رسالة في جواب الحاج محمد علي الرئيس
من مصنفات العالم الربانی و الحکیم الصمدانی
مولانا المرحوم الحاج محمد کریم الکرمانی اعلی الله مقامه
«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۵۷ *»
d
الحمد لله رب العالمين و صلي الله علي سيدنا محمد النبي الامين و آله الطيبين الطاهرين و رهطه المخلصين و لعنة الله علي اعدائهم اجمعين الي يوم الدين.
و بعــد يقول العبد الاثيم کريم بن ابرهيم انه قد ارسل الي الاخ الصفي بل المولي الوفي قدوة التجار و عمدة الحاج و اهل النجار جناب الاولي الزکي الحاج محمدعلي بن المبروز الاغا محمدصادق التاجر الکرماني المشهور بالرئيس ادام الله عزه و علاه و من کل مکروه وقاه بسؤالات اثنان منها مماتشاجر فيه بعض اساتيد اهل يزد في النجوم و اسانيدهم و واحد منها قد اتفق له الحاجة اليه و قد وردت علي و انا في بعض الجبال مختل الحال متبلبل البال و لاشک ان في مثل هذا الحال لايمکن للانسان انيکتب الجواب علي ما ينبغي في الباب هذا و انا قليل التفکر في هذا الفن اي النجوم معرض عنه قلباً لانه علم قليله لاينفع و کثيره لايدرک لايرفع محذوراً و لايدفع مقدوراً و لايجلب محظوراً اللهم الا انيراجعه الانسان للنظر و الاعتبار في آيات الملک القهار و يستدل بها علي الغيب لينال الحق بلاريب کما قال الله سبحانه سنريهم اياتنا في الافاق و في انفسهم حتي يتبين لهم انه الحق و قال قل انظروا ماذا في السماوات و الارض و جعلت سؤالاته کالمتن و اجوبتها کالشرح للايضاح کما هو عادتنا و اعتذر اليه من تطويل المقال و شرح جميع اطراف المسألة فانه لاتقتضيه الحال و اتي بما هو الميسور فانه لايمنع منه تعسر المعسور و لاقوة الا بالله.
قال: اني اقمت في قرية عشراً و ازيد و اتفق لي انخرجت الي قرية اخري ليس بعدها عن مُقامي بقدر المسافة الشرعية و رجعت الي مقامي و اريد الاقامة فيه ايضا عشرا فما حال الصلوة في مسيري هذا قصراً و اتماماً؟
«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۵۸ *»
اقول: اذا اقام الانسان في مکان عشراً صار ذلک المکان له بمنزلة الوطن في اتمام الصلوة فيتم مادام مقيماً فيه. ثم اذا خرج عنه اتفاقاً قبل اتمام العشرة او بعدها فاما انيخرج عازماً للمسافة و هي ثمانية فراسخ شرعية مساحة و مسير بياض يوم للقطار و القوافل وقتاً سواء کان في الذهاب وحده او ذهاباً و اياباً في يومه ذلک او بعده ما لميتخلله قصد اقامة عشرة او ثلثيثن يوماً متردداً في ذلک المکان الذي سار اليه فانه يقصر. و ان لميکن کذلک فان کان يرجع الي اقامة فانه يتم و ان کان يرجع الي غير اقامة فهو مسافر و يقصر. فمثل جنابک يقصر ان کان مسيره اربعة فراسخ و لميقم في تلک القرية التي سار اليها و لميبق فيها متردداً ثلثين يوماً و يرجع الي اقامة و ان کان اقل من اربعة فراسخ يتم. علي اي حال ان کان يرجع الي اقامة و ان لميقم ثانياً يعتبر المسافة التي سار فيها و التي رجع فيها الي مکانه و التي يسير فيها الي وطنه او مُقام جميعاً فان کانت تبلغ ثمانية يقصر و الا يتم.
قال: هل الکواکب اذا کانت سيئة الحال کان تکون في احتراق او رجعة او هبوط او وبال يقوي آثارها في السعادة و النحوسة او تضعف؟
اقول: اعلم ان جميع ما خلق الله سبحانه مرکب من جهتين جهة الي ربه و جهة الي نفسه و لابسيط الا الله الاحد جل شأنه و الشاهد علي ذلک من کتاب الله سبحانه قوله و من کل شيء خلقنا زوجين و من السنة قول الرضا7 ان الله سبحانه لميخلق شيئاً فردا قائما بنفسه دون غيره للذي اراده من الدلالة علي نفسه و اثبات وجوده و الله تبارک و تعالي فرد واحد لاثاني معه يقيمه و لايعضده و لايکنّه و اللخق يمسک بعضه بعضاً باذن الله و مشيته الخبر. و قد اتفق الحکماء الاولون «ان کل ممکن زوج ترکيبي» و يشهد بذلک العقل السليم ان المفعول لابد في کينونته من فعل من الفاعل و انفعال من نفسه فلو لميفعل الفاعل فلاحدث و لو فعل و لمينفعل فلاوجود الا تري ان الکسر يوجد بين الفعل و الانفعال فلو لمتکسر فلاکسر و لو لمينکسر الذي تريد ايقاع الکسر عليه فلاکسر فاذا حدثت الحرکة عنک بالکسر و انکسر مااردت وقوع الکسر عليه وجد الکسر في الخارج
«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۵۹ *»
و کان و الا فلا. فللکسر الحادث جهتان جهة الي الکاسر و جهة الي المنکسر فمن الکاسر وجوده و صدوره و من المنکسر صورته و ماهيته و ظهوره. فبذلک صار جميع المفاعيل و المخلوقات لها جهتان جهة الي ربها و جهة الي نفسها فجهة الرب قائمة بامره الاول و بالذات قيام صدور و قائمة بجهة النفس قيام ظهور. و جهة النفس قائمة بامر ربها الثاني و بالعرض قيام صدور و قائمة بجهة الرب قيام تحقق. لان جهة الرب لامر الرب الثاني و بالعرض کالکم لليد. و قد احدث الله جهة النفس بامره المتلبس بنفس جهة الرب فهي اي جهة الرب لباسه و وکره و محله القي في هويتها مثاله فاظهر عنها افعاله فاحدث جهة النفس فهي قائمة بجهة الرب قيام تحقق و الشيء المرکب منهما قائم بامر الرب قيام صدور و بهما قيام رکن فانهما ارکان وجوده و اجزاؤه.
