30-05 مکارم الابرار المجلد الثلاثون ـ رسالة في جواب السيد جواد الكربلائي ـ مقابله

رسالة في جواب السيد جواد الكربلائي

 

من مصنفات العالم الربانی و الحکیم الصمدانی

مولانا المرحوم الحاج محمد کریم الکرمانی اعلی الله مقامه

 

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 183 *»

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و صلي الله علي محمد و‌ آله الطيبين و رهطه المخلصين و لعنة الله علي اعدائهم اجمعين.

و بعد فقدارسل الي جناب العالم الفاضل و الجواد الباذل السيد المكرم و السند المعظم جناب السيد جواد امده الله بتأييداته كتابا كريما و خطابا عظيما و ذكر فيه بعد ذكر ما لااليق بعشر من معشاره مباحثة له مع بعض المنكرين لفضائل آل‌الله الطاهرين عليهم صلوات المصلين في ختام الكلمة تمام العلة و ارادته من ذكرها عرضها عليّ كما صرح به في كتابه ليعرف غثه من سمينه و بخسه من ثمينه و ذكر فيه سؤالين آخرين و ورد اليّ كتابه حين تبلبل البال و اختلال الحال و اشتغالي بتصنيف كتب و رسائل اخر فلم‌اتمكن من جوابه ايده الله الي ان قرب ارتحال الحامل اليه و ذكرني به فبادرت الي الجواب مع ضيق الوقت و اشتغالي و تنقلي الي مجالس ذكر مصائب آل محمد: في ايام المحرم و قلة الفرصة فاذكر في جوابه ايده الله ما يتيسر و اجعل عباراته كالمتن و جوابي له كالشرح و لكنه سلمه الله كتب كتابه بالفارسي و انا ايضا اذكر عباراته بعينها و لكن اكتب الجواب بالعربي لان لسان الفرس ضيق جدا و لايمكن فيه الاشارة الي دقايق الحكمة و العلم الا بعسر شديد و لايمكن فيه اللمح الي حقايق الكتاب و السنة و شواهدهما الا بتطويل كثير فلاجل ذلك انا اذكر الجواب عربيا و هو لسان العلم و العلماء و لسان الله و لسان رسوله و الحجج: و شيعتهم رضوان الله عليهم و فيه البركة و الخير الكثير.

قال سلمه الله بعد ما ذكر اركان الدين قبله من با معارضي در اين مسأله سخن رفت.

اقول اعلم ايدك الله ان المجادلة و المخاصمة عندنا حرام في مذهب الشيعة

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 184 *»

حرمة الخمر و الميسر و لحم الخنزير و لايجوز المجادلة عندنا بوجه فعن النبي9 اورع الناس من ترك المراء و ان كان محقا و عن ابي جعفر7 اياك و الخصومات فانها تورث الشك و تحبط العمل و تردي صاحبها و عسي ان يتكلم الرجل بالشيء فلايغفر له و عن الصادق7 اياكم و الخصومة في الدين فانها تشغل القلب عن ذكر الله و تورث النفاق و تكسب الضغاين و تستجيز الكذب و عنه7 اجعلوا امركم لله و لاتجعلوه للناس فان ما كان لله فهو لله و ما كان للناس فلايصعد الي الله فلاتخاصموا الناس لدينكم فان المخاصمة ممرضة للقلب ان الله قال لنبيه9 انك لاتهدي من احببت و لكن الله يهدي من يشاء و قال افانت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين و ذروا الناس فان الناس اخذوا عن الناس و انتم اخذتم عن رسول الله9و علي و لاسواء و سمعت ابي7 يقول ان الله اذا كتب علي عبد ان‌يدخل في هذا الامر كان اسرع من الطير الي وكره و عنه7 لاتخاصموا الناس فان الناس لو استطاعوا ان‌يحبونا لاحبونا ان الله اخذ ميثاق شيعتنا يوم اخذ ميثاق النبيين فلايزيد فيهم احد و لاينقص منهم احد ابدا الي غير ذلك من الاخبار اللهم الا المجادلة بالتي هي احسن و ذلك ايضا يجوز لنا مع من يعرف نفسه شاكا و كان طالبا لمعرفة الحق و ظنه عندنا فطلب منا و اما مع غير ذلك فلا فان الله تعالي يقول و لاتجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منهم اي فلاتجادلوا لهم بالكلية فانهم لايسمعون و لايحصل لكم الا الضوضاء و رفع الصوت و مرض القلب و لافائدة فيه بالكلية الا تضييع الوقت و الغفلة عن ذكر الله و الناس اليوم يا شيخي غير آخذين بدين و انما الههم هويهم و عقلهم الناقص فما‌ينقاد بعقلهم المشيب بالعادات والطبايع و الشهوات يتبعونه و ان‌كان مخالفا لضرورة الاسلام و ما لاينقاد بذلك العقل ينكرونه و ان‌كان من ضروريات الاسلام و هم يجادلون و يخاصمون في الكتاب و السنة فما خالف منهما عقلهم الناقص المتلوث يأخذون بعقولهم و يأولون الكتاب و السنة و ما وافق منهما اياه يتبعون عقولهم و

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 185 *»

هي المتبعة غاية الامر يوافقانها و عموا عن اعلام الدين و اتباع ضرورة المسلمين و غفلوا عن ان الدين لو اول لم يقم للاسلام عمود و لم‌يخضر له عود و كل قوم هلكوا هلكوا لاجل انهم اتبعوا اهوائهم و اولوا دينهم فسلكوا مسالك الهوي و مناهج الردي حتي‌ضلوا و اضلوا بالكلية اولئك الذين لعنهم الله و اصمهم و اعمي ابصارهم و  اولئك الذين قال رسول الله9 فيهم لعن الله المجادلين في دين الله علي لسان سبعين نبيا و من جادل في آيات الله كفر قال الله و ما يجادل في آيات الله الا الذين كفروا و عن الرضا7 المراء في كتاب الله كفر و عن ابي‌جعفر7 اياك و اصحاب الكلام و الخصومات مجالستهم فانهم تركوا ما امروا بعلمه و تكلفوا ما لم‌يؤمروا بعلمه حتي تكلفوا علم السماء الخبر و عن الصادق7 متكلموا هذه العصابة من شرار من هم منهم و روي شيعتنا الخرس الي غير ذلك من الاخبار فالناس اليوم اتباع عقولهم و آرائهم لاينقادون للدين و لايبالون بمخالفة الشرع المبين فضلوا و اضلوا فالاولي ترك المجادلة بل المجالسة معهم فمن ابصر فلنفسه و من عمي فعليها و قدتبين الرشد من الغي و ظهرت حجج الله و بهرت آيات الله و قطع الله الاعذار و اعلن الانذار من اهتدي فانما يهتدي لنفسه و من ضل فانما يضل عليها و ما ظنك باناس اوهن كلمة من ارذل كافر اوثق عندهم و احكم من كلمات الانبياء الكبار المصدقة بالمعجزات و الآيات البينات فيصدقون ذاك بلااكتراث و بلاحجة و بغير علم و لاهدي و لاكتاب منير و يأولون كلام النبي حتي‌يصرفوه الي كلام ذلك الكافر خوفا من سطوة الاسلام و الا لكذبوه بلااكتراث كما يكذبونه في قلوبهم الآن فذرهم و ما يفترون قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون و لعمري اليق شيء بهم هو الذين اتخذوهم ولايج من دون اولياء الله و من يتولهم منكم فانه منهم و احري دين بهم ذلك الضيق و الحرج الذي هم فيه فلايستريحون ابدا.

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 186 *»

قال سلمه الله باو گفتم با تو صحبت سخن تقريبي مي‌‌گويم آيا نور غيب را توان بنفسه يافت الا در مظهري تام و لامحاله بحسب حكمت مظهر او اكلي جملي است و مظهر تفصيلي مي‌خواهد و لابد آن تفصيل اول هم كليت دارد و مظهر تام انبساطي بايست كه انوار تكوين و تكليف در آن به منزله مضغ مادر غذا را در دهن خود و بعد در دهن طفل هشت ماهه گذاردن باشد.

اقول لاشك ان الله سبحانه احد حق و غيب مطلق و ازلي قدسبق جميع ما خلق بالذات و جميع ما سواه حادث قداحدثه لامن شيء فلا الاحد يتغير عن كيانه و يتركب و ينزل رتبة الحدوث حتي‌يشاهدوه و لا الحوادث يصعدون عن مقام الحدوث و يتوحدون و يتأزلون حتي‌يساووا الاحد الازل جل شأنه فيدركوه انما تحد الادوات انفسها و تشير الآلات الي نظائرها فالطريق مسدود و الطلب مردود لاتدركه الابصار و هو يدرك الابصار فاقام الله تعالي شأنه العزيز مقامه في كل مرتبة من المراتب الخلقية الالف الالف احدا من خلقه في الاداء اذ كان لاتدركه الابصار و لاتحويه خواطر الافكار و لاتمثله غوامض الظنون في الاسرار لئلايخلو من تجليه رتبة من مراتب الامكان و لايجهله احد من الساكنين في مراتب خلقه فلا اهل كل رتبة يقدرون علي درك ما هو فوق مشاعرهم كما لايدرك الجسم عالم الغيب بالبداهة فاحتاج اهل كل مرتبة الي تعريف الله سبحانه نفسه في تلك الرتبة بما يمكنهم دركه و يسعهم معرفته فعرف نفسه لاهل كل مرتبة بوصف يقارنهم و يمكنهم دركه و الوصول اليه و معرفته ثم كلفهم به و هو قوله سبحانه لايكلف الله نفسا الا ما آتاها اي ما عرفها و لما كان اهل الرتبة العليا اسبق في الاجابة من اهل الرتبة الدنيا و اقرب الي المبدء و يصل كل فيض اليهم اولا و ينتفعون بصوافيه ثم ينزل فاضله الي الرتبة الدنيا لانتفاعهم فاهل الرتبة العليا وسايط فيض للدنيا و قدعرف الله نفسه لاهل الرتبة العليا بما يساوقهم و يسعهم دركه تجلي تلك الصفة التي فيها للدنيا و تجلي العليا ايضا بما يناسبها فاجتمع في كل دنيا صفتان صفة ظلية للمثال الذي في العليا و صفة ظلية لنفس العليا و ذلك مثل ما اذا قابلت بسراج مرآة وقع شبحه فيها فاذا قابلت مرآة اخري بالاولي وقع

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 187 *»

في الثانية شبح السراج و شبح المرآة الاولي معا و اذا قابلت بالثانية ثالثة وقع في الثالثة شبح السراج و شبح المرآة الاولي و شبح المرآة الثانية و هكذا فكل دان يحكي جميع ما سبق عليه و قدكلف بمعرفتها و الاقرار بفضلها و بتوسطها و عليتها و سببيتها له و الخضوع و التسليم و الانقياد و الاخبات لها لانه لو اعرض عنها لحرم عن جميع الفيوض و الامداد النورية و الخيرية و انقطع عن الله و هلك فوجب علي كل دان الايمان بما ادي العالي اليه من صفة التوحيد و الاذعان بفضل نفس العالي و سبقه و تولاه و البرائة من اعدائه و ذلك سر سار في جميع مراتب الوجود لايمكن احدا انكاره و بهذا البيان ليس يختص الامر باربعة او اقل او اكثر و انما يلاحظ عدد المراتب السابقة فوصف الله نفسه للحقيقة المحمدية عليها صلوات الله بها و عرف نفسه لها بها و وجب عليها الايمان بالله علي ما عرف نفسه لها و لاشك انه ليس هناك ذكر احد من الخلق فهنالك ليس اركان و انما هو امر واحد و اما في عالم تفصيلها بالاربعة عشر فقدانطبع في مرآة الاولياء مثال التوحيد بواسطة محمد9 و انطبع فيها ايضا مثال نفس الواسطة فوجب عليهم الايمان بالله بما عرف نفسه لهم بهم به صلوات الله عليهم و وجب عليهم الاقرار بمحمد9 و بسبقه و فضله و توسطه في كل خير فصار اركان الايمان لهم ركنين اذ لم‌يكن معهم و قبلهم احد و لما خلق الله الانبياء صلوات الله عليهم عرف الله نفسه لهم بهم بمحمد و آل محمد: فان طبع فيهم صفة التوحيد بتوصيف محمد و آل محمد: ثم صفة محمد ثم صفة آل محمد: فوجب عليهم الاقرار و الاعتراف بالتوحيد و النبوة و الولاية و صار اركان ايمانهم ثلثة و هكذا لما خلق الله المؤمنين وصف نفسه لهم بهم بمحمد و آل محمد و بالانبياء صلوات الله عليهم اجمعين و وصف محمد9 نفسه لهم بهم بآله و بالانبياء سلام الله عليهم اجمعين و وصف آله سلام الله عليهم انفسهم لهم بهم بالانبياء و وصف الانبياء انفسهم لهم بهم فوجب عليهم الاقرار و الاعتراف بجميع ذلك فصار اركان دين هؤلاء اربعة و هكذا الي آخر مراتب

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 188 *»

الخلق يجب علي كل دان الاقرار و الاعتراف بكل عال و لانكير علي هذا.

بقي شيء و هو ان في كل رتبة ايضا سابقين و لاحقين فانهم ليسوا في عرض واحد فمنهم اصحاب الافئدة و منهم اصحاب العقول و منهم اصحاب الارواح و منهم اصحاب النفوس و هكذا و لكل درجات مما عملوا هل يستوي الذين يعلمون و الذين لايعلمون و ذلك ايضا بديهي اذ لايسع احدا ان‌يقول ان جميع الناس في اقصي درجات الكمال او جميعهم في ادني درجات النقص و لهم مراتب بالبداهة ففيهم سابقون مقربون و منهم مقتصدون متوسطون و منهم متأخرون لاحقون و كذلك لاشك في ان السابقين هم  المقربون قال الله سبحانه السابقون السابقون اولئك المقربون فهم اقرب الي المبدء و اشبه به و اولي به و كل فيض ينزل من العالي ينزل اليهم اولا و لهم صوافيه ثم ينزل منهم فاضله الي الذين دونهم و هكذا كل علي قدر حده و مقامه و هم الذين بهم يرزق الله العباد و بهم يدفع عن البلاد و علي جميع ذلك اخبار عديدة لايسعني الآن ذكرها لتبلبل بالي و كثرة اشغالي و لو شاء جناب السائل لوجدها في الاخبار ان‌شاءالله.

فلما كان سابقوا كل رتبة هم وسائط الفيض و الامداد الكونية و الشرعية للاحقين حتي ان ما وصف الله نفسه لمن دونهم فانما هو صفة ما وصف نفسه لهم كما ان كينونة الارواح صفة كينونة العقول و كينونة النفوس صفة كينونة العقول و هكذا فما وصف الله او وصف الاعالي انفسهم للداني بهم فانما هو صفة ما وصفوا انفسهم للعالي السابق به فالاداني ان‌انقطعوا عن الاعالي الذين هم صفتهم قائمون بهم قيام الصفة بالموصوف و الظهور بالظاهر لهلكوا فكما انهم لو انقطعوا عنهم كونا لعدموا لو انقطعوا عنهم في الشرع لعدموا عن عرصة الخيرات و النعيم التي هي وجودية فيه و صاروا في عرصة الشرور و  العذاب التي هي عدمية بالنسبة اليها فوجب التوجه الي السابقين و الاقرار و الاعتراف بسبقهم و فضلهم و توسطهم و الفرق بين هؤلاء و العالين ان النسبة بين الداني و العالي بالاثرية و المؤثرية و النسبة بين اللاحق و السابق بالوصفية و الموصوفية فالاولي كانت و كلامك [ككلامك ظ] و الثانية كمادتك و صورتك و قيام الصورة بالمادة و تحققها بها فافهم ما القيت اليك

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 189 *»

من النمرقة الوسطي التي من تقدم عليها مرق و من تأخر عنها زهق و من لزمها لحق فوجب في الشرع ايمان الداني اللاحق بجميع الاعالي و بالسابقين عليه في رتبته و شكر واجب حقهم و الاعتراف بهم و استنزال كل خير و فيض و مدد بهم و من انقطع عن السابقين انقطع عن العالي فايمان آل محمد: بمحمد9 من باب ايمان اللاحق بالسابق فهم يؤمنون به و بما ادي اليهم من التوحيد و ايمان الانبياء باولي العزم و اذعانهم بفضلهم من باب اقرار اللاحق بالسابق و كذا تصديق ضعفاء الشيعة لكبارهم من هذا الباب ففي دعاء العهد الذي رواه صاحب المهج و رواه الكفعمي في بلد الامين عن ابي جعفر7 آمنت بحجابك الاعظم و بكلماتك التامة العلياء التي خلقت منها دار البلي و احللت من احببت جنة المأوي آمنت بالسابقين و الصديقين اصحاب اليمين من المؤمنين الذين خلطوا عملا صالحا و آخر سيئا لا تولني غيرهم و لاتفرق بيني و بينهم غدا اذا قدمت الرضا بفصل القضا آمنت بسرهم و علانيتهم و خواتيم اعمالهم الي ان يقول رضيت بك ربا و بالاصفياء حججا و بالمحجوبين انبياء و بالرسل ادلاء و بالمتقين امراء سامعا مطيعا يا ارحم الراحمين و من البحار عن المفضل عن الصادق7 انه قال قال الله تعالي افترضت علي عبادي عشر فرائض اذا عرفوها اسكنتهم ملكوتي و ابحتهم جناتي [جناني] اولها معرفتي و الثانية معرفة رسولي الي خلقي و الاقرار به والتصديق له و الثالثة معرفة اوليائي و انهم الحجج علي خلقي من والاهم فقد والاني و من عاداهم فقد عاداني فهم العلم بيني و بين خلقي و من انكرهم اصليه ناري و ضاعفت عليهم عذابي و الرابعة معرفة الاشخاص الذين اقيموا من ضياء قدسي و هم قوام قسطي و الخامسة معرفة القوام بفضلهم و التصديق لهم و السادسة معرفة عدوي ابليس و ما كان من ذاته و اعوانه و السابعة قبول امري و التصديق برسلي و الثامنة كتمان سري و سر اوليائي و التاسعة تعظيم اهل صفوتي و القبول عنهم و الرد اليهم فيما اختلفوا فيه حتي‌يخرج الشرح منهم

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 190 *»

 و العاشرة ان‌يكون هو و اخوه في الدين و الدنيا شرعا سواء فاذا كانوا كذلك ادخلتهم ملكوتي و آمنتهم من الفزع الاكبر و كانوا عندي في عليين انتهي. و اعتبر من قول النبي9 كما رواه العسكري7 و لو امرت احدا ان‌يسجد هكذا لغير الله لامرت ضعفاء شيعتنا و ساير المكلفين من متبعينا ان‌يسجدوا لمن توسط في علوم علي وصي رسول الله و محض وداد خير خلق الله بعد محمد رسول الله و احتمل المكاره و البلايا في تصريح اظهار حقوقهم و لم‌ينكر علي حقا ارقبه فيه و قدكان جهله او عقله الخبر و في الباب اخبار متضافرة اوردتها في الزام النواصب فمن شاء راجعه فانه كتاب جامع مستقل في هذا الباب.

بالجملة معرفة السابقين لاداني كل رتبة لازمة فمن انكرهم حرم جميع الامداد التي بها النجاة في الدنيا و الآخرة و قدنص عليهم علي بن الحسين8 في حديث جابر حيث قال جابر كما رواه في العوالم الحمد لله الذي من علي بمعرفتكم و الهمني فضلكم و وفقني لطاعتكم و موالاة مواليكم و معاداة اعدائكم قال صلوات الله عليه يا جابر او تدري ما المعرفة المعرفة اثبات التوحيد اولا ثم معرفة المعاني ثانيا ثم معرفة الابواب ثالثا ثم معرفة الامام رابعا ثم معرفة الاركان خامسا ثم معرفة النقباء سادسا ثم معرفة النجباء سابعا و هو قوله تعالي قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي و لو جئنا بمثله مددا و تلا ايضا و لو ان ما في الارض من شجرة اقلام الي عزيز حكيم الي ان قال يا جابر من عرف الله تعالي بهذه الصفة فقداثبت التوحيد لان هذه الصفة موافقة لما في الكتاب المنزل و ذلك قوله تعالي لاتدركه الابصار و هو يدرك الابصار ليس كمثله شيء و هو السميع العليم و قوله تعالي لايسأل عما يفعل و هم يسألون الخبر افهم معني الاستدلال ان‌كنت من اهله فهذا هو اللازم من المعرفة فان‌شئت سمه اركان الدين و ان‌شئت سمه غير ذلك و ان‌جعلته اركانا اربعة فتجعل الاول معرفة الله و الثاني معرفة النبي و الثالث معرفة الامام و الرابع معرفة الشيعة فان‌شئت جعلت الانبياء في الشيعة فانهم خلقوا من شعاع آل محمد:

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 191 *»

و ان‌جعلت معرفة الانبياء تحت معرفة النبوة فلا بأس بالجملة هذه الاربعة اركان الاسم الاعظم كما روي عن الكاظم7 ان الاسم الاعظم اربعة احرف الاول لااله‌الا‌الله و الثاني محمد رسول الله9 و الثالث نحن و الرابع شيعتنا انتهي نقلته بالمعني و المراد ان من عرف هذه الحروف و دعا الله بها فقددخل عليه من بابه كما امر و دعاه كما احب و يلزمه الاجابة فانه الموفي بعهد الله و ميثاقه و قدقال الله تعالي قدره اوفوا بعهدي اوف بعهدكم و قدقال ادعوني استجب لكم و لاتحسبن الله مخلف وعده رسله فهذا الايمان كلمة تامة لايجاوزها بر و لافاجر و يغلب المؤمن بها علي كل احد و كل شيء فالايمان بالسابقين ليس بشيء منكور مستحدث قداحدثناه و قدشحن به الكتاب و السنة و يشهد له العقل السليم و انما احدث القوم انكاره حسدا من عند انفسهم و الله يؤتي ملكه من يشاء ام يحسدون الناس علي ما آتاهم الله من فضله و قدنهي عنه في كتابه و قال لاتتمنوا ما فضل الله به بعضكم علي بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا و للنساء نصيب مما اكتسبن و اسألوا الله من فضله.

