ديوان مراثي
من مصنفات العالم الربانی و الحکیم الصمدانی
مولانا المرحوم الحاج محمد کریم الکرمانی اعلی الله مقامه
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 75 *»
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين و رهطه المخلصين و لعنة الله علي اعدائهم اجمعين.
و بعد هذا ديوان اشعار وفق الله عبده الاثيم كريم بن ابراهيم لانشائها:
« مِنْهـا قَصيدَةٌ في الرِّثي »
اِسْتَبْدَلَ الدَّهْرُاِعسـاري بِايسـاري | وَ شـابَ صَفْوي بِاَقْذاءٍ وَ اَكْدارٍ | |||
قَدْكُنْتُ في مَهْدِاَمْنٍ فَاسْتَعـاضَ بِهِ | مِنْ كُلِّ خَوْفٍ وَ اِسْهـارٍ وَ اَخْطـارٍ | |||
كَاَنَّ آفـاتِهِ قَدْراً مُقَدَّرَةً | وِزانَ عِلْمٍ وَ ايمـانٍ وَاَخْطـارٍ | |||
يُسْقي كُؤُسَ الْمَنـايَا الْخَيِّرينَ كَمـا | تُسْقِي السُّقِي كُلَّ عَطْشـانٍ بِمِقْدارٍ | |||
اِنْ كـانَ يَحْميهِمُ مِنْ طيبِ عيشَتِهِ | فَعِنْدَهُمْ لَيْسَ اِلاّ مِثْلَ اَقْذارٍ | |||
لاغَرْوَ اِنْضـاقَ بِالاَْبْرارِ سـاحَتُهُ | سِجْنَ لِطَيّـارِ قُدْسٍ جَوْفُ اَغْوارٍ | |||
قَوْمٌ تَعـالي عَلي كَيْوانَ قَدْرُهُمُ | اَنّي يَطيبُ لَهُمْ عَيْشٌ بِاَوْكـارٍ | |||
قَوْمٌ حَظـايِرُ قُدْسِ اللّهِ مَرْتَعُهُمْ | اَنّي تَمَتَّعُ مِنْ طَلْحٍ وَ اَبْعـارٍ | |||
اَحـاطَني بِقِسِي الدّائِراتِ وَ قَدْ | اَلْقـانِ كَالْهَدَفِ الْمُلْقي بِمِضْمـارٍ | |||
فَرامَني بِسِهـامِ النّـائِبـاتِ وَ قَدْ | اَتـانِ اَسْهُمُهُ مِنْ كُلِّ اَقْطـارٍ | |||
لا تَتْعَبَنْ دَهرُ كِفّاً اَنَّني رَجُلٌ | بِحَوْلِ رَبّي صَبُورٌ غَيْرُ فَرّارٍ | |||
مـالي سَوي مُهجَةٍ اِنّي بَذَلْتُ بِهـا | عَن طيبِ نَفْسِي لاكُرْهاً بِاِجْبـارٍ | |||
خُذْهـا اِلَيْكَ مَتي مـا شِئْتَ لَسْتُ اَري | قَدْراً لَهـافي طَريقِ الاْلِ الاَْطْهـارِ | |||
مِنَ السَّفـاهَةِ اَنْنَرْجُو وَ دارَكَ اِذْ | لَمْتُبقِ بَرّاً نَجـا مِنْ ضُرِّكَ الْجـاري | |||
وَ قَدْاَتـانـامُصيبـات اَصَبْتُ بِهـا | الرُّسْلَ الْكِرامَ وَ اَبْراراً بِاَخبـارٍ | |||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 76 *» | ||||||||||
اِنْ لَمْيَكُنْ لَكَ فينـا وَقْعُ قـادِحَةٍ | سَوَي الطُّفُوفِ كَفي عَنْ فَتْكِكَ الضّاري | |||||||||
اَصَبْتَ قَلْبَ جَميعِ الْعـالَمينَ فَلا | ذُو مُهْجَةٍ قَدْسَلا عَنْ حُزْنِهِ الْواري | |||||||||
اَصَبْتَ قُرَّةَ عَيْنِ الْعـالَمينَ فَلا | عَينٌ تُري قَدْخَلَتْ مِنْ دَمْعِهَا الجـاري | |||||||||
و احَرَّقَلبـاهُ لِمَ بِي اقْتَصَرتَ وَ لَمْ | تُحرِق بَنـاءَ سَمواتٍ بِتِزْفـارٍ | |||||||||
وَ اَدمَعَ عَينـاهُ لِمَ بِي احتَقَنْتَ | وَ لَمْتُغْرِقْ بَسيطاً بِطُوفانٍ وَ اُمطاراً | |||||||||
اَمـا سَمِعْتَ حُسَيْناًقَدْاُصيبَ بِمـا | لَمْ يَجْرِ قَطُّ عَلي وَعْدٍ وَ كُبّـارٍ | |||||||||
يَوْماً اَتَي الطَّفَّ في قَوْمٍ يَقُودُهُمُ | شَوْقٌ يَسُوقُهُمُ تَوْقٌ اِلَي الْبـاري | |||||||||
لَقي اُنـاساً عَلَي الْعُدْوانِ مُجْتَمِعاً | مِنْ كُلِّ صَوْبٍ وَ اَكْنـافٍ وَ اَقْتـارٍ | |||||||||
قَوْماً قَدِاحْتَشَدُوا في قَتْلِ مَنْ دَمُهُ | ثـارُ الاْءِلهِ وَ سَبْي الْألِ الاطْهـارِ | |||||||||
قَوْماً خَؤُناً دَعَوْهُ يَهْتَدُونَ بِهِ | لَمّـا اَتي بِالْهُدي وَلَّوا بِاِنْكـارٍ | |||||||||
يامُهْجَتي احْتَرِقي مِنْ وَحْشَةٍ عَرَضَتْ | عَلَي النِّسـاءِ بِهِمْ مَعَ قُلِّ اَنْصـارٍ | |||||||||
وَ رَعْدَةٍ قَدْطَرَتْ مِنْهُمْ بِصَبْيَتِهِ | وَ اَدْمُعٍ قَدْجَرَتْ كَالصَّوبِ مِدْرارٍ | |||||||||
هذاوَ يَنْعي حُسَيْنٌ عِنْدَهـا حَزَناً | بِنَفْسِهِ وَ يُريهـا سَبْيَهَا الطّـاري | |||||||||
لا اَنْسَ اِذْ قـامَ عِنْدَ الْقَوْمِ مُتَّكِئاً | بِعَضْبِهِ قـاطِعاٍ اَعْلالَ اَعْذارٍ | |||||||||
فَقـامَ نـاشَدَهُمْ بِاللّهِ رَبِّهِمِ | في نَفْسِهِ هَلْ لَكُمْ ايجـاسُ اِنْكـارٍ | |||||||||
فَعَدَّ اَشْيـاخَهُ جَهْراً وَ فَضْلَهُمُ | كَي لايَقُولُواجَهِلْنـا يَوْمَ اِحضـارٍ | |||||||||
فَاَشْهَدُوا اللّهَ اَنّـا نَحْنُ عـارِفَةٌ | بِكُلِّ مـا قُلْتَهُ يـا نَجْلَ اَخْيـارٍ | |||||||||
اَفْديهِ اِذْ قـالَ بِمْ، قَدْحَلَّ حينَئِذٍ |
دَمي لَكُمْ وَ اَنَا ابْنُ الطّـالِبِ الثّـارِ |
|||||||||
قـالُواعَلِمْنَا الَّذي اَخْبَرْتَ جُمْلَتَهُ |
وَ لا مَحيصَ لَكُمْ عَنْ حَدِّ بَتّارٍ |
|||||||||
فَدَيْتُهُ آخِذاً حُزْناً كَريمَتَهُ |
يَقُولُ حَلَّ عَلَيْكُمْ سَخْطُ جَبّـارٍ |
|||||||||
فَهـاجَ حُرٌّ فَلَمْ يَاْخُذْهُ لَوْمَتُهُمْ |
فِي اللّهِ فَاخْتـارَ زُلْفـاهُ عَلَي النّـارِ |
|||||||||
فَجـاءَ يَعْدُو وَ كَفّـاهُ بِهـامَتِهِ |
يَقُولُ هَلْ لي مَتـابٌ يَابْنَ اَخْيـارٍ | |||||||||
فَقـالَ اِنْتُبْتَ تـابَ اللّهُ مِنْ كَرَمٍ |
عَلَيْكَ يـا حُرُّ فَانْحُ نَحْوَ كُفّـارٍ |
|||||||||
لَهْفي عَلَيْهِ وَ قَدْحـاطَ الْعِداءُ بِهِ |
فَخَرَّ مِنْ بَعْدِ جُهْدٍ فَوْقَ اَعْفـارٍ |
|||||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 77 *» | |||||||||||||||||
وَ راحَ مِنْ صَحْبِهِ كُلٌّ يُسابِقُهُ |
اَخُوهُ فَوْزاً بِجَنّـاتٍ وَ اَنْهـارٍ |
||||||||||||||||
حَتّي لَقُوا حَتْفَهُمْ صَلّي اِلهُهُمُ |
عَلَيْهِمِ بِعَشِيّـاتٍ وَ اَبْكـارٍ |
||||||||||||||||
يـا لَيْتَني كُنْتُ ذاكَ الْيَوْمَ حـاضِرَهُمْ |
اَفْدي وَ اُحْيي وَ اَفْديهِمْ بِتِكْرارٍ |
||||||||||||||||
يـا سـادَتي يـا مَوالِي لَقَدْ سَبَقَتْ |
حُنـاكُمْ وَ مَلَكْتُمْ اَحْسَنَ الدّارِ |
||||||||||||||||
طُوْبي لَكُمْ مِنْ اُنـاسٍ شيبَ ثـارُهُمُ |
بِثـارِ رَبِّ الْوَري يـاخَيْرَ اَحْرارٍ |
||||||||||||||||
يا لَهْفَ نَفْسِي اِذْظَلَّ الْحُسَيْنُ علَي | مَتْنِ الْجَوادِ فَريداً بَيْنَ كُفّـارٍ | ||||||||||||||||
مـا بَيْنَ لاطِمَةٍ طَوْراً وَ ثـاكِلَةٍ | وَ راعِدٍ بـارِقٍ مِنْ نَحْوِ اَشْرارٍ | ||||||||||||||||
طَوْراً يُلاحِظُ ثَكْلاواتِ عِتْرَتِهِ | عَطْشي وَ سَغْبي وَ حَسْري بَيْنَ فُجّارٍ | ||||||||||||||||
طَوْراً يُراعي فِتْيـاناً مُضَرَّجَةً | تَحْتَ الْخُيُولِ بِاَبْرادٍ وَ اَصْدارٍ([1]) | ||||||||||||||||
مَرّاً يَري اُمَّةً قَدْخـابَ حَظُّهُمُ | قَدْاَشْحَذُوا ظُبَةَ البَتّـارِ لِلثّـارِ | ||||||||||||||||
مَرّاًيَري نَفْسَهُ قَدْجـاءَ يُنْقِذُهُمْ | مِنَ الرَّدي فَاَبَوْا اِلاّ لَظَي النّـارِ | ||||||||||||||||
ثُمَّ اعْتَدَوْا وَ اَبَوْا اِلاّ عَداوَتَهُ | وَ قَتْلَهُ حَنَقاً مِنْ بَعْدِ اَنْصـارٍ | ||||||||||||||||
رُوحي فِداهُ اِذامـا قـامَ مَضْطَلِعاً | بَيْنَ الْعَدِي فَنـاداهُمْ بِاِجًهـارٍ | ||||||||||||||||
تَرَحُّماً مِنْهُ لا اَنيَسْتَجيرَ بِهِمْ | هَلْ مِنْ مُغيثٍ يُغيثُ الَ مُخْتـارٍ | ||||||||||||||||
هَلْ مِنْ مُجيرٍ يُجيرُ الْيَوْمَ عِتْرَتَهُ | في ذِي الْفَلاةِ يَقيهِمْ شَرَّ فُجّـارٍ | ||||||||||||||||
وَهَلْ بِكُمْ مَنْ يَخافُ اللّهَ في حَرَمِ الـ | ـرَّسُولِ عَلَّ يَقيهـا شَرَّ اَشْرارٍ | ||||||||||||||||
لَبَّيْكَ يـا هـادِياً سُبْلَ النَّجـاةِ لَنـا | لَبَّيْكَ يـا عـارِياً مِنْ مَلْبَسِ الْعـارِ | ||||||||||||||||
لَبَّيْكَ هـا اَنَا ذا عَبْدُ عَبيدِكُمُ | مُواقِفٌ لَهُمْ مَعْ شَطَّةِ الدّارِ | ||||||||||||||||
لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ مَشْدُودَ الْحِزامِ مُشَمِّــ | ــراً لَكُمُ شـاهِراً سَيْفي كَمَا النّـارِ | ||||||||||||||||
اَنّي وَ اِنْ لمَْاَكُنْ يَوْماً لاَِفْدِيَكُمْ | بِمُهْجَتي فَاَقيكُمْ سُوْءَ اَقْدارٍ | ||||||||||||||||
لكِنَّني في زَمـاني واقِفٌ لَهُمُ | عَلَي الْجِهـادِ بِاِعْلاني وَاِسْراري | ||||||||||||||||
اَنْتَ الشَّهيدُوَ كُلُّ الاَْرضِ مَشْهَدُكُمْ | وَ ِسرُّ عـاشُورِ فيمـا بَعدَهُ جـارٍ | ||||||||||||||||
وَقَفْتُ في اَرْضِكُمْ في يَوْمِ فـادِحِكُمْ | لِجـاحِدي فَضْلِكُمْ اَعداءِ قَهّـارٍ | ||||||||||||||||
قَوسي فَمي وَ سَهـامي مـا تَلَفَّظَهُ | تُرْسي وَلاكُمْ وَ قَوْلُ الْفَصْلِ بَتّـاري | ||||||||||||||||
يَراعَتي فَرَسي وَ الرِّقُّ مَعْرَكَتي | تَجُولُ في دَعِّ اَعْداكُمْ اِلي النّـارِ | ||||||||||||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 78 *» | ||||||||||||||||
فَرْداً وَ لا نـاصِرٌ لي غَيْرُ شِرْذِمَةٍ | مُسْتَضْعَفينَ ابْتُلُوا مِنْهُمْ بِاصـارٍ | |||||||||||||||
وَ فَوْجُ اَعْدائِنـا اَضْعـافُ مـا جُلِبُوا |
يَوْمَ الطُّفُوفِ وَ عَنْ غَيْرِ الشَّقي عـارٍ |
|||||||||||||||
جُهّـادُ اثـارِكُمْ كُلاًّ وَقدبَدَتِ |
الْبَغْضـاءُ مِنْ فيهِمِ مِنْ سُوءِ اِضْمـارٍ |
|||||||||||||||
كَمْ مُؤْمِنٍ قَتَلُوا كَمْ مُسْلِمٍ طَرَدُوا |
كَمْ عـارِفٍ شَرَدُوا مِنْ بَعْدِ اِحْصـارٍ |
|||||||||||||||
كَمْ حُجَّةٍ جَحَدُوا كَمْ آيَةٍ كَفَرُوا |
كَمْ سُنَّةٍ سَتَرُوا بُغْضاً بِاَسْتـارٍ |
|||||||||||||||
كَمْ مِنْ فَضيلَةٍاضْطُرَّتْ نَواصِبُكُمْ |
اِلَي الْقَبُولِ وَ هُمْ رَدُّوا بِاِنْكـارٍ |
|||||||||||||||
فَدَيْتُ بِالنَّفسِ وَ الاَْمْوالِ فَضْلَكُمْ | كَي يَعْرِفُوا مِنْ عَلاكُمْ وَحْدَةَ الْبـاري | |||||||||||||||
اَعْداكَقدسَلَبُوا مـاقدفَدَيْتُ بِهِ | وَ اَوْرَدُوا النّـاسَ جَنّـاتٍ وَ اَنْهـارٍ | |||||||||||||||
وَ قَوْمُنـا اَنْكَرُوا مـا قَدْفَدَيْتُ لَهُ | فَاَوْرَدُوا مَنْ اَضَلُّوا اَسْفَلَ النّـارِ | |||||||||||||||
شَتّـانَ مـا بَيْنَهُمْ وَ اللّهِ فَرْقُهُمُ | كَالفُرْقِ بَيْنَ سَنِمّـارٍ وَ سُنّـارٍ | |||||||||||||||
غَوْثاً بَني اَحْمَدَ اِنّي بُليتُ بِهِمْ | عَوْناً بَني حَيْدَرٍ يـا خَيْرَةَ الْبـاري | |||||||||||||||
طـالَ الْعِراكُ فَمُذْ سَبْعينَ نَحْنُ لَهُمْ | مُواقِفُونَ وَ نَرْجُو قَهْرَ قَهّـارٍ | |||||||||||||||
ظُهُورَ مَوْلَي الْوَري طَوْدِ النُّهي عَلَمِ الْهُــ | ـدي وَ كَهْفِ الْبَرايـا صاحِبِ الدّارِ | |||||||||||||||
اَعْني سَمِي رَسُولِ اللّهِ قـائِمَكُمْ | وَ مالِئَ الاَْرْضِ عَدْلاً حامِي الْجارِ | |||||||||||||||
وَ رَحْمَةَ اللّهِ لِلاَْبْرارِ مِنْ كَرَمٍ | وَ نِقْمَةَ اللّهِ لِلْفُجّـارِ وَ الزّاري | |||||||||||||||
رَبِّ اِنْتَصِرْ لي فَاِنّيقدبُليتُ بِهِمْ | فَرْداً وَحيداً بِلا عَوْنٍ وَ اَنْصـارٍ | |||||||||||||||
فَقْدُ النَّبِي وَ هِجْرانُ الْوَلِي مَعَ | كَثِْرِ الاَْعـادي اَعْيَتْني وَ اَوْزاري | |||||||||||||||
تَظـاهَرَ الدَّهْرُ يـا رَبّي عَلَي وَقَدْ | اِشْتَدَّ بي فِتَنٌ ظَلْمـاءُ كَالْقـارِ | |||||||||||||||
لَهْفي عَلي سـادَتي مِمّـا اَصـابَهُمُ | مِنْ كُلِّ نَغْلٍ وَ زِنْديقٍ وَ كَفّـارٍ | |||||||||||||||
يَكـادُ يَزْهَقُ رُوحي كُلَّمـا ذُكِرَتْ | حـالُ الْبُنَيّـاتِ بَعْدَ الْفـادِحِ الْجـاري | |||||||||||||||
عِشـاءَ عـاشُورِ بَعْدَ الْقَتْلِ اِذْ حَمَلاوُ | عَلَي الْخِيـامِ عَلي رَبّـاتِ الاَْخْدارِ | |||||||||||||||
خَرَجْنَ فـازِعَةً لا عَنْ تَعَمُّدِهـا |
وَجْهاً وَ تَرْكُضُ لَمْتَشْعُرْ بِنُظّـارٍ |
|||||||||||||||
يَصِحْنَ بِالْوَيْلِ وَ الْعَبَراتُ جـارِيَةٌ |
يَلْطُمْنَ صَدْراً بِلاخُمْرٍ وَ اَسْتـارٍ |
|||||||||||||||
لَمْ تَدْرِ مـا ذا يُريدُ الْقَوْمُ نَهْبَتَهـا |
اَمْ قَتْلَهـا اَمْ تُريدُ الْحُرْقُ بِالنّـارِ |
|||||||||||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 79 *» | ||||||||||
تَرَي الْخِيـامَ خِيـامَ الْعِزِّ اِضْطَرَمَتْ |
بِالنّـارِ فَانْتَشَرَتْ مِنْهـا بِاِذْعـارٍ |
|||||||||
صـالُوا عَلَيْهـا لِسَلْبِ الاُْزْرِ وَ الْخُمْرِ | ضَرْباً بِسَوْطٍ لَهـا طَعْناً بِخَطّـارٍ | |||||||||
مِنْهـا لَقَدْ سُلِبَتْ مِنْهـا لَقَدْ جُرِحَتْ | مِنْهـا لَقَدْ زُعِرَتْ مِنْ خَوْفِهَا الطّـاري | |||||||||
مِنْهـا تُنـادي اَيـا رَبّـاهُ مَوْتَتَنـا | عَجِّلْ وَ لَمّـا يَنَلْنـا فُصْحَةُ الْعـاري | |||||||||
مِنْهـا تُنـادي اَبـاهـا تَسْتَغيثُ بِهِ | مِنْهـا اَخـاهـا بِتِزْفـارٍ وَ تِضْوارٍ | |||||||||
يـا نَفْسُ صَبْراً كَمَا الاَْبْرارُقدصَبَرُوا | عَلَي النَّوائِبِ في مَجمُوعِ الاَْدْوارِ | |||||||||
لَنـا بِهِمْ اُسْوَةٌ في كُلِّ مَا احْتَمَلاوُ | فَلَمْ يُقَدَّرْ سَوَي الْبَلْوي لاَِحْرارٍ | |||||||||
يـا آلَ اَحْمَدَ كُلٌّ عِنْدَهُ عَمَلٌ | يَرْجُو النَّجـاةَ بِهِ في رَحْمَةِ الْبـاري | |||||||||
مـالي سَوي فَضْلِكُمْ مَا اسْتَجيزُ بِهِ | يَئِسْتُ مِنْ سُوءِ اَعْمـالي وَ اَفْكـاري | |||||||||
وَ اللّهِ لَوْ اِنْ وَكَلتُمْ عَبدَ عَبدِكُمُ | لِغَيْرِ كُمْ لَهَوي في حُفْرَةِ النّـارِ | |||||||||
وَقدجَري عـادَةُ الْمُدّاحِ في طَلَبٍ | مِنَ الْكِرامِ اِذا اَثْنَوْا([2]) بِاَشْعـارٍ | |||||||||
فَلَيْسَ اَكْرَمَ مِنْكُمْ فِي الْوَري اَبَداً | وَ لَيْسَ اَلاَْمَ مِنّي في الرَّدي هـارٍ | |||||||||
هـاجِئْتُكُمْ بِقَصيدٍ في مُصـابِكُمُ | وَ الْكَفُّ صُفْرٌ وَادَ الظَّهْرَ اَوْزاري | |||||||||