و لابد لکل شيء من هاتين الجهتين علي ما شرحت و هاتان الجهتان ضدان في جميع الخصال فجهة الرب جهة الوحدة و النور و ا لخير و الکمال و الدوام و الاستقلال و امثال ذلک و جهة النفس جهة الکثرة و الظلمة و الشر و النقص و الزوال و الاضمحلال و امثال ذلک و انما خلق الله الخلق من هاتين الجهتين لظهور سر الاختيار الربوبي الاحدي المستعلي علي الکل بالسوية و ذلک قوله الرحمن علي العرش استوي يعني ليس شيء اقرب اليه من شيء آخر و اختلف الخلق في هاتين الجهتين کماً و کيفاً فمنهم الغالب عليه جهة الرب و منهم الغالب عليه جهة النفس و منهم من استوتا فيه و ذلک ان الخلق کلما يقرب من المبدء يغلب فيه جهة الرب و کلما يبعد عنه يغلب فيه جهة النفس و بين الغايتين بين بين يعني هما متساويتان. فکل من غلب عليه جهة الرب و استولت علي اقطار حدوده و انيته و سخرتها و اجرتها علي حسب ميلها کان سعداً و سعيداً و کان من اهل الخير و النور و الکمال و الدوام و الاستقلال و ظهر منه آثار تشاکلها. و کل من غلب عليه جهة النفس و استولت علي اقطار وجوده و جهته الي ربه و سخرتها و اجرتها علي حسب ميلها کان شقياً و نحساً منحوساً و کان من اهل الشر و الظلمة و النقص و الزوال و الاضمحلال و ذلک لان الله سبحانه يقول کلا نمد هؤلاء و هؤلاء من عطاء ربک و ماکان عطاء ربک محظوراً
فالوجود اي جهة الرب
«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۶۰ *»
متوجه الي ربه ساير اليه مستدير علي قطب امره و يحوم حول ربه علي التوالي و يستمد دائماً منه باقدام الامتثالات ما يقتضيه مشيته سبحانه التي هي اصل کل خير و نور و کمال و دوام و استقلال و يمده الله دائماً بذلک و يتقوي بذلک. و الماهية اي جهة النفس متوجهة الي نفسها سايرة اليها مستديرة علي قطبها و تحوم حول نفسها علي خلاف التوالي و تستمد دائماً من ربها باقدام اتباع الهوي و الشهوات ما لايحبه الله سبحانه و يرتضيه و يمدها الله سبحانه من حيث تستمد کما تستمد اذ ماکان عطاء ربک محظوراً و تتقوي هي بهذا الاستمداد و لايحسبن الذين کفروا اَنما نملي لهم خير لانفسهم اِنما نملي لهم ليزدادوا اثما و لهم عذاب مهين.
فاذا استولي الوجود علي الماهية صرف الماهية في مقتضياته و استعملها في خدماته لربه فتتحرک قسراً و قهراً علي قطب امر الله سبحانه علي التوالي و تستمد منه بالعرض تبعاً للوجود فيأتي المدد علي حسب ما يقتضيه امر الله و يرتضيه. فهذا المدد النازل يقوي الوجود لانه من جنسه و ذاتيته و يضعف الماهية لانه علي خلاف ميلها وذاتيتها. و لذلک تري المؤمن اقوي الناس في ايمانه و علمه و معرفته و اکملهم و انورهم و احسنهم و اجملهم و ادومهم و اضعف الناس في بدنه و دنياه و نعيمها الزايلة مبتلياً بالاسقام و الالام و ذلک ان المدد النازل اليه من جنس وجوده لا ماهيته. ففي العلل عن الصادق7 في حديث ان قوة المؤمن في قلبه الا ترون انه قد تجدونه ضعيف البدن نحيف الجسم و هو يقوم الليل و يصوم النهار. و قال المؤمن اشد في دينه من الجبال الراسية الخبر. و فيه عنه7 اخذ الله ميثاق المؤمن علي ان لايقبل قوله و لايصدق حديثه و لاينتصف من عدوه و لايشفي غيظه الا بفضيحة نفسه لان کل مؤمن ملجم. بالجملة، امداد اهل الحق لوجوداتهم ذاتية فهم اقوي شيء ذاتاً و وجوداً و لماهياتهم عرضية فهم اضعف شيء ماهيةً و انيةً و لايتوفق لهم مقتضياتها و متعلقاتها. و هذا هو الذي سکن افئدتنا في مکاره الايام و مکابدة اللئام و لا قوة الا بالله.
و اذا استولي الماهية علي الوجود و قهرته و استعملته في مقتضياتها و دارت
«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۶۱ *»
به علي قطبها علي خلاف تواليه في سيره الذاتي امدها الله من مطلبها مدداً ذاتياً لها فتقوت به لانه من جنسها و ضعف الوجود لانه لميجد مدداً ذاتياً يشاکله لعدم طلبه اياه بقهر الماهية اياه و المدد الواصل لايشاکله فضعف و اضمحل و لذلک تري قلوب المنافقين اضعف شيء يميلون مع کل ريح و يقدم في ايمانهم کل ريب و شک. و هم في جهلهم في ايمانهم و عجزهم عن التدرب و التدرج فيه کالاطفال المرتضعين لا بل کمريض في سکرة الموت و حشرجة النفس مع انک اذا رأيتهم تعجبک اجسامهم و ان يقولوا تسمع لقولهم و جميع امورهم منسقة منتظمة مقبولي القول مسموعي الکلمة مطاعين معظمين. فان جميع ذلک من تمام الاملاء و الاستدراج و قد سلب الله عنه امداد الوجود و الخير و النور
رضينا قسمة الجبار فينا | لنا علم و للاعداء مال |
بالجملة، تبين و ظهر لمن نظر و ابصر ان الشيء يتقوي بالمدد المشاکل و يضعف عن المدد الغير المشاکل و ذلک کمن يغتذي بما يشاکله فيتقوي و يغتذي بما يضاده فيضعف. و ذلک روح علم الطب و قطبه اذ يقولون ان الطب هو حفظ الصحة علي الاصحاء و دفع المرض عن المرضي و حفظ الصحة بالمثل و دفع المرض بالضد. و تبين ممابيان ان المدد ينزل علي حسب الاستمداد و الاجابة تقع علي حسب الدعاء. قال الله سبحانه قل لايعبؤ بکم ربي لولا دعاؤکم فمن استمد من مبدء الخير و النور و السعادة و الکمال و توجه اليه و دار عليه اتاه المدد علي حسب سواله. و من استمد من مبدء الشر و الظلمة و النحوسة و النقص و توجه اليه و دار عليه اتاه المدد علي حسب سؤاله کلا نمد هؤلاء و هؤلاء من عطاء ربک و ماکان عطاء ربک محظوراً.
