جواب مسألة الظاهرة الي العناصر الاربعة
من مصنفات العالم الربانی و الحکیم الصمدانی
مولانا المرحوم الحاج محمد کریم الکرمانی اعلی الله مقامه
«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۴۵۷ *»
بسم الله الرحمن الرحيم
المقصود من الفصل الذي سألتم عن معان اندرجت فيه فقد فصلته في کتابنا حقايق الطب فان شئتم راجعوا اليه و اما اجمال ذلک التفصيل فهو ان بسائط المرکبات هذه الاربعة العناصر و المواليد تختلف و تتعدد و تتکثر باختلاف اجزائها کما و کيفا فمنها الغالب عليه النار فيظهر عليه صفاتها کالصفراء و منها الغالب عليه الهواء فيظهر عليه صفاته کالدم و منها الغالب عليه الماء فيظهر عليه صفاته کالبلغم و منها الغالب عليه التراب فيظهر عليه صفاته کالسوداء و صفات کل واحد معلومة عند جنابکم و في سائر کتبنا مفصلة لاسيما کتبنا في الطبيعيات و من صفات النار الضوء و النور و من صفات الهواء و خواصه الاصوات التي يحملها و من صفات الماء الروايح فانها تحصل من عمل النار فيه و تبخيره و من صفات التراب الطعوم فانها تحصل بانحلاله في الماء و کل طعم منه فخلق الله في الانسان عضوا الغالب عليه النار ليدرک به صفتها التي هي الضوء و هو العين التي هي الطف الاعضاء و اللطافة من غلبة النار و خلق فيه عضوا الغالب عليه الهواء ليدرک به صفته التي هي الصوت و هو الاذن في قعرها وضعاً مناسباً للهواء و لجسم ماد وراءه الهواء فيدقه الهواء کمايدق علي جلد الطبل و خلق فيه عضواً الغالب عليه الماء و هو الانف ليدرک به صفة الماء التي هي الرائحة و خلق عضواً الغالب عليه التراب ليدرک به صفة التراب و هو اللسان و جعل معه ماء يحل فيه تراب الغذاء و ينفذ في جرمه ليدرک طعمه ثم هذه الاعضاء کالبسائط و خلق سائر البدن معتدلاً في الطبايع مرکباً منها ليجد سائر صفات العناصر الحاصلة في المولدات معا کالملاسة و الخشونة و الهيئة و الثقل والخفة و الرخاوة و الشدة و الحرارة و البرودة و الرطوبة و اليبوسة و الدقة و المتانة و الارتفاع والانخفاض … (الي غير ظ) ذلک من الصفات … لان هذه الامور من صفات العناصر و يوجد في الشيء من صفات کل العناصر فيدرک ذلک باللامسة بخلاف العين فانها من حيث البصر
«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۴۵۸ *»
لاتدرک غير الضوء و الاذن فانها من حيث السمع لاتدرک غير الصوت و قد اختصت القوي الاربع باعضاء خاصة و سري اللامسة في کل البدن لان البدن مرکب من العناصر علي نهج الاعتدال النسبي فتدرک مثلاً باليد الخفة بنارها و الثقل بترابها و الرطوبة بمائها و الرخاوة بهوائها و الدقة بنارها و المتانة بمائها و ترابها فتدرک اليد صفات الکل اذ هي مرکبة من الکل علي حد الاعتدال النسبي بخلاف الاعضاء الاربعة فان الغالب علي کل واحد من حيث الوضع المخصوص عنصر خاص اللهم الا من حيث الجسمية و الترکيب فانها تدرک صفات کل العناصر لکون الکل فيه و کل الکيفيات التي تدرکها اللامسة مرکبة من صفات جميع العناصر و لذا تحددت و تقدرت و تحيط بها اللامسة هذا مجمل الاشارة و تکفي لجنابک و الحمدلله و قد اشرت الي اغلب مواضع الاشکال و کذا اللامسة مرکبة من جميع العناصر و … (کل الي ظ) کل مضاف و منسوب.