رسالة في جواب عباس ميرزا ملک آرا
من مصنفات العالم الربانی و الحکیم الصمدانی
مولانا المرحوم الحاج محمد کریم الکرمانی اعلی الله مقامه
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۷ *»
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلوة علي محمد و آله الطاهرين و رهطه المخلصين و لعنة الله علي اعدائهم اجمعين الي يوم الدين.
و بعد يقول العبد الاثيم كريم بن ابرهيم انه قد اتاني كتاب كريم و خطاب جسيم من صاحب الرياستين السيف و القلم و مالك الولايتين العِلْم و العَلَم غرة ناصية المجد و الفخار و تاج رأس العز و النجار ذي الرتبة السنية و الدرجة العلية ابن السلطان بن السلطان بن السلطان و اخ سلطان الزمان نائب السلطنة البهية عباس ميرزا لازالت رايات مجده مرفوعة و اعلام عزه منصوبة و عمر الله دينه و دنياه و جعل اخراه خيرا من اولاه و قد امرني في كتابه بشرح مسائل مشكلة و مطالب معضلة و لولا انه قد امرني بان اسلك سبيل اختصار غير مخل و اجانب التطويل الممل لكان تعوقني كثرتها عن الجواب مفصلا ولكن لما اعانني بامره ذلك بادرت الي الجواب راجيا من بقية الله عجل الله فرجه الهام الصواب و كان سؤالاته دام مجده فارسية و لما كرهت الجواب بالفارسية لقصورها عن اداء المراد ترجمت سؤالاته بالعربية مع تهذيب عما لامدخل له في المسألة و جعلت سؤالاته كالمتن و جوابي له كالشرح ليتضح جواب كل مسألة.
قال دام مجده ما تمام حديث فيه قوله۷ ان منهم قوما نصابا الخ مع رواته؟
اقول ذاك حديث في تفسير العسكري۷ في تلو قوله تعالي و منهم اميون لايعلمون الكتاب الا اماني الاية في حديث طويل الي ان قال۷ قال رجل للصادق۷ فاذا كان هؤلاء القوم من اليهود لايعرفون الكتاب الا بما يسمعونه من علمائهم لا سبيل لهم الي غيره فكيف ذمهم بتقليدهم
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۸ *»
و القبول من علمائهم و هل عوام اليهود الا كعوامنا يقلدون علماءهم فان لميجز لاولئك القبول من علمائهم لميجز لهؤلاء القبول من علمائهم فقال۷ بين عوامنا و علمائنا و بين عوام اليهود و علمائهم فرق من جهة و تسوية من جهة اما من حيث استووا فان الله قد ذم عوامنا بتقليدهم علمائهم كما ذم عوامهم و اما من حيث افترقوا فلا قال بين لي يابن رسول الله قال۷ ان عوام اليهود كانوا قد عرفوا علمائهم بالكذب الصريح و باكل الحرام و الرشا و بتغيير الاحكام عن واجبها بالشفاعات و العنايات و المصانعات و عرفوا بالتعصب الشديد الذي يفارقون به اديانهم و انهم اذا تعصبوا ازالوا حقوق من تعصبوا عليه و اعطوا مالا يستحقه من تعصبوا له من اموال غيرهم و ظلموهم من اجلهم و عرفوهم بانهم يقارفون المحرمات و اضطروا بمعارف قلوبهم الي ان من فعل ما يفعلونه فهو فاسق و لايجوز ان يصدق علي الله و لا علي الوسايط بين الخلق و بين الله فلذلك ذمهم لما قلدوا من عرفوا و من قد علموا انه لايجوز قبول خبره و لا تصديقه في حكاية و لا العمل بما يؤديه اليهم عما لميشاهدوه و وجب عليهم النظر بانفسهم في امر رسول الله۹ اذا كانت دلائله اوضح من ان تخفي و اشهد من ان لاتظهر لهم و كذلك عوام امتنا اذا عرفوا من فقائهم الفسق الظاهر و العصبية الشديدة و التكالب علي حطام الدنيا و حرامها و اهلاك من يتعصبون عليه و ان كان لاصلاح امره مستحقا و بالترفرف بالبر و الاحسان علي من تعصبوا له و ان كان للاذلال و الاهانة مستحقا فمن قلد من عوامنا مثل هؤلاء الفقهاء فهم مثل اليهود الذين ذمهم الله بالتقليد لفسقة فقهائهم فاما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا علي هواه مطيعا لامر مولاه فللعوام ان يقلدوه و ذلك لايكون الا بعض فقهاء الشيعة لا جميعهم فاما من ركب من القبايح و الفواحش مراكب فسقة فقهاء العامة فلاتقبلوا منهم عنا شيئا و لا كرامة و انما كثر التخليط فيما يتحمل عنا اهل البيت لذلك لان الفسقة يتحملون عنا فيحرفونه باسره لجهلهم و يضعون الاشياء
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۹ *»
علي غير وجوهها لقلة معرفتهم و آخرين يتعمدون الكذب علينا ليجروا من عرض الدنيا ما هو زادهم الي نار جهنم و منهم قوم نصاب لايقدرون علي القدح فينا فيتعلمون بعض علومنا الصحيحة فيتوجهون به عند شيعتنا و ينتقصون بنا عند نصابنا ثم يضيفون اليه اضعافه و اضعاف اضعافه من الاكاذيب علينا التي نحن برءاء منها فيقبله المستسلمون من شيعتنا علي انه من علومنا فضلوا و اضلوا و هم اضر علي ضعفاء شيعتنا من جيش يزيد علي الحسين بن علي۸ و اصحابه فانهم يسلبونهم الارواح و الاموال و هؤلاء علماؤ السوء الناصبون المتشبهون بانهم لنا موالون و لاعدائنا معادون يدخلون الشك و الشبهة علي ضعفاء شيعتنا فيضلونهم و يمنعونهم من قصد الحق المصيب لاجرم ان من علم الله من قلبه من هؤلاء العوام انه لايريد الا صيانة دينه و تعظيم وليه لميتركه في يد هذا الملبس الكافر ولكنه يقيض له مؤمنا يقف به علي الصواب ثم يوفقه الله القبول منه فيجمع الله له بذلك خير الدنيا و الاخرة و يجعل علي من اضله لعن الدنيا و عذاب الاخرة.
قال دام مجده و حديث ليس العلم بكثرة التعلم.
اقول هذا الخبر رأيته في كشكول الشيخ البهائي فيما اظن و نقل من الاثنيعشرية لمحمد بن محمد بن حسن الشهير بابن قاسم العاملي و روايته عن عنوان البصري عن الصادق۷ و هو حديث طويل موضع الحاجة منه قال۷ يا ابا عبدالله ليس العلم بالتعلم انما هو نور يقع في قلب من يريد الله تبارك و تعالي ان يهديه فان اردت العلم فاطلب اولا من نفسك حقيقة العبودية و اطلب العلم باستعماله و استفهم الله بفهمك الخبر.
قال دام مجده ظهور الامير۷ في دشت ارزن.
اقول القصة مشهورة معروفة لاتنكر الا اني لمار حديثها في كتب الاخبار الا في مشارق الانوار علي نحو الاشارة و هذا لفظه حيث يعيب علي منكري
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۱۰ *»
الفضائل قال فمن ذلك انكارهم لحديث سلمان و دشت ارزن و ان اميرالمؤمنين خلصه هناك من الاسد حين استغاث به و قالوا اين كان علي هناك و كيف كان قبل ان يكون انتهي و هذا القول يعطي شهرة الحديث و عدم جواز انكاره ولكني لماره مع قلة ما في يدي من الكتب نعم قد رواه محمد صالح الترمدي من العامة في كتاب المناقب نقلا من احسن الكبار ان عليا۷ كان يوما جالسا علي غرفة يأكل الرطب و سلمان كان جالسا تحتها يخيط خرقة فرماه علي۷ بنواة و هو ابن سبع و عشرين سنة فقال سلمان انت شاب و انا شايب لاينبغي ان ترميني بنواة فقال علي۷ انت شائب و انا شاب انسيت دشت ارزن و من نجاك من الاسد فتحير سلمان فقال بين يا علي قصتها فقال كنت في الماء و تجزع من شر الاسد فدعوت و انا كنت امر في ذلك الصحراء و علي درع و في يدي سيف فجئت و ضربت الاسد بسيفي و قطعته نصفين فقال سلمان و لها علامة اخري فاخرج علي۷ طاقة ورد من كمه و قال هذا ما اهديته الي ذلك الراكب فازداد تحير سلمان و تفكر فناداه هاتف ايها الشائب التقي اذهب الي رسول الله و اخبره فذهب الي رسول الله۹ و قال له اني قرأت نعتك في الانجيل و كنت احبك و اخفي حبك عن ابي الي ان حكي له قصة دشت ارزن الي ان قال و يمضي من ذلك الوقت ازيد من ثلث مأة سنة و لمابرزه الي احد و اظهره اليوم ابن عمك فممن تعلم الغيب فقال رسول الله۹ ليس امثال هذه الامور عجيبا عن علي۷ و رأيت اعجب من ذلك منه لما وفدت سدرة المنتهي و تخلف عني جبرئيل و مضيت الي عرش رب العالمين و كنت اسار ربي و يسارني فرأيت اسدا فتأملته فاذا هو علي و لمارجعت اخبرني علي بجميع ما اسر الي ربي يا سلمان لميبتل نبي و ولي و صالح و تقي من لدن آدم الي يومنا هذا ببلاء الا و منجيه علي هذا مختصر ما نقله في المناقب من كتاب احسن الكبار و رواه من اربعين علاء الدولة السمناني و قال انها اشهر من الشمس و كفي شهادة العامة في ثبوتها.
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۱۱ *»
قال ايده الله ما حديث في اوائل تفسير القمي يدل علي امكان فهم البطون من اعداد الحروف.
اقول الذي في اول تفسير القمي هو الاستدلال بالحروف لا بالعدد و هو الحديث المشهور في تفسير بسم الله الرحمن الرحيم الباء بهاؤ الله و السين سناء الله و الميم ملك الله و لمار غيره.
قال ايده الله لا شك ان الطفرة في الوجود باطلة و الفيض يصل الي العالي ثم الداني فما السبب في انك تقول في كتابك في السلسلة الطولية ان ذلك في التشريع لا في التكوين.
اقول من العجب غفلة الاكثرين عن وضع هذا الكتاب فاعلم ان شيخنا الاجل اعلي الله مقامه ذكر في كتابه سلسلتين نورانية و ظلمانية و قال في النورانية ان الجمادات الطيبة شعاع النباتات الطيبة و هي شعاع الحيوانات الطيبة الطاهرة المحللة و هي شعاع الملائكة و هم شعاع الجن المؤمنين و هم شعاع مؤمني الاناسي وهم شعاع الانبياء و هم شعاع الحقيقة المحمدية و ذكر في السلسلة الظلمانية اضداد هؤلاء فسألني عنهما سائل فذكرت في ذلك الكتاب ان هاتين السلسلتين في التشريع لا في التكوين فانه في التكوين ليس سعادة و لا شقاوة و لا نور و لا ظلمة و لا مؤمن و لا كافر فسلسلة النور في اهل عليين و سلسلة الظلمة في اهل سجين و ليس في الكون عليون و لا سجين و انما هما في الشرع و لماقل انه ليس في الكون سلسلة طولية مطلقا و كيف ينكر احد الطول في الكون و يري الكلام و المتكلم و الفعل و الفاعل اقلا ولكن القوم ما عرفوا مرامي و نوهوا باسمي مع الجهل بالمراد فلما شاع ذلك بين اخواننا و اشتبه عليهم اضفت الي ذلك الكتاب اوراقا و اكدت و صرحت بالمراد حتي لايشتبه الامر علي اهل الوداد.
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۱۲ *»
قال ايده الله كيف يوصل الشيعة الرزق الي من دونهم و هم وسائط في اي شيء؟
اقول لا نقول بانهم يوصلون الرزق الي من هو غيرهم و انما نقول انه يصل الرزق الي من دونهم بهم و الفرق ان الموصل هو الذي يوصل عن عمد و ادراك و اما من يرزق الناس به فلايجب ان يكون هو الرازق بل لاجل انه في الناس و الناس اسباب قوام وجوده و عيشه و يريد الله حفظه فيحفظ اسباب وجوده و انك لو تدبرت لوجدت جميع الخلق مرتبطا بعضه ببعض و كل احد هو او بدله شرط وجود الاخر فلما كانت الشيعة في الدنيا هم محل العناية و السايرون اسباب قوام وجودهم و حيوتهم و معاشهم في الدنيا يرزق الله الاسباب لحفظ المسبب هذا في الظاهر و اما في الباطن فهم سابقون في الوجود و انما ينزل الفيض اليهم اولا فما اشرق عليهم يشرق منهم علي من سويهم و لايجب ان يكون بعمد و ادراك منهم الا تري ان فيض العلم ينزل الي العالم اولا و هو يعلم الناس و كم من ناس جالسين بحيث لايراهم العالم فيفاض علي الجاهلين بواسطة العالم و هو غير مطلع عليهم مع ان فيض العلم وصل الي العالم اولا ثم وصل به الي الجاهل و العامد المطلع علي الكل هو الكلي لا غير و يشهد بذلك ما رواه في البحار بسند متصل عن علي۷ قال خلقت الارض لسبعة بهم يرزقون و بهم يمطرون و بهم ينصرون ابوذر و سلمان و المقداد و عمار و حذيفة و عبدالله بن مسعود قال علي۷ انا امامهم و هم الذين شهدوا الصلوة علي فاطمة و لاتشك ان عبدالله و حذيفة كانا من الشاكين بعد وفاة النبي۹ الي ان استبصروا و من كان هكذا لايليق بان يكون رازقا خالقا و عن ابيعبدالله۷ انه ذم رجلا فقال لا قدس الله روحه و لا قدس مثله انه ذكر اقواما كان ابي ائتمنهم علي حلال الله و حرامه و كانوا عيبة علمه و كذلك اليوم هم عندي مستودع سري و اصحاب ابي حقا اذا اراد الله باهل الارض سوء صرف بهم عنهم السوء هم نجوم شيعتي احياء و امواتا هم الذين احيوا ذكر ابي بهم يكشف الله كل بدعة الخبر و لاشك انهم لميكونوا
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۱۳ *»
صارفي السوء عن العباد عن عمد و ادراك و انما ذلك علي ما ذكرنا و علي ذلك هم لسبقهم وسائط كل فيض و خير و مدد و لايجب ان يكون الوصول الي الخلق ممن دونهم عن عمد و ادراك منهم البتة فانهم جزئيون لايحيطون بمن دونهم و انما هم بمنزلة النجوم في السماء و ان كانت النجوم اسبق في الوجود من التراب ولكن كل واحد منها لايحيط بالارض و لايطلع علي جميعها و لكل درجات مما عملوا و ليس كل من لايحيط بكل شيء لايطلع علي شيء و الاوقات مختلفة و الانظار متفاوتة والله العالم بحقيقة الحال.
