32-07 مکارم الابرار المجلد الثانی والثلاثون ـ رسالة في جواب الحاج ملامهدي الخراساني ـ مقابله

 

رسالة في جواب الحاج ملا مهدي الخراساني

 

من مصنفات العالم الربانی و الحکیم الصمدانی

مولانا المرحوم الحاج محمد کریم الکرمانی اعلی الله مقامه

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۹۹ *»

بسم الله الرحمن الرحیم

الحمد لله رب العالمين و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين و رهطه المخلصين و لعنة الله علي اعدائهم اجمعين.

و بعــد يقول العبد الاثيم کريم بن ابرهيم انه قد ارسل الي الجناب العلام الفهام ذو العز و الاحترام مولينا الاعز الاكرم الحاج الملامهدي بن عبدالكريم الخراساني اطال الله بقاه و جعل اخريه خيراً من اولاه من بلدة اصبهان صانها الله عن طوارق الحدثان بمسائل معضلة و مطالب مشكلة لم‌يكشف عن اكثرها اللثام و لم‌يفض عن اغلبها الختام. و قد منعني عن جوابه ايده الله كثرة المشاغل و الابتلاء بهذا الخلق المنكوس الصادين عن كل خير الي ان اتاني كتاب منه آخر و حشاه بمسائل اخر و انا في تبلبل البال و اختلال الحال مشغول الخاطر بهم الارتحال الي ان‌تفكرت في نفسي ان الميسور لايسقط بالمعسور. فان لم‌يمكن الاستقصاء في اجوبته يمكن اجابته ايده الله علي طريق الاختصار و التلويح و الاشارة علي نحو يمكن لمثله فهم المراد فاجبت مسئوله و اقدمت علي اسعاف طلبته و اعتذر اليه من تطويل المقال و تفصيل الاحوال لما بي من كثرة الاشغال و تراكم انحاء الكلال و «العذر عند كرام الناس مقبول»

قال: ايده الله بعد البسملة الحمد و الشكر و المنة لله الذي لايخلي الارض من حجة اما ظاهر مشهور او خايف مغمور. كيما ان زاد المؤمنون شيئاً ردهم و ان نقصوا اتمه لهم. و الصلوة و السلام علي اشرف و افضل و اكمل و اعدل الانبياء و المرسلين محمد و آله الطيبين الطاهرين المعصومين الذين اذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيراً.

و بعد فيقول المسكين المستكين المستجير العبد الاثيم مهدي بن عبدالكريم عفي الله تعالي بفضله العميم و كرمه الجسيم عن جرائمهما انه هو السميع العليم و ذو فضل عظيم يا مولينا و يا علم الهدي اني كنت بعد الشيخ

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۰۰ *»

و السيد اعلي الله مقامهما و رفع في بحبوحة الجنان اعلامهما متفكراً متحيراً في قوله تعالي ماننسخ من آية او ننسها نأت بخير منها او مثلها و كنت منتظراً في ظهور مثلهما اعلي الله مقامهما حتي اذا اشتبه علي و علي مثلي الامور فهو يخرجنا من الظلمات الي النور الي ان‌سمعنا بان رجلاً وجد في شيراز يدعي بانه مالك هذا الامر و وصل كتابه الذي يليق بلحيته الينا فوجدناها كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتي اذا جاءه لم‌يجده شيئاً و وجدناه و مردته الواطاً اخباثاً اكالين للسحت و هم مصداق قوله7 يجوعون انفسهم عمراً ليصطادوا حمراً فاعرضنا عنهم و لعناهم لعناً وبيلاً كما لعنهم الله و اظهر كذبهم و حبسهم في تبريز و ما حوله حبساً طويلاً حتي لاقينا في الاصبهان جناب السيد السند الجليل و المولي الاولي النبيل و العارف بمعارف التنزيل و التأويل العالم المؤتمن و الفاضل المتقن الآقا السيد حسن سلمه الله تعالي و وفقه لمراضيه و جعل مستقبل ايامه خيراً من ماضيه و اخبرنا بخبركم و وجودكم في الكرمان صانه الله عن حوادث الدوران و اشهدنا كتبكم و مصنفاتكم وجدنا مدادكم خيراً من دماء الشهداء اطال الله بقاكم و جعلنا و امثالنا من الطالبين فداكم. فعند ذلك خرجنا من التحير و بادرت بسؤال بعض المسائل التي اشكل علي لعل الله تعالي شأنه بك يمن علي انه علي ما يشاء قدير و بالاجابة جدير. و المرجو من جنابكم اطال الله بقاكم ان‌تمنوا علي هذا الاحقر الاضعف ببسط الجواب و كشف النقاب فان الله تعالي لايضيع اجر من احسن عملاً.

اقول : قد كتبت عنوان سؤالاته ايده الله تعالي اقتداءً بمشايخي اعلي الله مقامهم مع ما فيه من بيان حسن عقيدته ايده الله و طلبه للدين و تجسسه عن حبل الله المتين و اني اعلم في نفسي اني لااليق بعشر من معشار ما كتب وفقه الله و تسفلي عن درجة الاسلاف الماضين. و قائل مع ذلك اللهم لاتؤاخذني بما يقولون و اجعلني احسن ممايظنون و اغفر لي ما لايعلمون فانك اعلم بي من نفسي و انا اعلم بقصور نفسي منهم و اسئل الله لي و لهم بالختم بالحسني انه قريب مجيب.

و اما ما كتب في امر ذلك المسرف المرتاب المتسمي بالباب فهو كما ذكر و فوق

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۰۱ *»

ما ذكر و قد كتبنا في قدحه و رده كتباً منها كتاب ازهاق الباطل و هو كتاب مفصل لم‌يسمح الدهر بمثله. و منها كتاب الشهاب الثاقب في رجم الباب الناصب و هو ايضاً كتاب كبير شريف عزيز. و منها كتاب فارسي مسمي بتير شهاب في رجم الباب المرتاب. و كتبنا في ساير اجوبتنا للمسائل في مواضع عديدة ما يكتفي به المكتفي و يتذكر به المتذكر و يعتبر به المعتبر و يزدجر به المزدجر ولكن تلك حكمة بالغة فماتغني النذر فان الله سبحانه يقول سنة الله التي قد خلت من قبل و لن تجد لسنة الله تبديلاً و يقول و ما ارسلنا من رسول و لا نبي و لا محدث في القراءة الحق الا اذا تمني القي الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته الآية. و يقول و كذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الانس و الجن يوحي بعضهم الي بعض زخرف القول غروراً و لو شاء ربك مافعلوه فذرهم و ما يفترون و لتصغي اليه افئدة الذين لايؤمنون بالآخرة و ليرضوه و ليقترفوا ما هم مقترفون. و انما ذلك لقوله تعالي احسب الناس ان‌يتركوا ان‌يقولوا آمنا و هم لايفتنون و لقد فتنا الذي من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا و ليعلمن الكاذبين فلابد للناس من هذه الفتنة العمياء حتي يظهر كوامن الصدور و يتبين خفيات الامور و تنهتك الستور كماتري انه قد اغتر به كثير من المتسمين بسمة العلماء المنتحلين بسيرة الحكماء و المتشبهين بطريقة الفقهاء و المتلبسين بلباس العرفاء و المتقمصين بقميص الاتقياء و المتردين برداء الاصفياء فانهتك ستورهم و ظهر بواطن امورهم و انكشف خفيات نفاقهم و تبدي كوامن شقاقهم. و تبين انهم لم‌يشموا الي الان الاسلام شماً و لم‌يتيقنوا بضرورياته و لم‌يركنوا الي بديهياته «اللهم انا نعوذ بك من مضلات الفتن و نستجير بك من فوادح المحن يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلب القلوب ثبت قلبي علي دينك بجاه محمد و آله خيرتك من خلقك صلواتك عليه و عليهم»

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۰۲ *»

قال : سلمه الله السؤال الاول بينوا لاي علة قرر التكبير في تسبيح مولاتنا الزهراء سلام الله عليها اربع و ثلثين عدداً و التحميد و التسبيح نقصاً بواحد بغير علة ذكروه في سقوط الكوكب كما هو المشهور و اذا سبح احد بعد الصلوات الخمس و زاد في احدها كيف يصنع يعيد او يمضي؟

اقول : سؤال عجيب ليس عند غيرنا جوابه فاذا تنبهت للسؤال فاصغ للجواب اعلم انه قد ثبت عندنا و عند الحكماء السابقين ان كل موجود له ثلث مراتب روح و نفس و جسد و انما ذلك لان الاثر لابد و ان‌يكون له جهة الي ربه يشاكل فيها صفة مؤثره في الاحدية و البساطة و التنزه و جهة ‌الي نفسه يكون فيها غاية تفصيله و كثرته و جهة رابطة بين الجهتين تشاكل من حيث اعليها الجهة العليا في الرقة و اللطافة و اسفلها الجهة السفلي في الغلظة و الكثافة و الكثرة فلاجل ذلك لايتكون المولود  الفلسفي الا في هذه الكيان الثلثة و من اجل ذلك اشتهر بين الحكماء كل شيء مثلث الكيان. فالتجلي الاعلي و الظهور الاعظم لم‌يتم الا في هذه الكيان الثلثة. فالكون الاول له كون روحاني مشاكل لمشية الله سبحانه الواحدة البريئة عن مشاكلة الآثار المنزهة عن الاقتران بالاغيار و هو مقام النبوة. و الكون الثاني كون نفساني و هو الكون الرابطة بين الكونين البرزخ بين المقامين المتصلة بالمبدء من حيث الاعلي و بالمنتهي من حيث الاسفل و هو مقام الولاية ظهور الاعلي و حقيقة الادني. و الكون الثالث كون جسداني و هو غاية الظهور و نهاية النور و التجلي للغيور و هو مقام العصمة الفاطمية الكبري و الآية العظمي و بدو تجلي الاعلي للادني. فبهذه الكيان الثلثة تم التجلي الاعظم و الظهور الاكرم و استقام الوجود و ظهر المعبود. و لماكان غاية القرب تقتضي لكل واحد من هذه الكيان الكمال كان لكل مرتبة من النبوة و الولاية و العصمة ايضاً ثلث مراتب فلصاحب النبوة ايضاً روح و نفس و جسد في مقامه الا انها روحانية قدوسية و لصاحب الولاية ايضاً  ثلث مراتب روح و نفس و جسد الا انها نفسانية برزخية و لصاحب العصمة ايضاً ثلث مراتب روح و نفس و جسد الا انها جسدانية غائية فكمل للتجلي الاعظم و مبدء الوجود الاكرم تسع مراتب هي غاية الاحاد و مبدؤ الاعداد و ظهر كلها من

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۰۳ *»

المقام الثالث فصار استنطاقها الذي هو الطاء سمة مقام العصمة و علامة تلك الرتبة و عليها دارت افلاكها و بني اعدادها و كثراتها و ظهر كمالاتها في طرفيها و هو الكمال الظهوري الذي هو مجذوره و استنطاقه فا و الكمال الشعوري و هو جمع مراتبه و استنطاقه مه فتركب منها فا ط مه و هو الاسم الشريف فاطمة فتحقق فيها تسع مراتب: ثلث مقامات النبوة و ثلث مقامات الولاية و ثلث مقامات العصمة. و كل واحد من هذه المراتب التسع مركب من عشر مراتب و هي القبضات العشرة التي منها يخلق كل موجود تسع من افلاك عالمه و واحدة من ارضه كماحققناه في محله. فتحقق لمقام النبوة ثلثون@ ثلاثون؟/ مقاماً و لمقام الولاية ثلثون و لمقام العصمة ثلثون. فالروح النبوي له عشر قبضات و واحدة هي المزاج الحادي‌عشر بينها المتحققة من تركيب المجموع و النفس النبوي لها عشر قبضات و واحدة هي المزاج و الجسد النبوي له عشر قبضات و واحدة هي المزاج فتحقق لمقام النبوة ثلث و ثلثون. و كذلك الامر في الروح الولوي و نفسه و جسده فتحقق لمقام الولاية ايضاً ثلث و ثلثون و كذلك الامر في مقام العصمة لها ثلث و ثلثون. و لماكان هذا المقام هو مقام الحامل لجميع هذه المراتب و الجامع لها يتحقق له مزاج آخر جامع لجميع المقامات التسع و التسعين كما اذا ركبت قرصاً من عقاقير و قرصاً آخر و قرصاً آخر يكون لكل واحد مزاج مهيمن فاذا ركبت الاقراص يتحقق للمجموع المركب مزاج وحداني آخر مركباً من جميع تلك الاجزاء و الامزجة. كذلك يحصل للمقام الجامع لهذه المراتب مزاج وحداني آخر فتم لها عليها صلوات الله مأة مقامات. فهي الجبل القاف المحيط بجميع الدنيا الذي هو من الزمرد الاخضر و خضرة السماء منها و هي الحجاب الزبرجد الاخضر المتلألؤ بخفقان.

فاذا عرفت ذلك فاعلم ان مقام النبوة هو مظهر سبوحية الله سبحانه كماحققنا آنفاً انه جهة اعلي التجلي و تشاكله لاحدية المتجلي و مقام الغيب الممتنع الذي لايدرك فهو آية السبحان و ظهور الغيب المتنزه عن مجانسة الاكوان و الاعيان. و مقام الولاية فهو مقام السبحلة هو مقام اعطاء كل ذي حق حقه و السوق الي كل مخلوق رزقه و ولاية النعم و سياسة الامم و حامل لواء الحمد و راية المجد فهو

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۰۴ *»

مقام الحمد له فان الحمد لولي النعمة و صاحب المنة. و مقام العصمة مقام الظهور و بدو النور فهو مقام التكبير و مقام الكبرياء المستطير. قال سبحانه له الكبرياء في السموات و الارض و قال الكبرياء رداء الله و لذلك اختص الكبر بالجثث الظاهرة و العظمة بالمعاني الباطنة. فاذا عرفت ذلك فاعلم انها3 اختصت بهذا التسبيح لانها كماعرفت صاحبة تلك المقامات و حاملة تلك الايات. فكبرت الله سبحانه بعدد مقامات العصمة و ابتدأت بها صعوداً و هو اربع و ثلثون مقاماً. و حمدت الله سبحانه بعدد مقامات الولاية و هو ثلث و ثلثون لانها التي تليها في الصعود. ثم سبحت الله سبحانه بعدد مقامات النبوة و هو ثلث و ثلثون و ثلثت بها لانها التي تليها اي تلي الولاية في الصعود و هي منتهي الغاية و غاية النهاية. فصار ذلك التسبيح اكمل التسبيحات و اشرف الاذكار الموظفات و هو افضل عند الله سبحانه من الف ركعة صلوات. فسئل الباقر7 عن التسبيح فقال ماعلمت شيئا موظفاً غير تسبيح فاطمة3 و روي تسبيح فاطمة3 في كل يوم في دبر كل صلوة احب الي من صلوة الف ركعة في كل يوم. و عن الصادق7 من سبح تسبيح فاطمة الزهراء3 في دبر الفريضة قبل ان‌يثني رجله غفر الله له. و قال7 انا نأمر صبياننا بتسبيح فاطمة3 كمانأمرهم بالصلوة فالزمه فانه لم‌يلزمه عبد فشقي. و عن الباقر7 ماعبد الله بشيء من التحميد افضل من تسبيح فاطمة3 و لو كان شيء افضل منه لنحله رسول الله9 فاطمة3 انتهي. و قد عرفت وجه شرافته باشتماله علي اسرار مقامات النبوة و الولاية و العصمة بحيث لم‌يغادر شيئاً.

