) (فيه) خبر (سكينة) مبتدأ (هـ) الجملة حالية (هـ) كان يخرج منه ريح لها وجه كوجه الانسان (ق) روي السكينة ريح من الجنة لها وجه كوجه الانسان و روي السكينة روح الله يتكلم كانوا اذا اختلفوا في شي‏ء اخبرهم (من ربكم و بقية) ذرية الانبياء (ث) (مما) صفة بقية (ترك ال‏موسي و ال‏هرون )كان فيه عصي موسي و الواح التورية التي تكسرت و طست يغسل فيه قلوب الانبياء (ث) و روي رضراض الالواح فيها و كان سعته ثلثة اذرع في ذراعين (ث) (تحمله الملائكة انّ في ذلك لاية لكم ان كنتم مؤمنين  248)

(فلمّافصل طالوت بالجنود قال انّ اللّه مبتليكم بنهر) مثل الدنيا (ث)

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۰۳ *»

ذلك النهر مثل للدنيا وصلنا اليها حين فصلنا من عالم الذر و ابتلينا به و نحن مكلفون بجهاد النفس (يم) (فمن شرب منه فليس مني) من حزب الله (ث) (و من لم‏يطعمه )يذقه (فانّه مني) بسكون الياء علي السواد و قرأ (ن) و (و) بفتح الياء (الاّ) الاستثناء من مضمر لم‏يطعمه اي فاعله فهو منقطع (ل) (من اغترف غرفة بيده) عامله اغترف (هـ) الذين لم‏يشربوا و لم‏يغترفوا ثلثمأة و ثلثة عشر رجلاً (ث) و روي هذا العدد من المغترفين و الذين لم‏يشربوا (فشربوا منه) ستين الفاً (ث) (الاّ قليلاً منهم فلمّاجاوزه هو و الذين امنوا معه قالوا) المغترفون (ث) (لاطاقة لنا اليوم بجالوت و جنوده قال الذين يظنون انّهم ملاقوا اللّه) ولي (يم) الذين لم‏يغترفوا (كم) خبرية مبتدأ (هـ) (من فئة) لايكون الفئة اقل من عشرة الاف (ث) (قليلة غلبت)خبر (فئة كثيرة باذن اللّه و اللّه مع الصابرين  249).

(و لمّابرزوا لجالوت و جنوده قالوا ربنا افرغ) صبّ (علينا صبراً و ثبّت اقدامنا و انصرنا علي القوم الكافرين  250).

(فهزموهم باذن اللّه و قتل داود) كان من ولد لاوي (هـ) كان مابين موسي و داود خمسمأة سنة و مابين داود و عيسي الف و خمسمأة سنة (ق) (جالوت و اتاه اللّه الملك و الحكمة و علّمه ممايشاء و لولا دفع اللّه الناس) و قرأ (ن) دفاع الله (بعضهم ببعض لفسدت الارض) عن ابي‏عبدالله۷ ان الله ليدفع بمن يصلي من شيعتنا عمن لايصلي من شيعتنا و لو اجتمعوا علي ترك الصلوة لهلكوا و كذا ذكر في الزكوة و الحج ثم قال و هو قول الله عزّوجلّ و لولا دفع الله الاية فوالله مانزلت الاّ فيكم و لاعني بها غيركم (هـ) و عن النبي۹ ان الله ليدفع بالمسلم الصالح نحو الف بيت من جيرانه البلاء ثم قرأ لولا دفع الله الاية (ولكنّ اللّه ذوفضل علي العالمين  251) هو رسول الله۹ رحمة للعالمين (يم).([۱۵۴])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۰۴ *»

(تلك ايات اللّه) ولي (يم) (نتلوها) حال (هـ) نقرؤها (عليك بالحق) بعلي۷(يم) (و انك لمن المرسلين  252).([155])

(تلك) اراد الجماعة (هـ) مبتدأ (ل) (الرسل) عطف بيان او صفة (ل) (فضّلنا بعضهم علي بعض) ذكر احوال الرسل و الذين من بعدهم و قتالهم بمناسبة قصة داود و جهاده مع جالوت و تخلصه بقوله انك لمن المرسلين و تخصيص و من بعده لانّ القصة قصة بني‏اسرائيل و يمكن ان‏يكون الاشارة الي انبياء بني‏اسرائيل  (يم) (منهم) خبر (ل) (من) مبتدأ (ل) (كلّم) كلمّه (اللّه و رفع بعضهم درجات) الي درجات (ل) حال عامله رفع و ذوه بعض او ظرف مكان (و اتينا عيسي بن مريم البينات و ايّدناه بروح القدس) جبرئيل (ث) هو روح النبوة (ث) جعل اللّه في الانبياء خمسة ارواح روح القدس و روح الايمان و روح القوة و روح الشهوة و روح البدن فبروح القدس بعثوا و بروح الايمان عبدوا اللّه و بروح القوة جاهدوا و بروح الشهوة اكلوا و نكحوا و بروح البدن دبّوا و درجوا الخبر (و لوشاء اللّه مااقتتل الذين) امة محمّد۹ (ث) (من بعدهم من بعد ماجاءتهم البيّنات)في امر علي۷ (يم) (ولكن اختلفوا) في علي۷ (يم) (فمنهم من امن )ال‏محمد و شيعتهم (ث) (و منهم من كفر) اعداؤهم (ث) (و لو شاء اللّه

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۰۵ *»

مااقتتلوا ولكنّ اللّه يفعل مايريد  253) للخلق بحسن اختيارهم او سوء اختيارهم (يم) فاذا وقع الاختلاف الذي اباحوا به الدماء فمن وافق منهم الانبياء فهو علي الحق و من خالف فهو علي الباطل و هو كافر (يم) عن الباقر۷ و في هذا مايستدل به علي انّ اصحاب محمد۹ قداختلفوا من بعده فمنهم من امن و منهم من كفر (هـ) عن علي۷في اصحاب الجمل و لماوقع الاختلاف كنا نحن اولي باللّه عزّوجلّ و بالنبي و بالكتاب و بالحق فنحن الذين امنوا و هم الذين كفروا و شاء اللّه قتالهم بمشيته و ارادته (هـ).([۱۵۶])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۰۶ *»

(ياايها الذين امنوا) بعلي۷ (يم) (انفقوا) لمّاذكر امر الجهاد و هو لايقوم الاّ بالانفاق امر به (يم) (ممارزقناكم) عامّ في كل نعمة (يم) في سبيل علي۷(يم)([۱۵۷]) (من قبل ان‏يأتي يوم) هو يوم الموت (يم) (لابيع فيه) نعت و قرأ القارئان بالحمرة و هما (ث) و (و) لابيع علي نفي الجنس و كذا في لاخلّة و لاشفاعة (و لاخلّة) صداقة (ق) نعت (و لاشفاعة) نعت (ل) (و الكافرون) بعلي۷

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۰۷ *»

(يم) التاركون للانفاق او الكافرون للنعمة بترك الانفاق (يم)([۱۵۸]) (هم الظالمون  254 )لال‏محمد: حقهم (يم).([۱۵۹])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۰۸ *»

(اللّه) مبتدأ (لا اله) الجملة خبر (الاّ هو) مبتدأ او بدل اللّه (هـ) اللّه مبتدأ و لااله مبتدأ ثان و خبره محذوف اي لااله معبود و الاّ هو بدل من موضع لااله و الجملة خبر عن اللّه و قيل اللّه مبتدأ لااله خبر و هو بدل من موضع لااله (ل) (الحي) حي لنفسه (ث) (القيوم) فلاحي و لاقيوم سواه (يم)([۱۶۰]) (لاتأخذه سنة) نعاس (ث) كالحيوانات (يم) (و لانوم) ردّ علي اليهود (ث) كالاناسي (يم) قيل السنة في الرأس و النوم في القلب (له مافي السموات و مافي الارض) لمّاذكر امر الجهاد و الانفاق اراد ان‏يبيّن انّ الملك له و انتم تنفقون من ماله لا مالكم (يم) روي انّها علي التنزيل كذا و مافي الارض و مابينهما و ماتحت الثري عالم الغيب و الشهادة هو الرحمن الرحيم من ذا

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۰۹ *»

الذي (من) مبتدأ (ز) استفهام انكار (هـ) (ذا) خبر (ز) (الذي يشفع عنده الاّ باذنه) الائمة هم الشافعون (ث) (يعلم مابين ايديهم) ماكان (ث) من امور الانبياء (ق) (و ماخلفهم )مالم‏يكن (ث) (و لايحيطون بشي‏ء من علمه الاّ بماشاء) بمايوحي اليهم (ث) (وسع كرسيه) علمه (ث) صدر وليه (يم) سرير دون العرش  (ث) اعظم اية في القرءان اية الكرسي (ث) (السموات و الارض) فضل العرش علي الكرسي كفضل الفلاة علي الحلقة (ث) الكرسي جزء من سبعين جزءاً من نور العرش (ث) روي العرش في وجه جملة الخلق و الكرسي وعاؤه و في وجه اخر العرش هو العلم الذي اطلع اللّه عليه انبياءه و رسله و حججه و الكرسي هو العلم الذي لم‏يطلع عليه احداً من انبيائه و رسله و حججه (و لايئوده) لايثقل عليه (ث) الضمير راجع الي اللّه او الكرسي (حفظهما و هو) اي ذلك الكرسي (يم) (العلي) هذا الاسم اول مااختار اللّه لنفسه و معناه اللّه (ث) (العظيم  255) فلاعلي و لاعظيم سواه (يم).([۱۶۱])

(لااكراه في الدين) لمّابيّن امر الجهاد و كان فيه شائبة الاكراه اراد ان‏ينفيه (يم) القمي: لايكره احد علي دينه الاّ بعد ان‏يتبيّن له و يبيّن له (قدتبين الرشد من الغي )الضلالة (فمن يكفر بالطاغوت) بعدو ال‏محمد: (ث) بالشيطان (ث) الذين غصبوا ال‏محمد: حقهم (ق) كل راية ترفع قبل قيام القائم۷ فصاحبها طاغوت  (ث) الطاغوت يقع للواحد و الجمع (ل)([۱۶۲]) (و يؤمن باللّه فقد استمسك

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۱۰ *»

بالعروة الوثقي) ال‏محمد: (ث) القرءان (ث) هي الايمان باللّه وحده لاشريك له (ث) (لاانفصام لها) حال (ل) (و اللّه سميع) في محمد۹ (يم) (عليم  256) في علي۷ (يم).([۱۶۳])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۱۲ *»

(اللّه) ولي (يم) (ولي الذين امنوا) بعلي۷ (يم) علي و الائمة (ق) روي في القدسي لاعذّبنّ كل رعية دانت بامام ليس من اللّه و ان كانت الرعية في اعمالها برّة تقيّة و لاغفرنّ كل رعية دانت بكل امام من اللّه و ان كانت الرعية في اعمالها سيئة ثم استدل الامام۷للراوي باية اللّه ولي الذين امنوا الاية([۱۶۴]) (يخرجهم من الظلمات )

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۱۳ *»

الذنوب (ث) عدو ال‏محمد: (ث) (الي النور) التوبة (ث) ال‏محمد ۹ (ث).

(و الذين كفروا) بولاية علي۷ (ث) الظالمون لال‏محمد (ق) (اولياؤهم

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۱۴ *»

الطاغوت) الغاصبون (ق) (يخرجونهم من النور) الاسلام (ث) (الي الظلمات) الكفر (ث) (اولئك) اعداء علي۷ (ث) (اصحاب النار) الاول (يم) (هم فيها خالدون  257) و الحمدللّه رب العالمين كذا نزلت (هـ) ايّة اية اصرح من هذه الاية في باطن الباطن و هو في ظاهر ظاهره (يم).([۱۶۵])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۱۵ *»

(الم‏تر الي الذي) نمرود (ث) (حاجّ ابراهيم في ربه) لمّاذكر حال النور و الظلمات و المؤمن و الكافر ناسب ذكر ابراهيم و الملك و الحيوة و الموت و المشرق و المغرب و نصرته الذين امنوا (يم) (ان) لان (اتيه) نمرود (هـ) اي ابطره ايتاء الملك (ز) (اللّه الملك) ملك الدنيا (ث) عن ابي‏بصير انّ ملك يوسف كان نمرود صاحب ابراهيم كان اربعمأة سنة شاباً (اذ) عامله تر (ل) (قال ابراهيم) بعد القائه في النار  (ث) (ربي) بفتح الياء و قرأ القارئ بالحمرة و هو (ح) بالسكون (الذي يحيي و يميت قال انا) نافع يثبت الف انا الثانية و الباقون يحذفونها في الوصل (احيي و اميت قال ابراهيم فانّ اللّه يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۱۶ *»

فبهت) انقطع (ث) تحير (الذي كفر) لانّه علم انّ الشمس اقدم منه (ث) (و اللّه لايهدي القوم الظالمين ۲۵۸) فيه دلالة للتقرير (يم).([۱۶۶])

(او كالذي) ارميا (ث) عزير (ث) الذي عطف علي الذي اول اي الم‏تر الي كالذي اي الي الذي و سر النظم لمّاذكر في القصة الاولي انّ اللّه يحيي و يميت ناسب ذكره ذكر كيفية احياء اللّه (يم) (مرّ علي قرية) بيت المقدس (ث) (و هي خاوية )خربة (علي عروشها قال انّي) كيف (يحيي هذه) بني‏اسرائيل المقتولين (ث) (اللّه بعد موتها فاماته اللّه مأة عام ثم بعثه قال كم) ظرف محله نصب بـ لبثت (يم) (لبثت قال لبثت يوماً او بعض يوم قال بل لبثت مأة عام فانظر الي طعامك و شرابك) افرد الضمير لانّه اراد جنس الطعام و الشراب او انّه ينظر الي واحد واحد (لم‏يتسنّه) لم‏يغيره السنون و قرأ (ح) و (س) في الوصل بلا هاء و هم القارون بالحمرة (هـ) الهاء للسكت (يم) (و انظر الي حمارك و لنجعلك) عطف علي علل غيرمذكورة (يم) (اية للناس و انظر الي العظام) اول ماعاد عينه فنظر الي عظامه و عروقه (ث) (كيف) حال (ننشزها) نرفعها اي الي اماكنها و قرأ

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۱۷ *»

الكوفيون و (ر) و هم القارون بالسواد ننشزها بالزاء و الباقون ننشرها بالراء (ثم نكسوها لحماً فلمّاتبيّن له قال اعلم) علي صيغة المتكلم و قرأ القارون بالحمرة و هما (ح) و (س) علي صيغة الامر (انّ اللّه علي كل شي‏ء قدير  259).

(و اذ) اذكر او عطف علي كالذي (قال ابراهيم) لمّابيّن قصة احياء عزير ناسب احياء الطيور و قصة ابراهيم (يم) (رب ارني كيف) حال (تحيي الموتي)سأل عن الكيفية و الكيفية من فعل اللّه و متي لم‏يعلمها العالم لم‏يلحقه عيب و لاعرض في توحيده نقص (ث) تهدي القلوب الضالة (يم) روي انّ ابراهيم نظر الي جيفة علي ساحل البحر تأكلها سباع البر و سباع البحر ثم يثب السباع بعضها علي بعض فيأكل بعضها بعضاً فتعجب ابراهيم فقال رب ارني الاية (هـ)([۱۶۷]) (قال او لم‏تؤمن قال بلي

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۱۸ *»

ولكن ليطمئن)متعلقه ارني (قلبي) علي الخلّة  (ث) اي انّي خليلك (هـ) روي اراد زيادة اليقين (ث) (قال فخذ اربعة من الطير) صفة (هـ) و هي الطاوس و الديك و الحمام و الغراب (ث) و روي طاوس و ديك و حمامة و هدهد (ث) و روي الهدهد و الصرد و الطاوس و الغراب و روي اخذ ابراهيم نسراً و بطاً و طاوساً و ديكاً و روي النعامة و الطاوس و الوزة و الديك (فصرهن) بضم الصاد علي السواد و كسرها علي قراءة (ح) (هـ) قطّعهن (ث) اضممهن (اليك ثم اجعل علي كل جبل) من جبال اردن (ث) كانت عشرة جبال  (ث) (منهن) حال (جزءاً) بالسكون علي السواد و قرأ ابوبكر بضمتين (ثم ادعهن يأتينك سعياً) مصدر او حال (هـ) روي في تفسير باطن الاية خذ اربعة ممن يحتمل الكلام فاستودعهن علمك ثم ابعثهن في اطراف الارض حججاً لك علي الناس فاذا اردت ان‏يأتوك دعوتهم بالاسم الاكبر (هـ) اي اربعة من نقباء شيعتك او نجبائهم و هم انسب من جهة الطير و النقباء انسب بالنسبة الي الاربعة و الضم فصرهن اليك بالتعليم ثم اجعل علي كل جبلة واحداً منهم اميراً هادياً ففرّقهم في الاطراف ثم ادع الجبلات الرعايا بدعاء الامراء يأتينك سعياً مجيبات لامرك (يم) (و اعلم انّ اللّه

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۱۹ *»

عزيز حكيم  260)

(مثل الذين) اي مثل نفقتهم (ز) روي هي خاصة بالجهاد و اما غيره من الطاعات فانّها يجري بالواحد عشر امثالها (ينفقون اموالهم في سبيل اللّه) ابواب البر كلها (ث) في سبيل علي۷ (يم) لماكان هذه الامثال ناشية من امر الجهاد الذي هو الحيوة حقيقة و تشعّبت منها و فرغ من الامثال اعاد الكلام علي الانفاق في سبيل اللّه و تجهيز المجاهدين ارجع البصر تري (يم) (كمثل حبة انبتت) اخرجت (سبع سنابل في كل) خبر (ل) (سنبلة مأة) مبتدأ (ل) (حبة و اللّه يضاعف) علي السواد و قرأ (ث) و (ر) يضعف بالتشديد (لمن يشاء) للمؤمنين (ث) للمحسنين  (ث) لمن انفق ماله ابتغاء مرضات اللّه (ث) (و اللّه واسع عليم  261 )روي الحبة فاطمة صلّي‏اللّه‏عليها و السبع السنابل سبعة من ولدها سابعهم قائمهم قيل الحسن قال الحسن امام من اللّه مفترض طاعته و لكن ليس من السنابل السبعة اولهم الحسين و اخرهم القائم فقيل قوله في كل سنبلة مأة حبة قال يولد لرجل منهم في الكوفة مأة من صلبه و ليس ذاك الاّ هؤلاء السبعة (هـ) المراد بالسبعة الذين لم‏يكرر اسماؤهم و هم الحسين و علي و محمد و جعفر و موسي و الحسن و القائم: باعتبار انّ اسمه الاخر احمد فهم سبعة قال الحسن ليس من السنابل يعني من المرادة في هذه الاية الذين يولد لهم مأة كماصرّح في اخره (يم) (الذين ينفقون اموالهم في سبيل اللّه) ولي (يم) (ثم لايتبعون ماانفقوا مناً و لا اذي) مناً علي محمّد و ال‏محمد و لا اذي لهم باحداث معصية و هو اعظم منّ و اكبر اذية (يم) مطلق عن المنفق عليه و عن غيره (يم)([۱۶۸]) (لهم اجرهم عند ربهم) امامهم (يم)([۱۶۹])(و لاخوف عليهم و لاهم

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۲۱ *»

يحزنون  262).

(قول معروف) في رد السائل (و مغفرة خير من صدقة يتبعها)نعت  (ل) (اذي و اللّه غني حليم  263).

(ياايّها الذين امنوا) نزلت في عثمان و جرت في معوية و اتباعهما (ث) (لاتبطلوا صدقاتكم بالمنّ و الاذي) لمحمّد و ال‏محمّد: (ث) قوله بالمنّ و الاذي مطلق فالمنّ علي المؤمنين و اذيتهم يبطل الصدقات و لوكانت علي غير من منّ عليه و اذاه و يظهر من الخبر ايضاً اطلاقه (يم) عن الباقر۷ في حديث انماقال لاتبطلوا صدقاتكم بالمن و الاذي و لم‏يقل بالمنّ علي من تتصدقون عليه و بالاذي لمن تتصدقون عليه و هو كل اذي الخبر (هـ) الجنس المحلي باللاّم يفيد العموم  (يم)([۱۷۰]) (كالذي)

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۲۲ *»

ابطالاً (ل) (ينفق ماله) الخلفاء و معوية و اشياعهم (ث) (رئاء الناس) مفعول‏له او حال او نعت مصدر (ل) (و لايؤمن باللّه) برسول اللّه ۹  (يم) (و اليوم الاخر) بعلي۷(يم)([۱۷۱]) (فمثله كمثل صفوان) حجر املس (هـ) الصخرة الكبيرة التي تكون في المفازة (ث) مثل قلب المنفق (يم) (عليه) نعت (ل) (تراب) مثل لعمله العارضي (يم) (فاصابه وابل) مطر عظيم القطر (هـ) مثل للمنّ و الاذي (يم) (فتركه صلداً) حجراً صلباً (لايقدرون علي شي‏ء مماكسبوا) وجه المثال انّ الحجر الاملس لاينبت شيئاً البتة فاذا كان عليه تراب يري في بادي النظر انّه ارض منبتة فاذا اصابه المطر زال العارض و ظهر الباطن كذلك المرائي باطنه حجر صلد و النفقة الظاهرة منه كالتراب يري كأنه مؤمن يمكن الانتفاع به فاذا منّ او اذي و هو اثار سحاب غشائه الباطن غسل عنه تراب النفقة و ظهر كفره الباطن فافهم (يم) (واللّه لايهدي)لايثيب (يم) (القوم الكافرين  264) سمّي المانّ كافراً (يم) فيه دلالة علي التقرير (يم).([۱۷۲])

(و مثل الذين ينفقون اموالهم) نزلت في علي۷ (ث) (ابتغاء) مفعول‏له (مرضات اللّه و تثبيتاً) عطف عليه (من انفسهم) عن المنّ و الاذي (ق) اذا انفق ماله ثبت بعض نفسه علي الايمان لانّ المال شقيق الروح (ز) (كمثل جنة )فالمنفق جنة (يم)([۱۷۳]) (بربوة) قرأ القارئان بالحمرة و هما (ص) و (ر) بضم الراء و قرأ

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۲۳ *»

القارون بالسواد و هم الباقون بفتحها (هـ) صفة للجنة (هـ) ارض مرتفعة (ث).

(اصابها) صفة بعد صفة (وابل) مطر (ث) رحمة اللّه (يم)[۱۷۴] (فاتت اكلها) بضمتين و عن الحرميين و (و) اكلها بسكون الكاف (ضعفين) حال (هـ) يتضاعف ثمرها (ث) (فان لم‏يصبها وابل فطلّ) فيصيبها طلّ (هـ) مايقع بالليل علي

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۲۴ *»

الشجر و النبات (ث) فالمنفقون علي قسمين اصحاب وابل و اصحاب طلّ فالاولون هم الذين ينفقون من الطيبات خالصاً لوجه اللّه و اصحاب الطلّ هم دون اولئك في الدرجة (يم) (و اللّه بماتعملون بصير  265).

(ايودّ) مثل لمن انفق ماله ابتغاء مرضات اللّه ثم امتنّ علي من تصدق عليه (ق) (احدكم ان) مصدرية (تكون له جنة) مثل نفقة المرائي (يم) (من نخيل )نعت  (ل) (و اعناب تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات و اصابه )عطف علي معني ان‏تكون و هو مصدر يقع علي الماضي و المستقبل فيصح عطف الماضي عليه (الكبر) الشيخوخة و هو مثل الموت او حال الافتقار الي ماعمل سابقاً و الضعف عن عمل جديد و لايقدر علي تحصيل مال جديد لذريته و كأنها مثل لعينه و سمعه و يده و لسانه و سائر اعضائه فانّها ايضاً ضعفاء لايقدرن علي عمل فاذا بطل عمل حال الشباب بالكلية ضاعت الذرية و مات الشيخ من الهمّ (يم) (و له ذرية ضعفاء فاصابها اعصار) ريح (ث) الزوبعة (ث) مثل اذاه (فيه نار) مثل المنّ  (ث) (فاحترقت كذلك يبيّن اللّه لكم الايات لعلكم تتفكرون  266).

(ياايها الذين امنوا) بعلي۷ (يم) (انفقوا من طيبات ماكسبتم) من التجارات (يم) من حق ماتعلمتم (يم)([۱۷۵]) (و ممااخرجنا لكم من الارض) من الحرث (يم) و من حق مابدا لكم في قلوبكم من غير تعلم (يم)([۱۷۶]) (و لاتيمّموا) قرأ

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۲۵ *»

القارئ بالحمرة و هو (ث) لاتّيمّموا بتشديد التاء (هـ) لاتعمدوا الي (الخبيث )الباطل (يم) منه المعصية فانّها انفاق خبيث و روي الاستدلال بها لمعني قول رسول اللّه۹ اذا زني الزاني فارقته روح الايمان و كان معناه انّ الروح لايقصد الجسد الخبيث العاصي يستعمله في حاجاته (يم) (منه تنفقون و لستم باخذيه الاّ ان)بان (تغمضوا فيه و اعلموا انّ اللّه غني) عن انفاقكم (هـ) في النبي۹ (يم) (حميد  267) في محمد۹ (يم) في الولي (يم) و هو حميد بكل نعمة علي الخلق (يم).([۱۷۷])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۲۶ *»

(الشيطان) الثاني (يم)([۱۷۸]) (يعدكم الفقر) باعطاء حق اللّه و حق الناس (يم)

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۲۷ *»

يقول لاتنفقوا فانّكم تفتقرون (ق) روي في سبب الحزن و الفرح بلاسبب انّه ليس من احد الاّ و معه ملك و شيطان فاذا كان فرحه كان من دنوّ الملك منه و اذا كان حزنه كان من دنوّ الشيطان ثم استدل بالاية (هـ) لانّ الفقر كل فقدان و هو محزن و الفضل كل وجدان و هو مفرح (يم).

(و يأمركم بالفحشاء) بمودة الاول (يم)([۱۷۹]) (و اللّه يعدكم مغفرةً منه) بعلي۷(يم) يغفر لكم ان انفقتم (ق) (و فضلاً) بمحمد۹ (يم) يخلف عليكم

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۲۸ *»

(ق) (و اللّه واسع عليم  268).([180])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۲۹ *»

(يؤتي الحكمة من يشاء) وجه النظم انّه اراد ان‏ينبّه علي انّ تفطّن حقائق ماذكرت لكم و ثمراتها من الحكمة و هي موهوبية لايقدر عليها كل احد و مايذّكّر الاّ اولواالالباب و الحكمة احسن خير اي مال ٭  رضينا قسمة الجبار فينا ـ  لنا علم و للاعداء مال  ٭ (يم) (و من يؤت الحكمة) المعرفة و التفقه (ث) القرءان و الفقه (ث) روي الحكمة هي معرفة الامام و اجتناب الكبائر (فقداوتي خيراً كثيراً) معرفة الائمة :(ق) مالاً كثيراً في الدنيا و الاخرة (يم)([۱۸۱]) (و مايذّكّر الاّ

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۳۰ *»

اولواالالباب  269).

(و ما) اسم موصول مبتدأ او جزائية منصوبة بمابعده و قوله فانّ اللّه جزاء (انفقتم من نفقة) حال (او نذرتم من نذر فانّ اللّه) خبر (يعلمه و ماللظالمين)للواضعين المال في غير موضعه (من انصار  270) فمن انفق علي من لايستحق لاينصره المنفق عليه مماينزل عليه (يم).

(ان تبدوا الصدقات) الزكوة المفروضة (ث) (فنعمّاهي) اي نعم شي‏ء ابداؤها او اي نعم شي‏ء الصدقة البادية و قرأ القارئ بالحمرة و هو (ث) نعمّا بفتح النون و كسر العين و الباقون بكسرها و قرأ قالون و ابوبكر و (و) نعما بكسر النون و سكون العين  (هـ) روي كل مافرض اللّه عليك فاعلانه افضل من اسراره و ماكان تطوعاً فاسراره افضل من اعلانه (و ان تخفوها) النافلة (ث) هي غير الزكوة لانّ الزكوة علانية (ث) (و تؤتوها الفقراء فهو خير) افضل (لكم و يكفّر) علي قراءة حفص و (ر) و قرأ القارئان بالحمرة و هما (ث) و (و) علي صيغة المتكلم مع الغير و الباقون نكفر علي صيغة المتكلم مع الجزم (عنكم من) من بعض (يم)([۱۸۲]) (سيئاتكم) فالصدقة تكفّر الذنب و اليه اشار قوله و اللّه يعدكم مغفرة منه و فضلاً (يم) (و اللّه بماتعملون

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۳۱ *»

خبير  271).

(ليس عليك هديهم) ايصالهم (يم)([۱۸۳]) (ولكنّ اللّه) ولي (يم) (يهدي من يشاء و ما) شرطية (تنفقوا من خير فلأنفسكم) جزاء (هـ) فهو لاخوانكم من الشيعة لاغيرهم و قوله للفقراء علي هذا المعني بدل منه (يم) ذلك الخير لال‏محمد: (يم) في الاية دلالة علي معني ان ذكر الخير كنتم اوّله الزيارة (يم) فبذل كل خير انفاق (يم).([۱۸۴])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۳۲ *»

(و ماتنفقون) نفي في محل النهي اي لاتنفقوا (الاّ ابتغاء) مفعول‏له (وجه

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۳۳ *»

اللّه) الولي (يم) فلايجوز الانفاق الاّ لاجل اتباع ال‏محمد: و التصور بصورتهم و التقرب اليهم لانّهم وجه اللّه (يم)([۱۸۵]) (و ما) شرط (تنفقوا من خير) اي ماتنفقوا من خير للفقراء يوفّ اليكم (يوفّ) جزاء (اليكم و انتم) حال (ل) (لاتظلمون  272).

(للفقراء) يتعلق بقوله ماتنفقوا من خير (هـ) نزلت في اصحاب الصفّة (ث) (الذين احصروا) حبسهم تقويهم عن الكدّ (في سبيل اللّه) ولي (يم) (لايستطيعون) حال (ضرباً في الارض يحسبهم) بفتح السين علي قراءة (ص) و (ر) و (ح) و علي قراءة الحمرة كسرها (هـ) حال (الجاهل اغنياء من التعفّف) ترك السؤال (تعرفهم بسيماهم لايسألون الناس الحافاً) حال (هـ) الحاحاً و روي انّ اللّه يبغض الملحف (و ماتنفقوا من خير فانّ اللّه) ولي (يم) (به عليم  273).([186])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۳۴ *»

(الذين ينفقون) نزلت في علي كان له اربعة دراهم (ث) نزلت اية الذين ينفقون الاية في النفقة علي الخيل (ث) الذين مبتدأ و قوله فلهم اجرهم خبر و دخلت الفاء علي الخبر لانّ ابهام الذين يشبه ابهام الشرط و صلته فعل (ل) (اموالهم بالليل و النهار سراً) حال (و علانية) ليس من الزكوة (ث) (فلهم اجرهم عند ربهم) امامهم (يم) (و لاخوف عليهم و لاهم يحزنون  274).

(الذين) مبتدأ (ل) (يأكلون الربوا) هي كبيرة بعد البيان (ث) لمّاكان الكلام فيماينفق و في ثواب الانفاق اتبعه بذكر الربا الذي يظن الجاهل تضاعف المال به (يم) (لايقومون) خبر (ل) (الاّ كمايقوم) مثل قيام (الذي) الاول (يم) (يتخبّطه الشيطان) الثاني (يم) يتخذه خابطاً اي ضارباً في غير استقامة (من المسّ) من الجنون (هـ) من للتبيين (هـ) روي اكل الربا لايخرج من الدنيا حتي يتخبطه الشيطان من المسّ (هـ) عن ابي‏عبداللّه۷ درهم ربوا اعظم عنداللّه من سبعين زنية بذات محرم في بيت اللّه الحرام قال۷الربوا سبعون جزءاً ايسرها ان‏ينكح الرجل امه في بيت اللّه الحرام (هـ)([۱۸۷]) (ذلك بانّهم قالوا انما البيع) ولاية علي۷ (يم) (مثل الربوا )

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۳۵ *»

ولاية الاول (يم) (و احل اللّه البيع و حرّم الربوا) ولاية علي۷ بيع حلال لقوله انّ اللّه اشتري من المؤمنين الاية و اما الربوا فهو ولاية الاعداء فانّه طلب مالاينبغي من اموال الناس و حقوقهم و هو شأنهم و ارادوا ان‏يربوا علي ال‏محمّد و شيعتهم (يم)([۱۸۸])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۳۶ *»

(فمن جاءه موعظة) توبة (ث) (من ربه) امامه (يم) (فانتهي فله ماسلف )في الجاهلية (ث) (و امره الي اللّه)ولي (يم) يظهر من الخبر انّ من تاب له ماسلف ممااخذ رباء جهلاً (يم) (و من عاد فاولئك اصحاب النار) الاول (يم) (هم فيها خالدون  275).

(يمحق اللّه) ينقص (هـ) يمحق الدين و ان تاب ذهب ماله و افتقر (ث) (الربوا) ولاية الاعداء (يم) لمّاقاسوا الربوا بالبيع اراد اللّه ابطال قياسهم فابطله بوجهين الاوّل احل اللّه البيع و حرم الربوا و الثاني يمحق اللّه الربوا (يم) (و يربي )يزيد (الصدقات) ولاية ال‏محمد: (يم) كمايربي الرجل فلوه حتي يلقاه يوم القيمة و هو مثل اُحُد (ث) من الصدقات قرض‏الحسنة لانه معروف و كل معروف صدقة  (يم)([۱۸۹]) (و اللّه لايحب كل كفّار) بالنعم (يم) (اثيم  276).

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۳۷ *»

(انّ الذين امنوا) بالولي (يم) (و عملوا الصالحات) بالولاية و البراءة (يم) سرّ النظم الوعد لمن عمل الصالحات بترك الربوا و اتي الزكوة علي ماشرع اللّه ثم يعود الي الربا كماتري (يم)([۱۹۰]) (و اقاموا الصلوة) خدموا العالي (يم) (و اتوا الزكوة )و اعانوا الداني (يم) (لهم اجرهم عند ربهم) امامهم (يم) (و لاخوف عليهم و لاهم يحزنون ۲۷۷).([۱۹۱])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۳۸ *»

(ياايها الذين امنوا) بالولي (يم) (اتقوا اللّه) في حب عدوه (يم)([۱۹۲]) (و ذروا مابقي من الربوا ان كنتم مؤمنين  278) فذروا.

(فان لم‏تفعلوا فأذنوا) علي السواد و علي قراءة (ح) فَاذنوا من باب المفاعلة (هـ) اعلموا (بحرب من اللّه و رسوله و ان تبتم فلكم رءوس اموالكم لاتظلمون) حال (و لاتظلمون  279).

(و ان كان) وقع (ذوعسرة) اذا لم‏يقدر علي مايفضل من قوته و قوت عياله علي الاقتصاد (ث) (فنظرة) فتأخير (هـ) خبر مبتدأ محذوف كأنّه فالواجب (الي

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۳۹ *»

ميسرة) علي السواد و علي قراءة (ن) بضم السين (هـ) اليسار (هـ) المعسر من لم‏يقدر علي مايفضل من قوته و قوت عياله (ث) (و ان تصدّقوا) اي تصدقكم (هـ) مبتدأ (هـ) قرأ (ص) تصّدّقوا بتشديد الصاد (خير) خبر (لكم ان كنتم تعلمون  280) فانظروا او فتصدقوا (هـ) روي ان كنتم تعلمون انه معسر فتصدقوا عليه بمالكم عليه.

(و اتقوا) في اتباع هذه الاية اية الانظار دليل واضح علي عظمته عند اللّه سبحانه (يم) (يوماً) مفعول (ترجعون فيه) الجملة صفة و قرأ (و) ترجعون علي صيغة الفاعل (الي اللّه) ولي (يم) قيل هذه اخر اية نزلت من السماء و اللّه اعلم (ثم توفّي كل نفس ماكسبت و هم لايظلمون  281).

(ياايّها الذين امنوا) سر النظم انه لمّاذكر الربوا و المعاملات و المداينات اراد بيان احكامها (يم) القمي: في البقرة خمسمأة حكم و في هذه خاصة خمسة عشر حكماً (اذا تداينتم) تعاملتم (بدين الي اجل مسمّي فاكتبوه و ليكتب بينكم كاتب بالعدل و لا يأب) يمتنع (كاتب ان‏يكتب كما) عامله مابعده من قوله فليكتب او قوله ان‏يكتب (علّمه اللّه فليكتب و ليملل) ليملي (الذي عليه الحق و ليتق اللّه) الولي (يم) (ربه) امامه (يم) (و لايبخس) ينقص (منه شيئاً فان كان الذي عليه الحق سفيهاً) الذي يشتري الدرهم باضعافه (ث) (او ضعيفاً) في بدنه او فهمه و علمه (ث) الابله (ث) و روي السفيه الشارب الخمر و الضعيف الذي يأخذ الواحد باثنين (او لايستطيع ان‏يملّ هو) لاشتغاله بمرمة لمعاش او تزوّد لمعاد او لذّة في غير محرم (ث) (فليملل وليّه بالعدل و استشهدوا شهيدين من رجالكم) من احراركم (ث) (فان لم‏يكونا رجلين فرجل) مبتدأ خبره محذوف (ل) (و امرأتان ممن ترضون) صفة (ل) (من الشهداء) روي ماسوّي اللّه قط امرأة برجل الاّ ماكان من تسوية فاطمة۳بعلي۷ اي في الشهادة (هـ) روي ممن ترضون دينه و امانته و صلاحه و عفته و تيقظه فيمايشهد به و تحصيله و تمييزه فما كل صالح مميّز و لا محصّل و لا كل محصّل مميّز صالح و انّ من عباد اللّه لمن هو من اهل

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۴۰ *»

الجنة لصلاحه و عفته و لو شهد لم‏يقبل شهادته لقلة تمييزه فاذا كان صالحاً عفيفاً مميزاً محصلاً مجانباً للمعصية و الهوي و الميل و التجاهل فذلك الرجل الفاضل فبه فتمسكوا و بهداه فاقتدوا و ان انقطع عنكم المطر فاستمطروا به و ان امتنع نبات فاستخرجوا به النبات و ان يقدر عليكم الرزق فاستدرّوا به الرزق فانّ ذلك ممن لايخيب طلبته و لاتردّ مسألته.

(ان) لأن و قرأ (ح) اِن بكسر الهمزة (تضلّ احديهما فتذكّر) علي التفعيل منصوباً علي السواد و قرأ (ح) علي التفعيل مرفوعاً و قرأ (ث) و (و) علي الافعال منصوباً (هـ) عطف علي تضل (احديهما الاخري و لايأب الشهداء) قبل الشهادة (ث) (اذا مادعوا) الي اثبات الشهادة و الي اقامتها (ث) روي اذا دعاك الرجل تشهد له علي دين او حق لم‏ينبغ لك ان‏تقاعس عنه (و لاتسأموا) لاتملّوا (ان‏تكتبوه صغيراً) حال (ل) (او كبيراً الي اجله ذلكم اقسط) عدل (عند اللّه و اقوم للشهادة و ادني الاّترتابوا الاّ) منقطع (ل) (ان‏تكون) التجارة (تجارة) بالفتح علي قراءة (ص) و كذلك حاضرة و الباقون قرءوا علي الرفع و كذلك حاضرة (حاضرة تديرونها) يداً بيد (بينكم فليس عليكم جناح الاّ) في الاّ (ل) (تكتبوها و اشهدوا اذا تبايعتم و لايضارّ كاتب و لاشهيد و ان تفعلوا فانّه فسوق بكم و اتقوا اللّه و يعلّمكم اللّه) بوليه (يم) (و اللّه بكل شي‏ء عليم  282).

(و ان كنتم علي سفر و لم‏تجدوا كاتباً فرهان) مبتدأ خبره محذوف (ل) فالوثيقة (هـ) خبر محذوف (هـ) و قرأ (و) و (ث) القارئان بالحمرة فرهن بضمتين (مقبوضة) فلا رهن الاّ مقبوضاً (ث) (فان أمن بعضكم بعضاً) و لم‏يأخذ منه رهناً (ث) (فليؤدّ الذي اؤتمن امانته) ماائتمن به (و ليتق اللّه) ولي (يم) (ربه) امامه (يم) (و لاتكتموا الشهادة) تلك بعد الشهادة (ث) (و من يكتمها فانّه اثم) كافر (ث) (قلبه) فاعل اثم او هما مبتدأ و خبر و الجملة خبر انّ او قلبه

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۴۱ *»

بدل ضمير اثم (ل) روي من كتمها اطعمه اللّه لحمه علي رءوس الخلائق (و اللّه بماتعملون عليم  283).

(للّه) لولي (يم) (مافي السموات و مافي الارض) لمّاامر و نهي و شرع و وعد و اوعد في الاموال ناسب ان‏يذكر فذلكة ذلك لحسن الختام فقال للّه مافي السموات و مافي الارض الاية اي لاجل ذلك يأمركم بالاخذ و العطاء كمايشاء و هو المالك لماملكهم الي اخر الاية (يم) (و ان تبدوا مافي انفسكم او تخفوه) روي بمافي الصدور يجازي العباد (هـ) روي انّ هذه الاية عرضت علي الانبياء من لدن ادم الي ان‏يبعث اللّه تبارك اسمه محمداً۹ و عرضت علي الامم فأبوا ان‏يقبلوها من ثقلها فقبلها رسول اللّه۹ و عرضها علي امته فقبلوها (هـ) (يحاسبكم به اللّه) لايخفي انّ مايخفي في النفس ان كان علي سبيل الوسوسة فهو موضوع ولكن المراد ماعقد عليه قلبه كماقال سبحانه ولكن يؤاخذكم بماعقدت قلوبكم (يم) (فيغفر) بالفتح علي قراءة (ص) و (ر) و علي قراءة الحمرة يغفر بالجزم (لمن يشاء) برحمته علي الابرار  (يم) (و يعذّب) علي القراءتين المزبورتين (من يشاء) بنقمته علي الكفار  (يم) (و اللّه علي كل شي‏ء قدير  284).([193])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۴۳ *»

(امن الرسول) كلام اللّه (ث) لمّاذكر انّ اللّه سبحانه يعلم ماتبدون و ماتخفون و يحاسبكم عليها ناسب ان‏يذكر بعدها المحادثة التي وقعت بعدها و نسختها فذكر امن الرسول السورة (يم) (بماانزل اليه من ربه) من حكم الاية السابقة (ث) (و المؤمنون) كلام النبي مجيباً (ث) (كل) مبتدأ (ل) (امن) خبر (ل) (باللّه و ملائكته و كتبه) علي السواد و قرأ (ح) و (س) و كتابه (و رسله لانفرّق بين احد من رسله و قالوا سمعنا و اطعنا غفرانك) نرجو او راجياً او لغفرانك (ربنا و اليك المصير ۲۸۵) في الاخرة (ث).

(لايكلف اللّه) كلام اللّه رحمة عليهم بعد قبول الاية السابقة (يم) (نفساً )فيماافترض اللّه عليه (ث) (الاّ وسعها) روي رفع عن امتي تسعة اشياء الخطاء و النسيان و مااكرهوا عليه و مالايطيقون و مالايعلمون و مااضطروا اليه و الحسد و الطيرة و

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۴۴ *»

التفكر في الوسوسة في الخلق مالم‏ينطق بشفه و روي ماامر العباد الاّ بدون سعتهم و كل شي‏ء امر الناس باخذه فهم متسعون له و مالايتسعون له فهو موضوع عنهم ولكنّ الناس لاخير فيهم (لها ماكسبت) من خير (و عليها مااكتسبت) من شر (هـ) قوله كسبت يدل علي انّه جارٍ علي الفطرة و قوله و اكتسبت يدل علي انّ الشر فيه تجشم و تكلف و هو علي خلاف الطبع (يم) (ربنا لاتؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا) اذنبنا (ربنا و لاتحمل علينا اصراً) تكليفاً شديداً (كماحملته علي الذين من قبلنا ربنا و لاتحملنا مالاطاقة لنا به) اي بلايا الامم (ث) (و اعف عنا و اغفر لنا و ارحمنا انت مولانا فانصرنا علي القوم الكافرين  286).

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۴۵ *»

«سورة ال‏عمران»

مدنية و قيل الاّ خمسة ايات فمكية و هي مأتان اية في غير الشامي و فيه الاّ اية خلافها سبع ايات و عدّ الكوفي الم اية و الانجيل الثاني اية و ترك انزل الفرقان و عدّ البصري و رسولاً الي بني‏اسرائيل و ترك الشامي الانجيل الاول و عدّ مقام ابراهيم هو و ابوجعفر و ترك ابوجعفر مماتحبّون و عدّ اهل الحجاز حتي تنفقوا مماتحبون.

(بسم اللّه الرحمن الرحيم)

(الم  1). (اللّه) مبتدأ (هـ) مبتدأ خبره نزل (ل) (لا  اله) خبر مقدم (الاّ هو )مبتدأ و الجملة خبر و قيل الجملة حالية (هـ) اللّه رفع بالابتداء و مابعده خبره و هو رفع بالابتداء معناه ما اله الاّ اللّه او بدل معناه ما اله موجوداً الاّ اللّه فحاصل الاوّل هو اللّه و الثاني هو موجود (هـ) لا اله في موضع رفع بالابتداء خبره محذوف و الاّ هو بدل من موضع لا اله (ل) (الحي القيوم  2) نعت اللّه (ل).

(نزل عليك) في ليلة القدر اي ثلث و عشرين (ث) (الكتاب) جملة القرءان  (ث) (بالحق) حال (ل) بعلي۷ (يم) (مصدّقاً) حال (لمابين يديه و انزل التورية) لستّ مضين من شهر رمضان (ث) (و الانجيل  3) لاثني‏عشر ليلة و في رواية لثلاث‏عشر خلت من شهر رمضان (ث).

(من قبل هدي) حال (هـ) او مفعول‏له (للناس و انزل الفرقان) كل امر محكم (ث) المحكم الواجب العمل به (ث) الولاية (يم) و روي سمي الفرقان فرقاناً لانّه متفرق الايات و السور انزلت في غير الواح([۱۹۴]) (انّ الذين كفروا بايات اللّه )

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۴۶ *»

بالائمة:(يم)([۱۹۵]) (لهم عذاب شديد و اللّه) ولي (يم) (عزيز ذوانتقام  4).

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۴۷ *»

(انّ اللّه) ولي (يم) (لايخفي عليه شي‏ء في الارض و لا في السماء  5) لمابيّن انّ الكافر معذّب اراد ان‏يبيّن انّه لايخفي عليه مااسرّوه من الكفر (يم).

(هو الذي يصوّركم في الارحام) في ارحام الولاية و في ارحام محمّد و هم الائمة: (يم) لمابيّن حكم الكافر و قال لايخفي عليه شي‏ء اراد ان‏يبيّن انّه صوّركم في الارحام علي صورة الكفر و الايمان فكيف يخفي عليه (يم) دلّت علي انّ الصورة في بطن الامّ (يم)([۱۹۶]) (كيف) مصدر (يشاء) حال (هـ) علي صورة احد ابائكم (ث)

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۴۸ *»

(لا اله الاّ هو العزيز) في محمد۹ (يم) بدل هو (يم) (الحكيم  6) في علي۷ (يم) فلاعزيز و لاحكيم سواه (يم).([۱۹۷])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۴۹ *»

(هو الذي انزل عليك الكتاب) التكويني الكبير (يم) ثم عاد الي ذكر الكتاب علي ماكان (يم)([۱۹۸]) (منه) خبر (هـ) الجملة حالية (ايات) مبتدأ (محكمات هن)

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۵۰ *»

الجملة صفة ايات (امّ) اصل (الكتاب) اميرالمؤمنين و الائمة: (ث) (و اخر )منه ايات اخر (متشابهات) فلان و فلان (ث) روي فالمنسوخات من المتشابهات و المحكمات من الناسخات و روي المحكم مايعمل به و المتشابه مااشتبه علي جاهله  (هـ) روي عن الرضا۷ انّ في اخبارنا متشابهاً كمتشابه القرءان و محكماً كمحكم القرءان فردّوا متشابهها الي محكمها و لاتتبعوا متشابهها دون محكمها فتضلّوا (فاما الذين) اصحابهم (ث) (في قلوبهم زيغ) ميل عن الحق (هـ) شكّ (ق) (فيتبعون ماتشابه) فلاناً و فلاناً (ث) (منه ابتغاء) مفعول‏له (الفتنة )الكفر  (ث) (و ابتغاء تأويله و ما )حال (يم) (يعلم تأويله) تأويل القرءان كلّه  (ث) (الاّ اللّه و الراسخون) عطف علي اللّه (في العلم) الائمة (ث) لمابيّن انّ الذين في قلوبهم زيغ يتبعون المتشابه حكي دعاء قوم صالحين (يم) (يقولون )حال (امنّا به كلّ من عند ربنا) امامنا (يم) (و مايذّكّر الاّ اولوا الالباب  7 )الشيعة (يم).([۱۹۹])

(ربّنا) امامنا (يم) كلام الراسخين (لاتزغ) لاتمل (قلوبنا) عن الولي (يم)([۲۰۰]) (بعد اذ هديتنا) الي النبي۹ (يم) روي اكثروا من ان‏تقولوا ربّنا لاتزغ

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۵۱ *»

قلوبنا بعد اذ هديتنا و لاتؤمنوا الزيغ (و هب لنا من لدنك رحمة) ولاية لال‏محمد: (يم) (انّك انت الوهاب  8).

(ربّنا) امامنا (يم) (انّك جامع الناس ليوم) في يوم (هـ) الي القائم۷ (يم) (لاريب فيه انّ اللّه لايخلف الميعاد  9) ظهور الامام۷ (يم).

(انّ الذين) الخلفاء (يم) (كفروا) بالولي (يم) من هذه الامة (يم) سرّ النظم انّه لمابيّن امر الكتاب و انّه هدي للناس و اشار الي الراسخين و الزائغين اراد تفصيل حال الزائغين كمافصّل الراسخين (يم)([۲۰۱]) (لن‏تغني) لن‏تدفع (عنهم اموالهم) التي غصبوها بتولّيهم (يم) (و لا اولادهم) و لا اتباعهم (يم) (من اللّه) ولي (يم) (شيئاً و اولئك هم وقود) حطب (ق) (النار  10) اعوان الخلفاء (يم).([۲۰۲])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۵۲ *»

(كدأب) كفعل (ق) كعادة و هو يتعلق بقوله لن‏تغني (ال فرعون) الاول (يم) ففرعون و ال فرعون مثل في القرءان لكفرة هذه الامة (يم)([۲۰۳]) (و الذين من قبلهم كذّبوا) حال (بـاياتنا) بالحجج او الشيعة  (يم)([۲۰۴]) (فاخذهم اللّه بذنوبهم و

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۵۴ *»

اللّه شديد العقاب ۱۱).

(قل للذين) اليهود (ق) (كفروا) بالولي (يم) اخّر ذكر كفار زمان النبي۹بمناسبة اخذه اهل الزمان السابق (يم) (ستغلبون) علي السواد و قرأ (ح) و (س) سيغلبون علي صيغة الغائب (هـ) فيها معجزة ظاهرة من الاخبار بالغيب (يم) (و تحشرون) علي السواد و قرأ (ح) و (س) و يحشرون (الي جهنم بئس المهاد  12)مامهّدتم لانفسكم و فرشتم.

(قدكان لكم ءاية في فئتين) يوم بدر (ص) سرّ النظم الاستشهاد بهاتين الفئتين و نصر اللّه المؤمنين (يم) (التقتا) منهم (فئة) كانوا ثلثمأة و ثلثة عشر رجلاً (تقاتل )نعت (ل) (في سبيل اللّه و اخري) و فئة اخري (ل) (كافرة) كانوا الفاً  (ث) (يرونهم) بالياء علي السواد و علي قراءة (ن) ترونهم بالتاء (هـ) ترونهم

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۵۵ *»

بالتاء حال من ضمير لكم او نعت لاخري (ل) الكافرة (ل) (مثليهم) حال (ل) مثلي المسلمين (ق) (رأي العين) اي كان يري المسلمون الكافرين مثليهم اي ستمأة و ستة و عشرين ليجترءوا عليهم لماوعدهم اللّه بقوله ان يكن منكم مأة صابرة يغلبوا مأتين فقلّل اللّه الكافرين في اعين المؤمنين حتي يمضي ماقضي و ذلك من تيسيرات اللّه مايريد ان‏يمضيه و كذلك قلّل المؤمنين في اعين المشركين حتي لايتأهّبوا لحربهم كثيراً و ليقضي اللّه امراً كان مفعولاً و في هذه القصة معجزة اخري انّ النبي۹ رءاهم في الرؤيا قليلاً و كانوا في الواقع كثيرين فاراهم اللّه في اليقظة قليلين كمااري النبي۹اياهم في المنام لامضاء امره و قضائه (يم) فيها ذكر معجزة ظاهرة للنبي۹ (يم) (و اللّه يؤيد بنصره من يشاء) رسول اللّه۹ (انّ في ذلك لعبرة لاولي الابصار  13) الائمة: (يم).([۲۰۵])

(زيّن للناس حبّ الشهوات) اي المشتهيات (ز) روي ماتلذّذ الناس في الدنيا و الاخرة بلذّة اكثر من لذة النساء (هـ) سرّ النظم ذكر سبب عدول اولئك الكفار و الزائغين عن الحق (يم) (من النساء و البنين و القناطير) ملأ مسك ثور ذهباً (ث) جمع قنطار و هو ملأ مسك ثور ذهباً و كنّي بها عن كثرة المال (المقنطرة من الذهب و الفضة و الخيل المسوّمة) الراعية (ق) المعلّمة او الراعية من قوله أسمت الماشية (و الانعام و الحرث ذلك متاع الحيوة الدنيا و اللّه) مبتدأ (ل) (عنده )الجملة خبر اللّه (حسن) مبتدأ خبره عند (ل) (المئاب  14) الاياب او المرجع.

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۵۶ *»

(قل اؤنبّئكم بخير) سرّ النظم التقابل (يم) (من ذلكم للذين) متعلقه خير و منتهي الاستفهام ربهم او هو خبر مقدم و جنات مبتدأ مؤخر (اتّقوا عند ربهم )امامهم (يم) (جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها و ازواج) عطف علي الجنات (مطهّرة) لايحضن و لايحدثن (ث) (و رضوان) بالكسر علي السواد و قرأ ابوبكر رضوان بالضم (هـ) عطف (من اللّه و اللّه بصير بالعباد  15).

(الذين) بدل للذين او ممدوح (يقولون ربّنا انّنا امنّا) بوليك (يم) (فاغفر لنا ذنوبنا و قنا عذاب النار  16) الركون الي الاعداء (يم).

(الصابرين) صفة الذين او ممدوح (و الصادقين و القانتين) الداعين او المطيعين (و المنفقين و المستغفرين بالاسحار  17) المصلّين (ث) روي من استغفر سبعين مرة في وقت السحر فهو من اهل هذه الاية.

(شهد اللّه انّه لا اله) خبر مقدم (الاّ هو) مبتدأ (هـ) روي انّه كان في الكعبة ثلثمأة و ستون صنماً فلمّانزلت اية شهد اللّه خرّت الاصنام ساجدة (و الملائكة و اولوا العلم) الامام (ث) الانبياء و الاوصياء (ث) لمّاذكر احوال المتقين اراد ان‏يذكر احوال العلماء و لاجل الارتباط بالراسخين في العلم فذكر حال العلماء و شرفهم بتقديم ذكره عليهم كماقال الاّ اللّه و الراسخون في العلم لانّه يوصف بالعلم و لايوصف بالتقوي  (يم) (قائماً) حال من اللّه او هو (بالقسط) في الباطن علي۷ (ث) (لا  اله الاّ هو العزيز) في محمد۹ (يم) (الحكيم  18) في علي۷ (يم) فلاعزيز و لاحكيم سواه (يم).([۲۰۶])

(انّ) بالكسر علي السواد و قرأ (س) انّ بالفتح (الدين) جميع الدين الذي

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۵۷ *»

يدان اللّه به (يم) (عند اللّه الاسلام) الذي فيه الايمان (ث) التسليم لال‏محمّد : (يم)([۲۰۷]) (و مااختلف) في علي۷ (يم) (الذين اوتوا الكتاب )

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۵۸ *»

القرءان (يم)([۲۰۸]) (الاّ من بعد ماجاءهم العلم) بنص النبي۹ عليه۷ (يم) (بغياً) مفعول‏له (بينهم و من) مبتدأ (ل) (يكفر بايات اللّه) ال‏محمد:

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۵۹ *»

(يم)([۲۰۹]) (فانّ) خبر (ل) (اللّه سريع الحساب ۱۹).([۲۱۰])

(فان حاجّوك) لمّاذكر مقام الشهادة بالتوحيد الخالص التفت الي المنكرين  (يم) (فقل اسلمت وجهي) بفتح الياء علي قراءة (ن) و (ر) و حفص و سكونها علي قراءة الباقين (هـ) شيعتي (يم) (للّه) لولي (يم) (و من اتبعن) انا و من اتبعن (هـ) صار طول الكلام عوضاً من تأكيد الضمير (هـ) عطف علي التاء (هـ) و من اتبعن يحتمل ان‏يكون مبتدأ و خبراً اي من اتبعن اسلم وجهه او «من» عطف علي اللّه او علي ياء في وجهي (يم) الاوصياء و شيعتهم (يم)([۲۱۱]) (و قل للذين اوتوا الكتاب)

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۶۱ *»

علماؤهم (و الاميّين) جهالهم (هـ) لمّاذكر مقام الشهادة بالتوحيد الخالص التفت الي المنكرين (يم)([۲۱۲]) (ءاسلمتم) وجوهكم للّه (يم) (فان اسلموا فقداهتدوا) فمن

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۶۲ *»

لم‏يسلم وجهه للّه لم‏يهتد (يم)([۲۱۳]) (و ان تولّوا فانّما عليك البلاغ و اللّه بصير بالعباد  20).

(انّ الذين يكفرون) من هذه الامة (يم)([۲۱۴]) (بايات اللّه) بالائمة (يم) (و يقتلون) لمّاذكر اهل الكتاب التفت الي صفاتهم و قبايحهم و كذا بمناسبة ذكر اولي العلم القائمين بالقسط ذكر قاتليهم (يم) (النبيّين) محمداً۹ باخماد امره (يم)([۲۱۵])

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۶۵ *»

(بغير حق و يقتلون) علي السواد و قرأ (ح) يقاتلون (الذين) العلماء (يم) (يأمرون بالقسط من الناس) من الشيعة (يم) (فبشّرهم) تهكّم (هـ) خبر انّ  (ل) الفاء لابهام الذين (ل) (بعذاب اليم  21) حكم قتلة الائمة و قتلة الانبياء و الكفر بايات اللّه واحد (يم) هذه الاية في هذه الامة بدليل قوله فبشّرهم بعذاب اليم ففي هذه الامة رجال يقتلون النبيّين كماروي من اذاع سرّنا كمن قتلنا قتل عمد لا قتل خطاء و يمكن ان‏يراد بالنبيين محمد۹لماروي اما النبيّون فانا (يم).([۲۱۶])

(اولئك الذين حبطت اعمالهم في الدنيا و الاخرة و ما لهم من

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۶۶ *»

ناصرين ۲۲).

(الم‏تر الي الذين اوتوا نصيباً) ظاهره (يم) (من الكتاب) القرءان (يم) (يدعون) حال (الي كتاب اللّه) الي علي۷ (يم) (ليحكم بينهم) في اختلافهم في امر علي۷(يم)([۲۱۷]) (ثم) معطوف علي يدعون (يتولّي) يصير والياً

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۶۷ *»

غصباً (يم)([۲۱۸]) (فريق منهم و هم) حال (معرضون  23).

(ذلك بانّهم قالوا لن‏تمسّنا النار الاّ اياماً) ظرف (معدودات و غرّهم) اطمعهم في غير مطمع (في دينهم ماكانوا يفترون  24).

(فكيف) حال (ل) (اذا جمعناهم ليوم) في يوم (لاريب فيه) نعت (و وفّيت) اعطيت (كل نفس ماكسبت و هم لايظلمون  25).

(قل اللّهم) فذلكة يا اللّه اُمَّ (يم) سرّ النظم انّه لماذكر الكفار سيغلبون و يحشرون و ذكر امر الفئتين و ذكر سرّ كفر الكفرة و وصف المؤمنين عاد الي تعليم التبرّي من الحول و القوة و رجع الامور الي اللّه لاسيما بعد قوله فكيف اذا جمعناهم الاية فانّ فيه ذكر ظهور

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۶۸ *»

ولاية اللّه في القيمة كماقال هنالك الولاية للّه الحق (يم) (مالك الملك) منادي (تؤتي) حال او خبر محذوف (هـ) مستأنفة توصيفاً و مدحاً (الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعزّ من تشاء و تذلّ من تشاء بيدك) الخبر (ل) الجملة حال او خبر محذوف (ل) بوليّك (يم) (الخير) مبتدأ (ل) فالخير من ال‏محمّد: و بهم (يم) (انّك علي كل شي‏ء قدير  26).([219])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۶۹ *»

(تولج الليل في النهار و تولج النهار في الليل و تخرج الحي) المؤمن (ث) (من الميت) الكافر (ث) قرأ (ن) و (ح) و (س) القارون بالسواد الميت بكسر الياء مع التشديد و الباقون بسكونها مع التخفيف (و تخرج الميت) الكافر (ث) بكسر الياء مع التشديد او السكون مع التخفيف كمامرّ علي اختلاف القراء (هـ) سئل الحسن العسكري۷ عن الموت ماهو قال هو التصديق بمالايكون (هـ) روي المؤمن اذا مات لم‏يكن ميتاً و انّ الميت هو الكافر (هـ) المراد بالخبر انّ الموت هو التصديق بالباطل فانّه غيرمحقق و لاكاين و التصديق بالباطل هو الكفر و هو الموت الحقيقي الاتري انّ الصنم لايكون الهاً و مسيلمة مثلاً لايكون نبياً و فلان لايكون اماماً و هكذا فمن صدّق بمالايكون هو ميت و كافر (يم) (من الحي و ترزق من تشاء بغير حساب  27).

(لايتّخذ) المؤمن (ث) (المؤمنون) بعلي۷ (يم) (الكافرين) بولاية علي۷(يم) (اولياء) لمّاعرّف انّ الملك بيد اللّه و بيده الخير و هو يرزق من يشاء نهي المؤمنين عن الركون الي الكفار فانّه لاخير عندهم و لا اذلال و لا اعزاز بيدهم (يم) (من) ابتدائية (دون المؤمنين) بولاية علي۷ (يم).([۲۲۰])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۷۰ *»

(و من يفعل ذلك فليس من اللّه) حال (هـ) من ولاية اللّه (يم) (في شي‏ء الاّ ان‏تتّقوا منهم تقية) عن النبي۹ لاايمان لمن لاتقية له و روي التقية في كل شي‏ء يضطرّ اليه ابن ادم و قداحلّ اللّه له (و يحذّركم اللّه نفسه) علياً۷ ان‏تخالفوه (يم) او ان لاتتقوا فيقع علي الائمة مايكرهون (يم)([۲۲۱]) (و الي اللّه) ولي (يم)

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۷۳ *»

(المصير۲۸).([۲۲۲])

(قل ان تخفوا مافي صدوركم) من بغض علي۷ او حبّه (يم)([۲۲۳]) (او

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۷۴ *»

تبدوه يعلمه اللّه) لمانهي عن ولاية الكفار خوّف بانّه يعلم سرائركم فلاتنافقوا (يم) (و يعلم مافي السموات و مافي الارض و اللّه علي كل شي‏ء قدير  29).

(يوم) اذكر يوم (ل) متعلقه الي اللّه المصير (تجد كلّ نفس ما) الذي (عملت من خير محضراً) حال (و ما) الذي (عملت من سوء) فجميع الاعمال الدنياوية و البرزخية و الاخروية تحضر في الاخرة بعينها (يم)([۲۲۴]) (تودّ) حال

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۷۵ *»

(ل) تمنّي (لو انّ بينها و بينه امداً) غاية (بعيداً و يحذّركم اللّه نفسه )علياً۷ ان‏تخالفوه في الاعمال (يم) في الزيارة السلام علي نفس القائمة فيه بالسنن  (يم) (و اللّه رءوف بالعباد  30).

(قل ان كنتم تحبّون) سرّ النظم انّه لمابيّن التوحيد و مدح الموحدين و انزل اهل الكتاب عن الشرك الي اسلام الوجه للّه و التوحيد ابتدأ ببيان امر النبوة (يم) (اللّه) ولي (يم) (فاتّبعوني) في ايثار علي علي سواه (يم) فانّ اتباعي دليل حبي و حبي حب اللّه (يم) (يحببكم اللّه) ولي (يم) عن ابي‏جعفر۷ لو احبّنا حجر حشره اللّه معنا و روي هل الدين الاّ الحب و استشهد بالاية (يم) (و يغفر لكم ذنوبكم و اللّه غفور رحيم ۳۱) بوليه (يم).([۲۲۵])

(قل اطيعوا اللّه و الرسول) في اتّخاذ علي ولياً (يم) فمن لم‏يطع فهو كافر (يم)([۲۲۶]) (فان تولّوا) و صاروا والياً علي علي۷ فهم كفار (يم) (فانّ اللّه

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۷۶ *»

لايحب الكافرين ۳۲) بالولي (يم).

(انّ اللّه اصطفي) اتخذ صفوة (هـ) لمّاذكر وجوب اطاعة الرسول اراد ان‏يبيّن انّ النبي۹ ليس ببدع من الرسل و تلك سنة اللّه السابقة في الاولين (يم) (ادم و نوحاً و ال‏ابراهيم) انّ رسول اللّه من ولد ابراهيم (ث)([۲۲۷]) (و ال‏عمران) و ال‏محمّد هكذا نزلت (ث) (علي العالمين  33).

(ذرية) حال (هـ) لايكون الذرية من القوم الاّ نسلهم من اصلابهم (ث)([۲۲۸]) (بعضها من بعض و اللّه سميع) في محمد۹ (يم) (عليم  34) في علي۷(يم).([۲۲۹])

(اذ) يتعلق بسميع عليم (قالت امرأة عمران) اسمها حنة (ث) (ربّ انّي نذرت لك مافي بطني محرراً) حال (هـ) خالصاً لك (هـ) المحرّر يكون في الكنيسة

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۷۷ *»

لايخرج منها (ث) (فتقبّل مني) بكسر الياء و قرأ القارئان بالحمرة و هما (ن) و (و) بفتحها (انّك انت السميع العليم  35) فلاسميع و لاعليم سواه (يم).

(فلمّاوضعتها قالت رب انّي وضعتها انثي) حال (هـ) روي اوحي اللّه الي عمران انّي واهب لك ذكراً مباركاً كذا و كذا فاخبر بذلك امرأته حنة فحملت فوضعت مريم فقالت رب اني وضعتها انثي فان قلنا لكم انّ الامر في احدنا فكان في ابنه و ابن ابنه و ابن ابن ابنه فقدكان فيه فلاتنكروا ذلك (واللّه اعلم بماوضعت) بسكون التاء و فتح العين علي صيغة الغائبة و قرأ القارئ بالحمرة و هو (ر) بضمها و سكون العين علي صيغة المتكلم (و ليس الذكر) كلام امّ‏مريم (ث) (كالانثي) لانّها تحيض و تخرج من المسجد و المحرّر لايخرج من المسجد (ث) (و انّي سمّيتها مريم و انّي)بسكون التحتانية و قرأ القارئ بالحمرة و هو (ن) بفتحها (اعيذها بك و ذريتها من الشيطان الرجيم  36) مرجوم باللعن مطرود من مواضع الخير و اذا خرج القائم۷لايبقي مؤمن في زمانه الاّ رجمه بالحجارة كما كان قبل ذلك مرجوماً باللعن.

(فتقبّلها ربّها بقبول حسن و انبتها نباتاً حسناً و كفّلها) بالتشديد علي قراءة الكوفيّين و علي قراءة الحمرة بالتخفيف (زكريّا) بالقصر علي قراءة (ح) و (س) و حفص و هم القارون بالسواد و بالمدّ علي قراءة غيرهم (هـ) لمّاساهموا عليها و اصاب القرعة زكريا و هو زوج اختها (ث) (كلّما) عامله وجد (ل) (دخل عليها زكريّا) بالقصر علي قراءة (ح) و (س) و حفص و بالمد علي قراءة غيرهم و هم القارون بالحمرة (وجد عندها رزقاً قال يامريم انّي) من اين او كيف (لك هذا قالت هو من عند اللّه انّ اللّه يرزق من يشاء بغير حساب  37).

(هنالك) عامله دعا (ل) عند ذلك (دعا زكريا ربّه قال ربّ هب لي من لدنك ذرية طيبة انّك سميع الدعاء  38).

(فنادته) علي قراءة القارين بالسواد و قرأ (ح) و (س) فناديه بتذكير الفعل (الملائكة و هو) حال (قائم يصلّي في المحراب انّ) بفتح الهمزة و قرأ (ح) و

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۷۸ *»

(ر) و هما القارئان بالحمرة بكسرها (اللّه يبشّرك) من باب التفعيل و قرأ القارئان بالحمرة و هما (ح) و (س) يبشرك من الثلاثي المجرد (بيحيي مصدقاً) حال (بكلمة) بعيسي (من اللّه و سيداً و حصوراً) لايأتي النساء (ث) منوعاً نفسه (و نبياً من) للتبيين (الصالحين ۳۹).

(قال ربّ انّي يكون) من اين او كيف (لي غلام و قدبلغني الكبر و امرأتي عاقر) لاتلد (قال كذلك) صفة مصدر محذوف ليفعل (اللّه يفعل مايشاء  40).

(قال ربّ اجعل لي) بسكون الياء و فتحها علي قراءة القارئان بالحمرة و هما هنا (ن) و (و) (اية قال ايتك) مبتدأ (ل) (الاّ) خبر (ل) (تكلّم الناس) لاتقدر علي الكلام مع الناس (ث) (ثلثة ايام الاّ) منقطع (رمزاً) يؤمي برأسه و هو الرمز (ث) (و اذكر ربك) ذكراً (ل) (كثيراً و سبّح بالعشي و الابكار  41).

(و اذ قالت) معطوفة علي اذ قالت امرأة (الملائكة يا مريم انّ اللّه اصطفيك )لذرية الانبياء (ث) (و طهّرك) من السفاح (ث) (و اصطفيك )لولادة عيسي (ث) (علي نساء العالمين  42) عالمي زمانك (ث).

(يامريم اقتني) اطيعي (لربّك و اسجدي و اركعي) القمي: هو و اركعي و اسجدي (مع الراكعين  43).

(ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك و ماكنت لديهم) ايها السامع (يم)([۲۳۰])(اذ يلقون) عامله كنت (اقلامهم) كانت ستّة  (ث) يقرعون حين ايتمت من ابيها (ث) (ايّهم) مبتدأ (ل) ليتبين ايهم (يكفل) خبر (مريم و ماكنت لديهم)

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۷۹ *»

عامله كنت (اذ يختصمون  44) يعني ال‏عمران فيها (ق).

(اذ) بدل او عامله اذكر (قالت الملائكة يامريم) لمّاذكر قصة زكريا و قول مريم ناسب ذكر احوال مريم و تولد عيسي (يم) (انّ اللّه يبشّرك بكلمة منه اسمه) ذكّر الضمير لانّ الكلمة وقعت علي المذكر كأنّه اسم (المسيح عيسي بن مريم وجيهاً )حال (هـ) القمي: اي ذا وجه و جاه (في الدنيا و الاخرة و من المقرّبين  45).

(و يكلّم) حال (الناس في المهد و كهلاً) حال (ل) فتبين انّ الكهل يطلق علي سن ثلث و ثلثين سنة فانّ عيسي۷ لم‏يزد عمره علي ذلك (يم) (و من الصالحين ۴۶) حال (ل).

(قالت رب انّي) كيف او من اين (يكون لي ولد و لم‏يمسسني بشر قال كذلك) صفة مصدر محذوف ليخلق (يم) (اللّه يخلق مايشاء اذا قضي امراً فانما يقول له كن فيكون  47) علي الرفع و قرأ القارئ بالحمرة و هو (ر) علي النصب (هـ) اخبار لا جزاء.

(و يعلّمه) علي قراءة (ن) و (ص) و قرأ الباقون علي صيغة المتكلم و هم القارون بالحمرة (هـ) هو عطف علي وجيهاً و حال (الكتاب و الحكمة و التورية و الانجيل۴۸) لانّه امر بشريعة التورية و الانجيل معاً.

(و رسولاً) عطف علي وجيهاً (هـ) كانت نبوته ببيت المقدس (ث) (الي بني‏اسرائيل) دليل علي انّ عيسي لم‏يكن بعثته عاماً و انمابعث الي بني‏اسرائيل  (يم) (انّي) قائلاً بانّي (قدجئتكم باية من ربكم انّي) بالفتح و السكون و علي قراءة (ن) القارئ بالحمرة بالكسر و الفتح (هـ) و الحرميان و ابوعمرو بفتح الياء (هـ) بدل اية او خبر محذوف (اخلق لكم) خلق تقدير (ق) (من الطين) و دليله من الطين (هـ) (كهيئة) خلقاً كهيئة (ل) (الطير) يتبين من هذه الاية انّ البدن هيئة الروح و المسمي هو الروح فانّه قال في خلق البدن كهيئة الطير و قال في نفخ الروح

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۸۰ *»

فيكون طيراً فتنبه (يم) (فانفخ فيه فيكون طيراً) و قرأ (ن) القارئ بالحمرة طائراً علي صيغة اسم الفاعل (باذن اللّه و ابرئ الاكمه) الاعمي (ث) (و الابرص و احيي الموتي باذن اللّه و انبّئكم بما) موصول (تأكلون) في بيوتكم (ث) (و ماتدّخرون في بيوتكم) لمّاقالوا انّ ماتفعله سحر قال انبّئكم بماتأكلون و ماتدخرون  (ث) (انّ في ذلك لاية لكم ان كنتم مؤمنين۴۹).

(و مصدّقاً) و جئتكم مصدقاً (هـ) مفعول‏له (يم) حال (لمابين يدي من التورية و لاحلّ لكم) عطف علي مصدقاً او علي محذوف اي جئتكم مصدقاً لامور و لاحلّ (بعض الذي حرّم عليكم) كالسبت و الشحوم و الطير الذي حرّم اللّه علي بني‏اسرائيل (ق) (و جئتكم) كرّره لطول الكلام (باية من ربكم فاتقوا اللّه و اطيعون  50).

(انّ اللّه) ولي (يم) (ربي) امامي (يم) (و ربكم) و امامكم (يم) (فاعبدوه) فاطيعوه (يم) (هذا صراط مستقيم  51).([231])

(فلمّااحسّ) ابصر (هـ) اي لمّاسمع و رأي (ث) (عيسي) علي۷ (يم)([۲۳۲])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۸۱ *»

(منهم) من المنافقين (يم) (الكفر قال من انصاري الي اللّه) انصاري بسكون الياء علي السواد و علي قراءة (ن) بفتحها (هـ) في السلوك (قال الحواريّون)الشيعة (يم) سموا بذلك لانهم كانوا مخلصين في انفسهم مخلصين لغيرهم من اوساخ الذنوب بالوعظ و التذكير (ث) روي كانوا اثني‏عشر رجلاً و كان افضلهم الوقا([۲۳۳]) (نحن

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۸۲ *»

انصار اللّه امنّا باللّه) بولي (يم) (و اشهد بانّا مسلمون  52) مسلّمون لك تسليماً (يم).([۲۳۴])

(ربّنا امنّا بماانزلت) في علي۷ (يم)([۲۳۵]) (و اتّبعنا الرسول فاكتبنا مع

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۸۳ *»

الشاهدين  53).

(و مكروا) دبّروا قتل عيسي (و مكر اللّه) مزاوجة كلام (هـ) روي انّ اللّه سبحانه لايمكر ولكنه عزّوجلّ يجازيهم جزاء المكر (ث) (و اللّه خير الماكرين  54).

(اذ) عامله مكر اللّه (قال اللّه يا عيسي انّي متوفّيك) متسلّمك (هـ) او اخذك بتمامك (و رافعك الي) رفع في ليلة احدي و عشرين من شهر رمضان (ث) عن ابي‏عبداللّه۷ رفع عيسي بن مريم بمدرعة صوف من غزل مريم و من نسج مريم و خياطة مريم فلمّاانتهي الي السماء نودي ياعيسي الق عنك زينة الدنيا (هـ) و عن ابي‏الحسن علي بن موسي۷ ماشبه امر احد من انبياء اللّه و حججه للناس الاّ امر عيسي وحده لانّه رفع من الارض حياً و قبض روحه بين السماء و الارض ثم رفع الي السماء و ردّ عليه روحه و ذلك قول الله عزّوجلّ اذ قال اللّه ياعيسي الاية و قال اللّه حكاية لقول عيسي يوم القيمة كنت عليهم شهيداً الاية (و مطهّرك من الذين كفروا و جاعل الذين) المسلمين (اتبعوك) في تصديقك بمحمد۹ و علي۷ و شيعتهما (يم)([۲۳۶]) (فوق الذين كفروا) بهم (يم) (الي يوم القيمة ثم الي) الي القائم۷ (يم) (مرجعكم)([۲۳۷]) (فاحكم بينكم فيماكنتم فيه تختلفون  55).

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۸۴ *»

(فاما الذين كفروا) بالولي (يم) (فاعذّبهم) علي يد القائم۷ (يم) (عذاباً شديداً في الدنيا و الاخرة و مالهم من ناصرين  56).

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۸۵ *»

(و اما الذين امنوا) بالولي (يم) (و عملوا الصالحات) بالولاية و البراءة (يم)([۲۳۸]) (فيوفّيهم) علي قراءة حفص و علي قراءة الحمرة فنوفّيهم علي صيغة المتكلم (اجورهم و اللّه لايحبّ الظالمين  57).

(ذلك) مبتدأ (نتلوه) خبر (عليك من الايات) ال‏محمّد: (يم) (و الذكر) القرءان (يم) (الحكيم  58) علي۷ (يم) المحكم (هـ).([۲۳۹])

(انّ مثل عيسي عند اللّه) حيث خلقه من ريح (كمثل ادم خلقه) حال بتقدير قد (من تراب ثم قال له) لادم او لعيسي (هـ) الظاهر انّه لادم (يم) (كن فيكون  59) فهو يكون (هـ) هذا كلام عجيب فانّه اما يكون ضمير يكون راجعاً الي ادم او عيسي و كلاهما ماضيان و كان السبك الظاهر ان‏يقول فكان ولكن فيه معني عجيب لايعرفه اهل العربية و المراد انّه قال له كن و هو امره و حكمه فبعد مااوجده بكن فهو يكون ابد الابد لانّ مادخل في ملكه لايخرج من ملكه و هو في بقائه متجدد الاستمداد

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۸۶ *»

فالامر من اللّه واحد و هو دائم متجدد الاستمداد بلانهاية فتدبر (يم) لايخفي انّ قوله خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون فيه اشكال و هو في قوله ثم قال له كن بعد خلقه و الظاهر و اللّه اعلم انّ قوله خلقه من تراب اي صنع بدنه من تراب ثم قال له كن في انشاء خلقه الاخر و هو نفخ الروح فانّ المراد كن انساناً و انسانيته بروحه لا بجسده او كن حياً كماقال ثم انشأناه خلقاً اخر او خلقه للمادة كماقال من تراب و قوله كن للصورة (يم).

(الحق من ربك) تلك الاخبار او هو مبتدأ و من ربّك خبره (هـ) اي علي من ربك او الحق من علي۷ (يم)([۲۴۰]) (فلاتكن من الممترين  60).

(فمن حاجّك فيه من بعد ماجاءك من العلم فقل تعالوا ندع ابناءنا )الحسن و الحسين۸ (ث) (و ابناءكم و نساءنا) فاطمة۳ (ث) (و نساءكم و

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۸۷ *»

انفسنا) علياً۷ (ث) (و انفسكم) فالحسن و الحسين۸ ابناء هذه الامة و فاطمة۳ نساؤهم و علي۷ انفسهم و اطلاق المطلق ينصرف الي الفرد الاكمل و هم الفرد الاكمل من الابناء و النساء و الانفس فتفهم (يم) (ثم نبتهل) نلتعن (فنجعل لعنة اللّه علي الكاذبين ۶۱).

(انّ هذا لهو) عماد او مبتدأ (القصص) خبر انّ او لهو و الجملة خبر انّ (هـ) مصدر (هـ) البيان (يم)([۲۴۱]) (الحقّ و مامن) لعموم النفي (هـ) زائدة (ل) (اله) مبتدأ (ل) موجود (ل) (الاّ اللّه) خبر (ل) بدل اللّه (ل) (و انّ اللّه لهو العزيز) في محمد۹(يم) (الحكيم  62) في علي۷ (يم) فلاعزيز و لاحكيم سواه (يم).

(فان تولّوا) اعرضوا (هـ) اي صاروا والياً غصباً (يم)([۲۴۲]) (فانّ اللّه عليم بالمفسدين ۶۳) تهديد شديد (يم).

(قل يا اهل الكتاب تعالوا) لمّابيّن امر عيسي و ادحض حججهم بالمباهلة دعاهم الي الاقرار بالتوحيد (يم) (الي كلمة) لااله الاّ اللّه محمّد رسول اللّه عيسي عبداللّه مخلوق كادم (ث) (سواء بيننا و بينكم الاّنعبد) بدل كلمة او خبر محذوف (الاّ اللّه و لانشرك به شيئاً و لايتّخذ بعضنا بعضاً ارباباً) ائمة (يم) باجماع و شوري (يم) (من دون اللّه) ولي (يم) لمّانزلت الاية قال عدي بن حاتم ماكنّا نعبدهم يارسول اللّه فقال۹ اماكانوا يحلّون لكم و يحرّمون فتأخذون بقولهم قال نعم فقال۹هو ذاك([۲۴۳]) (فان تولّوا) غصبوا الولاية  (يم) (فقولوا اشهدوا بانّا

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۸۸ *»

مسلمون  64 )للولي الحق (يم).

(يااهل الكتاب لم تحاجّون في ابراهيم) لمّااوضح امر عيسي و رفع

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۸۹ *»

الشبهات فيه من اهل الكتاب اراد ان‏يرفع باطلهم في امر ابراهيم (يم) (و ماانزلت التورية و الانجيل الاّ من بعده افلاتعقلون  65).