فالمتوجهون الي مبدء الخير يختلف امدادهم علي حسب اختلاف استمدادهم و دورانهم علي المبدء و سيرهم اليه و عليه باقدام الامتثالات کماً و کيفاً و جهةً و رتبةً و وقتاً و مکاناً و وضعاً و غير ذلک من متممات القابلية. و ذلک ان المدد و المستمد بمنزلة شبح الشاخص و المرآة فاذا توجهت المرآة الي الشاخص يقع فيها شبحه ولکن ظهور هذا الشبح اي وجوده الخارجي علي حسب صفاء المرآة و کدورتها و لونها و تجردها. فالمدد النازل من امر الله
«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۶۲ *»
سبحانه يکون علي حسب شاخص الامر لانه منه و هو علي طبق صفة الله سبحانه و محبته و رضاه و يقع في قوابل الکاينات و يظهر عليها علي حسبها. فماکان منها تارکةً لمقتضيات نفسها تابعة لامر ربها ظهر ذلک المدد عليها علي حسب محبة الله فکان ذلک الموجود محبوباً لله سبحانه نوراً و خيراً و کمالاً و ثباتاً و قراراً و دواماً و ماکان منها تارکاً لمقتضيات امر ربه تابعاً لنفسه و هواه اعوج ذلک المدد فيه و تغير و تبدل. ففي الاول يجري قوله سبحانه فطرة الله التي فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله ذلک الدين القيم و في الثاني يجري قوله فلآمرنهم فليغيرن خلق الله. کما انک اذا نظرت الي مرآة فان کان لالون لها من نفسها و لاشکل يظهر شبحک فيها علي حسب ظهورک و علي طبق وجهک و تحبه و تنسبه الي نفسک و ان کان لها لون و شکل مغاير يظهر الشبح فيها علي خلاف ظهورک و وجهک فتبغضه و تنکره مع ان کليهما قائم بظهورک و من آياته ان تقوم السماء و الارض بامره. فافهم هذه المقدمات السديدات التي هي من مکنون العلم و مخزونه.
فنقول من المکنونات الکواکب المسؤلة و هي مرکبة من مادة هي ما صدر عن امر الله سبحانه و صورة هي لسان استعدادها و مرآة هويتها و المادة في نفسها لا حکم لها من الاحکام الظاهرة المسماة عندنا بالشرعية فان عرصة الحدود عندنا مسماة بعصرة الشرع و عرصة المحدود مسماة عندنا بعرصة الکون فالمادة لا سعادة فيها و لانحوسة شرعية و ان کانت سعيدة کوناً فانها علي طبق امر الله المطلق سبحانه و اما صورها فهي لشدة صفائها و استقامتها و موافقتها لامر الله سبحانه و بساطتها لمتخالف شيئاً من محبةالله سبحانه و لذلک صارت محال امر الله و مصادر وحي الله و مصاعد رسل الله و مساجد ملئکة الله و مقام جنات السلام و دار المقام و صارت قبلة الانام اليها ترفع ايدي العباد في کل مرام. و قال الله سبحانه في السماء رزقکم و ما توعدون و قال فلا اقسم بمواقع النجوم و انها لقسم لو تعلمون عظيم و في الدعاء خطاباً للقمر ايها الخلق المطيع الدائب السريع المتردد في منازل التقدير المتصرف في فلک التدبير الي ان قال في کل ذلک انه له
«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۶3 *»
مطيع و الي ارادته سريع. و کفي في فضلها انها جهة الرب للعالم و وکر مشية الله سبحانه و کُمّ ارادته و آلته في احداث ما يشاء کيف يشاء و ليس فيها شيء يخالف رضاء الله سبحانه و الا لمااتخذها عضداً علي خلقه و شاهدةً علي بريته و يداً له في احداث ما يشاء کما يشاء و هي جوار الله کما سماها اميرالمؤمنين و هي معصومة مطهرة عن کل لوث و عيب و نقص. و قد قال الله لها و للارض ائتيا طوعاً او کرهاً قالتا اتينا طائعين.
و قد والله يسيء الجهلة حيث يلومون الافلاک بکل ملام و ينسبون اليها الخطايا العظام فاذا کان جميع المعاصي منها فهي اکفر الکفرة و افجر الفجرة اذ هي غاصبة خلاصة اميرالمؤمنين7 نعوذ بالله و هي کاسرة سن النبي و فالقة رأس الولي و جارحة الحسن و قاتلة الحسين و الائمة و منکرة کل حق فاذا هي من اهل جهنم فاذا جهنم فيها. و الذي يکون هکذا کيف يتخذه الله موضع جناته و مصادر اوامره و مصاعد رسله و قبلة انامه و مخازن ارزاقه نعوذ بالله. و لميرض الحجج انيسب احد الرياح و غيرها فعنهم صلوات الله عليهم لاتسبوا الرياح فانها مأمورة و لاتسبوا الجبال و لا الساعات و لا الايام و الليالي فتأثموا و يرجع اليکم و روي لاتسبوا الدنيا انه اذا قال العبد لعن الله الدنيا قالت الدنيا لعن الله اعصانا لربه و قال ابوالحسن الثالث7 ما ذنب الايام حتي صرتم تشأمون بها اذا جوزيتم باعمالکم فيها ثم قال لاتجعل للايام صنعاً في حکم الله و ان کانوا ينسبون ذلک اليها لان جميع الآثار في السفليات منها فلينسبوا جميع ذلک الي امر الله سبحانه اذ تقوم السماء و الارض بأمره نعوذ بالله من بوار العقل و قبح الزلل و به نستعين.
ولکن الناس معذورون اذ يتبع خلفهم سلفهم من غير رويه و قدشاع ذلک المنکر بينهم بحيث لا نکير عليه و لايلتفتون الي قبحه و قدبقي ذلک في الناس من ايام کفرهم و دهريتهم و الاعتقاد بصنع في الملک للسماوات من دون اله. (الله ظ) الميسمعوا الحديث ان الله سبحانه اذا اراد شيئا اوحاه الي الروح فالقاه الي النجوم و جرت به. ألا يعتبرون من الحرمة التي جعل الله لها حيث نهي عن استقبال الشمس و القمر بالغائط و البول و التعري للغسل تحت السماء و کشف العورة لها و رفع اليد
«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۶۴ *»
في الدعاء اليها. فعن اميرالمؤمنين7 اذا فرغ احدکم من الصلوة فليرفع يديه الي السماء و لينصب في الدعاء فقال: ابنسبا يا اميرالمؤمنين اليس الله عزوجل في کل مکان؟ قال بلي قال: فلم يرفع يديه الي السماء؟ فقال او ما تقرأ و في السماء رزقکم و ما توعدون؟ فمن اين يطلب الرزق الا من موضع الرزق و ما وعد الله عزوجل في السماء.