لا اَدَّعي كَرَماً لااَطْمَعًنْ صِلَةً | فَخْرِي السُّؤالُ لِقِطْميرٍ وَ قِنْطـارٍ | |||||||||
وَ مُنتَهي صِلَتي اَنْ لااُفـارِقَكُمُ | ديناً وَ دُنياً وَ في قَبْري وَ اِحضـارٍ | |||||||||
وَ تَجْعَلُوا كَرَماً مَوتي مَمـاتَكُمُ | مَحْيـاي مَحْيـاكُمْ مـا عِشْتُ فِي الدّارِ | |||||||||
وَ تَسْئَلُوا ُللّهَ اِثْبـاتي بِلا زَلَلٍ | عَلي مَوَدَّتِكُمْ يـا الَ مُخْتـارٍ | |||||||||
صَلَّي الاِْلهُ عَلَيْكُمْ مَا الثَّري ضَحَكَتْ | بِنَبْتِهـا وَ بَكَتْ سُحْبٌ بِاَمْطـارٍ | |||||||||
وَلِيِّكُمْ في وِلاكُمْ سَرَّ مُغْتَبَطاً | عَدُوُّكُمْ في نَواكُمْ غُمَّ بِالنّـارِ | |||||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 80 *»
« و مِنْهـا قَصيدَةٌ اُخْري فِي الرَّثي »
اَيَرْقَأُ دَمْعي وَ الْمُصـابُ جَليلٌ | وَ فِي الْقَلْبِ مِنْ نارِ الْكُرُوبِ غَليلٌ | ||||||||||
مُصـابُ حُسَيْنٍ يـا لَها مِنْ مُصيبَةٍ | جُواهـا عَنِ الاَْحْشـاءِ لَيْسَ يَزُولُ | ||||||||||
اَذابَ فُؤادي شَجْوُها وَ تَقَطَّعَتْ | لَهُ كَبِدي وَ الْجِسْمُ مِنْهُ عَليلٌ | ||||||||||
وَ مالِي لا اَبْكي وَ قَدْذابَ مُهْجَتي | كَمَسْجُورِ بَحْرٍ وَ الْعُيُونُ مَسيلٌ | ||||||||||
اَيَمْنَعَهُ الْعـادي عَنِ الْعَذْبِ جَفْوَةً | وَ تَمْنَعَهُ مِلْحاً وَ اَنْتَ خَليلٌ | ||||||||||
يَجُودُ حُسَيْنٌ بِالدِّمـاءِ وَ بَيْنَهُ | وَ بَيْنَ قِطـارِ الدَّمْعِ اَنْتَ تَحُولُ | ||||||||||
اَيَفْديكَ رُوحُ الْعـالَمينَ بِنَفْسِهِ | وَ اَنْتَ عَلَيْهِ عَنْ بُكـاكَ بَخيلٌ | ||||||||||
وَ كـانَ حَقيقاً اَنْ تُقَتَّلَ دوُنَهُ | وَيَبْقي فَلا يَلْقـاهُ فيكَ دُبُولٌ | ||||||||||
وَ لا يَنْبَغي حاشَا الْحُسَيْنُ لِعِصْمَةٍ | مِنَ الذَّنْبِ اَنْ تَغْبَرَّ مِنْهُ ذُيُولٌ | ||||||||||
وَلكِنْ رَاي عاراًعَلَيْهِ ذُنُوبَ مَنْ | يُضـافِ اِلَيْهِ اَوْ اِلَيْهِ يَؤلُ | ||||||||||
فَاَكْرِمْ بِهِ اسْتَحْلِي الْحِمامَ لِنَفْسِهِ | وَ اَسْرَ ذَراريهِ وَ اَنْتَ ذَهُولٌ | ||||||||||
فَحـازَ بِهذَا الْجُودِ فِي اللّهِ سَبْقَةَ | الشَّفـاعَةِ في يَوْمٍ مَداهُ طَويلٌ | ||||||||||
فَوا اَسَفـا اِبْنُ النَّبِي مُحَمَّدٌ | يَقُومُ بِظَهْرانَيْهِمْ وَ يَقُولُ | ||||||||||
وَ لَيْسَ عَلَي الدُّنْيا اِبْنُ بِنْتِ مُحَمَّدٍ | سِواهُ وَ مـا بِالْقَوْمِ عَنْهُ غَفُولٌ | ||||||||||
وَقدجـاءَ يَهْديهِمْ وَ يَدْعُوهُمْ اِلي | سُلُوكِ سَبيلِ الرَّبِّ وَ هْوَ دَليلٌ | ||||||||||
يَقُولُ اَلا هَلْ مِنْ مُغيثٍ يُغيثُنـا | وَ بَيْني وَ بَيْنَ الْكـافِرينَ يَحُولُ | ||||||||||
اَمـا فيكُمُ مَنْ يَتَّقِي اللّهَ رَبَّهُ | اِلي نَصْرِنـا مِنْ هؤُلاءِ يَميلُ | ||||||||||
فَلَمْ يَأْتِهِ مِنْهُمْ جَوابٌ بَلِ انْتَهي | اِلَيْهِ سُيُوفٌ شُهِّرَتْ وَ نُصُولُ | ||||||||||
وَ لَمْيَكُ يَرْجُو نَصْرَهُمْ غَيْرَ اَنَّهُ |
بِذلِكَ اَبْلَي الْقَوْمَ وَ هْوَ جَليلٌ |
||||||||||
وَ اَنّي يُرَجّي نَصْرَهُمْ بَعْدَ كُفْرِهِمْ |
وَ لَمْيَكُ مِنْهُمْ في عُلاهُ جَهُولٌ |
||||||||||
فَوالَهْفَتـا اِذْ جـاءَ زَيْنَبُ ثـاكِلاً | وَ لاطِمَةً في وَجْهِهـا وَ تَقُولُ | ||||||||||
اَخي يا ثِمالي اَنْتَ آيَةُ مَنْ مَضي | وَ اَنْتَ عَلَيْنـا حـافِظٌ وَ كَفيلٌ | ||||||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 81 *» | |||||||||||||
اَخي رُدِّنـا عَوْداً لِمَشْهَدِ جَدِّنـا | نَكُنْ عِنْدَهُ مَا الدَّهْرُ عَنْكَ يَدُولُ | ||||||||||||
فَقـالَ لَها هَيْهاتَ لَوْ تُرِكَ الْقَطـا | لَنـامَ وَ مـالي نَحْوَ ذاكَ سَبيلٌ | ||||||||||||
فَاَنَّتْ وَ قـالَتْ اِنَّ ذاكَ اَشَدُّهـا | عَلَي بِاَنْ تُصْمي وَ اَنْتَ ذَليلٌ | ||||||||||||
وَ صاحَتْ وَ شَقَّتْ جَيْبَها حَزَناً لَهُ | وَ خَرَّتْ صَريعاً وَ الدُّمُوعُ تَسيلُ | ||||||||||||
فَقـامَ اِلَيْهَا ابْنُ النَّبِي مُبـادِراً | فَرَشَّ عَلَيْهَا الْمـاءَ وَ هْوَ يَقُولُ | ||||||||||||
اُخَيَّةُ قُومي وَاصْبِري اِنَّ كُلَّمـا | عَلَي الاَْرْضِ يَفْني وَ السَّماءُ تَزُولُ | ||||||||||||
وَ كُلُّ مُشـاءٍ هـالِكٌ غَيْرُ وَجْهِهِ | وَ لابُدَّ مِنْ اَنْيَعتَريهِ عَبُولٌ | ||||||||||||
اَلَهْفي عَلَي الْعَبّـاسِ حينَ اَتي اِلَيْهِ |
مُسْتَرْخِصاً لِلْحَرْبِ وُ هْوَ بَسيلٌ |
||||||||||||
فَقـالَ اَخي مَهْلاً فَاَنْتَ لِرايَتي |
قِوامٌ وَ جُنْدي اِنْمَضَيْتَ يَزُولُ |
||||||||||||
فَقـالَ لَهُ يـا سَيِّدي قَدْسَئِمْتُ مِنْ |
حَيوتي وَ اَهْوي اَنْ اَرانِ اَصُولُ |
||||||||||||
فَقـالَ لَهُ فَاطْلُبْ لِعِتْرَةِ اَحْمَدَ | مِنَ الْمـاءِ اِذْ قَدْمَضِّهُنَّ غَليلٌ | ||||||||||||
فَراحَ اِلَي الْكُفّـارِ يُنْذِرُهُمْ فَما | تَنَبَّهَ مِنْ نَوْمِ الْغُفُولِ جَهُولٌ | ||||||||||||
فَآبَ اِلي خَيْرِ الْوَري فَاَمَضَّهُ | اَبينُ صَبِيّـاتٍ بِهِنَّ غَليلٌ | ||||||||||||
فَاَضْرَمَ نـاراً في حَشـاهُ اَنينُهـا | مِنَ الْعَطْشِ حَتّي نـالَهُنَّ قُهُولٌ | ||||||||||||
فَخاضَ الْجُمُوعَ وَ هْوَ حامِلُ قِرْبَةٍ | يَؤمُّ فُراتاً لَمْيَرُعْهُ ثَعُولٌ | ||||||||||||
وَ خاضَ فُراتاً وَ اسْتَقَي الْماءَ لَمْيَذُقْ | مِنَ الْمـاءِ حُزْناً وَ الْعَدُوُّ تَجُولُ | ||||||||||||
اَحـاطُوا بِهِ مِنْ كُلِّ اَوْبٍ لِصَدِّهِ | فَلَمْ يَعْتَرِضْهُ فَتْرَةٌ وَ نُكُولٌ | ||||||||||||
فَحـارَبَ حَتّي اَنَّ يُمْنـاهُ قُطِّعَتْ | فَيُسْراهُ حَتّي اَحْدَقَتْهُ خُيُولٌ | ||||||||||||
رَمَوْهُ بِسَهْمٍ خـارِقٍ لِسِقـائِهِ | فَاَوْهَنَ مِنْهُ الْعَزْمَ وَ هْوَ بَسيلٌ | ||||||||||||
اِلي اَنْاَتي نَبْلٌ بِلَبَّةِ نَحْرِهِ | فَخَرَّ صَريعاً شَبَّكَتْهُ نُصُولٌ | ||||||||||||
فَصاحَ اَيا مَوْلاي اَدْرِكنِ قَبْلَ اَنْ | اُفـارِقَ جُثْمـاني رَعاكَ جَليلٌ | ||||||||||||
فَجاءَ حُسَيْنٌ وَ هْوَ يَبْكي لَفَقْدِهِ | وَ يَرْثيهِ بِالاَْشْعـارِ وَ هْوَ مَلُولٌ | ||||||||||||
بِنَفسي حُسَيْنٌ حينَ فادَ وَ لَمْيَكُنْ |
سَواي قـاتِليهِ راحِمٌ وَكَفيلٌ |
||||||||||||
اَلَمْ يُرْوَ مِنْ شِمْرِ اللَّعينِ اَتـاهُ اِذْ |
بِهِ رَمَقٌ وَ الْقَلْبُ مِنْهُ غَليلٌ |
||||||||||||
فَظَلَّ لَعينٌ رافِساً بِخِفـافِهِ | تَقُولُ سَتُسْقي قَدْاَتـاكَ رَسُولٌ | ||||||||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 82 *» | ||||||||||||||||
تَقُولُ عَلِي مالِكُ الْحَوْضِ في غَدٍ | اَبُوكَ عَلي رَفْعِ الاُوامِ كَفيلٌ | |||||||||||||||
فَقـالَ لِمَلْعُونٍ اَرِحْهُ بِقَتْلِهِ | فَقـالَ لَهُ حـاشـا اَبُوهُ رَسُولٌ | |||||||||||||||
اَتي فَرَقي صَدْراً حَوي نُورَ رَبِّهِ | وَ اَسمائَهُ وَ الْعِلْمُ فيهِ يَجُولُ | |||||||||||||||
فَوالَهْفَتـا اِذْ صـارَ يَقْبِضُ شَيْبَةً | عَلَيْهـا جَلالُ اللّهِ وَ هْوَ جَليلٌ | |||||||||||||||
فَلَمّـا رَاهُ راقِياً فَوْقَ صَدْرِهِ |
تَبَسَّمَ مِنْ بَلْواهُ وَ هْوَ يَقُولُ |
|||||||||||||||
اَتَقْتُلُني يـا شِمْرُ قَتْلَةَ عـالِمٍ |
بِشَأْني وَ حَقّي اَمْ بِذاكَ جَهُولٌ |
|||||||||||||||
فَقـالَ بَلي اِنّي بِشَأْنِكَ عـارِفٌ | فَاُمُّكَ خَيْرُ الْغـانِيـاتِ بَتُولٌ | |||||||||||||||
اَبُوكَ عَلِي وَ ابْنُ عَمِّ نَبِيِّنـا | وَ جَدُّكَ خَيْرُ الْعـالَمينَ رَسُولٌ | |||||||||||||||
وَ يَخْصَمُنـا يَوْمَ النُّشُورِ اِلهُنـا | وَ لَسْتُ اُبـالي وَ الدُّهُورُ تَدُولُ | |||||||||||||||
فَاَولَغَ في نَحْرِ الْحُسَيْنِ حُسـامَهُ | وَ مَيَّزَ مِنْهُ الرَّأْسَ وَ هْوَ تَليلٌ | |||||||||||||||
اَلَهْفي عَلَي ابْنِ الْمُجْتَبي حينَ قَدْاَتي | اِلي عَمِّهِ الْمَظْلُومِ وَ هْوَ بَئيلٌ | |||||||||||||||
فَنـادي حُسَيْنٌ يـا اُخَيَّةُ اِحْبِسي | عَلَيْهِ فَمَيْدانُ الْقِتـالِ مَهُولٌ | |||||||||||||||
فَلَمْ يَرْتَدِعْ حَتّي اَتـاهُ مُرَمَّلاً | عَلاهُ لَعينٌ بِالْحُسـامِ جَبيلٌ | |||||||||||||||
فَقـالَ لَهُ يَابْنَ الْبَغِي اَعـازِمٌ |
عَلي قَتْلِ عَمّي وَ الْدُّمُوعُ تَسيلُ |
|||||||||||||||
فَاَهْوي لَهُ الْمَلْعُونُ بِالسَّيْفِ فَاَتَّقي |
بِسـاعِدِهِ عَنْ عَمِّهِ لِيَحُولُ |
|||||||||||||||
فَلَمْ يَكْتَرِثْ عَنْ جَدِّهِ فَاَطَنَّهُ |
فَخَرَّ صَريعاً وَ الصَّبِي ضَئيلٌ |
|||||||||||||||
فَقـالَ لَهُ صَبْراً حُسَيْنٌ وَضَمَّهُ | اِلَيْهِ يُسَلّي اِذْ اَتَتْهُ نُصُولٌ | |||||||||||||||
وَقدجـاءَنَصْلٌ ذابِحٌ نَحْوَ نَحْرِهِ | فَاَصْمـاهُ لَهْفي مِنْ جَواهُ يَطُولُ | |||||||||||||||
وَ لَهْفي عَلَي الطِّفْلِ الصَّغيرِ فَاِنَّهُ | رَضيعُ اُوامٍ اَرْضَعَتْهُ نُصُولٌ | |||||||||||||||
اَيـا عِتْرَةَ الْمُخْتـارِ اَبْكي لاَِيِّكُمْ | وَ اَنْدُبُ اَيّاً وَ الشُّجُونُ طَويلٌ | |||||||||||||||
وَ اَذْكُرُ اَيّاً مِنْ مَصـائِبِكُمْ وَ قَدْ | يُصـادِمُ بَعْضاً بَعْضُهـا وَ يَحُولُ | |||||||||||||||
كَريمُ بْنُ اِبْراهيمَ عَبْدُكُمُ الَّذي | اِلَيْكُمْ اِلَيْكُمْ فِي الْوِلاءِ يَـٔولُ | |||||||||||||||
يُحِبُّ لَكُمْ مَنْ كانَ فِي الرِّحْمِ قاصِياً | وَ يُبْغِضُ فيكُمْ مَنْ دَنـا وَ يَعُولُ | |||||||||||||||
وَ لَسْتُ اُبالي مَعْ وِلاكُمْ وَ اِنْ هَوَي السَّماءُ | عَلي غَبْرائِهـا وَ تَزُولُ | |||||||||||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 83 *» | ||||||
مَنَنْتُمْ عَلَيْهِ اِذْ جَعَلْتُمْ بِفَضْلِكُمْ | لَهُ عِزَّةٌ فِي الدَّهْرِ وَ هْوَ ذَليلٌ | |||||
فَكـانَ تَمـامَ الْعُمْرِ نـاشِرَ فَضْلِكُمْ | وَ لَمْيَكتَرِثْ اِنْ ذَبَّ عَنْهُ فُحُولٌ | |||||
وَ اَي شَفيعٍ عِنْدَكُمْ مِنْ تَواتُر الْـــ | ــكَرامَةِ اَدْني وَ الشَّفيعُ جَميلٌ | |||||
وَ اِنَّ رَجـائي فيكُمُ اَنْ تُواصِلُوا | كَرامَتَكُمْ اِنَّ الْكَريمَ وَصُولٌ | |||||
وَ اَنْتَنْسِبُوهُ يَوْمَ حَشْرٍ اِلَيْكُمُ | كَمـا كـانَ فِي الدُّنْيـا وَ ذاكَ قَليلٌ | |||||
لَدي جُودِكُمْ صَلّي عَلَيْكُمْ مَليكُكُمْ | مَتي ذَرَّ شَمْسٌ اَوْ اَظَلَّ ظَليلٌ | |||||
اَري كُلَّ مَنْ اَلْقاهُ يَشْكُو قَرينَهُ | وَ يَلْهَفُ مِنْ فَقْدِ الصَّديقِ الْمُوافِقِ | |
وَ اِنّي اَري مِنِّي التَّقاصُرُ اِنْبَدَتْ | مُخـالَفَةٌ حاشا الْخَليلِ الْمُرافِقِ | |
وَ لَوْ كُنْتَ ذا رِفْقٍ وَ مُوثِرَ خِلِّهِ | عَلي نَفْسِهِ لَمْتُلْفِ غَيْرَ الْمُصادِقِ | |
« وَ مِنْهـا في ذِلَّةِ الاِْنْسـانِ وَ هِوانِهِ »
اَلا اَيُّهَا الاِْنْسـانُ مَهْلاً لَكَ اِتَّئِذْ | وَ لاتَكُ عَنْ جَهْلٍ بِشَاْنِكَ مُفْرِطاً | |
فَبَدْؤُكَ مِنْ رِجْسِ الْمَنِي قُذِفْتَ مِنْ | مَبـالٍ اِلي جَوْفِ الْمَحيضِ مُضَبَّطاً | |
وَ خَتْمُكَ مَيْتٌ جيفُةٌ وَ عَلَي الَّذي | يَمَسُّكَ غُسْلٌ كَي عَنِ الرِّجْسِ يُجْلَطا | |
وَ مـا بَيْنَ ذَيْنِ قِرْبَةٌ مِلاُْهـا هَنٌ | فَيـا قُبْحُ مَرآي اِنْتَخَلَّيْتُ ضـافِطاً | |
لَعَمْرُكَ مـا اَبْقَي الْخَسـاسَةُ حـالَةً | لِتَزْهُو بِهـا اِنْ لَمْتَكُنْ مُتَخَبِّطاً |
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 84 *» | |||||||
فَلاتَزْهُ يـا اِنْسـانُ اِنَّكَ خـاسِرٌ | كَفي بِكَ ذُلاًّ اَنْتُري مُتَغَوِّطاً | ||||||
اَلَمْ يَكْفِ في ذُلَّيْكَ اَنَّكَ كُلَّمـا | تَخَلَّيتَ تُقْعي كَالْكِلابِ مُبَرْثِطاً | ||||||
تَحُشُّ بِاَيْديكَ الْمَحَشَّ وَ كُلَّمـا | فَرَغْتَ تَتيهُ ناسِياً لَكَ مُبْعِطاً | ||||||
وَ لَسْتَ عَلي نَفْعٍ وَ ضُرٍّ بِقـادِرٍ | وَ لَسْتَ عَلي طَرْدِ الْبَعُوضِ مُسَلِّطاً | ||||||
وَ يُغْرِقُكَ الْمـاءُ وَ يُحْرِقُكُ اللَّظي | وَ يُلْقيكَ صَخْرٌ ضـارِجاً مُتَشَحِّطاً | ||||||
وَ يَرميكَ ريحٌ كَالْهَشيمِ اِذا ذَرَتْ | تُؤاكِلُكَ الذَّرّاتُ حَتّي تُبَقَّطـا | ||||||
فَلِلّهِ كُلُّ الْكِبْرِيـاءِ وَ بَعْدَهُ | لاَِنْوارِهِ الْعُظْمي فَلاتَتَورَّطـا | ||||||
فَاِنَّهُمْ اَنْوارُ قُدْسٍ وَ اُهْبِطُوا | اِلَيْنـا لاَِسْرارٍ فَلاتَكُ غـالِطاً | ||||||
عَلَيْهِمْ سَلامُ اللّهِ مـا ذَرَّ شـارِقٌ | وَ مـا مِنْهُمُ خَيْرٌ عَلَي الْخَلْقِ اُهْبِطـا | ||||||
« وَ لَهُ اَعْلَي اللّهُ مَقـامَهُ »
اِذَا الْغـانِيـاتُ تَعَرَّضْنَ لي | رَاَيْنَ مَشيبي وَ زَعْرَ الْقَذالِ | |||
فَحِدْنُ فَقُلْنَ وَ مـا عَيْشُنـا | بِلُقْيـاءِ مَنْ هُوَ ذِكْرُ الزَّوالِ | |||
وَ جُثْمـانُهُ نـاحِلٌ كَالْعَصـا | وَ هَلْ نَحْنُ مُحْتَصِناتُ الْخَيالِ | |||
اَنَبْغي سَوالِمَ تَخْضيرِنـا | وَ نَحْنُ غُنَيّـاتُ خِدْرِ الْحِجالِ | |||
و َاِنّـا عَلي عُنْفَوانِ الرَّبيعِ | وَ مَرَّ شَتـاهُ بِزَهْرِ الْجَمـالِ | |||
فَقُلْتُ اِصْطَبِرْنَ فَاِنَّ الزَّمـانَ | سَيَجْعَلُ اَبْدارَكُنَّ الْهِلالَ | |||
سَيَجْعَلُ اَسْهُمَكُنَّ حَنِيّاً | وَ يلْحِقُ اِشراقَكُنَّ الزَّوالَ | |||
تَصِرْنَ عَجـايِزَ عَمّـا وَشيكٍ | وَ يُكْسِدُ سِلْعَتَكُنَّ الْمَـآلُ | |||
يُبَيِّضُ اَسوَدَكُنَّ الْمَشيبُ | يُسَوِّدُ اَبْيَضَكُنَّ الْهُزالُ | |||
تَعَلَّقْنَ عَمّـا قَليلٍ فَلا | يَميلُ اِلَيْكُنَّ قَطُّ الرِّجـالُ | |||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 85 *» | ||||