(ها انتم) علي السواد و قرأ (و) و (ن) هأنتم بحذف الالف (هـ) مبتدأ (هؤلاء )عطف بيان (حاججتم) خبر (فيمالكم به علم فلم تحاجّون فيماليس لكم به علم و اللّه يعلم و انتم لاتعلمون  66) فالمباحثة و المجادلة فيما لا علم للطرفين او لاحدهما به لايجوز (يم).

(ماكان ابراهيم يهودياً) يصلّي الي المغرب (ث) (و لانصرانياً) يصلّي الي المشرق (ث) (ولكن كان حنيفاً) علي دين محمد۹ (ث) خالصاً ليس فيه من عبادة الاوثان (ث) (مسلماً و ماكان من المشركين  67) تعريض علي شركهم  (ث).

(انّ اولي الناس بابراهيم) باتّباع ملة ابراهيم (يم) (للذين اتّبعوه و هذا النبي) عن عمر بن يزيد عن الصادق۷ قال انتم واللّه من ال‏محمد فقلت من انفسهم جعلت فداك قال نعم واللّه من انفسهم ثلثاً ثم نظر الي و نظرت فقال ياعمر انّ اللّه يقول في كتابه انّ اولي الناس الاية (و الذين امنوا) الائمة: (يم) الشيعة (ث)([۲۴۴])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۹۰ *»

(واللّه (ولي (يم) )ولي المؤمنين  68) يمكن ان‏يتخذ ولي المؤمنين بدلاً من اللّه و اللّه عطفاً علي سابقه و يمكن ان‏يتخذ خبراً و هو معروف و هو اولي بالمؤمنين من انفسهم (يم).

(ودّت) ودّ للتمني غالباً (طائفة من اهل الكتاب) القرءان (يم) (لويضلّونكم )عن الولاية (يم)([۲۴۵]) (و مايضلّون الاّ انفسهم و مايشعرون  69).

(يا اهل الكتاب لم‏تكفرون بايات اللّه) بالائمة: (يم) الظاهرة علي يد محمد۹كماظهر علي يد سائر الانبياء (يم) (و انتم تشهدون  70) بماقال النبي ۹ في حقهم و ترون فضلهم و معجزاتهم (يم) بصدق التورية و فيه ذكر

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۹۱ *»

محمّد ۹ و صفاته.

(يا اهل الكتاب لم تلبسون) تخلّطون (يم) (الحق) امر علي۷ (يم) (بالباطل) بولاية غيره و انكار فضله (يم) (و تكتمون الحق) فضائله (يم) (و انتم تعلمون  71) مافي التورية من صفة محمد۹ (ق).([۲۴۶])

(و قالت طائفة) اليهود (ق) (من اهل الكتاب) لاخري منهم (امنوا بالذي) صلوتهم الي بيت المقدس (ق) و (ث) (انزل علي الذين امنوا وجه )ظرف (النهار و اكفروا اخره) ظرف (هـ) صلوتهم الي الكعبة (ق) و (ث) (لعلّهم يرجعون  72) الي قبلتنا (هـ) قدامتثل امرهم العامة امنوا بماانزل علي المسلمين وجه

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۹۲ *»

النهار اي اول البعثة و كفروا بماانزل اخر البعثة من امر الولاية لعنهم‏اللّه (يم).

(و لاتؤمنوا) لاتصدّقوا (يم) هو كلام اليهود ظاهراً (هـ) يحتمل ان‏يكون الي دينكم من كلام اليهود و الباقي كلام اللّه و المعني انّ الهدي هدي اللّه بايتاء احد من عباده من العلم و الحكمة و الاطلاع علي اخبار السلف مثل مااوتيتم في التورية و محاجّتهم اياكم عند ربكم يعني انّ هدي اللّه هكذا و الفضل بيده يؤتيه من يشاء فماالذي تنكرون منا ان‏يؤتينا فهدي اللّه بدل الهدي و ان‏يؤتي خبر انّ و يحاجّوكم عطف علي يؤتي الحاصل انّ معني الهداية هذا و الفضل بيد اللّه و قد اتانا فقدهدانا كماترون و هذا اوجه مماذكروا في الاية (يم)([۲۴۷]) (الاّ لمن تبع دينكم قل) جواب لاتؤمنوا (يم) (انّ الهدي هدي اللّه )بدل (ان) علي السواد و قرأ (ث) ان بالالف المقصورة بعد الهمزة  (هـ) مصدرية (يؤتي )خبر (احد مثل مااوتيتم) و يحتمل ان‏يكون من كلام اليهود و القول و المقول معترضة (يم) و قيل ان‏يؤتي مفعول تؤمنوا و اللام في لمن زائدة اي لاتؤمنوا ان‏يؤتي احد كذلك الاّ من اتبع دينكم و قيل معناه و لاتؤمنوا اي لاتصدقوا الاّ من اتبع دينكم بان‏يؤتي و قيل انقطع الكلام عند دينكم ثم الكلام للّه و ان‏يؤتي اي ان لايؤتي و قيل معان اخر كلّها واهية (ل) (او) اي حتي (ز) (يحاجّوكم عند ربكم) و قدفعل بنا و هدانا اليه (قل) جواب ان‏يؤتي الي اخر (يم) (انّ الفضل بيد اللّه )بولي اللّه (يم)([۲۴۸])(يؤتيه من يشاء و اللّه واسع عليم ۷۳).

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۹۳ *»

(يختصّ برحمته) بولاية علي۷ (يم)([۲۴۹]) (من يشاء و اللّه ذوالفضل العظيم ۷۴).

(و من اهل الكتاب من ان تأمنه بقنطار يؤدّه) بكسر الهاء علي السواد و قرأ (و) و (ح) بسكونها (اليك و منهم من ان تأمنه بدينار لايؤدّه) بكسر الهاء و قرأ (و) و (ح) بسكونها (اليك الاّ مادمت عليه قائماً)روي عنه۹ لمّانزل هذه الاية قال

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۹۴ *»

كذب اعداء اللّه مامن شي‏ء كان في الجاهلية الاّ و هو تحت قدمي الاّ الامانة فانّها مؤداة الي البرّ و الفاجر (ذلك بانهم قالوا ليس علينا في الاميّين) من جهة الاميّين (سبيل) اي يحل لنا ان‏نأخذ مال الاميّين اي من ليس له كتاب فردّ اللّه عليهم (ق) الذي يظهر من الخبر انّ معني قوله ليس علينا في الاميين سبيل اي ليس علينا في خيانة امانة المسلمين سبيل فانّهم يستحلون خيانة اماناتنا فنحن ايضاً نستحلّ خيانتهم  (يم) (و يقولون علي اللّه الكذب و هم يعلمون  75).

(بلي من اوفي بعهده) في الذرّ (يم) اللّه او نفسه (يم)([۲۵۰]) (و اتّقي) عن اعداء اللّه (يم) فاللّه يحبّه (يم) (فانّ اللّه يحب المتقين  76).([251])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۹۵ *»

(انّ الذين) نزلت في العهد (ث) (يشترون بعهد اللّه) المأخوذ عليهم في علي۷(يم) (و ايمانهم ثمناً قليلاً) ولاية الخلفاء (يم)([۲۵۲]) (اولئك لا  خلاق )نصيب (ث) (لهم في الاخرة) في علي۷ و ولايته (يم) روي الخلاق النصيب فمن لم‏يكن له نصيب في الاخرة فباي شي‏ء يدخل الجنة([۲۵۳]) (و لايكلّمهم اللّه و لاينظر اليهم) اي لايرحمهم (ث) (يوم القيمة و لايزكّيهم) من ذنوبهم (ث) (و لهم عذاب اليم  77).

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۹۶ *»

(و انّ) اخبار بالغيب (يم) (منهم) من اليهود (ق) (لفريقاً) اسم انّ دخلت عليه اللام لماتأخر (يلوون) يفتلون (السنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب و ماهو من الكتاب و يقولون هو من عند اللّه و ماهو من عند اللّه و يقولون علي اللّه الكذب) اي ماامرناهم بذلك (يم) (و هم يعلمون  78).

(ماكان) ماينبغي (لبشر) اشعار بالدليل (يم) لمّاقدّم احوال اهل الكتاب و مكرهم و كيدهم في كل باب اراد ان‏ينفي عن انبيائه ماينسبون اليهم في اخبارهم (يم) (ان‏يؤتيه اللّه الكتاب و الحكم و النبوة ثم يقول للناس كونوا عباداً لي من دون اللّه) ولي (يم) (ولكن) و ينبغي له ان‏يقول (يم) (كونوا) امرناهم بان (يم) و يمكن ان‏يكون لكن كلام اللّه للانبياء اي قلنا لهم كونوا الاية فهم معصومون يكونون كذا و لايدعون غيره (يم) (ربانيّين) علماء (ق) الرباني المنسوب الي الرب كمايقال للمنسوب الي البحر بحراني و لعظيم الرقبة رقبان و منه لحيان او صفة مشبهة مثل نعسان فهو المربي (بماكنتم تعلّمون) بالتشديد علي قراءة الكوفيين و (ر) و قرأ الباقون القارون بالحمرة تعلمون من الثلاثي المجرد (الكتاب و بماكنتم تدرسون  79).

(و لايأمركم) علي النصب علي قراءة (ص) و (ح) و (ر) و علي الرفع علي قراءة الحمرة (هـ) علي النصب اي و لاكان لبشر ان‏يأمركم (يم) و علي الرفع ابتداء الكلام (ان‏تتّخذوا الملائكة و النبيّين ارباباً أيأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون۸۰).

(و اذ اخذ اللّه) انّ اللّه تعالي اخذ الميثاق علي الانبياء قبل نبينا۹ ان‏يخبروا اممهم بمبعثه و نعته و يبشروهم بتصديقه (ث) (ميثاق النبيّين) علي اممهم (ث) (لما) في محل جواب قسم (هـ) ما شرطية او خبرية (ز) لما ما اما موصول و مبتدأ او شرط و منصوب ببعده (اتيتكم) علي السواد و قرأ (ن) اتيناكم (هـ) لمااتيتكم بالكسر اي اخذ ميثاقهم لاجل انّهم اوتوا الكتاب و بالفتح لام ابتداء في جواب قسم مفهوم من اخذ الميثاق لانّه كالقسم (ل) (من كتاب و حكمة ثم جاءكم رسول مصدّق

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۹۷ *»

لمامعكم لتؤمننّ) يتعلق بقسم محذوف و خبر لما او جزاء (به) برسول اللّه ۹  (ث) (و لتنصرنّه) في الرجعة (ث) و لابد ان‏يرجعوا حتي يفعلوا (يم) اميرالمؤمنين (ث)([۲۵۴])(قال) لهم في الذر (ث) (ءاقررتم و اخذتم علي ذلكم اصري) عهدي (ث) علي اممكم (ث) (قالوا اقررنا) لمّاقدّم احوال النبيّين و انّهم لايدّعون الربوبية اراد ان‏يبيّن انّهم مطيعون لرسول اللّه۹ مقرّون لطاعته فضلاً عن ان‏يدّعوا الربوبية (يم) (قال) اللّه للملائكة (ث) (فاشهدوا و انا معكم من الشاهدين  81) عليكم و علي اممكم (ث).

(فمن تولّي بعد ذلك) بعد اقرار الانبياء و ايمانهم به (يم) (فاولئك هم الفاسقون ۸۲).

(أفغير) عطف علي ماسلف (دين اللّه) ان‏تقرّوا بمحمد۹ و وصيه (ق) علي۷(يم) لمااثبت انّ الانبياء مقرّون بالعبودية و الطاعة للرسول و هو الاسلام حقيقة قال (يم) (يبغون) علي السواد و علي قراءة حفص و (و) تبغون (هـ)([۲۵۵]) (و له اسلم) هو توحيدهم للّه (ث) (من في السموات و الارض طوعاً) حال (و كرهاً) فرقاً من السيف (ث) تأويله في هذه الدنيا في عصر القائم يسلم الناس علي يديه (ث) الكينونات و المؤمنون اسلموا طوعاً و الكفار اسلموا هرباً من السيف عند

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۹۸ *»

رؤية البأس (يم) و في عالم الذر اسلم اصحاب اليمين طوعاً و اصحاب الشمال فرقاً من النار (ث) (و اليه يرجعون۸۳) علي قراءة حفص و علي قراءة الحمرة ترجعون.

(قل امنّا باللّه) فالنبي اذا قال امنّا فقدامن جميع امته لانّه لسانهم الي اللّه و لسان اللّه اليهم (يم)([۲۵۶]) (و ماانزل علينا) في علي۷ (يم)([۲۵۷]) (و ماانزل علي ابراهيم و اسمعيل و اسحق و يعقوب و الاسباط) قيل لابي‏جعفر۷ هل كان ولد يعقوب انبياء قال لا ولكنهم كانوا اسباطاً اولاد الانبياء لم‏يكونوا فارقوا الدنيا الاّ سعداء تابوا و تذكّروا ماصنعوا (و مااوتي موسي و عيسي و النبيّون من ربهم لانفرّق بين احد منهم و نحن له مسلمون  84).

(و من يبتغ) لمابيّن انّ الاسلام هو الدين اراد بيان كفر المخالفين (يم) (غير )صفة مقدم علي معني الحال (ل) (الاسلام) التسليم لعلي۷ (يم)([۲۵۸])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۹۹ *»

(ديناً) مفعول (ل) تمييز (فلن‏يقبل منه و هو) خاسر (ل) (في الاخرة من الخاسرين  85).

(كيف) استفهام انكار (يهدي اللّه قوماً كفروا) بعلي۷ (يم) (بعد ايمانهم )بعد ان‏امنوا (هـ) برسول اللّه۹ (يم) (و شهدوا) حال (يم) (انّ الرسول حقّ و جاءتهم البيّنات) النصوص علي علي۷ (يم) البينات المعجزات الظاهرة علي يد الرسول (يم)([۲۵۹]) (و اللّه لايهدي) فيه دلالة للتقرير (يم) (القوم الظالمين  86) باتباع غير علي۷ (يم).([۲۶۰])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۰۰ *»

(اولئك جزاؤهم) مبتدأ (ل) او بدل (ل) الجملة خبر اولئك (انّ) خبر (عليهم لعنة اللّه و الملائكة و الناس اجمعين  87).

(خالدين) حال (ل) (فيها لايخفّف) حال (ل) (عنهم العذاب و لاهم )حال (ل) (ينظرون  88).

(الاّ الذين) منصوب بالاستثناء (تابوا من بعد ذلك و اصلحوا فانّ) جزاء لانّ الصدر يشبه الشرط (اللّه غفور رحيم  89) لهم بوليه (يم).

(انّ الذين كفروا) بعلي۷ (يم) (بعد ايمانهم) بمحمد۹ (يم) (ثم ازدادوا كفراً) بقتل الحسين۷ (يم) او كفروا بعيسي بعد ايمانهم بموسي ثم ازدادوا كفراً بمحمد۹ (يم) (لن‏تقبل توبتهم) و ذلك انّ من المزداد كفراً من احاط بقلبه الكفر فهو لايتوب و ان اظهر التوبة فهو مكر و خديعة و نفاق (يم) (و اولئك هم الضالّون  90) فظهر انّ الضلال الحقيقي مساوٍ مع الكفر (يم).([۲۶۱])

(انّ الذين كفروا و ماتوا و هم) حال (كفّار فلن‏يقبل من احدهم مل‏ء الارض ذهباً) تمييز (و لو افتدي به) تأكيد و رافع لابهام انّ الفداء شرطه عدم القبول (اولئك لهم عذاب اليم و مالهم) حال (ل) (من) زائدة (ل) (ناصرين  91).

(لن‏تنالوا البر) روي نحن البر و روي من مضت له سنة لم‏يصلنا من ماله قلّ او

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۰۱ *»

كثر لم‏ينظر اللّه اليه يوم القيمة الاّ ان‏يعفو اللّه عنه ثم قال ابوعبداللّه۷ يامفضّل انّها فريضة فرضها اللّه علي شيعتنا في كتابه ان‏يقول لن‏تنالوا البر الاية (حتي تنفقوا ممّا )يحتمل ان‏يكون «ما» مصدرية اي تنفقوا حبكم اي بحب بعضكم بعضاً (يم) (تحبّون )روي اقرأها ماتحبون (هـ) حتي تردّوا الي ال‏محمد حقهم (ق) (و ماتنفقوا من شي‏ء فانّ اللّه به عليم  92) لمّاذكر انّ الفداء لايغني عن الكفار يوم القيمة اراد ان‏يبيّن انّ الانفاق ينفع في الدنيا و لاينال برّ اللّه الاّ بالانفاق ممايحبون (يم).

(كلّ الطعام) الكلام حكاية عن قول اليهود و لفظه لفظ الخبر (ق) لمّاذكر انّ الانبياء يؤمنون باللّه و برسوله اراد ان‏يبيّن انّهم في الشرايع تابعون لوحي اللّه لايفترون علي اللّه (يم) (كان حلاًّ لبني‏اسرائيل الاّ ماحرّم اسرائيل علي نفسه) حرّم علي نفسه لحم الابل (ث) لانّه كان لحم الابل يهيّج له وجع الخاصرة (ث) عن ابي‏عبداللّه۷انّ اسرائيل كان اذا اكل من لحم الابل هيّج عليه وجع الخاصرة فحرّم علي نفسه لحم الابل و ذلك قبل ان‏تنزل التورية فلمّانزلت التورية لم‏يحرمه و لم‏يأكله  (هـ) و قالت اليهود لحم الجمل محرم في التورية فقال اللّه عزّوجلّ قل فأتوا الاية  (ق) (من قبل) متعلق بقوله حرم كمايفهم من الخبر (يم)([۲۶۲]) (ان‏تنزّل التورية قل فأتوا بالتورية فاتلوها ان كنتم صادقين  93).

(فمن افتري علي اللّه الكذب من بعد ذلك فاولئك هم الظالمون  94).

(قل صدق اللّه فاتبعوا ملة ابراهيم) روي ماعلي ملة ابراهيم الاّ نحن و شيعتنا (حنيفاً و ماكان من المشركين  95).

(انّ اوّل) لمّاذكّر الناس باتباع ملة ابراهيم امر الناس بالحج و مشاهدة مقامه و الاعتبار به (يم) (بيت) امام (يم) (وضع) حمله (يم) صفة بيت (يم) (للناس )لمحمد و ال‏محمد: (يم) سئل۷ أهو اول بيت قال لا قدكان قبله بيوت ولكنه اول

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۰۲ *»

بيت وضع للناس مباركاً فيه الهدي و الرحمة و البركة و اول من بناه ابراهيم ثم بناه قوم من العرب من جرهم ثم هدم فبنته العمالقة ثم هدم فبناه قريش (للذي ببكة )لعلي۷(يم) موضع البيت (ث) سميت بكة بكة لانّ الناس يبكون فيها يعني يزدحمون و في رواية لبكاء الناس حولها (ث) (مباركاً) حال من ضمير وضع (و هدي للعالمين  96).([263])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۰۳ *»

(فيه ايات) اي في وضعه ايات (يم) ذلك ان‏تأخذ فيه حالاً و ايات خبراً مقدماً و مقام مبتدأ مؤخراً و من دخله عطفاً او مستأنفاً (يم) (بينات مقام ابراهيم) منها مقام ابراهيم لانّه روي في تفسير الايات مقام ابراهيم و الحجر الاسود و منزل اسمعيل  (هـ) او بدل ايات (يم)([۲۶۴]) (و من) يمكن ان‏يكون عطفاً علي مقام ابراهيم (يم)([۲۶۵]) (دخله)الحرم (ث) عارفاً اهل‏البيت حق معرفتهم (ث) روي في من دخله من بايع قائمنا و دخل معه و مسح علي يده و دخل في عقدة اصحابه كان امناً و روي من دفن في الحرم أمن من الفزع الاكبر من برّ الناس و فاجرهم (كان امناً) في الدنيا و الاخرة (ث) من سخط اللّه (ث) (و للّه علي الناس حجّ) بالكسر علي قراءة (ح) و (س) و حفص و الفتح علي قراءة الحمرة (البيت) يعني الحج و العمرة (ث) (من )بدل من الناس (ز) (استطاع اليه سبيلاً) له مايحجّ به (ث) (و من كفر) من ترك

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۰۴ *»

(ث) هو كفر النعم (ث) من قال ليس هذا هكذا (ث) (فانّ اللّه غني عن العالمين  97) فيه استغناء عظيم (يم).([۲۶۶])

(قل يا اهل الكتاب) القرءان (يم) سرّ النظم انّ نوع الكلام سابقاً كان في مخاطبة اهل الكتاب و احتجاجهم فعاد اليه (يم) (لم) توبيخ (تكفرون بايات اللّه )بال‏محمد:(يم) التي ظهرت علي يد محمّد كماظهرت علي يد سائر الانبياء (يم) (و اللّه) حال (شهيد علي ماتعملون  98).

(قل يا اهل الكتاب) القرءان (يم) (لم) توبيخ (تصدّون عن سبيل اللّه )عن علي۷ (يم) (من امن تبغونها) السبيل (هـ) يقال بغاه الشي‏ء اذا طلبه له  (قاموس) (عوجاً) الميل عن طريق الحق (هـ) متعوّجاً (يم) (و انتم) حال (شهداء) بنصب رسول اللّه۹ علياً۷ (يم) (و مااللّه بغافل عماتعملون  99).([267])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۰۵ *»

(ياايها الذين امنوا) بعلي۷ (يم) ثم حذّر سبحانه المؤمنين عن قبول قولهم (يم) (ان‏تطيعوا فريقاً) النواصب (يم) منكري الفضائل (يم) (من الذين اوتوا الكتاب) القرءان (يم) (يردّوكم بعد ايمانكم) بمحمد۹ (يم) (كافرين  100) بعلي۷(يم).

(و كيف تكفرون) بعلي۷ (يم) (و انتم) حال (تتلي عليكم ايات اللّه) فضائل علي۷ (يم) (و فيكم) حال (هـ) في قلوبكم (يم) (رسوله)([۲۶۸])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۰۶ *»

(و من يعتصم) يمتنع باللّه عن محارم اللّه (ث) هو الامام۷ (يم) (باللّه )بولي اللّه (يم) ابان اللّه سبحانه بانّ هناك قوم يعتصمون باللّه و هنا قوم يعتصمون بحبل

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۰۷ *»

اللّه و هم مأمورون بذلك و هو الامام۷ و الاعتصام الامتناع من المحارم فالحجة هو المعصوم باللّه و الشيعة المعتصمون معصومون بامامهم لانّ الاية لابد لها من عامل كما انّ الاية الاولي لابد لها من عامل و هو الامام۷ (يم) (فقدهدي الي صراط مستقيم  101 )الولاية (يم).([۲۶۹])

(ياايها الذين امنوا) الخلق من الهلاك (يم) يا ال‏محمّد: (يم)([۲۷۰]) (اتقوا اللّه حقّ تقاته) يطاع و لايعصي و يذكر فلاينسي و يشكر فلايكفر (ث) هي منسوخة بقوله فاتقوا اللّه مااستطعتم (ث) روي واللّه ماعمل بها غير بيت رسول اللّه۹فلمانزلت قالت الصحابة لانطيق ذلك فانزل اللّه فاتقوا اللّه مااستطعتم روي انّها منسوخة بتلك الاية (و لاتموتن الاّ و انتم مسلمون  102) روي انّ التنزيل مسلّمون لرسول اللّه ثم الامام (هـ) روي الدنيا كلها جهل الاّ مواضع العلم و العلم كله حجة الاّ ماعمل به و العمل كله رياء الاّ ماكان مخلصاً و الاخلاص علي خطر حتي ينظر العبد

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۰۸ *»

بمايختم له.

(و اعتصموا) تمسّكوا يا ال‏محمد (ث) (بحبل اللّه) بال‏محمد: (ث) القرءان (ث)([۲۷۱]) (جميعاً) حال عن الحبل او فاعل اعتصموا (و لاتفرّقوا) تتفرقوا

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۰۹ *»

(هـ) امرهم ان‏يجتمعوا علي ولاية ال‏محمد: و لايتفرقوا (ث).

(و اذكروا نعمة اللّه عليكم اذ كنتم اعداء فالّف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته) بولاية علي۷ (يم) (اخواناً)([۲۷۲]) (و كنتم علي شفا) طرف (حفرة من النار) الاول (يم) (فأنقذكم منها) بمحمّد روي كذا نزلت (هـ) روي ابشروا باعظم المنن عليكم قول اللّه و كنتم علي شفاحفرة من النار فانقذكم منها فالانقاذ من اللّه هبة و اللّه لايرجع في هبته (كذلك يبيّن اللّه لكم اياته لعلكم تهتدون  103).

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۱۰ *»

(و لتكن منكم) بعضكم (امة) خاص غير عام و هو القوي المطاع العالم بالمعروف و النهي عن المنكر (ث) روي هذه الاية لال‏محمد: و من تابعهم (هـ) روي ولتكن منكم ائمة و هذه الامة هم المطاعون و الاّ فلاثمرة في الامر فيجب ان‏يكون هذه الامة مطاعين للسائرين و هم الذين قال اللّه فيهم اطيعوا اللّه و اطيعوا الرسول و اولي الامر منكم الاية (يدعون الي الخير و يأمرون بالمعروف) بالولاية (يم) (و ينهون عن المنكر) الثاني (يم) اوحي اللّه الي شعيب النبي انّي معذب من قومك مأة الف و اربعين الفاً من شرارهم و ستين الفاً من خيارهم فقال يارب هؤلاء الاشرار فمابال الاخيار فاوحي اللّه عزّوجلّ اليه انّهم داهنوا اهل المعاصي و لم‏يغضبوا لغضبي([۲۷۳]) (و

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۱۱ *»

اولئك هم المفلحون ۱۰۴).

(و لاتكونوا كالذين) غير اهل الحق (يم) (تفرّقوا و اختلفوا من بعد ماجاءهم البيّنات) في امر علي۷ (يم) (و اولئك لهم عذاب عظيم  105).

(يوم) عامله عظيم (تبيضّ وجوه) رؤساء (يم) (و تسودّ وجوه)رؤساء (يم)([۲۷۴]) (فامّا) جوابه محذوف (الذين اسودّت) انّهم اهل البدع و الاهواء و الاراء الباطلة من هذه الامة  (ث) اتباع اعداء ال‏محمد: (ث) (وجوههم أكفرتم) يقال لهم أكفرتم بعلي۷ (يم) (بعد ايمانكم) برسول اللّه۹ (يم) (فذوقوا العذاب بماكنتم تكفرون  106).

(و امّا الذين ابيضّت) اتباع ال‏محمد: (وجوههم ففي رحمة اللّه )الولاية (يم) دلّ علي دخولهم (هم فيها خالدون  107) دلّ علي خلودهم([۲۷۵])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۱۲ *»

(تلك ايات اللّه( ولي (يم) )نتلوها عليك بالحق) بعلي۷ (يم) (و ما اللّه يريد) دليل علي حدوث الارادة (يم)([۲۷۶]) (ظلماً للعالمين  108).

(و للّه) لولي (يم) (مافي السموات و مافي الارض و الي اللّه) ولي (يم) (ترجع الامور  109) فلاامر الاّ للّه و من اللّه و الي اللّه ليس لاحد من الامر شي‏ء (يم).([۲۷۷])

(كنتم) يا محمد و اوصياءه (ث) يا ال‏محمّد و شيعتهم (يم)([۲۷۸]) (خير امة )روي نزلت خير ائمة و روي يعني الامة التي وجبت لها دعوة ابراهيم۷ (هـ) قرأت هذه الاية عند ابي‏عبداللّه۷ فقال خير امة يقتلون اميرالمؤمنين و الحسن و الحسين ابني علي فقال القارئ كيف نزلت قال خير ائمة (هـ) لمّاامر المؤمنين ان يكون منهم امة يأمرون و ينهون ابتدأ في مدح القائمين بهما (يم) (اخرجت للناس تأمرون بالمعروف) بولاية علي۷ (يم) (و تنهون عن المنكر) عن الثاني و طرفيه (يم)

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۱۳ *»

(و تؤمنون باللّه) برسول اللّه۹ (يم) قوله تعالي كنتم خير امة اخرجت للناس صريح في انّ ال‏محمّد: افضل من الانبياء فانّ الانبياء امة اخرجوا للناس و الناس غير الامة فالائمة خير من جميع الامم امم الانبياء و الرسل و الاوصياء الذين اخرجوا للناس لهدايتهم و تعليمهم و تكميلهم فال‏محمد:خير البرية بالنص الصريح فهم معصومون بنص الكتاب مطهرون و لهم كل فضل ثبت لنبي من الانبياء: و لايجوز ان‏يكون المخاطب جميع الامة لمافي القرءان انّ في الامة منافقين و المرجين لامر اللّه و المستضعفين و الفسّاق و الظلمة فهم جميعهم ليسوا خير امة و لم‏يخرج كلّهم للناس و مَن الناس بعد و جميع بني‏ادم امة النبي فافهم (يم) (و لو امن اهل الكتاب) اهل القرءان بكم يا خير امة (يم) (لكان خيراً لهم منهم المؤمنون و اكثرهم الفاسقون  110).

(لن‏يضرّوكم الاّ اذي و ان‏يقاتلوكم) اخبار بالغيب (يم) (يولّوكم الادبار ثم لاينصرون  111).

(ضربت) نزلت في الذين غصبوا ال‏محمد حقوقهم (ق) سرّ النظم لمامدح المؤمنين و قال انّ اهل الكتاب ايضاً لو امنوا كان خيراً سرد الكلام علي منواله و قدذكر اعتصموا بحبل اللّه اراد ان‏يبيّن الحبل (يم) (عليهم الذلّة) شبّهت بالخيمة (اينماثقفوا) وجدوا (الاّ) ان‏يعتصموا (بحبل) الكتاب (ث) (من اللّه) بيانية اي من امر اللّه و علمه (يم) (و حبل من) بيانية (يم) (الناس) اميرالمؤمنين۷(ث) رسول اللّه حبل من اللّه و علي حبل من الناس اي رسول اللّه۹ او حبل من اللّه علي۷ و حبل من الناس الشيعة لانّهم منه (يم)([۲۷۹]) (و باءوا بغضب من اللّه و

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۱۵ *»

ضربت عليهم المسكنة ذلك بانّهم كانوا يكفرون) كان ذلك ديدنهم (يم)([۲۸۰])(بايات اللّه) بالائمة:(يم) )و يقتلون الانبياء) محمداً۹ باذاعة امره ثم اماتة امره  (يم)([۲۸۱])(بغير حقّ ذلك بماعصوا و كانوا يعتدون  112) روي واللّه

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۱۶ *»

ماضربوهم بايديهم و لاقتلوهم باسيافهم ولكن سمعوا احاديثهم و اسرارهم فاذاعوها فاخذوا عليها فقتلوا فصار قتلاً و اعتداء و معصية.

(ليسوا سواء) يمكن ان‏يكون ضمير ليسوا راجعاً الي المؤمنين و الفاسقين في صدر الكلام (يم) (من اهل) متعلقه محذوف (الكتاب) القرءان (يم) (امة )شطره الاخر محذوف (يم) او هو انّ الذين كفروا (يم) مرفوع بالظرف (قائمة) صفة (يتلون )حال او صفة (ايات اللّه) فضائل علي۷ (يم) (اناء) جمع اني اي ساعات (الليل و هم) عطف علي يتلون او علي قائمة (يسجدون  113 )يخضعون للولي (يم) روي لا حسد الاّ في اثنين رجل اتاه اللّه مالاً فهو ينفق منه اناء الليل و اطراف النهار و رجل اتاه اللّه القرءان فهو يقوم اناء الليل و اناء النهار.([۲۸۲])

(يؤمنون) حال او صفة لامّة (ل) (باللّه) برسول اللّه۹ (يم) (و اليوم الاخر) و علي۷ (يم) (و يأمرون بالمعروف) بالولاية (يم) (و ينهون عن المنكر) عن الثاني و طرفيه (يم)([۲۸۳]) (و يسارعون في الخيرات) في اعمال البرّ (يم)([۲۸۴]) (و اولئك) ال‏محمد: هم القائمون بامر اللّه يتلون ايات اللّه اناء ليل الغيبة

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۱۷ *»

و هم يخضعون لغلبة دولة الباطل و يؤمنون و يأمرون و ينهون شيعتهم و يسارعون و اولئك من الصالحين اي الحجج فليسوا سواء مع غيرهم أفمن يهدي الي الحق احق ان‏يتبع امّن لايهدّي الاّ ان‏يهدي (يم) (من الصالحين  114) مع غيرهم (يم).([۲۸۵])

(و ما) شرطية (يفعلوا) علي قراءة (ح) و (س) و حفص و علي قراءة الحمرة تفعلوا علي صيغة المخاطب (من خير فلن‏يكفروه) علي قراءة من قرأ يفعلوا و تكفروه علي قراءة من قرأ تفعلوا (هـ) القمي: يجحدوه (هـ) اي لايترك جزاؤكم علي الخير و الاّ فالخير من المؤمن مكفّر (ث) و روي انّ المؤمن مكفور و ذلك انّ معروفه يصعد الي اللّه فلاينتشر في الناس و الكافر مشهور و ذلك انّ معروفه للناس ينتشر في الناس و لايصعد الي السماء و روي يداللّه فوق رءوس المكفّرين ترفرف بالرحمة و روي كان رسول اللّه۹ مكفّراً لايشكر معروفه و كذلك نحن مكفّرون و خيار المؤمنين مكفّرون (و اللّه عليم بالمتقين  115) انّمايتقبل اللّه من المتقين (يم).

(انّ الذين كفروا) بعلي۷ (يم) لم‏يشكروا (يم) لمّاوصف المؤمنين عقّبهم بالكافرين و بمناسبة قوله فلن‏يكفروه فذكر بعد انّ الذين كفروا و لم‏يشكروا ماانعمنا عليهم من نبي و ولي و غيرهما هم كذا و كذا (يم)([۲۸۶]) (لن‏تغني) لن‏تدفع (عنهم

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۱۸ *»

اموالهم و لا اولادهم من اللّه شيئاً و اولئك اصحاب النار) الاول (يم) (هم فيها خالدون  116).

(مثل ماينفقون في هذه الحيوة الدنيا) في سبيل الخلفاء (يم) (كمثل ريح )اي انفاقهم يتلف اموالهم (يم) (فيها صرّ) الجملة نعت ريح (ل) برد او صوت او لهب نار (اصابت حرث قوم ظلموا) نعت (ل) (انفسهم فاهلكته) او مجموع المثل لمجموع الممثّل فماينفقون كالحرث و كفرهم كالريح فابطل كفرهم عملهم كمااهلك الريح الحرث (يم) (و ماظلمهم اللّه ولكن كانوا انفسهم يظلمون  117).

(ياايها الذين امنوا لاتتخذوا بطانة) خاصة (من دونكم) من دون الشيعة (يم) لماشرح حال امر المؤمنين و الكفار نهي المؤمنين عن اتخاذهم من اهل اسرارهم (يم) نهي اللّه سبحانه في هذه الايات ان‏يأخذ المؤمن بالكتاب كلّه بطانة من الذين لايؤمنون بالكتاب كلّه فتدبر و اعرفهم (يم)([۲۸۷]) (لايألونكم) صفة (خبالاً )مفعول ثان (هـ) اي عداوة (ق) اي لايتركونكم عداوة (قاموس) لايقصرون في فساد امركم (ودّوا )صفة (هـ) اي تمنوا (يم) (ما) مصدرية (عنتّم) مشقتكم (قدبدت )صفة (البغضاء من افواههم و ماتخفي صدورهم اكبر قدبيّنّا لكم الايات ان كنتم تعقلون ۱۱۸).

(ها انتم) علي السواد و قرأ (ن) و (و) هانتم بحذف الهمزة و قنبل بالهمزة من غير الف بعد الهاء (اولاء) بدل او منادي (تحبّونهم) خبر (و لايحبّونكم و تؤمنون )حال او عطف علي تحبونهم (بالكتاب كلّه) بجميع مافي الكتاب و لاتكفرون ببعضه (هـ) اي و لايؤمنون هم بالكتاب كلّه بل يكفرون ببعض و يؤمنون ببعض

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۱۹ *»

و حذف بسبب القرينة (يم) (و اذا لقوكم قالوا امنّا و اذا خلوا عضّوا عليكم الانامل) اطراف الاصابع (ق) (من الغيظ قل موتوا بغيظكم انّ اللّه عليم بذات الصدور  119).

(ان تمسسكم حسنة تسؤهم و ان تصبكم سيئة يفرحوا بها و ان تصبروا و تتقوا) موالاتهم و مخالطتهم (ص) (لايضرّكم) بالتشديد علي قراءة الكوفيين و (ر) و قرأ القارون بالحمرة لايضركم بالتخفيف و الجزم و كسر الضاد (هـ) و هو جواب شرط و الضمة لحركة المشددة (ل) فمن صبر و اتقي لايضرّه كيد المنافقين شيئاً  (يم) (كيدهم شيئاً انّ اللّه بمايعملون محيط  120) اي انّ اللّه مهلك مايعملون.

(و اذ) و اذكر (ل) و كان محيطاً بعمل الكفّار اذ (غدوت) خرجت غدوة و انما ذلك يوم احد (هـ) سرّ النظم الاستشهاد بانّكم ان تصبروا و تتقوا لايضرّكم كيدهم شيئاً  (يم) (من اهلك تبوّئ) تنزل (هـ) حال (ل) (المؤمنين مقاعد للقتال) مع اهل مكة (و اللّه سميع عليم  121).

(اذ) عامله سميع عليم (ل) (همّت طائفتان) عبداللّه بن ابي و قوم من اصحابه (ق) بنواسامة و بنوحارثة حيّان من الانصار (هـ) اصل هذا الهمّ من تيم و عدي لعنهمااللّه (يم)([۲۸۸]) (منكم ان‏تفشلا) تجبنا (و اللّه) حال (وليهما) و الحال انّ علياً معهم (يم) (و علي اللّه) ولي (يم) (فليتوكل المؤمنون  122).

(و لقد) حال (يم) (نصركم اللّه ببدر و انتم) حال و روي نزلت و انتم

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۲۰ *»

قليل (اذلّة) ضعفاء و روي كذا نزلت (فاتّقوا اللّه لعلكم تشكرون  123) فبالتقوي يشكر اللّه سبحانه و ليس الشكر الاّ استعمال مااعطي فيمااحبّ و ليس التقوي الاّ ذلك  (يم).

(اذ تقول) عامله نصركم (ل) و يمكن ان‏يكون عامل اذ تقول سميع في الاية السابقة فانّه قال اللّه عليم بهمّ طائفتين منكم ان‏تفشلا و الجمل المتعقبة حالية اي مع هذه الاحوال ارادتا ان‏تفشلا و اللّه سميع اذ تقول للمؤمنين الاية فالجملتان لفّ و نشر مشوّش (يم) (للمؤمنين ألن‏يكفيكم ان‏يمدّكم) فاعل (ربكم بثلاثة الاف من الملائكة منزلين ۱۲۴) و قرأ (ر) منزلين من باب التفعيل و هو نعت ثلثة (ل) او حال  (يم) فيه معجزة ظاهرة (يم).

(بلي ان تصبروا و تتقوا) يمكن ان‏يكون حالاً من مفعول يمددكم و معترضة (يم) (و يأتوكم) المشركون (ز) (من فورهم هذا) صفة فور (يمددكم ربكم بخمسة الاف من الملائكة) هم في الارض الي ان‏ينصروا القائم۷ (ث) (مسوّمين ۱۲۵) علي صيغة اسم الفاعل كماهو قراءة (ث) و (و) و (ص) و في الحمرة علي صيغة اسم المفعول (هـ) معلّمين (هـ) معمّمين بعمامة مسدولة من بين يديها و من خلفها (ث).

(و ماجعله) الامداد (ل) (اللّه الاّ بشري) مفعول‏له (لكم و لتطمئن )عطف علي بشري (قلوبكم به و ما النصر الاّ من عند اللّه العزيز) في محمد ۹  (يم) (الحكيم  126) في علي۷ (يم).([۲۸۹])

(ليقطع) نصركم (ل) يتعلق بقوله يمدكم او يمددكم (يم) قوله ليقطع منتظم بقوله يمددكم او معطوف بحذف العاطف علي بشري (يم) (طرفاً) جانباً (من الذين كفروا او يكبتهم) اي يكبدهم (ل) يخزيهم (فينقلبوا خائبين  127).

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۲۱ *»

(ليس لك من الامر) الجملة معترضة (شي‏ء) في علي۷ (ث) روي انّ له من الامر شيئاً و شيئاً و شيئاً ولكن المراد من الاية في نصب علي۷ و كيف لايكون له من الامر شي‏ء و قدفوّض اللّه اليه و قال ما اتاكم الرسول الاية (او يتوب) او ان‏يتوب  (ل) عطف علي ليقطع (عليهم او يعذّبهم) روي ان‏تتوب عليهم او تعذبهم و روي اِن يتبْ عليهم او يعذبْهم (فانّهم ظالمون  128).

(و للّه) لولي (يم) (مافي السموات و مافي الارض) سر النظم انّه لماقال ليس لك من الامر شي‏ء و قال يغفر و يعذب ناسب ذلك (يم) (يغفر) فلايصيب بافاتهما اياه (يم) (لمن يشاء و يعذّب) و يصيب بافاتهما اياه (يم) (من يشاء و اللّه) و ولي (يم) (غفور رحيم  129) اعادة وصفه نفسه بغفور رحيم بعد قوله يعذب من يشاء تدل علي غلبة المغفرة (يم).

(ياايّها الذين امنوا لاتأكلوا الربوا) سرّ النظم انّه لماكان اصل الكلام في الانفاق عند قوله مثل ماينفقون في هذه الحيوة الدنيا ثم جرّ الكلام الي ماجرّ فعقبّه بالنهي من اكل الربوا فانّه يمنع من الاقراض و انظار المعسر كماروي عن ابي‏عبداللّه۷و يضاد الانفاق و لذا اعاد الي الانفاق بعده (يم) (اضعافاً) حال (ل) (مضاعفة) و قرأ القارئ بالحمرة مضعّفة من باب التفعيل (هـ) نعت اضعافاً (ل) (و اتقوا اللّه لعلكم تفلحون  130).

(و اتقوا النار) ولاية الاعداء (يم)([۲۹۰]) (التي اعدّت) دلت علي وجود النار

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۲۲ *»

(يم)([۲۹۱]) (للكافرين  131) فيه تهديد عظيم لاكلي الربوا (يم).

(و اطيعوا اللّه و الرسول) في قبول ولاية علي۷ (يم) (لعلّكم ترحمون ۱۳۲).

(و سارعوا) بالواو علي السواد و قرأ (ن) و (ث) و (ر) سارعوا بحذف الواو (الي مغفرة) اداء الفرائض (ث) الولاية (يم) (من ربكم) من امامكم (يم)([۲۹۲])(و جنة عرضها السموات) الجملة نعت (ل) (و الارض) اذا بسطت (ث) فأبان انّ الجنة في غيب العالم لا ظاهره (يم)([۲۹۳]) (اعدّت) دليل علي وجودها (يم)([۲۹۴])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۲۳ *»

(للمتقين) عن ولاية الاعداء (يم) دليل علي انّها خاصة لهم (هـ) فانّكم لن‏تنالوا البر الاّ بالتقوي (ث).

(الذين) صفة او منصوب او مرفوع مدحاً (ز) (ينفقون في السرّاء و الضرّاء و الكاظمين الغيظ) قوله تعالي و الكاظمين يمكن ان‏يكون صفة للمتقين بعد صفة و يمكن ان‏يكون عطفاً علي المتقين و كذا العافين و كذا الذين اذا فعلوا يمكن ان‏يكون عطفاً علي الذين الاولي و يمكن ان‏يكون عطفاً علي المتقين و يمكن ان‏يكون مبتدأ و جزاؤهم خبرها و اولئك بدل المبتدأ لطول الكلام و ايّها كان لاتقطع الرجاء (يم) (و العافين عن الناس) عن الشيعة و حاشا من عودي في اللّه (يم) روي كظم الغيظ يزيد في العزّ (هـ) و روي العفو لايزيد العبد الاّ عزّاً فتعافوا يعزّكم اللّه([۲۹۵]) (و اللّه يحبّ

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۲۴ *»

المحسنين  134) دلّ علي انّ الكظم و العفو احسان (يم).

(و الذين اذا فعلوا فاحشة) ماارجاها من اية (يم) (او ظلموا انفسهم )وصف اللّه المتقين الذين اعدّ لهم الجنة بانّهم اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم الاية توسعة عظيمة و مرجاة عظيمة (يم) (ذكروا اللّه) و جدّدوا حبّه في قلوبهم (يم)

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۲۵ *»

(فاستغفروا) الوسواس الخناس من الابالسة و هو الذي ينسي الاستغفار (ث) (لذنوبهم) بتجديد الولاية في قلوبهم المورثة للندم الباعثة للاقرار بانّ اللّه ان شاء عذّبه (يم) الصفات المذكورة هي ست خصال و هي الانفاق في السراء و الضراء و كظم الغيظ و العفو عن الناس و الاحسان و الاستغفار عند المعصية و ترك الاصرار علي الذنب و هو ترك الاستغفار رزقنا اللّه هذه الخصال (يم) (و من يغفر الذنوب الاّ اللّه و لم‏يصرّوا علي مافعلوا) الاصرار ترك التوبة (ث) روي مااصرّ من استغفر و ان عاد في اليوم سبعين مرة (هـ) روي لايقبل اللّه شيئاً من طاعته علي الاصرار علي شي‏ء من معاصيه و روي لاصغيرة مع الاصرار و لاكبيرة مع الاستغفار و روي ماخرج عبد من ذنب الاّ باقرار و روي مامن عبد اذنب ذنباً فندم عليه الاّ غفر اللّه له قبل ان‏يستغفر و مامن عبد انعم اللّه عليه نعمة فعرف انّها من عند اللّه الاّ غفر اللّه له قبل ان‏يحمده (و هم يعلمون  135) فيمكن ان‏يصرّوا جهالة (يم).

(اولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم) لم‏يكتف بالمغفرة فضلاً (يم) (و جنات تجري) نعت (ل) (من تحتها الانهار خالدين فيها و نعم) الاجر (اجر العاملين ۱۳۶) فالذاكرون المستغفرون عاملون (يم).

(قدخلت من قبلكم) لمّاقال ان‏تصبروا و تتقوا لايضرّكم كيدهم و استشهد عليه و جرّ الكلام الكلام عاد الي ماكان فيه و قال قدخلت من قبلكم الاية يعني ذلك سنة اللّه التي قدخلت من قبل (يم) (سنن) طرق مستمرة (فسيروا) انظروا (ث) (في الارض) في القرءان (يم) (ث) (فانظروا كيف كان عاقبة المكذّبين  137).

(هذا) القرءان (بيان للناس) لاتمام الحجة (يم) للعامة (يم) (و هدي و موعظة للمتقين) الشيعة (يم)([۲۹۶]) (و لاتهنوا) لاتضعفوا (هـ) الكلام ينتظم بماقبله

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۲۶ *»

من غزوة احد (يم) (و لاتحزنوا) علي مافاتكم (و انتم) حال (الاعلون) علي شياطين الانس و الجن (يم) الظافرون (ان كنتم مؤمنين  139) بالولي (يم) لاتهنوا.

(ان يمسسكم قرح) بالفتح علي السواد و قرأ (ح) و (س) قرح بالضم (هـ) جراح (فقدمسّ القوم قرح) بالفتح و قرأ القارئان المذكوران بالضم هنا ايضاً (مثله و تلك) حال (ل) (الايام نداولها) مرة لفرقة و مرة لاخري (هـ) تداول القوم الشي‏ء اذا صار من بعضهم الي بعض (هـ) اي نداولها لاجل امتحانات و مقاصد و ليعلم الاية (يم) (بين الناس و ليعلم) استيناف (اللّه) بالعلم الحادث الزماني (يم)([۲۹۷]) (الذين

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۲۷ *»

امنوا و يتخذ منكم شهداء) فاتخذ بعضهم شهيداً و هو علي۷  (يم) الاية نص علي انّ اللّه سبحانه اتخذ من هذه الامة شهداء معلومين مخصوصين (يم) (و اللّه لايحبّ الظالمين۱۴۰) لال‏محمد: (يم).

(و ليمحّص اللّه) ليخلص (هـ) بنار البلايا (يم) (الذين امنوا) بعلي۷ (يم) روي الثابتون علي القول بالقائم في زمان غيبته لاعزّ من الكبريت الاحمر([۲۹۸]) (و

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۲۸ *»

يمحق) يحرق (يم) (الكافرين  141) بعلي۷ (يم).

(ام حسبتم) بل أحسبتم (ان‏تدخلوا الجنة و لمّا) حال (يعلم اللّه الذين جاهدوا منكم) روي انّ اللّه اعلم بماهو مكوّنه قبل ان‏يكوّنه و هم ذرّ و علم من يجاهد ممن لايجاهد كماانّه يميت خلقه قبل ان‏يميتهم و لم‏يرهم موتهم و هم احياء (و يعلم) قيل ان لايعلم (هـ) و يمكن ان‏يكون مجزوماً و انّما فتح بجنس حركة البعد لالتقاء الساكنين لانّه لغة (يم) المراد به علم وجود بعد علم سيوجد (يم) (الصابرين  142) عن المعصية و علي الطاعة و المصائب (يم).([۲۹۹])

(و لقدكنتم تمنّون الموت من قبل ان‏تلقوه) الموت اي الحرب لماسمعوا من فعل اللّه بشهداء بدر (ث) (فقد رأيتموه) الموت (و انتم) حال

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۲۹ *»

(تنظرون  143).

(و ما محمد الاّ رسول قدخلت من قبله الرسل أفائن) نهي (مات او قتل) الاية تدلّ علي انّ الموت غير القتل و ليس الموت بقتل كماروي (يم) قتل۹ و انهما سقتاه السم (ث) سرّ النظم انّه بعد ماخرج الي احد ارجف انّه قدقتل فاختلف الناس مابين شاكّ و ثابت (يم)([۳۰۰]) (انقلبتم) ارتددتم (يم) (علي اعقابكم) الخلفاء (يم) الي الكفر (ق)([۳۰۱]) (و من ينقلب) يرتدّ (علي عقبيه فلن‏يضرّ اللّه شيئاً) عن

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۳۰ *»

ابي‏جعفر۷كان الناس اهل ردّة بعد النبي۹ الاّ ثلثة فقلت و من الثلثة فقال المقداد بن الاسود و ابوذر الغفاري و سلمان الفارسي رحمة اللّه و بركاته‏عليهم ثم عرف اناس بعد يسير و قال هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا (و سيجزي اللّه الشاكرين  144)الاخذين بسنة النبي۹كماقال اشكر لي و لوالديك الي المصير (يم) و الشاكرون هم الذين يعبدون اللّه لا للدنيا و لا للاخرة و انّمايعبدونه خالصة لوجهه و جزاؤهم غير ثواب الاخرة و جزاؤهم علي اللّه (يم).([۳۰۲])

(و ماكان لنفس ان‏تموت الاّ باذن اللّه كتاباً) كتب كتاباً (مؤجّلاً و من يرد ثواب الدنيا) الاول (يم) (نؤته منها و من يرد ثواب الاخرة) علي۷ (يم) (نؤته منها و سنجزي الشاكرين  145) نزل في علي۷ (ث).

(و كأيّن) كم (هـ) اصله «اي» دخل عليها كاف التشبيه و رسم في المصحف

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۳۱ *»

التنوين نوناً (ل) و قرأ (ث) القارئ بالحمرة و كأن بحذف الياء المشددة و تبديل فتحة الهمزة كسرة (من نبي قاتل) علي قراءة الكوفيين و (ر) و علي قراءة الحمرة قتل علي صيغة المجهول (هـ) روي قتل (معه) صفة او حال (ل) (ربّيّون) علماء فقهاء (ص) الجموع (ق) قيل انّه نزل في علي۷ منصرفه من احد و كان به ثمانون جراحة و هو حامد و قيل كان به الف جراحة من قرنه الي قدمه و هو صابر عليها فعلي هذا المراد بالنبي رسول اللّه۹ و الربّيّون علي۷ (كثير) الوف و الوف (ث) و الربوة الواحدة عشرة الاف (ق) كانوا عشرة الاف (ث) (فماوهنوا) فتروا (لمااصابهم في سبيل اللّه) في علي۷(يم) (و ماضعفوا و مااستكانوا) خضعوا لعدوهم (هـ) روي بيّن اللّه سبحانه انّه لوكان قتل كماارجف بذلك يوم احد لمااوجب ذلك ان‏يضعفوا او يهنوا كما لم‏يهن من كان مع الانبياء بقتلهم (و اللّه يحبّ الصابرين  146) كفي به فخراً لهم (يم).

(و ماكان قولهم) خبر (الاّ ان) مفسرة (قالوا) اسم (ربّنا اغفر لنا ذنوبنا و اسرافنا في امرنا) يعنون خطاياهم (و ثبّت اقدامنا) نعم الدعاء لجهاد النفس  (يم) (و انصرنا علي القوم الكافرين  147) بعلي۷ (يم).

(فاتيهم اللّه ثواب الدنيا و حسن ثواب الاخرة و اللّه يحبّ المحسنين ۱۴۸).

(ياايّها الذين امنوا) بعلي۷ (يم) (ان تطيعوا الذين) اهل الكتاب و النواصب (يم) (كفروا) عن علي۷ نزلت الاية في المنافقين اذ قالوا يوم احد عند الهزيمة ارجعوا الي اخوانكم و ارجعوا الي دينهم (يردّوكم علي اعقابكم )الخلفاء (يم) (فتنقلبوا) عطف علي يردّوا (خاسرين  149) حال.

(بل اللّه) ولي (يم) (موليكم) اي هو اولي بكم بنصركم و طاعتكم ايّاه (و هو خير الناصرين  150) للنبي۹ و لكم (يم) علي خير الناصرين (يم).([۳۰۳])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۳۲ *»

(سنلقي في قلوب الذين كفروا) بعلي۷ (يم) قريشاً (ق) (الرعب )بسكون العين علي السواد و علي قراءة (ر) و (س) بضمها (هـ) و روي نصرت بالرعب مسيرة شهر (هـ) ثم بيّن سبحانه انّ من جملة نصرته القاء الرعب (يم) فكلّ كافر مشرك في قلبه رعب من المؤمن و اهل الحق (يم) (بمااشركوا باللّه) بولي (يم) (ما لم‏ينزّل به سلطاناً) برهاناً (و مأواهم) مأوي الشركاء او المشركين (يم) (النار و بئس) المثوي (مثوي الظالمين  151).

(و لقدصدقكم اللّه وعده) ان‏ينصركم عليهم (ق) مفعول ثان (اذ) عامله صدق (تحسّونهم) تستأصلونهم بالقتل (هـ) تحسونهم من حسّه اذا ابطل حسّه (ز) (باذنه حتي اذا) جوابه محذوف (فشلتم) جبنتم (و تنازعتم في الامر و عصيتم من بعد ما اريكم ماتحبّون منكم من) حال من كُم (يريد الدنيا و منكم من يريد الاخرة) عبداللّه بن جبير و اصحابه الذين بقوا حتي قتلوا (ق) ( ثم صرفكم عنهم) حين غلبوكم (ص) (ليبتليكم) ليختبركم (ق) (ولقد عفا عنكم و اللّه ذو فضل علي المؤمنين  152) و لم‏يقل عليكم و اللّه في محل المداراة (يم).

(اذ) عامله عفي (تصعدون) اصعد في الارض مضي و في الوادي

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۳۳ *»

انحدر (قاموس) (و لاتلوون) لاتلتفتون (علي احد و الرسول يدعوكم في اخريكم) خلفكم (فأثابكم) بفشلكم و عصيانكم (ز) جازاكم (غماً بغم) الغم الاول الهزيمة و الاخر اشراف خالد بن وليد عليهم (ق) (لكيلا) عامله عفا (هـ) الظاهر انّ عامله صدقكم اللّه فانّ الفتح هو سبب عدم الحزن علي مافات و مااصاب فتدبر (يم) (تحزنوا علي مافاتكم) من الغنيمة (ق) (ث) (و لا مااصابكم) من قتل اخوانكم  (ق) (ث) (و اللّه خبير بماتعملون  153).

(ثم انزل عليكم من بعد الغم) الهزيمة (ق) (أمنة) امناً (هـ) مفعول‏له (ل) (نعاساً) ميّز بين المؤمن و المنافق (هـ) بدل امنة (هـ) مفعول (ل) هذه الاية مشتملة علي جميع حروف الهجاء (يم) (يغشي) بالياء علي السواد و قرأ (ح) و (س) تغشي بالتاء (طائفة) المؤمنين (منكم و طائفة) مبتدأ (ل) الجملة حالية (قداهمّتهم )خبر (ل) (انفسهم يظنّون) نعت او حال (ل) خبر بعد خبر (باللّه غير الحقّ ظن الجاهلية يقولون) تفسير يظنون او خبر بعد خبر (هل لنا من الامر من) زائدة (شي‏ء قل انّ الامر كله) علي النصب في قراءة السواد و الرفع في قراءة (و) (هـ) تأكيد الامر (ل) علي رفع كلّ مبتدأ و خبر و الجملة خبر انّ (للّه) خبر انّ (هـ) لولي اللّه (يم) (يخفون في انفسهم مالايبدون لك يقولون لوكان لنا من الامر شي‏ء ماقتلنا هيهنا قل لوكنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل الي مضاجعهم و )مستأنفة (ليبتلي اللّه) فرض عليكم القتال لكي‏يبتلي اللّه (ل) (مافي صدوركم و ليمحّص مافي قلوبكم و اللّه عليم بذات الصدور  154).

(انّ الذين تولّوا) صاروا والياً و خليفة (يم) انهزموا يوم احد (منكم) هم اصحاب العقبة (ث) (يوم التقي الجمعان) المهاجرون و الانصار في سقيفة (يم) (انمااستزلّهم) خذلهم (ق) طلب زلّتهم (الشيطان ببعض ماكسبوا) بذنوبهم (ق) دلّت علي انّ الشيطان يطمع في الانسان و يستزلّه اذا رأه عاصياً فالعصيان

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۳۴ *»

يجرّ العصيان (يم)([۳۰۴]) (و لقدعفا اللّه عنهم) سكت ولي اللّه عنهم في الدنيا (يم) (انّ اللّه) ولي (يم) (غفور حليم  155).

(ياايّها الذين امنوا) بالولي (يم) بعد ماعفي عنهم الهزيمة اراد ان‏يشجّعهم و يهوّن عليهم الموت (يم) (لاتكونوا كالذين كفروا) من اصحاب رسول اللّه ۹  (يم) بالولي (يم) (و قالوا لاخوانهم) في حق اخوانهم (يم) (اذا ضربوا) سافروا (في الارض او كانوا غزّي) جمع غازي (لو كانوا عندنا ماماتوا و ماقتلوا ليجعل) عامله لاتكونوا و هي لام العاقبة (اللّه ذلك) القول (حسرة في قلوبهم و اللّه يحيي و يميت و اللّه بماتعملون) علي السواد و علي قراءة (ث) و (ح) و (س) يعملون بالياء (بصير  156).

(و لئن) لام تأكيد او خلف عن القسم (قتلتم في سبيل اللّه) علي و ذريته  (ث) في علي۷ (ث) (او متّم) بضم الميم علي قراءة (ث) و (و) و (ر) و علي قراءة الحمرة بكسر الميم (هـ) دلّت الاية علي انّ المقتول ليس بميت فان لم‏يكن ميتاً فهو حي كماقال لاتحسبنّ الذين قتلوا الاية (يم)([۳۰۵]) (لمغفرة)

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۳۵ *»

جواب قسم سدّ مسدّ جزاء الشرط (من اللّه و رحمة خير ممايجمعون  157)بالياء علي قراءة حفص و تجمعون علي صيغة المخاطب في قراءة الباقين و هم القارون بالحمرة.

(و لئن) اللام خلف القسم او لام تأكيد (متّم او قتلتم لالي اللّه) جواب القسم (تحشرون  158).

(فبما) زائدة (رحمة من اللّه لنت لهم و لو كنت فظّاً) جافياً (غليظ القلب لانفضّوا) لتفرّقوا (من حولك فاعف عنهم و استغفر لهم) لمّاذكر هزيمتهم و عفو اللّه عنهم ذكر ظهور عفوه في النبي۹ (يم)([۳۰۶]) (و شاورهم في الامر) روي من استبدّ برأيه هلك و من شاور الرجال شاركها في عقولها و روي لامظاهرة اوثق من المشاورة (فاذا عزمت) عن الصادق۷ بضم التاء (فتوكّل علي اللّه انّ اللّه يحبّ المتوكلين ۱۵۹).

(ان ينصركم اللّه) علي الطاعة (يم) (فلاغالب لكم) من الشياطين (يم) سرّ النظم مناسبة النصرة لمامرّ من نصرة اللّه في احد و بدر و التوكل في الاية السابقة (يم)

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۳۶ *»

(و ان يخذلكم) حتي وكلكم الي نفسكم (فمن‏ذا الذي ينصركم من بعده)([۳۰۷])(و علي اللّه فليتوكّل المؤمنون  160) فالتوكل من شروط الايمان (يم).([۳۰۸])

(و ماكان لنبي) لمّابيّن امر الجهاد اراد ان‏يبيّن امر الغنائم (يم) (ان‏يغلّ) و قرأ غير (ث) و (و) و (ص) القارين بالسواد يغلّ علي صيغة المفعول (هـ) اسم كان (ل) يخون في الغنائم (هـ) روي انّ رضا الناس لايملك و السنتهم لاتضبط الم‏ينسبوا نبينا۹الي انّه يوم بدر اخذ من المغنم قطيفة حمراء حتي برّأ اللّه نبيه من الخيانة (هـ) المفهوم من الاخبار انّ لفظة يغلّ علي المعروف لانّه روي صدق اللّه لم‏يكن اللّه ليجعل نبياً

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۳۷ *»

غالاًّ  (يم)([۳۰۹]) (و من يغلل يأت بماغلّ يوم القيمة ثم توفّي كل نفس ماكسبت و هم لايظلمون۱۶۱).

(أفمن اتبع) ال‏محمد: (ث) (رضوان اللّه) علياً۷ (يم) (كمن باء بسخط من اللّه) هم الذين جحدوا حق ال‏محمد: (ث) لمّاذكر توفّي كل نفس بماكسبت ناسب ذكر الفريقين (يم) (و مأويه جهنّم و بئس المصير  162).([310])

(هم) ال‏محمد: (ث) (درجات عند اللّه) الدرجة مابين السماء و الارض (ث) لشيعتهم يرتقون في مدارج محبتهم  (يم)([۳۱۱]) (و اللّه بصير بمايعملون  163).

(لقدمنّ اللّه)انعم اللّه (يم) (علي المؤمنين) الشيعة (يم) علي ال‏محمّد :(ق) لمّاذكر حال الفريقين انتقل الي ذكر المؤمنين و اكرامه اياهم و شرّفهم بانّ النبي۹من انفس المؤمنين التي هي ال‏محمّد: فالمؤمنون مكرمون بانّ انفسهم ال‏محمّد:كمايدلّ عليه اية مباهلة و الائمة مكرمون بانّ محمداً۹ منهم (يم) (اذ بعث فيهم رسولاً من انفسهم) من الائمة (يم) لانّهم بعضهم من بعض (يم)([۳۱۲])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۳۸ *»

(يتلوا عليهم اياته و يزكّيهم و يعلّمهم الكتاب و الحكمة و ان) اي ماكانوا الاّ (يم) (كانوا) الامة (من قبل لفي ضلال مبين  164).

(او لمّااصابتكم مصيبة) في يوم احد (قداصبتم مثليها) في بدر فقتلتم سبعين و اسرتم كذا (ث) ثم رجع الي ذكر القتال الذي كان الكلام فيه (يم) (قلتم انّي )من اين (هذا قل هو من عند انفسكم) بمعصيتكم (ق) حيث طلبتم الفداء علي ان‏يقتل منكم في عام قابل بعددهم (ث) (انّ اللّه علي كل شي‏ء قدير  165).

(و ما) الذي (اصابكم يوم) يوم احد (ص) (التقي الجمعان فباذن اللّه )الفاء لشباهة ماء الذي بمعني الذي بالشرط (هـ) مااصاب المؤمنين من البلاء يوم السقيفة باذن اللّه و هو لتمييز الناس (يم) (و ليعلم) لكي‏يعلم (يم) (المؤمنين  166).

(و ليعلم الذين نافقوا) اي ليعرف المؤمنون اخوانهم و المنافقين (يم) قوله ليعلم المؤمنين و ليعلم الذين نافقوا هو علم وجود زماني بعد ماكان يعلم ماسيوجد قبل كون الاشياء و لم‏يزد في علمه بعد ماعلم الاشياء علم وجود فانّه محيط بكل موجود (يم)([۳۱۳]) (و قيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل اللّه) ولي (يم) (او ادفعوا) عن

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۳۹ *»

شيعته (يم) (قالوا) لايكون القتال اليوم (ق) (لونعلم) ان‏يكون القتال (ق) (قتالاً لاتّبعناكم هم للكفر يومئذ اقرب منهم للايمان يقولون بافواههم ماليس في قلوبهم و اللّه اعلم بمايكتمون  167).

(الذين) نعت الذين نافقوا (ل) بدل الذين نافقوا او بدل ضمير يكتمون او مذموم (قالوا لاخوانهم و قعدوا لو اطاعونا ماقتلوا قل فادرءوا) فادفعوا (عن انفسكم الموت) الضلالة (يم) فانتم اموات و الذين قتلوا احياء (يم) (ان كنتم صادقين  168).

(و لاتحسبنّ الذين) نزلت في شهداء بدر و احد (ث) (قتلوا) علي السواد و قرأ (ر) قتّلوا بالتشديد (في سبيل اللّه) في ولاية علي۷ و في ولاية شيعتهم (يم) (امواتاً) ضلاّلاً (يم) (بل) هم (احياء) مؤمنون (يم) (عند ربهم) امامهم (يم) (يرزقون ۱۶۹) صفة احياء (يم).([۳۱۴])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۴۰ *»

(فرحين) حال (بما اتاهم اللّه) بولايتهم لال‏محمّد: (يم) (من فضله) من رسوله۹ (يم)([۳۱۵]) (و يستبشرون) الشيعة في الجنة (ث) (بالذين

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۴۱ *»

لم‏يلحقوا بهم من خلفهم) من اخوانهم (ث) (الاّ) بان لا (خوف) بدل الذين لم‏يلحقوا (عليهم و لا هم يحزنون  170).

(يستبشرون) الشيعة في الجنة (ث) (بنعمة من اللّه) بعلي۷ (يم) (و فضل) و برسول اللّه۹ (يم)([۳۱۶]) (و انّ) بفتح الهمزة علي السواد و قرأ (س) بكسرها (اللّه لايضيع اجر المؤمنين  171).

(الذين) نعت المؤمنين او مبتدأ او ممدوح (استجابوا للّه و الرسول )نزلت في علي۷ (ث) (من بعد مااصابهم القرح) الجراح (للذين) هم الذين كان بهم جراح و امروا بالخروج و خرجوا (احسنوا منهم) باخذهم بالولاية (يم) (و اتّقوا اجر عظيم  172) عن موالاة الاعداء (يم).

(الذين) بدل من الذين احسنوا (يم) نزلت في غزوة بدر الصغري (ث) بدل من الذين استجابوا (ل) (قال لهم الناس) نعيم بن مسعود ارسله ابوسفيان ليخوّفهم (انّ الناس) اهل مكة (ث) (قدجمعوا) و كذب ماجمعوا بل خافوا و رجعوا (ث) (لكم )في السقيفة (يم) جمعوا لكم اي جمعوا لكم الجمع اي الجيش (يم) (فاخشوهم) روي عجبت لمن خاف كيف لايفزع الي قوله تعالي حسبنا اللّه و نعم

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۴۲ *»

الوكيل فانّي سمعت قول اللّه عقيبها فانقلبوا الاية (فزادهم ايماناً و قالوا حسبنا )كافينا (يم) (اللّه) ولي (يم) (و نعم الوكيل  173).

(فانقلبوا) الي المدينة (بنعمة) بولاية علي۷ (يم) (من اللّه و فضل )و بالايمان برسول اللّه۹ (يم)([۳۱۷]) (لم‏يمسسهم) حال (سوء) و لم‏يقاتلوا (و اتبعوا رضوان اللّه) علياً۷ (يم) بجرأتهم و خروجهم (ز) (و اللّه ذوفضل عظيم  174) رسول اللّه (يم).

(انّما ذلكم الشيطان) الثاني (يم) (يخوّف اولياءه فلا تخافوهم و خافون) و خافوا علياً۷ (يم) روي من خاف اللّه اخاف اللّه منه كل شي‏ء و من لم‏يخف اللّه اخافه اللّه من كل شي‏ء([۳۱۸]) (ان كنتم مؤمنين  175) بانّه لا محرّك في

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۴۳ *»

الكون غيري (يم) فالخوف من اثار الايمان (يم).([۳۱۹])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۴۴ *»

(و لايحزنك) علي السواد و قرأ (ن) و لايحزنك علي الجزم من باب الافعال (الذين يسارعون) لمّاذكر حال المؤمنين سلّي النبي۹ علي حال من يكفر من امته بعد الايمان و من لم‏يؤمن به اولاً (يم) (في الكفر) في الاول (يم)([۳۲۰]) (انّهم

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۴۵ *»

لن‏يضرّوا اللّه) ولي (يم) (شيئاً) مصدر او معناه بشي‏ء (يريد اللّه الاّيجعل لهم حظّاً في الاخرة) في علي۷ (يم)([۳۲۱]) (و لهم عذاب عظيم  176).

(انّ الذين اشتروا الكفر) الاول (يم) (بالايمان) بعلي۷ (يم) (لن‏يضرّوا اللّه) ولي (يم) (شيئاً) في ملكه و سلطانه (يم)([۳۲۲]) (و لهم عذاب اليم  177).

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۴۶ *»

(و لايحسبنّ) بالياء علي السواد و قرأ (ح) تحسبنّ بالتاء (الذين كفروا) بعلي۷(يم) قوله لايحسبنّ الذين كفروا عديل قوله لاتحسبن الذين قتلوا و قدمرّ فالذين لم‏يقاتلوا و تخلّفوا كفار (يم) كماقال هم للكفر يومئذ اقرب (يم) (انّما) بدل الذين (ز) «ما» موصولة او مصدرية و كان حقّها الانفصال (ز) (نملي) نمهل (هـ) اي الاملاء و هو اسم انّ (ل) يسدّ مسدّ المفعولين (ل) (لهم خير) خبر (ل) (لانفسهم انّمانملي لهم ليزدادوا) اللام للعاقبة (اثماً و لهم عذاب مهين  178) مذلّ (هـ) روي الموت خير للمؤمن و الكافر قيل و لم قال لانّ اللّه يقول و ماعند اللّه خير للابرار و يقول و لايحسبن الذين كفروا الاية.

(ماكان اللّه ليذر) ليترك (المؤمنين) في الظاهر (يم) (علي ماانتم عليه حتي يميز) علي السواد و قرأ (ح) و (س) يميّز من باب التفعيل (الخبيث من الطيّب) ثم ذكر سرّ التكليف بالقتال و انّه للتمييز بين الخبيث و الطيب (يم) روي لاتمضي الايام و الليالي حتي ينادي المنادي من السماء يا اهل الحق اعتزلوا يا اهل الباطل اعتزلوا ثم استدلّ بالاية (و ماكان اللّه ليطلعكم علي الغيب) فتعرفوا الخبيث و الطيب (يم) (ولكنّ اللّه يجتبي من رسله من يشاء) فيمتحن الخلق به  (يم) هذه الاية ابطلت اجماع العامة و اختيارهم للامام لانّ الامامة ليست بصورة ظاهرة و انما هي صلوح غيب الانسان و ماكان اللّه ليطلعهم علي الغيب ولكن اللّه يجتبي من رسله من يشاء و المجتبي من رسول اللّه۹ علي۷ فانّ رسول اللّه اجتباه و قوله من رسله اما ابتدائية او جنسية او بمعني الباء (يم) (فامنوا باللّه و رسله و ان تؤمنوا و تتّقوا فلكم اجر عظيم  179).

(و لايحسبنّ) بالياء علي السواد و قرأ (ح) تحسبنّ بالتاء (هـ) مفعوله الاول محذوف (ل) علي قراءة يحسبنّ بالياء المفعول الاول محذوف و هو البخل (يم) نزلت في مانع الزكوة (ث) ثم ذكر حال من بخل بروحه و ماله و هو عديل لايحسبنّ الاول (يم) (الذين يبخلون) يكتمون (يم) (بمااتاهم اللّه) من حديث في علي۷ (يم)

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۴۷ *»

(من فضله) رسوله (يم) (هو) عماد (هـ) بخلهم (خيراً) مفعول ثانٍ (ل) (لهم بل هو شرّ لهم سيطوّقون مابخلوا به يوم القيمة) روي ما من احد يمنع من زكوة ماله شيئاً الاّ جعل اللّه ذلك يوم القيمة ثعباناً من النار مطوقاً في عنقه ينهش من لحمه حتي يفرغ من الحساب ثم استدل بالاية (و للّه) لولي (يم) (ميراث السموات و الارض و اللّه بماتعملون) بالتاء علي السواد و قرأ (ث) و (و) يعملون بالياء التحتانية (خبير  180).

(لقدسمع اللّه قول الذين قالوا) ثم ذكر هذه الاية بمناسبة ذكر البخل فانّهم لمّاسمعوا الامر بالانفاق زعموا ذلك من بخلهم (يم) (انّ اللّه) رسول اللّه و وليه (يم) (فقير و نحن اغنياء) القمي: قال واللّه مارأوا اللّه فيعلمون انّه فقير ولكنّهم رأوا اولياء اللّه فقراء فقالوا لو كان اللّه غنياً لاغني اولياءه فافتخروا علي اللّه في الغناء (هـ) و روي هم الذين يزعمون انّ الامام يحتاج الي مايحملونه اليه (سنكتب) علي المتكلم في السواد و قرأ (ح) سيكتب علي صيغة المجهول الغايب (ماقالوا و قتلهم )منصوباً علي السواد و مرفوعاً علي قراءة (ح) (الانبياء) بافشاء سرهم او خذلانهم  (يم) روي في قوله يقتلون الانبياء بغير حق اما واللّه ماقتلوهم باسيافهم ولكن اذاعوا امرهم و افشوا عليهم فقتلوا (بغير حق و نقول) علي السواد و قرأ (ح) يقول (ذوقوا عذاب الحريق  181) النار.

(ذلك) مبتدأ (بما) خبر (قدّمت ايديكم و انّ اللّه ليس بظلاّم للعبيد  182).

(الذين) بدل الذين في قوله قول الذين (قالوا انّ اللّه عهد الينا الاّنؤمن لرسول) ذكر الرسول بمناسبة الامر بالايمان بالرسل و سرّ اجتبائهم فتخلّص الي ذكرهم (يم) (حتي يأتينا بقربان تأكله النار) جعل في هذه الامة الاحرام مكان القربان و روي قربانها بطون الفقراء و المساكين و كان من اصار الامم السالفة (قل قدجاءكم رسل من قبلي بالبينات و بالذي قلتم فلم قتلتموهم) روي بين

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۴۸ *»

القاتلين و القائلين خمسمأة عام فالزمهم اللّه القتل برضاهم بمافعلوا (ان كنتم صادقين  183).

(فان كذّبوك فقدكذّب رسل من قبلك) ثم سلّي النبي۹ لمسارعة قومه الي الكفر بمافعلوا مع سائر الانبياء (يم) (جاءوا بالبينات و الزبر) و قرأ (ر) و هشام و بالزبر (هـ) كتب الانبياء بالنبوة (و الكتاب) و قرأ هشام و بالكتاب (هـ) الحلال و الحرام (ث) (المنير  184).

(كل نفس ذائقة الموت) ثم هدّدهم بانّهم يموتون و يوفّون اجورهم ان امنوا او كفروا (يم) روي من قتل لم‏يذق الموت لابد ان‏يرجع حتي يذوق الموت (و انّما )كافة (ل) (توفّون اجوركم يوم القيمة فمن زحزح) بوعد (هـ) بولاية علي۷ (يم) (عن النار) الاول (يم) (و ادخل الجنة) ولاية علي۷ (يم)([۳۲۳]) (فقدفاز) ظفر بالبغية (و ما الحيوة الدنيا) ولاية الخلفاء (يم)([۳۲۴]) (الاّ متاع الغرور  185).

(لتبلونّ في اموالكم) باخراج الزكوة (ث) (و انفسكم) بتوطين النفس علي الضرّ (ث) ثم لمّاذكر امر الجهاد و الانفاق ذكر انّكم بليتم بهما و لابد من الصبر عليهما (يم) (و لتسمعنّ من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم و من الذين اشركوا)بعلي۷ غيره (يم)([۳۲۵]) (اذي كثيراً و ان تصبروا و تتّقوا فانّ ذلك من

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۴۹ *»

عزم) محكم (الامور ۱۸۶).

(و اذ اخذ اللّه ميثاق الذين اوتوا الكتاب) في فضل علي۷ (يم) في محمد۹(ث) (لتبيّننّه) بالتاء علي السواد و قرأ (ث) و (و) بالياء (هـ) امر محمد۹ اذا خرج (ث) (للناس) عن علي۷ مااخذ اللّه علي اهل الجهل ان‏يتعلموا حتي اخذ علي اهل العلم ان‏يعلّموا (هـ) ذكر اهل الكتاب بمناسبة ماذكر انّ اهل الكتاب يؤذونكم بالقول فيكم بماتكرهونه و بانكار الرسول و تكذيبه ذكر انّا اخذنا عهدهم ان‏يؤمنوا بالنبي۹ و لم‏يكتموا اوصافه (يم) (و لاتكتمونه) بالتاء و الياء علي القراءتين المزبورتين (هـ) اي عهد اللّه (ث) (فنبذوه) طرحوه (وراء ظهورهم و اشتروا به ثمناً قليلاً فبئس مايشترون  187).

(لاتحسبنّ) علي قراءة الكوفيين و علي قراءة الحمرة بالتحتانية (الذين يفرحون بمااتوا) من غصب الخلافة و انكار الفضائل (يم) (و يحبّون ان‏يحمدوا)ثم ذكر حال من لم‏ينفق و لم‏يجاهد و يحبّ ان‏يحمد عليه و ذكر انّه ليس

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۵۰ *»

ببعيد من العذاب لانّ للّه الملك ثم تخلّص الي ذكر ايات الملك ثم تخلّص الي اولي‏الالباب و صفاتهم (يم) (بما لم‏يفعلوا) روي ويل لمن لاكها بين فكّيه و لم يتأمل مافيها (هـ) و الفاعل للحسنة هو اللّه (يم)([۳۲۶]) (فلا) زائدة (ل) (تحسبنّهم) بالتاء علي السواد و قرأ (ث) و (و) يحسبنّهم بتبديل التاء ياء و فتحة الموحدة ضمة (هـ) بدل من الاول (هـ) اعيد لطول الكلام (يم) (بمفازة) ببعيد (ث) بمنجاة (من العذاب و لهم عذاب اليم  188).

(و للّه) لولي (يم) (ملك السموات و الارض و اللّه علي كل شي‏ء قدير ۱۸۹).

(انّ في خلق السموات و الارض و اختلاف الليل و النهار) مجي‏ء كل واحد خلف الاخر (لايات لاولي الالباب  190) في حقية علي۷ و ولده: (يم)([۳۲۷])

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۵۱ *»

(الذين) نعت اولي الالباب (يذكرون اللّه) ولي (يم) نزلت في علي۷  (ث) روي من اكثر ذكر اللّه احبه اللّه (قياماً) الصحيح يصلي قائماً (ث) حال (و قعوداً) المريض (ث) (و علي جنوبهم) حال (هـ) الذي يكون اضعف من المريض (ث) (و يتفكرون في خلق السموات) في خلق ال‏محمّد: (يم) (و الارض) شيعتهم (يم) روي لايزال المؤمن في صلوة ماكان في ذكر اللّه قائماً او جالساً او مضطجعاً و استشهد بالاية (هـ) روي انّ لكل شي‏ء دليلاً و دليل العقل التفكر و دليل التفكر الصمت (هـ) روي افضلكم منزلة عند اللّه اطولكم جوعاً و تفكراً و ابغضكم الي اللّه كل نوّام اكول (هـ) و روي التفكر يدعو الي البر و العمل به (هـ) و روي تفكروا في خلق اللّه و لاتفكروا في اللّه (هـ) روي تفكر ساعة خير من قيام ليلة و في اخري عبادة سنة و في اخري ستين سنة (هـ) روي افضل العبادة ادمان التفكر في اللّه و في قدرته (هـ) روي ليست العبادة كثرة الصوم و الصلوة و انما العبادة التفكر في امر اللّه سبحانه([۳۲۸]) (ربنا) يقولون (ماخلقت

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۵۲ *»

هذا) الخلق (باطلاً) حال او مفعول‏له او بالباطل او مفعول ثانٍ (سبحانك) مصدر (ل) (فقنا عذاب النار۱۹۱).

(ربّنا انّك من) شرط (تدخل النار) الجملتان خبر انّ (فقد) جزاء (اخزيته) فضحته او اهلكته (و ما للظالمين من انصار  192) مالهم من ائمة

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۵۳ *»

يسمّونهم باسمائهم (ث) فالمؤمنون لهم انصار (يم).([۳۲۹])

(ربّنا انّنا سمعنا منادياً)رسول اللّه۹ (ق) (ينادي للايمان ان) مفسرة او بان (امنوا بربكم) بامامكم (يم) (فامنّا ربّنا فاغفر لنا ذنوبنا و كفّر عنّا سيئاتنا و توفّنا مع الابرار  193) الشيعة (ث).

(ربّنا و اتنا ماوعدتنا علي رسلك) لسان رسلك او طاعتهم (و لاتخزنا يوم القيمة انّك لاتخلف الميعاد  194).

(فاستجاب لهم) اجاب (ربّهم) امامهم (يم) (انّي) بانّي (لااضيع) لاابطل (عمل عامل منكم) لايضيع عملهم لانهم علي الولاية و محسنون و انّ اللّه لايضيع اجر المحسنين و انمايتقبل اللّه من المتقين (يم) (من) تبيين (ذكر او انثي بعضكم) مبتدأ (من بعض) خبر (هـ) فاولواالالباب بعضهم من بعض كماانّ المصطفين ذرية بعضها من بعض (يم) (فالذين) مبتدأ (ل) (هاجروا و اخرجوا) ثم تخلص اخيراً الي امر الجهاد (يم) (من ديارهم) اميرالمؤمنين و سلمان و اباذر حين اخرج و عمار (ق) (و اوذوا في سبيلي) في علي۷ (يم) (و قاتلوا و قتلوا) بالتخفيف علي السواد و قرأ (ث) و (ر) بالتشديد (هـ) حمزة و الكسائي يبدءان بالمفعول قبل الفاعل و الباقون بالعكس (لاكفّرنّ) خبر (ل) (عنهم سيئاتهم و لادخلنّهم جنات تجري) نعت (ل) (من تحتها الانهار ثواباً) حال او مصدر (ل) (من عند اللّه و اللّه عنده حسن الثواب۱۹۵).