بالجملة، لاذنب للسماء و انما هي منزل تقدير الله سبحانه و فلک تدبيره و اني اخبرک بمعني برائتها و تفسير عصمتها. اعلم ان هذا العالم اي هذه البسائط التي هي الافلاک و العناصر اثر مشية الله سبحانه و له جهتان جهة الي ربه و هي افلاکه و جهة الي نفسه و هي عناصره. و ذلک ان افلاکه جهة اعلاه و الطف اجزائه و ارقها و احکاها لماورائها من امر ربها و اشبه مراتبه بمشيته و عناصره جهة اسفله و اغلظ اجزائه و استرها لماورائها من امر الرب. فاتخذ الله سبحانه السماوات التي هي جهة العالم العلياء و اقرب اجزائه الي مشيته و اشبهها بها محال مشيته و اوکار ارادته و منازل تقديره و مصادر تدبيره و مخازن فيوضه يجري بها و منها ما يشاء كيف يشاء فينزل الامر من السماء الي الارض ثم يعرج اليه و جعلها الآباء العلوية و جعل العناصر الامهات السفلية و جعل جميع الحرکات الفعلية في السماوات و جميع الانفعالات في الارض. و کما انه يکون الولد مادته التي لا اختلاف فيها من صلب الاب و ليس فيه ذکورة و لا انوثة و لا حسن و لا قبح و لا سعادة و لا شقاوة و صورته في بطن الام و قال و يصورکم في الارحام کيف يشاء و روي السعيد من سعد في بطن امه و الشقي من شقي في بطن امه کذلک جميع ما يتولد بين هذين الابوين الاعظمين يکون مادته من السماء و لا اختلاف فيها و لا سعادة و لا نحوسة و صورته من جهة الام و القوابل السفلية. فتلک المادة السماوية المقدسة عن الصورة تقع في بطن ام قوابل السفليات و تتصور بصورة السعادة و النحوسة و الخير و الشر و الحسن و القبح و السيئة و الحسنة و النفع و الضر و هکذا. فصور الآثار في القوابل و مادة الآثار من الافلاک فما ذنب الافلاک و ما الذي اتت به حتي يلومونها بکل کفر و فسق؟ و متي
«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۶۵ *»
جرت علي خلاف ارادة الله؟ و هل تحرکت بدون اذن الله؟ فلو کانت تخالف امر الله فاذا يوجد ما لميشأ الله و يکون کثير من الآثار علي غير اذن الله و مشيته نعوذ بالله فکثيرا ما يوجد ما لميوجده الله و ان کانت لاتجري الا بمشية الله و ارادته فما ذنبها؟
و الحق ما ذکرنا لا صنع لاحد في حکم الله و ليست تجري الا بامر الله. و الذي ينزل من الله سبحانه و من امره و من سمائه ليس فيه اختلاف و تعين و انما هو امداد ساذجة و تتصور في بطون القوابل فتصير کفراً و ايماناً و سعادةً و شقاوةً و حسناً و قبحاً فالذي يجري من السماء فانما هو بمنزلة الخشب ليس فيه سعادة و لا شقاوة فاذا صنع منه بصورة الضريح صار مقبل الملئکة و ملثم الانبياء و کان سعيداً بصورته و لو صنع تلک القطعة بعينها صنماً صارت ملعونةً رجساً من حطب جهنم فهي خبيثة في صورتها. فالسعادة و النحوسة في قوابل اهل الارض لا السماء. فليس زحل نحساً و لا المريخ لانهما کوکبان مطيعان يجريان بامر الله. ولکن اذا وقع الامداد النازلة منهما الساذجة بالنسبة المطلقة في بطون قوابل صالحة ظهرت بالسعادة و اذا وقعت في بطون قوابل سيئة ظهرت بالشقاوة و النحوسة. الم تسمع ما من الاحتجاج عن ابان بن تغلب في حديث طويل عن ابيعبدالله7 اذ کلم رجلاً من اهل اليمن الي ان قال فقال ابوعبدالله7 فما زحل عندکم؟ فقال: اليماني نجم نحس. فقال ابوعبدالله7 لاتقل هذا فانه نجم اميرالمؤمنين صلوات الله عليه و اله و نجم الاوصياء و هو النجم الثاقب الخبر. و فيه اشارة انه رحمة الله علي الابرار و نقمته علي الفجار لانه کوکب الولي. و کذا المريخ کوکب مولانا الحجة7 و سيف الله المسلول علي الاعداء و رحمته المصبوبة علي الاولياء. الا تري انه کوکب الاسلام القاهر الغالب علي الاديان سفاک دماء الکفار من الانس و الجان. و في باطن تأويل بعض الاخبار ان المريخ کوکب اميرالمؤمنين فهو ايضا رحمة الله علي الابرار و نقمته علي الفجار.
فتبين و ظهر انه ليس في الافلاک سعادة و لا نحوسة شرعية و انما هي ساذجة عن الامرين و انما هما في القوابل. و اما السعادة الکونية اي امتثال امر الله سبحانه و عدم المخالفة له فهي حاصلة لها و هذا هو مرادي بعصمتها فعصمتها
«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۶۶ *»
علي نحو عصمة الملائکة لا الانبياء و الاوصياء. و انما ذلک لان کل واحد من بسايط العالم لميستوعب ما في غيره بالفعل و ان کان فيه بالقوة فهي اي بسايط هذا العالم ضعيفة الاختيار جداً کالملائکة ناقصة غير مستکملة جارية حيث اجريها الله سبحانه لاتقدر علي التحول عما وضعت فيه مضطرة علي ما خلقت عليه، کما رواه في الکافي من مکالمة ابيعبدالله7 مع الزنديق المسمي بعبدالملک فقال ابوعبدالله7 تفهم عني فانا لانشک في الله ابداً اما تري الشمس و القمر و الليل و النهار يلجان فلايشتبهان و يرجعان قد اضطرا ليس لهما مکان الا مکانهما فان کانا يقدران علي انيذهبا فلم يرجعان و ان کانا غير مضطرين فلم لايصير الليل نهاراً و النهار ليلاً اضطرا والله يا اخا اهل مصر الي دوامهما و الذي اضطرهما احکم منهما و اکبر قال الزنديق: صدقت. ثم قال ابوعبدالله7 يا اخا اهل مصر ان الذي تذهبون اليه و تظنون انه الدهر ان کان الدهر يذهب بهم لم لميردهم و ان کان يردهم لم لايذهب بهم. القوم مضطرون يا اخا اهل مصر لم السماء مرفوعة؟ و الارض موضوعة؟ لم لاتسقط السماء علي الارض؟ لم لاتسقط الارض فوق طباقها؟ و لايتماسکان و لايتماسک من عليها فقال الزنديق: امسکهما الله ربهما و سيدهما. قال فآمن الخبر.
فاذا کانت مضطرة علي وضع الله لاتقدر علي التحول عنها فهي معصومة اي ممنوعة بمنع الله عن مخالفة الله محفوظة بحفظ الله عن عصيان الله کالملائکة جارية حيث يجريها الله و هي مع ذلک ضعيفة الاختيار لعدم فعلية الاضداد فيها کالملائکة بخلاف الانسان فان فيه الاضداد بالفعل و هو شديد الاختيار يطيع و يعصي و يؤمن و يکفر و يسعد و يشقي و هو المکلف المأمور المنهي. فعصمة الافلاک کعصمة الجبال حيث انها موضوعة حيث وضعها الله لاتتحول عنه. و کرامة لهذه العصمة بالنسبة الي عصمة الانسان. فالشرف کل الشرف و الکرامة کل الکرامة في عصمة الانسان الذي فيه جميع الدواعي بالفعل فلايفعل الا ما اراد الله سبحانه صلي الله علي اصحابها صلوةً تامةً دائمةً. و لاامنع ان يکون بعض العوارض
«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۶۷ *»
الجزئية التي تقتضي نادراً ترک الاولي ملحقة بها فيصدر عنها بعض ترک الاولي کماصدر من الملئکة حين تعرضوا علي الله في خلق آدم و من فطرس و غيرهم. و تزول تلک الاعراض بالکلية حين رجعة آلمحمد: و ذهاب الظلمة و زوالها عن الدنيا فافهم.