كَذاكَ مُكـافـاةُ صَرْفِ الدُّهُورِ | وَ كُلُّ اَتِي قَريبُ الْمَنـالِ | |||
شَبـابُكَ اِنْكـانَ في غَفْلَةٍ | فَشَيْبُكَ خَيْرٌ عَلي كُلِّ حـالٍ | |||
وَ كُنْ شـابّاً صـاحِ اَمْ شائِباً | فَاِنَّ الْمَرَدَّ اِلي ذي الْجَلالِ | |||
« وَ منْهـا قَصيدَةٌ فِي الرَّثي »
اَلدَّهْرُ مُخْتَرِمٌ وَ الْعُمْرُ مُنْصَرِمٌ | وُ الرُّوحُ مُنْجَزِمٌ وَ الْجِسْمُ مُنْهَدِمٌ | ||||||
بـادِرْ دَراكِ خَطيئـاتٍ جَرَمْتَ عَلي | طُولِ الزَّمـانِ وَ لَمّا يَأْتِكَ الْهَرَمُ | ||||||
وَ فِي الْكُهُولَةِ قَبْلَ الشَّيْبِ مُنْتَهَزٌ | وَ فِي الْحَيوةِ اَمـامَ الْمَوْتِ مُغْتَنَمٌ | ||||||
جاوَزْتُ خَْمسينَ في اَمْنٍ وَ عافِيَةٍ |
وَ ما تَقَدَّمَ مِنّي ِفي اْلهُدي قَدَمٌ |
||||||
كَفي بِنَفْسِي خُسْرا اَنَّني رَجُلٌ |
اُوتيتُ عُمْرا طَويلاً عَمَّهُ النِّعَمُ |
||||||
وَ مـا خَلَصْتُ لِرَبّي سـاعَةً عُمْري |
وَ لَمْأَجِدْ عَمَلاً لي مـابِهِ وُصَمٌ |
||||||
لَمْاُوتِ مِنْ عَمَلٍ اِلاّ وَ قَدْشَرَكَ الشَّيْطانُ |
فيهِ وَ بِالاَْغْراضِ يُتَّسَمُ |
||||||
لَقَدْ عَجَزْتُ وَ رَبّي اَنْاُذَلِّلَ هاتيكَ |
الشَّمُوسَةَ حَتّي مَلَّنِي السَّاَمُ |
||||||
يَئِسْتُ مِنْ خَيْرِها اِذْ شُفْتُها حَسَكاً |
مِنْ اَي وَجْهٍ عَلا شَوْكٌ لَهُ ضَخَمٌ |
||||||
تَاللّهِ اِنّي مَتي مـا صِرْتُ مُفْتَكِراً |
مِنْ بَدْءِ عُمْري اِلي يَوْمي وَ اَحْتَكِمُ |
||||||
لَمْاُلْفِ مِنّي خَيْرا خـالِصا اَبَدا |
وَ لَمْاَجِدْ عَمَلاً يُرْجي بِهِ الرُّحُمُ |
||||||
قَدْ اَمْسَكَتْ رَمَقي ثِنْتانِ مَنبَّ بِهـا | رَبّي عَلَي فَلا جـاراهُمَا النَّعَمُ | ||||||
سُخْطي لِنَفْسي وَ اَعْمـالٌ اَتَيْتُ بِها | دَهْري وَ مِنْها فُؤادي كادَ يَضْطَرِمُ | ||||||
وَ اَنَّني كُنْتُ اَهوي كُلَّ صـالِحَةٍ | وَ اَهْلَ خَيْرٍ وَلي في حُبِّهِمْ قَدَمٌ | ||||||
وَ نَوَّهَ اللّهُ اِسْمي فِي الْعِبـادِ بِاَنْ | اَهْوَي الصَّلاحَ وَ لِلأَبْرارِ مُخْتَدِمٌ | ||||||
وَ لَسْتُ اُلْفِي مِنّي مـا اُقَدِّرُهُ | دَليلُ خَيْرٍ سَوي حُبّي لِمَنْ لَهُمُ | ||||||
دارَ السَّمـاءُ وَ ظَلَّ الاَْرْضُ ساكِنَةً | وَ مَنْ عَلَي الدّينِ وَ الدُّنْيا هُمُ الْحَكَمُ | ||||||
وَ اَنَّ مُتَّكَلي اَنّي اُسَرُّ لِمـا | سَرُّوا وَ حُزْني وَ هَمّي عِنْدَ ماغُثِمُوا | ||||||
تَاللّهِقدنـالَني مـا نـالَهُمْ وَ كَذا | مـا نـالَني فيهِمُ لاشَكَّ نـالَهُمُ | ||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 86 *» | |||||||||||
وَ كَيْفَ تَسْكُنُ اَعْضاءٌ وَ قَدْهَجَمَتْ | بِرُوحِهـا كُرْبَة اَشْجَتْهُ اَوْ ظُلْمٌ | ||||||||||
يـا قَوْمِ مـالِي لااَبْكي لِرُزْئِهِمِ | وَقداُصِبْتُ بِبِلْوي مـا اَصـابَهُمُ | ||||||||||
قُتِّلْتُ اِذْ قُتِلُوا وُطِّئْتُ اِذْ وُطِئُوا | كُبِّلْتُ اِذْ كُبِلُوا شُتِمْتُ اِذْ شُتِمُوا | ||||||||||
اُسِّرتُ اِذْ اُسِرُوا اُحْسِرْتُ اِذْ حُسِرُوا | ذُعِرْتُ اِذْ ذُعِروُا اُهْلِكْتُ اِذْ شُجِمُوا | ||||||||||
سُغِبْتُ اِذْ سَغِبُوا اُظْمِئْتُ اِذْ ظَمِئُوا | طُرِدْتُ اِذْ طُرِدوُا حُرِمْتُ اِذْ حُرِمُوا | ||||||||||
مَهْما ذَكَرْتُ مُصيباتٍ جَرَتْ بِهِمِ | دَمْعي لَمُنْجَسِمٌ قَلْبي لَمُضْطَرِمٌ | ||||||||||
اَبْكي جَوادَ حُسَيْنٍ اِذْ رَآهُ هَوي | مِنْ ظَهْرِهِ وَ عَلَيْهِ الْقَوْمُ اِذْدَحَمُوا | ||||||||||
فَصادَ يَرْكُضُ حَتّي جاءَ مَصْرَعَهُ | مُضَرِّجاً خَطْمَهُ حَتّي عَلاهُ دَمٌ | ||||||||||
فَقـامَ يَعْدُو دَمِيّاً وَ الْمَشـاقِصُ في | جَنْبَيْهِ وَ السَّرْجُ مَلْوِي يَذْوُدُهُمْ | ||||||||||
فَصارَ يَقْتُلُهُمْ بِالْكَدْمِ وَ الرَّفْسِ | وَ يَحْطُمُ الْقَوْمَ حَطْماً قَصْدُهُ الْخِيَمُ | ||||||||||
لَمّا سَمِعْنَ النِّسـاءُ الطّاهِراتُ بِهِ | بَرَزْنَ زاعِمَةً اَنْ عـادَ صاحِهُمُ | ||||||||||
وَ اَيْنَهُ ضـارِجاً بِالدَّمِ مُلْتَوِياً | سَرْجاً تَمَكَّنَ فيهِ النَّبْلُ وَ السَّهْمُ | ||||||||||
يَعْدُو وَ يَصْهَلُ لا راع عَلَيْهِ اَتي | نَحْوَ الْخِيـامِ وَ مِنْهُ الدَّمْعُ مُنْسَجِمُ | ||||||||||
اَلْقي بِجُثَّتِهِ فِي الْأَرْضِ يَضْرِبُهـا | عَلَي النِّعالِ فَشُجَّ الرَّاْسُ وَ الْخَطْمُ | ||||||||||
فَظَلَّ يَضْرِبُهـا بِالاَْرْضِ مِنْ شَجَنٍ | حَتّي قَضي حَوْلَهَا النِّسْوانُ وَ الْخَدَمُ | ||||||||||
فَصِحْنَ بِالنَّوْحِ وَ الْعَبَراتُ سـاكِبَةٌ | يَلْطُمْنَ رَأْسا وَ وَجْها مَضَّهَا الْأَلَمُ | ||||||||||
كَاَنَّهـا بُهِتَتْ مِنْ دَهْشَةٍ عَرَضَتْ | تَصيحُ بِالْوَيْلِ وَ الْعَبَراتُ تَنْسَجِمُ | ||||||||||
حَتّي رَاَيْنَ جُمُوعُ الْقَوْمِقدزَحَفُوا | نَحْوَ الْخِيامِ فَضاقَ الْوَهْدُ وَ الاَْكَمُ | ||||||||||
جـاؤُا مُهَلْهِلَةً راحَتْ مُوَلْوِلَةً | جاؤُا عَلي فَرَحٍ ظَلَّتْ لَها غُمَمٌ | ||||||||||
حَتّي دَنَوا وَ سُيُوفُ الكُفْرِ شاهِرَةٌ | يُهَلْهِلُونَ عَلي فَتْحٍ لَهُمْ زَعَمُوا | ||||||||||
صالُوا عَلَيْهِنَّ وَ الضَّوْضاءُ عـالِيَةٌ | فَطـاشَ اِذْ ذاكَ مِنْهَا اللُّبُّ وَ الْحُلُمُ | ||||||||||
لَقُوا بِضَرْبٍ وَ لَطْمٍ كُلَّ عـائِقَةٍ | مِنْها وَ سَلْبٍ وَ تَجْريحٍ وَ مَا احْتَشَمُوا | ||||||||||
عَدَوْنَ فـازِعَةً في كُلِّ نـاحِيَةٍ | بَيْنَ الْخُيُولِ بِوَيْلاتٍ وَقدهَجَمُوا | ||||||||||
هذي تُخَبَّطُ حينا مِنْ سَنـابِكِهـا | هذي تُدَعُّ بِهـا حينا وَ تَصْطَدِمُ | ||||||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 87 *» | |||||||||||
وَ هُنَّ يَنْدُبْنَ واجَدّاهُ حـالَتُنـا | وَ واعَلِيّـاهُ اَدْرِكْنـا وَ تَلْتَطِمُ | ||||||||||
تَلُوذُ هذي بِهذي مِنْ مَهـابَتِهِمْ | وَ هُمْ يَسُوقُونَها عُنُفا وَ مَااحْتَشَمُوا | ||||||||||
فَلَمْ تَكُنْ لَمْحَةٌ اِلاّ وَقدسَلَبُوا | مُخَدَّراتِ بُيُوتِ الْعِزِّ وَ وَيْلَهُمُ | ||||||||||
كَمْ عـاتِقٍ هَتَكُوا كَمْ مُطْفِلٍ ضَرَبُوا | كَمْ مُرْضِعٍ سَلَبُوا كَمْ مُشْنِفٍ خَرَمُوا | ||||||||||
هذيكَ فـازِعَةٌ هـاتيكَ ذاعِرَةٌ | وَ تِلْكَ يُغْشي عَلَيْها تِلْكَ تَنْصَدِمُ | ||||||||||
يَلْقَوْنَ هذي بِطَعْنِ الرُّمْحِ راكِضَةً | وَ ذي بِضَرْبِ قِرابٍ لا اَبا لَهُمُ | ||||||||||
كَمْ مـاجِدٍ اَسَرُوا كَمْ سَيِّدٍ جَرَحُوا | كَمْ نِسْوَةٍ شَتَمُوا كَمْ مُدْنِفٍ لَطَمُوا | ||||||||||
تَاللّهِ اُبْهِتُ مَهْمـا صِرْتُ مُفْتَكِرا | في حالِها في خِلالِ الْخَيْلِ تَنْهَزِمُ | ||||||||||
اَما سَمِعْتَ الَّذي تَحْكيهِ فـاطِمَةٌ | مِنْ حالِها يَوْمَ عاشُورا اِذَا اقْتَحَمُوا | ||||||||||
قـالَتْ فَكُنْتُ لَدَي الْخَيْماتِ واقِفَةً | رِجالُنا كَالاَْضاحي فِي الثَّري عُطُمٌ | ||||||||||
وَ الْخَيْلُ تَخْبُطُهُمْ مِنْ كُلِّ نـاحِيَةٍ | في جَرْيِهـا وَ هُمْ بِالْوَطْءِقدحُطِمُوا | ||||||||||
ظَلَلْتُ حَيْرانَ لا اَدْري اَنُقْتَلُ اَمْ | نَصيرُ اَسْري فَاِذْ بِالْقَوْمِ قَدْهَجَمُوا | ||||||||||
اَذا زَنيمٌ عَلي مَتْنِ الْجَوادِ اَتي | يَسُوقُ نِسْوانَنـا بِالرُّمْحِ قَبْلَهُمُ | ||||||||||
فَنـالَ مِنْهُنَّ مـاقدكـانَ مِنْ خُمُرٍ | وَ مِنْ حُلِي فَلَمْ يُتْرَكْ لَهـا لُثُمٌ | ||||||||||
وَ هُنَّ يَنْدُبْنَ واوَيْلاهُ حَلَّ بِنـا | مـا لانُطيقُ فَلَوْلا جـائَنَا الْعُدُمُ | ||||||||||
يَصِحْنَ هَلْ مِنْ مُجيرٍ نَسْتَجيرُ بِهِ | وَ هَلْ مُغيثٍ وَ هَلْ في جَمْعِكُمْ شِيَمٌ | ||||||||||
وَ كُنْتُ واجِفَةً لَمْاَدْرِ عـاقِبَتي | حَتّي اَتاني وَقدضاقَتْ بِي التُّخُمُ | ||||||||||
يَصُولُ مِنْ غَيْظِهِ مِثْلَ الْجِمالِ اِذا | هاجَتْ وَ اِنّي بِزَعْمي مِنْهُ اَنْهَزِمُ | ||||||||||
اِذا بِكَعْبِ قَنـاةٍ مِنْهُقدوَقَعَتْ | مـابَيْنَ كِتْفَي حَتّي خِفْتُ اَنْقَصِمُ | ||||||||||
فَاُغْمِيَتْ فَرَقا مِنّي عَلَي فَمـا |
شَعُرْتُ اِلاّ وَ مِنِّي الاُذْنُ تَنْحَزِمُ |
||||||||||
وَ عَمَّتي عِنْدَ رَأْسي وَ هْي بـاكِيَةٌ |
تَقُولُ قُومي نَرَي الْباقينَ مَا اجْتَرَمُوا |
||||||||||
فَقُلْتُ هَلْ مِنْ خِمـارٍ مِنْهُ اَخْتَمِرُ |
وَ مِنْ لِثـامٍ لَعَلّي مِنْهُ اَلْتَثِمُ |
||||||||||
قـالَتْ وَ تَنْشِجُ قُوْمي اِنَّ عَمَّتَكِ |
صـارَتْ كَمِثْلِكِ لا خُمْرٌ وَ لا لُثْمُ |
||||||||||
لَمّـا نَظَرْتُ اِذا مِثْلي مُكَشَّفَةٌ |
وَ اسْوَدَّ بِالْطَّعْنِ مِنْهَا الْمَتْنُ وَ الاَْدَمُ |
||||||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 88 *» | |||||||||||||
فَقُمْتُ والِهَةً نَمْشي اِلي الْخِيَمِ |
اِذا بِهـا نَكَّسُوهـا مـالَهـا دُعُمٌ |
||||||||||||
وَ اَضْرَمُوا النّارَ في اَثْناءِ مَخْيَمِنا |
فَلا نِسـاءَ وَ لامـالَ وَ لاخِيَمٌ |
||||||||||||
رَأَيْتُ فيهِ عَلِي بْنَ الحُسَيْنِ اَكَبُّوهُ |
عَلي وَجْهِهِقدمَضَّهُ الْأَلَمُ |
||||||||||||
فَلايُطيقُ جُلُوسا مِنْ نَقـاهَتِهِ |
وَ كـانَ يَسْكُبُ دَمْعا مـالَهُ زَرَمٌ |
||||||||||||
لَهْفي عَلَيْهِ اِذا جـاؤُهُ مُعْتَفِرا | تَآمَرُوا بَيْنَهُمْ في قَتْلِهِ وَ هُمُ | ||||||||||||
يَرَوْنَ عِلَّتَهُ في ضُعْفِهِ فَاَبي | حَميدُهُمْ وَ نَهاهُمْ بَعْدَ ما عَزَمُوا | ||||||||||||
يَذُوبُ قَلْبي عَلَي النِّسْوانِ عارِيَةً | يَصِحْنَ بِالْوَيْلِ وَ الْعَبَراتُ تَنْسَجِمُ | ||||||||||||
يَطْلُبْنَ مـاسُلِبَتْ مِنْهُنَّ مِنْ خُمُرٍ | مِنِ ابْنِ سَعْدٍ فَلَمْ يَسْمَحْ بِهَا اللُّؤُمُ | ||||||||||||
يا وَيْلَتـا اَصْبَحَتْ اَوْلادُ فاطِمَةَ | مُكَشَّفـاتٍ يَتـامي نـالَهَا البَرَمُ | ||||||||||||
وَ آلُ مَرْجـانَقداَصْبَحْنَ رافِلَةً | بَيْنَ الشُّفُوفِ وَقدطافَتْ بِهَا الْخَدَمُ | ||||||||||||
وَ آلُ فـاطِمَ بْاتَتْ لا وَطـاءَ لَها | وَ لا غَطآءَ عَلَيْهـا مَهْدُهَا الرَّجَمُ | ||||||||||||
وَ آلُ مَرْوانَ بـاتُوا فِي الْقُصُورِ عَلي | وَ سـائِدِ الرّيشِ قَدْغَشّـاهُمُ النَّعَمُ | ||||||||||||
وَ آلُ فاطِمَ يَلْطُمْنَ الْخُدُودَ وَ يَشْقُقْنَ | الْجُيُوبَ وَ تَبْكي نـالَهَا السَّقَمُ | ||||||||||||
وَ آلُ مَرْجـانَ ضَحّـاكُونَ لاعِبَةً | بَيْنَ الْمَعـارِفِ قداَلْهـاهُمُ النَّعَمُ | ||||||||||||
اُفٍّ لَكَ الدَّهْرُقدخابَ الَّذي زَعَمَ | السُّرُورُ فيكَ وَ آلُ الْخَيْرِقدحُرِمُوا | ||||||||||||
بـاتُوا عَلي فَزَعٍ ظَلُّوا عَلي وَجَلٍ | مِنْهُمْ لَقَدْ قُتِلُوا مِنْهُمْ لَقَدْ ظُلِمُوا | ||||||||||||
مِنْهُمْ لَقَدْ جُلِسُوا مِنْهُمْ لَقَدْ اُسِرُوا | مِنْهُمْ لَقَدْ هُتِكُوا مِنْهُمْ لَقَدْ زُعِمُوا | ||||||||||||
لَمْ اَنْسَ زَيْنَبَ اِذْ قـامَتْ مُنـادِيَةً | وَ الْقَلْبُ مِنْهـا مِنَ الاَْحْزانِ يَضْطَرِمُ | ||||||||||||
يـا جَدُّ صَلّي عَلَيْكَ اللّهُ خـالِقُنـا | هذا حُسَيْنُكَ فِي الاَْرْزاءِ مُرْتَطِمٌ | ||||||||||||
هذا حُسَيْنُكَ فِي الرَّمْضـاءِقدنَبَذُوا | وَ رَمَّلُوهُ عَفيراقدعَلاهُ دَمٌ | ||||||||||||
ذي جُثَّةٍ كُنْتَ تَرْعـاهُ بِحِضْنِكَ مِنْ | حَرٍّ وَ بَرْدٍ فَهـا بِالْخَيْلِقدحَطَمُوا | ||||||||||||
هذاكَ رَأْسُ كَريمٍ كُنْتَ تَحْفَظُهُ | عَنِ الْغُبـارِ فَهـا بِالسَّيْفِ مُنْجَذِمٌ | ||||||||||||
هذي بِنـاتُكَ في اَيْدِي الْعِدي اُسِرَتْ | هذي رِجـالُكَ بِالْعَفْرآءِقدشُجِمُوا | ||||||||||||
اَفْديكَ مِنْ عـائِبٍ لَمْاَرْجُ اَوْبَتَهُ | وَ مِنْ جَريحٍ جَواهُ لَيْسَ يَنْخَسِمُ | ||||||||||||
اَفْديكَ مِنْ مَيِّتٍقدفـادَ في حَزَنٍ | اَفْديكَ مِنْ ظامِيءٍ ما بَلَّ مِنْهُ فَمٌ | ||||||||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 89 *» | |||||||
اَفْديكَ مَنْ شَيْبُهُ بِالدَّمِ مُخْتَضِبٌ | اَفْديكَ مَنْ شِلْوُهُ بِالْخَيْلِ مُنْحَطِمٌ | ||||||
يـا آلَ طه لَقَدْ اَضْني مُصـابُكُمُ |
اَبْدانَنـا وَ حَشـانـا مِنْهُ مُضْطَرِمٌ |
||||||
وَقدحَزَّنـا لِمـا كُنْتُمُ عَلي حَزَنٍ |
وَ غُمَّ اَرْواحُنـا اِنْ نـالَكُمْ غُمَمٌ |
||||||
اَعْداؤُكُمْ اَظْهَرُوا فينـا عَداوَتَهُمْ |
وَ اَبْرَزُوا حِقْدَهُمْ فينـا وَ بُغْضَهُمْ |
||||||
كَمْ مُسْلِمٍ قَتَلُوا كَمْ مُؤْمِنٍ اَسَرُوا |
كَمْ مُخْلِصٍ شَتَمُوا كَمْ طالِبٍ حَرَمُوا |
||||||
فَهَلْ يَليقُ بِكُمْ يـا مَنْ تَشَعْشَعَ مِنْ |
كَريمِ شيمَتِهِمْ مَهْمـا تَكُنْ شِيَمٌ |
||||||
نَكُونُ فيكُمْ بِدُنْيـانـا كَذا وَ اِذا |
مـاقـامَ دَوْلَتُكُمْ نَخْزي وَ تَخْتَرَمُ |
||||||
كَلاّ فَلا لا وَ رَبِّ الْبَيْتِ لَيْسَ كَذا |
ظُنُونُنـا لَيْسَ ذا فِي الْقَلْبِ يَرْتَسِمُ |
||||||
كَريمُ عَبْدُكُمُ فِي الْوُدِّ مُنْقَطِعٌ | اِلَيْكُمْ لا مُنـاهُ الْجـاهُ وَ الْغَنَمُ | ||||||
شُغْلي بِكُمْ وَ بِذِكْراكُمْ وَ حُبِّكُمُ | تَرَكْتُ لِلنّـاسِ دُنْيـاهُمْ وَ دينَهُمُ | ||||||
صَلّي عَلَيْكُمْ اِلهُ الْخَلْقِ ما هَدَرَتْ | حَمـامَةٌ وَ كَذا مـا هَبَّتِ النَّسَمُ | ||||||
« وَ مِنْهـا قَصيدَةٌ فِي الرِّثي »
اَصـاحِ اِذا مـا رُمْتَ فَضْلَ النَّقيبَةِ | عَلَيْكَ بِاَخْلاقٍ عَلَتْ بِالسَّجِيَّةِ | ||||