قال سلمه الله: و مؤيد اين تقريب آنكه مرحوم مبرور سيدنا الكاظم رفع الله في الخلد مقامه و علي اهل الخلود في لجة بحر الاحدية اعلامه در رساله هيئت در سبب بودن افلاك بر ترتيب مخصوص مي‌فرمايد ما ملخصه: ان المبدء لابد ان‌يكون عرشا لاستواء الرحمن و خزانة لجميع ما تستحق السوافل فهو كامل في رتبة البساطة و الفيض لايجوز ان يصدر عربی جزئيا فاقتضي ان‌يكون هنا فلكا كليا محيطا بجميع المراتب و هو العرش و لما كانت الفيوضات كلية غيبية مجملة و لا استيهال للسوافل ان‌تتلقيها كذلك لقصورها فوجب ان‌يكون لتلك الاجمالات مقام تفصيل و وجب ان‌يكون رتبة التفصيل ايضا ظاهرة في فلك تحت الفلك الاول و هو فلك الكرسي فتم الفيض الاول مجملا و مفصلا و هو رتبة المقبول ثم لما كانت الافاضة لاتتم الا بتمكين القابل و ذلك التمكين يجب ان‌يكون

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 192 *»

 من جهة المكون لكن بآلات تناسب المفاض‌عليه و لما كانت تلك الآلات هي جهات التدبير وجب ان‌تكون محيطة فتكون افلاكا دائرة علي القابليات فاقتضي الكون افلاكا اخر تحت الفلكين المذكورين ثم لما كانت الافلاك اخرجت مسبعة متمايزة في التسبيع الخ ثم قال فاذا اضفتها الي الفلكين المذكورين كانت الافلاك تسعة.

اقول ان الذي حكيته عن السيد الجليل اجل الله شأنه و انار برهانه ان‌كان في اعتقادك تاما فلم‌ لم‌ترده علي الذي باحثته في المسألة الثانية فانه برهان تام ينقض عليه فتله كما يأتي ان‌شاءالله و ان لم‌يكن في اعتقادك اعيذك بالله تاما فلم اوردته علي هذا المتعنت بالجملة هذا الكلام كلام حق و فيه ادلة علي مشكلات كثيرة و لابد لنا ان‌نشرحه بقدر ما يتيسر لنا في هذه الاوقات مع ان القلب مشغول و الفرصة قليلة و ذلك ان هذا البرهان ينتفع به في رد مزخرفات الافرنج التي يذكرونها و عجز عن ردهم كثير من اهل الاسلام رجاء ان‌يوفقنا الله بنصرة الاسلام و ابطال شبهات الطغام.

اعلم ان هذا العالم المشهود المحسوس المعلوم كائنا ما كان بالغا ما بلغ اجسام اي جواهر، ذات كم و كيف و وقت و مكان و جهة و رتبة و وضع و ذلك مما لاينكر و اما القول بالخلاء فقول باطل و عن حلية الاعتبار عاطل و نبين بطلانه بعد ما فرغنا من بيان ما شرعنا فيه. فهذا العالم كائنا ما كان بالغا ما بلغ سواء كان علي ما يقوله الافرنج في امر كواكبه و افلاكه و ارضه او كما يقوله المسلمون و ساير الفرق جسم يصدق علي كل جزء منه انه جسم اي جوهر له حدود كما ذكرنا و لااقل من طول و عرض و عمق كما عرفوا الجسم و هو تعريف ببعض ذاتياته و لاشك ان اطلاق الجسم علي كل جزء منه علي الحقيقة لصدق تمام ماهية الجسم عليه كما انه يصدق علي الآلات الحديدية الحديد. فانظر الآن في تلك الآلات هل السكين بتمام ما هو به هو حديد ام لا، لامجال لاحد ان‌يقول هو ليس بحديد فانه جسم معدني منطرق فيه باس شديد اسود يذوب بعسر عربی جهيد و كذلك السيف هو جسم لاجل ذلك و لامجال لاحد في انكاره و مع ذلك كله السكين

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 193 *»

غير السيف بالبداهة و ليس مجال لاحد في انكاره و هما حديد بالبداهة فتبين ان الحديد حقيقة فوقهما قداعطاهما اسمه و حده و تجلي بهما و هما ظهوران له اذ لو كان الحديد بذاته عين السكين و السكين غير السيف يقينا و السيف غير السكين يقينا لكان السيف غير الحديد و الحال ان السيف ايضا حديد و كذلك الامر في العكس فلما وجدنا احدهما غير الآخر و يصدق عليهما الحديد عرفنا ان الحديد حقيقة فوقهما و ليس في عرض المغايرة و التباين العزلي و نسبته اليهما نسبة الاحد الي الاعداد فالواحد غير الاثنين و الاثنان غير الواحد و الواحد احد و الاثنان احد. فالاحد حقيقة فوق الاعداد قداعطتها اسمها و حدها و هي ظهورها و يصدق علي كل عدد اسم الواحد [الاحد ظ] من باب الحقيقة بعد الحقيقة و كذلك الحديد يصدق علي السكين و السيف من باب الحقيقة بعد الحقيقة الا تري ان الشمس في السماء شمس و في هذه المرآة شمس و في تلك المرآة شمس و هذه المرآة غير تلك بالبداهة و هذا الشبح غير ذلك الشبح بالبداهة و انما هما شمس لانهما ظهور الشمس التي في السماء و اعطتها اسمها و حدها من باب الحقيقة بعد الحقيقة. فالحديد حقيقة دهرية بالنسبة الي السكين و السيف و هما من ظهورها و شعاعها و هي تظهر في مشرق العالم و مغربه و يمكن ان‌تظهر بجميع ما في الدنيا اذا انقلبت حديدا و كل جزء منها حديد يعطيه الحديد الدهري اسمه و حده و هو مهيمن علي جميع هذه الدنيا مستو علي عرشها ليس شيء اقرب اليه من شيء‌ آخر و كذلك امر الجسم المطلق بالنسبة الي جميع اجزاء هذه الدنيا فان كل جزء منها غير الآخر بالبداهة و كلها جسم بالبداهة علي الحقيقة فالجسم حقيقة احدية دهرية و جميع ما في هذه الدنيا ظهوره اعطي كل جزء اسمه و حده كما بيناه مجملا تكلانا علي فهمكم الدقيق فالجسم المطلق الدهري في حده و مقامه مخلوق لله سبحانه قدخلقه به بوساطة الاعالي علي ما قررناه في محله ان‌ كل حادث مخلوق بنفسه عند المؤثر القريب و ان‌كان لك ان‌تقول انه مخلوق بمؤثره العالي الا انه صادر عن مؤثره العالي بنفسه لا بواسطة اخري كما ان حركتك تصدر منك بها لا بشيء آخر و ان‌كان لي ان‌اقول ان الله خلق حركتك بك بعد ما خلقك الا انها صدرت

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 194 *»

منك من غير واسطة ثالثة بينك و بينها و انما احدثتها بها فالجسم المطلق في محله مخلوق بنفسه و لابد و ان‌يكون له حيث فعلية و حيث مفعولية اي اذا لاحظته من حيث اضمحلاله لدي العالي واستقلاله به تجده فعل العالي و اذا نظرت اليه من حيث انه ظهور العالي و تجليه بالمعني المصدري تجده مفعول العالي فهو كذلك بهذين الحيثين الواقعيين الحقيقيين مفعول بنفسه و هذا سر سار في جميع الاشياء و لابد من ان‌يكون الحيث الاول محيطا بالحيث الثاني من جميع جهاته لانه بكله بالنسبة الي الحيث الثاني جهة الرب و الظاهر فيه لاضمحلاله في العالي المؤثر الخارج عن الاقطار المستوي علي ما في الديار فالحيث الاول حيث فعليته للعالي و الفعل هو حركة المسمي و الحيث الثاني حيث مفعوليته للعالي بالحيث الاول فهو حيث سكونه ليكن حيث الحركة و الفعل سماواته و حيث السكون و المفعولية عناصره و سماواته حيث الابوة و عناصره و ارضه حيث الامومة و هو اي الجسم الحاصل من الحيث الثاني بالحيث الاول هو المولود الحاصل من هذين الابوين و لايعقل غير ذلك. و من نظر في الاشياء من الاعلي ما رأي في خلق الرحمن من تفاوت و رأي حكمة واحدة في كل شيء و من نظر في الاشياء من الاسفل رأي اختلافات بعددها لم‌تكد تتفق و هذا هو الفرق في علوم غير الغافلين عن الآخرة و علوم الذين يعلمون ظاهرا من الحيوة الدنيا ثم ذلك الحيث الاول الذي سميناه حيث الفعل لابد و ان‌يكون له حيث تعلق بالمفعول و الا لم‌يخلق به المفعول و الفعل و المفعول من المتضايفات و له حيث الي المؤثر الاعلي و لاشك ان## حيث المؤثر اوحد و ابسط من حيث التعلق بالمفعول فان المؤثر هو الخارج عن الاقطار و مهيمن علي الكثرات الخلقية و له الاحدية فحيث الفعل اليه لابد و ان‌يكون اوحد ما في رتبة الاثر و ابسطه فلايكون فيه كثرة عينية و لا كونية و اما حيث التعلق فهو من باب انه متعلق بالمفعول يجب ان‌يكون متكثرا و من حيث انه من رتبة الفعل و العالي و الغالب عليه جهة الرب نوعا وجب ان‌يكون فيه اقل مراتب الكثرة فوجب ان‌يكون له من هذا الحيث رؤس كلية تتعلق بكليات جهة المفعول و لما كان كليات جهات المفعول

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 195 *»

سبعة كما يأتي وجب ان‌يكون لهذا الحيث سبع مراتب ثم لما كانت الطفرة علي خلاف الحكمة وجب ان‌يكون بين هذين الحيثين مبدؤ تفصيل و غاية توحيد يكون هو الرابط بينهما و يكون بمنزلة النفس المتوسطة بين الروح و الجسد كما برهنا عليه في الفلسفة فتثلث به الكيان و تم ظهور الرحمن فليكن الحيث الاوحد عرشه و الحيث الثاني كرسيه و الحيث الثالث افلاكه فهذه التسع مما لامفر عنها و قدنزل به الكتاب حيث قال سبحان الله رب العرش عما يصفون و قال وسع كرسيه السموات و الارض و قال سويهن سبع سموات و قال من الارض مثلهن و هذا هو برهان الحكمة المحضة الاصلية علي الانحصار في التسع و قدعجز عنه الحكماء السابقون و قدمن الله به علي هذه العصبة و له الحمد ثم حيثه المفعولية لابد و ان‌يكون له كيفيات اربع لابد للاثر منها كما برهنا عليه في ساير كتبنا اقساما من البرهان فلابد فيه من نار و هواء و ماء و تراب و كيان ثلثة روح يظهر في النبات بعد التدبير و نفس تظهر في المعدن و جسد يظهر في الجماد و هي مراتب قابلية الارض. فان النبات من صوافيها الروحانية الصاعدة و الجماد من غلايظها الجسدانية الراسبة و المعدن بينهما في الصفاء و الغلظة. فافهم فهذه كليات جهات الارض اي العناصر. و تعلق بكل جهة فلك من الافلاك السبعة فزحل و المشتري و عطارد و القمر و هي البسائط تتعلق بالعناصر و الشمس و المريخ و الزهرة تتعلق بالاكوان و لسنا بصدد بيان هذه الجزئيات فبذلك تم مراتب الجسم المطلق. و خلق بنفسه و قام علي ساقه الا انه لاحديته الاضافية كانت المراتب فيه علي ابسط وجه و كانت متحدة في المنظر و ان‌كانت متعددة في المخبر فلما تجلي بالمتممات الظاهرة تفصل تلك المراتب فيها في المنظر و المخبر و جاءت كما تري و ظهر بعرش و كرسي و افلاك و عناصر و هذا الوجه الذي كشفنا عنه غير ما حكيته عن السيد الاجل اجل الله شأنه في وجه و الوجه الذي ذكرناه ايضا حق مثل ما ذكره اجل الله شأنه و اقول في شرح رمزه علي نهج الاختصار قوله ان المبدء الخ يريد ان الرحمن الخارج عن حدود المخلوقات غير المتناهي الكامل المطلق الواحد الحق

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 196 *»

لايكون مستواه الا جوهرا بسيطا يكون في اقصي مقامات البساطة الممكنة في المظاهر ليكون حامل جميع تجليات الرحمن و انواره و كمالاته و ليكون مبدء جميع الكثرات و الواحد الذي عليه يدور عربی جميع المعدودات.

و قوله: و الفيض لايجوز ان يصدر عربی جزئيا الخ اي من الرحمن البريء عن حدود الخلق لان الرحمن الواحد جل شأنه اذا تجلي يتجلي بجميع الكمالات علي نهج الحكمة الدالة علي الواحد بالارتباط و منها كليات و منها جزئيات و لايجوز تأخر الكلي و تقدم الجزئي فوجب تقدم الكلي فابتدي الله سبحانه بالكلي و منها البسيط و منها المركب و لايجوز تقدم المركب علي البسيط فوجب تقدم البسيط و منها محيط و منها محاط و لايجوز تقدم المحاط علي المحيط فوجب تقدم المحيط و علي هذه فقس ما سواها.

و قوله و لما كانت الفيوضات الي آخر فالمراد ان السوافل لغلظتها و كثافتها لاتستاهل ان‌تتلقي الفيض عن ذلك العرش الاطلس البسيط المعنوي الكلي الواحدي و لابد من نزول المفيض الي عرصة المستفيض حتي‌يصاقعه حتي‌يقدر المستفيض علي تلقي الفيض منه الا تري ان الارض لاتشرق بنور العرش حتي‌ينزل الي الشمس مع انه انور من الشمس باربعمائة الف مرة و تسعمائة مرة و انما ذلك للطافة نور العرش و كثافة الارض و كذلك الروح لاينطبع عكسه في المرآة حتي‌ينزل الي الجسد فلاجل ذلك لم‌تقدر السوافل علي تلقي الفيض من العرش فوجب ان‌ينزل العرش الي مقام تفصيل و هو الكرس و وجب ان‌يكون دونه محيطا بجميع ما دونه كما قال سبحانه وسع كرسيه السموات و الارض.

و قوله فتم الفيض الاول مجملا و مفصلا الي آخر فالمراد ان فعل الله سبحانه تم بهذين الفلكين فالعرش هو المؤدي عن الغيب و الكرسي هو المتلقي منه المعطي كل ذي حق حقه و السائق الي كل مخلوق رزقه و هما آيتا النبوة و الولاية فالعرش آية النبوة و هو مستوي الرحمن المنبئ بمراداته المنبئ نفسه بمقتضي لاتكلف الا نفسك و الكرسي هو حامل علمه و شارح دينه و مبين كتابه و المبلغ الي رعيته في كل قرن قرن الظاهر باثني عشر برجا في منطقته فبذلك

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 197 *»

تم مقام الفيض الذي هو المقبول و العلة الغائية و لنا في هذا المقام بيانات عجيبة ذكرناها في ساير كتبنا. بالجملة همان اخوان في الله العرش صاحب العلم الباطن و التنزيل و الكرسي هو صاحب العلم الظاهر و التأويل و العرش هو صاحب الجمع و مظهر الرحمن و الكرسي هو صاحب الفرق و هو قسيم الجنة و النار و رحمة الله علي الابرار و نقمته علي الفجار الي غير ذلك من البيانات.

و قوله ثم لما كانت الافاضة لاتتم الخ فيريد به ان القوابل البعيدة عن الانفعال لاتكاد تنفعل من الكرسي و لاتكاد تنتفع منه الا بتمكين من الله سبحانه و يعبر عنه بالتهيئة فما لم‌يهيئ المفعول لقبول الفعل لايكاد يؤثر فيه الفعل من الفاعل علي حسب ما يريد الفاعل الاتري ان الجسد ما لم‌يطهر عن الاكدار و الاظلة الحاجبة لايكاد لايقبل اثر الملقي‌عليه كما تريد و لايؤثر فيه الا قليلا فلو مكنته بالتطهير يتضاعف اثر المؤثر فيه الاتري في الظاهر ان الاخلاط ما لم‌تهيئ بالمنضج لاتكاد تنفعل بالمسهل فتمكنها اول شيء حتي‌تستعد لاثر المسهل فاذا وصل اليها انفعلت و ظهر اثره فالممكن لابد و ان‌يكون مصاقعا لينصدم عنه القابل و يتأثر فلو لم‌يكن مصاقعا لاحتاج الي ممكن آخر يصاقعه و هذا سر سار في جميع المراتب. فخلق الله سبحانه دون الكرسي و فوق القوابل افلاكا خلقت من دخان الزبد الذي خلق منه الارض فهما من جنس واحد الا ان الافلاك من صوافيه و الارض من كثائفه و يمكن ان‌يقع اشعة الافلاك علي الارض و تري بالعين العنصرية و تقاربها في الكيفيات الاربع الاتري انك تمس حرارة الشمس كما تمس حرارة النار و برودة القمر كما تمس برودة الماء و تري الكواكب بعينك و تشاهدها و تتأثر بانوارها فلاجل ذلك جعل الله الافلاك اسباب التمكين فيقع شعلاتها علي الارض و تكمل قوابلها و تديرها في ادوار الجمادية و المعدنية و النباتية و الحيوانية و الانسانية ايضاً باعتبار حتي‌تستعد للمقبول الذي هو نفس الكرسي التي هي النفس الانسانية باعتبار او الكلية الالهية فتظهر آثار الكرسي فيها فتقبلها و بغير تربية الافلاك و تدبيرها لاتكاد تقبل آثار الكرسي و لاتشعر بها و لاتدركها ابدا و هذا ظاهر المراد.

و الباطن منه انه لابد ان‌يكون بين القري

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 198 *»

المباركة التي هي العرش و الكرسي وضعفاء الرعية التي هي بمنزلة الارض قري ظاهرة و هي الافلاك رواة الآثار بين الضعفاء و العترة الاخيار سلام الله عليهم و هم النقلة و الرسل و حكام اهل البيت: فهم القري الظاهرة المشهودة التي لايوصل الي القري المباركة الا بها و منها و لايصل الي احد الفيض الا منها و هي الممكنة لقوابل الرعية المعدة بها المقارنة معها المجانسة لها فلولا هؤلاء لايكاد احد من الرعية ينتفع بكتاب الله و سنة نبيه صلوات الله عليه و آله فهم الافلاك الدائرة علي الرعية التي رزقكم فيها و ما توعدون فو رب السماء و الارض انه لحق مثل ما انكم تنطقون فمقام الشمس هو مقام النقباء و ساير الافلاك هم النجباء الا ان في فلك زحل باطن النقابة اظهر و في فلك القمر ظاهرها و في فلك المشتري باطن النجابة اظهر و في عطارد ظاهرها و في المريخ باطنهما اظهر و في الزهرة ظاهرهما و هؤلاء السبع طوائف هم مدبروا هذا العالم و ممكنوا القوابل و معدوها لتلقي الفيض عن العرش و الكرسي سلام الله عليهما و لايمكن لاحدي القوابل تلقي الفيض منهما الا ان‌تصير فلكيا و من جنس الافلاك و الا فمادامت ارضية لاتكاد تنتفع منهما الا بواسطة الافلاك متاعاً لكم و لانعامكم و ما تري في خلق الرحمن من تفاوت و لك ان‌تجعل مقام محمد9 مقام فؤاد هذا العالم و مقام الولي7 مقام العرش و مقام الاركان مقام فلك الثوابت و مقام الشيعة مقام الافلاك و يشهد له قوله الرحمن علي العرش استوي و قلب المؤمن عرش الرحمن و ما وسعني ارضي و لاسمائي و لكن وسعني قلب عبدي المؤمن و لكل وجه وجيه يقبله القلب النبيه و قدمر سر تسبيع الافلاك و وجه آخر فيه ان الافلاك مظاهر المراتب الغيبية و في الغيب كيان ثلثة روح و نفس و طبع فصار العرش مظهر تمام الروح اي روح القدس و هو العقل و الكرسي مظهر تمام النفس و الشمس مظهر تمام الطبع يحمل نور الروح و النفس سلمان علم علم محمد و علي و لكل منها ظاهر و باطن و ذات و صفة فظهر ذات العقل في زحل و صفته في القمر و ذات النفس في المشتري و صفتها في عطارد و ذات الطبع في

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 199 *»

المريخ و صفته في الزهرة فبذلك تمت الافلاك تسعة فافهم راشدا موفقا. بالجملة فيما ذكره اجل الله شأنه و ذكرناه آية بينة علي لزوم وجود كملي الشيعة لتمكين قوابل الضعفاء و اخذ الامداد من الحجج: و الايصال الي ضعفاء الشيعة بحيث لولا هم لم‌يصل اليهم مدد منهم سلام الله عليهم و علي وجوب الاستمداد منهم و الاخذ عنهم و الرجوع اليهم و انهم السدنة و الباب و البواب و الحجاب و ليس لاحد خرق هذا الحجاب الا ان‌يكون من جنسهم وعرصتهم و الله الموفق للصواب و قدوفق جناب السائل ايده الله في الاستدلال ببيان السيد الاجل اعلي الله مقامه.

قال سلمه الله و معلوم است كه در افلاك معتبر همان شمس است پس شمس متمم اركان و مبين و مظهر اركان اول است و تمام ظهور ظاهر در عرش است زيرا كه عرش و كرسي هم به او ظاهر شده‌اند فبه تمت الكلمة و ان‌كان التمام بالكرسي لكن هو بيان تمامية الكرسي.

