32-04 مکارم الابرار المجلد الثانی والثلاثون ـ رسالة في جواب الملامحمدعلي الدواني ـ مقابله

رسالة في جواب الملا محمد علي الدواني

 

من مصنفات العالم الربانی و الحکیم الصمدانی

مولانا المرحوم الحاج محمد کریم الکرمانی اعلی الله مقامه

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۸۷ *»

بسم الله الرحمن الرحیم

الحمد لله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم‌يعلم و الصلوة علي نبينا الاکرم سيد العرب و العجم و آله معادن الجود و الکرم و مصابيح الظلم و رهطه الذين هم علي طرق الهداية کالعلم و لعنة الله علي اعدائهم ما غرد حمام و ترنم.

و بعــد فقد ارسل الي المولي النبيل و الاولي الجليل الولي الصفي الوفي الملامحمد علي بن محمد بني الدواني لازال محروساً محفوظاً بالحفظ الرباني بمسائل معضلة و مطالب مشکلة قد اشکلت عليه و هي علي کثرتها قد وردت علي حين اشتغالي بساير الکتب التي کنت قد شرعت فيها و کنت کثير الولع باتمامها فلاجل ذلک تقاصرت في جوابها مدة من الزمان. ثم رأيت انه يمکنني ان اقسم الاوقات فاشتغل حيناً بتلک الکتب و حيناً بجواب هذه المسائل فلاجل ذلک تأخر الجواب. و ان طالت المدة في اتمام الکتاب فهذا عذري عند ذلک الجناب و العذر عند کرام الناس مقبول. فاجعل علي ما هو العادة فقرات سؤالاته کالمتن و جوابي منها کالشرح. و لماکانت مصدرة‌ بمسألة مسألة فاذکر مسائله کما هي و اذيل کل مسألة بقولي جوابها. ثم اذکر ما اجري الله علي قلمي بحوله و قوته انه ولي التوفيق. قال: سلمه الله.

مسألة: قد شاع في کلام الائمة ان النبي9 و الائمة من نور واحد فحينئذ کيف يصح التناکح و التناسل بينهم و هم شيء واحد و نفس واحد کتزويج فاطمة و علي7 مع قوله9 انا و علي من نور واحد.

جوابها: هذا سؤال غريب أليس ان الله سبحانه خلق المؤمنين من طينة واحدة و خلق في الظاهر کلهم من تراب واحد؟ کيف يقع التناکح بينهم؟ أليس ان الله خلق کل دابة‌ من ماء. فکيف يقع التناکح بين افراد الدواب؟ و منها الانسان. يا

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۸۸ *»

شيخي ان الوحدة الجنسية غير الوحدة الشخصية و ان محمداً و اله: من جنس نور واحد و هو نور الله الاعظم و هم افراد ذلک الجنس کالانسان و افراده فأي مانع من تناکح افراد جنس واحد و انوارهم و ارواحهم و طينتهم واحدة نوعاً؟ ضرورة ان شخص کل واحد غير الآخر. فليست الوحدة شخصية. و انما المراد من الوحدة النوعية او الجنسية علي اختلاف الاعتبارات.

مسألة: ما النقطة في قوله7 العلم نقطة کثرها الجاهلون.

جوابها: هي نور اشرق من صبح الازل فيلوح علي هياکل التوحيد آثاره و هي اول صادر من القلم حين وضع علي اللوح. ثم لماتحرک حدث منه الالف و جميع ما رسم علي اللوح من تطورات تلک النقطة و ظهوراتها و هي الاصل في الکل. و انما کثرها جهال القوابل فتکثرت في بطونها لما انطبعت في مراياها. فمن فاز بها و عرف سر تطوراتها عرف العلم بحذافيرها. ما من عبد حبنا و زاد في حبنا و اخلص في معرفتنا و سئل عن مسألة الا و نفثنا في روعه جوابا لتلک المسألة.

مسألة: ما معني استغفار الانبياء و بکائهم مع انهم معصومون.

جوابها: اعلم ان نور الله جل جلاله و قربه اصل کل خير و کمال و کلما يقرب الخلق اليه يزداد نوره و خيره و کماله و کلما يبعد يقل خيره و کماله الي ان‌يبلغ غاية البعد فيکون هنالک في غاية الشر و النقص. و قد حکم الله سبحانه ان‌يخلق کل خلق في مقام معلوم بالنسبة‌ ثم يأمره و ينهاه فان امتثل صعد صاعداً الي الله سبحانه و ان خالف نزل نازلاً. و من الخلق آل‌محمد: و الانبياء فخلقهم حيث خلقهم ثم دعاهم اليه و امرهم و نهاهم. فقاموا مبادرين اليه يتقربون اليه باقدام امتثالاتهم و کلما يتقربون قدماً يجدون في انفسهم من جهة ‌القرب خيراً و کمالاً لم‌يکن لهم قبل و کانوا فاقدين له فيعلمون انهم کانوا بعيدين قليلي الخير و الکمال. فيعدون حالهم السابقة عصياناً و کونهم في الدرجة السابقة لاجل قلة‌ طاعتهم. فلو کان طاعتهم في الحال السابقة اکثر لکانوا في محلهم اللاحق

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۸۹ *»

فيعدون حالهم السابقة عصياناً و يصعدون عنها بالاستغفار فلو رضوا بها و اطمأنوا اليها للبثوا فيها. فباستغفارهم يتبرؤن من الحالة ‌السابقة و يعرضون عنها و يقبلون الي الله سبحانه و يصعدون اليه. و ذلک ديدنهم لايتفرغون عنه ابداً. فيرون ذلک القصور في جميع اعضائهم و جوارحهم و باطنهم و ظاهرهم فينسبون العصيان الي جميع اعضائهم و جوارحهم ولکن ذلک العصيان اعظم من طاعات الابرار بما لايحصي. و ان شئت الاعتبار فاعتبر بسلم له مراق عديدة فرجل واقف علي المرقاة الخامسة و رجل واقف علي المرقاة العاشرة. فيصعد الذي علي المرقاة العاشرة مرقاة واحدة فيقف فينظر الي المرقاة العاشرة فيجدها منحطة دانية بعيدة عن الاعلي فيسخط علي نفسه حيث کان اولاً عليها و يعد نفسه بعيدةً عن الاعلي. ولکن العاشرة منحطة‌ بالنسبة الي الحادية‌عشرة ولکنها اعلي من الخامسة بمراق عديدة. و هذا معني المثل المشهور حسنات الابرار سيئات المقربين و هکذا دائماً يرون انفسهم في النقصان و يصعدون عنه بالاستغفار فلو لم‌يستغفروا لبقوا علي النقصان.

مسألة: بين لي الحديث المتفق‌عليه بين الفريقين من مات و لم‌يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية ما المراد من المعرفة؟ و کيف الوصول الي معرفته؟

جوابها: المراد بالمعرفة هنا معرفة‌ ان فلان بن فلان امام منصوب من الله عزوجل معصوم مطهر مفترض الطاعة في الجل و القل لايجوز لاحد تصرف في شيء من العالم الا باذنه و حکمه و لايجوز لاحد ان‌يعمل في دين الله برأيه الا ان‌يعمل بحکمه و فتواه. و ليس المراد منها المعارف الباطنية الخفية و الا لهلک الناس جميعاً الا قليل ثم لايوقف لها علي حد في الباطن ايضاً.

مسألة: لم سمي آل‌محمد: بالثقل الاصغر في الحديث المشهور؟

جوابها: ان لکل شيء مقاماً ذاتياً و نسبةً عرضيةً و لاجل ذلک له حکمان حکم بالنسبة الي ذاته و حکم بالنسبة الي عرضه. الا تري ان زيداً اذا صار خادم

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۹۰ *»

سلطان فله حکم بالنسبة الي ذاته و هو کان ثابتاً له قبل صيرورته خادم السلطان و بعده لازماً له. و له حکم آخر من حيث الخدمة يثبت بثبوتها و يزول بزوالها. کذلک لکل واحد من الثقلين مقامان. فالقرآن من حيث ذاته دون رتبة‌ محمد و آل‌محمد: فانه شرح صفات عقلهم صلوات‌الله‌عليهم. و من حيث نزوله عليهم من عند الله و کونه حکم الله و خطابه و کلامه و جريه عليهم و لزوم اتباعهم له شرف آخر. فبهذا الاعتبار القرآن هو الثقل الاکبر لانه امامهم و متبعهم يجب عليهم العمل بما فيه و الرجوع اليه. و هم الثقل الاصغر لانهم مطيعون للقران و محکومون بحکمه و مأمومون له. الا تدري انه اذا جاء کتاب من السطان الي الوزير الاعظم يقبله و يضعه علي رأسه و يعمل بمقتضاه لانه حکم السلطان مع ان الوزير اعظم في ذاته و عند السلطان من قطعة قرطاس و مداد نقش عليه فتدبر.

مسألة: ما الفرق بين الاوعية الثلثة اي السرمد والزمان و الدهر؟

جوابها: قد کتب هذا الفرق مشايخنا في کثير من کتبهم و کتبنا في کثير من کتبنا و لايحتاج الي شرح زايد مع عدم اقبال قلبي و احاطة الهموم عليه ولکن الميسور لايسقط بالمعسور. اعلم ان الزمان هو امتداد بقاء الجسم و يکال بحرکة الفلک او المقادير الافرنجية و امثالها. و ليس هو النهار و الليل و الشهور و السنين کما ظن الظانون بل هي اسماء قطع ذلک الامتداد التي قدرت بحرکة الفلک و امثالها. و لايقارنک من هذا الامتداد الا آن واحد ابداً و الباقي من طرفي الآن. و مثلک في ذلک الامتداد مثل السفينة و البحر و هي في موضع واحد منه و البواقي من طرفيها فما تجاوزت عنه فهو ماضيک و ما تلحقه مستقبلک و انت لاتدرک بحواسک الظاهرة الا ما في آنک الذي انت فيه. و ليس ثابتاً علي لوح الجسم الا حرف الآن و اما حرف الماضي فهو ممحو و اما حرف المستقبل فهو غير مثبت. و اعلي هذه العرصة الفلک الاطلس محدبه و اسفلها تخوم الارضين. و هذا ان‌شاءالله ظاهر.

و اما الدهر فهو امتداد الجواهر النورية‌ و يحضر فيه جميع الامتدادات الزمانية ‌و جميع الزمانيات الماضية و المستقبلة. و اعلاه العقل المرتفع و اسفله

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۹۱ *»

الجسم المطلق او الامثلة باعتبار آخر. و جميع الزمان في الدهر کان واحد باعتبار و کمحيط دائرة تدور علي مرکز واحد باعتبار او ککرة دائرة علي مرکزها اي الدهر بمنزلة المرکز و الزمان بمنزلة الکرة و الدائرة نسبة جميع اجزائه الي الدهر واحدة و قرب کل جزء من اجزائه اليه علي السواء. فالدهر مستو علي عرش الزمان ليس شيء اقرب اليه من شيء آخر. و ان اردت اعتبار ذلک فانظر الي الحديد المطلق و استوائه علي عرش ما يصنع منه و ظهوره في جميع ما صنع من الحديد من عهد آدم الي الخاتم. فذلک الحديد دهري بالنسبة ‌الي ما يصنع منه و لايمر عليه الاوقات الزمانية و نسبته الي الماضي و الحال و المستقبل علي السواء. و امتداد کينونته المهيمنة علي الزمان هو الدهر.

و اما السرمد فهو امتداد الوجود المطلق و الکائن الاول و المتعين الاول. فانت اذا نظرت الي جميع ماسوي الله سبحانه بنظر الوحدة علي معني الموجود المطلق و الکائن المطلق رأيت وجوداً ثابتاً ليس معه سواه. له امتداد مطلق هو السرمد و مکان مطلق هو الامکان. و ذلک الامتداد ذلک الوجود من حيث ذاته في ذاته. و لذا ان الزمان هو نسبة‌ المتغير الي المتغير و الدهر هو نسبة‌ الثابت الي المتغير و السرمد هو نسبة‌ الثابت الي الثابت. و للسرمد اعلي و هو مقام کون ذلک الوجود نقطة و اسفل و هو مقام کونه کلمة فافهم.

مسألة: ما السر في اربعية الارکان للعرش؟ و ما حقيقة تلک الارکان؟

جوابها: اعلم ان العرش له اطلاقات. فعلي وجه کون العرش جملة الخلق له ارکان اربعة‌ و هي الخلق و الرزق و الحيوة و الموت المشاراليها في قوله الله الذي خلقکم ثم رزقکم ثم يميتکم ثم يحييکم. و علي وجه کونه عالم الغيب فهي الفؤاد و العقل و الروح و النفس. و علي وجه کونه عالم الشهادة فهي الطبع و المادة و المثال و الجسم. و علي وجه کونه المشية ‌فهي النقطة و الالف و الحروف و الکلمة. و هکذا له اطلاقات و في کل وجه له ارکان اربعة. و السر فيها ان العرش هو مستوي الرحمن و مجلاه و جميع شئون التوحيد يظهر منه و هو آية التوحيد و علم

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۹۲ *»

التفريد فيحکي باطنه و بطونه و ظاهره و ظهوره. فلاجل ذلک صار العرش الاول مربعاً و سار سره في جميع العروش و ظهر في کل بحسبه الي ان ظهر في العرش الجسماني بالانوار الاربعة: ‌الاحمر الذي احمرت منه الحمرة و الاصفر الذي اصفرت منه الصفرة و الاخضر الذي اخضرت منه الخضرة‌ و الابيض الذي منه البياض. حتي ان سرها ظهر في جميع مراتب الوجود فظهر مراتب الجسم باربعة و العناصر باربعة و الطبايع باربعة و ارکان الايمان اربعة و ارکان الکعبة اربعة و ارکان البيت المعمور اربعة‌ و مباني الاسلام اربعة سبحان الله و الحمد لله و لا اله الا الله و الله اکبر و ارکان البسملة اربعة‌ و هي قلعة فوق العرش ذات اربعة‌ ارکان.

مسألة: بين لي ان اطفال الشيعة اذا ماتوا و سقطوا کيف احوالهم في البرزخ و القيمة؟

جوابها: اعلم ان الله عزوجل خلق العقل اول مرة ثم قال له و عزتي و جلالي ماخلقت خلقاً احب الي منک اياک آمر و اياک انهي و اياک اعاقب و اياک اثيب ثم انزله الي غاية ‌البعد. و کان کلما ينزل درجة يضعف شعوره و حيوته و قوته و علمه الي ان بلغ غاية البعد و بلغ غاية‌ الضعف حتي کاد ان‌يعدم بالکلية. ‌ثم دعاه الي الاقبال و هيأ له اسباب التوجه و الاقبال و التقوي في الشعور و الحيوة و العلم. فمنهم من سبق في التقوي فتنبه من رقدته قبل. و منهم من تأخر. و اختلف درجات التأخر. و لکل منهم مقام معلوم. فالمؤمن المتيقظ في الدنيا يتقوي عقله في الدنيا حين يؤمن و يتيقظ و الجاهل الضعيف لما يتنبه و لابد من ان‌يتنبه و لو بعد حين في الدنيا او البرزخ او الاخرة. فالمستضعفون لمايتنبه عقولهم و لماتخرج من القوة‌ الي الفعلية في الدنيا. فاذا ماتوا ليس لهم نفس مفارقة‌ تبقي بعد ابدانهم. فلاجل ذلک تبقي نفوسهم مع ابدانهم في قبورهم و يلهي عنهم الي يوم القيمة. فاذا قامت القيمة احياهم الله جل جلاله حيوة کونية ثم يکلفهم بدخول نار الفلق فمن دخلها تنبه و تيقظ و حيي حيوة ايمانية ‌و حصل عقله بالفعل و صار من اهل الجنة. و ذلک ان الجنة في عرصة‌ عليين و عليون في عرصة الايمان و النار في

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۹۳ *»

عرصة‌ سجين و سجين في عرصة‌ الکفر. فما لم‌يؤمن الانسان لم‌يدخل الجنة و ما لم‌يکفر لم‌يدخل النار.

بالجملة، من تنبه في الدنيا خرج عقله من القوة الي الفعلية فاذا مات بقي بعد بدنه و من لم‌يتنبه بقي عقله في بدنه في قبره مادام البرزخ. فاذا قامت القيامة الکبري الجامعة لليقظان و الراقد و القريب و البعيد و الکافر و المؤمن کماقال الله سبحانه و حشرناهم فلم‌نغادر منهم احداً جاء المستضعفون و قد زال عنهم اعراضهم المغطية لشعورهم و حيوتهم و صفت مشاعرهم و صلحت للتکليف. فکلفهم الله بدخول نار الفلق و هو باطن الشريعة المقدسة في الدنيا. فمن صفا مشاعره في الدنيا کلف بدخول ظاهر نار الفلق و هو الشرع المقدس. و من لم‌يصف في الدنيا و صفا في الاخرة کلف بعد ما صفا بدخول نار الفلق التي هي باطن الشرع المقدس. فمنهم من يدخل و تصير عليه برداً و سلاماً و منهم من يهابها و لايدخلها فيکفر و يدخل نار جهنم. و قد نطق بذلک الاخبار و هي واضحة لمن کان من اهل الديار.