فَاَفْضَلُهَااسْتِحْقـارُ دُنْيـا مَتـاعُهـا | كَاَضْغـاثِ اَحْلامٍ تَري حـالَ غَفْوَةٍ | ||||
فَلاتَتَشَهَّ عَوْضُ شَيْئاً مُلائِماً | وَ لاتَتَسَخَّطْ عَوْضُ شَيْئاً لِنَفْرَةٍ | ||||
وَ لاتَتَبَرَّمْ مِنْ كَريهٍ فَكُلُّهـا | خِيـالٌ وَ اَظْلالٌ تَزُولُ بِسُرْعَةٍ | ||||
و وَ كُنْ خـارِجاً مِنْ تَحْتِ سُلْطـانِ قَبْقَبٍ | قُصـاراهُ ما يَرْميهِ مِنْهُ بِذِلَّةٍ | ||||
فَلا تَشْتَهَنْ مـا قَدْمُنِعْتَ كَرامَةً | وَ لاتَكْثِرَنْ مِمّا رُزِقْتَ لِفِتْنَةٍ | ||||
وَكُنْ عـاصِياً سُلْطـانَ فَرْجِكَ اَنَّهُ | عَدُوُّ النُّهي وَ الرَّأي مِنْكَ بِشَهْوَةٍ | ||||
وَ اِيّـاكَ اِيّـاكَ الْمِراءَ وَ اِنْ تَكُنْ | مُحِقّاً وَ اِلاّ تَلْقَ كُلَّ كَريهَةٍ | ||||
وَ اَنْ قـامَ ذُو دَعْوَي يُلاحي فَلاتَحُمْ | حِمـاهُ وَ اِنْ صادَفْتَهُ ذا قَرابَةٍ | ||||
وَكُنْ صـامِتاً عَنْ كُلِّ مـا لَيسَ عـانِياً | وَ اِنْ قُلْتَ بُذَّ الْقـائِلينَ بِحِكمَةٍ | ||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 90 *» | |||||||||||||
وَ مـا يُمْكِنُ الْاِعذارُ مِنْهُ فَلاتَلُمْ | عَلَيْهِ اَخـا تُلْجِئْهُ مِنْهُ بِعِذْرَةٍ | ||||||||||||
وَ لاتَكُ مِمَّنْ يَسْبِقُ الْقَوْلُ فِعْلَهُ | فَفِعْلُكَ قَبْلَ الْقَولِ اَحْسَنُ شيمَةٍ | ||||||||||||
اِذَا ابتَزَّكَ الْآراءُ لَمْتَدْرِ خَيْرَهـا | فَتَرْكُكَ مـا تَهْواهُ اَفْضَلُ @خيْرَةٍ | ||||||||||||
وَ لاتَنْحُ عَوْضُ نَحْوَ مـا لَيْسَ نـافِعاً | فَجَهْلُ الْفَتي يَرْميهِ في كُلِّ زُبْيَةٍ | ||||||||||||
وَ مـا لَمْتَجِدْ مَنْ يُنْفِذُ الْحَقَّ قـاضِياً | فَاِيّـاكَ اَنْ تُدْلي اِلَيهِ بِحُجَّةٍ | ||||||||||||
وَ مـا لَمْتَجِدْ طَبّاً شَفيقاً فَلاتَبُحْ | بِداءِكَ حَتّي لاتُهـانَ بِذِلَّةٍ | ||||||||||||
وَ لاتَسْتَشِرْ مَنْ لَسْتَ تَرْجُو نَصيحَةً | لَدَيْهِ فَلا كُلٌّ اَمينُ السَّريرَةِ | ||||||||||||
وَ كُنْ فِي الْوَغي كَالْلَّيْثِ يَحْمي عَنِ الْحِمي | وَ فِي السِّلْمِ كُنْ مُسْتَضْعَفاً فِي الْبَرِيَّةِ | ||||||||||||
وَ لاتَكُ مِنْ ضَرِّ الْعَدُوِّ بِغـافِلٍ | فَاِنَّ عَدُوَّ الْمَرْءِ نـاظِرُ فُرْصَةٍ | ||||||||||||
وَ لاتَكُ في حَقِّ الْاُخُوَّةِ وانِياً | وَ لاتُؤثِرَنَّ النَّفْسَ عَوْضُ بِثَرْوَةٍ | ||||||||||||
وَ رَأْسُ جَميعِ الْمَكْرُمـاتِ وَ رُوحُهـا | وِلايَةُ الِ اللّهِ خَيرِ الْبَرِيَّةِ | ||||||||||||
وَمَنْ لَمْيَذُقْ كَأْسَ الْوِلايَةِ كـارِعاً | فَلاتَرْجُ مِنْهُ الْمَكْرُمـاتِ السَّنِيَّةِ | ||||||||||||
هِي الدّينُ وَ الدُّنيـا هِي الْعِلْمُ وَ الْحِجي | هِي الْفَضْلُ وَ التَّقْوي وَ حُسنُ الْخَليقَةِ | ||||||||||||
مُصـادِفُهـا قَدْصـادَفَ الْخَيْرُ كُلَّهُ | وَ فـاقِدُهـا مَعْرُوضُ كُلِّ بَلِيَّةٍ | ||||||||||||
وَلكُنْ تَوَلّيهمْ عَلَيْهِ عَلامَةٌ | فَلَيْسَ وَلِيّاً كُلُّ مُبدِي الْوَلايَةِ | ||||||||||||
فَمَنْ سَرَّهُ مـا سَرَّهُمْ فَرِحاً بِهِ | وَمَنْ غَمَّهُ مـا غَمَّهُمْ مِنْ مُصيبَةٍ | ||||||||||||
فَذلِكَ مِنْهُمْ طينَةٌ وَ اِلَيْهِمْ | لُحُوقاً فَعَوْدُ الْمَرْءِ حَيْثُ الْبَديئَةِ | ||||||||||||
فَذلِكَ يَهويهُمْ وَ يَهْوَونَهُ فَكُلُّ | امْرِءٍ يَهْوي جَنيسَ الشَّكيمَةِ | ||||||||||||
وَلكِنْ عَظيمـاتُ الْمَصـائِبِ لَمْتَدَعْ | سُرُوراً لَهُمْ اُفٍّ لِدُنْيـا دَنِيَّةٍ | ||||||||||||
وَهَلْ تَرَكَ الْعـاشُورُ فينـا مَسَرَّةً | اَبَعْدَ مُصـابِ الطَّفِّ بـاقٍ لِفَرْحَةٍ | ||||||||||||
تَذَكَّرْتُ مـا يُرْوي مِنَ السَّبْي اِذْ اَتَوْا | بِهِنَّ اُسـاري نَحْوَ اَشْقَي الْبَرِيَّةِ | ||||||||||||
عَرايـا حُيـاري رُبِّقَّتْ بِحِبـالِهـا | يُسَقْنَ عَنيفاً كَالاْءِمـاءِ بِذِلَّةٍ | ||||||||||||
فَاُدْخِلْنَ فِي النّادي وَ غَصَّ بِاَهْلِهِ | وَ هُمْ بَيْنَ فَرْحـانٍ وَ سـاكِبِ عَبْرَةٍ | ||||||||||||
فَقـامَ يَزيدُ بَيْنَهـا مُتَصَفِّحاً | وُجُوهَ كَريمـاتٍ فَيـا خُسْرَ صَفْقَةٍ | ||||||||||||
فَشـافَ اَسيراً وَهْي تَسْتُرُ وَجْهَهـا | بِزَنْدٍ عَنِ النُّظّـارِ مِنْ بَيْنِ نِسْوَةٍ | ||||||||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 91 *» | |||||||||||||
فَقـالَ وَمَنْ هذي فَقـالُوا سُكَيْنَةٌ | فَسـائَلَهـا عَنْهـا فَاَنَّتْ وَ رَنَّتِ | ||||||||||||
وَ قَدْخَنَقَتْهـا عَبْرَةٌ كـادَ نَفْسُهـا | تَسيلُ مِنَ الاْمـاقِ مِنْ عُظْمِ مِحْنَةٍ | ||||||||||||
فَقـالَ لَهـا مِمَّ الْبُكـاءُ سُكَيْنَةٌ | فَقـالَتْ اَصَبْرٌ بَعْدَ هذِي الرَّزِيَّةِ | ||||||||||||
بُنَيَّةُ خَيْرَ الْمُرْسَلينَ وَ مـالَهـا | سِتـارٌ عَنِ النُّظّـارِ يـا طُولَ حَسْرَةٍ | ||||||||||||
فَنـاحَ وَنـاحَ الْقَوْمُ مِنْ عُظْمِ رُزْئِهـا | وَ لَمْيَتَمـالَكْ مِنْ بُكـاءٍ وَ زَفرَةٍ | ||||||||||||
فَقـالَ يَزيدُ بْنُ الْبَغِي عُبَيْدِكَمْ | عَتَوتَ وَمـا اَقْسـاكَ يَابْنَ الْبَغِيَّةِ | ||||||||||||
فَقـالَ لِزَجْرٍ رُدَّهُنَّ لارْتاي | وَاَنْظُرَ في اَمْري وَ تَسْكُنَ فَوْرَتي | ||||||||||||
فَقـالَتْ لَهُ مَهْلاً فَاَكْثَرُ عَبْرَتي | لِطَيْفٍ رَاَيتُ اِذْ اُرِحْتُ بِلَيْلَتي | ||||||||||||
فَقـالَ لَهـا قُصّي عَلَي فَاُوقِفَتْ |
لِتَحْكِي رُؤْيـاهـا لِشَرِّ الْخَليقَةِ |
||||||||||||
فَقـالَتْ وَ اِنّي مُنْذُ قُتِّلَ والِدي |
مُنِعْتُ رُقـادي فِي الطَّريقِ وَ راحَتي |
||||||||||||
فَقَدْ رَكَّبُوني فَوْقَ اَدْبَرَ اَعْجَف |
يُعَّنِفُني زَجْرُبْنُ قَيْسٍ بِزَجرَة |
||||||||||||
اِلي لَيْلَتي هذي فَاُغْمِي سـاعَةْ |
عَلَي اِذا قَصْرٌ مِنَ النُّورِ حَضْرَتي |
||||||||||||
شَرائِفُهُ الْيـاقُوتُ يَلْمَعُ نُورُهـا | زَبَرْجَدَةٌ اَرْكـانُهـا ذاتُ لُمْعَةٍ | ||||||||||||
وَ اَبْوابُهُ الْعُودُ الْقَمـارِي@ فَبَيْنَمـا | اُلاحِظُهـا عُجْباً بِهِ بَعْدَ حَيْرَتي | ||||||||||||
اِذاً فُتِحَتْ اَبْوابُهُ فَاذا بَدي | مَشـايِخُ زُهْر@ كَالْبُدُورِ بِبَهْجَةٍ | ||||||||||||
و يقْدمهمْ منْهمْ وصيفٌ سالْته | عنْ الْقصْرو الْقوم الْكرام الاْجلّة | ||||||||||||
فَقُلْتُ لِمَنْ هذَا الْبِنـاءُ فَقـالَ | لِلْحُسَيْنِ اَبيكِ الْخَيْرِ يـا خَيْرَ نِسْوَةٍ | ||||||||||||
فَقُلْتُ وَ مَنْ هُمْ قـالَ ذلِك ادَمُ | وَ نُوحٌ وَ اِبْراهيمُ صـاحِبُ خُلَّةٍ | ||||||||||||
وَ مُوسي وَعيسي ثُمَّ اَقبَلَ بَعْدَهُمْ | عَظيمٌ كَبَدْرٍ بـازِغٍ فِي الدُّجِيَّةِ | ||||||||||||
حَزيناً كَئيباً قُلْتُ مَنْ هُو؟ فَقـالَ ذا | اَبُوكِ رَسولُاللّهِ خَيْرُ الْخَليقَةِ | ||||||||||||
فَقُلتُ اَيا جَدّاهُ اَمّا رِجالنـا | فَقَد قُتِلُوا في نَينَوا شَرَّ قَتلَة | ||||||||||||
وَ اَطفالنـايـا جَدُّ قَدْزُبِحُوا كَمـا | يُذَبَّحُ شاة لَيسَ تُسقي بِشَربَة | ||||||||||||
وَ اَمَّا النِّساءُ قَدْسُبينَ حَواسِرا | وَ قَدْحُمِلَت مِنْ فَوقِ كُلِّ مَطِيَّة | ||||||||||||
اَيـا جَدُّ لَوْ شاهَدتنـا في مَسيرِنـا | اُسـاري عَلَي الأْْتـابِ مِنْ غَيْرِ سُتْرَةٍ | ||||||||||||
يَسُبُّونَنـا اَنّي مَرَرْنـا كَاَنَّنـا | مِنَ الزَّنْجِ اَوْ مِنْ اَهْلِ بَغْي وَ بِدْعَةٍ | ||||||||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 92 *» | ||||||||||||
اَيـا جَدُّ لَمْيَرْعَوْكَ فينـا كَاَنَّهُمْ | عَلي كُفْرِهِمْ في اَعْصُرِ الْجـاهِلِيَّةِ | |||||||||||
اَحَلُّوا عَلَي الْعُدْوانِ هَتْكَ حَريمِنـا | وَ سَبْي ذَرارينـا وَ نَهْبَ الْبَقِيَّةِ | |||||||||||
اَيـا جَدُّ لَوْ شـاهَدْتَنـا اِذْ اَتَوْا بِنـا | اِلي مَقْتَل@ اَسْري فَيـا طُولَ عَوْلَةٍ | |||||||||||
اَيـاجَدُّ لَوْ شـاهَدتَ فَرخَكَ ظـامِياً | جَريحاً طَريحاً في تُرابِ الْمَذَلَّةِ | |||||||||||
عَلي صَدْرِهِ شِمْرٌ بِنَعْلَيْهِ بَعْدَ مـا | تَرَضَّضَ مِنْ جَوْلانِ خَيْلٍ بِحَلْبَةٍ@ | |||||||||||
اَيـا جَدُّ لَوْ شـاهَدْتَنـا في مَنـاقِلٍ@ | يُلاحِظُنـا مِنْ اَهْلِهـا كُلُّ سُوقَةٍ | |||||||||||
يَرانـا عَرايـا كُلُّ بَرٍّ وَ فـاجِرٍ | لَشـاهَدْتَ خَطْباً مِنْ عَظيمِ الْبَلِيَّةِ | |||||||||||
فَعـانَقَني جَدّي حَزيناً وَ ضَمَّني | اِلي صَدْرِهِ يَبْكي وَ اَبْكي لِمِحْنَتي | |||||||||||
وَ يَبْكُونَ رُسْلُ اللّهِ مَعْنـا وَ اَشتَكي | اِذا بِمُنـادٍ قـالَ يـا بِنْتَ صَفْوَةٍ | |||||||||||
دَعينـا فَقَدْ اَوْجَعْتِ مِنّـا قُلُوبَنـا | وَ اَبْكَيْتِ خَيْرَ الرُّسْلِ مِنْ طُولِ شِكْوِةٍ | |||||||||||
فَجـاءَ وَصيفٌ مِنْهُمُ وَ اَقـامَني | وَ اَدْخَلَني قَصْراً وَ مَرَّ بِنِسْوَةٍ | |||||||||||
اِذاً خَمْسُ نِسْوانٍ وَلكِن مَرْاَةٌ | عَلَيْهـا ثِيـابٌ ذِي اَهلِ الْمُصيبَةٍ | |||||||||||
اِذاً بِقَميصٍ في يَدَيْهـا مُضَرَّجٌ | بِدَمٍ وَ قَدْكـانَتْ تَنُوحُ بِعَبْرَةٍ | |||||||||||
وَتَلْطِمُ خَدَّيْهـا وَ تَجري دُمُوعُهـا | عَلي وَجْنَتَيْهـا كَالْلَّئـالِي السَّنِيَّةِ | |||||||||||
فَقُلْتُ مَنِ النِّسْوانُ قـالَتْ وَصيفَةٌ | خَديجَهُنِ الْكُبْري وَ مَرْيَمُ وَ الَّتي | |||||||||||
تَليهـا مَقـاماً فَهِي بِنتُ مُزاحِمٍ | وَ اُخري لَدَيْهـا اُمُّ مُوسَي العَلِيَّةِ | |||||||||||
فَقُلْتُ وَ مَنْ ذاتُ الْقَميصِ الْمُضَرَّجِ | فَقـالَتْ هِي الزَّهْراءُ اُمُّ الرَّزِيَّةِ | |||||||||||
فَصِرْتُ اِلي اُمّي فَقـالَتْ سُكَينَةٌ | فَقُلْتُ نَعَمْ يـا خَيْرَ اُمٍّ وَ جَدَّةٍ | |||||||||||
فَقـامَتْ وَ ضَمَّتْني اِلَيْهـا تَحَسُّراً | وَ قَدْحَنَقَتْهـا عَبْرَةٌ بَعْدَ زَفْرَةٍ | |||||||||||
وَ تَلْطِمُ خَدَّيْهـا وَ تَجْشَأُ بِالْبُكـاءِ | تَنُوحُ بِتَضْوارٍ تَصيحُ بِعَولَةٍ | |||||||||||
فَقُلْتُ اَيـا اُمّـاهُ اُوتِمْتُ مِنْ اَبي | عَلي صِغَرٍ قـالَتْ فَيـا طُولَ وَيْلَتي | |||||||||||
فَقـالَتْ وَمَنْ اَحْني عَلَيْكُنَّ بَعْدَهُ | وَ مَنْ لَمَّكُنَّ بَعْدَ نَشْرٍ وَ فُرْقَةٍ | |||||||||||
وَ اَيْنَ رِجـالي اَخْبِري عَنْ عَليلِهِمْ | وَ عَنْ حـالِهِ مَعْ طُولِ سُقْمٍ وَ عِلَّةٍ | |||||||||||
فَقُلْتُ اَرادُوا قَتْلَهُ غَيْرَ مَرَّةٍ |
وَ يَدْرَءُ عَنْهُ السُّقْمُ صَوْبَ الْمَنِيَّةِ |
|||||||||||
وَ قَدْسَلَبُوهُ يَوْمَ نَهْبٍ وَ لَمْيَكُنْ |
يُطيقُ نُهُوضاً مِنْ سَقـامٍ وَ كَأْبَةٍ |
|||||||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 93 *» | |||||||||||||||||
اَيـا اُمِّ لَوْ شـاهَدْتِهِ وَ هْوَ نـاحِلٌ | عَليلٌ ضَعيفٌ في اُوامٍ وَ جَوْعَةٍ | ||||||||||||||||
وَ قَدْرَكَّبُوهُ فَوْقَ اَدْبَرَ اَعْجَفٍ | عَلي قَتَبٍ قَدْاَعْنَفُوهُ بِزَجْرَةٍ | ||||||||||||||||
اَتَوْهُ بِغُّلٍ جـامِعٍ في نُحُولِهِ | فَغَلُّوهُ كَالْعَبْدِ الأْسيرِ بِذِلَّةٍ | ||||||||||||||||
فَمَهْمـا رَاي مِنْ ثِقْلِهِ وَ احْتِمـائِهِ | بِحَّرِ هَجيرٍ ظَلَّ يَبْكي لِنِسْوَةٍ | ||||||||||||||||
وَ اَغْلالِهـا مَعَ ضَعْفِهـا وَ حِبـالِهـا | عَلي قَتَبِ الْبُعْرانِ مِنْ غَيْرِ جُلْبَةٍ | ||||||||||||||||
سَاَلْنـاهُمُ فَكَّ الْعَليلِ فَشَدَّدُوا | وَ شَدُّوا بِحَبْلٍ رِجْلَهُ مِنْ عَداوَةٍ | ||||||||||||||||
فَاَفْخـاذُهُ سـالَتْ دَمًا وَ تَقَرَّحَتْ | بِشِدَّةِ مـا شَدُّوهُ مِنْ تَحْتِ نـاقَةٍ | ||||||||||||||||
وَ كـانَ يُبـاكي لَيْلَهُ وَ نَهـارَهُ | وَ مَهْمـا رَانـا نـاحَ نَْوحاً بِرَنَّةٍ | ||||||||||||||||
وَ مَهْمـا رَأي رَأْسَ الْحُسَيْنِ عَلَي الْقَني | بَكي نَحْوَ ثَكْلي اَعْوَلَتْ بِالْعَشيرَةِ | ||||||||||||||||
فَاَنَّتْ وَ رَنَّتْ ثُمَّ قـالَتْ اَهكَذا | جَري بَعْدَنـا فيكُمْ فَيـا عُظْمَ ضَيْعَتي | ||||||||||||||||
فَمَنْ غَسَّلَ الْمَقْتُولَ قُرَّةَ اَعيُني | وَ كَفَّنَ مَنْ واراهُ اَثْنـاءَ حُفْرَةٍ | ||||||||||||||||
وَ مَنْ زارَهُ مِنْ بَعْدِ ذاكَ مِنَ الْوَري | فَقُلْتُ وَ حَرُّ الْحُزْنِ يُلْهِبُ مُهْجَتي | ||||||||||||||||
اَلا غِسْلُهُ عَبْراتُنـا وَ دِمـاؤُهُ | وَ اَكْفـانُهُ رَمْلُ الْفَلاحينَ ذُرَّتِ | ||||||||||||||||
تَرَكْنـاهُ مَرْضُوضَ الْقَرا وَ مُنَّكَلاً | عَلَي الأَرْضِ تَحْتَ الشَّمْسِ عادِمَ سُتْرَةٍ | ||||||||||||||||
وَ زُوّارُهُ وَحْشُ الْفَلا وَ طُيُورُهـا | وَ يَبْكي عَلَيْهِ الْمُعْصِراتُ بِمَطْلَةٍ | ||||||||||||||||
فَصـاحَتْ فَقـالَتْ في عَويلٍ وَ لَوعَةٍ |
فَوا وَلَدا يـا خَيْرَ حَي وَ مَيِّتٍ |
||||||||||||||||
وَ واقِلَّةَ النُّصّـارِ وا سُوءَ مـا جَري |
لِمـا لَمْيُراعُوا فيكَ حَقَّ الْقَرابَةِ |
||||||||||||||||
اِذا بِالنِّسـاءِ الثّـاكِلاتِ فَقُلْنَ لي | دَعي تَسْتَرِحْ بِنْتُ النَّبِي بِراحَةٍ | ||||||||||||||||
فَاَهْلَكْتِهـا مِنْ شِدَّةِ النَّوْحِ وَ الْبُكـا | وَ اَهلَكْتِهـامِنْ ذِكْرِ هذِي الرَّزِيَّةِ | ||||||||||||||||
فَصـاحَ يَزيدُ بِالْبُكـاءِ وَ قَومُهُ | يَنُوحُونَ حَيْرانينَ مِنْ قُبْحِ صَنْعَةٍ | ||||||||||||||||
فَلَعْنَةُ رَبِّ الْعَرْشِ وَ الْفَرْشِ وَ السَّماءِ |