اقول اعلم ان آية الشيعة النقباء و النجباء هي الافلاك و الشمس هي آية النقباء و ساير الافلاك هي اية النجباء و الشمس هي قطب الدايرة اي دايرة الافلاك و عليها يدور رحاها و جميعها يستمد منها و هي الآخذة عن العرش و الكرسي سلام الله عليهما و المفيضة عليها و لاسبيل لساير الافلاك الي الكرسي الا بواسطة الشمس فان كان مراده ان آية الشيعة هي الشمس وحدها فلايصح و ان‌كان مراده ان الشمس آية اكبرهم و اعظمهم فلابأس به و اما قوله فبه تمت الكلمة فبالافلاك تتم الكلمة فان الشمس ايضا مقام اجمال و بساطة لاينتفع بها القوابل الارضية لولا الافلاك، و كما ان الكلمة العليا تتم بالكرسي لابالعرش كذلك هنا تتم الكلمة بالافلاك لابالشمس فالشمس آية العرش و الافلاك الستة آية الكرسي فان الكرسي مقام النفس و الافلاك الستة مقام الاظلة البرزخية و هي آية النفس و هي ستة في المنظر و اربعة عشر فلكا محيطا في المخبر فان لغير عطارد و القمر ممثلا و حاملا و لهما ذلك بزيادة جوزهر في القمر و مدير في عطارد و الاربعة

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 200 *»

عشر مجموع قوي الكرسي فانه فيه اثني عشر برجا و آية من العرش به يتحرك من المشرق الي المغرب و نفس الكرسي الحامل للبروج و بها يتحرك من المغرب الي المشرق.

قال سلمه الله و اشارة الي هذا السر العظيم اشار شيخنا الاعظم احمده و اشكر حامده حيث اظهره الله لشمس الامامة ظلا مستطيلا فقال بلا اله‌ الا ‌الله خلقت الاجساد الي قوله نور الله ضريحه و باوالي من والوا خلقت الافئدة انتهي مع ان التوحيد بيان الفؤاد و الفؤاد مشعر التوحيد.

اقول اعلم ان هذا البيان قد اشكل علي كثير من الاخوان و شرح ذلك ان الصورة الانسانية هي اكبر حجة الله علي خلقه و هي هيكل التوحيد اي ان ظهر التوحيد في عالم الاجسام و الاعراض لظهر بهذه الهيئة و لذا روي خلق الله آدم علي صورته و برهان ذلك يطول بيانه و كفاك قول الله سبحانه خلقنا الانسان في احسن تقويم و قول علي7 «الصورة الانسانية هي اكبر حجة الله علي خلقه و هي الكتاب الذي كتبه بيده و هي المختصر من اللوح المحفوظ و هي الجسر الممدود بين الجنة و النار» نقلته بالمعني بالجملة الصورة الانسانية هي هيكل التوحيد و صورة التفريد و هيئة مشية الله سبحانه و تمثل اسمائه و صفاته فاذا تعلق المشية بشيء و طاوعها و لم‌يكن مانع لابد و ان‌يصير علي صورة انسان فان الاثر تابع لصفة مؤثره و قدعرفت ان المشية علي صفة الانسان ثم ان الله سبحانه لما خلق العقل و قال له ادبر ادبر حتي‌نزل الي عالم الاجسام فالي العرش ثم الي الكرسي ثم الي الافلاك ثم الي العناصر الي التراب فخمد هنا نوره و خفي ظهوره و بطل حسه و نفي حيوته و كثف لطافته و غلظ رقته حتي صار في قوة التراب ثم دعاه الي الاقبال اليه بقول اقبل الصادر من مشيته الكونية علي السنة الافلاك الناطقة بقوة القطب السارية حيوته فيها فهو الناطق بها و ذلك الدعاء هو قول الست بربكم فقدم النفي الذي هو مقام الامكان و اخر بربكم

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 201 *»

الذي هو مقام الاعيان فلو قدم الاثبات لم‌يبق مولود الا و قدتصور بصورة التوحيد و لكنه قدم النفي لاثبات الاختيار فمن شاء ان‌يقول بلي امكنه و من شاء ان‌يقول نعم امكنه فاجاب بعض الاجزاء الارضية بقول نعم كالجمادات و النباتات و الحيوانات و بعضها بقول بلي كالاجساد الانسانية فتصور عربی جميع افراد الانسان الظاهري الجسماني الارضي بصورة الانسان فلما وجد الاجساد الانسانية بالدعوة الشرعية في الكون علي ان عرصة التشريع هي عرصة الصورة و عرصة التكوين هي عرصة المادة بعث اليهم الرسل و انزل اليهم الكتب و قامت الدعاة فيهم فنطقوا بقوة القطب السارية فيهم حيوته فهو الناطق بهم فدعاهم ثانيا و جدد عليهم الميثاق بقول الست بربكم و محمد نبيكم فاجاب بعضهم بقول بلي و بعضهم بقول نعم فمن قال نعم خلق له صدر علي صفة الشياطين شياطين الانس و الجن او الحيوانات فان هم الا كالانعام او النباتات فكانهم خشب مسندة او الجمادات فهي كالحجارة او اشد قسوة فهم في صدورهم منكرون للتوحيد و النبوة معا فمن انكر محمدا9 فقد انكر الله فانهم لايكذبونك و لكن الظالمين بآيات الله يجحدون فلا كل انسان في الصورة انسان في صدره و من قال بلي تصور علي صورة الانسان و صفته فوافق صدره جسده و من يطع الرسول فقداطاع الله ثم نصبت الاولياء و قاموا بين اظهر القوم و دعوهم بقول الست بربكم و محمد نبيكم  و علي و احدعشر من ولده اولياؤكم فمنهم من قال نعم و تصور قلبه بصورة الشيطان او الحيوان او النبات او الجماد كما مر و منهم من قال بلي وتصور قلبه بصورة الانسان و لا كل من تصور عربی جسده و صدره بصورة الانسان يكون قبله قلب انسان ثم نصبت الشيعة المكملون الممكنون و قاموا بين اظهرهم فقالوا بقوة القطب و القلب السارية فيهم حيوته الذي هو الناطق عن السنتهم الست بربكم و محمد نبيكم و علي و احدعشر من ولده و فاطمة الصديقة اولياؤكم الستم توالون اولياء الله و تعادون اعداء الله فمنهم من قال نعم و خلق فؤاده كفؤاد الشياطين او الحيوانات او النباتات او الجمادات و منهم من قال بلي و خلق فؤاده كفؤاد الانسان

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 202 *»

علي صفة الانسان فظهر فيه حقيقة الانسانية و ليس ذلك من باب ان كل متأخر اشرف من المتقدم بل لاجل ان التوحيد الاول توحيد كوني يدركه المشاعر الجسدانية و يمكن الاجساد دركه و الاقرار به او الانكار له فلما بعث النبي9 جاء بتوحيد ادق نحن معاشر الانبياء نكلم الناس علي قدر عقولهم فدعاهم الي توحيد ادق لايشعره الا الصدور و ركنه الاقرار بالنبوة الظاهرة فكلف الصدور بعد ما تصور اجسادها علي النظم الطبيعي و الصدر اول ولد يتولد من الجسد ثم لما قام الاولياء كلفوهم بتوحيد ادق من الاولين و نبوة ادق ركنها الاقرار بالولاية فلم‌يدرك هذا التوحيد و النبوة و الولاية الا القلوب و لم‌يكن المكلف بها الا القلوب فان الادوات تحد انفسها و الآلات تشير الي نظائرها و القلب هو ولد الولد فانه يتولد من الصدر و امكانه الصدر و يولده الولي من الصدر ثم لما قامت الشيعة الممكنون دعوهم الي توحيد ادق من التوحيدات الاول و نبوة ادق من النبوتين الاوليين و ولاية ادق من الولاية الاولي ركنها ولاية اولياء الله و البرائة من اعداء الله فلم‌يكن مشعر ادراك ذلك الا الفؤاد فهم اولدوا الفؤاد من القلوب التي هي امها فهم ابو الفؤاد كما ان الولي ابو القلوب و النبي ابو ‌الصدور و الذي جاؤا به لم‌يك يدركه الا الفؤاد فالمبعوث اليه المكلف هو الفؤاد و بهم اوجد الله الفؤاد فهم المشية لخلق الفؤاد كما ان الولي هو المشية لخلق القلوب و النبي هو المشية لخلق الصدور و القطب الكوني هو المشية لخلق الاجساد و لابد و ان‌يرجع الولي و يأتي بباطن ما جاء به الشيعة ثم يرجع النبي و يأتي بباطن ما جاء به الولي و يتجلي بعد ذلك الجبار بباطن ما جاء به النبي و ذلك ان كل متقدم في الوجود متأخر في الظهور و اما في ظاهر الحيوة الدنيا تقدم تجلي الجبار الظاهري لتوطية النبوة اذ لولا التوحيد ما عرف النبوة و تقدم النبي علي الولي لتوطية الولاية اذ لولا النبي ما عرف الولي و تقدم الولي علي الشيعة لتوطية ولاية اولياء الله و البرائة من اعداء الله اذ لولا الولي ما عرف اولياء الله حتي يوالوا و لا اعداء الله حتي‌يعادوا فهذا الترتيب غير الترتيب الطبيعي و الترتيب الطبيعي هو العكس كما ان النطفة مقدمة علي العلقة و هي مقدمة علي المضغة و هي مقدمة علي العظام و هكذا فالموجود

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 203 *»

الآن ترتيب اضطراري علي مقتضي هذا العالم و الترتيب الطبيعي هو رجعة الائمة بعد الاولياء و رجعة النبي9 بعد الائمة و تجلي الجبار بعد ذلك بصفاته و اسمائه و انواره لا بذاته فانه ممتنع.

و اعلم ان الترتيبات ثلثة ترتيب نزولي ففيه كل اشرف مقدم و ترتيب صعودي ففيه كل اخس مقدم و ترتيب ظهوري علي حسب مقتضي الاعراض فلانظم له يتقدم آدم ابوالبشر علي نوح و هو اخس و يتقدم نوح علي ابراهيم و هو اشرف فظهور امر الاركان في هذه الازمنة صارت علي طبق المصالح فالنبي و ان كان اشرف من الولي الا انه لعدم صلاحية الزمان و نضج المشاعر و الطبايع لم‌يظهر ما يليق به بل ما يليق بهم كما ان الرب مع انه لانسبة بينه و بين النبي لم‌يظهر في التوحيد الا ما يليق بمشاعرهم و اقروا كلهم به لانه ظهر علي منسابة الحد المشترك بينهم فلئن سألتهم من خلق السموات و الارض ليقولن الله ثم لما انتضج الطبايع بذلك التوحيد في الجملة و تم الجسد استحق لروح مناسب فنفخ فيه روح النبوة فجاء النبي9 بروح مناسب و توحيد ظاهري الا انه ادق من الاول و لايتم هذا التوحيد من غير اقرار بالنبي9 فانه التوحيد الذي اتي به هو و اوحي اليه و ظهر به و فيه و منه انما انا بشر مثلكم يوحي الي انما الهكم اله واحد فظهر التوحيد علي حسبهم لا علي حسبه نكلم الناس علي قدر عقولهم فلما حصل لهم نضج آخر استعدوا لتوحيد اقوي فجاء الولي بتوحيد اقوي و نبوة اكمل و كان الاقرار بالولي ركنهما لان ما جاء به توحيد و نبوة ظهرا فيه و به و هو اظهرهما علي حسبهما لا حسبه و ليس ما ظهر فيه اكمل مما ظهر في النبي ولكن ما اظهره اكمل مما اظهره النبي لنضج القوابل فلو قام النبي ذلك اليوم لاظهر مثل اظهر الولي بلاتفاوت فلما حصل بذلك نضج اتم و استعدوا لاعظم منه جاء الشيعة فاظهروا لهم مما ظهر فيهم من التوحيد و النبوة و الولاية بحسب الرعية لابحسبهم فكان الاقرار بهم ركنا لها لانهم اظهروا ما ظهر فيهم و نطقوا بما القي اليهم فكان ما جاؤا به هو فؤاد القوم و ما جاء به الولي قلبهم و ما جاء به النبي صدرهم و ما تجلي الله لهم جسدهم لا لاجل ان مقام التوحيد مقام الجسد بالنسبة

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 204 *»

الي البواقي و النبوة مقامها مقام الصدر و الولاية القلب و الشيعة الفؤاد بل لاجل ان الزمان ترقي علي نحو ما بينا و لم‌يظهر كل واحد الا ما يناسب وقته فلما استعد الزمان و صار ذافؤاد بدعوة الشيعة و اكمالهم الدين استعد لمعرفة باطن الولاية فعاد الولي صلوات الله عليه و اظهر من التوحيد و النبوة و الولاية و معرفة الشيعة فوق ما اظهره الشيعة البتة فيكون ما اظهره الشيعة كالجسد حقيقة بالنسبة الي ما يظهره و لذا يأتي اصحابه بكلمة لايطيقونها فيفرون منه فرار المعزي ثم يرجعون خاشعين و يؤمنون مخبتين فيترقي الزمان بتربية الائمة: حتي يستعد لامر اعظم فيعود اليه النبي9 و يأتي بتوحيد و نبوة و ولاية و معرفة الشيعة كان نسبة ما سبق اليه نسبة الصدر الي القلب ثم اذا استعد الزمان و مر عليه برهة يتجلي الله سبحانه بصفات و انوار و يظهر لهم توحيد و نبوة و ولاية و معرفة للشيعة يكون نسبة ما سبق اليه نسبة القلب الي الفؤاد فانظر ما ذا تري فليسكن المستوحشون عن ما نظهره من الفضائل اليوم فان ورائهم امورا عجيبة و مقامات غريبة لابد و ان‌تظهر فانها العلة الغائية من الايجاد و لاجلها عمر الله البلاد و خلق العباد ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون فافهم ان‌كنت تفهم و الا فاسلم تسلم فما قاله سلمه الله ان الشيخ الاجل قداشار الي هذا المقام فهو ما ذكرنا علي الاجمال و الاختصار فعلي اي حال معرفة الشيعة اي ولاية اولياء الله و البرائة من اعداء الله من اركان الدين و عليه بناء‌ الشرع المبين و هو ركن التكبير و الكبرياء ردائي و من الكلمات التي بني عليها الاسلام سبحان الله و الحمد الله و لا اله الا الله و الله اكبر فافهم.

قال سلمه الله بعد كلمات هي واضحة لاتحتاج الي شرح سؤال اول شخصي از اهل ايران موصوف به علم و حكمت مرسومه و علوم رياضي در هند بود و هيئت و نجوم اهل فرنگ را هم بسيار مراجعه نموده بود و در دوربينهاي بزرگ هم بسيار نظر كرده بود و مي‌گفت بسياري از مطالب جديده فرنگان را از ادله رياضيه به طريق يونان مستدل مي‌توان شد علاوه بر مشاهده حس بصر از آلات

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 205 *»

 دوربين و حدس قوي اگر چه بعضي از قواعد ايشان مخدوش باشد و لكن بعضي از‌ آنها صحيح است به ادله عقليه و حدسيه و شهود حس و نه اين است كه اعتناي زيادي به فرنگان داشته باشد يا بالتوهم مأخوذ به اقوال اين طائفه شده است مثل همج رعاع از اهل زمان كه راهول اين قوم را مي‌خورند بلكه بسيار رد و اعتراض بر ايشان و بسا تأييد و اعتضاد نسبت به ايشان مي‌كرد در هيئت و نجوم جمع كرد ما بين طرائق يونان و هنود و فرس و فرنگان كذلك در طب و در علم مسالك و ممالك طريقه يونان و فرنگان هر دو را جمع نموده و هر كدام كه به نظر او عقلا و حدسا و شهودا راجح آمده ترجيح داده و الا تزييف نموده و چون آلات حس بصري در طريقه فرنگان زياد متداول است و او هم تعاطي نموده به اعمال حدس قوي و لحاظ قواعد جرحا و قبولا حتي آن شبهه مشهوره كه شايد از نظر در آلات ناچيز چيزي ديده شود يا كوچك بزرگ يا عكس اصل به نظر آيد ملتفت شده غث و سمين اين شبهات را درست متوجه شده و نه اين بود كه متجاسر در پي ديانتي بود كه به ملاحظه مخالفت با شرع يا با قواعد مشهوره بين المسلمين حريص بر مخالفت باشد چنانچه اين درد در متصوفه و متزندقه و به‌خصوص ملاحده اين ايام به هم مي‌رسد بلكه در قواعد يونان هم هرگاه في‌الجمله مخالفتي با ظواهر شرع مطهر داشت نهايت تأمل مي‌نمود.

اقول يقتضي جواب هذه المطالب فصلين.

فصل اعلم ان الله سبحانه خلق الانسان من العناصر فاداره دورة جمادية و دورة نباتية و دورة حيوانية ففي هذه الدورات وجد الشياطين ديارا بلاقع و بلادا خربة ظلمانية فسكنوا فيها و دبوا و درجوا في جحوره و باضوا و فرخوا في صدره حتي ملكوا الديار و طغوا في البلاد و عصوا الجبار و طاوعتهم جميع اهل الدار و قهروا تحت سلطنتهم حتي لم‌يبق لهم ميل و لاهوي الا ميل تلك الشياطين و هويهم الي ان بدأت النفس الناطقة فجاءت ضعيفة مستضعفة كوليد تحت سنابك الخيول الشامسة فوطئتها سنابك الشياطين و طفقوا يمزقونها كل ممزق فاعانها

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 206 *»

الله شيئا فشيئا و حفظها من شرهم حتي لم‌يهلكوها و يقتلوها فكبرت تحت عناية الله في دولة الجبارين الي ان عقلت و تعلمت الخير و الشر و هداها الله السبيل فوكلها الله الي اختيارها اما شاكرة و اما كفورا و امدها الله ببعض الملئكة لنصرتها فاغلب الناس اختاروا مذاهب الشياطين المتملكين المتغلبين و سلكوا مسلكهم و اعرضوا عن الرب و عن صراطه السوي و نشوا علي ذلك و قليل منهم اختاروا جهة الرب و طريقه و تخرموا و جمعوا العساكر لقتال اهل الكفر و البغي و جاهدوهم مغلوبين او غالبين و قليل من تخرم و عسكر و جاهد و غلب و ما اكثر الناس و لو حرصت بمؤمنين و ما يؤمن اكثرهم بالله الا و هم مشركون و قليل من عبادي الشكور المؤمنة اعز من المؤمن و المؤمن اعز من الكبريت الاحمر و هل رأي احدكم الكبريت الاحمر فبذلك لاتجد اكثرهم شاكرين و الشياطين هم من اهل سجين و جميع علومهم و افهامهم و مشاعرهم سجينية يعادون الله و رسوله و يرون جميع ما من الله سبحانه و رسوله و اوليائه معوجة باطلة و جميع ما في سجين و اهل الباطل مستقيمة صحيحة و ذلك طباعهم و النفوس التي اتبعتهم ايضا علي طبعهم تميل من حيث لاتشعر الي مشتهي الشياطين و تقول هذه هي السجية المستقيمة و الانصاف العدل و الفطرة السليمة و هي غافلة عن انها من تطبعها بطباع الشياطين و كلما تسمعه تعرضه علي فطرتها المعوجة و سجيتها المتبدلة غافلة عن انها منحرفة فما وافقها قبلته و ما خالفها ردته علي ان ذلك خلاف بداهتي مع ان عينها و جميع مشاعرها معوجة منحرفة تري الحق باطلا و الباطل حقا فمايتبع اكثرهم الا ظنا ان هم الا يخرصون ان الظن لايغني من الحق شيئا فلما كان الامر كذلك جعل الله في الارض ميزانا و السماء رفعها و وضع الميزان الاتطغوا في الميزان و اقيموا الوزن بالقسط و لاتخسروا الميزان فما وافق ذلك الميزان فهو الحق الواقع الذي خلق الله الحقايق عليه و ما خالف الميزان فهو الباطل الذي لامرية فيه و جعل لذلك الميزان علامة فعلي كل حق حقيقة و علي كل صواب نور و ليس هم الشياطين مخالفة الدين حسب بل همهم مخالفة

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 207 *»

الحق ما استطاعوا و ان‌كان في بديهيات العالم و معرفة حقايق الاشياء الم تسمع ان ادني الشرك ان‌تقول للنواة حصاة و تحب عليه و تبغض عليه و هل الدين الا الحب فهم همهم مخالفة ما قاله الله و رسوله و اولياءه و ما وضعوه سواءاً كان من الحقايق الكونية ام المسائل الشرعية و ذلك شأنهم و ديدنهم و من فتح الله عين بصيرته يشاهد ما قلنا و ان‌كان كثير منهم يظنون انفسهم منصفين عادلين و يظنون ان ما اختاروا هو المطابق لدليل العقل ولكن الشأن في العقول و المشاعر فانها معوجة غير معتبرة ما لم‌توزن بالميزان فلايغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد و الله ان هم الا كالاباعر يعلمون ظاهرا من الحيوة الدنيا و هم عن الآخرة هم غافلون. و اكثرهم لايعقلون. و اكثرهم لايشعرون. لهم اعين لايبصرون بها و لهم آذان لايسمعون بها و لهم قلوب لايفقهون بها ان هم الا كالانعام بل هم اضل. و اذا رأيتهم تعجبك اجسامهم و ان يقولوا تسمع لقولهم كانهم خشب مسندة. و كم من آية في السموات و الارض يمرون عليها و هم عنها معرضون. فهذا احد الفصلين الذين احببت ذكرهما حتي لاتغتر بسواد الذين هم خلقوا حشو العالم و لتبلغوا عليها حاجة في صدوركم و عليها و علي الفلك تحملون. و لتحمل اثقالكم الي بلد لم‌تكونوا بالغيه الا بشق الانفس.