مسألة: هل الاجماع باقسامه السبعة حجة ام لا؟

جوابها: اعلم ان الاجماع هو اتفاق جماعة احدهم الامام قطعاً غير معلوم بعينه علي قول و ماکان هکذا هو حجة و لااظن عاقلاً يخالف في ذلک. غاية الکلام ان منهم من يقول يمکن ذلک و يقع. و منهم من يقول يمکن و لايقع. و منهم من يقول لايمکن. و اما اذا حصل و بلغ هذا المبلغ فلااظن احداً يقول بعدم حجيته و اما المنقول فهو اجماع کذا لمحصله و اما من نقل اليه فليس له باجماع. فقيل انه کالخبر الصريح الواجد. و ربما يرجحونه عليه لانه اوضح دلالة و ابعد عن التقية و ينقله ناقله عن علم. و عندي انه من المؤيدات و لايبلغ مبلغ الخبر الصحيح لان الخبر عن سمع و نطق و هما بعيدان عن الخطاء‌ و هو دراية و هي کثيرة‌ الخطاء. و لم‌يصل الينا عن الکتاب و السنة دليل علي حجية الاجماع المنقول و استنباطات العقول.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۹۴ *»

مسألة: ما معني قوله9 اللهم ارني الاشياء کما هي؟

جوابها: ان للاشياء حقايق خارجية‌ خلقها الله عليها و ان المشاعر تتوجه اليها لادراکها فان کانت المشاعر صحيحة سليمة عن جميع الاعراض و الامراض ادرکتها کما هي. و ان کانت عليلة مصبوغة معوجة ادرکت الاشياء‌ علي حسب اصباغها و اعوجاجها فکانت علي خلاف الواقع و کذبت في ادراکها و اخبارها عن الواقع کالمرآه التي تواجه بها وجهک فان کانت صافيةً مستقيمةً حکت وجهک علي ما هو عليه و ان کانت صفراء او حمراء او معوجةً حکت وجهک علي حسبها لا علي حسبه و کذبت في حکاية وجهک. و کذلک جميع الحواس مرايا خلقها الله في الفطرة الاولية صافية‌ً مستقيمةً کما قال فطرة الله التي فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله ولکن اذا تغيرت عن الفطرة بسبب الميل الي الشيطان القائل لامرنهم فليغيرن خلق الله غيرت ما انطبع فيها فکذبت في الحکاية‌ و جهل صاحبها الواقع. فهذا دعاء لعصمة الحواس عن جميع ما يخالف الفطرة الاولي و لاتعتدل الحواس الا باعتدال الطبايع. فهذا دعاء لعصمة جميع المراتب عن الميل الي الشيطان و الاعوجاج بالمعاصي.

مسألة: کيف يصح ان‌يکون الخضر اعلم من موسي7 مع ان موسي کان صاحب الشريعة؟

جوابها: ان موسي7 لم‌يکن کلياً لايجوز عليه الجهل بشيء و لم‌يکن محيطاً بجميع ما خلق و من ليس بکلي محيط يجوز له الجهل بشيء. و لاسيما في وجه ليس بمأمور باصلاحه و تربيته. و عصمته تقتضي ان لايهاون بجهة ‌خدمته و کان جهة خدمة موسي غير جهة خدمة خضر و کل واحد منهم کان ماهراً في جهة خدمته غافلاً عن غيرها و لم‌يکن محيطاً کلياً لايشغله جهة عن جهة ‌و الکلي نبي واحد9.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۹۵ *»

مسألة: هل الکتب الاربعة قطعية الصدور ام لا؟

جوابها: قطعية صدورها بالعلم العادي فلا و ابيک و العلم امر قهري ان جاء لايصد عنه صاد و ان لم‌يجيء لايأتي به آت. و لااظن احداً من المحدثين يدعي انها قطعية الصدور بکلها عادة لم‌يتحرف و لم‌يقع فيها سهو و لانسيان و لاخطاء و لاغلط و لااشتباه و هي في الحديث الواحد يخالف بعضها بعضاً و ينقص احدها شيئاً و يزيد عليه الاخر. و اما قطعية صحة الرجوع اليها و الاعتماد عليها و النظر فيها و استخراج المسائل عنها فنعم لاشک في ذلک و لاارتياب يحولني عنه و لاانقلاب. بل قام لنا الاجماع علي جواز العمل باخبار الثقات و الاعتماد عليها و نقطع بذلک قطعاً شرعياً خذ ذلک اليک فانه من عيون صافية تجري بامر الله.

مسألة: ما تقول في اکل طين قبر الحسين7 مع ان الله تعالي خلق آدم من الطين و حرم الطين علي ولده؟

جوابها: ما عسي ان اقول في ذلک و قد احله من حرم ساير الطين و الاخبار به متضافرة ‌و ان شئت السر في ذلک فهو ان مناط التحريم تضرر الناس بالشيء و مناط الحلية‌ انتفاع الناس به. فما کان استعماله ضاراً بالعباد من کل جهة‌ او جهات ضرره کثيرة و جهات نفعه قليلة مستهلکة يقوم بدلها شيء آخر کما قال قل فيهما اثم کبير و منافع للناس و اثمهما اکبر من نفعهما حرمه الله. و ماکان نافعاً من جميع الجهات او اغلبها احله الله. و کذلک امر النجاسة و الطهارة. فساير الطين ضار بابن آدم فحرمه الله عليهم. و اما طين قبر الحسين فلشدة نورانيته و الشفاء الذي فيه و المنافع المجتمعة فيه احله الله بقدر. و نظير ذلک في الشرع ان الدم حرام نجس لما فيه من المضرة و احل المسک مع انه دم لما فيه من المنافع العظيمة و ان کان دماً خارجاً من سرة الظبي.

مسألة: کيف الجمع بين ما ورد ان الشيطان لعنه الله لايمکنه التمثل بصورة‌ الانبياء و کذا الاولياء لا في اليقظة و لا في المنام و ما ورد ان صخرة الجني تمثل

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۹۶ *»

بصورة سليمان و حکم علي سريره اربعين يوماً و کذا في رؤيا فاطمة الزهراء.

جوابها: اعلم ان للانسان صورتين صورة‌ عرضية دنياوية و صورة ذاتية اخروية و الصورة‌ العرضية الدنياوية تخطيطاتها هي الخطوط الکمية و الکيفيات المشهودة. و اما الصورة الذاتية الاخروية فهي تخطيطاته العقايد و الاعمال و الصفات و الاخلاق و الاناسي في الآخرة يمتاز بعضهم عن بعض بهذه التخطيطات. و امثل لک مثالاً لعلک تعتبر به ان عين زيد و عين عمرو تمتازان في الظاهر بالکبر و الصغر و الشهلة ‌و الزرقة و السواد و الخضرة و امثال ذلک. و اما من حيث البصر تمتازان بقوة البصر و ضعفه و نفاذه و کلاله و صدق ابصاره و خطائه و امثال ذلک. و کذلک امتياز زيد و عمرو في الظاهر و الباطن و الصورة‌ الذاتية لاتفارق زيداً في الدنيا و البرزخ و الآخرة و هي صورة زيد الاصلية التي هو عليها في الدنيا و في البرزخ و في الاخرة. و اما صورة بدنه في الدنيا فهي صورة‌ عرضية تذهب و تزول في الدنيا في کل آن.

فالنبي و الائمة: لهم صورة‌ بها يمتازون عما سويهم و هي کما ذکرنا صورة‌ معارفهم و علومهم و اخلاقهم الحميدة و صفاتهم الزکية و لهم و منهم و اليهم کل خير و کمال و نور. فانت اذا وجهت مرآة خيالک في النوم او اليقظة الي عليين و اليهم و انت تعرفهم بصورتهم الذاتية يقع مثالهم في خيالک و يظهر لک علي حسب صبغ خيالک و هيئته و يلبس مثالهم صورة‌ اکتسابية من خيالک. فالظاهر لک مرکب من مادة و صورة مادته من المثال الجائي من عليين و صورته من خيالک و علي حسب طبعه و کمه و کيفه. فلو توجه اثنان او ثلثة اليهم لظهروا لهم في متخيلتهم و الظاهر لهم متحد في الذات مختلف في الصورة.‌ فکلهم يقولون رأينا النبي و واحد يقول رأيته طويلاً و واحد يقول رأيته قصيراً و واحد يقول رأيته ربعةً فمرئيهم متحد في الذات و الصورة الذاتية مختلف في الصورة العرضية الاکتسابية.

و آية ذلک ما روي في البحار عن خادم علي بن محمد8 قال کان المتوکل يمنع الناس من الدخول الي علي بن محمد. فخرجت يوماً و هو في دار المتوکل فاذا جماعة من الشيعة جلوس خلف الدار. فقلت ما شأنکم جلستم هيهنا؟ قالوا ننتظر انصراف مولانا لننظر اليه و نسلم عليه و

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۹۷ *»

ننصرف. فقلت لهم اذا رأيتموه تعرفونه؟ قالوا کلنا نعرفه. فلما وافي قاموا اليه فسلموا عليه و نزل فدخل داره و اراد اولئک الانصراف. فقلت يا فتيان اصبروا حتي اسألکم. أليس قد رأيتم مولاکم؟ قالوا نعم. قلت فصفوه. فقال واحد هو شيخ ابيض الرأس ابيض مشرب بحمرة. و قال آخر لاتکذب ما هو الا اسمر اسود اللحية. و قال الآخر لا لعمري ما هو کذلک هو کهل مابين البياض و السمرة. فقلت أليس زعمتم انکم تعرفونه؟ انصرفوا في حفظ الله انتهي. فالجماعة کلهم رأوا علي بن محمد8 بلاشک مع ان کل واحد رآه في صورة‌ غير صورة رأها صاحبه. فمن هذا الحديث اعتبر امرک و تفهم هذه المسألة. و هذا حال الرائيين في المنام و الصورة التي لايتمثل الشيطان بتلک الصورة‌ هي الصورة‌ الاصلية لا الصورة العرضية التي تتغير و تتبدل.

و کذلک الشيطان صخر@ تمثل بصورة سليمان العرضية و لم‌يقدر ان‌يتمثل بصورته الاصلية. فانه کان يأتي نساء سليمان في المحيض و کان يؤذي ام سليمان و فضحه الله بسوء اعماله و افعاله. و لايختص ذلک بنبي و لا وصي بل و لايتمثل بصورة‌ اوليائهم و شيعتهم ايضاً لاجل ما ذکرنا. فافهم فقد فتحت لک باباً من العلم الا اني اجملت المقال لضيق المجال.

مسألة: کيف الجمع بين الاخبار الدالة علي ان الانبياء و الاولياء لايبقون في القبر اکثر من ثلثة ايام او ثلثين و ما ورد ان نوح7 نقل عظام آدم7 الي المشهد الغري و کذا موسي اخرج بدن يوسف7 و نقله الي البيت المقدس؟

جوابها: اعلم ان المراد من ان الانبياء و الائمة: لايبقي ابدانهم اکثر من ثلثة ايام او اربعين يوماً ابدانهم الاصلية. و اما ما لحقهم من العناصر فهو يبقي في الارض و لايصعد منها. و ان البدن اذا بلي و العظام اذا نخرت انسل البدن الاصلي من بين اجزائه فلعله يبقي بعض اجزاء البدن العرضي في القبر. و لاينافي ذلک صعود ابدانهم الاصلية الي السماء. و الاجزاء العرضية سرعة تفتتها و بطؤها تدور مدار رطوبة الارض و يبسها. فان کانت الارض جافة يابسة يبقي البدن سواء

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۹۸ *»

کان مؤمناً او کافراً و ان کانت ندية يبلي البدن سواء کان من کافر او مؤمن. و علي اي حال انسلال الابدان الاصلية منها يدور مدار قوة الايمان و ضعفه. فمن صفي مزاجه بتصفية الايمان و التوحيد حتي تشاکلت اجزاؤه فاتحدت سهل انسلاله عن البدن و اسرع. و ان کانت متغايرة الاجزاء فيها شرکاء متشاکسون طال مکثها في الاعراض و بقيت و لربما بقيت الي يوم القيمة. بالجملة، الصاعد هو البدن الاصلي و الامام لقوة ايمانه ينسل بدنه في ثلثة ايام و لعل الاربعين لساير الانبياء فافهم.

و يمکن ان يقال لاتعارض بين الروايتين لان في احديهما يقول ما من نبي و لا وصي نبي اذا انتقل من الدنيا لم‌يبق([1]) في الارض اکثر من ثلثة ايام حتي ترفع روحه و لحمه و عظمه الي السماء و الاخري لاتمکث جثة نبي و لاوصي نبي في الارض اکثر من اربعين انتهي. فانه ليس فيه اربعين يوم او اربعين ساعة و نفي اکثر من اربعين لاتعارض عدم البقاء اکثر من ثلثة ايام و علي اي حال المراد بالصاعد البدن الاصلي.

مسألة: ورد ان طينة الانبياء انما اخذت من تحت صخرة في مسجد السهلة و هذا مناف لما دلت عليه الاخبار علي ان کل احد لايدفن الا في الموضع الذي اخذت منه طينته مع ان قبور الانبياء متباعدة فکيف الجواب عن هذا؟

جوابها: نعم قد روي ذلک و هي صخرة خضراء عليها مثال الانبياء و من تحتها اخذت طينة الانبياء لکن المراد طينة ابدانهم الاصلية لا العرضية فمنها اخذت و بدئت و اليها اعيدت. و اما اعراضهم فلايجب ان‌تکون منها و هذه القبور قبور ابدان عرضية و لاعبرة بها. و انما المراد من عود الابدان الي مواضع الطين عود الابدان الاصلية و اينما دفنت الابدان العرضية عادت الابدان الاصلية الي مواضع اخذت منها من عليين او سجين. فافهم راشداً موفقاً.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۹۹ *»

مسألة: ما معني الفناء في الله و البقاء في الله بينوا توجروا؟

جوابها: صاحب کل کلام اعرف بمراده و اذا صرح بمراده يعرفه غيره ايضاً و لم‌يذکر جنابک ان الکلام صادر من اي صنف من الناس. فان صدر منها فنريد منه ان العبد اذا لم‌ير لنفسه استقلالاً و لم‌يعمل بمقتضي شهواته و اهوائه و ارادته و خالف هواه و اتبع مولاه و نظر بالله و سمع بالله و سکن و تحرک بالله و عمل بما احب الله و اجتنب ما سخط الله فهو الفاني في الله جل جلاله. و ليس المراد فناء جثته و صيرورته عدماً بل هو باق يأکل و يشرب و ينکح و يلد. ولکن اذا صار جميع اعماله و حرکاته و سکونه لله و في الله قلنا انه فني في الله وجداناً اي لم‌ير نفسه و رأي الله في کل حال. و معني البقاء بالله ان العبد اذا وصل الي هذا المقام وصل الي الحيوة الابدية الشرعية و لم‌ينقطع عنه فيض الله و مدده الشرعي فيبقي في عرصة التشريع حياً بحيوة الايمان لايموت. و اما مراد الصوفية فالمراد بالفناء في الله اتحاده مع الله و غرقه في بحر الاحدية و انعدام صورة انيته و شخصيته فاذا عاد الي ما بدئ منه فني العبد و بقي الرب و اذا عاد الي بحر الاحدية بقي ابداً لايفني و هذا هو وحدة الوجود علي سبيل الاختصار.

مسألة: ما معني البداء و اللوح المحو و الاثبات؟

جوابها: ان البداء ظهور ماکان خفياً عليه و قولهم سل عما بدا لک اي عما ظهر لک. و ان الله سبحانه لايبدو له علي معني ظهور شيء له بعد ما کان خفياً فانه علمه بالاشياء قبل کونها کعلمه بها بعد کونها و لايزيد في علمه شيء و لاينقص من علمه شيء ولکن يبدو له بالبداء لأوليائه علي معني انه اذا ظهر لأوليائه ماکان خفياً يقال بدا لله. و من هذا الباب قوله تعالي فلما آسفونا انتقمنا و ان الله لايأسف کاسفنا ولکن جعل لنفسه اولياء جعل اسفهم اسفه و هکذا سرور الله و حزنه و اذاه و عطاؤه و منعه و محبته و عداوته و امثاله مما لايجوز اتصاف ذاته به جميع ذلک لأوليائه و يضاف اليه. فالأولياء ربما نظروا الي الاسباب فرأوا اسباب حدوث شيء فظنوا انه سيحدث ثم جاء من قبل الله ما فرق تلک الاسباب و لم‌يحدث ذلک

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۰۰ *»

الشيء و ظهر لهم ما کان خفياً فيقال بدا لله. و من ذلک ما بدا لله في اسمعيل. و اما المحو و الاثبات فکلما ظهر في الدنيا او في عالم من العوالم هو اثباته في لوح ذلک العالم. فاذا جاء من قبل الله ما اعدمه فقد محي عن لوح ذلک العالم فيمحي الوالد و يثبت الولد و يمحي النهار و يثبت الليل و بالعکس و علي هذه فقس ماسواها.