(لايغرّنّك) ايها السامع (يم) ثم ذكر حال الكفار بمقابلة المؤمنين و بمناسبة مامرّ من ذكر غير المنفقين و المجاهدين (يم) (تقلّب) تصرف (الذين كفروا) بعلي۷(يم) (في البلاد  196).

(متاع قليل) تقلبهم (ثم مأويهم جهنّم و بئس المهاد  197) مامهّد لهم (هـ)

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۵۴ *»

جهنم.

(لكن الذين اتقوا) ثم اعاد ذكر المتقين بالمناسبة (يم) (ربهم) امامهم (يم) (لهم جنات تجري) نعت (ل) (من تحتها الانهار خالدين) حال (ل) (فيها نزلاً) مصدر مؤكد او مفعول‏له لتجري او منصوب تفسيراً نحو هو لك هبة (هـ) النزل مايعدّ للنازل (ز) (من عند اللّه و ماعند اللّه خير للابرار  198) لاصحاب علي۷  (ث) قال النبي۹ لعلي۷ انت الثواب و اصحابك الابرار.

(و انّ من اهل الكتاب) لمّاذكر انّ اهل الكتاب نبذوه وراء ظهورهم اراد ان‏يبيّن انّ منهم مؤمنون (يم) (لمن يؤمن باللّه و ماانزل اليكم) في علي۷ (يم) (و ماانزل اليهم خاشعين) حال (للّه لايشترون بايات اللّه) بال‏محمد: (يم) (ثمناً قليلاً اولئك لهم اجرهم عند ربهم) امامهم (يم) (انّ اللّه سريع الحساب  199).

(ياايّها الذين) ثم ختم بوصية جامعة في جميع مامرّ من الطاعة و التقوي و الجهاد و الانفاق و غيرها (يم) (امنوا اصبروا) علي الفرائض (ث) علي المصائب  (ث) علي دينكم (ث) (و صابروا) علي الفرائض (ث) علي التقية (ث) علي المصائب (ث) علي عدوّكم (ث) (و رابطوا) علي الائمة: (ث) علي الصلوة (ث) روي اصبروا علي الاذي فينا و صابروا علي عدوّكم مع وليكم و رابطوا المقام مع امامكم و روي اصبروا علي المعاصي و صابروا يعني التقية و رابطوا الائمة (و اتقوا اللّه) فيماامركم به (ث) (لعلكم تفلحون  200) لعل الجنة توجب لكم  (ث).

 

بسمه تعالي

الفهرس

المدخل··· ۱

الفصل الاول: في بيان انّ للقرءان معاني و تفاسير عديدة لم‏يوافق بعضها بعض ظواهر الاخبار··· ۳

الفصل الثاني: في بيان المراد من الظاهر و ظاهر الظاهر و التأويل و الباطن و تأويل الباطن و باطن الباطن و بيان المراد من السورة و الاية··· ۴

الفصل الثالث: في بيان انّ الواجب علينا الاقرار بجميع التفاسير و الظواهر و البواطن و التأويلات و غير ذلك مماورد عن الائمة الاطهار: 6

الفصل الرابع: في انّ من الفصاحة و البلاغة حذف بعض متعلّقات الكلام و العبارات المعلومة لان‏يكون سرّ الحبيب مع الحبيب و لايطّلع عليه الرقيب.··· ۱۲

الفصل الخامس: في انّ غرضنا الكلي من هذا التفسير الشريف جمع و بيان ماصدر من الاستاد الاعظم اعلي‏اللّه‏مقامه من الاخبار و التأويلات و البواطن ليصان من التلف و الاندراس و ليتمّ نور اللّه ولو كره المشركون و انّ بناء هذا التفسير الشريف علي التأويل و الباطن و انّ عدم تعرضّنا لبيان المعاني المذكورة في الاخبار صريحةً لمسلّميتها في حجيّتها عند الخصم و لانّها مذكورة في ساير التفاسير··· ۱۵

الفصل السادس: فيمايدلّ علي انّ للقرءان ظاهراً و ظاهر ظاهر و باطناً و باطن باطن و تأويلاً و باطن تأويل الي سبعة ابطن و انّ مفاد فقرات القرءان غيرمقصور علي اهل زمان مخصوص بل يجري في كل اوان و علي اهل كل زمان··· ۱۷

الفصل السابع: فيمايدلّ من الاخبار في انّ بطن القرءان و تأويله انّما هو بالنسبة الي الائمة: و ولايتهم و اتّباعهم و مايتعلق بذلك··· ۱۹

الفصل الثامن: في الاخبار التي تدلّ علي انّ وجوب الايمان بباطن القرءان و تأويله كوجوب الايمان بظاهر القرءان و تنزيله و كذلك بمتشابه القرءان و منسوخه كمحكم القرءان و ناسخه··· ۲۱

الفصل التاسع: في ذكر بعض الايات و الاخبار الدالة علي انّ علم القرءان و تأويله و باطنه و تنزيله عند اهل‏البيت: و هم العالمون المطّلعون علي جميعها··· ۲۲

الفصل العاشر: في بيان انّه لايجوز لاحد ان‏يفسّر القرءان برأيه او يأخذه عن غيرهم:و بيان المراد من التفسير بالرأي المنهي‏عنه··· ۲۳

الفصل الحادي‏عشر: في بيان انّ جميع ماوقع في سالف الازمان من جميع انواع السنن و الامثال و الوقايع كلها ينبغي ان‏تقع في هذه الامة و قدوقع كثير منها و سيقع الباقي ۲۶

الفصل الثاني‏عشر: فيماذكره العالم الفاضل الاقا سيدحسين اليزدي في مقدمة تفسيره و هو متمم للفصل السابق··· ۲۸

الفصل الثالث‏عشر: في بيان الاخبار التي تدلّ علي تحريف القرءان و تغييره و تبديله و اسقاط كثير من اياته و انّ القرءان المنزل الذي لم‏يغير و لم‏يبدل هو عند ال‏محمد:لايظهرونه الاّ في زمان الظهور··· ۴۷

الفصل الرابع‏عشر: في ذكر خبر شريف مشتمل علي بيان سرّ الرموز و الكنايات و كثير من المتشابهات الواقعة في القرءان و سرّ تبديله و تغييره··· ۵۰

الفصل الخامس‏عشر: في ذكر بعض الاخبار التي تدلّ علي انّ اللّه سبحانه كثيراًما اراد في كتابه بحسب التأويل و الباطن من الالفاظ و الخطابات و الكلمات الواردة علي سبيل العموم، خصوص بعض افراد ماصدقت هي عليه··· ۵۷

الفصل السادس‏عشر: في ذكر بعض الاخبار التي تدلّ علي انّ القرءان نزل بـ٭اياك اعني و اسمعي ياجارة٭ ۵۸

الفصل السابع‏عشر: في ذكر بعض الاخبار التي تدلّ علي انّ الضمائر و الكنايات ربماتكون بحسب التأويل و البطن راجعة الي شي‏ء ليس بمذكور صريحاً في لفظ القرءان ··· ۶۰

الفصل الثامن‏عشر: في ذكر بعض الاخبار الدالة علي انّه ربمايكون لفظ في القرءان علي صيغة الماضي و يراد به المستقبل الاتي او بالعكس··· ۶۱

الفصل التاسع‏عشر: في انّ اللّه سبحانه لايباشر بذاته الافعال بل انّمايجريها بالاسباب و اعظم الاسباب و مسبِّبها و علة العلل هم ال‏محمد: و ان كان الخلق بعضهم بالنسبة الي بعض سبباً و مسبَّباً و علةً و معلولاً و فاعلاً و مفعولاً··· ۶۲

الفصل العشرون: في انّ اللّه سبحانه ذات احدية لاينسب اليه شي‏ء و لاينسب هو الي شي‏ء ولكنّه خلق اولياء لنفسه و جعل كل ماينسب اليهم منسوباً اليه و هم محمد و ال‏محمد:ثم شيعتهم··· ۶۴

الفصل الحادي و العشرون: في الاخبار التي تدلّ علي انّه اطلق لفظ اللّه و الاله و الرب و امثالها علي الامام و الائمة في القرءان بحسب الظاهر بل هكذا بعض الكنايات الراجعة و الافعال المنسوبة اليه سبحانه فهذا الفصل من متممات الفصل السابق··· ۶۶

الفصل الثاني و العشرون: في بيان انّ الفاظ القرءان و كلماتها و اياتها تصدق علي اللاحقين نحو صدقها علي السابقين··· ۶۸

الفصل الثالث و العشرون: في الاخبار التي تدلّ علي انّ الكلمات الطيبة و الاسماء الحسني و الصفات العليا المذكورة في هذا الفصل تطلق علي الحقيقة علي محمد و ال‏محمد: و علي الحقيقة بعد الحقيقة علي شيعتهم فمواليهم ثم موالي مواليهم··· ۷۰

الفصل الرابع و العشرون: في الاخبار التي تدلّ علي انّ المراد من الاسماء الخبيثة و الصفات الدنيّة و الكلمات الرذيلة المذكورة في هذا الفصل اعداء ال‏محمد : و اتباعهم و اعداء اوليائهم··· ۱۰۸

الفصل الخامس و العشرون: في الاسماء و الصفات و الالقاب التي اطلقت في كتاب اللّه علي محمد۹ بحسب دلالة الايات علي حسب ترتيب الحروف··· ۱۲۵

التذييل الاول: ماكتبه اعلي‏اللّه‏مقامه في ظهر القرءان من الكليات··· ۱۲۸

التذييل الثاني: اصطلاحاته اعلي‏اللّه‏مقامه في مضافات القرءان··· ۱۳۰

التذييل الثالث: رموز التجويد و دعاء لحفظ القرءان··· ۱۳۱

سورة الفاتحة··· ۱۳۲

سورة البقرة··· ۱۳۵

سورة ال‏عمران··· ۴۴۵

([۱]) اقول: و ذلك لانّ الايمان باللّه بغير ذلك الوجه غيرمعقول و هكذا يؤمن باللّه اي بالايمان بال‏محمّد: و قدمرّ شرح امثال ذلك في خلال التفسير غير مرة.

([۲]) اقول: قدمرّ وجه امثال هذا التفسير اللطيف في خلال ذلك التفسير الشريف مراراً و قلنا انّ ذلك لمكان الالف و اللام الدالتين علي استغراق جميع الافراد فليس في ملك الوجود سميع موجود سوي اللّه سبحانه و هو السميع من كل سمع و اذن و لاعليم سواه سبحانه و هو العليم من كل عالم.

([۳]) اقول: فالمعني اتحاجّوننا في الولي الذي المحاجة فيه هي المحاجة في اللّه اذ لايتعقل المحاجة فيه سبحانه الاّ هكذا لانّه تجليه الاكرم و ظهوره الاعظم و جميع مايصنع به يصنع بهذا الظهور من عرف مواقع الصفة بلغ قرار المعرفة اذ كنه الذات البحت البات لايمكن فيه المحاجة لغيبوبته عن درك الابصار و تنزهه عن وهم الاوهام لاتدركه الابصار و هو يدرك الابصار و هو اللطيف الخبير كلّما ميّزتموه باوهامكم في ادق معانيه فهو مخلوق مثلكم مردود اليكم ثم استغرب تلك المحاجة و تعجب منه لاتصاف المحاجّ فيه بصفة الربوبية فقال و هو ربّنا الخ اي انتم تحاجّوننا في اللّه بالمحاجة في وليه والحال انتم تعلمون انّ الولي مربي الكل و ربّ الجميع و الجميع مخلوق من فاضل طينته و نوره فهو ربنا و ربكم و مربينا و مربيكم و امامنا و امامكم و سيدنا و سيدكم سبحان من دانت له السموات و الارض بالعبودية و اقرّت له بالوحدانية فتعجب انّه كيف ينكر المأموم الامام و يحاج المربي بالفتح في المربي و المربوب في الرب و الرب هو الامام قال ۷رب الارض امام الارض و قال سبحانه و اشرقت الارض بنور ربّها و في الزيارة و اشرقت الارض بنوركم فلاتحاجوا فيه ايضاً والحال انّ لنا اعمالنا و شيعتنا و انوارنا و صنائعنا و لكم اعمالكم و اظلّتكم و متابعيكم و صنائعكم او المعني لاتحاجونا والحال انّ لنا اعمالنا و صنائعنا و لكم اعمالكم و صنائعكم لوبقي منها شي‏ء فانّ الخلق كلهم صنائع لنا لا لكم كمافي الخطبة و الخلق بعد صنائع لنا قال اللّه سبحانه لوكان فيهما الهة الاّ اللّه لفسدتا و قال اذاً لذهب كل اله بماخلق و لعلي بعضهم علي بعض فنحن نذهب بماخلقنا و صنعنا فانظروا هل يبقي لكم شيئاً و عملاً و صنعاً و قدمنا الي ماعملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً والحال انّا نحن له مخلصون محبّون علماً بانّ محبته هو محبة اللّه و الاخلاص فيه هو الاخلاص في اللّه و الشرك به هو الشرك باللّه فنحن له مخلصون كيف لا و نحن شعاعه و نوره و علمه ان‏شاءاللّه و هل يخلص النور الاّ في منيره فنحن له مخلصون لا لغيره فتقديم له للحصر.

([۴]) اقول: انّماجعل اعلي‏اللّه‏مقامه المشرق ظاهر محمّد۹ و المغرب ظاهر علي ۷و جعلهما۸ باطنهما لانّ محمداً۹ هو الذي قداشرق نور هدايته علي جميع الافاق الوجودية فهو محل بروز نور الهداية و ظهور شمس النبوة و مشرق سراج الرسالة و

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۶۹ *»

علي ۷ هو الذي قداخفي محمّد فيه ذلك النور و استودعه فابطنه و ستره في نفسه و لم‏يظهر كلّه فهو المغرب الذي قدغرب اسرار علوم محمّد۹ في صدره و خفي مستجناته في نفسه ثم ترشح منه علي سائر الخلق علي حسب قوابلهم و استعداداتهم.

و عليك باجراء ذلك في كل من الكون و الشرع ففي الكون محمّد۹ اول الخلق و اشرفهم و هو المبدأ لافاضته نور الايجاد علي كل من هو دونه و سواه لكن لايخفي انّ نور الايجاد لايفاض علي سائر المخلوقات الاّ بعد اغترابه و اختفائه في مغرب علي ۷و كسر نوره و لمعانه في‏الجملة ثم منه يفيض و يرشح علي سائر المخلوقات. و اما في الشرع فهو اول الخيرات و مبدأ المبرات و منه اشرق جميع الخيرات و الحسنات علي سائر البريات بعد اغترابه و اختفائه في صدر عالم السر و الخفيات عليه جميع انواع الصلوات قال ابوعبداللّه ۷ في قوله تعالي ربّ المشرقين و ربّ المغربين قال المشرقين رسول‏اللّه۹ و اميرالمؤمنين ۷ و المغربين الحسن و الحسين۸الخبر سمّي اميرالمؤمنين في هذا الخبر بالمشرق من باب التغليب بناء علي ان‏يكون المراد من المشرقين المشرق و المغرب كما انّ المراد من القمرين و الشمسين الشمس و القمر محمّد۹ هو المشرق و علي ۷ هو المغرب و يؤيد هذا المعني الخبر الاتي او المراد من المشرقين مشرق و مشرق فمحمّد۹ مشرق و علي ۷ ايضاً مشرق لانّه اشرق منه ثانياً نور الوجود بعد اشراقه من محمّد۹ و اغترابه في علي ۷ اشرق ثانياً منه نور الايجاد علي كل الكائنات فكلّها من نوره و فضله و كذا الكلام في المغربين و لايخفي انّ صدر الخبر علي المعني الاول و اخره علي المعني الثاني دليل لنا دون العكس و عنه  7ايضاً في قوله تعالي رب المشارق و المغارب قال المشارق الانبياء و المغارب الاوصياء.

ثم المراد من الولي الذي له يكون المشرق و المغرب هو مقام كليته الساري في كلتيهما و في كل شي‏ء و هو مقام انّماوليكم اللّه و مقام فاللّه هو الولي و مقام اسم اللّه و المحمول الموضوع و العلم المرفوع و اسم اللّه الرضي و وجهه المضي‏ء و مقام كاف الخطاب و الستر و الحجاب و الباب الذي منه البدء و اليه الاياب و هو مقام منتهي التعبيرات و غاية الاشارات و المهتدي عليه بالدلالات المعطي كل ذي حق حقه و السائق الي كل مخلوق رزقه.

و اما جعله اعلي‏اللّه‏مقامه باطن الصراط الولاية فهو اقتباس من اخبار كثيرة منها الخبر المروي عن علي بن الحسين في قوله تعالي يهدي من يشاء الي صراط مستقيم يعني به ولاية علي ۷ و منها الخبر المروي عن الباقرين۸ في قوله تعالي اهدنا الصراط المستقيم قال دين اللّه الذي نزل به جبرئيل و في رواية دين اللّه الولاية و منها قول الصادق ۷ في قوله تعالي عن الصراط لناكبون قال عن ولاية علي ۷ و قوله۷ ايضاً الصراط صراطان اما الصراط في الدنيا فهو الامام المفروض طاعته من عرفه و اقتدي بهداه مرّ علي الصراط الذي هو جسر جهنم في الاخرة و منها قول الباقر ۷ في قوله سبحانه صراط اللّه يعني علياً ۷ الي غير ذلك من الاخبار و في الزيارة ايّها الصراط الواضح و فيها ايضاً انتم الصراط الاقوم قال الباقر ۷ معني علي صراط اللّه انّه الصراط الي اللّه كمايقال فلان باب السلطان اذا كان يوصل به اليه ثم انّ الصراط هو الذي عليه علي ۷ .

([۵]) كل موجود مركب من جزئين من اول ذكره و وجوده الصادر من مؤثره القريب بنفسه الي منتهي شهوده و ماهيته فالمشرق في كل موجود وجوده و فؤاده الذي هو محل اشراق نور المؤثر و المغرب فيه ماهيته التي انتهي نور الوجود اليه و اختفي فيه فالنور الاول و الذكر الاجل ايضاً مركب من وجود و ماهية وجودها مطلع شمس الحقيقة المحمدية و ماهيته الولاية الكلية العلوية مغرب شمس ذلك النور الاول و الذكر الاجل و الي ذلك اشار۹ انا و علي ابوا هذه الامة فتدبر. عبدالمهدي بن ابي‏تراب ابن‏المصنف رحمه‏اللّه.

([۶]) اقول:  فبناء علي ذلك محمّد۹ يشهد علي المعصومين و هم يشهدون علي سائر الخلق  و هو الرواية الاولي يشهد محمّد۹ علينا و نشهد علي شيعتنا فاتّحد الخبران و توافقا و الحمدللّه.

([۷]) اقول: و ذلك استنباط من قوله ۷ الايمان عمل كلّه غاية الامرانّ عمل كل عضو

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۷۲ *»

علي حسبه فعمل اليد مثلاً الانفاق و عمل الرجل المشي الي مساجد اللّه و محابّ اللّه و عمل البصر النظر الي اولياء اللّه و كتاب اللّه و عمل السمع استماع المواعظ و الاصغاء الي كتاب اللّه و عمل اللسان التنطق بالحق و القول به و ذلك معني قوله ۷ و القول بعض ذلك العمل فالايمان كله عمل و لنذكر هنا تمام الرواية فان فيها مزيداً علي ماذكر بيان وجه نزول هذه الاية المباركة فعن العياشي عن الصادق ۷ انّه سئل عن الايمان أ  قول هو و عمل ام قول بلاعمل فقال الايمان عمل كله و القول بعض ذلك العمل مفترض من اللّه مبيّن في كتابه واضح نوره ثابتة حجته يشهد له بها الكتاب و يدعو اليه و لمّاانصرف نبيّه الي الكعبة عن بيت‏المقدس قال المسلمون للنبي۹ ارأيت صلوتنا التي كنّا نصلي الي بيت‏المقدس ماحالنا فيها و حال من مضي من امواتنا و هم يصلون الي بيت‏المقدس فانزل اللّه و ماكان اللّه ليضيع ايمانكم فسمي الصلوة ايماناً فمن لقي اللّه حافظاً لجوارحه موفياً كل جارحة من جوارحه مافرض اللّه عليه لقي اللّه مستكملاً لايمانه و هو من اهل الجنة و من خان في شي‏ء منها او تعدّي ماامر اللّه فيها لقي اللّه ناقص الايمان الخبر.

([۸]) اقول: و ذلك لقوله ۷ الناس كلهم بهائم الاّ المؤمن و المؤمن قليل ثلث مرّات و قول الصادق ۷ عند تفسير قوله تعالي فيه شفاء للناس يعني في العلم الخارج من الائمة شفاء للشيعة و هم الناس و غيرهم اللّه اعلم بهم ماهم الخبر و قول الباقر ۷في خبر سعد نعم ياسعد و الصلوة تتكلم و لها صورة و خلق تأمر و تنهي قال فتغيّر لوني و قلت هذا شي‏ء لااستطيع ان‏اتكلّم به في الناس فقال و هل الناس الاّ شيعتنا فمن لم‏يعرف الصلوة فقدانكر حقنا الخبر و قول علي بن الحسين۸ انّ رجلاً جاء الي علي ۷ فسأله عن الناس و اشباه الناس و النسناس فقال يا حسين اجبه فقال اما الناس فرسول اللّه۹ و نحن و لذلك قال تعالي ثم افيضوا من حيث افاض الناس فرسول اللّه۹ الذي افاض بالناس و نحن منه و اما اشباه الناس فهم شيعتنا و موالينا و هم منا و لذلك قال ابراهيم فمن تبعني فانّه منّي و اما النسناس فهم هذا السواد الاعظم و اشار بيده الي جماعة الناس ثم قال ان هم الاّ كالانعام بل هم اضل سبيلاً و قول ابي‏عبداللّه ۷خلقنا اللّه من نور عظمته الي ان قال و خلق ارواح شيعتنا من ابداننا و ابدانهم من طينة مخزونة مكنونة اسفل من ذلك الطينة و لم‏يجعل اللّه في مثل الذي خلقهم نصيباً الاّ الانبياء و المرسلين فلذلك صرنا نحن و هم الناس و سائر الناس همجاً في النار.

([۹]) اقول: يعني به و فيه۹ يرحم اللّه علي الخلق لا بذاته جلّ‏وعزّ فهو من صفات الاضافة لا من صفات الذات و ذلك لانّ الرحمة اما رحمة قلبية و هي رقّة القلب و شفقته و ميله و عطفه علي المرحوم‏عليه لمايري فيه من الحاجة و الضرّ و الفقر و الفاقة و اما رحمة فعلية و هي جبر ذلك الكسر و الفقر و الفاقة و سدّها و الجود علي صاحب المسكنة فلاشكّ انّه سبحانه رءوف رحيم بالناس علي المعني الاول بمحمّد۹ الذي هو ظاهر اللّه فيهم و ليس له سبحانه في ذاته قلب حتي يرقّ علي احد و يعطف عليه و يميل اليه تعالي اللّه عن ذلك علواً كبيراً نعم هو يرقّ قلبه علي محبّيه و يعطف عليهم هكذا اي في محمّد و بمحمّد۹ بل اقول هو۹ ايضاً لايرقّ و لايعطف قلبه علي احد لعدم المجانسة و البينونة التامة بينهم و بينه فرقّة كل احد علي كل احد هو رقّته۹فانّ العالي اذا رأي كسراً في بعض الاداني يجبره بعطف بعض علي بعض كما انّه اذا اراد روحك ان‏يعطف علي رجلك حين نشب فيها الشوك يحني ظهرك و يلوي عنقك و يفتح عينك و يمد يدك و يجعل رجلك الاخري سناداً لها حتي يخرجه فهكذا يعطف الروح علي الرجل فكذلك محمّد۹يعطف و يرحم علي جميع امته يعني بعطف بعضهم علي بعض و رحم بعضهم بعضاً اللّهم اعطف علينا قلوب عبيدك و امائك و اوليائك برأفة منك و رحمة انّك ارحم الراحمين هذا علي المعني الاول.

و كذلك علي المعني الثاني فانّه سبحانه بمحمّد و في محمّد۹ يرأف و يرحم علي خلقه ثم المراد من الرحمة اما الرحمة الكونية كمافي الدعاء يا بارئ خلقي رحمة بي و كان عن خلقي غنياً و اما الرحمة الشرعية و هي اما ايصال نفع و فضل كمافي قوله تعالي قل بفضل اللّه و برحمته فبذلك فليفرحوا او دفع مكروه كمافي قوله تعالي لاعاصم اليوم من امر اللّه الاّ من رحم او افاضة حيوة في الشهادة و الغيب كمافي قوله سبحانه انظروا الي اثار رحمة اللّه كيف يحيي الارض بعد موتها او مغفرة و جنة نعيم كمافي قوله تعالي الا انّها قربة لهم سيدخلهم اللّه في رحمته انّ اللّه غفور رحيم و لاشك انّ جميع هذه الاقسام يصدر من اللّه سبحانه بالنسبة الي الناس بمحمّد و في محمّد۹فانّه الرحمة الكونية التي وجد من شعاعه جميع الموجودات و خلق من نوره تمام المخلوقات و كوّن من ظلّه كل الكائنات بذواتها و صفاتها و افعالها و اعمالها و اثارها و اثار اثارها و مايئول  اليها و هو۹ الرحمة الايصالية و الفضلية و التي بها يدفع المكاره لقوله ۷ ان ذكر الخير كنتم اوّله و اصله و فرعه و معدنه و مأواه و هو الرحمة الحيوتية كونية كانت او شرعية لانّ الحيوة الكونية لجميع الاحياء منه و هم خلقوا من شعاعه و فضل نوره و كذلك الحيوة الشرعية لجميع المؤمنين منه و روح الايمان في جميع العوالم حدثت بتكميله و هدايته و نور امره و نهيه من اراد اللّه بدء بكم و من وحّده قبل عنكم و لاجل ذلك سمّاه اللّه سبحانه في محكم كتابه رحمة للعالمين فقال ماارسلناك الاّ رحمة للعالمين و قال النبي۹ انّا اهل‏البيت شجرة النبوة و موضع الرسالة و مختلف الملائكة و بيت الرحمة و معدن العلم و من البيّن انّهم جميعاً من نور واحد و طينة واحدة فهم كلهم رحمة للعالمين و اما الرءوف فهو الرحيم الاّ انّه لوحظ فيه كثرة الرقّة و شدة اللطافة و دقّة العطافة.

([۱۰]) اقول: و الدليل علي ذلك التأويل الشريف قول علي بن الحسين۸ انّ علياً ۷كالكعبة التي امر اللّه باستقبالها جعله اللّه ليؤتم به في امور الدين و الدنيا فكما انّ الكعبة لاتنقص في شرفها ان ولي عنها الكافر فكذلك لايقدح في علي ۷ ان اخّره عن حقه المقصرون و قول ابي‏عبداللّه ۷في خبر داود بن كثير يا داود نحن الصلوة الي ان قال و نحن الحج و نحن الشهر الحرام و نحن البلد الحرام و نحن كعبة اللّه و نحن قبلة اللّه و نحن وجه اللّه قال تعالي فاينما تولّوا فثم وجه اللّه الخبر هذا و القبلة محل التوجه و استقبال الناس كما انّ الخليفة ايضاً محل توجه الناس و استقبالهم و مطمح نظرهم و رجوع الكل اليها و الواجب علي جميعهم ان‏يستقبلوا اليها في جميع حوائجهم الدنياوية و الاخروية كمافي الخبر المذكور انفاً فباطن القبلة هو الخليفة و الولي.

([۱۱]) اقول: وجه الدلالة قوله فولّ فانّه صدر علي صيغة الامر و الامر يدل علي الوجوب كمايدل عليه الخبر المروي عن الرضا ۷ عن ابائه عن علي بن ابي‏طالب ۷انّه قال الاعمال علي ثلثة احوال فرائض و فضائل و معاصي فاما الفرائض فبامر اللّه عزّوجلّ و برضاء اللّه و قضاء اللّه و تقديره و مشيته و علمه و اما الفضائل فليست بامر اللّه ولكن برضاء اللّه و بقضاء اللّه و مشية اللّه و بعلم اللّه و اما المعاصي فليست بامر اللّه و لابرضاء اللّه ولكن بقضاء اللّه و بقدرة اللّه و بمشيته و بعلمه ثم يعاقب عليها الخبر فبيّن  7 انّ الفرائض بامر اللّه و برضاه اي بالفعل و الفضائل ليست بامر اللّه ولكن برضاه و قول ابي‏عبداللّه ۷ لهشام اذا امرتكم بشي‏ء فافعلوا و قول ابي‏الحسن ۷ اذا امرتك بشي‏ء فاعمل و الاّ اغضب عليك و قول ابي‏عبداللّه ۷ اعملوا انّه انّماامر و نهي ليطاع فيماامر و لينتهي عمّانهي عنه فمن اتبع امره فقداطاعه و قدادرك كل شي‏ء من الخير و

 

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۷۶ *»

من لم‏ينته عمّانهي اللّه عنه فقدعصاه فاذا مات علي معصيته اكبّه اللّه علي وجهه في النار و قوله مهلاً مهلاً يا اهل الصلاح لاتتركوا امر اللّه و امر من امركم بطاعته و كذا يدلّ عليه قول اللّه سبحانه فليحذر الذين يخالفون عن امره ان‏تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم و قوله مامنعك ان‏تسجد اذ امرتك و قوله في مقام التوبيخ أفعصيت امري و قوله في مقام المدح لايعصون اللّه ماامرهم و يفعلون مايؤمرون الي غير ذلك من الاخبار و الايات التي يصدق بعضها بعضاً في انّ الامر للحكم و الايجاب من ائتمر فقداطاع و من لم‏يأتمر فقدعصي.

([۱۲]) اقول: الوجه كمافي القاموس و غيره هو مستقبل كل شي‏ء و وجهه ظاهره و يأتي بمعني الجهة كقوله تعالي فثم وجه اللّه اي جهته التي امر بها و بمعني نفس الشي‏ء كمايقال اكرم اللّه وجهك اي اكرمك و علي كل واحد من المعاني المذكورة يصح ان‏يكون باطن الوجه الشيعة اما المعني الاول و هو مستقبل الشي‏ء فلاشك انّ الشيعة مستقبل الامام و وجهه و ظاهره و تجليه و لايري الامام الاّ فيهم و بهم و منهم فانّهم:القري المباركة التي جعلت في هؤلاء القري الظاهرة فظهروا: من هذا الوجه و من هذا الطرف و من هذا السمت و من هذه الوجهة و من هذه الناحية و الجانب هذا و الوجه من الشي‏ء هو الذي يري اول مرة و هو اظهر اعضاء الانسان و لاشك انّ الشيعة يرون اول مرة ثم يري منهم امامهم و هم ظاهره كما انّك اذا نظرت الي زيد تري اولاً من حيث الصعود وجهه و ظاهره ثم تري حقيقته و ذاته و ان كان من حيث النزول علي العكس و اما علي المعني الثاني و هو الجهة فلاشك انّهم جهة الامام التي لايمكن التوجه به الاّ بهم لانّه قداختفي في زجاجاتهم اللّه نور السموات و الارض مثل نوره كمشكوة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كانّها كوكب درّي و هم اي الشيعة السمت و الجهة التي من قصدها وصل الي المطلوب و الاّ فيضلّ في ظلمات بعضها فوق بعض اذا اخرج يده لم‏يكد يراها و اما علي المعني الثالث و هو النفس فلاشك انّهم انفس الامام كما انّ الامام هو نفس اللّه القائمة فيه بالسنن و انّهم عينه و حقيقته علي المعني الذي يكون الامام عين اللّه التي من عرفها اطمأن هذا و النفس هي جهة انية الشي‏ء و ظهوره و استقلاله و لاشك انّ الشيعة جهة انّية امامهم و جهة ظهوره و استقلاله و تعيّنه بالجملة فهم رضوان‏اللّه‏عليهم علي جميع معاني الوجه باطنه و حقيقته.

([۱۳]) اقول: معني الاية في الباطن اجعل شيعتك تابعاً مستقبلاً الي المسجد الحرام الذي هو في المدينة و هو علي ۷ لانّه ۷ فيها فعلي ۷ هو المسجد الحرام كمامرّ في حديث داود بن كثير قال و نحن الحج و نحن الشهر الحرام و نحن البلد الحرام و نحن كعبة اللّه و نحن قبلة اللّه و لاشك انّ البلد الحرام حاوٍ علي المسجد الحرام و هو في جوفه كما انّ الكعبة محتوية عليها قال الصادق ۷ في حديث المفضل و هو حديث طويل شريف و اخبرك انّي لوقلت انّ الصلوة و الزكوة و صوم شهر رمضان و الحج و العمرة و المسجد الحرام و البيت الحرام و المشعر الحرام و الطهور و الاغتسال من الجنابة و كل فريضة كان ذلك هو النبي۹ الذي جاء به من عند اللّه لصدقت لانّ ذلك كلّه انّمايعرف بالنبي و لولا معرفة ذلك النبي و الايمان به و التسليم له ماعرف ذلك فهذا كله ذلك النبي و اصله و فرعه و هو دعاني اليه و دلّني عليه و عرّفنيه و امرني به و اوجب علي له الطاعة فيماامرني به لايسعني جهله و كيف يسعني جهل من هو فيمابيني و بين اللّه و كيف لايكون ذلك معرفة الرجل و انّما هو الذي جاء به عن اللّه و انّماانكر الدين من انكره الخبر هذا.

و المسجد هو المحل الذي يسجد فيه الناس و يخضعون و يبتهلون و يتذلّلون و لاشك انّهم: جعلوا محلاً للسجود و الخضوع و الابتهال و التذلّل و الطاعة و الانقياد و لذلك ورد اخبار كثيرة في تأويل المسجد بهم: ففي تفسير العياشي عن الصادق  7 في قوله تعالي و اقيموا وجوهكم عند كل مسجد قال يعني الائمة و في تفسير القمي و غيره في قوله تعالي انّ المساجد للّه فلاتدعوا مع اللّه احداً انّ الامام من ال‏محمّد فلاتتخذوا من غيرهم اماماً و في كنزالفوائد عن الكاظم ۷ قال في الاية المذكورة المساجد هم الائمة و في رواية اخري و الاوصياء و الائمة واحداً فواحداً فلاتدعوا الي غيرهم فتكونوا كمن دعا مع اللّه احداً الخبر و لاشك انّه اذا كان الائمة:هم المساجد فلاشك انّ علياً ۷هو المسجد الحرام لانّه اشرف المساجد و علي ۷اشرف الائمة و لذلك فسّر المسجد الحرام في حديث المفضل المزبور بالنبي۹ لانّه اشرفهم و لاينافي تفسيره بالنبي۹مع تفسيره بعلي ۷ لانّهما من نور واحد و حقيقة واحدة كما انّ ذلك و الحمدللّه من بركات المشايخ رضوان‏اللّه‏عليهم اليوم من ضروريات المذهب.

([۱۴]) اقول: كان العامة يعلمون انّ علياً ۷ هو الحق كمايوجد ذلك في كثير من اخبارهم و كتبهم مشحونة بذلك نذكر منها بعضها فعن ابن‏عباس انّه قال روي انّ هذه الاية في حق علي ۷ فمن يعلم انّ ماانزل اليك من ربك الحق و عن الصحاح الستّة قال النبي۹ رحم اللّه علياً اللّهم ادر الحق معه حيث كان و عن ابن‏عباس قال النبي۹يا ابن‏عباس عليك عليّاً فانّ الحق علي لسانه و النفاق مجانبه و انّ هذا قفل الجنة و مفتاحها به يدخلون الجنة و به يدخلون النار الي غير ذلك من الاخبار الواردة من طرقهم الصريحة في انّه ۷ هو الحق و الحق يجري من لسانه هذا ان اخذ الحق علي ظاهر الظاهر.

و اما ان اخذ علي معناه المصدري بان‏يكون المراد منه الحقيّة الاخبار الدالة علي ذلك اكثر من ان‏تحصي بل ذلك من اركان دينهم و بناء مذهبهم علي ذلك لانّه من خلفائهم علي زعمهم و لذلك رووا في تعريفه و فضائله احاديث كثيرة اكثر من ان‏تعدّ و تحصي فعن عمر بن الخطاب لو انّ الرياض اقلام و البحر مداد و الجن حساب و الانس كتاب مااحصي فضائل علي بن ابي‏طالب و عن ابن‏عباس انّه قال نزل في علي ثلثمأة اية ثم عدّ منها قوله انّما وليكم اللّه و رسوله و الذين امنوا الذين يقيمون الصلوة و يؤتون الزكوة و هم راكعون و عن ابي‏بكر انّه قال قال رسول اللّه۹ لايجوز احد الصراط الاّ من كتب له علي الجواز الي غير ذلك من الاخبار و المقصود ان‏تعلم انّهم كانوا يعلمون انّه الحق و كانوا يذكرون له فضائل جمة و اما الاخبار الدالة علي انّه حق فمن طريقنا ايضاً اكثر من ان‏تحصي فعن تفسير فرات عن الصادق ۷قال قال علي ۷في بعض خطبه واللّه انا الحق الذي امر اللّه به فماذا بعد الحق الاّ الضلال و عن تفسير القمي في قوله تعالي و يستنبئونك أحق هو قال اي يستخبرونك اهل مكة في علي  7 انّه حق اي امام هو قل اي و ربي انّه لحق اي امام الخبر و في تفسير ظاهر الظاهر قوله يستنبئونك اي يطلبون منك النبأ و يسألون عن حال النبأ كماقال سبحانه عمّ يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون قال علي ۷ في تلك الاية اي نبأ للّه اعظم مني فمعني يستنبئونك يعني يسألونك عن حال النبأ انّه اي النبأ حق قل اي و ربي انّ النبأ لحقّ مثل ماانّكم تنطقون و عن كنزالفوائد عن الباقر ۷ في قوله تعالي حتي جاء الحق يعني بالحق ظهور علي بن ابي‏طالب و من ظهر من الائمة: بعده بالحق.

([۱۵]) اقول: يعني العامة يعلمون انّ الصلوة الي جانب المسجد الحرام حق و علمهم بذلك حصل لهم من جانب ربهم و مربّيهم حيث بيّن لهم بفعله و صلوته نحوه انّه الحق فبيّن لهم بسنّته الفعلية التي هي كالسنة القولية في الحجية انّ الصلوة نحوه حقّ او المعني انّهم يعلمون انّه ۷ هو الحق النازل الي النبي۹ من ربهم حيث رأوا انّ النبي العربي يصلي كذا و كانوا يعلمون انّه لايسبقه بالقول و هو بامره سبحانه يعمل هكذا فانّه لاينطق عن الهوي ان هو الاّ وحي يوحي علمه شديد القوي هذا ظاهره و اما باطنه يعني العامة كانوا يعلمون انّ النبي العربي يجعل علياً ۷قبلة لاهل الارض و خليفة لهم يرجعون اليه و يتوجهون في الشدائد و الحوائج نحوه و يتعلمون العلوم منه فانّه مدينة علم رسول اللّه و يجعله وليّاً و والياً يستقبلون اليه في الوقائع و الملاحم و كانوا يعلمون انّه الحق من ربهم و لذلك اقرّ به كثير منهم بل كلهم حتي انّه روي عن عمر انّه قال لولا علي لهلك عمر و روي عنه ايضاً انه قال نصب رسول اللّه۹ لعلي علماً فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللّهم وال من والاه و عاد من عاداه و اخذل من خذله و انصر من نصره اللّهم انت شهيدي عليهم فقال كان في جنبي شاب حسن الوجه طيب الريح فقال ياعمر لقدعقد رسول اللّه۹عقداً لايحلّه كذا و كذا الاّ منافق فاحذر ان‏تحلّه فقلت يا رسول اللّه انّك حيث قلت في علي كان في جنبي شاب حسن الوجه طيب الرائحة فقال كذا و كذا قال نعم ياعمر انّه ليس ولد ادم لكنّه جبرئيل اراد ان‏يؤكد عليكم ماقلته في علي ۷ .

([۱۶]) اقول:  قدمر وجه تفسير القبلة بالوصي ۷ و لنذكر بعض مايدل علي انّ المراد من الذين اوتوا الكتاب في هذه الاية و سائر الايات التي وردت في الذم في بطن القرءان العامة و مكذّبوا الشيعة من المخالفين فعن الباقر ۷ في قوله تعالي و ماتفرّق الذين اوتوا الكتاب قال يعني مكذّبوا الشيعة و في قوله تعالي لم‏يكن الذين كفروا من اهل الكتاب قال هم مكذّبوا الشيعة لانّ الكتاب هو الايات و اهل الكتاب الشيعة الخبر و لاتغفل انّ الخبر الاخير يدل علي المراد و المقصود ان‏كانت الكناية راجعة الي اهل الكتاب و يكون قوله بعد و اهل الكتاب الشيعة للاستيناف لانّه قداريد من ذلك الشيعة اذا كان في مورد المدح و اما اذا كانت الكناية راجعة الي الذين كفروا فلايدل علي مانحن فيه.

([۱۷]) اقول: يدل علي هذا التقدير قول ابي‏عبداللّه ۷نزل القرءان بـ  ٭  اياك اعني و اسمعي يا جارة ٭ و قوله ۷ ايضاً في خبر اخر ماعاتب اللّه به نبيه فهو يعني به من قدمضي في القرءان مثل قوله و لولا ان ثبّتناك لقدكدت تركن اليهم شيئاً قليلاً عني بذلك غيره الخبر و قدمر مايدل علي ذلك في المقدمة في فصل برأسه.

([۱۸]) اقول: تشبيه المعرفة بمعرفة الابناء دليل واضح علي انّ المراد من الكناية في البطن بل في الظاهر علي ۷ او محمّد۹ كماهو بيّن للعالم بعلم الفصاحة و البلاغة لانّ من لايعقل يشبه بمن لايعقل و من يعقل يشبه بمن يعقل و امر القبلة ليس ممن يعقل او الكناية في الظاهر ترجع الي امر القبلة و في البطن الي محمّد او علي۸ .

([۱۹]) اقول:  قدورد تفسير الحق بحق ال‏محمّد: في كثير من الاخبار فعن الصادق ۷في قوله تعالي و اتِ ذاالقربي حقّه قال و كان علي ۷ منهم و كان حقّه الوصية التي جعلت له و الاسم الاكبر و ميراث العلم و اثار علم النبوة و عن جابر قال سألت اباجعفر ۷ من قوله تعالي و يريد اللّه ان‏يحق الحق بكلماته قال تفسير ذلك في الباطن انّه يريد و لم‏يفعل بعد و قوله و يحق الحق يعني يحق حق ال‏محمد و قوله بكلماته فكلماته في الباطن علي ۷ هو كلمة اللّه في الباطن و المراد انّ اللّه يحق حق ال‏محمّد حين يقوم القائم ۷ و يبطل الباطل يعني القائم اذا قام يبطل باطل بني‏امية الخبر هذا و كتمان مطلق الحق لايتصور الاّ بكتمان حق علي ۷ فاذا كتم حقه فقدكتم تمام الحق و كلّه و جميعه فبناء علي هذا الالف و اللام في قوله الحق للاستغراق اي جميع انواع الحق او للجنس يعني جنسه و سرّ ذلك انّ الائمة: كليون مطلقون منزهون عن جميع صفات من هو دونهم و صفاتهم ايضاً كلية مطلقة و كذا منسوباتهم و مضافاتهم فانّها ايضاً مطلقة فحقهم هو الحق المطلق الساري في جميع الحقوق و جميع الحقوق الجزئية من تجليات حقهم المطلق كماتري عياناً و شهوداً انّ منسوبات الجسم المطلق و حدوده مطلقة الاتري انّ له كماً مطلقاً و كيفاً مطلقاً و زماناً مطلقاً و جهة مطلقة و رتبة مطلقة و هكذا فافهم فانّه مسألة لطيفة شريفة.

([۲۰]) اقول: قدعرفت من الاخبار السابقة استعمال الحق في حق علي ۷ و سائر ال‏محمد: كما اوّله اعلي‏اللّه‏مقامه هناك و لنذكر اخباراً تدل علي انّ بطنه الولاية كماجعله اعلي‏اللّه‏مقامه هنا فمنها الخبر المروي عن الصادق ۷ قال انّ ولاية علي ۷لحق اليقين و عنه ۷ايضاً في قوله تعالي و تواصوا بالحق قال بولاية علي۷ و قدذكرنا ايات و اخباراً تدل علي ذلك في تلو قوله سبحانه انّا ارسلناك بالحق بشيراً و نذيراً و في قوله لمااختلفوا فيه من الحق فان شئت فراجع.

([۲۱]) اقول: الخيرات جمع محلي بالالف و اللام يفيد العموم اي جميع الخيرات و لاشك انّ جميع الخيرات و كلها و اصلها هو الولاية و الكل من فروعها و تجلياتها قال الصادق ۷ نحن اصل كل خير و من فروعنا كل بر و من البر التوحيد و الصلوة و الصيام و كظم الغيظ و العفو عن المسي‏ء و رحمة الفقير و تعاهد الجار و الاقرار بالفضل لاهله و عن كنزالفوائد عن الكاظم ۷ في قوله تعالي و افعلوا الخير قال الولاية و حقوق ال‏محمد: و عن ابي‏جعفر ۷ في قوله تعالي فاستبقوا الخيرات قال الخيرات الولاية.

([۲۲]) اقول: الاخبار الدالة علي انّ المخاطب بـ كم الشيعة كثيرة منها مافي الصافي عن الصادق  7 و لقدنزلت هذه الاية في اصحاب القائم و انّهم المفتقدون من فرشهم ليلاً فيصبحون بمكة و بعضهم يسير في السحاب نهاراً نعرف اسمه و اسم ابيه و حليته و نسبه و في البرهان عن ابي‏جعفر ۷ في حديث يذكر فيه علامات القائم ۷الي ان قال فيجمع اللّه له اصحابه ثلثمأة و ثلثة عشر رجلاً و يجمعهم اللّه له علي غير ميعاد قزع كقزع الخريف و هم يا جابر الاية التي ذكرها الله في كتابه اينماتكونوا يأت بكم اللّه جميعاً انّ اللّه علي كل شي‏ء قدير فيبايعونه بين الركن و المقام و معه عهد من رسول اللّه۹قدتوارثوا الابناء من الاباء.

([۲۳]) اقول: معني الاية في الباطن يجب عليكم ان‏تولّوا وجوهكم نحو شيعة علي بن ابي‏طالب في جميع اموركم حين الدخول في ذلك الامر و حين الخروج عنه فاشار الي الدخول بقوله حيث ماكنتم و الي الخروج بقوله و من حيث خرجت او المعني توجّهوا نحوه في جميع اموركم حال كونكم حاضرين او مسافرين فكنّي عن امور الحاضرين بقوله حيث ماكنتم و عن امور المسافرين بقوله و من حيث خرجت و قداشار اعلي‏اللّه‏مقامه الي كلا الحالين بقوله في قوله و حيث ماكنتم كأنّه للحاضرين او في اي امر امرت بالكون فيه و في قوله من حيث خرجت كانّه للمسافرين او من اي امر امرت بالخروج عنه.

([۲۴]) اقول: شطر الشي‏ء طرفه و سمته و ناحيته و جانبه و لاشك انّ الشيعة شطر الامام الذي لايمكن الوصول اليه الاّ منه و هو جانبه الذي من اراد ان‏يخدم الامام فليخدمه و من اراد ان‏يحسن اليه فليحسن اليه قال الباقر ۷ سبيل اللّه شيعتنا فمن نذر في سبيل اللّه فليعطه الشيعة بل هو جانب اللّه الذي من اراد ان‏يحسن الي اللّه فليحسن اليه و من اراد ان‏يسرّ اللّه فليسرّه كمايدل علي ذلك اخبار كثيرة منها ماورد في انّ سرور المؤمن سرور اللّه و سرور الائمة: و اضاعة حقه اضاعة حق اللّه و اهانته اهانة اللّه فعن ابي‏حمزة الثمالي قال سمعت اباجعفر ۷ يقول قال رسول اللّه۹ من سرّ مؤمناً فقد سرّني و من سرّني فقدسرّ اللّه و عن يونس قال قال لي ابوعبداللّه ۷ يايونس من حبس حق المؤمن اقامه اللّه يوم القيمة خمسمأة عام علي رجليه حتي يسيل عرقه او دمه و ينادي مناد من عند اللّه هذا الظالم الذي حبس عن اللّه حقه قال فيوبّخ اربعين يوماً ثم يؤمر به الي النار و عن ابي‏عبداللّه ۷ قال قال رسول اللّه۹ قال اللّه عزّوجلّ قد نابذني من اذلّ عبدي المؤمن و عن حماد بن بشير قال سمعت اباعبداللّه ۷ يقول قال

 

 

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۸۵ *»

رسول اللّه۹ من اهان لي ولياً فقدارصد لمحاربتي و ماتقرب الي عبد بشي‏ء احبّ الي مماافترضت عليه و انّه ليتقرب الي بالنافلة حتي احبّه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و لسانه الذي ينطق به و يده التي يبطش بها ان دعاني اجبته و ان سألني اعطيته الخبر الي غير ذلك من الاخبار التي تدل علي انّ عطش المؤمن هو عطش اللّه و عيادته عيادة اللّه و الانتقام منه انتقام من اللّه.

بالجملة فهم رضوان‏اللّه‏عليهم جهة الائمة و بابهم الذي لايمكن الوصول الي صاحب البيت الاّ بهم و الجانب الذي امر اللّه الخلق بالتوجه اليهم بهم و الطرف الذي بموتهم تنقص اطراف الارض ارض العلم كمافي تفسير قوله تعالي نأتي الارض ننقصها من اطرافها قال ۷ بموت العلماء هذا و طرف الشي‏ء حدوده و نهاياته و جهات انياته و نفسه و الشي‏ء معروف بالاطراف محدود بالنهايات و الائمة:لايعرفون الاّ بالشيعة كمااثبتنا ذلك في محله بمالامزيد عليه و ذلك من اصول مذهبنا فهم حدود الائمة و نهاياتهم و اطرافهم و شطرهم و جانبهم و جهة انيتهم و اما وجه تأويل المسجد الحرام بعلي ۷ فقد مـرّ انفاً.

([۲۵]) اقول: فسّر اعلي‏اللّه‏مقامه الرب بالحقيقة لقوله ۷ من عرف نفسه فقدعرف ربه اعرف نفسك تعرف ربك اعرفكم بنفسه اعرفكم بربه و المراد من النفس هنا الحقيقة التي معرفتها هي معرفة الرب جلّ‏شأنه و هي الحقيقة التي سأل عنها كميل علياً ۷ حين اردفه علي ناقته فقال كميل ماالحقيقة فقال ۷ مالك و الحقيقة فقال اولست صاحب سرّك قال بلي ولكن يرشح عليك مايطفح مني فقال كميل اومثلك يخيب سائلاً قال ۷محو الموهوم و صحو المعلوم فقال كميل زدني بياناً قال ۷ هتك الستر لغلبة السر فقال زدني بياناً قال ۷ جذب الاحدية لصفة التوحيد فقال زدني بياناً قال ۷ نور اشرق من صبح الازل فيلوح علي هياكل التوحيد اثاره فقال زدني بياناً قال  7 اطفئ السراج فقدطلع الصبح الخبر لا النفس التي فوق الطبع و تحت الروح في المقامات التنزلية.

([۲۶]) اقول: من شواهد الاول قوله سبحانه قل اللّه ثم ذرهم في خوضهم يلعبون و قوله اللّه لا اله الاّ هو الحي القيوم و من شواهد الثاني و الثالث قولك لاحول و لاقوة الاّ باللّه العلي العظيم و من شواهد الاخير قوله سبحانه لال‏محمّد: جعلتكم استقبل بكم و اسأل بكم فكل شي‏ء هالك الاّ وجهي و انتم وجهي لاتهلكون و لايهلك من تولاّكم.

([۲۷]) اقول: و هو معرفة اللّه الحاصلة في معرفة الائمة و عبادة اللّه الحاصلة بالتوجه اليهم و طاعتهم قال اللّه سبحانه ماخلقت الجن و الانس الاّ ليعبدون و قال الحسين ۷في تفسيرها الاّ ليعرفون و قال في القدسي كنت كنزاً مخفياً فاحببت ان‏اعرف فخلقت الخلق لكي‏اعرف و قال ۷ بنا عرف اللّه و لولانا ماعرف اللّه و بنا عبد اللّه و لولانا ماعبد اللّه من عرفكم فقدعرف اللّه الزيارة.

([۲۸]) اقول: كان رسول اللّه۹ يتلو الايات في فضل علي ۷ كماروي عن الباقر عن ابيه عن جده:قال قال رسول اللّه۹ ذات يوم و هو راكب و خرج علي ۷ و هو يمشي فقال له يااباالحسن اما ان تركب اذا ركبت و تمشي اذا مشيت و تجلس اذا جلست الاّ ان‏يكون في حد من حدود اللّه لابد لك من القيام و القعود فيه و مااكرمني اللّه بكرامة الاّ

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۸۸ *»

و اكرمك بمثلها و خصّني اللّه بالنبوة و الرسالة و جعلك وليّي في ذلك تقوم في حدوده و صعب اموره و الذي بعثني بالحق نبياً ماامن بي من انكرك و لااقرّ بي من جحدك و لاامن بي من كفر بك و انّ فضلك لمن فضلي و انّ فضلي لفضل اللّه و هو قول اللّه عزّوجلّ قل بفضل اللّه و برحمته فبذلك فليفرحوا فضل اللّه نبوة نبيكم و رحمته ولاية علي بن ابي‏طالب فبذلك اي بالنبوة و الولاية فليفرحوا يعني الشيعة هو خير ممايجمعون يعني مخالفيهم من الاهل و المال و الولد في دار الدنيا الخبر هذا تفسير ظاهر الاية.

و اما تلاوته۹ باطناً الايات في فضل علي ۷ فهو بان‏جعل الايات اي الشيعة في فضل علي ۷ و قال بانّ الشيعة من نور علي ۷ و من فاضل طينته دون غيرهم و لم‏ينسب اليهم: كل من يدّعي التشيع كماورد النهي عن ذلك في اخبار عديدة منها ماروي انّه لمّاجعل الي علي بن موسي ۷ ولاية العهد دخل اليه اذنه فقال انّ قوماً بالباب يستأذنون عليك يقولون نحن شيعة علي ۷ فقال انا مشغول فاصرفهم فصرفهم فلمّاكان من اليوم الثاني جاءوا و قالوا كذلك فقال مثلها فصرفهم الي ان‏جاءوا وهكذا يقولون فيصرفهم شهرين ثم ايسوا من الوصول و قالوا للحاجب قل لمولانا انّا شيعة ابيك علي بن ابي‏طالب و قدشمت بنا اعداؤنا في حجابك لنا و نحن ننصرف هذه الكرة و نهرب من بلدنا خجلاً و انفة ممالحقنا و عجزاً عن احتمال مضض مايلحقنا بشماتة اعدائنا فقال علي بن موسي ۷ائذن لهم ليدخلوا فدخلوا عليه فسلّموا فلم‏يرد عليهم و لم‏يأذن لهم بالجلوس فبقوا قياماً و قالوا يا ابن رسول اللّه ماهذا الجفاء العظيم و الاستخفاف بعد هذا الحجاب الصعب اي باقية تبقي منا قال الرضا ۷ اقرءوا و مااصابكم من مصيبة فبماكسبت ايديكم و يعفو عن كثير فمااقتديت الاّ بربّي عزّوجلّ فيكم و برسول اللّه و باميرالمؤمنين و من بعده من ابائي الطاهرين عتبوا عليكم فاقتديت

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۸۹ *»

بهم قالوا لماذا يا ابن رسول اللّه قال لدعواكم انّكم شيعة اميرالمؤمنين علي بن ابي‏طالب ۷ويحكم انّما شيعته الحسن و الحسين و سلمان و ابوذر و مقداد و عمار و محمد بن ابي‏بكر الذين لم‏يخالفوا شيئاً من اوامره و لم‏يرتكبوا شيئاً من فنون زواجره فامّا انتم اذاقلتم انّكم شيعته و انتم في اكثر اعمالكم له مخالفون مقصرون في كثير من الفرائض و تتهاونون بعظيم حقوق اخوانكم في اللّه و تتقون حيث لايجب التقية و تتركون التقية حيث لابد من التقية لوقلتم انّكم موالوه و محبوه و الموالون لاوليائه و المعادون لاعدائه لم‏انكره من قولكم ولكن هذه مرتبة شريفة ادعيتموها ان لم تصدقوا قولكم بفعلكم هلكتم ان لم‏يتدارككم رحمة ربكم قالوا يا ابن رسول اللّه انّا نستغفر اللّه و نتوب اليه من قولنا بل نقول كماعلّمنا مولانا نحن محبّوكم و محبّو اوليائكم و معادوا اعدائكم قال الرضا ۷فمرحباً بكم يااخواني و اهل ودّي ارتفعوا ارتفعوا فمازال يرفعهم حتي الصقهم بنفسه ثم قال لحاجبه كم مرّة حجبتهم قال ستين مرّة قال لحاجبه فاختلف اليهم ستين مرة متوالية فسلّم عليهم و اقرأهم سلامي فقدمحوا ماكان من ذنوبهم باستغفارهم و توبتهم و استحقّوا الكرامة لمحبتهم لنا و موالاتهم و تفقد امورهم و امور عيالاتهم و اوسعهم نفقات و مبرات و صلات و رفع معرات الخبر و انّماجعلنا باطن الايات الشيعة لانّهم ايات ائمتهم و علاماتهم و دلائلهم و الاية ماتكون علامة للشي‏ء و دليلاً عليه و هادياً اليه و اي دليل اعظم عليهم من شيعتهم فانّهم رضوان‏اللّه‏عليهم هم الادلاّء عليهم الذين يحكون عن ساداتهم علي ماهم عليه بلسان فصيح و بيان بليغ يفهمه كل احد بل بيانهم ليس بياناً لفظياً و دلالتهم ليست دلالة اشارية و انّما هي بيان فعلي و دلالة عملية وصفية قداتصفوا بصفات ساداتهم و تلبسوا بلباسهم فقالوا بلسان الحال هذه صفة ساداتنا و موالينا فاذا رأوهم الناس تذكروا منهم حال ساداتهم فاي فضيلة اعظم من هؤلاء و ايّة اية اكبر منهم.

([۲۹]) اقول: تأويله اعلي‏اللّه‏مقامه الكتاب بالشريعة لاجل انّها احد استعمالاته فانّه كثيراًما يستعمل فيماكتبه اللّه و فرضه علي الانسان من الاحكام الخمسة و هو الشريعة او الشريعة هي ماشرعه الشارع و سنّه و الكتاب هو ايضاً ماكتبه الشارع و جعله علي الانسان و فرضه و سنّه له فهو الشريعة و هو بهذا المعني اعم من معناه المعروف لانّه يشمل الكتاب و السنة جميعاً و معناه المعروف مقابل للسنة.

([۳۰]) اقول: قدذكرنا وجه تأويل الحكمة بالولاية في تلو اية ربّنا و ابعث فيهم رسولاً منهم يتلوا عليهم اياتك و يعلّمهم الكتاب و الحكمة و لنذكر هنا شاهده من الاخبار فعن تفسير فرات بن ابراهيم في قوله تعالي و يعلّمهم الكتاب و الحكمة قال ۷ الكتاب القرءان و الحكمة ولاية علي ۷ و عنه ۷في قوله عزّوجلّ و من يؤت الحكمة فقد اوتي خيراً كثيراً قال هي طاعة اللّه و معرفة الامام و عن الصادق ۷ في قوله تعالي و لقد اتينا لقمان الحكمة قال اوتي معرفة امام زمانه الخبر و معرفة الامام مستلزم لولايته و محبته.

([۳۱]) اقول: يعلم من هذا الخبر الشريف وجه تعليقه اعلي‏اللّه‏مقامه الذكر بالرحمة و المغفرة فانّه ۷ استدل علي غفران اللّه مافي بين اول النهار و اول الليل بتلك الاية هذا و هنا نكتة شريفة اريد و لاحول و لاقوة الاّ باللّه ان‏انبّه عليها و هي انّ ذكرنا للّه هو ذكر اللّه لنا فاذا نظرت الي الذكر و التفتّ انّه بالهام اللّه و مرحمته و لطفه و توفيقه و قدرته فهو ذكر اللّه لك و اذا نظرت اليه من حيث صدوره منك فهو ذكرك فهما في الخارج شي‏ء واحد اذا علمت ذلك فاقول: قدذكرنا في خلال التفسير الشريف الاخبار الدالة علي انّ الرحمة و المغفرة هي ولاية علي ۷ فلمّاجعل في الخبر ولاية ال‏محمّد: متعلقاً لقوله فاذكروني جعل اعلي‏اللّه‏مقامه اياهما متعلقة لقوله اذكركم لماعلمت اتحادهما في الخارج فعن الصادق ۷ في قوله تعالي و مغفرة من ربهم انّه قال انّها في ولاية علي ۷و عن الباقر ۷ في قوله تعالي هو اهل التقوي و اهل المغفرة قال التقوي في هذا الموضع النبي۹ و المغفرة علي ۷ و عن الصادق ۷يدخل من يشاء في رحمته يعني ولاية علي ۷ .

([۳۲]) اقول: قدمر في الخبر انّ شكر كل نعمة الورع عمّاحرمه اللّه و من ضروريات المذهب بل الاسلام حرمة مخالفة الولي كما انّ من ضرورياته وجوب محبته و ولايته فشكر هذه النعمة العظمي و الولاية الكبري اطاعة صاحبها و الورع عن مخالفتها لانّها مماحرّمها اللّه هذا و لامعني للشكر للّه و اطاعته الاّ باطاعة الولي و شكره و كذا لامعني لكفرانه الاّ بكفران الولي و انكاره لانّه المتجلي فيه به و الظاهر له فيه و لايعقل الكفران به الاّ هكذا الاتري انّك ان اردت ان‏تنظر الي الجسم تنظر الي ظهوراته و تجلياته و ان اردت ان‏تكفر به و تعاديه تكفر و تعادي احد ظهوراته و تجلياته و بغير ذلك لايمكن النظر اليه و لايعقل الكفران به و للّه المثل الاعلي فكذلك لايمكن الكفر به سبحانه الاّ هكذا و لاشكره الاّ هكذا فافهم و تذكّر فانّا قداسلفنا بيان امثاله غير مرة قال ۷ من جحدكم فقدجحد اللّه و من ردّ عليكم فقدردّ علي اللّه و قال من ناصب علياً ۷ حارب اللّه و من شكّ في علي ۷فهو كافر بل اقول: كفران اللّه بمخالفة الولي لايعقل الاّ في اوليائه و شيعته كمايشهد بذلك جميع الاخبار الواردة في انّ كل مايصنع بالمؤمن يصنع باللّه مثل قوله ۷ من سرّ مؤمناً فقدسرّني و من سرّني فقدسرّ اللّه و امثال هذه الاخبار اكثر من ان‏تحصي.

([۳۳]) اقول: ولنقدّم اولاً بعض مايدل علي انّ المراد من الصبر في البطن محمّد۹ و من الصلوة علي ۷ ثم نذكر وجه تعليقه اعلي‏اللّه‏مقامه الاستعانة بالاستعانة علي اللّه و علي الحوائج فعن سلمان عن علي ۷ انّه قال في حديث له قال اللّه عزّوجلّ استعينوا بالصبر و الصلوة و انّها لكبيرة الاّ علي الخاشعين فالصبر رسول اللّه۹ و الصلوة اقامة ولايتي فمنها قال سبحانه و انّها لكبيرة و لم‏يقل و انّهما لكبيرة لانّ الولاية كبيرة حملها الاّ علي الخاشعين و الخاشعون هم الشيعة المستبصرون و في خبر داود عن ابي‏عبداللّه ۷ ياداود نحن الصلوة في كتاب اللّه و نحن الزكوة و نحن الصيام.

و اما وجه تعليقه اعلي‏اللّه‏مقامه الاستعانة بالاستعانة علي اللّه و علي الحوائج فلانّ الحوائج جمع حاجة و هي مايحتاج اليه الانسان في تعيّشه و بقائه و دوامه و حيوته و لاشك انّ اعظم مايحتاج اليه المصنوع الصانع و اشد مايحتاج اليه المخلوق الخالق و احتياجه اليه اشد من احتياج نور السراج بالسراج و نور الشمس بها بل هو اشد من احتياج الاجسام الجزئية الي الجسم المطلق اذ احتياجه اليه هو احتياج الوجودات الجزئية الي الوجود المطلق و للّه المثل الاعلي كيف و هو سبحانه ابدع المخلوقات من العدم و اخترعها من الامكان فجميع حوائجه فرع تلك الحاجة و هو الفقر الذي قدابتلي

 

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۹۳ *»

به  كل الخلائق من اعلاهم الي ادناهم فامر اللّه سبحانه في تلك الاية بالاستعانة علي تلك الحاجة العظمي و الفاقة الكبري و هي وجود اللّه العلي العظيم برسول اللّه۹ فانّه دليله و ايته و سبب اثباته فانّه جلّ‏وعزّ برسول اللّه۹ يثبت عند الخلق بل هو عين وجوده و وجدانه قال ۷ دليله اياته و وجوده اثباته و الوجود في اخبار ال‏اللّه بمعني الوجدان يعني وجدانه اثباته و محمّد۹ هو وجدانه من وجده فقدوجد اللّه فانّه رسوله من عنده الينا و خبره عندنا و لم‏يكن لنا اطلاع عليه الاّ مااخبر هو منه جلّ‏وعزّ بانواع الاخبار قل انّما انا بشر مثلكم يوحي الي انّما الهكم اله واحد.

بالجملة فالواجب علي الخلق ان‏يستعينوا علي اللّه برسول اللّه فانّه يسد فاقتهم و يرفع حاجتهم و يذهب بعطشهم و جوعهم و الحاصل استعينوا علي معرفة اللّه التي هي اعظم الحوائج لانّها علة خلق الخلق برسول اللّه اي بمعرفة رسول اللّه فانّ معرفته سبحانه لاتحصل الاّ بمعرفته۹ بناعرف اللّه و لولانا ماعرف اللّه و كذلك استعينوا علي سائر الحوائج به۹ و افرد قوله اعلي‏اللّه‏مقامه علي اللّه من قوله علي الحوائج و لم‏يدخل هذه الحاجة تحت عموم الحوائج لانّها اصل الكل بل هي الكل فقوله و علي الحوائج عطف تفسيري او لاجل انّ شمول اللفظ عليه من باب الحقيقة الواقعية و شموله علي الغير من باب الحقيقة بعد الحقيقة ففرّق بينهما للاشارة الي هذه النكتة اللطيفة او لبداهة دخول المقسم في الاقسام و لايدخل اللّه سبحانه تحت مقسم او لاجل انّه لايجمع مع الخلق في رتبة ابداً ابداً فانّ الذات غيّبت الصفات فاراد اعلي‏اللّه‏مقامه و رفع‏في‏الخلداعلامه ان‏يكون التعبير في الظاهر موافقاً للتقدير في الباطن فعبّر هكذا فافهم فانّه دقيق و اظهاره اكثر من ذلك غير حقيق و افشاؤه كماهو لايليق فلنقبض العنان فللحيطان اذان فحاصل العبارة انّه استعينوا علي معرفة اللّه التي هي من اعظم حوائج الخلق و اشدها و علي سائر الحوائج برسول اللّه و علي۸فانّهما

 

 

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۲۹۴ *»

يكفيانكم في الجل و القل من التوحيد فمادونه الي ارش الخدش فمافوقه.

([۳۴]) اقول: كل معية لها نهاية الاّ معية اللّه سبحانه فانّه جلت‏عزّته قدطوي باحديته الظاهر و الباطن و الغيب و الشهادة و الروح و الجسد و الذات و الصفات و النسب و الاقترانات و اللواحق و المضافات و الاعراض و الجواهر و الافعال و الاعمال و الاصول و الفروع و نفذ في جميعها و لم‏يبق باقية الاّ طوته و نفذت فيه طي الامتناع البحت الباتّ فمعيته للصابرين معية سارية جارية في جميع مراتبهم ظاهرهم و باطنهم و شهادتهم و غيبهم و اصولهم و فروعهم و اعراضهم و اغراضهم و صورهم و موادهم و صفاتهم و ذواتهم و جميع مضافاتهم و منسوباتهم بقضها و قضيضها بحيث لايبقي منهم شي‏ء الاّ و هو سبحانه معه فهذه معية لامنتهي لها و لا بدء و لا اخر لها و لا اول و هذه فخر لهم لايساوي بشي‏ء و شرف لايحاذي و قدوقع فيه جميع الفضائل اريد ان‏اشير الي بعضها ولكن نخاف من الاغيار فلذلك نذكرها في استار.

فاقول مستعيناً باللّه الغفار فاذاً يكون عقلهم مع اللّه و روحهم مع اللّه وهكذا سائر مراتبهم و نسبهم فيكون اقرباؤهم و قراباتهم و خدمهم و حشمهم كلهم مع اللّه و اي نعمة افضل من ذلك و اي جنة اعلي من ذلك اذاتنعم اهل الجنة بالجنة تنعم اهل اللّه بلقاء اللّه و اما المعيات الخلقية فكلها متناهية و لها مراتب عديدة ادناها معية جسم غاسق مع جسم غاسق اخر مثله كمعية حجر مع حجر ثم بعدها معية جسم لطيف مع جسم كثيف كمعية الروح مع الجسد ثم معية جسم لطيف مع جسم لطيف اخر مثله كمعية الانسان مع انسان ثم اشد اتصالاً و معيةً منه معية الغيب مع الشهادة و الباطن مع الظاهر و الوجود مع الماهية و المادة مع الصورة قال ۷ لاظاهر الاّ بالباطن و لاباطن الاّ بالظاهر و قال قدعلم اولواالالباب انّ الاستدلال علي ماهنالك لايعلم الاّ بماهيهنا و قال العبودية جوهرة كنهها الربوبية و اعليها معية المطلقات مع مقيداتها كمعيتك مع قيامك و قعودك و كتابتك و علمك و حلمك و ذكرك و فكرك و سائر صفاتك و افعالك و هذه المعية ادلّ المعيات علي معيته سبحانه و اوضح الايات لها بالجملة فهذه المعيات كلها ادناها او اعلاها متناهية اي يكون معه في جهة من الجهات او وجه من الوجوه الاتري انّ الحجر يكون مع الحجر في الظاهر فقط و الخل مع السكر في الظاهر و اما في الواقع فالخل خل و السكر سكر و هكذا البواقي الاّ انّ بعضها مع بعض في اكثر من جهة بل من جهات عديدة لا كل الجهات بقضها و قضيضها بخلاف معية اللّه معهم فانّه معهم في جميع ذرات وجودهم بحيث طوي جميعها طي الامتناع كمامرّ.

([۳۵]) اقول: قدورد في جميع ذلك اخبار عديدة من الائمة الاطهار عليهم صلوات‏اللّه الملك‏الجبار فعن الصادق۷ في قوله تعالي و تواصوا بالصبر قال بالصبر علي الولاية و عن ابن‏عباس في قوله تعالي و تواصوا بالصبر قال علي ۷ فانّه لمّا نعي اليه جعفر قال انّا للّه و انّا اليه راجعون و عن الصادق  7 قال في قوله تعالي اصبروا و صابروا و رابطوا يعني اصبروا علي الاذي فينا اهل‏البيت و في رواية اخري علي المصائب و عنه ۷ايضاً في قوله تعالي لايات لكل صبار شكور قال صبار علي مانزل به من شدة او رخاء صبور علي الاذي فينا شكور للّه علي ولايتنا اهل‏البيت و في تفسير الامام ۷ قال قال اللّه عزّوجلّ و الصابرون في البأساء يعني في محاربة الاعداء و لا عدوّ يحاربه اعدي من ابليس و مردته يهتف به و يدفعه و ايّاهم بالصلوة علي محمّد و اله الطيبين و الضراء اي الفقر و الشدة و لا فقر اشد من فقر المؤمن يلجأ الي التكفّف عن اعداء ال‏محمّد يصبر علي ذلك و يري مايأخذه من مالهم مغنماً يلعنهم به و يستعين به علي تجديد ذكر ال‏محمّد: و ولايتهم.

([۳۶]) اقول: يمكن ان‏يكون ان‏يجعل الولي باطن السبيل و يمكن ان‏يجعل باطن اللّه و بناء علي الثاني فسبيل اللّه يعني الشيعة و كلاالمعنيين موافقان للاخبار و صحيح الاعتبار فعلي الاول ورد قول الباقر ۷ لئن قتلتم في سبيل اللّه او متّم قال سبيل اللّه علي و ذريته فمن قتل في ولايتهم قتل في سبيل اللّه و من مات في ولايتهم مات في سبيل اللّه و قوله ۷ايضاً انّ الائمة هم السبيل الاقوم و في خطبة اللؤلؤة لعلي ۷ انّ الائمة هم سبيل الرشاد و في الزيارة انتم السبيل الاعظم و السبل الواضحة و في تفسير القمي في قوله تعالي ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً قال ابوجعفر ۷ يعني ياليتني اتخذت مع الرسول علياً و الاخبار في هذا المضمون كثيرة و علي الثاني ورد قوله ۷في حديث سبيل اللّه شيعتنا فمن نذر في سبيل اللّه فليعطه الشيعة.

([۳۷]) اقول: قدورد اخبار عديدة في انّ خطابات القرءان ربماتكون عامة في الظاهر ولكنّها في الباطن مخصوصة بطائفة خاصة او جماعة معينة و ربماتكون علي العكس اي تكون في الظاهر خاصة بطائفة و في الباطن عامة و تلك الاخبار كثيرة منها ماورد في تأويل الكافرين بمن كفر بالولاية و المنافقين بمن نافق فيها و المشركين بمن اشرك مع الامام الحق غير الامام الحق ففي الكافي عن الصادق ۷ انّه قال عند قوله تعالي سأل سائل بعذاب واقع للكافرين بولاية علي ۷ ليس له دافع ثم قال واللّه هكذا نزل بها جبرئيل۷ و في كتاب المناقب عن الباقر ۷ قال في قوله تعالي انّ الذين كفروا و صدّوا عن سبيل اللّه الاية هم بنوامية الذين صدّوا عن ولاية علي ۷ الخبر و عن تفسير العياشي عنه ۷ في قوله تعالي و يقولون للذين كفروا قال يعني الائمة الضلال و الدعاة الي النار هؤلاء اهدي من الذين امنوا سبيلاً يعني من ال‏محمّد و اوليائهم الخبر و جميع هذه من القسم الاول.

و من القسم الثاني خبر اصبغ عن اميرالمؤمنين ۷ انّه سأله عن قوله تعالي ان اشكر لي و لوالديك الي المصير قال الوالدان اللذان اوجب اللّه لهما الشكر هما اللذان ولدا العلم و ورّثا الحكم و امر الناس بطاعتهما ثم قال الي المصير فمصير العباد الي اللّه و الدليل علي ذلك الوالدان ثم عطف القول علي حنتمة و صاحبه فقال في الخاص و العام و ان‏جاهداك علي ان‏تشرك بي يقول في الوصية و تعدل عمن‏امرت بطاعته فلاتطعهما و لاتسمع قولهما ثم عطف القول علي الوالدين فقال و صاحبهما في الدنيا معروفاً يقول عرّف الناس فضلهما و ادع الي سبيلهما و ذلك قوله تعالي و اتبع سبيل من اناب الي ثم الي مرجعكم فقال الي اللّه ثم الينا فاتقوا اللّه و لاتعصوا الوالدين فانّ رضاهما رضا اللّه و سخطهما سخط اللّه الي غير ذلك من الاخبار و قدمرّ شطر منها في المقدمة في الفصل الخامس‏عشر.

([۳۸]) اقول: يظهر من الخبر انّ اللام في للّه للتمليك فاللّه سبحانه يصف الصابرين من الشيعة بانّهم الذين اذا اصابتهم مصيبة يقولون نحن مملوكون لولي اللّه فجميع مايصل الينا يصل الي الولي من الخوف و الجوع و نقص من الاموال و الانفس فهو يجازيهم جزاء القاهر الغالب الجابر و يقولون نحن عبيد له و العبد و مافي يده لمولاه فنحن لسنا بمالكين من شي‏ء و انما هو المالك لماملكنا و القادر علي مااقدرنا عليه و في كونهم مملوكاً للّه فخر عظيم عظيم و شرف جسيم فخيم فانّهم اذا كانوا للّه فجميع مالهم من صفاتهم و ذواتهم و مضافاتهم و منسوباتهم للّه فجميع المعاملات معهم معاملات مع اللّه فاحسانهم احسان اللّه و اعظامهم اعظام اللّه و توقيرهم توقير اللّه و اكرامهم اكرام اللّه و اعطاؤهم اعطاء اللّه و اقراضهم اقراض اللّه و محبتهم محبة اللّه و مودتهم مودة اللّه و الاتصال بهم اتصال باللّه و القبول منهم قبول من اللّه و استماع قولهم استماع قول اللّه و الخضوع و الخشوع و التذلل عندهم خضوع و خشوع و تذلل عند اللّه و زيارتهم زيارة اللّه و كذلك تذليلهم تذليل اللّه و البخل بهم بخل باللّه و المنع عنهم منع عن اللّه و ردهم رد اللّه و عداوتهم عداوة اللّه و بغضهم بغض اللّه و الانقطاع عنهم انقطاع عن اللّه و الرد عليهم رد علي اللّه و التكبر و التفخر و التجبر عليهم تكبر و تفخر و تجبر علي اللّه و ايذاؤهم ايذاء اللّه و الاعراض عنهم اعراض عن اللّه.

بالجملة فالشيعة رضوان‏اللّه‏عليهم هم الذين قالوا انا للّه كما انّ الحمد۹ يكون للّه قال سبحانه الحمدللّه رب العالمين و قولهم ذلك ليس باللسان وحده و انّما هو بالعمل فعملوا بهذه الابيات المنسوبة اليهم من تعليم ساداتهم اياهم في المنام و هي هذه:

كن عن امورك معرضا و كل الامور الي القضا
و لربّ امر متعب لك في عواقبه رضا
و لربما اتسع المضيق و لربما ضاق الفضا

فافنوا انفسهم و ابقوا ربهم فصاروا بذلك لمولاهم الولي فافهم.

([۳۹]) اقول: يفهم من قوله اعلي‏اللّه‏مقامه لا رجعة الاّ الي مابدئ منه انّ بدءنا من الولي كما انّ رجوعنا اليه قال اللّه سبحانه كمابدأكم تعودون و الاخبار الدالة علي ان العود الي ما منه البدء اكثر من ان‏تحصي كلها معتضدة بالكتاب و سر ذلك انّ مقام الولي بلحاظ هو مقام الوجود المقيد و هو اول المخلوقات و بدء الموجودات.

و يدل علي كونهم: اول المخلوقات و اشرفها و ابتداؤها اخبار كثيرة فعن جابر الجعفي قال قال لي ابوجعفر ۷ ياجابر كان اللّه و لاشي‏ء غيره و لامعلوم و لامجهول فاوّل ماابتدء من خلق خلقه خلق محمداً و خلقنا اهل‏البيت معه من نوره و عظمته فاوقفنا اظلة خضراء بين يديه حيث لاسماء و لاارض و لامكان و لاليل و لانهار و لاشمس و لاقمر يفصل نورنا من نور ربنا كشعاع الشمس من الشمس نسبّح اللّه تعالي و نقدسه و نحمده و نعبده حق عبادته ثم بدا للّه تعالي ان‏يخلق المكان فخلقه و كتب علي المكان لااله الاّاللّه محمّد رسول‏اللّه علي اميرالمؤمنين و وصيه به ايدته و نصرته ثم خلق اللّه العرش فكتب علي سرادقات العرش مثل ذلك ثم خلق اللّه السموات فكتب علي اطرافها مثل ذلك ثم خلق الجنة و النار فكتب عليهما مثل ذلك ثم خلق الملائكة و اسكنهم السماء ثم تراءي لهم اللّه تعالي و اخذ عليهم الميثاق له بالربوبية و لمحمّد۹بالنبوة و لعلي بالولاية فاضطربت فرائص الملائكة فسخط اللّه علي الملائكة و احتجب

 

 

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۰۰ *»

عنهم فلاذوا بالعرش سبع سنين يستجيرون باللّه من سخطه و يقرون بمااخذ عليهم و يسألونه الرضا فرضي عنهم بعد مااقروا بذلك و اسكنهم بذلك السماء و اختصهم لنفسه و اختارهم لعبادته ثم امر اللّه تعالي انوارنا ان‏نسبّح فسبحت فسبحوا بتسبيحنا و لولا تسبيح انوارنا مادروا كيف يسبحون اللّه و لاكيف يقدسونه ثم انّ اللّه خلق الهواء فكتب عليه لااله الاّاللّه محمّد رسول‏اللّه علي اميرالمؤمنين و وصيه به ايدته و نصرته ثم خلق اللّه الجن و اسكنهم الهواء و اخذ الميثاق منهم له بالربوبية و لمحمّد۹ بالنبوة و لعلي بالولاية فاقر منهم بذلك من اقر و جحد من جحد فاول من جحد ابليس لعنه‏اللّه فختم له بالشقاوة و ماصار اليه ثم امر اللّه تعالي انوارنا ان‏تسبّح فسبحت فسبحوا بتسبيحنا و لولا ذلك مادروا كيف يسبحون ثم خلق اللّه الارض فكتب علي اطرافها لااله الاّاللّه محمّد رسول‏اللّه علي اميرالمؤمنين و وصيه به ايدته و نصرته فبذلك ياجابر قامت السموات بغير عمد و ثبت الارض ثم خلق اللّه تعالي ادم ۷ من اديم الارض فسوّاه و نفخ فيه من روحه ثم اخرج ذريته من صلبه فاخذ عليهم الميثاق له بالربوبية و لمحمّد۹ بالنبوة و لعلي ۷ بالولاية اقر منهم من اقر و جحد من جحد فكنا اول من اقر بذلك ثم قال لمحمّد۹ و عزتي و جلالي و علو شأني لولاك و لولا علي و عترتكما الهادون المهديون الراشدون ماخلقت الجنة و النار و لا المكان و لا الارض و لا السماء و لاالملائكة و لاخلقاً يعبدني يامحمّد انت خليلي و حبيبي و صفيي و خيرتي من خلقي و احب الخلق الي و اول من ابتدأت اخراجه من خلقي ثم من بعدك الصديق علي اميرالمؤمنين وصيك به ايدتك و نصرتك و جعلته العروة الوثقي و نور اوليائي ثم هؤلاء الهداة المهديون من اجلكم ابتدأت خلق ماخلقت و انتم خيار خلقي فيمابيني و بين خلقي خلقتكم من نور عظمتي و احتجبت بكم عمن سواكم من خلقي و جعلتكم استقبل بكم و اسأل بكم فكل شي‏ء هالك الاّ وجهي و انتم وجهي لاتهلكون و لايهلك من تولاّكم و من استقبلني بغيركم فقدضل و هوي و انتم خيار خلقي و سادة اهل السموات و الارض ثم ساق الحديث الي ان قال فنحن اول خلق اللّه و اول خلق عبد اللّه و سبحه و نحن سبب خلق الخلق و سبب تسبيحهم و عبادتهم من الملائكة و الادميين فبنا عرف اللّه و بنا عبد اللّه و بنا وحد اللّه و بنا اكرم اللّه من اكرم من جميع خلقه و بنا اثاب من اثاب و بنا عاقب من عاقب ثم تلا قوله تعالي و انّا لنحن الصافون و انّا لنحن المسبحون و قوله تعالي قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين فرسول اللّه۹اول من عبد اللّه و اول من انكر ان‏يكون له ولد او شريك ثم نحن بعد رسول اللّه۹ ثم اودعنا بذلك النور صلب ادم ۷ الي اخر الحديث الشريف.