بالجملة، قد طال الکلام فلنرجع الي شرح المرام و هو ان الکواکب مصادر امداد ساذجة ليس فيها سعادة و لا نحوسة و انما تنزل تلک الامداد الي الارض في بطون قوابل العباد فتتصور في الارض بصورة السعادة و النحوسة. فزحل و المريخ في السماء ساذجان و في الارض نحسان لأعداء آلمحمد: سعدان لأوليائهم. و کذلک المشتري و الزهرة في السماء ساذجان و في الارض سعدان في قوابل الاولياء نحسان في قوابل الاعداء و هکذا البواقي.
نعم لماکان عالم الاجسام ابعد العوالم الالفالف عن المشية کما قال7 ان الله خلق الفالف عالم و الفالف آدم و انتم والله في آخر تلک العوالم و اولئک الآدميين و کان اشدها تکثراً کانت مباديه و ان کانت جهة الرب متکثرةً و ظاهرةً بشئون اسماء الله و صفاته و برؤس مشيته و ارادته فلاجل ذلک تعددت الکواکب من الثوابت و السيارة و کل کوکب منها مظهر الربوبية اذ مربوب لمربوب خاص و مخلوق معين. بخلاف العالم الاول مثلاً فليس في جهة ربه تعدد و انما هي مظهر واحديته سبحانه کما انه ليس في جهة نفسه الا مربوب واحد9.
و لماکان هذا العالم غاية في الکثرة و جميع کثرات شئون کمالات الله فيه بالفعل و هو بالنسبة الي العالم الاول کغصون الشجرة من الاصل، تعددت جهات الربوبية فيه و کل واحدة منها لوح اسم من اسماء الله سبحانه الذي خلق به مربوب و مخلوق له سبحانه فهي اي الکواکب و ان کانت متعددة متکثرة متشخصة الا ان کل واحد منها مع ذلک لها سذاجة بالنسبة الي متعلقه و مربوبه فان المربوب اشد تکثراً من جهة الرب ابداً. فلاجل ذلک تعلق زحل مثلاً بالفلاحين و اهل الجبال و حوافر الابار و الانهار و اهل العلوم الغريبة کالکهانة و السحر و الکيميا و الليميا و السيميا و الهيميا و الريميا و ساير العلوم الغريبة مثلاً. فزحل واحد ساذج عن الشخصية ولکن
«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۶۸ *»
له تعين جنسي اذ ليس تربيته لمتعلقات المريخ کالعساکر و الجنود و الاتراک و الجلادين و الصانعين بالنار کالحدادين و الصغارين و امثالهم. فتبين ان لزحل تعيناً جنسياً لاصحابه و سذاجةً عن قيودهم و کذلک المريخ. فينزل من زحل مدد جنسي الي الارض و يقع في قوابل اصحابه فان کانت مستقيمة ظهرت بالسعادة و الخير و ان کانت معوجهة ظهرت بالنحوسة و الشر
کقطر الماء في الاصداف در | و في فم الافاعي صار سماً |
فصلاح حال المريخ مثلاً صلاح حال جنود الاسلام و اصحاب الاسواط بين يدي الامام7 و به يسعدون و يفوزون بما فيه صلاح دينهم و دنياهم و به نجاتهم و فساد حال عساکر الکفر و به يشقون و يخزون و يفسد دينهم و دنياهم و آخرتهم من حيث لايشعرون علي معني قوله سبحانه و لايحسبن الذين کفروا انما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما و لهم عذاب مهين و علي معني قوله لکيلا تأسوا علي ما فاتکم و لاتفرحوا بما آتاکم و علي معني ويلک لاتفرح ان الله لايحب الفرحين و علي معني قوله و لولا انيکون الناس امةً واحدةً لجعلنا لمن يکفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة و معارج عليها يظهرون فهل تحسب ان دولة الکفار و صحتهم و عمرهم من سعادتهم و سبب سعادتهم او من نحوستهم و سبب استدراجهم و هلاکهم؟ فان کانت استدراجاً فلا خير فيها و لا کل فقدان شر و لا کل وجدان خير.
فتبين و ظهر لمن نظر و ابصر ان صلاح حال المريخ ليس صلاح المنافق بل والله خير له ان يبتر عمره و يذهب ماله و ولده و يبتلي دهره باعظم المصائب و لايزداد اثماً و لايستحکم غضب الله عليه و يخفف عن عذاب آخرته. و کذلک فساد حال المريخ ليس فساد جنود الاسلام فان المؤمن لو قرض بالمقاريض کان خيراً له و کفارةً لذنوبه و رفعةً لدرجته و مرضاةً لربه و فوزاً بجواره و النجاة الابدية فافهم ما ذکرته لک و اعرف الخير و الشر عسي انتکرهوا شيئاً و هو خير لکم و عسي انتحبوا شيئاً و هو شر لکم.
بقي جواب اصل المسأله و هو ان الکواکب کزحل و المريخ مثلاً اذا کانا
«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۶۹ *»
سيئي الحال هل يقوي نحوستهما علي زعم المنجمين او تضعف؟ اعلم ان کل کوکب کما ذکرنا مظهر اسم من اسماء الرب جل شأنه في تربية مربوب معين کما ذکرناه سابقاً و مرآة صفة من صفاته و هوية مثال من امثلته و مجلي آية من آياته. فمادامت المراة مقابلة لوجهک علي الاستقامة و ليس فيها لون و صبغ ابداً و کانت في هيئتها علي طبق هيئة وجهک ظهر فيها وجهک علي وفق الواقع المحبوب المرضي. و ان تغيرت عن الوضع الصالح للموافقة ظهر فيها الوجه علي خلاف الواقع المبغوض المسخوط کما هو ظاهر. و ان الله سبحانه جعل مجاري کواکب افلاکه علي وضع لايتغير فيها مثال المشية و يظهر فيها علي حسب محبته و ارادته کما علمت.
ولکن اراداته اذا وقعت علي اهل الارض. فمنها ما يکون لهم علي وفق ميل کينوناتهم الدنياوية و شهواتها و اراداتها و علي ما يقتضي بقاءها و ثباتها و نماءها و ارتفاعها و اتساقها و هي التي يسمونها خيراً و صلاحاً و حسناً و سعادةً و ان کانت في الواقع شراً. و منها ما يقع علي خلاف ذلک و يسمونه شراً و فساداً و قبحاً و نحوسةً و ان کان في الواقع بعکس ذلک. و انما ذل کلاجل انهم يعملون ظاهراً من الحيوة الدنيا و هم عن الآخرة هم غافلون و لايجري من الله سبحانه بالنجوم الا الخير و يقع علي الارض کما علمت. ولکن مجري الامداد التي يزعمها اهل الارض خيراً غير المجري الذي يجري امداده علي زعمهم شراً. فمجاري الخير کثيرة فمنها ان يسير الکوکب علي التوالي فانا حققنا في محله ان الداني اذا سار علي التوالي و العالي علي خلاف التوالي اتسق الامر و حصل الاستمداد و الامداد علي وفق المحبة.