قال ايده الله يقول الشيخ رفع الله درجته في شرح و اجسادهم في الاجساد في رد الشيخ عبدالله لانه نقل الاقوال و قدر فيها بميزانه و كل احد كذلك لان العيار الذي يزن به العلماء واحد لايتعدد و انما يتعدد بحسب افهامهم و لو خلص الحق لميخف علي ذي حجي ما المراد من هذا الميزان و لو كان الامر كذلك لزم ان لايختلف العلماء.
اقول ليس في العبارة اشكال و فيها جواب عن السؤال فانه اعلي الله مقامه قال ان الشيخ عبدالله صنع كما يصنع اغلب العلماء في المسائل يعني نقل الاقوال ثم قدرها بميزان ظاهر الشرع و ضرورة الاسلام و المذهب فما وافقها صدقها و ما خالفها كذبها و صاحب كل قول مراده ان يفعل ذلك لكن مختار كل قول يزعم ان قوله موافق للعيار و ساير الاقوال مخالفة فليس التفاوت في العيار و انما التفاوت في الافهام التي تميز موافقة القول و مخالفته و انما ذلك لايوقف الشخص علي فهم الحقيقة لان الدار دار لطخ و خلط و لكل شيء حيوث و جهات و الانظار الي الشيء مختلفة فمنهم من يراه قريبا و منهم من يراه بعيدا و منهم من يراه موافقا و منهم من يراه مخالفا و لو خلص الحق عن الخلط و اللطخ لميخف علي ذي حجي فاذا نظر ذو حجي الي الشيء من حيث الاعلي قبل اللطخ و الخلط لميخف عليه و اذا نظر من وراء استار الخلط و اللطخ جاء الاختلاف و الاحكام الشرعية اليوم احكام عالم اللطخ و الخلط دون غيره فلايجوز تحصيلها من عالم اعلي عار عن
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۱۴ *»
اللطخ و الخلط و لايجوز الحكم علي المرضي بحكم الاصحاء فنظر مشايخنا في الاحكام بنظر اللطخ و الخلط في عالمهما الي الاشياء المخلوطة الملطوخة دون الحقيقة فنظر كل الي جهة و وازنوا الامر بذلك المعيار فاختلف المقدار و جاز ذلك مادام الغبار فعمل كل بما اختار و لا حرج فاذا طهر الديار عن الاغيار و زال الغبار اتحد المختار.
قال ايده الله ما المراد مما قال الشيخ اعلي الله مقامه ان وضع لفظ الصلوة علي الدعاء و الصلوة المخصوصة من باب التشكيك.
اقول اعلم ان الحقيقة الواحدة اذا كانت مختلفة المراتب بحسب الصور بحيث تكون علي نحو التدرج يقال لها التشكيك لانه بمعني الضم و يقال لضم الشيء بالشيء التشكيك فلما كانت مراتبها قد ضم بعضها ببعض سميت بالتشكيك فالصلوة لفظ موضوع علي الدعاء حقيقة و الدعاء هو الطلب فالدعاء من الله سبحانه هو الطلب من الله و يخص الدعاء بصوت لاهل الاذن و لو اشرت الي ذي عين ان تعال فهو دعاء و اطلاع الله علي خلقه لا يختص بنحو دون نحو و انما يطلب ما عند الله سبحانه باستعمال ما انعم فيما احب و هو الشكر و لئن شكرتم لازيدنكم فاذا كان الطلب هو الدعاء و الدعاء هو استعمال ما انعم فيما احب فيختلف مراتب الدعاء فاستعمال العقل فيما احب الله فوق استعمال الروح فيما احب و هو فوق استعمال النفس و هو فوق استعمال الجسد فيما احب الله بلاشك و استعمال جميع المراتب فيما احب الله فوق استعمال بعض المراتب و هكذا فمراتب الدعاء مختلفة متدرجة علي نحو التشكيك في القوة و الضعف و اكمل الادعية الصلوة ذات الاركان لانها استعمال جميع المراتب و الاعضاء فيما احب الله علي اكمل وجه و استمداد منه بجميع المراتب و يمد الله المصلي في جميع مراتبه و لذلك صارت اقامتها اقامة الولاية و روي عن علي۷ من اقام الصلوة فقد اقام ولايتي و اما الدعاء باللسان فهو دعاء ضعيف ناقص ببعض المراتب و الاعضاء فاذا دلالة الصلوة علي ذات الاركان و علي الدعاء باللسان
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۱۵ *»
علي نحو التشكيك و كذا دلالة الدعاء عليهما و ذلك لان الدعاء باللسان في ذات الاركان باطن موجود علي نحو الكمال و هي دعاء عام بجميع المراتب و الاعضاء و ذات الاركان باطن موجود في الدعاء باللسان ولكن علي نحو الخصوص يعني حقيقتهما واحدة الا انها ظهرت في ذات الاركان علي العموم و في الدعاء باللسان علي نحو الخصوص.
قال ايده الله ان كانت الحقيقة المحمدية هي محل المشية فكيف يقال ان الامكان هو محل المشية و هل هما واحد ام لا؟
اقول انا نطلق الامكان علي معنيين امكان فعل و امكان انفعال اما امكان الفعل فهو الامكان الراجح و هو امكان يعني يمكن ان يظهر بهذا و بهذا و بهذا لا انه يمكن ان يصير هذا و هذا بخلاف امكان الانفعال فانه يمكن ان يصير هكذا و هكذا و مثلهما كحركة يدك و المداد فحركة يدك يمكن ان يكتب بها الالف و الباء و الجيم و المداد يمكن ان يصير الفا و باء و جيما و هذا الامكان هو الامكان الجايز فالمداد امكان الحروف و الحروف فيه بالقوة و اذا صارت بالفعل صارت مكونة و ليست الحروف في الحركة بالقوة و لاتصلح الحركة للحروف و لاتخرج الحروف من قوتها الي الفعلية نعم يمكن ان تتعلق باحداث كل حرف فاذا لاتنافي بين الامكان و بين الحقيقة المحمدية اذا كانت صالحة للتجلي بكل الحوادث و مع ذلك هي في نفسها كون فهي ممكنة التجلي كائنة في نفسها و مقامها و اعلم ان كل شيء هو هو اذا كان مستجمعا لمحدوده و حده و ان فككتهما فليس هو هو و لايبقي اجزاؤه في رتبته مثلا ان الماء مركب من مادة و صورة بهما يكون ماء زمانيا و اما مادته فليست بزمانية و صورته ليست بزمانية فان الزمان يتحقق بتحقق تركيبهما فمادة الاجسام من الدهر و كذلك الدهر موجود مع تركيب الدهريات و اذا فككتها فلايبقي دهر فيحسب اجزاؤها من عالم السرمد يعني انت اذا فككت مادة العقل عن صورته فليس يبقي دهر و جبروت فان الدهر وقت العقل المركب و الجبروت رتبته و اما مادة العقل فليس من الدهر و الجبروت فهي من السرمد
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۱۶ *»
فالحقيقة المحمدية اي وجوده و فؤاده هي مادة العقل الكلي و اول الدهر العقل فانه عرش الدهر و ليس فوقه من الدهر شيء و مادة العقل ليس من الدهر و انما تضاف الي السرمد كماتضاف الطبيعة و الهباء الي عالم الغيب و تضاف مادة الجسم الزماني الي الدهر فالحقيقة المحمدية ليست من الدهر فهي من السرمد و قد تعلق بها المشية حيث خلقها و هي محلها و الوجود هو امكان العقل و مادونه من المراتب فانه المادة و كل مادة امكان انفعال لما يصنع منه فالمشية المتعلقة بها هي المشية الامكانية لان الحقيقة امكان عقل الكل و مادونه من الكليات الي الجسم فهي اي الحقيقة لمراتب نفسها امكان انفعال و لساير الاثار امكان تجل و ظهور و علي اي حال لاتنافي بين القولين.
قال وفقه الله ما الجمع بين قوله تعالي لايحيطون بشيء من علمه الا بما شاء و بين قوله كل شيء احصيناه في امام مبين.
اقول قوله تعالي لايحيطون بشيء من علمه الا بما شاء ليس المراد منه العلم الذاتي اذ هو بكله مجهول للخلق و الاستثناء المنقطع خلاف الفصاحة فهو العلم الامكاني بلاشك فما خرج من الامكان بمشيته سبحانه يحيطون به فانه اذا خرج فبهم خرج و اما ما لميخرج فهو في عرصة عدم الكون اذا الامكان هو عدم الكون و ليس بخزانة اعيان الاكوان بل هو عدمها و ليس العدم بقابل لان يصير متعلق علم كائن انما تحد الادوات انفسها فلايحيطون بما في الامكان بوجه الا بما شاء الله كونه و صار كائنا و اما الله جل و عز فهو فوق الامكان و جميع ما يخرج من الامكان عنده كائن و يعلم كل شيء في حده و مقامه و ما سيكون عند الله موجود و عند الخلق معدوم و عند الله خارج عن الامكان و عند الخلق بعد في الامكان فالله الخارج عن حدود الامكان و الاكوان يعلم و غيره المحدود بحدود الاكوان لايعلم و اما قوله تعالي كل شيء احصيناه في امام مبين فالمراد بالشيء المشاء لقوله۷ انما سمي الشيء شيئا لانه مشاء فكل شيء يعني كل مشاء و هو
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۱۷ *»
المراد الا بما شاء و اما تسمية الله ما في الامكان شيئا فانما هي بالنسبة اليه و ليس ما في الامكان بالنسبة الي الخلق شيئا قال الله سبحانه انا خلقناه من قبل و لميك شيئا فالانسان في الامكان لميك شيئا و الله يقول و كل شيء احصيناه في امام مبين و الاحصاء لايقع الا علي معدودات ممتازة و هي الكاينة و الامكان عدم و العدم لايعد و الامام في مقام البيان لايسمي بالامام حتي يصح ان يقال كل شيء احصيناه في امام و الاية علي عكس ما فسر نعم الامام يعرف الامكان علي الامكانية و الكون علي الكونية و معرفة الامكان علي الامكانية ليست علم احصاء و هو بمنزلة ان تعلم ان الله يعلم اكثر منك فلا اشكال في الايتين و لاتناقض.
قال ايده الله و ما معني كون الائمه: العلل الاربع؟
اقول العلة و المعلول من الالفاظ المتضايفة فلا علة ما لايلحظ معلول معه و لا معلول ما لايلحظ علة معه و قد حققنا في علم الاشتقاق ان جميع المصاغات من عناصر متصاقعة البتة فجميع ما صيغ من عناصر الضاد و الراء و الباء كضرب و الضرب و الضارب و المضروب و غيرها كلها في صقع واحد اي صقع يوجد فيه الضاد و الراء و الباء كما تري انه لايمكن ان يوجد مركب من النار و الهواء و الماء و التراب في صقع لاتوجد فيه فاذا العلة و المعلول كلاهما في صقع يوجد فيه العين و اللام و الا فلا فليس ذات الحق جل و علا بعلة لشيء اذ لا معلول معه و لا عين و لا لام و الا لكان جميع المشتقات معه و اذا لخرج عن الاحدية و صار متكثرا حادثا فاذا ليس ذات الله بعلة لشيء مطلقا و لذا روي في الدعاء كان عليما قبل ايجاد العلم و العلة فاذ لميكن الذات علة فالعلة خلقه اذ حق و خلق لا ثالث بينهما و لا ثالث غيرهما و اول خلقه حقيقتهم لانها خلقت بنفسها ثم خلقت الاشياء بها فحقيقتهم هي علة جميع المعلولات كما روي نحن سبب خلق الخلق ثم هل هي علة الاشياء بذاتها ام بظهورها بل بظهورها فانها لو كانت علة بذاتها لكان جميع المعلولات معها في رتبتها لما عرفت فهي علة للاشياء بظهوراتها و هي ظهوراتها فهما متصاقعان.
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۱۸ *»
اما العلة الفاعلية فاعلم ان مرادنا بالفاعل في هذا المقام اسم الفاعل لا المراد من الفاعل فان المراد من الفاعل هو ذات الحق جل و علا من دون ملاحظة فعل معه كما روي له معني الخالقية اذ لا مخلوق و اما اسم الخالق فهو مشتق من الخلق بالاتفاق و الخلق هو المشتق من خلق علي الاصح كما هو مذهب الكوفيين الاخذين عن اميرالمؤمنين۷ و الظاهر يطابق الباطن و المناسبة بين الالفاظ و المعاني ذاتية بالوضع فاسم الخالق في عرصة الخلق مع الخلق فان كان خاء و لام و قاف تولد منها المشتقات و الا فلا و هم: اسماؤ الله كما روي نحن والله الاسماء الحسني التي امر الله ان تدعوه بها فهم اسم الفاعل لله سبحانه و الله هو الفاعل لا شريك له و لا غرو ان يكونوا اسماء حادثة لله جل و عز و لا ضير و ان الله سبحانه يفعل ما يفعل باسمائه کما وردت به ادعية متضافرة و لو راجعتها لوجدتها بحيث لاتنکر من کثرتها و منها اسألک باسمک الذي تقول به للشيء کن فيکون بقدرتک يا الله و منها اسألک باسمک الذي خلقت به و احييت جميع خلقک بعد ان کانوا امواتا بذلک الاسم اذ قلت في کتابک کنتم امواتا فاحياکم ثم يميتکم ثم يحييکم ثم اليه ترجعون و هکذا باسمک الذي تميت به جميع خلقک و باسمک الذي تحيي به جميع خلقک للقيام بين يديک و باسمک الذي تحشر به جميع خلقک الي غير ذلک فالله جل و عز يفعل ما يفعل باسمائه و هم اسماؤه فالاسماء علة فاعلية اذ العلة المضافة الي المعلول المقترنة به هي الاسماء لا الذات و كمال التوحيد نفي الصفات و من وصفه فقد قرنه و من قرنه فقد ثناه و من ثناه فقد جزاه و من جزاه فقد الحد فيه فان اردت المراد فالفاعل الحقيقي هو الله و هم الفاعل مجازا و ان اردت الاسم و الصفة فهم الفاعل حقيقة و الله جل و عز منفي عنه الصفات.