بالجملة المقصود من ذكر هذا الخبر ان‏تعلم انّهم اول المخلوقات و اشرف الموجودات و بدء كل الخلائق منهم فعودهم اليهم قال اللّه سبحانه انّ الينا ايابهم ثم انّ علينا حسابهم قال ۷ الينا اياب الخلق و علينا حسابهم و قال علي ۷ انا الذي اتولي حساب الخلائق و قال ۷ ايضاً انا مقلب القلوب و الابصار انّ الينا ايابهم ثم انّ علينا حسابهم و قال ايضاً انا الاخرة و الاولي انا ابدئ و اعيد.

([۴۰]) اقول: قدمرّ اخبار كثيرة لاسيما في الفصل الحادي و العشرين من المقدمة تدل علي انّ المراد من الرب في بطن القرءان الامام.

([۴۱]) اقول: الخصال الثلث هي الصلوة و الهداية و الرحمة قال ابوعبداللّه ۷ في اخر الخبر المذكور سابقاً فهذه واحدة من ثلث خصال و رحمة اثنتان و اولئك هم المهتدون ثلثاً ثم قال ۷ هذا لمن اخذ اللّه منه شيئاً قسراً.

([۴۲]) اقول: قال ابوعبداللّه  7 سمي الصفا صفا لان المصطفي ادم ۷ هبط عليه فقطع للجبل اسم من اسم ادم ۷ يقول اللّه عزّوجلّ ان اللّه اصطفي ادم و نوحاً و ال‏ابراهيم و ال‏عمران علي العالمين و هبطت حواء علي المروة انماسميت المروة لان المرأة هبطت عليها فقطع للجبل اسم من اسم المرأة و عن ابي‏عبداللّه ۷ ان الصفا و المروة من شعائر اللّه يقول لاحرج عليه ان يطّوّف بهما فنزلت هذه الاية فقلت هي خاصة او عامة قال هي بمنزلة قوله ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمن دخل فيهم من الناس كان بمنزلتهم يقول اللّه و من يطع اللّه و رسوله فاولئك مع الذين انعم اللّه عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن اولئك رفيقاً الخبر ثم اعلم ان الاستاد اعلي‏اللّه‏مقامه جعل باطن الصفا علياً ۷و باطن المروة فاطمة۳ و ان لم‏اقف علي نصّ بخصوصه علي ذلك ولكن اشارات الاخبار و صحيح الاعتبار و ادلة الحكمة نادية بذلك بأعلي نداء لاسيما بعد ضمّ بعضها الي بعض بل خطبة السجاد ۷ صريحة في ذلك قال ۷ انا ابن مكة و مني انا ابن المروة و الصفا انا ابن محمد المصطفي انا ابن علي المرتضي انا ابن من علا فاستعلي فجاز سدرة المنتهي و كان من ربه قاب قوسين او ادني الخطبة و لعل المراد من المروة فاطمة و من الصفاء علي ۷ او مراده من كل من المروة و الصفا محمد المصطفي و لامنافاة فان اولنا محمد اوسطنا محمد اخرنا محمد كلنا محمد حسين مني و انا من حسين.

 

 

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۰۳ *»

و بالجملة فالصفا علي مافي اللغة اسم للحجر الاملس و علم للجبل الذي بمكة فهو اي علي ۷ هو الجبل الصافي الاملس الاطلس لان المؤمن كالجبل لايحركه العواصف و لايزيله القواصف فهو المؤمن كل المؤمن و هو الجبل بمكة التي اول بقعة خلقت في ارض عالم الامكان و هو ۷ جبل هذه البقعة و علمها الذي هو اظهر من سائرها و علامتها المنصوبة عليها المرتفعة علي جميعها و هو بها يعرف و هو الاسم الذي كتب علي جبهته حتي صار موجوداً و هو قول لااله الاّاللّه محمد رسول‏اللّه علي اميرالمؤمنين و وصيه به ايدته و نصرته او هو اي الصفا مأخوذ من الصفوة لانه قدصفي جهة انيته في جنب رسول اللّه۹ و افناها من اصله فلم‏يبق لها اثراً و لذلك هبط عليه المصطفي الذي هو ادم الاول۹ و جعله عرش سلطنته و ممكن ارادته و نفذ فيه فاستتر به فصار وصياً له و حاكياً اياه و خليفته و نفسه الظاهرة بين الناس هذا و الصفا هو الحجر الذي امرنا بالسعي بينه و بين المروة و التردد و الرجوع اليهما و المشي اليهما بالسرعة في جميع حوائجنا الدنيوية و الاخروية و لاشك ان علياً و فاطمة۸ هما اللذان امرنا بالسعي اليهما و الرجوع و المشي اليهما في جميع حوائجنا الدنيوية و الاخروية و علي ۷ هو القطب الذي امرنا بالطواف عليه فمن حجّ البيت او اعتمر فلاجناح عليه ان‏يطّوّف بهما و لاشك انهما من جملة شعائر اللّه الاثني‏عشر و خصّا بالذكر لانهما اصلهم و الكل منهما و هما ابوان لهم: و لان الصفا اشرف من الكل و افضل و شعائر اللّه هم الائمة: لان الشعيرة بمعني العلامة و هم علائم اللّه و شعائره و الادلاّء علي اللّه و علي مرضاته كمافي الخبر و هم حجج اللّه و الحجة الدليل و العلامة و هم البراهين الواضحة و البراهين الساطعة كمافي الزيارات و البرهان هو الدليل و العلامة و هم ادلة التوحيد و علامة التفريد و اية الاحد جلّ‏وعزّ بهم عبد اللّه و لولاهم ماعبد اللّه و بهم وحّد اللّه و لولاهم ماوحّد اللّه فهم الدليل الاعظم و السبيل الاقوم و الحجة الكبري و الشعيرة العظمي و العلامة الحسني علي اللّه سبحانه.

فالصفا و المروة من جملة شعائر اللّه و المروة اشتقت من المرأة كمافي الخبر فهي زوجة الصفا فهي ايضاً احدي المعصومين و هي وان لم‏تكن اشرف من البواقي لكنها لماكانت امّ الكل و امّ الشي‏ء اصله فهي اصلهم و منها ظهر الباقون سلام‏اللّه عليهم‏اجمعين فلذلك خصّت بالذكر كمامرّ و هي التي نزلت عليها حواء الاولي و هي مقام الولاية الكبري فلذلك سميت بالمروة كمافي الخبر فهم الصفا بقول مطلق و هم المروة و هم المشعر الحرام و هم اعلام الدين و علائمه قال ۷ اما المعاني فنحن معانيه و ظاهره فيكم الخبر و العلامة هي الظاهر من الشي‏ء فهم علائم اللّه و دلائله و عن علي  7 نحن الشعار و الاصحاب و لايخفي انه يمكن الاستدلال به علي وجه من الوجوه ولكن الظاهر انهم سمّوا بذلك من باب ان خواص الانسان شعاره فهي كناية عن كونهم منه بمنزلة الثوب الملصق بشعر الجسد ضد الدثار.

([۴۳]) اقول: و الدليل علي ان بطن البيت محمد۹ قوله ۷ في حديث المفضل و اخبرك اني لوقلت ان الصلوة و الزكوة و صوم شهر رمضان و الحج و العمرة و المسجد الحرام و البيت الحرام و المشعر الحرام و الطهور و الاغتسال من الجنابة و كل فريضة كان ذلك هو النبي الذي جاء به من عند ربه لصدقت لان ذلك كله انمايعرف بالنبي۹الخبر هذا و قدعلمت مماذكرنا سابقاً ان علياً ۷ هو المسجد الحرام كماهو صريح كثير من الاخبار فمحمد۹ هو بيت اللّه الحرام الذي قدجعل في قلب مسجد الحرام و هو ظاهره و حجبه و استاره و بابه قال۹ انا مدينة العلم و علي بابها فهو البيت و الائمة اهل‏البيت لانهم اهل محمد۹٫

([۴۴]) اقول: انمااختص اعلي‏اللّه‏مقامه كتم البينات بالبينات في علي ۷ لان البينات جمع محلي بالالف و اللام و هو يفيد العموم و الاستغراق فالمعني انهم يكتمون جميع البينات و كتم جميع البينات لايحصل الاّ بكتم البينات التي وردت في علي ۷ فمن كتم تلك البينات فقدكتم جميعها لان الجميع فرع هذه البينات كما انه لايمكن انكار جميع صفات الاجسام و علاماتها الاّ بانكار صفة الجسم المطلق و انكار علامته‏فان الكل من فروع ذلك قال ابوعبداللّه ۷ ان الذين يكتمون ماانزل اللّه من البينات و الهدي في علي ۷و قال الامام العسكري ۷ في تفسيره في هذه الاية يكتمون ماانزل من البينات قال اي في صفة محمد۹ و صفة علي ۷ و حليته و قال ۷ايضاً في قوله تعالي و لقدانزلنا اليك ايات بينات قال يعني دالاّت علي صدقك في نبوتك مبينات عن امامة علي اخيك و وصيك موضحات عن كفر من شكّ فيك او في اخيك.

([۴۵]) اقول: كمايدل عليه ايضاً خبر ابي‏بصير عن ابي‏عبداللّه ۷ قال كان رجل في الزمن الاول طلب الدنيا من حلال فلم‏يقدر عليها و طلبها من حرام فلم‏يقدر عليها فاتاه الشيطان فقال له الا ادلّك علي شي‏ء تكثر به دنياك و تكثر به تبعك فقال بلي قال تبتدع ديناً و تدعو الناس اليه ففعل فاستجاب له الناس فاطاعوه فاصاب من الدنيا ثم انه فكّر فقال ماصنعت ابتدعت ديناً و دعوت الناس اليه مااري لي من توبة الاّ ان اتي من دعوته اليه فاردّه عنه فجعل يأتي اصحابه الذين اجابوه فيقول ان الذي دعوتكم اليه باطل و انماابتدعته فجعلو يقولون كذبت هو الحق ولكنك شككت في دينك فرجعت عنه فلمارأي ذلك عمد الي سلسلة فوتد لها وتداً ثم جعلها في عنقه فقال لااحلها حتي يتوب اللّه عزّوجلّ علي فاوحي اللّه عزّوجلّ الي نبي من الانبياء قل لفلان وعزتي لودعوتني حتي تنقطع اوصالك مااستجبت لك حتي ترد من مات علي مادعوته اليه فيرجع عنه الخبر.

([۴۶]) اقول: قدمرّ بيان امثال ذلك غير مرة لاسيما في ذيل قوله تعالي انه هو التّواب الرحيم ان شئت فراجع.

([۴۷]) اقول: قيد اعلي‏اللّه‏مقامه الكفر بالكفر بعلي ۷ لقول الامام ۷ في تفسيره في قوله تعالي ان الذين كفروا قال يعني ان الذين كفروا باللّه و بماامن به المؤمنون بتوحيد اللّه و بنبوة محمد رسول‏اللّه و وصية علي ولي‏اللّه و الائمة الطاهرين صلوات‏اللّه عليهم‏اجمعين و قال في موضع اخر يعني الكافرين المكذبين بكلام اللّه و نبيه الناصبين العداوة لوصيه و وصيه علي ۷ و قول الصادق ۷ انه قال عند قوله تعالي سأل سائل بعذاب واقع للكافرين بولاية علي ۷ ليس له دافع الي غير ذلك من الاخبار و قدمرّ شطر منها في الفصل الرابع و العشرين.

([۴۸]) اقول: اللاعنون الائمة: كمافي الخبر و لاينافي ذلك مع قوله و يلعن بعضكم بعضاً لان الائمة: قديلعنونهم من لسانهم و قديلعنونهم من سائر الالسنة و لايجب لهم:ان‏يلعنوهم من لسان واحد كماانه لايجب عليهم ان‏يتكلموا من فم واحد و لسان واحد فجميع الالسنة و الافواه فمهم و لسانهم هذا في الكون و اما في الشرع فجميع السنة اهل الحق و افواههم لسانهم و فمهم و يلعنونهم منها و من هذا يصح تفسير اللاعنون المحلي باللام المفهم لاستغراق جميع الافراد اللاعنين بالائمة :

([۴۹]) اقول:  قدورد اخبار عديدة تدل علي هذا البطن اللطيف ففي رواية طارق بن شهاب عن علي ۷ انه قال الامام السماء الظليلة و في حديث اخر الامام هو السماء الذي يسمو اليه الخلق في العلم و عن ابن‏عباس قال قال رسول‏اللّه۹ والسماء ذات البروج ثم قال يا ابن‏عباس أتقدّر ان اللّه يقسم بالسماء ذات البروج و يعني به السماء و بروجها قلت فماذا يا رسول‏اللّه قال اما السماء فانا و اما البروج فالائمة الاثني‏عشر بعدي اولهم علي و اخرهم المهدي و سئل علي ۷ لم‏سميت السماء سماء قال لانها وسم الماء يعني معدنه فظهر من هذه الاخبار ان ال‏محمد: هم السموات و السماء ان اخذت من الرفعة و العلو فاي علو اعلي من علوهم و اي رفعة ارفع من رفعتهم و هم خلقوا قبل خلق الخلق بالف الف عام او اكثر و اي علو اعلي من علوهم و لايرقي اليهم طير الاوهام قال علي ۷ ينحدر عني السيل و لايرقي الي الطير فهم السماوات التي ينحدر عنهم سيل الامداد و لذا سموا في احاديث كثيرة بالسحاب كماسنذكر بعضها ان‏شاءاللّه و ان اخذت من وسم الماء فهم: معدن ماء الوجود و الامداد و معدن ماء العلم و الامداد الشرعية و هو قوله ۷ ينحدر عني السيل و لذا سموا بالسحاب كمامرّ في بعض الزيارات اشهد انكم سحائب رضوانه و عن علي ۷قال الامام هو السحاب الهاطل و عن الرضا ۷ قال الامام السحاب الماطر.

و اما الدليل علي وجه جعله اعلي‏اللّه‏مقامه باطن الارض الشيعة فيعلم من حكم التقابل فانه اذا كان المراد من السموات الائمة فالمراد من الارض الشيعة فينحدر عن تلك السموات السيل الي هذه الاراضي الطيبة و القلوب الزكية و يمطر السحائب علي تلك الجبال العالية و القِلال الشامخة و قدقال الصادق ۷ في قوله تعالي والارض و ماطحيها الارض الشيعة و قدمرّ بعض مايدل علي ذلك في الفصل الثالث و العشرين و يؤيد المقام ماورد من تأويل الجبال بالعرب و العرب بالشيعة قال ابوعبداللّه ۷ في قوله تعالي ان اتخذي من الجبال الاية امرنا ان‏نتخذ من العرب شيعة الخبر و قال ۷ نحن بنوهاشم و شيعتنا العرب و سائر الناس الاعراب الخبر.

([۵۰]) اقول: فانهم رضوان‏اللّه‏عليهم هم الفلك التي تجري في بحر الفتن بالعلوم التي تنفع الناس و يحملون امتعة الاحكام و الاخبار و العلوم و الحقائق و الحكم و المعارف الي الناس حتي ينتفعوا بها و هم سفينة النجاة التي من تمسك بهم في زمان الغيبة كان ناجياً من الغرق في بحر الضلالة قال الصادق ۷ لزرارة بن اعين انت افضل سفن ذلك البحر الطمطام و في الكافي عن فيض بن المختار ان الصادق ۷لمّانصّ علي امامة ابي‏ابراهيم ۷ قال له انتم السفينة و هذا ملاّحها.

([۵۱]) اقول: قدذكرنا الاخبار الدالة علي ان المراد من السموات في الباطن الائمة: و ذكرنا ايضاً مادلّ علي ان المراد من السماء محمد۹ خاصة كمافي حديث ابن‏عباس المذكور انفاً و لنذكر هنا بعض الاخبار التي تدل علي ذلك و علي ان المراد من الماء العلم و من الارض ارض قلوب الشيعة فعن الباقر ۷ في قوله تعالي والسماء ذات الحبك قال السماء رسول‏اللّه ۹ و علي ذات الحبك و عن الباقر ۷ في قوله تعالي و ينزل من السماء ماء قال السماء في بطن القرءان رسول‏اللّه۹ و الماء علي ۷ و هو من الرسول و في تفسير القمي عن الرضا ۷ في قوله تعالي قل ارأيتم ان اصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء معين قال ماؤكم ابوابكم و الائمة ابواب اللّه بينه و بين خلقه فمن يأتيكم بماء معين يعني من يأتيكم بعلم الامام و في كنزالفوائد عن الصادق ۷ في قوله تعالي و ان لو استقاموا علي الطريقة لأسقيناهم ماء غدقاً قال يعني لواستقاموا علي الولاية لاذقناهم علماً كثيراً يتعلمونه من الائمة و في حديث ابي‏جعفر ۷في قوله تعالي انهار من ماء غيراسن و انهار من لبن لم‏يتغير طعمه و انهار من خمر لذّة للشاربين و انهار من عسل مصفّي فقال ۷ اما الانهار فرجال و قوله من ماء غيراسن فهو علي  7 في الباطن و قوله و انهار من لبن فانه الامام ۷ و قوله و انهار من خمر لذة للشاربين فانه علمهم يتلذذ منه شيعتهم الي غير ذلك من الاخبار التي قدمر شطر منها ايضاً في قوله تعالي و انزل من السماء ماء.

فلااشكال في تأويل الماء بالعلم بعد هذه الاخبار لاسيما بعد موافقتها لصحيح الاعتبار و ذلك لان الماء هو الذي به حيوة كل شي‏ء و لاشك ان حيوة اهل الاخرة بالعلم و يشربون من علوم ساداتهم دائماً و بذلك احياء عند ربهم يرزقون و قدمرّ ايضاً انفاً قوله ۷ ان الارض الشيعة و وجهه ان الارض هي التي تحرث و تزرع و ينبت منها النبات و قلوبهم هي الارض التي قدحرثت و زرعت حبة الولاية و المحبة و سقيت بالعلوم المحمدية و العلوية فانبتت سنابل العلوم و الحكم و المعارف و الاعتقادات الصحيحة و الاعمال الصالحة و المحبة و الولاية و العداوة للاعداء و امثالها.

([۵۲]) اقول: اوّل اعلي‏اللّه‏مقامه الدابة بالخطرات لانها تخطر و تدبّ في الخاطر كماتدبّ الدابة و لانها هي الدابة التي تبث في القلوب و ذلك لان الدابة في كل شي‏ء ينبغي ان‏يكون علي حسب ذلك الشي‏ء فدابة الارض الظاهرية كل مايدبّ عليها و دابة القلوب كل‏شي‏ء يدبّ فيها من الخطرات القلبية لان مايدبّ فيها هو هذه الخطرات.

([۵۳]) اقول: تأويل الرياح بالدول لانها في نظر العاقل كالريح يتصرف من ملك الي ملك و من شخص الي شخص و مكثه له و عليه كمكث الريح في قلة المدة بل جميع الدنيا كذلك بل اقول ذلك ليس من باب التأويل و انما هو علي تفسير الظاهر فان الريح كماصرح اهل اللغة جاءت بمعني الدولة ففي القاموس الريح معروف و بمعني الغلبة و القوة و النصر و الدولة و الرحمة.

([۵۴]) اقول: لعلك عرفت من الاخبار السالفة وجه ذلك التأويل الشريف و التفسير اللطيف فان السحاب هو الحامل للماء و مؤدّيه الي الارض كما ان رواة العلم هم الحاملون له و مؤدّيه من سماء الامام الي ارض قلوب الشيعة و قدجاء تأويل الماء بالعلم في الاخبار و قدمر اخباره انفاً.

([۵۵]) اقول: قدعلمت سابقاً ان المراد من السماء في بطن القرءان محمد۹ و لاشك ان الارض غير السماء و هي مقابلة لها فالمراد منها في البطن الامة لان الامة مقابلة للنبي كما ان الرعية مقابلة للخليفة و المأموم مقابل للامام فالناس كلهم اما نبي او امة و اما خليفة او رعية و اما امام او مأموم و اما مجتهد او مقلد فكل من هو غيره۹امته لانه نبي مبعوث علي الكل كماقال و ماارسلناك الاّ كافة للناس علي ان‏يكون الكافة حالاً عن الناس و قال نذير للعالمين او المراد الامة المرحومة اي الشيعة و قدورد تأويل الارض بالشيعة كماقال ابوعبداللّه ۷في قوله تعالي والارض و ماطحيها قال الارض الشيعة هذا و لاشك ان الارض يعم الجبل و غيره فيؤيده ماورد من تأويل الجبال بالشيعة كمافي خبر حريز عن ابي‏عبداللّه ۷ في قوله تعالي ان‏اتخذي من الجبال القريش و غيرهم من الائمة بيوتاً قال امرنا ان‏نتخذ من العرب شيعة و من الشجر يقول من العجم و خبر محمد بن الفضل قال سألت اباالحسن ۷ عن قول اللّه تعالي و اوحي ربك الي النحل ان‏اتخذي من الجبال بيوتاً قال قريش قلت قوله و من الشجر قال يعني من العرب الخبر فالمعني انه في جعلنا الرواة و الوسائط و كبار الشيعة بين محمد و اله و بين سائر الامة لايات لقوم يعقلون كماقال في اية اخري و جعلنا بينهم و بين القري التي باركنا فيها قري ظاهرة و قدرنا فيها السير.

([۵۶]) اقول: اما دلالتها علي وجود الصانع فلانها صنائع مسلّماً و الصنائع تدل علي ان صانعاً صنعها و اما دلالتها علي وحدته سبحانه فنظمها و عدم اختلافها و كونها علي وفق الحكمة و الصواب و اتساقها و اتقانها و عدم فسادها قال اللّه سبحانه لوكان فيهما الهة الاّ اللّه لفسدتا و قال و لوكان من عند غير اللّه لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً هذا في الظاهر و اما في الباطن فخلق السموات صلوات‏اللّه‏عليهم اعظم دليل علي وحدانيته و اكبر اية علي فردانيته فانهم يبيّنون بوصفهم و يشرحون بعلمهم و يفصّلون باتصافهم انه سبحانه اله واحد فانهم مظهر وحدانيته و علامة فردانيته كما ان العرش و الكرسي و الافلاك مظهر الجسم المطلق يبيّنون احاطته و طوله و عرضه و عمقه و سائر صفاته بقول يفهمه كل احد و لذلك اعقب قوله و الهكم اله واحد بقوله ان في خلق السموات و الارض فافهم.

([۵۷]) اقول: قدمر وجه جعله اعلي‏اللّه‏مقامه باطن اللّه الولي معلّلاً بالنقل و العقل غير مرة فاذا كان المراد من اللّه في الباطن الولي فلااشكال في كون باطن الذين امنوا الشيعة فانهم اشد حباً للّه من المنافقين لرؤسائهم هذا و هم المؤمنون حقاً و سائر الناس اما مشركون او كافرون و مع المداراة اما مسلمون او مشركون او كافرون بادخال العامة تحت عموم المسلمين بل سائر الناس كلهم بهائم كمايدل عليه قوله ۷ الناس كلهم بهائم الاّ المؤمن و المؤمن قليل قاله ثلثاً و في فصل‏الخطاب سأل رجل اباعبداللّه ۷ عن الاسلام و الايمان ماالفرق بينهما فلم‏يجبه ثم سأله فلم‏يجبه ثم التقيا في الطريق و قدازف من الرجل الرحيل فقال له ابوعبداللّه۷ كأنه قدازف منك رحيل فقال نعم فقال فالقني في البيت فلقيه فسأله عن الاسلام و الايمان ماالفرق بينهما فقال الاسلام هو الظاهر الذي عليه الناس شهادة ان لااله الاّاللّه و ان محمداً رسول‏اللّه و اقام الصلوة و ايتاء الزكوة و حج البيت و صوم شهر رمضان فهذا الاسلام و قال الايمان معرفة هذا الامر مع هذا فان اقر بها و لم‏يعرف هذا الامر كان مسلماً و كان ضالاً.

بالجملة فمعني الاية في الباطن ان اولياء فلان و فلان اتخذوا ائمة من دون الامام الذي جعله اللّه للناس اماماً و هم ائمة الظلمة و الضلالة و اشياعهم و يحبون رؤساءهم علي زعمهم كحب الشيعة للولي ولكنه اشتباه فان الشيعة اشد حباً للولي من المنافقين لرؤسائهم الضلاّل فانهم يلعن بعضهم بعضاً و يتبرأ بعضهم من بعض فكيف يكون حبهم لهم كحب الشيعة للولي.

([۵۸]) اقول: انماجعل اعلي‏اللّه‏مقامه باطن العذاب القائم عجل‏اللّه‏فرجه للخبر المروي عن الصادق ۷ في قوله تعالي كذبت ثمود بطغويها ان ثمود رهط من الشيعة فان اللّه يقول فاما الثمود فهديناهم فاستحبوا العمي علي الهدي فاخذتهم صاعقة العذاب الهون فهو السيف اذا قام القائم الخبر فالعذاب هو القائم عجل‏اللّه‏فرجه و الصاعقة سيفه و لاشك في كون الائمة عذاباً علي الكافرين و نقمة عليهم كماانهم رحمة و بركة لمحبيهم و شيعتهم و في رواية الثمالي عن الصادق ۷ ايضاً انه قال في قوله تعالي هل يتربصون الي قوله و نحن نتربص بكم ان‏يصيبكم اللّه بعذاب من عنده او بايدينا قال و نحن نتربص بهم مع مانحن فيه من الشدة ان‏يصيبهم اللّه بعذاب من عنده و هو المسخ او بايدينا و هو القتل في زمان القائم ۷ و روي في بعض الاخبار مشيراً اليه عجل‏اللّه‏فرجه و هذا المنتقم من اعدائي الخبر و النقمة هو العذاب و الاخذ بالعقوبة و قدمرّ بعض الادلة و المؤيدات لذلك في ذيل قوله تعالي و للكافرين عذاب مهين.

([۵۹]) اقول: تفسير القوة بقوة اللّه تفسير لطيف فان القوة محلاة باللام الاستغراقي او الجنسي و علي التقديرين تفيد العموم اي جميع القوي او جنسها و حقيقتها و لاشك ان مطلق القوة و اصلها و حقيقتها بل و كلها بقضها و قضيضها للّه جلّ‏وعزّ دون غيره لانه القوي لاقوي سواه ابداً ابداً فالمراد من القوة بالمعني الذي ذكرناه هو قوة اللّه لاغير و لذا فسره به.

([۶۰]) اقول: بعد ماقال سبحانه ان القوة للّه جميعاً فمن المعلوم انه لايبقي قوة لاحد الاّ و هي للّه جلّ‏وعزّ فليس لاحد قوة سوي قوته و ماتري في خلق الرحمن من الاقوياء فالكل مظهر قوته و هو القوي في كلها و من كلها لاقوي غيره كماانه الحكيم العليم لاحكيم و لاعليم غيره و قدشرحنا ذلك مراراً و كراراً لاسيما في ذيل قوله تعالي انه هو التواب الرحيم فان شئت فراجع.

([۶۱]) اقول: اعلم ان الاتباع و المتابعة امر اضافي لايتصف بصفة الحسن و لا القبح في اصله و انمايتصف بهما علي حسب مضافاته و متعلقاته فالاتباع الحسن الممدوح هو اتباع محمد و اله: و الاتباع القبيح المذموم هو متابعة الخلفاء و رؤساء الكفر و الضلالة ففي تلك الاية لماكان المقام مقام الذم جعل اعلي‏اللّه‏مقامه متعلقه الخلفاء و اتباعهم و يؤمي الي ذلك ايضاً خبر ابي‏جعفر ۷ الاتي حيث قال واللّه هم ائمة الضلال ياجابر و اشياعهم فمعني الاية في الباطن ان الخلفاء حين يرون علياً ۷ و يرون قوته و استيلاءه و انه يعذبهم و ان لاحيلة لهم لتقطع اسباب الحيلة و تباعدها تبرءون من متابعيهم و يقول المتابعون ليت لنا كرة و رجعة حتي نتبرأ منهم كماتبرءوا منا.

([۶۲]) اقول: يدل علي ذلك مضافاً علي مامرّ في ذيل قوله تعالي اذ يرون العذاب فقرة الزيارة كنت علي الكافرين عذاباً صبّاً و قول الصادق ۷ في قوله تعالي لمارأوا العذاب قال علي ۷ هو العذاب و قول سلمان عن علي ۷ انه قال انا عذاب يوم الظلة و في بعض زياراته ۷ انه نقمة اللّه الدامغة و انه نقمة اللّه علي الكافرين و النقمة هو العذاب و الاخذ بالعقوبة.

([۶۳]) اقول: قال ابوجعفر ۷ في هذه الاية في حديث جابر هم واللّه ائمة الضلال ياجابر و اشياعهم.

([۶۴]) اقول: اعلم انا قداثبتنا في الحكمة ان الغذاء ينبغي ان‏يكون من جنس المغتذي فان كان المغتذي جماداً فغذاؤه من الجمادات و ان كان نباتاً فغذاؤه من النباتات و ان كان حيواناً فمن الحيوانات لان الغذاء هو المدد و المدد يجب ان‏يكون من جنس الممدّ له والاّ لايصير مدداً له اذا علمت ذلك فاقول: غذاء الانسان الدراك الشاعر لايكون جماداً و نباتاً و حيواناً لافي الدنيا و لافي الاخرة و ماتري من اكله هذه الاغذية الجمادية و النباتية و الحيوانية فانما هو في بادي النظر و بعد الفكر و التعمق تعرف انه لم‏يأكل شيئاً من هذه و انمااكل جماده الجمادات و نباته النباتات و حيوانه الحيوانات و اما نفسه و حقيقته و اصله فلم‏يأكل منها شيئاً و انما اكله يكون من العلوم و الكمالات و الحكم و المعارف فان غذاء المدرك مايدركه من العلوم و غذاء الشاعر مايشعره من المعارف و الحكم الالهية لوجوب التناسب بين الغذاء و المغتذي كماعلمت.

ثم غذاء الانسان علي قسمين اما حلال طيب او حرام خبيث و الحلال الطيب هو العلوم الحقة و المعارف و الحكم الالهية و الحرام الخبيث هو العلوم الباطلة و الاعتقادات و العرفانات الباطلة الفاسدة و الاكتسابات الكاسدة فامر اللّه سبحانه في تلك الاية المباركة بالاكل ممافي الارض ارض العلم من الحلال الطيب دون الحرام الخبيث قال علي ۷في ذكر المغيّرين للقرءان و قدبيّن الله تعالي قصص المغيرين فضرب مثلهم بقوله فاما الزبد فيذهب جفاء و اما ماينفع الناس فيمكث في الارض فالزبد في هذا الموضع كلام الملحدين الذين اثبتوه في القرءان فهو يضمحل و يبطل و يتلاشي عند التحصيل و الذي ينفع الناس منه فالتنزيل الحقيقي الذي لايأتيه الباطل من بين يديه و لامن خلفه و القلوب تقبله و الارض في هذا الموضع هي محل العلم و قراره الخبر و قدمر بعض مايدل علي ذلك في ذيل قوله لاتفسدوا في الارض الاية و قوله و اذا قيل لهم لاتفسدوا في الارض فتفسير الارض بالعلم في الظاهر من باب تسمية الشي‏ء باسم المحل و في الواقع من باب الباطن.

([۶۵]) اقول: قدمر في مقدمة الكتاب حديث كلي مروي عن ابي جعفر ۷ و هو كل مافي القرءان و قال الشيطان يريد به الثاني و عن تفسير القمي عنه ۷ في قوله تعالي و لايصدّنّكم الشيطان يعني الثاني و في الكافي عنه ۷ في قوله تعالي و ارنا اللذين اضلاّنا من الجن و الانس قال هما و كان فلان شيطاناً الخبر.

([۶۶]) اقول: قدورد اخبار عديدة في جعل باطن السيئات الثلثة كماقال الباقر ۷في قوله تعالي و قهم السيئات قال يعني بالسيئات الثلثة و في خبر اخر قال السيئات بنوامية و غيرهم و شيعتهم و قدورد ايضاً اخبار كثيرة تدل علي ذلك عموماً و قدذكرناها في المقدمة و اما كون الفحشاء الاول لانها كل مستقبح من القول و الفعل و هو الكلي النافذ الساري في جميع الفواحش و المستقبحات و المناكير و المعاصي و المناهي و الاثام و السيئات و جميع المحارم و الاعيان النجسة و غيرها قال الباقر ۷ في قوله تعالي و ينهي عن الفحشاء و المنكر و البغي قال الفحشاء الاول و المنكر الثاني و البغي الثالث و قال الصادق ۷ في الاية المزبورة ولاية فلان و فلان و فلان الخبر و قدمر مايدل علي ذلك في قوله تعالي و يأمركم بالفحشاء و اما كون السوء الثالث لانه كان سيّئالخلق كريه‏المنظر.

([۶۷]) اقول: فسر اعلي‏اللّه‏مقامه ما لاتعلمون بانه هو كل شك و ظن و وهم لاجل ان الدليل لايخلو اما ان‏يكون حاكياً لتمام المدلول و لايكون في المقابل دليل اخر يحكيه علي عكس ماحكاه الاول فالحاصل منه هو العلم و ان كان حاكياً لبعض المدلول و يكون هناك دليل اخر يحكي بعضه الاخر علي عكس ماحكاه الاول فلايخلو اما ان‏يكون الدليلان متصاقعين متعاملين فالحاصل منهما هو الشك و ان كان احدهما احكي و اقوي بياناً من الاخري فالحاصل من الاقوي و الاحكي هو الظن و الحاصل من الاضعف هو الوهم فالحاصل من الادلة الصورية اما علم او ظن او شك او وهم فغير العلم منها هو الثلثة الباقية اعني الشك و الظن و الوهم و غير الظن منها الثلثة الباقية اعني العلم و الشك و الوهم فعدم العلم هو كل شك و ظن و وهم كماان عدم الظن كل علم و شك و وهم و عدم الشك كل ظن و علم و وهم و عدم الوهم كل علم و ظن و شك و لذا فسر اعلي‏اللّه‏مقامه مالاتعلمون بانه كل شك و ظن و وهم.

و اما قوله اعلي‏اللّه‏مقامه دلت الاية الي اخره اراد بذلك الرد علي من خصص الايات و الاخبار الواردة في حرمة العمل بالظن و الشك و الوهم المتجاوزة من الالفين بالاصول دون الفروع فقال اعلي‏اللّه‏مقامه هذه الاية مطلقة تعمّ الاصول و الفروع ككثير من الايات و الاخبار و في الاية دلالة عجيبة و اشارة غريبة و هي ان هذا العمل اي العمل بغير العلم من قبيل جعل الثاني و الثالث خليفة و الرجوع اليهما و اطاعتهما حيث اعقب قوله و ان‏تقولوا بعد قوله انمايأمركم بالسوء و الفحشاء و ايضاً تدل هذه الاية علي ان العمل بغير العلم من مخترعات الثاني في الباطن و الشيطان في الظاهر فانه يأمرهم بالسوء و الفحشاء و ان‏تقولوا علي اللّه مالاتعلمون و انماجري و مشي ذلك بين اصحابنا رضوان‏اللّه‏عليهم من باب اختلاط السلف بهم ثم اخذ الخلف عن السلف كمايدل علي ذلك اخبار صريحة بذكرها نخرج عن وضع التفسير.

([۶۸]) اقول: ينبغي لنا ان‏نذكر هنا اموراً الاول وجه جعله اعلي‏اللّه‏مقامه مصداق ما

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۱۹ *»

النصوص النازلة في علي۷ و الثاني جعله باطن الاباء العلماء و الكبراء و الثالث بيان كيفية الاستدلال علي الاجماع من الاية المباركة و علة عدم حجيته.

فالدليل علي الاول قول ابي‏عبداللّه ۷ في قول اللّه عزّوجلّ ذلك بانهم كرهوا ماانزل اللّه فاحبط اعمالهم الاية قال ان رسول اللّه۹ لمااخذ الميثاق لاميرالمؤمنين  7 قال اتدرون من وليكم من بعدي قالوا اللّه و رسوله اعلم فقال ان اللّه يقول و ان تظاهرا عليه فان اللّه هو مولاه و جبريل و صالح المؤمنين يعني علياً ۷ هو وليكم من بعدي هذه الاولي و اما الثانية لمااشهدهم غديرخم و قدكانوا يقولون لئن قبض محمد لانرجع هذا الامر في ال‏محمد و لانعطيهم من الخمس شيئاً فاطلع اللّه نبيه علي ذلك الخبر و قوله ۷ايضاً في رواية اخري قال لماامر اللّه نبيه ان‏ينصب اميرالمؤمنين للناس في قوله ياايها الرسول بلغ ماانزل اليك من ربك في غديرخم فقال من كنت مولاه فعلي مولاه فجاءت الابالسة الي ابليس الاكبر و حثوا التراب علي وجوههم فقال لهم ابليس مالكم قالوا ان هذا الرجل قدعقد اليوم عقدة لايحلها شي‏ء الي يوم القيمة فقال لهم ابليس كلاّ ان الذين حوله قدوعدوني فيه عدة لن‏يخلفوني فانزل الله علي رسوله و لقدصدّق عليهم ابليس ظنّه.

و اما الدليل علي الثاني فمافي اللغة من قولهم اب القوم يعني سيدهم و كبيرهم و بناء علي هذا فذلك من باب تفسير الظاهر و يمكن ان‏يجعل من باب الباطن و ان‏يستدل عليه من قول علي ۷ الامام الاب الشفيق فان امام القوم كبيرهم و عالمهم و مقتداهم و من فقرة زيارته كنت للمؤمنين اباً رحيماً و من قول النبي۹ انا و علي ابوا هذه الامة فان هذه الاخبار تدل علي ان ائمتنا اباؤنا و بحكم المقابلة يكون ائمة الضلال اباء المنافقين و كبراءهم.

و اما الدليل علي ان الاجماع بمعني الاتفاق ليس بحجة فاقول اولاً ان المراد من الاتفاق هو الاتفاق المصطلح بين الاصوليين و هو اتفاق جماعة احدهم معصوم او اتفاق جماعة كاشف عن قول المعصوم فعلي هذا اللام في قوله اعلي‏اللّه‏مقامه الاتفاق للعهد الذهني لا الجنس و الاستغراق اذ لاكلام في حجيته و لخروجه عن موضع النزاع لان النزاع في الاجماع و هو خارج من اقسام الاجماع لانه من اقسام الضرورة كماشرحنا ذلك في الاصول مفصلاً اذا علمت ذلك فاعلم ان الدليل علي عدم حجية هذا الاجماع من الايات هذه الاية و امثالها مماتفيد مفادها و من الاخبار خبر الكاظم ۷ حيث قال الامور امران امر لااختلاف فيه و هو اجماع الامة علي الضرورة التي يضطرون عليها و الاخبار المجمع عليها المعروض عليها كل شبهة و المستنبط منها كل حادثة و امر يحتمل الشك و الانكار و سبيل استيضاح اهله الحجة عليه فمالم‏يثبت لمنتحليه من كتاب مستجمع علي تأويله او سنة عن النبي۹ لا اختلاف فيها وسع خاص الامة و عامها الشك فيه و الانكار له انظر في هذا الحديث الشريف كيف قسم الامور الي قسمين و قال في القسم الثاني الذي ذلك الاجماع من اقسامه سبيل استيضاح اهله الحجة عليه ثم قال فمالم‏يثبت لمنتحليه من الكتاب و السنة وسع خاص الامة و عامها الشك فيه و الانكار له و اما الادلة العقلية علي ذلك فهي من جهات شتي قدذكرناها في الاصول و لو ذكرناها هنا لخرجنا عن وضع الكتاب المستطاب.

([۶۹]) اقول: و ذلك التقدير اقتباس من قوله سبحانه افمن يهدي الي الحق احق ان‏يتبع امّن لايهدّي الاّ ان‏يهدي و قوله تعالي و ممن خلقنا امة يهدون بالحق و به يعدلون و العقلاء و المهتدون الي الحق هم الائمة:كماقال الصادق ۷في الاية الاولي اما من يهدي الي الحق محمد و اله من بعده و في الاية الثانية يعني ائمة يهدون بالحق و قال ۷ ايضاً في قوله تعالي و ليذّكّر اولوا الالباب قال علي و الائمة هم اولوا الالباب فحاصل الاية انهم ليسوا بالائمة حتي يكون رأيهم صواباً و متبعاً و حجة.

([۷۰]) اقول: يعني كفروا بعلي ۷ في دعائهم اولياءهم الجهلة و الحال انهم امروا ان‏يدعوا اللّه في حوائجهم و يرجعوا اليه في شدائدهم و دعاؤهم اللّه يحصل بدعائهم علياً ۷الذي هو خليفته و وصي رسوله و نهوا عن دعاء غير اللّه الحاصل بدعاء اوليائهم الضلال و رؤسائهم الكفرة و قدذمّ الذين يدعون من دون اللّه الاول و الثاني و الثالث كماقال الباقر ۷ في قوله تعالي الذين يدعون من دون اللّه قال الذين يدعون من دون اللّه الاول و الثاني و الثالث بالجملة فهؤلاء كفروا بعلي ۷ و غصبوا خلافته و انكروا فضائله و فضائل اولاده و فضائل شيعتهم فلم‏يدعوه في الحوائج و لم‏يرجعوا اليه في الشدائد مع انه بالنص مولي كل مؤمنة و مؤمنة و دعوا اولياءهم الجهلة و رؤساءهم الفجرة فجعلوهم خليفة و رجعوا في الامور اليهم و جعلوا لهم احاديث مكذوبة في فضائلهم فقالوا ان ابابكر و عمر سيدا كهول اهل الجنة فضرب اللّه سبحانه لهؤلاء الكافرين المنافقين بعلي ۷ المؤمنين بهؤلاء الرؤساء الضلال مثلاً فقال مثلهم كمثل الذي ينعق الاية.

([۷۱]) اقول: في الكافي عن الباقر ۷ في قوله تعالي و يحلّ لهم الطيبات قال اخذ العلم من اهله و لاشك ان اهل العلم هم ال‏محمد : كماقال ۷ ليس العلم الاّ ماخرج من هيهنا و اشار الي صدره او بيته فالطيبات هي علوم ال‏محمد: و المعارف المأخوذة عنهم: و يدل علي ذلك بحكم المقابلة قول الباقر ۷ في قوله تعالي و يحرّم عليهم الخبائث قال الخبائث قول من خالف الامام حيث اوّل الخبائث بالقول المخالف للامام فالطيبات هو قول الامام ۷و قول الامام ۷ اياً كان فهو علم و نور و هدي في الزيارة كلامكم نور الخ.

او المراد من علوم ال‏محمد: شيعتهم فان العلم هو حضور المعلوم عند العالم و هم الحاضرون بمحضر امامهم او هو عين المعلوم كماهو الحق فهم معلومون بجميع مراتبهم لامامهم فهم علومه لان العلم عين المعلوم هذا و لاشك ان العلم صفة الشي‏ء و ظهوره في عرصة النفس و حيث تعلقه بالمعلوم و لاشك انهم صفة امامهم و ظهوره و مظهره في عالم النفس و حيث تعلقه بسائر الرعية و لذلك اوّلت الطيبات و الطيبون في الاخبار بالشيعة و نسائهم فعن الباقر ۷ انه قال لجماعة من شيعته انتم شيعة ال‏محمد و انتم شرط اللّه و انتم انصار اللّه و انتم الطيبون و نساؤكم الطيبات الخبر فاذا المراد من الاكل المعاشرة و المحبة لهم و التكيف بكيفيتهم و الاتصاف بصفاتهم فانه هو الاكل الواقعي الحقيقي لاغير فافهم فانه دقيق.

([۷۲]) اقول: انماجعل اعلي‏اللّه‏مقامه الشكر للّه معرفة الامام و معرفة ولي نعمته لقوله ۷من لم‏يشكر العبد لم‏يشكر الرب الخ فمن شكر الامام بمعرفته فقدشكر اللّه و قول الصادق ۷ في قوله تعالي و لعلكم تشكرون و قوله تعالي ان تشكروا يرضه لكم قال الشكر الولاية و المعرفة و في تفسير الامام ۷ في قوله تعالي كلوا من طيبات مارزقناكم و اشكروا للّه قال اي علي مارزقناكم منها بالمقام علي ولاية محمد۹ و علي صلوات‏اللّه‏عليه و بطاعتهما و طاعة من امركم اللّه بطاعته من خلفائهما الطاهرين و قال في موضع اخر فاشكروا نعمه بطاعة من امركم بطاعته من محمد و علي و الهما الطيبين و عن ابي‏عبداللّه ۷ قال مكتوب في التورية اشكر من انعم عليك و انعم علي من شكرك فانه لازوال للنعماء اذا شكرت و لابقاء لها اذا كفرت الخبر.

([۷۳]) اقول: اي تعبدون اللّه بعبادة وليكم فان العبادة بمعني الاطاعة كماقال الباقر ۷العبادة هي الاطاعة فمن اطاع فقدعبد و في الزيارة بنا عبد اللّه و لولانا ماعبد اللّه و عن ابي‏جعفر ۷ ذروة الامر و سنامه و مفتاحه و باب الاشياء و رضا الرحمن تبارك و تعالي الطاعة للامام بعد معرفته ثم قال ان اللّه تبارك و تعالي يقول من يطع الرسول فقداطاع اللّه و من تولي فماارسلناك عليهم حفيظاً و في تفسير الامام في قوله تعالي اعبدوا ربكم اي اعبدوه بتعظيم محمد و علي و الهما الائمة: و اطاعتهم و التمسك بهم و بولايتهم الي غير ذلك من الاخبار و قدذكرنا سابقاً وجه ان عبادة اللّه من غير اطاعة الولي غيرممكن و ان اطاعته عين عبادته مفصلاً فان شئت فراجع.

([۷۴]) اقول: الدليل علي ان باطن هذه المذكورات هؤلاء الرؤساء الضلال علي نحو العموم خبر مفضل بن عمر قال قال ۷فعدوّهم هم الحرام المحرم و اولياؤهم الداخلون في امرهم الي يوم القيمة فهم الفواحش ماظهر منها و مابطن و الخمر و الميسر و الزنا و الربوا و الدم و الميتة و لحم الخنزير فهم الحرام المحرم و اصل كل حرام و هم

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۲۴ *»

الشر و اصل كل شر و منهم فروع الشر كله الي ان قال و اخبرك اني لوقلت لك ان الفاحشة و الخمر و الميسر و الزنا و الميتة و الدم و لحم الخنزير هو رجل و انا اعلم ان اللّه قدحرم هذا الاصل و حرم فرعه و نهي عنه و جعل ولايته كمن عبد من دون اللّه وثناً و شركاً و من دعي لعبادة نفسه فهو كفرعون اذقال انا ربكم الاعلي فهذا كله علي وجه ان شئت قلت هو رجل و هو الي جهنم و من شايعه علي ذلك فانهم مثل قول اللّه انّما حرّم عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير لصدقت ثم اني لوقلت انه فلان ذلك كله لصدقت ان فلاناً هو المعبود المتعدي حدود اللّه التي نهي عنها ان‏يتعدي الخبر.

و اما وجه اختصاص الميتة بالاول و الدم بالثاني و لحم الخنزير بالثالث فلان ترتيبهم في الذكر هكذا فاذا جعل الاول للاول و الثاني للثاني و الثالث للثالث يكون ظاهر العبارة و ترتيبهم في الذكر موافقاً لدركهم و خلقتهم في الوجود فان الاول دركه اول في الصعود و هو في الارض السابعة السفلي و الثاني ثانيه في الدرك و هو في الارض السادسة و الثالث ثالثه في الدرك و لك ان‏تقول كلهم من الارض السابعة السفلي و في الدرك الاسفل من النار الاّ ان الاول خلق من نار ذلك الجحيم و الثاني من هوائه و الثالث من ترابه او بالعكس فتفاوت دركاتهم عرضية لا طولية فافهم او اختص الميتة بالاول لانه اول من جحد و انكر ولاية علي ۷ و ظلم حقه و غصب خلافته و الجاحد لامامته و المنكر لفضائله كافر مشرك و الكافر ميت كمايدل علي جميع ذلك الاخبار ففي خبر المفضل ان من جحد امامة علي و الائمة من ولده: و انكر حقهم و لم‏يقل بولايتهم و من ظلم علياً ۷ بعد النبي فهو الجاحد لنبوة النبي۹ و نبوة الانبياء قبله و هو الجاحد لحق اللّه و بربوبيته عزّوجلّ و انهم كفار مشركون و عن منتخب البصائر انكار فضائل الائمة هو الكفر و عن الباقر ۷ في قوله تعالي اموات غير احياء قال يعني كفار غيرمؤمنين الخبر.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۲۵ *»

فعلم من هذه الاخبار ان الجاحد لعلي ۷ و المنكر له كافر و الكافر ميت و لاشك انه اول من انكر و جحد ولاية علي ۷ و اما الدم فهو الثاني لانه رجس نجس خبيث مخبث و الثاني كذلك كمافي خبر اصبغ بن نباتة ان علياً ۷ اخرجه مع جمع فيهم حذيفة بن اليمان الي الجبانة و ذكر معجزة عنه ۷ الي ان قال فقال علي ۷ ياملائكة ربي اتوني الساعة بابليس الابالسة و فرعون الفراعنة قال فواللّه ماكان باسرع من طرفة عين حتي احضروه عنده فلمّا جرّوه بين يديه قام و قال واويلاه من ظلم ال‏محمد واويلاه من اجترائي عليهم ثم قال ياسيدي ارحمني فاني لااحتمل هذا العذاب فقال ۷لارحمك اللّه و لاغفر لك ايها الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان ثم التفت الينا و قال سلوه حتي يخبركم من هو فقلنا له من انت فقال انا ابليس الابالسة و فرعون هذه الامة انا الذي جحدت سيدي و مولاي اميرالمؤمنين ۷ و خليفة رب العالمين و انكرت اياته و معجزاته الخبر قال صاحب مشكوة الانوار و الظاهر ان المراد به الثاني حيث كان هو رأس المفسدين و هو الذي اول به الشيطان في القرءان انتهي.

و اذا ثبت ان المراد من الثلثة المذكورة بالنص الخاص في البطن هؤلاء الرؤساء الثلث و ثبت ان الميتة هو الاول و الدم الثاني فتعين ان المراد من لحم الخنزير هو الثالث او لان الميتة باردة يابسة و هي في نهاية البعد عن الحق و هو في مقام الاجمال في طرف الكفر و الثالث اقرب الي الحق منه و هو اقل حرمة منها و هو في مقام التفصيل و الثاني حار رطب فله رطوبة رابطة بها يكون منافقاً يظهر الايمان و يبطن الكفر فيضل من التصق به و اتحد معه و هو برزخ بينهما فهو في مقام مبدأ التفصيل فهو ذوجهتين رطب يشبه لحم الخنزير في رطوبته بارد يشبه الميتة في برودته فهو ماء انحل و لطف و بخر بالحرارة العارضية الشرعية الظاهرية فصار متعفناً متغيراً فهو ماء اسن و بلغم مالح و البلغم هو الدم الغيرالنضيج و الماء الاسن هو الهواء الغيرالمبخر و الثالث هو انعقاد الثاني و جهة

 

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۲۶ *»

انيته كماان اللحم هو انعقاد الدم و غلظته او الاول في مقام الاجمال و هو في مقام النار و الميتة حار بالحرارة الغريبة الخارجية يابس بعيد عن الحق له استقلال في كفره غير متشكل بشكل فهو غير القبول للاشكال فهو يابس و الثاني في مقام الهواء و الماء و هما رطبان و الثاني رطب منافق فهو برزخ بينهما و الهواء هو الريح و الريح مشتق من الروح و مركب الروح هو الدم بل الدم هو الروح الغليظ و الروح هو الدم اللطيف و اما لحم الخنزير فهو بالنسبة الي سائر اللحوم يابس فهو التراب في عالم الكفر و الضلالة و الثاني الهواء و الماء و الاول النار.

او الاول كان ميتاً يابساً شديداً صعباً غير ليّن العريكة معرضاً عن الناس غير معاشر معهم و الثاني كان دماً صاحب بشاشة و حمرة وجه و لين عريكة و شيطنة و ذاتصرف في الامور الظاهرية و الثالث كالخنزير ليناً عريكته احمقاً سميناً لحماً اكولاً لايفهم شيئاً.

و وجه اخر ان الشي‏ء كلمادقّ و لطف كثر نعامته و نفوذه و وحدته فان كان حقاً فيكثر نفوذه و ظهوره في الخيرات و الابرار و ان كان باطلاً يكثر نفوذه و نزوله في الفواحش و الاشرار فالاول لبعده عن الحق و وقوعه في قاعدة الظلمة بمعني انه ظلمة محضة صار انفذ و انزل و اكثر عموماً من الدم و لحم الخنزير لانه اسفل دركاً منهما و الدم ايضاً اسفل من لحم الخنزير فالميتة اعم تشمل الدم و لحم الخنزير و غيرهما فخص ذلك اللفظ العام الذي يشمل الدم و لحم الخنزير و غيرهما بالاول الذي هو انفذ و اشد عموماً و اكثر نزولاً من اخويه فانه الاصل في طرف الكفر ثم خصّ لفظ الدم الذي هو اعم من اللحم بالثاني لان اللحم هو الدم المنجمد فهو يشمل المنجمد و غيره و خص لفظ اللحم بالثالث لانه اخص من اخويه او خص لفظ الميتة بالاول لانه هو الميت الحقيقي الواقعي المطلق الواقع في مقابلة الحي المطلق فهو الكفر المحض في مقابل الحق المحض فهو الميتة من باب المبالغة كقولك زيد عدل و انماخصّ لفظ الدم بالثاني لانه اريق في زمانه دماء كثيرة و فتح علي يده بلاد جمة حتي اشتهر انه فتح في زمانه اكثر من الف بلد و اما الثالث فهو سمين لحم اكول عبدالبطنة اكل جميع ماجمع في زمان اخويه و ذلك ايضاً وجه وجيه الي غير ذلك من الحكم التي بذكرها نخرج من وضع الكتاب.

([۷۵]) و يمكن ان‏يقال ان الميتة لانسلاخ الحيوة منها بالكلية و شدة عفونته هو الاول و الثاني هو الدم لصلوحه و انسه بالحيوة و لم‏يبلغ مبلغ الميتة و هو اقل عفونة من الميتة و لحم الخنزير اقل عفونة من الميتة و الدم كما ان درك الثالث اعلي من اخويه عبدالمهدي نفيسي.

([۷۶]) اقول: عن ابي‏جعفر ۷ قال لولا انه زيد في كتاب اللّه و نقص ماخفي حقنا علي ذي‏حجي و عن الصادق ۷ قال لوقرئ القرءان كماانزل لالفيتنا فيه مسمّين و الاخبار بهذا المضمون كثيرة.

([۷۷]) اقول: انمااوّل اعلي‏اللّه‏مقامه الثمن القليل بولاية الاعداء لان فيها بعض المنافع الظاهرية الدنياوية ولكنها بالنسبة الي ولاية الاولياء الحق الدائم الثابت الباقي الذي لايزول و لايحول قليل قليل قليل فهي بالنظر الي انها سبب الحيوة الظاهرية و الاسلام الظاهري ثمن و بالنظر الي انها زالت و فنيت بعد مدة قليلة قليلة لان ولايتهم و سلطنتهم و خلافتهم كانت في سنين معدودة ثم انقضت و الحمدللّه هذا علي النظر الظاهر.

و اما علي النظر الواقعي فهي باقية مادام عمر الدنيا باقياً و هي ايضاً قليلة لان الدنيا قليلة بالنسبة الي الاخرة كماقال سبحانه قل متاع الدنيا قليل و ذلك اذا نظرت نظرة واقعية و رأيت ان جميع الدول الباطلة و ولايتهم من اول ادم الي ظهور الخاتم ۷ من تجليات ولاية الاعداء الاولين عليهم لعنة جميع اللاعنين ابدالابدين.

([۷۸]) اقول:  عدم تكليم اللّه اياهم و تطهيرهم و تزكيتهم هو عدم تكليم الولي اياهم و تزكيتهم و تطهيرهم فان اللّه سبحانه يفعل جميع الافعال الوجودية و العدمية بهم لا بذاته فانه تعالي بذاته منزه عنها مبرء عن مجانستها و اقترانها فهو بذاته لايكلم احداً فلااختصاص له بعدم تكلمه الكاتمين لحق علي ۷ فلاجرم المراد من عدم تكلمه عدم تكلم الولي فانه لايكلم الكاتمين يوم القيمة و انمايتكلم المظهرين لامره و المعلنين لولايته و فضائله و مناقبه هذا و هم كتموا حقه في علي ۷ فهو به لايكلمهم و لم‏يكتموا حقه في ذاته القاهرة الغالبة العزيزة المنقاد لها كل شي‏ء في الدعاء اللّهم اني اسألك بقوتك التي قهرت بها كل شي‏ء و خضع لها كل شي‏ء و ذلّ لها كل شي‏ء و بجبروتك التي غلبت بها كل شي‏ء و بعزتك التي لايقوم لها شي‏ء و كذا في الدعاء الحمدللّه الذي لامضاد له في ملكه و لامنازع له في امره فكيف يقدر احد علي كتمان حقه في ذاته و لم‏يخيل ذلك بمخيّلته فلاجرم هو لايعرض عنهم بذاته لان ذلك مستلزم لامتناعهم و لايكلمهم بها فان نسبتها الي الجميع و لانسبة علي حد سواء و ان اردت المثال فانظر الي الجسم المتعال كيف يكون نسبته الي العرش و الكرسي و الافلاك و العناصر علي حد سواء و لولا التسوية لمااعطي الكل الاسم و الرسم و الحاصل ان عدم التكليم في الشرع فهو بعلي  7 لا في الكون كماان اضاءة الجسم في الشرع من الشمس لا في الكون فتكون بذات الجسم نعوذباللّه تعالي اللّه عمايقولون علواً كبيراً.

([۷۹]) اقول:  في الكافي عن الصادق ۷ في قوله تعالي فمن اتبع هداي فلايضل و لايشقي قال من قال بالائمة و اتبع امرهم و لم‏يجز طاعتهم الخبر فالهادون هم متابعوا ال‏محمد: كما ان الضالين هم متابعوا اعدائهم و عن الصادق ۷في قوله تعالي من بعد ماتبين لهم الهدي قال الهدي سبيل علي ۷ و عن الباقر ۷ في قوله تعالي فاما يأتينكم مني هدي قال هو علي بن ابي‏طالب بالجملة لا اشكال في ان باطن الهدي محمد و اله و متابعتهم كماانه لااشكال في ان باطن الضلالة اتباع اعدائهم كمايحكم عليه المقابلة و التضاد بينهما قال الصادق ۷ كل من خالف الائمة ضال مضل تارك للحق و الهدي و عن سليم بن قيس قال قلت لاميرالمؤمنين ۷ ماادني ان‏يكون به الرجل ضالاً قال ان لايعرف من امر اللّه بطاعته و فرض ولايته.

و اما وجه جعله اعلي‏اللّه‏مقامه باطن العذاب سخط الولي لانه هو العذاب الواقعي الحقيقي الذي لاانقضاء له و قدورد علي ذلك اخبار كثيرة فعن الصادق ۷ في قوله تعالي لمارأوا العذاب قال علي ۷ هو العذاب و في الزيارة كنت علي الكافرين عذاباً صبّاً الزيارة و لاشك انه ۷ عذاب بسخطه و غضبه و ظاهره و جنة برحمته و رأفته و رضاه و باطنه فانه الباب الذي ظاهره من قبله العذاب و باطنه فيه الرحمة قال الصادق  7 في قوله تعالي حتي اذا فتحنا عليهم باباً ذاعذاب شديد قال هو علي بن‏ابي‏طالب اذا رجع في الرجعة الخبر فاذا كان سخطه هو العذاب فالمغفرة هي رضاه و لذلك اوّلها اعلي‏اللّه‏مقامه به.

([۸۰]) اقول: في تفسير القمي عن الصادق ۷ في قوله تعالي الم ذلك الكتاب لاريب فيه قال الكتاب علي۷ لاشك فيه هدي للمتقين قال تبيان لشيعتنا و في رواية النصراني الذي سأل الكاظم ۷ عن تفسير حم والكتاب المبين في الباطن فقال اما حم فهو محمد۹ و اما الكتاب المبين فهو علي ۷ و في بعض الزيارات انتم الكتاب المسطور الي غير ذلك من الاخبار بالجملة فعلم منها ان المراد من الكتاب في البطن علي ۷ فانه نزل بالحق و مع الحق بل هو عين الحق كمايشهد بجميع تلك المعاني الاخبار فعن علي ۷في بعض خطبه واللّه انا الحق الذي امر اللّه به فماذا بعد الحق الاّ الضلال و عن النبي۹ رحم اللّه علياً اللّهم ادر الحق معه حيث كان الخبر و مؤيد هذا البطن قوله بعد و ان الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد الاية فانه ۷ هو الذي اختلف فيه قال اللّه سبحانه عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون قال علي ۷ اي نبأ للّه اعظم مني.

([۸۱]) اقول: جعل اعلي‏اللّه‏مقامه باطن المشرق هنا الاول و باطن المغرب الثاني لان الاول كان في الظاهر مشرقاً لشمس الامة و لذلك كان يسمي بشمس الامة و نور الشمس و قدسماه اللّه سبحانه في كتابه ايضاً بالشمس حيث قال الشمس و القمر بحسبان فعن الرضا ۷ في هذه الاية قال هما يعذبان بعذاب اللّه قال الراوي قلت الشمس و القمر يعذبان قال ان هذا الشمس و القمر ايتان من ايات اللّه يجريان بامره فاذا كان يوم القيمة فلايكون شمس و لاقمر و انماعناهما لعنهمااللّه أوليس قدروي الناس ان النبي۹ قال ان الشمس و القمر نوران في النار قلت بلي قال اماسمعت قول الناس فلان و فلان شمسا هذه الامة و نورهما فهما في النار واللّه ماعني غيرهما الخبر و من ذلك يعلم سر كون النار و الجحيم في المشرق كماروي في اخبار كثيرة.

و اما وجه كون بطن المغرب الثاني فلانه محل غروب نور الهداية و افول شمس الولاية و خمود قمر الامامة و هو الحجاب الغليظ الاسود و السحاب المكفهر المتراكم الذي بعضها فوق بعض قداحتجب فيه نور شمس الولاية و ضياؤها او سمّي بالمغرب لانه بمنزلة الوصي للاول فهو صندوق جهله و شيطنته و عيبة مكره و نكراه قداغترب فيه جهل الاول و اختفي فيه شيطنته الي غير ذلك من الوجوه.

([۸۲]) اقول: جميع هذه الثلثة من باب الباطن و قدذكرنا كراراً و مراراً وجه جعل باطن من امن باللّه من امن بولي اللّه بل اقول ذلك من باب الظاهر فانه في الظاهر ايضاً هكذا يؤمن باللّه و بغير ذلك غيرمعقول كما ان الاقبال الي روحك يحصل بالاقبال الي البدن و هكذا اي بالاقبال الي البدن يقبل الي الروح و للّه المثل الاعلي.

و اما الدليل علي البطن الثاني و هو تفسير اليوم الاخر بالقائم عجل‏اللّه‏فرجه فالخبر المروي عن الصدوق باسناده في معاني الاخبار و رواه غيره عن الصقر بن ابي‏دلف انه قال في حديث له قلت لابي‏الحسن ۷ ياسيدي حديث روي عن النبي۹ لااعرف معناه قال و ماهو قلت قوله۹ لاتعادوا الايام فتعاديكم فقال نعم الايام نحن ماقامت السموات و الارض فالسبت اسم رسول اللّه۹ و الاحد اميرالمؤمنين ۷ و الاثنين الحسن و الحسين۸ و الثلثاء علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و الاربعاء موسي بن جعفر و علي بن موسي و محمد بن علي و انا و الخميس ابني الحسن و الجمعة ابن ابني و اليه يجتمع عصابة الحق فهذا معني الايام فلاتعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الاخرة الخبر فاذا ثبت بهذا الخبر الشريف اطلاق مطلق اليوم علي الائمة : تعين اطلاق اليوم الاخر الذي هو اخر الايام علي القائم الذي هو اخر الائمة : .

و الدليل علي ان الملائكة في البطن الشيعة الخبر المروي في كتاب تأويل الايات عن الصادق ۷ انه قال في حديث له في تفسير سورة ليلة القدر و اما قوله تنزل الملائكة و الروح فيها فالملائكة في هذا الموضع المؤمنون الذين يملكون علم ال‏محمد الخبر و في المناقب عن جابر عن الباقر ۷ في قوله تعالي و ماجعلنا اصحاب النار الاّ ملائكة قال النار هو القائم ۷ الذي ضوؤه و خروجه لاهل الشرق و الغرب و الملائكة هم الذين يملكون علم ال‏محمد: فيعلم من هذين الخبرين صحة تأويل الملائكة بالشيعة فان المراد من الشيعة الشيعة الواقعية و هم الذين يملكون علم ال‏محمد: كماروي عن الفضيل بن يسار عن ابي‏جعفر ۷ قال قال لي تروي مايروي الناس ان علياً ۷ قال في سلمان ادرك علم الاول و الاخر قلت نعم قال فهل تدري ماعني قلت يعني علم بني‏اسرائيل و علم النبي۹ قال ۷ ليس هكذا يعني ولكن علم النبي و علم علي صلوات‏اللّه‏عليهما و امر النبي و امر علي صلوات‏اللّه‏عليهما.

([۸۳]) اقول: و ذلك من باب التأويل و يدل علي هذا التأويل رواية محمد بن القاسم بن العبيد عن الصادق ۷ في قوله تعالي و مايغني عنه ماله اذا تردّي قال مايغني عنه علمه اذا مات و في قوله تعالي و سيجنبها الاتقي الذي يؤتي ماله يتزكي قال المؤمن الذي يعطي العلم اهله و قدصرح بذلك ايضاً جماعة من العلماء الاخيار ففي كتاب مرءاة الانوار للشيخ ابوالحسن جد الشيخ محمدحسن صاحب الجواهر في الفقه و قدورد في بعض الاخبار تأويل المال بالعلم ثم قال و يستفاد من الاخبار ان بذل العلم في اهله و محله الذي هو ترويج ولاية الائمة و اثارهم لمن يريد ذلك من اهل الايمان هو تأويل ماورد في القرءان من ممدوح صرف المال و اعطاء الزكوة و اطعام الطعام و نحو ذلك.

([۸۴]) اقول: اي ينبغي ان‏يكون كل واحد من المذكورين في الاية من الشيعة كمايرشد الي ذلك كثير من الاخبار فممايدل علي كون وجوب الرقاب من الشيعة قول الرضا ۷في الفقه الرضوي اروي عن العالم۷ انه قال لا عتق الاّ لمؤمن من اعتق رقبة مؤمنة انثي كانت او ذكراً اعتق اللّه بكل عضو من اعضائه عضواً منه من النار.

و ممايدل علي كون السائلين منهم قول ابي‏عبداللّه ۷ حيث سئل عن اطعام سائل لااعرفه مسلماً قال نعم اعط من لاتعرفه بولاية و لا عداوة للحق ان اللّه عزّوجلّ يقول و قولوا للناس حسناً و لاتطعم من نصب بشي‏ء من الحق او دعا الي شي‏ء من الباطل و عنه ۷ايضاً اصاب بعيراً لنا علة و نحن في ماء لبني‏سليم فقال الغلام لابي‏عبداللّه ۷يامولاي انحره قال لا سر فلماسرنا اربعة اميال قال ياغلام انزل فانحره و لئن‏تأكله السباع احب الي من ان‏تأكله الاعراب.

و الدليل علي كون ابن‏السبيل منهم قول الهادي ۷ حيث سئل عن المساكين الذين يقعدون في الطرقات من الجزائر و السائلين و غيرهم هل‏يجوز التصدق عليهم قبل ان‏اعرف مذهبهم فاجاب من تصدق علي ناصب فصدقته عليه لا له و عن علي بن بلال قال كتبت اليه اسأله هل يجوز ان‏ادفع زكوة المال و الصدقة الي محتاج غير اصحابي فكتب لاتعط الزكوة و الصدقة الاّ لاصحابك و عن عمر بن يزيد قال سألته عن الصدقة علي النصاب و علي الزيدية فقال لاتصدق عليهم بشي‏ء و لاتسقهم الماء ان استطعت و قال و الزيدية هم النصاب.

و اما كون الفقراء منهم فلماروي انه ذكر رجل عند ابي‏عبداللّه ۷ الاغنياء و وقع فيهم فقال ابوعبداللّه ۷ اسكت فان الغني اذا كان وصولاً لرحمه و بارّاً باخوانه اضعف اللّه له الاجر ضعفين لان اللّه يقول و مااموالكم و لااولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفي الاّ من امن و عمل صالحاً فاولئك لهم جزاء الضعف بماعملوا و هم في الغرفات امنون و يكفي في الاستدلال علي وجوب المذكورين في هذه الاخبار و البواقي المذكورين في الاية منهم اطلاق قول النبي۹ لاتصاحب الاّ مؤمناً و لايأكل طعامك الاّ تقي و لاتأكل طعام الفاسقين يا اباذر اطعم طعامك من تحبه في اللّه و كل طعام من يحبك في اللّه و قول ابي‏عبداللّه ۷ من اشبع مؤمناً وجبت له الجنة و من اشبع كافراً كان حقاً علي اللّه ان‏يملأ جوفه من الزقوم مؤمناً كان او كافراً و قوله من مثل مثالاً او اقتني كلباً فقدخرج من الاسلام فقيل له هلك اذاً كثير من الناس فقال انماعنيت بقولي من مثل مثالاً من نصب ديناً غير دين اللّه و دعا الناس اليه و بقولي من اقتني كلباً مبغضاً لاهل‏البيت اقتناه فاطعمه و سقاه من فعل ذلك فقدخرج من الاسلام و قوله في حديث اخر من اشبع عدواً لنا فقدقتل ولياً لنا.

([۸۵]) اقول: قال الشيخ ابوالحسن في تفسير مرءاة الانوار اعلم ان الصلوة في القرءان نسبة الي اللّه تعالي و الي الملائكة و الي المؤمنين ثم استشهد علي ذلك بمافي تفسير الامام ۷في قوله تعالي اقيموا الصلوة اي اقيموا الصلوات المكتوبات بتمام ركوعها و سجودها و حفظ مواقيتها و حدودها و صيانتها عمايفسدها او ينقصها و باداء حقوقها اللائقة التي اعظمها اتباعها بالصلوة علي محمد و علي و الهما منطوياً علي الاعتقاد بامامتهم و ولايتهم و انهم افضل الخلق و القوام بحقوق اللّه الخبر و قال في التفسير المزبور في القاموس الزكوة صفوة الشي‏ء و مااخرجته من مالك ليطهره به و قال زكي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۳۶ *»

يزكو زكواً نمي و زاد و في غيره الزكي من الطعام الطيب الحلال و من الناس الطاهر من الذنوب و قيل التام في افعال الخير ثم قال و علي هذا كلّ مابذله الانسان من المال و العلم و الجاه و غيرها فهو له زكوة الي ان قال فقدورد تأويلها في تفسير الامام ببذل المال لضعفاء الدين من الشيعة كماسيأتي في الضعفاء و في مواساة اخوانك الشيعة المؤمنين و اعانتهم و التصدق عليهم لاجل محبته الائمة: مع اقرارك بامامتهم و تمسكك بهم و بولايتهم و ببذل العلم المأخوذ من الائمة: في هداية ضعفاء الشيعة و في ترويج الدين و بيان الاحكام الواردة عن الائمة و بذل الجاه و العقل و البدن و الاعضاء في اعانة فقراء الشيعة و ضعفائهم و قضاء حوائجهم و الدفاع عنهم و نحو ذلك انتهي.

و بالجملة قصدي من ذكر ذلك ان‏تعلم ان غيره اعلي‏اللّه‏مقامه ايضاً التفت في‏الجملة الي هذا المعني الشريف و ان لم‏يطلع علي غرائب لطائفه و عجائب اسراره و اما بيان سر ذلك التأويل الشريف ان الصلوة بديهية انها التكبير و التهليل و الركوع و السجود و القنوت و التشهد و التسليم و امثالها و جميع ذلك افعال تصدر من العبد لاداء حق اللّه العلي العظيم و التخشع و التخضع و التذلل عند جنابه الجليل فهي اي اقامة الصلوة هي اقامة حق العالي و العمل بمقتضي العبودية له تعالي‏شأنه ففي فصل‏الخطاب عن الرضا۷ ان علة الصلوة فانها اقرار بالربوبية للّه عزّوجلّ و خلع الانداد و قيام بين يدي الجبار جلّ‏جلاله بالذل و المسكنة و الخضوع و الاعتراف و الطلب للاقالة من سالف الذنوب و وضع الوجه علي الارض كل يوم اعظاماً للّه عزّوجلّ و ان‏يكون ذاكراً غيرناس و لابطر و يكون خاشعاً متذللاً راغباً طالباً للزيادة في الدين و الدنيا مع مافيه من الايجاب و المداومة علي ذكر اللّه عزّوجلّ بالليل و النهار لئلاينسي العبد سيده و مدبره و خالقه فيبطر و يطغي و يكون في ذكره لربه و قيامه بين يديه زاجراً له عن المعاصي و مانعاً له عن انواع الفساد انظر الي هذا الخبر الشريف بنظر العبرة فانه دليل واضح علي ان المراد من الصلوة حق العالي فان جميع الفقرات المذكورة فيه هي حقوق العالي و كيفية سلوك العبد الذليل عند المولي الجليل.

و اما الزكوة فهي مايعطي من فاضل الشي‏ء و فضوله و مايعطي لاجل تطهيره و تنميته و لاشك ان مايعطي العالي الداني هو من فاضل طينته و فضوله و لايعطيه من صفوته و اصوله لانه يمسك الصفوة لنفسه و يزكي علي الغير بفضوله و زيادة مايحصل من مئونته كمايرشد الي ذلك خبر كميل حيث سأل علياً ۷ حين اردفه عن الحقيقة فقال ۷مالك و الحقيقة قال أولست بصاحب سرك قال بلي ولكن يرشح عليك مايطفح مني فدل الخبر علي انه يرشح علي الداني مايطفح من العالي و مايفضل عنه و كذا مايخرج منه لاجل تطهيره هو ايضاً لامحالة من فضوله و ارجاسه و اعراضه فان الشي‏ء يخلص و يطهر بدفع الفضول و الاعراض و اخراج الادناس و الارجاس و اتصال الاصول و الاغراض و تركيبها و ضم بعضها الي بعض و لوكان الاعراض من جنس الاغراض و مايدفع من الفضول من جنس الاصول لماكان بدفعها يحصل التنمية و الزيادة و ماكان بقاؤها سبباً للنقصان و الفناء فهي لامحالة ليست من جنسها و عرضها و طينتها و قدذكرنا لهما حكماً اخري سابقاً في تلو لفظهما.

([۸۶]) اقول: و اما غيرهم ممن ليس فيه هذه الشروط و ليس له هذه الصفات المذكورة في الاية باجمعها او بعضها كاذبون في ادعائهم الولاية و البراءة و تلك الشروط ستة و هي الايمان و الانفاق و الصلوة و الزكوة و الوفاء بالعهد و الصبر و هي مستنبطة من الاخبار ايضاً لكن ليس يجمع كلها خبر واحد بل هي مذكورة في اخبار عديدة كماسنتلوها عليك.

([۸۷]) اقول: قال علي ۷ في خطبة له يصف المتقين و من علامة احدهم انك تري له قوة في دين و حزماً في لين و ايماناً في يقين الي ان قال و صبراً في شدة و قال في تلك الخطبة و في المكاره صبور و قال في موضع اخر منها و ان بغي عليه صبر و قال يعطي من حرمه و يصل من قطعه و قال ايضاً في موضع اخر منها صبروا اياماً قصيرة اعقبهم راحة طويلة الي ان قال اما الليل فصافّون اقدامهم ثم قال حانون علي اوساطهم مفترشون لجباههم و اكفهم و ركوبهم و اطراف اقدامهم فذكر في تلك الخطبة اربعة من تلك الشروط الايمان و الانفاق و الصلوة و الصبر و عن علي بن الحسين قال من اخلاق المؤمن الانفاق علي قدر الاقتار و قال ۷المؤمنون عند شروطهم و عن ابن‏سنان قال سألت اباعبداللّه ۷ عن قوله تعالي ياايها الذين امنوا اوفوا بالعقود قال بالعهود و عن ابي‏عبداللّه ۷ قال انكم لاتكونون صالحين حتي تعرفوا و لاتعرفون حتي تصدقوا و لاتصدقون حتي تسلموا ابواباً اربعة لايصلح اولها الاّ باخرها ضل اصحاب الثلثة و تاهوا تيهاً بعيداً ان اللّه تبارك و تعالي لايقبل الاّ العمل الصالح و لايتقبل اللّه الاّ بالوفاء بالشروط و العهود و من وفي للّه بشروطه و استكمل ماوصف في عهده نال ماعنده و استكمل وعده ان اللّه عزّوجلّ اخبر العباد بطرق الهدي و شرع لهم فيها المنار و اخبرهم كيف يسلكون فقال و اني لغفار لمن تاب و امن و عمل صالحاً ثم اهتدي الخبر و في وصية النبي۹ لعلي ۷قال ياعلي من منع قيراطاً من زكوة ماله فليس بمؤمن و لامسلم و لاكرامة الخبر وجه الاستدلال بتلك الاخبار انه ۷ علق تلك الشروط علي الايمان و قدعلمت سابقاً ان الايمان من شروط التقوي فالمؤمنون هم المتقون.

([۸۸]) اقول: و قدمرّ مراراً و كراراً لاسيما في الفصل العشرين مايدل علي هذا البطن من الاخبار و اما الدليل علي ذلك من الاقوال مماذكره الشيخ ابوالحسن في تفسيره المسمي بمرءاة الانوار قال في التفسير المزبور الفصل السابع في بيان مايظهر من الاخبار من اطلاق لفظ الجلالة و الاله و الرب بحسب بطن القرءان و تأويله علي الامام في مواضع عديدة بل هكذا حال بعض الضمائر الراجعة بحسب التنزيل اليه سبحانه و ان من تأويل مانسبه اللّه الي نفسه باضافته الي هذه الالفاظ من العبادة و الاطاعة و المعرفة و الرضا و السخط و السب و المخالفة و الغني و الفقر الي غير ذلك مماسيأتي في المقالة الاتية هو مايتعلق بالامام كمتابعته و اقامته و اطاعته و معرفته و رضاه و غضبه و سخطه و سبه و اذاه و مخالفته و غناه و فقره و نحو ذلك.

([۸۹]) اقول:  و يدل علي ان المراد من الوالدين في بطن القرءان محمد و علي۸كماذكره اعلي‏اللّه‏مقامه اخبار كثيرة نذكر منها بعضها ان‏شاءالله اختصاراً فعن كتاب بشارة المصطفي عن علي ۷ قال قال لي رسول اللّه۹ انا و انت ابوا هذه الامة و عن تفسير العياشي و غيره عن ابي‏بصير عن الصادق ۷ قال ان رسول اللّه۹ احد الوالدين و الاخر علي ۷ قال ابوبصير فقلت له اين ذلك من كتاب اللّه قال و بالوالدين احساناً و عن تفسير الامام ۷ قال قال رسول اللّه افضل والديكم و احقهما بشكركم محمد و علي و لحقّنا عليكم اعظم من حق ابوي ولادتكم فانا متقدموكم ان‏اطعتمونا من النار الي دار القرار و قال قال الصادق ۷ من رعي حق ابويه الافضلين محمد و علي لم‏يضره مااضاع من حق ابوي نفسه و سائر عباد اللّه فانهما يرضيانهم بسعيهم الخبر و قدذكرنا حكمة تلك التسمية سابقاً في تلو هذا اللفظ.

([۹۰]) اقول: قدورد مايدل علي هذا البطنالشريف من الاخبار اكثر من ان‏تحصي الاّ انا نذكر منها بعض ماصادفناها اختصاراً و ان كان يكفي في الاستدلال و الاستشهاد واحد منها لكن لايخفي ان كثرتها سبب لتزيين التفسير الشريف و باعث لاطمينان القلب و سكونه و هذا هو سر عدم اكتفائنا بخبر واحد غالباً ففي تفسير مرءاة الانوار و اما القربي و ذوي القربي و الاقربون و امثالها فمفاد الاخبار المتظافرة ان المراد بحسب البطن اقرباء النبي۹ اي علي و فاطمة و الحسن و  الحسين و الائمة التسعة الطاهرة: لقربهم منه نسباً و حسباً بل من كل جهة بل الحق الثابت ان المراد في بعض الايات بحسب الظاهر و التنزيل ايضاً هم: كقوله تعالي في سورة شوري قل لااسألكم عليه اجراً الاّ المودة في القربي و امثاله.