مسألة: کيف الجمع بين قوله تعالي کل شيء هالک الا وجهه مع قوله7 ما خلقتم للفناء و انما خلقتم للبقاء؟

جوابها: ان الله سبحانه خلق الخلق للبقاء ولکن جعل فيهم لحکم اعراضاً تدعو الي الفناء اي تفکک البدن و بهذا الفناء يصلح حالهم و يتقربون الي الله جل و عز و لايغترون بزخارف الدنيا و تلک الاعراض کانت من اسباب الفناء فکسرهم الله سبحانه لينقيهم من تلک الاعراض و يرکبهم ثانياً ترکيب خلود يبقون و لايهلکون و البقاء هو غاية الايجاد و ان کان لهم اولاً اسباب تؤديهم الي التفرقة لکن يصفيهم الذي خلقهم من اسباب الفناء ثم يرکبهم ترکيباً جديداً لايتفکک ثم يبقون الي ماشاءالله.

مسألة: هل يجوز تقليد المفضول مع وجود الفاضل؟

جوابها: انک تقلد العالم لا الراوي عن العالم. و المقصود من الرواية من العالم صحة الرواية عن العالم. فاذا روي الراوي عن العالم روايةً حقاً صدقاً انت تعمل به تقليداً للعالم لا الراوي فلايتفاوت في الراوي لک مسألة خاصة ان‌يروي مسائل اخر غيرها ام لم‌يرو. و الفاضل هو الذي يروي روايات کثيرة و المفضول هو الذي يروي الرواية‌ الخاصة. و ساير الروايات لاتأثير لها في صحة هذه الرواية. و هذا القول و السؤال لايتمشي في مذهب من يقول نحن نقلد العالم7 لا الرواة عنه. نعم الذي يقول ان للمجتهد ان‌يفتي بظنه و نظره و للمقد ان‌يقلده يقول ان نظر الفاضل اسد و ابعد عن الخطاء و نظر المفضول اقرب الي الخطاء فلايجوز العدول عن الفاضل الراجح الي المفضول المرجوح و ترجيح المرجوح

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۰۱ *»

قبيح. و لربما يستندون الي الحنظلية المعروفة و فيها الحکم ما حکم به اعدلهما و افقههما و اصدقهما في الحديث و اورعهما و لايلتفت الي ما يحکم به الاخر الخبر. و الحق ان ذلک في اختلاف الحکام في الحکم لا الرواية و الفتوي فلامانع من الاخذ برواية‌ المفضول فتدبر.

مسألة: ولد اليافعة هل يدخل الجنة ام لا؟ و هل يکون مؤمناً متشرعاً ام لا؟

جوابها: ما فهمت معني ولد اليافعة. و اليافع هو الغلام المرتفع من الارض اي طال قامته و اليافعة المرأة. و هذا المعني لامدخل له في دخول الجنة و الايمان و التشرع فلعله سهو منه في العربية.

مسألة: ما ماهية الشيطان هل بامتزاج العناصر ام لا؟ و الابليس من الملئکة ام من الجن؟

جوابها: اما ماهية الشيطان فهي تختلف بحسب مراتب الشياطين و ذلک ان الشيطان هو العاتي المتمرد و البعيد من الحق و رحمة الله. فعلي ذلک يمکن ان‌يکون من الانس و منه قوله تعالي شياطين الانس و الجن. و يمکن ان‌يکون من الجن و من الحيوان و من النبات و من المعدن و من الجماد. فکل شيء بعد من رحمة الله و خبث بالعصيان فهو شيطان فعلي ذلک يختلف ماهية‌ اصنافها. و منهم شيطان الجن و هو الجن العاصي المتمرد. و الجن خلق من نار حاصلة من الشجر الاخضر الذي خلق من التراب الذي خلق منه آدم7 و هو نار الطبيعة. و قد خلقت الجن من شعاع الانسان و نوره فمن عصي من الانس کان شيطاناً انسياً و من عصي من الجن کان شيطاناً جنياً فاذا عصي انقلب مادته في بطن صورة عصيانه الي الظلمة فصارت خبيثة و من سجين و ان اطاع صار مادته نوريةً في بطن صورة طاعته فکانت طيبة عليينية. و ابليس اللعين من الجن کما قال الله تعالي کان من الجن ففسق عن امر ربه.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۰۲ *»

مسألة: بين معني قول الصادق7 اني سألت الله ان يجعل الخلافة في ابني اسمعيل مع انه يعلم الذي بعده؟

جوابها: اعلم ان امر الامامة امر محکم مضبوط قد احکمه الله قبل خلق الخلق بألف دهر و نزل في الکتب السماوية و اخبر به النبي و الائمة: و لاشک في ذلک و لا ارتياب لخواص شيعتهم فضلاً عنهم صلوات‌الله‌عليهم و لم‌يکن له تردد في امر اسمعيل و لا لله جل‌وعز بداء في الواقع عند رسوله و حججه سلام‌الله‌عليهم ولکن في امر البداء تحقيق دقيق قد کتبناه في ساير کتبنا و ليس لي الآن فرصة التفصيل فاذکر من ذلک ما يقتضيه الحال الا اني اشير الي حقيقة المسألة و لو علي نحو الاجمال. اعلم ان الله سبحانه عالم بماسواه لايعزب عن علمه مثقال ذرة في الارض و لا في السماء لايتغير علمه بالأشياء و لايزيد و لاينقص و لايخالف الواقع و کان عليماً بالاشياء قبل کونها کمايعلمها بعد کونها فهو کان يعلم الأشياء و ذواتها و صفاتها و تحولاتها و تقلباتها و حالاتها و مجاريها و اسبابها و عللها و معلولاتها و آثارها فلايعزب عن علمه شيء الا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير ثم خلق الاشياء علي حسب سابق علمه بها فخلق کل شيء اطواراً و اظهرها في عرصات وجودها و مواقع شهودها طوراً بعد طور و حالاً بعد حال و اظهر معها عللها و اسبابها و معلولاتها و آثارها. و هو تعالي محيط بجميع اطوارها التي لانهاية لها ولکنه يظهر منها للخلق شيئاً بعد شيء کما انه تعالي محيط بالزمان کله الا انه يظهر منه يوماً بعد يوم و ساعةً بعد ساعة. و يظهر مع کل ساعة عللها و معلولاتها فهو جل‌وعز علمه ما احاط به من الکل لايزيد و لاينقص. و اما الخلق فعلمهم ما ظهر من ذلک الکل فعلمهم يزيد و ينقص و يتغير و يتبدل بتغير المعلوم و تبدله. و هذا معني قوله تعالي لايحيطون بشيء من علمه الا بما شاء و ما عندکم ينفد و ما عند الله باق. و استزادة الخلق من ذلک العلم الکلي الاحاطي الذي لله سبحانه فلربما يري الخلق انعقاد نطفة في الرحم فيقولون ان الله اراد خلق ولد. فاذا اسقطه الله و کان في سابق علمه انه يسقط قالوا انه بدا لله في خلق الولد و لم‌يبد لله في سابق علمه بل في علمه الخلقي الحادث. و کلاهما له جل‌

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۰۳ *»

وعز ولکن لماکتب في الالواح الخلقية نطفة ورآها الخلق قالوا يريد الله خلق ولد. و لمارأي الخلق انه اسقط و ماکانوا يرونه قالوا قد بدا لله و اسقطه و قد بدا لله في علمه الحادث و الالواح الخلقية. و الکل علمه کل في محله و قد يعبر عن ذلک بان الله لايبدو له و انما يبدو لأوليائه. فمابدا لأوليائه يضاف اليه جل‌وعز کمايضاف جميع ما يضاف الي اوليائه اليه جل‌وعز. فکما ان الله لايأ‌سف کأسفنا ولکن خلق لنفسه اولياء جعل اسفهم اسفه و کذلک جعل رمي نبيه رميه و قتله قتله و بيعته بيعته و طاعته طاعته و هکذا ساير الاشياء، کذلک جعل البداء لأوليائه بداء له. و هذا هو البيان الاول بلسان ثان.

فأما امر اسمعيل فقد بدا لله عزوجل فيه لانه کان رجلاً عالماً فاضلاً عابداً زاهداً يلوح منه آثار صفات الائمة و کانت العصبة يزعمون انه الامام بعده و لابد و ان‌يبقي بعد ابيه و يعود الخلافة اليه و لم‌يکن ذلک الا باظهار الله منه آثار الامامة حتي زعموا ذلک. فلما توفي2 علموا انه لم‌يکن اماماً و من سنخ طينة الامامة. فظهر لهم ما لم‌يکن ظاهراً و قيل بدا لله. و هو البداء حقاً اذ من البداء ظهور الليل بعد النهار و النهار بعد الليل مع ان الله يعلم ان ذلک يکون. فالبداء في امر اسمعيل کان لله في عرصة الخلق. و لاشک ان لوح آثار الامامة منه اولاً علي حسب قابلية کانت فيه و تلک القابلية هي لسان سائل من الله عزوجل ان‌يلوح منه آثار الامامة و جميع القوابل الحسنة لسان سائل من الله الخير للامام7 ان ذکر الخير کنتم اوله و اصله و فرعه و معدنه و مأواه و منتهاه فقد سأل الامام7 ان‌يجعل الامامة في اسمعيل فلم‌يستجب له الا بقدر لوح الآثار. و انما ذکر ذلک کذلک ليعلم ان الامامة ليست باختيار الامام فضلاً عن ساير الرعية فيبطل بذلک اجماع السقيفة و يثبت بذلک عبوديته. و يرد بذلک قوماً بقوا علي زعمهم ان اسمعيل هو الامام و لم‌يمت. و يثبت بذلک ان الله يفعل ما يشاء بقدرته و يحکم ما يريد بعزته. و يثبت بذلک ان الله لم‌يفرغ عن الامر و لو امر الامامة و يفعل الله ما يشاء بقدرته و يحکم ما يريد بعزته. و يقطع بذلک طمع قوم حتي لايطمعوا ان‌يجعلهم خليفته. و يثبت بذلک امامة موسي7 و ان امامته من عند الله عزوجل.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۰۴ *»

مسألة: کيف الجمع بين قوله تعالي لولاک لماخلقت الافلاک مخاطباً للنبي9 و لولا علي لماخلقتک؟

جوابها: لااختلاف بينهما حتي يحتاج الي جمع. فان الله سبحانه خلق محمداً و علياً صلوات‌الله‌عليهما و آلهما من نور واحد فجعل محمداً جهة رب علي و جعل علياً جهة نفس محمد. فمحمد عقل علي و علي نفس محمد صلي‌الله‌عليهما و آلهما. فمحمد قائم بعلي قيام ظهور و علي قائم بمحمد قيام تحقق، اي تحقق وجود علي بمحمد کمايتحقق الصورة‌ بالمادة و النفس بالعقل و الماهية بالوجود. و ظهور وجود محمد بعلي کمايظهر المادة بالصورة و العقل بالنفس و الوجود بالماهية. فلولا علي لماخلق الله محمداً قطعاً کما انه لولا محمد لماخلق الله علياً و ذلک ان قوام کل واحد بالآخر. قال هي عصاي اتوکأ عليها و اهش بها علي غنمي و لي فيها مارب اخري و لولا محمد هذا القائم بعلي لماخلق الله الافلاک لانه علتها. و ان اخذت الافلاک افلاک الولاية و سموات الرعاية صح المعني. فالمعني لولاک لماخلقت علياً و آله و لولا علي لماخلقتک کمابيناه اول.

مسألة: هل يجوز تقليد الموتي ام لا؟

جوابها: اعلم ان الله سبحانه هو الحي لا اله الا هو و انت حي بفيضه و جوده و الواسطة بين الحيين لايکون ميتاً و لايصل الفيض من حي الي حي بواسطة ميت. فلابد و ان‌يکون الواسطة حياً يأخذ من العالي و يوصل الي الداني فالداني يقلد الواسطة و الواسطة يقلد العالي. و لايجوز ان‌يکون الواسطة منقطعاً عن الداني ملحقاً بالعالي. فلاجل ذلک لايخلي الله الارض من حجة عالم حي يأخذ عن الله و يبلغ الي الخلق. و لو خليت لقلبت و ساخت باهلها. و قد روي ما معناه لاتخلو الارض من حجة کيما ان زاد المؤمنون شيئاً ردهم و لو نقصوا اتمه لهم و لولا ذلک لالتبس علي المسلمين امورهم و لم‌يعرف الحق من الباطل. فالنبي في زمانه هو الحي الواسطة بين الله الحي و خلقه الاحياء يأخذ عن الله و يؤدي الي الخلق.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۰۵ *»

فاذا انتقل و قطع النظر عن الخلق لابد بينهم من واسطة حي يأخذ عن الله و لو بواسطة النبي في الباطن فانه لن‌يصل الي الامام الحي شيء الا و يبدأ به بالنبي9.

ثم يثني بالامام الحي فيأخذ الخلق عنه فالخلق يقلدونه و يأخذون عنه من غير دليل علي جزئيات المسائل فکان يأخذ عنه من يحضره بلاواسطة و کان يحمل من يسمعه الي من لايحضره. فيأخذ عن الحامل من يثق به. فلو حمل زرارة عن الباقر7 الي رجل بخراسان و کان الخراساني يعرفه و يثق به يأخذ بروايته. فلو روي زرارة للخراساني و مات لم‌يکن الخراساني يترک رواية زرارة لاجل انه مات فانه مقلد للباقر7 و هو حي. و انما الراوي وسيلة العلم بقول الباقر و هو حاصل حال حيوة زرارة و حال موته ليس يزول علمه بموته. فهو يقلد الباقر في اي حال الي ان‌ينتقل الباقر7. فلابد للناس ان‌يعرفوا امامهم. فمن لم‌يعرف امام زمانه فقد مات ميتة جاهلية. فاذا عرفه قلده و اخذ دينه عنه. فلو منعه عن العمل باحاديث الباقر7 يجب عليه الامتناع و لو قرره يجب عليه القرار عليها و العمل بها. فنحن نعمل باحاديث الماضي بتقرير الباقي. فاهل کل زمان يقلدون امامهم الحي. و ساير الشيعة رواة لاخبارهم سواء محياهم و مماتهم کما کان الامر في حضورهم. هذا اعتقادي في هذه المسألة من شاء فليقبل و من شاء فليمنع.

مسألة: ما معني الجبر و التفويض و المنزلة بين المنزلتين؟

جوابها: معني الجبر من الله تعالي ممتنع لايدرک و لايعقل و انما يدرک الجبر من الخلق لبعض الخلق. فالجبر من الخلق للخلق ان‌يحمل الجابر المجبور علي ما لايقتضيه و لايطلبه و ذلک ممکن في عرصة الخلق و تقلب الاشياء في صفاتها. و اما في التکوين فذلک يمتنع تعقله فان الله يخلق مايخلق من الامکان لا من الواجب و لا من الممتنع. و الامکان يمکن فيه جميع ماکان و مايکون. و اذا اوجد الله خلقاً من امکان يمکن فيه جميع الاشياء فانوجد و قبل ما امره الله بقول کن. فلايعقل جبر و لايکون جبر. و انما الناس يتصورون الجبر الممکن في الخلق

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۰۶ *»

فيقولون بنفيه و امتناعه فلايقبله العقول. بل الجبر الخلقي واقع من الله و واقع في الدين. فان الله جبرهم علي الفرايض و وضع عليهم حدوداً في ترکها و يقتل التارک في المرتبة الرابعة. فأي جبر خلقي اشد من هذا؟ و حرم عليهم محرمات و وضع عليهم حدوداً في ارتکابها و القتل فأي جبر خلقي اعظم من هذا؟ فالجبر الخلقي واقع و به يقوم مدينة الجهال. و اما الجبر في الايجاد من الله سبحانه فمحال وجوده و تعقله و تصوره. فان الله خلق الخلق من الامکان فانخلقوا. فاذا انخلقوا لم‌يحملوا علي ما لم‌يکونوا يستطيعونه او يستعدون له. و کذا التفويض من الله محال تعقله و تصوره لايمکن الجواب عنه. و اما التفويض الخلقي بان‌يفوض الانسان امر ماله او ملکه او اولاده او نسائه الي انسان آخر بان‌يتصرف فيه کمايري فذلک جايز غير ممتنع، و واقع من الله کما ان الله سبحانه ادب نبيه9 فاحسن ادبه ثم فوض اليه امر دينه فقال ما آتاکم الرسول فخذوه و ما نهاکم عنه فانتهوا و قال هذا عطاؤنا فامنن او امسک بغير حساب.