و اما العلة الغائية فهي هم فان الله جل و عز غني عما سواه لايتغير عما كان عليه و لايظهر بعد خفاء و لايخفي بعد ظهور و انما الغاية المعرفة لقوله تعالي ماخلقت الجن و الانس الا ليعبدون و اول عبادة الله معرفته و كنت كنزا مخفيا
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۱۹ *»
فاحببت ان اعرف فخلقت الخلق لكي اعرف و المعرفة مخلوقة لله سبحانه و هي بما عرف نفسه لخلقه و لميعرف نفسه الا بهم لهم اولا و بهم لغيرهم ثانيا كما روي لولانا ماعرف الله و روي نحن الاعراف الذين لايعرف الله الا بسبيل معرفتنا فهم العلة الغائية علي ان معرفتهم معرفة الله و الجهل بهم جهل بالله و في زيارة الحسين۷ من عرفهم فقد عرف الله و من جهلهم فقد جهل الله و في الخبر ان معرفتي بالنورانية هي معرفة الله عزوجل و معرفة الله عزوجل معرفتي و في القدسي اشارة لاهل الاشارة اذ قوله فاحببت ان اعرف فالمعرفة هي الحبيب فخلقت الخلق لكي اعرف اي لاجل المعرف اي لاجل الحبيب فحاصل المعني كنت كنزا مخفيا فاحببت الحبيب فخلقت الخلق لاجل الحبيب و في الدعاء لا حبيب الا هو و اهله فاحبهم الله عزوجل فخلق الخلق لهم فهم العلة الغائية حقيقة.
و اما العلة المادية فهي هم فان الله جل و عز خلق جميع الخلق من نورهم كما تضافرت بذلك الاخبار و الكتب منها مملوة راجع تجد فاذا كان نورهم سلام الله عليهم مادة جميع الخلق قد خلقوا من نورهم و شعاعهم و «من» لاتدخل الا علي المادة كماتقول صغت الخاتم من فضة فهم العلة المادية صلوات الله عليهم بنورهم و ظهورهم.
و اما العلة الصورية فهي هم لان جميع الخلق من انوارهم و نور كل منير علي صفته كما ان نور الشمس علي مثال الشمس و نور القمر علي مثال القمر و نور السراج علي مثال السراج فنورهم علي حسب مثالهم فهم العلة الصورية و الكل علي صور شؤنهم و كمالاتهم و حكاة فضائلهم و رواة خصالهم و كمالاتهم تكوينا و الابرار علي صورة باطنهم اي الرحمة بمقتضي صبغه في رحمته و الفجار علي صورة ظاهرهم الذي من قبله العذاب و هي صبغ النقمة بحكم المقابلة فعلي اي حال هم العلة الصورية لجميع العالم تشريعا ايضا و لولا امره دام مجده ان اسلك سبيل التوسط لاطلقت عنان القلم قليلا ولكن امره العالي حملني علي الاختصار و ذكاوته اغنتني عن الاطناب هذا و انا اضع اشارة الي كثير من الحقايق في كلامي
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۲۰ *»
و ان حسب الناظر فيه اني اتكلم علي الظاهر و الاجمال هذا و يمنعني كثيرا من البسط اني كاتب في اغلب ما يأتيني من المسائل من الاطراف كتابا مستقلا او علي نحو البسط في كتاب آخر و كثرة المشاغل و الهموم ايضا تمنعني عن البسط و التكرار ثانيا بل و ثالثا و رابعا.
قال ايده الله ربما ينسب الكتابة الي زيد و ربما ينسب الي القلم فايهما حقيقة و ايهما مجاز؟
اقول قد اشرنا الي هذه المسألة في المسألة السابقة اما نسبة الكتابة الي الذات فلاجل انها غيبت الصفات و هي اظهر في ظهورها من ظهورها و هي اوجد منها في امكنتها و اولي بها منها فالنسبة الي الذات حقيقة لا مجاز و ليس لكم الذكر و له الانثي تلك اذا قسمة ضيزي و اما نسبة الكتابة الي اليد او القلم فلاشك انها ايضا علي الحقيقة اذ هي المباشرة و هي مرئية ظاهرة و لاينكر كتابتها و لايصح السلب عنها اللهم الا مع ملاحظة الشعور و العمد فحينئذ يكون النسبة اليهما مجازا و مع عدم الملاحظة و ارادة صرف العمل فحقيقة البتة كما اذا القي زيد نارا في بيت عمرو فيقال زيد احرق بيت عمرو حقيقة و النار احرقت حقيقة لاشك في ذلك و لا ارتياب اذ علائم الحقيقة بكلها موجودة و النسبة صحيحة شرعا و عرفا و النسبة واقعة في الكتاب و السنة و كلام الفصحاء و الاصل في الاستعمال الحقيقة.
قال ايده الله ان الشيخ اعلي الله مقامه قال في شرح الزيارة ان طاعة الاشياء للائمة: شرط تكونها و رد عليه راد بانه لو صح ذلك لمتجد المخالف لهم بالضرورة لان المشروط عند عدم شرطه مفقود؟
اقول لقدحن قدح ليس منها و تكلم في البيت من ليس من اهله اعلم ان لهم في البرزخية و الوساطة مقامين وساطة كونية و وساطة شرعية اما الوساطة الكونية فهي مقام الاسم الذي به قال الله عزوجل للشيء كن فيكون فلميأمروا هنالك الا بالكون و اجابهم و اطاعهم في ذلك المقام جميع ما دخل عرصة الكون و اخذ الله
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۲۱ *»
علي جميع القوابل الامكانية الميثاق بطاعتهم و الانقياد لامرهم فلميعصهم عاص يسبح الله باسمائه جميع خلقه سبحان من دانت له السموات و الارض بالعبودية و اقرت له بالوحدانية و شهدت له بالربوبية كل قد علم صلوته و تسبيحه و المبلغون عن الله اليهم هم الوسايط المكرمون صلوات الله عليهم و هو قوله طأطأ كل شريف لشرفكم الخ مع ان اعداءهم في الظاهر استعلوا عليهم و قتلوهم بالبداهة فليكذب الراد امامه اولا ثم ليثن بالشيخ الاجل و اما الوساطة الشرعية فهي في مقام الامامة و قد اخذ الله ميثاقهم علي جميع الخلق فمنهم من آمن و منهم من كفر الا تري ان جميع الاشياء بمشية الله دون قوله مؤتمرة و بارادته دون نهيه منزجرة و انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون و من آياته ان تقوم السماء و الارض بامره و ان من شيء الا يسبح بحمده و مع ذلك يكفر الكفار به جهرة و يعصيه العصاة علانية و لاتنافي فكذلك الامر في الوساطة.
قال ايده الله و ما الذر الاول و الذر الثاني؟
اقول ليس المراد بالذر النمل الصغار و انما المراد حقارة الخلق عند جلال عظمته و كبريائه في الدعاء ما انا و ما خطري انا مثل الذرة بل اقل و عالم الذر هو عالم تمايز فيه الاشخاص الجزئية لاخذ الميثاق و اول التمايز عالم النفوس فان الخلق هناك تمايزوا و اخذ عليهم الميثاق و منهم من آمن و منهم من كفر ثم اماتهم الله و كسرهم و دفنهم في ارض الطبايع ثم اخذ منها حصصا و صورها بصور الاظلة في عالم المثال و هو الذر الثاني فاخذ عليهم الميثاق ثم اماتهم و كسرهم و دفنهم في طبايع الزمان ثم اخذ منها حصصا و صورها بالصور الزمانية و اخذ عليهم الميثاق فمنهم من آمن و منهم من كفر و هو الذر الثالث و له اعتبارات اخر و يمكن عد بعض العوالم الاخر في عوالم الذر ولكن بوجوه اخر يحتاج الي بسط و في كل هذه العوالم الخلق عند سطوع نور عظمته و جلال كبريائه كالذر في الحقارة و لك ان تريد بالذر الهباء فالخلق يخلقون اولا اهبية كونية ثم يؤخذ عليهم الميثاق
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۲۲ *»
الشرعي فيمثلون اما بصور الطاعة و اما بصور المعصية و لكل وجه وجيه.
قال ايده الله ما المراد بالحقيقة بعد الحقيقة؟
اقول اعلم انهم قسموا كلا من الوضع و الموضوع علي قسمين و مرادهم بالوضع نظر الواضع و ملاحظته فقالوا ان كلا منهما اما عام واما خاص فهما يحصران في اربعة اقسام الوضع العام مع الموضوع له العام فهو كالرجل فان الواضع نظر الي معني عام و وضع عليه لفظا و الوضع الخاص مع الموضوع له الخاص فهو كزيد فان الواضع نظر الي معني خاص و وضع له لفظا و هذان مما لاخلاف فيه و اما الوضع العام و الموضوع له الخاص فقالوا انه كالضماير و الاشارات فان الواضع لاحظ معني عاما مثلا الحاضر عند المخاطب ثم وضع اللفظ علي كل فرد فرد و انما حملهم علي ذلك ان الانسان المتناهي ذاتا و ادراكا لايقدر علي ملاحظة غير المتناهي و استحضاره و افراد المخاطبين غير متناهية فلايمكن ملاحظتها للواضع فيلاحظ معني عاما و هو الحاضرية عند المخاطب فيضع لفظا لكل مخاطب مخاطب فلاجل ذلك تقول انت لكل فرد فرد من المخاطبين الحاضرين عندك و نحن اذا قلنا بان الواضع هو الله سبحانه و هو فوق ما لايتناهي بما لايتناهي فلايعجز عن ملاحظة الافراد غير المتناهية فيلاحظها و يضع لكل فرد لفظا فهو من باب الوضع الخاص و الموضوع له الخاص ايضا فلايعزب عن علمه مثقال ذرة في السماوات و لا في الارض و اما الوضع الخاص و الموضوع له العام فذلك قالوا مما لايكون اذ لا حاجة اليه و هذا عندنا كائن و هو علم صعب لايتحمله كل احد و لايعرفه كل عالم و لذلك انكروه و ذلك كاحد مثلا فان الواضع جل و علا نظر الي معني الاحد و هو معني خاص فوضع لفظ الاحد و وقع علي جميع الاعداد غير المتناهية فانه اذا كان في الدار واحد و قلت في الدار احد صدقت و كذا اذا كان اثنان او ثلثة او ازيد الي ما لانهاية له و لاشك ان ذلك ليس من باب الوضع الخاص و الموضوع له الخاص فان حقيقة الاحد معني واحد و الاعداد معان ممتازة متباينة يعرف ذلك كل احد و ليس اطلاق احد علي الاعداد كاطلاق لفظ
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۲۳ *»
زيد علي الشخص المعين او اشخاص معينين فان شخصية الواحدين اسمها اثنان و شخصية ثلثة آحاد اسمها ثلثة و الاثنان غير الثلثة و يطلق عليهما معا الاحد مع ان المفهوم من الاحد امر وحداني و لوحظ في كل الاعداد ذلك الامر الوحداني فليس من باب الاشتراك اللفظي ايضا البتة و ليس من باب الوضع العام و الموضوع له العام لشخصية معني الاحد فليس اطلاقه عليها من باب الاشتراك المعنوي و ليس ايضا من باب الوضع العام و الموضوع له الخاص بالبداهة لشخصية معناه و ليس من باب الحقيقة و المجاز لانه في الكل علي الحقيقة و ليس من باب النقل و الغلبة و ساير الوجوه التي يذكرونها في اقسام الالفاظ فهو من باب الوضع الخاص و الموضوع له العام فان معني الاحد شخصي قد لحظه الواضع و وضع اللفظ فوقع علي جميع الاعداد لان ذلك المعني الشخصي اوجد من الاعداد في مكانها و اولي بها منها و مثل ذلك اطلاق الشمس علي القرص السماوي و علي النور الواقع علي الارض فان الشارع قد لاحظ القرص فوضع عليه الشمس فوقع علي نورها و نور نورها و نور نور نورها الي ما شاء الله و ليس ذلك من باب الاشتراك المعنوي اذ لا جامع و اللفظي لملاحظة الاول في الباقي و لا الحقيقة و المجاز لتبادر في الكل و لا الغلبة لعدم هجر الاول و لا النقل لعدم ترك الاول و عدم الحاجة الي القرينة في الاول و الاخر فليس ذلك الا من باب الوضع الخاص و الموضوع له العام و هذا الذي انكروه موجود بل لا لفظ الا هكذا فان المعني ان كان خيرا فآل محمد: اصله ان ذكر الخير كنتم اوله و اصله و فرعه و ان كان شرا فاعداؤهم اصله و لفظ ذلك الخير يقع علي المبدء و عليه فلوحظ المبدء و وضع له اللفظ و وقع علي مسمي بذلك الاسم و لفظ ذلك الشر ايضا كذلك بالنسبة الي مبدئه و فروعه فلا لفظ الا و يستعمل من باب الوضع الخاص و الموضوع له العام و هذا هو الحقيقة بعد الحقيقة اي يستعمل لفظ الشمس علي القرص السماوي علي الحقيقة اولا ثم يستعمل علي النور الواقع علي الارض ثانيا علي الحقيقة و هكذا علي كل نور بعد نور علي الحقيقة بعد الحقيقة و ليس استعماله عليها من باب ساير الالفاظ كما اشرنا اليه علي نهج الاختصار كما امرتم و قد كتبنا ذلك في غير موضع من
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۲۴ *»
رسائلنا و حرموا عن ذلك مع انه باب يفتح منه الف باب من العلم.
قال ايده الله ما معني كلام الشيخ اعلي الله مقامه و الذكر هو القرآن كما قال تعالي فاسألوا اهل الذكر و الذكر هو القرآن لقوله تعالي و انه لذكر لك و لقومك و هو القرآن اي شرف و فخر و هو محمد۹ رسول الله لقوله تعالي قد انزلنا اليكم ذكرا رسولا و يجوز ان يكون الذكر في الباطن و هو ذكر الله محمد۹ قال تعالي و لذكر الله اكبر او ذكر الرحمن و هو علي۷ قال تعالي و من يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين الخ.