و اما قولكم اذا سبح احد الخ فاعلم ان من سها في التكبير حتي تجاوز اربعاً و ثلثين عاد الي ثلث و ثلثين و بني عليها ثم كبر مرةً حتي يكون انتقاله عنه الي التحميد عن شعور و التفات. و اذا سها في التحميد حتي تجاوز سبعاً و ستين تسبيحة عاد الي ست و ستين و بني عليها لما ذكرنا و اذا تجاوز التسبيح مأة فلاشيء عليه.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۰۵ *»

قال: ايده الله السؤال الثاني انه ورد ان من قرأ من القران المجيد السورة الفلانية سبع مرات او ثلاث مرات مثلاً يحصل له المطلب الفلاني، هل المراد بقرائتها سبع مرات او غير ذلك في مرة واحدة كما هو مقتضي الاطلاق او ازيد من مرة؟ كم مدة قرائتها شهر او سنة او ازيد او انقص؟ بينوا هذا المطلب بياناً شافياً كافياً جزاكم الله تعالي عن الاسلام و اهله احسن الجزاء.

اقول: اعلم ان تحت الاعداد المضروبة للاوراد و الاذكار كنوزاً لاتستخرج الا بتوخي ذلك العدد المعين و ملازمته و انما مثل ذلك في الدنيا كأن تدل علي كنز و قيل لك انك اذا خطأت عشر خطوات تصل الي كنز كذا و كذا. فان نقصت عنه لم‌تبلغ المرام و ان زدت تجاوزت المقام. و الحكيم اذا ضرب عدداً لورد لاثر خاص يجب اقتفاؤه و لايجوز الافراط فيه و التفريط فيه. فمارأيت في الاخبار من عدد مضروب فالزمه. و اما انه هل هو في مرة واحدة او مرات، فاعلم ان الناس مختلفون في كثرة التوجه و قلته و كثرة الانقطاع الي الله و قلته فيختلف ذلك باختلاف الاشخاص و ان جميع ذلك العدد المضروب بمنزلة دعاء واحد. و كما انه يكرر الدعاء الواحد حتي يحصل المطلوب و يجوز ذلك، يجوز قرائة تلك السورة او ذلك الورد في ايام عديدة حتي يحصل المطلوب. فتقرؤه بذلك العدد في كل يوم ان لم‌يعين له يوم خاص. و ان ضرب له ايضاً يوم معين كايام الاسبوع او ايام الشهر او ايام السنة ففي كل اسبوع او كل شهر او كل سنة في ذلك اليوم الخاص لتلك الحاجة حتي يحصل المطلوب. لماروي عن ابي‌جعفر7 والله لايلح عبد مؤمن علي الله عزوجل في حاجة الا قضاها له و الافضل مداومة سنة. فعن الصادق7 اذا كان الرجل علي عمل فليدم عليه سنة ثم يتحول عنه ان شاء الي غيره و ذلك ان ليلة القدر يكون فيها في عامة ذلك ما شاء الله ان‌يكون. و قال ابوجعفر7 ما من شيء احب الي الله من عمل يداوم و ان قل انتهي.

و سر السنة علي سبيل الاشارة ان الشمس مربية مواد الاكوان و البروج مبادي حدود صورها فان داومت العمل في مدة دوران الشمس المربية للمواد الممدة لها في جميع مبادي حدود صور الاعيان فقد استمددت الله لحاجتك مادة

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۰۶ *»

و صورة في جميع حدودها و معيناتها و استوعب المدد جميع اطراف حاجتك فلاتكون بدعاء ربك شقياً فافهم ان كنت تفهم.

قال : سلمه الله تعالي السؤال الثالث لم اوجب الله في مس الميت الآدمي الغسل دون مس ساير الحيوانات مع انه تعالي فضلهم علي كثير ممن خلق تفضيلاً؟ و هل في مس الائمة: بعد موتهم وجوب الغسل ام لا؟

اقول : اعلم ان الله سبحانه هو الطهر الطاهر المبارك و كل طهارة فمن الاتصال به و كل نجاسة و قذارة فمن الانقطاع عنه كمابيناه في رسالتنا المحمودية. و الانقطاع عن مبدء الطهارة انقطاعان انقطاع كوني و شرعي فكذا الاتصال به اتصالان. و علامة الاتصال وجود الانوار المشرقة من امره سبحانه و علامة الانقطاع انزواء ذلك النور عنه. و ذلك النور هو الروح يسئلونك عن الروح قل الروح من امر ربي فالانقطاع الشرعي عنه سبحانه بالكفر فمن كفر سلب عنه نور الايمان و روحه فصار ميتاً و من تعلق به ذلك الروح كان حياً قال سبحانه استجيبوا لله و للرسول اذا دعاكم لمايحييكم و قال لتنذر من كان حياً و قال انك لاتسمع من في القبور و قال يخرج الحي من الميت فالكافر المسلوب روح الايمان عنه ميت منقطع عن الطهر فهو نجس. و المؤمن متصل به فهو حي و هو طاهر. و ان المؤمن لاشد اتصالاً بنور الله من اتصال نور الشمس بالشمس. و لذا روي عن ابي‌جعفر7 ان المؤمن لاينجسه شيء هذا هو الاتصال الشرعي و الانقطاع الشرعي.

و اما الاتصال الكوني فان الله سبحانه جعل السماوات اكمام مشيته و ايدي ارادته يفعل بها ما يشاء فالمتصل بها كوناً متصل بمشيته كوناً و المنقطع عنها كوناً منقطع عن مشيته كوناً. فمادام الروح الحيواني الفلكي في الحيوان يكون الحيوان متصلاً بالمبدء مبدء الطهارة و الطيب فاذا مات و انقطع سقط كوناً عن محل القرب و الاتصال فنجس حينئذ يراعي في الحيوان شدة الاتصال و ضعفه

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۰۷ *»

فماكان في الاول اشد اتصالاً يكون اثر الموت فيه ابين و ماكان اقل اتصالاً يكون اثر الموت فيه اضعف لان قوة الموت علي حسب قوة الحيوة و اثر السقوط علي حسب الارتفاع. فالذي كان ارتفاعه اكثر فان سقط سقط من مكان ارفع و يكون تألمه اكثر و من كان ادني ان سقط سقط من اقرب و كان تألمه اقل الا تري ان الغذاء اللطيف اذا نتن يكون اشد نتناً من الغذاء الكثيف الغليظ فليس براز خبز الدخن كبراز خبز الحنطة و كبراز الارز و ليس براز حيوان كبراز الانسان.

فاذا عرفت ذلك فاعلم ان من الحيوانات ما يكون اقل تشاركاً للسبع الشداد فلاينجس اذا مات لقلة حيوته اولاً و ضعف موته اخيراً و لذا تري ارواح الحيات و الحيتان و الحشار تتجزي بتجزي ابدانها فليس لها كثير تجرد. و منها مالها دم سائل و لها روح بخاري فينجس اذا مات ولكن ليس لها كثير نجاسة تؤثر جافة هذا و لها نوعاً شعور و الشعر لم‌يحيي اولاً و لم‌يمت ثانياً حتي ينجس. و الاحكام العامة في السياسة العامة المدنية تابعة للاغلب فلم‌يوجب غسلاً لمسها. و لذا روي عن الرضا7 في حديث ان قال فلم لايجب الغسل علي من مس شيئاً من الاموات غير الانسان كالطير و البهايم و السباع و غير ذلك؟ قيل لان هذه الاشياء كلها ملبسة ريشاً و صوفاً و شعراً و وبراً و هذا كله ذكي و لايموت و انما يماس منه الشيء الذي هو ذكي من الحي و الميت الذي قد البسه جل و علا الخبر. فلماكان المس العام عليها علي ما لم‌يمت منها لانه لم‌يكن حياً حتي يموت لم‌يشرع الغسل لمسها. بخلاف الانسان فان المس علي بشرته و هي ميتة و السر الباطني ماسمعت و هو ايضاً منهم صلوات الله عليهم. و اما الانسان لماكان اشد اتصالاً بمبدء الحيوة صار بعد الانقطاع اشد انقطاعاً و لذا يكون جيفته انتن فيكون ميتة نجساً منجساً سبباً للغسل كماعلمت فوجوب الغسل لمسه لان الله سبحانه فضله بشدة الاتصال بالمبدء.

و اما الائمة: فهم: لاينقطع الروح عن اجسادهم و ان قطعت ارباً ارباً فان اجسادهم روحانية فلكية قد تمثلت بالصور البشرية. و لذا روي ان ميتنا اذا مات لم‌يمت و ان قتيلنا اذا قتل لم‌يقتل الم‌تسمع ان رأس الحسين

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۰۸ *»

7 كان يحدث و يقرأ القران؟ فمن ذا يقاس بهم؟ فهم اذا ماتوا لم‌ينقطع آثار المبدء عن اجسامهم و انها ممازجة بلحمهم و دمهم و شعرهم و جلدهم ابداً ابداً ولكن يقتلون فيفصل اعضاؤهم و يقعون بلاحراك كالميت و يقبرون و كذا يقعون بالسم كالميت و يغسلون و يقبرون ولكن في جميع هذه الاحيان ابدانهم شاعرة حية لم‌ينقطع عنها آثار المبدء. و من راجع الاخبار في ذكر موت رسول‌الله و فاطمة3 و ساير الائمة: عرف ذلك بالغبار فلايحتاج الي تفصيل. و اما ما لم‌يتصل بالمبدء بالاتصال الثانوي الاقتراني حتي يموت فهو حي بما له من الاتصال علي حسب مقامه فهو حي بحيوته لم‌يمت كالحجر مثلاً فلاينجس. فافهم ما ذكرت لك علي نحو الاجمال و قد فصلنا ذلك قليلاً في الرسالة المحمودية و هي في بلادكم موجودة فان شئتت فراجع تجد.

قال: السؤال الرابع لم كلف الله تعالي جل شأنه النسوان ببلوغهن تسع سنين دون الرجال مع نقصان عقولهن و ضعف نفوسهن؟

اقول: السبب في ذلك نقصان عقولهن و ضعف نفوسهن و فتور ابدانهن و ضعف قويهن و انما ذلك لانه كلما كان الشيء ارخي تركيباً و اكثر رطوبةً كان مدة تلازم اجزائه و دوام تركيبه اقل و كلما كان اشد تركيباً و اعدل مزاجاً كان مدة تلازم اجزائه و دوام تركيبه اكثر كما هو مشاهد محسوس. فالذي يكون دوام تركيبه اقل لضعف تركيبه يكون منتهي صعوده اقرب و الذي يكون دوامه اكثر يكون منتهي صعوده ابعد. و ذلك ان الذي اشد رطوبةً اطوع لتحريك المحرك و تدبير المدبر فينفعل اسرع و كماينفعل اسرع يكون عوده الي ماكان اسرع. الا تري انك تتكلم في الهواء فتموج الهواء بكلامك فاذا سكتت يسكن الهواء في ساعته و اما الماء اذا موجته فرفعت يدك يبقي هنيئة و اما التراب اذا نقشت عليه يقبل النقش ابطأ و اذا قبل بقي عليه ابداً. فمن هذا تبصر امرك فالمواد الرطبة اللينة اذا جري التقدير بحكم التدبير في الفلك الاثير تنفعل منه اسرع و تصل الي منتهاه اسرع ثم يعود الي ارذل عمره اسرع. و اما المواد المعتدلة يكون انفعالها ابطأ و

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۰۹ *»

وصولها الي منتهاها ابطأ وعودها الي ارذل عمرها ابطأ. فلذا تري يدرك القثاء في ثمانين يوماً تقريباً و يبلغ كماله ثم يصير هشيماً تذروه الرياح و لايبلغ القمح الا في ستة اشهر و هو اقوي منه بنية و يدرك الجوز مثلاً في سبع سنين و كذا اللوز مثلاً و التمر يبلغ الكمال في عشر او اربع‌عشرة سنة و هو اكملها و اقويها. و انما ذلك لكثرة المطاوعة و قلتها و سبب ذلك رخاوة ‌البنية و شدتها. و من البين رخاوة بنية النساء بالنسبة الي الرجال فيبلغن اسرع و يرجعن اسرع و الرجال يبلغون ابطأ و يرجعون ابطأ. و اما خصوص التسع سنين في النساء فلأنهن مخلوقات من قبضات عشر واحدة لجسمها تستكملها في سنة و واحدة لروحها و واحدة لفكرها و واحدة لخيالها و واحدة‌ لمادتها الثانية و واحدة لوهمها و واحد‌ة لعلمها و واحدة لعاقلتها و واحدة لنفسها و واحدة لعقلها فهذه عشر قبضات خلقت المرأة منها من مبدئها الي منتهاها تستكمل كل واحدة في سنة فتدرك عند اول دخولها في العشر عند اول تعلق العقل بها. و اما الرجل فتدرك عند تمام الخمس‌عشر سنة فلأنه يستكمل في عشر سنين ما استكملت المرأة ثم في الحاديةعشرة يستكمل مثاله و في الثانيةعشرة مادته و في الثالثةعشرة طبعه و في الرابعةعشرة نفسه الملكوتية و في الخامسةعشرة روحه الملكوتي و يدرك عند دخوله في السادسةعشرة عند تعلق العقل الجبروتي به. و لم‌يحتج المرأة الي استكمال المثال و المادة و الطبع و النفس و الروح لانها خلقت من نفس الرجل كماقال الله سبحانه خلق لكم من انفسكم ازواجاً و تلك النفس هي الضلع الايسر للرجل و الضلع الايسر هي صفة‌ الضلع الايمن و ظهوره و نوره. فالمراة تستمل باستكمال الصفات و الرجل يستكمل باستكمال الصفات و الذوات. و مقام الرجل مقام المادة و المنير و مقام المرأة مقام الصورة و النور و كل شيء لايتجاوز ماوراء مبدئه. فافهم راشداً موفقاً و اعتذر اليك من تفصيل المقال لضيق المجال.

قال: وفقه الله و السؤال الخامس ان الكتاب و السنة و الاجماع و الضرورة دالة علي حرمة الربوا فيمايكال و يوزن فاذا كان شيء ممايكال و يوزن في بلد و

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۱۰ *»

في بلد آخر لايكال و لايوزن كيف حكمه؟ و اذا كان الربوا حراماً و قبيحاً لم صار حسناً و حلالاً بين الزوجين و بين غيرهما مما استثني في الحديث و ذكره الفقهاء في كتبهم رضوان الله عليهم؟

اقول: اما الكتاب فليس في ظاهره بيان المکيل و الموزون نعم السنة دلت عليهما و الاجماع منقول عليهما و الظاهر عدم الخلاف فيهما و الاشهر الاظهر اختصاصه بهما. و نقل عن المفيد و ابن الجنيد و سلار ثبوته في المعدود ايضاً و الحق مع المشهور لدلالة النصوص عليه. منها رواية منصور بن حازم عن ابي‌عبدالله7 قال سألته عن البيضة و البيضتين. قال لابأس به و الفرس بالفرسين. فقال لابأس به ثم قال کل شيء يکال و يوزن فلايصلح مثلين بمثل اذا کان من جنس واحد فاذا کان لايکال و لايوزن فلابأس به اثنين بواحد هذا. و قد روي عن محمد بن يعقوب عن علي بن ابرهيم عن رجاله عمن ذکره في حديث قال و ما عد عدداً و لم‌يکل و لم‌يوزن فلابأس به اثنان بواحد يداً بيد و يکره نسية انتهي و الخبر عندنا صحيح و الشهرة مؤيدة.

و اما ما يکال و يوزن في بلد دون بلد ففتاوي اصحابنا فيه مضطربة لانهم لم‌يأووا فيه الي رکن شديد فقالوا المعتبر في الکيل و الوزن ماکان في عهده9 فمتي علم ذلک اتبع و ان تغير حاله بعد. و ما لم‌يعلم حاله يتبع عادة البلدان فان اختلف فلکل بلد حکم نفسه مصيراً الي العرف الخاص عند تعذر العلم. و عن بعض المحققين و الظاهر ان الحکم للبلد لا لاهله و ان کان في بلد غيره. و عن النهاية و الديلمي ادارة الحکم معهما اثباتاً خاصاً بحيث لو کانا في بلد کان المقدر بهما فيه ربوياً مطلقاً حتي في البلدان التي لم‌يقدر بهما. و عن المفيد و الحلي ان تساوي البلدان المقدرة بهما و غيرها فالثاني ان اختلفت فالاغلب. و في الحدايق عن الشيخين و سلار و الحلي تغليب جانب التقدير بالکيل و الوزن علي جانب العدد و الجزاف اخذا بالاحوط.

