رسالة في جواب السيد ابي الحسن الاصفهاني
من مصنفات العالم الربانی و الحکیم الصمدانی
مولانا المرحوم الحاج محمد کریم الکرمانی اعلی الله مقامه
«* مكارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 29 *»
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و سلام علي عباده الذين اصطفي.
و بعد فيقول العبد الاثيم كريم بن ابرهيم انه قدارسل الي من بلدة اصبهان صانها الله عن طوارق الحدثان السيد السند و العماد المعتمد السيد المؤتمن السيد ابوالحسن سلمه الله تعالي و ابقاه و جعل اخراه خيرا من اولاه بمسائل استنجز مني جوابها و انا في غاية الاشتغال و اختلال الحال و تبلبل البال و ما يمكنني الاعراض عن جواب مثله فبادرت الي جوابه مع ما انا فيه من الكلال و لكني اجيبه في ايجاز مع غير اخلال لانه لايمكن تفصيل الاحوال و قبول العذر من شيمة اهل الكمال و بالله استعين في الجواب علي حسب مرامه و لاقوة الا بالله.
قال سلمه الله تعالي بعد ما صدر كتابه به الاولي: بينوا لي من الادعية او غيرها ما اذا ادعو به و اعمل به اري واحدا من الائمة: في حال النوم و اليقظة.
اقول الوسيلة الي ذلك وسيلتان حالي و مقالي اما الحالي فان الوجه فيه انتجاهد في انتقتفي آثارهم و تتذاكر صفاتهم و اخلاقهم و تعتقد انهم حاضرون لديك مطلعون عليك يرونك علي كل حال و يشاهدونك من المبدء الي المآل فتناجيهم بسرك و تستمد منهم بقلبك و تراقب ذلك في جميع الاحوال حتيتغلب ذلك الاعتقاد علي جميع مشاعرك و ذلك لايمكن الا بالاعراض عما سويهم و النظر الي كل شيء ان نظرت لهم و بهم فاذا فعلت ذلك و سكن نفسك الي ذلك تريهم في كل منام الا تري ان العطشان يري الماء و الجوعان يري الطعام و كل متفكر في شيء يري ما يتفكر فيه غالبا في منامه. فاذا فعلت ذلك حتي غلب علي مشاعرك و التفتت الي ما سويهم لهم لاتكاد تفارقهم ليلة و اما الدعاء فذلك من اسباب تكميل القابلية و نعم الشيء هو لو لمينقض فتله بساير اعماله فانه حينئذ لايكاد يؤثر هذا
«* مكارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 30 *»
و يشترط فيه معرفة الدعاء و الوسيلة و طهارة الباطن و الاخلاص و لذا روي انه قال رجل لاميرالمؤمنين7 اني دعوت الله تعالي فلمار الاجابة فقال7 ان للدعاء اربع خصال اخلاص السريرة و اخلاص النية و معرفة الوسيلة و الانصاف في المسئلة فهل دعوت الله تعالي و انت عارف بهذه الاربع قال لا قال فاعرفهن بالجملة للدعاء شرايط و آداب قدذكرها الاصحاب في كتبهم فمن عمل بها استجيب و الا بقي تحت المشية ان شاءالله استجاب و الا فلاحق له.
و اما الدعاء لذلك فقدذكره الاصحاب في كتبهم منها ما رواه الكفعمي نقلا عن خواص القرآن انه من قرأ ليلة الجمعة بعد صلوة يصليها من الليل الكوثر الف مرة و صلي علي النبي9 الف مرة راي النبي9 في نومه و نقل عن بعض كتب اصحابنا انه من اراد رؤية احد من الانبياء او الائمة: او الناس او الوالدين في نومه فليقرأ و الشمس و الليل و القدر و الجحد و الاخلاص و المعوذتين ثم يقرأ الاخلاص مائة مرة و يصلي علي النبي و آله مائة مرة و ينام علي الجانب الايمن علي وضوء فانه يري من يريده ان شاءالله تعالي و يكلمهم بما يريد من سؤال و جواب الي غير ذلك.
قال ايده الله الثانية بينوا لي نقطة العلم التي فزتم بها لاكون من الفائزين.