و اما التفويض في الخلق و التکوين بان‌يفوض الله امر الايجاد الي الآخر بحيث يرفع يده عنه فيوجد ذلک العبد مستقلاً منقطعاً عن الله غنياً عنه فذلک محال تعقله و تصوره. و انما يتکلم في ذلک من لايعقل معني الحادث القائم بامر المحدث و لم‌يعقل ان الحادث لابقاء له بغير مدد المحدث طرفة عين و لا اعتبار لوجوده الا من حيث وجود المحدث. فکيف يعقل انقطاع خلق عنه و غنائه عنه؟ و کيف يعقل انوجاد بلاايجاد من الله؟ ذلک ظن الذين لايوقنون فلاجبر و لاتفويض علي معني امتناع وجودهما لا انهما ممکنان و ليسا بواقعين. و اما المنزلة فهي ما الخلق عليه و ما جري امره عليه من نحو الايجاد و الانوجاد اي ايجاد الله اياه من الامکان و انوجاده و ليس المنزلة بين المنزلتين مرکبة من شيء من الجبر الممتنع و من شيء من التفويض الممتنع فالممکن لايترکب من ممتنعين. بل هي امر آخر ورائهما ممکن واقع و هو اوجده و انوجد و خلقه فانخلق. و مثال ذلک قولک کسرت الکأس فانکسرت فلولا کسرک لم‌تنکسر و لولا انکسارها لم‌تکسرها و لم‌يتقدم احدهما علي الآخر طرفة عين للزوم المحال. فالکسر بلاانکسار محال و لو طرفة عين و الانکسار بلاکسر محال و لو طرفة عين.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۰۷ *»

و الکسر فعلک عياناً و الانکسار فعل الکأس عياناً. و کذلک ايجاد الله الخلق لا من شيء فاوجد ما شاء فانوجد ما اوجد و لم‌يحمل ما اوجد علي ما لاينوجد و علي ما لايصلح للانوجاد له و انما حمله علي ما يصلح له و يقبله و هو العليم الخبير. و جميع هذه المفاسد من التصورات الخلقية في الخالق و اجراء احوال العبيد في المعبود و الله منزه عمايصفون.

مسألة: ما السر في تسمية الصلوة الخمسة بالاسامي الخمسة و الصلوة الوسطي آية منها؟

جوابها: اعلم ان الغداة و الظهر و العصر و المغرب و العشاء او العتمة اسماء الاوقات و سميت الصلوة باسماء اوقاتها و لا اشکال في ذلک. و ان سمي الظهر ظهراً لغاية ظهور الشمس في کبد السماء و العصر عصراً لانه بقية النهار و المغرب مغرباً لانه وقت الغروب و العشاء عشاءً لعشوة الابصار فيها و العتمة لظلمتها او احتباس الحيوانات فيها عن مراعيها. و الصلوة الوسطي هي صلوة الظهر و الوسطي مؤنث اوسط و هي الشرفي و صلوة الظهر اشرف الصلوة. و في بعض القرائات و الصلوة الوسطي و صلوة العصر فهي غيرها. و هي اول صلوة شرعت.

مسألة: هل الأناجيل الاربعة و التواريت الخمسة معجزة ام لا؟

جوابها: کلام کل متکلم علي حسب علمه و دليل علمه. فکلام الله علي حسب علم الله و کلام الانبياء علي حسب علومهم و کلام الرعية علي حسب افهامهم. و لاشک ان الرعية‌ لايساوي علومهم علوم الانبياء و علم الله سبحانه. فلايشتمل کلامهم علي ما يشتمل عليه کلام الله و کلام الانبياء هذا. و قد نزل التورية و الانجيل علي قلب موسي و عيسي بالعربي و انما فسرها موسي بالعبري و عيسي بالسرياني و لم‌ينزلا للاعجاز لفظاً و ان کان الخلق عاجزين عن درک ما حويا من المعاني. و الانجيل واحد من عند الواحد. و هذه الاناجيل الاربعة المعروفة ليست من الله و لا الي الله و انما هي کتب تواريخ کتبها تلامذة تلامذة

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۰۸ *»

عيسي بعد ارتفاع الانجيل من بين النصاري. و التورية ايضاً واحدة ليست بخمسة و ان کانت تشتمل علي اسفار خمسة. و هذه التورية المعروفة کتاب من تأليفات عزرا بعد خراب بيت المقدس و هي کتاب تاريخ لاحوال بني اسرائيل و اسفارهم و مکالمات موسي معهم و ليس بکتاب سماوي و ليس التوراة السماوية بايديهم اليوم.

مسألة: بين@ حديث من عرف نفسه فقد عرف ربه توجروا؟

جوابها: اني اقتصر في بعض الاجوبة علي مجمل لاني کتبت تفصيله في موضع آخر و لاتقبل النفس تطويل المقال مرتين او کتبه مشايخي مفصلاً فلا حاجة الي تفصيلي و من ذلک هذا الحديث. و خلاصة المقال فيه ان الله قديم لاينزل عن قدمه فيشاهده الخلق و الخلق حادث لايصعد الي الله جل‌وعز و قد خلق الخلق لاجل المعرفة و لم‌تمکنهم. فوصف الله سبحانه لهم بنفوسهم اي حقايقهم و جعل نفوسهم آية تعريفه و تعرفه و صفته اي خلقها علي صفته فمن عرف الصفة عرف الموصوف لشهادة کل صفة و موصوف بالاقتران و من عرف مواقع الصفة بلغ قرار المعرفة. فلاجل ذلک قال النبي9 اعرفکم بنفسه اعرفکم بربه و قال علي7 من عرف نفسه فقد عرف ربه و قد شرح کيفية معرفتها بانها نور اشرق من صبح الازل فيلوح علي هياکل التوحيد آثاره و بـمحو الموهوم و صحو المعلوم و بـهتک الستر لغلبة السر و بـجذب الاحدية لصفة التوحيد و بـأطفيء السراج فقد طلع الصبح هذا مجمل القول في ذلک بحيث يحتوي علي التفصيل.

مسألة: ما الوجه في تکرار قوله تعالي فبأي آلاء ربکما تکذبان في سورة الرحمن؟ و کذا ويل يومئذ للمکذبين في سورة المرسلات؟

جوابها: ذلک من الصناعات البديعية التي يستعملها الشعراء و الفصحاء

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۰۹ *»

البلغاء في کلامهم و اشعارهم کماتري الشعراء يکررون مصراعاً واحداً و يرجعونه ترجيعاً بعد ابيات و في کل مقام له مناسبة خاصة بالابيات السابقة. و لماکان القرآن مشتملاً علي انحاء البدايع جري فيه هاتان السورتان کذلک هذا. و لماکان في زبور داود علي‌ نبينا واله و عليه‌السلام مزمور کذلک، نزل القرآن ايضاً علي حذوه. و الفقرة المکررة في الزبور «کي لَعُولام حَسدُر»@ر.ك. و معناها فان الي الابد رحمته.

مسألة: هل سورة الحمد منزلة علي‌حدة و ليست من القرآن بل قسيمه لدلالة قوله و لقد آتيناک سبعا من المثاني و القرآن العظيم فان مقتضي العطف التغاير ام هي قسم منه؟

جوابها: اقول و من مقتضيات العطف التخصيص کقوله تعالي من کان عدوا لله و ملائکته و جبرئيل و ميکال فان الله عدو للکافرين و جبريل و ميکال من الملائکة. و ذکر الخاص بعد العام لاظهار الفضل کماقال حافظوا علي الصلَوت@ و الصلوة الوسطي. و سورة الحمد من القرآن و ذکرها للتخصيص و اشرفيتها.

مسألة: کيف امر رسول‌الله9 بالاستعاذة من ابليس و هو9 معصوم؟

جوابها: هو9 معصوم بعصمة الله لا باستقلال منه و لايعصمه الله الا بسؤاله العصمة من الله قل لايعبؤ بکم ربي لولا دعاؤکم و من سؤاله العصمة الاستعاذة کما يقول في سورة‌ الحمد اهدنا الصراط المستقيم و في دعاء الحسين7 غير ضنين بنفسي فيما يرضيک عني اذ به قد رضيتني فافهم. قال9 لو عصيت لهويت.

مسألة: هل صلوة الجمعة واجبة في زمان الغيبة ام لا؟

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۱۰ *»

جوابها: الجمعة و الحکومة لامام المسلمين و في دعاء علي بن الحسين7 المتواتر يوم الاضحي و الجمعة اللهم ان هذا المقام لخلفائک و اصفيائک و مواضع امنائک في الدرجة الرفيعة التي اختصصتهم بها قد ابتزّوها الدعاء. فشرط وجوبها حضورهم و ان اذنوا بإذن خاص لاحد و نصبوه يجب عليه و الا فلا.

مسألة: ما فائدة الدعاء و الصدقة و التوسل بالائمة الطاهرين مع ان الله تعالي عالم بکل شيء قبل کونه و علم الله لايتغير و العبد لايقدر علي فعل ما علم الله خلافه؟

جوابها: نعم ان الله عالم بکل شيء قبل کونه و علمه لايتغير و العبد لايقدر علي فعل ما علم الله خلافه. و هو يعلم ان العبد يدعو و يتصدق و يتوسل و ثمرة الدعاء و الصدقة و التوسل هذا. کمايعلم ان النار حارة محرقة و الاحراق اثرها و اذا اراد العبد احراق خشب ينبغي ان‌يضع النار عليه حتي يظهر اثرها عليه. و لايجوز له ان‌يقول ان علم الله احتراق الخشب فلايحتاج الي نار و الا فلايحترق. فان الله جعل النار سبب الاحتراق و علم انک تضع النار علي الخشب اولاً فان وضعت النار کان يعلم انک تضع و يحترق الخشب بها و ان لم‌تضع کان يعلم انک لاتضع و لاتحترق من غير نار. فـاعملوا فکل ميسر لماخلق له.

مسألة: کيف زوج سليمان بلقيس و قد قال الله تعالي جعل لکم من انفسکم ازواجا الي آخر و قوله9 احدي ابوي ابليس (بلقيس ظ) کان جنياً لاختلاف الجنس؟

جوابها: مدار التناکح و التناسل المماثلة الصورية و هي مناط الاحکام و بها شمل خطاب الملئکة ابليس مع انه کان من الجن و شمل خطاب يا ايها الذين آمنوا المنافقين للتصديق الظاهري. و زوج آدم جنيةً بعض ولده و حوريةً آخر. لان الله جل‌وعز انزلهما علي صورة البشر و اللباس البشري. و المدار علي الصورة و انت

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۱۱ *»

تتزوج الکردية مع ان الاکراد حي من الجن قد کشف عنهم الغطاء. و اما بلقيس بخصوصها فلم‌ار في اخبارنا انها کانت من جنية نعم يقول الناس کذلک. و لعل له مأخذاً فان کان فسره ما ذکرنا.

مسألة: ما معني قوله7 السعيد سعيد في بطن امه و الشقي شقي في بطن امه بحيث لايلزم الجبر؟

جوابها: ان الحديث هکذا السعيد من سعد في بطن امه و الشقي من شقي في بطن امه و له معان: احدها ان السعادة و الشقاوة ليستا بحادثتين في الدنيا بعد عرض الايمان عليه في الدنيا بل هما من العالم الاول فالسعيد من علم الله انه سعيد و هو في بطن امه و الشقي من علم الله انه شقي و هو في بطن امه. و هذا المعني مأثور عن موسي‌بن‌جعفر8 و قد سئل عن معني حديث النبي9 السعيد من سعد الحديث. و ثانيها ان المراد بالام الولاية لقول النبي9 انا و علي ابوا هذه الامة فالسعيد من سعد بقبوله الولاية ‌و الشقي من شقي بعدم قبوله الولاية. و ذلک ان الولي هو قسيم الجنة و النار و هو النبأ الذي هم فيه مختلفون و ليس الاختلاف في الله و لا في و انما الاختلاف فيک يا علي فهو رحمة الله علي الابرار و نقمته علي الفجار و باب باطنه فيه الرحمة و ظاهره من قبله العذاب فالسعيد من سعد في بطن الولاية و الشقي من شقي في بطن الولاية.

مسألة: ما حد الاجتهاد و کم علم من شروطها؟

جوابها: اعلم ان القوم قد فصلوا في هذه المسائل و کفونا مؤنة البسط في ذلک و ان افرط واحد او قصر نبه عليه الاخر فنحن غير محتاجين الي البسط ان‌شاءالله فاکتفي بالميسور من القول. اعلم انه لاشک ان الاحکام من عند الله و عند رسوله و حججه: و هم بينوها بلغة العرب. فالواجب اولاً معرفة لغة العرب. ثم معرفة‌ تکلمهم و محاوراتهم. فيحتاج في ذلک الي معرفة‌ الصرف و النحو

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۱۲ *»

او معاشرة الفصحاء زماناً طويلاً حتي يتعلم العربية. فان کان له سليقة مستقيمة و الا فيحتاج الي تنبهات علم البيان و المعاني. ثم يحتاج الي علم الکلام و معرفة‌ التوحيد و عدل الله سبحانه و امره و نهيه و بعثه الرسل و تشريعه الشرايع و نصب الحجج. و کذا يحتاج الي علم السياسة جملا و کيفية سلوک السلطان مع الرعية و تربيته لهم. ثم يحتاج الي علم التفسير و معرفة الآيات علي الظاهر. ثم يحتاج الي معرفة علم الاصول و طريق الاستدلال بتفصيله. ثم يحتاج الي علم الاخبار و تصحيحها بالرجال. ثم يحتاج الي علم الدراية و تقسيم الاخبار و الآثار. ثم بعد ذلک کله و فوق ذلک کله ان‌يکون له قريحة الاجتهاد. فلاکل من تحاول هذه العلوم و غيرها يقدر ان‌يجتهد و لا کل من تتبع اقوال الفقهاء و جمعها و کتبها و کتب الاخبار بعد جمع کتب الاخبار و بين و فصل يقدر ان‌يجتهد و ذلک انه قريحة کقريحة الشعر. فلاکل من حصل علم البديع و علم العروض و الموازين يقدر علي ان‌ينظم شعراً و لو جاهد نفسه. و کعلم الخط فلاکل من حصل مداداً و اقلاماً و قراطيس يقدر ان‌يجيد الخط و لربما يجتهد فيه خمسين سنة و لايقدر ان‌يجيد کلمة واحدة. و هکذا لکل صنعة قريحة ان اوتي الانسان اياها يوم خلق يقدر و الا فلايقدر. و کذلک الاجتهاد و ما اکثر اشتباه الناس في المجتهدين و يزعمون کل ذي تصنيف و کتب و درس و اسم انه بلغ مبلغ الاجتهاد و بينه و بين الاجتهاد بعد المشرقين. فلاکل من حاز الجمال بيوسف و هذه القريحة قد يعبر عنها بالنفس القدسية و هي من اعظم الشروط والله المستعان.

مسألة: ما النکتة في التعميم ثم التخصيص في قوله تعالي و لايخرجنکما من الجنة فتشقي؟

جوابها: ان‌ تشقي بمعني تتعب لا بمعني الشقاوة في القلب و الايمان کقوله تعالي طه ماانزلنا عليک القرآن لتشقي اي لتتعب. فحذر الله جل‌وعز آدم ان‌يخرجهما الشيطان من الجنة فيتعب آدم في طلب المعاش و الانفاق علي نفسه و علي زوجته اذ عليه نفقته. و يدل عليه بعده ان لک ان لاتجوع فيها و لاتعري ففي

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۱۳ *»

الجنة لاتجوع و لاتعري فلاتشقي و اما في الدنيا تجوع و تعري و تشقي في طلب المعاش ففيه اشارة‌الي ان نفقة الزوجة علي الرجل.