اقول ان قولهم ما يکال و يوزن کساير اخبارهم: فيما سموا و

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۱۱ *»

وصفوا و لاينبغي فيه تزلزل و انما يرجع فيه الي العرف العام في زمانهم اولاً و الي العرف الغالب في الاعصار و الازمان ان جهل الاول فالمخالف يرجع الي الغالب العام. و يدل علي اختيارنا هذا ما روي عن محمد بن يعقوب عن علي بن ابرهيم عن رجاله عمن ذکره في حديث طويل قال و لاينظر فيما يکال او يوزن الا الي العامة و لايؤخذ فيه بالخاصة فان کان قوم يکيلون اللحم و يکيلون الجوز فلايعتبر بهم لان اصل اللحم ان‌يوزن و اصل الجوز ان‌يعد الخبر. فلاعبرة بعمل بعض البلدان في کيلهم ما يوزن او يعد و کذا وزنهم ما يعد او عدهم ما يوزن. فالعبرة بالعامة الغالبة و هم في ملاحظة غاية الضبط اشد شيء فلم‌يتداولوا العد علي ما في افراده تفاوت فاحش لاسيما في المعاوضة فلايفعلون ذلک ابداً. و اما (ماظ) کان في افراده قليل تفاوت يسامح بمثله فلايعبؤن بوزنها و يعدونها عداً و ذلک يعرف من احوال الاجناس. و ان بيع عداً موزون في بلد فانما ذلک لتسامحهم و تعافيهم و الا فيعلمون انه مما ينبغي ان‌يوزن راجع تفهم. و علي فرض المسألة ان‌يکون شيء متناسب الافراد او متقاربها و يختلف اهل البلدان فيه و لايعلم الغالب فيه فهو من المتشابهات و الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في الهلکات.

و اما سر حلية‌ التفاضل بين الولد و ولده و المرء و زوجه و السيد و عبده و المسلم و الحربي فان الولد جزء الوالد کماقال الله سبحانه و جعلوا من عباده جزءاً اي ولدا و الزوج نفس المرء کماقال سبحانه خلق لکم من انفسکم ازواجاً و العبد مملوک السيد کماقال سبحانه ضرب الله مثلا عبداً مملوکاً لايقدر علي شيء و مال الحربي غنيمة المسلم فلايجري بينهم حکم المتباعدين و الاجانب فافهم راشداً موفقاً.

قال: سلمه الله السؤال السادس ان‌تبينوا لنا ان الحسين و اصحابه7 في يوم عاشورا کيف جاهدوا مع الکفار کل واحد بانفراده طلب المبارزة او بالهيئة الاجتماعية حملوا علي الکفار و المنافقين و صاروا شهداء؟ و کم عدد

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۱۲ *»

الشهداء رضوان الله عليهم علي ما اخترتم؟

اقول: الذي يظهر مما رواه الشيخ عبدالله بن نورالله عن امالي الصدوق بسنده عن عبدالله بن منصور و کان رضيعاً لبعض ولد زيد بن علي7 عن الصادق7 انهم قد برزوا واحداً بعد واحد و فيه انه بعد قتل حر رحمه الله «برز زهير بن القين ثم حبيب بن مظاهر ثم عبدالله بن ابي‌عروة الغفاري ثم برير بن حضير الهمداني ثم مالک بن انس الکاهلي ثم زياد بن مصاهر الکندي ثم وهب بن وهب ثم هلال بن حجاج ثم عبدالله بن مسلم بن عقيل بن ابي‌طالب ثم علي بن الحسين7 ثم قاسم بن الحسن بن علي بن ابي‌طالب ثم الحسين7» و روحي لتربته الفداء و لم‌يذکر فيه حال باقي الاصحاب و ترتيب بروزهم.

و عن ابي‌الفرج في المقاتل بسنده عن ادريس عن ابيه عن جعفر بن محمد عن ابيه: ان اول قتيل قتل من ولد ابي طالب مع الحسين7 ابنه علي7 فعلي هذا هو مقدم في البروز علي عبدالله بن مسلم. و يويده ايضاً التوقيع الرفيع في الزيارة السلام عليك يا اول قتيل من نسل خير سليل من سلالة ابرهيم الخليل صلي الله عليك و علي ابيك. و عن كتاب النوادر لعلي بن اسباط عن بعض اصحابه رواه قال ان اباجعفر7 قال كان ابي مبطونا يوم قتل ابوه صلوات الله عليهما و كان في الخيمة و كنت اري موالينا كيف يختلفون معه يتبعونه بالماء يشد علي الميمنة مرة و علي الميسرة مرة و علي القلب مرة و هذا الخبر يدل علي انه7 كان يباشر القتال ايضاً في زمان حيوة اصحابه و كانوا يختلفون معه و يبعد من اولئك النواقض للعهود الناكثين للذمم ان‌يكونوا صابرين علي البراز واحداً بعد واحد الي آخر القتال. و يمكن الجمع بين الاخبار بان الجماعة المسمين خرجوا كماسموا و ذكروا في ذلك الخبر علي نظم القتال. ولكن لم‌يف الكفار بنظم المقاتلة و زحفوا من الاطراف و تداخلوا و قتل من قتل في الزحام في خلال اولئك و بعدهم و في اطراف المعركة. و كان الحسين7 ايضاً يباشر القتال في الاثناء الا انه قتل آخرهم. و ليس في الخبر الاول انه

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۱۳ *»

برز الحسين7 آخرهم فلااختلاف ان شاء الله. و اما عدد الشهداء: فعن السيد رضي الله عنه انه روي مرسلاً عن الباقر7 ان جند الحسين7 كانوا يومئذ خمسة و اربعون فارساً و مأة راجل و عن الباقر7 قتلوا سبعة‌عشر انساناً كلهم ارتكض في بطن فاطمة بنت اسد ام علي7 و عن الصادق7 في حديث و لقد قتل في سبعة‌عشر من اهل‌بيته نصحوا لله و صبروا في جنب الله فجزاهم الله احسن جزاء الصابرين.

و اما في الزيارة الخارجة عن الناحية المقدسة في زيارة الشهداء الجامع لاسمائهم اسم احد و ثمانين من اهل‌بيته و اصحابه من الذين قتل معه غيره7. و اعتبار هذه الزيارة اكثر لانها مسندة منقولة عن مزارات كثيرة و تلك الرواية مرسلة فالاولي هذه الزيارة. و انهم كانوا احداً و ثمانين نفساً. فما اشتهر انهم كانوا اثنين و سبعين نفساً فالمراد به فضلاؤهم و كبراؤهم الذين عليهم دارت الرحي اي ماسوي الموالي و الحر الذي كان كافراً حقيقة و اسلم ذلك اليوم علي يد الحسين7 فهو ايضاً في حكم الموالي. فالموالي كانوا عشرة كما في تلك الزيارة ثلثة منهم غير الحر من موالي الحسين7 و ستة من موالي غيره. فغير الموالي كانوا واحداً و سبعين نفساً و اليهم الاشارة في قوله تعالي بسم الله الرحمن الرحيم الم ذلك الكتاب لاريب فيه هدي للمتقين فالالف واحد و اللام ثلثون و الميم اربعون فذلك واحد و سبعون و هم اصحاب الحسين7 و هم الحروف الهجائية بالنسبة الي كلمة الحجة القائمة عليهم. و اما بسم الله فهو الحسين7 و هو تسعة‌عشر حرفاً و استنطاقها الواحد و هو اقرب الي الاسم الاعظم اي رسول‌الله9 من سواد العين الي بياضه. لان الحسين منه و هو من الحسين. فالبسملة واحد و الم واحد و سبعون فهو اثنان و سبعون ذلك الكتاب اي الكتاب اي ما كتب عليهم من القتل لاريب فيه انه كان و قدر في عالم الذر قبل ان‌ينزلوا الي الدنيا هدي للمتقين اذ بشهادتهم اهتدوا الي الحق و الي الجنة و تبصروا دينهم في ظلمات خلافة معاوية الشاملة علي الحق

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۱۴ *»

و اهله الساترة له و لهم. فبقتله اسفر صبح الهداية و ظهر فجر الرشاد فحلف الله به و قال و الفجر و ليال عشر و الشفع و الوتر و الليل اذا يسر فهم الاربعة‌عشر نفساً و ختمت السورة بدعوته الي الشهادة كما فتحت بصفته و لذا نسبت اليه. فافهم و كم من خبايا في زوايا ادعها خوفاً من فرعون و ملأه و العاقل يكفيه الاشارة.

قال: سلمه الله السؤال السابع ان المجلسي تغمده الله بغفرانه ذكر في بعض كتبه ان من علامات ظهور القائم عجل الله فرجه خروج ستين كذاباً كلهم يدعون النبوة هل هذا الخبر عندكم صحيح ام لا؟ فاذا كان صحيحاً هل ظهر منهم احد يدعي النبوة غير الرجل الشيرازي او هو اول الكذابين؟

اقول: نعم قد رأيت روايته في رسالة للمجلسي رحمه الله قد جمع فيه اخباراً و لم‌يصح عندي و لم‌يخرجها الشيخ اعلي الله مقامه في رسالته في الرجعة الا ان الحوادث المحتومة مضبوطة و ليس هذا منها فيحتمل في بعضه البداء و ان صح صدوره. و قد روي فيه ايضاً انه ترفع اثنتي‌عشرة رايةً من آل ابي‌طالب يدعون الامامة. و هذا المفتري علي الله و علي رسوله يحتمل كونه من المتنبين فانه ادعي النبوة بلاشك و لاارتياب و ان لم‌يسم نفسه بالنبي كما انه من جاري لامية امرء القيس و انشد قصيدة في مقابله هو شاعر و هو منشد قصيدة و ان لم‌يسم نفسه شاعراً و ان لم‌يسم كلامه قصيدةً فكذلك هذا المفتري علي الله و رسوله فقد ادعي الوحي و التحليل و التحريم بالوحي و نسخ كثيراً من شريعة خاتم النبيين و لا معني للنبي الا من نزل عليه الوحي بامر و نهي و حلال و حرام و ما المتنبي الا من يدعي ذلك افتراء علي الله فالرجل متنبي بلاشك و لا ارتياب. و هو احد افراد اولئك الستين و من حيث هو من آل ابي‌طالب ظاهراً و يدعي انه القائم كمارواه عنه من كان حضره و يظهر من كلماته الخبيثة فهو مدعي الامامة و الخبيث مدع ايضاً للالوهية لو تدبرت في لحن كلامه. بالجملة لاشك و لاريب انه احد المدعين للنبوة باعتبار و الامامة باعتبار و قد كتبنا في رده كتباً منها كتاب ازهال الباطل و منها كتاب شهاب الثاقب و منها كتاب فارسي للعوام المسمي بتير شهاب و في ساير

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۱۵ *»

رسائلنا ايضاً قد اشبعنا القول في رده كثيراً فلانطيل الكلام هنا من اراد التفصيل فليراجع تلك الرسائل و الكتب فانها كافية شافية و الحمد لله الذي قطع دابر كثير منهم كماتظافر الاخبار.

قال: ايده الله و السؤال الثامن اني سمعت من السيد السند الاجل المرحوم في الازمنة التي نتلمذ عنده في ارض کربلا ان دولة الباطل عشرين الف سنة و ظني انه قال بدؤها من آدم7 ختمها الي ظهور القائم عجل الله فرجه و هل يصح عندکم ما سمعت ام لا؟

اقول: اعلم انه اختلف الناس في عمر الدنيا بعد اجتماعهم علي ان له بدؤ و ختم. ففي منتخب کتاب الالوف ان عامة العلماء من الهند و الصين و الروم و الفارس و اهل بابل و من يليهم من الامم متفقون علي ان الکواکب السبعة کانت مجتمعة في اول دقيقة من الحمل و انها تجتمع من آخر الحوت عند انتهاء العالم. اما الهند فانهم يزعمون ان الکواکب و اوجاتها و جوزهراتها کانت مجتمعة في اول دقيقة من الحمل و انها تجتمع في آخر الحوت عند انتهاء العالم و ان سني العالم من وقت اجتماع الکواکب في اول دقيقة من الحمل الي وقت اجتماعها في آخر الحوت الا انهم يخالف بعضهم بعضاً في مسير الکواکب في الفلک. فاما اهل ناحية من نواحي الهند فانهم يزعمون ان سني العالم الف الف الف و ثلث‌مأة و عشرون الف الف سنة و هؤلاء هم اصحاب السند هند@

و اما الفرقة الاخري منهم فانهم زعموا ان سني العالم اربعة آلاف الف و ثلثمأة و عشرون الف سنة و صاحب کتاب الالوف زعم انها ثلث‌مأة و ستون الف سنة و زعم انه مضي من اول يوم من ايام الدنيا الي اول يوم من الطوفان و هو يوم الجمعة مأة الف و ثمانون الف سنة. و الذي مضي من الطوفان الي اول سنة الهجرة ثلثة آلاف و سبع‌مأة و ثلثة و عشرون سنة و ثلثة اشهر و ثمانية و عشرين يوماً و ثمان ساعات هذا قول اهل الملل.

و الذي رواه الشيخ الاوحد اعلي الله مقامه ان عمر الدنيا کله مأة الف سنة لآل محمد9 ثمانون الف سنة ‌و لغيرهم عشرون الف سنة ‌و هذا

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۱۶ *»

من الاخبار الصعبة لانه لو کان ذلک معيناً حتماً فلايبقي خفاء لوقت قيام الساعة مع بداهة خفائه حتي ان الله سبحانه قال و عنده علم الساعة و يقول و يسألونک عن الساعة ايان مرسيها قل انما علمها عند ربي لايجليها لوقتها الا هو و يقول ان الساعة آتية اکاد اخفيها لتجزي کل نفس بماتسعي الي غير ذلک.

و يمكن الجواب عن ذلک ان کل ما لم‌يأت من الحوادث قابل للمحو و الاثبات و لله فيه امکان البداء و ان کان مقدراً معلوماً فلايعلمه احد علي سبيل البت و اليقين و لذا قال علي بن الحسين8 لولا اية في کتاب الله لحدثتکم بما کان و ما يکون الي يوم القيمة. فقيل له اية آية؟ فقال قال الله يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده ام الکتاب. بالجملة ما لم‌يکن يحتمل فيه البداء ولکن احتمال البداء في الاشياء يختلف باختلاف المصالح. فمنها ما يحتمل البداء في اصل ذاته. و منها ما ذاته محتومة و انما يقع البداء في وقته و تأخيره و تقديمه. و منها ما يکون ذاته و وقته محتومين و يقع البداء في کمه او کيفه او جهته او اقترانه و نسبته الي غير ذلک. فالساعة مما قد حتم کونها و يحتمل البداء في تقديمها و تأخيرها فمن اجل ذلک ليس يعلم ذلک احد علي سبيل البت. و اما تسيير الکواکب و توازي سيرها و تحديدها فمن صدقهم علي ذلک و التزمه فقد کفر بالذي انزل السبع المثاني و القرآن العظيم کماقيل لابي‌جعفر7 کيف يطول السنون؟ قال يأمر الله الفلک باللبوث و قلة الحرکة فيطول الايام لذلک و السنون قيل له انهم يقولون ان الفلک ان تغير فسد. قال ذاک قول الزنادقة فاما المسلمون فلاسبيل لهم الي ذلک و قد شق الله القمر لنبيه9 و رد الشمس من قبله ليوشع بن نون و اخبر بطول يوم القيمة و انه کالف سنة مماتعدون انتهي. فلله سبحانه البداء في سير الکواکب کيف شاء يطول و يسرع و يأمرها باللبوث و الاسراع علي حسب مشيته فمع تحديد المسيرات ليس يوقف علي يوم القيمة. و ان الذي ظنوا انه يجب ان‌تجتمع الکواکب في آخر درجة حوت ظن منهم ما لهم به من علم و ان لله المشية ان‌يختم الدنيا في غير ذلک الوقت بقران آخر او غيره قد خفي عليهم وجهه. و علي فرض

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۱۷ *»

وجوب حدوث ذلک القران بعينه يقدر ان‌يسرع و يبطئ کيف يشاء کماعرفت فيحدث ذلک القران في غير وقت زعموه. فتبين انه مع تحديد عمر الدنيا يبقي الامر علي الشک فيه لامکان البداء في التقديم و التأخير. فقد روي عن ابي‌عبدالله7 ان الله جل وعز اخبر محمدا9 بماکان منذ کانت الدنيا و بما يکون الي انقضاء‌ الدنيا و اخبره بالمحتوم من ذلک و استثني عليه فيماسواه انتهي.