فصل ان المجرب من طباع اهل الزمان لاسيما اهل الايران انهم حسبوا جميع بلاد الافرنج بل الكفر بلدا واحدا بل جميع اشخاصهم كشخص واحد و جميع ما رأوا من الصنايع التي يؤتي بها من تلك البلاد صنعة شخص واحد و هو المسمي بالافرنج. فراقهم زبرجها و اعجبهم زخرفها فزعموا ذلك الشخص كاحد الانبياء حتي اني سمعت احدا من اهل العلم يقول ان الافرنج هو الصانع الصغير و الله هو الصانع الكبير و سمعت رواية عن واحد آخر من اهل الصنايع انه لايبلغ صنعة احد بعد الله سبحانه صنعة الافرنج حتي اري انهم غلوا في الافرنج بحيث بلغوا بهم مبلغ العصمة و الطهارة فيزعمون وعدهم وفاء لاخلف فيه و قولهم صدقا

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 208 *»

لاكذب فيه و تدبيرهم صوابا لاخطاء فيه و امرهم حقا لاباطل فيه و اختيارهم عدلا لا انحراف فيه و طبيعتهم مستقيمة لاعوج فيها و شيمتهم كرامة لادنائة فيها و هكذا و يرجحون قول ادني افرنجي علي نبي مرسل و مؤمن ممتحن فلو راوا احد اهل الافرنج و لعله منقر بلده يسألونه عن اخبار السماء و الارض و يقلدون مشيته و سيرته و نطقه و يشاورونه في تدابيرهم و يصوبون رأيه و يصدقونه فيما يحكي عن جميع اهل الارض و عن جميع مذاهب الافرنج بل الارض و عن جميع علومهم الدقيقة و الخفية و ذلك الاحمق ايضا راي حميرا منقادة فرحلهم و ركبهم و ساقهم الي حيث يشاء و حسبك انه يأتي واحد منهم و يسخر بلدة فيها مائة الف نفس و يقتل و يضرب و يشتم و يفعل و يترك و لا احد يعارضه بل كل احد يتقوي بوصل نفسه به و تنسبه اليه و يضيفونه و يتملقون لديه و يقدمونه علي علماء دينهم و مذهبهم و ليس ذلك الا انهم حسبوهم كالمعصوم في الصواب و كالرب في القدرة و اري الخلق يروون علي الافرنج كل صواب او تدبير او حكمة او سياسة خطر ببالهم و الافرنج عنها غافلون و يتعلمون منهم لما استمعوا منهم.

بالجملة اكثر اهل الايران تنصّروا و لذلك غيروا ملابسهم و مآكلهم و مشاربهم و مسالكهم و ممشاهم و مقعدهم و منطقهم و احكامهم و غفلوا عما اوحي الله الي نبي من انبيائه قل لعبادي لايلبسوا ملابس اعدائي و لايطعموا مطاعم اعدائي و لايسلكوا مسالك اعدائي فيكونوا اعدائي كما هم اعدائي حتي اني اري افرنجيا يأتي اليهم و لعله منقر بلاده و اجهلهم و لايعرفونه و هو سياح كذاب و يحكي هو عن سفير منهم ذهب الي الصين مثلا و السفير لايكون من اعلم اهل البلد و العالم لايخدم السلاطين و العالم مجانب لاهل الدنيا في كل بلد و مذهب و انما هو من الجنود و الخدم و اهل الديوان يحكي عنه انه ذهب الي الصين و السياح من اكذب البرية فرأي في الصين كتابا تاريخ كتابته مثلا عشرون الف سنة فيتمسكون بهذه الحكاية و الراوي لهم منقر الافرنج سياح كذاب و المروي عنه جندي سياح كذاب لم‌يروه ساع في تضييع الاديان و القاء الشبه كما هو شيمتهم و عليه جميع تدابيرهم و كتبهم و الذي روي عنه السفير كتاب لايدري ا هو من حيلة

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 209 *»

اهل الزمان او فرية مبطلي الاديان و كيف هو فيشكون بذلك في اخبار الانبياء بوجود آدم7 و ان الدنيا من زمانه7 في الالف الثامن مع وجود الكتب السماوية و تواتر الاخبار عن الانبياء و تواتر المعجزات عنهم و اجماع اهل الاديان من اليهود و النصاري و غيرهم فانظر كيف ارتدت الطبايع قهقري من حيث لايشعرون و قد تواتر بين المسلمين شق القمر و رد الشمس و نزل القرآن بشق القمر فلايصدقون بذلك و يصدقون ذلك السياح الكذاب الذي هو من اجهل الافرنج و من الجنود الفسقة الكفرة بانه يقول عندنا جريدة الحوادث من الفي سنة و ليس فيها ان القمر انشق و الشمس ردت و لايعرفون هذا الراوي و الراوي لايحيط بجميع الارض و لابجميع دول الافرنج و لايعرف كتبهم و لا الافرنج في الاعصار السابقة كانوا حافظين للحوادث كحفظهم لها في هذه الايام و لا جالس علمائهم بالجملة هذا داء عضال و غاية الاشكال اعاننا الله في آخر الزمان علي حفظ الحق و الثبات عليه و نشره و اري الامر يشتد يوما فيوما و ترتد الطبايع علي اعقابها يوما فيوما و ان كانوا لايظهرون بالسنتهم و لكن ينصرون الكفار بايديهم و اقلامهم و السنتهم و نفوسهم و يبايعونهم خفية حتي اني سمعت واحدا منهم قد بايع الافرنج و اخذ منهم شهرية معينة فقلت له ما قالوا لك و ما قلت لهم قال قالوا لي اعترف بانك موال لمن نواليه و معاد لمن نعاديه حتي نجعلك في كنفنا فاعترفت لهم بذلك انظر وفقك الله فهذه كلمة لو قاله جميع اهل الارض لكفروا بالله عزوجل و لايبالون من امثال ذلك و اغلب الناس اتصلوا خفية بهم و دانوا في قلوبهم بدينهم فانا لله و انا اليه راجعون و سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون فكيف تتوقع ان يكونوا من المصدقين الموالين للطودين العلمين الشيخ الاوحد و السيد الاجل اجل الله شأنهما و هم عن الاسلام مرتدون فيالها من مصيبة ما اعظمها و رزية ما اجلها لمثل هذا فليبك الباكون و علي ذهاب الدين فليندب النادبون و عليه فلتذرف الدموع من العيون و لو مات رجل حزنا علي ذلك لم‌يكن ملوما البتة و سنح لي ان الحق هنا فصلا آخر اذكره لمن اعتبر.

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 210 *»

فصل اعلم ان الذي بلغنا من هؤلاء الكفرة اهل الافرنج من انحاء الصنايع و العلوم رأيناهم متسلطين علي تنقية المعادن و تكميلها و توثيق الآلات والتسهيل و تحسين الصنايع و ذلك لمداومتهم علي تلك و اجتماعهم عليها و تعاونهم عليها و صرف جميع قواهم و مشاعرهم فيها و اما العلوم الغائبة عن الحواس الظاهرة و منال الآلات المحسوسة فرأيناهم اجهل شيء فيها و اكثر الناس بلادة و حمقا فيها فقد يمكن الاعتماد علي ما ادي اليه حواسهم ان كان المخبر من اهل الفن و صادقا امينا و لكن لايمكن الاعتماد علي ما ادي اليه افهامهم و حدسهم و ظنونهم و ما يغيب عن ابصارهم ابدا فانهم اشد حمقا في ذلك من كثير من الناس و التميز بين المقامين كثير الخفاء فان المرئي مثلا غير معانيه و حاستهم تري المرئي مثلا و اما درك معاني المرئي فمن شأن الحواس الباطنة و لذلك تري يختلفون الناس في شأن معاني المرئيات مع انهم لايختلفون في عينها و مثلهما شيئان احمران تراهما عينك و عين صاحبك ولكن لعلك تقول هذا اشد حمرة و هو يقول ذاك اشد حمرة فالمراد بمعاني المرئي هذا و امثاله فتريان الشيئين واحدكما يقول هذا انعم و الآخر يقول ذاك واحد كما يقول ابعد و الآخر يقول هذا و هكذا فمعاني المحسوسات غير نفس المحسوسات و الحواس الظاهرة لاتدرك الا الاشباح الحاضرة و اما معانيها و نسبها و ما ليس بشبح منها يحس فليس دركها الا شأن الحواس الباطنة و هؤلاء الاقشاب المكبون علي الدنيا المنهمكون فيها كثير الممارسة للمحسوسات الظاهرة و اما الامور التي هي من معاني تلك المحسوسات فهم قليلوا الشعور فيها كالمعاني المعقولة الخفية فانهم فيها ضعفاء مساكين و اكثر شيء جهلا بها فيا شيخي لايذهبن بك المذاهب العالم في كل عصر واحد او اثنان و هو الذي يفهم ما يقول او ما يقال له و اكثر الناس جهال لايعرفون الا ظاهرا مما يدركه حواسهم و لايفهمون معانيه ابدا هذا و طباع اهل الافرنج ابدا في طلب امر عربی جديد و اختراع امر عربی جديد ينوه باسمهم بها و يشتهرون بها في البلاد و يجلبون به الرزق من السلطان و يصيرون وجوه الناس اليهم و لايبالون بتسويل و مكر و خداع في ذلك والعالم الذي يعتني بقوله فيهم ايضا قليل قليل اقل من ساير بلاد

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 211 *»

اقليم الثاني و الثالث و الرابع و الافرنج اقل شيء اختيارا و عقلا و لذلك صار مطاوعتهم للسلطان شديدة مع ذلك الظلم الشديد الشايع فيهم كالبهائم يسوقها طفل و لاتتصور امكان مخالفته و لو تصورت لخالفت و ما صبرت علي ذلك التحميل الشديد و كذلك هؤلاء شدة مطاوعتهم لسلطانهم من ضعف اختيارهم و ضعف اختيارهم دليل ضعف عقولهم و من ضعف عقله ضعف علمه و فهمه البتة هذا و اقاليمهم منحرفة عن الاعتدال و اعدل الاقاليم الثاني الذي اغلب الانبياء منه ثم الثالث الذي يليه و منه الحكماء و اصحاب العلوم ثم الرابع و ما بعد ذلك فمنحرف ان هم الا كالبهائم و ما تري من دقة صنايعهم فذلك من طول الممارسة و كثرة التعاون و تراجم الظنون علي شيء واحد و كثرة التجارب و الفراغ من الآخرة فمكنهم الله منها لان الدنيا جنتهم و ذلك نصيبهم من الكتاب و لكن راق الناس زبرج بلادهم و زخرفة صنايعهم و اعانهم علي ذلك الطبع الكفور و النفس الكافرة الامارة بالسوء فصار الناس يلتذون منهم و من قربهم و لسانهم و لباسهم و اثاثهم و جميع ما يؤل اليهم كما يلتذ شارب الخمر من رايحة الخمر و طعمها مع انها اخبث شيء في الدنيا فلايفهمون ما يذكره المؤمن من قبحها و يكذبونه فلا لامر الله يعقلون و لا من اوليائه يقبلون حكمة بالغة فما تغن النذر فافهم ثبتنا الله و اياكم علي صراطه السوي و لايكلنا الي انفسنا طرفة عين.

قال سلمه الله بالجملة اين شخص و جمعي ديگر نقل از فرنگان مي‌‌كردند كه شموس قائلند كه هر شمسي كواكبي دور آن داير و هر كوكبي را اقماري يا يك قمر گرد آن ساير و هر كره‌اي از كرات حركت وضعيه دوريه در حيز خود دارد علاوه بر حركات بالاستداره كه هر قمر گرد كوكب و هر كوكب گرد شمس مي‌نمايد و هر شمسي با كواكب و اقمار خود عنقودي است و فلك عناقيد زياد از احصاي ما دارد و فلك را كه از هوا و نار الطف مي‌‌دانند محيط و شامل كل اين عنقودها مي‌دانند و در هر كره فلك منسوب به آن كره و شمس عالم ما با كواكب و اقمارش كه ارض يكي از آن كواكب باشد يك عنقود از عناقيد است

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 212 *»

 و سماء هم متناهي است لكن لابما حددوه و عينوه و هر كره از كرات شمسيه و كوكبيه و قمريه مشتمل است بر چند طبقه  كثيف به منزله تراب اين كره و الطف كه به منزله آب باشد و الطف كه او را در ما نحن فيه هوا مي‌نامند و كرات بخاري كه كائنات جو در آن بهم مي‌رسد و همچنين هر كره مشتمل است بر بحار و جبال و انهار و معادن و اشجار ونبات و حيوان و انسان وهر كره‌اي مستضيء است از شمس خود حتي ارض.

اقول اعلم ان الواجب هنا رسم مقدمات احديها ان معرفة الشيء تحصل للانسان من ثلثة اوجه الاول الاتحاد و هو في معرفة الانسان بذاته و بالعالي الظاهر بها لها و لايتحد الانسان بشيء‌ آخر ابدا فالمعرفة الاتحادية لها معروف واحد و هو الذات ذات نفس الانسان الثاني الاحاطة و هي في معرفة المؤثر بالاثر المنطوي تحت ظهوره بل هو عين ظهوره فالمؤثر اولي به منه و  اقرب اليه منه و اعلم به منه و تلك مخصوصة بمعرفة المؤثر لاثره و اما الناظر من مكان اعلي مع انه كونا من جنس الادني فليس معرفته باحاطية كناظر من فوق جبل فانه من جنس الناس و ادراكه لهم بالانطباع و التأثر و لكن يري الناس من فوق الجبل غاية الامر انه يري كثيرا من الاداني الثالث الانطباع و هو ان ينطبع في مشاعر الانسان الشبح المنفصل من المدرك فيقع في مَدرَك المُدرِك فينصبغ به فينفعل عنه الروح و يتأثر فيدرك فهذا القسم علي قسمين فقد يدرك نفس الشيء كما انه يدرك النار و يراها و يقع في عينه شبحها و قد لايدركها و لكن يدرك اثرا يستدل به عليه كالذي يدرك دخانا صاعدا من وراء تل فيستدل به علي النار و هذا يخطي و يصيب اما الذي يصيب فالذي يري مثال المؤثر في الاثر كما تري الشبح في المرآة فذلك يصيب و اما الذي لايري شبح المؤثر في الاثر فهو يقول بالمقايسة و الحدس و ادلة ظنية الا تري ان الدخان الصاعد من وراء تل يمكن ان يكون من نار و يمكن ان يكون من تنفس ارض كبريتية و يمكن ان يكون شيء بكرامة نبي اوولي و يمكن ان يكون ابخرة ردية حصلت من حور هناك او اجمة او حمأة او هو جني تمثل كذا او سحاب او غير ذلك فالبات علي

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 213 *»

انه من النار و لايري شبح النار بات بما لايقتضي البت فانه قد استدل بالقياس و الحدس و الظنون و هي تخطي وتصيب و الخطاء فيها اكثر فالحكيم يستدل حينئذ علي وجود مؤثر ما و هو الحق و اما ما هو فالعاقل لايقول بمالايعرف.

الثانية اذا رأي اناس دخانا من وراء تل بعيد فقال بعضهم انه يمكن ان يكون من نار و قال بعضهم يمكن ان يكون بخار اجمة فلايقال ان الناس اختلفوا في هذه المسئلة فقال بعضهم كذا و قال بعضهم كذا فان ذلك ليس باعتقاد و انما يذكر كل واحد علي نحو الاحتمال و الاحتمال لايكون اعتقادا فلو احتمل واحد آخر غيرهما احتمالا آخر امكن و ليس ببدع فانها احتمالات فما ثبت لك بيانه اصطفيته و ما خفي عنك ضوؤه نفيته و لايتفاوت في هذا ذهاب الاكثر الي احتمال فانه ذهاب الي الاحتمال لا الي اعتقاد غاية الامر ان اكثر الناس يحتملون هذا الاحتمال و مع ذلك يجوزون غيره فاذا رأيت مثل ذلك من العلماء فلاتقل ان العلماء اختلفوا فقال بعضهم كذا و بعضهم كذا بل ما اختلفوا ابدا و لكن الجهال اذا سمعوا من العلماء هذين الاحتمالين او ترجيح كل واحد ما عنده من الاحتمال يبتون عليه و يقطعون و يروون علي البت ان اهل الافرنج مثلا يعتقدون كذا و كذا و علماء الافرنج العقلاء منهم بريئون من هذا الاعتقاد و كتبهم تأبي من ذلك و لكن الرواة يقطعون كساير اراجيف الدنيا فالاول يقول ينبغي ان يصير كذا و الثاني الحاكي عنه يقول يحتمل ان صار كذا والثالث يقول المظنون انه صار و الرابع يقول قد وقع كذا قطعا فيرجفون في البلاد هكذا فلو فتشت الاول يقول لا والله ما قلت كذا كذلك حال علماء الافرنج المساكين او غيرهم و حال النقلة فهم ربما يقولون علي الامكان و الاحتمال و النقلة يقولون علي البت و بينهما ما بين الحق و الباطل.

الثالثة ان مالايدرك عينه بالحواس الظاهرة ولااثره لايمكن العلم به الا من جهة العقل المستنير الخالص عن شوائب الجهالات و الضلالات و الابتناء علي المسلمات الباطلة و العادات والطبايع و الشهوات الموزونة بالموازين القسط او من جهة اخبار ثقة و ثقات قد ادركوه بعينه او اثره و من غير ذلك محض خرص و تخمين لايتبع و لايصير اعتقادا و لامنشأ اختلاف و لايعد قولهم في الاقوال فاتقن

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 214 *»

ما اقول لك.

الرابعة لاتكونن من الذين يأولون الكتاب و السنة و المذهب و كلمات الربانيين لمحض الخرص و التخمين او اتباع قوم خراصين او لمحض ادلة ظنية او ادلة عقول ناقصة غير موزونة و من غير لزوم امتناع و فساد و تابّي العقل السليم عنها لو بنينا علي ظاهرها و قلنا به و لكن النفوس شديدة الشره و الولع علي ما يخالف الانبياء و المرسلين و ايم الله من عرف كينونة النفس علم ان تأبيها عن مطاوعة الانبياء و المرسلين و شرهها علي مخالفتهم اعظم دليل علي حقية الانبياء و المرسلين سلام الله عليهم اجمعين و ان النجاة في اتباعهم فان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي بالجملة لاتكونن انت منهم و انت تعلم ان المعصومين كلامهم نور و امرهم رشد و وصيتهم التقوي و فعلهم الخير و عادتهم الاحسان و سجيتهم الكرم و شأنهم الحق و الصدق و الرفق.

فدع عنك قول الشافعي و مالك   و احمد و المروي عن كعب الاحبار
و خذ عن اناس قولهم و حديثهم   روي جدنا عن جبرئيل عن الباري

و اعلم علي سبيل القطع و اليقين ان بعد المحسوسات الظاهرة و البديهيات الاولية لاقطع لاحد علي شيء الا للانبياء و الاوصياء و الربانيين و من اخذ عنهم بالتسليم و ان تطع اكثر اهل الارض يضلوك عن سبيل الله ان يتبعون الا الظن و ان هم الا يخرصون و ما يتبع اكثرهم الا ظنا ان الظن لايغني من الحق شيئا فلنشرع الآن في جواب ما ذكرتم و رسم الاجوبة يقتضي رسم فصول.

فصل لنبدأن في نقل ما ذكرتم من مطالب القوم لنظهر انه اي شيء‌ منها تسويل و تضليل صدر عن خرص و تخمين و اي شيء منها مناطها رؤيتهم ثم نتكلم فيه فاقول اما قولكم انهم يقولون بشموس يدور علي كل واحد كواكب فلانمنع نحن ان القوم نصبوا مناظير و رأوا بعض هذه الكواكب الصغار كبارا حتي رأوها بكبر الشمس و رأوا قرب كل شمس بزعمهم كواكب و اما رؤيتهم سكون

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 215 *»

تلك الشمس و حركة البواقي حولها اصل كلام كما يأتي و هب انهم رأوا ان تلك الكواكب تدور حول تلك الشمس مع اني لااظنهم انهم رأوا دورتها حول تلك الشمس فان الكواكب المعروفة بالثابتة بطيئة الحركة جدا و لايفي اعمار هؤلاء المسولين بضبط دورة منها و المسئلة مستحدثة و القدماء غير ضابطين لها دورة بل كانوا يقولون انها ساكنة و بعد سنين و دهور اثبتوا لها حركة‌ما و قد قال المحققون انها تقطع دورة في ثلثين الف سنة و هيئات الكواكب المشهودة لم‌تتغير الي الآن عما ضبطوه اولا فلااظنه منهم الا محض خرص و تخمين و طرد للباب الذي زعموه في هذه الشمس و الكواكب و من الامور الصعبة البحث مع الحاكي في غيبة المدعي و جواب الحاكي عنه فكلما تقول هذا مما لايكون يقول الحاكي انهم فعلوا او رأوا او لهم جواب عن ذلك فلو كان نفس المدعي حاضرا لما جسر علي القول بالباطل عند اهل الفن بالجملة علي الله التكلان فهب انهم رأوا كواكب كبارا زعموها شموسا و حولها كواكب و رأوا لها حركة‌ما و ما اظنها الا محض خرص و طرد للباب كما عرفت فكيف علموا استدارتها جميعا حول شموسها فلو رأوا دورتها لرصدوها و ضبطوا حركاتها و انهم لكاذبون مع انهم اثبتوا بين المريخ و المشتري كواكب رصدوا بعضها و ضبطوا حركاتها و عجزوا عن البواقي فكيف رأوا دورات ما نسميه ثوابت و هذا القول مستحدث و اعمارهم لاتفي بدوراتها و القدماء ما ضبطوا حركاتها و دوراتها كما عرفت و كذلك ردهم ان ادعوا ان شموسا رأيناها و كواكب شاهدناها غير هذه الثوابت و مع ذلك نحن لانمنع ان تكون لما لانري من الكواكب و لهذه الثوابت تدويرات يتحرك بعضها علي بعض و يكون بعض التدويرات اكبر و بعضها اصغر و بعضها محيطا ببعض فيدور بعضها علي بعض و لامانع و لايخالف دينا و لاشرعا و انما الكلام في وفاء الاعمار باتمام دوراتها و اوضاع الكواكب منذ ضبطوها لم‌تتغير الي الآن و قولهم حول كل كوكب اقمار هب انهم رأوا كواكب حول كل كوكب و رأوا لها حركة ‌ما و انما سموا بعض الثوابت بشموس و بعضها باقمار و لابحث في التسمية و نفرض انهم ضبطوا بعض حركاتها لايزيد كل ذلك علي اثبات

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 216 *»

كواكب تتحرك بعضها في الجملة و سيأتي الرد علي القول بسكون الشمس.