مسألة: لم جعلت الصلوة خير موضوع دون غيرها من العبادات؟ و ما المراد من قوله فمن شاء استقل و من شاء استکثر فان الصلوة الواجبة لايحمل علي القلة و الکثرة مع انه شاملة لها؟

جوابها: الصلوة‌ خير موضوع لانها مشتملة ‌علي تعبد لکل عضو عضو و للقلب و الروح و النفس و العقل و هي ظاهرة‌ الولاية التي هي اصل کل خير قال علي7 من اقام الصلوة فقد اقام ولايتي و هي منطبقة علي جميع عوالم الغيب و الشهادة مع ما فيها من التذکر لله جل‌وعز في کل ساعة يريده العبد و قيام في خدمته و خضوع لديه و مناجاة معه و هي معراج کل مؤمن و فيها الوصول الي غاية‌ القرب في سجوده و ليس في الشرايع عبادة بهذه الجامعية فصارت احسن ما وضع من الشرايع. فمن شاء استقل و اکتفي بالفرايض و من شاء اکثر و اتي بالنوافل علي قدر طاقته و وسعه فان استقل فلااقل من الفرايض لقول اميرالمؤمنين7 ان للقلوب اقبالاً و ادباراً فاذا اقبلت فاحملوها علي النوافل و اذا ادبرت فاقتصروا بها علي الفرايض.

مسألة: بين لي العلوم السرية الخمسة اي الکيميا و الليميا و الهيميا و السيميا و الريميا بحيث يمتاز کل منها عن الآخر ثم ان السحر اي من هذه الخمسة؟

جوابها: اعلم ان الکيميا هو علم يتوصل به الي تکميل الاجسام المعدنية بالاجسام و قيل اصله حيميات و معناه التحليل و التفريق. و الليميا يبحث فيه عن العجايب المودعة في خواص العقاقير من الرفع و الوضع و الضر و النفع و الجذب و الدفع و الصور و الخيالات و ايهام الکرامات من الدخول في النار و عدم التأثر بها. و الهيميا هو علم يبحث فيه عن اسرار الحروف في حقايقها الفکرية و قواها العددية و صفاتها اللفظية و اشکالها الرقمية. و السيميا علم يبحث فيه عن تسخير

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۱۴ *»

الملائکة الثلثة الموکلة بفلک عطارد و هم شمعون و زيتون و سيمون و اعوانهم في اظهار الخيالات و المثل المنزلة من السماء الثانية و به يمنع کثير من العاديات الواقعة و يظهر کثيراً مما يخالف العادة. و الريميا علم يبحث فيه من عجايب المعالجات و سرعة الحرکات و اظهار ما يشبه المعجزات مما اودع في بنية الانسان من احوال الامکان.

ثم اعلم ان السحر کماقيل موضوعه روح في روح کما ان الطلسم روح في جسد. و الکيميا جسد في جسد. و السحر اما علمي و هو معرفة ما تلقيه الثوابت علي السيارة و هي علي افراد السفلي بنسب مخصوصة او عملي و هو التصرف في الابدان بالفعل اما بملاحظة‌ الابهام کالفاعل بالاسماء او مناسبة الطبيعة کالمطعومات و الدخن او بمجرد الحرکة او الخواص و کلها اما جبلية مرکوزة کالصادر من اهل الاقليم الاول فانهم يفعلون ما يريدون بلاشرط. او صناعية علاجية ‌تحتاج الي رياضات و مجاهدات و مناسبة بالارواح و اتصال بها هذا ما عن بعض المطلعين علي هذه العلوم.

و اما ما ذکره بعض الفقهاء فهو عن جهل منهم بهذه العلوم. و عن بعضهم انه اقسام ثمانية:‌ الاول سحر الکلدانيين و هم قوم يعبدون الکواکب و يزعمون انها المدبرة لهذا العالم الا انهم فرق ثلثة: الاولي زعمت ان الافلاک و الکواکب واجبة الوجود لذاتها و انها هي المدبرة لهذا العالم و الخالقة له. و الثانية انها مخلوقة الا انها قديمة لقدم العلة التامة المؤثرة في وجودها فالساحر عند الفرقتين هو الذي يعرف القوي العالية الفعالة بسائطها و مرکباتها و يعرف مايليق بکل واحد من العوالم السفلية و يعرف المعدات ليعدها و العوايق لينحيها معرفة بحسب الطاقة البشرية و بذلک يکون متمسکاً من استجذاب ما يخرق العادة. و لعله الي ذلک اشار بطلموش في قوله علم النجوم منک و منها الفرقة الثالثة انها حادثة مسبوقة بالعدم الا ان خالقها خلقها عاقلة‌ً مختارةً و فوض تدبير هذا العالم اليها و الساحر حينئذ هو من عرفته بالتقريب السابق.

القسم الثاني سحر اسحاب الاوهام و النفوس القوية و هو يکون بتجريد

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۱۵ *»

النفس عن الشواغل البدنية و عن مخالطة الخلق و امورهم و به يحصل تأثير هنا في جميع ما تريده من الاشياء و توجد صورته في ذهنها و يقتدر بذلک علي الاتيان بما هو خارق العادة. نعم النفوس في ذلک مختلفة فـمنها القوية المستعلية علي البدن الشديدة الانجذاب الي عالم السماوات بل کانها من الارواح السماوية و هذه لاتحتاج في التأثير بهذا العالم الي آلة‌ و ادات. و منها ما لاتکون کذلک فتحتاج الي تصفية و تجريد و ربما استعانت علي ذلک بالرقي المعلومة الفاظها و غير المعلومة باعتبار حصول دهشة للنفس و حيرة. و ربما حصل في اثناء ذلک انقطاع عن المحسوسات و اقبال علي ذلک و حد عظيم و يقوي التأثير النفساني. و ربما استعانت علي ذلک ايضاً بالدخنة علي الوجه الذي سمعته ايضاً في الرقي. و ربما اشار الي ذلک لبعض ما سمعته کما انه اشار بعقاقير الکواکب الي ما يستعمله بعض هؤلاء الکفرة في تسخير بعض الکواکب السيارة بدخنة بعض العقاقير و قرائة بعض الرقي و نحو ذلک. و علي کل حال فالسبب في تأثير النفس اذا صفت هذه الخوارق اما انها مخلوقة کذلک او لانها اذا صفت صارت قابلةً للانوار الفايضة من الارواح السماوية و النفوس الفلکية و تتقوي بها علي الامور الغريبة لانجذاب ما يشبهها اليها من النفوس المتعارفة فتعاضد علي ايقاع الفعل الغريب او غير ذلک.

القسم الثالث الاستعانة بالارواح الارضية و هي الجن. فان اتصال النفوس الناطقة بها اسهل من اتصالها بالارواح السماوية لشدة المشابهة و المشاکلة و ان کان التأثير مع الاتصال بتلک الارواح اعظم بل هو کالقطرة بالنسبة الي البحر. و قد قالوا ان الاتصال بها يحصل باعمال سهلة قليلة من الرقي و الدخن و التجريد. و هذا النوع هو المسمي بالعزايم و عمل تسخير الجن.

القسم الرابع التخيلات و الاخذ بالعيون التي لاينکر اغلاطها في روية الساکن متحرکاً و بالعکس و الصغير کبيراً و بالعکس فالمشعبد الحاذق يظهر عمل شيء يشغل اذهان الناظرين و يأخذ عيونهم اليه حتي اذا اطمأن باستغراق نظرهم اليه عمل شيئاً آخر بسرعة شديدة و بذلک يحصل عند الناظر امر عجيب. و سببه الاشتغال بما اظهره اولاً و السرعة المزبورة. و هذا هو المراد من قولهم ان

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۱۶ *»

المشعبد يأخذ بالعيون لانه في الحقيقة يأخذ بالعيون الي غير الجهة التي يحتال و کلما کان اخذه للعيون و الخواطر و جذبه لها الي سوي مقصوده اقوي کان احذق في عمله کما انه کلما کانت الاحوال التي تفيد حس البصر نوعاً من انواع الخلل اشد کان هذا العمل احسن مثل ان‌يجلس المشعبد في مکان مضيء جداً او مظلم کذلک او ذي الوان مشرقة تفيد البصر کلالاً و اختلالاً.

القسم الخامس الاعمال العجيبة التي تظهر من ترکيب الآلات علي النسب الهندسية تارةً و علي ضرورة الخلأ اخري مثل تصوير فارسين يقتل احدهما الآخر و تصوير فارس علي فرس في يده بوق کلما مضت ساعة من النهار ضرب البوق من غير ان‌يمسه احد. و منها الصور التي تصورها الروم و اهل الهند حتي لايفرق الناظر بينها و بين الانسان حتي يصورونها ضاحکةً و باکيةً و حتي يفرق بينها و بين ضحک السرور و ضحک الخجل و ضحک الشامت. و من هذا الباب ترکيب صندوق الساعات. بل قيل کان سحر سحرة فرعون من هذا القبيل. کما انه قيل من هذا الباب علم جر الاثقال بآلة خفيفة.

القسم السادس الاستعانة بخواص الادوية المزيلة للعقل و الدخن المسکرة فانه لاسبيل الي انکار الخواص.

القسم السابع تعليق القلب کما لو ادعي الساحر انه عرف الاسم الاعظم و ان الجن يطيعونه و ينقادون له في اکثر الامور. فاذا کان السامع لذلک ضعيف العقل قليل التمييز اعتقد انه حق و تعلق قلبه بذلک و حصل له خوف و رعب حتي ضعفت قواه الحساسة و تمکن الساحر بذلک من فعل ما يشاء.

القسم الثامن السعي بالنميمة و التغرير من وجوه خفية لطيفة و هذا شايع في الناس انتهي. و هذه الاقسام التي ذکرها هي علوم عديدة يظهر من عالمها آثار عجيبة ‌و ليس کثير منها من السحر بمحل بالبداهة. و يعلم منه انه لا درية له في العلوم الغريبة و علي هذه فقس ماسواها و اغلب اقوالهم نحو هذا. و في البحار نقلاً من الاحتجاج انه سأل الزنديق اباعبدالله7 فيما سأله فقال «اخبرني عن السحر ما اصله؟ و کيف يقدر الساحر علي ما يوصف من عجايبه و ما يفعل؟ قال ان

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۱۷ *»

السحر علي وجوه شتي وجه منها بمنزلة الطب کما ان الاطباء وضعوا لکل داء دواء فکذلک علم السحر احتالوا لکل صحة آفة و لکل عافية عاهة و لکل معني حيلة. و نوع منه آخر خطفة و سرعة و مخاريق و خفه. و نوع منه ما يأخذ اولياء الشياطين عنهم قال فمن اين علم الشياطين السحر؟ قال من حيث عرف الاطباء الطب بعضه تجربة‌ و بعضه علاج الي ان قال أفيقدر الساحر ان‌يجعل الانسان بسحره في صورة الکلب او الحمار او غير ذلک؟ قال هو اعجز من ذلک و اضعف من ان‌يغير خلق الله ان من ابطل ما رکبه الله و صوره فهو شريک لله في خلقه تعالي عن ذلک علواً کبيراً لو قدر الساحر علي ما وصفت لدفع عن نفسه الهرم و الآفة و الامراض و لنفي البياض عن رأسه و الفقر عن ساحته. و ان من اکبر السحر النميمة يفرق بها بين المتحابين و يجلب العداوة علي المتصافيين و يسفک بها الدماء و يهدم بها الدور و يکشف بها الستور و النمام اشر من وطيء الارض بقدم فاقرب اقاويل السحر من الصواب انه بمنزلة الطب ان الساحر اذا عالج الرجل فامتنع من مجامعة النساء فجاء الطبيب فعالجه فابرأ. و عن الباقر7 ان السحرة لم‌يسلطوا علي شيء الا العين و في رواية و ماسلط السحر الا علي العين و الفرج انتهي. اعلم ان السحر کما عرفت من اهل الفن هو عمل روح في روح و لادخل له بالعلوم الخمسة المذکورة و ان کان الساحر اذا کان ارتباطه بالارواح قليلاً و تناسبه ضعيفاً و تجرده ناقصاً قد يستعين ببعض تلک العلوم اذا کان عالماً بها فيکون له انجح و يصير اقوي فافهم.

مسألة: ما الفرق بين الکرامة و السحر و المعجزة و العزايم و دعوة الکواکب و الطلسمات و النيرنجات و الحيل؟

جوابها: اما الکرامة فاصطلحت علي ما يظهر من بعض المؤمنين من توفيقات الله لهم في امورهم و اصابة ما يخطر ببالهم و موافقة ما يجري علي ايديهم فيقع اقوالهم و افعالهم غالباً في مواقعها. و اما السحر فقد عرفت انه تأثير روح في روح بقدر قوته و ضعفه. و اما المعجز فهو فعل الله الظاهر علي يدي حجته

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۱۸ *»

في اثبات حجيته. و العزايم هي اقسام يقسم بها الارواح فينقادون لها. و اما دعوة الکواکب فهو علم التسخير و هو و الطلسمات هما من علم السيميا و ربط الارواح بالاجساد. و اما النيرنجات و الحيل فهي من علم الريميا ظاهراً و لربما يستعين اهلها بالليميا. و کيف کان لايشتبه المعجز بشيء من ذلک فان اصحاب هذه الصنايع لايدعون النبوة و الابتعاث من عند الله و لو ادعوا ذلک لفضحهم الله و لکشف عن الآت معالجاتهم او اتي بمن لايدعي النبوة و يأتي مثل فعلهم او يمنعهم و هو آخر الدواء. و اما صاحب المعجز فهو بعين الله يفعل بامر الله من غير علاج و لاتدبير و يتوسل الي الله و يدعو الي الله و يصول بالله و يحتج بالله فاني و اني و قد فصلنا ذلک في ساير کتبنا المفصلة ذلک فراجع.

مسألة: ما الفرق بين العلم و الجهل المرکب في العلوم النظرية؟

جوابها: اعلم ان الله سبحانه لماعلم ان عقول الخلايق ناقصة لم‌يرض بعقولهم و لم‌يکل الامر اليها و اليهم فبعث اليهم الرسل و انزل عليهم الکتب بآيات بينات و دلالات واضحات و شواهد عامة في البريات. ثم دعاهم الي امتثال اوامرهم و اجتناب نواهيهم و هم اتوا بقدر ما يکتفي الناس به فاظهروا کل ما رأوا صلاح الخلق في اظهاره و اخفوا کل ما رأوا صلاحهم في اخفائه. فما علمه الانسان من العلوم النظريه فان کان مطابقاً مع اقوال حجج الله و کتب الله و آيات الله في الآفاق و الانفس فهو العلم و الحق و ما يتيقن به و ماسوي ذلک فظن لاعلم فيه. و ان ادعي العلم فلعله جهل مرکب مع العلم فلاعلم الا ما اخذ من الحجج سلام الله عليهم او شهدت العقول ببداهتها به و مرجعه اليهم صلوات الله عليهم. و لذلک قال ابوجعفر7 ليس عند احد من الناس حق و لا صواب و لا احد من الناس يقضي بقضاء حق الا ما خرج منا اهل البيت و اذا تشعبت بهم الامور کان الخطاء‌ منهم و الصواب من علي7 و قال لسلمة بن کهيل و الحکم بن عتيبة شرقا و غربا فلاتجدان علماً صحيحاً الا شيئاً خرج من عندنا اهل‌البيت.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۱۹ *»

مسألة: ما المقدورات المختصة به تعالي و المشترکة بينه و بين العبد ثم المختصة بالعبد؟

جوابها: تعالي الجبار عمايقولون علواً کبيراً سبحان الله رب العرش عمايصفون الله خلقکم و ما تعملون الله الذي خلقکم ثم رزقکم ثم يميتکم ثم يحييکم هل من شرکائکم من يفعل من ذلکم من شيء سبحانه و تعالي عمايشرکون. هذا خلق الله فاروني ماذا خلق الذين من دونه. قل الله خالق کل شيء. و لم‌يکن له شريک في الملک و لم‌يکن له ولي من الذل و کبره تکبيراً. هذا کلام قاله قوم بجهالتهم فاتبعهم غيرهم حق و خلق لاثالث بينهما و لاثالث غيرهما کل ما ليس بواجب حادث و کل حادث فالله خالقه. اما الاعيان و الجواهر فظاهر و اما اعمال العباد فالقدر في اعمال العباد کالروح في الجسد. فان اختار العبد الطاعة خلق الله علي يده الطاعة و ان اختار المعصية‌ خلق الله علي يده المعصية. في القدسي لا اله الا انا خلقت الخير و الشر فطوبي لمن اجريت علي يديه الخير و ويل لمن اجريت علي يديه الشر فالخلق من الله و حسن الاختيار و سوؤه من الخلق بحفظ الله عليه اختياره فالعبد المحفوظ يختار باختيار محفوظ فعلاً و يخلقه الله به و علي يديه. فافهم و لاتتجاوزه فتضل.