اقول لاسترة علي ظاهر العبارة فقوله و الذكر هو القرآن اي الذكر في قوله۷ و اهل الذكر فاستشهد بقوله تعالي و اسألوا اهل الذكر اي فقرة الزيارة اقتباس من هذه الاية فالذكر في هذه الاية هو القرآن لقوله تعالي و انه لذكر لك و لقومك اي ان القرآن لذكر اي لشرف لك و لقومك حيث خصصتم به و فيه علم الاولين و الاخرين و هو كلام الله الذي فضله علي ساير الكلام كفضل الله علي ساير خلقه و هو المعجزة الباقية الدالة علي نبوتك و ولاية عترتك الي يوم القيمة و فيه فضائلكم و ما خصكم الله به و تذكرون به علي جميع الالسنة الي يوم القيمة و هو غض طري في كل عصر او هو اي الذكر في فقرة الزيارة و الاية التي اقتبست منها هو محمد رسول الله و استشهد لهذا المعني بقوله و انزلنا اليكم ذكرا رسولا فاهل الذكر اهل محمد و هم الذين امر الله من سواهم ان يسألوهم ان كانوا لايعلمون ثم قال اعلي الله مقامه و يجوز ان يكون الذكر اي المذكور في الفقرة و المقتبسة منها ذكر الله و استشهد له بقوله تعالي و لذكر الله اكبر و ذكر الله هو محمد لا في مقام الرسالة بل في مقام الائية و لذا قيد الاول برسول الله و هنا لميقيد فهو ذكر الله اي ذكر الله نفسه له به و به لساير خلقه فما منه في ساير خلقه ذكر الله نفسه به لهم او ذكر الرحمن و استشهد بقوله تعالي و من يعش عن ذكر الرحمن
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۲۵ *»
نقيض له شيطانا فهو له قرين و الفرق بين ذكر الله و ذكر الرحمن كالفرق بين الله و رحمن فالله اسم مستجمع لجميع صفات القدس و الاضافة و الخلق و الرحمن اسم مستجمع لجميع صفات الاضافة و الخلق دون القدس فذكر الله هو محمد في مقام الائية و ذكر الرحمن هو علي۷ و لذلك يوصف الله بالرحمن دون العكس قال تعالي بسم الله الرحمن الرحيم فالله هو المهيمن الاعلي و الرحمن هو المضاف المقترن المستوي علي العرش و يضاده الشيطان لعنه الله فمن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا و هو له قرين و الله اله واحد لايضاده شيء و لايناده و قد اشرنا الي مايكتفي به.
قال وفقه الله حكي الشيخ الاعظم في شرح فقرة و اجسادكم في الاجساد عبارة عن الشيخ عبدالله البحراني الي ان قال الشيخ عبدالله و ثانيهما اي ثاني معاني التفويض ان الله يفعل ذلك مقارنا لارادتهم: لظهور صدقهم فلايأبي العقل من ان يكون الله تعالي خلقهم و اكملهم و الهمهم ما يصلح في نظام العالم ثم خلق كل شيء مقارنا لارادتهم هذا و ان كان العقل لايعارضه كفاحا لكن الاخبار السالفة تمنع من القول به فيما عدا المعجزات الخ كلامه و يرد عليه الشيخ في ضمن بيان عيوب كلامه قوله ره في تعليله انه لميرد ذلك في الاخبار المعتبرة ليس بشيء لان الاخبار المعتبرة فيه لاتكاد تحصي مثل امر الهادي لصورة السبع قال السائل ايده الله ان هذا الحديث في المعجز و كلام الشيخ عبدالله فيما عدا المعجز؟
اقول ان ذلك و خبر الرضا۷ و صورتي السبعين و امثالها فيما عدا المعجز علي اصطلاح المتكلمين فانها لمتكن مقرونة بالتحدي و ادعاء الامامة عند المتوكل و المأمون و المعجز علي اصطلاحهم هو المقرون بالتحدي و الاستشهاد به للامامة حتي يذعن الخصم بامامتهم و انما ارادا بامثال ذلك محض اهلاك العدو و اظهار القدرة باعظم مما اتي به الملعونان فهما صريحان بقدرتهم علي ما يشاؤن و كذلك امثالها و هل الحديث الذي يرد علي من ينكر وقوع ما
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۲۶ *»
يشاؤن غير هذين و امثالهما الا تري ان الشيخ عبدالله انكر بعد ذلك امثال خطبة البيان و اراد انها ليست تنقض انكاري ورود الاخبار الصحيحة و هل في خطبة البيان امثال انا المنتقم عن الكفار انا مخاطب الاموات انا مكلم الثعبان انا زاجر البحر انا مفجر الانهار انا معذب الثمار و امثال ذلك و ليس امثال ذلك معجزة في اصطلاحهم الا عند التحدي فـ
اذا قالت حزام فصدقوها
فان القول ماقالت حزام.
قال ايده الله و ايضا يقول الشيخ و قوله اي قول الشيخ عبدالله فيما عدا المعجزات لا معني له لان ما عدا المعجزات هو ما يعمله عامة الناس و انما يتوقف من يتوقف فيما يعجز عنه البشر و هو المعجز و اما غير المعجزات فهو ما يعمله العامة من الاكل و الشرب و النكاح و الكتابة و امثال ذلك مما يعلمه ابناء النوع من غير الخارق للعادة الخ و مراد الشيخ عبدالله مماعدا المعجز الخلق و الرزق و امثالهما و من المعجز كشق القمر و احياء الموتي ثم ذكر ان بعض الطلبة زعم ان الشيخ لميعرف ان المعجزة هي الخارقة للعادة المقرونة بالتحدي.
اقول ان الافعال علي اربعة اقسام ظاهرا و ثلثة حقيقة بل اثنان عاديات عامه و هي كالاكل و الشرب و امثالهما و عاديات خاصة و هي كالعلوم الغريبة و آثارها فهي خارقة لعادة العامة ولكنها ليست بخارقة لعادة علماء الفن و جميعهم و لو كانوا الوفا يحدثون تلك الاثار باسبابها الطبيعية او النفسانية و ليست ببدع و ان عجز عنها العامة و خفي عليهم اسبابها و ذلك من باب ان كل جاهل عاجز عمايجهل مادام جاهلا فان تعلم قدر عليه و خارقة لعادة البشر مطلقا و ذلك ما يصدر عمن هو فوق ساير البشر رتبة و جميع البشر عامتهم و خاصتهم يعجزون عنه جبلة دائما و لايقدرون علي تعلمه و تعلم اسبابه فانها فوق شهاداتهم و مبلغ عقولهم و خارقة للعادة عند التحدي و اثبات الرسالة و الامامة و ذلك احد تلك الخوارق يعمله النبي او الامام عند دعواه لا شيء آخر و فائدة التحدي به العلم بان الله صدقه اذ امضاه و اجراه علي يده لا شيء آخر ففي الحقيقة لافرق بينهما الا انه في غير حال التحدي
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۲۷ *»
يشبه السحر مثلا و ليس يجب في الحكمة ردعه الا عند التحدي و ادعاء النبوة و الامامة فمن لمتعرفه بالامامة و لميدع الامامة و صدر منه خارق للعادة العامة و يحتمل السحر و خارق عادة البشر لايمكنك القول بانه نبي او الامام لانه ليس يجب في الحكمة منعه ان كان ساحرا و اما اذا ادعي و اتي به يثبت انه ليس بسحر لتصديق الله سبحانه اياه و عدم منعه فالتحدي ليس من شروط المعجز و انما هو من اسباب العلم بانه معجز و قد يعلم المعجز بغير التحدي كأن تعرف الامام بالامامة ثم يصدر منه خارق للعادة فهو معجز اذ الامام الحق لايسحر و لايحتاج الي التمويه بالعلوم فالمتكلمون اصطلحوا المعجز علي المقرون بالتحدي و لذلك قال الشيخ الاجل في تلو اهل الذكر في شرح قوله اعرفوا الله بالله و الرسول بالرسالة قال اي الثابتة بالمعجز المقرون بالتحدي و هذا حيوة النفس الذي يقرأه اطفال الشيخية قد ذكر فيه الشيخ في صفة النبي انه ادعي النبوة و اظهر الله المعجز علي يديه المطابق لدعواه المقرون بالتحدي فيكون نبيا حقا الي آخر كلامه اعلي الله مقامه فتبين ان ذلك المطوع قد اساء الادب و لايخفي امثال هذه المعاني التي لاتخفي علي الاطفال علي ذلك الطود الاعظم و انا تركت ذكر عبارته و ان كان السائل ايده الله ذكره لاجل اماتته فان الباطل يمات بترك ذكره و ليس جوابه من شأن اهل التنزه و خاصيتا الانسان النزاهة و الحكمة فنبين الحكمة و نتنزه عن ذكره و ذكر عبارته بالجملة المعجز في اصطلاح المتكلمين ما ذكرنا و اما في اصطلاح المحدثين كل خارق لعادة البشر سواء كان مقرونا بالتحدي ام لا و لذلك كتبوا الكتب في المعجزات و ذكروا جميع الخوارق مقرونة و غير مقرونة علي نظم واحد و عليه جري اعلي الله مقامه في كلامه و اما غير المعجزات فهو ما يعمله العامة من الاكل و الشرب لما اراد تحرير محل النزاع بالاشارة و اما الشيخ عبدالله فقد جري علي اصطلاح المتكلمين و اجابه الشيخ بما اجابه و اما ما يذكره الشيخ هنا فهو يجري مجري المحدثين بعد تحرير محل النزاع الدال عليه بقوله و انما يتوقف من يتوقف فقد حرر الشيخ الاجل محل النزاع حيث ابان عبارته ان العمل علي قسمين اما يعجز عنه البشر اذ هو باسباب فوق شهاداتهم و مبلغ عقولهم و اما
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۲۸ *»
لايعجزوا عنه و ان كان هذا علي قسمين عاما و غير عام و يعجز الجهلة عن غير العام ماداموا جهالا و يمكنهم التعلم و العمل به فلايعجزون عنه جبلة و ذلك كالعنين يعجز عن الجماع مادام مريضا فاذا عالج نفسه و صح قدر و عن العمل الاول فهم يعجزون جبلة فمحل النزاع في المسألة ان الله فوض اليهم الامر ام لا و هو يفعل العمل عنهم و بهم و منهم او مقارنا لارادتهم فيما يعجز عنه البشر لا فيما عداه فانه كالاكل و الشرب و امثالهما و العلوم الغريبة ايضا من بابهما فمحل البحث و التوقف ما يعجز عنه البشر و ينبغي للعالم انيتکلم في محل البحث فان حملنا كلامه علي ما ينبغي من العالم و اصطلاح المحدثين و هو المطلوب منه بقرينة ان محل توقف من توقف ما يعجز عنه البشر و الشيخ عبدالله محدث كساير المحدثين فيرد عليه البحث الثاني بالبداهة و ان حملنا كلامه علي اصطلاح المتكلمين فيرد عليه البحث الاول فبالبيانين نقض في كلامه علي الاحتمالين يعني ان اخذ المعجز علي اصطلاح المتكلمين فالكلام معيوب بتلك الجهة و ان اخذ علي اصطلاح المحدثين كما هو المختار المظنون من الشيخ عبدالله لانه محدث فهو معيوب بتلك الجهة و العالم لايجادل في امثال هذه الامور و ينظر الي المعاني لاسيما في هذه العلوم لاسيما في كتب مشايخنا فان من نظر الي النسخ الاصلية التي هي بخط المصنف منهم وجدها كنسخة كتبها كاتب مصح و من نظر الي كتب ساير المصنفين و المؤلفين وجدها لاتقرأ من كثرة الضرب و المحو و الحك و الالحاق فانهم يكتبون كتابا و يراجعون الالفاظ مرات و يصححون و يقدمون و يؤخرون حتي يخرج بعد ذلك بعد سنين ماتري من كتبهم و معانيها مغفول عنها و مشايخنا متوجهون الي المعاني و يكتبون الكتب كمستنسخ مصح و لايبالون ببعض التدقيقات اللفظية اذا صح المعني و كان عليه قراين و العجب من قوم يغمضون من حقية الف الف مسألة و يناقشون في لفظ في مسألة مع قيام القراين علي المراد و ليس يضرب العلم و بحقية المسألة نعم هذا هو مقتضي العداوة و ما اشبه ذلك بذلك الناصب الذي جادل شيعيا في فضل علي۷ فقال الشيعي ان هذا الحديث في صحاح البخاري في فصل فلان في ورق فلان في
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۲۹ *»
صفحة فلانة في سطر فلان فجاء الناصب بالكتاب و عد الاوراق و اخرج الفصل و نظر في الصفحة المذكورة و وجد الحديث في تلك الفضيلة بعينها صريحا لكن في سطر بعد السطر الذي قال الشيعي قال الناصب لاصحابه علمتم ان الشيعة فجار كاذبون هكذا جميع اقوالهم كذب و زور و لميتنبه الي ان الحديث موجود و دال هذا شأن العدو و لميقصروا والله في العداوة و جعلنا الله لانقصر في ولاية المشايخ ان شاء الله.
قال ادام الله تأييده ما وجه ما قال الشيخ اعلي الله مقامه ان الحسين۷ عماد السموات و الارض؟
اقول هذه الصفة مأخوذة من دعاء روي القاشاني عن احدهما۸ في خلاصة الاذكار و منه اللهم انت الله نور السموات و الارض و انت الله زين السموات و الارض و انت الله جمال السموات و الارض و انت الله عماد السموات و الارض و انت الله قوام السموات و الارض و انت الله صريخ المستصرخين و انت الله غياث المستغيثين و انت الله المفرج عن المكروبين و انت الله المروح عن المغمومين و انت الله مجيب دعوة المضطرين و انت الله اله العالمين و انت الله الرحمن الرحيم و انت الله كاشف السوء و انت الله بك تنزل كل حاجة يا الله ليس يرد غضبك الا حلمك الدعاء و انت تعلم ان لله سبحانه اسماء كثيرة و لو كانت الاسماء عين الذات القديمة لكانت الذات متكثرة و لاشك ان الاسماء حادثة و المراد منها الذات و الاسماء الظاهرة في الدنيا لها خزائن من لدن المبدء الي المنتهي قال الله عزوجل و ان من شيء الا عندنا خزائنه و ماننزله الا بقدر معلوم و الخزانة لكل خير آل محمد: لقوله۷ نحن اصل كل خير و من فروعنا كل بر فهم حقيقة كل اسم و لذا قالوا نحن والله الاسماء الحسني التي امر الله ان تدعوه بها فهم اسماء الله الحسني و اذكاره العلياء و قد ذكر الامام۷ في هذا الدعاء اربعة عشر صفة من صفات الله و اربعة عشر
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۳۰ *»
اسما من اسمائه و لاشك انهم حقيقة جميع الاسماء لكن تخصيص ذكر اربعة عشر من اسمائه تعالي اشارة الي الاربعة عشر الحجج صلوات الله عليهم و كل واحد منهم سلام الله عليهم صاحب كل كمال الا ان الانظار و المقامات مختلفة و لهم في كل مقام ظهور بصفة خاصة و كمال خاص ففي هذا الدعاء ذكر انت الله نور السماوات و الارض اقتباسا من قوله الله نور السموات و الارض الاية و مظهر هذا الاسم هو محمد۹ الذي هو سراج العالم و مصباحه كماقال ارسلناك شاهدا و مبشرا و نذيرا و داعيا الي الله باذنه و سراجا منيرا و السراج هو المصباح المضروب به المثل في آية النور بالجملة نور السموات و الارض هو محمد۹ و هو المادة و زين السموات و الارض هو مقام الزينة و الصورة و هو مقام علي۷ و جمال السموات و الارض هو الحسن ذو البهاء و المجد و عماد السموات والارض هو الحسين۷ و وجه ذلك ان الله سبحانه هو الغني المستقل بذاته و الحادث هو الفقير المضمحل من حيث نفسه و كلما يوجد في الحادث من دوام و بقاء و ثبات و استقلال فانما هو مما يظهر عليه من نور الله سبحانه و كماله فالحادث مضمحل في نفسه مستقل بربه و كلما كان اضمحلال الحادث في نفسه اكثر كان اشد استقلالا بربه و ادوم و اثبت و كلما كان فيه كثافة استقلال كان حاجبا لنور الرب المستقل فيكون اشد اضمحلالا فالحادث استقلاله في اضمحلاله و اضمحلاله في استقلاله و الحسين روحي لتربته الفداء مبدء الخضوع و الخشوع و الاضمحلال و الفناء و التسليم و بذل الانية في سبيل ربه و كلما في الكون من اضمحلال و خشوع فهو من فاضل خشوعه و اضمحلاله عند سطوع نور ربه و عرفت ان الحادث استقلاله في اضمحلال فهو سبب استقلال جميع الكائنات لانه سبب خضوع جميع الكاينات و ما يستقل الشيء به هو عمده الذي يعتمد عليه و عماده فلاجل ذلك خص عمادية السماوات و الارض به و هو العمد الذي لاترونه و نفي الله عمدا ترونه و انما صار عمدا لاترونه فانهم قتلوه و ما عرفوه و لميروه اماما و حقا لعن الله اعداءه من الجن و الانس هذه اشارة الي كونه۷
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۳۱ *»
عمادا و لمنتصد لشرح باقي الاسماء لعدم وقوع السؤال عنها.