و اما قولهم لكل كرة حركة وضعية دورية في حيزها غير حركاتها بالاستدارة فذلك ايضا محض خرص و تخمين فان ساعدنا دليل عقلي او سمعي عن المعصومين نقول به و الا فليس ذلك بشيء محسوس بالمنظار اللهم الا ان يكون في كواكب شامات علي غير لونها و علم بدليل عقلي انها في جرم الكوكب كما يدعون في الشمس و لادليل لهم بانها في جرم الشمس كما يأتي فمنها يستنبط حركتها الوضعية و المحسوس في القمر عدم تغير وضعه مع وجود الشامات و الامر في الكواكب الصغار اصعب و ليس اني انكر الحركة الوضعية في الكواكب الا اني اريد ان انبه علي انها ليست تدرك بالمنظار الا اذا كان في الكوكب شامة علمت بالعقل او بالسمع يقينا ثم تري يمينا حينا و شمالا حينا.

و قولهم كل شمس مع كواكبها و اقمارها عنقود فجواب ذلك يأتي فيما بعد و قولهم و كل كرة من الكرات الشمسية و الكوكبية و القمرية مشتمل علي طبقات كثيفة و لطيفة كالتراب و الماء و البخار و الهواء فذلك كلام لايقدر علي النطق به عاقل من باب الرؤية و هو محض خرص و تخمين فان المنظار لايدرك الهواء فما علمهم من باب الرؤية بان كل كرة له طبقات فان ساعدنا دليل عقلي قلنا به و الا فلا و الغرض انهم ان اسندوا ذلك الي الرؤية كذبوا و ان اسندوا الي دليل سمعي او عقلي فلا دليل علي ذلك و دونه خرط القتاد ثم انهم يدعون ان في السماء عناقيد ازيد من احصائهم فان هو الا محض خرص و تخمين و ليس باعتقاد و لاقول في المسئلة ان يتبعون الا الظن و ان هم الا يخرصون و هم عاجزون عن اثبات عنقود واحد كما يأتيك فكيف يثبتون ما لايحصي و مما يضحك الثكلي قولهم ان كل كرة فيه بحار و جبال و انهار و معادن و اشجار و نبات و حيوان و انسان و اني اقول:

زنت صهاك بكل علج فلاتلمها   و لم زنيما يزعم ان ابنها امام

و ان تعجب فاعجب من اهل الايران الذين يصدقون اولئك الفجرة الكذبة الذين

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 217 *»

يدعون عناقيد فوق احصائنا ثم يدعون ان في كل كرة معادن و اشجار و حيوان و انسان و انهارا رأوا ذلك بالمنظار و بالمنظار كربوا معادنها و فتشوا عنها و بالمنظار رأوا اشجارها و بالمنظار رأوا حيوانها و انسانها و غاية ما يكبر المنظار اصل جرم الكوكب افرضها سبعة آلاف مثل الكوكب فيكون كقرص الشمس مثلا فكيف يري فيه ما يزخرفون و ان كانوا يسندونه الي العقل فدونه خرط القتاد نعوذ بالله من بوار العقل و قبح الزلل و به نستعين و اعجب من ذلك حكاية حكاة يدعون انهم من اولي الالباب ان الافرنجي رأي في المنظار في القمر مزرعة و فلاحا قاعدا بيده فاس و يحصد و بيدرا مجموعا هذا هو الذي اقول ان المباحثة مع الحاكي الجاهل مما لايمكن فلو جمع الافرنجي المنجم مع عالم او عاقل ما جسر ان يقول ذلك ابدا و لكن الحاكي يقول و المحكي عنه بعيد لايناله يدا لايتصور احد ان المنظار كم يكبر المرئي غاية الامر انه يكبره سبعة آلاف امثاله اليس الكوكب اذا كبر سبعة آلاف مثله يصير بقدر شمس او قريب منها و القمر مثلا يصير مثلا بقدر صحن دار فانظر لو رؤي الارض بقدر قرص شمس او صحن دار هل يري عليها نبات و حيوان و انسان و علي هذه فقس ما سويها و كذا ما عليه بناء عناقيدهم من سكون الشمس و حركة الارض بثلث حركات وضعية يومية و دورية سنوية و الحركة الملوية فان ذلك ايضا من العالم الذي صدر منه يوم اول محض احتمال ثم ان الحكاة و النقلة الجهلة جعلوها مذهبا و اعتقادا فان الذين كان بناؤهم علي سكون الارض و حركات الكواكب و بنوا عليه حسبانهم و زيجاتهم لم‌يتخلف حسبانهم منذ الف سنة و ازيد الي الآن فلو كان ذلك القول باطلا لكان يتخلف و لم‌يدعنا داع الي ترك ذلك القول و القول بسكون الشمس و حركة الارض غاية الامر انه لو فرض كذلك ايضا لوافق هذا الحساب الحساب الاول فيحتمل هذا و يحتمل هذا فمهما جاءنا دليل علي صدق احدهما اخذنا به و الا فلا و ان هؤلاء الفجرة لم‌يأتونا من باب الرؤية بدليل محسوس ان الارض تتحرك و الشمس ساكنة و اني لهم بذلك و قد جائني كتاب من منجميهم العلماء من الروسية في حركة الارض و سكون الشمس مع مقرباتهم

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 218 *»

و محسناتهم و هو كتاب مبسوط و قد كتبت كتابا في ردهم و ارسلت اليهم و لم‌يدعوا المساكين انه قولنا و انه هكذا في الواقع نعم كتبوا فيه انه يمكن ان يكون كذا و يوافق الحساب و ذكروا بعض ما يرفع الاستبعاد و اني يجسر العالم ان يقول بغير ذلك و هذا كله من النقلة الجهلة و كان مرادهم و مطلبهم في ذلك الكتاب طلب دليل علي رد حركة الارض و كان في زعمهم انه لا امتناع فيه و انا ذكرت في كتابي في ردهم ادلة علي بطلان هذا القول و انه خلاف الحكمة و لايصدر من الحكيم و اقمت عليه ادلة مبسوطة من الطبيعيات و غيرها بالجملة الذي يجب ان ابينه هنا انه لم يدعهم الي هذا القول رؤية بمنظار و لاغيره و لايعرف من المنظار ان الشمس ساكنة و الارض متحركة ابدا ابدا و لعلنا اشرنا في ما بعد الي وجه بطلان هذا الرأي منهم و كذلك ادعاؤهم في تلك الشموس التي زعموها انها ساكنة فذلك محض خرص فلعلها تتحرك بحركة بطيئة مثلا تتحرك حركة دورية في كل الف سنة درجة فما علمهم من باب المنظار و الرؤية في هذا العمر القليل انها لاتتحرك و هذه المناظير مستحدثة و علمهم بهذه الشموس و العناقيد علي زعمهم مستحدثة و لم‌يضبط القدماء مواضعها حتي نعرف اليوم حركتها و سكونها و لعلها تتحرك في الفي سنة درجة و علي فرض الاطلاع علي سكونها في الرؤية فلعل لكل شمس فلكين احدهما في بطن الآخر و حركتهما علي العكس اي احدهما يتحرك علي التوالي و الآخر علي خلاف التوالي و هما متساويان في الحركة كلما يتحرك شمس في حاملها علي التوالي مثلا يرجعها فلكها الحامل لهما علي خلاف التوالي فتري ابدا ساكنة فما علمهم بانها ساكنة في الواقع فيا شيخي يمكن ان يفرض الانسان في الافلاك فروضا عديدة في كلها يظهر هذه الحركات و لايجوز من باب الرؤية اختيار احدهما علي الآخر الا ان ياتي دليل من الخارج علي رجحان احدهما علي الآخر فلايغرنك الجديد و لايروعنك جمعهم و بأسهم الشديد ان هم الا كالانعام بل هم اضل اولئك هم الغافلون فتبين ان ادعاءهم ان في السماء شموسا ساكنة قول صدر عن محض خرص و تخمين و لابرهان لهم عليه من باب الرؤية و لا من باب الطبيعة ان هو الا

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 219 *»

محض حب الامر الجديد الذي عليه طباع النصاري فبطل القول بالعناقيد و جعلها عوالم و اثبات ما اثبتوه في كل كوكب و اما ما وجدناه في بعض كتب الانجليس انهم رأوا في القمر عربی جبلين يصعد منهما النار كبعض جبال الارض فاقول لاجل ابطال دعويهم لا لاجل انه احتمال مني احتمله فلعل دوين القمر بعشرة فراسخ مثلا فلكا و فيه شبيه ذينك الجبلين اللذين يقولون رأينا فما علمهم بانهما في القمر فمن امثال هذا الاحتمال يبطل امر المنظار و لايصير سبب اثبات شيء و نفي شيء ابدا ابدا و كذلك ما يقولون من امر الشامتين في الشمس بحركتهما اثبتوا الحركة الوضعية في الشمس فكذلك اقول لابطال المنظار لا الاحتمال ان دوين الشمس فلكا فيه كوكبان اسودان يوازيان وجه الشمس و هما يتحركان علي المنطقة كالشمس فهما يتحركان و انت تحسبهما في وجه الشمس و تثبت فيها الحركة الوضعية و ليس امر المنظار باعظم من امر العين فلو كان جدار من بعيد و دوينها بفصل قليل شيء اسود فانت لاتدري هل هو علي الجدار ام لا و ان كان جداران مبيضان حسنا و كان احدهما اطول من الآخر فانت من البعيد لاتدرك انهما جداران ام جدار واحد و لو تحرك حجرا الرحا معا كل واحد علي خلاف الآخر و حركة كل واحد يوازي الآخر و وقف واقف علي الحجر الاعلي لايعرف بالعين انه واقف ام متحرك و لو كنت جالسا في السفينة و هي تسير في الساحل لايدرك بالعين ان السفينة سارية ام نواتي الساحل و احجاره و اشجاره و النقطة علي الدوارة تري دائرة و نفس الدوارة تري ساكنة و القطر النازل بسرعة يري خطا و الشعلة المدارة بسرعة تري دائرة و الفرس في جريه يري اطول مما هو عليه و لو طار طيران او اكثر بعضها فوق بعض في الهواء بفصول قليلة لايعلم ايها اعلي و ايها ادني و لايعلم ان ما يري اصغر هل هو في الواقع اصغر و ادني او اكبر و اعلي و يري من بعده اصغر فاي عبرة بالعين و المنظار ازيد من درك الشبح فمالم‌يؤيدا بدليل عقلي لاعبرة بمحض الرؤية و الدليل عقلي و الحمد لله و له المنة قد ضرب بينه و بين الافرنج حجاب لايهتك و قد سلب الله عنهم الفهم في غير المحسوس كما

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 220 *»

رأينا كتبهم و اطلعنا علي مزخرفاتهم فان ادعوا علي هذه الخرافات الدليل العقلي فهم اعجز عاجز و لادليل لاحد من الحكماء من العقل الذي شأنه درك الكليات في الجزئيات فضلا عن هؤلاء الانعام غاية ما يدركون من المنظار كوكب خفي لايري بالعين فيعرف به او نور ضعيف لايري بالعين فيدرك به و يري فيه سواد القمر اوضح و ابين و اما انه ما هو و من اي شيء هو و ما طبعه فلا و ربك و قد غر الناس زخارف آلاتهم حسب و هم اشبه شيء بشياطين الكهنة كانوا يسترقون السمع كلمة و يضيفون اليها اضعافها و اضعاف اضعافها و يخبرون الكهنة و انهم لكاذبون و كاصحاب التفألات و الرمل و امثالها يرون واحدا و يضيفون اليه اضعافه و الله يشهد انهم لكاذبون كذلك هؤلاء الاقشاب في مدعياتهم.

فصل اعلم ان الرد علي هؤلاء له مقامان رد عليهم و رد علي الذين يدعون الاسلام و اغتروا بكلامهم و اعتقدوا بمزخرفاتهم اما الرد عليهم فقد كتبت كتابا في ردهم و قد ذكرت انه جاءني كتاب مبسوط منهم و التمسوا فيه ان يردهم من يردهم لا من جهة الكتب السماوية و اقوال الانبياء و كتبت في ردهم كما التمسوا و رددت عليهم بمالامزيد عليه و اما هيهنا فطرف الكلام المدعي للاسلام علي ما اطريتم عليه في اول كلامكم و بلغتم به بالمدح مبلغ كملي العلماء من الشيعة و مثل ذلك اقل من الكبريت الاحمر و رجل هكذا لايتعدي معبده و لايتجاوز مسجده و لايدعونه يفارق بلده و لايذهب المعتني بدينه العالم بموصوله و مفصوله الي الهند و الي الافرنج و يعاشر الكفار الانجاس دهورا و سنين و هو يخاف ان يموت في البحر او في بلاد الهنود و النصاري و يأكل مآكلهم و يشرب مشاربهم و يجالسهم و يساورهم مدة نعوذ بالله فعلي اي حال عمدة هذه المسائل قولهم بسكون الشمس و حركة الارض فحسبوا الشمس مركزا ساكنا و زعموا ان الارض متحركة ثم زعموا انها كوكب من الكواكب ثم زعموا ان كل كوكب مثل الارض و فيه ما فيها من محض التخمين و الاستحسان و زعموا انه لاسماء و انما هو فضاء ممتد الي ما شاء الله و ان الكواكب كرة كالارض في ذلك الفضاء

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 221 *»

و في كل واحد بر و بحر و مواليد و كثرات مثل هذه الارض و زعموا ان الكواكب تدور حول الشمس في غير فلك و دورانها حولها بسبب جذب الشمس و ميلها الي خلاف الشمس فيحدث ذلك حركة دورية حول الشمس ثم من ذلك ذهبوا الي اثبات شموس اخر و قد اراحنا طرف بحثنا حيث هو مسلم فاقول اولا بعد النصايح المتقدمة ان الله سبحانه قد صرح في كتابه بعرش و كرسي و افلاك و هي صارت في الكتاب و السنة بحيث من انكر السبع سموات و العرش و الكرسي و الارض فقد كفر بالله العظيم و برسوله النبي الكريم فان ذلك من بديهيات الكتاب و السنة المجمع عليها و القول بان فضاءً ممتدا الي ما شاء الله و الكواكب كرات فيها تدور حول شمسها من غير فلك يديرها فذلك كفر صراح و خروج عن المذهب و مخالف لقوله سبحانه كل في فلك يسبحون و علي فرض القول بان لها افلاكا غير محصورة هو خروج عن قوله تعالي فقضيهن سبع سموات في يومين و اوحي في كل سماء امرها و قوله ثم استوي الي السماء فسويهن سبع سماوات و هو بكل شيئ عليم اذ وقع الاجمال الضروري و نزل الكتاب و جرت السنة علي ان السماوات سبع لااقل و لاازيد و كرسي ثم عرش فمن زاد في ذلك او نقص خرج عن هذا الدين اللهم الا ان يثبت لكل فلك افلاكا جزئية فنزول القرآن و جريان السنة و تحقق الاجماع الضروري الكاشف عن قول المعصوم بل الظاهر انه اتفاق اهل الملل و كل ذي شرع و كتاب دل علي ان الذين قالوا بسماوات سبع و ارض دونها و كرسي و عرش فوقها هم آخذون عن الانبياء السالفين المطلعين علي السماوات و الارض فالمبتغي غير ذلك يقينا كافر و المجوز لغير ذلك مجوز لكذب الكتاب و السنة و الانبياء و خارق للضرورة فهو ايضا كافر و مأول بديهيات الكتاب و السنة الي اقوال الكفرة مفسر للكتاب برأيه و من فسره برأيه لاجل تدين فهو ايضا كافر و لكن الناس يسامحون في امثال ذلك و يزعمون ان مناط الكفر هو انكار اصول الدين و فروعه حسب و يغفلون عن احاديث متضافرة واردة ان ادني الشرك ان تقول للنواة حصاة و تدين الله به و كثرة الاخبار تمنعنا عن ذكرها في هذا

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 222 *»

المختصر فانها متواترة معني علي ان السموات سبع و وسع كرسيه السموات و الارض و عرش للرحمن و اما ما روي من تعدد العوالم فمن كان ذا فهم في الحكمة و العلم عرف ان المراد بتلك العوالم العوالم الغيبية فان العالم لايتم الا بعرش و كرسي و افلاك و عناصر كما حققنا آنفا و ان هذا العالم بعرشه و كرسيه و افلاكه و نجومه و عناصره عالم واحد وهي كائنة ما كانت من ابعاض عالم واحد لايقوم بعضها الا ببعض وكلها حروف كلمة عالم الاجسام و هو عالم واحد فعن الخصال عن ابي‌عبد‌الل7 قال ان لله عزوجل اثني عشر الف عالم كل عالم منهم اكبر من سبع سموات و سبع ارضين ما يري عالم منهم ان لله عزوجل عالما غيرهم و اني الحجة عليهم انتهي و عالم الاجسام يري بعضها بعضا فليس المراد بتلك العوالم هذه الكواكب و من البحار عن جابر قال سألت اباجعفر7 عن قول الله عزوجل افعيينا بالخلق الاول بل هو في لبس من خلق جديد فقال يا جابر تأويل ذلك ان الله عزوجل اذا افني هذا الخلق و هذا العالم و سكن اهل الجنة الجنة و اهل النار النار عربی جدد الله عزوجل عالما غير هذا العالم و جدد عالما من غير فحولة و لا اناث يعبدونه و يوحدونه و خلق لهم ارضا غير هذه الارض تحملهم و سماء غير هذه السماء تظلهم لعلك تري ان الله عزوجل لم‌يخلق بشرا غيركم بلي و الله لقد خلق الله تبارك و تعالي الف الف عالم و الف الف آدم انت في آخر تلك العوالم و اولئك الآدميين انتهي فتنبه انه عليه السلام سمي هذا العالم بجميع اجزائه عالما واحدا و لو كان فضاء و فيها عناقيد لم يكن احدها اولا و احدها آخرا فان السماء فوقنا و تحتنا و الكواكب فوقنا و تحتنا فمن كان من اهل الحكمة عرف ان العوالم الالف الالف بعضها اعلي من بعض و بعضها اسبق من بعض.