اقول نقطة العلم ولاية آل محمد: و ولاية اوليائهم و البراءة من اعدائهم ما لي شيء غير تلك و لماعرف شيئا غير تلك و تلك ذخري و ذخيرتي و حرزي و وسيلتي في دنياي و آخرتي و هي قنيتي و غنيتي و رأس مالي و منيتي و كل ما اقول او اكتب فهو درر اغوص في بحر ولاية اوليائهم و البراءة من اعدائهم فاستخرجها لاكذبت و لاكذبت و لاخنتك في النصيحة و هذا ما روي عنهم: ما من عبد احبنا و زاد في حبنا و اخلص في معرفتنا و سئل عن مسئلة الا و نفثنا في روعه جوابا لتلك المسئلة و انت تعلم انه روي العلم نور يقذفه الله في قلب من يحب و انت تعلم ايضا ان الله لايحب من لايحبه و يحب من يحبه و انت تعلم
«* مكارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 31 *»
ان في الزيارة من احبكم فقداحب الله و من ابغضكم فقدابغض الله و انت تعلم ان حب آل محمد: لايتحقق الا بحب اوليائهم و بغض اعدائهم فقدروي عن اميرالمؤمنين7 محبك من احبك و احب من احبك و ابغض من ابغضك و مبغضك من ابغضك و ابغض من احبك و احب من ابغضك فما لي قنية الا ولاية اولياء علي7 و براءة اعدائه و لااعرف نقطة علم سواها و لااستنبط مسئلة من غيرها و لااعرف دينا غيرها و اسأل الله تعالي شأنه بحق محمد سيد الكائنات و عليّ خيرة الموجودات و آلهما اشرف البريات و اوليائهم سادة الامم السالفات انيثبتني عليه في حيوتي ما احياني و انيميتني عليه اذا اماتني و يقبرني عليه و يحشرني عليه اذا اقبرني فحشرني و انيجعلني معهم في كل عافية و بلاء و شدة و رخاء و ان لايفرق بيني و بينهم طرفة عين في الدنيا و الاخرة و يفعل ذلك بجميع اوليائي من اوليائهم و احبائهم انه قريب مجيب و صلي الله علي محمد و آله.
قال سلمه الله بينوا لي بالادلية العقلية الصرفة الخالية من الادلة النقلية من الكتاب و السنة اثبات النبوة الخاصة.
اقول ذلك سهل جدا و قدشحننا@[شحنّا ظ] كتبنا بذلك و الذي يعم نفعه كتابنا الكبير المسمي بارشادالعوام و هو في الحقيقة ارشاد الخواص و خواص الخواص الا انا سميناه بذلك لانه خرج فارسيا لحكمة. بالجملة هنالك مذكور من الادلة ما لايبقي لذي مقال مقالا و كذلك في اكثر مباحثاتنا يذكر من ادلة ما ذكرتم كثير فالذي نذكره في هذه العجالة علي سبيل الاختصار انك بعد ما علمت ان لك ربا حكيما قادرا قاهرا مطلعا لما تري في الآفاق و في نفسك من آثار ملكه علمت انه لايفعل العبث فلميخلق هذا الخلق المتقن و الامر المحكم لغير حكمة فانما هو لفائدة و تلك الفائدة تحصل للخلق اذا داموا و عاشوا الي اجل مسمي و لايقدرون علي العيش و الدوام الا انتجتمع جماعات منهم في امكنة فانهم خلقوا مدني الطبع حوائجهم شتي و لايفي واحد منهم بجميع حوائجه و لابد و انيكفل
«* مكارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 32 *»
كل واحد حاجة و يدور رحاهم و يدوم امرهم و يطول بقاؤهم و لايكفل كل احد حاجة الا انيكون له طبع مناسب لما ينبغي انيعمل فلاكل احد يشتغل بكل عمل و لايقدر انيقبل علي كل عمل و لايرغب فيه و لايتوجه اليه و ذلك معلوم فلابد من اختلاف طباعهم فاذا جاء اختلاف الطباع جاء التنازع و التشاجر بينهم لوجود التنافر و التخالف في الطباع فاذا جاء التنازع لابد فيهم من حاكم سايس يرفع التنازع و الشنآن من بينهم و لابد و انيكون ذلك الحكم في حكم العدل عدلا و الا فهو احد السراق المتغلبين المفسدين المهلكين الحرث و النسل و الله لايحب الفساد فلابد و انيكون علي اكمل ما يمكن فان وضع الحكيم علي اكمل ما يمكن فوجب انيكون معصوما مطهرا من كل قبيح و هذا الرجل هو السلطان العدل القائم بامور العباد و لابد من مثله في كل قرية و ذلك قوله سبحانه و ان من قرية الا خلا فيها نذير و لولا ذلك لاختل امر تلك القرية و لما عاشوا الي غاية تحصيل الفائدة و لو ان اهل الكتاب آمنوا و اتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الارض فتبين وجوب وجود سلطان نذير من الله في كل عصر بل في كل اقليم ينقطع خبر بعضهم عن بعض بل في كل قرية علي حسبه و ان كان اولئك النذر من المرسلين من عند نبي كلي في الوقت كالاثنين المرسلين الي قرية