قال ايده الله هل الرؤية بالانطباع او بخروج الشعاع؟
اقول ادراك جميع المشاعر بالانطباع في الظاهر و الباطن ماتري في خلق الرحمن من تفاوت و نحن قد كتبنا في ذلك كتابا كبيرا لانظير له و نسأل القائلين بخروج الشعاع اي شيء هذا الشعاع نور ام ظلمة عرض ام جوهر جسماني ام روحاني ان كان نورا فما بالنا لانراه في الدجي و ان كان ظلمة فما بالنا لانراه في النور الضعيف و كيف صار الظلمة شعاعا و مبصرا و ان كان عرضا فكيف استقر بلاجوهر و ان كان جوهرا فكيف تحقق بلاعرض و ان كان جوهرا ذا عرض و هو جسم فكيف يخرج جسم من عينك و يبلغ فلك الثوابت في اقل من طرفة عين و يدور نصف كرته في لحظة ثم يرجع و يجتمع في ناظرة عينك و لايزيد في حجمها و لاتكبر و ان كان روحا فكيف يدرك الروح الجسم بلاواسطة و انما تحد الادوات انفسها بالجملة هو كلام مزخرف لابرهان لهم به و لهم مزخرفات اخر ذكرناها في كتابنا ضياء البصاير في علم المرايا و المناظر بل العين جسم صيقلي كالمرآة ينطبع فيها الاشباح و لكل ذي ضوء ذاتي او عرضي شبح فيأتيها و ينطبع فيها كما ينطبع الاشباح في المرآة ثم منها يقع الشبح في الحس المشترك الذي اسفله جسماني فيدركه النفس الحيوانية و كذلك ادراك جميع المشاعر الباطنية و الظاهرية يأتيها اشباح المدركات و تقع فيها فتتكيف بها و لو كان الرؤية بخروج شعاع من العين و وقوعه علي المرآة ثم رجوعه حتي تري وجهك لكنت تدرك يمينك شمالا و شمالك يمينا و الحال انك تدرك يمينك يمينا و شمالك شمالا و ينصبغ الشبح في المرآة علي حسب لونها و يتهيأ علي حسب هيئتها و كذلك في عينك و لولا دخول الشبح في المرآة و العين لما انصبغ و لما تهيأ و لعمري ليس كلام في الحكمة باوهن من قولهم يخرج الشعاع من العين و لما كتبنا في كتابنا ضياء البصاير بما لامزيد عليه لمنطل الكلام هنا.
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۳۲ *»
قال ايده الله ما معني قول الحكماء الواحد لايصدر منه الا الواحد و هو صحيح ام باطل؟
اقول ان مرادهم من هذا القول ان الواحد البسيط من كل جهة بحيث لايمكن ان يعتبر في ذاته جهة و جهة لايصدر عنه اثنان و هذا كلام غير صحيح علي اطلاقه فانا نسألهم هل هذا الحكم حكم الحوادث يعني ان الواحد الحادث لايصدر عنه الا الواحد ام حكم القديم ام حكمهما فان قالوا ان ذلك حكم الحادث قلنا لهم ان الحادث ليس فيه بسيط من كل جهة و كل ممكن زوج تركيبي و له جهات عديدة فيمكن ان يصدر من كل جهة منه شيء هذا و لو كان ذلك جاريا في الحادث لكان ممتنعا في الواجب فان الازل ممتنع عن الحدث و الحدث ممتنع عن الازل كما روي عن اهل العصمة سلام الله عليهم فاذا امتنع ذلك في الواجب جاز ان يصدر منه اكثر من واحد هذا و لايصدر شيء من ذات الله كصدور نور عن منير و شبح عن ذي شبح و اثر عن موثر بل يصدر منه ما يصدر بلا اتصال و لا انفصال و لا ارتباط و لا تناسب و لا تشابه و ان قالوا ان ذلك في القديم فبعد ان ذلك حكم باضطرار الواجب و عجزه عن احداث الكثير ينبغي ان يكون ذلك ممتنعا في الحادث فكان ينبغي ان يقال ان الواحد الحادث يجوز ان يصدر منه اكثر من واحد فيكون اقدر من الله و لااريهم يرضون بذلك و ان قالوا ان ذلك حكم مطلق الموجود فلاجامع بين شيئين يمتنع كل واحد منهما في الاخر حتي يحكم عليهما بحكم بعد ثبوت قضية كلما يمتنع في الحادث يجب في الازل و كلما يمتنع في الازل يجب في الحادث فتبين ان ذلك زخرف القول و من مزخرفات الحكماء نعم ان الواقع ان الله سبحانه ماخلق اولا الا المشية و هي امره و قال و ما امرنا الا واحدة لا لعجزه جل و علا عن ان يخلق اكثر من واحد و هو لايوصف بعجز و انما يوصف بالعجز المحدود و هو ليس لصفته حد محدود و لا نعت موجود بل قابلية الامكان لميتحمل مع الخلق الاول غيره فانه ملأ اقطاره فلميبق محل لوجود غيره و ليس الله يخلق باقتضاء من ذاته بل علي حسب استعداد القوابل و قابلية الامكان لمتسع اكثر من واحد و بذلك اجبنا من سأل هل يقدر الله ان يخلق مثل محمد
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۳۳ *»
۹ ام لا فاذا امتنع الحكم به في الواجب فهذا الكلام من غير قيد البساطة يمكن صدقه في الحادث يعني ان الواحد لايصدر عنه الا الواحد بمعني ان الجهة الواحدة من الحادث لايصدر عنها الا الواحد و ان كان ذلك الحادث ذا جهات عديدة في الواقع فالنار من حيث الحرارة لايصدر عنها الا الحرارة و من حيث اليبوسة لايصدر عنها الا اليبوسة و هكذا فهذا الكلام بهذا المعني صحيح في الحادث و كلما يجوز في الحادث يمتنع في القديم.
قال ايده الله ما معني قول الشيخ اعلي الله مقامه و اعلم انك لو وزنت هذا الجسد في الدنيا و صفي بعد الوزن حتي ذهب منه الجسد العنصري و بقي الجسد الباقي الذي هو من هورقليا ثم وزنته وجدته لمينقص عن الوزن الاول قدر حبة خردل الي آخر كلامه اعلي الله مقامه.
اقول اعلم اني قد كتبت في هذا المطلب في كثير من كتبي لاسيما في الفطرة السليمة و كشف المراد في علم المعاد و في ارشاد العوام فاني كتبته فيها مفصلا و اذكر هنا بقدر الاكتفاء ان شاء الله اعلم ان كل موزون له وزن في ميزانه فلو وزنت حمرة الياقوت بميزان يعرف به اللون لن تجد لهيئته فيه وزنا و لو وزنته بميزان يعرف به المساحة لن تجد لللون فيه وزنا و لو وزنته بميزان يعرف به الكم الصنجي لن تجد للونه و هيئته فيه وزنا و لو وزنته بميزان يعرف به المادة لن تجد للصورة فيه وزنا و لو وزنته بميزان يعرف به الجوهر لن تجد لاعراضه فيه وزنا و لايمكن ان يوزن بميزان يعرف به جميع جهات وجوده اذ لابد من المناسبة بين الميزان و الموزون فكذلك لا وزن للجسد في ميزان النفس و لا للنفس في ميزان العقل و هكذا فمهما وزنت شيئا ثم وضعت عليه شيئا فزاد او رفعت شيئا فنقص علم ان ذلك الباقي من جنس المرفوع او الموضوع و بالعكس لحصول التفاوت بسبب الوضع و الرفع و لزوم التناسب فانت لو وزنت الجسد بميزان عرضي دنياوي لا وزن فيه الا للبدن العرضي الدنياوي فالجسد الاصلي لايوزن فيه ابدا و لو وزنت الجسد الاصلي بميزان يمكن ان يوزن به فلا وزن
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۳۴ *»
للبدن العرضي فيه و الشيخ اعلي الله مقامه يريد ان يبين ان هذه العنصريات ليست في صقع الجسد الاصلي و يريد شرح ذلك بقاعدة الوزن فيقول لو وزنت الجسد الاصلي حين زيد حي و مع الاعراض بميزان يوزن به و حين زيد ميت و مخل عن الاعراض لميتفاوت فلو كانت الاعراض جزء البدن الاصلي لكان ينقص بعد الموت و يريد ان يرفع الوحشة ممن يزعم انه لو زال من جسده شيء لنقص جسده الاصلي فيقول ان الجسد العنصري اعراض و صور بالنسبة الي الجسد الاصلي لا وزن له في ميزان الجسد جسد زيد كما انك لو وزنت منا من الشمع علي هيئة الكرية ثم صغته علي هيئة المخروط ثم وزنته ثم صغته علي هيئة المكعب ثم وزنته لمتجده يتفاوت في الوزن و مراد الشيخ اعلي الله مقامه من الجسد العنصري هذه الهيئات و الالوان المشهودة و الحرارة و البرودة و الرطوبة و اليبوسة و الرقة و الغلظة و امثالها و هذه الاعراض لا وزن لها في ميزان يوزن به الجسد الاصلي يعني انها ليست بمتأصلة فما اختلطت بالمتأصل اختلاط الماء بالماء و انما عرضها كانصباغ الثوب بالمغر مثلا فلو وزنت الثوب قبل تلونه و بعد تلونه لميتفاوت وزنه فلو كان اللون من جنس الكم الوزني لكان ينقص الثوب بزوال لونه و مراده اعلي الله مقامه بيان ان العنصريات اعراض صرفة للذاتي و انما هي كم و كيف و جهة و رتبة و وقت و مكان و هذه الاعراض ليست متذوتة كمعروضها فلو وزنت معروضها حين تلطخه بهذه الاعراض و حين تطهره عنها بميزان يمكن وزنه به لميتفاوت فهذه الاعراض لاتذوت لها معه و لا تأصل و ماتري من ان بدن زيد يكون حال السمن عشرين منا و حال هزاله عشرة امنان فانما هذه التفاوت في الميزان الذي يوزن به الاعراض و اما في ميزان الذات فلايتفاوت ابدا كما ان الثوب حين ما كان اشد حمرة كان حمرته اكثر من حال كان حمرته اقل ولكنهما سيان ابدا في ميزان يوزن به كم الثوب الصنجي و هذا مراد شيخنا اعلي الله مقامه و ليس الجسد الاصلي من جنس هذه الاعراض و لايحس بهذه الحواس و لايقاس بهذا المقياس.