و اما سكون الشمس فيردهم الكتاب حيث يقول في الشمس و القمر كل في فلك يسبحون و السباحة هي الجري و يقول و الشمس تجري لمستقر لها و يقول و سخر الشمس و القمر كل يجري لاجل مسمي و يقول و سخر لكم

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 223 *»

 الشمس و القمر دائبين و قال و سخر الشمس و القمر كل يجري الي اجل مسمي الي غير ذلك من الآيات فكيف هي ساكنة اليس القول بالسكون ردا علي الله في كتابه و الدليل علي ذلك من الاخبار ما شاء الله فمن قصص الراوندي باسناده عن ابي‌جعفر7 قال ان موسي سأل ربه ان يعلمه زوال الشمس فوكل الله به ملكا فقال يا موسي قد زالت الشمس فقال موسي متي فقال حين اخبرتك و قد سارت خمسمائة عام انتهي و من تفسير علي بن ابرهيم بسنده عن ابي‌جعفر7 في تفسير كل في فلك يسبحون يقول يجيء وراء الفلك بالاستدارة و من الكافي بسنده عن اميرالمؤمنين7 ان للشمس ثلثمائة و ستين برجا كل برج منها مثل جزيرة من جزايرة العرب فتنزل كل يوم علي برج منها انتهي و عن علي7 في خطبة له جعل شمسها آية مبصرة لنهارها و قمرها آية ممحوة من ليلها فاجراهما في مناقل مجراهما و قدر مسيرهما في مدارج درجيهما الخطبة و في حديث مفضل قال الصادق7 فكر يا مفضل في النجوم و اختلاف مسيرها فبعضها لاتفارق مراكزها من الفلك و لاتسير الا مجتمعة و بعضها مطلقة تنتقل في البروج و تفترق في مسيرها فكل واحد منها يسير سيرين مختلفين احدهما عام مع الفلك نحو المغرب و الآخر خاص لنفسه نحو المشرق كالنملة التي تدور علي الرحي الي ان قال فان قال قائل و لم صار بعض النجوم راتبا و بعضها متنقلا قلنا انها لو كانت كلها راتبة لبطلت الدلالات التي يستدل بها من تنقل المتنقلة و مسيرها في كل برج من البروج كما قد يستدل علي اشياء فما يحدث في العالم بتنقل الشمس و النجوم في منازلهما الخبر و قال7 فكر الآن في تنقل الشمس في البروج الاثني عشر لاقامة دور السنة و ما في ذلك من التدبير فهو الدور الذي تصح به الازمنة الاربعة من السنة الشتا و الربيع و الصيف و الخريف و يستوفيها علي التمام و في هذا المقدار من دوران الشمس تدرك الغلاة و الثمار الي ان قال الاتري ان السنة مقدار مسير الشمس من الحمل الي الحمل الي ان قال

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 224 *»

و بمسير الشمس يكمل السنة و يقوم حساب الزمان علي الصحة و قال7 مع ما في ترددها اي الشمس و النجوم في كبد السماء مقبلة و مدبرة و مشرقة و مغربة من العبر فانها تسير اسرع السير و احثه ارأيت لو كانت الشمس و القمر و النجوم بالقرب منا حتي يتبين لنا سرعة سيرها بكنه ما هي عليه الم‌تكن ستخطف الابصار بوهجها و شعاعها كالذي يحدث احيانا من البروق الي ان قال فكر في هذا الفلك بشمسه و قمره و نجومه و بروجه تدور علي العالم في هذا الدوران الدائم بهذا التقدير و الوزن والقول بسكون الشمس و حركة الارض يحذو حذو لله البنات و لنا البنون فقال الله الكم الذكر و له الانثي تلك اذا قسمة ضيزي قال الله سبحانه الذي جعل لكم الارض فراشا و السماء بناء و قال و هو الذي مد الارض و جعل فيها رواسي و قال و القي في الارض رواسي ان تميد بكم و قال الذي جعل لكم الارض مهدا و سلك لكم فيها سبلا و قال الله الذي جعل لكم الارض قرارا و السماء بناءا و قال و الارض فرشناها فنعم الماهدون و قال هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فامشوا في مناكبها و قال الم نجعل الارض مهادا و الجبال اوتادا و من نظر في هذه الآيات الباهرات و تدبر في ساير الادلة عرف كالشمس في رابعة النهار ان الارض ساكنة و السماوات متحركة و في خطبة لعلي7 انشأ الارض فامسكها من غير اشتغال و ارساها علي غير قرار و اقامها بغير قوائم و رفعها بغير دعائم الخطبة و قال7 في خطبة اخري و كان من اقتدار عربی جبروته و بديع لطائف صنعته ان جعل من ماء البحر الزاخر المتراكم المتقاصف يبسا جامدا ثم فطر منه اطباقا ففتقها سبع سموات بعد ارتتاقها فاستمسكت بامره فقامت علي حده يحملها الاخضر المثعنجر و القمقام المسخر قد ذل لامره و اذعن لهيبته و وقف الجاري منه لخشيته و جبل جلاميدها و نشوز متونها و اطوارها فارسيها في مراسيها و الزمها قرارتها فمضت رؤسها في الهواء و رست اصولها في الماء فانهد جبالها عن سهولها و اساخ قواعدها في متون اقطارها و مواضع انصابها

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 225 *»

فاشهق قلالها و اطال انشازها و جعلها للارض عمادا و ارزها فيها اوتادا فسكنت عن حركتها من ان تميد باهلها او تسيخ بحملها او تزول عن مواضعها فسبحان من امسكها بعد موجان مياهها و اجمدها بعد رطوبة اكنافها فجعلها لخلقه مهادا و بسطها لهم فراشا فوق بحر لجي راكد لايجري و قائم لايسري تكر كره الرياح العواصف و تمخضه الغمام الذوارف ان في ذلك عبرة لمن يخشي و قال7 في خطبة له فاصبح بعد اصطخاب امواجه ساجيا مقهورا و في حكمة الذل منقادا اسيرا و سكنت الارض مدحوة في لجة تياره الي ان قال فسكنت من الميد ان برسوب الجبال في قطع اديمها و قال الصادق7 في حديث المفضل ثم فكر في خلق هذه الارض علي ما هي عليه حين خلقت راتبة راكنة فيكون موطنا مستقرا للاشياء فيتمكن الناس من السعي عليها الخبر الي غير ذلك من الاخبار و اظن ان من تتبع فيها وجدها متواترة في هذا المعني فالمسلم لامحيص له من مخالفة الاخبار الموافقة للكتاب المتطابقين لضرورة المسلمين و وجب عليه الاتباع و لو‌لم يتبع مثل هذا لجاز له الخروج عن جملة الدين فان جملة الدين تثبت هكذا بالكتاب و السنة و لايجوز تأويلها لانه لو بني الانسان علي التأويل لقدر ان يصرف النفي الي الاثبات و الاثبات الي النفي و الامر الي النهي و النهي الي الامر و لايبقي مع ذلك دين لداين ابدا و اما ما عسي ان يتمسك به اهل الزيغ من قوله سبحانه و تري الجبال تحسبها جامدة و هي تمر مر السحاب فذلك خطاء من الظن فان الآية نازلة في يوم القيمة فان الله سبحانه يقول قبلها و نفخ في الصور فصعق من في السموات و الارض الا من شاء‌ الله و كل اتوه داخرين و تري الجبال الآية كما يقول جل و عز في آي اخر و تسير الجبال سيرا و اذا الجبال سيرت فكلها في احوال يوم القيمة فوجب علي المسلم الاقرار بسكون الارض و حركة السماوات و كونها سبعا و حركة الشمس و القمر و ساير السيارات فان اسلم و سلم للكتاب و السنة لم‌يسعه الاقرار بالعناقيد علي ما يقوله اعداؤالله و رسوله 9قل جاء الحق و زهق الباطل

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 226 *»

ان الباطل كان زهوقا فان كان الرجل علي ما ذكرتم متدينا معتنيا بدينه غير عربی جسور علي خلاف الله و رسله فذلك يكفيه ان شاء الله و قد سبق الاشارة العقلية الي لزوم وجود عرش و كرسي و افلاك و عناصر للعالم و انه لايتم عالم واحد الا به و مجموع هذه الاوضاع اوضاع بيت واحد و حروف كلمة واحدة و العوالم العديدة بعضها غيب بعض و سيأتي مزيد بيان لذلك ان شاء الله.

قال سلمه الله گاهي او را جواب به اين نمط مي‌دادم كه هر انساني غير از آنچه در خود اوست چيز ديگر نمي‌يابد و در هر انساني به جز قبضات متخذه از عرش و كرسي و كواكب سبعه و فلك منازل و كرات بسايط تحت قمر نيست كه عقل و روح و وهم و قواي او منسوب و متخذ از هر يك از آنهاست جواب مي‌‌گفت شايد اهل هر عنقودي قبضات متخذه از كرات عنقود داشته باشند.

اقول ان جامعية الانسان ليست من البديهيات لكل احد فعلي الظاهر عدم تسليمه لم‌يكن في غير محله و لكن الجواب المسكت المفحم ان تقول له الايعلم من خلق و هو اللطيف الخبير و هو يقول بنينا فوقكم سبعا شدادا و هو نص ان السموات فوقنا و هي سبع و قال الم‌تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا و قال الذي خلق سبع سماوات طباقا ما تري في خلق الرحمن من تفاوت و قال ثم استوي الي السماء و هي دخان الي ان قال فقضيهن سبع سماوات في يومين و اوحي في كل سماء امرها و زينا السماء الدنيا بمصابيح ذلك تقدير العزيز العليم و قال و لقد خلقنا فوقكم سبع طرائق و ما كنا عن الخلق غافلين الي ان قال من رب السماوات السبع و رب العرش العظيم سيقولون لله قل افلا تتقون و قال الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها ثم استوي علي العرش و سخر الشمس و القمر كل يجري لاجل مسمي يدبر الامر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون الي غير ذلك من الآيات فمن انصف و كان عارفا باللحن عرف انه لو كان هناك سماء كما يقولون

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 227 *»

لذكره الله في مقام اظهار القدرة و شرح الخلقة و بيان الآيات و لو قال خلقنا فوقكم الف الف سماء ما كان ينكر عليه احد و لكان اعظم في بيان القدرة و النعمة و لكنه قال سبع سموات ثم قال وسع كرسيه السموات و الارض و قال رب العرش العظيم و الرحمن علي العرش استوي و علي ما يقولون من العناقيد و ان الفلك هواء‌ ممتد الي ما شاء الله و عند كل كرة منسوب اليه فذلك قول يخالف كتاب الله فان قالوا بتعدد الافلاك بعدد ما يظنون من الكرات خالفوا الله و ان قالوا بانه لافلك بل هو فضاء ساكن و الكرات تدور بانفسها خالفوا الله جل جلاله و الله يقول رفع السموات بغير عمد ترونها ثم استوي علي العرش و سخر الشمس و القمر كل يجري لاجل مسمي اي كل من السموات و العرش و الشمس و القمر كلها جارية لاجل مسمي و لم يقل كل منهما و تذكر له ما يدل من الآيات علي حركة الشمس التي بها بطلان العناقيد ثم تذكر الاخبار الموافقة للكتاب التي لامحيص عن تصديقها ثم تذكر الاجماع القائم علي مضمون الكتاب و السنة بانه ليس فوقنا الا عرش و كرسي و سبع سموات و ان الشمس جارية دائبة فوجدنا الكتاب و السنة يقرران الاجماع و الاجماع يوافقهما فتبين لنا انه قول رسول الله9و قول الله و عرفنا ان من رد عليه فهو كافر مرتد عن الاسلام و لمالم‌يكن رسول الله9 ببدع من الرسل و عرفنا قدماء حكماء اليونان ايضا تقرر امرهم علي ذلك و هم الآخذون عن الانبياء اكثر حكمتهم فعرفنا ان هذا القول مأخوذ عن الانبياء و هو حق موافق للكتاب و السنة و الاجماع و رأينا ان بعض اليونايين المتقدمين و المتأخرين الذين يجوزون حركة الارض و سكون الشمس فانما يقولون ان هذه الحركات المشهودة تحصل بهذا الفرض ايضا و لم‌يبتوا عليه و لم‌يأتوا له بحجة لا من دين و لا من عقل و قد بينا ان بالمنظار لايعرف سكون الشمس و حركة الارض بوجه اذ ليس المنظار باثبت من العين غاية الامر انه يكبر الصغير و يقرب البعيد و اياك اياك ان تقول ان فلانا يثبت المسئلة النجومية او الهيئية بطريق الفقه و الاصول فان ذلك قول من لاخلاق له و لادين فمن اثبت المسئلة الهيئية بالظنون

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 228 *»

و الاصول الفقهية بان الاصل كذا و القاعدة كذا فهو الخطاء و دخول في الامر من غير بابه و اما من استدل بمحكم الكتاب فذلك لامفر عنه و وجب الاذعان الاتري انك لو كنت في عصر النبي9و قلت له ان قوما من الافرنج يقولون بالعناقيد فقال كذبوا الارض ساكنة و الشمس جارية و السموات سبع و فوقها كرسي و عرش هل كان يسعك ان تقول انك لم‌تقم عليه دليلا هيئيا و المسئلة هيئية لانقبل قولك الم‌يكن ذلك كفرا بالله و رسله و وجب الاذعان بقوله فكذلك الآن اذا ثبت امر بكتابه المستجمع علي تأويله و سنته الجامعة و ضرورة الاسلام وجب الاخذ به و ليس ذلك من باب اصول الفقهاء و ظنونهم و لكن مع ذلك كاني بقوم يضحكون علي قولي اذا اطلعوا عليه لانهم جبلوا علي مخالفة الحق ايا كان و علي تصديق الكفار ايا كانوا فليضحكوا قليلا فانهم سيبكون كثيرا قل تربصوا فاني معكم من المتربصين و لكن الاوصاف التي ذكرت لذلك الرجل ان لم‌يكن اغراقا في مدحه عساه ان يتنبه و ان لم‌يتنبه بما ذكرت لانه نقلي فقل له كل هذه العناقيد و ما تذكره كائنا ما كان هل هي اجسام ام لا لايسعه ان ينكر الجسمانية فانها جواهر ذات ابعاد فهي اجسام فهل هي خلق الله ام لا لايسعه ان ينكر ذلك فهل خلقت بذات الله ام بمشية الله لايسعه ان يقول بذات الله فانه لامعني له و ان لم‌يعرف فعندك بيانه فخلقت بمشية الله فاذا هي اثر مشية الله فهل المشية التي هي اول تجلي الله متوحدة ام متكثرة لايسع احدا ان يقول انها متكثرة و ان لم‌يعرف ذلك فعندك بيانه و ساير كتبنا متكفل به فهي متوحدة كما قال الله عزوجل و ما امرنا الا واحدة فهل لهذا الاثر عربی جهة الي المشية الواحدة ام لا فان كان اثرها فلابد و ان يكون له جهة اليها تشابهها في وحدتها و احاطتها و بساطتها فلابد و ان يكون فوق جميع الاجسام كائنة ما كانت جسم واحدي متشاكل الاجزاء محيط بسيط فليكن اسمه العرش و جهة المؤثر في الاثر هي يد المؤثر في اجراء ما يريد و آلته في صنع ما يشاء فلما كانت في غاية البساطة الاثرية و جهته من حيث نفسه في غاية الكثرة و كان بينهما تباين و لابد من المناسبة بين الآلة و المصنوع حتي يصدر المصنوع و يتم فلما لم

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 229 *»

‌تكن جهة نفسه بصالحة لان تستمد من العرش الذي هو جهة المبدء وجب في الحكمة ان يلي العرش برزخ بين الوحدة و الكثرة رابط بينهما فيكون بابا لمدينة العرش يصل فيوض الوحدة بعد انصباغها في ذلك الباب البرزخي الي المتكثرين و يصعد مسائل المتكثرين و حاجاتهم الي ذلك الباب فيؤدي الي المدينة و يوصل اليها و ذلك سر سار في جميع مراتب الوجود و لذلك قيل لابد و ان يكون كل شيء‌ مثلث الكيان فهذا الباب لما كان باب التدبير في تقدير القدير وجب ان يكون محيطا بجهة المصنوع و لابد و ان يلي العرش فليكن ذلك الباب البرزخي هو الكرسي فصار العرش هو مبدء الاجمال لهذا العالم و الكرسي مبدء التفصيل و لابد منهما في جهة المؤثر و آلته في امداد جهة المصنوع ثم لما كان المصنوع لابد و ان يكون له اربع جهات كما حققناه في محله و لابد فيه من حرارة و برودة و يبوسة و رطوبة ولايمكن صدوره عن مؤثره الا بذلك وجب ان يكون لجهة المصنوع طبايع اربع فظهرت بالعناصر الاربعة و لما كانت في غاية البعد عن الكرسي و الكثافة المانعة عن دركه و الانتفاع به و كانت تحتاج الي تمكين القابلية و تقريب الاستعداد لتلقي الفيض من الكرسي كما هو شأن كل مصنوع و التمكين لايمكن الا بآلات مشاكلة احتاجت الي آلات مشاكلة لها في تمكينها و تقريبها محيطة بها لانها آلات التقدير في التدبير العام فلتكن تلك الآلات السماوات التي خلقت من صوافي الارض و لطايفها و لما كانت الآلات ايدي الصانع و مظاهر صنعه وجب ان تكون متحركة و لما كان المصنوع في غاية البعد عن المبدء و غاية الكثافة وجب ان يكون ساكنا لايتحرك الا بتلك الآلات فحركاته حركات عرضية بخلاف الآلات فان حركاتها بالنسبة اليه ذاتية فصار العرش و الكرسي و السماوات متحركة و الارض ساكنة و لما كان المصنوع لابد له من روح و نفس و جسد كما حقق في الفلسفة حصل للارض سبع جهات تحتاج في كلها الي التمكين فالثلثة الوسطانية منها تمكن الجسد و النفس و الروح و الاربع التي فوقها و تحتها تمكن الطبايع فلزم ان يكون جهات المبدء تسعا و هذه التسع هي حاملة جميع البروج و

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 230 *»

انوار المبدء و هي منتهي دورة الآحاد التي هي جهة المبدء في كثرات الاعداد و هي قطب اسم فاطمة عليها السلام التي هي منتهي آحاد الاكوان و اصل الامداد و الافاضة لساير الكثرات في الامكان الحاملة للبروج و المبدء صلوات الله عليهم ويستخرج من كمال الطاء الظهوري مه و من كماله الشعوري فا كما هو محقق في علم ارثماطيقي فيستنطق منها فاطمه صلوات الله عليها فهي افلاك الامداد و آحاد الاعداد و جهة رب العباد صلوات الله عليها و علي ابيها و بعلها و بنيها و الذي يقولون من العناقيد لاينطبق علي نظم الحكمة و الايجاد المستقيم و لاينطبق علي ساير الموجودات و لنا اصول نعرف حقية كل مطلب بانطباقه عليها فمنها ان الله سبحانه واحد و امره واحدة و خلقه علي نظم واحد لانه صادر عن الواحد بحكمة واحدة و لذا قال الله سبحانه ما تري في خلق الرحمن من تفاوت و قال و ما خلقكم و لابعثكم الا كنفس واحدة و روي عن الرضا7 قد علم اولوالالباب ان الاستدلال علي ما هنالك لايعلم الا بما هيهنا و عن الصادق7 العبودية جوهرة كنهها الربوبية فاي مطلب جري في جميع الملك و انطبق علي كل شيء و وافق الكتاب و السنة و الآفاق و الانفس و العقول و ظهر من كل شيء و في كل شيء نعرف انه حق و الذي يتخلف عما ذكر فهو باطل و هذا مما خصنا الله به دون ساير العلماء و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا و لذا يترقي تلميذنا في زمان قليل و كل ما تعلم يراه في كل شيء فيعرف الكل من كل مسئلة و ساير العلوم ليس كذلك فانها تجري في كل مسئلة علي خلاف مجراها في الاخري بالجملة العناقيد لاتنطبق علي ساير اوضاع الملك من الغيب و الشهادة و الرؤية لا تشهد بالعناقيد و انهم لكاذبون فانا ذكرنا ان المنظار لايزيد علي رؤية نجوم صغيرة و كبيرة و اما درك الحركة و السكون فمن شأن العقل و انهم ليس لهم ضرس قاطع في المعقول و قد شاهدنا و جربنا فلرب شيء ساكن في الواقع متحرك في المنظر كشاطئ البحر و لرب شيء متحرك في الواقع ساكن في المنظر كالنملة

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 231 *»

السايرة علي الرحا علي خلاف حركته بحركة مساوية لحركتها فتري ساكنة و هي متحركة فمعرفة الحركة و السكون لنفس الشيء من العقل لا من العين فبطل ما كانوا يعملون و مع ذلك اني لااظن عقلاء هم يبتون علي هذه الاشياء و اظن البت للنقلة و الحكاة الراكنين اليهم المحبين لكل جديد المشتاقين الي مخالف الواقع ايا كان من حيث لايشعرون و لعلهم يظنون انهم مدققون محققون و الطبع يسير بهم الي الباطل و هم لايبصرون.

فصل ان الله سبحانه احد خارج عن الوقت و المكان و خلق ما خلق مركبا و الزمه الوقت و المكان فلكل شيء امتداد بين كونه و فساده هو وقته ومستقر هو مكانه و انما اختلف اوقاتهم و امكنتهم باختلاف لطافتهم و كثافتهم فلاجل ذلك كان اللطيف له وقت و مكان علي حسبه هما ذاتيان له فلايتحول عنه و كذا الكثيف علي حسبه فلايتحول واحد منهما عن مكانه الذاتي و وقته و هما من حدود صورته المقومة ثم خص الله سبحانه كل واحد من خلقه عند اقترانه بمكان و وضع هو من حدوده المتممة و هذا الوضع هو المعبر عنه بالحيز و ان الله سبحانه وضع كل خلق في وضع يناسبه فوضع اللطيف في وضع غير وضع الكثيف فدرج اوضاع الخلق علي حسب تدرجها في اللطافة و الكثافة و علي ترتيب الحكمة فوضع كل لطيف اعلي و الذي دونه ادون منه و هكذا فلو خلي كل مخلوق و طبعه لاستقر في وضعه الذي وضعه الله فيه و يمكن قسره و اخراجه عن وضعه و هذا هو الفرق بين المكان الذاتي و الوضع فلايمكن قسر الشيء باخراجه عن مكانه الذاتي ابدا و يمكن اخراجه عن وضعه المتممي و لكن مهما خلي و طبعه عاد الي وضعه و هذا هو المنطبق علي جميع العالم فاذا نقول ان الارض خلق كثيف في غاية الكثافة بارد يابس و لها في عالم الاوضاع وضع خاص و هو وسط العالم و لها مكان ذاتي هو مقومها لايمكن تحويلها و نقلها عنه فانه مقومها و مميزها عن غيرها فهي و ان رفعت الي السماء فهي في مكانها الذاتي فان حصة من الامكان او من الجسم كسيت صورة الارض هي هي ابدا و هي التي قد حل عليها صورة

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 232 *»

الارض و اما الوضع العرضي لها فهو وسط العالم و يمكن نقلها عنه قسرا فلو خليت و طبعها لعادت الي هذا الوضع اينما كانت فلاجل ذلك صارت الحركة الي الوضع مستقيمة ابدا الاتري انك لو ادخلت الهواء تحت البحر او حبست النار تحت الهواء ثم خليت عنهما ذهبا بالاستقامة الي وضعهما و كذلك حكم الفلك لو نزل حصة منه الي الارض و خلي عنها لذهبت مستقيمة الي وضعها و ان قيل هذا فرض غير معقول قلت يمكن احداث جسم لطيف في الارض كالفلك كالروح البخاري الذي في القلب و الذي في الدماغ فلو خلي عنهما لابد و ان يصعدا الي وضع يليق بهما مستقيمين فالارض وضعها وسط العالم علي ما هي عليه فاي عضو منها فصل عنها و ابين ثم خلي عنه عاد الي هذا الوضع بالاستقامة فليتدبر متدبر انها لو تحركت علي الشمس بالحركة المستديرة السنوية اين وضعها و ما بال جزء منها لو ابين عنها رجع اليها بالاستقامة و ما قاسرها عن وضعه و ما الحكمة في القسر الابدي و هو اللغو المحض الذي لايصدر عن الحكيم و ان قيل كما يقولون ان الشمس تجذبها اليها و هي تريد التباعد فيحدث لها حركة دورية فذلك كلام صدر عن جهل فان حركة الجذب و الهرب اذا كانتا في خط مستقيم ان تساوتا تورثان السكون و ان تفاضلتا يتحرك الشيء الي جهة الفاضلة و لاتورثان حركة دورية فلو كانت الارض هاربة و الشمس جاذبة لكان حركة الارض الي الاقوي بالاستقامة البتة او كانت ساكنة و لو كان كذلك لكان الشاقول المعلق اذا جذبته الي فوق دار الشاقول بالاستدارة حول يدك و البديهي خلافه نعم اذا مال الشيء الي الاستدارة دائما تحرك مستديرا فذلك كلام صادر عن جهل منهم و تضليل فتبين ان الارض ليس تتحرك عن قسر الشمس و لابد لها من وضع طبيعي تستقر فيه فحركته السنوية باطلة و اما حركتها اليومية فاقول لايخلو اما ان يكون هذه الخاصية لجميع اجزائها او هي للمجموع اذا اجتمعت فان كان لكل جزء منها حركة يومية فما بالنا لو رفعنا الحجر شبرا عن الارض او تركناه في جوف بئر في وسط فضائها لايسير و هو في موضعه بالحركة اليومية و ينزل نازلا الي المركز و الشيء الطبيعي لايقتضي امرين و نزوله الي المركز محسوس و طبيعي فحركته بالذات باليومية محال و ان

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 233 *»

كان ذلك من خاصة المجموع و ليس للبعض ذلك فلو استحال بعض الارض ماء ثم هواء وجب ان يزول عن الارض خاصية الحركة اليومية و انا نعلم علما جبليا ان الارض لو رفعت بمعجزة ولي عن وضعها ثم خليت و طبعها عادت الي مركزها كما تجرب ذلك في كل جزء و قد اثبتنا في ساير كتبنا ان الحيز ليس مجموع التراب فيجذب الكل البعض و انما الحيز الفضاء الذي هو شاغله و الاجزاء تميل الي ذلك الفضاء و انت تري ان كل جزء اذا رفع مال الي المركز فالكل كذلك فتبين ان الارض ليس لها حركة ذاتية يومية و لاسنوية و اما الحركة الملوية الي جانب القطب فاقبح و اقبح لايحتاج الي رد نعم لو قال قائل ان الشمس تحرك الارض معها حركة قليلة ضعيفة قسرا بحركتها و تديرها في حيزها ضعيفا جدا فليس ببعيد فان الشمس ابدا مواجهة لوجه منها و تسخنه و تجذبها اليها و الشمس دايرة فتدور الارض معها و لكن قليلا لقلة مطاوعتها بحيث لاتنافي السكون العرفي الظاهري فليس بذلك البعيد و لكن فرع حركة الشمس بالحركة اليومية بل اقول ان العرش كما يحرك السموات بالحركة الاولية يحرك العناصر ايضا الا انها قليلة المطاوعة بطيئة الحركة جدا لكثافتها و الحركات المشهودة فضل بين الحركتين فلعل الارض تقطع دورة في ثلثين الف سنة و لم‌اتحقق تلك المدة الي الآن و من البين ان النار اطوع من الهواء و هو اطوع من الماء و الماء اطوع من التراب و ما ابعد قوما عن الحكمة السارية في العالم صاروا يثبتون الحركة للبارد اليابس الكثيف و ينفونها عن الحار اليابس اللطيف فاذا بطل امر ابين عناقيدهم فما ظنك بساير العناقيد و قد ذكرنا في كتابنا في رد منجمي الافرنج ابطال حركة الارض و سكون الشمس بمالامزيد عليه.