الي ان قال و لنذكر هيهنا بعض الاخبار الدالة علي هذا التأويل بل التنزيل ايضاً ففي كشف‏الغمة عن ابن‏عباس قال لمانزل قوله تعالي قل لااسألكم عليه اجراً الاّ المودة في القربي سئل النبي۹ من هؤلاء الذين اوجب اللّه علينا مودتهم قال علي و فاطمة و ابناهما قالها ثلث مرات الي ان قال و في تفسير الامام۷ في قوله تعالي و اتي المال علي حبه ذوي القربي قال ۷ اي اعطي قرابة النبي۹الفقراء هدية و براً لاصدقة فان اللّه اجلهم عن الصدقة انتهي كلامه رضي اللّه عنه و انماذكرناه لاشتماله علي مايحصل منه المراد من استناد كلامه الي الاخبار و للاعلام بان تفسيره احسن التفاسير بعد تفسيرنا هذا و للّه درّ مصنفه و قدمرّ مايدل علي ذلك في الفصل الثاني و العشرين من المقدمة.

([۹۱]) اقول: اعلم ان اصل الصوم بمعني الامساك و في الشرع اسم لامساك مخصوص و هو امساك النفس و كفّها عمانهي اللّه عنه و لاشك ان من اعظم مانهي اللّه عنه محبة اعداء اللّه و ولايتهم و معاشرتهم و الميل اليهم فمن اقسام الصيام كف النفس و امساكها عن اعداء ال‏محمد : هذا بالاستدلال الظاهر.

و اما الاستدلال عليه علي نحو الحقيقة بحيث تعرف انه لاصيام في الباطن الاّ كفّ النفس عن اعداء ال‏محمد: كمايظهر من جعله اعلي‏اللّه‏مقامه باطن الصيام ذلك فاعلم ان لك جملة ثلث مراتب مرتبة الظاهر و هي مرتبتك الظاهرة المشهودة المحسوسة الملموسة و هي اعضاؤك و جوارحك من الرأس و العين و السمع و الانف و الفم و اليد و البطن و الرجل و الفرج و امثالها و مرتبة الصدر و هي مرتبة مشاعرك الباطنة ادناها الحس و اعلاها العاقلة و مرتبة النفس و هي مرتبة ذاتك و حقيقتك و قلبك و لكل واحد من تلك المراتب عبادات من جميع انواع العبادات لكن في كل مرتبة علي حسبها مثلاً لرأسك عبادة و هي ان‏تعطيه في مرضات اللّه و ان‏تبذله في جنب اولياء اللّه و ان‏تفنيه في ركاب اوصياء اللّه و لعينك عبادة و هي النظر الي القرءان المجيد و الايات

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۴۳ *»

الكريمة و الاخبار الشريفة و الي وجوه الاولياء و سائر الخيرات و لسمعك عبادة و هي الاصغاء الي كلمات اللّه و ماامر اللّه باصغائه و التحفظ عن الاصغاء الي كلمات اهل الفجور و الشياطين من الجن و الانس و الوساوس و سائر مانهي اللّه عن الاصغاء اليه و لبطنك عبادة و هي امساكه عماحرّمه اللّه و نهيه عنه و اذنه و ارخاؤه فيمااحله اللّه و امره به و ليدك عبادة و هي اعطاء ذوي القربي و اليتامي و المساكين و الفقراء من الشيعة و هكذا لسائر اعضائك و جوارحك لكل واحد واحد منها عبادة مخصوصة به و كذلك لمرتبة صدرك ايضاً عبادات علي حسبها فلخيالك عبادة و هي ان‏تصرفها في خيال الخيرات و توجه به الي المبرات و لفكرك عبادة و هي ان‏تفكر فيماامر اللّه بالتفكر فيه من زوال الدنيا و نعيمها و فناء اجلها و الامها و ان‏تفكر في الافاق مرة و في الانفس مرة و ان‏تنظر الي هذا العالم الكبير و الوسيط و الصغير بنظر العبرة و لمرتبة قلبك ايضاً عبادة و هي ان‏تحب جميع ماامر اللّه بحبه و تود كل من امر اللّه بودّه و ولايته و تبغض كل ماامر اللّه ببغضه و تعادي كل من امر اللّه بعداوته و شناءته و رأس الكل حب الاولياء و بغض الاعداء كمايؤمي الي ذلك اخبار كثيرة منها ماروي انه اوحي اللّه سبحانه الي بعض عبّاد بني‏اسرائيل اما عبادتك لي فقدتعزّزت بي و اما زهدك عن الدنيا فقدتعجلت الراحة فهل واليت لي ولياً و عاديت لي عدواً ثم امر به الي النار.

اذا علمت ذلك فاقول: كل عبادة تعبدها اما ان‏تعبدها بمرتبة ظاهرك و اما ان‏تعبدها بمرتبة صدرك و اما ان‏تعبدها بمرتبة قلبك مثلاً الصلوة التي تصليها اما ان‏تصليها بظاهر اعضائك و جوارحك من استقبالك القبلة و قيامك و قعودك و جلوسك كل ذلك بظاهر جسدك و اما صدرك فمشغول بغيرها مثلاً انه مشغول ببيع الحيوانات او الملك او الزراعة او التجارة او غير ذلك من المعاملات و المخالطات و المعاشرات بحيث لايلتفت الي صلوة اصلاً بوجه من الوجوه و اما ان‏تصليها بصدرك ايضاً فكما ان ظاهر جسدك يكبّر و يركع و يسجد و يقنت و يسلّم فكذلك صدرك و مشاعرك الباطنة ايضاً تكبر و تركع و تسجد و تقنت و تسلم لكن كل علي حسبه و اما قلبك و حقيقتك فمتوجه الي الاعداء و خاضع لديهم و تكبر اياهم و اما ان‏تصليها بقلبك ايضاً فتجعل واحداً من الائمة نصب عينيك و تتوجه الي اللّه العزيز الواحد القهار و تخضع و تخشع و تركع و تسجد لدي عظمته و كبريائه.

اذا رأيت ذلك كالعيان و المشاهدة فاقول: ظاهر الصوم الذي هو ممانحن فيه امساك اليد الظاهرة عن الحرام الظاهر بان  لاتأكل و لاتشرب و لاتنكح من المأكولات الظاهرية و المشروبات الظاهرية و المنكوحات الظاهرية المتداولة الي الليل و اما الصوم الذي لصدرك فهو امساكك مشاعرك الباطنة و صدرك عن جميع مانهي اللّه عن اكله و شربه و نكاحه في ذلك العالم من الخيالات الفاسدة و الافكار الكاسدة و شرب العلوم الباطلة و اكل لحم اخيك ميتاً و امثالها و اما الصوم الذي لقلبك فهي امساكه عمانهي اللّه عنه في ذلك العالم من معاشرة اعداء ال‏محمد: و مخالطتهم و محبتهم و مودتهم فصيام قلبك و حقيقتك التي هي انت و هي المشار اليك بكاف الخطاب هو امساك النفس عن اعداء ال‏محمد: فلماقال سبحانه كتب عليكم و جاء بكم المخاطبة التي هي اشارة الي الانفس المخاطبة فلاجرم كان صيامهم امساك انفسهم عن اعداء ال‏محمد: .

بالجملة فعرفت ان‏شاءاللّه مماذكرنا ان الصيام في عالم الانسانية و الدرك و الشعور هو امساك النفس عن اعداء ال‏محمد: و اما هذا الصيام الظاهر فهو صيام ظاهرك و اعضائك و جوارحك فافهم ان كنت تفهم و الاّ فاسلم تسلم.

([۹۲]) اقول: يعني كتب و فرض عليكم ايها الاناسي كفّ انفسكم عن اعداء ائمة معينة معدودة و هي الائمة الاثني‏عشر المعروفون سلام‏اللّه عليهم‏اجمعين اولهم علي ۷ و اخرهم القائم عجل‏اللّه‏فرجه و الشاهد علي ان المراد من الايام الائمة في بطن القرءان قول ابي‏الحسن  7 في رواية الصدوق عن الصقر بن ابي‏دلف انه قال في حديث له قلت لابي‏الحسن ۷ ياسيدي حديث روي عن النبي۹ لااعرف معناه قال و ماهو قلت قوله لاتعادوا الايام فتعاديكم قال نعم الايام نحن ماقامت السموات و الارض فالسبت اسم رسول اللّه۹ و الاحد اميرالمؤمنين ۷ و الاثنين الحسن و الحسين و الثلثاء علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و الاربعاء موسي بن جعفر و علي بن موسي و محمد بن علي و انا و الخميس ابني الحسن و الجمعة ابن ابني و اليه تجتمع عصابة الحق فهذا معني الايام فلاتعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الاخرة الخبر و قدالتفت الي ذلك الشيخ صاحب المرءاة حيث قال و للّه درّه اعلم اولاً انه قدورد في بعض الاخبار مايدل علي امكان تأويل اليوم و الايام في القرءان بالنبي و الائمة و يؤيده مامرّ في الشهر و النهار و امثالهما من ورود التأويل فيها بهم: فعلي هذا لابأس باجراء هذا التأويل في بعض المواضع المناسبة بحسب القرائن الحالية و المقالية كتأويل ايام اللّه و ايام معلومات و ايام معدودات و امثالها بهم: جميعاً او ببعضهم.

([۹۳]) اقول: المرض الذي يلحق الانسان اما يلحق بظاهره و هو الامراض الظاهرة المشهودة و اما يلحق بصدره و هو الافكار الفاسدة و الخيالات الكاسدة و العلوم الباطلة و اما يلحق بقلبه و هو الجهل و سرّ ذلك ان المرض الذي يلحق الشي‏ء ينبغي ان‏يكون من جنسه حتي يمرضه و يؤثر فيه الاتري ان المرض الذي يلحق بظاهر بدنك الدنياوي يكون من جنسه مماهو في عرضه من الاخلاط الاربعة و اما الامراض البرزخية

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۴۶ *»

فلاتمرض البدن الدنياوي لانها لاتؤثر فيه البتة و كذلك الامراض البرزخية لاتؤثر في البدن الاخروي و لاتمرضه فلابد و ان‏يكون المرض الذي يلحق بالبدن الاخروي من جنسه حتي يمرضه و يؤثر فيه فاذاً مرض الانسان الذي هو من عالم الانسانية و الدرك و الشعور و العلم و الفهم ينبغي ان‏يكون من عالمه و علي ضده حتي يمرضه و لاشك ان ضد الدرك و الشعور عدم الدرك و هو الجهل فالمرض الذي يلحق الاناسي المخاطبين بـ  «كم» الخطابية هو الجهل فالمعني فمن كان منكم مريضاً يعني كان جاهلاً فعلاجه الاتصال بالشيعة العالم لان علاج كل شي‏ء بضده قضاء من الائمة : لان المريض الجاهل الذي هو في نهاية البعد لايمكن له الاخذ من الائمة الذين هم في نهاية القرب بدون واسطة العالم الصحيح كمالايمكن الاعضاء الاخذ من الروح الغيبية بدون واسطة الروح البخارية قال سبحانه و جعلنا بينهم و بين القري التي باركنا فيها قري ظاهرة و قدّرنا فيها السير سيروا فيها ليالي و اياماً امنين و قدبسطنا القول في ذلك في موضعه مفصلاً.

و كذلك لايمكن المسافر الذي هو في اثناء السير و لم‏يتم سفره الاخذ عن الائمة : الاّ بعد وصوله و رجوعه الي وطنه المألوف كمابدأكم تعودون و المسافر و السالك هو الذي يكون في اثناء السفر و لم‏يتم اسفاره الاربعة اعني السير من الخلق الي الحق و السير في الحق و في  صفاته و السير من الحق الي الخلق و السير في الخلق و قدالتفت الي هذا التأويل اللطيف في‏الجملة شيخنا الشيخ ابوالحسن في تفسيره مرءاة الانوار حيث قال و المرض يكون للقلب ايضاً كالشك و النفاق و الفتور و الظلمة و النقصان الي ان قال و لهذا ورد تأويل ذلك المرض بعداوة الائمة و ان الذين في قلوبهم ذلك هم اعداء ال‏محمد:ثم قال و علي هذا فربّماامكن ايضاً تأويل المريض او المرض و سائر ماهو من هذا الباب مهمايناسب بهؤلاء القوم و اشباههم من الشكّاك في صحة امامة الائمة و بطلان غيرهم كاكثر الجهال و ضعفاء العقول و الدين بل لكل جاهل بمعالم الدين و لو بالنسبة الي بعضها و قال في موضع اخر في تأويل الشفاء بماتحصل للناس من علم الائمة كالهداية الي الولاية و الخلاص من مرض الجهالة و العلم بمسائل الدين و نحو ذلك.

([۹۴]) اقول: الدليل علي ذلك قوله تعالي لايكلف اللّه نفساً الاّ وسعها و قوله لايكلف اللّه نفساً الاّ ما اتيها الاية و ما اتيها هو الوسع.

([۹۵]) اقول: انماجعل اعلي‏اللّه‏مقامه باطن البينات الامام و باطن الهدي علياً ۷ لاجل الخبر المروي في الكافي عن الكاظم  7 في قوله جلّ‏شأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات قال البينات الائمة و في رواية كميل عن علي ۷ نحن حجج اللّه و بيناته و في رواية داود بن كثير عن الصادق  7 انه قال نحن الصلوة و الزكوة الي ان قال نحن البينات و لاجل الخبر المروي عن تفسير فرات عن الباقر ۷ في قوله تعالي فاما يأتينّكم مني هدي قال علي بن ابي‏طالب  7 و قدمرّ مايدل علي ذلك في الفصل الثاني و العشرين من المقدمة.

([۹۶]) اقول: جعل اعلي‏اللّه‏مقامه و رفع في الخلد اعلامه باطن اليسر اليمين لان اليمين هو علي بن ابي‏طالب كمافي اخبار متعددة و لذلك يكون عدده كعدد علي مأة و عشرة اعداد فان الياء عشرة و الميم اربعون و الياء الثانية ايضاً عشرة و النون خمسون فمجموعها مأة و عشرة اعداد علي مثل عدد علي فان العين سبعون و اللام ثلثون و الياء عشرة فذلك ايضاً مأة و عشرة اعداد قال ۷ في رواية في تلو قوله تعالي اصحاب اليمين قال اليمين اميرالمؤمنين ۷ و في بعض زياراته اشهد انه يدك اليمني الزيارة و قدورد في تفسير اليسر بعلي ۷ ايضاً في كثير من الاخبار فهما سواء و المراد منهما واحد فعن تفسير العياشي عن الباقر ۷ في قول اللّه عزّوجلّ يريد اللّه بكم اليسر و لايريد بكم العسر اليسر علي ۷ و فلان و فلان العسر فمن كان من ولد ادم لم‏يدخل في ولاية فلان و فلان يعني من يدخل في ولايتهما فانما هو شرك شيطان الخبر و عن تفسير القمي اصحاب المشأمة ان المشأمة اعداء ال‏محمد: هذا.

و في تفسير اليسر باليمين و العسر بالشمال نكتة لطيفة و هي ان جميع الافعال و الاعمال التي تصدر من اليمين انماتصدر علي نحو السهولة و اليسر كماهو مشهود كل احد و جميع الافعال التي تصدر من الشمال انماتصدر علي نحو الاشكال و العسر و ذلك ايضاً ظاهر مشهود و قدورد في اخبار كثيرة ان دين محمد سمح سهل و شريعته سمحة سهلة و في الخبر كل مشكل حرام فمعني اراد اللّه بكم اليسر يعني اراد اميرالمؤمنين الذي يصدر عنه جميع مايصدر علي نحو السهولة و اليسر فانه ۷ من الخير بل الخير منه كمافي الزيارة فجميع الخيرات يصدر منه علي نحو السهولة لانها من طباعه و كينونته و اما فلان و فلان فهما العسر و لايريد اللّه العسر و انماحرّمه في دينه حيث قال كل مشكل حرام و انماكنّي عنهما بالعسر لان صدور الخير منهما عسير جداً جداً لانه علي خلاف كينونتهما و طبيعتهما و طينتهما.

([۹۷]) اقول: و ذلك لان السؤال عن ذات اللّه جلّت‏عزته غيرمعقول بل عن فعله ايضاً كذلك فانه لايسأل عمايفعل و هم يسألون لاتدركه الابصار و هو يدرك الابصار و هو اللطيف الخبير و كل ماميّزتموه باوهامكم في ادق معانيه فهو مخلوق مثلكم مردود اليكم انتهي المخلوق الي مثله و الجأه الطلب الي شكله اذ الصفة علي مثلها تدل و في شكلها تحل و كل معروف بنفسه مصنوع و كل قائم في سواه معلول فالسؤال انما هو عن الظهورات و الصفات بل اقول:  السؤال عن مطلق الذات ولو ذاتك غيرمعقول الاتري انك لوسئلت فلامحالة اماتسأل عن حالك هل مريض انت ام صحيح او من غناك و فقرك هل غني انت ام فقير او من علمك و جهلك او سائر قراناتك و نسبك و مضافاتك و اقربائك و اخوانك و جميع ذلك غيرك و صفاتك و ظهوراتك و مضافاتك لادخل لها بذاتك.

غاية الامر ان السؤال اما ان‏يكون من الظهور القريب او من الظهور البعيد الذي يليه و هكذا الي ابعد الظهورات و التجليات مثلاً السؤال اما ان‏يكون من مشيتك و محبتك التي هي اول ظهورك و من ارادتك التي هي ثاني ظهورك او من قدرك الذي هو ثالث ظهورك او من قضائك الذي هو رابع ظهورك و هكذا الي ان‏ينتهي الامر الي ظهورك الظاهر المشهود الدنياوي كحركتك التي حصلت بالفعل في هذه الدنيا ثم في هذه الدنيا ايضاً لك ظهورات مختلفة و صفات متعددة بعضها فوق بعض و مقدم علي بعض انظر الي ان حركتك المطلقة مقدمة علي حركتك السريعة و حركتك السريعة مقدمة علي الحركة التي تكون الي سمت و جهة و حركتك التي تكون الي سمت و جهة مقدمة علي حركتك الي نحو الشخص المخصوص وهكذا فالسؤال ابداً من الظهورات و الصفات و لايعقل السؤال عن الذات بل اقول: لايمكن السؤال عن الذات الاّ هكذا اي بالسؤال عن الظهورات و الصفات فان السؤال عنها هي السؤال عنها فافهم ان كنت تفهم نعم اذا صدر السؤال علي نحو الاطلاق فهو يقع علي اول الظهورات و اول الصفات لانها اشبه من سائر الصفات بها و اولي بها منها الاتري ان العرش اقرب الي الجسم المطلق من الفرش فاذا سئل عنه فانمايقع السؤال علي العرش فانه اقرب اليه و معني اقربيته انه اوسع و الطف و اكثر احاطة و هيمنة من الفرش والاّ فنسبتهما اليه علي حد سواء.

بالجملة فعلم مماذكرنا ان السؤال في عالم الكون غيرمعقول اذ ليس هناك علة و السؤال انمايكون عن العلة و هي في عالم الشرع ثم السؤال اما من العلة الفاعلية فتقول بم فعلت و اما من العلة المادية فتقول ممّ فعلت و اما من الصورية فتقول علي‏م فعلت و اما من الغائية فتقول لم فعلت فالسؤال ابداً من العلل الاربع و العلل في الخلق فالسؤال عن اللّه غير معقول و اذا سئل عنه يقع سؤاله علي اول ظهوره الذي هو اقرب الظهورات اليه و هو باجماع الشيعة بل بضرورة الاسلام و بالايات الفرقانية المحكمة و بالاحاديث المتواترة بل المتجاوزة عن حد التواتر محمد۹ و اله الاطهار سلام‏اللّه عليهم‏اجمعين فاذا سأل العباد عن اللّه يقع السؤال عن اول الظهورات و الصفات و اول الظهورات و اقرب الصفات محمد۹ فيقع السؤال عنه و لذلك فسر اعلي‏اللّه‏مقامه قوله فاني قريب يعني فقل اني انا ظهوره القريب فيكم هذا و قدصرح سبحانه بان السؤال يكون من الظهور لا الذات حيث قال عنّي و لم‏يقل عن اللّه فالسؤال عن نفس المتكلم الدالة عليها ياء المتكلم و المتكلم هو اللّه سبحانه فالسؤال عن نفس اللّه و هو علي ۷ في الزيارة السلام علي نفس اللّه القائمة فيه بالسنن و عينه التي من عرفها اطمأن.

([۹۸]) اقول: و ذلك لان دعاء الشي‏ء بعد معرفة ذلك الشي‏ء و لو لم‏يعرف الانسان المدعو فكيف يقدر علي دعائه و قداشار اليه تعالي‏شأنه بقوله دعاني بالياء المتكلم نعم لوقال اذا دعا لم‏يكن في ظاهر العبارة دليل علي شرط المعرفة و ان كان في الواقع ايضاً دالاً عليه ضرورة عدم امكان الدعاء قبل معرفة المدعو.

([۹۹]) اقول: و ذلك لان اللّه سبحانه لم‏يجعل لرجل من قلبين في جوفه فلايعقل عند التوجه الي الامام الذي هو مظهر اللّه التوجه الي غير اللّه فيجب الكف عن غيره كائناً من كان بالغاً من بلغ و بغير ذلك لايتم الصيام الذي هو عبارة عن الكف عماسوي اللّه فيفهم هذا من قوله اتمّوا فافهم.

([۱۰۰]) اقول:  هذان من الباطن او الثاني من باب باطن الباطن علي اعتقاد جماعة و علي اي‏حال انماكنّي عن الائمة الاثني‏عشر بالاهلّة و الشهور لان بهم دارت السموات و استقرت الاركان و بوجودهم جرت الاعوام و الازمان و ببركتهم انتظم نظام عالم الامكان و لاشتهارهم بين اهل الدهور و لكون انوارهم و علومهم فائضة علي الممكنات بقدر القابليات فاشبهوا الاهلّة في اختلاف افاضة النور فبالنظر الي المخالفين كالمحاق و بالنظر الي القاصرين كالاهلّة و بالنظر الي اهل اليقين كالبدور و علي كل يقدر انوارهم مقتبسة من نور شمس عالم الوجود رسول اللّه المعبود قاله الشيخ ابوالحسن محكياً عن

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۵۴ *»

الشيخ العلامة و للّه درّ قائله و لقداجاد رحمه‏اللّه و لذلك ذكرنا عباراته بعينها.

و الدليل علي كون المراد من الاهلة و الشهور الائمة الاثني‏عشر من الاخبار خبر ابي‏حمزة الثمالي و جابر الجعفي عن ابي‏جعفر ۷ انه قال في حديث له في وصف الائمة قال اللّه سبحانه ان عدة الشهور عند اللّه اثني‏عشر شهراً الي قوله تعالي منها اربعة حرم ذلك الدين القيم فلاتظلموا فيهن انفسكم ثم قال ان معرفة الشهور الحرم و بعده و الحرم منها لايكون ديناً قيماً لان اليهود و النصاري و المجوس و سائر الملل جميعاً يعرفونها و يعدونها باسمائها بل انما هم الائمة القوامون بدين اللّه: و هم اثني‏عشر فالسنة رسول اللّه۹ و الاشهر الاثني‏عشر هم: و الحرم منها علي الذي اشتق اللّه اسماً من اسمائه العلي كمااشتق لرسول اللّه من اسمه المحمود و ثلثة من ولده اسماؤهم علي و هم علي بن الحسين و علي بن موسي و علي بن محمد فصار لهذا الاسم المشتق من اسم اللّه حرمة به الخبر و خبر الكشي عن الرضا ۷ قال نحن اشهر معلومات فلارفث و لافسوق و لاجدال فينا و خبر داود بن فرقد عن ابي‏عبداللّه ۷ قال يا داود نحن الصلوة الي ان قال و نحن الحج و نحن الشهر الحرام الي غير ذلك من الاخبار.

بالجملة اذا قلت ان المراد من السنة رسول اللّه۹ كمافي هذا الخبر فالمراد من الاهلة الاثني‏عشر: و اما اذا قلت ان المراد من السنة الائمة: فالمراد من الاثني‏عشر الشيعة و يرشد الي ذلك الاخبار الواردة في ان الشيعة و الاصحاب هم النجوم و النجوم هي الكواكب و من الكواكب القمر و الهلال و لاشك ان الشهور و الاهلة تحصل من ازدياد نور القمر و نقصانه بل الشهر اسم لحالة نقصان نوره الي حالة اخري مثلها و هو من اول الافتراق من الشمس الي حالة افتراق اخر و من ذلك الاخبار الخبر المروي عن النبي۹مثل اصحابي كالنجوم بايهم اقتديتم اهتديتم و الخبر المروي عن فضيل الصائغ قال سمعت اباعبداللّه ۷ يقول انتم واللّه نور في ظلمات الارض واللّه ان اهل السماء لينظرون اليكم في ظلمات الارض كماتنظرون انتم الي الكوكب الدرّي في السماء و ان بعضهم ليقول لبعض يا فلان عجباً لفلان كيف اصاب هذا الامر الخبر.

هذا و الهلال هو الذي به يعلم الانسان مواقيت عباداته من حلول وقت الحج و الصوم و حلول وقت الزكوة و الفطرة و حلول الاعياد و الايام المتبركة و حلول وقت الاعمال الخاصة في الايام الخاصة و امثالها و ما لم‏يعلم الانسان تلك المواقيت لايمكنه العمل في كل وقت و يوم و شهر ماوضّف له فيه فبها يعلم الانسان مواقيت عباداته و بها يعبد اللّه و ما لم‏يعرف اللّه لايمكن عبادته فبها يعرف اللّه و يعرف النبي و الائمة المبلغين عن اللّه فبها يعرف جميع الاصول و الفروع و لاشك ان جميع ذلك يحصل لنا بواسطة الشيعة و تعليمهم و هدايتهم و بيانهم فهم الاهلة المسئولة التي هي المواقيت للناس  و الحج فافهم.

([۱۰۱]) اقول: يعني لم‏يقيد فيها البيوت ببيوت دون بيوت فهي تشمل جميع البيوت لانها جمع محلي‏باللام يفيد العموم فليس من البر دخول بيت من البيوت من الظهر ايّاًكان فينبغي للانسان البار ان‏يدخل كل بيت من بابه لا من ظهره فانّ من دخل الباب من الظهر فهو سارق كمافي نهج‏البلاغة و لاتؤتي البيوت الاّ من ابوابها فمن اتاها من غير بابها سمّي سارقاً الخطبة و لكل شي‏ء باب بحسبه فللّه عزّوجلّ باب و هو رسول اللّه۹ و لمحمّد۹باب و هو الائمة: و لهم: ابواب و هم الشيعة الكبار رضوان‏اللّه‏عليهم

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۵۶ *»

وهكذا و يشهد بذلك الاخبار الاتية و كذلك للقرءان باب و للايمان باب و للمقام باب و للجنان باب و للاحكام باب و لليقين باب و للتقوي باب و ابواب جميع ذلك الائمة:ثم بعدهم الانبياء: ثم بعدهم الاوصياء ثم بعدهم الشيعة الكبار و لجميع تلك الابواب ظهر و هم ائمة الجور ثم بعدهم متابعوهم من علماء السوء.

بالجملة فلكل شي‏ء من الاشياء و لكل امر من الامور باب ينبغي الدخول اليه من بابه و هو الذي امر به في الشرع المبين و لكل منها ظهر و هو السمت الذي نهي في الشرع الدخول منه فمن البيوت بيوت العلم و ينبغي الدخول اليه من بابه العلماء الحقة و ظهره العلماء الباطلة و من البيوت بيت الولاية و له باب و هو علي ۷ و ظهر و هو الخلفاء الثلث لعنهم‏اللّه و من البيوت بيت المطاعم و المشارب و العلوم و له باب و هو تحصيلها من الطرق المحللة قال ۷ في قوله تعالي فلينظر الانسان الي طعامه قال الي علمه عمن‏يأخذه و له ظهر و هو تحصيله و اخذه من الوجوه المحرمة كالاخذ من خلفاء الجور و من البيوت بيت المناكح و له باب و هو الدخول اليها من الوجوه المسوغة شرعاً من العقد الدائم او المتعة او الملك باليمين و له ظهر و هو الميل اليها و الدخول بها من الطرق المحرمة شرعاً كالسفاح و الزنا و اللواط و الدخول بذي‏المحارم ولو بالعقد وهكذا الامر في جميع الامور فلكل امر باب و ظهر و ينبغي للانسان الدخول اليه من بابه و جميع ذلك يستخرج من اطلاق الاية و لذلك نبّه اعلي‏اللّه‏مقامه بقوله و الاية مطلقة.

([۱۰۲]) هذه الاية مطلقة تجري في كل الامور شرعية و كونية فماذكره والدي اعلي‏اللّه‏مقامه فهو في الشرع و لم‏يتعرض للامور الكونية فلكل امر من امور الدين و الدنيا باب و هو الذي جعلها الشارع او المكون باباً لذلك الامر فباب المعالجات و الاستشفاءات الطبيب و باب كل من الصناعات صانعها و كل من العلوم العالم بها خاصة دون غيرها و من هذا الباب سرّ اجابة الدعوات و نيل المقاصد و المطالب فمن اتي من بابها حصل مقصوده و استجاب دعاءه و من اتي من ظهرها خاب و خسر و لم‏ينل مقصوده فتدبره تجده كمااقول. عبدالمهدي بن المصنف

([۱۰۳]) اقول: و لنورد هنا بعض الاخبار الدالة علي انّ الائمة: هم البيوت في بطن القرءان و انّ الشيعة رضوان‏اللّه عليهم ابوابهم و مايدل علي انّ محمداً۹ هو البيت فحينئذ المراد من الابواب الائمة : فعن علي ۷ في قوله تعالي ليس البرّ بان‏تأتوا البيوت الاية قال نحن البيوت التي امر اللّه تعالي ان‏تؤتي من ابوابها نحن باب اللّه و بيوته التي يؤتي منه فمن تابعنا و اقر بولايتنا فقداتي البيوت من ابوابها و من خالفنا و فضل علينا غيرنا فقداتي البيوت من ظهورها الخبر و الاخبار بهذا المضمون كثيرة تركناها اختصاراً و روي الكفعمي عن الباقر ۷ انه قال في معني انهم: باب اللّه انّ اللّه احتجب عن خلقه بنبيّه و الاوصياء من بعده و فوّض اليهم من العلم ماعلم احتياج الخلق اليه و لمااستوفي النبي۹علي علي ۷ العلوم و الحكمة قال انا مدينة العلم و علي بابها و قداوجب اللّه علي خلقه الاستكانة لعلي ۷ بقوله ادخلوا الباب سجداً و قولوا حطة نغفر لكم خطاياكم و سنزيد المحسنين اي الذين لايرتابون في فضل الباب و علوّ قدره الخبر و في الكافي عن علي ۷انّه قال في حديث له انّه قدجعل اللّه للعلم اهلاً و فرض علي العباد طاعتهم بقوله و اتوا البيوت من ابوابها فالبيوت هي بيوت العلم الذي استودعها الانبياء و ابوابها و اوصياؤهم الخبر.

قال الشيخ ابوالحسن بعد ذكره ذلك الخبر لاشك ان الانبياء ابواب دين اللّه و معالم دينه و وسائط ايصالها منه الي الخلق و الاوصياء ابواب الانبياء و وسائط ايصالها من الانبياء

 

 

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۵۸ *»

كماروي عن النبي۹ انّه قال لعلي۷ انت بابي الذي اوتي منه و انا باب اللّه من اتاني من سواك لم‏يصل الي و لا الي اللّه فانزل اللّه تعالي ليس البر بان‏تأتوا البيوت الاية و لايخفي ان باب باب اللّه باب اللّه و علي هذا يكون العلماء ايضاً ابواباً للائمة: بل ابواب اللّه ايضاً للوجه المذكور و لماكان ذلك سبباً للفوز بالايمان و حطّ الذنوب و الدخول في الجنان و معرفة الاحكام سموا ابواباً لها ايضاً و لماكان علي ۷حينئذ الباب الاكبر كماهو ظاهر نسب اليه ذلك الاسم في اكثر الاخبار انتهي كلامه رحمه‏اللّه.

اقول: لاشك عندنا في كون الشيعة باب الائمة: كمامر في الخبر المذكور في الكافي فان اوصياء الانبياء هم الشيعة بل انفسهم ايضاً شيعة لال‏محمّد كمايشعر بذلك الايات الفرقانية قال سبحانه و انّ من شيعته لابراهيم و قال ابوجعفر ۷ انّ سلمان باب اللّه في الارض من عرفه كان مؤمناً و من انكره كان كافراً و قال النبي۹ في خبر طويل سلمان باب اخي اميرالمؤمنين و علي بابي الي غيرذلك من الاخبار التي تدل علي انهم باب اللّه و باب الائمة: و ان اردت فهم ذلك علي‏الحقيقة علي نحو الاشارة فاصغ لمااقول حتي تدرك المأمول فاقول بوساطة ال‏الرسول لاشك ان الائمة : هم الكلّيون و لم‏يجعل اللّه سبحانه طريقاً الي الكلي و باباً اليه غير تجلياته و ظهوراته و انواره في جميع العوالم الاتري عياناً انّه لاطريق الي الجسم المطلق الكلي الاّ من باب الاجسام المقيدة فمن اراد الوصول الي الجسم و الاتصال به فليصل اليه من بابه و ليتصل منه و هو العرش و الكرسي و الافلاك و العناصر و سائر الاجسام المقيدة و لاسبيل و لاطريق و لاباب اليه الاّ بها فكذلك لاسبيل الي الائمة الكليين المتجلين في شيعتهم الاّ بشيعتهم و لاباب اليهم الاّ هؤلاء و ذلك واضح علي ابناء الحكمة و اولي الالباب و لايحتاج الي برهان و بيان بعد العيان فلنقبض العنان فان للحيطان اذاناً وليعلم ان الشيعة في عالم الكون جميع الموجودات و المكونات ففي كل شي‏ء لهم اية تدل علي انهم واحد بهم ملأت سماءك و ارضك حتي ظهر ان لااله الاّانت وحدك  لاشريك لك و في عالم الشرع جميع الخيرات و المبرات فانهم اصل كل خير و من فروعهم كل بر و اعداؤهم اصل كل شر و من فروعهم كل فاحشة.

([۱۰۴]) اقول: قوله اعلي‏اللّه‏مقامه ولي اللّه اما تفسير و بيان لقوله اللّه فالمعني قاتلوا في سبيل ولي اللّه او هو تفسير و بيان لقوله سبيل اللّه فالمعني قاتلوا في ولي اللّه الذين يقاتلونكم و قدورد علي كل من المعنيين الاخبار المتضافرة و قدذكرنا سابقاً مراراً و كراراً الاخبار المجوزة لتفسير لفظ اللّه بولي اللّه في مايناسب المقام و لاسيما في الفصل الحادي و العشرين من المقدمة و قدافرد الشيخ ابوالحسن فصلاً لذلك فقال في تفسيره مرءاة الانوار الفصل السابع في بيان مايظهر من الاخبار من اطلاق لفظ الجلالة و الاله و الرب بحسب بطن القرءان و تأويله علي الامام في مواضع عديدة بل هكذا حال بعض الضمائر الراجعة بحسب التنزيل اليه سبحانه و انّ من تأويل مانسبه اللّه الي نفسه باضافته الي هذه الالفاظ من العبادة و الاطاعة و المعرفة و الرضا و السخط و السب و المخالفة و الغني و الفقر الي غير ذلك مماسيأتي في المقالة الاتية هو مايتعلق بالامام كمتابعته و اطاعته و معرفته و رضاه و سخطه و سبه و اذاه و مخالفته و غناه و فقره و نحو ذلك و سيأتي ايضاً من تأويل الالهة و الارباب و الانداد و نحوها بخلفاء الجور و ائمة الضلال و عبادتها باطاعتهم الي ان قال و علي التقادير ورد التأويل بماذكرناه مفاد اخبار مستفيضة كمامرّ بعضها خصوصاً في الفصل السابق و سيأتي غيرها في المقالة الاتية و في تضاعيف الكتاب و نذكر في هذا المقام ايضاً بعض ماهو نصّ في المرام مع تذييله ممايندفع به توهم احتمال الغلو في ذلك فانه محل زلة الاقدام ثم نشرع في ذكر الاخبار الواردة في هذا المضمار انتهي كلامه رحمه‏اللّه.

بالجملة ولنذكر هنا بعض مايدل علي هذين المعنيين فممايدل علي المعني الاول ماعن تفسير العياشي عن جابر عن الباقر ۷ في قوله تعالي و لئن قتلتم في سبيل اللّه او متم الاية قال سبيل اللّه علي و ذريته فمن قتل في سبيلهم و في ولايتهم قتل في سبيل اللّه و من مات في ولايتهم مات في سبيل اللّه و كذا يدل عليه في‏الجملة مافي رواية اخري قال اتدري مايعني بالسبل بقوله و لاتتبعوا السبل قلت لا قال ولاية فلان و فلان قال و تدري ما يعني فتفرق بكم عن سبيله قال يعني سبيل علي ۷ الخبر فالمراد من سبيل اللّه المفهومة من قوله و لاتتبعوا السبل سبيل علي ۷ و ممايدل علي المعني الثاني ما عن المناقب عن الباقر۷ في قوله تعالي و صدّوا عن سبيل اللّه قال عن ولاية علي ۷و في رواية اخري يعني بالسبيل علياً۷ و لاينال ماعند اللّه الاّ بولايته و عن كتاب الواحدة عن طارق بن شهاب قال علي ۷الائمة من ال‏محمد السبيل الي اللّه و السلسبيل و قدمرّ مايدل علي ذلك في الفصل الثالث و العشرين من المقدمة.

([۱۰۵]) اقول: فالمعني كل من اعتدي عليكم بشي‏ء اي متعد كان و اي شي‏ء كان فاعتدوا عليه بمثله مثلاً اذا كان المعتدي السارق فاعتدي عليكم بسلب اموالكم فاعتدوا عليه بمثل ماسلب منكم من المال و اذا كان المعتدي العدو فاعتدي عليكم بالعداوة و البغض و النصب فاعتدوا عليه بعداوته و بغضه و نصبه و اذا كان المعتدي الكافر فاعتدي عليكم بالتكفير فاعتدوا عليه بتكفيره وهكذا من اعتدي عليكم بالتبري منكم فاعتدوا عليه بالتبري منه و من اعتدي عليكم باخراجكم من بلدكم فاعتدوا عليه باخراجه من بلده و من اعتدي عليكم بشهادة حلية دمائكم فاعتدوا عليه بشهادة حلية دمه وهكذا من اعتدي عليكم فاعتدوا عليه بمثل مااعتدي عليكم.

([۱۰۶]) اقول: اي يكون معيّته التي هي احدي ظهوراته بلانهاية و هذا للمتقين فخر لايضاهي و شرف لايساوي فهو جلّت‏عزته معهم في ذواتهم و جميع صفاتهم و افعالهم و اعمالهم و اشغالهم و اخلاقهم و احوالهم و جميع قراناتهم و مضافاتهم و منسوباتهم و في اماكنهم و منازلهم و اسفارهم و احضارهم و هو معهم في حال تفكرهم و تخيلهم و توهمهم و تعلمهم و تعقلهم و في حال ابصارهم و استماعهم و شمهم و ذوقهم و لمسهم و في حال نومهم و يقظتهم و اكلهم و شربهم و مناكحتهم و مبايعتهم و سائر معاملاتهم و مناسكهم و عباداتهم الي غير ذلك مما لانهاية له فهذا معني قوله انّ اللّه مع المتقين بلانهاية او المعني انه سبحانه قدطويهم باحديته و نفذ في جميع ذرات وجودهم فطويهم طي الامتناع البحت البات فلم‏يبق شي‏ء الاّ هو وحده وحده وحده و هذا شرف عظيم و فخر جسيم فان كنت من اهله فافهمه.

([۱۰۷]) اقول: لان الانفاق في سبيل الولي هو الانفاق في سبيل اللّه وهكذا ينفق في سبيل اللّه كمايشهد بذلك الاخبار و صحيح‏الاعتبار و سبيل الولي هو الشيعة فان مايصل اليهم اي الي الشيعة يصل اليهم : و قدشرحنا ذلك انفاً مفصلاً في تلو قوله تعالي و قاتلوا في سبيل اللّه الذين يقاتلونكم الاية و قال الباقر ۷ سبيل اللّه شيعتنا فمن نذر في سبيل اللّه فليعطه الشيعة و قال الصادق ۷ في خبر طويل في وصف الشيعة فاذا ارادنا احد فليقصدهم يعني الشيعة فانهم الذين يوصل منهم الينا.

([۱۰۸]) اقول: الاخبار نادية ايضاً كالايات باعلي صوت انّ القاء النفس الي التهلكة مخالفة اللّه و رسوله فان النبي۹ كماروي ماامر بشي‏ء الاّ و يقربنا من الجنة و مانهي عن شي‏ء الاّ و يبعدنا عن الجنة و يقربنا من النار و لاشك انّ مخالفته و ارتكاب نواهيه يقرب الانسان من النار و يدخله فيها و يهلكه قال ابوعبداللّه ۷ في رسالته الي اصحابه اعلموا انّ ماامر اللّه به ان‏تجتنبوه فقدحرمه الي ان قال و اعلموا انه انماامر و نهي ليطاع فيماامر به و لينتهي عمانهي عنه فمن اتبع امره فقداطاعه و قدادرك كل شي‏ء من الخير و من لم‏ينته عمانهي اللّه عنه فقدعصاه فان مات علي معصيته اكبّه اللّه علي وجهه في النار الخبر و عن النبي۹طاعة السلطان واجبة و من ترك اطاعة السلطان فقدترك طاعة اللّه و دخل في نهيه انّ اللّه يقول لاتلقوا بايديكم الي التهلكة هذا و اللّه سبحانه و رسوله لاينفعهما طاعة من اطاعهما و لايضرهما معصية من عصاهما فضرر المعاصي و نفع الطاعات لايصل الاّ الي العاملين بها فماتجزون الاّ ماكنتم تعملون فالعصيان هو مخالفة اللّه و رسوله و هو يحصل بترك الاوامر و ارتكاب النواهي و العاصي المخالف للّه و رسوله يدخل النار بالضرورة من الفريقين.

([۱۰۹]) اقول: تفسيره اعلي‏اللّه‏مقامه الاحسان بالاقتصاد بعد تفسير المحسنين بالمقتصدين في الخبر المذكور في الكافي و الصافي المروي عن الصادق ۷ لو انّ رجلاً انفق مافي يديه في سبيل من سبل اللّه ماكان احسن و لاوفّق أليس يقول اللّه و لاتلقوا بايديكم الي التهلكة و احسنوا انّ اللّه يحب المحسنين يعني المقتصدين الخبر و وجهه ظاهر بيّن.

([۱۱۰]) اقول: و ذلك الاستعمال اي ايراد كلام علي سبيل الخبر ثم ارادة النهي منه غير عزيز في كلام العرب و استعمالاتهم بل فيه نوع من الفصاحة كماهو غير مخفي علي الفصيح البليغ و سرّ ذلك انه يدلّ علي النهي علي نحو الكناية و الاشارة و تلويح العبارة و لاشك انّ الكناية ابلغ من التصريح و اشدّ تأثيراً منه في النفس و مثله قوله ۷ لاضرر و لاضرار اي لايضرّ و لايضارّ احد احداً فمعني قوله تعالي لارفث و لافسوق و لاجدال في الحج اي لاترفثوا و لاتفسقوا و لاتجادلوا في الحج.

([۱۱۱]) اقول: فسّر اعلي‏اللّه‏مقامه لفظة «ان» بلفظة «ما» ليشعر انّ «ان» هنا نافية كماهو مذهب الكوفيين لا المخففة من المثقلة كماهو مذهب البصريين و علي مذهب الكوفيين اللام بمعني الاّ و عند البصريين لام ابتداء دخل علي الخبر من قبيل قولك انّ زيداً لقائم فالمعني علي تفسير الكوفيين و ماكنتم من قبله الاّ من الضالين و انمااختار اعلي‏اللّه‏مقامه قول هؤلاء لانهم اخذوا العلم من معدنه علي ۷ بخلاف البصريين فانهم تعمدوا علي مخالفة الكوفيين كمافي الاخبار و الحكايات و القصص.

([۱۱۲]) اقول: و سرّ ذلك انّ ذكر الذات جلّت‏عزتها غير ممكن و غير معقول لانه فرع دركها و لاتدركه الابصار و هو يدرك الابصار و هو اللطيف الخبير و لانه فرع تمييزها و هي لاتتميّز اذ كل ماميّزتموه باوهامكم في ادق معانيه فهو مخلوق مثلكم مردود اليكم و لانه فرع تحديدها و تعريفها و هي لاتحد بالالات و لاتعرف بالادوات انماتحد الادوات انفسها و تشير الالات الي نظائرها فالمراد من ذكر اللّه ذكر اعظم صفاته و احسن اسمائه و اجل ظهوراته و اعظم انبائه و اعلي امثاله و اكبر تجلياته و اجلّ انواره و هو علي ۷ و اولاده الطاهرون قال ۷ و اي نبأ للّه اعظم مني و في زياراته السلام علي اسم اللّه الرضي و وجهه المضي‏ء و قال ۷ نحن واللّه الاسماء الحسني و الامثال العليا الخبر و ذكر علي ۷الذي هو اسم اللّه يحصل بنشر فضائله و مناقبه.

و لنورد هنا مثلاً و للّه المثل الاعلي انظر هل يمكن ذكر فضائل الجسم المطلق الاّ بذكر فضائل العرش و مناقب الكرسي و محامد الافلاك فانها هي صفاته العظمي و اسماؤه الكبري و امثاله العليا و لايتعقل ان‏يذكر فضائل الجسم الاّ هكذا بل ليس له ذكر الاّ فيها و بها بل اقول لاذكر لذات في عالم من العوالم حتي ذاتك الاّ بصفاتك و ظهوراتك و هكذا اي بالصفات و الظهورات يذكر الذات لا بالذات فان الذات غيرمحدودة بحد فلاتذكر فان الذكر كماعرفت فرع التحديد و التشخص.

([۱۱۳]) اقول: و يدل علي حجيته ايضاً قول ابي‏عبداللّه ۷ في قوله عزّوجلّ فمن شهد منكم الشهر فليصمه قال ماابينها من شهد فليصمه و من سافر فلايصمه و قول موسي بن جعفر۸ في حديث مامن مؤمن يذنب ذنباً الاّ ساءه ذلك الذنب و يذم عليه و قدقال رسول اللّه۹ كفي بالندم توبة و قال من سرّته حسنته و ساءته سيئته فهو مؤمن فمن لم‏يندم علي ذنب يرتكبه فليس بمؤمن الحديث.

([۱۱۴]) اقول: و ذلك لانّ التفعّل قدكثر استعماله في صيرورة الفاعل ذاالمبدء نحو تألّم اذا صار ذا الم و تأهّل اذا صار ذا اهل و تأكّل اذا صار ذا اكل و تفضّل اذا صار ذافضل و منه تولّي يعني صار ذاولاية و يمكن ان‏يقال ذلك من باب تشجّع و تحلّم و تجشّم اي تكلّف في الشجاعة و الحلم و الجشامة فتولّي اي تكلف في الولاية و اخذها عن صاحبها غصباً و انفةً.

([۱۱۵]) اقول: و من باطنها ايضاً ان‏يكون المراد من فاعل تولّي عالم السوء فاذا تولّي يعني

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۶۹ *»

رجع الي اهل الحق و خرج الي عباد اللّه بعد ارتداده و خروجه عنهم سعي في الارض ارض العلم ليفسد فيها بتحريفها و تأويلها الي خلاف مااريد منها و يهلك الحرث انواع العلوم التي بها يقوت العباد و يعيشون فيهلكها بقطعها عن منابتها و مقرّها التي جعلها اللّه فيها او يمنع من انباتها من ارضها الطيبة لسوء صنيعها و النسل اولاد الحكماء و العلماء و يهلكهم بالاضلال و يهلك روح ايمانهم بالقاء الشبهات الكاذبة و التمويهات الباطلة فيكون قدقتل مؤمناً متعمداً و يكون جزاؤه جهنم خالداً فيها و يصيد بعضاً اخر عن سبيل اللّه و يوقعهم في التيه فيهلكهم كماصرّح به اعلي‏اللّه‏مقامه في بعض كتبه.

ثم اعلم انه قدورد في الاخبار كثيراً تأويل الارض بالعلم و الكتاب و الحرث بالدين و الشيعة و النسل بالناس و الذرية و لنورد هنا بعض الاخبار الدالة علي ماذكرنا فعن تفسير القمي في قوله تعالي ألم‏تكن ارض اللّه واسعة فتهاجروا فيها قال الي دين اللّه و كتاب اللّه واسع فتنظروا فيه و روي الصدوق باسناده عن ابي‏عبداللّه ۷ انه سئل عن قول اللّه تعالي او لم‏يسيروا في الارض قال معناه او لم‏ينظروا في القرءان و روي عن الكاظم ۷انّه قال الحرث الزرع و عن تفسير القمي الحرث الدين و روي النسل الذرية و روي النسل الناس ولنشر الي بعض اسرار تلك التأويلات و البواطن.

فاقول: اعلم انّ شيئاً لايقدر علي السعاية في شي‏ء الاّ فيماهو في عالمه بل اقول بقول مطلق لايؤثر شي‏ء في شي‏ء الاّ اذا كانا في صقع واحد و عالم واحد و شواهد ذلك ظاهرة انظر في اي شي‏ء تريد ممافي الملك مثلاً انظر الي الحجر انّه لايؤثر في الهواء و لايقدر علي كسره مع انّه من عالمه الاّ انّه الطف في‏الجملة فاذا كان الشي‏ء من غير عالمه فبطريق اولي لايؤثر فيه فالجسم ابداً لايؤثر في المثال و المثال ابداً لايؤثر في المادة و المادة ابداً لاتؤثر في الطبع و الطبع ابداً لايؤثر في النفس و النفس ابداً لاتؤثر في الروح و الروح ابداً لايؤثر في العقل وهكذا الا تري انّ الخشب لايؤثر في الجن و لايمكن ضربه به و العين لايراه و الاذن لاتسمع صوته و هذه المسألة من البديهيات فبناء علي ذلك الانسان الدرّاك الشاعر العالم الحليم الذكير الفِكّير اذا اراد الفساد في الارض فيفسد في الارض التي هي من عالمه علي حسب لطافته و لاشك انّ الارض التي يمكن للانسان التصرف فيها و افسادها هي ارض العلم الذي هو من جنسه و كذلك ارض الكتاب الذي يمكنه التصرف فيه و تحريفه و افساده و كذا المراد من الحرث الحرث الذي يمكنه حرثه و هو الدين فاهلاكه الحرث اهلاكه الدين الذي هو حرث الاخرة او اهلاكه الشيعة الذين هم حرث العلماء الاتقياء الحكماء فافهم فقدبينت لك الحق بلاغبار.

([۱۱۶]) اقول: فانه تعالي‏شأنه‏العزيز كمامرّ كثيراً بهما عليهما و علي الهما السلام يرأف علي العباد لا بنفسه فانه لاينزل بنفسه من مرتبته حتي يرأف عليهم و هو ان نزل هكذا ينزل فان رأف هكذا يرأف فرأفتهما۸ هو رأفة اللّه و قدمرّ نظيره مراراً.

([۱۱۷]) اقول: اي لا غير اللّه فان كل من رأف بهم فقد رأف اللّه كماهو ظاهر علي العارف بتوحيد الصفات و الافعال فتقديمه اللّه لافادة الحصر و اتيانه بفعل المضارع للدلالة علي التجدد و الحدوث او ذلك لدفع توهم من توهّم انّه اعلي‏اللّه‏مقامه لماجعل باطن اللّه ولي اللّه او رسوله فيتوهم انّ رأفتهما غير رأفة اللّه فقال لدفع ذلك التوهم اللّه يرأف بالعباد لا غير اللّه فانّه تعالي‏شأنه‏العزيز هكذا يرأف او المراد من العباد العبد الاعظم الاكرم و اله: يعني انّه سبحانه يرأف بهم لابغيرهم اذ ليس غيرهم شي‏ء و كل شي‏ء من نورهم و جمالهم

مافي الديار سواه لابس مغفر و هو الحمي و الحي و الفلوات

فباي شي‏ء رأف اللّه فقدرأف بهم او لاجل انّ المقصود الاصلي من الرأفة رأفتهم و الباقون يرأف بهم بالتبع كمايسقي السوس بالتبع لاجل الحنطة قال في القدسي لولاك لماخلقت الافلاك الي غير ذلك من الوجوه.

([۱۱۸]) اقول: قال ابوجعفر ۷ كل مافي القرءان و قال الشيطان يريد به الثاني و عن تفسير القمي عنه ۷ في قوله تعالي لايصدنّكم الشيطان قال يعني الثاني و قدمرّ مايدل علي ذلك في الفصل الثالث و العشرين و في التذييل الاول.

([۱۱۹]) اقول: كمال البلاغة و تمام الفصاحة حذف المتعلقات المعلومة و المجرورات المعينة و المضافات الواضحة و المنسوبات الظاهرة التي اصل وضع الكلام فيها و بنيان الكتاب لها مثلاً اذا اردت تعريف زيد و بيان صفاته و احواله و اردت ان‏تكتب تلك في كتاب او ان‏تبين هذه في خطاب تحذف البتة معلومات كتابك و معينات خطابك فتحذف الضمائر الراجعة اليه و الكنايات العائدة اليه و تحذف متعلقات الافعال و المجرورات و المنسوبات في المضافات و بالجملة يسقط في الخطاب مابحذفه يعلم المراد فتقول مثلاً ان الذين امنوا اي بزيد و انفقوا اي في سبيله و الذين كفروا اي به و صدّوا اي عنه و زلّوا اي عن ولايته و الذين اتقوا اي عن ولاية اعدائه و هدوا اي الي صراطه و اتبعوا اي امره وهكذا تفعل في جميع الافعال و المضافات و المتعلقات.

اذا علمت ذلك فاقول اعلم انّ القرءان كماورد عن الائمة الاطهار عليهم صلوات اللّه الملك الجبار ثلثان منه في محمّد و اله و شيعتهم فمافيه من خير فلهم و لشيعتهم و مافيه من شر فلعدّوهم و في الثلث الباقي اشركوا سائر الناس فاذا كان الامر كذلك فالقرءان كله في ال‏محمّد: فجميع الضمائر المحذوفة و المجرورات الغيرالمذكورة و جميع متعلقات الافعال و مضافاتها ترجع اليهم: فقوله تعالي ياايها الذين امنوا اي بمحمّد و اله و احسنوا اي اليهم و انفقوا اي في سبيلهم و اتبعوا اي امرهم و اتقوا اي عن ولاية اعدائهم و الذين كفروا اي بهم و صدّوا اي عن ولايتهم و زلّوا اي عن طريقهم و قوله تعالي اتيناهم من اية بينة يعني في حق علي و اولاده و قوله فاذكروني اي بولاية ال‏محمّد و اشكروا لي اي بطاعتهم فلاتكفرون اي بمخالفتهم وهكذا فمن ذلك قوله تعالي فان زللتم اي عن ولايتهم و قوله من بعد ماجاءهم البينات اي في حقهم ثم اعلم انّه لاشك انهم:كلهم من نور واحد و طينة واحدة و اصل واحد كمايشهد بذلك فقرة الزيارة اشهد انّ ارواحكم و اجسادكم و طينتكم واحدة طابت و طهرت بعضها من بعض فاذاً اذا نسبت شيئاً الي واحد منهم فقدنسبت الي كلهم و اذا قرأت ايه في شأن احدهم فكأنما قرأتها في شأن كل واحد منهم فاذا قلت ياايها الذين امنوا يعني بعلي ۷فقدقلت يعني بال‏محمّد:فانهم يجري علي اولهم سلام‏اللّه‏عليهم مايجري علي اخرهم صلوات‏اللّه‏عليهم فاضبط هذه القاعدة الكلية تحل لك كثيراً من المشكلات القرءانية و المعضلات الفرقانية و تفتح لك ابواباً في فهم معاني القرءان و بواطن الفرقان.

و يدل علي تلك القاعدة الشريفة اخبار كثيرة بل هي اكثر من ان‏تعدّ و تحصي فمنه قوله ۷ في قوله تعالي و لاتتبعوا اي غير علي و قوله ۷ في قوله تعالي فان زللتم اي عن الولاية و قوله ۷ في قوله تعالي و اقيموا الصلوة اي علي محمّد و ال‏محمّد: و قوله ۷ في قوله تعالي لعلكم تهتدون اي الي الذي يشرف به الولاية و قوله ۷ خذوا مااتيناكم اي في ذكر ال‏محمّد: و امثالها اكثر من ان‏تحصي و هذا سرّ ذلك التأويل فافهم فانّه نافع جداً و قداشرنا الي ذلك في المقدمة في الفصل الرابع و السابع و الثالث‏عشر.

([۱۲۰]) اقول: في زيارة صفوان لعلي ۷ عن الصادق ۷ السلام علي اسرائيل الامة و عن هرون بن محمد قال سألت اباعبداللّه ۷ عن قوله سبحانه يابني‏اسرائيل قال هم نحن خاصة و عن محمد بن علي قال سألت الصادق ۷ عن قوله تعالي يا بني‏اسرائيل قال هي خاصة ال‏محمد۹ و قدمرّ مايدل علي ذلك في ذيل قوله تعالي يا بني‏اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم و في الفصل الثاني و العشرين.

([۱۲۱]) اقول: في مناقب ابن‏شهراشوب عن الباقر ۷ في قوله تعالي يعرفون نعمة اللّه ثم ينكرونها قال عرفهم النبي۹ ولاية علي ۷ و امرهم بولايته ثم انكروا بعد وفاته و عن جابر عن الباقر ۷ في قوله تعالي اسبغ عليكم نعمه ظاهرة و باطنة فقال اما النعمة الظاهرة فالنبي۹ و ماجاء به من معرفة اللّه و توحيده و اما النعمة الباطنة فولايتنا اهل‏البيت و عقد مودتنا و عن الباقرين ۸ في قوله تعالي صراط الذين انعمت عليهم قال بان‏هديتهم بالاسلام و بولاية علي ۷فلم‏تغضب عليهم و لم‏يضلوا و عن معاني‏الاخبار عن النبي۹ قال شيعة علي الذين انعمت عليهم بولاية علي ۷ و عن ابن‏عباس في قوله تعالي و اما بنعمة ربك فحدّث قال حدّثهم بفضائل علي ۷ .

([۱۲۲]) اقول:  انماجعل اعلي‏اللّه‏مقامه الكفر و الايمان في الباطن الكفر بعلي ۷ و الايمان به ۷ امّا لمّامرّ مراراً من انّ المراد من الكفر المطلق هو الكفر باللّه و المراد من الايمان علي نحو الاطلاق هو الايمان به و ذلك لايتعقل الاّ بتكفير رسله و اوليائه و الايمان بهم فانّ اللّه عزّوجلّ هكذا يكفر به و يؤمن به او لمامرّ من انّ القرءان نزل في محمد و ال‏محمد:فجميع مضافات افعاله و ضمائره ترجع اليهم فالمراد من الكفر و الايمان الكفر بهم و الايمان بهم كمانبّهنا عليه انفاً مفصلاً و اما الدليل السمعي النقلي علي ذلك قوله۹ في خبر انس بن مالك من شكّ في علي فهو كافر و في خبر ام‏سلمة عن النبي ۹ انّ من لقي اللّه بجحد ولاية علي ۷ فقدلقي اللّه بعبادة صنم او وثن و قوله  7 من جحد ولاية النبي و علي۸ و عدل عنهما كان عنداللّه من الكافرين الضالّين و عن المناقب عن الصادق ۷انّه قال في تفسير قوله تعالي و سيعلمنّ اللّه الذين امنوا بولاية علي ۷ و عن الكفاية عنه ۷ انّه قال في قوله تعالي الذين امنوا و لم‏يلبسوا ايمانهم بظلم يعني امنوا بولاية علي و لم‏يخالطوا ولايتهم بعلي بولاية فلان و فلان فانّه التلبّس بالظلم و الاخبار بهذه المضامين اكثر من ان‏تحصي حتي انّ بعض الاخبار تدلّ علي كفر من تولي غير موالي علي ۷فمحبة غير اوليائه من علماء السوء هو ايضاً كفر باللّه العلي العظيم فعنهم: في اخبار عديدة انّه وجد في ذؤابة سيف رسول اللّه۹ صحيفة و من جملة مافيها من تولي غير مواليه فهو كافر بماانزل اللّه علي محمد۹ .

و اما دليل الاجماع علي ذلك فماذكره ابن‏الاثير من علماء المخالفين و كذا غيره من قولهم من انكر فرضية احد اركان الاسلام كان كافراً بالاجماع و في كتاب مرءاة الانوار فاعلم انّ الاخبار المتواترة تدلّ بانحاء مختلفة علي انّ المراد بالكافر و سائر مابمعناه اعداء النبي۹ و الائمة: حيث لاشكّ انّ الكفر بهم هو الكفر باللّه و جحودهم جحود قول اللّه الي ان قال فعلي هذا كل من جحدهم او انكر امامتهم او شكّ في ذلك فهو كافر و الكفر قوله و اعتقاده و يصحّ ان‏يكون هو تأويل ماورد من صيغ ذلك في القرءان و في الكتاب المزبور ايضاً الايمان في اللغة بمعني التصديق و الاذعان و شرعاً هو كذلك بالنسبة الي التوحيد و النبوة و الامامة و لماكان الاخير منهما متمّماً للاولين بحيث لاينفعان بدونه و لايتم بل لايتحقق الاّ به كمابيناه مفصلاً ثم استشهد علي مدعاه باخبار عديدة الي ان قال ثم انّ كثيراً من الاخبار ايضاً وردت في تأويل المؤمن و مايفيد مفاده بعلي ۷ و به و باصحابه و بالائمة: و شيعتهم و هي ايضاً دالة علي تأويل الايمان بماذكرناه ثم شرع في ذكر اخبار تدل علي ذلك.

و اما الدليل علي انّ باطن الحيوة الدنيا ولاية الاول فقول الباقر ۷ في قوله تعالي من كان يريد الحيوة الدنيا و زينتها يعني فلاناً و فلاناً و قول ابي‏عبداللّه ۷في خبر المفضّل بن عمر قال قلت لابي‏عبداللّه ۷ في قوله تعالي بل تؤثرون الحيوة الدنيا قال ۷ ولايتهم و سيأتي مايدل علي ذلك في قوله تعالي الذين يشرون الحيوة الدنيا بالاخرة في سورة النساء.

([۱۲۳]) اقول: و في كتاب البرقي عن الصادق ۷ في قوله تعالي و اما من اعطي و اتقي قال اعطي الخمس و اتقي ولاية الطواغيت و عن الاحتجاج عن علي ۷ في قوله تعالي هدي للمتقين قال يعني شفاء للمتقين من شيعة محمد و علي صلوات‏اللّه‏عليهما فانّهم اتقوا انواع الكفر فتركوها و اتقوا الذنوب الموبقات فرفضوها و اتقوا اظهار اسرار اللّه و اسرار الائمة فكتموها و اتقوا ستر العلوم عن اهلها ففيهم نشروها و قدمرّ مايدل علي ذلك في ذيل قوله تعالي و الذين اتقوا فوقهم يوم القيمة.

([۱۲۴]) اقول: الكتاب في الباطن علي ۷ كمافي تفسير القمي عن الصادق ۷ في قوله تعالي الم ذلك الكتاب لاريب فيه قال الكتاب علي و لاشكّ فيه هدي للمتقين قال تبيان لشيعتنا و في رواية النصراني التي سأل فيها الكاظم ۷ عن تفسير حم والكتاب المبين في الباطن فقال اما حم فهو محمد و اما الكتاب المبين فهو علي ۷ و في بعض الزيارات انتم الكتاب المسطور الي غير ذلك من الاخبار فهو ۷هو الكتاب المبارك الذي كان مع كل رسول و نبي كمايشهد بذلك اخبار كثيرة منها قوله ۷ انا صاحب نوح و منجيه انا صاحب ايّوب المبتلي و منجيه و شافيه انا صاحب يونس و منجيه و قوله ۷ انا ادم الاول انا نوح الاول انا ابراهيم الخليل حين القي في النار انا مونس المؤمنين انا الذي حملت النوح في السفينة التي عملها انا الذي انجيت ابراهيم و مؤانسه انا مونس يوسف في الجبّ و مخرجه انا صاحب موسي و الخضر و معلّمهما الي غير ذلك من الاخبار التي تدل علي انه ۷ كان مع كل رسول و نبي و هو الذي كان يتكلم من السنة الانبياء و المرسلين علي لغة امتهم و لسان رعيتهم و يدل علي ماذكرنا في‏الجملة قوله ۷ انا الذي عندي الف كتاب من كتب الانبياء و قوله ۷ انا المتكلم بكل لغة في الدنيا الخبر هذا فاذا علمت انّ المراد من الكتاب في الباطن علي ۷ فالكناية في مااختلفوا فيه و مااختلف فيه ترجع الي علي ۷ و انمايحصل الاختلاف فيه بالاختلاف في ولايته و لذا فسّر اعلي‏اللّه‏مقامه قوله فيمااختلفوا فيه بقوله اختلفوا في الولاية و قوله و مااختلف فيه بقوله في امر الولاية قال الباقر ۷ اما قوله تعالي انّكم لفي قول مختلف فانّه يعني علياً ۷لمختلف فيه و قداختلفت هذه الامة في ولايته.

و اما تفسيره البينات بالمعجزات لانّها احدي افرادها فانّ المعجزة هي البينة التي اعجز بها الخصم عند التحدّي.

([۱۲۵]) اقول: اطلاق الحق علي الولاية كثير في الاخبار و لذا جعل اعلي‏اللّه‏مقامه باطنه هذه قال الصادق ۷ في قوله تعالي و تواصوا بالحق قال بولاية علي ۷ و في رواية المفضّل عنه ۷ في هذه الاية ايضاً و تواصوا بالحق قال بامامة علي ۷و قال ۷ايضاً في قوله تعالي قدجاءكم الرسول بالحق من ربكم قال في ولاية علي ۷ و عن المناقب لابن شهراشوب عن الصادق ۷ ايضاً قال انّ ولاية علي۷ الحق اليقين و عن كتاب الحافظ لابي‏نعيم و غيره من اكابر العامة عن علي۷ قال ناجيت النبي عشر نجوات لماانزلت اية النجوي فكان منها انّني سألته ماالحق قال الاسلام و القرءان و الولاية اذا انتهت اليك الي غير ذلك من الاخبار حتي انّها بلغت كثرتها الي حدّ ادعي الشيخ قدس‏سره في كتاب مرءاة الانوار انّه تفسير لاتأويل و استدلّ بذلك الخبر الاخير و قدمرّ مايدل علي ذلك في ذيل قوله تعالي انّا ارسلناك بالحق.

([۱۲۶]) اقول: يدل علي انّ المراد من الصراط في الباطن الولاية مافي المناقب و كنزالفوائد عن علي بن الحسين۷ انه قال في قوله تعالي يهدي من يشاء الي صراط مستقيم يعني به ولاية علي ۷ و عن الباقرين۸ في قوله تعالي اهدنا الصراط المستقيم قال دين اللّه نزل به جبرئيل و في رواية دين اللّه الولاية و عن تفسير فرات عن الصادق ۷في قوله تعالي عن الصراط لناكبون قال عن ولاية علي ۷ و عن كشف‏الغمّة عن علي ۷ انه قال لناكبون عن ولايتنا.

([۱۲۷]) اقول: لاشك انّ المراد من الذين امنوا معه في بطن القرءان الاولياء:فانّهم الذين امنوا مع الرسول لانّهم من طينة واحدة و اما سائر المؤمنين فهم امنوا بعد الرسول لانّهم من نورهم و فاضل طينتهم و النور بعد المنير قال الباقر ۷ في قوله تعالي انّما وليكم اللّه و رسوله و الذين امنوا هم الائمة و عن الكافي عن الصادق ۷ في قوله تعالي و سيري اللّه عملكم و رسوله و المؤمنون قال ۷ ايانا عني و عن تفسير القمي عن الصادق ۷ في قوله تعالي الذين امنوا و عملوا الصالحات قال اميرالمؤمنين و اصحابه الي غير ذلك من الاخبار و قدمرّ بعضها في الفصل الثالث و العشرين من المقدمة.

([۱۲۸]) اقول: عن تفسير القمي في قوله تعالي و لئن جاء نصر من ربك قال يعني القائم و في قوله تعالي و لمن انتصر بعد ظلمه قال يعني القائم ۷ و اصحابه و عن كنزالفوائد عن الباقر ۷في قوله تعالي و لمن انتصر بعد ظلمه قال ذلك القائم ۷اذا قام انتصر من بني‏امية و من المكذبين و من النصاب و عن البصائر عن الصادق ۷قال النبي۹في حديث له في ذكر الائمة: قال ربي عزّوجلّ انّ المهدي انتصر به لديني.

([۱۲۹]) اقول: و الدليل علي انّ باطن الوالدين محمد و علي۸ قول علي ۷ قال قال رسول اللّه۹ انا و انت ابوا هذه الامة و ماعن تفسير العياشي و غيره عن ابي‏بصير عن الصادق ۷ قال انّ رسول اللّه۹ احد الوالدين و الاخر علي ۷ قال ابوبصير فقلت له اين ذلك من كتاب اللّه قال و بالوالدين احساناً و ماعن تفسير الامام ۷ قال قال رسول اللّه۹افضل والديكم و احقّهما بشكركم محمّد و علي و لحقّنا عليكم اعظم من حق ابوي ولادتكم فانّا منقذوكم ان اطعتمونا من النار الي دار القرار و قول الصادق ۷ من رعي حق ابويه الافضلين محمد و علي لم‏يضرّه مااضاع من حق ابوي نفسه و سائر عباداللّه فانهما يرضيانهم بسعيهم و قدمرّ مايدل علي ذلك في الفصل الثالث و العشرين و في ذيل قوله تعالي الوصية للوالدين الاية.

و علي انّ باطن الاقربين ال‏محمد: ماعن كشف الغمة عن ابن‏عباس قال لمانزل قوله تعالي قل لااسألكم عليه اجراً الاّ المودة في القربي سئل النبي۹ من هؤلاء الذين اوجب اللّه علينا مودتهم قال علي و فاطمة و ابناهما قالها ثلث مرات و عن تفسير الامام في قوله تعالي و اتي المال علي حبّه ذوي‏القربي قال علي۷ اي اعطي قرابة النبي۹الفقراء هدية و براً لاصدقة فانّ اللّه اجلّهم عن الصدقة و اعطي قرابة نفسه صدقة و براً علي اي سبيل اراد و عن الفقيه عن الصادق ۷ في قوله تعالي الوصية للوالدان و الاقربين بالمعروف قال هو شي‏ء جعله اللّه عزّوجلّ لصاحب هذا الامر قال الراوي فقلت له هل لذلك حدّ قال نعم ادني مايكون ثلث الثلث قال الشيخ ابوالحسن في تفسيره مرءاة الانوار الظاهر انّ مراده ۷ تفسير الاقربين بالائمة: و يستفاد منه تأويل الوالدين بالنبي و علي۸ كمايأتي في الولد انتهي و قدمر مايدل علي ذلك في الفصل الثالث و العشرين و في قوله تعالي الوصية للوالدين و الاقربين بالمعروف.

و علي انّ باطن المساكين اصناف الشيعة مافي تفسير الامام ۷ قال قال ۷ انّ محبي محمّد و اله مساكين مواساتهم افضل من اطعام الفقراء و هم الذين سكنت جوارحهم و ضعفت قواهم عن مقابلة اعداء اللّه الذين يعيّرونهم بدينهم و يسفّهون احلامهم الا فمن قوّاهم بفقهه و علّمهم حتي ازال مسكنتهم قضي اللّه بذلك قضاء حقاً علي لسان النبي۹و قدمرّ مايدل علي ذلك في الفصل الثاني و العشرين من المقدمة قال الشيخ في الكتاب المزبور و لاتغفل عن تأويل اهل الاستكانة بالشيعة و الاستكانة بطاعة الائمة:و الخضوع لهم و نحو ذلك.

([۱۳۰]) اقول: جعل اعلي‏اللّه‏مقامه باطن الشهر الحرام الحسين ۷ لانه قدورد في اخبار كثيرة تأويل الشهور بالائمة:فالحسين ۷ هو الشهر الحرام اي الامام الذي حرم فيه القتال و لانه قتل في محرم الحرام فسمي بالشهر الحرام فعن كنزالفوائد و غيرها عن علي بن الحسين و عن ابي‏حمزة الثمالي و جابر الجعفي عن ابي‏جعفر ۷ انّه قال في حديث له في وصف الائمة قال اللّه سبحانه انّ عدة الشهور عند اللّه اثناعشر شهراً الي قوله تعالي منها اربعة حرم ذلك الدين القيّم فلاتظلموا فيهنّ انفسكم ثم قال انّ معرفة الشهور المحرم و صفر و ربيع و مابعده و الحرم منها هي رجب و ذوالقعدة و ذوالحجة و المحرم لاتكون ديناً قيّماً لانّ اليهود و النصاري و المجوس و سائر الملل جميعاً يعرفونها و يعدونها باسمائها بل انما هم الائمة القوّامون بدين اللّه و هم اثناعشر فالسنة رسول اللّه۹ و الاشهر الاثناعشر هم: و الحرم منها علي الذي اشتق اللّه اسماً من اسمه العلي كمااشتق لرسوله اسماً من اسمه المحمود و ثلثة من ولده اسماؤهم علي و هم علي بن الحسين و علي بن موسي و علي بن محمد فصار لهذا الاسم المشتق من اسم اللّه حرمة به. هذا الخبر و ان كان صريحاً في انّ الحرم منهم علي و علي بن الحسين و علي بن موسي و علي بن محمد لكن سيأتي رواية صريحة بانّ المراد منهم الحسين و الحسن و علي و القائم و في رواية جابر فالاقرار بهؤلاء الاربعة هو الدين القيّم فلاتظلموا فيهن انفسكم اي قولوا بهم جميعاً تهتدوا و في رواية اخري انّ الاربعة الحرم علي و الحسن و الحسين و القائم.

([۱۳۱]) اقول: لعل مراده اعلي‏اللّه‏مقامه من الخبر مارواه القمي في هذه الاية قال كتب قريش الي النبي۹ انك استحللت الشهر الحرام و سفكت فيه الدم و اخذت المال و كثر القول في هذا قال الصحابة يا رسول اللّه أيحل القتل في شهر الحرام فنزلت قل قتال فيه كبير عظيم تمّ الكلام هيهنا ثم ابتدأ و قال و صدّ عن سبيل اللّه الخبر اذ لاشك انّ قوله تم الكلام هنا ثم ابتدأ و قال و صدّ انه جعله مبتدأ.

([۱۳۲]) اقول: و الدليل علي انّ المراد من السبيل في الباطن علي ۷ قول الباقر ۷ في خبر يعني بالسبيل علياً و لاينال ماعند اللّه الاّ بولايته و قوله ايضاً في خبر جابر في قوله تعالي و لئن قتلتم في سبيل اللّه او متّم الاية قال سبيل اللّه علي و ذريته فمن قتل في سبيلهم و في ولايتهم قتل في سبيل اللّه و من مات في ولايتهم مات في سبيل اللّه و قدمرّ مايدل علي ذلك في الفصل الثالث و العشرين من المقدمة و في قوله تعالي و قاتلوا في سبيل اللّه الذين يقاتلونكم.

([۱۳۳]) اقول: جعل اعلي‏اللّه‏مقامه باطن المسجد الحرام الخلافة لانّه ورد في الاخبار كثيراًما تفسيره و تفسير المساجد بهم: و لاشك انهم من نور واحد و طينة واحدة فيجوز بحسب المقام و مناسبة المحل اختصاصه باحد دون احد قال ۷ في قوله تعالي و انّ المساجد للّه فلاتدعوا مع اللّه احداً انّ الامام من ال‏محمد:فلاتتخذوا من غيرهم اماماً و في رواية اخري و هم الاوصياء و الائمة واحداً واحداً فلاتدعوا الي غيرهم فتكونوا كمن دعي مع اللّه احداً و في رواية اخري عن الكاظم ۷في الاية المذكورة المساجد هم الائمة: و قال ۷ في رواية طويلة و اخبرك انّي لوقلت انّ الصلوة و الزكوة و صوم شهر رمضان و الحج و العمرة و المسجد الحرام و المشعر الحرام و الطهور و الاغتسال من الجنابة و كل فريضة كان ذلك هو النبي الذي جاء به من عند ربه لصدقت الخبر و قدمرّ مايدل علي ذلك في الفصل الثاني و العشرين و يمكن ان‏يقال في تفسيره اعلي‏اللّه‏مقامه المسجد الحرام بالخلافة من باب انّ المسجد بيت اللّه و محل سلطنته و خلافته و ولايته و هم مظهر اسم اللّه الرضي فهو محل سلطنتهم و خلافتهم و ولايتهم و محل خضوع الناس و انقيادهم و طاعتهم لهم : .

و بالجملة فحاصل معني الاية في الباطن يسألونك يا محمّد عن الحسين فانهم كانوا يسألونه عنه و هو۹ كان يبيّن لهم مناقبه و فضائله قتال فيه. قل قتال فيه كبير و صدّ و صرف و اعراض عن علي ۷ فانّهم مالم‏يصدّوا عن سبيل اللّه و لم‏يعرضوا عن علي ۷كيف يقاتلونه و كفر بمحمد۹ و ستر لمابيّنه و كفر بخلافة علي ۷ و انّه خليفة اللّه و انّ الحسين ابن خليفة اللّه او بخلافة الحسين ۷ و انّه خليفة الله و خليفة جده و ابيه و اخيه الحسن: .

([۱۳۴]) اقول: فمعني الاية في الباطن يسألونك عن الحسين ۷ قتال فيه قل قتال فيه كبير و صدّ و صرف و اعراض عن علي ۷ و كفر بمحمد۹ و خلافة علي ۷و غصب الخلافة اكبر عنداللّه و هو اكبر من القتل ولنشر هنا الي سرّ بعض تلك البواطن.

فاقول: لاشك انّ المسجد هو بيت اللّه و لاشك ايضاً انّ اللّه بنفسه لايحلّ في مكان دون مكان حتي يكون المسجد بيته و محله و انماتجلي بخليفته و جعل خليفته في بيته فهو سبحانه هكذا اي بالخليفة يحلّ في المسجد و يجلس و يقيم فيه فهو اي هذه الخليفة اهل هذا المسجد فاخراج اهل المسجد منه هو غصب حق الخليفة و نصب خليفة اخري من عند غير اللّه مكانه و ذلك العمل اي الكفر بهذه الخليفة و غصب خلافته عند اللّه اكبر من القتل و اشدّ ضرراً و اما التعبير عن ذلك بالفتنة لانه اصل جميع الفتن و منشأها و اصلها و اسّها و جميع الفتن من شئونات تلك الفتنة العظيمة و ظهوراتها و عليك بتعميم غصب الخلافة بغصب علماء الجور حق علماء الحق و تعميم الفتنة بالفتنة الحاصلة من بعد ذلك في جميع الازمنة و الدهور و السنين و الشهور فانّ هذه الفتنة السارية من شئون تلك الفتنة و هذا الغصب الجاري من ظهور ذلك الغصب فعن جابر الانصاري عن النبي۹ في قوله تعالي أحسب الناس ان‏يتركوا ان‏يقولوا امنّا و هم لايفتنون قال قدافتنهم اللّه بعلي ۷ و عن المناقب عن علي ۷ قال لمانزلت هذه الاية قلت يارسول اللّه ماهذه الفتنة قال بك ياعلي و بولايتك يفتنون و عن الصادق ۷في قوله تعالي و اتّقوا فتنة لاتصيبنّ الذين ظلموا منكم خاصة قال انّها هي ترك علي ولايته و هي مافعلوه بعد النبي۹ .

([۱۳۵]) اقول: يدل علي هذا البطن مافي مناقب ابن شهراشوب عن الباقر ۷ في قوله تعالي فمايكذّبك بعد بالدين قال الدين علي ۷ و في بعض الزيارات السلام عليك يا دين اللّه القويم و في بعضها السلام علي الدين المأثور و عن الصادق ۷ في قوله تعالي اقيموا الدين قال اي الامام و يؤيد المقام ماورد من تأويل يوم الدين بزمان خروج القائم ۷كمافي رواية الثمالي عن الباقر ۷ في قوله تعالي و الذين يصدّقون بيوم الدين قال بخروج القائم و امثاله و قدمرّ مايدل علي ذلك في الفصل الثالث و العشرين.

([۱۳۶]) اقول: و الدليل علي ان باطن النار هو الثاني من الاخبار العامة خبر ابي‏بصير عن الصادق ۷ يا بامحمد مامن اية نزلت تقود الي الجنة و يذكر اهلها بخير الاّ و هي فينا و في شيعتنا و مامن اية نزلت يذكر اهلها بشرّ و تسوق الي النار الاّ و هي في عدونا و من خالفنا و لاشك انّ العدوّ الحقيقي الواقعي لهم: هو الاول و الثاني و الثالث و سائر

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۸۶ *»

الاعداء من ظلهم و فرعهم و من الاخبار الخاصة قول النبي۹ حيث تلي قوله تعالي لايستوي اصحاب النار و اصحاب الجنة الاية فقال اصحاب الجنة من اطاعني و سلّم لعلي بعدي و اقرّ بولايته و اصحاب النار من انكر الولاية و نقض العهد من بعدي و لاشك انّ منكري الولاية و ناقضي العهد و الامانة هم الاول و الثاني و اتباعهما و اصحابهما و يرشد الي ذلك في‏الجملة ايضاً رواية الحلبي عن الصادق ۷في قوله تعالي كمن هو خالد في النار قال اي انّ المتقين كمن هو خالد في ولاية عدوّ ال‏محمد و ولاية عدوّ ال‏محمد هي النار من دخلها فقددخل النار الخبر؛ هذا.