وَ لَعْنَةُ كُلِّ الْعـالَمينَ وَ لَعْنَتي |
||||||||||||||||
عَلَيْهِمْ مَدَي الاْعْصارِماناحَ نائِحٌ |
وَ مادامَ ذِكْرٌ فِي الْوَري مِنْ رَزِيَّةٍ |
||||||||||||||||
وَ صَلّي مَليكُ الْعَرْشِ وَالْفَرْشِ وَ السَّما |
عَلي الِ خَيْرِ الْمُرْسَلينَ بِرَحْمَةٍ |
||||||||||||||||
كَريمُ بْنُ اِبْرهيمَ عَبْدُكُمُ الَّذي | اَتـاكُمْ بِظَهْرٍ مُثْقَلٍ مِنْ خَطيئَةٍ | ||||||||||||||||
وَ لَمْيَحْتَسِبْ اَلاّ ثَلثاً وِلائَكُمْ | وَ بُغْضَ اَعـاديكُمْ وَ نُصْحاً بِتَوْبَةٍ | ||||||||||||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 94 *»
« منْهـا قَصيدَةٌ قَصيرَةٌ فِي الِّرثي »
اَبْهَضَنِي الدَّهْرُ وَ اَشْجـاني | مِنْ رُزْءِ سـاداتي وَ اَبْكـاني | |
سـاقَهُمُ الْمَقْدُورُ حَتّي قَضَوْا | غَرْثي ظَمـايـا رَهْنَ اَكْفـانٍ | |
اُفِّ لَكُمْ كَيْفَ اَعَدْتُم قِري | ضيفـانِكُمْ يـا اَهْلَ كُوفـانٍ | |
دَعَوْتُمُ نَحْوَكُمُ ابْنَ الرَّسُولِ | وَ نَصَرْتُمُ اَهْلَ عُدْوانٍ | |
اُفِّ لَكُمْ سُمَّيْتُمُو مُسْلِمينَ | وَ هَدَمْتُمْ دارَ ايمـانٍ | |
تُعَظِّمُونَ الْبَيْتَ مِنْ غَدْرِكُمْ | وَ لَمْتُراعُوا حُرْمَةَ الْبـاني | |
مـاذا تُجيبُونَ نَبِيّاً اِذا | اَوْقَفَكُمْ في جِسْرِ نيرانٍ | |
خـاصَمَكُمْ يَوْمَئِذٍ سـائِلاً | مـا ذَنْبُ اَوْلادي وَ نِسْواني | |
قَتَلْتُمُوا نَسْلي وَ وازَرْتُمُو | في هَتْكِهِمْ ذُرِّيَّةَ الزّاني | |
اُفٍّ لَكُمْ اَيْنَ بَنُو اَحمَدٍ | وَ آلُ هِنْدٍ وَ ابْنُ مَرْوانِ | |
هذا يَزيدُ وَ اَبُوهُ وَ مَنْ | تـابَعَهُ فِي الدَّرَكِ الدّاني | |
دُونَكُمْ اِصْلَوْهُ مِنْ سَعْيِكُمْ | مِنْ غَيْرِ مـا ظُلْمٍ وَ عُدْوانٍ | |
شَتّـانَ مـا بَيْنَ دَعـاكُمْ لَهُمُ | لِتَهْتَدُوا يـا جُنْدَ شَيْطـانٍ | |
وَ بَيْنَ مـا صِرْتُمْ تُعـادُونَهُمْ | وَ لَمْتُراعُوا حَقَّ ايمـانٍ | |
قَتَلْتُمُوا نَسْلي بِلا مَأْثَمٍ | لِكَي تُرَضُّوا آلَ مَرْوانٍ | |
دَفَنْتُمُوا قَتْلاكُمُ دُونَهُم | اَلْقَيْتُمُوهُمْ عَرْضَ قيعـانٍ | |
حُنُوطُهُمْ رَمْلُ الْفَلا غِسْلُهُمْ | دَمٌ بِلا غُسْلٍ وَ اَكفـانٍ | |
لَمْ يَكْفِكُمْ ذاكَ اِلي اَنْ حَطَمْتُمْ | عَظْمَهُمْ مِنْ رَكْضِ فُرْسـانٍ | |
يـا لَهْفَتـا تُؤْسَرُ في جَمْعِهِمْ | بَنـاتُ خَيْرٍ خَيْرُ نِسْوانٍ | |
ثُمَّ تُسـاقُ كَسِيـاقِ الاَْمـاءِ | عـارِيَةً مِنْ فَوْقِ بُعْرانٍ | |
يُهْدُونَهـا ظُلْما اِلي شـارِبٍ | لِلْخَمْرِ لَعّـابٍ لِقِدْحـانٍ | |
وَ اللّهِ يـا آلَ نَبِي الْوَري | حَيَّرَنِي الرُّزْءُ وَ اَعْيـاني | |
اَذْكُرُ مِنْ اَحْزانِكُمْ اَيَّهـا | وَ كُلُّهـا يَهْدُمُ اَرْكـاني |
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 95 *» | ||||
عَبْدُكُمُ الْجـاني كَريمُ الَّذي | اَعْيـاهُ اَعْلالٌ لاَِحْزانٍ | |||
لَيْسَ لَهـا غَيْرُكُمُ دافِعٌ | وَ فَضْلُكُمْ كـافٍ لاَِشْجـاني | |||
صَلّي عَلَيْكُمْ رَبُّكُمْ مـا بَدا | شَمْسٌ وَ مـا كَرّ الْجَديدانِ | |||
« مِنْهـا قَصيدَةٌ فِي الرِّثي »
كَيْفَ الشِّفـاءُ مِنَ الاَْسْقـامِ يـا قَلْبُ |
وَ آلُ اَحْمَدَ قَدْاَضْنـاهُمُ الْكَرْب |
||||||||||
هُمْ شـارِقٌ وَ مَوالُوهُمْ ضِيـاؤُهُم |
اَنّي لَهُمْ بَهْجَةٌ اِنْ كـانَ لايَشْبُو |
||||||||||
هُمْ مُهْجَةُ الدّهْرِ اِنْ مَلَّتْ تَمِلُّ بِهـا |
كُلُّ الْجَوارِحِ يَعْلُوهـا لَهـا كَأْبُ |
||||||||||
هُمْ شـاخِصٌ وَ الْبَرايـا ظِلُّهُمُ فَاِذا |
مـاقـامَ قـامَ وَ اِنْ مَا انْكَبَّ يَنْكَبُّ |
||||||||||
فَكُلَّمـا فِي الْبَرايـا بـانَ مِنْ حَزَنٍ |
اَوْ مِحْنَةٍ اَوْ مَتي مـا نـالَهُمْ ثَلْبٌ |
||||||||||
فَاِنَّمـا هُوَ مِنْ بَلْوي اَصـابَهُمُ |
اِذا انْطَفي السُّرْجُ فَالْجُدْرانُ لاتَعْبُو |
||||||||||
وَ اللّهِ اِنّي مَتي مـاصِرْتُ مُفْتَكِرا |
في كُلِّ بِرٍّلَهُ مِنْ رَبِّهِ قُرْبٌ |
||||||||||
وَ مـا يُلاقي مِنَ الْأَشْرارِ مِنْ مِحَنٍ |
نَصيبُهُ الذُّلُّ وَالْخُسْرانُ وَ النَّصْبُ |
||||||||||
وَ حَظِّ كُلِّ كَفُورٍ اَنَّهُ الشَّرَفُ |
وَ الْبَسْطُ وَ الْقَبْضُ وَ الاْمْوالُ وَالصَّحْبُ |
||||||||||
يَئِسْتُ مِنْ راحَةِ الدُّنْيا وَ لِذَّتِها |
عَلِمْتُ اَنْ لا لَهـا في مُؤمِنٍ اِرْبٌ |
||||||||||
وَ طَّنْتُ نَفْسي لِألامِ الدُّهُورِ كَمـا |
قَدْوَطَّنُوا وَ الْبَلايـا عِنْدَهُمْ دَاْبٌ |
||||||||||
فَيـا صَريعَ الْبَلايـا لايُفيقُ اَلا |
تَرْضي بِشيمَةِ سـاداتٍ لَهـا لَبُّوا |
||||||||||
فَاقْطَعْ رَجـاءَكَ فِي الدُّنيـا عَنِ الْجَذَلِ |
اَعِدَّ لِلْحُزْنِ جِلْبـاباً لَهُ رُحْبٌ |
||||||||||
بَنُو سُمَيَّةَ مَاْمُونُونَ في تَرَفٍ |
وَ آلُ فـاطِمَ قَدْاَضْنـاهُمُ الرُّعْبُ |
||||||||||
بَنُو اُمَيَّةَ في رِي وَ في شَبَعٍ |
وَ آلُ فـاطِمَ عَطْشي مَضَّهُمْ سَغَبٌ |
||||||||||
وَ آلُ مَرْجـانَ في دُوْرٍ مُزَخْرَفَةٍ |
وَ آلُ فـاطِمَ قَدْاواهُمُ الْخِرَبُ |
||||||||||
بَنِي الْكِرامِ ءَاَنْتُمْ سـاكِتُونَ اَلا |
صَرَخْتُمُو مُسْتَغيثاً دُونَكُمْ يَطْبُو |
||||||||||
هَبْ لَمْتَكُونُوا حُضُوراً يَوْمَ صَرْخَتِهِ |
فَتَنْصُرُوهُ كَرَهْطٍ عَنْهُمُ ذَبُّوا |
||||||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 96 *» | |||||||||||||
هَلاّ تَصُبُّونَ دَمْعاً في مَنـاحَتِهِ |
اِذا سَمِعْتُمْ اَمـا مِنْ نـاصِرٍ يَصْبُو |
||||||||||||
اَمـا مُغيثٌ يُغيثُ الْمُسْتَغيثَ بِهِ |
اَمـا مُجيرٌ فَبـادَ الْوُلْدُ وَ الصَّحْبُ |
||||||||||||
اَمـا بِجَمْعِكُمُ مِنْ مُسْلِمٍ فَيَقي |
ضَيـاعَ خَيْرٍ فَهـالَ الاَْمْرُ وَ الْخَطْبُ |
||||||||||||
اَمـا بِكُمْ مَنْ يَخـافُ اللّهَ سَطوَتَهُ |
في صِبْيَةٍ مـا لَهـا في دينِكُمْ ذَنْبٌ |
||||||||||||
لَبَّيْكَ يـا داعِياً قَدْذابَ مُهْجَتُنـا |
مِنْ نَدْبِهِ اِذْ اَتـانـا بَعْدَهُ النَّدْبُ |
||||||||||||
لَبَّيْكَ يـا داعِياً اَشْوي بِصَرْخَتِهِ |
اَكْبـادَنـا ثُمَّ طـاشَ الْعَقْلُ وَ اللُّبُّ |
||||||||||||
اِنْ فـاتَنـا يَوْمُ عـاشُورا وَ لَمْنَكُ في |
مَعـاشِرٍ عَنْ حَريمِ الْخَيرِ قَدْذَبُّوا |
||||||||||||
فَهـا لِاَفْواجِنـا في كُلِّ زاوِيَةٍ |
منـاحَةٌ وَ بِهـا مِنْ دَمْعِنـا سَيْبٌ |
||||||||||||
نُقيمُ في كُلِّ صَوْبٍ مـاتَماً وَ لنـا |
فيهِ عَويلٌ زَفيرٌ صَيْحَةٌ وَيْبٌ |
||||||||||||
رُوحي فَداؤُكَ يَابْنَ الْخَيْرِ حينَ غَدا |
يَعْلُوكَ شِمْرٌ بِبَتّـارٍ فَلايَنْبُو |
||||||||||||
اهٍ لِشِلْوِكَ اِذْ رَضُّوا بِخَيْلِهِمِ |
قَراكَ رَكْضاً فَدُقَّ الصَّدْرُ وَ الْجَنْبُ |
||||||||||||
يـا لَلرِّجـالِ بَنـاتُ الطُّهْرِ قَدْسُبِيَتْ | سَغْبي وَ عَطْشي وَ حَسْري مـا لَهـا اِتْبٌ | ||||||||||||
وَ حُمِّلَتْ فَوْقَ اَقْتـابٍ مُكَشَّفَةً | عَلي صِعـابٍ وَ دارَتْ حَوْلَهَا الرَّكْبُ | ||||||||||||
اِنِ اسْتَغـاثَتْ لَهـا شَتْمٌ وَ مِرْزَبَةٌ | وَ اِنْ بَكَتْ حَسْرَةً مِنْ فَوْقِهـا ثَغْبٌ | ||||||||||||
حَتّي اَتَوْا نَحْوَ خَمّـارٍ بِهِنَّ كَمـا | يُؤْتي بِاَسْري مَجُوسٍ يـالَهُمْ وَيْبٌ | ||||||||||||
في مَجْلِسٍ غُصَّ بِالْفُجّـارِ وَ اشْتَغَلُوا | بِشُرْبِ خَمْرٍ وَقداَلْهـاهُمُ اللَّعْبُ | ||||||||||||
وَقداُقيمَتْ عَلي اَقْدامِهـا بَطَراً | مِنْهُمْ زَمـاناً فَلَمْيُمْكِنْهُمُ الْثَبُّ | ||||||||||||
وَجيئَ بِالرَّأْسِ مَشْجُوجَ الْجَبينِ عَلي | طَسْتٍ يُضيئُ كَبَدْرٍ في الدُّجي يَشْبُو | ||||||||||||
فَحَطَّهُ فَرَحاً مِنْ تَحْتِ مائِدَةٍ | مُقـامِراً شـارِباً خَمْراً لَهُ دَعْبٌ | ||||||||||||
يَصُبُّ فُضْلَةَ جـامـاتٍ اِذا شُرِبَتْ | مِمّـا يَلي الطِّسْتَ ذا في كُفْرِهِ حَسْبٌ | ||||||||||||
شـالَ الدَّعِي قَضيباً مِنْ تَجَبُّرِهِ | وَ ظَلَّ يَنْكُتُهُ اِذْ سَرَّهُ الْغَلْبُ | ||||||||||||
يَدْعُو مَشـايِخَهُ مِنْ قَعْرِ هـاوِيَةٍ | يـالَيْتَهُمْ شَهِدُوا ذَا الْيَوْمَ وَ انْكَبُّوا | ||||||||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 97 *» | ||||||||||||
سُرُّوا بِاَعْمـالِنـا في اَخْذِ ثـارِهِمِ | مِنْ الِ اَحْمَدَ اِذْ اَفْنَتْهُمُ الشَّطْبُ | |||||||||||
يـا لَهْفَتـاهُ اِذْ غَدَا الشّـامِي يَطْلُبُ مِنْ | يَزيدَ مِنْهـا فَتـاةً عَلَّهُ يَحْبُو | |||||||||||
فَاُرْعِبَتْ فَرِقاً مِنْ ذاكَ وَ الْتَجَاَتْ | بِاُخْتِهـا وَيْلَتـا مـا ذلِكَ الْخَطْبُ | |||||||||||
يـا لَهْفَ نَفْسِي اِذْ قـامَتْ تُذَكِّرُهُمْ | فَلَمْيُفِدْهُمْ حَيـاءً بَلْ لَهـا سَبُّوا | |||||||||||
بَنِي الْكِرامِ كَريمـاتُ النَّبِي غَدَتْ | مُكَشَّفـاتٍ يَراهَا الْعُجْمُ وَ الْعُرْبُ | |||||||||||
تُقـامُ حَيْثُ تُقـامُ السَّبْي عِنْدَهُمُ | لِلْعَرْضِ وَيْلاً لِاَيْديهِمْ لَقَدْتَبُّوا | |||||||||||
لاشَكَّ اَنَّ حُسَيْناً نـالَهُ مِحَنٌ | لَمْيَلْقَهـا اَحَدٌ اِذْ كُلُّهـا صَعْبٌ | |||||||||||
لكِنْ هَلُمَّ وَ اَنْصِفْ اَنَّهُ شَهَرَ السُّـيـُ | ــوفَ مـا فـاتَهُ غَزْوٌ وَ لا ذَبٌّ | |||||||||||
اَمّـا عَلِي فَقَدْشـافَ الرِّجـالَ غَدَوْا | صَرْعي ثَلثاً فَمـا واراهُمُ التَّرْبُ | |||||||||||
وَ شـافَ نِسْوانَهُ اَسْري مُكَشَّفَةً | حَسْري تُسـاقُ عَنيفاً مـا لَهـا جَشْبٌ | |||||||||||
مـا ذا لَقي اِذْ اَتَوْا لِلنَّهْبِ وَ انْتَشَرَتْ | نِسـاؤُهُ فَسُلِبْنَ الْحَلْي وَ الثَّوْبُ | |||||||||||
مـا ذا لَقي اِذْ رَأي مِنْهـا لَقَدْ ضُرِبَتْ | مِنْهـا لَقَدْ جُرِحَتْ مِنْهـا لَهـا نَحْبٌ | |||||||||||
مـا ذا لَقي اِذْ رَأَي الْحـامينَ قَدْصُرِعُوا | قَتْلي فَظَلَّ فَريداً مـا لَهُ صَحْبٌ | |||||||||||
يَرَي الرِّجـالَ بِوَطْؤِالْخَيْلِ قَدْطُحِنُوا | يَرَي النِّسـاءَ عَرايـا حَوْلَهُ تَكْبُو | |||||||||||
مـا ذا لَقي اِذْ رَأَي الاَْطْفـالَ بـاكِيَةً | عَطْشي وَ سَغْبي عَرايـا نـالَهَا النُّصْبُ | |||||||||||
وَ اِذْ اَتَوْا بِكَريماتٍ مُخَدَّرَةٍ | اِلَي الشَّأْمِ وَ نُظّارٍ لَهُمْ اَلْبٌ | |||||||||||
وَ اِذْ اَتَوْا بِحِبالٍ في مَذَلَّتِها | فَرَبَّقُوها كَاَغنامٍ لَها شُعَبُ | |||||||||||
وَ اُدْخِلَتْ هكَذافي مَجْلِسٍ جَمَعَتْ | فيهِ الْجُمُوعُ وَ في اَطْرافِهِ ثَبُّوا |
|||||||||||
اُوقِفْنَ في عِقْرِهِ وَ الْقَوْمُ حـامِدَةٌ |
شَمـاتَةً وَ لَهُمْ في سُرِّهِمْ دَعْبٌ |
|||||||||||
وَ دُونَهُنَّ عَلِي واقِفٌ وَ بِهِ |
غُلٌّ كَعَبْدٍ اَسيرٍ مَضَّهُ الضَّرْبُ |
|||||||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 98 *» | |||||||||
وَ اِذْ اُمِرْنَ بِاَنْ تَأْوي الْخَرابَ فَلا |
يَزُورُهـا مـا خَلاَ الْعُبْدانِ وَ الْقِشْبُ |
||||||||
فَاَيْنَ هذي الْبَلايـا الّلاتِ اَهْوَنُهـا | يَذُوبُ مِنْهُ الْحَشـا وَ الْكِبْدُ وَ الْقَلْبُ | ||||||||
مِنْ اَنْ يَصُولَ الْفَتي كَالاُْسْدِ في سُرَبٍ | يُرْوي غَليلَ جَواهُ الْعَضْبُ وَ الضَّرْبُ | ||||||||
يُصْمي وَ يَفْري الْعِدا لَمْيُخْطِ اَسْهُمُهُ | يَشْفي غَليلَ حَشـاهُ الرُّمْحُ وَ الثَّعْبُ | ||||||||
لكِنْ هُمـا واحِدٌ لافَرْقَ بَيْنَهُمـا | مُصـابُ هذا لِذا هذا لِذا نِصْبٌ | ||||||||
اِذْكُلُّهُمْ شَمْسُ قُدْسٍ قَدْاَضـاءَ بِهـا | هَيـاكِلٌ فَاَضـاءَ الشَّرْقُ وَ الْغرْبُ | ||||||||
يَجْري لِاَوَّلِهِمْ فَضْلٌ لِاخِرِهِمْ | لَمْيُلْفَ بَيْنَهُمُ في مُفْخَرٍ حَجْبٌ | ||||||||
يـا الَ طه فَقَدْ وَ اللّهِ الَمَنـا | مُصـابُكُمْ وَ لَهيبُ الْحُزْنِ لايَخْبُو | ||||||||
اِنْ قَدَّرَ اللّهُ تَاْخيراً لِخِلْقَتِنـا | فَلَمْنَكُنْ مَعَكُمْ يَوْماً لِكَي نَتْبُو | ||||||||
فَهـا نُجـالِسُ في اَعْصـارِنـا حَزَناً | لِرُزْئِكُمْ وَ لنـا في ذِكْرِهِ نَحْبٌ | ||||||||
اِنّي كَريمُ بْنُ اِبْرهيمَ عَبْدُكُمُ | اَرْجُو الشَّفـاعَةَ اِذْ اَخْزانِي الذَّنْبُ | ||||||||
يَعْفُو الْكِرامُ عَنِ الْعُبْدانِ اَنْ خَدَمُوا | مُنْذُ الشَّبـابِ اِلي اَنْ جـاءَهُمْ شَيْبٌ | ||||||||
قَدْشِبْتُ في بـابِكُمْ شُغْلاً بِخِدْمَتِكُمْ | وَ ذِكْرِكُمْ وَ رَجـائي عَنْكُمُ التَّوْبُ | ||||||||
صَلَّي الاِْلهُ عَلَيْكُمْ مَا اسْتَضاءَ بِكُمْ | مِنْ دُونِكُمْ وَ اسْتَضـاءَ الشَّرْقُ وَ الْغَرْبُ | ||||||||
« وَ مِنْهـا ايضاً قَصيدَةٌ فِي الرَّثي » | |||||
تَلُومُني اِلي مَ يـا عُذوُلي | في شَكَلي بِرُزْئي الْجَليلِ | ||||
وَ كَيْفَ اَسْلُو وَ بَنُو الْبَتُولِ | قَدْ قُيِّدوُا كَالزَّنْجِ بِالْكُبُولِ | ||||
وَ مِنْهُمُقدشَدَّ بِالْحُبُولِ | يُسـاقُ في عُنْفٍ عَلَي الاَْنيلِ | ||||
نِسـاؤُهُمْ يُمينَ فِي اَليلٍ | رِجـالُهُمْ تُقْتَلُ بِالصَّقيلِ | ||||
اُلْقُوا عَلَي الرَّمْضاءِ في هَجيلٍ | وَ اوُطِئُوا بِحـافِرِ الْخُيُولِ | ||||
لَهْفي عَلي عَلِي الْعَليلِ | اَلدَّنِفِ الْمَأْسُورِ وَ الضَّئيلِ | ||||
وَ جِسْمِهِ النّاحِلِ فِي الْكُبُولِ | يـا لَهْفَتـا لِزَيْنَبَ الثَّكُولِ | ||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 99 *» | ||||
حينَ اَتَتْ مَصـارِعَ الْقَتيلِ | تَنُوحُ بِالْوَيْلاتِ وَ الْعَويلِ | |||