فالکوکب ما يسير علي التوالي يتوجه الي العالي و يتقرب اليه بالتوجه و يقع فيه نور العالي و مدده علي وفق الاتساق و المحبة فيصير قوياً فيما هو عليه. فاذا رجع و تحرک علي خلاف التوالي تنکس و استدبر علي العالي و توجه الي نفسه فجري له المدد من حيث نفسه علي خلاف الاتساق و المحبة فيضعف اثره. فالمريخ مثلاً اذا کان مستقيماً کان قوياً و ينطبع فيه اسم القهار و يقع امداده بالقوة و القهر و الغلبة للجنود کما يحبون. فاذا رجع تولي عن المبدء و جري له من العالي المدد من حيث نفسه فيضعف الجنود و يغلبون
«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۷۰ *»
و يقهرون و يقتلون و يکسرون لان المدد جاء من حيث الخذلان يعني من حيث النفس. ثم يخصص تعلقه بعسکر دون عسکر بواسطة ما يتصل به و ذلک معلوم في محله. و کذلک في شرفه و وباله و ساير اتصالاته فان کل شيء يتقوي بما هو من جنسه و يضعف مما هو ضده و المرء علي دين خليله. فتبين و ظهر لمن نظر و ابصر ان الکوکب يقوي اثره اذا کان قوياً و يضعف اذا کان ضعيفاً و ليس من نفسه له سعادة و نحوسة شرعية صورية و انما هو:
کقطر الماء في الاصداف در | و في فم الافاعي صار سماًً |
و لو کان المريخ مثلاً نحساً من حيث ذاته لکان جميع متعلقاته و آثاره نحساً فکان کل جندي نحساً وکل ترکي نحساً و جميع اهل الاقليم السابع نحوساً و جميع صناع النارية نحوساً و کل من في طالعه المريخ نحساً. و هو کوکب اميرالمؤمنين7 و الاسلام و القائم عجلاللهفرجه. فليس الامر کذلک بل فيهم سعيد و شقي و انما هما بالاعمال و القوابل و لاذنب للکواکب. فحاصل الجواب لمن لايفهم الخطاب ان الکوکب يقوي اثره اذا کان مستقيماً و في شرف و متصلاً بموافق و صاعداً و امثال ذلک. و يضعف اذا کان راجعاً و في وبال و متصلاً بمخالف و هابطاً و امثال ذلک. فان سميت الاثر سعادةً تزداد سعادةً في الاول و تنقص في الثاني. و ان سميت نحوسةً فتزداد في الاول و تنقص في الثاني افهم ما ذکرته لک و اتقنه و لاتبال اذا لميفهموا ما اقول و السلام.
فاذا کان المريخ قوياً مستقيما في السنبلة التي هي طالع بلدکم و هو کوکب حار يابس ناري و الغالب علي مزاج اهل بلدکم الحرارة و اليبوسة يحدث فيهم امراضاً حارةً يابسةً و يجلب اليهم ما يتعلق به من الحوادث. و ان رجع في السنبلة يضعف اثره و حرارته و يبوسته فلايحدث مرضاً و ينکس ما يتعلق به من الحوادث عن بلدکم فافهم هذا، ان لميکن مانع اقوي و الا فالحکم للغالب و الله الغالب علي امره والله اعلم بحقايق آثار مشيته.
قال: ان سير المريخ دورة کما ذکروا في ثمانيةعشر شهراً و يقطع برجاً في خمسين يوماً او ازيد بيومين او اقل بيومين تقريباً و کان في السنين السابقة قطعه
«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۷۱ *»
السنبلة في سبعة و اربعين او ستة و اربعين يوماً و في هذه السنة يقطع من السنبلة في شهرين ثمانيعشرة درجة ثم يرجع و علي هذا سيره في هذا البرج يصير ازيد من ثلثة اشهر و نصف فما سبب اختلاف کوکب واحد في برج واحد هذا الاختلاف؟
اقول: اعلم ان من الامور التي ثبت في العلم الطبيعي ان الافلاک بسيطة يعني ليست مرکبة من العناصر السفلية و الا لابسيط حقيقة الا الاحد جل شأنه فليست بساطة الافلاک البساطة الاحدية بل و لا البساطة الجبروتية العقلانية فانها اجسام مصورة مشخصة و العقل معنوي کلي بل و لا البساطة الدهرية النفسانية لانها اجسام لها مواد زمانية و النفوس صور عالية عن المواد خالية عن القوة و الاستعداد بل و لا البساطة البرزخية المثالية فان لها مواد زمانية و الامثلة صور عالية عنها و آيتها ما في المرايا من الاشباح. فالافلاک اجسام مرکبة من موادها و صورها في کل واحد کيفيات اربع و کيان ثلثة فانه ما من موجود في الغيب و الشهادة الا و هو مثلث الکيان مربع الکيفية کما حققناه في الفلسفة. و انما سميناها بسيطة بمعني انها لمتترکب من العناصر الاربعة.
بخلاف العناصر المحسوسة فانها في الحقيقة مرکبات ترکبت من انفسها حين اذ تقارنت فتداخلت فتمازجت فليست نارها ناراً بسيطةً عنصريةً و لاهواؤها و لاماؤها و لاترابها و انما هي جمادات مرکبة من النار البسيطة و الهواء و الماء و التراب البسيطة الزمانية حتي انه حکي عن الحکماء الاولين انهم حفروا الارض حتي وصلوا الي تراب يجدون له ثقلاً في اللمس و لايرونه بالعين لانه کان باقياً علي بساطته. فالافلاک لمتترکب من العناصر و لا بعضها ببعض و انما بقي العرش علي ما خلق عليه و الکرسي علي ما خلق عليه و الافلاک کل واحد علي ما خلق عليه يوم اول علي الوضع الالهي الاولي و في کل واحد ما هو عليه و ما هو به هو بالفعل و ساير الجهات الامکانية فيه بالقوة. فلايصدر من کل واحد الا اقتضاء واحد و هذا معني بساطته خذه اليک و ان عجز عن درکه کثيرون.