المعززين بثالث المرسلين من عند عيسي علي نبينا و آله و عليه السلام بالجملة وجوب السلطان العدل مما لااشكال فيه و لاريب يعتريه عند المنصف و المنكر اذا لميكن عايشا تحت ظل سلطان لعرف لزوم وجوده الا انه تحت ظل السلطان و يقيم علي عدم وجوب وجوده البرهان و ذلك ديدن الكافرين بالنعم المتعرضين للنقم فاذا تبين وجوب سلطان من الله ليقيم البلاد و يسوس العباد لابد و انيكون له من الله حجة يتبين بها الصادق من الكاذب و يكون فيه من آثار الربوبية الخارقة لعادات العبودية ما يتبين به انه من عند الله سبحانه و تلك الحجة هي من آثار الربوبية و افعال الالوهية المسمي بالاعجاز فلابد و انيكون للنبي معجز ربوبي يعجز عنه من غاية مرتبته العبودية و تلك الحجة تري مشهودة للحاضرين و يراها من حضرها و يعرفها الغائبون بكثرة التسامع و تظافره و تواتره حتييصير عالما و
«* مكارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 33 *»
يحدث له قطعا و علما يقينا و ذلك سنة الله التي قدخلت من قبل و لنتجد لسنة الله تبديلا، و لنتجد لسنة الله تحويلا. فامر نبينا9 امر لايخفي و سلطنة لاتضاهي و له آثار عجيبة لايمتري بها قدملأ الاصقاع و طرق الاسماع كثرة معجزاته بحد صار منكره كمنكر ضوء الشمس و لايكون ذلك الا من رمد بالعين و الا فالشمس لاتخفي من احد و اعظم شاهد علي صدق دعوته هو الله سبحانه فان الله سبحانه مطلع علي دعويه شاهد له حكيم في الخلق غير لاغ و لاعابث و ان الكل قائم بامره دائم بمدده و فيضه و عطائه و هو عليم مطلع انه قام بين يديه في عباده و بلاده و نادي باعلي صوته اني رسول الله اليكم جميعا و استشهده علي نفسه فغيّر سنن الانبياء و نسخها و اتي بشرايع و دعي العباد اليها و كفّر من خالفه و اوجب قتله و نهبه و اسره و ضرب الجزية علي المنكرين له من امم الانبياء و الله سبحانه شاهد علي ذلك كله مطلع عليه و يقرره و يؤيده و يعلي كلمته و يجعل كلمة الذين كفروا السفلي و يسدده و يتم نوره يوما بعد يوم و لايثير احدا يبطل و يدحض حجته و يظهر علي يديه علي طبق دعويه افعال الربوبية التي لايقدر عليها غيره فاي دليل اعظم من هذا و اي برهان اقوم منه و اي دليل عقلي اوضح منه و اي شيء اكبر شهادة من الله و الله شهيد بينه و بين امته فلما عرفنا ذلك بالعقل القويم تيقنا انه النبي الحق و الرسول المطلق من الله سبحانه الي عباده و سلطانه في بلاده و لو لميكن من عند الله لكان يخترم امره و ينقطع حجته بدفع الله سبحانه عن حكمته و ذوده عن ربوبيته فان الله لايصلح عمل المفسد في عباده الذين خلقهم للصلاح و الصواب و اي باطل قدسلم امره من الاخترام و اي ضال قددفع عن نفسه ذل الانتقام و اي مبطل في الدنيا بقي في امره الاشتباه و اي مضل لميحصل للخلق علي بطلانه الانتباه اللهم الا انيصر احد بعد البينة علي العدوان و يقيم علي كفره بعد البرهان و لله علي كل احد سلطان و انقلت فما بال اهل الباطل قددام دولتهم و عاشوا في الدنيا قلنا ان الواجب في الحكمة اقامة الحجة علي ابطال الباطل و احقاق الحق لا اعدام المبطلين فانه ليس جبر في الحكمة و علي الله بيان الحق من الباطل و ايضاح المحجة و افصاح
«* مكارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 34 *»
الحجة ثم تخلية السرب ليهلك من يهلك معرضا عن الحجة و البينة و يحيي من حي عن حجة و بينة و ان الله سبحانه بعباده خبير بصير خذها حجة عقلية حقيقية و اعرض عن الشبهات و الممرضات للقلوب فان ما ذكرت لك طريق واضح جلي يسلكه كل احد من غير خطر و ان ما زعمه الناس دليلا عقليا متشابهات من النفس الامارة و قدسولت لهم انها دليل عقلي و بينهما بون بعيد الاتري انه قدزين لهم الشيطان اعمالهم و زلزل اقدامهم فلايستيقنون بعد بحق و لايستقيمون و انما ذلك لاجل انهم لم يدخلوا البيت من بابه فضلوا و اضلوا عن سواء السبيل فاعرض عنهم و خذ ما آتيتك و كن من الشاكرين و احمد الله رب العالمين و انشئت الاستدلال علي ذلك بلسان الحكماء فابتغه في ساير رسائلنا فانها كافية و لكن ما رأيناه صالحا لكم ما ذكرت هيهنا و هذا احسن لكم و اقوم سبيلا.