اذا عرفت ذلک فاعلم ان الظاهر من الخبر ان مأة الف سنة من اول خلقة آدم و اما آخر عشرين الف سنة لغير آل‌محمد: فليس قيام القائم عجل الله فرجه فان في عصره و بعده يکون دولة الباطل الي ان‌يحشد جمعه ابليس و يقاتل المؤمنين في الروحاء و ينزل رسول الله9 و يقتل ابليس فعند ذلک ينقطع دولة الباطل عن الدنيا و تصفو عن الظلمات و لايبقي بقعة عليها الا و يعبد الله فيها و لايبقي في الدنيا خبيث ابداً فعند ذلک يخلص الدولة لآل‌محمد: ثمانون الف سنة. الا تري ان في جميع العشرين الف سنة‌ يشترک الحق مع الباطل و لم‌يکن زمان لايکون في الدنيا حق و قد کان الانبياء و اتباعهم و کان دولة‌ نبينا9 و الائمة: في الدنيا. فالمراد ان في العشرين الف سنة يکون دولة ‌الباطل لا ان الحق لايکون و في الثمانين يکون الحق المحض و لو انقطع الحق عن الدنيا لساخت الارض باهلها فان العالم يبقي بالحق کماخلق بالحق ربنا ماخلقت هذا باطلا الاية فافهم.

قال: السؤال التاسع ان الاستدعاء من جنابکم اطال الله بقائکم ان‌تبينوا لي کيفية محاذاة الرکن العراقي الذي فيه الحجر مع ازدحام الناس في الايام و الليالي و کيف بدو الشوط و ختمه و هذا اعظم المصائب لنا في تعداد الاشواط و هل دخول البيت مستحب للصرورة فقط او يعمها و غيرها ان دخل او لم‌يدخل؟

اقول: اعلم ان الامر فيه سهل جداً و ان الوسواس يوسوس في صدور الناس ليزلزلهم و انما الواجب البدءة بالحجر عرفاً و ليس فيه هذا الضيق و روي ان

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۱۸ *»

الخوارج ضيقوا علي انفسهم و ان الدين اوسع من ذلک فيجب الابتداء به عرفاً و اما ما ضيقوا علي انفسهم فلا اثر فيه في الاخبار. و علي قولهم يجب ان‌يکون الناس مهندسين بالغين و معهم فرجار و مسطرة او غير ذلک حاشا و رب الکعبة و الامر فيه سهل جداً و ان شئت ان‌تتأخر اولاً و تمر عليه طائفاً و تنوي عدم کون مازاد من الشوط و تتجاوز اخيراً شيئاً و تنوي عدم کون الزايد منه و تنوي ان الطواف من حين حاذيت الي حين حاذيت فعلت بالجملة هو سهل. و کانوا يطوفون راکباً فما ظنک بالماشي و اين هذا الضيق؟ و اما دخول الکعبة فمستحب لمن حج و لمن لم‌يحج و کان صرورة الا انه للصرورة اکد لماروي عن الباقر7 و قد سئل عن دخول الکعبة قال الدخول فيها دخول في رحمة الله و الخروج منها خروج من الذنوب معصوم فيما بقي من عمره مغفور له ما سلف من ذنوبه. و روي عن ابي‌الحسن7 و قد سئل عن دخول الکعبة أ واجب هو علي کل من حج؟ قال هو واجب اول حجة ثم ان شاء فعل و ان شاء ترک و المراد بالواجب ليس علي اصطلاح المتشرعة و انما هو شدة الاستحباب بقرينة ساير الاخبار و الآثار.

قال: ايده الله السؤال العاشر ان الحجر الذي هو موضوع علم الصناعة في اي مولود من المواليد الثلثة و تکليسه باي عنصر يحصل؟ و مقدار تماميته کم مدة؟ و المارية القبطية تقول لارس الحکيم يحصل في يوم او بعض يوم هل هذا الکلام محمول علي ظاهره او له تأويل؟ بينوا هذا المطلب جزاکم الله خيراً

اقول: اعلم يرحمک الله ان موضوع علم الصناعة ليس هو الحجر و انما موضوعه المعدني المنطرق فان موضوع کل علم ما يبحث عن عوارضه الذاتية و الذي يبحث في علم الفلاسفة عوارض المعدني المنطرق و امراضه و صحته ثم يلحق ذلک معرفة اسباب الامراض و ما يزيلها و يعيده الي صحته. کما ان موضوع علم الطب بدن الانسان فيبحث عن عوارضه الذاتية و ما يمرضه و يزيل مرضه فيلحق ذلک معرفة العقاقير و طبايعها و تراکيبها و اتخاذها و اصلاحها و غير ذلک

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۱۹ *»

ممايتعلق بها. و کذلک موضوع علم الفلاسفة هو المعدني المنطرق و فائدته ازالة امراض مرضاها و اعادتها الي حال الصحة التي هي غاية حرکة الطبيعة و منتهي سيرها. ثم لماکان و لايتم ذلک الا بمعرفة عقاقير يتم بها مطلوبهم احتاجوا الي طلب عقار يناسب غرضهم فحاولوا الامور و جربوها و استفادوا من کل شيء شيئاً الي ان بلغ الامر ماتري.

و اما ما سألت ان الحجر في اي مولود هو؟ فاعلم انه لايکون شيء في عالم الطبايع الا و هو فيه کما روي عن اميرالمؤمنين7 ما في الارض من شجرة و لا مدرة و لا شيء الا و فيه منه اصل و فصل الخبر. فلاتکونن من الجاهلين فتطلب شيئاً خاصاً فتتحير الي ابد الابد و لاتغتر بکلام القوم في کتبهم و کتمهم و تکريرهم انه شيء واحد فانها کلها تدهيشات ان کانت من علمائهم و جهل ان کان من جهالهم فهو في کل شيء و يمکن من کل شيء الا ان کل حکيم عمل في شيء و کتمه عن الجهال و لکل شيء طريق و عمل خاص شخصي و ان طريق الکل متحد نوعاً. و لنشر الي الامر علي قدر الميسور اعلم ان الحکماء تدبروا في الاجساد الناقصة و الجسد التام فرأوا ان الاجساد قدتکون من رطوبة بخارية و يبوسة دخانية و منهما کمية الجسد المولود. و ربتهما يدا التقدير الحرارة و البرودة و منهما کيفية الجسد فتدبروا ان الجسد المعتدل التام لم‌يتکون الا باعتدال الکمية و تناسب الکيفية. و ان ما قصر عن ذلک فانما القصور فيه اما من جانب الکمية او من جانب الکيفية فتفکروا في انفسهم انا لو رددنا القاصرة الکمية و الکيفية الي حالة الاعتدال بلغ مبلغ التمام البتة فلابد لنا من رفع القصور من الکمية فنزيد في الرطوبة او اليبوسة ان کانت واحدة منها ناقصة و ننقص عن کل واحدة ان کانت زائدة و نطهرهما ان کانتا کثيفتين و نزيد في کل واحدة من الحرارة او البرودة ان کانت ناقصة او ننقص منها ان کانت زايدة فاذا فعلنا ذلک فقد جري التقدير بحکم التدبير علي ايدينا و قلب الناقص تاماً و بلغ الطبيعة منتهي المقام المراد من حرکتها.

فطلبوا لکل جسد ناقص دواءً يناسبه فليس کل دواء يناسب کل مرض فان القصدير و الانک و الفضة اقعدها عن التمام البرد و کثافة الاولين و النحاس

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۲۰ *»

و الحديد اقعدهما عن التمام کثرة الحرارة و غلبة کثافة الاخير و کل واحد منها يحتاج الي دواء فانه. قد ثبت في الحکمة ان معالجة المرض بالضد و حفظ الصحة بالمثل البتة. فلما ابتغوا لذلک دواءً لم‌يجدوه في العبايط فعمدوا الي ترکيب عقاقير يحصل من مجموعها المرکب حاجتهم فابتغوا الي رطوبة ‌و يبوسة قوية اذا اخذوها و طهروها و رکبوها علي ميزان يناسب الحاجة، حصل مطلوبهم منه فمنهم من عمد الي الرطوبات السوقية المنعقدة و اليبوسات السوقية فاخذهما و طهرهما من اوساخ المعدن و الخارج و ازال عللهما فرکبهما علي ميزان خاص و القاه علي ما رکبه لاجله و حصل به المطلوب.

و منهم من رأي ان ذلک ضعيف في الفعل في السوقية منعقدة متنافرة بالنوع او الصنف و ان کانت متحدةً بالجنس او النوع و ماکان هذا شأنه لايکاد يأتلف تألفاً تاماً و ما لم‌يتألف تألفاً تاماً ليس يخلو من الغرايب و ما فيه غرايب ليس يظهر فيه فعل الطبيعة علي ما ينبغي. فعمدوا الي عقار واحد و فصلوه و طهروه ثم رکبوها فائتلفت الاجزاء و اتحدت و تعانقت تعانقاً لافراق فيه ابداً فظهر فيه فعل الطبيعة علي ما ينبغي. و اعلم ان قوة‌ فعل الطبيعة لاغاية له و لانهاية و کلما لم‌يظهر منه فانما هو بسبب کثافة المظاهر و قلة المشاکلة. فهؤلاء اصحاب الحجر الواحد ولکن الاولون لهم احجار عديدة صنفاً و ان کانت ايضاً واحدة بالنوع باعتبار آخر و اولئک ايضاً لو احسنوا التدبير شاکل التقدير و قارب الحجر الواحد في العمل.

ثم اختلف اصحاب الحجر الواحد فکل واحد منهم عمد الي شيء نظراً الي ان الفعل للطبيعة الکلية و هي موجودة في کل شيء و انما العايق من بروز عملها کثافة اجزاء المظهر فاذا طهرت ظهر عمل الطبيعة علي مقدار صفاء مرآة المحل و استقامته فکل اخذ بشيء و تصرف فيه و لذلک اختلف طرق العمل. و جهالهم کل واحد منهم زعم انه فاز بالحجر و هو منحصر فيه و حکماؤهم علموا انه احد وجوه العمل الا انه رمز علي اصل العلم او علي عمله تدهيشاً و دفعاً للجهال عن الحق. ولکني اخبرک اخبار بصير و لاينبؤک مثل خبير ان هذا المولود هو الانسان التام الکامل البالغ الفاضل يهزم الصفوف و لايکترث بالالوف و له اطوار کالانسان بعينه فبدؤه نطفة ثم علقة ثم مضغة

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۲۱ *»

ثم عظام ثم اکساء لحم ثم انشاء خلق آخر ثم جنين ثم وليد ثم رضيع ثم فطيم ثم يافع([1]) ثم ناشيء([2]) ثم مترعرع([3]) ثم خرور([4]) ثم مراهق([5]) ثم محتلم ثم بالغ ثم امرد ثم طار([6]) ثم باقل([7]) ثم مسبطر([8]) ثم مطرخم([9]) ثم مختط ثم صمل([10]) ثم ملتحي ثم مستوي ثم مصعد([11]) ثم مجتمع([12]) و هذا غاية کماله و شبابه. فکذلک هذا المولود الکريم و الشاب الفخيم له اطوار و بدؤه نطفة و ينتقل في الاطوار الي ان‌يبلغ غاية القرار و لسنا بصدد بيانها و انما المقصود ان بدؤه نطفة و هذه النطفة هي حجرهم و هي مصنوعة و صدق الحکماء في انکارهم کل ما يقال لهم انه هو الحجر فالحجر هو نطفة المصنوعة فان شئت فسمه معدنياً فانه معدني شريف قد تولد في معدن الحکماء و ان شئت فسمه نباتياً فان فيه نفس نامية‌ فسينمو کما ينمو الشجر و ان شئت فسمه حيوانياً فان فيه النفس الحيوانية فسيتحرک کما يتحرک الحيوان و يحيي کحيوته و ان شئت فسمه انسانياً فان فيه الناطقة و سينطق بافصح بيان. بالجملة الحجر مصنوعي کالنطفة للانسان و کما انه تتولد النطفة من کل غذاء کذلک يتولد هذه النطفة من کل عقار لانه ليس الا صوافي العناصر و کل مولود مرکب من العناصر فاذا فصلت و طهرت و رکبت صارت حجراً مادة المولود الکريم و کما انه يختلف التدبير في الاغذية حتي تصير نطفة فمنها سريع الهضم. و منها بطيء الهضم. و منها کثير اللطائف قليل الفضول و يتولد منه دم کثير و نطفة کثيرة. و منها قليل اللطائف کثير الفضول فيتولد منه دم قليل و نطفة قليلة. فکذلک من العقاقير مايکون رماده قليلاً و حجره کثيراً. و منها ما رماده کثير و حجره قليل. فلاجل ذلک اختلف التدبيرات للعقاقير و اختلف الاختيارات و صار طلب الحکماء في عقار يکون رماده اقل و لطائفه و صوافيه المستعدة للحجرية اکثر و صار تنافسهم و تکاتمهم و تغايرهم في ذلک و رموزهم دارت علي ذلک و جعلوا امرهم بينهم زبرا کل حزب بما لديهم فرحون.

و اما قولکم و تکليسه باي عنصر يحصل؟ اعلم ان التکليس لايکون الا بعنصر

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۲۲ *»

النار الا ان النيران مختلفة فمن النيران نيران بالفعل و منها نيران بالقوة اما النيران بالفعل فهي مفرقة للاجزاء مبطلة للرطوبة الغروية بلاشک فلايجوز استعمالها في البرانيات و الجوانيات و مستعملها مخطيء و يخرجون اجساداً قشفة ميتة لاحراک لها و لاغروية فيها و ليس تحيي ابداً و هم يحسبون انهم يحسنون صنعاً فالواجب ان‌يکون ناراً بالقوة و کذا الواجب ان‌يکون المکلس مجانساً مشاکلاً من اهل البلاد حتي يجوس خلالها عالماً باحوالها. و اما الاجنبي فلايقدر علي الاطلاع علي المفسدين في المدينة و علي تفريق الاحبة و اخراج الغريبة فالمکلس من اهل البلاد ليس بغريب و هذا هو المشار اليه في ما يقول الشاعر:

اول هذا العلم تکليس الحجر   بحر نار دونه حر السقر

الا ان هذه النار مما تواصت به الحکماء و لم‌يعبروا عنه بشفة و لم‌يکتبوه بقلم و حذفوا صدر العلم و ابتدأوا فيه من اول الربع الثاني فيحسب الجاهل انه صدر العمل و هو غافل ان ربعه الاول غير مذکور في الکتب. و اما مقدار تمامية العمل ففي کل عقار عمل و لکل عمل مدة فليس للکل مدة معينة حتي اخبرک عنها.