فلماکانت الافلاک بسيطة و لکل واحد منها اقتضاء واحد بالفعل لايصدر عن فلک واحد حرکتان مختلفتان و لا متضادتان لعدم وجود فعليتين فيه بخلاف المرکبات فان فيها فعليات متعددة يصدر عنها من کل فعلية اثر. فکل فلک او فلکلي
«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۷۲ *»
له حرکة واحدة متشابهة الاجزاء و لماکانت الحرکة علي ثلثة اقسام الي المرکز و عن المرکز و علي المرکز و الاولتان تقتضيان الميل الي مکان ثم النفور عنه و هما من مقتضيين لامحالة و ليس في الافلاک في کل واحد اقتضائان، وجب ان يکون حرکتها في اوضاعها علي مراکزها علي نحو الاستدارة و لايکون فيها حرکة بالاستقامة لماذکرنا. فکل فلک له حرکة دورية متشاکلة متوازية القسي حول مرکزه هذا هو الاصل الذي لامحيص عنه. و المشهود منها خلاف المعقول فيها فان في المنظر يري من کل واحد حرکات متخالفة بل متضادة. فتفطن الحکماء بتأييد الانبياء ان لها افلاکاً عديدةً و اوضاعاً متفاوتةً بها يحصل في المنظر هذا الاختلاف. و لما لمنکن بصدد بيان ساير الحرکات و لميکن في محل السؤال نقتصر علي بيان محض الاختلاف بالسرعة و البطؤ و نبين الوضع بحيث يقع في المنظر سرعة و بطؤ و يکون في المخبر ايضا سرعة و بطؤ مع ان کل فلک وحداني الحرکة و هي متشابهة الاجزاء.
فنقول علي نهج الاختصار ان الافلاک التي اثبتت للمريخ ثلثة: ممثل و حامل و تدوير. فالممثل و الحامل محيطان بالارض لکن مرکز الممثل مرکز العالم و مرکز الحامل خارج عنه. و اما التدوير فهو بکله خارج عن الارض و هو فلک مصمت مرکوز في ثخن الحامل و الکوکب مرکوز في التدوير و شکلها هکذا @ شکل ص27@ و هو معروف.
«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۷۳ *»
فنقول نفرض الممثل في جوف دايرة اخري موازيةً له و هي منطقة البروج و نقسمها باثنيعشر قسماً و نخرج من کل قسم خطاً الي مرکز العالم فيقسم تلک الخطوط الممثل الي قسي متساوية لتوازيهما و اتحاد مرکزهما. و اما الحامل الذي مرکزه خارج مرکز العالم فلايصير قسيها الواقعة بين الخطوط متساوية بل تکون القسي من جانب الاوج اکبر و من جانب الحضيض اصغر لقربها من زوايا المثلثات کماتري في هذا الشکل @ شکل ص27@ فقوسا «ا، ب» من الحامل اصغر القسي لانهما اقرب الي الزاوية و قوسا «ک، ل» اکبر القسي لغاية بعدهما عن المرکز و ما بين هاتين بين بين البتة. و اما قسي دائرة «س، م، و» فکلها متساوية لتساوي ابعادها عن المرکز فالکوکب المتساوي السير اذا سار في الدائرة الداخلة التي هي الحامل يقطع قسي الحضيض في اقصر المدة و قسي الاوج في اطول المدة و مابين هاتين بالنسبة. فاذا اخذ من الحضيض الي الاوج يصير لبثه في کل برج اکثر الي انيبلغ الاوج فاذا انحدر يصير لبثه في کل برج اقل الي انيصير الي الحضيض و يصير لبثه في غاية القلة. فهذا احد الوجوه في السرعة و البطؤ.
و علة اخري ان الکوکب اذا کان متحرکاً الي جهة بنفسه و اعانه محرک آخر مساو له في الجهة يزداد سرعةً و اما اذا کان المحرک الخارجي محرکاً له الي
«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۷۴ *»
غير تلک الجهة يعوقه عن حرکته البتة فان کانا متساويين يظهر منه الوقوف و ان کان حرکة الکوکب اقوي يظهر منه الحرکة الي جهة الکوکب بقدر فضل حرکته علي حرکة المحرک الخارجي و ان کان حرکة المحرک الخارجي اقوي يظهر منه الحرکة علي خلاف جهة حرکة الکوکب بقدر فضل حرکة المحرک الخارجي. فاعتبر ذلک من نملة تسير ذات اليمين علي الرحي فان کان الرحي ايضا يسير الي اليمين فيتضاعف حرکة النملة البتة فان المحل يسير بنفسه مثلاً درجة و الحال ايضا ينتقل من محله درجة فيظهر الحرکة درجتين البتة. و ان کان الرحي يسير درجة ذات الشمال و النملة تسير درجة ذات اليمين فيظهر دائماً انها واقفة في موضع نظرک و ان کان الرحي يسير ذات الشمال درجة و النملة تسير ذات اليمين درجتين يظهر الحرکة الي اليمين درجة و ان کان الرحي يرجع ذات الشمال درجتين و النملة تسير ذات اليمين درجة يظهر النکس درجة الذات الشمال مع ان الرحي متساوي السير و النملة متساوية السير.
فاذا عرفت ذلک فاعلم ان الحامل يسير من المغرب الي المشرق بسير متساو و التدوير ايضاً يسير من حيث الاعلي من المغرب الي المشرق ولکن اسفله يسير من المشرق الي المغرب لانه بکله خارج عن مرکز العالم. فان اردت الاعتبار فدور کرة او نارنجة امامک من اليسار الي اليمين فتراها يسير سطحها الاعلي من اليسار الي اليمين و سطحها الاسفل من اليمين الي اليسار. فالکوکب المرکوز فيه اذا کان في الاسفل تراه يسير من المشرق الي المغرب و ان کان في الاعلي تراه يسير من المغرب الي المشرق لان کرته شفافة و الکوکب مرئي في جميع اطرافها اين ما کان. فنقول ان اعلي التدوير المماس لمحدث الحامل يسمي بالذروة و اسفله المماس بمقعر الحامل يسمي بالحضيض. و اذا اخرجت خطين من مرکز العالم الي طرفي التدوير و يقع بينهما ممايلي المرکز من محيطه قوس اقل من نصف الکرة و اکبر قوسيه في جانب الذروة لامحالة هکذا:
«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۷۵ *»
@شکل ص28@
فالکوکب اذا کان بين «ا، د» ممايلي الذروة يسير من المغرب الي المشرق و اذا کان بين «د، ا» ممايلي الحضيض يسير من المشرق الي المغرب و الحامل ايضاً يسير من المغرب الي المشرق و سير الحامل في وضعه متشابه و سير التدوير ايضاً في وضعه متشابه. الا انه اذا کان الکوکب في القوس العليا يسير من المغرب الي المشرق بطبيعة التدوير و يقطع کل يوم شكل ص29@ دقيقة شكل @ ثانية م ثالثة و يساعده الحامل الذي يسير ايضاً من المغرب الي المشرق و سيره کل يوم شكل لا @ دقيقةً کو ثانيةً م@ ثالثةً فيزداد سير الکوکب فان الحامل يسير و المحمول ايضاً يسير الي جهة واحدة. و اذا کان الکوکب في القوس السفلي يسير من المشرق الي المغرب بعکس حرکة الحامل فيظهر الرجوع للکوکب بقدر افضل.