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۳۵ *»
قال ايده الله قال الشيخ اعلي الله مقامه في شرح ذكركم في الذاكرين كلاما و رد عليه بعض الطلبة و لفظه و من اخباراته التي لاتتمشي الا علي مذاقهم اي مذاق الصوفية ما ذكره في شرح فقرة ذكركم في الذاكرين قال فان شئت اسمعتك الحانهم: و الحان شيعتهم الاولين الذين جعلهم الله خلف العرش الي ان قال فهذه الاشياء التي ذكرناها صور اغصان سدر المنتهي و اغصان شجرة طوبي في جنة المأوي و علي هذه الغصون اطيار علي صور الطواويس من امثالهم في قوالب الصافين و الكروبيين و المسبحين لااقدر ان اسمي باسمائهم و لا ينقش قلمي هيئات الحانهم لئلايسمع من الناس صنفان فيهلك قوم و يخر صعقين قوم و لقد قال سلمان الفارسي لعلي۷ اميرالمؤمنين يا قتيل كوفان لولا ان يقول الناس واش واه رحم الله قاتل سلمان لقلت فيك قولا تشتمئز منه القلوب يا محنة ايوب و انا اقول لولا هذه العلة لبينت تلك الاطيار و اريتك الوانها كالوان الطواويس و اسمعتك بعض الحانها المهلكة و المسكرة لحسن اصواتها و نغماتها علي ان الاوراق يكاد يضيق عن بيانها و ان سلمان لما اشار الي هذه الاطيار و الحانها و نغمات سجعها علي اغصان الشجرة نقشت لك بقلمي في هذا الشرح كثيرا من صور اغصانها و اشجارها و اوراقها و اطيارها انتهي فقوله اسمعتك الحانهم يريد الحان الائمة الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين و مراده بالشيعة الذين خلف العرش هم الكروبيون ثم ذكر الحديث الي ان قال المعترض و مراده بالعرش هو الفلك التاسع المحيط بكل المخلوقات و هو نفس محدد الجهات علي ما بينه في غير موضع من رسائله و فيه نظر لاحتماله ان يكون المراد من العرش في الشرع هو الفلك الثامن و الكرسي هو التاسع و هو محدد الجهات قال تعالي وسع كرسيه السموات و الارض و المراد بالصافين من قوله نحن الصافون اي نصف اقدامنا في الصلوة و اجنحتنا حول العرش و يحتمل ان يكون الصافون هم المسبحون فابصر هذه الكلمات التي هذي بها صاحب هذه المقالات ثم لميكتف بذلك حتي اتي بحرف الامتناع و قال لولا هذه العلة لبينت تلك الاطيار و اريتك الوانها كالوان الطواويس و اسمعتك بعض الحانها المهلكة و المسكرة لحسن اصواتها و
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۳۶ *»
نغماتها فليت شعري ماذا عساه يقول فيما خلف العرش بعد قول اميرالمؤمنين۷ و سيد العارفين سلوني عمادون العرش و بعد ما ورد النهي عن التكلم فيما فوق العرش علي ما رو اه علي بن ابرهيم في تفسيره عند قوله تعالي ان الي ربك المنتهي قال۷ اذا انتهي الكلام الي الله فامسكوا و تكلموا فيمادون العرش و لاتتكلموا فيما فوق العرش فان قوما تكلموا فيمافوق العرش فتاهت عقولهم حتي كان الرجل ينادي من بين يديه فيجيب من خلفه و ينادي من خلفه فيجيب من بين يديه فهل كان اعرف من اميرالمؤمنين۷ و سيد العارفين بعد خاتم النبيين۹ حتي يخبر عما خلف العرش ام كان من الذين تاهت عقولهم هذا مع انه لميفش كلما عنده لقبضه عنان القلم عن مثل هذه الاسرار معتذرا بما نظمه من الاشعار و نثره من الانثار في مثل هذا المضمار حتي قال فيما قال:
لكن خشيت من الاغيار اذ جهلوا
ما قد علمت و شأني ستر مخبوري
و هل هذه الا خيالات وهمية و موهمات مالخولية لايتمشي بظاهرها الا علي مذاق الصوفية الذين لقبوا انفسهم بالكشفية لزعمهم ان من سلك سبيل الرياضات ينكشف له الغطاء و يشاهد الملائكة و ارواح الانبياء فيسمع منهم اصواتا و يقتبس منهم فوائد توصله الي قرب يتخيل منه الاتحاد او الحلول او الوحدة ذات الانبساط و الشمول فاين قوله اني لااخالف ظاهر الشريعة و لاازوغ عما عليه الشيعة فهل عني بهم المتصوفة ام غيرهم.
اقول لعمري لولا انه ايده الله طلب مني جواب هذه الكلمات ما اقدمت الي تسطيرها و لااتلفت الوقت بالاشتغال بردها فانها بنفسها مغنية عن الرد و كنت انشد كما انشد الرضا۷
و اذ ابليت بجاهل متحكم
يجد الامور من المحال صوابا
او ليته مني السكوت و ربما
كان السكوت عن الجواب جوابا
ولكنه ايده الله طلب الي و لايسعي رده فاذكر فقرات اعتراض المعترض و اجيب عنها مع الاغماض عما اساء الادب اذ من البين ان كل احد يقدر علي السب
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۳۷ *»
و الشتم ولكن المؤمن يتنزه عنه تكرما و لقول رسول الله۹ ان الله حرم الجنة علي كل فحاش بذي قليل الحياء لايبالي ما قال و لا ماقيل له فانك ان فتشته لمتجده الا لغية او شرك شيطان قيل يا رسول الله و في الناس شرك شيطان فقال رسول الله۹ اما تقرأ قول الله عزوجل و شاركهم في الاموال و الاولاد قال و سأل رجل فقيها هل في الناس من لايبالي ما قيل فيه قال من تعرض للناس يشتمهم و هو يعلم انهم لايتركونه فذلك لايبالي ما قال و لا ما قيل فيه انتهي و الجواب عن كلماته تلك عند منبر الوسيلة و اما ساير كلماته فعندي جوابه فقوله و من اخباراته التي لاتتمشي الا علي مذاقهم اي الصوفية اقول اما الصوفية فقد كانوا في بلاد الشيعة دائما مستخفين و مستعلنين حتي مشي علي منهاجهم اكثر من اراد ان يتكلم في المعارف و قد علم الداني و القاصي انه لميخرب بنيانهم و لميفن آثارهم و لميكشف عن بطلان امرهم علي طريق البرهان الا الشيخ اعلي الله مقامه حتي انه افناهم عن آخرهم و لميبق منهم اثرا و انقرضوا ببركاته جزاه الله عن الاسلام و المسلمين خير جزاء المحسنين واما ساير العلماء فانهم و ان ردوا عليهم لكن لميردوا الا باللعن و السب و التكفير و الطرد و اكتفوا بان طريقتهم خلاف الاجماع و لميستطع احد منهم ردهم ببرهان يقطع السنتهم و يدحض حجتهم و ينبه غافلهم و يتم الحجة علي معاندهم فبعد ما افناهم الشيخ بسيف برهانه القاطع عن ميدان الشيعة لعمر الله لايناسب ان يقال ان الشيخ يتكلم علي مذاقهم لعن الله من سلك مسلك التصوف و التسنن و خالف طريقة ال محمد: و خالف ضرورة مذهب الشيعة و خالف طريقة علماء الشيعة كما لعن الشيطان و فرعون و هامان قوله و مراده بالعرش هو الفلك التاسع المحيط بكل المخلوقات و هو نفس محدد الجهات علي ما بينه في غير موضع من رسائله اقول لعمري هو تفسير بما لايرضي به صاحب الكلام و كيف يكون الفلك التاسع محيطا بكل المخلوقات و من المخلوقات العقول و الارواح و النفوس بل تسع مأة الف و تسعة و تسعون الفا و تسع مأة و تسعة و تسعون عالما كلها من المخلوقات و ليس الفلك التاسع محيطا
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۳۸ *»
بها و اعجب من ذلك قوله نفس محدد الجهات فلايدري ما مرادنا اذا قلنا نفس محدد الجهات هل المراد من النفس عين محدد الجهات بشخصيته او نفسه التي في عالم النفوس و الدهر و الشيخ بل و لا طفل من اتباعه يقول ان الفلك التاسع هو نفس محدد فانه ان كان المراد نفسه الدهرية فكيف هو الفلك التاسع و ان كان هو الفلك التاسع فكيف هو محيط بكل المخلوقات بل كذبوا بما لميحيطوا بعلمه و لما يأتهم تأويله و كذلك يضرب الله الكلام بالاختلاف الكثير اذا لميكن من عند الله قال تعالي و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا قوله و فيه نظر الي آخر و هذا ايضا من عجيب الكلام فان النظر يقع في الشيء مع القطع بالخطاء و اما مع الاحتمال عند المعترض لجهله بالواقع و عجزه عن الترجيح فلايجوز ان يقال فيه نظر فان صاحب القول ربما رجح و عرف حقيقة الامر و علم ان العرش فوق الكرسي فنظره لايفيد نقصا في كلام من عرف الحقيقة قوله قال تعالي وسع كرسيه السموات و الارض لايصح استدلاله بها لان القرآن قد نص في آي كثيرة ان السموات سبع و الارض ايضا مثلها فاذا وسع الكرسي السموات و الارض لايفيد ذلك اكثر من كونه الثامن فكيف يستدل به علي انه التاسع و القرآن يفسر بعضه بعضا فهذه الاية تبطل نظره و لايطلق السماء علي الفلك الثامن في كتاب و لا سنة و ما عسي ان يوهم ان الكرسي يحيط بجميع الخلق فذلك لاجل ان للعرش و الكرسي اطلاقات و منها ان الكرسي هو العلم و علمه محيط بجميع الخلق قوله اي نصف اقدامنا في الصلوة و اجنحتنا حول العرش اقول ما ادري من اين اخذ هذا التفسير للصافين و لميرد عن آل محمد: و لميذكره المفسرون الذين مرجع هؤلاء العلماء اليهم و ان لميكن حجة في قولهم و الصافون المسبحون هم آل محمد: كما روي في الاخبار فلعله تفسير بالرأي لاظهار الفضل
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۳۹ *»
قوله فابصر هذه الكلمات التي هذي بها صاحب هذه المقالات اقول لميظهر مما ذكرت هذيانه و انما كان كلماتك علي ما شرحنا و لا نقص علي من نسبت اليه الهذيان فانه قيل لجده الاعظم ايضا ان الرجل ليهجر و ماكان في قوله هجر و ماينطق عن الهوي ان هو الا وحي يوحي قوله ثم لميكتف بذلك حتي اتي بحرف الامتناع و قال لولا هذه العلة اقول هذه العبارة تقال عند الترقي عن الادني الي الاعلي و لمادر اي كفر او اي غلط اعظم كان في حرف الامتناع حتي قال انه لميكتف بتلك الكلمات حتي تفوه بهذا الامر العظيم و اي عظم في حرف الامتناع و لو كان لحرف الامتناع عظيم فسق او كفر او نقص لماتكلم به سلمان الذي لايقدر علي قدحه و قال لولا ان يقول الناس واشواه رحم الله قاتل سلمان لقلت فيك قولا الخبر و لميرد علي سلمان غضاضة في هذه الكلمة و اي نقص علي امرأ مسلم ان يقول لاخيه لولا ان تكذبني لاخبرتك بما في قلبي قوله فليت شعري ماذا عساه يقول فيما خلف العرش الخ اقول الظاهر من كلامه كماسمعت ان اميرالمؤمنين۷ لايعرف ماخلف العرش فاقول ان الحديث الذي رويت في الكروبيين و كونهم خلف العرش و انهم من الشيعة يكذب ظنك فان شيعة علي۷ باقرارك خلف العرش فاذا كان شيعة علي خلف العرش و عالمون بما لديهم فهل كان سيدهم لايعلم ما خلف العرش ثم اي دلالة في قوله سلوني عمادون العرش علي اني لااعلم مافوق العرش و لقائل ان يقول انه رخص في السؤال عمادون العرش و لو سألوه عما فوقه لما رآهم اهلا للجواب و ما اجابهم و لعمري ما يدري ان خلف العرش هو ما يلينا من العرش اي مقعره و وجهه الي الاعلي او وجهه الينا و خلفه ماوراء محدبه بل كذبوا بما لميحيطوا بعلمه و لعمري ما يدري ما المراد بالعرش الذي قال سلوني عمادونه فان للعرش في عرف آل محمد: اطلاقات و الشاهد ان من اطلاقاته عرف شيعته خلفه و يطلعون عليه فكيف لايطلع امامهم و سيدهم عليه و اما ما رواه في النهي عن التكلم فيما فوق العرش فلعمري لايدري ما اريد به يعلمون ظاهرا من
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۴۰ *»
الحيوة الدنيا و هم عن الاخرة هم غافلون فان للعرش اطلاقات في عرف آل محمد: و المراد هنا جملة الملك كما روي عنهم سلام الله: و المراد تكلموا في خلق الله و لاتتكلموا في الله كما اشار اليه في اول الحديث اذا انتهي الكلام الي الله فامسكوا فما فوق جميع الخلق هو الخالق فنهي عن الكلام في الخالق و اما الكلام في الخلق فلامنع منه كما روي عن ابيجعفر۷ تكلموا في خلق الله و لاتتكلموا في الله فان الكلام في الله لايزداد صاحبه الا تحيرا و قال۷ اذكروا من عظمة الله ما شئتم و لاتذكروا ذاته فانكم لاتذكرون منه الا و هو اعظم منه و قال۷ تكلموا في كل شيء و لاتكلموا في الله الي غير ذلك من الاخبار فاخبار عما خلف العرش الجسماني هل خلفه خلق الله او ذات الله فان قلت ذات الله فكيف اقررت بالحديث ان شيعة علي خلف العرش و ان كان خلق فقد امرنا ان نتكلم في الخلق و نهينا ان نتكلم في الذات فكيف لايعلم اميرالمؤمنين ما خلف العرش و نهينا عن التكلم عماخلف العرش الجسماني و نسألك ان عقلك و روحك و نفسك خلف العرش الجسماني ام دونه فان كانت خلف العرش فتتكلم في عقلك و روحك و نفسك ام لا و هل يدرك عقلك المعقولات ام لا و هل معقولاتك اجسام خارجية ام امور معنوية ذهنية و هل هي خلف العرش ام دونه فاختر لنفسك ما يحلو و علي ما ذكرت عقلك تحت العرش الجسماني و انما هو جسم كساير الاحجار انظر كيف يردون و كيف يتعرضون و كيف يتحاولون ما ليسوا من اهله قوله فهل كان اعرف من اميرالمؤمنين يشعر بان عليا لايعرف ما خلف العرش الجسماني و شيعته خلفه و يشعر بان عليا ماكان له عقل ملكوتي و لامعقولات معنوية و انما كان عقله و معقوله معنويا و يشعر بتكذيب الاخبار المتواترة التي وردت ان الله خلقهم قبل العرش و الكرسي و اللوح و القلم و ان العرش من شعاعهم و قد تواتر بامثال ذلك الاخبار من العامة و الخاصة و يشعر بانكار الاخبار المتواترة التي وردت في بيان العوالم السابقة و ان هذا العالم آخر
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۴۱ *»
تلك العوالم و قد ملأ المجلسي بامثال هذه الاخبار كتبه انظر يا ايها المطلع كيف يفضح الله من يسوء الادب مع اولياء الله من حفر بئرا لاخيه وقع فيه قوله نظمه من الاشعار و نثره من الانثار فالانثار غير مستعمل في كلام العرب و ليس في كتب اللغة فلعله حمله عليه السجع قوله و هل هذه الا خيالات وهمية فهو محض قول و من كان له لسان و لهوات و رية يقدر علي اخراج الصوت من فمه و من كان له اصابع و حركة يقدر علي رسم ما يشاء حقا او باطلا و قوله موهمات مالخولية كلمة مالخولية توهم هو اسم يوناني اصله ماليخوليا فاذا نسبت اليه قلت ماليخولية و قوله لاتتمشي بظاهرها الا علي مذاق الصوفية الذين لقبوا انفسهم بالكشفية اقول قد مضي جواب الصوفية و لعمري لايعرفون من الصوفي و نحن لانعرف قوما من الصوفية يسمون بالكشفية و عبارته تشعر بان قوما منهم لقبوا انفسهم بالكشفية و اما ان اراد ان اتباع الشيخ لقبوا انفسهم بالكشفية فلعمري هو محض افتراء و نحن لمنلقب انفسنا به و انما انتم نابزتم بالالقاب و اردتم قدحنا بهذا اللقب فبعد ما لقبتمونا بذلك قلنا ليس فيه عيب و لا يعب في ان يدخل الانسان تحت قوله فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد و اما نحن فلمنختر لانفسنا لقبا و هو محض افتراء هذا و لايذكر لهم هذا اللقب الا في عراق العرب و ان اراد بالصوفية الملقبين بالكشفية الشيخية و اراد الشتيمة فيصير المعني ان كلام الشيخ لايتمشي الا علي مذاق اتباع الشيخ و هو كلام سخيف و لامحصول له فان كلام كل احد متمش علي مذاقه و اما قوله لزعمهم ان من سلك سبيل الرياضات ينكشف له الغطاء الي آخر لا ادري عيب هذا الزعم في شريعة خاتم النبيين۹ اما كشف الغطاء فلاشك ان من اخلص لله اربعين صباحا جري من قلبه علي لسانه ينابيع الحكمة و روي العلم نور يقذفه الله في قلب من يحب فينشرح فيشاهد الغيب و ينفسح فيحتمل البلاء قيل هل لذلك من علامة قال۹
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۴۲ *»
التجافي عن دار الغرور و الانابة الي دار الخلود و الاستعداد للموت قبل حلوله و اما مشاهدة الملائكة فقد وقعت كثيرا للمؤمنين و من ذلك ما رواه في البحار بسنده عن اسحق بن عمار قال قلت لابيعبدالله۷ اني كنت بالحيرة ليلة عرفة و كنت اصلي و ثم نحو من خمسين الفا من الناس جميلة وجوههم طيبة ارواحهم و اقبلوا يصلون بالليل اجمع فلما طلع الفجر سجدت ثم رفعت رأسي فلمار منهم احدا فقال لي ابوعبدالله انه مر بالحسين بن علي خمسون الف ملك و هو يقتل فعرجوا الي السماء فاوحي الله اليهم مررتم بابن حبيبي و هو يقتل فلمتنصروه فاهبطوا الي الارض فاسكنوا عند قبره شعثا غبرا الي ان تقوم الساعة انتهي و يقول الله تعالي الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ان لاتخافوا و لاتحزنوا و ابشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن اولياؤكم في الحيوة الدنيا و في الاخرة و اما مشاهدة ارواح الانبياء فكل احد يمكن ان يري النبي و الائمة: في المنام و الشيطان لايتمثل بصورتهم و يمكن ان يكلمهم و يجيبونه بل اتفق رؤية الناس في البراري و الفلوات بعض الائمة و انجاؤه اياهم من المهالك و من راجع كتب المعجزات وجدها فلاغضاضة علي امرء مؤمن زكي نفسه حتي استأنس بالارواح القدسية و اي كفر او فسق يلزم من ذلك و قوله توصله الي قرب يتخيل منه الاتحاد و الحلول او الوحدة الي آخر فذلك افتراء منه ليس من مذهبنا الاتحاد و الحلول و الوصول الي ذات و نحن الذين عفوا رسم الاتحاد و الحلول عن العالم و افنينا آثار الصوفية القائلين بهذه المزخرفات و لولانا لماكان احد منهم يقدر علي ردهم الا باللعن و التكفير المحض كما كانوا يفعلون و لاينبغي بعد ان تصدينا علي ازالة آثار الصوفية عن العالم و كتبنا شاهدة ان ننسب اليهم او ينسب الينا اقوالهم و المحاكمة عند منبر الوسيلة ان افترتيه فعلي اجرامي و انا بريء مما تجرمون و قوله اين قوله الي اخر كل ما في كتبه قوله فات بكلام واحد منه يخالف
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۴۳ *»
ظاهر الشريعة و الذي ذكرته هنا فتبين خطاؤك في كل كلمة و عدم ارتباط بعضه ببعض كذلك يفضح الله الذين يريد قدح اوليائه و كل عزيز غالب الله مغلوب و لماامرني السائل دام مجده بالاختصار اكتفيت بادني ما يزيل الغبار و الحكم هو الله الواحد القهار.