ايـا لَلنَّبِي وَ لِذَا التَّليلِ | يـا لَعَلِي وَ لِذَا الْجَديلِ | |||
وَ يـا لَحِصْني وَ اَخِي الْبَسيلِ | وَ يـا لاََنْصـاري وَ لِلشُّبُولِ | |||
يـا لَهْفَتـا قَدْهُتِكَتْ سُدُولي | بِقَتْلِ شِبْلِ اَفْضَلِ السَّليلِ | |||
بِلاتُراثٍ وَ بِلا ذُحُولٍ | جَفَوا عَلي سَيِّدي الْجَليلِ | |||
يـالَهْفُ اِذْ نُودِي بِالرَّحيلِ | وَجيئَ لِلتِّرْحـالِ بِالْأَبيلِ | |||
وَ حَمَّلُوا النِّسـاءَ وَ الشُّبُولِ | لَمْيَدَعُوا لَهُنَّ مِنْ سَميلِ | |||
سُكَينَةُ تُبْكيهِ بِالْهُطُولِ | يـا مَلْجَاي وَ مَنْجَإِي الْجَليلِ | |||
لَيْسَ لَنـا بَعْدَكَ مِنْ كَفيلٍ | قُمْ وَاحْمِ عَنْ ضَيـاعِكَ الذَّليلِ | |||
نَحْنُ بَنـاتُ السَّيِّدِ الرَّسُولِ | وَ عِتْرَةُ فـاطِمَةَ الْبَتُولِ | |||
نُساقُ فِي الاْوْعارِ وَ السُّهُولِ | اِلي دَعِي كـافِرٍ جَهُولٍ | |||
وَ اُمُّ كُلْثُومِ لَدَي الْقُفُولِ | دُمُوعُهـا تَحْدَرُ كالسُّيُولِ | |||
تَقُولُ يـا سَيِّدِي النَّبيلِ | لَيْسَ لَنـا بَعْدَكَ مِنْ بَديلٍ | |||
يـا مَلْجَأَ الْوُفّـادِ وَ السُّئُولِ | يـا مَنْ يُسَلّي قَلْبِي الْمَلُولِ | |||
يـا لَهْفَتـا مِنْ رُزْئِي الثَّقيلِ | وَ مـا لَهـا فِي الْقَلْبِ مِنْ غَليلٍ | |||
اِذْ سَمِعَتْ سَيِّدِهَا النَّبيلِ | يُنْشِئُ مـا يُنْبِئُ عَنْ رَحيلٍ | |||
يـا دَهرُ اُفٍّ لَكَ مِنْ خَليل | كَمْ لَكَ بِالاْءِشْراقِ وَ الْأَصيلِ | |||
مِنْ طـالِبٍ وَ صاحِبٍ قَتيلٍ | وَ الدَّهْرُ لايَقْنَعُ بِالْبَديلِ | |||
وَ اِنَّمَا الاَْمْرُ اِلَي الْجَليلِ | وُ كُلُّ حَي سـالِكٌ سَبيل |
|||
اِسْتَيْقَنَتْ بِالْمَوْتِ بِالْحُلُولِ | وَ بِالْبَلاءِ الضَّخْمِ بِالنُّزُولِ | |||
تَلَقَّتِ الْقَضـاءُ بِالْقَبُولِ | بِغَيْرِ اِستِنْكـافٍ اَوْ نُكُولٍ | |||
لِأَنَّهـا بِنْتُ الْفَتَي الْبَسيلِ | مَنْ سَيْفُهُ مـاضٍ بِلا فُلُولٍ | |||
مُقـاتِلُ الاَْبطـالِ وَ الْفُحُولِ | وَ اَشْرَفُ الْهُداةِ للِسَّبيلِ | |||
يا سادَتي يـا مَنْ هُمُ دَليلي | اِلَيْهِمُ الْمَلْجـا وَ هُمْ وَكيلي | |||
عَبْدُكُمُ الْكَريمُ ذوُ الْفُضُولِ | اَتـاكُمُ بِذَنْبِهِ الثَّقيلِ | |||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 100 *» | ||||
يَأْمُلُ مِنْ فَضْلِكُمُ الْجَزيلِ | قَبُولَ مـا يَعْمَلُهُ قَليلٍ | |||
وَ الْعَفْوَ عَنْ مَأْثِمِهِ الْجَليلِ | ثُمَّ اِلي حِمـاكُمُ دُخُولي | |||
يـا مَرْجَعَ السُّؤالِ وَ السُّؤُلِ | يـا مَنْ اِلَيْهِ دائِماً وَكُولي | |||
اِشْفِ صُدوُراً ضِقْنَ بِالغَليلِ | اَقرِرْ عُيُوناً ظَلْنَ في هُمُولٍ | |||
اِئْذَنْ لِزَرْعِ الْخَصْمِ بِالذُّبُولِ | وَ مـا رَجَونـا فيكَ بِالْحُصُولِ | |||
وَ صَلِّ يـا رَبِّ عَلَي الرَّسُولِ | وَ آلِهِ بِفَضلِكَ الْجَزيلِ | |||
« وَ مِنْهـا قَصيدَةٌ اُخْري فِي الرِّثي »
شُبَّ فِي الْقَلْبِ شُجُوني | شِمْتُ مُذْ رَيْبَ الْمَنُونِ | ||||
لَيْسَ يَنْجُو مِنْهُ نَفْسٌ | وَ كَاَنّي حـانَ حيني | ||||
جِدَّ لاتَغْتَرَّ مِنْ طُولِ | الاَْمـاني يـا خَديني | ||||
فَالاَْمـانِي بَيْتُهـا اَوْهَنُ | مِنْ بَيْتِ الْهَبُونِ | ||||
قَدْ تَبيتُ في مُنـاكَ | لِقُصُورٍ وَ عُيُونٍ | ||||
فَتَقُومُ الصُّبْحَ مِنْ صَخْرٍ | تَوَسَّدْتَ وَ طينٍ | ||||
رُبَّمـا اَصْبَحْتَ تَرْجُو الْعَيْشَ | في حِصْنٍ حَصينٍ | ||||
لَمْتَقِلْ اِلاّ وَ قَدْ | وُوريتَ فِي السِّجْنِ السَّجينِ | ||||
اِنَّمَا الدُّنْيـا فَنـاءٌ لَمُ | تُقَدَّرْ لِلْقُطُونِ | ||||
كُلُّ نَفْسٍ ذائِقُ الْمَوْتِ |
عَلي ذُلٍّ مَهينٍ |
||||
كَيْفَ يَبْقي مَنْ بَنـاهُ |
صيغَ مِنْ مـاءٍ وَ طينٍ |
||||
وَ هْوَ مَشْحُونٌ بِآفـاتٍ |
سَقـامٍ وَ شُجُونٍ |
||||
لَيْسَ فِي الدُّنْيـا سرُوُرٌ |
قَطُّ اِلاّ لِلاَْفينِ |
||||
هَلْ يَكُونُ بَعْدَ عـاشُورا | سُرُورٌ لِرَزينٍ | ||||
هَدَمَتْ وَقْعَتُهـا بُنْيـانَ | صَبْرٍ وَ سُكُونٍ | ||||
اَوْقَدَتْ فِي الدَّهْرِ نـارا | في ظُهُورٍ وَ بُطُونٍ | ||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 101 *» | ||||
اَحْرَقَتْ مِنّـا كُبُودا | ثُمَّ شُبَّتْ فِي الْعُيُونِ | |||
فَاَسـاحَتْ دَمْعَهـا مِنْ | بَعْدِ قَرْحٍ لِلْجُفُونِ | |||
يـا لَرُزْءِ دائِمٍ قَدْ |
هَدَّ اَرْكـانَ الرَّكينٍ |
|||
اِذْ اَتَي الطَّفَّ حُسَيْنٌ |
اِذْ دَعـاهُ قَوْمُ دُونٍ |
|||
لَوْ تَفَضَّلْتَ عَلَيْنـا |
يَابْنَ هـادٍ بِالرُّكُونِ |
|||
لَيْسَ فينـا مِنْ اِمـامٍ |
عـالِمٍ كـافٍ مُبينٍ |
|||
فَاَتـاهُمْ عـالِما بِالسِّرِّ |
لِلْقَوْمِ الْخَثُونِ |
|||
نَكَثُوا اِذْ جـائَهُمْ مِنْ |
بَعْدِ عَهْدٍ وَ يَمينٍ |
|||
لَسْتُ اَنْساهُ يُنادِي الْقَوْمَ | بِالصَّوْتِ الْحَزينِ | |||
قـائِلاً نـاشَدْتُكُمْ بِاللّهِ | هَلْ لاتَعْرِفُوني | |||
لَيْسَ جَدّي اَحْمَدُ الْمُخْتارُ | ذُو الْمَجْدِ الاَْثينِ | |||
وَ اَبِي الْكَرّارُ صِهْرُالْــ | خَيْرِ ذوُ الْفَضْلِ الْمُبينِ | |||
حَمْزَةُ عَمِّ اَبي مَنْ | لَمْ يُمـاثِلْ بِالْقَرينِ | |||
جَعْفَرٌ عَمّي عَرَفْتُمْ | مـا اَريكُمْ تُنْكِرُوني | |||
لَيْسَ هذا سَيْفُهُ عِنْدي | وَ اَنْتُمْ تَشْهَدُوني | |||
وَ عَلي رَأْسِي تاجُ الْخَيْرِ | كَالْبَدْرِ الْمُبينِ | |||
فَاَجـابُوا لَيْسَ فيمـا | قُلْتَ حـاشـا مِنْ مُيُونٍ | |||
قـالَ اِنْكُنْتُمْ عَلي مـا | قَدْ ذَكَرْتُ تَعْرِفُوني | |||
فَبِمـاذا حَلَّ ثـاري | وَ بِمـاذا تَقْتُلُوني | |||
يـا لَحُزْني حينَ نـادي | بَعْدَ فِقْدانِ الْعَوينِ | |||
هَلْ لَكُمْ يا مَعْشَرَ الْحُضّارِ | في اَنْتَرْحَمُوني | |||
هَلْ بِكُمْ يـا اُمَّةَ السَّوْءِ | كِرامٌ يَنْصُروُني | |||
هَلْ بِكُمْ حُرٌّ يَخافُ اللّهَ | في نَسْلِ الاَْمينِ | |||
اِنْ يَكُنْ في ظَنِّكُمْ حَلَّ | لَكُمْ اَنْتَرْجُمُوني | |||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 102 *» | ||||
لَيْسَ مِنْ جُرْمٍ لَدَيْكُمْ | لِلْبَنـاتِ وَ الْبَنينِ | |||
هذِهِ اُسْرَةُ طُهْرٍ | ظَلْنَ مِنْ غَيْرِ مُعينٍ | |||
حـافِظُوا غَيْبَةَ خَيْرٍ | في بَنيهِ وَ ارْحَمُوني | |||
قَدْ كَتَبْتُمْ وَ دَعَوْتُمْ | وَ وَعَدْتُمْ اَنْتَفُوني | |||
فَاَتَيْتُ نَحْوَكُمْ ضَيْفا | فَلَسْتُمْ تَقْبَلُوني | |||
ثُمَّ اَنْتُمْ هؤلاءِ | هَمُّكُمْ اَنْتَقْتُلُوني | |||
فَاِذا لَمْتُؤْمِنُوا بي | شَأْنَكُمْ فَاعْتَزِلُوني | |||
اِنْ اَبَيْتُمْ فَدَعُوني | اَرِدِ الْمـاءَ الْمَعينِ | |||
ذلِكُمْ مـاءُ فُراتٍ | نـالَهُ كُلُّ لَعينٍ | |||
وَ مَنَعْتُمْ مِنْهُ صِبْيـانا | ظِمـاءً لِلْأَمينِ | |||
فَاَجابُوا ما اِلي الْماءِ | سَبيلٌ بِيَقينٍ | |||
مالَكُمْ اِلاّ كُؤُسُ الْمَوْتِ | مِنْ اَيْدِي الْمَنُونِ | |||
لَهْفَ نَفْسي اِذْ غَدا فَرْدا | وَحيدا مِنْ عَوينٍ | |||
وَ يَري اَصْحـابَهُ صَرْعي | عَلي ذُلٍّ مَهينٍ | |||
وَ بَنيهِ ضُرِّجُوا بِالدَّمِ | تَلُّوا لِلجَبينِ | |||
وَ بَنـاتُ الْخَيْرِ يَنْدُبْنَ | بِوَيْلٍ وَ اَنينٍ | |||
وَ عَراهُ عَطَشٌ غَشّي | كَدُخٍّ لِلْعُيُونِ | |||
لَهْفَ نَفْسي حَرُّ شَمْسٍ | وَ حِرابٍ وَ شُجُونٍ | |||
وَ عُجـاجٍ وَ حَراكٍ | وَ جُرُوحٍ وَ رَنينٍ | |||
وَ اشتِيـاقٍ لِلِقـاءِ اللّهِ | وَ الْقَلْبِ الْحَزينِ | |||
كَمْ بِهِ اَوْقَدَ نـارَ الْعَطَشِ | الْمُبْلِي السَّدينِ | |||
وَ الْعِدي بَيْنَ يَدَيْهِ | في رَنينٍ وَ طَنينٍ | |||
لا يُبـالُونَ بِاَسْرٍ | وَ بِقَتْلٍ وَ فُتُونٍ | |||
فَغَدا مُسْتَسْلِما لِلْمَوْتِ | وَ الْوَعدِ الْيَقينِ | |||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 103 *» | ||||||
شَهَرَ السَّيْفَ عَلَي اسْمِ | اللّهِ وَ الْعَزْمِ الْمَتينِ | |||||
خـاضَ في لُجَّةِ ذَخّـارِ | الْأَعـادي كَالسَّفينِ | |||||
فَبَدا مَصْقُولُهُ فيهِمْ | كَذِئْبٍ في ضَئينٍ | |||||
فَاَبـادَ الْقَوْمَ حَتّي | اغْتَنَمُوا كُلَّ شُرُونٍ | |||||
اِذْ رَاي غُرَّةَ اَسْلافٍ | كِرامٍ في حَنينٍ | |||||
خاطَبُوهُ حَسْبُهُمْ مالَكَ | في هذَا الرُّجُونِ | |||||
قَدْ بَكَوا مِمّا اَتَوا مـا | في حَفـاءٍ وَ عُلُونٍ | |||||
حَسبُهُم ما حاوَلُوا مِنكَ | بُكـاءٌ لِلْعُيُونِ | |||||
فَتَحَوَّكْ في سُرُورٍ | وَ نَعيمٍ مِنْ سُجُونٍ | |||||
غَمَدَ السَّيْفَ فَاَلْقي | نَفْسَهُ غَيْرَ ضَنينٍ | |||||
لَهْفَ نَفْسي حينَ اِذْ | نُكِّسَ مَخْضُوبَ الْجَبينِ | |||||
فَبِهِ مِنْ كُلِّ اَوْبٍ | اَحْدَقُوا مِثْلَ الْجُفُونِ | |||||
جـاءَهُ الْقَوْمَ وَ قـالُوا | يـا اَريحُوا ذَا الطَّعينِ | |||||
فَاَتي مِنْهُمْ لَعينٌ قـالَ | يا قَوْمِ اشْهَدوُني | |||||
اِنَّني اَقْتُلُ مَنْ اَعْلَمُهُ | نَجْلَ الاَْمينِ | |||||
فَعَلا مَخْزَنَ عِلِمْ اللّهِ | وَ النُّورِ الْمُبينِ | |||||
فَغَدا يَضْرِبُ بِالْبَتّـارِ | مِنْ غَيْرِ حَنينٍ | |||||
لَهْفَ نَفْسي حينَ شالُوا | الرَّأْسَ كَالْبَدْرِ الْمُبينِ | |||||
تَرَكُوا جُثْمـانَهُ يُلْفَحُ | بِالتُّرْبِ السَّخينِ | |||||
نَدَبَ الْمَلْعُونُ قَوْما | اَنْ طِئُوهُ بِالصُّفُونِ | |||||
فَاَتَوا بِالْخَيْلِ رَكْضا | عَنْ يَسـارٍ وَ يَمينٍ | |||||
خَبَطَتْهُ الْخَيْلُ حَتّي | جَعَلَتْهُ كَالطَّحينِ | |||||
مَزَجَتْ تُرْبَةُ اَرْضِ | الطَّفِّ مِنْهُ بِالسَّدينِ | |||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 104 *» | ||||
فَفَدَتْ اَذْكي شَذي | مِنْ طيبِ مِسْكٍ وَ رَقُونٍ | |||
ثُمَّ شَدُّوا نَحْوَ آلِ الْخَيْرِ | وَ الْحَبْلِ الْمَتينِ | |||
سَلَبُوا مِمّـا عَلَيْهـا | كـانَ مِنْ شَيءٍ ثَمينٍ | |||
اَحْرَقُوا مِنْهـا خِبـاءَ الْعِزِّ | وَ الْمَجْدِ الْأَثينِ | |||
حَمَلُوهُنَّ عَلي الاَْقْتـابِ | مِنْ غَيْرِ كُدُونِ | |||
سـاغِبـاتٍ ظـامِئـاتٍ | في اَنينٍ وَ حَنينٍ | |||
بـاكِيـاتٍ نـادِبـاتٍ | لاطِمـاتٍ لِلْجَبينِ | |||
يـا لَحُزْني اِذْ اَتَتْ | بِنْتُ حُسَيْنٍ في اَنينٍ | |||
حَضَنَتْ شِلْوَ اَبيهـا | وَ هْي تَبْكي مِنْ شُجُونٍ | |||
سَمِعَتْ مِنْ نَحْوِ حُلْقُومِ | اَبيهـا بِر7َنينٍ | |||
شيعَتي مـا اِنْ شَرِبْتُمْ | مـاءَ عَذْبٍ فَاذْكُرُوني | |||
اَوْ مَرَرْتُمْ بِغَريبٍ | اَوْ شَهيدٍ فَانْدُبُوني | |||
وَ اَنَا السِّبْطُ الَّذي مِنْ | غَيْرِ جُرْمٍ قَتَلُوني | |||
لَيْتَكُمْ في يَوْمِ عـاشُورا | جَميعا تَنْظُرُوني | |||
كَيْفَ اَسْتَسْقي لِطِفْلي | ثُمَّ هُمْ لَمْيَرْحَمُوني | |||
فَاَتَوْهـا مِنْ عِنْادٍ | زَبَنُوهـا كالزَّبُونِ | |||
يـا لَرُزْءٍ ثـامِلٍ زَلْزَلَ | اَرْكـانَ الْحَجُونِ | |||
مـا لَهُ قَطُّ نَفـادٌ | في دُهُورٍ وَ قُرُونٍ | |||
غَيْرُ اَنْيَخْرُجَ قَهْرُ اللّهِ | بِالسَّيْفِ الْعَلينِ | |||
يَطْلُبُ الثّـارَ بِعَوْنِ اللّهِ | مَعْ قَلْبٍ اَرُونٍ | |||
عَجَّلَ اللّهُ لَهُ الرَّوْحِ | بِنَصْرٍ وَ عَوينٍ | |||
دوُنَكُمْ يـا آلَ طه | مِنْ قَصيدٍ ذي شُجُونٍ | |||
مِنْ كَريمٍ عَبْدِكُمْ اَنْشَاَ | مَعْ قَلْبٍ حَزينٍ | |||
اِنَّمـا كُلُّ كَريمٍ | يَصِلُ الْعَبْدَ الْمَهينِ | |||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 105 *» | ||||
صِلَتي تَوْفيقُ نَشْري | فَضْلَكُمْ لاتَمْنَعُوني | |||
مُنْيَتي خِدْمَتُكُمْ في | كُلِّ عُمْري فَاقْبَلُوني | |||
وَ رَجائي مِنْكُمْ فِي الْحَشْرِ | اَنْ لاتَتْرُكُوني | |||
سـادَتي مـالي سَواكُمْ | مِنْ مَلاذٍ فَارْحَمُوني | |||
وَ اِلي غَيْرِكُمُ مِنْ | جُودِكُمْ لاتَكِلُوني | |||
« مِنْهـا قَصيدَةٌ فِي الرِّثي »
ظَلَلْتَ عَلَي الاَْيّـامِ جَذْلانَ غـافِلاً | وَ عـايَنْتَ مـا فيهـا كَمَا الصِّبْرِ زائِلاً | |
مَنِ اعْتَبَرَ الاَْيّـامَ صـارَ مُجَرِّباً | وَ شـاهَدَ فيهـا كُلَّ خـافٍ مُمَثَّلاً | |
كَفـاكَ دَليلاً في زَوالِ نَعيمِهـا | وُجُودُ الاَْخيرِ بَعْدَ مـا كـانَ اَوَّلاً | |
عَلي مَ تَذُّمُّ الدَّهْرَ وَ الدَّهْرُ نـاصِحٌ | لِمُسْتَكْشِفٍ مِنْهُ الْحَقـايِقَ سـائِلاً | |
مَتي غَشَّ في ضَرّائِهِ وَ بَلائِهِ | وَ شَبَّهَ يَوْماً قَطُّ بِالْحَقِّ بـاطِلاً | |
اَلَمْ يُخْبِرِ الدَّهْرُ الصَّدوُقُ بِحـالِهِ |
اَلَمْ يُبْدِ مِنْهُ مـا بِهِ كُنْتُ جـاهِلاً |
|
وَ قَدْكَشَفَ الدُّنْيـا بِاَوْضَحِ كَشْفِهـا |
سَرائِرَهـا اَنْ لاتَكُونَ مُداخَلاً |
|
فَمَنْ نالَ مِنْهَا الاَْهْلَ وَ الْمالَ بُرْهَةً |
وَ لَمْتَلْقَهُ مِنْ بَعْدِ حينٍ مَكَلِّلاً |
|
وَ مَنْ ذا رَاي مِنها سُروُراً وَ لَمْ يُصِبْهُ | حُزْنٌ طَويلٌ لا لَهُ عَنْهُ مَعْدَلاً | |
وَ مَنْ ذا رَاي فيهـا مَقـاماً يَسُرُّهُ | وَ لَمْيَذْهَبِ الاَْيّـامُ اِلاّ تَسَفَّلاً | |
وَ مَنْ عـاشَ فيهـا بُرْهَةً في مَصَحَّةٍ | وَ لَمْيَكُ في مَسِّ السِّقـامِ مُتَلَّلاً | |
وَ مَنْ سَرَّ يَوْماً مِنْ لِقـاءِ حَبيبِهِ | وَ لَمْتَنْقَضِ الاَْيّـامُ اِلاّ وَ شَمْعَلا | |
اَلَمْ تَجُزِ الاَْخْبارَ فيما جَري عَلي | خِيـارِ الْبَرايـا فِي النَّوائِبِ اَوَّلا | |
فَلَمْ تَتْرُكِ الاَْيّـامُ مِنْهُمْ مُسَلَّماً | وَ مـا مِنْهُمُ اِلاّ وَ فِي الدَّهْرِ اُبْسِلا | |