و وجه آخر انه يکون الکوکب في الذروة اسرع سيراً و في جانبيها ابطأ لانه في الذروة يسير بالنسبة الي الناظر عرضاً و يظهر کل سيره و يتجاوز عن جزء من المنطقة الي جزء آخر بسرعة و في الطرفين اما صاعد و اما هابط فيکون في نظر الناظر قليل التجاوز عن جزء من المنطقة و ان کان سيره في نفسه متشابهاً. و لمنذکر البراهين الهندسية لانها معروفة عند اهلها و کتب القوم بها مشحونة و
«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۷۶ *»
المقصود الاشارة الي المطلب بحيث يتيقن الناظر بصحة الجواب عن المسألة. فاذا بلغ الکوکب ملتقي الخطين الخارجين عن المرکز الي طرفي التدوير يظهر بالاقامة لانه يقع في غاية الانطباق علي ذلک الخط فيظهر اياماً کانه في موضع واحد. الا تري انه لو طار طاير فوق رأسک عرضاً بحيث يکون بعد طرفي خط مسيره عن عينک متساوياً تتبين سيره کما هو و اذا کان يطير مورباً يعني يکون بعد مبدء سيره عن عينک اقل من بعد منتهي سيره يتبين لک سيره اقل اذا قسته الي اجزاء الفلک. و اذا صعد في خط نظرک الي السماء او هبط فيه لاتحس له بحرکة ابداً فتحسبه مقيماً. کذلک الکوکب في الذروة يسير عرضاً فيظهر له حرکة سريعة و في الطرفين يسير مورباً فيتبين ابطأ و في هذه القوس مستقيم و في ملتقي الخطين اما صاعد و اما هابط علي الاستقامة فيظهر مقيماً و في القوس السفلي يظهر راجعاً لماعرفت ولکنه في طرفي الرجوع ابطأ للتورب و في وسط الرجوع اسرع فذلک ايضاً وجه آخر.
و وجه آخر به يتفاوت السيران القوس العليا من التدوير اقرب الي مقسم البروج و محيط المنطقة و قوسه السفلي اقرب الي المرکز و ابعد عن المحيط فکما عرفت يصير قسط برج من القوس العليا من التدوير اعظم من قسط برج من السفلي فيقطع الکوکب القسط الاصغر اسرع من قطعه القسط الاعظم فتدبر. فاذا اجتمع ما يمکن اجتماعه من اسباب سرعة السير للکوکب في برج يسرع سيره حتي ان المريخ المسئول عنه يقطع برجاً في اقل من اربعين يوماً کما قطع في هذه السنة برج الحمل فانه تحول الي الحمل ليلة الاثنين الخامسالعشر من فروردين و انتقل عنه ليلة الجمعة الرابعة و العشرين من ارديبهشت و اذا اجتمع ما يمکن اجتماعه من اسباب البطؤ في برج يبطؤ سيره کما وقع في سيره في السنبلة فانه دخلها ليلة الاربعاء اول آذر و سار تمام آذر و تمام دي منها ثمانيعشرة درجة ثم رجع يوم الاحد اول بهمن و لايقع اتفاق اسباب البطؤ دائماً في برج معين و اسباب السرعة دائماً في برج بل يختلف و ذلک تقدير العزيز العليم. فلنتبين الان ما اجتمع من اسباب البطؤ في موضع السؤال و هو السنبلة.
فنقول ان موضع اوج المريخ علي
«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۷۷ *»
ما ضبطوه في سنة ثمانمأة و احدي و اربعين الاسد في الحادية و العشرين درجة و السابعة و الخمسين دقيقةً فيكون رفعا الثانية و العشرين و في سيره اختلاف شديد. و الذي عرفناه من لحن الاخبار انه يقطع في کل ثلث و ثمانين سنة و اربعة اشهر درجة واحدة و علي ما يقولون في کل سبعين سنة درجة فعلي ظنهم يکون موضع الاوج الان اول السنبلة فانه انتقل في خمسمأة و ستين سنة ثمان دقايق و يبقي فضل و هو اثنتيعشرة سنة و سار بقدرها من اول السنبلة و لاحاجة الي الاستقصاء و علي ما نقل سار سبع درجات تقريباً و التفاوت قليل فاول السنبلة في هذه الايام محل الاوج فالمريخ في اول السنبلة في غاية الاوج و هذا ينذر ببرد شديد في هذا الشتاء لانه روي ما حاصله ان المريخ اذا هبط اشتد الحر و اذا صعد اشتد البرد @؟؟ فهو في اول السنبلة يساوق کون الشمس في اواخر العقرب و تدخل القوس و الجدي و الدلو و هو في السنبلة لاسيما انه يرجع و يضعف حرارته جداً و حرارة العالم منه فيشتد البرد نعوذبالله و نسأل الله ان يجعله لنا لا علينا. و يؤيد شدة البرد ان حضيض زحل في هذه الايام الخامسةعشرة من الجوزا و زحل في تلک الايام في الثور و هو ايضاً هابط الي الحضيض. و قد روي انه سبب برد الشتا و اذا هبط اشتد البرد فالظاهر و العلم عند الله شدة البرد.
بالجملة، ما نحن بصدد الاحکام و الحکم لله العزيز الحکيم فکون المريخ في السنبلة و فيها اوجه دليل البطؤ و احد اسبابه و لذا صار المريخ من اول السنة في کل برج ابطأ لانه کان صاعداً الي الاوج.
و سبب آخر انه مقارب الرجوع و نازل الي حضيض التدوير فسيره بطيء جداً لانه هابط و يقرب من الاقامة فجدير بان يکون کالمقيم و لذا تراه في السنبلة لايقطع درجة واحدة في ايام فانا قد ذکرنا انه في غاية البطؤ في طرفي قوس استقامته فانه هابط و صاعد و الان هابط و کذلک اذا استقام و اخذ في الصعود يبطؤ سيره فهذا وجه بطئه بهذا المقدار.
و اما ما ذکرتم من ان المريخ يقطع دورة في ثمانيةعشر شهراً فالذي عندنا انه يقطع دورة في سنة و عشرة اشهر واحد و عشرين يوماً و اثنتين و عشرين ساعة و خمسين دقيقة و اما انه لميکن يلبث سابقاً في السنبلة هذا المقدار فلاجل انه
«* مكارم الابرار عربي جلد ۳۲ صفحه ۱۷8 *»
لميکن هابطاً او صاعداً فيها و هذه السنة هو هابط فيها. هذا ما ادي اليه نظري القاصر و انا قاطن في بعض الجبال مع غاية الکلال و لو کان يصل الي سؤالکم في البلد و في فراغ البال لکان احري ببسط المقال في الجواب هذا و انا قليل التفکر و التدرب في رياضيات هذا العلم و قليل الاسباب و الکتب و لو في البلد و في ما ذکرنا کفاية و بلاغ. و لماذکر البراهين الهندسية لان الحاجة محض اظهار سر البطؤ و قد حصل و ما ذکرناه اوضحناه بحيث وافق الحس ثم و هذا العلم لايعلمه الا نبي او وصي الانبياء. و قد فرغ من تسويدها مصنفها کريم بن ابرهيم حامداً مصلياً مستغفراً في عصر يوم الاربعا ثالث شهر ذيالحجة الحرام من شهور سنة الف و مأتين و تسع و ستين هجرية و لاقوة الا بالله و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين. تمت