و اما قول مارية علي ما رويتم رمز ففي يوم او بعض يوم علي المتعارف ليس يمکن غسل الحجر فضلاً عن ساير اعماله و انما المراد ان جميع العمل من البداية الي النهاية ‌يوم واحد من ايام الشأن. و قوله بعض يوم فلان قبل الاکمال يحصل منه خبز شعير و فيه مباقل و منافع قليلة او المراد ان بعد تمام العمل حصل الترکيب التام و الاتحاد و الانعقاد الشخصي في يوم واحد او بعض يوم او هو من باب ساير تدهيشاتهم المضلة و لو زدتم في السؤال حرفاً لزدنا حرفاً و في ما کتبت جواب عن جميع ما سألت و السلام.

قال: سلمه الله السؤال الحادي‌عشر ان الله تعالي قبل ايجاد الاشياء هل کان معطلاً او لايزال يصنع؟ فان کان لايزال يصنع فالاشياء ‌معه في القدم؟ فان لم‌يصنع ثم صنع يلزم التعطيل و المعية؟

اقول: تعالي الله عن الشقين علواً کبيراً لم‌يکن معطلاً ابداً و لم‌يکن يصنع

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۲۳ *»

لايزال ابداً و انما الله سبحانه واحد احدي المعني ليس له مکان محدود و لااجل ممدود و ليس في فضاء مشغول و ليس معه معلول فاني يکون معه غيره؟ و المع لايکون الا في سعة تسعهما فالذي لامکان له و لاوقت کيف يکون معه شيء؟ فهو کان احداً علي ما سمعت ابداً و يکون کذلک ابداً لم‌يتغير و لم‌يتبدل و ليس القدم و الازل و الابد وقتاً شاملاً له سبحانه کمايکون الزمان شاملاً للزمانياتع و انما القدم و الازل و الابد عين ذاته الاحدية بلاتفاوت و اعتبار و حيث و جهة و فرض هو هو ليس معه غيره لاکان ذلک و لايکون ابداً فهو قبل الخلق و مع الخلق و بعد الخلق هو لم‌يتغير و لايتغير.

فليس انه قبل الخلق لم‌يکن معه شيء و الآن صار معه شيء بل هو احد متفرد قبل و بعد بلاتغير و انشأ الله سبحانه الخلق في محالها و الزمها امکنتها و اقرها في حدودها و اثبتها في اوقاتها و انزلها في مراتبها و الخلق و امکنته و اوقاته مع جميع حدودها و اوضاعها و قراناتها حادثة فالله سبحانه خالق العطل و التحلي و خالق التفرد و المعية علي ما ندرکه و نعقله فخالق المعية لايصير معه شيء و خالق التعطل و التحلي لايکون معطلاً و لامحلي و خالق المکان ليس في مکان و خالق الزمان ليس في زمان فاذ لامکان ولازمان فلامعية فان المع لابد و ان‌يکون في شامل للمعين و الشامل اما مکان و اما وقت و هو خالقهما فالله سبحانه واحد احدي المعني علي ما وصفت و انشأ الخلق انشاءً و ابتدعه ابتداعاً في محالها و امکنتها و اوقاتها فهو ذو السلطان الدائم و الملک القائم لم‌يکن بلاسلطان و لم‌يکن بلاملک و ابداً امره نافذ و حکمه جار و ملکه قار تعالي الله الملک الجبار تفکروا في خلق الله و قدرته و لاتفکروا في ذاته فان التفکر في الله لايزيد صاحبه الا بعداً اذ ليس للخق مشعر ازلي يعرفوا به الازل.

قال: وفقه الله السؤال الثاني‌عشر استدعي من جنابکم جعلني الله فداکم ان‌تعين لي اسما من اسماء الله اذکره و يحصل مرادي ببرکته و تعينوا عدده و عدد ايامه و شرايطه؟

اقول: کيفية دعوة الاسماء مختلفة و للکل خواص و المطالب کالامراض و

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۲۴ *»

الاسماء کالادوية يا من اسمه شفاء و ذکره دواء و کل مرض له دواء الا تري انه لايعقل ان‌يقال يا شديد العقاب اغفر لي او يا قاسم الجبارين قومني و ان کان الکل من اسماء الله تعالي شأنه. فينبغي ان‌يطلب لکل حاجة اسماً بل لکل رجل اسماً فان لمرض کل احد خصوصية به من مزاجه و طبعه ولکن لما سألتم ابتغي لکم اسماً شاملاً لحوائجکم خاصة دون غيرکم فالذي يخصکم في حوائجکم من اسماء الله يا موجود فتصلون صبيحةً علي محمد و آل محمد تسعة و خمسين مرة ثم تذکرون يا موجود تسعة و خمسين مرة ثم تصلون علي محمد و آله تسعة و خمسين مرة علي طهارة و استقبال و توجه و فراغ بال شاعراً بحضوره لديکم و حضورکم لديه ثم تسألون الله حاجتکم و تداومون علي ذلک حتي يصير ذلک الشعور خلقاً لکم و لاتنسونا من صالح دعائکم. و هذا آخر جواب مسائله الاولي و اتي منه قبل شروعي في کتابة اجوبته مسائل اخر فضممناها هنا مع کثرة الاشغال و اختلال الحال و عدم الفرصة التامة و لزوم الرجوع الي ساير المسائل الواردة من الاطراف و ساير الرسائل.

قال: سلمه الله السؤال الاول ما العلة في اثبات القتل بالقسامة في مقام اللوث باتيان المدعي خمسين رجلاً يقسم کل واحد بان فلاناً قتل فلاناً او المدعي يقسم بنفسه خمسين قسماً ان لم‌يکن له رجال بعدد المذکور کما هو المروي؟ و الحال ان عدد ميقات الکليم علي نبينا و آله و عليه التحية و التسليم احسن. و لم صار القسم اولاً حق المدعي دون المدعي عليه اجب بيان شقوق المسألة؟

اقول: لو سألت عن امور ينفعک في دينک و آخرتک اکثر من هذا لکان خيرا لک و اقوم. اعلم انه لابد في معرفة ذلک ان‌تعرف معني القسم و انه مسألة مشکلة اذ ليس يعرف احد ما معني قول الرجل: والله او بالله او تالله و اي شيء القسم و ما يراد منه و ما معني قولهم اقسم بالله فانه معني مشکل لم‌يتنبهوا له. اعلم ان اصل القَسَم اخذ من القَسْم بالفتح و هو ان‌يقع في قلبک الشي‌ء فتظنه ثم يقوي ذلک الظن

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۲۵ *»

فيصير حقيقة. ثم ان الانسان له جهتان جهة الي ربه و جهة الي نفسه فجهته الي ربه هي آية الرب التي عرفه اياها و وصفه الذي وصف نفسه به و نوره الذي اظهره له و وجهه المضيء عنده و لسانه الناطق لديه و عينه الناظرة فيه و هکذا. و اما جهته الي نفسه فهي جهة‌ هو هو ليس فيه من ذکر الرب شيء. و الانسان جميع ما يفعل من الطاعة فمن جهته الي ربه فمايضاف اليها يضاف الي ربه لانها نوره و صفته و امره و حکمه و مايفعل من المعصية فمن جهته الي نفسه و هي اولي بها فلذا قال الله سبحانه ما اصابک من حسنة فمن الله و ما اصابک من سيئة فمن نفسک و ان کان بالله سبحانه فانه لولا مدده الدائم و نوره القائم لم‌يقدر العبد علي معصية‌ ايضاً.

بالجملة فالطاعات تصدر عنه بيمينه الذي هو جهته الي ربه و معاصيه تصدر عنه بشماله الذي هو جهته الي نفسه فاذا عرفت ذلک فاعلم انه قد ثبت عندنا بالکتاب و السنة و الاجماع و دليل العقل ان ما يضاف الي الله سبحانه حقاً منه و اليه فعلي الله تحقيقه و تثبيته و ادامته و ان کان افتراءً و کذباً فعليه اظهار بطلانه و کذبيته و افترائيته فان الله سبحانه لايصلح عمل المفسدين و لايغري بالباطل و يحق الحق بکلماته و يبطل الباطل و الباطل يکون زاهقاً و الحق لاحقاً و ذلک حکم کلي لايتخلف و هو الصراط المستقيم و البرهان القويم و دليل عظيم علي کل حق کريم. فاذا عرفت ذلک فالرجل اذا اراد اثبات امر لاخيه و يحدث له يقيناً بالمطلب يقول بالله قلت ذلک و بالله فعلت يعني هذا الذي اخبرک عنه فاخبار بالله لا بنفسي و اذا کان الاخبار بالله فالمخبر هو الله سبحانه بما شاء کيف شاء فقد نسب القول الي الله سبحانه فان صدقه الله و قرره الي آخر الامر عرف صدقه و ان قطعه و ابدي کذبه و فضحه و لم‌يصلحه علم ان نسبة الاخبار الي الله سبحانه کان کذباً والله سبحانه لم‌يغر بالباطل و قد افسد امره و هکذا في ساير الايمان. و کذا سمي باليمين لانه ينسب الي الاخبار الي يمين کونه و هو جهته الي ربه. و سمي بالقسم لانه يريد ان‌يقول ان هذا مستيقن عندي قد حققته ثم اخبرتک عنه. و يسمي بالحلف من حيث الاتقان و الالزام. بالجملة فکل من يريد ان‌يقسم علي امر و يحققه و يثبته ينسبه الي الله

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۲۶ *»

فيقول بالله قلت، بالله کان، بالله لافعلن. فينسب الامر الي الله سبحانه حتي يسکن صاحبه الي جرأته علي الله سبحانه و نسبته الفعل الي الله رکوناً منه الي انه لو کان يعلم انه باطل و هو مؤمن ماکان ينسبه الي الله. و اما الواو و التاء فهما بمعني الباء و هي الاصل في القسم فهذا معني القسم علي نحو الاجمال و الاشارة.

فاذا عرفت فاعلم ان الله سبحانه لمااراد ان‌يضع ناموساً بين خلقه يکون ميزاناً يزنون به و ملجأً يأوون اليه و مورداً يردون عليه و سياسةً عامةً ينقادون لها وضع هذه الشريعة المستقيمة و الطريقة القويمة. و منها انه حکم في الاموال ان البينة علي من ادعي و اليمين علي من انکر و انما ذلک لان دعوي المدعي امر وجودي يشاهد و يمکن مشاهدته و اما الانكار و النفي فدعوي عدمي لايمكن مشاهدته لغير الله سبحانه فالمدعي يأتي بالبينة ‌الخلقي و المنکر يأتي بالله شاهداً و بينةً ‌له يشهد له کماعرفت. فلاجل ذلک اشهد بالله قسم و معناه اني اشهد بذلک باستعانة الله و الله الذي يشهد علي لساني و هذا القول طاعة لانه حق و صادر عن الله سبحانه. و لذلک اجري النحويون في الشهادة حکم القسم. فمن لم‌يکن له شاهد خلقي يقسم بالله و يأتي بالله شاهداً علي حاجته اذ ليس علي قوله شاهد غيره فالمدعي ان کان له بينة ‌و الا يحلف فان حلف و الا يستحلف المنکر فان لم‌يکن لاحدهما بينة‌ خلقي او خالقي لم‌يثبت المدعي. ثم لماکان الامر في النفوس شديداً و اراد الحوط علي الدماء بان لايقتل احد في عيان و لاخفاء کلفوا في القتل في مقام الاشتباه القسامة بان يأتي بخمسين رجلاً يقسمون او يقسم خمسين مرةً تشديداً علي الامر. حتي اذا صادف الرجل عدوه و تمکن من القتل فان کان يراه احد خاف شهادة البينة عليه و ان لم‌يکن يراه احد خاف من الايمان المغلظة و علم بالهلاک اذا حلف کذباً فينزعج عن القتل و لايفعل. و لذا روي عن النبي9 انه قال انما حقن دماء المسلمين بالقسامة لکي اذا رأي الفاجر فرصة من عدوه حجزه ذلک مخافة القسامة فکف عن قتله و الا حلف المدعي عليه قسامة خمسين رجلاً ما قتلنا و لاعلمنا له قاتلاً و الا غرموا الدية اذا وجد قتيلاً بين اظهرهم اذا لم‌يقسم المدعون الي غير ذلک من الاخبار. فوضع القسامة تشديد و حوط

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۲۷ *»

لدماء المسلمين و صار الحکم فيه علي خلاف ساير الحقوق.

و اما خصوصية الخمسين فاعلم انه لاتخصيص الا لما له خصوصية و الترجيح بلامرجح من الحکيم قبيح و وجه الرجحان انه بعد ما عرفت ان القسم هو نسبة‌ القول الي الله سبحانه لعلک تلتفت الي ان الانسان خلق من عشر قبضات تسعة من الافلاک و واحدة من الارض اي ارض الطبيعة. و لعلک اطلعت علي ان مقامات التوحيد خمسة‌ و هي الذات و الهوية و الالوهية و الاحدية ‌و الواحدية و هي التي اشتمل عليها سورة‌ التوحيد و بها وصف الله نفسه لعباده و استعبدهم بالاقرار بها و هذه المقامات ثابتة في کل مقام و في کل شيء علي حسبه و ذلک قوله7 و بمقاماتک و علاماتک التي لاتعطيل لها في کل مکان فهذه المقامات الخمسة قد ظهرت في کل قبضة‌ من تلک القبضات فتلک خمسون مقاماً من مقامات الله سبحانه و مواقع صفاته في کل موجود بحسبه و هي مواقف القيامة التي يقفون في کل مقام الف سنة فيکون مقدار نصف ذلک اليوم خمسون الف سنة فانه ما ينتصف يوم القيمة ‌الا و يقيل اهل الجنة في الجنة و اهل النار في النار و النصف الآخر ايضاً خمسون الف سنة‌ و ذلک کان في موقفهم في عالم الذر في تلک الارض ارض المحشر. بالجملة للانسان خمسون مقاماً من مقامات التوحيد. و لماکان القسم هو نسبة المقسم عليه الي الله سبحانه و الي جهة ‌الرب فکان تشديد الامر و تأکيده ان‌ينسب المقسم عليه الي کل واحد واحد من هذه المقامات الخمسين التي هي مظاهر الرب و مجالي انواره فيستحق بکل واحد ان کان کذباً خذلاناً خاصاً و فضيحةً خاصةً و لايمهله الله بعده ان کان کاذباً و لذا لايجسر علي القسامة محق فضلاً عن مبطل. و قد کان القسامة في امة موسي ايضاً و طلب منهم القسامة حين وجد قتيل بين ظهرانيهم فادارأوا فيها و ابوا الي ان امر الله سبحانه بذبح البقرة. بالجملة ‌هذا وجه الخمسين فتدبر.

و اما علة وضع القسم علي المدعي اولاً دون المدعي عليه فلتخويف الفاجرين و ذلک انه اذا کان حضور يخافهم و اذا لم‌يکن حضور يخاف قسم المدعي و اهل القتيل فينزجر و لو کان الحلف اولاً حقه فمن کان يجسر علي قتل

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۲۸ *»

نفس امرء مسلم کان يجسر علي الحلف جهلاً و کل ذلک حوط علي الدماء و وضع القسامة علي المدعي حوطاً علي دم المتهم و رحمة عليه.