وَ اَي عَزيزٍ لَمْيَفُقْهُ مُذَلِّلٌ | وَ اَي كَريمٍ لَمْيَكُنْ فيهِ خـامِلا |
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 106 *» | |||||||
وَ اَي نَبِي لَمْيَنَلْهُ مَصـائِبُ | وَ اَي وَلِي مِنْ بَلايـاهُ اُرْجِلا | ||||||
وَ قَدْنـالَ كُلٌّ مِنْهُمُ مِنْهُ مِحْنَةٌ | فَلا اَحَدٌ اِلاّ وَ بَلْواهُ اَشْمَلا | ||||||
وَ لكِنْ كَاَنَّ الدَّهْرَ قُدِّرَ شَرُّهُ | عَلي حَسَبِ الاْقْدارِ قَدْراً مُماثِلاً | ||||||
فَكُلُّ عَلِي الْقَدْرِ مِنْهُ نَصيبُهُ | عَلي قَدْرِهِ مِثْلاً بِمِثْلٍ مُعـادِلاً | ||||||
فَخَيْرُ الْبَرايـا اَكثَرُ النّـاسِ مِحْنَةً | وَ اَعْظَمُهُمْ بَلْوي وَ اَكثَرُ خـاذِلاً | ||||||
فَهذا رَسُولُ اللّهِ اَعْظَمُ مَنْ اَتي | بَلاءً فَلامِعْشـارُهُ نـالَ مُرْسَلاً | ||||||
وَ تِلْكَ بَنُوهُ الطّاهِرُونَ فَعِنْدَ ما | اَصـابَهُمُ تُلْفِي الْحِمـامَ مُقَلَّلاً | ||||||
فَمِنْهُمْ بِكُوفـانٍ وَ مِنْهُمْ بِطَيبَةٍ | وَ مِنْهُمْ بِطَفٍّ بِالْبَلاءِ مُزَمَّلاً | ||||||
وَ مِنْهُمْ بِطُوسٍ قَدْتَضَمَّنَهُ الثَّري | وَ مِنْهُمْ غَريبٌ قَدْتَبَوَّءَ بـابِلاً | ||||||
اُعَزّيكِ يـا خَيْرَ النِّسـاءِ بِاَيِّهـا | وَ يَعْجِزُ عَنْهَا الدَّهْرُ اَنْيَتَحَمَّلاً | ||||||
فَداؤُكِ نَفْسي يَابْنَةَ الْخَيْرِ كَمْ عَري | عَلَيْكِ وَ يَبْغيكِ الزَّمـانُ الدَّواغِلا | ||||||
اُعَزّيكِ بِالرَّأْسِ الْمُشَقَّقِ قَرْنُهُ | صَريعٌ عَلَي الْمِحْرابِ بِالظُّلْمِ مُبْسَلاً | ||||||
اَمِ الْجَسَدِ الْمُخْضَرِّ بِالسَّمِّ غيلَةً | وَ جُسْمانُهُ قَدْصارَ اَعْجَفَ ناحِلاً | ||||||
اَمِ الْجَسَدِ الْمَرْضُوضِ تَحْتَ سَنـابِكِ الْـ | ــخُيُولِ صَريعٍ فِي الْعَراءِ مُرَمَّلاً | ||||||
اَمِ الدَّنِفِ الْمَأْسُورِ فَوْقَ مَطِيَّةٍ | يُسـاقُ عَنيفاً فِي الْقِفـارِ مُكَبَّلا | ||||||
اَمِ الْحـاسِراتِ النّـاحِلاتِ الثَّواكِلِ | تُسـاقُ عَلَي الاَْقْتـابِ عُنْفاً مَراحِلاً | ||||||
اِذا شِئْنَ اَنْ يَبْكينَ يَوْماً تَحَسُّراً | قُرِعْنَ بِاَطْرافِ الرِّمـاحِ تَثَوُّلاً | ||||||
اَفاطِمُ لَوْ شـاهَدْتِ فَرْخَكِ ظامِياً | جَريحاً طَريحاً بِالْعَراءِ مُجَدَّلاً | ||||||
يَصُولُ عَلَيْهِ واحِدٌ بِمُثَقَّفٍ | وَ آخَرُ بِالْمَصْقُولِ يَحْمِلُ صـائِلاً | ||||||
وَ آخَرُ يَرْمي بِالْجَنـادِلِ شِلْوَهُ | وَ آخَرُ بِالاَْنْبـالِ ظَلَّ مُنـاضِلاً | ||||||
اِذاً لَنَشَرْتِ الشَّعْرَ ثـاكِلَةً لَهُ | وَ اَجْرَيْتَ دَمْعَ العَيْنِ كَالصَّوْبِ هاطِلاً | ||||||
اَفاطِمُ لَوْ شـاهَدْتِ بِنْتَكِ حينَما | تُنادي رَسُولَ اللّهِ تَخْشَي الدَّواغِلاً | ||||||
اَيـا جَدُّ هذا نُورُ عَيْنِكَ بِالْعَرا | جَديلاً عَرِيّاً بِالدِّمـاءِ مُرَمَّلاً | ||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 107 *» | |||||||||
وَ لَوْ شُفْتِ يـا بِنْتَ الرَّسُولِ سُكَيْنَةٌ | تُسـاقُ عَنيفاً كَالاِْمـاءِ وَ تَعْضُلاً | ||||||||
فَما اَنْسَ لا اَنْسَ الْحُسَيْنَ اِذا غَدا | يُنـادي بِاَعْلا صَوْتِهِ الْقَوْمَ قـائِلاً | ||||||||
اُنـاشِدُكُمْ بِاللّهِ هَلْ تَعْرِفُونَني | بِاَنَّ رَسُولَ اللّهِ جَدِّي اَوَّلاً | ||||||||
اَلَمْ تَعْلَمُوا اَنِّي ابْنُ بِنْتِ مُحَمَّدٍ | وَ اَنَّ عَلِيّاً والِدي مُتَبَتِّلاً | ||||||||
وَ حَمْزَةُ خَيْرُ النّـاسِ عَمٌّ لِوالِدي | وَ جَعْفَرٌ الطَّيّـارُ عَمّي مُفَضَّلاً | ||||||||
وَ اُمِّي الْبَتُولُ الطُّهْرُ بِنْتُ نَبِيِّكُمْ | وَ ذا سَيْفُ جَدّي قَدْتَرَوْني حامِلاً | ||||||||
عِمـامَةُ جَدّي مـا اَنَا مُتَعَمَّمٌ | بِهـا وَ اَبي سـاقِي الْقِيمَةِ عـادِلاً | ||||||||
اُنـاشِدُكُمْ بِاللّهِ فيمـا ذَكَرْتُهُ | اَعَنْهُ بَراحٌ اَوْ تَظُنُّونَ اَخْطَلاً | ||||||||
فَقالُوا لَهُ اَللّهُمَّ لا كُلُّ ما ذَكَرْتَ | حَقٌّ فَلا مِنْهُ بَراحٌ وَ لا وَلا | ||||||||
وَ ذلِكَ اَمْرٌ غَيْرُ مَنْكُورِ مُسْلِمٍ | فَقـالَ لَهُمْ وَيْلاً لَكُمْ وَ تَزَحُّلاً | ||||||||
اِذاً بِمَ صِرْتُمْ تَسْتَحِلُّونَ مُهْجَتي | وَ شَيْخي غَداً ساقٍ عَلَي الْحَوْضِ مُنْحِلاً | ||||||||
فَقـالُوا لَهُ لانَترُكَنَّكَ غَيْرَ اَنْ | تَذُوقَ حِمـاماً ظـامِئاً مُتَذَلِّلاً | ||||||||
فَحـاطُوهُ مِنْ كُلِّ الْجِهـاتِ كَاَنَّهُمْ | يَرَوْنَ قِتـالَ اللّهِ خَيْراً مُعَجِّلاً | ||||||||
فَقَدْ قَتَلُوا اَطْفـالَهُ وَ رِجـالَهُ | رِجـالاً عَلَتْ اَقْدارُهُمْ اَنْتَمـاثَلاً | ||||||||
رِجالاً كِراماً شامِخِي الْقَدْرِ فِي الْوَري | فَلا شـامِخٌ اِلاّ وَ عَنْهُمْ تَسَفّلا |
||||||||
فَمِنْهُمْ عَلِي بْنُ الْحُسَيْنِ شَبيهُ مَنْ | تَعـالي عَنِ الاَْنْدادِ خُلْقاً وَ هَيْكَلاً | ||||||||
وَ قـالَ حُسَيْنٌ بَعْدَ ما نالَ نَحْبَهُ | عَفَا اللّهُ رَسْمَ الدَّهْرِ بَعْدُ وَ بَتَّلاً | ||||||||
وَ قـاتَلَ قَوْماً قـاتَلُوكَ فَمَا الَّذي | عَلَي اللّهِ اَجْراهُمْ عَنِ الْخَيْرِ حَوَّلا | ||||||||
وَ مِنْهُمْ اَبُو الْفَضْلِ بْنُ حَيْدَرَ مَنْ لَهُ | مَقـامٌ اَبي رَبُّ الْوَري اَنْيُعـادِلا | ||||||||
وَ آثَرَ فِي اللّهِ الحُسَيْنَ وَ رَهْطَهُ | عَلي نَفْسِهِ حَتّي فَداهُ وَ قُتِّلا | ||||||||
وَ مِنْهُمْ سَليلُ الْمُجْتَبي قاسِمٌ وَ قَدْ | رَثـاهُ حُسَيْنٌ حينَ ظَلَّ مُجَدَّلاً | ||||||||
فَقـالَ لَهُ بُعْداً لِقَوْمٍ خَصيمُهُمْ | اَبُوكَ كَفي بِاللّهِ عَدْلاً وَ فـاصِلاً | ||||||||
يَعُزُّ عَلَي الْيَوْمَ تَدْعُو وَ لَمْتَفُزْ | مِني بِجَوابٍ بَعْدَ مـا كُنْتَ مُبْسِلاً | ||||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 108 *» | |||||||||||
وَ مِنْهُمْ كَريمُ الْخَلْقِ وَ الْخُلْقِ مُسْلِمٌ | وَ خَيِّرَ لَيْلاً اَنيَقُومَ وَ يَعْدِلا | ||||||||||
فَقـالَ اِذاً خَلَّيْتُ عَنْكُ فَمَا الَّذي | اَقُولُ ُلِرَبّي حينَ اُحْضَرُ مَوْئِلاً | ||||||||||
فَلا وَ اِلهِ الْخَلْقِ لَسْتُ مُفـارِقاً | وَ مـالي سَلاحٌ لا تَرانِي نـاكِلاً | ||||||||||
وَ مـالي حَيوةٌ كُنْتُ عَنْكَ مُدافِعاً | اُقـاتِلُهُمْ بِالصَّخْرِ اِنْكُنْتُ اَمْيَلاً | ||||||||||
كَذا نَجْلُ عَبْدِ اللّهِ سَعْدٍ اَجـابَهُ | فَلا وَ اِلهِ الْخَلْقُ لَسْتُ مُخَبَّلاً | ||||||||||
وَ لَسْتُ اَخَلّي عَنْكَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ | اِلي اَنْاُلاقِي الْمَوْتَ اَوْ فيكَ اُقْتَلا | ||||||||||
كَذالِكَ بِشْرٌ قـامَ بَعْدُ مُخـاطِباً | اِذاً يَفْتَرِسْنِي السَّبْعُ اِنْكُنْتُ خازِلاً | ||||||||||
وَ قـامَ زُهَيْرٌ لِلْخِطـابَةِ قـائِماً | يَقُولُ مُنـاي فيكُمُ اَنْاُجَدَّلا | ||||||||||
كَذا قـالَ كُلٌّ مـا يَليقُ بِحـالِهِ | فَجـازاهُمُ خَيْراً حُسَيْنٌ وَ اَنْحَلا | ||||||||||
فَلَمّـا رَأي مِنْهُمْ ثَبـاتاً وَ هِمَّةً | عَلي اَنْيَشُقُّوا فِي الْمَعارِكِ قَسْطَلاً | ||||||||||
دَعاهُمْ لَكَشْفِ السِّتْرِ عَنْ ذاتِ عَيْنِهِمْ | اَراهُمْ مَقـامـاتِ الْجِنـانِ وَ سَجَّلاً | ||||||||||
فَشـاهَدَ كُلٌّ دارَهُ وَ مَقـامَهُ | فَصـارَ حَريصاً اَنْيُبـادِرَ عـاجِلاً | ||||||||||
فَقَدْ قَتَلُوا قَوْمـا يَجِلُّ مَقـامُهُمْ | عَنِ الْوَصْفِ فَضْلاً اَنْيَكُونَ مُؤَمَّلاً | ||||||||||
فَلَوْ كانَ خَيْرُ الرُّسْلِ فِي الدَّهْرِ ظاهِراً | فَكـانَ يُعَزّي اَوَّلاً ثُمَّ اَوَّلاً | ||||||||||
فَبُؤْساً لَكُمْ يـا اُمَّةَ السَّوْءِ اِنَّمـا | قَتَلْتُمْ بِهِ عَدْلَ الْكِتـابِ الْمُفَضَّلاً | ||||||||||
فَبُؤْساً لَكُمْ يـا اُمَّةَ السَّوْءِ اِنَّمـا | هَدَمْتُمْ بِهِ بَيْتَ الاِْلهِ الْمُجَلَّلاً | ||||||||||
فَبُؤْساً لَكُمْ يـا اُمَّةَ السَّوْءِ اِنَّمـا | تَرَكْتُمْ بِهِ ديناً عَلَي الرُّسْلِ اُنْزِلا | ||||||||||
فَبُؤْساً لَكُمْ يـا اُمّةَ السَّوْءِ اِنَّمـا | قَتَلْتُمْ بِهِ مَنْ جَلَّ عَنْ اَنْيُشـاكَلا | ||||||||||
فَبُؤْساً لَكُمْ يـا اُمَّةَ السَّوْءِ اِنَّمـا | قَتَلْتُمْ بِهِ سِرَّ الاِْلهِ الْمُكَمَّلا | ||||||||||
كَفَرْتُمْ وَ رَبِّ الْبَيْتِ كُفْراً مُصَرَّحاً | وَ حـاشـا لِمَنْقدشَكَّ اَنْيَتَمَلَّلا | ||||||||||
وَ ما اَنْسَ لا اَنْسَ الْحُسَيْنَ اِذا غَدا | فَريداً وَحيداً بَيْنَهُمْ مُتَبَتِّلاًً | ||||||||||
يَري طاهِراتٍ عاطِشاتٍ يَفِدْنَ مِنْ | اُوامٍ وَ مـا بِالْقَوْمِ بِالْمـاءِ بـاذِلا | ||||||||||
وَ هُنَّ بُنَيّـاتُ الْبَتُولِ وَ بَضْعَةٌ | مِنَ الطُّهْرِ لَمْ يَأْمَنْ عَلَيْهَا الدَّواغِلا | ||||||||||
يَري لاطِماتٍ نـاشِراتٍ مِنَ الاَْسي | يَري ثـاكِلاتٍ نـادِياتٍ وَ مُطْفِلا | ||||||||||
يَري مِنْ اَمـامٍ ثُلَّهً قد تَمَرَّدُوا | عَنِ الحَقِّ لايَرْعَوْنَ رَبّاً وَ مُرْسَلاً | ||||||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 109 *» | |||||||||||||||
فَيَعْجَبُ اَنَّ الْقَوْمَ مـا لَهُمُ ابْتَغَوْا | دَماً هُوَ ثـارُ اللّهِ حِلاًّ مُحَلَّلاً | ||||||||||||||
وَ يَخْشي عَلَي النِّسْوانِ مِنْهُمْ لاِنَّهُمْ | يُريدُونَ نَهْبَ الْعاصِماتِ الثَّواكِلاً | ||||||||||||||
وَ يَنْظُرُ في عَرْضِ الثَّري وَ يَري بِهِ | مَصـارِعَ فِتْيـانٍ لَهُ وَ مَقاتِلاً | ||||||||||||||
لَقَدْ شُحِّطُوا مِنْ اَجْلِهِ بِدِمـائِهِمْ | تَدُوسُهُمُ الاَْفْراسُ مَهْمـا تَجاوَلا | ||||||||||||||
يَريهُمْ صَبِيّاْ مُرْضِعاً وَ مُراهِقاً | طَريراً وَ مُخَطَّطاً وَ شَيْخاً وَ كاهِلاً | ||||||||||||||
وَ يَنْظُرُ حيناً نَفْسَهُ مُتَوَحِّداً | ظَميئًا جَريحاً سـاغِباً مُتَبَتِّلاً | ||||||||||||||
فَقـامَ يُنـاديهِمْ لِيَقْطَعَ عُذْرَهُمْ | غَداً اَنْيَقُولَ الْخَصْمُ قَدْكُنْتُ غافِلاً | ||||||||||||||
وَ نادي بِاَعْلي صَوْتِهِ الْقَوْمَ هَلْ بِكُمْ | نَصيرٌ لاِلِ اللّهِ يَرْجُو النَّوائِلا | ||||||||||||||
وَ هَلْ مِنْ مُغيثٍ يَبْتَغِي الاَْجْرَ عِنْدَهُ | غَداً وَ مُعينٍ يَرْتَجي اَنْيُنَفَّلا | ||||||||||||||
وَ هَلْ مَنْ يَخافُ اللّهَ في نَسْلِ اَطْهَرٍ | وَ عِتْرَتِهِ الاَْدْنَيْنَ اَنْ لاتُذَلَّلا | ||||||||||||||
وَ هذا نِداءٌ عَمَّ فِي الدَّهْرِ كُلِّهِ | فَلا عـامِلٌ فِي الْخَيْرِ اِلاّ تَقَبَّلا | ||||||||||||||
وَ لا مُؤْمِنٌ اِلاّ وَ قَدْوَجَبَتْ لَهُ | اِجـابَتُهُ اِنْكـانَ بِالْحُبِّ اُجْبِلا | ||||||||||||||
فَلَبَّيْكَ يـا وَجْهَ الاِْلـهِ فَاِنْ اَكُنْ | بَعيداً فَلَمْ اَسْطِعْ لِكَي اَتَقـاتَلا | ||||||||||||||
فَلَمْ اَكُ مَمْنُوعا عَنِ النَّصْرِ مِنْهُمْ | بِقَلْبي وَ قَوْلي مـا اَكُونُ مُؤَجَّلاً | ||||||||||||||
وَ لي مِقْوَلٌ وَ الْحَمْدُ لِلّهِ اَطْوَلُ | طَليقٌ ذَليقٌ لايَزالُ مُجـادِلاً | ||||||||||||||
وَ اِنّي بِحَمْدِ اللّهِ مُنْتَصِرٌ لَكُمْ | بِسَيْفِ لِسـانٍ لايُري مُتَفَلَّلاً | ||||||||||||||
فَما هاجَ مِنْهُمْ واحِد بِنِدائِهِ الَّذي | اَحْرَقَ الاَْيّـامَ مِنْهُ وَ اَشْعَلا | ||||||||||||||
وَ هـاجَ السَّمواتُ الْعُلي بِنِدائِهِ | وَ ثـارَ الثَّري مِنْ نَدْبِهِ وَ تَزَلْزَلا | ||||||||||||||
وَ هـاجَ بِهِ الاَْمْلاكُ في مَلَكُوتِهِمْ | وَ ما دَبَّ فَوْقَ الاَْرْضِ ناحَ وَ زَلْزَلا | ||||||||||||||
وَ هاجَ بِهِ الْمَوْجُودُ في كُلِّ عالَمٍ | وَ في كُلِّ وَقْتٍ دَهْشَةٌ مِنْهُ مُجْمَلاً | ||||||||||||||
قَدِ اسْتَأْذَنُوهُ فِي الْغِيـاثِ فَلَمْيُجِبْ | وَ اَقْبَلَ نَحْوَ الْكـافِرينَ مُجـادِلاً | ||||||||||||||
فَصـالَ عَلَيْهِمْ صَوْلَةً لَمْيُضـاهِهـا | سَوي غَضَبِ الْجَبّـارِ اِنْ حَلَّ شامِلاً | ||||||||||||||
وَقدحاطَ مِنْ كُلِّ الْجِهاتِ بِجَمْعِهِمْ | بِوَحْدَتِهِ كَاَنَّهُ كـانَ حَجْفَلاً | ||||||||||||||
فَاَوْقَعَ فيهِمْ نـارَ حَرْبٍ كَاَنَّهـا | عَذابٌ مِنَ الرَّحْمنِ قَدْكـانَ مُنْزَلاً | ||||||||||||||
وَ اَوْقَدَ نيرانا عَلَيْهِمْ كَاَنَّهـا | سُرادِقُ نـارِاللّهِ ظَلَّ مُظَلَّلاً | ||||||||||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 110 *» | |||||||
اِلي اَنْ رَاي لَوْحاً عَلَيْهِ عُهُودُهُ | الَّتي عاهَدَ الرَّحْمنُ قَدْحَلَّ نازِلاً | ||||||
رَاي اَسْطُراً مَرْسُومَةً رَسَمَ القَضا | عَلي ظَهْرِهِ يـا مُؤْمِناً مُتَبَتِّلاً | ||||||
لَقَدْ كُنْتَ مَرْضِيّاً لَدَيْنا وَ نَرْتَضي | لاَِجْلِكَ ما تَرْضي لِنَفْسِكَ قابِلاً | ||||||
فَاِنْ كُنْتَ تَخْتـارُ الْبَقـاءَ نُريدُهُ | وَ اَنْتَ اِمـامٌ مِثْلَ ما كُنْتَ فاضِلاً | ||||||
وَ اِنْ كُنْتَ تَخْتارُ الْفَنـاءَ فَاِنَّما | لَكَ الْحُكْمُ وَ الْمُلْكُ الْمُعَظَّمُ آجِلاً | ||||||
فَقـالَ اِلهي بَعْدَ قَتْلِ اَحِبَّتي | سَئِمْتُ وَ اَهْوي بَعْدَهُمْ اَنْاُقَتَّلا | ||||||
اَبَعْدَ عَلِي فِي الْحَيوةِ مَلَذَّةٌ | اَبَعْدَ اَخي اَمْشي عَلَي الاَْرْضِ رافِلا | ||||||
وَ لا سِيِّما لَوْ كانَ فِي الْقَتْلِ نُصْرَةٌ | لِدينِكَ لااَبغي اِذاً عَنْهُ مَعْدَلاً | ||||||
فَحَلَّقَ بِالَّلَوْحِ الْمُنَزَّلِ رافِعا | وَ آثَرَ قَتْلاً فِي الْجَيْبِ تَذَلُّلاً | ||||||