و لاشك ان النار هي الجوهرة المحرقة المفتّتة المبدّدة المولمة الموجعة و الثاني هو النار لانه هو السبب لاحراق قلوب المؤمنين في ظاهر الدنيا بغصبه الخلافة و احراقه باب النبوة و ضربه فاطمة۳ و سبّه اميرالمؤمنين و هو السبب ايضاً لاحراق قلوب المنافقين في الاخرة بادخالهم النار في الاخرة بواسطة اضلالهم عن طريق الحق المبين و اخراجهم عن سبيل اهل العلم و اليقين و ادخالهم في الظن و التخمين و نكبهم عن الصراط المستقيم و هو النار ايضاً لانه السبب لتفتيت المؤمنين و تبديدهم و تفريقهم عن امامهم في ظاهر الدنيا فانّه اراد ان‏يفرّق بين اللّه و رسله و الذين امنوا كمااخبر عنه الله تعالي فقال يريدون ان‏يفرّقوا بين اللّه و رسله و هو السبب لتفتيت قلوب المنافقين و الكفار و تبديدهم في الدنيا و الاخرة بنار النفاق و الشقاق و التفرق و الانفصال فانّ المنافقين في الدنيا و ان كانت ابدانهم مجتمعة لكن قلوبهم متفرقة مختلفة و كذا في الاخرة بل هم فيها متفرقون في الابدان و القلوب جميعاً و هو النار ايضاً لانه مولم المؤمنين في الدنيا بغصبه خلافة اميرالمؤمنين و مولم الكفار و المنافقين في الدنيا و الاخرة باحراقهم ابدالابدين غاية الامر انّهم في ظاهر الدنيا لايشعرون الم ناره و احراقه لانهماكهم فيها و غفلتهم عن دار الاخرة.

([۱۳۷]) اقول: قدمرّ بيان شريف لسرّ ذلك التأويل اللطيف في المقدمة في الفصل الرابع.

([۱۳۸]) اقول: و الدليل علي انّ باطن سبيل اللّه الولاية ماروي عن تفسير العياشي عن جابر عن الباقر ۷ في قوله تعالي لئن قتلتم في سبيل اللّه او متّم الاية قال سبيل اللّه علي و ذريته فمن قتل في سبيلهم و في ولايتهم قتل في سبيل اللّه و من مات في ولايتهم مات في سبيل اللّه و ماروي عن المناقب عن الباقر۷ ايضاً في قوله تعالي و صدّوا عن سبيل اللّه قال عن ولاية علي ۷ و علي انّ بطنه الشيعة قول الباقر۷ ايضاً في رواية فانّه قال سبيل اللّه شيعتنا فمن نذر في سبيل اللّه فليعطه الشيعة.

([۱۳۹]) اقول: و الدليل علي انّ باطن الرحمة الولي قول اللّه سبحانه كتب ربي علي نفسه الرحمة بعد ضمّه الي فقرة زيارة علي ۷ السلام علي نفس الله القائمة فيه بالسنن الزيارة فالرحمة مكتوبة علي نفس اللّه بنص الاية و علي ۷ هو نفس اللّه بنص فقرة الزيارة و كذا يدل علي ذلك ماروي عن تفسير العياشي و غيره عن الباقر و الصادق و الكاظم: في قوله تعالي و لولا فضل اللّه عليكم و رحمته و في قوله تعالي قل بفضل اللّه و برحمته قالوا انّ فضل اللّه محمد و رحمته علي۸ و عن الباقر ۷في قوله تعالي و اللّه يختص برحمته من يشاء قال الرحمة علي ۷ و في بعض زيارات علي ۷ السلام عليك يارحمة اللّه الواسعة و لاشك انّ علياً ۷ هو الولي المطلق حتي انّك تقرؤ في الاذان و الاقامة اشهد انّ علياً ولي اللّه بل الولي هو احد اسمائه كعلي و هو علم له فتقول ياولي ادركني و تريد علياً ۷ فدلّ الاخبار المذكورة علي انّ المراد من رحمة اللّه في بطن القرءان الولي ۷ .

([۱۴۰]) اقول: فالمعني يسألونك عن الثاني و الثالث فقل انّ فيهما الاول اي هو ظاهر منهما فهو فيهما قدسكن في ظاهرهما و باطنهما دبّ و درج في جحورهما فباض و فرخ في صدورهما فنظر باعينهما و نطق بالسنتهما بل ملأ جميع ذرات وجودهما فهو اظهر فيهما منهما و اولي بهما منهما و اوجد في امكنتهما منهما لانّه كلي كبير بالنسبة اليهما او كثير علي قراءة من قرأ كثير بالثاء المثلثة كماسيأتي لانّه لايمتنع فرض صدقه علي كثيرين و قدبيّن اللّه سبحانه حين سألوه عنهما جميع صفاتهما باخصر كلام و هو ان فيهما الاول فبين انّ فيهما جميع القبايح و الرذائل و السيئات و الشنائن لان اصل جميع ذلك هو الاول و هو فيهما فتدبر.

و لنذكر بعض الاخبار التي تدل علي انّ المراد من الاثم و الخمر و الميسر اعداء ال‏محمد: لاسيما الاول و الثاني فعن مفضل بن عمر في حديث طويل مرّ بعض فقراته اخبرك انّ اللّه احل حلالاً و حرم حراماً الي يوم القيمة فمعرفة الرسل و ولايتهم و طاعتهم هو الحلال فالمحلل مااحلوا و المحرم ماحرموا و هم اصله و منهم الفروع الحلال و ذلك شعبهم فمن فروعهم شيعتهم و اهل ولايتهم بالحلال من اقام الصلوة و ايتاء الزكوة و صوم شهر رمضان و حج البيت و العمرة و تعظيم حرمات اللّه و شعائره و مشاعره و الطهور و الاغتسال من الجنابة و مكارم الاخلاق و جميع البر و ذكر اللّه ذلك في كتابه فقال عزّمن‏قائل انّ اللّه يأمر بالعدل و الاحسان و ايتاء ذي‏القربي و ينهي عن الفحشاء و المنكر و البغي يعظكم لعلكم تذكّرون فعدوهم هم الحرام المحرم و اولياؤهم هم الداخلون في امرهم الي يوم القيمة فهم الفواحش ماظهر منها و مابطن و الخمر و الميسر و الزنا و الربا و الدم و الميتة و لحم الخنزير فهم الحرام المحرم و اصل كل حرام و هم الشر و اصل كل شر و منهم فروع الشر كله الي ان قال و اخبرك انّي لوقلت لك  انّ الفاحشة و الخمر و الميسر و الزنا و الميتة و الدم و لحم الخنزير هو رجل و انا اعلم انّ اللّه قدحرّم هذا الاصل و حرّم نوعه و نهي عنه و جعل ولايته كمن عبد من دون اللّه وثناً و شركاً و من دعا الي عبادة نفسه فهو كفرعون اذقال انا ربكم الاعلي فهذا كلّه علي وجه ان شئت قلت هو رجل و هو الي جهنم و من شايعه علي ذلك فانّهم مثل قول اللّه انماحرم عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير لصدقت ثم لو انّي قلت انّ فلاناً ذلك كلّه لصدقت انّ فلاناً هو المعبود المتعدي حدود اللّه التي نهي عنها ان‏يتعدي الخبر و الخبر طويل شريف كثير المحصول فيمانحن فيه تركناها اختصاراً و عن داود بن كثير عن ابي‏عبداللّه ۷ يا داود عدوّنا في كتاب اللّه الفحشاء و المنكر و البغي و الخمر و الميسر و الانصاب و الازلام و الاوثان و الجبت و الطاغوت و الميتة و الدم و لحم الخنزير الخبر.

قال الشيخ في مرءاة الانوار: «قال في القاموس الاثم الذنب و القمار و ان‏يعمل مالايحل و قدمرّ في رواية المفضل المذكور في الفصل الرابع من المقالة الاولي من المقدمة الاولي مايستفاد منه جواز تأويل كل اثم و حرام و فاحشة بعداوة الائمة و ولاية اهل الباطل فمن ذلك قوله في تلك الرواية و لم‏يبعث اللّه نبياً قط الاّ بالبر و العدل و المكارم و النهي عن الفواحش ماظهر منها و مابطن فالباطن منه ولاية اهل الباطل و الظاهر منه فروعهم الخبر و علي هذا فلاضير ان اوّلت كلمة الاثم مهمايناسب بذلك و الاثيم و الاثم بمن فيه ذلك» انتهي كلامه; و يرشد الي المدعي في‏الجملة ماروي من تأويل الجرم بهما لعنهمااللّه فانّ الجرم هو الذنب كالاثم قال ۷ في قوله تعالي انّ الذين اجرموا كانوا من الذين امنوا يضحكون الاية هم الاول و الثاني و من تابعهما و ماروي القمي في تفسيره عن الصادق ۷في قوله تعالي و مايكذّب به الاّ كلّ معتد اثيم قال الاول و الثاني كانا يكذّبان رسول اللّه.

([۱۴۱]) اقول: بعد مابيّن سبحانه بأخصر كلام انّ فيهما مافيهما من انواع القبايح و السيئات و اقسام الفواحش و المنكرات اراد ان‏يبيّن انّ فيهما بعض المنافع للناس من جهة الهدنة الواقعة للشيعة الذين لايطيقون مرّ الحق فانّهم لضعف بنيتهم ماكانوا يقدرون علي حرّ شمس الاوامر و النواهي المحمدية و ماكانوا يطيقون الاحكام الحقة الصرفة العلوية فقوي بنيتهم في ظلّ شمس ولايتهم المحجوبة بالسُحُب المكفهرّات و ايضاً فيهما منافع للناس من جهة تسخيرهم البلاد و الجاء اهلها الي الاسلام الظاهري و الاقرار بالنبوة الظاهرية كمااشتهر انّه فتح في زمان الثاني اكثر من الف بلد و دخل في الاسلام الظاهري اهل تلك البلاد عنفاً و كرهاً ولكن مع ذلك كله اثمهما و ضررهما علي الاسلام اكثر من نفعهما لعنهمااللّه.

([۱۴۲]) اقول: انّماجعل بطن الدنيا الاول لانها من الدناءة و الخساسة لاشي‏ء اخس منه و لانّ الدنيا شي‏ء ليس له بقاء و انما هي ذات زوال و فناء كما انّ خلافة الاول و سلطنته ظاهرية ليست لها بقاء و انما هي ذات زوال و فناء و هو الدنيا لانّ الدنيا ظاهره معجب و

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۳۹۱ *»

باطنه مهلك و هو ايضاً كذلك و الدنيا متاع قليل كماانّ الاول و دولته و غلبته و سلطنته متاع قليل عكس الاخرة فان دار الاخرة لهي الحيوان و هو علي ۷ لانّه الحي المطلق و اصل الحيوة و مبدأ حيوة جميع من سواه من الاحياء لانّهم تجلياته و انواره و الدنيا مقدمة علي الاخرة و خلافة الاول كانت مقدمة علي خلافة علي ۷ الي غير ذلك من الادلة و الحكم مضافاً الي ماذكرنا من الاخبار الدالة علي ذلك في ذيل الحيوة الدنيا و لذا قال الشيخ صاحب مرءاه‏الانوار «و لابأس بان اوّل الدنيا فيمايناسب بالاول و الثاني و اشباههما و بدولتهم و ولايتهم» انتهي.

و انماجعل بطن الاخرة علياً ۷ لانّ الاخرة ليست لها زوال و انماهي ابدية كما انّ علياً ۷باقٍ كماهو صريح الاية كل من عليها فان و يبقي وجه ربك ذوالجلال و الاكرام فانه ۷هو الوجه الباقي للرب كمافي زيارته السلام علي وجهه المضي‏ء و اسمه الرضي و لانّ الاخرة في الظاهر صعب عسير و في الباطن رحمة و راحة و كذلك علي ۷ فانّه باب ظاهره من قبله العذاب و باطنه فيه الرحمة و الراحة و يؤيد المقام في‏الجملة ورود تأويلها في الاخبار بسائر الائمة غير الامام الاول نظراً الي انّهم من نور واحد و طينة واحدة و الاسم الجاري علي احدهم يجري علي الباقين و الفضل الثابت لاحدهم ثابت للباقين ففي الكافي عن ابي‏عبداللّه ۷ قال في قوله تعالي ويل للمشركين الذين لايؤتون الزكوة و هم بالاخرة هم كافرون يعني ويل للمشركين الذين اشركوا بالامام الاول ۷ و هم بالائمة الاخرين كافرون و ورود تأويلها بولاية علي  7 كمافي الكافي و غيره عن ابي‏عبداللّه  7 في قوله تعالي بل تؤثرون الحيوة الدنيا قال ولايتهم و الاخرة خير و ابقي قال ولاية اميرالمؤمنين ۷ انّ هذا لفي الصحف الاولي صحف ابراهيم و موسي و الحاصل انّ معني قوله تعالي تتفكرون في الدنيا و الاخرة يعني تتفكرون في الاول و في علي ۷ و تعرفون عدم تسويتهما اذ لايستوي الظلمات و النور و لا الظل و لا الحرور و هل يستوي الذين يعلمون و الذين لايعلمون أفمن يهدي الي الحق أحق ان‏يتبع ام من لايهدّي.

([۱۴۳]) اقول: قال الشيخ في المرءاة «و قدورد تأويل اليتيم بثلثة» الي ان قال «و ثالثها ماورد من تأويل ذلك ايضاً بمن غاب عنه امامه من ضعفاء الشيعة و من لايقدر علي الوصول اليه انفراده و انقطاعه عن الامام و علومه كمافي تفسير الامام ۷ عند قوله تعالي في سورة البقرة و بالوالدين احساناً و ذي‏القربي و اليتمي قال۷ حثّ اللّه علي برّ اليتامي لانقطاعهم عن ابائهم فمن اكرمهم و صانهم اكرمه اللّه لكن اشد من يتم هذا اليتيم يتم يتيم انقطع عن امامه لايقدر علي الوصول اليه و لايدري كيف حكمه فيمايبتلي به من شرايع دينه الا فمن كان من شيعتنا عالماً بعلومنا و هذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم في حجره و هو من ايتام ال‏محمّد المنفرد عن مواليه فمن هداه و ارشده و علّمه شريعتنا كان معنا في الرفيق الاعلي الخبر» و قدمرّ مادلّ علي ذلك في الفصل الثالث و العشرين.

([۱۴۴]) اقول: قدذكرنا انفاً في تلو قوله تعالي و اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون وجه جعله اعلي‏اللّه‏مقامه باطن النار الثاني فهذه الوجوه المذكورة هناك تجري هنا لانّ الاول و الثاني من ظل واحد و طينة واحدة و انما الفرق في الاولية و الثانوية و لنذكر هنا مايدل علي انّ بطن الجنة علي ۷ و ان كان ذلك معلوماً بحكم المقابلة بين النار و الجنة و الاول و علي ۷ فاقول: لاشك و لاريب انّ الجنة هي مايجزي اللّه بها المؤمنين العالمين العاملين من الاشجار و البساتين و القصور و الحور و الغلمان و من انعم اللّه عليه بعلي ۷ فانّما انعم اللّه عليه بجميع المذكورات فانّه هو الذي:

لو جئته لرأيت الناس في رجل و الدهر في ساعة و الارض في دار

فهو المتجلي بجميع الحور و الغلمان و الدهور و الساعات و البساتين و الاراضي الطيبة و كلها ظهوراته و تجلياته و انواره و صفاته هذا ولاشك انّ الجنة من الخير و في الزيارة ان ذكر الخير كنتم اوله و اصله و فرعه و معدنه و مأواه و منتهاه و ايضاً لاشك انّ الجنة ممااحلّها اللّه و امر اللّه بتحصيلها و الاكل من اثمارها و قدقال ۷ جميع مااحل اللّه في الكتاب هو الظاهر و الباطن من ذلك ائمة الحق و يدل علي ذلك ايضاً قول النبي۹بعد قوله تعالي لايستوي اصحاب النار و اصحاب الجنة قال اصحاب الجنة من اطاعني و سلّم لعلي بعدي و اقرّ بولايته الخبر فان هذا الخبر يدل علي انّ اصحاب الجنة هم اصحاب علي ۷ و المسلّمون له و المقرّون بولايته فالجنة هو علي  7 و اصحابها اصحابه و يؤيد المقام قوله ۷ انا صاحب الجنة بناء علي ان‏يكون الصاحب بمعني الذات كماهو احد معانيها فهو ۷ ذات الجنة و حقيقتها و اصلها و الجنة ظاهره و نوره و صفته كمايشهد بذلك الاثار و صحيح الاعتبار قال النبي۹ انا مدينة الجنة و علي بابها الي غير ذلك من انواع الادلة التي يستيقن الانسان و يحصل له الاطمينان من واحد منها.

([۱۴۵]) اقول: يدل علي تلك الفرجة الفاء في قوله فاذا فلايجوز اتيان النساء بمحض التطهير بل لابد من الغسل و الفرجة حتي يحصل العلم بالطهارة.

([۱۴۶]) اقول: و ذلك لانه يصير سبباً لتزكية الاولاد و عدم شرك الشيطان فيصيرون من اهل الولاية و المحبة و الطاعة و الشفاعة فيثاب بهم اباؤهم و يشفعون لهم حتي انّ الطفل ليجيي‏ء محبنطأً علي باب الجنة فيقال له ادخل فيقول لاادخل حتي يدخل ابواي فهو مماقدموا لانفسهم من دار الدنيا الي دار الاخرة و يجازون به في الاخرة.

([۱۴۷]) اقول: يدل علي انّ المراد من المؤمنين المؤمنون بملاقات اللّه وقوعه بعد قوله و اعلموا انّكم ملاقوه كماهو ظاهر علي الفصيح العارف بالكلام.

([۱۴۸]) اقول: مراده اعلي‏اللّه‏مقامه من الخبر الخبر السابق و هو قوله ۷ اذا دعيت لتصلح بين اثنين فلاتقل علي يمين ان لاافعل و قوله ۷يعني الرجل يحلف ان لايكلّم اخاه و مااشبه ذلك و لايكلّم امه الخبر فالمعني لاتجعلوا اللّه عرضة لايمانكم اي لاتحلفوا باللّه ان لاتبرّوا و لاتتقوا و لاتصلحوا بين الناس يعني لاتحلفوا علي ذلك لكراهتكم المذكورات فتريدون تركها و عذركم و دليلكم و حجتكم علي ذلك ان‏تقولوا انّا حلفنا.

([۱۴۹]) اقول: و الشاهد ينبغي ان‏يكون شهادته من السمع و العلم و اللّه سبحانه سميع يسمع من سمع الشاهد الطلاق و عليم يعلمه بعلمه انّه طلّق لانّه اوجد منه في ذاته و مكانه او المعني انّ اللّه سبحانه سميع يسمع قول الشاهد و عليم بانّ شهادته من الكذب او الصدق فليكن صادقاً في شهادته.

([۱۵۰]) اقول: فانّهم: هم قوم يعلمون دون غيرهم كماهو مفاد الايات المتكررة و الاخبار المتظافرة قال ۷ نحن العلماء و شيعتنا المتعلمون و الاخبار بهذا المضمون متعددة و قال في اخر خبر ليس العلم الاّ ماخرج من هنا و اشار الي صدره و في رواية الي بيته و يدلّ علي ذلك مامرّ في الفصل التاسع من انّ علم القرءان و باطنه و تأويله عند ال‏محمد و تنزيله ايضاً عليهم دون غيرهم.

([۱۵۱]) اقول: الاخبار اكثر من ان‏تعدّ و تحصي في انّ ال‏محمّد: هم ايات اللّه و قدعقد في ذلك الكليني; باباً في الكافي لكنا نذكر منها بعضها اختصاراً فعن الباقر ۷كان علي ۷يقول ما للّه عزّوجلّ اية اكبر منّي و عن الصادق ۷ انّه قال في قوله تعالي اتتك اياتنا و قوله سبحانه و من لم‏يؤمن بايات ربه الايات الائمة اي لم‏يؤمن بهم و تركهم معاندة فلم‏يتبع اثارهم و قال ۷ في خبر داود بن كثير يا داود نحن الصلوة في كتاب اللّه الي ان قال و نحن الايات و نحن البينات و قداشرنا الي بعض الاخبار في الفصل الثالث و العشرين من المقدمة.

([۱۵۲]) اقول: مراده اعلي‏اللّه‏مقامه من قوله و هي عامّ يعني لاتضار احد باحد و ليس لها اختصاص بضرر الوالدة بالولد كمايدل علي ذلك الاخبار قال ۷ لاضرر و لاضرار فانّه نفي بلاء النافية للجنس مطلق الضرار و جنسه.

([۱۵۳]) اقول: روي العياشي في تفسيره عن الصادق ۷في قوله تعالي حافظوا علي الصلوات و الصلوة الوسطي الاية قال الصلوات رسول الله۹ و اميرالمؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين: و الوسطي اميرالمؤمنين ۷ و قوموا لله قانتين اي طائعين للائمة: و في خبر داود بن كثير ياداود نحن الصلوة في كتاب الله و عن علي ۷ انا صلوة المؤمنين و صيامهم و الاخبار بهذا المضمون متواترة.

([۱۵۴]) اقول: و ذلك اشارة الي قوله سبحانه و ماارسلناك الاّ رحمة للعالمين.

([۱۵۵]) اقول: الاخبار الدالة علي ان باطن الحق علي ۷ كثيرة فعن القمي في تفسيره في قوله تعالي و لو اتبع الحق اهواءهم قال الحق رسول الله۹ و علي ۷ و عن الصادق ۷ قال علي ۷ في بعض خطبه و الله انا الحق الذي امر الله به فماذا بعد الحق الاّ الضلال المبين و عن القمي في تفسيره في قوله تعالي و يستنبئونك يا محمد اهل مكة في علي ۷ أحق هو اي امام قل اي و ربي انه لحق اي امام الخبر و عن الباقر ۷ في قوله تعالي جاء الحق يعني بالحق ظهور علي بن ابي‏طالب الي غير ذلك من الاخبار و قدمرّ مايدل علي ذلك في الفصل الثالث و العشرين.

([۱۵۶]) اقول: انماخصّ اعلي‏اللّه‏مقامه الاختلاف بالاختلاف في علي ۷ لانّ اللّه سبحانه و النبي۹ليس فيهما اختلاف كماروي عنه۹ ليس الاختلاف في اللّه و لافي و انما الاختلاف فيك ياعلي لعلّي نقلته بالمعني و قال ۷ في ذيل قوله تعالي عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون هو علي ۷ لانّ رسول اللّه۹ ليس فيه خلاف و عن الباقر ۷ انه قال في حديث له و اما قوله تعالي انّكم لفي قول مختلف فانّه يعني علياً  7لمختلف عليه قداختلفت هذه الامة في ولايته الخبر و سرّذلك ان الاختلاف في اللّه و الاختلاف في الرسول هو الاختلاف في علي ۷ بمعني انّه من اراد ان‏يختلف فيهما فيختلف فيه و بالاختلاف فيه يحصل الاختلاف فيهما فانّه هو مقام الاختلاف فيهما قال ۷ من عرف مواقع الصفة بلغ قرار المعرفة الاتري انّ مقام احاطة الجسم و تجرده و اطلسيّته في العرش و مقام اول تفصيله و اختلافه في الكرسي فمن اختلف فيهما اي في الجسم و العرش يقع اختلافه في الكرسي فانّه اول مقام الاختلاف كما انّ المقام الذي يري فيه النار الغيبية هو الشعلة و المقام الذي يري فيه الماء المطلق البحر مثلاً وهكذا فافهم فانّه دقيق و اما الاختلافات الواقعة دون مقامه كالاختلافات الواقعة في الانبياء و النقباء و النجباء فهو من شئون اختلافاته فالاختلاف فيهم ايضاً هو الاختلاف فيه كما ان الاهانة بالشعلة و الجمرة هي الاهانة بالنار.

[۱۵۷]ــ  اقول: لاشك انّ ما الموصولة لها عموم كمايدل علي ذلك اخبار كثيرة ففي فصل‏الخطاب سئل ابوعبداللّه ۷ عمايجب فيه الزكوة فقال في تسعة اشياء الذهب و الفضة و الحنطة و الشعير و التمر و الزبيب و الابل و البقر و الغنم و عفا رسول‏اللّه عماسوي ذلك فقيل اصلحك اللّه فانّ عندنا حباً كثيراً أفيه الزكوة فزبره ثم قال اقول لك انّ رسول اللّه۹ عفا عماسوي ذلك و تقول لي انّ عندنا حباً كثيراً أفيه الزكوة و فيه ايضاً سئل ۷ عن امرأة ارضعت غلاماً مملوكاً لها من لبنها حتي فطمه هل لها ان‏تبيعه فقال لا هو ابنها من الرضاعة حرّم عليها بيعه و اكل ثمنه ثم قال اليس رسول‏اللّه۹قال يحرم من الرضاع مايحرم من النسب الي غير ذلك من الاخبار الدالة علي افادة «ما» العموم فيعمّ جميع ماانعم اللّه به علي الانسان من الذات و الصفات و الاهل و العيال و المال و سائر المضافات و المنسوبات فيجب عليه انفاق الذات و الصفات في سبيله ۷و انفاق النفس و الاهل و العيال و المال و سائر المضافات و المنسوبات و من اعظم الصفات الذي يجب انفاقه هو العلم كماورد في اخبار كثيرة فعن ابي‏عبداللّه ۷قال قرأت في كتاب علي ۷ انّ اللّه لم‏يأخذ علي الجهال عهداً بطلب العلم حتي اخذ علي العلماء عهداً ببذل العلم للجهال لانّ العلم كان قبل الجهل و عنه  7 ايضاً قال قام عيسي بن مريم خطيباً في بني‏اسرائيل فقال يا بني‏اسرائيل لاتحدّثوا الجهال بالحكمة فتظلموها و لاتمنعوها من اهلها فتظلموهم.

[۱۵۸]  اقول: و ذلك لانّ شكر النعمة هو صرفها فيماخلقه لاجله فماخلقه لاجل الانفاق و امر بانفاقه شكره انفاقه فشكر النعمة انفاقها و كفرانها ترك انفاقها و هو من الكفر بمعني الستر و التغطية فالكافر للنعمة الساتر لها و العادم لاظهاره بانفاقها و ذلك الاستعمال غير عزيز في كلام العرب قال اللّه سبحانه كمثل غيث اعجب الكفار نباته اي الزرّاع سموا به لانهم يسترون البذر و يغطّونه عن وجه الارض او هو من الكفر بمعني الترك فالكافر للنعمة هو التارك لانفاقها قال سبحانه افتؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض اي تتركون بعضاً قال الصادق ۷ انّ الكفر في كتاب اللّه علي خمسة اوجه كفر الجحود و كفر بترك ماامر اللّه به و كفر البراءة و كفر النعم و كفر الجحود علي قسمين جحود بعلم و جحود بغير علم الخبر هذا و الشكر يزيد في النعمة كماقال سبحانه و ان شكرتم لازيدنّكم كما ان الانفاق يزيد في النعمة و الرزق كماقال ابوعبداللّه ۷ قال رسول اللّه۹ الصدقة تزيد في المال كثرة و قال في حديث اخر اماعلمت انّ لكل شي‏ء مفتاحاً و مفتاح الرزق الصدقة بل نفس الانفاق هو شكر النعمة كمايرشد اليه خبر الرضا ۷ انّه كتب الي محمد بن سنان فيماكتب اليه من جواب مسائله انّ علة الزكوة من اجل قوت الفقراء و تحصين اموال الاغنياء الي ان قال مع مافي ذلك من اداء شكر نعم اللّه عزّوجلّ و الطمع في الزيادة مع مافيه من الزيادة و الرأفة و الرحمة لاهل الضعف الخبر.

([۱۵۹]) اقول: و ذلك لانّ الظلم كمافي اللغة هو وضع الشي‏ء في غير موضعه و قدجعل اللّه في اموال الاغنياء ماينبغي ان‏يعطي الفقراء و ان‏ينفق عليهم فاذا وضع ذلك عند الاغنياء و لم‏يخرج من عرض مالهم و لم‏يوضع عند الفقراء فقدوضع في غير موضعه فحصل الظلم و التعدي اما في حق ال‏محمد: لانّ المال مالهم و الخلق عيالهم اما في الكون فجميعهم و اما في الشرع فالاخيار منهم فالكافرون التاركون للانفاق ظالمون لال‏محمد: حقهم و قدورد اخبار كثيرة في تأويل الظالمين بخصوص ظالمي ال‏محمد: قال ۷ في قوله تعالي يوم يعضّ الظالم علي يديه انّ المراد من الظالم الاول و قال الباقر ۷ انّ رسول اللّه۹ قال لعلي ۷ انت يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الظلمة و الظلمة هم الذين يحسدونك و يبغون عليك و يمنعونك حقك بعدي و عن تفسير الامام ۷ في قوله تعالي و انزلنا علي الذين ظلموا رجزاً من السماء بماكانوا يفسقون قال قال علي ۷ اي رجزاً في الدنيا بسيوف من يسلطه علي قتلة اولاد الرسول بماكانوا يفسقون و عن محمد بن الفضيل عن ابي‏الحسن الماضي قال قلت له يدخل من يشاء في رحمته قال في ولايتنا قال و الظالمين اعد لهم عذاباً اليماً الاتري انّ اللّه يقول و ماظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون قال انّ اللّه اعز و امنع من ان‏يظلم و ان‏ينسب نفسه الي ظلم ولكن اللّه خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه و ولايتنا ولايته ثم انزل بذلك قرءاناً علي نبيه فقال و ماظلمناهم و لكن كانوا انفسهم يظلمون.

([۱۶۰]) اقول: و ذلك كمامرّ في ذيل قوله تعالي انه هو التواب الرحيم يستفاد من تحليته الحي القيوم بالالف و اللام اللتين للاستغراق و العموم و امثال هذه الاية دليل محكم علي توحيد الصفات و هو ما نبّه عليه اعلي‏اللّه‏مقامه بقوله فلاحي الخ.

([۱۶۱]) اقول: قدمرّ وجهه انفاً في ذيل قوله سبحانه هو الحي القيوم الاية.

([۱۶۲]) اقول: قدورد اخبار كثيرة علي انّ المراد من الطاغوت في بطن القرءان اعداء ال‏محمد: فعن مناقب ابن شهراشوب عن الباقر ۷ في قوله تعالي و الذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الي الظلمات قال الذين كفروا بالولاية اولياؤهم الطاغوت يعني اعداء علي ۷ و من تبعهم و عن الباقر ۷ في قوله تعالي يؤمنون بالجبت و الطاغوت انّ المراد فلان و فلان و في دعاء صنمي قريش اللّهم العن صنمي قريش و جبتيها و طاغوتيها و سيأتي بعض مايدل علي ذلك في سورة النساء في تلو قوله يؤمنون بالجبت و الطاغوت.

([۱۶۳]) اقول: ان اللّه جلّ‏وعزّ هو السميع العليم لاسميع و لاعليم غيره كمايدل علي ذلك الايات المحلاّت بالالف و اللام كقوله انّ اللّه هو السميع العليم لكن ظهر صفة سمعه في محمد۹ فانه كان يسمع نجويهم في غصب الخلافة و مانكت قلوبهم في نقض الامارة و مايقولون في خلواتهم و لذا اخبر عن حالهم فقال و اذا لقوا الذين امنوا قالوا امنّا و اذا خلوا الي شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزءون و قال و من الناس من يقول امنّا باللّه و باليوم الاخر و ماهم بمؤمنين قال الامام ۷ ان النبي۹لمااقام علياً ۷علماً للناس يوم الغدير و امرهم ببيعتهم له بامرة المؤمنين جعل بعض المنافقين يتواطئون في دفع ذلك عنه فانزل اللّه تلك الاية و انه۹ ايضاً سميع يسمع مايسرّون و مايضمرون و مايسرّ به بعضهم الي بعض من عداوته و عداوة اهل‏بيته و التدبير في ايذائه و ايذائهم و دفع حقهم عنهم مع تجاهرهم و اظهارهم علانية حسبه۹ و حسب اله و اطاعتهم لهم و انّهم من اعوانهم و اوليائهم كل ذلك نفاقاً و مصلحة لانفسهم و يسمع ايضاً مايتناجون بالاثم و العدوان و معصية الرسول و يسمع قولهم في انفسهم لولا يعذبنا لمانقول.

و ظهر صفة علمه في علي ۷ لكن بتعليم النبي۹ فانه۹ قداوتي من عند اللّه علوماً كثيرة ثم علّم تلك العلوم الائمة: ثم هم علّموها سائر الناس كماقال علي ۷كنت اذا سألت رسول اللّه۹ اجابني و اذا سكتّ عنه و فنيت مسائلي ابتدأني فمانزلت علي رسول اللّه۹ اية من القرءان الاّ اقرأنيها و املأها علي فكتبتها بخطّي و علّمني

 

 

 

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۱۱ *»

تأويلها و تفسيرها و ناسخها و منسوخها و محكمها و متشابهها و خاصها و عامها و دعا اللّه ان‏يعطيني فهمها و حفظها فمانسيت اية من كتاب اللّه و لاعلماً املأه علي و كتبته منذ دعا اللّه لي بمادعا و ماترك شيئاً علّمه اللّه من حلال و لاحرام و لاامر و لانهي كان او يكون و لاكتاب منزل علي احد قبله من طاعة او معصية الاّ علمنيه و حفظته فلم‏انس حرفاً واحداً ثم وضع يده علي صدري و دعا اللّه لي ان‏يملأ قلبي علماً و فهماً و حكماً و نوراً فقلت يانبي اللّه بابي انت و امي قددعوت اللّه لي بمادعوت لم‏انس شيئاً و لم‏يفتني شي‏ء مماكتبته أفتخوّفُ علي النسيان فيمابعد فقال لا لست اتخوّف عليك النسيان و الجهل و عن محمد بن مسلم قال سمعت اباجعفر ۷ يقول نزل جبرئيل علي محمد۹ برمّانتين من الجنة فلقيه علي ۷ فقال ما هاتان الرمانتان اللتان في يدك فقال اما هذه فالنبوة ليس لك فيها نصيب و اما هذه فالعلم ثم فلقها رسول اللّه۹ بنصفين فاعطاه نصفها و اخذ رسول اللّه۹ نصفها ثم قال انت شريكي فيه و انا شريكك فيه قال فلم‏يعلم واللّه رسول اللّه۹حرفاً مماعلّمه اللّه عزّوجلّ الاّ و قدعلّمه علياً ثم انتهي العلم الينا ثم وضع يده علي صدره و عن ابي‏جعفر ۷ في اخر خبر و كان علي  7 عالم هذه الامة و انّه لم‏يهلك منا عالم قطّ الاّ خلفه من اهله من علم مثل علمه او ماشاء اللّه و عن عبداللّه بن جندب انه كتب اليه الرضا ۷ امابعد فانّ محمداً۹ كان امين اللّه في خلقه فلماقبض كنا اهل‏البيت ورثته فنحن امناء اللّه في ارضه و عندنا علم البلايا و المنايا و انساب العرب و مولد الاسلام و انا لنعرف الرجل اذا رأيناه بحقيقة الايمان و حقيقة النفاق و انّ شيعتنا لمكتوبون باسمائهم و اسماء ابائهم اخذ اللّه علينا و عليهم الميثاق يردون موردنا و يدخلون مدخلنا ليس علي ملة الاسلام غيرنا و غيرهم و نحن النجباء النجاة و نحن افراط الانبياء و نحن ابناء الاوصياء و نحن المخصوصون في كتاب اللّه عزّوجلّ و نحن اولي الناس بكتاب اللّه و نحن اولي الناس برسول اللّه۹ و نحن الذين شرع اللّه لنا دينه الخبر.

او وجه اختصاص السمع بمحمد۹ و العلم بعلي ۷ لانّ السميع مقدم في الذكر علي العليم لانّه الصفة الحسني العليا الاولي الاقدم كما انّ محمداً۹ هو الصفة الاقدم الاشرف العليا الاولي و العليم بعد السميع و اخس منه بدرجة كما انّ علياً ۷ بعد محمد۹ و ادون منه بدرجة و اما كون العلم من الصفات الباطنية و السمع من الصفات الظاهرية فهو اشرف من السمع فلايضرّ لانّ السمع في الباطن اشرف من العلم لانّ معني السمع في الباطن الاطاعة و الانقياد و العبودية و هو اشرف الصفات و اعليها حتي انّه مقدم علي الرسالة و لذا تقرّ في الصلوة اولاً بعبوديته۹ ثم برسالته فتقول اشهد انّ محمداً عبده و رسوله و استعمال السمع بمعني الطاعة و الانقياد شايع في العرف و اللغة تقول فلان لايسمع كلامي اي لايطيعني و لاتريد منه انه لايسمع الصوت المخرج من فمك و لك ان‏تجعل الفعيل بمعني المفعول كالشهير بمعني المشهور فقوله عزّوجلّ و اللّه سميع اي معبود مطاع في محمد۹ فانّ من اطاعه فقداطاع اللّه و من عبده فقدعبد اللّه قال اللّه سبحانه من يطع الرسول فقداطاع اللّه الاية.

([۱۶۴]) اقول: لايخفي مافي تفسيره اعلي‏اللّه‏مقامه من اللطافة و عجائب الاشارة و غرائب الكناية فمعني اللّه ولي الذين امنوا الاية ولي اللّه ولي الذين امنوا اي علي ۷الذي هو ولي اللّه ولي الذين امنوا و حبيبهم او هو مشتق من الولاية و الاولوية يعني هو اولي بهم من انفسهم و لايكون كذلك الاّ بان‏يكون كلياً و هم انواره و تجلياته فانّ الكلي هو الاولي بالانوار من الانوار و معني اخر الطف يعني اللّه بسبب الولي ولي الذين امنوا سواء كان الولي بمعني الوداد و الولاية و المحبة او بمعني الاولي من قبيل قوله تعالي النبي اولي بالمؤمنين من انفسهم او المعني كل من يريد ان‏يكون اللّه وليه فليتولّ الذين امنوا او المعني انّ اللّه سبحانه لمّاكان ذاتاً احدية بسيطة لاتقترن بشي‏ء و لايقترن اليها شي‏ء و انماتقترن اذا ارادت الاقتران بالظهور و التجلي في الذين امنوا و من اراد ان‏يقترن بها فليقترن بذلك الظهور الاعظم و التجلي الاكرم و كذلك هو اجل و اعظم من ان‏يكون له ولياً او يكون لاحد فوليه هو ولي الذين امنوا و هم ال‏محمد:فانّهم هم المؤمنون حقاً و اذا اراد اللّه ان‏يكون ولياً لاحد فيكون بواسطتهم فكل من يولّه ال‏محمد فقدولاّه اللّه فهكذا يكون اللّه الولي و لايعقل له ولاية بغير ذلك كما لايتعقل انارة النار الغيبية بغير الشعلة و ليس انارة الشعلة كانارة النار الغيبية بل هي نفس انارتها فانّها هكذا اي بالشعلة تنير لا بذاتها و معني اخر انعم و الطف هو انّ كل من يحب الذين امنوا و يتولّهم فاللّه منهم يحبّهم و يتولّهم فانّه هو ظاهر بالولاية للذين امنوا في ظهورات عديدة و انوار كثيرة و ولاية الكل ولاية اللّه فهو للحصر يعني اللّه دون غيره هو ولي الذين امنوا غاية الامر انه يكون الولي من الظهورات و الانوار لا بالذات و معني اخر الطف و هو من باب باطن الباطن و قداشار اليه اعلي‏اللّه‏مقامه كماسيأتي ان‏شاءاللّه و هو ان معني قوله الله ولي الذين امنوا يعني الذين امنوا ولي الذين امنوا يعني المؤمنون بعضهم موالٍ لبعض لانّ الولاية و المحبة لاتحصلان الاّ بين المتجانسين فافهم فانّه من باب باطن الباطن و لايجوز بيانه اكثر ممابان فانّ للحيطان اذاناً و لماذكرنا شواهد عديدة من الايات و الاخبار قال اللّه سبحانه انّ الذين يبايعونك انمايبايعون اللّه و قال و مارميت اذ رميت ولكنّ اللّه رمي و في الزيارة من عرفكم فقدعرف اللّه اي هكذا يبايع اللّه وهكذا يرمي اللّه و هكذا يعرف اللّه.

([۱۶۵]) اقول: ظاهر ظاهر الاية انّ اللّه ولي الذين امنوا اي الذي هو ولي الذين امنوا هو اللّه من قبيل قوله تعالي اللّه هو الولي فالولي هو اللّه الظاهر بالولاية للذين امنوا كما انّ الطاغوت هو ولي الذين كفروا اي الذي هو ولي الذين كفروا هو الطاغوت فالظاهر بالولاية للذين كفروا هو الطاغوت لعنه‏اللّه فان كنت من اهل باطن الباطن فافهم ذلك و لايجوز لي التصريح اكثر من ذلك بل لم‏اعط عبارة تدل علي ذلك فوقها و هذا نهاية مااعطيت من البيان و ليس فوق البيان الاّ المشاهدة و العيان.

ثم اعلم انّه ورد كثيراً في الاخبار تأويل الظلمات بالكفر و ولاية الاعادي و الجهل بالامام ۷ و عدم معرفته و معرفة حقه و بخصوص فلان و فلان و يزيد و معوية و بني‏امية و امثالهم و بالذنوب و ظلمتها و بعذاب اللّه و تأويل النور بالامام الحق من ال‏محمد: و بالائمة: و بخصوص علي ۷ و بنور النبي۹ و بالهادي و الهدي و بالايمان و الاسلام و القرءان و التوبة فعن مناقب ابن شهراشوب عن الباقر ۷ في قوله تعالي و الذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الي الظلمات قال الذين كفروا بالولاية اولياؤهم الطاغوت يعني اعداء علي ۷ و من تبعهم و هم يخرجون الناس من النور النور ولاية علي ۷ فيصيرون الي الظلمة اي ولاية اعدائه و في الكافي عن الصادق ۷في قوله تعالي يخرجونهم من الظلمات الي النور اي من ظلمات الذنوب الي نور التوبة و المغفرة لولايتهم كل امام عدل و قال في قوله سبحانه و الذين كفروا الاية ليس للكافر نور فيخرج منه بل انماعني بهذا انّهم كانوا علي نور الاسلام فلماتولّوا كل امام جائر ليس من اللّه خرجوا بولايتهم ايّاهم من نور الاسلام الي ظلمات الكفر الخبر و عن تفسير العياشي عنه ۷ انّه قال في هذه الاية النور ال‏محمد: و الظلمات عدوهم و عن المناقب عن ابن‏عباس في قوله تعالي و مايستوي الاعمي و البصير و لا الظلمات و لا النور قال انّ الظلمات ابوجهل يعني الاول و النور علي ۷ و في رواية صالح بن سهل الهمداني عن الصادق ۷ في تأويل اية النور انّه قال كظلمات هي فلان و فلان في بحر لجّي يغشيه موج يعني نعثل من فوقه موج يعني طلحة و الزبير ظلمات بعضها فوق بعض معوية و يزيد و فتن بني‏امية الخبر و عن تفسير الامام  7قال في قوله تعالي و تركهم في ظلمات لايبصرون يعني لمّاماتوا و ذهب نور دعويهم الايمان ظاهراً اخذهم العذاب بباطن كفرهم و صاروا في ظلمات عذاب اللّه و عن تفسير القمي في قوله تعالي و يجعل لكم نوراً تمشون به قال يعني اماماً تأتمّون به و في رواية صالح الهمداني عن الصادق ۷في قوله تعالي و من لم‏يجعل اللّه له نوراً فماله من نور قال يعني اماماً من ولد فاطمة۳ فماله من نور يعني فماله من امام يوم القيمة يمشي بنوره و في الاحتجاج عن الباقر ۷قال قال رسول اللّه۹ في خطبة يوم الغدير معاشر الناس امنوا باللّه و رسوله و النور الذي انزل معه معاشر الناس النور من اللّه في مسلوك ثم في علي ثم في النسل منه الي القائم المهدي ۷ .

([۱۶۶]) اقول: و تفصيل هذا التقرير الذي هو قرة عين كل بصير انه لاشك و لاريب انّ اللّه سبحانه حكيم لايلهو و لايلعب و عدل لايجور و لايظلم و عليم يعلم الظواهر و البواطن مختار يختار لنفسه الاخير الاولي قادر علي ابطال من يريد ابطاله و ادحاض حجة من يريد ادحاض حجته مهيمن مطّلع علي دعوي كل مدّعٍ و كذب كل مفترٍ و جميع ذلك من ضروريات المذهب بل الملة فالاله الموصوف بماذكرنا من الصفات لايهدي القوم الظالمين و لايهدي كيد الخائنين البتة و يظهر كذب المفترين و يبطل عمل المفسدين لامحالة فتقرير اللّه و تسديده اعظم دليل علي صدق المدّعي و اعظم حجة لمن يريد ان‏يحتج به و قداحتج به جميع الانبياء و المرسلين علي قومهم كماهو ظاهر علي من تتبع الاخبار و الاثار عن الائمة الاطهار.

([۱۶۷]) اقول: هذا ظاهر الاية و اما باطنها يعني كيف تهدي القلوب الضالة كمااشار اليه اعلي‏اللّه‏مقامه علي ان‏يكون المراد من الموت الضلالة و من الحيوة الهداية كماصرح الي ذلك الشيخ في مرءاة الانوار فقال: «الحق انّ اصل الموت الفقد و الزوال و الانعدام و الميت مايتصف بذلك و لو بوجه فهو حينئذ ميت من ذلك الوجه كمايقال هذه الارض موات اي مفقودة المالك او النبات او الماء و نحو ذلك و يقال للمجنون و الكافر و النائم ميت اي عديم العقل و الفهم و الدين و من ذلك اطلاقه علي المعني المعروف من زوال الروح و يطلق الحيوة و الحي علي ضد كل من ذلك» الي ان قال «و لذا ورد تأويل الميت بالجاهل عن الحق و الولاية الغير العارف بها و بخصوص اعداء الائمة و كل كافر بالولاية و كذا ورد تأويل الميتة بهم و كذا تأويل موت الارض بكفر اهلها و انّ الاماتة عبارة عن ترك الهداية الي الحق و الولاية» انتهي كلامه.

اقول: و من ذلك الباب اطلاق الحي علي المؤمن فانّه قداهتدي و اطلاق الميت علي الكافر فانّه قدضل و هوي فمن بواطن الاحياء الهداية و الارشاد قال الامام ۷ في تفسيره في قوله تعالي و من احياها فكانمااحيي الناس جميعاً قال من ارشده من الكفر الي الايمان فكأنما احيي الناس جميعاً من قبل ان‏يقتلهم بسيوف الحديد و من بواطن الاماتة الاضلال و الموت الضلالة و الميت الضال و من لم‏يعرف هذا الامر قال الباقر۷ في قوله تعالي او من كان ميتاً فاحييناه الاية قال الميت الذي لايعرف هذا الامر و قال الصادق۷ في هذه الاية اي من كان ميتاً لايعرف شيئاً من هذا الشأن و في رواية اخري اي كان جاهلاً عن الحق و الولاية و في فصل‏الخطاب قال علي ۷ و ادني مايكون به العبد ضالاً ان لايعرف حجة اللّه تبارك و تعالي و شاهده علي عباده الذي امر اللّه عزّوجلّ بطاعته و فرض ولايته الخبر و ذلك لان الحيوة الواقعية التي بها تعيش الانسان مدي دهره هي الهداية و الولاية و الموت الحقيقي الذي يؤذي من نتنه اهل السماء و الارض هو موت الضلالة و الجهالة.

([۱۶۸]) اقول: اما قوله اعلي‏اللّه‏مقامه لايتبعون ماانفقوا مناً الي قوله و هو اعظم منّ و اكبر اذية فلانّ ال‏محمد: يتأذون بمعاصينا و اعمالنا القبيحة و افعالنا الشنيعة و شرح ذلك في‏الجملة بحيث لانخرج من وضع الكتاب هو انّ اللّه سبحانه افتتح الايجاد

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۲۰ *»

بمحمد و ال‏محمد: ثم صنع ماصنع بهم فجميع المصنوعات و المخلوقات ظهورهم و نورهم و صنعهم و اثرهم و فضلهم و تمثلهم بجهات العبودية كمايتمثل روحك في العين بالباصرة و في الاذن بالسامعة و في اللسان بالذائقة و في الانف بالشامة و في الاعضاء لاسيما الانملة السبابة باللامسة هذا في الكون و اما في الشرع فالمؤمنون خاصة نورهم و ظهورهم و صنعهم و فضلهم و تمثلهم بجهات العبودية و اما الكفار فهم ظلّ اعدائهم و النور في كل مقام شبح المنير و مثاله و صفته و فعله و عمله و ان كان لتلك الانوار من حيث انفسها جهة انية كماقال جلّ‏وعزّ يا ادم روحك من روحي و طبيعتك علي خلاف كينونتي فماصدر من الخلق من خير و طاعة فهي من ال‏محمّد الذين هم جهة رب هذا الخلق و ماصدر منهم من شر و معصية فهي من انفسهم مااصابك من حسنة فمن اللّه و مااصابك من سيئة فمن نفسك فجميع حسنات الشيعة عملهم: و طاعتهم و لهم: المنّ علينا علي ان‏اجروا ذلك علي ايدينا فعلي ذلك هم ينتفعون بجميع حسنات الشيعة كماانّهم يؤذون بجميع سيئاته و ليس معصية اكبر و اعظم من اذية محمّد و اله الذين هم اصلنا و منيرنا و سادتنا و ليس معصية اكبر من المنّ عليهم اذ لهم المنّ علينا بمااجروا علي ايدينا.

و وجه اخر انّ اللّه سبحانه خلق من شعاع انوار ال‏محمد: شيعتهم فالشيعة شعاعهم و نورهم و بهاؤهم و جمالهم و جلالهم فكلما كان شعاعهم انور و صار بهاؤهم ابهي و جمالهم اجمل و اكمل كان جمالهم يوم القيمة اكثر فهم: بمنزلة الشجرة و الشيعة بمنزلة الورقة التي هي فضول الشجر و فاضله و لاشك انّ نضارة الاوراق و طراوتها كلماكانت اقوي كان جمال الشجرة اكثر و اذا اصفرت الاوراق او سقطت حصل للشجرة نقص و اذي البتة فالشيعي اذا اطاع ربه كان سبب مباهاة محمد و اله و كلماعصي و دنس نفسه بادناس المعاصي و قذرها بقذارة القبايح صار عيباً علي محمد و اله و اذي لهم بل اقول معصية الشيعي معصيتهم و طاعته طاعتهم اما معصيته فقدغفرت له باستغفارهم له و لانفسهم بمالافوق له فبذلك الاستغفار استغفروا للذنوب التي هي ذنوبهم و غفر اللّه لهم و هو قوله انا فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر لك اللّه ماتقدم من ذنبك و ماتأخر فعن الصادق ۷انّه سئل عن هذه الاية فقال ماكان له من ذنب و لاهمّ بذنب ولكنه حمّله ذنوب شيعته ثم غفرها له بالجملة المقصود انّهم: يؤذون بمعاصينا و قبايح اعمالنا و هذه الاعمال التي لنا اذية عظيمة لهم: و اما قوله مطلق عن المنفق عليه فسيأتي شرحه في كلامه.

([۱۶۹]) اقول: قدمرّ اخباره في المقدمة في الفصل الحادي و العشرين.

([۱۷۰]) اقول:  مراده اعلي‏اللّه‏مقامه و يظهر من الخبر ايضاً اطلاقه هذا الخبر المروي عن الباقر ۷ فانّه ۷ استدلّ فيه علي التعميم لمكان الالف و اللام فالجنس المحلي بالالف و اللام يفيد العموم كمايدل عليه هذا الخبر و يدل عليه ايضاً مافي فصل‏الخطاب قال الصادق ۷فقد لابي بغلة فقال لان ردّها اللّه علي لاحمدنّه بمحامد يرضاها فمالبث ان اتي بسرجها و لجامها فلمااستوي عليها و ضمّ اليه ثيابه رفع رأسه الي السماء و قال الحمدللّه و لم‏يزد ثم قال ماتركت و لابقيت شيئاً جعلت جميع انواع المحامد للّه عزّوجلّ فما من حمد الاّ و هو داخل فيماقلت الخبر و قدصرح به جماعة من اهل الفن.

([۱۷۱]) اقول: قدمرّ مراراً وجه ذلك في خلال التفسير لاسيما في الفصل الثاني و العشرين و في تلو قوله سبحانه اياماً معدودات.

([۱۷۲]) اقول: قدمر شرح هذا الدليل في ذيل قوله و اللّه لايهدي الظالمين.

([۱۷۳]) اقول: و ذلك لانّ المثال في كلام اللّه المجيد و كلمات الائمة:عين الممثّل والاّ لماكان يصح التمثيل من جميع الجهات فانّه اذا كان من جميع الجهات عين الممثّل فهو المطلوب غاية الامر انّه من وجه سمّي باسم غير ذلك الاسم و الاّ لايصح التمثيل من تلك الجهة فاللّه سبحانه و رسوله و الائمة: لاحاطتهم علي جميع اطراف الاشياء و علمهم بجميع ذرات وجوداتها يمثلون بمثال هو عين الممثّل من جميع الجهات الاّ من جهة التسمية التي بها امتاز المثال عن الممثّل في‏الجملة بالجملة فالمنفق الذي هو الممثّل فيمانحن فيه هو عين الجنة التي هي المثال و علمت سابقاً ان الاية نزلت في علي ۷فالمنفق هو علي ۷ و هو جنة فعلي ۷ جنة كمايدل علي ذلك ايضاً الاثار و الاخبار عن الائمة الاطهار و قدذكرناها سابقاً لاسيما في الفصل الثالث و العشرين و في ذيل قوله سبحانه اولئك يدعون الي النار و اللّه يدعو الي الجنة.

([۱۷۴]) اقول: الوابل كمافي اللغة هو المطر العظيم و المطر هو ماينزل من السماء و يحيي به الارض الموتي و ينبت به الكلأ و الاشجار و سائر النباتات فهو الرحمة لانّها هي التي تنزل من سماء المشية و تحيي بها القلوب الميتة الجاهلة فهي في الباطن ائمة الهدي: لانّهم نزلوا من سماء مشية اللّه لاجل احياء القلوب الميتة الجاهلة فتأويل الوابل هو الرحمة و باطنه الائمة: لانّهم رحمة اللّه علي الابرار ففي بعض زيارات علي ۷كنت للمؤمنين غيثاً و خصباً و في رواية طارق قال علي ۷ الامام الغيث الهاطل و في الكافي عن الرضا ۷قال الامام السحاب الماطر و عن تفسير العياشي عن الباقر و الصادق و الكاظم: في قوله تعالي و لولا فضل اللّه عليكم و رحمته و قوله تعالي قل بفضل اللّه و برحمته انّ فضل اللّه محمد و رحمته علي۸ .

([۱۷۵]) اقول: في الكافي عن الباقر ۷ في قوله تعالي و يحل لهم الطيبات قال اخذ العلم من اهل الخير و في حديث اخر عن الباقر ۷ ايضاً في قوله تعالي و يحرم عليهم الخبائث قال الخباثة قول من خالف الامام الخبر فالطيبات التي هي ضد الخبائث بحكم المقابلة قول من وافق الامام فهو قول و علم و كسب العلم تعلمه من عالم.

([۱۷۶]) اقول: عن تفسير العياشي عن الباقر ۷ قال الحرث الارض و روي عن الكاظم ۷الحرث الزرع فقوله اعلي‏اللّه‏مقامه من الحرث اي من الزرع و قدجاء الارض بمعني القلب و محل قرار العلم كمافي المرءاة قال «الارض قدورد تأويلها بالدين و بالائمة و بالشيعة و بالقلوب التي هي محل العلم و قراره».

([۱۷۷]) اقول: لاشك و لاريب انّ محمداً و علياً۸ خلقا من نور واحد و طينة واحدة في العالم العلوي ثم قسم ذلك النور في هذا العالم الي قسمين قسم منه و هو الاكبر الاعظم ظهر في هذا العالم من صلب عبداللّه و قسم منه و هو الاصغر ظهر من صلب ابي‏طالب فالقسم الاول صار اية عظمة اللّه و جلاله و كبريائه و قدسه و غناه و تنزهه و خفائه و وحدته و عزته و علوّه و امثال هذه و القسم الثاني صار اية خالقيته و رازقيته و محييته و مميتيته و حميديته و شكوريته و مغفرته و رحمته و امثالها فظهر صفاته التنزهية من القسم الاول و في القسم الاول و ظهر صفاته الفعلية من القسم الثاني و في القسم الثاني و ايضاً ظهر الصفات المتعلقة بالصفات التنزهية من الاول و الصفات المتعلقة بالصفات الفعلية من الثاني و لاشك انّ الغني من متعلقات الصفات التنزهية بل هي بنفسها منها فظهر في محمّد و من محمّد قال اللّه سبحانه و وجدك عائلاً فاغني قال الرضا ۷ و وجدك عائلاً فاغناك بالوحي فلاتسأل عن شي‏ء احداً الخبر فمن اغناه اللّه بالوحي فهو غني كما انّ من افقره فهو فقير و من اذلّه فهو ذليل و من اعزّه فهو عزيز وهكذا و في رواية اخري عنه۷ في قوله و وجدك عائلاً فاغني اي تعول اقواماً بالعلم فاغناهم اللّه بك الخبر فانّ المغني للغير غني بنفسه لامحالة فانّ المعطي للشي‏ء لايكون فاقد ذلك الشي‏ء البتة فاللّه سبحانه بنص ذلك الخبر بمحمّد۹ اغني اقواماً بالعلم فهم اغنياء بعد ان‏اغناهم فالذي اغناهم لامحالة اشدّ غناءً فهو غني و اما الحميد فهو لماكان من متعلقات الصفات الفعلية ظهر في علي ۷ و ذلك لانّ الحميد اما بمعني المحمود فعلي ۷ هو المحمود لظهور تلك الافعال التي يستحق صاحبها الحمد من الرزق و الخلق و الاحياء منه ۷ فهو المحمود او هو بمعني الحامد فهو الحامد لانّه هو من حمد اللّه علي كل حال في الشدة و الرخاء من اي مظهر و مجلي كان فعن تفسير العياشي و القمي و غيرهما ان المراد بقوله التائبون العابدون الحامدون هم الائمة: و انّ الاية نزلت في علي ۷ و فيهم الخبر و قدصرّح صاحب المشكوة فيها بماذهبنا اليه من التأويل حيث قال «و يمكن تأويل الحميد و نحوه في مايناسب بالامام ۷ اذ لاشك انّه حامد و محمود» انتهي.

بالجملة فظهر مماذكرنا انّه ظهر صفة غناء اللّه في محمد۹ و صفة حميديته في علي ۷فاللّه غني عن الخلق في محمّد و حميد و محمود لاهل الولاية في علي ۷ او حامد لهم فيه راضٍ عنهم قال ۷ من لم‏يشكر العبد لم‏يشكر الرب فالواجب شكره و حمده لجميع الخلائق الذين انعم اللّه به عليهم فهو المحمود المشكور و لك ان‏تقول انّه حميد في محمّد۹ علي ان‏يكون الحميد بمعني المحمود و لذلك سمي محمّد او يكون بمعني الحامد و لذلك سمي احمد و قداشار اليه بقوله حميد في محمد۹ .

([۱۷۸]) اقول: و شاهد هذا البطن من الاخبار الخبر المروي عن ابي‏جعفر ۷ في قوله تعالي اتخذوا الشياطين اولياء من دون اللّه قال اتخذوا ائمة دون ائمة الحق و عنه ۷في قوله تعالي ارنا اللذين اضلاّنا من الجن و الانس قال هما و كان فلان شيطاناً الخبر و المراد منه هو الثاني كمافي تفسير القمي عنه ۷ في قوله تعالي و لايصدّنّكم الشيطان قال يعني الثاني و قدمرّ بعض مايدل علي ذلك في الفصل الرابع و العشرين و في ذيل قوله سبحانه و لاتتبعوا خطوات الشيطان و قال بعض العلماء في وجه تسمية الثاني بالشيطان لانّه ولد زنا بل غير الشيعة مطلقاً يخلق من ماء الرجل و ماء الشيطان و ولد الشيطان لامحالة شيطان.

([۱۷۹]) اقول: الفحشاء كل مستقبح من الفعل و القول ثم استعمل في العصيان و كل مانهي اللّه عنه من الذنوب و المعاصي و الكبائر منها و في خصوص البخل في اداء الزكوة و الزنا و الشتم و عدوان الجِوار و سوء العشرة و التظاهر بالقبايح و لاشك انّ اصل جميع ذلك و رأسها و اسّها و امّها مودة الاول و لذلك جعل بطنها هذه و قدورد خصوص النص الصريح في ذلك الخصوص كخبر الباقر  7 في قوله تعالي و ينهي عن الفحشاء الاية قال الفحشاء الاول و المنكر الثاني و البغي الثالث و عموم كثير من الاخبار كخبر داود بن كثير قال قال ابوعبداللّه ۷ يا داود عدوّنا في كتاب اللّه الفحشاء و المنكر و البغي و الخمر و الميسر و خبر المفضل المشتمل علي تأويل الفحشاء و الفواحش ماظهر منها و مابطن الباطن منه ولاية اهل الباطل و الظاهر منه فروع اهل الباطل و خبر محمد بن منصور المذكور فيه انّ جميع ماحرّم اللّه في القرءان من الفواحش ماظهر منها و مابطن الباطن من ذلك ائمة الجور الي غير ذلك من الاخبار الدالة علي مانحن فيه عموماً و قدمر بعض امثال هذه الاخبار في الفصل الثالث و العشرين من المقدمة.

([۱۸۰]) اقول: قدذكرنا مكرراً في تضاعيف الكتاب انّه ابي اللّه ان‏يجري الاشياء الاّ باسبابها و لاشك انّ السبب الاعظم لكل شي‏ء هو الائمة:بواسطة واحدة او بوسائط عديدة او بدونها كمافي خبر ابي‏عبداللّه ۷ ابي اللّه ان‏يجري الاشياء الاّ باسباب فجعل لكل شي‏ء سبباً و جعل لكل شي‏ء شرحاً و جعل لكل شرح علماً و جعل لكل علم باباً ناطقاً عرفه من عرفه و جهله من جهله ذلك رسول اللّه۹ و نحن و في رواية نحن سبب خلق الخلق و في نهج‏البلاغة نحن صنائع اللّه و الخلق بعد صنائع لنا الخطبة ثم لكل فعل و عمل خصوصية بواحد منهم بمعني انّ ذلك الفعل و العمل فيه اغلب و ان كان الباقون مشاركين له فيه ايضاً الاتري انّ فعل الخضوع في ابي‏عبداللّه ۷ اغلب و الشجاعة فيه و في علي۸ اغلب و العبادة في السجاد اغلب و ظهور الرحمة الواسعة من محمد۹اكثر و الرحمة الخاصة من علي ۷ اظهر فالفضل الذي هو الرحمة الواسعة من محمّد ۹ اظهر و المغفرة التي هي العفو و التوبة و الرحمة الخاصة في علي ۷ اظهر فمحمد۹ اية فضل اللّه بل هو عين فضله كمافي الخبر المروي عن ابي‏جعفر ۷ في قوله تعالي ام يحسدون الناس علي مااتاهم اللّه من فضله قال المراد بالفضل في النبي ۹النبوة و الخبر المروي عن الباقر و الصادق و الكاظم في قوله تعالي و لولا فضل اللّه عليكم و رحمته قالوا انّ فضل اللّه محمد۹ و رحمته علي ۷ و علي اية مغفرته و عفوه و كظم غيظه و في بعض زيارات علي ۷ انت الكاظم للغيظ و العافي عن الناس و عن الباقر ۷في قوله تعالي هو اهل التقوي و اهل المغفرة قال التقوي في هذا الموضع النبي۹ و المغفرة علي ۷ الخبر.

و لاشك انّ اللّه لايغيّر مابقوم حتي يغيّروا مابانفسهم فهم لماكانوا في النبي۹مؤمنين باللّه معصومين متحدين فلاجرم تفضل عليهم فيه و جعله اية فضله و رحمته الواسعة و لماكانوا في الولي مشركين مختلفين عاصين غاصبين منكرين كماقال۹ليس الاختلاف في اللّه و لافي و انما الاختلاف فيك ياعلي و قال عمّ يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون قال علي ۷ انا النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون فلاجرم تاب اللّه عليهم و غفرهم فيه ۷ فانّ التوبة بعد المعصية و المغفرة بعد الذنب و هم قدعصوا اللّه فيه فتاب عليهم و غفرهم به فانّ من عُصي ينبغي ان‏يتوب و يقبل التوبة و انّ من خولف ينبغي ان‏يعفو و يغفر و غفران غيره و عفو غيره لاينفع المذنب العاصي كماهو ظاهر بيّن بأدني فكر و تأمل و الحاصل انّ محمداً۹ اية فضل اللّه و اللّه سبحانه هو ذوالفضل العظيم لكن بمحمّد۹ و علي ۷ اية مغفرته و اللّه سبحانه هو الغفور الرحيم لكن بعلي ۷ من عرف مواقع الصفة بلغ قرار المعرفة.

([۱۸۱]) اقول: و ذلك لانّ الخير قدكثر استعماله في الايات و الاخبار بمعني المال و كذا ورد فيها كثيراً انّ المراد منه في الباطن هو الائمة و ولايتهم و معرفتهم قال اللّه تعالي و انّه لحب الخير لشديد اي لحب المال و قال انّي اراكم بخير اي بمال و عن ابي‏عبداللّه ۷ انه قال في قول اللّه عزّوجلّ و كاتبوهم ان علمتم فيهم خيراً قال كاتبوهم ان علمتم لهم مالاً و قال الكاظم ۷ في قوله تعالي و افعلوا الخير الولاية و حقوق ال‏محمد: و في تفسير الامام ۷ في قوله تعالي ان‏ينزل عليكم من خير من ربكم قال قال الرضا۷ انّ اللّه ذم الكفار و النواصب انّهم لايحبون ان‏ينزل عليكم ايها المؤمنون من خير من ربكم اي من الايات الزائدات في شرف محمّد و علي و الهما صلوات‏اللّه‏عليهم و لا ان‏ينزل دليل معجز من السماء يبين عن فضل محمّد و علي الخبر هذا و الحكمة مال لانّ المال هو كل مايقتني و يملك و الانسان الدهري الحقيقي يملك الحكمة و سائر علومه و صفاته و اكتساباته لاغير فهو المال له حقيقة و لذا ورد في اخبار كثيرة تأويله بالعلم و الحكمة قال الصادق ۷ في قوله تعالي و مايغني عنه ماله اذا تردّي قال مايغني عنه علمه اذا مات و سيجنبها الاتقي الذي يؤتي ماله يتزكّي قال المؤمن الذي يعطي العلم اهله.

([۱۸۲]) اقول: هذا اشارة الي انّ «من» هنا للتبعيض و هي تستعمل كثيراً هكذا كماصرح به غير واحد من النحويين و اللغويين.

([۱۸۳]) اقول: الهداية جاءت لمعانٍ عديدة منها اراءة الطريق و الارشاد اليه و منها الايصال الي المطلوب و لم‏يكن علي النبي۹ايصالهم و انّما عليه۹ اراءة الطريق فقوله تعالي انك لاتهدي اي لاتوصل الي المطلوب والاّ فالنبي۹ شأنه الارشاد و ديدنه الهداية و بعث لاجل ذلك فانّه بنص سائر الايات هدي للعالمين و الي ذلك اشار اعلي‏اللّه‏مقامه بتفسيره هديهم بايصالهم دون اراءته طريق اللّه و صراطه و الارشاد الي الحق و الهداية اليه نعم الايصال شأن الولي المباشر المقارن لا النبي المجانب المباعد كمانص عليه بعد قوله ولكنّ اللّه اي الولي يهدي و يوصل من يشاء و لك ان‏تقول انّ الايصال شأن اللّه جلّ‏وعزّ و الاراءة شأن النبي ۹ و لافرق لانّ اللّه هو الموصل لكن بالولي الذي يسوق الي كل مخلوق رزقه و لذلك صار ولياً و خليفة فافهم ان كنت تفهم.

([۱۸۴]) اقول: النفس جاءت لمعانٍ عديدة كمااشرنا اليها سابقاً و من معانيها الحقيقة و بناء علي ذلك فالمعني ماتنفقوا من خير و مال فهو لحقيقتكم و افئدتكم و اصلكم و منيركم و سادتكم و ائمتكم الذين هم محمّد و ال‏محمد: فانّهم اولي بكم و باعمالكم من انفسكم فانّه ان ذكر الخير كانوا اصله و فرعه و معدنه و مأواه و منتهاه و الي ذلك اشار اعلي‏اللّه‏مقامه بقوله «في الاية دلالة علي معني ان ذكر الخير» انتهي و هذا معني لطيف لطيف و يدل عليه اخبار كثيرة ففي الكافي عن عمر بن يزيد قال رأيت مسمعاً بالمدينة و قدكان حمل الي ابي‏عبداللّه ۷ تلك السنة مالاً فردّه ابوعبداللّه ۷فقلت له لم ردّ عليك ابوعبداللّه ۷ المال الذي حملته اليه قال فقال لي انّي قلت له حين حملت اليه المال انّي كنت وليت البحرين الغوص فاصبت اربعمأة الف درهم و قدجئتك بخمسها بثمانين الف درهم و كرهت ان‏احبسها عنك و ان‏اعرض لها و هي حقّك الذي جعله اللّه تبارك و تعالي في اموالنا فقال أو مالنا من الارض و مااخرج اللّه منها الاّ الخمس يا اباسيار انّ الارض كلها لنا فمااخرج اللّه منها من شي‏ء فهو لنا فقلت له انا احمل اليك المال كلّه فقال يا اباسيار قدطيبناه لك و احللناك منه فضمّ اليك مالك و كل مافي ايدي شيعتنا من الارض فهم فيه محلّلون حتي يقوم قائمنا الخبر.

و من معانيها النفس الناطقة الانسانية و مناط فصل الانسان عن سائر انواع الحيوان و بناء علي هذا فالمعني ماتنفقوا من خير و مال فهو لاخوانكم من الشيعة فانّهم صاحب تلك النفس الناطقة القدسية دون غيرهم فانّ غيرهم بهائم الناس كلهم بهائم الاّ المؤمن و المؤمنون كلّهم من نفس واحدة قال تعالي الذي خلقكم من نفس واحدة فانفاق غير الشيعة من غير الاخوان من سائر اقسام الناس غير جائز كمايشهد بذلك الاخبار و صحيح الاعتبار و الاثار ففي فصل الخطاب عن ابي‏عبداللّه ۷ من مثّل مثالاً او اقتني كلباً فقد خرج من الاسلام فقيل له هلك اذاً كثير من الناس فقال انماعنيت بقولي «من مثّل مثالاً» نصب ديناً غير دين اللّه و دعا الناس اليه و بقولي «من اقتني كلباً» مبغضاً لاهل‏البيت اقتناه فاطعمه و سقاه من فعل ذلك فقدخرج من الاسلام الخبر و في الكافي قال ابوعبداللّه ۷ و ماكان لنا فهو لشيعتنا و ليس لعدوّنا منه شي‏ء الاّ ماغصب عليها و انّ وليّنا لفي اوسع ممابين ذه الي ذه يعني بين السماء و الارض ثم تلا هذه الاية قل هي للذين امنوا في الحيوة الدنيا المغصوبين عليها خالصة لهم  يوم القيمة بلاغصب فافهم هذه المعاني اللطيفة و كن من الشاكرين لحق المشايخ المستغفرين لهم اعلي‏اللّه‏مقامهم و رفع في الخلد اعلامهم.

([۱۸۵]) اقول: في الزيارة السلام علي اسم اللّه الرضي و وجهه المضي‏ء و في حديث المفضل انّ اللّه تعالي جعلهم يعني النبي و الائمة سبيله و وجهه الذي يؤتي منه و في خبر قال ۷نحن وجه اللّه قال اللّه تعالي فاينما تولوا فثم وجه اللّه و سئل الباقر ۷عن قول اللّه كل شي‏ء هالك الاّ وجهه قال نحن واللّه وجهه الذي قال و لن‏يهلك يوم القيمة من اتي اللّه بماامر به من طاعتنا و موالاتنا و ذلك الوجه الذي قال اللّه كل شي‏ء هالك الاّ وجهه.

([۱۸۶]) اقول: قدعنونّا فصلاً برأسه في المقدمة و ذكرنا فيه اخباراً كثيرة تدل علي انّ المراد من اللّه في الباطن هو الولي و نذكر هنا بعض الايات التي تدل علي ذلك ففي البقرة اللّه ولي الذين امنوا و في ال‏عمران و اللّه ولي المؤمنين و في الجاثية و اللّه ولي المتقين و في الشوري فاللّه هو الولي و هو يحيي الموتي و هو علي كل شي‏ء قدير و فيها ايضاً و هو الذي ينزل الغيث من بعد ماقنطوا و ينشر رحمته و هو الولي الحميد و في السجدة مالكم من دونه من ولي و لاشفيع و في عنكبوت و مالكم من دون اللّه من ولي و لانصير و في كهف ابصر به و اسمع مالهم من دونه من ولي و لاتشرك في حكمه احداً و فيها هنالك الولاية للّه الحق و في الاحزاب و لايجدون لهم من دون اللّه ولياً و لانصيراً الي غير ذلك من الايات الواردة في هذا المضمار و هي كثيرة جداً.

([۱۸۷]) اقول: وجه جعله اعلي‏اللّه‏مقامه مصداق الذي الاول لانّه هو الذي قدتخبطه الثاني من المس و الشيطان هو الثاني كماعن ابي‏جعفر ۷ كل مافي القرءان و قال الشيطان يريد به الثاني فهو كان متخبطاً ماشياً علي غير طريقة الاستقامة لغصب الخلافة التي هي الطريق المستقيم او كان متخبطاً يعني مضروباً ضرباً شديداً يقال خبطه خبطاً اذا ضربه ضرباً شديداً و قدضرب الثاني الاول ضرباً شديداً حيث اغواه في غصب الخلافة و اي ضرب اعظم و اشدّ و اكثر الماً و وجعاً من هذا الضرب نعوذباللّه منه.

([۱۸۸]) اقول: و المؤيد لذلك التأويل ماورد من تأويل البيع الحرام بولاية الاول كمافي الخبر المروي عن ابي‏جعفر ۷ قال فاسعوا الي ذكر اللّه ذكر اللّه اميرالمؤمنين و ذروا البيع يعني الاول الخبر فاذا كان البيع الحرام هو ولاية الاول فالبيع الحلال هو ولاية علي ۷بحكم المقابلة بل هذا الخبر صريح فيمانحن فيه فانّ البيع الحرام هو الربوا و هو ولاية الاول فالبيع الذي هو مقابل للربوا ولاية علي ۷ و كذا يؤيد المقام بل هو دليل برأسه ايضاً ماورد من تأويل التجارة النافعة التي هي البيع و الشراء و الاخذ و العطاء بعلي ۷ و ولايته قال الصادق ۷ قال علي ۷ انا التجارة المربحة المنجية من العذاب الاليم كماقال سبحانه هل ادلّكم علي تجارة تنجيكم من عذاب اليم و في بعض زيارات علي  7اشهد انّك و عمّك و اخاك الذين تاجرتم اللّه بنفوسكم فانزل اللّه فيكم انّ الله اشتري من المؤمنين انفسهم الاية و ماورد من تأويل التجارة غير النافعة برؤساء المخالفين و طاعتهم و ولايتهم كماقال الباقر ۷ في قوله تعالي و اذا رأوا تجارة يعني الاول او لهواً يعني الثاني و ماورد من الاخبار العامة من قبيل قول الكاظم ۷ فجميع ماحرم اللّه في الكتاب هو الظاهر و الباطن من ذلك ائمة الجور و جميع مااحل اللّه في الكتاب هو الظاهر و الباطن من ذلك ائمة الحق و قوله ۷ في خبر المفضل و اخبرك انّ اللّه احل حلالاً و حرم حراماً الي يوم القيمة فمعرفة الرسل و ولايتهم هو الحلال الي ان قال فعدوّهم هو الحرام المحرم و اولياؤهم هم الداخلون في امرهم الي يوم القيمة فهم الفواحش ماظهر منها و مابطن و الخمر و الميسر و الزنا و الربا فانّ امثال هذه الاخبار بعمومها تدل علي انّ باطن البيع علي ۷ لانّه حلال محلّل و باطن الربوا الاول عليه‏اللعنة لانّه حرام محرم و لك ان‏تأخذ البيع علي تفسير الظاهر من البيعة فاحل اللّه البيع يعني بيعة علي ۷ فانّ المطلق ينصرف الي الفرد الاكمل و الدليل علي حليته حينئذ هو الاخبار التي وردت في الامر بهذه البيعة قال النبي۹معاشر الناس من بايع علياً ۷ فانّمايبايع اللّه يد اللّه فوق ايديهم فاتقوا اللّه و بايعوا علياً و من نكث فانّماينكث علي نفسه.

([۱۸۹]) اقول: الفلو بتشديد الواو و ضم اللام المهر يفصل عن امه لانّه يفتلي اي يعظم و الجمع افلاء كعدو و اعداء و عن بعضهم اذا فتحت الفاء شدّدت الواو و اذا كسرت خففت و في الحديث الرجل يتصدق بالتمرة و نصف التمرة فاربيها كمايربي الرجل فلوه و فصيله الخبر و الدليل علي انّ القرض معروف قول ابي‏عبداللّه ۷ في قوله تعالي لا خير في كثير من نجويهم الاّ من امر بصدقة او معروف قال يعني بالمعروف القرض الخبر و علي انّ كل معروف صدقة خبر ابي‏عبداللّه ۷ عن ابائه قال قال رسول اللّه۹كل معروف صدقة و الدال علي الخير كفاعله و اللّه يحب اغاثة اللهفان.

([۱۹۰]) اقول: انمافسّر اعلي‏اللّه‏مقامه عمل الصالحات بالولاية و البراءة لانّ الصالحات جمع محلي باللاّم يفيد العموم اي جميع الاعمال الصالحة و لاشك انّ الاعمال الصالحة كلها اما من فروع الولاية او البراءة بناء علي انّ الترك ايضاً فعل و عمل فترك الزنا و شرب الخمر و الكذب و الخيانة كلها عمل صالح فافهم.

([۱۹۱]) اقول: و يمكن ان‏يكون ذلك من باب التأويل ايضاً لا الباطن فانّ المراد من الذين امنوا النفوس المطمئنة الراجعة الي ربها راضية مرضية الداخلة في عباد اللّه الذين يمشون علي الارض هوناً فتلك النفوس قدامنت بالهها الذي هو وليها و اولي بها منها و اذعنت له و انقادت له و عملت الصالحات و هي التحلّي بالصفات الربوبية و التخلي عن الصفات العبودية يعني انّها اتصفت بصفاته و تلبست بها بحيث نسيت عن صفات نفسها العبودية بالكلية فاظهرت الرب الولي و افقدت وجوداتها و اوجدت الرب الولي و تركت عن نفسها و انطقت بالرب الولي و من الرب الولي و عن الرب الولي و للرب الولي حتي صارت اياتٍ له علي من دونها من سائر النفوس غير المطمئنة و الطبايع و صارت اولياء و خلفاء عليها و اجتنبت من صفات نفسها و تبرأت منها لانّها عدوه و اقاموا الصلوة يعني خدموا العالي الذي هو العقل الولي فانّه فوقها و اعلي منها و خدمتها له انقيادها عند اوامره و انزجارها عند نواهيه و من المعلوم انّه لاينهي الاّ عماهو خلاف محبته و مشيته و صفاته و لايأمر الاّ بصفاته و اثاره و مافيه محبته فخدمتها للعالي هو اتصافها بالصفات العبودية التي كنهها الربوبية فصارت ارباباً لمن دونها و ائمة لهم و عبيداً منقاداً للعالي الذي فوقها و اتوا الزكوة يعني اعانوا الداني بفضل وجودهم و ضياء نورهم برجوعهم الي قومهم بعد طيّهم الاسفار الثلثة و احذار قومهم و تكميلهم اياهم و اعانتهم و سيرهم بهم الي ربهم الذي هو اعلي منهم و هو العقل فتلك النفوس لهم اجرهم عند ربهم و امامهم و سيدهم و مقتداهم الذي هو العقل لانّه مقدم عليهم في الوجود و علة لهم و مكمّلهم و سبب ايجادهم و اما تذكير الكناية الراجعة اليهم لشعورهم و عقلهم فخاطبهم بخطاب الذكور و اصحاب العقول فقال انّ الذين امنوا و عملوا الصالحات و اقاموا الصلوة و اتوا الزكوة الاية.

([۱۹۲]) اقول: قال الصادق ۷ في قوله تعالي و اما من اعطي و اتّقي قال اعطي الخمس و اتقي ولاية الطواغيت و قال علي ۷ في قوله تعالي هدي للمتقين قال يعني شفاء للمتقين من شيعة محمد و علي صلوات‏اللّه‏عليهما فانّهم اتقوا انواع الكفر فتركوها و اتقوا الذنوب الموبقات فرفضوها الخبر و لاشكّ انّ من اعظم انواع الكفر و اوبق الذنوب محبة عدو اللّه و عدو ال‏محمّد و ولايتهم ففي فصل الخطاب عن ابي‏عبداللّه ۷ من جالس لنا عائباً او مدح لنا قالياً او وصل لنا قاطعاً او قطع لنا واصلاً او والي لنا عدواً او عادي لنا ولياً فقدكفر بالذي انزل السبع المثاني و القرءان العظيم الخبر و قدمر مايدل علي ذلك في قوله و الذين اتقوا فوقهم يوم القيمة و في قوله و الذين قبلكم لعلكم تتقون.