قال: السؤال الثاني ما العلة في ان من قتل نفساً بغير نفس او فساد في الارض فکأنما قتل الناس جميعاً؟ و کذا علة الاحياء؟ و لم قال الله تعالي فکأنما و ماقال فکأنه، ما الفرق بينهما؟

اقول: قد ورد في علة ذلک اخبار مستفيضة فعن الکافي بسنده عن حمران قال قلت لابي‌عبدالله7 ما معني قول الله عزوجل من اجل ذلک کتبنا الاية؟ قال قلت و کيف فکأنما قتل الناس جميعاً فانما قتل واحداً؟ قال يوضع في موضع من جهنم اليه ينتهي شدة عذاب اهل الدنيا لو قتل الناس جميعاً کان انما يدخل ذلک المکان. قلت فان قتل آخر؟ قال يضاعف عليه و بهذا المعني اخبار اخر کثيرة. و معلوم ان المراد بهذه النفس المقتولة النفس المحرم قتلها من النفوس المؤمنة و الا فقتل الکافر و الذي امر الله بقتله ليس کذلک. فالحاصل ان من قتل نفساً مؤمنة بغير ان‌يکون عليها نفس فتقاد لها او تکون مفسدة في الارض فتکون من الذين قال الله فيهم انما جزاء الذين يحاربون الله و رسوله و الذين يسعون في الارض فساداً ان‌يقتلوا فمن قتل مؤمناً کان کمن قتل الناس جميعاً و معلوم ان قتل الکفار و المشرکين المحاربين و من امر الله بقتلهم ليس فيه عقوبة حتي يشبه عقوبة قتل المؤمن بعقوبتهم. فالمراد کمن قتل الناس المؤمنين فصار الحاصل من قتل مؤمناً فکأنما قتل جميع المؤمنين و اساء اليهم بالقتل. لانهم کانوا يواسون بانفسهم بل يؤثرون علي انفسهم و انما ذلک کذلک لان المؤمن اخ (اخو ظ) المؤمن لابيه و امه ابوه النور و امه الرحمة و هم من طينة واحدة و نور واحد و ليس ذلک مخصوصاً بقتله بل من آذي مؤمناً کمن آذي جميعهم الا تري ان الکل يتأذون بتأذي واحد بل روي في القدسي من آذي لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة و دعاني اليها فهو کمن آذي الله حقيقة بل قتل المؤمن کقتل الله و ثاره ثار الله. فتدبر هذا علي ظاهر القول

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۲۹ *»

المطابق للباطل.

و الاشارة الي الباطن ان المؤمن وحده جماعة و في مؤمن واحد ذکر ما في جميع المؤمنين و الي ذلک يشير قول علي7:

أتزعم انک جرم صغير
  و فيک انطوي العالم الاکبر

الا تري ان القطر فيه ذکر جميع البحر و هذا ما قيل:

کل شيء فيه معني کل شيء   فتفطن و اصرف الذهن الي
کثرة لاتتناهي عدداً   قد طوتها وحدة الواحد طي

فمن قتل مؤمنا فکأنما قتل جميع الناس المذکورين فيه. فاذا قتل آخر ضوعف عليه ذلک اي کأنما قتل الناس مرتين و هکذا. و المراد بالناس المشبه‌به کل نفس من حيث نفسها لا من حيث ذکر ماسويها فيها و انما ذلک علي حذو قوله تعالي ليلة القدر خير من الف شهر يعني من الف شهر ليس فيها ليلة القدر. فکذلک قتل مؤمن کقتل جميع المؤمنين من حيث انفسهم لا من حيث ذکر ماسويهم فيهم فافهم. و اما تخصيص لفظة کأنما فلافادته الحصر و التشبيه بخلافه «کأنه» فانه يفيد تشبيهاً صرفاً.

قال: السؤال الثالث ما الحکمة في عدم ذکر التهليل في ماهية تسبيح مولاتنا فاطمة الزهراء سلام الله عليها و صار مستحباً بعده مرةً‌ دون الزايد؟ و لم‌سموه تسبيح الزهراء سلام الله عليها و ما سموه تکبير الزهراء و تحميد الزهراء مع انهما مقدم بحسب الذکر؟

اقول: قد مر ما يدلک علي سر عدم ذکر التهليل فيه فانه جامع لمقام العصمة و الولاية و النبوة و الدال عليها التکبير و التحميد و التسبيح. و اما سر الاستحباب فان المصلي بعد ما فرغ من صلوته لوجه ربه التفت الي الباب اي المظهر فرأي کبرياء الله الظاهر عليه فقال الله‌اکبر الله‌اکبر لکل مرتبة من مراتب المظهر. حتي انتقل منها الي الظهور فقال الحمدلله الحمدلله لکل مرتبة من مراتب الظهور. ثم انتقل منها الي الظاهر فقال سبحان‌الله سبحان‌الله الي ان انتهي في مراتبه الي غاية فانقطع فقال لا اله الا الله فنفي جميع ماسواه و اثبته وحده ليس معه سواه. فلما

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۳۰ *»

لم‌يکن له مراتب اکتفي فيه بالواحدة علي حذو قوله سبحانه قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون. و اما سر قولهم تسبيح الزهراء فان جميع الاذکار باعتبار تسبيح و تنزيه لله سبحانه عن صفات النقص و من اجل ذلک تقول التسبيحات الاربع. و انما ذلک لاشتمال جميع الاذکار علي اثبات الکمال و نفي النقص. فمن باب نفي النقص تسمي بالتسبيح الا تري انک لو سميت جميع الاذکار من باب انها ثناء لله سبحانه حمداً کان جايزاً و يطلق شرعاً و عرفاً انک حمدت الله و اثنيت عليه اذا ذکرته باي ذکر کان.

قال: السؤال الرابع ورد في الحديث عن مولي المؤمنين و المؤمنات اميرالمؤمنين7 «ان من قرأ سورة قل هو الله احد بعد صلوة الصبح احدي‌عشرة مرةً لم‌يکتب له معصية في ذلک اليوم رغماً لانف الشيطان» ما المراد بالبعدية؟ هل المراد قرائتها قبل ذکر شيء من التعقيبات حتي التسبيح؟ او المراد بعد تسيح مولاتنا؟ او مطلقاً؟ و لم لم‌يکتب له معصية؟ و ما المراد بالمعصية هل الصغيرة؟ او يعمها و الکبيرة؟  لم صارت القرائة بهذا العدد اي احدي‌عشرة دون الزيادة و النقيصة؟ و ايضاً اذا رأي هذا الحديث احد من الناس يقول اقرؤ و اعصي لانه لايکتب لي فيتجرؤ في المعصية فکيف هذا؟ بينوا جميع هذه المراتب جزاکم الله من الاسلام و اهله احسن الجزاء.

اقول: اعلم ان الله سبحانه خلق المؤمن من النور و صبغه في الرحمة و هي طينة عليين و خلق الکافر من الظلمة و صبغه في النقمة و هي طينة سجين. و انما کان ذلک في عالم الذر فکسر الذر و خلط الطين فتلطخ طين الرحمة بطين النقمة و طين النقمة بطين الرحمة فخرجوا في هذه الدنيا متلطخين. فمن ثم يصدر المعصية عرضيةً من المؤمن و الطاعة منه ذاتية فلاخلود في النار لعصاة المؤمنين لان الاعراض تزول. و يصدر الطاعة من الکافر عرضيةً و المعصية منه ذاتيه فلاخلود في الجنة للمطيعين من الکافرين و الدنيا جنتهم و البرزخ کما ان الدنيا نار العصاة

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۳۱ *»

و البرزخ.

و المؤمن من اقر بالتوحيد في مقاماته و اطواره و انواره و الکافر من انکر التوحيد في مقاماته و اطواره و انواره فلاايمان الا التوحيد و لاکفر الا انکاره فجميع العقائد الصحيحة و الصالحات من اطوار التوحيد و جميع العقائد الفاسدة و المعاصي من اطوار الانکار. فالتوحيد اعظم العبادات و احبها الي الله و لاشيء يعدله و لاشيء يساويه في الثواب لان جميع ماسواه مقدمات الوصول اليه و لاعقاب يساوي عقاب الانکار له و لامعصية يعادل الشرک. قال تعالي ان الله لايغفر ان‌يشرک به. فلذا روي عن ابي‌جعفر7 ما من شيء اعظم ثواباً من شهادة ان لا اله الا الله ان الله عزوجل لايعدله شيء و لايشرکه في الامور احد. و قال رسول‌الله9 خير العبادة لا اله الله الخبر. فاذا کان لا اله الله الذي هو الاقرار بالتوحيد اعظم العبادات فثوابه اعظم المثوبات فلاشيء جزاؤه الا الجنة. و لذا روي ان اباعبدالله7 قال يا ابان اذا قدمت الکوفة فارو هذا الحديث من شهد ان لا اله الا الله مخلصاً وجبت له الجنة قال قلت انه يأتيني من کل صنف من الاصناف أفأروي لهم هذا الحديث؟ قال نعم يا ابان اذا کان يوم القيمة و جمع الله الاولين والاخرين فتسلب لا اله الا الله منهم الا من کان علي هذا الامر انتهي. فتبين ان ثواب لا اله الا الله الجنة و الجنة تحط السيئات اذا لايدخلها ذوسيئة. الم تسمع قوله تعالي ان الحسنات يذهبن السيئات؟ و اي حسنة اعظم من التوحيد؟ فيذهب السيئات بحذافيرها ولکن اذا کان التوحيد ذاتياً و الا فتسلب من صاحبه فانه عرضي و العرضي يزول البتة اما في الدنيا او في البرزخ. فلا اله الا الله يفعل لقائله ذلک الا انه اذا قاله بالعرض الدنياوي يوجب دخوله جنة الدنيا فيحصل له راحاتها و ملاذها. و ان قاله بالعرض البرزخي يلحقه بعض التخفيف. و ان قاله الرجل بالذات يوجب له دخول جنة الاخرة.

فاذا عرفت ذلک فاعلم ان سورة التوحيد اعظم کلام في التوحيد و اعظم ذکر لله سبحانه لاشتمالها علي جميع مراتب التوحيد و ينتهي اليها جميع علم العلماء في التوحيد. و لما علم الله انه يأتي في آخر الزمان قوم متعمقون في التوحيد

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۳۲ *»

انزلها لکي يستنيروا بنورها و لايقعوا في ظلمات الشکوک و الشبهات فهي اعظم کلمة في التوحيد فمن قرأها معتقداً بها متديناً بما حوت من اسرار التوحيد مسلماً لما فيها هو موحد ذاتي. فاذا وحد الله بذاته يکون ذاته طيبةً البتة فلايصدر عنه معصية ذاتية ابداً و ان حصل له لمم عرضي. هذا اذا لم‌يقله باعراضه فان قاله ايضاً باعراضه يعني تمسک به في جميع شئونه فقرأه عينه و يده و لسانه و جوارحه اي امتثلت ما امرت به الذي هو توحيدها و اقرارها بالوحدانية فلايصدر عنه معصية ابداً لاصغيرة و لاکبيرة. و من قرأه ببعض مراتبه فلايصدر من تلک المرتبة ذنب الا تري انهم يقرأون و يعصون اشد المعاصي. فمن هذا تبصر انهم لم‌يقرأوه بجميع شئونهم.

و اما البعدية المسئولة فالبعدية العرفية و لاينافيه تقديم شيء قليل عليه. و اما سر العدد فان مقامات التوحيد خمسة: الواحدية و الاحدية و الالوهية و الهوية و الذات. اما الذات فلاعبارة عنها و اما الهوية فهي مقام دل عليه بلفظة هو و الالوهية فدل عليها بلفظة الله و الاحدية بلفظة احد و الواحدية بلفظة الصمد و شرحها بباقي السورة. فقطب ما ينطق به من مقامات التوحيد هو و قويه احدعشر فامر بالقرائة علي عدد هو و هذا مجمل القول فيه. و کم من خبايا في زوايا يضيق الصدر بابدائها و لايضيق بکتمانها.

و اما قول من يقول اقرؤ و اعصي فمن تجرأ علي الله و استخف بمناهي الله فهو من يقرؤها بالعرض لا بالذات و لايکاد ينفعه فـلاتحزن عليهم و لاتک في ضيق ممايمکرون الم تسمع قول الله انما يتقبل الله من المتقين الم تسمع قول ابي‌عبدالله7 من قال لا اله الا الله مخلصا دخل الجنة و اخلاصه ان‌يحجزه لا اله الا الله عما حرم الله انتهي. فمن اجتري علي الله دل علي انه لم‌يخلص فيه و من لم‌يخلص فيه فقد الحد فيه. فتبصر فقد جمعت لک في هذا الکلمات القليلة کل شيء تريد.

قال: سلمه الله السؤال الخامس ورد في الحديث ان من يوم الغدير الي ثلثة ايام لم‌يکتب معصية محبي الائمة و شيعتهم: کرامة لمحمد و علي و الائمة سلام الله عليهم. و اهل المعصية ينازعون المؤمنين و عباد الله الصالحين

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۳۳ *»

بانکم تقولون و تروون حديثاً بانه لم‌يکتب لنا معاشر المحبين في هذه الايام الثلثة معصية فلم توبخوننا علي المعصية و المؤمنون عاجزون عن جوابهم. و الله تعالي يقول و لن يجعل الله للکافرين علي المؤمنين سبيلاً فما جواب اهل المعصية؟ بينوا جزاکم الله خيراً.

اقول: قد تقدم الاشارة الي جواب ذلک آنفاً و ان الله سبحانه في هذه الايام يرفع القلم عن محبي علي بن ابي‌طالب7 الذين محبتهم له ذاتية و يعرضهم المعاصي عروضاً و اذا شاء رجل ان‌يعرف هل معصيته عرضية او ذاتية فليمتحن قلبه فان کان يمقت المعصية قلباً و يکرهها و يکره اهلها و مع ذلک تصدر عنه تارات بغلبة الشهوة او الغضب او الهوي ثم بعد الفراغ منها و سکون فورة الشهوة و الغضب و ريح الهوي يتنبه و يتندم و يمقت نفسه و يتبرؤ منها و من عملها و من الشيطان المزين له اياها فليعلم ان معصيته عرضية و يجبرها الطاعات و الولاية و التوحيد و غيرها. و ان کان و العياذ بالله يرتکب الموبقات علي حب منه لها و جرأة علي الله و رسوله9 و استخفاف لامرهما و سکون بال و فراغ خيال بلازلزال فليعلم ان معصيته ذاتية فليستعد للنار. فان له فيها قراراً و لامحيص له عنها. و کل ما يدعي من محبة اميرالمؤمنين7 کذب و نفاق. فانه لايجتمع في قلب امرء و ماجعل الله لرجل من قلبين في جوفه حب ولي الله و محبوبه و عدو الله و مبغوضه و ان الله لايرضي لعباده العصيان و لايحبه. فمحب العصيان عن قلب ليس بمحب الله البتة. و الطاعات عري الولاية و المعاصي عري النفاق. و کذب من زعم انه يحبهم و هو متمسک بعروة غيرهم هذا.

و لو رخص سلطان عبيده يوماً ان اليوم کل من يسيء الي الادب و يقمع رأسي و ينتف لحيتي لا اواخذه رحمة لعبيدي و حباً لهم أليس ان کل من اقدم الي ذلک عن عمد و عن ابتغاء غنيمة هو عدو للسلطان البتة. و تقول قد اغتنم الفرصة و ابدي ما في قلبه و الا فالذي بلغ من حبه لعبيده ان‌يغفر لهم سوء الادب ليس ممايجوز اساءة الادب اليه و ليس انه يحب اساءة الادب بل يعفو عن الساهي و الخاطي و من غفل و غلب عليه الشهوة او الغضب او الطبع او غير ذلک من دواعي النفس فيعفو عن ذلک

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۳۴ *»

رحمة. و اما المسيء المجتري المغتنم للفرصة فلا و لاکرامة فافهم و تدبر.