مسألة: ما علامة اهل الطريقة الحقة و الفرقة الناجية کما قال الله تعالي و ان لو استقاموا علي الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا؟

جوابها: هي متابعة الکتاب و السنة و عدم التجاوز عن ضرورة الاسلام في الجل و القل و عدم اتباع الاهواء المردية و الآراء المبدعة التي ليس لها شواهد من کتاب الله و آثار رسول‌الله9 و اوصيائه و تخالف ضرورة الشيعة و ذلک ليس بمحض ادعاء کل من يدعي بما ليس فيه کذبته شواهد الامتحان. الحمدلله الامر اوضح من نار علي علم.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۲۰ *»

مسألة: کيف الوصول الي الطريق العلمي؟

جوابها: الوصول الي العلم بالعمل الا ان العمل يختلف. فمنهم من حصر العمل بالاکتساب و التعلم و قرائة الکتب فذلک مثله مثل العميان يتعلم من اهل الابصار الوان الاشياء و هذا قد ينسي و قد يذکر و قد يخطي و قد يصيب. و منهم من صفا مرآة قلبه كلما رأي انه لاينطبع فيها شيئاً زاد في تصفيتها حتي انطبع فيها فذلک اهل البصيرة و الخبرة و الکشف و العيان و انما يصفي بالتأدب بآداب الشريعة المقدسة التي لا طريق اقرب منها الي الله سبحانه. و ان الناس لماعموا عن هذا تشعب بهم الطريق و جعلوا امرهم بينهم زبراً کل حزب بما لديهم فرحون.

مسألة: هل نبينا قبل البعثة بأي دين استدان في الظاهر؟

جوابها: نبيکم و نبينا کان نبياً و آدم بين الماء و الطين و خلقه الله قبل جميع الحوادث بالف الف دهر و لم‌يکن منذ خلق الي ان بعث بلا دين و لم‌يک يهودياً و لا نصرانياً و لا تابعاً لاحد بعد ماکان سبب ايجاد الکل و منير الکل بل کان علي دينه و عنده کتابه يعمل به و اياک ان‌تنظر الي الکتب المشوشة و تضطرب بالاقوال الزايغة.

مسألة: هل يجوز شرب التتن ام لا؟ فان بعض الاخبار ورد في تحريمه عن النبي9و اورده الشيخ الجليل فخرالدين النجفي و غيره من محدثي علمائنا.

جوابها: کل شيء لک مطلق حتي يرد فيه نص و لابد و ان‌يکون النص ثابتاً قالوا: ما علمتم انه قولنا فالزموه و ما لم‌تعلموا فردوه الينا و لم‌يثبت نص علي المنع منه. و قد استدل محرموه بماروي عن الصادق7 اذا رأيتم الناس قد اقبلوا علي شيء فدعوه و بانه اسراف و بانه من الخبائث و بمنامات رأوها و باصل الحرمة. و انت تعلم ان الخبر منصرف الي العامة و المراد خذ ماخالف القوم و ما هم اليه اميل و الناس في الاخبار ظاهر في العامة. و اما الاسراف

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۲۱ *»

فهو فيما اضر بالبدن و اتلف المال فمن يضر به التتن فهو اسراف في حقه و حرام. و من ينتفع به فهو له جايز. و ان من حشيش و نبت الا و فيه مضار و منافع. و اما انه من الخبائث فالحق انه من المجملات. فما يستنفر عنه نفوس قوم يميل اليه نفوس قوم آخرين ها. ان الافرنج يجعلون الخنفسا مرباً في السکر و يأکلون و يجعلون الضفدع و السرطان کباباً و يأکلون و يستلذون بها فمعني قوله يحرم عليهم الخبائث ان ما حرمه فهو خبيث في الواقع استلذ به قوم او کرهه. و اما المنامات فلسنا من دان بالمنام و رائيه اولي به. و اما ما قلتم من الاخبار فليست في الکتب المعتمدة. و لو ادعي مدع الاجماع علي حله لکان له لماشاع و ذاع بين جمعي علماء الاعصار من غير نکير و قررهم الحجة عليه.

مسألة: هل الفصل علة للجنس ام لا؟ مثلاً اذا نسخ الوجوب هل ينفي الجواز ام ارتفاعه يقتضي ارتفاعه؟

جوابها: ان الجنس ما به الاشتراک و الفصل ما به الامتياز و هو صورة‌ لمادة الجنس قائم بها کيف يکون علة له؟ هذا کلام الذين ليس لهم ضرس قاطع في هذه العلوم و يتکلفون ما لايعلمون هذا. و لافائدة في هذه المسألة فان بعد نسخ الوجوب اما ان‌يحکم عليه بحکم آخر فهو فصله يقوم به و اما يسکت عليه فيقع تحت کل شيء لک مطلق و تحت اسکتوا عما سکت الله و ابهموا ما ابهمه الله و من يقول باصل الحرمة يقع عنده تحت فصل الحرمة.

مسألة: ما معني قوله تعالي و کان عرشه علي الماء؟

جوابها: ان المراد بالعرش مشيته المحيطة بجميع الکائنات ليس شيء الا و قد خلق بها و علمه المحيط بکل شيء و کان قبل جميع الاعيان علي الماء الذي منه حيوة کل شيء کما قال و جعلنا من الماء کل شيء حي و هو اول ماخلق الله فکان علي الماء ماشاءالله ليس معه غيره ثم خلق من ذلک الماء کل شيء حي و هو ماء الوجود النازل من سحاب المشية علي ارض الامکان.

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۲۲ *»

مسألة: بين لي الاحکام الخمسة اي العقل و الشرع و العرف و العادة و الطبع بحيث يمتاز کل منها عن الآخر و هل العقل حجة ام لا؟

جوابها: هي ممتازة ظاهرة فان الحکم العقلي ما اقتضاه العقل فان کان العقل صحيحاً کاملاً فلايخالف الشرع و ان کان ناقصاً قد يخالفه. و ليس حکم العقل في الجزئيات بحجة فان ادراکها ليس حظ العقول الجزئية الناقصة المختلفة فاذا يکون کل ذي عقل عقله امامه و لو رضي الله بذلک لما ارسل اليهم الرسل و لما نهيهم عن الرأي و الهوي. و اما احکام الشرع فهي ما صدر عن حجج الله تعالي و بينه الله في کتابه. و اما احکام العرف فهي في معرفة الموضوعات و مصاديق الالفاظ. و اما احکام العادة فما تقتضيه روح العادة و استأنس به فحسنه او تنفر منه فقبحه و ليس بشيء و هو يتغير و يتبدل. و اما احکام الطبايع فما تقتضيه الطبايع فالصفرا تحب المرارة و الدم يحب الحلاوة و الصفرا تقتضي العداوة و الدم يقتضي المحبة و علي هذه فقس ما سواها. و الحاکم المستقل اليوم علي الناس طراً الا قليلا من المؤمنين حاکم العادة و حاکم الطبع. و لنا في جميع ذلک بيانات طويلة‌ الذيل قد ذکرنا في کتبنا الاصولية و الحکمية فراجعوها تجدوها و لاستعجال الحاملين لااقدر الآن علي تطويل المقال.

مسألة: ما الفرق بين المداراة و التقية و المداهنة؟

جوابها: ان المداراة هي الملاطفة و حسن الصحبة و لقد قال رسول الله9 امرني ربي بمداراة الناس کما امرني باقامة الفرايض. و اما التقية فهي التحذر من العدو علي النفس و المال لماتخافه عليهما فتتقي عنه بما ينصرف عنک. و اما المداهنة فهي المصانعة و النفاق و ترک المناصحة و المساهلة. و ان الله عذب قوماً لمداهنتهم و ينجي اقواما بمداراتهم و تقيتهم. روي عن الباقر7 اوحي الله الي شعيب النبي اني معذب من قومک مأة الفٍ اربعين الفاً من شرارهم و ستين الفاً من خيارهم. فقال يا رب هؤلاء الاشرار فمابال الاخيار؟ فاوحي الله اليه داهنوا اهل المعاصي و لم‌يغضبوا لغضبي و عن القدسي قل لمن

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۲۳ *»

تمرد بالعصيان و عمل بالادهان ليتوقع عقوبتي.

مسألة: ما معني قوله تعالي ان جاءکم فاسق بنبأ فتبينوا الخ؟ فان الله تعالي اوجب التثبت و التفحص عند اخبار الفاسق و ذلک يلزم العمل بخبر الواحد.

جوابها: ما سبب الوحشة من العمل بخبر الواحد و عليه الاجماع والحمدلله و اما معني الآية فظاهر. و في بعض القراءات فتثبتوا و لذا يفسرونها بالتثبت. و اما التبين فهو الاستظهار و يدل بالمفهوم اذا جاءکم غير الفاسق و هو اعم من العادل و المجهول فلاتحتاجون الي التبين. او يقال ان المقابل للفاسق في المتبادر هو العادل و ان ترک العمل بقول المجهول جبلي لايحتاج الي البيان. فمفهومه ان جاءکم عادل بنبأ فلاتستظهروا و هذا المفهوم موافق لمنطوق اخبار متواترة حتي انه ورد ان من لم‌يثق بخبر الثقة فهو کافر@@@ فلااشکال في الاية.

مسألة: هل الجنة موجودة بالفعل ام بالقوة؟ و علي الاول فکلياتها ام جزئياتها؟

جوابها: انه قيل للرضا7 يا ابن رسول الله اخبرني عن الجنة و النار أهما اليوم مخلوقتان؟ فقال نعم و ان رسول الله9 دخل الجنة و رأي النار لماعرج به الي السماء. قيل له فان قوماً يقولون انهما اليوم مقدرتان غير مخلوقتين. فقال7 ما اولئک منا و لانحن منهم من انکر خلق الجنة و النار فقد کذب النبي9 و کذبنا و ليس من ولايتنا علي شيء و خلد في نار جهنم. قال الله عزوجل هذه جهنم التي يکذب بها المجرمون يطوفون بينها و بين حميم آن. و قال النبي9 لماعرج بي الي السماء اخذ بيدي جبرئيل و ادخلني الجنة فناولني من رطبها فاکلته فتحول ذلک نطفةً في صلبي فلماهبطت الي الارض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ففاطمة حوراء انسية فکلما اشتقت الي رايحة الجنة شممت رايحة ابنتي فاطمة. و عن محمد بن عيسي

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۲۴ *»

القمي قال توجهت الي ابي‌الحسن الرضا7 فاستقبلني يونس مولي آل‌يقطين فقال لي اين تذهب؟ قلت: اريد اباالحسن7. قال فقال: اسأله عن هذه المسألة. قل له: خُلقت الجنة بعد؟ فاني ازعم انها لم‌تخلق. قال: فدخلت علي ابي‌الحسن7. قال: فجلست عنده و قلت له: ان يونس مولي آل يقطين اودعني اليک رسالة. قال و ما هي؟ قال قلت: قال اخبرني عن الجنة خلقت بعد فاني ازعم انها لم‌تخلق. قال کذب فاين جنة آدم؟ انتهي.

اقول: کون الجنة و النار مخلوقتين کان الآن من ضروريات المذهب و لايمکن الشک فيه هذا. و الادلة العقلية تساعد سبق خلقها. نعم لاتختصان باحد الا بثمن و هو العمل. فمن اتي بثمن الجنة او النار اعطي منها علي قدر الثمن. و ان الله يزيد في الخلق مايشاء. و قال و لدينا مزيد و يزيد الجنة بحسن الاخلاص في الاعمال الصالحة و کمال التوجه و تمام المعرفة و امثال ذلک. و لاينافي ذلک ما روي انها تبني يوماً فيوماً فان بنائها باسباب زمانية لاينافي سبقها دهراً. و قد فصلنا ذلک في کتبنا الاستدلالية فراجع. و هما کلية و جزئية موجودتان سابقتان علي الدنيا و عليه اجماع الفرقة و هما في عرصة‌ الآخرة. و هي مقدمة علي الدنيا لاتمر عليهما الازمنة الدنيا و لاتتجددان بتجددها و لاتتقضيان بتقضيها.

مسألة: ما الکلمات التامات و الکلمة العليا و السفلي؟

جوابها: الکلمات التامات هم الاربعة‌عشر فلا خلق اتم منهم فقد صار فيهم بالفعل انموذج جميع العوالم. و اما الکلمة العليا فکلمة الله هي العليا. و اما السفلي فکلمة الذين کفروا هي السفلي. و المراد بالکلمة هنا الشأن ظاهراً يعني شأن الله اعلي و شأن الکفار اسفل. او الدعوة اي دعوة الله هي العليا و دعوة الکفار سفلي. فيعلو دينه الذي يدعو اليه علي دينهم.

مسألة: هل يجب الجهر في التسبيحات الاربع ام لا؟ و هل البدلية ثابتة فيها ام لا؟

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۲۵ *»

جوابها: اسکتوا عما سکت الله و ابهموا ما ابهمه الله اذ لم‌نجد نصاً في ذلک و جميع ما استدل به القوم تکلف عنيف و اکثر ما قالوا تصلب سخيف و القول الفصل ما ذکرنا. فذروا الناس و شأنهم فيها.

مسألة: ما الفرق بين قول الراوي اخبرني و حدثني فلان؟

جوابها: في اصطلاح اهل الدراية انه يقال حدثنا عند مخاطبة الشيخ الراوي عنه و تکلمه معه بالحديث، بخلاف اخبرنا فانه اعم منه و من الاجازة و المکاتبة‌. فلو اعطاه الشيخ کتاباً فقال اجزتک في ان‌ترويه عني، يقول اخبرنا الشيخ کذا و کذا و لايقول حدثنا.

مسألة: ما الفائدة في الاختلاف في قوله7 نحن اوقعنا الخلاف بينکم ثم بين سببها مفصلاً.

جوابها: واضح و هو ان الطائفة لو کانوا علي کلمة واحدة يقولون بقول واحد و يفعلون فعلاً واحداً يصير ذلک سيرتهم و ديدنهم. و علامة لهم و يعرفون به اين ماکانوا ثم لايسعهم الانکار و التحشي عنه. و اما اذا کان کل يقول بقول و يعمل بعمل لايعرف للشيعة قول مخصوص و عمل مخصوص يکون ذلک علامة التشيع فيؤخذون به. و يدل علي ذلک حديث ابي‌خديجة عن ابي‌عبدالله7 قال سأله انسان و انا حاضر. فقال: ربما دخلت المسجد و بعض اصحابنا يصلون العصر و بعضهم يصلي الظهر. فقال انا امرتهم بهذا لو صلوا علي وقت واحد عرفوا فاخذوا برقابهم انتهي هذا. و العامة بانفسهم مختلفون و المتقي من يتشبه بهم و الاتفاق خلاف المشابهة هذا. و ايقاع الخلاف ليس في تحليل ماحرم الله و تحريم ما حلل الله و انما هو في الرخص.

مسألة: هل يجوز الغنا في تعزية خامس اصحاب الکساء لعموم قوله من

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۲۶ *»

بکي الخ ام لا؟

جوابها: لاقربة في عبادة يتوصل اليها بمعصية و الاستدلال بعموم الحديث يقتضي تجويز ضرب المستمعين و قطع ايديهم فانهما من افراد الابکاء. و لافرق بين قطع ايديهم و غناء القاري اذ کلاهما حرام. و الغناء من الکباير التي اوعد الله عليها النار و البکاء سنة. و هل يمکن ان‌يتوصل بفعل کبيرة الي اداء سنة؟

مسألة: هل الکتب من الحبوة ام لا؟ بينوا تفاصيلها

جوابها: نعم روي عن ابي‌عبدالله7 اذا مات الرجل فسيفه و مصحفه و خاتمه و کتبه و رحله و راحلته و کسوته لاکبر ولده فان کان الاکبر ابنة فللاکبر من الذکور. و في رواية ذکر الدرع. و في رواية ذکر السلاح. و اما لفظ الحبوة فلااعرفه في الاخبار. و اما کون هذه الاشياء مجاناً فلااعرفه ايضاً نعم يختص بها في التقسيم.