قال سلمه الله الرابعة: بينوا لي بالدليل العقلي امر الامامة و انحصار الائمة: في كونهم اثنيعشر و السلام عليكم و علي من اتبعكم من مخلصيكم و رحمة الله و بركاته.
اقول طريق البرهان علي امر الامامة بلسان فيه صلاحكم هو ما ذكرت لكم من امر النبوة فانك بعد ما عرفت ان الارض لاينبغي انيخلو من سلطان من عند الله سبحانه و لابد فيها من حكم عدل معصوم مطهر و ذلك المعصوم يجب انيكون من جنس البشر ليروه و يستأنسوا به و يأخذوا عنه يجري عليه البداوات و ساير اعراض الانسان البتة و من تلك الاعراض عروض الموت فلابد و انيموت فاذا مات فلابد و انيقوم مقامه حكم عدل معصوم مطهر قيم للعباد عالم بالمصالح و السياسة مثله و ان بعد نبينا لميدع احد علي خليفة بعده انه معصوم مطهر علي ما وصفنا الا الشيعة فانهم قداعتقدوا بوجود خليفة للنبي9 معصوم مطهر حافظ لعلمه عامل بحكمه قائم مقامه و انه اميرالمؤمنين و نور الله في الارضين علي بن ابي طالب عليه و آله السلام و قدشاع و ذاع بين جميع الامة فضائله و معجزاته و آياته الباهرة و دلالاته الظاهرة بحيث
«* مكارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 35 *»
ملأ الاصقاع و طرق جميع الاسماع و قدقرره الله سبحانه علي دعويه و اثبت مدعاه و لميثر احدا لابطال امره و لمينكر عليه حتي انه عاداه سلطان وقته باشد عداوة فلميقدر علي قدح فيه و اقر بعظمه و علمه و جلاله و فضله المخالف و المؤالف فاي تقرير اعظم من هذا و اي حجة اقوم منه و اي شهادة اولي من شهادة الله سبحانه فبذلك عرفنا انه الامام المعصوم المطهر بعد النبي9 ثم هكذا الامر بعده في ابنه الحسن7 و الحسين و كل واحد واحد من ولده الطاهرين فان الدليل الدال علي امر اميرالمؤمنين بعد سيد المرسلين عليهما و آلهما صلوات المصلين دل علي امر عربی جميع اولاده فان تصديق الله واقع عليهم و تقريره دائم لديهم و تسديده متصل فيهم و قدصدقهم الله سبحانه و لميثر احدا علي ادحاض حجتهم و لميخترم امرهم هذا و قدعادي كل واحد سلطان عصره المالك للمشارق و المغارب مع بسط يده و جمع العلماء من اهل الملل و النحل علي انيطفؤا نورهم و يدحضوا حجتهم فلميزدهم ذلك الا قوة علي قوة و نورا علي نور حتيعجزوا عن ابطال امرهم و اطفاء نورهم و التجأوا الي مثلهم و لو قدروا علي ابطال امرهم و اسقاطهم من اعين الناس لما قتلوهم و لما اشتروا علي انفسهم بكفرهم اللعن الابد و الفضيحة الدائمة و ذلك بين انشاءالله و انت لو تفكرت في نحو ما ذكرت لك لوجدت نورا لايطفي و حكمة لاتستقصي و لسعدت في الدنيا و الاخرة و لفزت ببرد اليقين و لشفيت به القلب العليل و ابردت به الغليل و لو قمت عند حضور الجبار و قال لك آلله اذن لك ام علي الله افتريت لقلت انت اذنت لي فاني نظرت اليك و انت الرب المطلع الحكيم القاهر القادر العالم الهادي و قدقررتهم و صدقتهم و لمتبطل امرهم و لمتدحض حجتهم فاخذت بقولهم اطمينانا بك و تكلانا عليك و وثوقا بك فخذ بذلك وفقك الله لانك لو تعديته لمتفز بيقين فان ما ذكرت لك هو الطريق الحق و الصراط المستقيم و اما سر العدد فله وجوه من البيان و قدذكرنا انحاء منه في ساير كتبنا و رسائلنا و ما نذكره هنا ما يقرب مآخذه و يسهل بيانه و فهمه اعلم وفقك الله سبحانه ان الانسان انموذج هذا العالم و خلاصته و قدجمع فيه جميع ما في هذا العالم علي
«* مكارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 36 *»
نحو الاجمال و الانموذج كما نسب الي اميرالمؤمنين7:
اتزعم انك جرم صغير |
و فيك انطوي العالم الاكبر |
|
و انت الكتاب المبين الذي |
باحرفه يظهر المضمر |
و كذلك روي عن اميرالمؤمنين عليه صلوات الله و صلوات المصلين ان الصورة الانسانية هي اكبر حجة الله علي خلقه و هي الكتاب الذي كتبه بيده و هي مجموع صور العالمين و هي المختصر من اللوح المحفوظ الخبر و يحتمل في نقل الخبر تقديما و تأخيرا في بعض الفقرات فانه لميكن يحضرني الكتاب و لميكن لي فرصة المراجعة بالجملة الصورة الانسانية هي انموذج العالمين و خلاصة النشأتين و قدوضع فيه من كل شيء من العالم آية دالة فلاجل ذلك قال سبحانه و في انفسكم افلاتبصرون و قال سنريهم آياتنا في الآفاق و في انفسهم حتييتبين لهم انه الحق فكل ما اريد منك قدوضع فيك لئلا تحتاج الي غيرك فانت اذا تدبرت في نفسك رايت بدنك كمجموع هذا العالم و رايت هداة بدنك هذا اربعة عشر منها عقلك الذي هو وسط الكل و اول ما خلق منك كما روي اول ما خلق الله العقل و هو فيك آية النبي9 لانه اول ما خلق الله و هو الحجة الباطنة و النبي الباطني ثم فيك نفس ناطقة هي نفس ذلك العقل و اخوه و خليفته و ظاهره و يده و لسانه و هو فيك بمنزلة الوصي صلوات الله عليه و آله و هو نفس النبي لقوله و انفسنا و انفسكم و لك حواس خمسة باطنة و هي العاقلة و العالمة و الواهمة و المتخيلة و المتفكرة و لك حواس خمسة ظاهرة و هي المعروفة و حس مشترك بين العالمين برزخ بين النشأتين و لك روح حامل لهذه الانوار مظهر لهذه الاسرار و هو للكل مستودع و قرار و هو مقام ام الائمة الاطهار و حامل الابرار فهذه اربعة عشر هاديا لبدنك و لولاها ليخر البدن ميتا و يسيخ و قوامه بها و حياته و نوره بها و تدبر في نفسك هل تجد هاديا في بدنك غيرها و هل تعيش بسواها و هل نور لك غيرها فكذلك تقدير العزيز العليم في هذا العالم الذي هو الانسان الكبير هداته
«* مكارم الابرار عربی جلد 30 صفحه 37 *»
اربعة عشر نبي و وصي و ذرية و حامل لانوارهم و مظهر لاسرارهم صلوات الله عليهم اجمعين و اما ساير الانبياء: فهم شؤن و اطوار و افعال و آثار لهؤلاء و اصول العالم هؤلاء و يدور عليهم رحاه و بهم استقام الوجود و عرف المعبود و تجلي بهم الرب الودود و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين و لعنة الله علي اعدائهم اجمعين قدوقع الفراغ من تسويد هذه الاوراق لمؤلفها في عشية يوم الاحد تاسع عشر شهر عربی جمادي الاخرة من شهور سنة الف و مأتين و خمس و ستين حامدا مصليا مستغفرا مستقيلا تمت.