قال: السؤال السادس ورد في الحديث القدسي يابن آدم اذکرني بعد الصبح ساعةً و بعد العصر ساعةً اکفک جميع مهماتک ما المراد ببعد العصر؟ و ما حد العصر؟ هل المراد بعد صلوة العصر و لو صلي العصر بعد الظهر بلافصل و الظهر في اول الزوال او لا؟ و لم اختير هذين الوقتين دونهما؟ و کذا روي عن النبي9 ان الاشتغال بالتعقيب بعد طلوع الصبح الي طلوع الشمس يکتب للمشتغل ثواب حج فما سره و حکمته؟

اقول: العصر لغة العشاء و هو آخر النهار و في الشرع يطلق علي الصلوة تارة و علي الوقت اخري. اما الصلوة فمعروفة و اما وقتها فمن بعد اداء الفريضة الاولي الي الغروب. فعلي هذا يکفي الجلوس بعد صلوة العصر و لو صليها في اول الوقت الا ان هنا اخباراً عديدةً في الحث علي الذکر قبل طلوع الشمس و قبل غروبها توهم بان المراد بمثل هذا الخبر قبل الغروب بساعة و اليه يشير قوله تعالي و سبح بحمد ربک قبل طلوع الشمس و قبل غروبها و روي ان الدعاء قبل طلوع الشمس و قبل غروبها سنة واجبة و روي في قوله «و ظلالهم بالغدو و الاصال» هو الدعاء قبل طلوع الشمس و قبل غروبها و هي ساعة اجابة و روي اذا تغيرت الشمس فاذکر الله عزوجل و ان کنت مع قوم يشغلونک فقم و ادع فهذه الاخبار توهم ان المراد قبيل الغروب هذا. و الامر سهل ببرکاتهم سلام الله عليهم فان عملت بکل واحد منها اصبت لان کل مدلول خبر و يجوز العمل بکل واحد. و اما علة کون ثوابه ثواب حج فان الله ذو الفضل العظيم يعطي ما يشاء لما يشاء و لايسأل عمايفعل و هم يسألون و ما ظهر لنا من الوجه فيه ان الناس يثابون بثوابهم في الحج اذا قصدوا رب البيت و اتوه من بابه الذي فتحه لخلقه و لا حج الا لموالي اميرالمؤمنين و آله المنتجبين و رهطه المخلصين المتبرئين من اعدائهم. فمن قعد مشتغلاً بالدعاء في تلک الساعة متوجهاً الي الله سبحانه آتياً اياه من بابه متلبياً دعوته حيث يقول ادعوني

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۳۵ *»

استجب لکم محرماً بالانقطاع عن الخلق متوجهاً الي الخالق طائفاً حول بيته الذي هو اول بيت وضع حمله للناس ساعياً بين صفا عقله و مروة نفسه مستمداً مستشيراً مستهدياً من العقل ممداً مشيراً هادياً للنفس واقفاً في عرفات جسمه موقف الطاعة بائتاً في مشعر مشاعره المثالية ترقباً لطلوع الصبح حتي يطفي مصباح مشاعره فادياً نفسه عند بلوغ المني في عالم الارواح و طائفاً ثانياً لقوله الق نفسک و تعال حول بيت عقله و مصلحاً نفسه بعقله فمن فعل ذلک کان له ثواب حج و ان لم‌يحج. و الاختصاص بتلک الساعة لانها من ساعة الجنة ‌و وقت تقسيم الولي الارزاق و فتح الباب و رفع الحجاب و ظهور الولاية للولي الواقف علي الطتنجين طتنج ظلمات الماهية و نهار الوجود و صفاء النفس حينئذ و قد يحصل مناسبات يعطي ثواب الحج لاعمال اخر ايضاً و ليس انه لهذا العمل بخصوصه. و اما وجه تخصيص الذکر بهذين الوقتين فانه اذا افتتح کتابه في يومه بذکر الله و ختم به اغمض له عما بينهما فمن اصلح تمام يومه بذلک وفي الله له لقوله اوفوا بعهدي اوف بعهدکم و قد عاهد و قال  لو استقاموا علي الطريقة لاسقيناهم ماء غدقاً.

قال: سلمه الله السؤال السابع ورد ان اميرالمؤمنين سلام‌الله‌عليه حکم في رجال اشتروا سبعة‌عشر ابلاً واحد منهم مستحق النصف و واحد يستحق الثلث و الآخر کان مستحقاً للتسع فامر عبده قنبر باتيان ابل من مال اميرالمؤمنين7 فادخلها فيهن فاعطي مستحق النصف تسعةً و مستحق الثلث ستةً و مستحق التسع اثنين فصار سبعةعشر و رد ابله الي مکانه. و يخطر بالبال اشکال نعم القسمة صحيحة بقاعدة الکسور اذا کانت الابل ثمانيةعشر ولکن نصيب صاحب النصف ليس في الواقع تسعة و کذا اخوته فکيف التفصي؟

اقول: هذا القضاء و ما شاکله من باب المصالحات و التراضي و قرب الواقع و تفهيم المدعين قربه حتي يتراضيا و ليس من باب الحکم بالواقع و مثال ذلک قضاؤه في الارغفة و ذلک سهل ان‌شاءالله.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۳۶ *»

قال: السؤال الثامن انا وجدنا من برکتکم سر ثلث عصي صففت بعد خاتم الي آخره لما سألک اطال الله بقائک السيد الجليل الاجل الامجد الممجد العالم المؤتمن الآقا السيد حسن الاصبهاني وفقه الله لمراضيه و جعل مستقبل اموره خيراً من ماضيه و اجبته بجواب شاف کاف ولکن ماوجدنا سر خمس هاءات و خط فوق خط و هو هذا الشکل @ ص 336@ فاي اسم يخرج منه کماقال7 تلک اسماء عظام قدرها فاحتفظ فيها و اياک (و ظ.) الغلط و کيف کيفية حملها و خواصه و کم عدد هذه الحروف؟ اريد من جنابکم بيانه کماعلمکم الله جل شأنه؟

اقول: قد ذکر الکفعمي في حواشي جنة الامان و رأيت هذا الشکل في کتب بعض اصحابنا يکتب في الکف الايسر للمغص و لريح العلج و نقش الشکل هکذا @ص336@ و ذکر شعره هکذا و نسبه الي العلما

خمس هاءات و خط فوق خط   و صليب فوقها اربع نقط
سبع همزات و واو بعدها   ثم هاء و صليب کالمقط

و قال و رأيت في نسخة الامام العالم جمال الدين احمد بن رجب رحمه الله ما هذا صفته في الشکل المذکور @ص336@ و ذکر اسعد الله جده و اجد سعده ان هذا الشکل منسوب الي بعض الائمة و نظمه

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۳۷ *»

بعضهم في قوله

خمس هاءات و خط فوق خط   و صليب حوله اربع نقط
ثم همزات اذا اعددتها   فهي سبع لم‌تجد فيها غلط
ثم واو ثم هاء بعده   ثم صاد ثم ميم في الوسط
ثم في آخره ان تهتدي   نعت حرف شکله شکل المقط

الابيات. و اني الي الآن لم‌يصح عندي نسبته الي الائمة:. و ما ذکره الکفعمي عن الشيخ رجب انه منسوب الي بعض الائمة ليس يدري منه انه منسوب الي بعض ائمة الجفر کماذکر نفسه الکفعمي اماماً او غيرهم من ائمة السيميا و الطلسمات فلاوجه لبيان الوجه فيها و ان کان الوجه فيها عندنا ظاهراً علي وجه.

قال: السؤال التاسع ذکر بعض الحکماء من اهل الصنعة ان اربعة من هذا الدوا يطرح علي ستةعشر من النحاس، لم لم‌يقل واحد من هذا الدواء يطرح علي اربعة فما الفرق بينهما؟

اقول: اغلب امثال هذه الکلمات يصدر عن الجهال فلاکل من کتب شيئاً عالم به ولکن قد يحصل من الحکيم ايضاً ما يشاکل ذلک و ذلک ان النسب الطبيعية غير النسب العددية فان النسب العددية اذا نقص عن العددين المتناسبين علي السواء و زيد عليهما علي السواء ليس يتفاوت نسبتهما ولکن في الطبيعة ليس کذلک الا تري ان من لحم يطبخ في ثلثة امنان ماء مثلاً و خمسة امنان حطب ولکن مثقال من لحم ليس يطبخ في ثلثة مثاقيل ماء و خمسة مثاقيل حطب ابدا و ذلک لان مجموع الماء يعمل في کل جزء جزء من اللحم و مجموع النار يعمل في کل جزء جزء منهما فکذلک ربما يصدر من حکيم ذلک لاجل ذلک فمن خالف خولف به.

قال: و هل في شعر الانسان مدخلية في الصنايع ام لا؟ و هل تفاوت بينه و بين شعر الحيوان ام لا؟

اقول: و هل شيء اقرب الي تولد الحجر من الشعر و قد حققنا في رسالتنا

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۳8 *»

مرآة الحکمة و رسالة اخري المسماة بکشف الاسرار في شرح عبارة للشيخ الاوحد اعلي‌الله‌مقامه و في ساير کتبنا و مباحثاتنا انه لاشيء اقرب الي تولد الحجر الذي هو نطفة المولود الفلسفي من الشعر کما انه لاشيء اقرب الي نطفة الانسان من الحليب فانه اخ الانسان و شقيقه و صفوة قويه و خلاصة و هو شجرة الزيتون النابتة علي سواء جبل الطور المشار اليه في الکتاب تنبت بالدهن و صبغ للآکلين و هو الحجر الاعظم و الهيولي الکرمي و المادة الفخمي فلاشيء في الدنيا اقرب منه اليها و ليس لي الآن اقبال الي بيان علله و حکمه و قد فصلناه في کتبنا باحسن تفصيل ما ليس فوقه زيادة و برهنا عليه حتي صار کالشمس في رابعة النهار. و المراد منه شعر الانسان و اما شعر ساير الحيوانات فبعيد عنه.

قال: و ان قدر احد علي حل الفرار بحيث يبيض النحاس بمحض الملاقات بلاحمي کيف يصنع؟ و اي شيء نفعه؟ و طريق اتمامه بينوا هذه المراتب باحسن البيان بحيث تمن علي العبد الضعيف.

اقول: ثم بينه و بين التمام بعد المشرقين فان المرکب ما لم‌يکن مؤلفاً من روح و نفس و جسد ليس بفاضل و التأليف لايمکن الا بالتطهير و الحل و التلطيف و الخلط و المزج و التعفين و الحل ثم العقد و ذلک کله لاينفع الا ان‌تکون الارواح طاهرة مستقرة و النفوس طاهرة مطمئنة و الاجساد فلکية متروحة و لايصدر فعل من روح واحد او نفس واحدة او جسد واحد ابداً نعم للمنتحلين دکات و حيل و تلبيسات لاتسمن و لاتغني من جوع يتجوعون عمراً حتي يذبحوا للاکاف حمراً فلاتغتروا انما ذلک فضل الله يؤتيه من يشاء و ذلک اخت النبوة و عصمة‌المروة و سر الله الاعظم و کنزه الافخم. فليس يعطي کل ذي بوق و عمود او فاسق عنود فلاتغتر بامثال هؤلاء و لابتلبيساتهم و اسئل الله من فضله و ليس الامر مما يکتب و ان اشرنا في هذه الکليمات الي نحو العمل مع اني لااتداول هذا الامر و ليس لي ربط عملي فيه ابداً و انما اعرف بعض ما اعرف علماً لا عملاً.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳39 *»

قال: السؤال العاشر رأينا في بعض الاخبار ان من صلي لحاجته رکعتين بطريق خاص لم‌يبرح من مکانه حتي قضيت حاجته فما معني لم‌يبرح من مکانه؟ و الحال انا لم‌نر اثر الاجابة آجلاً فکيف بالعاجل؟

اقول: قيل لاميرالمؤمنين7 اني دعوت الله فلم‌ار الاجابة. فقال7 ان للدعاء اربع خصال اخلاص السريرة و اخلاص النية و معرفة الوسيلة و الانصاف في المسألة فهل دعوت الله تعالي و انت عارف بهذه الاربع؟ قال لا قال فاعرفهن انتهي. و اعلم ان الاعمال کالعقاقير و کمايکتب في مفردات الطب ان من اکل دارصيني زاد في حفظه مع ان من اکله و اکل عليه ما يزيد عليه تفاحاً حامضاً ليس ينفعه کذلک الادعية و الاعمال الشرعية. فالطب لبيان خاصية العقار لو خلي و طبعه و ليس عليهم ان‌يذکروا مع کل عقار موانع فعله نعم يذکرون في الدارصيني انه يزيد في الحفظ و يذکرون في الحرمل انه يزيد في الحفظ و يذکرون في التفاح الحامض من اکله عرضه النسيان و يذکرون في الحليب الحامض من شربه عرضه النسيان. فليستعمل عالم عقله و ليجتنب ما ذکروا انه مضر و ليستعمل ما ذکروا انه نافع. و کذلک اطباء النفوس ذکروا ان من عمل کذا فله کذا و من عمل کذا فله کذا الم تصغ الي ما ذکروا ايضاً من عمل کذا حبس دعاؤه و من کان کذا لم‌يقض حاجته و من کان کذا لم‌ترفع صلوته. و اعلم ان علي الاطباء ذکر الخواص و علي المرضي استعمال ما عرفوه نفعه و اجتناب ما عرفوه انه ضار.

قال: ايده الله استدعي من جنابکم ان‌تبينوا کيفية زيارة العاشورا و بيان مکان الصلوة فيها في اي مقام تصلي صلوة الزيارة و لانريد الا مختارکم لان المجلسي في زاد المعاد قال ان في عبارة الحديث احتمالات کثيرة يعني فعل الصلوة ما هو معلوم في اي مقام يفعل. و اريد من جنابکم تعيين مقام الصلوة علي ما خترتم لان الله تعالي لايضيع اجرکم.

اقول: مختاري نص الخبر و منطوقه و ليس في العبارة احتمالات و ازعم ان الکتاب الذي کان يترجمه المجلسي رحمه الله کان غلطاً فلذا اوقعه في اضطراب

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۴0 *»

و ابدا لااضطراب في العبارة و لااحتمال فان في رواية ‌مالک الجهني عن ابي‌جعفر7 بعد ذکر ثواب الزيارة من القريب، قلت جعلت فداک فما لمن کان في بعيد البلاد و اقاصيها و لم‌يمکنه المسير اليه  في ذلک اليوم؟ قال اذا کان ذلک اليوم برز الي الصحراء او صعد سطحاً مرتفعاً في داره و اومي اليه بالسلام و اجتهد علي قاتله بالدعاء و صلي بعده رکعتين يفعل ذلک في صدر النهار قبل الزوال. ثم ليندب الحسين و يبکيه و يأمر من في داره بالبکاء ثم يذکر فيه ثواب هذا العمل ثم ينهاه عن الخروج في ذلک اليوم ثم ينهاه عن الادخار في ذلک اليوم ثم يذکر ثواب ترک الخروج و الادخار و ما ذکر و هذا تمام الزيارة و قد اجمله و رخص له. و خيره ان‌يوميء بالسلام باي لفظ شاء و اراد و يجتهد علي قاتله بالدعاء کيف شاء و يصلي بعده رکعتين. فلو اکتفي السائل بهذا الاطلاق کان له ذلک الثواب و کان ذلک تمام الزيارة فان الامام تمم القول و اعرض بعد عن کيفية الزيارة و نهاه عن الخروج و الادخار و علمه کيفية تعزية ‌اهله. و معلوم انه دخل بيته و رجع عن الصحراء و نزل عن السطح و تمم زيارته و جاء يعزي اهله.

ثم علقمة بن محمد الحضرمي و هو الراوي عن صالح بن عقبة عن مالک راوي الخبر الاول قال فقلت لابي‌جعفر7 علمني دعاءً ادعو به في ذلک اليوم اذا انا زرته من قريب و دعاء ادعو به اذا لم‌ازره من قريب و اومأت اليه من بعد البلاد و من سطح داري. قال فقال يا علقمة‌ اذا انت صليت الرکعتين بعد ان‌توميء اليه بالسلام و قلت عند الايماء اليه و من بعد التکبير هذا القول فلک کذا و کذا ثم ذکر الدعاء الطويل ثم اللعن ثم السلام ثم الدعاء الصغير ثم السجدة فليلتفت ملتفت في العبارة أفيه خفاء او اشتباه؟ فانه يقول اذا انت صليت الرکعتين بعد الايماء و الحال انک قد قلت عند الايماء بعد التکبير کذا فلک کذا. بالجملة تفصيل الزيارة تکبير ثم الزيارة ثم اللعن ثم السلام ثم الدعاء ثم السجدة ثم الصلوة بلاشک و لاشبهة.