مسألة: بين معني قوله کماصليت علي ابرهيم و آل ابرهيم الخ فان التشبيه يعتمد کون المشبه‌به اقوي في وجه الشبه او مساوياً فيستدعي ان‌يکون عطاء ابرهيم و الثناء عليه فوق الثناء علي محمد9 او مساوياً له و ليس کذلک. و ما فائدة تلک الصلوة عليهم؟ و ما المراد منها و من السلام في قوله تعالي صلوا عليه و سلموا تسليماً؟

جوابها: ان ابرهيم من الانبياء اولي العزم معروف بالجلالة و النبالة و هو ابو بني‌اسرائيل و ابو بني‌اسمعيل يفتخر جميع ولده به و يعظمه و يمجده و يعترف بان الله خصه بالبرکة و الرحمة حيث قال رحمة الله و برکاته عليکم اهل البيت و قال و بارکنا عليه و علي اسحق و اخبر ببرکته في التورية. بالجملة کان في انظار العرب و اليهود و النصاري معظماً مبجلاً لاينکر منه شيء و هو سابق قد ثبت عظمته و نبوته و جلالته. فيقول المصلي اليوم اللهم صلي علي محمدو آل محمد و

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۲۷ *»

هم افضل الخلق و اشرفهم کماصليت علي ابرهيم و آل‌ابرهيم و لم‌يکونوا اشرف الخلق. فانت اذا صليت عليهم فمحمد و آل‌محمد: اولي بان‌تصلي عليهم او يقول اللهم ان محمدا و آل‌محمد من آل‌ابرهيم و انت صليت علي ابرهيم و آل‌ابرهيم ها هم من آل‌ابرهيم فصل عليهم. او يقول اللهم کما ابنت ابرهيم و آل‌ابرهيم و ابنت فضلهم في العالمين بصلوتک و رحمتک و برکاتک عليهم و اعلنت فخرهم و جلالتهم بذلک ابن محمداً و آل‌محمد و ابن فضلهم و اعلن فخرهم و جلالتهم بذلک بين العالمين. بالجملة‌ السابق المسلم في الانظار اعظم من اللاحق الذي يجب ان‌يصير مسلماً فسائغ ان‌تقول فلان المعاصر فقيه کما ان فلان السابق فقيه مع ان المعاصر يکون افقه الف مرة. ‌و اما معني سلموا تسليماً سلموا تسليماً لخليفته من بعده لقوله فلا و ربک لايؤمنون حتي يحکّموک فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في انفسهم حرجاً مماقضيت و يسلموا تسليماً او سلموا تسليماً قولوا السلام عليک يا رسول‌الله او قولوا اللهم سلم عليه. و معني السلام عليک حفظک الله. و معني سلم عليه احفظه. و له معان عديدة ليس لي فرصة البسط قد ذکره شيخنا في شرح الزيارة فراجع.

مسألة: ما العالم المثال و العالم الاشباح؟ و هل تکون بذاتها محل لقيامها ام معلقة؟ بينوا توجروا.

جوابها: عالم المثال و عالم الاشباح و عالم الاظلة واحد و هو وراء هذا العالم و من ذلک العالم حسک المشترک و من ذلک العالم الاشباح المنفصلة من الاجسام التي تريها في الصيقليات کالمرآة و الماء و امثالهما. و منه ما تراه في منامک@@@ و يراه الممسوس من الجن. و فيه اغلب ما روي في الاخبار من الامور الغريبة و البلاد و الطوائف و هو بعينه مثل هذا العالم الا انه انه الطف و اخف. و ان الانسان اذا قبض روحه يشاهد ذلک العالم و يکون فيه منعماً او معذباً و له بالنسبة ‌الي هذا العالم محل بذاته و ليس معلقاً بهذا العالم ولکن بالنسبة‌الي المواد الدهرية معلق بها قائم بها و له محل ذاتي بالنسبة اليه الا انه هو و محله قائمان بتلک المادة الدهرية.

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۲۸ *»

مسألة: ما اکل ابينا آدم هل هو العنب ام الحنطة ام الکافور؟ ثم کم السنبلة اکل؟ و کم فيها من الحبة؟

جوابها: انما نهي آدم عن اکل ما علي شجرة الجنة. و اشجار الجنة ليست علي حد اشجار الدنيا. فيثمر کل شجر بمثر واحد ولکنها تثمر بمايراد و يشتهي منها. فان شئت فسمه عنباً و ان شئت فسمه حنطةً او رماناً او غير ذلک. فالکل يصدق عليه من تفسير الامام7 انها شجرة علم محمد و آل‌محمد:آثرهم الله تعالي بها دون ساير خلقه لايتناول منها بامر الله الا هم. و منها ماکان يتناوله النبي و علي و فاطمة و الحسن و الحسين بعد اطعامهم المسکين و اليتيم و الاسير حتي لم‌يحسوا بجوع و لا عطش و لا تعب و لا نصب و هي شجرة تميزت من بين ساير الاشجار بان کلاً منها انما يحمل نوعاً من الثمار. و کانت هذه الشجرة و جنسها تحمل البر و العنب و التين و العناب و ساير انواع الثمار و الفواکه و الاطمعة. فلذلک اختلف الحاکون بذکرها فقال بعضهم برة. و قال اخرون هي عنبة. ‌و قال اخرون هي عنابة. ‌و هي الشجرة التي من تناول منها باذن الله الهم علم الاولين و الاخرين من غير تعلم. و من تناول بغير اذن الله خاب من مراده و عصي ربه. و عن الرضا7 في حديث ان شجرة‌ الجنة تحمل انواعاً و کانت شجرة‌ الحنطة و فيها عنب الخبر.

و اما الحبات فکانت ثماني‌عشرة حبةً اکل آدم منها اثنتي‌عشرة حبة و اکلت حوا ستاً. و روي کان عليها ثلث حبات. فبادرت حوا فاکلت منها حبة ‌و اطعمت آدم حبتين. و يمکن الجمع بان المراد من ثلث حبات حبات يشتمل کل واحد منها علي ست حبات اصغر منها و کلاهما صحيحان. فان حوا التي منها جهة النفس وحدها نالت منها ستاً هي مبدء حدود القابلية و جهاتها. و انالت ادم اثنتي‌عشرة‌ لمااصاب عقله و نفسه من اثر تلک الحدود. و ذلک ان آدم له ضلعان ضلع ايمن هو عقله و ضلع ايسر هو نفسه. و انما خلق حوا من ضلعه الايسر اي نفسه. خلق لکم من انفسکم ازواجاً فکان لحوا ثلث و لآدم ثلثان. فان شئت فسمها ثلثا و ان شئت فسمها ثمان‌عشرة.

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۲۹ *»

مسألة: ما معني قوله7:

علم المحجة واضح لمريده
  و اري القلوب عن المحجة في عمي
و لقد عجبت لهالک و نجاته
  موجودة و (لقد ظ)عجبت لمن نجا

کيف طريق المجاهدة و الوصول الي الحق؟

جوابها: اما معني الابيات فواضح و لعله يريد المراد منها فالمراد منها ان علم المحجة و هو الامام واضح لطالب الحق معروف النسب مشهور الحسب واضح الدلالات بين المعجزات و الکمالات. و اري القلوب عن معرفته في عمي لايعرفونه مع وضوح امره. و لقد عجبت لهالک بترک المتابعة للامام و نجاته موجودة اي الامام و دلالته و لقد عجبت لمن نجا مع ان طباع اغلب الخلق مايل الي الفساد و الي الباطل و ان النفس لامارة بالسوء مائلة‌ الي الباطل بالطبع. و اما طريق المجاهدة و الوصول الي الحق فاعلم ان اقرب الطرق الي الله سبحانه طريق الشرع و ساير السبل الي ساير المطالب الجزئية مااراد شارعها الا الوصول الي ما وضعت له. فلاجل ذلک يحصل ماوضعت له بالسلوک فيها بسرعة ولکن سالکها محروم عن مايخالفها لا حظ له منه و لاتؤدي الي الله بوجه من الوجوه. و اما الطريق الي الله فلا طريق اقوم و لا اقرب من هذا الشرع الاقدس الاقوم الاقرب و يستولي الانسان علي القل و الجل. فلاجل صعوبته يحيد الناس عنه الي ساير السبل الخاصة فينالون منها حظهم و يحسبونها اقوم او اعم و هم علي خطاء و يحسبون انهم يحسنون صنعاً. و هم غافلون ان کل امر طريقه علي حسبه في السهولة و الصعوبة فاذا کان المقصد صعب المنال يکون سلوک طريقه صعباً و يحتاج الي مجاهدة و مشقة البتة هذا. و لماکان السبل الي الباطل سهل علي النفوس سلوکها و لماکان السبيل الحق الي الحق صعب عليهم سلوکه فان اردت النجاة و المثلية فاسلک هذا السبيل الاعظم و الصراط الاقوم فافهم.

مسألة: اذا دار الفعل بين الوجوب و التحريم فما رأيکم الشريف؟ و هل ترک

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۳۰ *»

ما يحتمل وجوبه و ترکه يوجب العقاب ام لا؟

جوابها: اعلم ان الحقير الفقير لارأي لي في شيء ان حفظني الله ولکني اعلم من علوم آل‌محمد: ان الحجة لاتتم من الله الا بالبيان فاذا بين الله شيئاً انه واجب فهو واجب و اذا بين الله شيئاً انه حرام فهو حرام و اذا جاء دليلان مقتضي احدهما التحريم و احدهما الايجاب و عجز الانسان عن معرفة‌ الحق يرجئه حتي يلق امامه اما بالعيان او بالبيان. و اما في العمل فموسع عليه بايهما عمل و لا عقاب عليه. هذا مقتضي القواعد المنصوصة. و اما الاراء فلسنا منها في شيء و ان لم‌يکن دليل في المسألة اصلاً فلا وجوب و لا تحريم.

مسألة: ما الفرق بين الشيعة و الموالي؟

جوابها: ان الشيعي يطلق علي من خلق من شعاعهم و شايعهم و تابعهم بالفعل في القل و الجل و لم‌يخالفهم. و اما الموالي فهو المحب لهم و ان صدر منه ما يخالف رضاهم. و يدل علي ذلک اخبار منها انه قال رجل للحسن بن علي7 اني شيعتکم. فقال الحسن بن علي8 يا عبدالله ان کنت لنا في اوامرنا و زواجرنا مطيعاً فقد صدقت و ان کنت بخلاف ذلک فلاتزد في ذنوبک بدعواک مرتبةً شريفةً لست من اهلها لاتقل انا من شيعتکم ولکن قل انا من مواليکم و محبيکم و معادي اعدائکم و انت في خير الي خير.

مسألة: ما المراد من اولية ‌خلق العقل و من اقباله و ادباره في قوله اقبل فاقبل و ادبر فادبر.

جوابها: ان المراد بالاولية ليست زمانيه بل هي دهريه‌ و المراد ان العقل فوق جميع الخلق درجة في الدهر. و اما اقباله فالمراد به توجهه الي ربه بوجهه و سلوکه اليه باقدام الامتثالات الشرعية و الکونية حتي يعود الي مابدء منه و هذا علي رواية فيها ادبر قبل اقبل. و اما علي روايات بعکس ذلک فالمراد بالاقبال

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۳۱ *»

انفعاله عند فعل فاعله و توجهه الي قبول الايجاد و امتثاله امر الامر الکوني. فاذا کون قيل له ادبر. و المراد بالادبار النزول کوناً الي منتهي الديار الي الارواح و النفوس و الطبايع و هکذا الي التراب.

مسألة: ما الفرق بين القلب و الفؤاد و النفس و الروح؟

جوابها: القلب مرة يطلق و يراد به اللحم الصنوبري الذي في جوف صدر الحيوان و هو قوله ماجعل الله لرجل من قلبين في جوفه. و مرة ‌يطلق و يراد به العقل کقوله ان في ذلک لذکري لمن کان له قلب اي عقل. و اما الفؤاد فمرة يطلق و يراد به القلب او وسطه و منه قوله و اصبح فؤاد ام موسي فارغاً و مرة يطلق و يراد منه نور الله الذي في المؤمن کما في قوله اتقوا فراسة‌ المؤمن فانه ينظر بنور الله و منه قوله ماکذب الفؤاد ما رأي. و اما النفس فقد تطلق و يراد منها الروح و منه قوله الله يتوفي الانفس. و قد تطلق و يراد منها الفؤاد و منه قوله من عرف نفسه. و قد تطلق و يراد منها مقابلة العقل و منه ان النفس لامارة‌ بالسوء. و قد تطلق و يراد منها مدرک الصور المجردة و منه تعلم ما في نفسي. و اما الروح فقد يطلق و يراد به الروح الحيواني. و قد يطلق و يراد منه الروح الملکوتي و منه قوله قل الروح من امر ربي. و قد يطلق و يراد منه العقل و منه اول ماخلق الله روحي. و تفاصيل هذه المقامات مذکورة في ساير کتبنا.

مسألة: هل الاجتهاد المصطلح الآن بدعة نظراً الي قوله7 کلما لم‌يخرج من هذا البيت فهو باطل ام لا؟

جوابها: حاشا علمائنا الصلحاء الابرار الاتقيا ان‌يبدعوا في دين الله. و الاجتهاد في دين الله محل الاجماع من المحدثين و الاصوليين. و لم‌نجد نحن شيئاً يقول به المحدثون و يخصهم و لم‌‌يقل به احد من الاصوليين و لا شيئاً يقول به الاصوليون و لايقول به احد من المحدثين. فالمسائل کلها محل اختلاف بينهم

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۳۲ *»

کل يعمل بمايرجح في نظره و يرد علي من خالفه. نعم الرأي حرام عند الفريقين. فمن قال في دين الله برأيه من محدث او اصولي فهو آثم. دعوا عنکم التصلبات و التعصبات و انظروا في البين بعين الانصاف و الايتلاف.

مسألة: ما معني قوله عليکم ان‌تسألوا و ليس علينا ان‌نجيب فان فيه تأخير البيان عن وقت الحاجة و هو غير جايز؟

جوابها: اصل المسألة حق و تأخير البيان عن وقت الحاجة غير جايز في فضل الله و رحمته و ان کان جايزاً في قدرة‌ الله العزيز القدير الا ان عقول الضعفاء لاتدرک جهات الحاجة. فلربما يظن الانسان انه قوت الحاجة و ليس بوقت کالمريض الذي ربما يظن انه جايع او عطشان و يحتاج بدنه الي طعام او ماء و الطبيب يعلم انه لو اکل او شرب في هذه الساعة مات فلايعطيه شيئاً فليس للمريض التعرض علي الحکيم انه بخيل اخر الاجابة عن وقت السؤال. الا تري الله يقول ادعوني استجب لکم و هو صادق و تدعوا بالف دعاء و لاتستجاب. و کذلک ان الله لايؤخر البيان عن وقت الحاجة و ليس وقت الحاجة ما ظنناه وقت الحاجة.

مسألة: ما الجواب في حجة من قال بانقسام جوهر الفرد ان کل متحيز يمينه غير يساره و کلما کان کذلک فهو منقسم فينتج ان کل جزء‌ متحيز منقسم و من خالفها و قال ان الآن الحاضر غير منقسم و الا لم‌يکن کله حاضراً بل بعضه و اذا کان غير منقسم کان اول عدمه في آن آخر متصل بآن وجوده فيلزم منه ان‌يکون الجسم مرکباً من اجزاء لايتجزي و تتالي الآنات فان هذان الدليلان متعارضان فکيف الجواب عنها؟ بينوا توجروا.

جوابها: اعلم ان الجسم مرکب من جوهر و عرض کما قال علي7 کلما بالجسم ظهوره فالعرض يلزمه اما جوهر الجسم في جوهريته فلايقع عليه التقسيم فان التقسيم تفکيک اجزاء الکم و الکم عرض. فالجوهر متعال عن التقسيم و الا لماصدق علي کل قسمة بتمامه. و اما العرض الکمي فهو محل التقسيم و لا

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۳۳ *»

تحقق له الا علي الجوهر. و لذا لايصدق علي کل قسمة اسم الکل کماتري انک اذا قسمت مناً من الماء بقسمين کل قسم ماء تام و کل قسم نصف من فالتقاسيم واردة علي العرض لا علي الجوهر. فاذا عرفت ذلک فاعلم ان النقطة عرض الخط و الخط عرض السطح و السطح عرض الجسم و لايقسم الخط الذي هو الجوهر بتقاسيم عرضية نقطية و ليس الجوهر مرکباً من اعراض فان النقطة مثلاً يمين الخط و ليس الخط مرکباً من يمينات و الخط يمين السطح و ليس السطح مرکباً من يمينات فلايمکن تقسيم الخط بنقاط لاتتجزي و لاتقسيم السطح بخطوط لاتتجزي عرضاً بل الخط جوهر و کلما قسمته قسمت جوهراً باجزاء جوهرية و لاتصير الاجزاء عرضاً محضاًً فاذا کان کل جزء جوهراً لابد و ان‌يکون له عرض فکل جزء جوهر ظاهر بعرض ممتاز عن غيره قابل للتمييز. و ان قلت هل يمکن ظهور جزء جوهر بجزء عرض لايتجزي کظهور جزء بنقطة؟ ‌قلت لا. فان اسم جوهر الجسم لايصدق علي اليمين المحض و لايسع ظهوره. و فرض الجسم ما له طول و عرض و عمق و انما يصدق علي شيء ذو يمين و يسار فافهم.