قال ايده الله ما الدليل العقلي علي ان محمدا۹ اول خلق الله و ما وجه الجمع بين انه لااول للخلق و بين ان محمد۹ اوله؟
اقول الدليل العقلي يقام علي كلية المسألة ثم يركب لتعيين الموضوع مع النقلي و تعيين الموضوع بالدليل العقلي المحض مشكل جدا و قد كتب سيدنا اجل الله شأنه و انار برهانه في النبوة الخاصة كتابا يوجد في تلك الاطراف و عين الموضوع بالدليل العقلي نظرا الي انه۹ كلي بالحقيقة ولكنه مشكل جدا و لا فائدة في اعادته بعد تصديه لذلك فنكتفي لك هنا بالدليل العقلي علي كلية الامر و نكل تعيين الشخص الخارجي الي السمع فاقول اعلم ان الله خلق المشية بنفسها ثم خلق الاشياء بالمشية فلايجري علي المشية ما هي اجرته و لايعود فيها ما هي ابدأته فلاتتصف بالكثرات التي في آثارها و ما وجد بها فاذا هي واحدة كما قال الله سبحانه و ما امرنا الا واحدة فاذا هي اوحد ما يمكن في الامكان فاذا هي اذا كانت مركبة لحدوثها كانت مركبة من البسيطين فلايوجد جزء منها بدون التركيب مع الجزء الاخر فلااوحد منها في الامكان حتي انها ظهور واحدية الحق جل و عز و جميع ماسوي هذه المشية آثارها و انوارها الا ان بعضا منها اقرب الي المشية و بعضا منها ابعد لانها متكثرة و يستلزم التكثر اختلاف مراتب الاجزاء و لاشك ان الاثار كلما قربت من المؤثر كانت اقوي و اشبه به و كلما بعدت كانت اضعف و اقل شبها فالاثر الذي في القرب الاقرب يجب ان يكون اشبه شيء في الاثار بمؤثره اي المشية من حيث الوحدة و من حيث العلم و القدرة و الحيوة و الدوام و الهيمنة و جميع الكمالات الحاصلة للمشية و لابد في الكثرات من اول صادر و لابد و ان يكون اشبه شيء من جميع الجهات بمشية الله فيجب ان
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۴۴ *»
يكون واحدا لا نظير له و اعلم من جميع من دونه و اقدر و اقوي و اعظم و اشرف و اكمل في جميع مراتب الكمال و من كان كذلك يجب ان يكون هو وصلة الكل الي الله عزوجل و وصيلتهم و سيدهم و مطاعهم و الواسطة بينهم و بين ربهم و المؤدي عن ربهم اليهم و ترجمان خالقهم و مهبط امره و نهيه اليهم و يجب علي الكل اطاعته و الرد اليه و التسليم له و ان يكونوا عبد طاعته مطيعين له منقادين فهو النبي الاعظم و الرسول الاكرم الذي به فتح الله و به ختم و لاينسخ دينه عن العالم و يكون هو الغاية من خلق جميع العالم و آدم و لايقوم الخلق الا بمبدء هكذا و ينتهي الي هذا الواحد جميع اعداد الكثرات و لايعقل كثرة ليس له مبدء و نحن اذا تتبعنا لمنجد نبيا ادعي هذا المقام و بقي دينه غير منسوخ و يشهد له القرآن و الادعاء و البينات الا محمد۹ فهو ذلك الواحد الذي به فتح الله و به ختم و يجب طاعته علي جميع العالم و نزل بذلك الكتاب و تواتر به السنة عن الحجج الاطياب فعلمنا انه اول ماخلق الله و ايضا ان الكثيرين منحرفون عن الاعتدال مائلون الي اليمين و الشمال فهم محجوبون عن مشاهدة انوار ذي الجلال محجوبية الاعضاء عن مشاهدة انوار الروح الملكوتية لانحراف كل واحد منها و انغماره في بحر تعيناته و حدوده المنافية للخارج عنها فهي محجوبة عن درك الروح فلابد بين الكثيرين من معتدل منزه عن شوائب الميول مستقيم يدوم و لايزول يأخذ عن العالي و يؤدي الي الداني و لولا ذلك المعتدل لميصل فيض من الفيوض الي تلك الكثرات و لميطلع واحد منها علي شيء منها اي من الروح الملكوتية فبقاء الكثرات و ثباتها و حيوتها دليل علي وجود معتدل واحد مستقيم هو الرابطة بين المغمورين في بحار الكثرات و الحدود و الانحرافات و بين الروح الخارج عن القيود المستعلي علي الحدود فاذا نظرت الي هذا العالم و رأيت سموات دوارة و ارض قارة و شمس جارية و نجوم سارية و خلايق مستمرة ثابتة و علوما و صنايع عجيبة و هكذا علمت ان بينها و بين مبدئها واسطة معتدلة صالحة لان يأخذ المدد من المبدء و يوصله الي هذه الكثيرين بحيث لولاه لفني جميعها في طرفة عين و ذلك الواحد هو المبدء الفاتح
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۴۵ *»
الخاتم و الرسول الكلي الي اهل العالم و اشرف بني آدم الي غير ذلك من صفاته و اذا تتبعنا في الانبياء و الرسل لمنجد احدا كذلك الا خاتم الرسل محمد۹ اذ هو ادعي هذا المقام و صدقه الملك العلام فعلمنا انه خير الانام و سيد الرسل الكرام و اول الخلق و اشرفه و اكرمه علي الله و منه الامداد و عليه القوام و لو شئنا و لاحول و لاقوة الا بالله لاقمنا البرهان علي اكثر حالاته الجزئية حتي يتضح الامر ولكني في شغل و قد كتب السيد الاجل في ذلك كتابا و انا كتبت ذلك في الفطرة السليمة مفصلا و في ارشاد العوام و في كتابي نعيم الابرار و قد الفته و صنفته في هذه المسألة المخصوصة لانه اس المسائل و اصل الفضائل و هو كتاب كبير لميسمح الزمان بمثله و بعد المراحل و قلة المترددين من بلادنا و الي بلادنا منعا وصول الكتب اليكم و الا لاستغنيتم بها عن السؤال و اقرب من بلادنا اليكم بلاد كردستان فان واليه قد بعث الي كرمان و استنسخ كثيرا من كتبي فلو شئتم هو قريب منكم فاستنسخوها في تلك البلاد و فيما ذكرت هنا علي سبيل الاشارة كفاية و بلاغ.
قال ايده الله ما وجه الجمع بين حديث يونس في تعدد المشية و الارادة و القدر و ما روي عن الرضا۷ ان المشية و الارادة و الابداع اسماؤها ثلثة و معناها واحد؟
اقول ان امر الله سبحانه كمااشرنا اليه واحد قال تعالي و ما امرنا الا واحدة لا تعدد فيه بوجه و به خلق الله ماسواه فلما خلق به ذكر الاشياء الاول و المادة النوعية سمي ذلك الامر بالمشية عنده و لماخلق به العزيمة و الصورة النوعية لها سمي بالارادة عندها و لماخلق به الهندسة الايجادية و الحدود سمي بالقدر عندها و لما ركب ما قدر سمي بالقضاء عنده و لما اتمه و وضعه في موضعه سمي بالامضاء عنده و هي في نفسه واحد لاتكثر فيه فهذه الاسماء متعددة الالفاظ متعددة المفاهيم متعددة المواقع متحدة المعني فالمشية و الارادة و الابداع اسماؤها ثلثة و معناها واحد و هو ذلك الامر الوحداني و لتعدد الاسماء وجوه اشار اليها الرضا
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۴۶ *»
۷ كما ذكرت.
قال ايده الله ما معني القيامات الاربعة؟
اقول اعلم انه لابد للحادث الفقير غير القائم بنفسه ان يقوم بغيره فهو من حيث انه كان في العدم و اخرجه غيره من القوة الي الفعلية و هو مؤثره الذي صدر هذا الاثر من فعله قلنا هو قائم بمؤثره قيام صدور اي هو دائم قائم به فلو سلب عنايته عنه لعدم و رد الي القوة في آنه ذلك فهو قائم في عرصة الفعلية بمؤثره قيام صدور لايستغني عنه و لماكان لكل حادث من غاية هي التي دعت الفاعل الي الفعل و حملته عليه و لولاه لميتعلق فعل الفاعل بذلك الحادث فهو الي الحادث قائم بها قيام ابتداع و لماكان ذلك الحادث مركبا من جزئين و هما ركنا وجوده و هما المادة و الصورة فقيل هو اي الشيء الحاصل منهما قائم بهما قيام ركن و لماكان تحصل الشيء بمادته فهو قائم بها قيام تحصل و لماكان تعينه بصورته قيل هو قائم بها قيام تعين و لماكانت المادة في ذاتها معراة عن الحدود المميزة و كان تعينها و تميزها و ظهورها بالصورة قيل ان المادة قائمة بالصورة قيام ظهور و لما كانت الصورة خلقت من نفس المادة و تحققها بها قيل ان الصورة قائمة بالمادة قيام تحقق فهذه اقسام القيام و اربعة منها هي المشهورة و هي قيام الصدور و الركن و الظهور و التحقق و الباقي من اصطلاحي انا.