([۱۹۳]) اقول: المراد من رحمته علي الابرار و نقمته علي الكفار علي ۷ فانّه هو رحمة اللّه علي الابرار و نقمته علي الكفار كمافي الخبر و لانّه هو باب باطنه فيه الرحمة و ظاهره من قبله العذاب كمافي خبر اخر و لانّه هو قسيم الجنة و النار فيدخل احبّاءه الجنة و اعداءه النار و الاخبار الواردة في هذا المضمار معني كثيرة من طريق كل من العامة و الخاصة و لنذكر هنا بعض الاخبار من طرق العامة لتعلم صدق مقالتنا و انّ مانذكر من فضائله ۷ هو الذي اعترف به العامة فضلاً عن الخاصة فعن الصواعق المحرقة من كتب العامة عن النبي۹ انّه قال ياعلي انت قسيم النار و الجنة يوم القيمة و في شرف النبي من كتبهم في حديث طويل قال قال النبي۹ هذا علي بن ابي‏طالب

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۴۲ *»

الي ان قال قال هذا مفرّج الكرب عنّي هذا اسد اللّه في ارضه و سيفه علي اعدائه و عن جابر بن عبداللّه الانصاري قال سمعت رسول اللّه۹ يوم الحديبية و هو اخذ بيد علي ۷ قال هذا امير البررة و قاتل الكفرة و في بحرالمعارف من كتبهم ايضاً قال قال النبي۹ اذا كان يوم القيمة يصعد علي ۷ ابن ابي‏طالب علي الفردوس الي ان قال و هو يشرف علي الجنة فيدخل محبّيه الجنة و مبغضيه النار و عن ابن‏عباس قال النبي۹يابن‏عباس عليك علياً ۷ فانّ الحق ينطق علي لسانه و النفاق في مجانبته و انّ هذا قفل الجنة و مفاتيحها و قفل النار و مفاتيحها بيده يدخل من شاء و يعذب من شاء و عن محمد بن الحنفية قال قال النبي۹ انّ اللّه تعالي جعل علياً ۷ قائد المسلمين الي الجنة به يدخلون الجنة و به يعذبون يوم القيمة قلنا كيف ذلك قال بمحبته يدخلون الجنة و ببغضه يدخلون النار و عن ابي‏هريرة في علي ۷ في حديث طويل و جعل اليه يعني علي ۷ قسمة الجنة و النار و عن زيد بن اسلم عن النبي۹ انّه قال في حديث طويل انّه اوتي يعني النبي۹بمفاتيح الجنة و النار فادفعها اليك يعني الي علي ۷ و عن علي ۷ من طريقهم انّه قال انا الذي عندي فصل الخطاب انا قسيم الجنة و النار و قال انا الذي قال لاعدائه القيا في جهنم كل كفّار عنيد و قال انا الذي انشر الاولين و الاخرين انا قاتل الاشقياء بسعي ذوالفقار و محرقهم بالنار و قال انا الذي اظهرني اللّه علي الدين انا منتقم من الظالمين و قال انا الذي حملت النوح في السفينة التي عملها انا الذي انجيت ابراهيم و موانسه انا مونس يوسف في الجبّ و مخرجه و قال انا قاصم فراعنة الاولين و مخرجهم و معذبهم في الاخرين انا معذب الجبت و الطاغوت و مخرجهم و معذب يغوث و يعوق و نسر و قداضلّوا كثيراً و عن مفضل بن عمر قال قلت لابي‏عبداللّه ۷ بماصار علي بن ابي‏طالب صلوات‏اللّه‏عليه قسيم الجنة و النار قال لانّ حبه ايمان و بغضه كفر و انماخلقت الجنة لاهل الايمان و خلقت النار لاهل الكفر فهو ۷قسيم الجنة و النار بهذه العلة فالجنة لايدخلها الاّ اهل محبته و النار لايدخلها الاّ اهل بغضه.

الي غير ذلك من الاخبار التي تدلّ علي انه سبحانه يغفر و ينعم بعلي ۷ و يعذب و ينتقم به ۷ و جميع ماذكرنا من الاخبار هنا كلها من العامة الاّ الخبر الاخير و انمانقلناها منها لئلاينكرها سنّي فضلاً عن شيعي و لتعلم القوم انا لانقول بفضائله اكثر ممايدل عليه اخبار العامة و انماذكرنا الخبر الاخير تيمناً و تبركاً و قدذكرنا سابقاً انّ السر في ذلك انّ من عصي ينبغي ان‏يتاب عليه و من خولف ينبغي ان‏يعفي و من اذنب ينبغي ان‏يغفر و قدعلمت سابقاً انّ اللّه سبحانه عصي و خولف و اذنب في علي ۷ لانّه جلّ‏وعزّ احد لايعقل عصيانه الاّ هكذا و لامخالفته الاّ هكذا فينبغي ان‏يعفو و يغفر و يتوب به لمن تاب و امن و استعفا و استغفر و ان‏يعذب و ينتقم من يعذبه و ينتقم منه به  7 فافهم هذه الدقائق التي لاتجدها في كتاب و لاتسمعها في خطاب اللهم الاّ ماصدر من مشايخنا اعلي‏اللّه‏مقامهم.

([۱۹۴]) اقول: قال الصادق ۷ القرءان جملة الكتاب و الفرقان المحكم منه الواجب العمل به و قال في اخر خبر و الكتاب القرءان المجيد و في القاموس و كل مافرّق بين الحق و الباطل فهو فرقان الخ فبناء علي هذا لايخفي وجه جعله اعلي‏اللّه‏مقامه باطن الفرقان الولاية اذ ليس لنا شي‏ء احكم منه بل هو اصل كل محكم و كل محكم محكم اذا كان قابلاً لها و كل متشابه صار متشابهاً لعدم قبوله اياها فهو الولاية و ايضاً اي مفرّق اعظم بين الحق و الباطل من الولاية و الفرقان هو كل مايفرق بين الحق و الباطل فهو الولاية بل هي المفرّق بينهما دون غيرها فانّ حبّ علي ۷ حسنة لاتضر معها سيئة و بغضه سيئة لاتنفع معها حسنة و لذلك سمّي علي  7 بفاروق الامة و الفاروق الاعظم و الفاروق بين الحق و الباطل ففي البصائر عن علي ۷ قال انا فاروق هذه الامة و ربّيها و ذوقرنيها و في امالي الصدوق عن الباقر ۷قال قال النبي۹ خذوا بحجزة علي بن ابي‏طالب فانه الفاروق بين الحق  و الباطل و قدورد اخبار كثيرة في انّه هو الفاروق الاعظم بالجملة المراد ان باطن الفرقان هو الولاية لانّه المحكم الواقعي الحقيقي الواجب العمل به و لانّه الفارق بين الحق و الباطل و الة تفريقهما و لانّه البرهان الذي لابرهان فوقه و الفرقان البرهان كمافي اللغة و في بعض الزيارات انتم البراهين الساطعة و البراهين الواضحة و البراهين المنيرة.

([۱۹۵]) اقول: الاخبار الدالة علي انّ الائمة: ايات اللّه كثيرة جداً حتي انّه عقد الكليني باباً في ذلك ولكنّا نذكر شطراً منها فمنها قول الباقر ۷ في قوله سبحانه كذّبوا باياتنا كلها يعني الاوصياء كلهم و منها خبر داود الرقّي قال سألت اباعبداللّه ۷عن قول اللّه تبارك و تعالي و ماتغني الايات و النذر هم الانبياء صلوات‏اللّه عليهم‏اجمعين و منها خبر ابي‏بصير عنه ۷ في قول اللّه عزّوجلّ و من اعرض عن ذكري فانّ له معيشة ضنكاً و نحشره يوم القيمة اعمي قال اعمي البصر في الاخرة اعمي القلب في الدنيا عن ولاية علي اميرالمؤمنين ۷ قال و هو متحير في القيمة يقول لم حشرتني اعمي و قدكنت بصيرا قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها قال الايات الائمة: فنسيتها فكذلك اليوم تنسي يعني تركتها و كذلك اليوم تترك في النار كماتركت الائمة: فلم‏تطع امرهم و قال و لم‏يؤمن بايات ربّه ترك الائمة معاندة فلم‏يتّبع اثارهم و لم‏يتولّهم الي غير ذلك من الاخبار الدالة علي ذلك و قدمر شطر منها في المقدمة في الفصل الثالث و العشرين و في البقرة في تلو قوله تعالي و لاتتخذوا ايات اللّه هزواً الاية هذا و لاشك انّ الاية بمعني العلامة و هم ايات اللّه لانّهم علامات جليلة واضحة لعظمة اللّه و قدرته و علمه و لطفه و رحمته دالاّت علي طريق الجنة و الخير بل لانّهم علامات اللّه التي لاتعطيل لها في كل مكان بها عرفه من عرفه و لانّهم مقامات اللّه التي في كل مكان بهم ملأت سماءك و ارضك حتي ظهر ان لااله الاّ انت و لانّهم تجليات اللّه و ظواهره و معانيه فينا كمافي الخبر قال ۷ و نحن ظاهره و معانيه فيكم الخبر و المعاني المظاهر فهي اي المعاني عطف تفسيري.

([۱۹۶]) اقول: قدورد في اخبار عديدة انّ المراد من الارحام في بطن القرءان و تأويله رحم محمّد۹ و هم الائمة فعن كشف‏الغمة و كشف‏الحق عن ابن‏مردويه في قوله تعالي و اولوا الارحام الاية قال ذلك علي۷ لانّه كان مؤمناً مهاجراً ذارحم و عن النصوص عن ابي‏عبداللّه الحسين ۷ قال لماانزل اللّه تعالي هذه الاية اولوا الارحام بعضهم اولي ببعض في كتاب اللّه سألت رسول اللّه۹ من تأويلها فقال واللّه ماعني بها غيركم و انتم اولوا الارحام فاذا متّ فابوك علي اولي بي و بمكاني فاذا مضي ابوك فاخوك الحسن اولي به و عن زيد بن علي ۷ قال في هذه الاية رحم رسول اللّه اولي بالامارة و الملك و الايمان و عن الباقر۷ في قوله تعالي تساءلون به و الارحام قال قرابة الرسول و سيّدهم علي امروا بمودتهم فخالفوا ماامروا به الي غير ذلك من الاخبار و هي كثيرة جداً اكتفينا بماذكرنا اختصاراً.

([۱۹۷]) اقول: اصل العزّة بمعني القوة و الشدة و الغلبة و اللّه سبحانه عزيز يعني غالب قوي لايغلب و قاهر شديد لايضعف و صفته هذه ظهرت في محمّد۹ فانّه الغالب القاهر المنصور قدغلب علي جميع اهل الارض و سخّر العباد و البلاد و لم‏يغصب حق نبوته احد دون علي ۷ فهو في الظاهر مغلوب مظلوم مغصوب الحق مأخوذ عنه الخلافة و السلطنة الظاهرية. اصل الحكمة مامنع من الجهل و القبح و لهذا فسّرها بعضهم بالعدل و العلم و بعضهم بمعرفة افضل الاشياء او افضل العلوم فالحكيم الصانع العالم العادل غير فاعل للعبث و القبيح فهو سبحانه حكيم يعني يصنع مايصنع عن العلم و العدل و لايلهو و لايفعل القبيح و لاشك انّ صفته تلك ظهرت في علي ۷ فانّه الصانع المباشر و هو انزل من صفة العزة بدرجة و ايضاً ظهر حكمته في علي ۷ و اعدائه حيث وسمهم بعلامات الحق و الباطل بحيث لايشتبه امرهم علي احد قال سبحانه و للّه العزة و لرسوله و للمؤمنين فاللّه عزيز و رسوله عزيز و قال في اية اخري لقدجاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ماعنتّم الاية و قال و انّه في امّ‏الكتاب لدينا لعلي حكيم علي تفسير ظاهر الظاهر و في الزيارة انتم حكماء اللّه و ينابيع الحكمة و الذكر الحكيم و قدمر مايدل علي ذلك في البقرة في قوله تعالي انّك انت العزيز الحكيم و في الفصل الثالث و العشرين من المقدمة بالجملة فهو سبحانه هو العزيز لاعزيز سواه ولكن ظهر عزته في محمد۹و هو الحكيم لاحكيم سواه و لكن ظهر حكمته في علي۷ و الدليل علي الحصر الالف و اللام حيث قال هو العزيز الحكيم و قداستدل عليه بهما ايضاً الائمة: كمافي الكافي قال قال ۷جلّ ثناؤه و تقدست اسماؤه يعني اللّه عن ان‏يكون له شبه هو لاغيره ليس كمثله شي‏ء و هو السميع البصير الخبر و هذه الاية كسائر الايات المشتملة علي ذكر الصفات محلاة بالالف و اللام تدل علي توحيد الصفات.

([۱۹۸]) اقول: في الصحاح «الكتاب معروف و الجمع الكتب ثم قال الكتاب الفرض و الحكم و القدر» و في القاموس «الكتاب مايكتب به و التورية  و الصحيفة و الفرض و الحكم و القدر و فيه الكاتب العالم و في غيره هو العالم بالكتابة و صرّح بعضهم بانّ الاصل في تسمية الكتاب انّه بمعني الجمع فانّ الكتب الجمع و الكتاب ماجمع فيه الاشياء» انتهي فالكتاب اسم لماجمع فيه الاشياء فهذا العالم كتاب لانّه قدجمع فيه اشياء كثيرة و هذا الملك اي ماسوي اللّه سبحانه ايضاً كتاب بل هو الكتاب الكبير لانّه قدجمع فيه جميع الاشياء غاية الامر انّ الكتاب علي قسمين تدويني و تكويني و الكتاب التدويني هو هذا الكتاب و الكتاب التكويني علي قسمين كبير و صغير و التكويني الصغير هو الانسان بل كل شي‏ء كتبه اللّه و وضعه اللّه و فرضه و خلقه فهو كتاب صغير علي حسبه في كثرة صغره و قلته و التكويني الكبير هذا العالم اي جميع ماسوي اللّه فانّه كتاب كبير كتبه اللّه و فرضه و وضعه و قدره و جعله و خلقه و اذا كان ماسوي اللّه هو الكتاب فالبسائط هي الكلمات و الحروف و المركبات و المواليد في اي عالم كانت هي الايات التي حصلت من تركيب تلك الكلمات اي البسائط فالايات منها ايات محكمات و هن الخيرات و المبرّات قال اللّه سبحانه و جعلنا ابن مريم و امه اية علي تفسير ظاهر الظاهر و اصلها الائمة: فانّهم ان ذكر الخير كانوا اصله و معدنه و مأواه و منتهاه و منها متشابهات و هن الشرور و الفواحش و اصلها فلان و فلان فانّ عدوهم اصل كل شر و من فروعهم كل فاحشة و قدامرنا بمتابعة المحكمات من الايات الكونية يعني الائمة: و اصحابهم و نهينا عن الاخذ بالمتشابهات يعني فلان و فلان و فلان و اتباعهم.

([۱۹۹]) اقول:  اولواالالباب بمعني ذوي العقول فانّ اللب بمعني العقل و قدورد في الاخبار مايدل علي انّ المراد منهم الشيعة بل في بعضها التصريح بذلك ففي كشف الغمة عن الباقر ۷ قال اولوا الالباب الموصوفون بقوله تعالي الذين يوفون بعهد اللّه و في الكافي عنه ۷قال في حديث و شيعتنا اولوا الالباب و في بعض الزيارات امام اولي الالباب.

([۲۰۰]) اقول: المراد من زيغ القلوب زيغها عن الولاية في الباطن كمايشهد بذلك ماروي عن اميرالمؤمنين و الائمة: في قوله تعالي و اخر متشابهات قال فلان و فلان فاما الذين في قلوبهم زيغ اصحابهم و اهل ولايتهم الخبر.

([۲۰۱]) اقول: قدمرّ اخبار كثيرة في المقدمة في الفصل الثالث و العشرين و في البقرة في ذيل قوله تعالي و من كفر فامتّعه الاية انّ المراد من الكفار في الباطن الخلفاء.

([۲۰۲]) اقول: ذلك بناء علي ان يكون المراد من النار الخلفاء كمايرشد اليه بعض الاخبار و لاشك انّ وقود النار و حطبها الذي يزيد في اشتعالها و ازدياد حرقها و لهبها اعوانها فكذلك حطب نار الخلفاء و وقودهم اعوانهم و اتباعهم لانّهم يعينونهم في نار البغض و الحسد لال‏محمّد: ثم اعلم انّ المراد من المتبوع هو الوالد و التابع هو الولد فالنبي و الائمة: هم الوالدان للشيعة و هم اتباعهم و اولادهم قال۹ انا و علي ابوا هذه الامة يعني الامة المرحومة بالضرورة و ابوالفصيل و الحبتر هما الوالدان للكفار و هم اتباعهم و اولادهم و اشياعهم و قدوردت علي ذلك اخبار كثيرة تركناها لانّها ذكرت مراراً و كراراً سابقاً والحاصل انّ المراد من اموالهم الاموال التي اكتسبوها في ايام ولايتهم و خلافتهم او الاموال التي غصبوها بواسطة توليهم و من اولادهم اتباعهم و اشياعهم الذين ولدت منهم فانّهم جزؤهم و هم الاصل لهم و الولد جزء الوالد كماقال سبحانه و جعلوا له من عباده جزءاً و في الخبر اعداؤنا اصل كل شر و من فروعهم كل فاحشة و هم اولادهم لانّهم كانوا في القوّة و العدم و ولدوا و وجدوا و ظهروا الي الظاهر بتكميلهم و اعانتهم و تقريبهم اسباب خروجهم و ظهورهم كماانّ الولد في القوة في صلب ابيه و يظهر و يولد و يحصل بتكميل الوالدين ايّاه و ابرازهم ايّاه و اظهارهم و تقريبهم اسباب خروجه و ولادته من المقاربة و المزاوجة و غيرهما فهم علي اي حال اولاد لهم لعنهم‏اللّه جميعاً.

([۲۰۳]) اقول: و يدل علي ذلك اخبار كثيرة منها الخبر المروي عن العياشي انّ سيد العابدين قال والذي بعث محمداً۹بالحق بشيراً و نذيراً انّ الابرار منا اهل البيت و شيعتهم بمنزلة موسي و شيعته و انّ عدوّنا و اشياعهم بمنزلة فرعون و اشياعه و منها مافي تفسير فرات بن ابراهيم عن اميرالمؤمنين ۷ انّه قال من اراد ان‏يسأل عن امرنا و امر القوم فانّا و اشياعنا يوم خلق اللّه السموات و الارض علي سنة موسي و اشياعه و انّ عدونا يوم خلق اللّه السموات و الارض علي سنة فرعون و اشياعه الي غير ذلك من الاخبار الواردة في هذا المضمار و فرعون كل عاتٍ و متمرد و ذودهاء و نكر فهو الاول لانّه العاتي المتمرد لا عاتٍ و لامتمرد غيره و جميع العاتين و المتمردين و الملعونين عكوسه و اظلته و اشياعه ففي بعض الزيارات اللّهم العن جوابيت هذه الامة و فراعنتها الرؤساء منهم و الاتباع من الاولين و الاخرين.

([۲۰۴]) اقول:  قدذكرنا انفاً في تلو قوله تعالي انّ الذين كفروا بايات اللّه الاية كلاماً مشبعاً في انّ الحجج: ايات اللّه و ذكرنا له اخباراً كثيرة و لنذكر هنا بعض مايدل علي انّ الشيعة ايضاً ايات اللّه او يكون كناية «نا» لمحمد و اله: فالمراد من اياتنا يعني اياتنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۵۳ *»

نحن معاشر الائمة و لاشك انّ اياتهم:هم الشيعة فانّهم علائمهم و دلائلهم و الاية العلامة و لانّهم هم الذين يخبرون عن صفاتهم: و ينبئون عن احوالهم و يظهرون عن افعالهم و يعربون عن خصالهم بالقول و العمل و العلامة هي التي تخبر عن الشي‏ء و تظهره و تبيّنه هذا و كما انّ الائمة: في عالم الافئدة ظواهر اللّه و معانيه فكذلك الشيعة بالمعني الاعم الذي يشمل الانبياء هم ظواهر اللّه و معانيه و عالم العقول و الارواح ليس ظهور اللّه سبحانه و لاتجلي في ذلك العالم الاّ بهم: فهم علائم اللّه و اياته و ظواهره و انواره و اثاره و مخلوقاته و مذروءاته و صفاته و تجلياته.

ثم اعلم انّ المراد من الشيعة هم الكمّلون الخصيصون قال اللّه سبحانه و انّ من شيعته لابراهيم لا كل من دخل عرصة المسلمين و يدل علي ذلك اخبار كثيرة نذكر واحداً منها اختصاراً قال ۷ و لمّاجعل الي علي بن موسي ولاية العهد دخل اليه اذنه فقال انّ قوماً بالباب يستأذنون عليك يقولون نحن شيعة علي ۷ فقال انا مشغول فاصرفهم فصرفهم الي ان‏جاءوا هكذا يقولون فيصرفهم شهرين ثم ايسوا من الوصول و قالوا للحاجب قل لمولانا انا شيعة ابيك علي بن ابي‏طالب و قدشمتت بنا اعداؤنا في حجابك لنا و نحن ننصرف هذه الكرة و نهرب من بلدنا خجلاً و انفة ممالحقنا و عجزاً عن احتمال مضض مايلحقنا بشماتة اعدائنا فقال علي بن موسي ۷ اءذن لهم ليدخلوا فدخلوا عليه فسلّموا عليه فلم‏يردّ عليهم و لم‏يأذن لهم بالجلوس فبقوا قياماً و قالوا ياابن رسول اللّه ما هذا الجفاء العظيم و الاستخفاف بعد هذا الحجاب الصعب اي باقية تبقي منا قال الرضا ۷اقرءوا مااصابكم من مصيبة فبماكسبت ايديكم و يعفو عن كثير فمااقتديت الاّ بربي عزوجل فيكم و برسول اللّه و باميرالمؤمنين و من بعده من ابائي الطاهرين عتبوا عليكم فاقتديت بهم قالوا لماذا ياابن رسول اللّه قال لدعواكم انّكم شيعة اميرالمؤمنين علي بن ابي‏طالب ۷ ويحكم انّما شيعته الحسن و الحسين و سلمان و ابوذر و المقداد و عمار و محمد بن ابي‏بكر الذين لم‏يخالفوا شيئاً من اوامره و لم‏يرتكبوا شيئاً من فنون زواجره فاما انتم فاذا قلتم انّكم شيعته و انتم في اكثر اعمالكم له مخالفون مقصّرون في كثير من الفرائض و تتهاونون بعظيم حقوق اخوانكم في اللّه و تتقون حيث لايجب التقية و تتركون التقية حيث لابد من التقية لوقلتم انّكم موالوه و محبّوه و الموالون لاوليائه و المعادون لاعدائه لم‏انكره من قولكم ولكن هذه مرتبة شريفة ادّعيتموها ان لم‏تصدّقوا قولكم بفعلكم هلكتم ان لم‏يتدارككم رحمة ربكم قالوا ياابن رسول اللّه انّا نستغفر اللّه و نتوب اليه من قولنا بل نقول كماعلّمنا مولانا نحن محبّوكم و محبّوا اوليائكم و معادوا اعدائكم قال الرضا ۷ فمرحباً بكم يااخواني و اهل ودّي ارتفعوا ارتفعوا فمازال يرفعهم حتي الصقهم بنفسه ثم قال لحاجبه كم مرة حجبتهم قال ستين مرّة فقال لحاجبه فاختلف اليهم ستين مرّة متوالية فسلّم عليهم و اقرأهم سلامي فقدمحوا ماكان من ذنوبهم باستغفارهم و استحقوا الكرامة لمحبتهم لنا و موالاتهم و تفقّد امورهم و امور عيالاتهم و اوسعهم نفقات و مبرّات و صلات و رفع معرّات.

([۲۰۵]) اقول: المراد من اولي الابصار صاحب البصيرة و لاشك انّ صاحب البصيرة الحقيقية هم الائمة: ثم بعدهم شيعتهم قال ابن‏عباس في قوله تعالي هل يستوي الاعمي و البصير انّ البصير اميرالمؤمنين ۷ و في اخبار كثيرة انّهم و شيعتهم اولوا الابصار و يؤيد المقام في‏الجملة ماروي انهم: عين اللّه الناظرة فهم صاحب عين و بصر.

([۲۰۶]) اقول: قدذكرنا انفاً سرّ ظهور العزة في محمّد و منه۹ و الحكمة في علي و منه ۷ و وجه حصرهما فيه سبحانه في صدر السورة في ذيل قوله تعالي لا اله الاّ هو العزيز الحكيم.

([۲۰۷]) اقول: تفسيره اعلي‏اللّه‏مقامه هذه الاية بانّ جميع الدين الذي يدان اللّه به هو التسليم لال‏محمّد: اما في ظاهر العربية فلمكان الالف و اللام في الدين فانّهما لاستغراق جميع الافراد لاسيما بعد التوكيد بـ «انّ» التي هي للتحقيق و التوكيد كمايدلّ عليه الاخبار ففي فصل الخطاب قال الصادق ۷ فقد لابي بغلة فقال لان ردّها اللّه علي لاحمدنّه بمحامد يرضاها فمالبث ان‏اتي بسرجها و لجامها فلمّااستوي عليها و ضمّ اليه ثيابه رفع رأسه الي السماء و قال الحمدللّه و لم‏يزد قال ماتركت و لاابقيت شيئاً جعلت جميع انواع المحامد للّه عزّوجلّ فما من حمد الاّ و هو داخل فيماقلت و فيه ايضاً عن الباقر ۷ في حديث طويل انماقال لاتبطلوا صدقاتكم بالمنّ و الاذي و لم‏يقل بالمن علي من تتصدقون عليه و بالاذي لمن تتصدقون عليه و هو كل اذي الخبر و لانّ الاسلام من الافعال و التسليم من التفعيل و قدجاء كثيراً الافعال بمعني التفعيل ففي فصل الخطاب قال اميرالمؤمنين عليه صلوات المصلين لانسبنّ الاسلام نسبة لم‏ينسبه احد قبلي و لاينسبه احد بعدي الاّ بمثل ذلك الا انّ الاسلام هو التسليم و التسليم هو اليقين الخبر.

و اما في الباطن فلانّ الرجل اذا سلم لمحمد و ال‏محمد و انقاد لهم فهو يكون متديناً بجميع مايدان اللّه به لانّهم لم‏يقصروا في الابلاغ و الارسال و الرجل في التسليم و الانقياد فصار متديناً بجميعها و بيان اخر انّ اصل جميع مايدان اللّه به بل كل مايدان اللّه به هو التسليم لال‏محمّد و حبهم و معرفتهم و الانقياد لهم و عداوة اعدائهم و التخلف عنهم كمافي الكافي انّه سئل ابوعبداللّه ۷ عن الحب و البغض أمن الايمان هو فقال ۷ و هل الايمان الاّ الحب و البغض الخبر و لنورد هنا مثلاً لتوضيح الكلام و بيان المرام فاقول: الصلوة و الزكوة و الجهاد مثلاً من الدين فاذا سلّم الرجل لهم و انقاد فاذا قالوا له صلّ يصلّي لامحالة و اذا قالوا له زكّ يزكّي لامحالة و اذا قالوا له جاهد يجاهد لامحالة و ايضاً من الدين نفس تصديق جميع ماجاء به النبي۹ و الاعتقاد بها و الانقياد له۹فيها جميعها و العمل بحسب ماامر به و الانزجار عمانهي عنه فبناء علي ذلك لايبقي باقية مماامر۹ الاّ انّ المسلّم قدائتمر به و لا باقية ممانهي عنه الاّ و هو قدانزجر عنه و انتهي فالتسليم هو حاوٍ لجميع مايدان اللّه به و انت ان تفكرت و امعنت النظر و فتحت عين البصر رأيت انّ جميع الدين من فروع التسليم و الانقياد لمحمّد و ال‏محمّد : و هو الكلي السائر في تلك الفروعات و الحقيقة المتجلية بها و الاصل الظاهر بها فيها اللّهم مادان ال‏محمد دنّا و ماقال ال‏محمد قلنا اللّهم اجعلنا بين ايديهم كالميت بين يدي الغسال لانتحرك الاّ بتحريكهم و امرهم و لانسكن الاّ بتسكينهم و لاننتهي الاّ بنهيهم قال الصادق ۷ الدين ولاية علي ۷فلاتموتن الاّ و انتم مسلمون لولاية علي ۷ الخبر فالدين هو التسليم للولاية.

بالجملة فقدظهر ممافصّلنا انّ جميع مايدان اللّه به هو التسليم لال‏محمد: و بولايتهم قال اميرالمؤمنين ۷ كمامرّ لانسبن الاسلام نسبة لاينسبه احد قبلي و لاينسبه احد بعدي الاّ بمثل ذلك انّ الاسلام هو التسليم و التسليم هو اليقين و اليقين هو التصديق و التصديق هو الاقرار و الاقرار هو العمل و العمل هو الاداء انّ المؤمن لم‏يأخذ دينه عن رأيه ولكن اتاه من ربّه فاخذه انّ المؤمن يري يقينه في عمله و الكافر يري انكاره في عمله فوالذي نفسي بيده ماعرفوا امرهم فاعتبروا انكار الكافرين و المنافقين باعمالهم الخبيثة الخبر انظر في هذا الخبر الشريف كيف بين انّ جميع مايدان اللّه به هو التسليم و التسليم هو اداء جميع مافرضه اللّه و كتب و العمل بها.

([۲۰۸]) اقول:  قدمرّ بعض ادلته في البقرة في تلو قوله تعالي و هم يتلون الكتاب و سيأتي بعضها هنا.

([۲۰۹]) اقول:  قدمرّ اخبار كثيرة تدل علي ذلك في المقدمة في الفصل الثالث و العشرين و في البقرة في تلو قوله و لاتتخذوا ايات اللّه هزواً.

([۲۱۰]) اقول: فالمعني و مااختلف في علي ۷ الذي جميع الاختلافات فيه اذ ليس الاختلاف في اللّه و لا في و انما الاختلاف فيك ياعلي عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون قال علي ۷ اي نبأ للّه عزّوجلّ اعظم مني الخبر الذين اوتوا الكتاب القرءان من هذه الامة فانّ الكتاب بمعني القرءان الم ذلك الكتاب لاريب فيه قال الباقر ۷الكتاب القرءان المجيد الخبر الاّ من بعد ماجاءهم العلم بنص النبي۹عليه في غدير خم حيث قال من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللّهم وال من والاه و عاد من عاداه و انما اختلافهم لاجل البغي و الظلم عليه لانّه بعد العلم لاعن جهل و اشتباه الامر و الدليل علي هذا المعني مضافاً الي ماذكر مارواه العياشي عن الباقر ۷ قال انّه ۷ قال لحمران انّ ظهر القرءان الذين نزل فيهم و بطنه الذين عملوا بمثل اعمالهم يجري فيهم مانزل في اولئك.

([۲۱۱]) اقول: فالمعني علي الاول فقل يامحمّد انّي اسلمت وجهي للّه و من اتبعن من اوصيائي و شيعتهم ايضاً اقتدي بي و اسلم وجهه للّه و علي الثاني يعني فقل اسلمت وجهي و شيعتي للولي و لمن اتبعن من اوصيائي و شيعتهم الكاملين و  علي الثالث

 

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۶۰ *»

يعني اسلمت وجهي و وجه من اتبعن من الاولياء و الاوصياء للّه و انمااوّلنا اللّه بالولي لقوله سبحانه اللّه ولي الذين امنوا علي تفسير ظاهر الظاهر و قداثبتنا في النحو انّ المبتدأ ينبغي ان‏يكون عين الخبر من جهة حتي يصح الحمل و غيره من جهة حتي يفيد الحمل معني و لاشك انّ الولي عين اللّه من حيث الظهور و التجلي و غيره من حيث العلم و الاحاطة و الكلية كماقال ۷ هو هو ظهوراً و تجلياً و ليس هو هو جمعاً و احاطة فافهم و اغتنم.

و اما وجه جعله اعلي‏اللّه‏مقامه باطن الوجه الشيعة فهو تفسير شريف و تأويل لطيف و تبيين عجيب فانّهم: كمايكونون وجه اللّه و وجهته و جهته كذلك شيعتهم يكونون وجههم و وجهتهم و جهتهم التي امر اللّه بالتوجه اليها و لايمكن ان‏يتوجه الي اللّه و لا اليهم: الاّ بهم رضوان‏اللّه‏عليهم لانّهم بابهم و لايمكن دخول البيت الاّ من بابه و تفصيل ذلك في‏الجملة انّ وجه الانسان اظهر اعضائه و اول مايري منه فهم:وجه اللّه لظهور اللّه منهم و شيعتهم وجههم لظهورهم: منهم و تجليهم فيهم كماتجلي الرب جلّ‏شأنه بهم و فيهم او الوجه بمعني المستقبل من كل شي‏ء و لاشك انّ شيعتهم مستقبلهم و بابهم الذي يؤتي بيوتهم: منهم لا الظهر الذي لايدخل منه الاّ السارق او الوجه من الجاه و القدر و المنزلة و سيد القوم كمايقال فلان وجه وجيه عند قومه اي ذوجاه و منزلة و هو سيدهم فهم اي الشيعة وجه الائمة في سائر الرعية و السيد المنصوب منهم فيهم او هو بمعني اول الزمان كقوله تعالي وجه النهار فهم وجه نهار الوجود في عالم النفوس و اكثر هذه الوجوه مستفادة من الاخبار بل يمكن اطلاق الوجه عليهم بمعني النفس فانّهم انفس الائمة: كما انّ الائمة نفس اللّه القائمة فيه بالسنن و عينه التي من عرفها اطمأن و في خبر طويل قال اللّه تعالي خطاباً للنبي۹ و الائمة:في عالم الذر جعلتكم استقبل بكم و اسأل بكم فكل شي‏ء هالك الاّ وجهي و انتم وجهي لاتهلكون و لايهلك من تولّيكم الخبر و قوله و لايهلك من توليكم نصّ صريح علي مانحن فيه و شاهد بيّن ظاهر فانّ المراد منهم الشيعة الموالون لهم و نصّ فيه انّهم لايهلكون فهم وجه اللّه لانّ كل شي‏ء هالك الاّ وجهه.

([۲۱۲]) اقول: المراد بالكتاب هنا التورية كمافسّره الامام ۷ في تلو اية اخري قال اي التورية المشتمل علي احكامنا و علي ذكر فضائل محمد و اهل‏بيته انتهي فالمراد من الذين اوتوا الكتاب اي التورية علماؤهم كما انّ المراد من الذين اوتوا كتابنا يعني القرءان علماؤنا يعني الائمة و شيعتهم و انّمايشهد بذلك اخبار كثيرة منها قول الباقر ۷ في قوله تعالي فالذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به هم ال‏محمّد و عنه ۷ايضاً في قوله تعالي ليستيقن الذين اوتوا الكتاب قال هم الشيعة و هم اهل الكتاب و هم الذين اوتوا الكتاب او المراد من الكتاب العلم كمافي رواية الصدوق عن الصادق ۷ في قوله تعالي مااصاب من مصيبة في الارض و لا في انفسكم الاّ في كتاب من قبل ان‏نبرأها قال كتابه في السماء علمه بها و كتابه في الارض اعلامنا ليلة القدر فعلي هذا المراد من الذين اوتوا الكتاب هم العلماء لانّهم الذين اوتوا العلم و يدل علي ذلك ايضاً وقوعه في مقابل الاميّين فانّ الامّي الذي لايحسن ان‏يكتب فالمراد منه الجاهل بالكتابة و المراد من الذين اوتوا الكتاب العالم بها بحكم المقابلة ففي المجمع قوله اميّون هو جمع الامّي و الامّي في كلام العرب الذي لا كتاب له من مشركي العرب قيل هو نسبة الام لانّ الكتابة مكتسبة فهو علي ماولدته امه من الجهل بالكتابة و قيل نسبة الي امة العرب لانّ اكثرهم اميّون و الكتاب فيهم عزيزة او عديمة فهم علي اصل ولادة امهم قال اللّه سبحانه منهم اميّون لايعلمون الكتاب الاّ اماني منهم غير امي يعلمون الكتاب ظاهراً و لكن لايعملون بحسبه و الحاصل انّ المراد من الذين اوتوا الكتاب هنا بحسب الباطن علماء اليهود و النصاري و من الاميّين جهالهم.

([۲۱۳]) اقول: هذا الاستنباط من حجية مفهوم الشرط و قداثبتنا في الاصول حجيته و ليس هنا موضع اثباته و الشاهد علي ذلك من الاخبار الخبر المروي عن ابي‏عبداللّه ۷ انه قال انّماقال ابراهيم فاسألوهم ان كانوا ينطقون ان نطقوا فكبيرهم فعل و ان لم‏ينطقوا فلم‏يفعل و قال ۷ايضاً في قوله عزّوجلّ فمن شهد منكم الشهر فليصمه قال ماابينها من شهد فليصمه و من سافر فلايصمه و الخبر المروي عن رسول اللّه۹ كفي بالندم توبة و قال من سرّته حسنته و ساءته سيئته فهو مؤمن فمن لم‏يندم علي ذنب يرتكبه فليس بمؤمن.

([۲۱۴]) اقول: كمايدلّ علي ذلك لفظة يكفرون علي صيغة المضارع الدالة علي الحال او الاستقبال بالذات دون المضي الدالّ علي الماضي و قوله بعد فبشّرهم بعذاب اليم.

([۲۱۵]) اقول: هذا تفسير عجيب و بيان غريب و تأويل لطيف مخصوص بمشايخنا اعلي‏اللّه‏مقامهم و تفصيله في‏الجملة انّ لمحمّد۹ مقامين مقاماً كلياً و مقاماً جزئياً اما الثاني فهو الذي ظهر من صلب عبداللّه و خرج في سنة فلان و فلان و اما الاول فهو الذي كان نبياً و ادم بين الماء و الطين و هو الذي ظهر من جميع الانبياء و المرسلين في كل زمن زمن و قرن قرن و تجلي منهم و بهم للخلق كماتجلي الجسم الكلي المطلق بالاجسام الجزئية و النفس الكلية الالهية بالنفوس الجزئية القدسية و لاشكّ للعارف الحكيم انّه بقتل الكلي يقتل جميع الجزئيات و بافناء المتجلي يفني جميع التجلّيات و

 

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۶۳ *»

باطفاء السراج يطفي جميع الانوار و باخماد المضي‏ء يخمد جميع الاضواء و بانحناء الشاخص ينحني جميع الاظلّة و العكوس في المرايا فلايمكن قتل النبيّين الذين من تجلياته۹ و انواره الاّ بقتله لاسيّما قتل كلّهم المدلول عليه بالالف و اللام اللتين تدلاّن علي العموم و الاستغراق مع انّ نفس صيغة الجمع بفردها تدل علي ذلك في‏الجملة كماتري انّ اطفاء السرج التي في المرايا لايمكن الاّ باطفاء السراج الشاخص الاصلي و اخماد الانوار لايمكن و لايتعقل الاّ باخماد المنير و لو سعيت غاية سعيك و جهدت نهاية جهدك علي اطفاء الانوار من غير اطفاء المنير لماقدرت عليه فقتل جميع الانبياء لايمكن الاّ بقتل محمد۹ فلذا اوّل اعلي‏اللّه‏مقامه النبيّين بمحمد۹ او لانّه۹حقيقة الانبياء و اصلهم و نفسهم و قلبهم و لاشك انّ بقتل الحقيقة و الاصل و النفس و القلب يقتل جميع الاعراض و الفروع و الاعضاء و الجوارح فقتل النبيّين هو قتل حقيقتهم و هو محمّد۹٫

و الشواهد علي ماذكرنا من الاخبار كثيرة منها خبر ابي‏هريرة قال قيل يارسول اللّه متي وجبت لك النبوة قال النبي۹ قبل ان‏يخلق اللّه ادم و نفخ الروح فيه و قال و اذ اخذ ربك من بني‏ادم من ظهورهم ذريتهم و اشهدهم علي انفسهم الست بربكم قالوا بلي فقال انا ربكم الاعلي و محمّد نبيكم و علي اميركم الخبر و هذا الخبر صريح في انّ للنبي۹مقاماً اخر غير المقام الظاهري المتولد في سنة فلان و فلان من صلب عبداللّه بن عبدالمطلب و منها خبر سليمان بن خالد قال سمعت اباعبداللّه ۷ يقول ما من نبي و لا ادمي و لا من انسي و لا جني و لا ملك في السموات الاّ و نحن الحجج عليهم و ماخلق اللّه خلقاً الاّ و قدعرض عليه ولايتنا و احتجّ بنا عليه و في خبر جابر الجعفي عن اميرالمؤمنين ۷ قال دخل سلمان علي علي ۷فسأله عن نفسه فقال ياسلمان انا الذي دعيت الامم كلّها الي طاعتي فكفرت و عذبت في النار و انا خازنها عليهم حقاً اقول يا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۶۴ *»

سلمان انّه لايعرفني احد حق معرفتي الاّ كان معي في الملأ الاعلي قال ثم دخل الحسن و الحسين۸ فقال ياسلمان هذان شنفا عرش رب العالمين و بهما تشرق الجنان و امّهما خيرة النسوان اخذ اللّه علي الناس الميثاق بي و صدّق من صدّق و كذّب من كذّب فهو في النار و انا الحجة البالغة و الكلمة الباقية و انا سفير السفراء قال سلمان لقدوجدتك يا اميرالمؤمنين في التورية كذلك و في الانجيل كذلك بابي انت و امي ياقتيل كوفان واللّه لولا ان‏يقول الناس واشوقاه رحم اللّه قاتل سلمان لقلت فيك مقالاً تشمئز منه النفوس لانّك حجة اللّه الذي به تاب علي ادم و بك انجي يوسف من الجبّ و انت محنة ايوب و سبب تغير نعمة اللّه عليه فقال اميرالمؤمنين أتدري مامحنة ايوب فقال اللّه اعلم و انت يااميرالمؤمنين قال لمّاكان عند الانبعاث للمنطق شكّ ايوب في ملكي فقال هذا خطب جليل و امر جسيم فقال اللّه عزّوجلّ ياايّوب أتشك في صورة اقمته انا انّي ابتليت ادم بالبلاء فوهبته له و صفحت عنه بالتسليم عليه بامرة المؤمنين و انت تقول خطب جليل و امر جسيم فوعزتي لاذيقنّك من عذابي او تتوب الي بالطاعة لاميرالمؤمنين ثم ادركته السعادة بي يعني انّه تاب و اذعن بالطاعة لاميرالمؤمنين صلّي اللّه عليه و علي ذريته الطيبين و في خبر عن علي ۷ انا ذوالقرنين المذكور في الصحف الاولي و عنه ۷ ايضاً انا الذي عندي خاتم سليمان و عنه ۷ايضاً انا ادم الاول انا نوح الاول انا ابراهيم الخليل حين القي في النار انا مونس المؤمنين و في الخبر المشهور انّ لهم مع كل ولي اذناً سامعة و عيناً ناظرة و لساناً ناطقاً و في الخبر اما النبيون فانا و اما الوصيّون فاخي علي الي غير ذلك من الاخبار التي تدل علي انّهم: كليّون و انّهم منير عرصة الايجاد و شمس عالم الامكان و انهم فاعلون من كل شي‏ء مايريدون و ارادتهم ارادة الله و مايشاءون الاّ ان‏يشاء اللّه.

ثم اعلم انّ قتل كل شي‏ء علي حسبه فانّ القتل هو التفريق بين الروح و الجسد و الاعلي و الاسفل فقتل الانسان الظاهري تفريق روحه البخاري عن جسده الظاهري و قتل الانسان الواقعي اخماد نوره و اطفاء ضوئه و اثاره كما انّ قتل السراج اطفاء نوره و قتل المرءاة كسرها فقتل النبيّين الذي يحصل بقتل محمد۹ هو اخماد نوره و اطفاء ضوئه فهو۹يقتل دائماً في كل زمان و اوان علي ايدي منكري فضائلهم و غاصبي حقوقهم و ناصبي شيعتهم و لذلك قال۹ مااوذي نبي قطّ مثل مااوذيت فانّه قداوذي و قتل في كل نبي مرسل و مؤمن ممتحن بل هو۹ قداوذي و قتل بادني اذية و بلية تصيب ادني شيعة من ايدي الكفار و المنافقين و النصاب او المراد من القتل هنا اذاعة السر كماروي من اذاع سرّنا كمن قتلنا قتل عمد لا قتل خطاء او المراد منه اللعن و السب كماروي في قوله تعالي قتل الانسان مااكفره يعني لعن الانسان و في قوله قاتلهم اللّه يعني لعنهم اللّه فالمراد من قوله يقتلون النبيّين يعني يلعنونهم و يسبّونهم و يؤذونهم الي غير ذلك من الوجوه فافهم فقدكشفت السر و هتكت الستر لمن كان له عين.

([۲۱۶]) اقول: وجه دلالة قوله فبشرهم علي انّه في هذه الامة انّه صيغة الامر الحاضر فلابد و ان‏يكون رجال موجودين حاضرين حتي يبشّرهم بعذاب اليم و اما السابقون الماضون فهم قدبشروا به بل هم قدرأوه بعد مضيّهم من هذه الدنيا و ذاقوه و البشارة و الاخبار قبل الوصول اليه.

([۲۱۷]) اقول: النصيب علي مافي اللغة الحظ من الشي‏ء فمعني اوتوا نصيباً يعني اوتوا شيئاً منه دون شي‏ء و لمّا لايمكن الوصول الي الباطن الاّ من الظاهر و مع الظاهر فالباطن مستلزم للظاهر بخلاف الظاهر فانّه لايستلزم الباطن فلايمكن ان‏يكون المراد من النصيب باطنه فلامحالة يكون المراد منه ظاهره و لو كان المراد منه الباطن لقال اوتوا الكتاب ليشمل الظاهر و الباطن و ساضرب لك مثلاً تعقل به ذلك ففي الكافي عن ابي‏الصباح قال قلت لابي‏عبداللّه ۷ ايّهما افضل الايمان او الاسلام فانّ من قبلنا يقولون انّ الاسلام افضل من الايمان قال فقال الايمان ارفع من الاسلام قلت فاوجدني ذلك قال ماتقول فيمن احدث في المسجد الحرام متعمداً قال قلت يضرب ضرباً شديداً قال اصبت قال فماتقول فيمن احدث في الكعبة متعمداً قال قلت يقتل قال اصبت الاتري انّ الكعبة افضل من المسجد و انّ الكعبة تشرك المسجد و المسجد لايشرك الكعبة و كذلك الايمان يشرك الاسلام و الاسلام لايشرك الايمان و في اخر خبر حمران ابن اعين عن ابي‏جعفر ۷ و ساضرب لك مثلاً تعقل به فضل الايمان علي الاسلام أرأيت لو ابصرت رجلاً في المسجد اكنت تشهد انّك رأيته في الكعبة قلت لايجوز لي ذلك قال لوابصرت رجلاً في الكعبة اكنت شاهداً انّه قددخل المسجد الحرام قلت نعم قال و كيف ذلك قلت لانّه لايصل الي دخول الكعبة حتي يدخل المسجد قال اصبت و احسنت ثم قال كذلك الايمان و الاسلام الخبر فالمسلم هنا بمنزلة من اوتي ظاهر الكتاب و المؤمن بمنزلة من اوتي ظاهره و باطنه فلايصل الي الباطن حتي يدخل الظاهر كما انّه لايصل الي دخول الكعبة حتي يدخل المسجد.

و اما تفسيره اعلي‏اللّه‏مقامه الكتاب الاول بالقرءان و الثاني بعلي ۷ فهو من باب الباطن فانّ في الظاهر المراد من الكتاب الاول التورية و الانجيل و من الكتاب الثاني القرءان العظيم و قدذكرنا سابقاً شاهد استعمال الكتاب بمعني القرءان من الاخبار و ان كان ذلك من جهة كثرة الاستعمال لايحتاج الي دليل بل هو كالعلم لهذا القرءان و اما شاهد استعماله علي علي ۷ فخبر النصراني الذي سأل الكاظم ۷ عن تفسير حم والكتاب المبين في الباطن فقال اما حم فمحمد۹ و اما الكتاب المبين فهو علي ۷ و مافي تفسير القمي عن الصادق ۷ في قوله تعالي الم ذلك الكتاب لاريب فيه قال الكتاب علي ۷ و قدمر مايدل علي ذلك في الفصل الثالث و العشرين من المقدمة و في اية و انزل معهم الكتاب بالحق من البقرة.

([۲۱۸]) اقول: و ذلك لانّ ولّي بمعني صار ولياً و تولّي يعني تكلف في صيرورة الولاية اليه فيتولّي يعني صار والياً غصباً فمعني الاية في الباطن الم‏تر الي الذين اوتوا ظاهر القرءان كيف يدعون في الاخرة الي علي ۷ حتي يحكم بينهم فيمااختلفوا في امره و كيف يصيرون والياً و خليفة غصباً فانّ المختلف فيه ينبغي ان‏يحكم فيمااختلفوا فيه كماقدمنا انّ من اذنب ينبغي ان‏يعفو و من عصي ينبغي ان‏يتوب فمن خولف ينبغي ان‏يحكم.

([۲۱۹]) اقول: اليد جاء في اللغة بمعانٍ منها المعني المتعارف اي الكفّ او من اطراف الاصابع الي الكتف و منها الجاه و الوقار و القوة و القدرة و النعمة و الرحمة و الاحسان قال سبحانه و السماء بنيناها بايدٍ اي بقوة كقوله تعالي اولي الايدي اي القوة و عن محمد بن عبيدة قال سألت الرضا ۷ عن قول اللّه تعالي لابليس مامنعك ان‏تسجد لماخلقت بيدي قال ۷ يعني بقدرتي و قوتي و قال  7 نحن يد اللّه الباسطة علي عباده بالرأفة و الرحمة و اليد المنة و الولي هو اليد بجميع هذه المعاني فعلي معناه المتعارف هو يد اللّه لانّه سبحانه به يصنع مايصنع كماقال نحن صنائع اللّه و الخلق بعد صنائع لنا و اما من اليد بمعني الجاه و الوقار فلانّه ظهور جاه اللّه و وجه اللّه في عالم الايجاد و اما من اليد بمعني القدرة و القوة فانّه قدرة اللّه و قوته و مشيته كمافي الاخبار و الزيارات السلام علي اسم اللّه الرضي و وجهه المضي‏ء قال علي ۷ انّ الائمة من ال‏محمّد: قدرة اللّه و مشيته و في تفسير القمي في قوله تعالي لو انّ لي بكم قوة قال القوة القائم ۷ و اما من اليد بمعني النعمة فلانّه۷ نعمة اللّه علي الابرار و نقمته علي الفجار كمافي الخبر.

بالجملة فلاشك انّ المراد من اليد بكل واحد من معانيها هو الولي فعن طارق عن علي ۷كل ماكان في القرءان من اية تذكر فيه العين و الوجه و اليد و نحوها فالمراد منه الولي و الامام و عن المقداد عن النبي۹ انّ علياً ۷ يد اللّه المبسوطة علي عباده بالرحمة و في بعض الزيارات اشهد انّه يدك العليا اليمني و عن بكير بن صالح قال قال الرضا ۷ انّ قوله تعالي قالت اليهود يد اللّه مغلولة غلّت ايديهم و لعنوا بماقالوا بل يداه مبسوطتان الاية نزلت في الواقفية فانّهم قالوا لاامام بعد موسي فردّ اللّه عليهم بقوله بل يداه مبسوطتان و اليد هو الامام في باطن الكتاب الي غير ذلك من الاخبار الواردة في هذا المضمار فالمراد من اليد في الباطن الولي فمعني بيدك الخير يعني بوليك الخير فالخير منه و اليه في الزيارة ان ذكر الخير كنتم اوله و اصله و فرعه و معدنه و مأواه و منتهاه نحن اصل كل خير و من فروعنا كل بر و اعداؤنا اصل كل شر و من فروعهم كل فاحشة.

([۲۲۰]) اقول: قدمرّ اخبار عديدة في البقرة في تلو قوله تعالي و يسخرون من الذين امنوا و في تلو قوله و الذين امنوا و عملوا الصالحات انّ المراد من الذين امنوا المؤمنون بعلي ۷ و كذا مرّ اخبار عديدة في تلو قوله تعالي و للكافرين عذاب مهين انّ المراد من الكافرين الكافرون بعلي ۷ و الساترون لفضائله فالمراد من المؤمنين الشيعة الاثني‏عشرية و من الكافرين اعداء ال‏محمد:فمعني الاية في الباطن لايتّخذ الشيعة و الموالون لال‏محمد: اعداء ال‏محمد:اولياء من دون الشيعة و تدلّ علي هذا المضمون احاديث كثيرة من انواع الابواب فمنها ماروي انّ الاقرار بولاية الاولياء و البراءة من الاعداء من دعائم الدين و منها ماروي في حبّ المؤمن و بغض الكافر و منها ماروي في فضل ولاية الاولياء و البراءة من الاعداء و منها ماورد في مصاحبة الغواة و مجاورة النصاب و محبة بقائهم و قدعنون الاستاد الاعظم اعلي‏اللّه‏مقامه في فصل الخطاب لكل نوع باباً مخصوصاً و ذكر في ذيل كل باب اخباراً جمّة تركناها اختصاراً.

([۲۲۱]) اقول: النفس في اللغة بمعانٍ منها الروح و الجسد و عين الشي‏ء و علي كل واحد من المعاني يصحّ ان‏يكون علي ۷ نفس اللّه كمافي زيارته المروية عن الصادق ۷السلام علي نفس اللّه القائمة فيه بالسنن و عينه التي من عرفها اطمأن و في المناقب عن الرضا ۷في قوله تعالي و يحذّركم اللّه نفسه قال علي۷ خوّفهم به اما علي المعني الاول فلانّه ۷روح اللّه كمافي رواية الثمالي عن الباقر ۷ انه قال انّ اللّه عزّوجلّ تفرد في وحدانيته ثم تكلم بكلمة فصارت نوراً ثم خلق من ذلك النور محمداً و علياً و عترته ثم تكلم بكلمة فصارت روحاً و اسكنها في ذلك النور و اسكنه في ابداننا فنحن روح اللّه و كلمته احتجب بنا عن خلقه و في بعض الزيارات اجري اي اللّه سبحانه فيكم من روحه و في بعضها ايّدكم بروحه و اما علي المعني الثاني و الثالث فلانّه ۷ نفس اللّه و عين اللّه و ظاهر اللّه و تجلي اللّه في الخلق و الجسد هو الظاهر من الشي‏ء كما انّ الروح

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۷۱ *»

باطنه فاذا كان علي ۷نفس اللّه بمعني الروح التي هو الباطن فهو نفس اللّه بطريق اولي بمعني الجسد الذي هو الظاهر و النور و قدورد اخبار عديدة في انّهم: ظاهر اللّه و نوره كماقال اما المعاني فنحن معانيه و ظاهره فيكم و في الزيارة السلام علي نور اللّه الذي لايطفي و قال الباقر ۷في قوله تعالي يريدون ليطفئوا نور اللّه بافواههم الاية قال النور الولاية و عن الكاظم ۷في هذه الاية النور الامامة الخبر.

و سرّ ذلك انّ اللّه سبحانه ذات احدية قدطوت باحديتها جميع ماسواها فليس سواها شي‏ء حتي تقترن به او هو يقترن بها و كذا ليس سواها شي‏ء حتي تنسب اليه او ينسب هو اليها فهو سبحانه لايدرك و لايعرف و لايعبد و لايوصف ثم خلق محمداً و ال‏محمد فخلق بهم جميع ماسويهم و امرهم بمعرفته و جعل محمداً و ال‏محمد اية معرفته و خليفته و ظاهره و نوره فيهم و جعلهم منصوبين لان‏يرجع اليهم جميع الخلق و انّما مثلهم كمثل الشعلة في الجمع فكما انّ النار الغيبية لاتدرك و لاتعرف و لاتوصف و لاتعبد الاّ بالشعلة و الشعلة خليفتها و ظاهرها و نورها و تجسمها و تجسدها بين الاجسام فالشعلة هي النار الظاهرة المتجسدة المتجسمة الغليظة المرئية التي يمكن العلاج بها دون النار الغيبية و النار الغيبية هي التي تعالج لكن بالشعلة و في الشعلة و من الشعلة فكذلك الولي ظاهر اللّه و اللّه الظاهر للخلق المتجلي له به و لم‏اعط عبارة فوق ماذكرت لك و عليك فهم المطلب ان كنت من اهله و الاّ فالستر عنك و عن امثالك اولي و اليق.

و لك ان‏تقول علي اللسان الظاهري انّ اللّه سبحانه لمّاكان منزهاً عن درك الخلق اياه و مبرأً عن توصيفهم له و عن مجانسته معهم فلاجرم خلق في الخلق نفوساً شريفة جعلها نفسه و نسبها الي نفسه و خلق فيها ارواحاً لطيفة فجعلها روحه و نسبها الي نفسه وهكذا خلق عيناً بصيراً و اذناً سامعاً و لساناً ناطقاً و نسبها الي نفسه و سمّاها باسم عينه و اذنه و

 

 

 

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۴۷۲ *»

لسانه فسمّاها بنفس اللّه القائمة فيه بالسنن و عينه التي من عرفها اطمأن و روحه التي من تمسك بها تمسك بروح اللّه وهكذا جعلها عين اللّه و لسان اللّه و اذن اللّه و وجه اللّه و ظاهر اللّه  و جنب اللّه و يد اللّه بالجملة فعلي ۷ هو نفس اللّه التي حذّرنا اللّه ان‏نخالفه او حذرنا اللّه ان لانتّقيَه فيقع علي ائمتنا مايكرهونه من الاذي و السبّ بان‏يصل لذلك الي اخواننا مابه يظلمون و يؤذون و يهلكون فيؤذي بذلك الائمة و يقع عليهم الكراهة قال اميرالمؤمنين التقية من افضل اعمال المؤمن يصون بها نفسه و اخوانه عن الفاجرين او لانتّقيَه من اذاعة السر فيقع علي ائمتنا مايكرهون من القتل فعن ابي‏عبداللّه۷ و تلا هذه الاية ذلك بانّهم كانوا يكفرون بايات اللّه و يقتلون النبيين بغير الحق ذلك بماعصوا و كانوا يعتدون قال واللّه ماقتلوهم بايديهم و لاضربوهم باسيافهم ولكنهم سمعوا احاديثهم فاذاعوها فاخذوا عليها فقتلوا فصار قتلاً و اعتداءً و معصية و عن ابي‏عبداللّه ۷ انّه قال من اذاع علينا شيئاً من امرنا فهو كمن قتلنا عمداً و لم‏يقتلنا خطأً و عن عبدالاعلي قال سمعت اباعبداللّه ۷يقول انّه ليس من احتمال امرنا التصديق له و القبول فقط من احتمال امرنا ستره و صيانته من غير اهله فاقرأهم السلام و قل لهم رحم اللّه عبداً اجترّ مودة الناس الي نفسه حدّثوهم بمايعرفون و استروا عنهم ماينكرون ثم قال واللّه ما الناصب لنا حرباً باشدّ علينا مئونة من الناطق علينا بمانكره فاذا عرفتم من عبد اذاعة فامشوا اليه و ردّوه عنها فان قبل منكم و الاّ فتحملوا عليه بمن يثقل عليه و يسمع منه فان الرجل منكم يطلب الحاجة فيلطف فيها حتي يقضي له فالطفوا في حاجتي كماتلطفون في حوائجكم فان هو قبل منكم و الاّ فادفنوا كلامه تحت اقدامكم و لاتقولوا انّه يقول و يقول فانّ ذلك يحمل علي و عليكم اما واللّه لو كنتم تقولون مااقول لاقررت انّكم اصحابي هذا ابوحنيفة له اصحاب و هذا الحسن البصري له اصحاب و انا امرؤ من قريش قدولدني رسول اللّه۹ و علمت كتاب اللّه و فيه تبيان كل شي‏ء بدأ الخلق و امر السماء و امر الارض و امر الاولين و الاخرين و امر ماكان و مايكون كأنّي انظر الي ذلك نصب عيني الخبر.

[۲۲۲]  اقول: في شرح الزيارة للشيخ الاوحد اعلي‏اللّه‏مقامه ورد في تأويل قوله تعالي و اليه يرجع الامر كله فاعبده مامعناه انّ الضمير في اليه للولي و الضمير في فاعبده للّه و معني ذكر عبادته تعالي بعد ذكر رجوع الامر كلّه الي الولي انّ المراد فاعبد اللّه بهذا الاعتقاد و هذه المعرفة انتهي و فيه و في الصافي عن الكاظم ۷ الينا اياب هذا الخلق و علينا حسابهم فماكان لهم من ذنب بينهم و بين اللّه عزّوجلّ حتمنا علي اللّه في تركه لنا فاجابنا الي ذلك و ماكان بينهم و بين الناس استوهبناه منهم و اجابوا الي ذلك و عوضهم اللّه عزّوجلّ الخبر.

([۲۲۳]) اقول:  قداختصّ اعلي‏اللّه‏مقامه مافي الصدور بالحب و البغض لانّ الصدر هو محل للحب و البغض و ان كان اصل الحب و البغض من القلب ولكن محل اخفائه الصدر قال اللّه سبحانه قدبدت البغضاء من افواههم و ماتخفي صدورهم اكبر و لانّ القلب مقام العرش في عالم الاجسام و الصدر مقام الكرسي و في عالم العقول محمّد۹ مقام عرش ذلك العالم و علي ۷ مقام كرسيه فالكرسي و الصدر مقام علي ۷ في عالم العقول فمحل حبّه و بغضه ۷ هو صدر الانسان لوجوب التناسب بين المحل و الحالّ فيه ففي الكافي عن الباقر ۷ في قوله تعالي انّه عليم بذات الصدور قال اي بماالقوه في صدورهم من العداوة لاهل‏بيتك و الظلم بعدك الخبر بالجملة فعلم مماذكرنا انّ مافي الصدور هو الحب و البغض و اما اختصاص الحب بحبّ علي ۷ و البغض ببغضه لقول الباقر ۷ انّ رسول اللّه۹ قال الروح و الراحة و الرحمة و النصرة و اليسر و الرضوان و المخرج و القرب و المحبة من اللّه و رسوله لمن احب علياً ۷ و ائتمّ بالاوصياء من بعده حقّ علي ان‏ادخلهم في شفاعتي الخبر.

([۲۲۴]) اقول: و هذا الاستنباط من عموم كلمة «ما» لاسيما بعد تفسيرها بـ «من» الجنسية فانّها تشمل الاعمال الدنيوية و البرزخية و الاخروية و الدليل علي دلالة كلمة «ما» علي العموم من الاخبار مافي فصل الخطاب عن ابي‏عبداللّه ۷ الااخبرك بمايجمع لك هذه الاشياء كلها كل ماغلب اللّه عليه من امر فاللّه اعذر لعبده هذا من الابواب التي يفتح كل باب منها الف باب و فيه ايضاً عن احدهما لو لم‏يحرّم علي الناس ازواج النبي۹ لقول اللّه عزّوجلّ و ماكان لكم ان‏تؤذوا رسول اللّه و لا ان‏تنكحوا ازواجه من بعده ابداً لحرم علي الحسن و الحسين لقول اللّه عزّوجلّ و لاتنكحوا مانكح اباؤكم من النساء و لايصلح للرجل ان‏ينكح امرأة جده الي غير ذلك من الاخبار و قدمرّ شطر منها في البقرة في تلو قوله تعالي ياايها الذين امنوا انفقوا ممارزقناكم الاية و المراد من الاعمال الدنيوية مايعمله الانسان من خير او شر باعضائه و جوارحه من غير خيال و قصد و محبة قلبية كأن‏يهيج شهوته بسبب بعض الاغذية المهيجة او غيرها فاتفق له الزنا من غير فكر و خيال و محبة ثم تاب بلامهلة او هاج به الصفراء فغضب من غير قصد و فكر و خيال او احسن الي مؤمن من غير قصد و فكر و انمااحسن اليه بطبعه و هيجان دمه و اما الاعمال البرزخية فهو مايعمله الانسان من خير او شر باحد مشاعره الباطنة كالزنا الصادرة منه بالفكر و الخيال او الاحسان الظاهر منه من فكر و خيال و اما الاعمال الاخروية فهو مايعمله الانسان بقلبه و فؤاده و علامته عدم الندامة و السرور من ذلك العمل.

([۲۲۵]) اقول: قدمرّ شواهد جميع ذلك من الاخبار عن الائمة الاطياب في تضاعيف الكتاب المستطاب و نشير هنا الي بعض منها قال۹ من كنت مولاه فهذا علي مولاه فـاثر علياً علي سواه في غدير خم و لك ان‏تقول مولي مشتق من قوله تعالي النبي اولي بالمؤمنين من انفسهم فالمعني من كنت اولي منه فهذا علي ايضاً اولي منه فهذا نصّ صريح علي ايثاره علياً ۷ علي سواه و منها ماتقرؤ في الزيارة من احبكم فقداحب اللّه و من ابغضكم فقدابغض اللّه و يدل علي انّ الاتباع دليل الحب مزيداً علي الاية و الاخبار الوجدان فانّ كل احد يري في نفسه متابعة محبوبه و ان قصر عن ذلك لقصر محبته فلااقل من هوي متابعته و نيته و قصده و اما كونه سبحانه غفوراً رحيماً بوليه فقدمرّ شرحه مفصلاً معلّلاً بالعقل و النقل في البقرة في ذيل قوله تعالي و اللّه يعدكم مغفرة منه و فضلاً.

([۲۲۶]) اقول: و يرشد الي ذلك قوله بعد فانّ اللّه لايحب الكافرين و قول ابي‏جعفر ۷في خبر زرارة فمن اختار علي اللّه عزّوجلّ و ابي الطاعة و اقام علي الكبائر فهو كافر و قول رسول اللّه۹ طاعة علي ۷ ذلّ و معصيته كفر باللّه قيل يا رسول اللّه۹ كيف يكون طاعة علي ۷ ذلاًّ و معصيته كفراً باللّه قال انّ علياً۷ يحملكم علي الحق فان اطعتموه ذللتم و ان عصيتموه كفرتم باللّه عزّوجلّ و قول ابي‏جعفر ۷ انّ اللّه عزّوجلّ نصب علياً ۷ علماً بينه و بين خلقه فمن عرفه كان مؤمناً و من انكره كان كافراً و من جهله كان ضالاً و من نصب معه شيئاً كان مشركاً و من جاء بولايته دخل الجنة و من جاء بعداوته دخل النار.

([۲۲۷]) اقول: في امالي الصدوق باسناده عن الصادق ۷ قال قال الحسين ۷ واللّه انّ محمداً لمن ال‏ابراهيم و انّ العترة الهادية لمن ال‏محمّد.

([۲۲۸]) اقول:  يعني انّ الذرية من طرف النسل و الصلب و الاب و قدصرّح بذلك غير واحد ففي مرءاة الانوار «الذرية اسم لجميع نسل الانسان من ذكر و انثي» و في القاموس «و الذرية ولد الرجل».

([۲۲۹]) اقول: قدمرّ شرح ذلك مفصلاً سابقاً في سورة البقرة في ذيل قوله تعالي و اللّه سميع عليم.

([۲۳۰]) اقول:  كماروي انّ القرءان نزل علي اياك اعني و اسمعي ياجارة فالسامع لم‏يكن لديهم اذيلقون اقلامهم و اما محمد۹ فهو كان معهم و لديهم فانّه لايخلو منه مكان بهم ملأت سماءك و ارضك حتي ظهر ان لا اله الاّ انت و بمقاماتك و علاماتك التي لا تعطيل لها في كل مكان بها عرفك من عرفك.

([۲۳۱]) اقول: اعلم انّ العبادة لغة الطاعة و هي الانقياد و الخضوع و التذلّل بل هي بمعني الطاعة شرعاً ايضاً ففي الكافي عن الباقر ۷ انّه قال العبادة هي الطاعة فمن اطاع فقدعبد و في تفسير القمي قال قال الصادق ۷ ليس العبادة هي الركوع و السجود و انّما هي طاعة الرجال فمن اطاع مخلوقاً في معصية للخالق فقدعبده و في تفسير الامام ۷في قوله تعالي اعبدوا ربكم اي اطيعوا ربكم من حيث امركم ان‏تعتقدوا ان لا اله الاّ اللّه وحده لاشريك له عدل لايجور و انّ محمداً عبده و رسوله و انّ ال‏محمد افضل ال‏النبيّين و انّ علياً افضل ال‏محمد و قال ۷ في موضع اخر اي اعبدوه بتعظيم محمّد و علي و الهما الائمة: و اطاعتهم و التمسك بهم و بولايتهم.

([۲۳۲]) اقول:  جعل اعلي‏اللّه‏مقامه باطن عيسي عليّاً ۷ لمافي الكافي عن ابي‏بصير قال بينا رسول اللّه۹ ذات يوم جالس اذ اقبل اميرالمؤمنين ۷ فقال له رسول اللّه۹ انّ فيك شبهاً من عيسي بن مريم لولا ان‏يقول فيك طوائف من امتي ماقال النصاري في عيسي بن مريم لقلت فيك قولاً لاتمرّ بملأ من الناس الاّ اخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة قال فغضب الاعرابيّان و المغيرة و عدة من قريش معهم فقالوا مارضي ان‏يضرب لابن‏عمه مثلاً الاّ عيسي بن مريم فانزل اللّه علي نبيّه و لمّاضرب ابن مريم مثلاً و مافي الصافي عن سلمان الفارسي رضي‏اللّه‏عنه قال بينا رسول اللّه۹جالس في اصحابه اذ قال انّه يدخل عليكم الساعة شبيه عيسي بن مريم فخرج بعض من كان جالساً مع رسول اللّه۹ ليكون هو الرجل فدخل علي بن ابي‏طالب ۷فقال الرجل لبعض اصحابه اما رضي محمّد ان فضّل علياً علينا حتي يشبهه بعيسي بن مريم و مافيه ايضاً عن النبي۹يدخل من هذا الباب رجل اشبه الخلق بعيسي فدخل علي فضحكوا من هذا القول فنزل و لمّاضرب ابن مريم الايات.

و اما تفسير احسّ في الحديث بسمع و رأي فلانّ احساس النبي هو السمع و الرؤية و ليس المراد من السمع السمع الذي يسمع الاصوات الظاهرية الذي هو من الخصائص الحيوانية بل المراد منه النكت في الاذن الذي هو من خصائص الانبياء و لذلك سمّوا بها في الاخبار و الزيارات ففي زيارة علي ۷ اشهد انّك اذن اللّه السميعة التي حازت المعارف العلويّة و كذلك المراد من الرؤية ليست الرؤية بالعين الظاهرية التي تري الاجسام بل المراد منه رؤية القلب الذي هو ايضاً من خصائص الانبياء كماقال علي ۷لم‏تره العيون بالمشاهدة و العيان و لكن رأته القلوب بحقيقة الايمان لعلّي نقلته بالمعني.

([۲۳۳]) اقول:  انماجعل باطن الحواريين الشيعة لانّهم شيعة عيسي و من شعاعه و نوره او المراد منهم مطلق الشيعة كماهو ظاهر العبارة حيث اطلق الشيعة من غير اضافة الي شي‏ء لاسيما بعد تحلّيه بالالف و اللام ففي الكافي عن الصادق ۷ قال انّ حواري عيسي كانوا شيعته و انّ شيعتنا حواريّونا و ماكان حواري عيسي باطوع له من حوارينا لنا الخبر و قدمر انفاً مادل علي انّ المراد من عيسي في البطن علي ۷ فالمراد من الحواريين شيعته قال الكفعمي «اصل هذا الاسم لاصحاب عيسي المختصين به و كانوا اثني‏عشر ثم صار مستعملاً فيمن اشبههم من الاصدقين» قال صاحب مرءاة الانوار بعد ذكره اخباراً كثيرة «و علي هذا يمكن تطبيق ايات الحواريين علي الائمة: و شيعتهم فلاتغفل».

([۲۳۴]) اقول: الدليل علي انّ المسلمين بمعني المسلّمين قول علي ۷الاسلام هو التسليم الخبر فالمسلم هو المسلّم و قول الباقر ۷ انّ الدين عند اللّه الاسلام قال التسليم لعلي ۷بالولاية قال في مرءاة الانوار «السلم و السلام و التسليم و الاسلام و المسلمون و مايفيد هذا المفاد» الي ان قال «و اصل المعني في الجميع الانقياد و المتابعة و ترك المخالفة و الاذي» الي ان قال «و السلام التسليم ايضاً يقال سلّمت سلاماً و تسليماً و يقال سلمت وجهي للّه اي اخلصت عبادتي له و اطعته فيماامرني به و نهاني عنه و لهذا سمّي هذا الدين الاسلام و بالجملة يرجع الجميع الي التسليم و السلامة و لايخفي انّه لايتحقق التسليم للّه و لرسوله و لا السلامة من العذاب و لا من الشرك و الشك الاّ بقبول الولاية و اطاعة الائمة و التسليم لهم و انّ التسليم لهم التسليم للّه سبحانه و به يحصل الاسلام و يستحق السلامة و السلام و انّ من لم‏يعترف بولايتهم ليس بمسلم و ان اقرّ بالنبي۹».

([۲۳۵]) اقول: قدمرّ انفاً مايدل علي ذلك في المقدمة في الفصل الرابع و السابع و سيأتي مايدل علي ذلك في ذيل قوله تعالي و اذا قيل لهم تعالوا الي ماانزل اللّه و الي الرسول في سورة النساء.

([۲۳۶]) اقول: قدذكرنا في الفصل الرابع من المقدمة جملة مشبعة يستفاد منها وجه هذا البيان الشريف.

([۲۳۷]) اقول: لاشكّ انّ رجوع الاناسي الي الائمة: في الاخرة فانّهم خلفاء اللّه في ارض ملكه و ظواهر اللّه و معانيه ففي الزيارة اياب الخلق اليكم و حسابهم عليكم و في نهج البلاغة اياب الخلق الينا و حسابهم علينا و الاخبار بهذا المضمون كثيرة و قدمرّ شطر منها في ذيل قوله تعالي و الي اللّه المصير هذا و قداتّصل بـ «الي» ياء المتكلم الدالة علي نفس المتكلم فرجع الخلق الي نفس المتكلم فان قلنا انّ المتكلم هو اللّه من لسان محمد فلاشكّ انّ الائمة نفس اللّه كمافي الزيارة السلام علي نفس اللّه القائمة فيه بالسنن و عينه التي من عرفها اطمأن و ان قلنا انّ المتكلم هو محمد۹ لانّ الكلام يظهر من فيه و من لسانه فلاشكّ ايضاً انّهم انفس محمّد۹ بدليل اية المباهلة باجماع الفريقين كل ذلك مضافاً الي قوله تعالي كمابدأكم تعودون و لاشك انّ بدء النفوس الناطقة الجزئية من النفس الكلية الالهية التي هي مقام الولي فعودها و رجوعها اليها كما انّ رجوع النفس الكلية الالهية الي العقل الكلي الذي هو مقام النبوة الكلية و هو اول تجلٍ من اللّه سبحانه و دون ذلك التجلي هذا المتجلي اي النفس الكلية الالهية التي منها خلقت الموجودات و اليها تعود فهي مقام الباء و اللوح كما انّ التجلي الاول مقام الالف و القلم و المشية و الارادة فهذه النفس هي اول صادر من المشية و هي حقيقة العالم و هي المشار اليها في حديث اميرالمؤمنين ۷ قوة لاهوتية و جوهرة بسيطة حية بالذات اصلها العقل منه بدءت و عنه وعت و اليه دلّت و اشارت و عودتها اليه اذا كملت و شابهت و منها بدءت الموجودات و اليها تعود بالكمال فهي ذات اللّه العليا و شجرة طوبي و سدرة المنتهي و جنة المأوي من عرفها لم‏يشق و من جهلها ضلّ سعيه و غوي الخبر فتبين و ظهر مماذكرنا انّ بدأ الموجودات من النفس الكلية الالهية التي هي مقام الولاية الكلية فعودها و مرجعها اليها و اما خصوصية القائم عجل‏اللّه‏فرجه فلانّه يظهر بالسيف و القتل و الحكومة بين المختلفين في الولاية و لانّه هو العذاب الذي يعذب اللّه علي يده المنافقين و الكافرين و الناكثين للبيعة و لذلك اوّل العذاب و النار به ۷ و اصحاب النار باصحابه في اخبار عديدة.

([۲۳۸]) اقول: الصالحات جمع محلّي باللام يفيد العموم اي جميع الصالحات و لاشكّ انّ الاعمال الصالحة اما من فروع الولاية و هي التي امر بها في الشرع فهي الواجبات و المستحبات و اما من فروع البراءة و هي التي نهي عنها فهي المحرمات و المكروهات فمن عمل بالولاية و البراءة فقدعمل بجميع الواجبات و المستحبات و انتهي عن جميع المحرمات و المكروهات فذلك الرجل هو الذي عمل بجميع الصالحات بناء علي ان‏يكون النهي و الترك ايضاً عمل و شي‏ء كماروي النفي شي‏ء و قدمرّ شرح ذلك ايضاً في ذيل قوله تعالي انّ الذين امنوا و عملوا الصالحات في البقرة.

([۲۳۹]) اقول: انماجعل اعلي‏اللّه‏مقامه و رفع في الخلد اعلامه باطن الذكر الحكيم علياً ۷لمافي بعض زيارات علي ۷ السلام عليك ايها الذكر الحكيم و في رواية طارق بن شهاب عن علي ۷ قال انّ الائمة من ال‏محمد الذكر الحكيم و في اخر سورة حمعسق انّه علي حكيم كمافي اول سورة زخرف و انّه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم.

([۲۴۰]) اقول: قدورد الاخبار علي كل واحد من المعنيين فالمعني الاول بناء علي ان‏يكون المراد من الحق علي۷ و المعني الثاني بناء علي ان‏يكون المراد من ربّك علي ۷ففي تفسير القمي في قوله تعالي و لو اتّبع الحق اهواءهم قال الحق رسول اللّه و علي۸ و عن تفسير الفرات عن الصادق ۷ قال قال علي ۷ في بعض خطبه و اللّه انا الحق الذي امر اللّه به فماذا بعد الحق الاّ الضلال و عن القمي في تفسير قوله تعالي في سورة الكهف و لايشرك بعبادة ربه احداً انّ الصادق  7 قال اي لايتخذ مع ولاية ال‏محمد غيرهم و عن العياشي انّ الصادق ۷قال في هذه الاية يعني التسليم لعلي ۷لايشرك معه في الخلافة من ليس له ذلك و لا هو من اهله و عن القمي ايضاً في تفسير قوله تعالي في سورة الزمر و اشرقت الارض بنور ربها انّ الصادق ۷قال رب الارض يعني امام الارض و عن سليمان بن قيس عن علي ۷ انّه قال في حديث له في الرجعة انا رب الارض الذي يسكن الارض به و قدمرّ مايدل علي ذلك في ذيل قوله تعالي تلك ايات اللّه نتلوها عليك بالحق في البقرة و في الفصل الحادي و العشرين من المقدمة و غيرهما.

([۲۴۱]) اقول: و هو مصدر قصّ الخبر قصاً و قصصاً بيّنه و اعلمه علي وجهه فهذا من باب تفسير الظاهر.

([۲۴۲]) اقول: قدذكرنا وجه جميع ذلك في سورة البقرة في ذيل قوله تعالي انّك انت العزيز الحكيم و قوله انّه هو التواب الرحيم و غيرهما.

([۲۴۳]) اقول: قدورد اخبار عديدة بل مستفيضة بل متواترة معني تدلّ علي جواز اطلاق لفظ الجلالة و الاله و الرب علي الائمة: و نحن نذكر ان‏شاءاللّه من كل نوع اخباراً يحصل لك منها العلم بذلك فعن الاحتجاج عن علي ۷ انّه قال في حديث له طويل انّ قوله تعالي و هو الذي في السماء اله و في الارض اله و قوله و هو معكم اينماكنتم و قوله مايكون من نجوي ثلثة الاّ هو رابعهم فانّمااراد بذلك استيلاء امنائه بالقدرة التي ركبها فيهم علي جميع خلقه و انّ فعله فعله و عن تفسير العياشي عن ابي‏بصير قال سمعت اباعبداللّه ۷يقول و لاتتخذوا الهين اثنين انما هو اله واحد يعني بذلك و لاتتخذوا امامين انما هو امام واحد و عن كنزالفوائد للكراجكي عن ابي‏عبداللّه ۷ في قوله تعالي ءاله مع اللّه بل اكثرهم لايعلمون قال اي امام هدي مع امام ضلال في قرن واحد و عن جابر قال سألت الباقر ۷ من قوله تعالي و من الناس من يتخذ من دون اللّه انداداً يحبّونهم كحبّ اللّه قال هم اولياء فلان و فلان اتخذوهم ائمة من دون الامام الذي جعله اللّه للناس اماماً و عن مناقب ابن شهراشوب عن الباقر ۷في قوله تعالي لقدسمع اللّه قول الذين قالوا انّ اللّه فقير الاية قال هم الذين يزعمون انّ الامام يحتاج منهم الي مايحملون اليه و عن القمي في تفسير قوله تعالي في سورة الكهف و لايشرك بعبادة ربه احداً انّ الصادق ۷ قال اي لايتخذ مع ولاية ال‏محمد غيرهم و عن الامام ۷ في تفسيره عن علي بن الحسين عن النبي۹ قال ياعباد اللّه اتّبعوا علياً بامر اللّه و لاتكونوا كالذين اتخذوا ارباباً من دون اللّه تقليداً لجهال ابائهم الكافرين فانّ المقلد دينه من لايعلم دين اللّه يبوء بغضب من اللّه و يكون من اسراء ابليس الي غير ذلك من الاخبار التي تدلّ علي انّ المراد من الارباب في الباطن الائمة فهم امروا ان لايتخذ بعضهم بعضاً ائمة باجماع و شوري كمافعلوا بعد رحلة النبي۹في سقيفة بني‏ساعدة فجعلوا ابابكر اماماً و خليفة من دون الولي ۷ .

([۲۴۴]) اقول:  قدورد اخبار كثيرة في انّ المراد من الذين امنوا الائمة: و كذا ورد اخبار عديدة علي انّ المراد منهم الشيعة ففي الكافي عن الصادق ۷ في هذه الاية هم الائمة: و من اتبعهم و في المجمع قال اميرالمؤمنين ۷ انّ اولي الناس بالانبياء اعملهم بماجاءوا به ثم تلا هذه الاية و قال الصادق ۷ مامن اية في القرءان اولها ياايها الذين امنوا الاّ و علي بن ابي‏طالب اميرها و قائدها و شريفها و اوّلها و قال الباقر ۷في قوله تعالي انما وليكم اللّه و رسوله و الذين امنوا هم الائمة و عن الصادق ۷ في قوله تعالي و سيري اللّه عملكم و رسوله و المؤمنون قال ۷ ايّانا عني و عنه ۷ في قوله تعالي الذين امنوا و عملوا الصالحات قال اميرالمؤمنين و اصحابه.

و اما الدليل علي انّ المراد من المؤمنين الشيعة الكاملون مضافاً الي مامرّ قول ابي‏جعفر ۷قال بينا رسول اللّه۹ في بعض اسفاره اذ لقيه ركب فقالوا يارسول اللّه فقال ماانتم فقالوا نحن مؤمنون يارسول اللّه قال فماحقيقة ايمانكم قالوا الرضا بقضاء اللّه و التفويض الي اللّه و التسليم لامر اللّه فقال رسول اللّه۹ علماء حكماء كادوا ان‏يكونوا من الحكمة انبياء فان كنتم صادقين فلاتبنوا مالاتسكنون و لاتجمعوا مالاتأكلون و اتقوا اللّه الذي اليه ترجعون.

([۲۴۵]) اقول: الضلالة ضد الهداية و قدذكرنا سابقاً انّ المراد من الهداية الهداية الي الولاية فالمراد من الضلالة بحكم المقابلة الضلالة عن الولاية قال في المرءاة «الضلالة و ساير مشتقاتها متعلقة بالولاية ففي كتاب الغيبة عن الصادق ۷قال انّ كل من خالف الائمة ضالّ مضلّ تارك للحق و الهدي و في امالي الصدوق عن سليم بن قيس قال قلت لاميرالمؤمنين ۷ ماادني مايكون الرجل به ضالاً قال ان لايعرف من امر اللّه بطاعته و فرض ولايته الخبر و في تفسير الامام ۷ انّ الضالين الذين ضلوا عمن دلّ اللّه عليه بدلالته و اختصه بكرامته الواصفين له بخلاف صفاته الخبر».