قال سلمه الله و گاهي جواب مي‌گفتم به تقرير انبياء: كه از ايشان و حكماي تلامذه ايشان كه اصل علوم مورث از ايشان است معلوم مي‌شود كه خبر ديگر نيست و الا بايست خبری و اثري از ايشان برسد جواب داد كه شايد انبيا: اهتمام كلي در علوم الهي و توحيد و احكام و اخلاق داشتند و

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 234 *»

 اما در طب و نجوم و ساير علوم به قدر ما يحتاج مردم بود به اقل حاجت و به قدر آنچه در دست مردم بود و از مسلمات و معروفات نزد خودشان بود ديگر اهتمام در تفصيل آن نداشتند.

اقول لاحاجة الي الاستدلال بالتقرير مع وجود التصريح في الكتاب و السنة كما مر و قيام الاجماع و اما قول ذلك الرجل ان الانبياء ما كانوا مهتمين ببيان تفصيل هذه الامور فغلط باطل فان الله سبحانه بعث ادريس و علم الناس دقايق النجوم و الصنعة فلو كان علي ما يقولون لما اخفي امره او قال ان السموات اكثر من ذلك و انتم لاتحتاجون اليها هذا و من عرف لحن الكلام و نظر الي آيات كيفية خلق العالم و اخبارها ان العرش كان علي الماء و ازبد و خلق من ذلك الزبد الارض و خلق من الدخان الصاعد من جوفه السماء ثم قضي الله السماء ان تكون سبعا فقضيهن سبع سموات و اوحي في كل سماء امرها و نظر الي احاديث المعراج ان النبي صعد سبع سموات ثم تجاوزها و وصل الي سدرة المنتهي التي هي في الكرسي ثم تجاوزها الي العرش و غير ذلك من الاخبار عرف ان المراد بيان كيفية الخلقة و بيان حقيقة الامر و لم‌يهملوا شيئا و لم‌يغروا علي الباطل تساهلا و ان المعصوم لايغري الناس بالباطل و الله جل جلاله لايغري بالباطل فيحمل الناس علي ظنونهم ثم يبين اسرار الخلقة علي ظنونهم مع ان الخلقة علي غيرها هذا و هم عظموا الله سبحانه بقدر طاقتهم و ذكروا ان الله خلق الف الف عالم و ذكروا الاستار و الحجب لتعظيم الله فما بالهم لم‌يهملوهم في امر العوالم و الحجب و الاستار و الانوار و البحار و اهملوهم في هذا الامر المحسوس ليطيلوا لسان المشنعين عليهم ان الانبياء لو كانوا مطلعين علي امر السماء و كان يوحي اليهم لما اهملوا امر هذه العناقيد و السموات و لما بنوا بيان اسرار الخلقة علي السبع و هي تزيد علي الاحصاء فهم عند ذلك كرجل يبين الحكمة في اغراس بستان و حكم ترتيبها و نضدها و نظمها فيبين علي وجه الحصر امر سبعة اشجار منها و يترك الباقي فان هذا الا فعل لاغ عابث جاهل بامر البستان فحاشا الله ان يطيل علي نفسه لسان المشنعين و يبين اسرار الخلقة و يعظم القدرة و النعمة و المنة علي وجه

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 235 *»

الحصر في سبع دون الباقي فان ذلك الا ظن سوء بالله و برسله و اوليائه و ليس هذا الظن منهم الا لمحض حب الجديد و الا فما ساقهم الي ذلك قرينة و لا آية ابدا غاية ذلك انهم احتملوا احتمالا حسب و ذلك ايضا احتمال في رؤية محض الحركات دون ملاحظة الطبيعيات فان معها لايحتمل ما يقولون ابدا.

قال سلمه الله نقلا بلكه اشارات اجماليه هم فرموده‌اند و مردم نظر به مسلمات و مشهورات خود منتقل نشده‌اند به جز آنچه خود داشتند و حديث ان وراء شمسكم هذه الخ و حديث خلق الله الف الف عالم و الف الف آدم و حديث دال بر آنكه افلاك معمور و مملو است از عباد همه را حمل بر ظاهر و بر نهج ملكي مي‌نمايند و اشارات اجماليه بر اين مطالب مي‌دانند.

اقول نعم روي في البحار بسنده عن عبد الرحيم بن كثير عن ابي‌عبد الله7 ان من وراء عين شمسكم هذه اربعين عين شمس فيها خلق كثير و ان من وراء قمركم اربعين قمرا فيها خلق كثير لايدرون ان الله خلق آدم ام لم‌يخلقه الهموا الهاما لعنة فلان و فلان انتهي و هذه الرواية بالرد عليهم اشبه فان التخصيص باربعين لو كانت شموس لاتحصي و اقمار لاتحصي ما كان يناسب تعظيم الامر و لم‌يك مانع من ان يقول شموس لاتحصي و اقمار لاتحصي فهذا غير ما يقولون و قال ان وراء عين شمسكم و وراء قمركم و الشموس التي يدعونها و الاقمار ليس بعضها امام بعض و بعضها وراء بعض بل الكل في فضاء واحد و الشمس كرة ليس لها امام و وراء فاذا كانت الارض تدور حول الشمس فلرب شمس تقع وراء‌نا و امام الشمس و بعضها يقع ورائها اذا كان وجهها الينا بل وراء الشمس غيب عالم الاجسام و مراتب الغيب تعد كيفما شاء العاد فانها لاتنطبق علي عالم الاجسام و انما يعبر عنها تعبيرا بخلاف الشموس الجسمانية فانها لايمكن عد معدود معين من الاجسام باقل منه و لاباكثر فلايمكن ان تقول لعشرة شموس جسمانية اربعة شموس و لااثني عشر شمسا فافهم فالحديث لايدل علي مرادهم و المراد بالشموس الاربعين شموس الملكوت و الخلق الذين فيها الملئكة

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 236 *»

و كذا القمر و بذلك يدل ساير الاخبار و نحن نسوق لك منها ما يتيسر فعن ابي‌عبد الله7 ان لله عزوجل اثني عشر الف عالم كل عالم منهم اكبر من سبع سموات و سبع ارضين ما يري عالم منهم ان لله عزوجل عالما غيرهم و اني الحجة عليهم انتهي و العالم في اللغة هو الخلق و يمكن تنزيل ذلك باثني عشر الف نوع من الخلق و يدل علي ذلك تذكير ضميرهم كذوي العقول و يشعر بذلك حديث آخر عن ابي جعفر7 تقدم خلق الله عزوجل في الارض منذ خلقها سبعة عالمين ليس هم من ولد آدم خلقهم من اديم الارض فاسكنهم فيها الخبر او المراد عوالم الغيب فان الدار الآخرة لهي الحيوان و هي ذات عقل و شعور فلايصدق علي مدعاهم فانه يقول ما يري عالم منهم ان لله عزوجل عالما غيرهم و هؤلاء يدعون انهم يرون ذلك و يعرفون انها عوالم و فيها معادن و اشجار و حيوان و عن ابي‌جعفر7 في حديث مع جابر بن يزيد لعلك تري ان الله عزوجل انما خلق هذا العالم الواحد او تري ان الله عزوجل لم يخلق بشرا غيركم بلي و الله لقد خلق الله تبارك و تعالي الف الف عالم و الف الف آدم و انت في آخر تلك العوالم و اولئك الآدميين انتهي و هذا ايضا ظاهر ان هذا العالم و هذا الآدم آخرها و لو كان علي ما يقولون لم يكن احدها اولا و لا احدها آخرا و كلها موجود في فضاء واحد و يمكن تفسير هذا الخبر بما مر اي كان في عالم الاجسام هذا قبل ابينا آدم الف الف نوع من الخلق كلها تسمي بالعالم كما مر و ابونا هذا في آخر الالف الف و سيأتي بعد من شاء الله كما قال الله سبحانه بل هم في لبس من خلق جديد و كما قال الامام7 في اول هذا الخبر اذا افني الله هذا الخلق و هذا العالم و سكن اهل الجنة الجنة و اهل النار النار عربی جدد الله عالما و في نسخة خلقا غير هذا العالم و جدد عالما من غير فحولة و لااناث يعبدونه و يوحدونه و خلق لهم ارضا غير هذه الارض تحملهم و سماء غير هذه السماء تظلهم لعلك الخبر و خلق سماء و ارض غير هاتين علي هذا المعني تصفيتهما كقوله تبدل الارض غير الارض و هو التصفية و اني لا استغرب ما ذكره لاله كندن لال في كتابه المسمي بنزهة

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 237 *»

الناظرين من الادوار الكثيرة قبل ابينا آدم و انه كان في بعضها خلق كالحيوانات و في بعضها كالحية له رؤس كالانسان و بعضهم كانوا من النور و هكذا فان الفيض غير منقطع و يمكن حمل بعض الاخبار علي الظاهر نحو ما روي في البحار نقلا من جامع الاخبار قال رسول الله9 ان موسي سأل ربه عزوجل ان يعرفه بدء الدنيا منذ كم خلقت فاوحي الله تعالي الي موسي7 تسألني عن غوامض علمي فقال يا رب احب ان اعلم ذلك فقال يا موسي خلقت الدنيا منذ مائة الف الف عام عشر مرات و كانت خرابا خمسين الف عام ثم بدأت في عمارتها فعمرتها خمسين الف عام ثم خلقت فيها خلقا علي مثال البقر يأكلون رزقي و يعبدون غيري خمسين الف عام ثم امتهم كلهم في ساعة واحدة ثم خربت الدنيا خمسين الف عام ثم بدأت في عمارتها فمكثت عامرة خمسين الف عام ثم خلقت فيها بحرا فمكث البحر خمسين الف عام لاشيء محتاجا من الدنيا يشرب ثم خلقت دابة و سلطتها علي ذلك البحر فشربته بنفس واحد ثم خلقت خلقا اصغر من الزنبور و اكبر من البق فسلطت ذلك الخلق علي هذه الدابة فلدغها و قتلها فمكثت الدنيا خرابا خمسين الف عام ثم بدأت في عمارتها فمكثت خمسين الف سنة ثم جعلت الدنيا كلها آجام القصب و خلقت السلاحف و سلطتها عليها فاكلتها حتي لم‌يبق منها شيء ثم اهلكتها في ساعة واحدة فمكثت الدنيا خرابا خمسين الف عام ثم بدأت في عمارتها فمكثت عامرة خمسين الف عام ثم خلقت ثلثين الف آدم ثلثين الف سنة من آدم الي آدم الف سنة فافنيتهم كلهم بقضائي و قدري ثم خلقت فيها خمسين الف الف مدينة من الفضة البيضاء و خلقت في كل مدينة مائة الف الف قصر من الذهب الاحمر فملات المدن خردلا عند الهواء و الخردل يومئذ الذ من الشهد و احلي من العسل و ابيض من الثلج ثم خلقت طيرا واحدا اعمي و جعلت طعامه في كل الف سنة حبة من الخردل اكلها حتي فنيت ثم خربتها

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 238 *»

فمكثت خرابا خمسين الف عام ثم بدات في عمارتها فمكثت عامرة خمسين الف عام ثم خلقت اباك آدم بيدي يوم الجمعة وقت الظهر و لم‌اخلق من الطين غيره و اخرجت من صلبه النبي محمدا انتهي و هذا الخبر علي ما قاله المجلسي من روايات المخالفين و فيه شيء آخر لم‌يتنبه به او لم‌ينبه فان في صدر الخبر خلقت الدنيا منذ مائة الف الف عام عشر مرات ثم ما ذكر فيه من خمسين الف و ثلثين الف جمعها ستمائة و ثلثين الف سنة و اما ما ذكر من امر الخردل فذلك يزيد علي ما قدره في صدر الخبر بما لاتحصي الا ان يراد بصدر الخبر محض الكثرة او يكون السنون مختلفة بالجملة يمكن حمل هذا الخبر علي الظاهر بقرينة قوله9 فمكثت الدنيا و خربت الدنيا و امثالها و اول الخبر حيث وقع السؤال من اول الدنيا و كذلك ما رواه من قصص الراوندي بسنده عن جابر عن ابي‌جعفر7 قال سئل اميرالمؤمنين7 هل كان في الارض خلق من خلق الله تعالي يعبدون الله قبل آدم و ذريته فقال نعم الي ان قال فان الله عزوجل لما خلق الارضين خلقها قبل السموات ثم خلق الملئكة روحانيين الي ان قال ثم خلق في الارض الجن روحانيين الي ان قال ثم خلق خلقا دونهم لهم ابدان و ارواح بغير اجنحة يأكلون و يشربون نسناس الي ان قال ثم خلق الله تعالي خلقا علي خلاف خلق الملئكة و علي خلاف خلق الجن و علي خلاف خلق النسناس يدبون كما يدب الهوام في الارض الي ان ذكر خلق آدم و من الخصال بسنده عن محمد بن مسلم قال سمعت اباجعفر7 يقول لقد خلق الله عزوجل في الارض منذ خلقها سبعة عالمين ليس هم من ولد آدم خلقهم من اديم الارض فاسكنهم فيها واحدا بعد واحد مع عالمه ثم خلق الله عزوجل آدم اباالبشر و خلق ذريته منه و لا و الله ما خلت الجنة من ارواح المؤمنين منذ خلقها و لا خلت النار من ارواح الكافرين و العصاة منذ خلقها عزوجل الخبر فاي عجب مما ذكره لاله كندن لال في نزهة الناظر نقلا من تاريخ الصين انه قد مضي من ابتداء العالم الي الآن ثمانية

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 239 *»

آلاف و ثمانمائة و اربع و ستون دنا و مضي من الدن الناقص مائتان و عشر سنين و قد ذكر شيخنا الامجد في كتاب التوبلية ان الدن مائة الف الف الف الف وذكر من كتب الهند ان علماءهم يقولون ان اول الدنيا غير معلوم للبشر و خلق الله في كل دور نوعا جديدا فعلي ذلك يمكن حمل اخبار تعدد العوالم بتعدد اصناف الخلق كما رأيت في اللغة و الحديث انه يطلق العالم علي صنف من الخلق فلايدل علي ما يزعمون او تحمل علي الغيب فلاتدل علي شيء مما زعم و من ذلك حديث علي بن الحسين مع المنجم هل ادلك علي رجل قد مر مذ دخلت علينا في اربع عشر عالما كل عالم اكبر من الدنيا ثلث مرات لم‌يتحرك من مكانه قال من هو قال انا الخبر و كونها اكبر من الدنيا ظاهر في انها من الغيب و عن ابي عبدالله7 ان من وراء ارضكم هذه ارضا بيضاء ضوؤها منها فيها خلق يعبدون الله لايشركون به شيئا يتبرؤن من فلان و فلان الخبر و كونها وراء ارضنا ظاهر في الغيب فان العناقيد علي ما ذكرنا ليست احديها وراء اخري و اوضح ما روي ما عن ابي الحسن7 قال ان لله خلف هذا النطاق زبرجدة خضراء فمن خضرتها اخضرت السماء قال الراوي قلت و ما النطاق قال الحجاب و لله وراء ذلك سبعون الف عالم اكثر من عدد الانس و الجن و كلهم يلعن فلانا و فلانا انتهي و المراد بالنطاق و الحجاب الافلاك او جملة عالم الاجسام و الزبرجدة الخضراء هي جبل قاف و هي وراء العرش و عن ابي حمزة قال قال ابوجعفر7 ليلة و انا عنده و نظر الي السماء فقال ياباحمزة هذه قبة ابينا آدم7 و ان لله عزوجل سواها تسعة و ثلثين قبة فيها خلق ما عصوا الله طرفة عين انتهي اقول لاتنافي ذلك كون خلق قبل آدم7 في الدنيا فانها قد كثفت في زمان ابينا آدم7 و لذلك قال

تغيرت البلاد و من عليها   و وجه الارض مغبر قبيح

و هذا العالم الكثيف قبة ابينا آدم و دخل علی ابي‌عبدالله7 فقال له جعلت فداك هذه قبة آدم7 قال نعم و لله قباب كثيرة الا ان خلف مغربكم

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 240 *»

هذا تسعة و ثلثون مغربا ارضا بيضاء مملوة خلقا يستضيئون بنوره لم‌يعصوا الله عزوجل طرفة عين ما يدرون خلق آدم ام لم‌يخلق يبرؤن من فلان و فلان انتهي و قوله خلف مغربكم ظاهر في عالم الغيب فان العناقيد ليس بعضها خلف بعض و علي ما يقولون لاخلف و لا امام هذا و الخطاب عام و المغرب ليس بموضع معين بالجملة امثال هذه الاخبار كثيرة و فيها قرائن علي ان المراد اما الامم التي كانت قبل ابينا آدم7 و اما عوالم الغيب و لاتدل علي ما يزعمون من العناقيد و قد ذكرنا ان ما ادتهم المناظير اليه رؤية كواكب بعضها قريب بعض و اما حركتها و سكونها و غير ذلك من المعاني و ساير ما ظنوا فليست بشيء‌ تؤدي اليه المناظير ابدا و يمكن للانسان ان يفرض فروضا يري منها هكذا فمثبت ذلك شيء غير المنظار الاتري ان الذي رؤي بآلات الرصد صعود الشمس و هبوطها و قربها و بعدها و طلوعها و غروبها و يمكن للانسان ان يفرض فروضا كثيرة يحصل منها مثل هذه الحركات و هكذا ساير الكواكب فلابد في معرفة حقيقة الامر نص نبي و ولي و هو الاصل او علم بحقيقة الاشياء و كيفية الخلقة بالعقل السليم الموزون بعلوم الانبياء و الاوصياء و مالم‌يكن احدهما فما يقوله الانسان محض خرص و تخمين و هم خذلهم الله لادليل لهم علي ذلك من علم الهي و لاطبيعي و لاعلم و لا هدي و لا كتاب منير الا ان الشيطان قد دخل في هياكلهم و انطقهم بهذه الظنون ليحمل الناس علي خلاف الله و مشاقة رسل الله و مفارقة كتب الله و الربانيين و الاحبار.

قال سلمه الله و گاهي مي‌گفت چيزي را كه به ادله حدسيه و عقليه يافتم و بشهود بصر ديدم چگونه تكذيب وجدان خود نمايم و حال آنكه بقوت حدس و انضمام براهين مي‌دانم كه آلات دوربين و غيره اين‌قدر خلاف نمي‌گويد پس شايد اين از علومي باشد كه اظهار تفصيلي آن را در ازمنه سابقه نخواستند و لهذا از اشارات اجماليه ايشان علیهم السلام احدي برنخورد.