قال: السؤال الثاني‌عشر هل يجوز النظر الي امرأة اجنبية في المرات ام لا؟

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۴1 *»

و ايّ شق مختار جنابکم بينوا مع الدليل؟

اقول: لم‌يکن عندي من کتب الاصحاب ما اتفحص عن اقوالهم فيه کثيراً و لم‌ار قولاً فيه فيما اطلعت عليه من اقوالهم ولکن مقتضي اطلاقات الاخبار و المتبادر منها هو النظر المعروف و ليس يشمل شيء منها الشبح في المرآة. البتة لاسيما علي ما يفهم من الاخبار ان المرئي في المرآة هو شبح الشاخص و ظله لا نفسه بخلاف مقتضي ما قيل من خروج الشعاع و انعکاسه الي الشاخص. و يکذب اقوالهم نصاً ما رواه الشيخ في النهاية انه سئل ابوالحسن الثالث7 و السائل يحيي بن اکثم عن هذه المسألة و قال له من ينظر الي المبال@ الرجل او المرأة فان نظر الرجل فانه لايؤمن من ان‌يکون الشخص امرأة و لايحل له النظر الي فرجها و ان نظرت امرأة فلايؤمن ايضاً ان‌يکون الشخص رجلاً و ليس لها ان‌تنظر الي فرج رجل ليس بذي محرم لها و لا زوج فاجاب7 بان‌قال ينظر قوم عدول يأخذ کل واحد منهم مرآة و يقوم الخنثي خلفهم عريانةً فينظرون في المرآة فيرون شبحاً فيحکمون عليه. و عن الکليني بسنده الي موسي بن محمد اخي ابي‌الحسن الثالث7 ان يحيي بن اکثم سأله عن الخنثي و قول علي7 يورث الخنثي من المبال من ينظر اليه اذا بال و ذکر نحو الخبر الاول. و عن محمد بن محمد المفيد في الارشاد قال روي بعض اهل النقل انه لماادعي الشخص ما ادعاه من الفرجين امر اميرالمؤمنين7 عدلين من المسلمين ان‌يحضرا بيتاً خالياً و امر بنصب مرآتين احديهما مقابلة لفرج الشخص و الاخري مقابلة للمرآة الاخري و امر الشخص بالکشف من عورته في مقابلة المرآة حيث لايراه العدلان و امر العدلين بالنظر في المرآة المقابلة لهما فلماتحقق العدلان صحة ما ادعاه الشخص من الفرجين اعتبر حاله بعد اضلاعه الخبر.

فالخبر الاول دل نصاً علي ان المرئي غير الشاخص و انما هو الشبح و هو غيره. و المتبادر من اخبار النظر النظر الي بشرة الشاخص و الشبح غيره. و يشعر بذلک ايضاً انه لو کان الشبح ايضاً حراماً کالشاخص لم‌يکن لهذه الحيلة فائدة و لکان يأمر بالنظر الي

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۴۲ *»

بشرة الشاخص و انما اراد التفصي عن الحرام الي الحلال. و ايضاً يشعر بذلک ان يحيي بن اکثم استشکل الحرمة، فذکر الامام العلاج و الحيلة في عدم الوقوع في الحرام. و يؤيد ذلک کله قوله7 في المجمع عليه کل شيء لک مطلق حتي يرد فيه نهي و لم‌يرد عنه نهي بل ورد ما يفهم منه الحليّة و عدم الخطر، و لااجماع في خلافه لانه لم‌يتعرض اکثرهم باصل المسألة فضلاً عن عقد الاجماع عليه والله العالم بحقايق احکامه.

قال: و هيهنا مسائل لم صار لحم العصفور محلّلاً مع انه محب عمر الخطاب؟

اقول: ان الدار دار اعراض و قد عرض الخبث علي الطيب و الطيب علي الخبث و الاحکام علي الاعراض الي ان‌يتخلص الدنيا عنها فهنالک يجري الاحکام الواقعية. و لماکان له من حيث الاعراض منافع للناس لم‌يحرموه و انما حرموا في هذه الدار ما يضر و لاينفع او کان ضرره غالباً.

قال: و هل يجوز لاحد ان‌يري القائم عجل الله فرجه في غيبته الکبري و يعرفه حين الجلوس عنده؟

اقول: قد روي محمد بن يعقوب باسناده عن اسحق بن عمار قال قال ابوعبدالله7 للقائم غيبتان احديهما قصيرة و الاخري طويلة الغيبة الاولي لايعلم بمکانه فيها الا خاصة شيعته و الاخري لايعلم بمکانه فيها الا خاصة مواليه. و يؤيد هذا الخبر ما رواه في ارشاد المضلين عن البحار انه قال اخبرني بعض الافاضل و الثقات عمن يثق به ثم ذکر قصة الرمانة في بلاد بحرين و رؤية عالم منهم الامام7 آخر الليل و قوله7 انا صاحب الامر و اخباره عن ضميره و ساير المعجزات الظاهرة منه في تلک القصة. و کذا يؤيد ذلک ما رواه عن احمد بن فارس الاديب و ذکر قصة بني‌راشد و وصول جدهم الي الامام7 في قبة لم‌يعهد مثلها و هي قصة طويلة. و کذا يؤيد ذلک ما

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۴۳ *»

رواه لي احد علماء البحرين يسمي بالشيخ حسن بن الشيخ عبدالنبي رحمه الله عن حکاية نصب حجر الأسود و اختيار علماء بحرين رجلا صالحاً و ارسالهم العرايض معه الي مکة ليترقب ظهور الامام و نصبه و ذهابه و رؤيته و عدم قدرة الخلق علي نصب الحجر و اتيان رجل عربي و نصبه اياه من غير کلفة ثم خروجه من بين القوم و تعقبه اياه الي خروجه من البلدة و التفاته7 اليه و جوابه عن کل کتاب کتاب و مسألة مسألة. و هکذا روي لي وصول آخر من العلماء اليه7. و کذلک رأيت بخط الميرزا محمد الشهير بالاخباري و ختمه انه روي الکافي عن الحجة7 بين القبر و المنبر بواسطتين امره ان‌يعمل علي کتاب الکافي لابي‌جعفر محمد بن يعقوب الکليني. و ما روي انه7 قال نعم المنزل طيبة و ما بثلثين من وحشة فظهر ان ثلثين معه يرونه. بالجملة هيهنا شواهد علي انه يمکن الرؤية.

ولکن روي في حديث المفضل الطويل قال المفضل يا سيدي ففي اي بقعة يظهر المهدي؟ قال7 لاتراه عين في وقت ظهوره الا رأته کل عين فمن قال لکم غير هذا فکذبوه. و قال فيه ايضاً ثم يغيب في آخر يوم من سنة ست و ستين و مأتين فلاتراه عين احد حتي يراه کل احد و کل عين. و في نسخة علي ما رواه الشيخ اعلي‌الله‌مقامه ثم يغيب بالحرم من سنة سبعين و مأتين و لاتراه عين واحدة حتي تراه کل عين. اما الفقرة الاولي فيظهر منه انه اذا ظهر باظهار الامر يراه کل احد، و ليس ان‌يدعي اناس انا نراه و يخرجوا باحکام و يريدون انفاذها في الناس لايکون ذلک ابداً فان ظهر بانفاذ الامر لواحد ظهر للکل فهو رد علي مثل هذا الخبيث المدعي انه يخرج اليه احکام من الامام و يريد انفاذها في الناس. و انما ذلک لانه قيد قوله لاتراه عين بقوله في وقت ظهوره و قوله7 فمن قال لکم غير هذا فکذبوه يعني من قال انه يظهر لبعض الناس دون بعض في وقت ظهوره و نفاذ امره فکذبوه.

و اما ما في آخر الخبر فالمعروف ان ميلاده سنة خمس و خمسين بعد المأتين او ست و خمسين. و طول الغيبة الصغري و انقطاع الخبر کان ظاهرا اربعاً و سبعين سنة و کما

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۴۴ *»

ان اول الغيبة الکبري سنة‌ ثلث‌مأة و تسع و عشرين فيکون ما في الخبر ممايلوح انها من سنة ست و ستين او سبعين ان صح فمما وقع فيه البداء فان الخبر عن الصادق7. و کان يمکن وقوع البداء فيه. کما روي عن اميرالمؤمنين ان الغيبة ستة ايام او ستة اشهر او ست سنين و وقع فيه البداء کماتري. بالجملة يحمل آخر الخبر ايضاً علي اول الخبر و يکون المعني فلاتراه عين واحدة في وقت ظهوره و انفاذ الامر حتي تراه کل عين. و يکون ذلک لازهاق امر رجال يدعون البابية و الرؤية و صدور الاحکام اليهم و انفاذهم ما يشتهون و استعبادهم عباد الله. فمن قال لکم ذلک کذبوه فانه ان کان ذلک يظهر بنفسه. و اما ظهوره لواحد بعد واحد تنفيساً لکرب و تفريجاً لهم و اغاثةً لملهوف فلامانع عنه. و المستند حديث المفضل و هو کمارأيت.

قال: و ما حد الغنا الذي هو اشد من الزنا؟

اقول: هو لحن اهل الفجور لمارواه في الکافي بسنده عن عبدالله بن سنان عن ابي‌عبدالله7 قال قال رسول‌الله9 اقرءوا القران بألحان العرب و اصواتها و اياکم و لحون اهل الفسق و اهل الکباير فانه سيجيء من بعدي اقوام يرجعون القران ترجيع الغنا و النوح و الرهبانية لايجوز تراقيهم قلوبهم مقلوبة و قلوب من يعجبه شأنهم انتهي. فمناط الحرمة لحن اهل الفجور لا الصوت الحسن و لا الترجيع فان المحرم ترجيع الغناء. الم تسمع ما رواه في الکافي ايضاً؟ عن ابي‌جعفر7 اقرأ قرائة مابين القرائتين تسمع اهلک و ترجع بالقرآن صوتک فان الله عزوجل يحب الصوت الحسن يرجع به ترجيعاً و التعليل مطلق کماتري. فليس مناط الغناء الترجيع و لا الاطراب لما روي ايضاً ان القرآن نزل بالحزن فاقرأوه بالحزن و روي انه ربما مر بعلي بن الحسين المار فصعق من حسن صوته. و انما مناطه لحن اهل الفسق و الکباير و اللهو و اللغو و ينبغي اجتناب ما يلهي من الله سبحانه.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۴۵ *»

قال: و ما معني لو تزيلوا لعذبنا الذين کفروا منهم عذاباً اليماً کما في سورة الفتح.

اقول: معناه خروج الکافر من صلب المؤمن و المؤمن من صلب الکافر و انما تأخّر ظهور الامام7 ليتزيل النطف عن الاصلاب. و يدل علي ذلک ما روي في البرهان عن ابن بابويه بسنده عن ابن ابي‌عمير عمن ذکره عن ابي‌عبدالله7 قلت له ما بال اميرالمؤمنين7 لم‌يقاتل فلاناً و فلاناً؟ قال لاية في کتاب الله عزوجل لو تزيلوا لعذبنا الذين کفروا منهم عذاباً اليماً قال قلت و ما يعني بتزايلهم؟ قال ودايع مؤمنين في اصلاب قوم کافرين و کک القائم لن‌يظهر ابداً حتي تخرج ودايع الله عزوجل و اذا خرجت ظهر علي (من خ‌ل) اعداء الله فقتلهم.

قال: ما علة ضرب ستين ضربة‌ علي اميرالمؤمنين7 ان نظر احد الي غلام بشهوة؟

اقول: مارأيت هذا الخبر حتي افسره ولکن نوع المسألة الانسان مرکب من نور و ظلمة فنوره من شعاع علي7 و من ثم سمي بالشيعة و روي انما سميت الشيعة شيعة لانهم خلقوا من شعاع نورنا و ظلمته من ظل الاعداء. فالمطيع يعاون نوره علي ظلمته فيزداد يوماً فيوماً و تضعف ظلمته فيه و العاصي يعاون ظلمته علي نوره فتزداد ظلمته يوماً فيوماً و يضعف نوره. و انت تعلم ان الشعاع علي صفة المنير کما ان نور الشمس علي هيئة الشمس و نور القمر علي هيئته فنور الايمان علي صفة علي7 و العاصي هو الساعي في اطفاء نور علي7 البتة و معين لاعدائه البتة. و اما خصوص الستين فلم‌ار الخبر فلااتکلم فيه.

قال: و ما مستند بعض العلماء انهم ذکروا في کتبهم الفقهية انه اذا مات

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۴۶ *»

في البئر کلب او شاة ينزح اربعون مع ان الکلب نجس العين بخلاف الشاة؟ و ما فتويکم في البئر هل ينجس بالملاقاة ام لا؟

اقول: المعروف بينهم اربعون للکلب و روي عشرون و روي ثلثون. و اما الشاة فروي فيها تسعة او عشرة و روي سبعة و لم‌اجد ما قلتم. و اما افتي به ان البئر لاينجس الا اذا تغير فان تغير ينزح حتي يطيب.

قال: و لم صار المعز مکشوفة العورة دون الضأن؟

اقول: روي في العلل انه سئل علي7 مابال الماعز مرفوعة الذنب بادية الحياء و العورة؟ فقال لان الماعز عصت نوحاً7 لماادخلها السفينة فدفعها و کسر ذنبها و النعجة مستورة ‌الحياء ‌و العورة لان النعجة بادرت بالدخول الي السفينة فمسح نوح7 علي حياها و ذنبها فاستوت الالية انتهي. و لاتزعم ان تلک الماعز بخصوصها عصت و کسر ذنبها فمابالي الباقي؟ فانه کمايکون بعض الامراض موروثاً احياناً کذلک من اصابة علة بخلاف الله و رسوله عقوبة يبقي موروثاً و لاغرو.

قال: اذا قال الله يوم القيمة امتازوا ايها الخبائث من الطيبات فالغليان الي اي طرف يذهب؟

اقول: التتن يذهب مع العقاقير و الادوية فمنها مر و منها حلو و منها طيب و منها نتن و ليس الخبيث ما استکرهه الطبع و انما الخبيث ما حرمه الله فالذي يحرمه او يکرهه هو خبيث لا ما استکرهه طبع ريحاً و طعماً فمن حرم او کره ما لم‌يحرمه الله سبحانه و لم‌يکرهه ما ادري اذا قيل له ءالله اذن لکم ام علي الله تفترون ماذا يجيب؟ فدعوا الغير المنصوص في حيزه و ذروه في سنبله فلاتمدحوا له فاعلاً و لاتذموا له تارکاً و لا بالعکس اسکتوا عماسکت الله و ابهموا ما ابهمه الله فهو احد العقاقير تجري عليه الاحکام الخمسة ان ضر حرم و ان انحصر الدواء به وجب و ان استوي الطرفان استبيح و ان غلب احد الطرفين حکم عليه به. و ما من عقار

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۳۴۷ *»

الا و فيه نفع و ضر و ان اردت الاعتراض بي فالله اعلم بالاسباب و النيات. و ما لم‌يکن علة لم‌اتخلف عن سيرة المشايخ رضوان الله عليهم و الشاهد يري ما لايري الغايب و السلام.

قال: و هل ظهرت علامة من علامات ظهور القائم سلام‌الله‌عليه في هذه الايام شيء ام لا؟

اقول: العامة فکلها او جلها و اما الخاصة فلم‌آجد علامة غير هذا الخبيث ان صح خبر الستين کذاب او الاثني‌عشر. هذا آخر اسؤلته و اجوبتها و قد وقع الفراغ منها في عصر يوم السبت الخامس و العشرين من شهر جمادي الثانية من شهور سنة الف و مأتين و خمس و ستين حامداً مصلياً مستغفراً تمت.

 

 

 

 

 

([1]) المرتفع.

([2]) الحدث.

([3]) المتحرک.

([4]) القوي.

([5]) المقارب الاحتلام.

([6]) النابت شاربه.

([7]) النابت لحيته.

([8]) المتبختر.

([9]) حسن تام.

([10]) شديد الخلق.

([11]) الطويل.

([12]) البالغ اشده.