([۲۴۶]) اقول: و الدليل علي تلك البواطن ماعن المناقب لابن شهراشوب عن الصادق ۷في قوله تعالي قدجاءكم الرسول بالحق من ربكم قال في ولاية علي ۷ و فيه عنه ۷قال انّ ولاية علي الحق اليقين و من اكابر العامة عن علي ۷ ناجيت النبي اثني‏عشر نجوات لمّاانزلت اية النجوي فكان منها انّني سألته ما الحق قال الاسلام و القرءان و الولاية اذا انتهت اليك و في الكافي عن الصادق ۷ في قوله تعالي و ات ذاالقربي حقّه قال و كان علي ۷ منهم و كان حقّه الوصية التي جعلت له و الاسم الاكبر و ميراث العلم و اثار علم النبوة و عن الصادق ۷ في قوله تعالي و تواصوا بالحق قال بولاية علي ۷ و عن جابر قال سألت اباجعفر ۷ و يريد اللّه ان‏يحقّ الحق بكلماته قال تفسير ذلك في الباطن انّه يريد و لم‏يفعله بعد و قوله ان‏يحقّ الحق حق ال‏محمّد: و عن علي ۷ في بعض خطبه واللّه انا الحق الذي امر اللّه به فماذا بعد الحق الاّ الضلال هذا فاذا ظهر من تلك الاخبار انّ المراد من الحق في الباطن امر الولاية و حق علي۷ و ولايته و نشر فضائله فالمراد من الباطل ولاية الاعداء و امرهم و انكار فضائل علي ۷بحكم المقابلة التي بينه و بين الحق قال الصادق ۷ في قوله تعالي الذين كفروا و اتبعوا الباطل قال هم الذين اتبعوا اعداء علي و ال‏الرسول۹ الخبر.

([۲۴۷]) اقول: تفسيره اعلي‏اللّه‏مقامه قوله لاتؤمنوا بقوله لاتصدّقوا لانّ الايمان في اللغة بمعني التصديق و الاذعان قال في المرءاة «اما الايمان فهو في اللغة بمعني التصديق و الاذعان و شرعاً هو كذلك بالنسبة الي التوحيد و النبوة و الامامة» فهو علي تفسير الظاهر.

([۲۴۸]) اقول: الاخبار متضافرة في انّ المراد من يد اللّه في الباطن ولي اللّه فعن طارق عن علي ۷ انّه قال في حديث له كل ماكان في القرءان من اية تذكر فيه العين و الجنب و اليد و نحوها فالمراد منها الولي و الامام و عن النبي۹ انّ علياً يد اللّه المبسوطة علي عباده بالرحمة و في بعض زياراته ۷ اللّهم صلّ علي . . . يدك العليا اليمين و في حديث المفضل انّ القائم ۷ اذا ظهر يمدّ يده المباركة فتري بيضاء من غير سوء و يقول هذه يد اللّه.

([۲۴۹]) اقول: و الدليل علي انّ بطن الرحمة ولاية علي ۷ و محبته و موالاته و طاعته و الايتمام به كثير جداً نذكر منها بعضها فعن الباقر ۷ عن ابيه عن جده: قال خرج رسول اللّه۹ذات يوم و هو راكب و خرج علي ۷ و هو يمشي فقال له يا اباالحسن اما ان‏تركب اذا ركبت و تمشي اذا مشيت الي ان قال و انّ فضلك لمن فضلي و انّ فضلي لفضل اللّه و هو قول اللّه عزوجلّ قل بفضل اللّه و برحمته فبذلك فليفرحوا ففضل اللّه نبوة نبيكم و رحمته ولاية علي بن ابي‏طالب  7 فبذلك اي بالنبوة و الولاية فليفرحوا يعني الشيعة هو خير ممايجمعون يعني مخالفيهم من الاهل و المال و الولد في دار الدنيا و في تفسير الامام ۷ في قوله تعالي قل بفضل اللّه و برحمته الاية قال قال لي رسول اللّه۹فضل اللّه القرءان و العلم بتأويله و رحمته توفيقه لموالاة محمّد و اله الطيّبين و معاداة اعدائهم و عن الصادق ۷ انّه قال في قوله تعالي و لذلك خلقهم قال اي للرحمة خلقهم اي الشيعة و قال و الرحمة التي يقول طاعة الامام ۷ و عن الباقر ۷في قوله تعالي قل بفضل اللّه و برحمته قال الاقرار بنبوة محمد۹ و الايتمام بعلي ۷الي غير ذلك من الاخبار.

([۲۵۰]) اقول: الكناية في بعهده اما ترجع الي اللّه المذكور سابقاً او الي من في من اوفي و هو نفس الوافي فالمعني علي الاول بلي من اوفي بعهد اللّه الذي اخذه عليه في عالم الذر و علي الثاني بلي من اوفي بعهده الذي اخذه اللّه عليه في عالم الذر و علي الاول نزل قوله تعالي ينقضون عهد اللّه ففي تفسير الامام ۷ في هذه الاية ينقضون عهد اللّه قال اي عهد اللّه المأخوذ عليهم بالربوبية و لمحمّد۹ بالنبوة و لعلي بالامامة و لشيعتهم بالجنة و الكرامة من بعد ميثاقه و علي الثاني قوله تعالي و الموفون بعهدهم اذا عاهدوا ففي التفسير المزبور في هذه الاية قال ۷ و من اعظم عهودهم ان لايستروا مايعلمون من شرف من شرّفه اللّه و فضل من فضّله اللّه و ان لايضعوا الاسماء الشريفة علي من لايستحقها من المقصّرين و المسرفين الضالّين المضلّين الخبر.

([۲۵۱]) اقول: عن الصادق ۷ في قوله تعالي و اما من اعطي و اتقي قال اعطي الخمس و اتقي ولاية الطواغيت و عن علي ۷ في قوله تعالي هدي للمتقين قال يعني شفاء للمتقين من شيعة محمّد و علي۸ فانّهم اتقوا انواع الكفر فتركوها و اتقوا الذنوب الموبقات فرفضوها و اتقوا اظهار سر اللّه و اسرار الائمة فكتموها و اتقوا ستر العلوم عن اهلها ففيهم نشروها الخبر و لاشك انّ من اعظم انواع الكفر و من اوبق الذنوب عداوة اللّه و ولاية اعدائه و قدمرّ مايدل علي ذلك في البقرة في ذيل قوله تعالي و الذين اتقوا فوقهم يوم القيمة.

([۲۵۲]) اقول: و الدليل علي انّ المراد من العهد عهد اللّه المأخوذ عليهم في علي ۷ قول الصادق ۷ في قوله تعالي اوفوا بالعهد انّ العهد كان مسئولاً قال العهد مااخذ النبي۹علي الناس في مودّتنا و طاعة اميرالمؤمنين ۷ ان لايخالفوه و لايتقدموه و لايقطعوا رحمه و اعلمهم انّهم مسئولون عنه و قول الباقر ۷ في قوله تعالي الذين يوفون بعهد اللّه و لاينقضون الميثاق قال اي المأخوذ عليهم في الدين بولاية علي ۷ يوم الغدير و مافي تفسير العياشي عنه ۷في قوله تعالي اوفوا بعهدي اوف بعهدكم قال اوفوا بولاية علي ۷اوف لكم بالجنة و قدمرّ في سورة البقرة في ذيل قوله تعالي انّ الذين يكتمون ماانزل اللّه من الكتاب و يشترون به ثمناً قليلاً مادلّ علي انّ المراد من الثمن القليل ولاية الخلفاء.

([۲۵۳]) اقول: و الدليل علي انّ المراد من الاخرة علي و ولايته خبر مفضّل بن عمر قال قلت لابي‏عبداللّه۷ في قوله تعالي بل تؤثرون الحيوة الدنيا قال ولايتهم و الاخرة خير و ابقي قال ولاية اميرالمؤمنين انّ هذا لفي الصحف الاولي صحف ابراهيم و موسي و عن ابي‏بصير عن ابي‏عبداللّه ۷ قال سألته عن قول اللّه عزّوجلّ من كان يريد حرث الاخرة قال معرفة اميرالمؤمنين ۷ و الائمة نزد له في حرثه قال نزيده منها.

([۲۵۴]) اقول: روي القمي عن ابي‏عبداللّه ۷ في هذه الاية قال مابعث اللّه نبياً من لدن‏الاّ و يرجع الي الدنيا فينصر اميرالمؤمنين ۷ و هو قوله لتؤمنن به يعني رسول اللّه۹و لتنصرنّه يعني علي ۷ الخبر.

([۲۵۵]) اقول: يدل علي انّ بطن الدين علي ۷ مافي مناقب ابن‏شهراشوب عن الباقر ۷في قوله تعالي فمايكذّبك بعد بالدين قال الدين علي ۷ و في بعض زياراته ۷ يادين اللّه القويم و في بعضها السلام علي الدين المأثور و عن الصادق ۷ في قوله تعالي اقيموا الدين قال اي الامام.

([۲۵۶]) اقول: لاشك انّ هذا هو معني النبي و الرسول فانّ النبي و الرسول هو الذي ينبئ عن اللّه و يخبر عنه و يكون مرسلاً من عنده و يعرض حاجات الخلق عليه و يدعو لهم و يناجي عنهم بل هذا هو معني «پيغمبر» باللسان الفارسية فانّه اما مخفّف «پيغام‏آور» او مخفف «پيغام‏بر» قال ۷ انا لسان اللّه الصادق و في فقرة الزيارة اشهد يارب انّه لسانك الناطق بامرك و لسانك الناطق بكل ماكان من الامور و المبيّن بماكان و مايكون.

([۲۵۷]) اقول: قدمرّ مايدل علي ذلك في البقرة في ذيل قوله تعالي يؤمنون بماانزل اليك و سيأتي شطر منها في سورة النساء في تلو قوله تعالي و اذا قيل لهم تعالوا الي ماانزل اللّه و الي الرسول الاية.

([۲۵۸]) اقول:  قال علي ۷ لانسبنّ الاسلام نسبة لم‏ينسبه احد قبلي و لاينسبه احد بعدي الاّ بمثل ذلك انّ الاسلام هو التسليم و التسليم هو اليقين الخبر و عن المناقب عن الباقر ۷في قوله تعالي انّ الدين عند اللّه الاسلام قال التسليم لعلي ۷ بالولاية و عن الصادق  7في قوله تعالي ثم لايجدوا في انفسهم حرجاً مماقضيت و يسلموا تسليماً قال اي لعلي بن ابي‏طالب ۷ .

([۲۵۹]) اقول: عن تفسير الامام ۷ في قوله عزّوجلّ و لقدانزلنا اليك ايات بينات قال يعني دالاّت علي صدقك في نبوتك مبيّنات عن امامة علي اخيك و وصيك موضحات عن كفر من شكّ فيك او في اخيك و فيه في قوله جلّ‏شأنه من بعد ماجاءتكم البينات  من قول رسول اللّه۹ و فضيلته و اتتكم الدلالات الواضحات الباهرات علي انّ محمداً الدالّ علي امامة علي نبي صدق و دينه دين حق و عنه ايضاً في قوله سبحانه الذين يكتمون ماانزلنا من البينات قال اي في صفة محمد و صفة علي و خلّته الي غير ذلك من الاخبار و الايات الدالة علي انّ المراد من البينات النصوص و الدلائل و الشواهد علي علي ۷و امامته و ولايته.

([۲۶۰]) اقول: فمن اتبع غير علي ۷ فهو ظالم لانّ الظلم لغة وضع الشي‏ء في غير موضعه و هو وضع الاتباع الذي هو لمحمّد و ال‏محمد في غير موضعه و هم اعداؤهم او هو ظالم لانّه اضرّ نفسه بمتابعة غير علي۷ و الظالم هو من اضرّ بنفسه او هو ظالم لانّه اضرّ عبد اللّه و اذاه و انكره و هو علي ۷ و الظالم هو من اضرّ بالغير الي غير ذلك من الوجوه و لذلك اطلق الظالم علي الخلفاء التاركين لمتابعة علي ۷ و من حذا حذوهم و سلك طريقتهم فعن كنزالفوائد عن الباقر ۷ انّه قال في حديث له انّ رسول اللّه۹ قال لعلي۷ انت يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الظلمة و الظلمة هم الذين يحسدونك و يبغون عليك و يمنعونك حقّك بعدي الخبر و روي في تفسير قوله تعالي يوم يعضّ الظالم علي يديه انّ المراد منه الاول و علي من يتعد حدود اللّه قال اللّه سبحانه و من يتعدّ حدود اللّه فاولئك هم الظالمون.

([۲۶۱]) اقول: كمايرشد الي ذلك ايضاً خبر المعراج قال ۷ فيه من جحد ولاية النبي۹و علي ۷ و عدل عنهما كان عند اللّه من الكافرين الضالين.

([۲۶۲]) اقول: مراده اعلي‏اللّه‏مقامه من الخبر هذا الخبر المزبور انفاً.

([۲۶۳]) اقول: باطن الاية اول امام محمول موضوع مختص بمحمد و ال‏محمد : هو علي ۷الذي قداستقر في موضع يبكون الناس حوله و كان قبله ائمة هداة كالانبياء و الاوصياء غير موضوعين لمحمد و اله لانّهم ادون منهم و كذا كان قبله ائمة ضلال غير موضوعين لمحمد و اله: حال كون هذا الامام مباركاً و هدي للعالمين او المعني اول امام موضوع مختص بمحمد و ال‏محمد: الذي فيه البركة و الهداية و الرحمة هو علي ۷ و ان كان قبله ائمة هداة كالانبياء السابقين و الاوصياء السالفين لكنهم غير موضوعين لمحمد و ال‏محمد لانّهم ادون منهم و الامام هو السابق الاعلي الاقدم فهم غير موضوعين لهم و انّماوضعوا لسائر الخلق او كان قبله ائمة مضلة مهلكة ولكنّه اول امام وضع مختصاً بمحمد و ال‏محمد: مباركاً فيه الهدي و الرحمة و البركة كمادلّ علي المعني الاخير الخبر المزبور و علي اي حال فلنذكر شواهد هذه البطون من اخبار الائمة الاطهار فعن تفسير فرات بن ابراهيم عن الباقر ۷ نحن بيت اللّه و البيت العتيق و بيت الرحمة و اهل‏بيت النبوة و عن مناقب ابن‏شهراشوب عن الباقر ۷ عن علي ۷في قوله تعالي ليس البر ان‏تأتوا البيوت الاية قال نحن البيوت التي امر اللّه تعالي ان‏تؤتي من ابوابها نحن باب اللّه و بيوته التي يؤتي منه لمن تابعنا و اقرّ بولايتنا فقداتي البيوت من ابوابها و من خالفنا و فضّل علينا غيرنا فقداتي البيوت من ظهورها الي غير ذلك من الاخبار و قدمر شطر منها ايضاً في البقرة في تلو قوله تعالي و أتوا البيوت من ابوابها الاية فاذا ثبت بلاغبار لمن له اعتبار انّ ال‏محمد: هم البيوت الموضوعة فعلي ۷ هو اول بيت وضع للناس لانّه اول امام مخصص بمحمد و ال‏محمد: قال رسول اللّه۹ انّ علياً ۷ بيت اللّه الذي من دخله كان امناً من النار.

و اما الدليل علي انّ المراد من الناس في الباطن محمد و ال‏محمد فقول ابي‏جعفر  7في خبر بريد العجلي في قوله تعالي فاذا لايؤتون الناس نقيراً نحن الناس الذين عني اللّه و النقير النقطة التي في وسط النواة ام يحسدون الناس علي مااتاهم اللّه من فضله نحن الناس المحسودون علي مااتانا اللّه من الامامة دون خلق اللّه اجمعين و قال ۷نحن الناس و شيعتنا اشباه الناس و سائر الناس نسناس و الاخبار الدالة علي انّ المراد من الناس فيمايناسب في بطن القرءان ال‏محمد: اكثر من ان‏تعدّ.

([۲۶۴]) اقول: كمايدل علي ذلك الخبر المزبور المروي في تفسير الايات فتأمل تجده هكذا.

([۲۶۵]) اقول: فالمعني فيه ايات بينات و تلك الايات مقام ابراهيم و انّ من دخله كان امناً فانّه ايضاً من ايات البيت.

([۲۶۶]) اقول: و ذلك لانّ للعالم اطلاقات كثيرة منها ماسوي اللّه سبحانه اياًكان و هو المراد هنا فالمعني انّ اللّه سبحانه غني عن جملة الموجودات و كل الكائنات لايحتاج الي احد ممن هو سواه ابداً ابداً.

([۲۶۷]) اقول: الاخبار من الطرفين متظافرة في شهود الكفار و المنافقين و حضورهم حين نصب رسول اللّه۹ علياً ۷ في غدير خم فعن ابي‏عبداللّه ۷ انّه قال في خبر طويل فلمّارجع رسول‏اللّه۹ من حجة الوداع نزل عليه جبرئيل فقال ياايها الرسول بلّغ ماانزل اليك من ربك و ان لم‏تفعل فمابلّغت رسالته و اللّه يعصمك من الناس انّ اللّه لايهدي القوم الكافرين فنادي الناس فاجتمعوا فامر بسمرات فقمّ شوكهن ثم قال رسول اللّه۹ ياايها الناس من وليكم و اولي بكم من انفسكم فقالوا اللّه و رسوله فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللّهم وال من والاه و عاد من عاداه ثلث مرات فوقعت حسكة النفاق في قلوب القوم و عن عمر بن الخطاب قال نصب رسول اللّه۹ لعلي علماً فقال من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللّهم وال من والاه و عاد من عاداه و اخذل من خذله و انصر من نصره اللّهم انت شهيدي عليهم فقال كان في جنبي شابّ حسن الوجه طيّب الريح فقال ياعمر لقدعقد رسول اللّه۹ عقداً لايحلّه كذا و كذا الاّ منافق فاحذر ان‏تحلّه فقلت يارسول اللّه انّك حيث قلت في علي كان في جنبي شابّ حسن الوجه طيب الرائحة فقال كذا و كذا قال نعم ياعمر انّه ليس من ولد ادم لكنه جبرئيل اراد ان‏يؤكد عليكم ماقلته في علي.

([۲۶۸]) اقول: يدل علي انّ المراد من ايات اللّه في الباطن فضائل علي ۷ مافي تفسير الامام ۷ من تفسير الايات بالايات الدالة علي صدق محمّد علي ماجاء به من الاوامر و النواهي و من اخبار القرون السالفة و علي ماادّاه الي عباد اللّه من ذكر تفضيله لعلي ۷و ذريته الطيّبين و خير الفاضلين بعد محمد۹ و من تفسيرها بالايات المنزلة بنبوة محمد و امامة علي و الطاهرين من ذريته هذا و الاية بمعني العلامة و لاشك انّ اول ماتجلي به الوجود الحق جلّ‏شأنه هو الوجود المطلق جلّ‏جلاله ثم الوجود المقيد فالوجود المقيد نور الوجود المطلق و فضله و ايته و علامته و الوجود المطلق نور الوجود الحق جل‏شأنه و فضله و ايته و علامته فعلامات الوجود المطلق و اياته و فضائله اعني الوجودات المقيدة ايات و علامات للوجود الحق جل‏شأنه هذا علي لسان التأويل و اما علي لسان الباطن ففي عالم الكون جميع ماسوي اللّه من انواع الموجودات و اقسام الكائنات ايات اللّه و علاماته و فضائله و انواره لانّها مخلوقاته و المخلوق اية الخالق و علامته و لاشك انّه جل‏شأنه اول ماتجلي تجلي بنوره الاعظم و تجليه الاكرم و هو علي  7 ثم هو تجلي في الكون بجميع المخلوقات و جملة الكائنات فانّها بقضّها و قضيضها من نوره و ظهوره و فضله فالكل فضائله و اياته و هو فضل اللّه و ايته و علامته فجميع فضائل علي ۷ ايات اللّه و علائمه يعني جميع الموجودات فانّ الكل في هذا العالم فضائله و انواره و اما في عالم الشرع ففضائله جميع الخيرات و جملة المبرات و هي ايات اللّه و علاماته فايات اللّه هي فضائل علي ۷ و انواره يعني جميع الخيرات هذا علي لسان الحكمة و اما علي لسان الظاهر ففضائل علي ۷ صفاته العليا و اسماؤه الحسني و محامده العظمي و محاسنه الكبري و هي ايات اللّه و علاماته لانّه خالقها و بارئها فافهم.

و اما قوله اعلي‏اللّه‏مقامه في قلوبكم رسوله تأويله يعني الروح البخاري هو رسول الروح الملكوتي و مخبر عنه في قلوبكم يعني في اللحم الصنوبري الصلب المسمي بالقلب فانّ انبعاثه منه و اما باطنه يعني محمّد۹ الذي هو رسول الرب جل‏جلاله و نبيه في قلوبكم و افئدتكم فانّه۹ من جنس قلوب الشيعة كمايؤمي الي ذلك قوله سبحانه قل انما انا بشر مثلكم يوحي الي انّما الهكم اله واحد و خبر ابي‏حمزة الثمالي قال سمعت اباجعفر ۷يقول انّ اللّه عزّوجلّ خلقنا من اعلي عليّين و خلق قلوب شيعتنا مماخلقنا منه و خلق ابدانهم من دون ذلك و قلوبهم تهوي الينا لانّها خلقت مماخلقنا منه ثم تلا هذه الاية كلاّ ان كتاب الابرار لفي عليين و ماادراك ماعليون كتاب مرقوم يشهده المقربون و اما تأويل باطنه يعني العقل الذي هو الرسول الباطن و الحجة الباطنة في قلوبكم قال ۷ انّ للّه سبحانه علي الناس حجتين حجة ظاهرة و حجة باطنة اما الحجة الظاهرة فالانبياء و الرسل و اما الحجة الباطنة فالعقول.

([۲۶۹]) اقول: الشاهد علي انّ الصراط في الباطن هو الولاية اخبار كثيرة منها قول الصادق ۷في قوله تعالي عن الصراط لناكبون قال عن ولاية علي ۷و منها قول علي بن الحسين۸ في قوله تعالي يهدي من يشاء الي صراط مستقيم يعني بولاية علي ۷و قول الباقرين۸ في قوله تعالي اهدنا الصراط المستقيم قالا دين اللّه الذي نزل به جبرئيل و في رواية دين اللّه الولاية الي غير ذلك من الاخبار التي قدمرّ بعضها ايضاً في البقرة في قوله تعالي يهدي من يشاء الي صراط مستقيم.

([۲۷۰]) اقول: و ذلك بناء علي ان‏يكون امنوا من الامن و الامان كمافي الخبر المذكور في الكافي عن سفيان قال كتبت الي ابي‏محمد ۷ اسأله عن الوليجة في قوله تعالي و لم‏يتخذوا من دون اللّه و لا رسوله و لا المؤمنين وليجة فرجع الجواب الوليجة الذي يقام دون ولي الامر و حدثتك نفسك عن المؤمنين من هم في هذا الموضع فهم الائمة الذين يؤمنون علي اللّه فيجيز امانهم الخبر.

([۲۷۱]) اقول: هذا بيان عجيب و تفسير غريب و هو يرشد الي قوله ۷ انّماتحدّ الادوات انفسها و تشير الالات الي نظائرها و الي قوله رجع من الوصف الي الوصف و دام الملك في الملك و الي قوله الطريق مسدود و الطلب مردود و الي القاعدة المسلمة في الحكمة «كل شي‏ء مخلوق بنفسه» و «كل شي‏ء لايتجاوز ماوراء مبدئه» و الي قوله۷ اعرفوا اللّه باللّه و الرسول بالرسالة و اولي الامر بالامر بالمعروف و العدل و الاحسان و الي قوله۷ ابي اللّه ان‏يجري الاشياء الاّ باسبابها و الي قوله من عرف نفسه فقدعرف ربه فكل شي‏ء مأمور بحكم هذه الاية بالتمسك الي اعلي وجوده الذي هو اية اللّه فيه او اللّه الظاهر فيه به و لايعقل التمسك و الاعتصام بغير هذا النحو ابداً ابداً و لنورد هنا مثلاً ظاهرياً أيمكنك التمسك بالهواء و جلبه الي نفسك بيدك مع انّه من جنس يدك الاّ انّ التراب في يدك غالب و الهواء في الهواء غالب و الاّ فكل منهما من كثائف الاجسام بالجملة فالمعني تمسكوا و اعتصموا يا ال‏محمّد المخاطبين بياء النداء الدالة علي انّ المراد منهم هنا جهة انيتهم و مابه امتيازهم عن غيرهم و جهة ماهيتهم و صورتهم و حضورهم و شهودهم تمسكوا بال‏محمّد المذكورين علي نحو الغيبة الدال علي انّ المراد منهم هنا جهة ائيتهم و وجودهم و مادتهم و غيبوبيّتهم.

و لنذكر شواهد ماذكرنا من الاخبار فعن معاني الاخبار عن هشام قال قلت لابي‏عبداللّه ۷ما معني قولكم انّ الامام لايكون الاّ معصوماً فقال المعصوم هو الممتنع باللّه عن جميع محارم اللّه قال تعالي و من يعتصم باللّه فقدهدي الي صراط مستقيم و في رواية اخري عنه ۷ انّه قال هو المعتصم بحبل اللّه و حبل اللّه القرءان و القرءان يهدي الي الامام كماقال تعالي انّ هذا القرءان يهدي للتي هي اقوم و عن كتاب العمدة عن الصادق۷ قال نحن حبل اللّه الذي قال تعالي و اعتصموا بحبل اللّه و الاخبار من هذا القبيل اكثر من ان‏تحصي بل هي متواترة فانّ خبر الثقلين المتضمن لهذا المعني متواتر عند الفريقين فكأنّه مسلّم عند العامة ايضاً لخبر الثقلين المروي من طريقهم ايضاً بل في بعض اخبارهم تصريح بهذا فعن تفسير الزمخشري و غيره عن رسول اللّه۹قال فاطمة بهجة قلبي و ابناها ثمرة فؤادي و بعلها نور بصري و الائمة من ولدها امناء ربّي و حبل ممدود بينه و بين خلقه من اعتصم بهم نجي و من تخلف عنهم هوي.

([۲۷۲]) اقول: لايخفي انّ الائمة و ولايتهم و معرفتهم و محبتهم و فضائلهم من اعظم نعم اللّه و اجزل عطاياه لانّها مستلزمة لكل خير و لنذكر بعض الاخبار الدالة علي ذلك فعن مناقب ابن شهراشوب عن الباقر ۷ في قوله تعالي يعرفون نعمة اللّه ثم ينكرونها قال عرفهم النبي۹ ولاية علي ۷ و امرهم بولايته ثم انكروا بعد وفاته و عن ابن‏عباس في قوله تعالي و اما بنعمة ربك فحدّث قال اي حدّثهم بفضائل علي ۷ و عن جابر عن الباقر ۷ في قوله تعالي و اسبغ عليكم نعمه ظاهرة و باطنة فقال اما النعمة الظاهرة فالنبي۹ و ماجاء به من معرفة اللّه و توحيده و اما النعمة الباطنة فولايتنا اهل البيت و عقد مودتنا فاعتقد قوم هذه النعمة الظاهرة و الباطنة و اعتقدها قوم ظاهره و لم‏يعتقدوها باطنه و قدمرّ مايدل علي ذلك في البقرة في ذيل قوله تعالي و من يبدّل نعمة اللّه.

([۲۷۳]) اقول: عن الصادق ۷ في قوله تعالي فلمّاجاءهم ماعرفوا كفروا به فلعنة اللّه قال تفسيرها في الباطن لماجاءهم ماعرفوا في علي ۷ كفروا به فقال اللّه فيهم فلعنة اللّه علي الكافرين يعني بني‏امية فانّهم الكافرون في بطن القرءان و عن محمّد بن السائب الكلبي قال لماقدم الصادق ۷ العراق نزل الحيرة فدخل عليه ابوحنيفة فسأله عن مسائل و كان مماسأله ان قال له جعلت فداك ما الامر بالمعروف فقال ۷ يا اباحنيفة المعروف في اهل الارض و ذاك اميرالمؤمنين ۷ قال جعلت فداك فما المنكر قال اللذان ظلماه حقه و ابتزّاه امره و حملا الناس علي كتفه و في بعض الزيارات المعروف ماامرتم به و لاشك انّ من اعظم ماامروا به الولاية فهو المعروف و في تفسير العياشي عن الصادق ۷ في قوله تعالي و ينهي عن الفحشاء و المنكر و البغي قال هو من ظلم ال‏محمد و قتلهم و منعهم حقهم و في التفسير المذكور و غيره عن الباقر ۷ في الاية المذكورة قال الفحشاء الاول و المنكر الثاني و البغي الثالث و في خبر داود عن ابي‏عبداللّه ۷ ياداود عدوّنا في كتاب اللّه الفحشاء و المنكر و البغي الي غير ذلك ممّايدل علي انّ المراد من المعروف الولاية لعلي ۷ و من المنكر الثاني عموماً و خصوصاً هذا و المنكر عدده مقابل لعدد اسم الثاني و هو عمر فانّ الميم اربعون و النون خمسون و الكاف عشرون و الراء مأتان و مجموعها ثلثمأة و عشرة كما انّ عدد عمر كذلك فانّ العين سبعون و الميم اربعون و الراء مأتان و مجموعها ثلثمأة و عشرة.

([۲۷۴]) اقول: للوجه معانٍ كثيرة في اللغة منها السيد و الرئيس يقال فلان وجه وجيه عند قومه اي ذوجاه و منزلة و سيدهم و رئيسهم و من هذا الوجه ايضاً يطلق علي الائمة :فتفسير الوجوه بالرؤساء من باب تفسير الظاهر لا التأويل.

([۲۷۵]) اقول:  ورد اخبار كثيرة في ان المراد من الرحمة في الباطن ولاية علي ۷ و طاعته و معرفته فعن الصادق ۷ انّه قال في قوله تعالي و لذلك خلقهم قال اي للرحمة خلقهم اي الشيعة و قال و الرحمة التي يقول طاعة الامام ۷ و في تفسير الامام و رحمته توفيقه لموالاة محمد و اله الطيّبين و معاداة اعدائهم و عن محمد بن الفضيل عن الرضا ۷ قال قلت له قل بفضل اللّه و برحمته فبذلك فليفرحوا هو خير ممايجمعون قال بولاية محمد و ال‏محمد: هو خير ممايجمع هؤلاء من دنياهم و قدمرّ مايدل علي ذلك في قوله تعالي في هذه السورة يختصّ برحمته من يشاء.

([۲۷۶]) اقول: يعني لفظ يريد يدل علي حدوث الارادة لانّه مضارع و المضارع يدل علي التجدد و الحدوث.

([۲۷۷]) اقول: فلاامر الاّ للّه كمايستخرج من قوله للّه مافي السموات و مافي الارض فانّ «ما» يفيد العموم اي جميع مافيهما و ليس شي‏ء الاّ و هو فيهما و لا امر الاّ من اللّه و الي اللّه يستخرج من قوله و الي اللّه ترجع الامور فانّ الامور جمع محلي‏بالالف و اللاّم يفيد العموم اي جميع الامور الي اللّه و لمايكون العود الي مامنه البدء كماقال كمابدأكم تعودون فلاجرم لا امر الاّ من اللّه.

([۲۷۸]) اقول: اما كون المخاطب بـ تم المخاطبة ال‏محمد: فللخبر كمايأتي و اما كون شيعتهم داخلين فيهم فلقوله ۷شيعتنا منّا كشعاع الشمس من الشمس و قوله ۷انتم من ال‏محمد قال الراوي قلت من انفسهم جعلت فداك قال من انفسهم ثلثاً و قوله  7سلمان منا اهل‏البيت.

([۲۷۹]) اقول: و لابد لنا هنا من ايراد اخبار و ادلة و اثار منها مايدل علي انّ المراد من حبل من اللّه رسول اللّه۹  و منها مايدل علي انّ المراد من حبل من الناس اميرالمؤمنين ۷و منها مايدل علي انّ المراد من الناس رسول اللّه۹ و منها مايدل علي انّ الشيعة من

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد ۱ صفحه ۵۱۴ *»

الائمة:و منها مايدل علي انّ المراد من حبل من اللّه اميرالمؤمنين علي المعني الثاني و منها مايدل علي عدم حبل بين اللّه يعني ذاته و بين احد فلابد لنا من ايراد ستة انواع من الاخبار و الادلة و الاثار.

فممايدل علي الاول عموماً قول الصادق ۷ نحن الحبل فانّ قوله نحن شامل لمحمد۹لانّهم من نور واحد و طينة واحدة اشهد انّ بعضكم من بعض و ان ارواحكم و طينتكم واحدة طابت و طهرت بعضها من بعض و لانّه۹ هو الحبل الممدود بين اللّه و بين الخلق و هو الرسول و الواسطة بينهما احد طرفي هذا الحبل بيد اللّه و احد طرفيه الي الخلق فيأخذ بطرفه الذي بيد اللّه عن اللّه و يؤدي بطرفه الذي عند الخلق الي الخلق و هو قوله انا بشر مثلكم فهو طرفه الي الخلق يوحي الي انّما الهكم اله واحد و هو طرفه الي اللّه.

و يدل علي الثاني مضافاً الي ماذكر خصوص قول الصادق ۷ قال الحبل من اللّه كتاب اللّه و الحبل من الناس علي بن ابي‏طالب ۷ و قال النبي۹ حبلين ممدودين طرف منهما بيد اللّه و طرف بايديكم و انهما لن‏يفترقا جميعاً مجتمعين و عن الباقر ۷ال‏محمد هم حبل اللّه المتين الذي امر بالاعتصام به و خصوص قول الكاظم علي بن ابي‏طالب حبل اللّه المتين.

و يدل علي الثالث قوله ۷ نحن الناس و شيعتنا اشباه الناس و قوله ۷ نحن الناس المحسودون و قوله نحن الناس في قوله تعالي و لايؤتون الناس نقيراً.

و يدل علي الرابع شيعتنا منا كشعاع الشمس من الشمس و قوله ۷ انّ اللّه خلقنا من اعلي عليّين و خلق قلوب شيعتنا مماخلقنا منه و خلق ابدانهم من دون ذلك و قوله سلمان منا اهل‏البيت.

و يدل علي الخامس عمومات الاخبار السابقة كقوله ال‏محمّد حبل اللّه المتين و قوله نحن الحبل و امثالها مع خصوص مامرّ من الاخبار الدالة علي انّ اميرالمؤمنين هو حبل اللّه المتين و قدكرّر هذا اللفظ في فقرات زياراته.

و علي السادس قوله لاتدركه الابصار و هو يدرك الابصار و قوله ۷رجع من الوصف الي الوصف و قوله انّما تحدّ الادوات انفسها و تشير الالات الي نظائرها و قوله قل هو اللّه احد و غير ذلك من الاخبار الدالة علي عدم ارتباط بين اللّه و بين خلقه و هي اكثر من ان‏تحصي و تعدّ فحبل من اللّه يعني حبل من امر اللّه فانّ الاشياء فيه مذكورة نفياً و اما في اللّه فهي فيه ممتنعة نفياً و اثباتاً كوناً و امكاناً و عيناً او حبل من اللّه يعني من علمه ثم المراد من العلم اما نفس الامر فقوله و علمه عطف تفسيري للامر و هو الذي خلق به المشية كماقال ۷بالعلم خلقت المشية او المراد من العلم العلم الوحداني الاجمالي الذي حدث للامر بتعليم اللّه سبحانه او العلم التفصيلي الفعلي العرضي او الطولي المتجدد بالنسبة الي العلم الامري السرمدي او المراد من العلم الكتاب فانّه كمافي الاية نزل بعلم اللّه و هذا احد تأويلات ماروي انّ المراد من حبل من اللّه الكتاب كمافي خبر الصادق ۷ الحبل من اللّه الكتاب و حبل من الناس علي بن ابي‏طالب و هذا الخبر يدل علي انّ «من» بيانية اي حبل هو من الكتاب و العلم و حبل هو من الناس اي حبل كتابي علمي و حبل ادمي انسي لا قطني و لا وبري و لا صوفي كاحبال الدنيا.

([۲۸۰]) اقول: كمايدلّ علي ذلك كلمة كانوا فانّها للاستمرار و الثبوت من قبيل قوله و كان اللّه عليماً حكيماً اي يكون علمه و حكمته مستمراً ثابتاً دائماً.

([۲۸۱]) اقول: قدمر سابقاً في البقرة في ذيل قوله تعالي و يقتلون النبيين بغير الحق وجه جعله اعلي‏اللّه‏مقامه باطن الانبياء محمداً۹ و انّ قتله اذاعة امره و اماتته و مر اخباره هناك و سيأتي ايضاً.

([۲۸۲]) اقول: اعلم انّ اصل السجود بمعني الخضوع و الانقياد و التواضع لغة و شرعاً و منه اطلاقه علي ماهو المعروف من وضع الجبهة علي التراب و المراد منه في الباطن الخضوع و الانقياد و التواضع للولي و القبول لولايته فعن الصادق ۷ في قوله تعالي و قدكانوا يدعون الي السجود و هم سالمون قال اي يدعون الي ولاية علي ۷ في الدنيا و هم مستطيعون ذلك و عن تفسير الامام ۷ في قوله تعالي و اركعوا مع الراكعين اي تواضعوا مع المتواضعين لعظمة اللّه في الانقياد لمحمد و علي و الائمة بعدهما الخبر.

([۲۸۳]) اقول: قدمرّ ادلة جميع ذلك مفصلاً سابقاً و لو متشتتاً.

([۲۸۴]) اقول: و هو اشارة الي قول الصادق  7 نحن اصل كل خير و من فروعنا كل برّ و من البرّ التوحيد و الصلوة و الصيام و كظم الغيظ و العفو عن المسي‏ء و رحمة الفقير و تعاهد الجار و الاقرار بالفضل لاهله الخبر.

([۲۸۵]) اقول: قوله مع غيرهم اي ليسوا سواء من اهل الكتاب امة قائمة كذا و كذا مع غيرهم و هو الذي اشار اليه اعلي‏اللّه‏مقامه انفاً انّ شطره الاخر محذوف فهذا هو شطره المحذوف.

([۲۸۶]) اقول: تفسيره اعلي‏اللّه‏مقامه الذين كفروا بقوله لم‏يشكروا اشارة الي انّه يمكن ان‏يكون المراد من الكفر هنا كفر النعم فانّه احد اقسامه ففي الكافي عن الصادق ۷ قال انّ الكفر في كتاب اللّه علي خمسة اوجه كفر الجحود و كفر بترك ماامر اللّه به و كفر البراءة و كفر النعم و كفر الجحود علي قسمين جحود بعلم و جحود بغير علم الخبر.

([۲۸۷]) اقول: كماسيأتي التصريح في الاية الاتية حيث يقول و تؤمنون بالكتاب كلّه.

([۲۸۸]) اقول: تيم بتقديم التاء من قريش رهط ابي‏بكر و هو تيم بن مرّة و تيم بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر فالتيمي ابوبكر و التيمان ابوبكر و طلحة و عدي كغني من قريش رهط عمر بن الخطاب و هو عدي بن كعب بن لوي بن غالب و النسبة عدوي و منه قولهم اجتمع العدوي و التيمي يريد عمر و ابابكر.

([۲۸۹]) اقول: قدمرّ اخباره و بيانه في البقرة في قوله انك انت العزيز الحكيم.

([۲۹۰]) اقول: في المرءاة روي الحلبي عن الصادق  7 في قوله تعالي كمن هو خالد في النار قال اي انّ المتقين كمن هو خالد في ولاية عدوّ ال‏محمّد و ولاية عدو ال‏محمّد هي النار من دخلها فقددخل النار الخبر و يؤيد المقام مامرّ في البقرة في تلو قوله تعالي و اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون من انّ المراد من النار الاول و مرّ في تلو اية اخري فيها انّ المراد منها الثاني.

([۲۹۱]) اقول: وجه الدلالة نزولها علي صيغة الماضي الدالة علي المضي و الدوام و الثبات دون صيغة المستقبل الدالة علي الاستقبال و التجدّد و الحدوث و هذا هو الوجه في قوله بعد دليل علي وجودها.

([۲۹۲]) اقول:  قدذكرنا مراراً و كراراً الاخبار التي تدلّ علي انّ المراد من الرب في الباطن الامام ۷ و لنذكر مايدلّ علي انّ بطن المغفرة الولاية ففي رواية الحلبي عن الصادق ۷في قوله تعالي و مغفرة من ربهم انّه قال انّها ولاية علي ۷ و في رواية الجابر ايضاً عن الباقر ۷ في قوله تعالي هو اهل التقوي و اهل المغفرة قال التقوي في هذا الموضع النبي۹ و المغفرة علي ۷ الي غير ذلك من الاخبار الواردة في هذا المضمار.

([۲۹۳]) اقول: ورد في الاخبار انّ الجنة في السماء و النار في الارض كمافي فصل‏الخطاب انه سئل علي ۷ اين تكون الجنة و اين تكون النار قال اما الجنة ففي السماء و اما النار ففي الارض الخبر و هنا قال اللّه سبحانه جنة عرضها السموات و الارض فابان انّ الجنة في غيب العالم لا ظاهره و الاّ لوسع محل النار و لم‏يبق لها محل و يدل علي ذلك ايضاً ماروي انّ اللّه سبحانه يعطي فقراء المؤمنين مثل مااعطي اهل الدنيا سبعين ضعفاً كمافي الكافي عن ابي‏عبداللّه ۷ انّ اللّه يلتفت يوم القيمة الي فقراء المؤمنين شبيهاً بالمعتذر اليهم فيقول و عزتي و جلالي ماافقرتكم في الدنيا من هوان بكم علي و لترون مااصنع بكم اليوم فمن زوّد احدا منكم في دار الدنيا معروفاً فخذوا بيده فادخلوه الجنة قال فيقول رجل منهم يارب انّ اهل الدنيا تنافسوا في دنياهم فنكحوا النساء و لبسوا الثياب اللينة و اكلوا الطعام و سكنوا الدور و ركبوا المشهور من الدواب فاعطني مثل مااعطيتهم فيقول تبارك و تعالي و لكل عبد منكم مثل مااعطيت اهل الدنيا منذ كانت الدنيا الي ان انقضت الدنيا سبعون ضعفاً الخبر.

([۲۹۴]) اقول: و يدلّ علي ذلك ايضاً اخبار كثيرة منها مافي فصل‏الخطاب قيل للرضا ۷ياابن رسول اللّه۹اخبرني عن الجنة و النار أهما اليوم مخلوقتان فقال نعم و ان رسول اللّه۹ دخل الجنة و رأي النار لمّاعرج به الي السماء فقيل له فانّ قوماً يقولون انّهما اليوم مقدرتان غير مخلوقتين فقال ۷ مااولئك منا و لا نحن منهم من انكر خلق الجنة و النار فقدكذّب النبي۹ و كذّبنا و ليس من ولايتنا علي شي‏ء و خلّد في نار جهنم قال اللّه عزّوجلّ هذه جهنم التي يكذّب بها المجرمون الاية الخبر.

([۲۹۵]) اقول: و يدل علي انّ المراد من العافين العافون عن الشيعة دون غيرهم و انّ اللّه يعفو بهم عنهم و يدفع عنهم دون غيرهم اخبار كثيرة بل ذلك من ضروريات مذهبنا ففي الصافي عن الكاظم ۷ الينا اياب هذا الخلق و علينا حسابهم فماكان لهم من ذنب بينهم و بين اللّه تعالي حتمنا علي اللّه في تركه لنا فاجابنا الي ذلك و ماكان بينهم و بين الناس استوهبناه منهم و اجابوا الي ذلك و عوّضهم اللّه عزّوجلّ و فيه عن الصادق۷ قال اذا كان يوم القيمة وكّلنا اللّه حساب شيعتنا فماكان للّه سألنا اللّه ان‏يهبه لنا و ماكان لنا فهو لهم الخبر و عن ابي‏عبداللّه ۷ انّ اللّه عزّوجلّ ليدفع بمن يصلي من شيعتنا عمن لايصلّي من شيعتنا و لو اجمعوا علي ترك الصلوة لهلكوا و انّ اللّه ليدفع بمن يزكّي من شيعتنا عمّن لايزكّي و لو اجمعوا علي ترك الزكوة لهلكوا و انّ اللّه ليدفع بمن يحجّ من شيعتنا عمّن لايحجّ و لو اجمعوا علي ترك الحج لهلكوا و هو قول اللّه عزّوجلّ و لولا دفع اللّه الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض ولكنّ اللّه ذوفضل علي العالمين فواللّه مانزلت الاّ فيكم و ماعني بها غيركم الخبر الي غير ذلك من الاخبار التي تدل علي انّ المراد من العافين في الباطن العافين عن الشيعة فاذا المراد من الناس في قوله عن الناس الشيعة فالناس بمعني الشيعة كماقال الصادق ۷ في قوله تعالي فيه شفاء للناس يعني في العلم الخارج من الائمة شفاء للشيعة و هم الناس و غيرهم و اللّه اعلم بهم ماهم الخبر و اما غير الشيعة فلايعفون عنهم ابداً ابداً و ينتقمون منهم اشدّ الانتقام كمافي خبر المفضل ثم كأني انظر يا مفضل الينا معاشر الائمة بين يدي رسول اللّه۹نشكو اليه مانزل بنا من الامة بعده و ما نالنا من التكذيب و الردّ علينا و سبّنا و لعننا و تخويفنا بالقتل و فيه ايضاً فيأمر المهدي ۷ريحاً سوداء فتهبّ عليهم اي علي الاول و الثاني و احبائهما فتجعلهم كاعجاز نخل خاوية الخبر.

([۲۹۶]) اقول: استعمال الناس علي عامة الناس شايع ذايع لايحتاج الي شاهد و برهان و اما استعمال المتقين علي الشيعة فكذلك شايع في الاخبار فعن الاحتجاج عن علي ۷في قوله تعالي هدي للمتقين قال يعني شفاء للمتقين من شيعة محمّد و علي صلوات‏اللّه‏عليهما فانّهم اتقوا انواع الكفر فتركوها و اتقوا الذنوب الموبقات فرفضوها و اتقوا اظهار اسرار اللّه و اسرار الائمة فكتموها و اتقوا ستر العلوم عن اهلها ففيهم نشروها و عن الباقر۷ في قوله تعالي و سيجنّبها الاتقي قال الاتقي علي و شيعته و عن الصادق ۷ في قوله تعالي الم ذلك الكتاب لاريب فيه قال الكتاب علي ۷ و لاشك فيه هدي للمتقين قال تبيان لشيعتنا.

([۲۹۷]) اقول: و شرح ذلك في‏الجملة انّ للّه سبحانه علوماً كثيرة منها العلم الذاتي الذي لايتغير و لايتبدل و لاينقص و لايزيد و هو عين ذاته و اليه اشار ۷ لم‏يزل اللّه تبارك و تعالي عالماً و العلم ذاته و لا معلوم و منها العلم الازلي الذي لايغيّر و لايبدّل و لايزيد و لاينقص و هو خلقه فانّها كلّها بانفسها حاضرة لديه مذكورة عنده بحقائقها و معانيها و رقائقها و صورها و اعراضها و صفاتها و افعالها و اشباحها الي مالانهاية لها فانّها كلها مذكورة لديه بانفسها لابواسطة فانّ الواسطة بين كل عالٍ و دانٍ و ليس هو بعالٍ و ليس خلقه ادون منه حتي يصح بينهما الواسطة و الواسطة بين غيب و شهادة و لطيف و كثيف و هو سبحانه ليس بغيب و لا لطيف و هكذا و هذا هو العلم الذي قال في حقه و لايحيطون بشي‏ء من علمه الاّ بماشاء و هو العلم الذي قال الكاظم ۷في حقّه بالعلم علم الاشياء قبل كونها.

ثم لهذا العلم من حيث الظهور مراتب علي حسب مراتب المعلومات فاولها مرتبة العلم الاطلاقي ثم دونه مرتبة العلم المعنوي الكلي ثم دونه مرتبة العلم الصوري التفصيلي التعيني ثم دونه العلم الطبيعي الاجمالي البرزخي ثم دونه العلم المادي الكلي البرزخي ثم العلم المثالي التفصيلي البرزخي ثم العلم الجسماني العرضي الزماني و للاخير ايضاً مراتب اربعة الاولي العلم الاجمالي العرضي العرشي و الثانية العلم الصوري الكرسوي التفصيلي و الثالثة العلم المثالي الفلكي و الرابعة العلم الجسماني العرضي السفلي و هذه العلوم الاربعة علوم تدريجية الظهور تدريجية الخفاء فليس في عرصتها من كل شي‏ء ابداً في كل ان الاّ حالة واحدة و لاتجتمع حالتان للشي‏ء في ان واحد لتصادمهما فيعلم اللّه في هذه العرصة انّ الموجود موجود و يعلم انّ المفقود مفقود فمالم‏يدخل في هذه العرصة عالم الكون و الشهادة لايعلمه اللّه في عالم الكون و الشهادة لانّه ليس هناك و علمه سبحانه ينبغي ان‏يكون صادقاً علي نحو الواقع فمالم‏يوجد يعلمه انّه لم‏يوجد و اذا وجد يعلمه انّه وجد و هذا العلم يتغير و يتبدل و يزيد و ينقص علي حسب تغيّر الزمانيات و المراد هنا هذا العلم و الي ذلك اشار اعلي‏اللّه‏مقامه بقوله بالعلم الحادث الزماني و هو استنباط من قوله ليعلم علي صيغة المضارع.

([۲۹۸]) اقول:  الاخبار قدجاوزت حد التواتر في انّ اللّه سبحانه يبتلي المؤمن علي قدر ايمانه بالبلايا و المحن فعن عبدالرحمن قال ذكر عند ابي‏عبداللّه ۷ البلاء و مايخصّ اللّه عزّوجلّ به المؤمن فقال سئل رسول اللّه۹ من اشد الناس بلاء في الدنيا فقال النبيون ثم الامثل فالامثل و يبتلي المؤمن بعد علي قدر ايمانه و حسن اعماله فمن صحّ ايمانه و حسن عمله اشتد بلاؤه و من سخف ايمانه و ضعف عمله قلّ بلاؤه و عن عبيد بن زرارة قال سمعت اباعبداللّه ۷ يقول انّ المؤمن من اللّه عزّوجلّ لبأفضل مكان ثلثاً انّه ليبتليه بالبلاء ثم ينزع نفسه عضواً عضواً من جسده و هو يحمد اللّه علي ذلك.

([۲۹۹]) اقول: قال الصادق  7 في قوله تعالي اصبروا و صابروا و رابطوا يعني اصبروا علي الاذي فينا اهل‏البيت و في رواية اخري اصبروا عن المعاصي و صابروا علي الفرائض و رابطوا في سبيل اللّه و نحن السبيل فيمابين اللّه و خلقه و قال ايضاً ۷ في قوله تعالي لايات لكل صبار شكور قال صبّار علي مانزل به من شدة او رخاء صبور علي الاذي فينا شكور للّه علي ولايتنا و عن ابن‏مسعود في قوله تعالي انّي جزيتهم اليوم بماصبروا انّهم هم الفائزون قال يعني صبر علي و فاطمة و الحسنين: في الدنيا علي الطاعات و علي الفقر و علي البلاء في الدنيا انّهم هم الفائزون و قدمرّ مايدل علي ذلك في البقرة في قوله تعالي انّ اللّه مع الصابرين.

([۳۰۰]) اقول: و يدلّ علي انّ الموت غير القتل قوله سبحانه و لاتحسبنّ الذين قتلوا في سبيل اللّه امواتاً بل احياء عند ربهم يرزقون في المرءاة عن زرارة قال كرهت ان‏اسأل اباجعفر ۷فاحتلت مسألة لطيفة لابلغ بها حاجتي فقلت له اخبرني عمن قتل مات قال لا الموت موت و القتل قتل قلت له مااجد قولك قدفرّق بين الموت و القتل في القرءان فقال افائن مات او قتل. لئن متّم او قتلتم لالي اللّه تحشرون فليس كماقلت يازرارة فالموت موت و القتل قتل و قدقال اللّه عزّوجلّ انّ اللّه اشتري من المؤمنين انفسهم الاية قال فقلت انّ اللّه عزّوجلّ يقول كل نفس ذائقة الموت افرأيت من قتل لم‏يذق الموت فقال ليس من قتل بالسيف كمن مات علي فراشه انّ من قتل لابد ان‏يرجع الي الدنيا حتي يذوق الموت الخبر.

([۳۰۱]) اقول: في مرءاة الانوار «و لايخفي انّ المراد بالانقلاب علي العقب و نحوه الارتداد في الدين الذي كان فعل المخالفين» انتهي فالمخالفون و الخلفاء هم الذين انقلبوا و ارتدّوا علي اعقابهم ففي الكافي قال ابوالحسن ۷ انّ اللّه خلق النبيّين علي النبوة فلايكوننّ الاّ انبياء و خلق المؤمنين علي الايمان فلايكوننّ الاّ مؤمنين و اعار قوماً ايماناً فان شاء تمّمه لهم و ان شاء سلبهم اياه و قال و فيهم جرت فمستقر و مستودع و قال انّ فلاناً كان مستودعاً ايمانه فلمّاكذب علينا سلب ايمانه و في فصل الخطاب قيل لابي‏جعفر ۷ ارأيت من جحد اماماً منكم ماحاله فقال من جحد اماماً من الائمة و برئ منه و من دينه فهو كافر و مرتد عن الاسلام الخبر و عن الاحتجاج عن علي ۷ و يشهد يعني رسول اللّه۹ علي منافقي قومه و امّته و كفّارهم بالحادهم و عنادهم و نقضهم عهده و تغييرهم سنته و اعتدائهم علي اهل بيته و انقلابهم علي اعقابهم و ارتدادهم علي ادبارهم و اختلافهم في ذلك سنة من تقدمهم من الامم الظالمة الخائنة الخبر.

([۳۰۲]) اقول: من عبد اللّه للدنيا اعطاه الدنيا و من عبده للاخرة اعطاه الاخرة و من عبده مخلصاً لوجهه فجزاؤه عليه فيعطيه لقاءه كماهو مضمون الاية الاتية و الاخبار العديدة ففي فصل الخطاب عن رسول اللّه۹ انّما الاعمال بالنيّات لكل امرأ مانوي فمن غزا ابتغاء ماعند اللّه فقدوقع اجره علي اللّه عزّوجلّ و من غزا يريد عرض الدنيا او نوي عقالاً لم‏يكن له الاّ مانوي الخبر فالشاكرون الذين جزاؤهم علي اللّه كماقال و سيجزي اللّه الشاكرين هم الذين عبدوا اللّه خالصاً لوجهه و الاّ لم‏يكن يجزيهم اللّه فقوله اعلي‏اللّه‏مقامه الشاكرون هم الذين يعبدون اللّه الخ استنباط من قوله و سيجزي اللّه الشاكرين فافهم الخبر.

([۳۰۳]) اقول: عن الباقر ۷ قال قال رسول اللّه۹ في خطبة يوم الغدير علي ناصر دين اللّه و عن ابن‏عباس في قوله تعالي و اجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً قال انّ اللّه استجاب دعاء النبي۹ فانّ علياً سلطان ينصره علي اعدائه الخبر و عن الباقر ۷ انّه قال لجماعة من شيعته انتم شيعة ال‏محمد۹ و انتم شرط اللّه و انتم انصار اللّه و انتم الطيّبون و نساؤكم الطيّبات الخبر فاذا ثبت انّ شيعته ۷ انصار اللّه و هو خير منهم فهو خير الناصرين و عن الصادق ۷ في قوله تعالي و عزّروه و نصروه الاية قال اخذ اللّه ميثاق رسوله علي الانبياء ان‏يخبروا اممهم و ينصروه فقدنصروه بالقول و امروا اممهم بذلك و سيرجع رسول اللّه۹ و يرجعون و ينصرونه في الدنيا الخبر دلّ الخبر علي انّ الانبياء ناصرون لمحمّد و لاشك انّ علياً خيرهم فهو خير الناصرين.

([۳۰۴]) اقول: و الدليل علي ذلك مزيداً علي التجربة و الادلة الحكمية و الاخبار الواردة في النهي عن الاصرار علي المعصية خبر سلمان قال اذا اراد اللّه عزّوجلّ هلاك عبد نزع منه الحياء فاذا نزع منه الحياء لم‏تلقه الاّ خائناً مخوناً فاذا كان خائناً مخوناً نزعت منه الامانة فاذا نزعت منه الامانة لم‏تلقه الاّ فظاً غليظ القلب فاذا كان فظاً غليظاً نزعت منه ربقة الايمان فاذا نزعت منه ربقة الايمان لم‏تلقه الاّ شيطاناً ملعوناً الخبر انظر الي هذا الخبر الشريف كيف دلّ علي انّ العصيان تجرّ العصيان فانّ نزع الحياء جرّ الخيانة و الخيانة جرّت عدم الامانة و عدم الامانة جرّ فظّ القلب و غلظته و هو جرّ نزع ربقة الايمان و عدم الايمان جرّ الشيطنة و اللعنة.

([۳۰۵]) اقول: وجه الدلالة التفريق بينهما بـ «او» العاطفة التي هي للمغايرة لا للجمع فتقول هذا اما موجود او معدوم ظاهر او باطن عالم او جاهل و لوكان المقتول عين الميت ليكفي ذكر احدهما عن الاخر و يدلّ علي انّ المقتول غيره ايضاً مامرّ من الخبر المروي عن ابي‏جعفر ۷ قال زرارة قلت له اخبرني عمن قتل مات قال لا الموت موت و القتل قتل قلت له مااجد قولك قدفرّق بين الموت و القتل في القرءان فقال أفان مات او قتل و قال لئن متم او قتلتم لالي اللّه تحشرون فليس كماقلت يازرارة الخبر و قدذكرنا سابقاً تمام الخبر و كلّه يدل علي ذلك و يدل علي انّ المقتول حي قوله سبحانه و لاتقولوا لمن يقتل في سبيل اللّه اموات بل احياء ولكن لاتشعرون.

([۳۰۶]) اقول: انّماظهر عفوه سبحانه في النبي۹ لانّه سبحانه فيه خولف و عصي و من خولف ينبغي ان‏يعفو و قدشرحنا ذلك سابقاً.

([۳۰۷]) اقول: عن الصادق ۷ في هذه الاية انّه قال اذا فعل العبد ماامر اللّه به من الطاعة كان فعله وفقاً لامر اللّه و سمي به العبد موفقاً و اذا اراد العبد ان‏يدخل في شي‏ء من معاصي اللّه فحال اللّه بينه و بين تلك المعصية و تركها كان تركه لها بتوفيق اللّه و متي خلّي بينه و بين المعصية و لم‏يحل بينه و بينها فقدخذله و لم‏ينصره و لم‏يوفقه الخبر انظر في هذا الخبر الشريف تجده نصاً صريحاً في المقام هذا و المخاطبون بـ «كم» الخطابية الاناسي الذين هم من عالم الدرك و الشعور و الفهم و لاشك انّ نصرة اللّه كل شي‏ء علي حسبه و من الشي‏ء الذي يضرّ به في ذلك المقام و علي الشي‏ء الذي ينفعه في عرصته فلاجرم يكون نصر اللّه الاناسي الذين هم من عالم النفوس علي الطاعة من شر شياطين ذلك العالم اي الشياطين الانسيّة فانّ الشياطين الجنيّة الذين خلقوا من عالم الطبع لايصعدون منه و لايقدرون علي التأثير في شي‏ء هو مخلوق من فوق عرصتهم كماهو ظاهر بادني تدبر و تأمل فهم لايغلبون الاناسي و ان‏غلبوا عليهم فيغلبون علي مقام طبعهم دون حقيقتهم.

([۳۰۸]) اقول: كمايدلّ عليه ايضاً قول اميرالمؤمنين ۷ المروي في فصل الخطاب الايمان له اركان اربعة التوكل علي اللّه و تفويض الامر الي اللّه و الرضا بقضاء اللّه و التسليم لامر اللّه عزّوجلّ.

([۳۰۹]) اقول: و ذلك لانّ المعروف يفسّر بالفاعل و المجهول يفسّر بالمفعول فتفسيره في الاخبار بغالّ دليل علي انّه معروف.

([۳۱۰]) اقول: و الدليل علي انّ المراد من الرضوان في الباطن علي ۷ قول الباقر ۷ في قوله تعالي و كرهوا رضوانه يعني كرهوا علياً ۷ و قدكان امر اللّه بولايته يوم بدر و حنين و يوم بطن‏نخلة و يوم التروية و يوم عرفة نزلت فيه خمس عشرة اية في الحجة التي صدّ فيها رسول اللّه۹ عن المسجد الحرام و بالجحفة و خمّ.

([۳۱۱]) اقول: عن الصادق ۷ في هذه الاية فقال الذين اتبعوا رضوان اللّه هم الائمة و هم واللّه درجات للمؤمنين و بولايتهم و معرفتهم ايانا يضاعف اللّه لهم و يرفع اللّه لهم الدرجات العلي.

([۳۱۲]) اقول:  فالمعني لقدمنّ اللّه علي الشيعة المؤمنين اذ بعث فيهم رسولاً هو من جنس انفس الشيعة و لاشك انّ انفسهم و حقيقتهم الائمة فهو من جنس الائمة و طينتهم لانّهم بعضهم من بعض اشهد انّ ارواحكم و نوركم و طينتكم واحدة طابت و طهرت بعضها من بعض اوّلنا محمّد اخرنا محمّد اوسطنا محمّد كلنا محمّد و الدليل علي انّ انفس الشيعة و حقيقتهم و قلبهم من طينة ال‏محمّد: بل حقيقتهم هو محمّد الظاهر في رتبتهم قوله۷ انّ اللّه خلقنا من اعلي عليّين و خلق قلوب شيعتنا مماخلقنا منه و خلق ابدانهم من دون ذلك.

([۳۱۳]) اقول: قدمرّ شرح مثل ذلك في ال‏عمران في ذيل قوله تعالي و ليعلم اللّه الذين امنوا الاية.

([۳۱۴]) اقول: و لنورد هنا اخباراً تدلّ علي انّ المراد من سبيل اللّه في الباطن ولاية علي ۷او ولاية شيعته و اخباراً تدل علي انّ المراد من الموت الضلالة و اخباراً تدلّ علي انّ المراد من الاحياء المؤمنون و اخباراً تدلّ علي انّ الذين قتلوا في سبيل اللّه هم احياء ليسوا باموات فهيهنا لابد لنا من خمسة انواع من الاخبار.

فمن النوع الاول مافي المناقب عن الباقر ۷ في قوله تعالي و صدّوا عن سبيل اللّه قال عن ولاية علي ۷ و في رواية اخري يعني بالسبيل علياً ۷ و لاينال ماعند اللّه الاّ بولايته و مافي تفسير العياشي عن جابر عن الباقر ۷ في قوله تعالي و لئن قتلتم في سبيل اللّه او متّم الاية قال سبيل اللّه علي ۷ و ذريته فمن قتل في سبيلهم و في ولايتهم قتل في سبيل اللّه و من مات في ولايتهم مات في سبيل اللّه.

و من النوع الثاني قول الباقر ۷ سبيل اللّه شيعتنا فمن نذر في سبيل اللّه فليعطه الشيعة.

و من النوع الثالث ايضاً قول الباقر ۷ في قوله تعالي او من كان ميتاً فاحييناه و جعلنا له نوراً يمشي به في الناس قال الميت الذي لايعرف هذا الامر و نوراً اماماً يأتمّ به يعني علي بن ابي‏طالب ۷ و قول الصادق ۷ في الاية المذكورة قال اي كان ميتاً لايعرف شيئاً من هذا الشأن و في رواية اخري كان جاهلاً عن الحق و الولاية الخبر و الضالّ هو من لايعرف هذا الامر كمافي خبر سليم بن قيس قال سمعت علياً۷ يقول و اتاه رجل فقال له ماادني مايكون به العبد مؤمناً و ادني مايكون به العبد كافراً و ادني مايكون به العبد ضالاً فقال له ۷ قدسألت فافهم الجواب الي ان قال ادني مايكون به العبد ضالاً ان لايعرف حجة اللّه تبارك و تعالي و شاهده علي عباده الذي امر اللّه عزّوجلّ بطاعته و فرض ولايته قلت يا اميرالمؤمنين صفهم لي فقال الذين قرنهم اللّه عزوجل بنفسه و بنبيّه فقال ياايها الذين امنوا اطيعوا اللّه و اطيعوا الرسول و اولي الامر منكم قلت يا اميرالمؤمنين جعلني اللّه فداك اوضح لي فقال الذين قال رسول اللّه ۹ في اخر خطبته يوم قبضه اللّه عزوجل انّي قدتركت فيكم امرين لن‏تضلّوا بعدي ما ان تمسكتم بهما كتاب اللّه و عترتي اهل بيتي و عن الصادق ۷ ان كل من خالف الائمة ضالّ مضلّ تارك للحق و الهدي الخبر.

و من النوع الرابع قول الباقر ۷ في قوله تعالي اموات غير احياء قال يعني كفار غير مؤمنين و قول الصادق۷ في قوله تعالي يخرج الحي من الميت الاية قال الحي الذي يخرج من الميت هو المؤمن الذي يخرج من طينة الكافر و الميت الذي يخرج من الحي هو الكافر الذي يخرج من طينة المؤمن الخبر.

و من النوع الخامس خبر ابي‏جعفر ۷ المذكور انفاً في تلو قوله تعالي أفائن مات او قتل انقلبتم علي اعقابكم.

([۳۱۵]) اقول: و الدليل علي انّ المراد من الفضل في بطن القرءان رسول اللّه ۹ قول ابي‏جعفر ۷ في قوله تعالي قل بفضل اللّه قال انّ فضل اللّه الاقرار برسول اللّه۹ و قول الباقر و الصادق و الكاظم: في قوله تعالي و لولا فضل اللّه عليكم و رحمته و في قوله تعالي قل بفضل اللّه و برحمته قالوا انّ فضل اللّه محمد۹ و رحمته علي ۷و قدمرّ مايدل علي ذلك في قوله تعالي و اللّه يعدكم مغفرة منه و فضلاً في البقرة.

([۳۱۶]) اقول: يدلّ علي انّ المراد من النعمة علي ۷ قول الصادق ۷ نحن واللّه نعمة اللّه التي انعم اللّه بها علي عباده بنا يفوز من فاز و قول الكاظم ۷ النعمة الظاهرة الامام الظاهر و الباطنة الامام الغائب و قدمرّ انفاً مايدل علي انّ المراد من الفضل رسول‏اللّه۹ .

([۳۱۷]) اقول: قدمرّ انفاً الخبر المروي عن ابي‏جعفر ۷ الدالّ علي انّ المراد من الفضل الاقرار برسول اللّه۹ و الايمان كمافي الاخبار هو الاقرار فالمراد من الاقرار برسول اللّه الايمان به۹ و اما مايدل علي انّ المراد من النعمة ولاية علي ۷ مضافاً الي مامرّ سابقاً لاسيما في البقرة في ذيل قوله تعالي و من يبدّل نعمة اللّه و في هذه السورة في ذيل قوله فاصبحتم بنعمته اخواناً قول الباقر ۷ في قوله تعالي يعرفون نعمة اللّه ثم ينكرونها قال عرفهم النبي۹ ولاية علي ۷ و امرهم بولايته ثم انكروا بعد وفاته و قوله ۷ ايضاً في خبر جابر في قوله تعالي و اسبغ عليكم نعمه ظاهرة و باطنة فقال اما النعمة الظاهرة فالنبي۹و ماجاء به من معرفة اللّه و توحيده و اما النعمة الباطنة فولايتنا اهل‏البيت و عقد مودتنا فاعتقد قوم هذه النعمة الظاهرة و الباطنة و اعتقدها قوم ظاهرة و لم‏يعتقدوها باطنة الخبر.

([۳۱۸]) اقول: اصل و خافونِ و خافوني بياء المتكلم و تلك الكلمة تدل علي نفس المتكلم و لاشك انّ المتكلم بالقرءان هو رسول اللّه۹ و نفسه علي ۷ بدليل اية انفسنا و انفسكم فمعني قوله و خافون يعني و خافوا علياً ۷ و لك ان‏تقول انّ المتكلم بالقرءان هو اللّه سبحانه فالمراد من خافون خافوا نفس اللّه و لاشك انّ علياً ۷ هو نفس اللّه القائمة فيه بالسنن كمافي زيارته كل ذلك مضافاً الي الادلة الحكمية المنبئة عن الحقيقة و هي انّ الخوف من ذات اللّه سبحانه غير معقول كمابيّنّا شرح ذلك مفصلاً كراراً و مراراً فيخاف اللّه سبحانه في علي ۷ الذي هو اية نعمته علي الابرار و نقمته علي الفجار فيخاف من اللّه في علي ۷ وهكذا يخاف اللّه و لايتعقل الخوف منه بدون ذلك الوجه فانّ الشي‏ء يخاف من جلال الشي‏ء و عظمته و كبريائه و سطوته و جبروته و قهاريته و غلبته و اية جميع ذلك علي ۷ فانّه هو الذي قدظهر منه تلك الصفات العظيمة فالخوف من اللّه هو الخوف من جلاله و هو جلاله و من عظمته و هو عظمته و من سطوته و هو سطوته وهكذا البواقي.

([۳۱۹]) اقول: للايمان اربعة اركان الاول التوحيد و الثاني النبوة و الثالث الامامة و الرابع ولاية الاولياء و البراءة من الاعداء و قدشهد بذلك اخبار عديدة و عقد لذلك الاستاد باباً في فصل الخطاب و ذكر فيه اخباراً كثيرة تدلّ علي ذلك ثم لكل ركن اربع مقامات فمقام الاول من الركن الاول توحيد الذات و الثاني توحيد الصفات و الثالث توحيد الافعال و الرابع توحيد العبادة اما توحيد الذات فهو ان‏تعتقد انّه ليس شي‏ء سوي اللّه و علامة صدقه ان لاتري احداً سواه اذ ليس له سوي لا اله الاّ هو و توحيد الصفات هو ان‏تعتقد انّه هو صاحب جميع الصفات مطلقاً في الكون و صفات الخير في الشرع و علامة صدقه ان لاتري صاحب صفة في الكون و صاحب صفة خير في الشرع الاّ هو وحده وحده و توحيد الافعال ان‏تعتقد انّه هو المحرّك و الفاعل لامحرّك في الوجود الاّ هو و لافاعل في الكون سواه و علامة صدق ذلك ان لاتخاف و لاترجو احداً سواه و توحيد العبادة هو ان لاتعبد و لاتقصد في عبادتك احداً غيره فمن كان مؤمناً بتوحيد الافعال و انّه لامحرّك في الكون الاّ اللّه فلايخف احداً و ليخف اللّه اذ هو الفاعل لمايشاء دون غيره و كأنّه الي ذلك اشار اعلي‏اللّه‏مقامه بقوله بانّه لامحرك في الكون غيري.

و اما قوله اعلي‏اللّه‏مقامه فالخوف من اثار الايمان فيدلّ علي ذلك الخبر المروي عن ابي‏بصير عن ابي‏عبداللّه۷ قال استقبل رسول اللّه۹ حارثة بن مالك بن النعمان الانصاري فقال له كيف انت ياحارثة بن مالك فقال يا رسول اللّه۹ مؤمن حقاً فقال له رسول اللّه۹ لكل شي‏ء حقيقة فماحقيقة قولك فقال يا رسول اللّه عزفت نفسي عن الدنيا فاسهرت ليلي و اظمأت هواجري و كأني انظر الي عرش ربي و قدوضع للحساب و كأني انظر الي اهل الجنة يتزاورون في الجنة و كأني اسمع عواء اهل النار في النار فقال رسول اللّه۹ عبد نوّر اللّه قلبه الخبر و عن ابي‏عبداللّه ۷ كان ابي ۷ يقول انّه ليس من عبد مؤمن الاّ و في قلبه نوران نور خيفة و نور رجاء لو وزن هذا لم‏يزد علي هذا و لو وزن هذا لم‏يزد علي هذا و عنه ۷ ايضاً قال لاتكون مؤمناً حتي تكون خائفاً راجياً و لاتكون خائفاً راجياً حتي تكون عاملاً لماتخاف و ترجو.

([۳۲۰]) اقول: انّماجعل اعلي‏اللّه‏مقامه باطن الكفر الاوّل لانّه هو الكفر الحقيقي الواقعي و جميع الكفار من ظلّه و عكسه و فرعه ففي خبر احمد بن عمر قال سألت اباالحسن ۷عن قوله حبّب اليكم الايمان فقال ۷ حبّب اليكم الايمان و زيّنه في قلوبكم يعني اميرالمؤمنين ۷ و كرّه اليكم الكفر و الفسوق و العصيان الاول و الثاني و الثالث و عن ابي‏عبداللّه ۷في قول اللّه عزّوجلّ انّ الذين امنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً لن‏تقبل توبتهم قال نزلت في فلان و فلان و فلان امنوا بالنبي۹ في اول الامر و كفروا حيث عرضت عليهم الولاية حين قال النبي۹ من كنت مولاه فعلي مولاه ثم امنوا بالبيعة لاميرالمؤمنين ۷ثم كفروا حيث مضي رسول اللّه۹ فلم‏يقرّوا بالبيعة ثم ازدادوا كفراً باخذهم من بايعه بالبيعة لهم فهؤلاء لم‏يبق فيهم من الايمان شي‏ء الخبر و قدمرّ مايدل علي ذلك في البقرة في تلو قوله تعالي و من يتبدّل الكفر بالايمان فقدضلّ سواء السبيل.

([۳۲۱]) اقول: قدمرّ في خلال التفسير مادلّ علي انّ المراد من الاخرة في بطن القرءان في المواضع المناسبة علي ۷ و ولايته ففي خبر مفضّل بن عمر قال قلت لابي‏عبداللّه ۷في قوله تعالي و الاخرة خير و ابقي قال ولاية اميرالمؤمنين انّ هذا لفي الصحف الاولي صحف ابراهيم و موسي.

([۳۲۲]) اقول: قدمرّ انفاً مادلّ من الاخبار و صحيح الاعتبار علي انّ المراد من الكفر في بطن القرءان الاول و من ذلك يظهر انّ المراد من الايمان علي ۷ في البطن للتقابل بين الكفر و الايمان و الاول و علي  7 فاذا ثبت انّ الكفر هو الاول فالايمان هو علي بن ابي‏طالب ۷بحكم المقابلة و التضاد فكما انّ الاول هو اصل الكفر و حقيقته فعلي ۷اصل الايمان و حقيقته كل ذلك مضافاً الي النص الخاص في المقام ففي خبر مفضل عن الصادق ۷ انّه قال في قوله تعالي و حبّب اليكم الايمان يعني علياً ۷ و في تفسير فرات بن ابراهيم عن ابن‏عباس انّه قال انّ لعلي ۷ في كتاب اللّه اسماء لايعرفها الناس منها الايمان كماقال سبحانه و من يكفر بالايمان فقدحبط عمله الخبر و قدمرّ مايدل علي ذلك في البقرة في تلو قوله تعالي و من يتبدّل الكفر بالايمان فقدضل سواء السبيل و لذلك ورد تأويل المؤمن و الذين امنوا به ۷ في كثير من الاخبار كمامرّ الاشارة اليه سابقاً.

([۳۲۳]) اقول: قدمرّ في البقرة في قوله تعالي اولئك اصحاب النار بيان انّ الاول هو النار و مرّ فيها في قوله تعالي اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون انّ الجنة هو علي ۷ .

([۳۲۴]) اقول: قدمرّ وجهه في البقرة في قوله تعالي اولئك الذين اشتروا الحيوة الدنيا بالاخرة.

([۳۲۵]) اقول: اعلم انّ الاخبار متظافرة في تأويل الشرك باللّه و الشرك بعبادته بالشرك في الولاية و الامامة اي المشرك هو من يشرك مع علي غيره في الامامة و الخلافة فعن الاحتجاج عن الباقر ۷ قال قال النبي۹ في خطبة الغدير من اشرك ببيعة علي كان مشركاً و عن كنزالفوائد عن ابي‏ذر قال قال رسول اللّه۹ من ترك ولاية علي ۷ كان ضالاًّ مضلاًّ و من جحد ولايته كان مشركاً و عن الخصال عن الصادق  7 قال انّ الكبائر سبع فينا نزلت و منا استحلّت فاوّلها الشرك باللّه الي ان قال فاما الشرك باللّه فقدانزل اللّه فينا ماانزل و قال رسول اللّه۹ فينا ماقال فكذّبوا اللّه و كذّبوا رسوله فاشركوا باللّه و في بعض الزيارات اشرك من ابغضكم و في بعضها و من حاربكم مشرك و في رواية جابر عن الباقر ۷ في قوله تعالي و المشركين منفكّين يعني المرجئة و عن ابن شهراشوب عن الرضا ۷ في قوله تعالي كبر علي المشركين ماتدعوهم اليه قال يعني كبر علي المشركين بولاية علي ۷ ماتدعوهم اليه من ولايته و في الكافي عن ابي‏عبداللّه ۷ في قوله تعالي ويل للمشركين الاية يعني ويل للمشركين الذين اشركوا بالامام الاول و هم بالائمة الاخرين كافرون الي غير ذلك من الاخبار.

([۳۲۶]) اقول: لمّاكان فاعل الحسنة هو اللّه فالمحمود عليه هو اللّه ايضاً لانّ الحمد مختص بالفاعل فانّ من يفعل ينبغي ان‏يحمد فهم ان فعلوا الخير ماكانوا مستحقين للحمد فضلاً من انّهم لم‏يفعلوا فكيف يحبّون ان‏يحمدوا بمالم‏يفعلوا قال اللّه سبحانه مااصابك من حسنة فمن اللّه و مااصابك من سيئة فمن نفسك و لاشك انّ اللّه سبحانه لايفعل الخير بذاته و انمايفعله بتجليه و ظهوره و لاشك انّ ظهوره الاعظم و تجليه الاكرم هو محمد و ال‏محمد ففاعل الحسنة هو اللّه بمحمد ۹ و ال‏محمد:كماقال نحن اصل كل خير و من فروعنا كل برّ و قال ان ذكر الخير كنتم اوله و اصله و فرعه و معدنه و مأواه و منتهاه و في الزيارة اشهد انّك قداقمت الصلوة و اتيت الزكوة و امرت بالمعروف و نهيت عن المنكر.

([۳۲۷]) اقول:  قال علي ۷ في خطبة البيان انااقمت السموات السبع بنوري و قدرتي الكاملة و قال انا الذي دعوت السموات السبع فاجابوني فامرتها فينصبون و قال انا الذي دعوت الشمس و القمر فاجاباني و قال انا الذي ارسيت الجبال و بسطت الارضين و قال انا مضي‏ء الشمس و مطلع الفجر و منشئ النجوم و قال ۷ في خطبة اخري نحن صنائع اللّه و الخلق بعد صنائع لنا و قال واحد منهم في خبر اخر نحن سبب خلق الخلق و قال لولاك لماخلقت الافلاك الي غير ذلك من الاخبار و الخطب و هي كثيرة جداً فهذه الخطب و تلك الاخبار تدلّ كماهو بيّن بعد التأمل التام علي انّ جميع الخلق دلائل و ايات علي وجود علي و اولاده: اذ لادليل ادلّ علي شي‏ء من المصنوع علي الصانع و المفعول علي الفاعل و المخلوق علي الخالق و المسبّب علي السبب و المعلول علي العلة و اما دلالتها علي حقّيتهم فنظم السموات و الارض و ثباتها و عدم فساد فيها و مجي‏ء كل واحد من الليل و النهار خلف الاخر علي الدوام و الانتظام من غير فتور هذا و لاشك انّ السموات و الارض خلقتا بالحق كماقال سبحانه و ماخلقنا السموات و الارض و مابينهما لاعبين ماخلقناهما الاّ بالحق ولكن اكثرهم لايعلمون و علي ۷هو الحق كمافي الاخبار و النصوص من الطرفين و لنا بيانات ليس هنا مقام ذكرها.

([۳۲۸]) اقول: انماجعل اعلي‏اللّه‏مقامه و رفع في الخلد اعلامه باطن السموات ال‏محمد :لانّ السموات هي الفواعل و العلل و الاسباب للعالم السفلي كماانّ ال‏محمد: هم الفواعل و الاسباب و العلل لخلق سائر الموجودات و كافة الكائنات قال ۷ نحن صنائع اللّه و الخلق بعد صنائع لنا و قال نحن سبب خلق الخلق و سبب تسبيحهم و عبادتهم بنا عرف اللّه و لولانا ماعرف اللّه و بنا وحّد و عبد و بنا اثاب من اثاب و عاقب من عاقب و قال نحن السبب بينكم و بين اللّه عزوجل فهم السموات لارض عالم الامكان و الافلاك و البروج لجميع الاعيان و الاكوان قال رسول الله۹لابن‏عباس في قوله تعالي و السماء ذات البروج أتقدّر انّ اللّه يقسم بالسماء ذات البروج و يعني به السماء و بروجها قلت فماذا يارسول اللّه فقال اما السماء فانا و اما البروج فالائمة الاثني‏عشر بعدي اولهم علي و اخرهم القائم عجل‏اللّه‏فرجه الخبر و لاشك انّ البروج من السماء كما انّ الائمة من رسول اللّه حسين مني و انا من حسين بل هي نفس السماء و جهة انيّتها و تعددها و السماء جهة توحّدها و مادتها اولنا محمد اخرنا محمد اوسطنا محمد كلّنا محمد او المراد من السماء هناك سموات عالم الدرك و الشعور و الفهم و العقل و لاشك انّ الائمة سموات ذلك العالم فاذاً المراد من الارض الشيعة فانّ قلوبهم خلقت من ارض ذلك العالم كماقال ۷خلقنا اللّه من اعلي عليين ثم خلق قلوب شيعتنا مماخلقنا منه و خلق ابدانهم من دون ذلك الخبر و لعلّي نقلته بالمعني و لم‏يحضرني الان لفظ الخبر و المراد مماخلقنا منه اي من ذلك العالم ولكن من ارضه كمااثبتنا ذلك في محله و اطلاق الارض علي الشيعة غير عزيز في كلمات الائمة كمامرّ الاشارة اليه سابقاً.

([۳۲۹]) اقول: هذا استنباط من مفهوم الوصف و قداثبتنا في الاصول حجيته.