اقول ليتني رأيت هذا الشخص و كلمته شفاها و قد ذكرت ان المباحثة مع

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 241 *»

الحاكي ما تمكن فانه كلما عجز يقول لعل المدعي له عن ذلك جواب او يبت عليه بحسن ظنه به بالجملة نحن نجيب بما يرضي الله و رسوله و علي ان ابين ما يوافق الحق لما سألت فاقول اما الذي يفهمه الانسان بالحدس فلايخلو اما يخالف الكتاب و السنة او يوافق او ليس فيهما منه شيء اما اذا خالف فهو باطل يجب تكذيب الحدس و الحواس و تصديق الله و رسوله كيف لا و قالوا عليهم السلام في الاخوان كذب سمعك و بصرك و صدق اخاك المؤمن و روي ما حاصله انه لو روي عنا انا قلنا ان الليل نهار و النهار ليل فلاتكذبه فكيف اذا خالف الحدس الذي حاصله الظن الكتاب و السنة و ان وافق فالمتبع كتاب الله و سنة نبيه غاية الامر ساعدهما الظن و لايجوز اتباع الظن من حيث هو لقوله 7 ان الظن اكذب الكذب و لقوله 7 اذا ظننت فلاتقض و لقوله 7 من شك او ظن فاقام علي احدهما فقد حبط عمله فالواجب القول بالمسئلة من حيث الكتاب و السنة و اما اذا لم‌يكن فيه كتاب و سنة فهو ظن محض لايجوز الاخذ به فانه اكذب الكذب فقوله كيف اكذبه علي خلاف الكتاب و السنة كما عرفت و ان الظن لايغني من الحق شيئا و لفظة شيئا تفيد العموم هذا حكم حدسه و اما العقلي الذي زعم فلعمري لايدل علي العناقيد عقل ابدا و انه محض ادعاء و العقل المدرك للكليات من الجزئيين لايحكم علي الجزئيات ابدا و ان هو الا محض ادعاء و لايعرف بالدليل العقلي حركة شيء‌خاص او سكونه او شكله وكيفياته فان هو الا محض زور و قول بما لايرضي الله و اما ما رآه بشهود البصر فقد ذكرنا ان المنظار لايري الا جرم الكوكب و غاية فايدته تكبير الصغير حسب و اما معرفة الحركة و السكون و ساير معاني المنظور اليه فليس تعرف بالمنظار كما شرحنا آنفا و يحتاج الي علوم طبيعية او غيرها و ليس المنظار في ذلك بابين من العين في القريب و ان الانسان اذا كان في سفينة في قرب شاطئ البحر لايكاد يعرف بالعين ان الشاطئ ساير الي الوراء او هو ساير الي الامام و الذي يعرف انه ساير يعرفه بتجربيات و علوم اخر لابالعين و التجربة في السموات غير محققة و

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 242 *»

العلوم الطبيعية دالة علي الخلاف اي خلاف ما يزعمون و ليس لهم آية تدل علي ما زعموا من حركة الارض و سكون الشمس و ما اضحكوا به الثكلي من قولهم ان في الكرات كلها معدنا و نباتا و حيوانا و انسانا فهذه كلمات يموه بها عند الجهال لا العقلاء الحكماء فيا سبحان الله كلما رأوا باعينهم كائنا ما كان بالغا ما بلغ ما اعلمهم بانها في الكرة و ليس دوين الكرة بينهم و بينها و هب رأوا سكونا فما علمهم بانها ساكنة او لها حامل يتحرك بقدر حركتها علي الخلاف و هب راوا حركة فما علمهم بانها تتحرك او الحركة من غيرها و هكذا كما بينا سابقا فجميع ذلك يحتاج الي براهين خارجة عقلية فاذا لزم الدليل العقلي ليس لاهل المناظير فضل علي غيرهم و ليس يخفي الامر علي الذين يشقون الشعر من ساير الفرق و اما قولهم ان ذلك من علوم لم‌يردوا تفصيلها في الازمنة السابقة و لذلك لم‌يطلع احد علي اشاراتهم الاجمالية فذلك خطاء محض فان محمدا و آل محمد عليهم السلام لم‌يقصروا في تعظيم الله سبحانه و اظهار قدرته فلو كان كما يقولون لكان اظهار ذلك اشد في تعظيم الله جل جلاله و لم‌يكن فيه شيء يوجب عدم تحمل الناس و اي مانع من ان يقولوا من ان الارض تتحرك و الشمس ساكنة و ان في الجو عناقيد لاتحصي و فيها خلق امثالكم و فيها معادن و نباتات و حيوانات و اناس و هل ذلك ابعد من عقول الرجال او قولهم ان الله خلق الف الف عالم و الف الف آدم و انتم في آخر تلك العوالم و اولئك الآدميين و هذه قبة ابينا آدم و ساير ما اخبروا من امر الآخرة فلو كان هناك افلاك اخر و اوضاع كما يقولون لما قصر الله في كتابه و قال ما فرطنا في الكتاب و لما قصر البيان بخلق سبع سموات و كرسي و عرش في مقام اظهار العظمة و اي مانع من القول بان السموات لاتحصي و الكرات كذا و ان الشمس ساكنة فان هذا الا ظن سوء بالله و رسله و كتبه و قد اراد الشيطان ابطال امر الانبياء و الكتب فدخل في هياكلهم و جحورهم و نطق بلسانهم ارادة التشنيع علي الرسل حتي يقول الناس ان الانبياء لم‌يطلعوا علي ذلك و قد ادعوا الصعود الي السماء و ان النبي يدعي المعراج و الصعود الي السموات السبع و الكرسي و العرش فلو كانوا صادقين لما خفي عليهم امر ساير الكرات و

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 243 *»

لو كانت الكتب صادقة لما حكم فيها بان الشمس جارية الي اجل مسمي و جعل الارض قرارا و مهادا و ان السماء خلق من الدخان ثم استوي الله عليها فقضيهن سبع سموات و اوحي في كل سماء امرها فالشيطان اراد التشنيع علي الكتب و الرسل فانطقهم بهذه التمويهات و ساير الناس عنه غافلون و قد بلغ الملعون منيته و صدق عليهم ظنه و ارتد كثير من الناس بهذه الاقوال و يستهزؤن بالكتب و الرسل غاية الامر مثل ذلك الرجل الذي وصفتم لم‌يجسر ظاهرا علي انكار الرسل فقام يأول كلامهم غافلا عن ان التأويل لايجوز في ظواهر الكتاب و السنة و ما قام الاجمال عليه و ان هو الا خروجا عن الدين نعوذ بالله و تكذيب الرسل.

قال سلمه الله و گاهي با وجود آنكه يك نوع دلبستگي به شريعت و ديانت داشت مي‌‌گفت سلمنا كه همه اين مطالب و قواعد صحيح نباشد و لكن بلاشك بسياري از آنها درست است و محسوس به حس بصر و مؤدي اليه ادله عقليه و حدسيه و منطبق با قواعد حكماء يونان هم هست و تعجب است و بسيار تعجب كه از انبياء عليهم السلام و ائمه و اولياء ايشان و حمله علوم ايشان هيچ تصريحي و اشاره معتد بهاي نشده به چيزي از آنها با آنكه انبياء علمشان محيط است.

اقول هذا الذي زعمت فيه و لتعرفنهم في لحن القول و الله يعلم اسرارهم فمن عرف لحن الكلام عرف انه ايضا يريد تقريب الكلام الي تشنيع كتب الله و انبيائه و رسله و اظهر ما في مكنون سره ان الشرايع خالية مما يدعونه في السموات و

ثوب الرياء يشف عما تحته   و ان التحفت به فانك عاري

ما ادري ما الذي قصر الانبياء عن ادائه مما يتعلق بتعظيم الله و اظهار قدرته و ما يقرب الناس الي الله و يبعدهم عن الدنيا فوالله العظيم لو نظر حكيم بنظر الدقة لعرف انهم سلام الله عليهم ما اظهروا شيئا الا و هو يقرب الناس الي الله و ما زووا عنهم شيئا الا و هو يلهيهم و يبعدهم عن الله اتري ان النبي لم‌يصنع لامته فلكة حياكة الخام او مقادير الجرس او فلكة طبع الكتب كان ذلك لجهله بها او ان ذلك

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 244 *»

من وفور عقل الذين اخترعوها الآن فو الله ما سكت عنها و ما زوي علمها عن الخلق الا لانها ملهية عن الله و مسهية عن ذكر الله و عما خلقوا لاجله ثم ان الشيطان الذي غاية همه عكس هم الانبياء فتح لهم باب تلك الصنايع الملهية و الهاهم عن ذكر الله الي آخر الابد و شغلهم بالاحمر و الاصفر و الطويل و العريض كما يشغل الام طفله ليتسلي عن البكاء و التضرع فالانبياء ان لم‌يقولوا ان حول زحل حلقة او حول المشتري كواكب صغارا و امثال ذلك فلاجل انها لم‌يكن فيها شيء مما يذكر الله و يعظم الله كما انهم لم‌يلهوا الناس بالمعادن و استخراجها و الجفر و الكيميا و امثالها فانه لم‌يكن فيها مصالح الخلق ابدا لانها ملهية عن ذكر الله و عن الزهد في الدنيا و الرغبة في الآخرة و كمال الخلق و الاصلح بحالهم ان لايعملوا ذلك ولايشغلوا قلبهم بها كي يفرغوا للتوجه الي الله سبحانه و لم‌يكن للناس فائدة في علمهم بان حول زحل حلقة لاتري الا بالمنظار ولم‌يكن فيه تعظيم لله نعم في كلية الاخبار عن العوالم و العرش و الكرسي و النجوم و غرايب الخلق كان لهم تذكرة و عبرة فحملوهم علي ذلك و حجبوا عنهم كل مله و منس و مسه و افرض ان كثيرا مما يقولون محسوس دع يكون محسوسا اي فائدة كان في ذكره و اي فائدة كان في ذكره و اي فائدة حصل للذين رأوها الآن حتي يقال ان اتباع الانبياء حرموها و العجب من ذلك بعينه كالعجب من ان الانبياء كيف لم‌يصرحوا و لم‌يشيروا الي ان شعور الحيوانات و اصوافها و اوبارها كم هي و كيف لم‌يبينوا ان اشجار الدنيا كم هي و في البحار كم من قطرة و في الكثبان كم من رملة فان يعجب عاجب فليعجب من ذلك كله و اي فرق بين عدد النجوم و هيأتها و بين عدد الاشجار و هيأتها و خواص جميع العقاقير فكما لم‌يروا المصلحة في اشغال الناس بامثال هذه الاشياء لم‌يروا المصلحة في اخبار الناس بهيئات النجوم و اشكالها بل و الله ذلك دليل غاية علمهم بسياسة المدن و كونهم مبعوثين من عند الله للهداية فان كانوا من عرض ساير العلماء لاصروا في علمهم كما ان المنجم اصراره في تنقيح علم نجومه و بثه و نشره في العالم و هم لم‌يكونوا من عرض الناس و انما كانوا مبعوثين من عند الله لدعوة الناس الي الله

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 245 *»

 ادعوا الي الله علي بصيرة انا و من اتبعني فكلما كان يشغل الناس عن ذكر الله و عن الصلوة و الزهد في الدنيا و الرغبة في الآخرة نهوا عنه و كلما كان يبعثهم الي ذكر الله و الاخلاص له و الانقطاع عما سواه دعوا اليه و حملوا الناس عليه و بيان كليات العوالم و انواع المذروءات كان مما يعظم به الله و يزيد في معرفتهم بعظمة الله و حكمته فبينوا و لم‌يقصروا فيه و اما الجزئيات الملهية فلم‌يكن في بيانها لله تعظيم و لا للناس فيها منفعة بل في اشتغالهم بها لهم مضرة لاستيعابها العمر و عدم كفايته لها و لضبطها اما سمعتم ان النبی9 و اهل بيته عليهم السلام نهوا الناس عن اتيان العراف و الكهنة و تصديق المنجمين بل و من التوغل في النحو و من الغنا و السحر و امثال ذلك من الصنايع الملهية و هذا من ذلك الباب و ليس انهم كتموا لاجل ذلك و في الواقع عناقيد فانهم علي وجه الكلية بينوا سكون الارض و حركة السموات و انها سبع و فوقها الكرسي و فوقه العرش و بينوا ذلك علي طريق الحصر فلو كان غير ذلك شيء لبينوه علي وجه الكلية لتعظيم الله جل جلاله فتدبر تجد ما ذكرت واضحا بينا.

قال سلمه الله و چون كلام در علم امام7 مي‌رفت و مي‌گفت كه عالم در نزد امام7 چون ظاهر كف دست است نزد ذواليد گفتم آنچه در عوالم كليه معلوم مقامات كليه ايشان بود لازم ندارد كه عالم ناسوت و قواي جزئيه متحمل ظهور تفصيلي آنها بالفعل باشد مي‌گفت اين مطالب ما نحن فيها از قبيل ما ظهر في الناسوت است مفصلا.

اقول هذا كلام مختل النظام ما عرفت منه وجه صحة في استدلال المدعي علي ما استدل به و في جواب المجيب عماذا اجاب و ما اراد بجوابه و ما ادري ارد ايهما و هما مغنيان بانفسهما عن الرد اما قول القائل ان العالم عند الامام كراحة اليد فهو مسلم و هو تشبيه ظاهري تقريبي لفهم الناس و في الحقيقة ان الامام اولي بكل شيء منه و اقرب اليه منه و اعلم به منه ثم ان كان القائل استدل بهذه القضية علي وجود العناقيد فاي دلالة فيها و ان اراد انهم مع علمهم الاحاطي لم‌لم‌يصرحوا

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 246 *»

بهذه الاشياء و اراد ذكر سبب تعجبه فهم مع علمهم الاحاطي ذكروا خلاف ما قال و الحق معهم و فيهم و منهم و بهم  كما مر فيما سبق بالجملة لا افهم له ربطا بالمطالب السابقة فان كان هو مطلبا برأسه فينافي جوابه في آخر العبارة و اما جواب السائل عنه فاصل المسئلة ان قوي البشرية الناسوتية لاتتحمل ظهور تفاصيل شؤن النفس الملكوتية دفعة فهو حق و لكن البشر الكامل ان شاء علم و نطق كما انك تعلم علم النحو في نفسك الدهرية دفعة و هو فيها بالفعل و ليس يبدو من لسانك كلها دفعة بل و لايجري في خيالك كلها دفعة واحدة و لكن ان شئت تصورت في آنات و نطقت به في اوقات جملة فان اراد المجيب هذا المعني من هذه العبارة فهو حق في اصل المسئلة و لكن صدوره في موقعها فلا فان المجيب ما ادري اراد ان يقول سبب عدم اخبار الائمة بالعناقيد و مطالب الافرنج لاجل عدم تحمل القوي الناسوتية بيان جميع العلوم دفعة و سيظهرون بعد فهو تقوية للمدعي لاجواب و ان اراد انهم ما علموا ذلك و لاعيب في عدم علمهم بمدعياتكم فذلك باطل فان قواك لاتتحمل حضور عربی جميع علم النحو دفعة و لكن متي ما شئت علمت و لايقال لاجل عدم تحمل القوي انك لاتعلم اللهم الا ان لاتعلمه في نفسك فان اراد انهم لايعلمون جميع الاشياء في نفوسهم فذلك باطل و ان اراد انهم كانوا يعلمون به في النفس و يجهلون به في القوي فذلك لامعني له فان العالم متي ما توجه علم ثم جواب ذلك الرجل ثانيا ان ما نحن فيه ناسوتية لااعرف انه اراد اثبات علم الامام او جهله نعوذ بالله بالجملة لم اعرف لهذه الفقرات انتظاما و لعل النقص من فهمي و يحتمل السهو في العبارة و ليس بعجب جهلي بشيء‌مع جهلي باشياء فهي مردودة الي قائليها و السلام.

فصل اختم به الجواب و هو انه قد كتب الي بعض المنجمين البالغين علي ما وصفوه من قراجه داغ من بلاد آذربيجان من ادلة القائلين بحركة الارض ما ترجمته دليل اني ينقل من القائلين بحركة الارض يومية انهم يدعون انهم يصنعون منارة جوفاء من البلور علي الارض عمودا عليها سهمها ثم يفرغونها من الهواء

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 247 *»

حتي تخلو و يعلقون فيها من مركزها العلياء شاقولا بحيث يكون خيطه خارجا من مركز المنارة فينزلونه حتي يقع علي المركز السفلي ثم يرفعونه الي المركز الاعلي ثم يحرقون الخيط فيقع الشاقول في مغرب المركز السفلي فلولم‌يكن الارض متحركة لكان الواجب ان يقع علي المركز كحال الاتصال و قد حددوا مسافة مسقطه الي المركز و ضبطوا زمان النزول فرأوها موافقة لحركة الارض دورة في ليل و نهار.

اقول هذا ايضا من جملة حيلهم و تسويلاتهم و تلبيساتهم فاولا ان الطول و العرض و العمق اعراض لاتقوم الا بجوهر و كيف يمكن بقاء ابعاد بلاجوهر فالخلاء محال و لو قال قائل ان الهواء يرق بحيث لاينجذب بالمجذاب و لايطاوع للاخراج فما جوابهم و ما دليلهم علي وجود الخلأ و لادلالة في نزول القطن و الحجر معا فيه بوجه بل في الفضاء الذي قد رق هواه ليس نزول الحجر اولي من صعوده بل اذا رق شديدا اينما يكون الحجر في الفضاء يقف في موضعه لقوة جذابية جميع ذلك الفضاء كما ان الزجاجة الممصوص هواؤها اذا نكست في الماء انجذب الماء فيها الي الاعلي بالجملة لادلالة في ذلك علي الخلاء بل اقول ربما يبلغ قوة الجذابية بمص ما جوف الاناء مبلغا يجذب الهواء من المسامات بدل ما مص منه و ان كان اناء لم‌ينفذ فيه الهواء يجذب النار المنتشرة في الهواء فتجيبه و تنفذ في الاناء من اي شيء‌ كان و ان لم‌يكن نار في المثل فلايطاوع الهواء الرقيق الباقي فان بالغت في المص انشق الاناء البتة و لو كان بيتا لخرب البتة و ذلك من البديهيات ان الطول و العرض و العمق ليست بشيء‌ مستقل يقوم بلاجوهر فان العرض اطراف الجوهر و نهاياته فكيف يذهب المادة و يبقي اطرافها و نهاياتها فهذا اول غلط فيه ثم ان الثقب في المركز الاعلي و نفوذ الخيط فيه و امكان جره و تركه لايدع مجالا للخلأ و ينفذ منه الهواء كما ينفذ منه الخيط ثم ان الشاقول جزء من اجزاء الارض فان كان الارض فيها قوة الحركة اليومية فالشاقول ايضا يتحرك الي المشرق مثل الارض هذا و خلوها عن الهواء محال كما بينا و هم يقولون ان الهواء ايضا يتحرك مع الارض فذلك ايضا خطاء آخر و القول بان الارض بجملتها

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 248 *»

تتحرك و اجزاؤها لاحركة لها قول بالهذيان اشبه و لو كان الامر كذلك فلايحتاج الي صنعة منارة بل كان يكفي تعليق حجر كبير او صغير من اعلي خشبه منصوبة علي الارض و تعيين نقطة توازي معلقه الاعلي ثم قطع خيطه دفعة و ان قيل ان الهواء يذهب به حينئذ قلنا لو ان حركة الهواء لم‌تدع للحجر قوة نزول لكان الواجب ان لاينزل ابدا يل يذهب به عرضا و ان كانت تدع له قوة نزول فلتعارض تعارض الحركتين يجب ان يتخلف عن الموضع الذي عين لمسقطه في الارض و لو قليلا البتة هذا و لايحتاج العمل الي قطع الخيط فانك لو علقت شاقولا علي صفحة خشبة ثم حرك الخشبة لانحرف الشاقول عن نقطة عينتها عليها توازي سهم الشاقول فلو كان اجزاء الارض لاحركة لها يومية فالخيط ايضا منها و لابد ان يتورب الخيط من اعلي المنارة الي اسفلها البتة فان الارض و المنارة تحركتا يومية و الخيط لايتحرك الا رأسه الاعلي المتصل باعلي المنارة فكل ذلك كلمات متناقضة تخبر بان المتكلم بها غير عالم بل مسول مشبه غالط خاطي و اما ادعاؤهم الرؤية فكذب و لو وقع في المثل علي غير المركز فلانهم مصوا ما فيها من الهواء و عند احراق الخيط ينجذب الهواء الي الداخل في غاية القوة و يحصل فيها رياح شديدة تحرك الشاقول و ان الصانع يحتال حيلة من تحريك الخيط او احراقه او من جهات اخر انه يقع ابدا في جهة و ذلك كساير لعبهم بامثال هذه الامور و حيلهم كحيل اللاعب بالحق بسرعة الحركات المشبهة للناظرين و سمعت بعض من يدعي الحكمة و العلم يحكي عنهم انهم ذهبوا قريب تحت القطب و صنعوا بيتا و علقوا من سقفه سلسلة كان طرفها الاسفل علي نقطة توازي معلقة ثم قاموا بازائها و اخذوها اليهم ثم تركوها فرأوها لم تذهب بالاستقامة و انما تذهب دوريا فذلك ايضا خرافة محضة فان الارض و البيت و الانسان الواقف بازائها و الهواء ان كانت تدور كالارض فلايجوز ان يتغير الوضع و القول بعدم حركة بعضها مجازفة محضة بالجملة تغيرت البلاد و من عليها و مالت القلوب الي الكفرة فلاتري لهم عيبا و احسنوا الظن بهم حتي صدقوهم في مخالفات البديهيات و في ما ذكرنا كفاية و بلاغ

 

«* مکارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 249 *»

قد فرغ من تصنيفها كاتبها كريم بن ابرهيم في عاشر شهر صفر من شهور سنة اربع و ستين بعد المأتين و الالف حامدا مصليا مستغفرا تمت.