فالزمان الذي استدلوا به ان الآن لاجزء له فکذلک المسافة‌ و الحرکة اللتان تقارنانه و کذلک الجسم الذي تقعان عليه هو من غفلة عما ذکرنا ان الزمان عرض علي الجسم له کم و الآن نقطة‌ منه عرضية و ليس امتداد الزمان مرکباً من آنات و حالات و انما الزمان کالخط له يمين هو الماضي مثلاً و له يسار هو المستقبل مثلاً و له مواجه و هو الحال مثلاً و للزمان جوهرية‌ بالنسبة الي الماضي و الحال و الاستقبال و هو بکله موجود في الدهر و ان کان عرضاً للجسم و ليس الزمان الجوهري مرکباً من الاعراض الثلاثة اي المضي و الحال و الاستقبال. فاذا وضعت خطاً امامک علي العرض يواجهک نقطة‌ منه جوهرية. و لايلزم ذلک ان‌يکون جميع الخط مرکباً من نقاط عرضية ‌و لايترکب الجوهر من الاعراض و انما يترکب من الجواهر و الخط لايترکب من نقاط عرضية‌ و انما يترکب من نقاط جوهرية و النقاط الجوهرية تنقسم الي ما لانهاية‌له فافهم.

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۳۴ *»

مسألة: کيف يجاب عن حجة من قال ارتداد اصحاب الاصول صار سبباً لعدم الاعتماد علي هذه الاحاديث المروية عنها في الابواب و الفصول و الاحتمال کاف في سد باب العلوم و ايضاً للاضطرار و مبناه علي الانسداد و مبناه علي طول الغيبة فصار قصاري الاوهام تحصيل الظنون من الکلام.

جوابها: ان بناء محدثينا علي القراين الموجبة للعلم العادي و ليس بناؤهم علي ايمان الراوي و کفره و عدالته و فسقه فلربما يعملون بخبر کافر اذا دلت القراين علي صدقه و يردون خبر مؤمن اذا دلت القرائن علي کذبه. و بذلک يدل الاخبار عن الائمة الاطهار: و لاتخفي علي من جاس خلال الديار فلايضرهم صيرورة اصحاب الاصول مرتدين او کافرين.

مسألة: بين ان القران کم سنة نزل علي نبينا9 و کم مضت من البعثة؟

جوابها: اعلم ان القرآن کان مع النبي9 في العوالم السابقة لايفترقان فلماظهر في هذه الدنيا نزل عليه جملة‌ً ليلة القدر في شهر رمضان. فقال الله انا انزلناه في ليلة القدر و قال انا انزلناه في ليلة مبارکة و کان يبلغه الي امته في وقت بعد وقت عند الحاجة ليثبت به فؤادهم قال الله عزوجل لولا انزل عليه القرآن جملةً‌ واحدة کذلک لنثبت به فؤادک و قال و قرآنا فرقناه لتقرأه علي الناس علي مکث و نزلناه تنزيلاً ليلة القدر جملةً. و يدل علي ذلک حديث مفضل عن الصادق قال يا مفضل ان القرآن نزل في ثلث و عشرين سنة والله يقول شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن و قال انا انزلناه في ليلة مبارکة انا کنا منذرين فيها يفرق کل امر حکيم امرا من عندنا انا کنا مرسلين و قالوا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة کذلک لنثبت به فؤادک قال المفضل يا مولاي فهذا تنزيله الذي ذکره الله في کتابه. و کيف ظهر الوحي في ثلث و عشرين سنة‌؟ قال نعم يا مفضل اعطاه الله القرآن في شهر رمضان و کان لايبلغه الا في وقت استحقاق الخطاب و لايؤديه

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۳۵ *»

الا في وقت امر و نهي فهبط جبرئيل عليه بالوحي فبلغ ما يؤمر  به و قوله لاتحرک به لسانک لتعجل به فقال المفضل اشهد انکم من علم الله علمتم و بقدرته قدرتم و بحکمه نطقتم و بامره تعملون انتهي. فالقرآن نزل من اول البعثة الي آخر حيوته و اول سورة نزلت اقرأ باسم ربک و آخر سورة نزلت اذا جاء نصر الله و الفتح.

مسألة: ما معني قوله7 المؤمن افضل من الملئکة و سلمان افضل من جبرئيل مع ان الملئکة معصومون؟

جوابها: عصمة الملئکة کعصمة الحجر عن التحرک و التغير و عصمة الخصي عن الزنا و انما عصمتهم لضعف اختيارهم و ليس عصمتهم من قوة ‌اختيارهم. و الانسان شديد الاختيار قادر علي الطاعة و المعصية فان اختار الطاعة علي المعصية مع قوة اختياره فهو اقوي و افضل من الملئکة و اکثر ثواباً و الملئکة لايترقون و المؤمن يترقي يوماً فيوماً. لاجل ذلک سئل الصادق7 الملائکة افضل ام بنو آدم؟ فقال قال اميرالمؤمنين علي بن ابي‌طالب صلوات‌الله‌عليه ان الله عزوجل رکب في الملائکة عقلاً بلاشهوة و رکب في البهائم شهوةً بلاعقل و رکب في بني‌آدم کلتيهما فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائکة و من غلب شهوته عقله فهو شر من البهائم.

مسألة: هل دخول الروح في فم الانسان علي رضاء ام علي کره و کذلک خروجها؟

جوابها: الروح ملکوتي خفيف لطيف و الجسم ملکي ناسوتي کثيف ثقيل و بينهما تنافر من هذه الجهة و الروح في عالمه. فلما نظر الي هذا القالب الکثيف الاسود الظلماني تنفر ثم ارضاه الله عزوجل و جعله علي الجسم کالکلة@ و اطلع نوره من مشرق القلب ثم لماسکن البدن فان رکن الي البدن و انهمک فيه يخرج علي کره و ان لم‌ينهمک و لم‌ينس عالمه يخرج علي سرور. فعن ابي‌عبدالله7

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۳۶ *»

عن ابيه7 ان روح آدم امرت ان‌تدخل فيه فکرهته فامرها ان‌تدخل کرهاً و تخرج کرهاً انتهي. قوله فامرت ان‌تدخل کرها يعني بالاکراه الطبيعي و ان کان امتثالها بقبول منها و رضاء.

مسألة: هل تکون المعجزة‌ من المقدورات المختصة‌ ام المشترکة؟ بينوا توجروا

جوابها: ان المعجز ممايقدر الله عليه و لايقدر عليه غيره و ان الله سبحانه اذا ابتعث عبداً و انتجبه و اصطفاه للرسالة يجعله محل مشيته فيظهر علي يديه من مشيته ما يشاء فيفعل بقوته ما يشاء و لايشارکه فيها احد.

مسألة: ما السر في رؤس آي سورة‌ محمد9 فانها بالميم جميعاً؟

جوابها: ليس جميع اواخر آيها ميماً و انما بعضها الف و هذه العلوم الجزئية لسنا نقدر عليها بلاتکلف و ما انا من المتکلفين.

مسألة: ما الحجة لرد من قال بعد جواز النسخ ان رفع الحکم ان کان لا لمصلحة لزم العبث و ان کان لمصلحة فوجوده ان کان مصلحة‌ وجب دوامه و ان کان مفسدة استحال الامر به.

جوابها: يا شيخي لاتصغ الي هذه الخزعبلات ان الله يقول ماننسخ من آية‌ او ننسها نأت بخير منها او مثلها و قل له ان کنت مريضاً و عالجک الطبيب بشيء مُرّ هل فيه مصلحة او مفسدة؟ فان کان مصلحة‌ فادم عليه عمرک و ان برأت و ان کان مفسدة فلم‌تشرب. الاتري صحة الناس بعد مرضهم و مرضهم بعد صحتهم و قوتهم بعد ضعفهم و ضعفهم بعد قوتهم و ايمانهم بعد کفرهم و کفرهم بعد ايمانهم و علمهم بعد جهلهم و جهلهم بعد علمهم و هکذا؟ و لکل حال صلاح والله اعلم بصلاح خلقه يأمرهم في کل وقت بما فيه صلاحهم فان مرضوا يداويهم

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۳۷ *»

بعلاج المريض فاذا برأوا نسخ دواء المريض و امرهم بالغذاء الصالح و هکذا.

مسألة: لم‌ کلف الله الکافر بالايمان مع علمه بانه لايؤمن؟ و هذا التکليف ليس بحسن لانه ان کان لا لفائدة کان عبثاً و ان کان لفائدة فاما نفع او ضرر و الثاني قبيح و الاول ان عاد اليه لزم افتقاره و ان عاد الي العبد لزم ان‌يحصل ذلک النفع له لکنه عالم بعد حصول التکليف منه فلايصل اليه النفع.

جوابها: ان الله علم بعلمه الازلي ايمان من يؤمن و کفر من يکفر و انما کلفهم في الدنيا ليظهر لهم و لساير الخلق کفره فلايکون لاحد عليه حجة اذا عذبه و لو عامله بعلمه لکان له و لغيره ان‌يقول ما ذنبي و ما ذنبه لم‌عذبته؟ فاراد قطع حجة الخلق هذا. و العلم السابق علم سيوجد و التکليف في الدنيا علم وجود فلو لم‌يوجد الوجود لکان سيوجد کذباً. و اما العلم بانه لو کلف لکفر ثم لم‌يکلف و لم‌يکفر لکان الکفر في قوته لا بالفعل و لاينبغي تعذيب العبد بما لم‌يفعله بالفعل و هو في قوته فان الکفر في قوة کل احد.

مسألة: کيف الجواب عمن قال بسلب العموم في قوله تعالي لاتدرکه الابصار لاعموم السلب فح لايستلزم من سلب العام سلب الخاص فيکون المعني کل الابصار لاتدرکه و ذلک لايستلزم نفي ادراک مجموع الابصار بل بعضها؟

جوابها: يا شيخي لايفيد النظر في هذه الاقوال الا تشويش الذهن و اضطراب البال. محل الآية معلوم واضح انه تعالي يريد نفي ادراک کل واحد واحد من خلقه من نفسه. فالابصار جمع محلي بالالف و اللام يفيد استغراق جميع الافراد لانه يقول و هو يدرک الابصار اي جميع افراد الابصار لانه للعهد السابق في الفقرة الاولي. فليس من شأن بصر ان‌يدرکه و هو يدرک کل بصر. و کما انه لايجوز ان‌يقال هو يدرک الابصار جميعاً شيئاً علي شيء لکن لايدرک بعضها منفرداً کلک لايمکن ان‌يقال لاتدرکه الابصار مجتمعة ولکن يدرکه البعض منفرداً فان الابصار الثانية لامها للعهد راجعة الي الابصار السابقة فمايقال في الثانية يقال في الاولي.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۳۸ *»

مسألة: ما الفرق بين علم السياسة و علم النواميس؟

جوابها: الناموس ما يستره الرجل عن غيره و يقال ناموس لجبرئيل. فعلم الناموس علم جاء به جبرئيل و علم يستره الانسان عن غيره و ناموس الانبياء السفير المرسل اليهم. و اما السياسة فهي سياسة النبي رعيته ففي المدن فهي سياسة المدن و في المنازل هي سياسة المنزل و تدبيره. و السياسة التدبير و القيام بالامر.

مسألة: کم مدة انقضاء الدنيا و انصرامها و داعيکم رأيت في رسالتکم المسماة بالسلطانية التي کتبتموها بالفارسية للشاه الاعظم و الرکن الاقوم ناصرالدين شاه قاجار مد ظله علي مفارق العالمين ما طلع نجم و غار و فيها ان مدة‌ انصرام الدنيا سبعة آلاف سنة‌ و الائمة: بقدر الف سنة‌ مسکونة فيها. مولينا من اين يقولون هذا و مناف لمادلت عليه الاخبار المستفيضة التي اوردها الصدوق و غيره رحمهم الله علي زعمنها لقلة افهامنا و ضعف عقولنا. و ايضاً فيها وقت ظهور قائمنا عجل‌الله‌فرجه و ارنا فلجه علي انه يمتد متجاوزاً علي مأتين سنة‌ ثم يخرج7. فالمرجو من جنابکم ان‌توضحوا لنا هذه المسألة علي ما هو مأنوس لدينا. فان ائمتنا و ساداتنا يکلمون الناس علي قدر عقولهم فان لکم عند الله اجراً عظيماً.

جوابها: يا مولاي تلک عبارة‌ السيد جواد الساباط السني نقلته انا. الست قلت بعد سطور «تم عبارته» و عمر الدنيا علي ما وصلنا مأة الف سنة والله اعلم.

مسألة: هل نزل الوحي علي الائمة: من بعد النبي9 ام لا؟

جوابها: اما وحي التأسيس و التشريع فلا. لانه انقطع وحي النبوة بموت النبي9. و اما وحي التأييد و التسديد و الشرح و التأکيد فلامانع منه. تنزل الملائکة و الروح فيها باذن ربهم من کل امر سلام. ينزل الملائکة بالروح من امره علي من يشاء من عباده و هو الهام و قد قال و اوحي ربک الي النحل. و

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۳۹ *»

اوحينا الي ام موسي الي غير ذلک و لامانع.

مسألة: ما معني قوله7 لک يا الهي وحدانية العدد؟

جوابها: اي مملوکک و مخلوقک وحدانية العدد. فانت واحد لابتأويل عدد او لک وصف الوحدانية و لست شبيها بصاحبها. کما ان لک وصف السامعية و لست کالسامعين و وصف المبصرية و لست کالمبصرين و هکذا لک وصف الواحدية حيث يقال انما الهکم اله واحد و لست کالاحاد.

مسألة: هل تکون للانبياء قالب مثالي ام لا؟ بينوا توجروا.

جوابها: نعم کانوا في عالم الاظلة و الاشباح و المثال و نزلوا منه و عادوا اليه و هو ما قال علي بن الحسين8 ان الله خلق محمداً و علياً و الطيبين من نور عظمته و اقامهم اشباحاً قبل المخلوقات ثم قال أتظن ان الله لم‌يخلق خلقاً سواکم؟ بلي والله لقد خلق الله الف‌الف آدم و الف‌الف عالم و انت والله في آخر تلک العوالم. و قيل لابي‌جعفر7 اخبرني يا ابن رسول‌الله اي شيء کنتم في الاظلة؟ فقال کنّا نوراً بين يدي الله قبل خلق خلقه الخبر. الي غير ذلک من الاخبار.

مسألة: ما تقول في البن؟ هل ورد حديث في حرمته ام لا؟ فان بعض العلماء استشکلوا فيه.

جوابها: هو مطلق و الحمد لله و ان رابهم لفظ القهوة في الاخبار فلم‌يکن يومئذ شرب البن معروفاً حتي يتبادر منه ذلک. و الفاظ الاخبار تحمل علي العرف الخاص فان لم‌يکن فالعرف العام فان لم‌يکن فاللغة. و ليس البن معني القهوة في احد تلک الوجوه. فکيف يصرف اليه؟ و لو طبخ اليوم احد طعاماً اخترعه و سماه خمراً فليس يحرم و لايدل عليه اخبار تحريم الخمر.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۲۴۰ *»

مسألة: هل يجوز للمقلد ان‌يقلد عالمين مختلفين في الفتوي في حکم مسألة واحدة ام لا؟

جوابها: ان کان هذا يقول عن الله و هذا يقول عن الله و لايخالف احدهما الضرورة‌ و الکتاب و السنة‌ و لايوافق العامة فبايهما اخذ من باب التسليم وسعه. و له ان‌يأخذ اليوم بواحد من باب التسليم لرسول الله و اوصيائه: و غداً بواحد و لاحرج و لادليل للمانع الا ادلة سموها عقلية و لاتتبع.

مسألة: ان قيل کيف تستدلون علي کونه تعالي متکلماً بالقرآن مع ان القرآن لايکون کلام الله الا بعد ثبوت کونه متکلماً فيکون قد اثبتم الکلام بالکلام و يلزم الدور فکيف الجواب عن هذا؟

جوابها: قد ثبت بمعجزات النبي9 التي لايحصي ان القرآن کلام الله فاذا الله متکلم و لادور. و هذا آخر مسائله ايده الله و اني لماکنت مشغولاً بتصنيف کتابي فصل الخطاب في الفقه و کتبت فيه اغلب کتب الفقه و بقي منها کتب عديدة و کنت شديد الولع باتمامه کثير الشوق لان‌انهيه ان‌شاء‌الله علي ما احب الله کان قلبي مشغولاً بذلک الکتاب علي ان الانسان ما لم‌يکن همه واحداً لايجيد ما قصده فکان قلبي مشغولاً به و ما امکنني تفصيل الجواب هذا. و الاسؤلة کانت کثيرة‌ مملة و اغلبها واضحاً لايحتاج الي شرح و ماکان محتاجاً الي شرح اشرت الي ما يکتفي به المکتفي و يفهم منه الذکي هذا. و حامل الکتاب علي جناح السفر مستعجلاً و لم‌يمکنني التطويل ازيد من ذلک. و قد فرغ منه العبد الاثيم کريم بن ابرهيم في سلخ شهر ربيع الثاني من شهور سنة‌ثمانين و مأتين من الالف الثاني حامداً مصلياً مستغفراً تمت.

[1]) الظاهر ان «لم» غلط منه.