قال ايده الله الضمير في قوله كل شيء هالك الا وجهه راجع الي اي شيء؟
اقول الضمير في قوله لاتدع مع الله الها آخر لا اله الا هو اما راجع الي الله سبحانه و يكون المراد بالوجه ما تجلي به لخلقه و واجههم به و هو ظاهره فيهم و يدل علي ذلك انه سئل ابوعبدالله۷ عن قول الله كل شيء هالك الا وجهه فقال ما يقولون قيل يقولون كل شيء هالك الا وجهه قال كذبوا معناه كل شيء هالك الا وجهه الذي يؤتي منه انتهي و هو الذي ذكرنا فانه يؤتي من ظاهره و بابه صلوات الله عليه
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۴۷ *»
و اما راجع الي الله سبحانه علي ان يكون المراد بالوجه دينه و لاشك ان دينه الذي ارتضاه و يرضي ان يدان به هو ولاية آل محمد: و جميع ما امر الله به هي شئون تجليات باطنهم و جميع ما نهي عنه هو ما يبعد العبد عنهم و يقربه من اعدائهم و يخرج من داخل مدينتهم فهو من ظاهرهم الذي من قبله العذاب و يدل علي ذلك ما روي عن ابيجعفر۷ في هذه الاية قال فيفني كل شيء و يبقي الوجه و الله اعظم من ان يوصف بوجه ولكن معناه كل شيء هالك الا دينه و نحن الوجه الذي يؤتي منه لمنزل في عباده مادام لله فيهم روية فان لميكن له فيهم روية رفعنا اليه و فعل بنا ما احب قيل جعلت فداك فما الروية قال الحاجة و اما راجع الي الله سبحانه و يراد من الوجه من كان علي الحق فانه وجه الله الذي يؤتي منه و سيدهم و اميرهم هو الولي فانه الحق و هو مع الحق و الحق معه او من كان علي الحق و الحق الولاية لآل محمد: و يدل علي ذلك ما سئل ابوعبدالله۷ عن هذه الاية فقال كل شيء هالك الا من اخذ طريق الحق و في رواية من اخذ الطريق الذي انتم عليه و هو الولاية فالمراد بالهالك الضال و المعذب بنار جهنم لا الميت بل هو الهالك و الميت روح ايمانه فكل فرقة هالكة الا الشيعة و الشيعة وجه الله كماقال۷ في حديث آخر من اتي الله بما امر به من طاعة محمد و الائمة: من بعده فهو الوجه الذي لايهلك ثم قرأ من يطع الرسول فقد اطاع الله و اما يرجع الضمير الي الشيء و يراد منه وجهه الي ربه و هو وجه الله اليه اي به ظهر الله له و وصف نفسه له و هو به يعرف ربه و يصف فهو وجه الله اليه و وجهه الي الله و هو لايهلك فانه صدورا قائم بامر الله الذي لايزول و لايحول و من هذا الحيث نور الله و كمال الله الذي لا فناء له و هو دينه الذي لايهلك و الوجه الذي يتوجه اليه الاولياء و يؤتي الله منه و لاشيء يتجاوز مبدأه و اول اذكاره و هو ملحق بعالم الامر و لايفني و لايبيد و لك ان تستدل علي ذلك بتفسير ظاهر الظاهر فان الهاء اصلها هو حذف الواو منها تخفيفا و دل عليه باشباع الضمة و الهاء لتثبيت
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۴۸ *»
الثابت و الواو اشارة الي الغائب عن درك الحواس و هما كناية عن المشار اليه و هو الغائب عن درك الحواس و هو باطن الولي اذ قال ظاهري امامة و وصية و باطني غيب ممتنع لايدرك و وجه الولي الي الشيء هو حقيقته التي بها تعرف له و عرف ربه له بها و يشهد بصحة ذلك ما مر من ان الوجه من اتي الله بما امر به من طاعة محمد و الائمة: من بعده فعلي هذا الوجه هو الشيعي الواصل الي مقام الحقيقة فانه وجه الولي الي رعيته و وجه الرعية الي الولي فافهم.
قال ايده الله و هل يجوز تقليد الميت ام لا؟
اقول لما اراد ايده الله في هذه المسائل الفقهية الاكتفاء بمحض الفتوي نكتفي به فاقول ان الشيخ الاجل و السيد الانبل اعلي الله مقامهما و رفع في الخلد اعلامهما ما كان يجوزان تقليد الميت و عليه المشهور فالاحوط عدم تقليد الميت و ان اكن اجوز تقليد من لايفتي الا بالنصوص مطلقا سواء قلده في زمان حيوته ام لا و قد فصلنا ذلك في ساير رسائلنا لاسيما في رسالتنا نظام البشر في الامر بالمعروف و النهي عن المنكر.
قال ايده الله الجلود المبيعة في سوق المسلمين و لو اخذ من يد كافر طاهر ام لا؟
اقول هو طاهر ان شاء الله و يستحب السؤال عن المشركين و الاجتناب ان كان غير ذكي او غير طاهر.
قال ايده الله هل يجوز حمل العاج و شيرماهي و الصدف في الصلوة ام لا؟
اقول لا بأس بها ان شاء الله.
قال ايده الله هل يجوز الصلوة في الكلابتون الاصفر المخيط به الثوب؟
اقول لا بأس به ان شاء الله فانه ليس يدري هل هو اصفر بالذهب او بصنعة
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۴۹ *»
من الصنايع الفلسفية هذا و يشكل صدق اسم لبس الذهب علي لبس لباس فيه و شيء مخيط بالكلابتون و ان كان اصفر بالذهب.
قال اذا كان قبة الحزام من الذهب او كانت مطلاة بالذهب او كانت ذهبا افرنجيا هل يجوز الصلوة فيه ام لا؟
اقول ان المدار علي صدق اسم لباس الذهب هل يطلق عليه انه لبس الذهب ام لا و لعمري يشكل صدق لباس الذهب علي القبة ان لميكن جميع الحزام من الذهب و ان لمنتيقن بصدق الاسم فالامر مطلق ولكن الاحتياط سبيل النجاة.
قال و هل يجوز استعمال الاواني المطلاة بالفضة ام لا؟
اقول لا اجوز ذلك فان طلاءة آنية رقيقة قائمة بما طلي بها و روي النهي عن المفضض خاصة ايضا.
قال ايده الله ما حكم فضلة الخفاش و غراب الزرع و الخطاف؟
اقول لا بأس بمايخرج من الطيور غير الدم سواء كانت مما يؤكل لحمه ام لا و يكره منها بول الخشاف و ذرق الدجاج.
قال بم يعرف حلية الطير و حرمته؟
اقول الطير اذا كان له مخلب او كان صفيفه اكثر من دفيفه او لميكن له احدي الثلث و هن القانصة و الحوصلة و الصيصية فهو حرام و ان كان دفيفه اكثر او له احدي الثلث فهو حلال و فسرت القانصة باللحمة الغليظة التي يجتمع فيها كل ما تنقر من الحصي الصغار و قيل هي للطير كالمصارين لغيرها و هو في الصحاح و القاموس و قيل هي الحوصلة و هو في النهاية و قيل هي بمنزلة المعدة و هما واحد لان الحوصلة هي بمنزلة المعدة و يكذب اختيار الصحاح و القاموس ما روي عن ابيعبدالله۷ كل من طير ما كانت له قانصة او صيصية او
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۵۰ *»
حوصلة و يكذب اختيار النهايه ما روي كل من طير الماء ما كانت له قانصة كقانصة الحمام لا معدة كمعدة الانسان و الظاهر علي هذا ان القانصة هي اللحمة الغليظة و الحوصلة هي المعلقة في لبتها كالمخلاة و هي التي تظهر من حديث مفضل و الصيصية الشوكة التي في رجلها و هي بمنزلة ابهامها هـ .
قال ايده الله و ما الكلب المعلم و ما حال صيده اذا قتله؟
اقول لايظهر من الاخبار تحديد للمعلم و الظاهر ان المدار الي العرف و الظاهر انه يكتفي باقل تعليم فانه جاء الرخصة بان يعلمه حال الارسال و ما عسي ان يتعلم في ساعة واحدة فالمرجع الي العرف و ذكر الاصحاب له شروطا ثلثة ان يهيج اذا اغري و ينزجر اذ ازجر و لايأكل من صيده الا نادرا و الذي ذكرت لك هو المفهوم من الاخبار و لا اشترط ان لايأكل فان ادركت الصيد بعد اخذ الكلب و قد قتله فكله و ان ادركته حيا فذكه و ان لميكن لك حديدة فدع الكلب يقتله ثم كل منه.
قال ايده الله هل ينجس المتنجس ما لاقاه ام لا؟
اقول اذا لميكن عليه او فيه عين النجاسة فلا بأس فالماء المتنجس بالبول فيه النجاسة و ينجس و الثوب الذي عليه الدم مثلا ينجس؟
قال ايده الله و هل بخار النجس نجس ام لا لابأس به؟
اقول لا بأس به و هو مطلق و الحمد لله.
قال ايده الله ما حد الشبهة المحصورة؟
اقول لا حد فيها شرعا و المحصورة و غير المحصورة عندي سواء يجب الاجتناب عن الجميع معا لا عن البعض فردا فردا و ان استعمل الكل الا في مواضع النص كالانائين المشتبهين فقد ورد النص باراقتهما و التيمم و هو خارج بالنص و
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۵۱ *»
من يفرّق انما يعمل بالقياس و ادلة عقلية لاتتبع.
قال ايده الله و ما حكم الناصب لآل محمد:؟
اقول هو نجس يجب الاجتناب عنه الا في مواضع التقية هذا اذا تحقق نصبه بعد البينة و قيام الحجة عليه.
قال ايده الله هل بناء شهر رمضان علي العدد ثلثين يوما او علي الرؤية؟
اقول المدار علي الرؤية صوما و فطرا و الاحتياط ان يقضي يوما اذا اهل شوال ليلة الثلثين من هلال رمضان و ان كان صام يوم الشك بنية شعبان اجزأه.
قال ايده الله من كان متوطنا في بلد الكاظم۷ و بغداد و ذكر مسائل من القصر و الاتمام تظهر من الجواب و لا حاجة الي ذكرها اولا ثم الجواب عنها؟
اقول اني لااعرف الوطنين و الوطن عرفا و شرعا و لغة ما يسكنه الانسان و يجعله مقره و لا يضر اذ خرج منه احيانا فانه يرجع اليه و اما الوطنان فلااعقله الا علي مذهب من يفسر الاستيطان بالمسكن ستة اشهر فمن توقف ستة اشهر في بلد و ستة في بلد فقد استوطنهما و بغير هذا القيد يشكل التحقق فان المتنقل في البلدين غير مستقر في احد البلدين و غير المستقر غير متوطن و علي اي حال من استوطن بلدا يتم اذا دخل منزله فيه و يقصر في غير الوطن اذا لمينو عشرة ايام او لميمض ثلثون يوما مترددا و ان وردت بغداد و ليس لك بوطن تقصر و ان نويت عشرا اتممت و ان نويت اقامة عشر فاتممت ثم عرض عارض في اثناء العشر خرجت لاجله الي بلد الكاظم لايضرك و تتم الا ان تكون حين خروجك من بغداد الي الكاظم قاصدا ثمانية فراسخ فتذهب الي الكاظم ثم تتم الثمانية فراسخ في يومك او غير يومك قبل العشر ذهابا او ذهابا و ايابا فانك تقصر مع هذه النية اذا خرجت من بغداد لا قبله و ان لمتنو ثمانية فراسخ بل تذهب الي بلد الكاظم و
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۵۲ *»
ترد الي بغداد قبل العشر ثم لاتدري ماذا تصنع و كم تظل فيه فلابأس تتم في تلك الحال فانك كنت مقيما و لمتحدث عزم سفر جديد و لايجب في اتمام الصلوة ان تظل ببلد الاقامة عشرا حكما بل اذا اجمعت علي اقامة عشر في الاول تتم فان عرض عارض احيانا و خرجت تفعل كماقلنا و تزور الكاظم مهما اتفق و تقيم فيه ما شئت ولكن في اول العزم علي الاقامة لايجوز ان تكون ناويا زيارة الكاظم في اثناء العشر فانه ينافي قصد الاقامة فتعزم علي التوقف بلاتنقل من محل الاقامة فاذا عزمت و اتممت الصلوة ثم عرض عارض تذهب حيث شئت ممادون بريد و هو اربعة فراسخ و حد الترخص الغيبة عن البيوت فاذا غاب عنك بيتك تقصر الي ان تدخل بيتك ولكن الاحوط ذهابا ان لاتصلي حتي يخفي عنك جدران البلد و صوت الاذان ثم تقصر كما ان الاحوط ان لاتصلي عودا حتي تدخل منزلك ثم تتم ولكن ان خفت فوت الصلوة و الوقت الاول عملت بما ذكرنا اولا و حد الحاير المقدس خمسة فراسخ من كل جانب من جوانب القبر و حد السفر ثمانية فراسخ ذهابا و ايابا و الذي يخرج الي الصيد من غير حاجة يتم لانه لغو.
قال ايده الله ما حكم ماء البئر؟
اقول هو كساير المياه بلافرق لاينجس حتي يتغير بالنجس فاذا تغير بالنجس نزح حتي يزول تغيره.
قال ايده الله هل يجوز الغسل الترتيبي بغمس الرأس و الاطراف في الماء؟
اقول نعم لا بأس به تغمس رأسك في الماء و تغسله ثم جانبك الايمن ثم جانبك الايسر و ان كان قبل الغمس بعض بدنك داخلا في الماء فان المناط الغسل و كذا اذا كنت في الماء تغسل رأسك ثم جانبك الايمن ثم الايسر و اما الغسل الارتماسي لمن كان جوف الماء و يتحرك كسمكة جوف الماء فاني لا اجسر علي تجويزه فانه لايسمي عرفا اغتماسا في الماء لاجل الغسل و مناط هذا الغسل صدق الارتماس و الاغتماس.
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۵۳ *»
قال ايده الله و هل يجب غسل النزعتين في الوضوء ام لا؟
اقول ان الله يقول فاغسلوا وجوهكم لارؤسكم و النزعتان من الرأس و الوجه مادارت عليه الوسطي و الابهام من قصاص الشعر الي الذقن هـ .
قال هل يجوز المسح علي شعر ساير الرأس اذا كان واقعا علي موضع المسح؟
اقول انما يجب المسح علي بشرة الرأس او علي الشعر النابت علي مقدمه و لايجوز المسح علي حائل و شعر غير ذلك الموضع حائل.
قال اذا كان الانسان جنبا و بينه و بين الماء مسافة يفوت بقطعها الصلوة او اذا اشتغل بالغسل يفوت الصلوة لضيق الوقت هل يجوز له الصلوة بالتيمم مع نجاسة البدن و الثوب.
اقول اما من لايجد بحضرته الماء فيتيمم و يصلي و اما من يجد فيخاف ان هو غسل ثوبه و اغتسل فاتت صلوته فليس فيه نص خاص و الذي يستنبط من العمومات انه يتيمم و يصلي و ينزع عنه الثوب النجس ان كان له ثوب آخر يستتر به و عند فقد ماسواه فقد روي في فاقد الماء رخصة الصلوة عريانا و لماكانت المسألة غير منصوصة فالاحوط القضاء بطهور فاني لا اجسر علي الحكم في مسألة لا نص فيها و يمكن الاستدلال عليها بعمومات مختلفة.
قال هل يجوز ان يكون مواضع الوضوء رطبا؟
اقول لا بأس به ان شاء الله.
قال ما لاتحله الحيوة من نجس العين طاهر ام نجس؟
اقول نجس لا شك فيه.
«* مكارم الابرار عربی جلد ۳۱ صفحه ۵۴ *»
قال عرق الجنب بالحرام طاهر ام نجس؟
اقول مكروه يعني يكره الصلوة فيه و هذا آخر مسائله ايده الله فلنختم الكتاب و صلي الله علي محمد و آله في المبدء و المآب قد فرغ من تسويده مصنفه كريم بن ابرهيم في يوم الاربعاء الثامن عشر من شهر ذيالقعدة من شهور سنة سبع و سبعين بعد المأتين و الالف حامدا مصليا مستغفرا تمت.