وَ شَمَّرَ عَنْ سـاقِ وَصالَ عَلَيْهِمِ | عَنِ الاَْهْلِ وَ الاْوْلادِ وَ الدَّهْرِ بائِلاً | ||||||
اَذاً وَجْهُ اَسْلافٍ كِرامٍ بَدا لَهُ | يُنـادُونَهُ دَعْهُمْ وَ جِئْنـا مُعَجِّلاً | ||||||
اَلِيْنـا اِلَيْنـا حَسْبُهُمْ مـا تَجَرَّءُوا | عَلَي اللّهِ فَاسْتَسْلِمْ لَهُ وَائْتِ جاذِلاً | ||||||
فَلَمّـا دَعَوْهُ قَدْتَغَشّـاهُ غَشْيَةٌ | وَ خَرَّ صَريعاً فِي التُّرابِ مُرَمِّلاً | ||||||
فَحـاطُو بِهِ مِنْ كُلِّ اَوْبٍ كَاَنَّهُمْ | يَرَوْنَ قِتـالَ اللّهِ خَيْراً مُعَجِّلاً | ||||||
لَقَدْ قَتَلُوهُ قَتْلَةً لَيْسَ يَرْتَضي | النَّبِي لِسَبْعٍ مِنْهُمُ اَنْتُقَتَّلاً | ||||||
فَيـا عَيْنُ جُودي بِالْبُكـاءِ عَلَيْهِمِ | وَ يا قَلْبُ ذُبْ مِنْ حَرِّ حُزْنٍ مُبَلْبِلاً | ||||||
فَلَيْسَ يَطيبُ الْعَيْشُ مِنْ بَعْدِ رُزْئِهِمْ | وَ ما طيبُ عَيْشِ الْمَرْءِ اِنْ كانَ ثاكِلاً | ||||||
فَدُونَكُمْ يـا آلَ طه قَصيدَةٌ | يُنـاشِدَهـا عَبْدٌ لَئيمٌ مُؤمِّلاً | ||||||
كَريمُ بْنُ اِبْراهيمَ عَبْدُكُمُ الَّذي | سِوي بابِكُمْ لَمْيَدْرِ فِي الدَّهْرِ مَوْئِلاً | ||||||
لَهُ مُدْمَعٌ جارٍ لِعُظْمِ مُصـابِكُمْ | عَلي حَرِّ قَلْبٍ لَيْسَ يَبْرَءُ عـاجِلاً | ||||||
فَوَ اللّهِ لا اَدْري لِنَفْسِي صـالِحاً | وَ لَمْاَدْرِ مِنّي مـا عَلَيْهِ اُعَوِّلاً | ||||||
وَ لَمْاَبْتَغِ فيمـا اَمَرْتُمْ رِضـاكُمُ | اَكُونُ عَلَيْهِ يَوْمَ حَشْري مُعَوِّلاً | ||||||
نَعَمْ اِنَّني وَ الْحَمْدُ لِلّهِ لَمْاَزَلْ | سُخُوطاً عَلي نَفْسي لِجُرْمي مُسَخِّلاً | ||||||
وَ اُبْغِضُ نَفْسي دائِماً حَيْثُ اَنَّهـا | عَصَتْكُمْ وَ لَمْاَبْرَحْ عَلَيْهـا مُؤَلِّلاً | ||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 111 *» | |||
وَ اِنّي اَري فِي الْقَلْبِ حُبَّ عَبيدِكُمْ | وَ بُغْضَ اَعـاديكُمْ وَ لَمْاَكُ داخِلاً | ||
فَاِنْ كُنْتُمْ مُوفينَ كَيْلي فَتِلْكُمُ | بِضـاعَتِي الْمُزْجـاةُ خَتْماً وَ اَوَّلاً | ||
عَلَيْكُمْ سَلامُ اللّهِ مـا ذَرَّ شـارِقٌ | وَ مـا دامَ نَجْمٌ فِي السَّمواتِ آفِلاً | ||
« وَ مِنْها قَصيدة بديعهٌ فِي الرِثي »
اَلحَمْدُ لِلّهِ حَمْداً مـالَهُ بَتَرٌ | وَ لَيْسَ يَبْلُغُ اَدْني حَدِّهِ الْفِكَرُ | |||||
حَمْداً يَليقُ بِهِ في قُدْسِ عِزَّتِهِ | مُخَلَّداً مـا بَدَا الْمَقْدُورُ وَ الْقَدَرُ | |||||
حَمْداً تَعـاجَزَ عَنْ اِحْصائِهِ الْفَطِنُ | حَمْداً تَقـاصَرَ عَنْ اِدْراكِهِ النَّظَرُ | |||||
وَ كَيْفَ يَقْدِرُ اَفْهـامٌ مُقَدَّرَةٌ | عَلي ثَنـاءٍ تَنـاهي دُونَهُ الْقَدَرُ | |||||
وَ اَخْبَرَ اللّهُ اَنَّ الْحَمْدَ حُصَّ بِهِ | فَلايُحيطُ بِهِ مَنْ دُونَهُ بَشَرٌ | |||||
سُبْحاَن رَبِّكَ رَبِّ الْعِزِّ عَنْ شَرَفٍ | عَنْ وَصْفِهِمْ وَ لِرُسْلِ اللّهِ يُغْتَفَرُ | |||||
بِالْحَمْدِ فـاتِحَةُ التَّكْوينِ مُبْتَدَءًا | كَمـا بِهِ فُتِحَ التَّدْوينُ وَ الزُّبُرُ | |||||
فَجَلَّ ذاتٌ لِواءُ الْحَمْدِ خُصَّ بِها | بِذاكَ قَدْنُزِّلَ الاْيـاتُ وَ السُّوَرُ | |||||
اَقـامَها فِي الْوَري حَتّي تُؤَدِّي مِنْ | اَسرارِ ما زاغَ عَنْهُ الْعَقْلُ وَ الْبَصَرُ | |||||
فَصَلِّ رَبِّ عَلَي الْمُخْتارِ مِنْ قِدَمٍ | عَلَي الْوَري حَيْثُ لاعَيْنٌ وَ لا اَثَرٌ | |||||
اَتي اِلَيْهِمْ وَ لَمْيَمْنَعْهُ عِزَّتُهُ | مِنَ التَّفَوُّهِ اِنّي مِثْلُكُمْ بَشَرٌ | |||||
طَوْراً يُعـاشِرُهُمْ طَوْراً يُسـاوِرُهُمْ | كَفِعْلِ كُفْوٍ بِكُفْوٍ مـالَهُ بَطَرٌ | |||||
وَ هْوَ الَّذي كانَ اِذْ ماكانَ ذُو سَحَرٍ | وَلا سَمـاءٌ وَ لا شَمْسٌ وَ لا قَمَرٌ | |||||
بَلْ كـانَ اِذْ لَمْيَكُنْ لَوْحٌ وَ لاقَلَمٌ | وَ لاَالْبَرايـا وَ لااُولي وَ لااُخَرٌ | |||||
بَلْ كانَ في جَبَرُوتِ الْقُدْسِ في اَزَلٍ | اِذْ لَيْسَ فِعْلٌ وَ لااِسْمٌ وَ لاخَبَرٌ | |||||
فَجاءَ وَ الْقَوْمُ في ظَلْماءِ جَهْلِهِمِ | مَعْبُودُهُمْ شَجَرٌ رَبَّوْهُ وَ الْحَجَرُ | |||||
يَسُومُ في ذا مَواشيهِمْ يَبُولُ عَلي | ذَيّاكَ ثَعْلَبُهُمْ وَ الْكَلْبُ وَ الْحُمُرُ | |||||
كانُوا يَعيشُونَ في ضيقٍ وَ حَمْضُهُمُ | لَحْمُ الضِّبابِ وَ شَحْمُ النّابِ وَ الْبُسْرُ | |||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 112 *» | |||||||||
اَعْلي مَتاجِرِهِمْ قَطْعُ الطَّريقِ وَ خـَـ | ـلْي الْحاجِ([3]) وَ الْبَعْرِ اِذْ اواهُمُ الْحَضَرُ([4]) | ||||||||
فَقـامَ صَلّي عَلَيْهِ اللّهُ بَيْنَهُمُ | يَهْديهِمُ الدّينَ وَ الاْيمـانَ اَنْبَصَرُوا | ||||||||
اَعَزَّهُمْ فَاَذَلُّوا كُلَّ ذي شَمَخٍ | اَدالَهُمْ مِنْ سَواهُمْ كُلَّمـا ذَخَرُوا | ||||||||
اَغْنـاهُمُ بَعْدَ مـاكـانُوا عَلي عُدْمٍ | هَداهُمُ وَ هُمُ الضُّلاّلُ وَ الْكُفُرُ | ||||||||
فَاَصْبَحُوا في رُفُوه مِنْ مَعيشَتِهِمْ | وَ مِنْهُمُ يَنْشُرُ الاْثـارُ وَ الْخَبَرُ | ||||||||
صارُوا مُلُوكَ بَسيطِ الاَْرْضِ يَلْحَقَهُمْ | مِنْ كُلِّ قَوْمٍ زَعيمٍ تَحْتَهُ زُمَرٌ | ||||||||
حَتّي دَنـا مِنْ رَسُولِ اللّهِ رِحْلَتُهُ |
فَقـامَ فيهِمْ خَطيباً بَعْدَ ما حَشَرُوا |
||||||||
فَقـالَ اِنّي سَاُدْعي كَي اُفـارِقَكُمْ |
وَ تـارِكٌ فيكُمُ اَمْرَيْنِ فَادَّكِرُوا |
||||||||
خَليفَتَيْنِ عَلَيْكُمْ فَامْسِكُوا بِهِمـا |
كِتـابَ رَبّي وَ اَهلي مـالَكُمْ عُذْرٌ |
||||||||
فَلايُفـارِقُ ذِكْرُ اللّهِ خـالِقَهُ |
وَ لايُفـارِقُ اَهْلِي الذِّكْرِ ما عَمِرُوا |
||||||||
حَتّي اِذا غَمَضَ الْمَبْعُوثُ نـاظِرَهُ | عَنْهُمْ تَوَلَّوافَيـا بُؤْساً لِمـا غَدَرُوا | ||||||||
لَمْيَشهَدُوا غُسْلَهُ حَمْداً لِنـائِحِهِ | لَمَااستَخَفُّوا بِهِ سَرعـانَ مـاكَفَرُوا | ||||||||
فَبَعدَ مـاغَصَبُوا مَرقي خَليفَتِهِ | فـاؤُا لاِظْهـارِ مـا في قَلْبِهِمْ سَتَرُوا | ||||||||
فَاَحْرَقُوا اَوَّلاً بـابَ الْهُدي حَنَقاً | وَ بَعْدُ ظُلْماً عَلي اَهْلَيْهِ قَدْدَمَرُوا | ||||||||
ثُمَّ اعْتَدَوا وَ سَطُوا عُنْفاً بِبَضْعَتِهِ | فَقَتَّلُوا طِفْلَهُ بِالْبـابِ اِذْ دَعَزُوا | ||||||||
وَ بَعْدَ ذا ضَرَبُوهـا بِاسِّيـاطِ بِلا | جُرْمٍ تَقَدَّمَ يـا عُظْماً لِمـا جَسَرُوا | ||||||||
وَ بَعْدَهُ طَمَعُوا في قُوتِ صَبْيَتِهِ |
فَاسْتَاْصَلُوهُمْ لِمـا مِنْ حَقِّهِمْ زَعَزُوا |
||||||||
كَمْ لَطْمَةٍ لَطَمُوا كَمْ شَتْمَةٍ شَتَمُوا |
كَمْ قَرْمٍ اتَّهَمُوا كَمْ صَبْيَةٍ جَذَرُوا |
||||||||
وَ بَعْدَهُ عَمَدُوا نَحْوَ الْكِتابِ فَمَزَّقـُـ | ــوهُ وَيْلاً لَهُمْ مِنْ نَقْصِ ما دَبَرُوا | ||||||||
كَمْ سُورَةٍ حَذَفُوا كَمْ آيَةٍ حَرَفُوا | كَمْ كِلْمَةٍ صَرَفُوا كَمْ عَزْمَةٍ نَكَرُوا | ||||||||
لَمَّا اطْمَاَنُّوا وَ صارَ الْعُرْفُ ما عَرَفُوا | وَ النُّكْرُ ما نَكَرُوا اَبْدَوا لِما كَفَرُوا | ||||||||
كَمْ سُنَّةٍ غَيَّرُوهـا عَنْ مَواقِعِهـا | وَ واجِبٍ حَرَّفُوهُ بَعْدَ مـا حَظَرُوا | ||||||||
وَ اللّهِ قَدْلَعَبُوا بِالدّينِ لَعْبَهُمُ | بِالصَّولَجـانِ وَ اَمْرَ اللّهِ قَدْتَبَرُوا | ||||||||
وَ بَعْدَ ذا فَلَّقُوا هـامَ الوَصِي وَ قَدْ | دُلُّوا عَلَيْهِ وَعَهْدَ اللّهِ قَدْخَفَرُوا | ||||||||
ثُمَّ اعْتَدَوا وَ سَقَوا سِبْطَ الَّنبِي لَهُمُ | سَمّاً فَذابَتْ لَهُ الاَْحْشـاءُ وَ الَّسحَرُ | ||||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 113 *» | ||||||||||||||||
َ كُلُّ ذا كانَ لكِنْ ما تَكادُ بِهِ الْــ |
ـجِبـالُ تَنَهَّدَ وَ الاَْفْلاكُ تَنْفَطِرُ |
|||||||||||||||
وَقيعَةُ الطَّفِّ يـا خَسْراً لِصَفْقَتِهِمْ |
فَقَدْ تَزَلْزَلَ مِنْهَا الْجِنُّ وَ الْبَشَرُ |
|||||||||||||||
يـا الَ اَحْمَدَ اَيّاً مِنْ مَصـائِبِكُمْ | اُبْدي وَ قَدْحـارَ فيهَا اللُّبُّ وَ الْفِكَرُ | |||||||||||||||
ذَكَرْتُ عـاشُورَ وَ الْكُفّـارُ مُحدِقَة | بِآلِ اَحْمَدَ بِالضَّوضـاءِ تَعْتَكَرُ | |||||||||||||||
قَدْحُوصِرُوا بَيْنِهُمْ مـابَيْنَ مُنْجَدِلٍ | عَلَي التُّرابِ وَ مَجْرُوحٍ لَهُ عِبَرٌ | |||||||||||||||
وَ ثـاكِلٍ وَ مَريضٍ في مَلاحِفِهِ | وَ صَبْيَةٍ بِالْبُكـا و النَّوحِ قَدْزَفَرُوا | |||||||||||||||
وَ عاطِشاتٍ تَلَظتْ فِي الْهَواجِرِ مِنْ | اُوامِهـا وَ مِنَ الاَْحْزانِ تَزْدَفِرُ | |||||||||||||||
قـامَ الْحُسَيْنُ يُصَلّي حينَ قَدْحَضَرَ الــ | ـصَّلوةُ بِالْقَوْمِ يـا زُلُفي لِمَنْ حَضَرُوا | |||||||||||||||
وَ النَّبْلُ مـاطِرَةٌ مِنْ كُلِّ نـاحِيَةٍ | وَ الْقَوْمُ خِلْتَهُمُ و عَطْشي بِهـا مُطِرُوا | |||||||||||||||
حَتّي غَدا بَعْضُهُمْ مُصْمي بِحَضْرَتِهِ | يـا طيبَ مُسْتَشْهَدٍ فِي اللّهِ اِحْتَضَرُوا | |||||||||||||||
وَ هُمْ يُصَلُّونَ صَفّـا لَيْسَ يَشْغَلُهُمْ | عَنْ رَبِّهِمْ بَاْسُ اَهْلِ الْبَغْي وَ الْخَطَرُ | |||||||||||||||
حَتّي قَضَوا مـا عَليْهِمْ مِنْ صَلوتِهِمِ | قـامَ الْحُسَيْنُ خَطيباً كَي لِيَدَّكِرُوا | |||||||||||||||
يَقُولُ يـا صَحبِ هـاتيكَ الْجِنـانُ لَكُمْ | تَزَيَّنَتْ فَبِداراً يـا لَهـا ظَفَرٌ | |||||||||||||||
اَنْهـارُهَا اتَّصَلَتْ رَوْضـاتُهـا زَهَرَتْ | اَثْمـارُهـا طَلَعَتْ وِلْدانُهـا غُرَرٌ | |||||||||||||||
اَبْوابُهـا فُتِحَتْ اَشْجـارُهـا بَذِخَت | قُصُورُهـا ثَلَعَتْقدزانَهَا الثَّمَرُ | |||||||||||||||
هذا كُمُ الْخَيْرُ مُشْتـاقٌ وَ والِدَتي | قُدُومَكُمْ وَ اَبي فِي الْخُلْدِ يَنْتَظِرُ | |||||||||||||||
اِذا خَرَجْنَ النِّساءُ الطّاهِراتُ مِنَ الْــ | ـخُدُودِ مَهْتُوكَةً يـا فُزْعَةً بَصُرُوا | |||||||||||||||
جاءَتْ تُشَجِّعُ اَصْحابَ الْحُسَيْنِعَلي | حَرْبِ الْعُداةِ وَ مِنْهَا الْعَيْنُ تَنْفَجِرُ | |||||||||||||||
يَصِحْنَ ايهاً اَيـا لَلْمُسْلِمينَ اَيـا | يا عُصبَةَ الْحَقِّ حانَ الْحينُ وَ الْخَطَرُ | |||||||||||||||
ذُبُّوا اَعـانَكُمُ الرَّحْمنُ عَنْ حَرَمِ الــ | ـرَّسُولِ هَجْمَةَ ذِي الْفُجّارِ وَ انْتَصَرُوا | |||||||||||||||
حـامُوا حَريمَ نَبِي اللّهِ اِذْ طَفَقَتْ | يُوسَرْنَ ايهاً فَاِنَّ الْقَوْمَ قَدْطَفَرُوا | |||||||||||||||
فَهـاجَ غَيْرَتُهُمْ حَتّي تَقـارَبَ اَنْ | يَصُولَ اَرْواحُهُمْ مِنْ كَثْرِ مـا نَغَرُوا | |||||||||||||||
مِنْ قَبْلِ اَنْتَبْرَزُوا الاَْبْدانُ فَاقْتَحَمُوا | مَهْوَي الْقِتـالِ وَ هُم كَالاُْسْدِ اِذْ طَبَرُوا | |||||||||||||||
وَ لايُبـالُونَ مِنْ سَيْفٍ وَ لاسُمُرٍ | وَ لَيْسَ يَرْدَعُهُمْ قَتْلٌ وَ لاشَتَرٌ | |||||||||||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 114 *» | ||||||||||
خاضُوا بِحارَ العِدي كَالاُْسْدِ حينَ رَاَتْ | شـاةً([5]) بِوادٍ وَ لاحِصْنٌ وَ لاوَزَرٌ | |||||||||
لَمْيَشْعُرُوا بِهُجُومِ الْقَوْمِ حينَ سَطَوا | وَ لابِكَثْرَةِ ضَوْضـاءٍ اِذا زَاَرُوا | |||||||||
فَاَلْبَسُوهُمْ ثِيـابَ الْمَوْتِ خِلْتَهُمُ | خَيّـاطَ مَوْتٍ وَ لاخَيْطٌ وَ لااِبَرٌ | |||||||||
بِالرُّمْحِ قَدْذَرَعُوا بِالسَّيفِ قَدْقَطَعُوا | بِالسَّهْمِ خـاطُوا فَلا وَ اللّهِ مـا قَصُرُوا | |||||||||
اَوْ هُمْ بِيـاطِرَةٌ بِالرُّمْحِ قَدْفَصَدُوا | بِالسَّيْفِ قَدْجَحَمُوا يـا كَثْرَ مـا فَزَرُوا | |||||||||
اَوْ هُمْ غَمـامٌ رُؤُسُ الْخَصْمِ حَبُّهُمُ | وَ الْبيضُ بَرْقُهُمُ وَ الرَّعْدُ مـا شَخَرُوا | |||||||||
حَتّي اِذا نَزَلَ الْمَقْدُورُ طـافَ بِهِمْ | مِنْ كُلِّ اَوْبٍ جُمُوعٌ طـالَ مـاكَفَرُوا | |||||||||
كَمْ بـارِقٍ رَفَعُوا كَمْ طـاعِنٍ وَضَعُوا | كَمْ نَبْلَةٍ نَزَعُوا كَمْ فِتْنَةٍ حَدَرُوا | |||||||||
كَمْ فـارِسٍ قَتَلُوا كَمْ راجِلٍ صَرَعُوا | كَمْ حُرْمَةٍ هَتَكُوا كَمْ سَيِّدٍ حَقَرُوا | |||||||||
كَمْ خَيْمَةٍ حَرَقُوا كَمْ مـالٍ انْتَهَبُوا | كَمْ حُليَةٍ سَلَبُوا كَمْ صَبْيَةٍ اَسَرُوا | |||||||||
كَمْ جُثَّةٍ رَطَئُوا كَمْ اَرْؤُسٍ قَطَعُوا | كَمْ ثَوْبٍ انْتَهَبُوا كَمْ مُهْجَةٍ هَدَرُوا | |||||||||
اَبْكي لاَِي مُصـابٍ نـالَهُمُ حَزَناً | وَ كـادَ يَعْجِزُ عَنْ اِحْصـائِهِ الْبَشَرُ | |||||||||
وَ كُلُّ رُزْءٍ لَهُمْ تَاللّهِ مُشْتَمِلٌ | عَلي مَصـائِبَ لَمْيَسْتَقْصِهَا الْفِكَرُ | |||||||||
مِنْ كُلِّ وَجْهٍ اُصيبُوا بِالْبَلاءِ فَمـا | ضُعْفٌ اَصـابَهُمْ كَلاّ وَ لافَتَرُوا | |||||||||
حَتّي قَضَوا نَحْبَهُمْ عَطْشي عَلي نَهَرٍ | صَرْعي وَ حَسْري حُيـاري نـالَهُمْ قَتَرٌ | |||||||||
فَظَلَّ فَرْداً وَحيداً ثـاكِلاً بِهِمِ | قَدْمَضَّهُ حُزْنُ اَسْرِ الاَْهْلِ وَ الضَّجَرُ | |||||||||
يَرْنُوا اِلَي الْقَوْمِ اِذْ هُمْ كَالسِّباعِ غَدَوْا | لِنَهْشِهِ وَ لَهُمْ في قَتْلِهِ اَشَرٌ | |||||||||
فَسَلَّ بَتّـارَهُ مُسْتَكْفِياً ثِقَةً | بِاللّهِ قَدْخِلْتَهُ لَيْثاً لَهُ نَغَرٌ | |||||||||
فَشَتَّ جَحْفَلَهُمْ كَالشّـاءِ اِذْ جَفَلَتْ | مِنْ صَولَةِ اللَّيْثِ لايُبْقي وَ لايَذَرُ | |||||||||
حَتّي اِذا جـائَهُ الْمَقْدُورُ سَلَّمَ لِلاِْلــ | ــهِ اِذْ سَبَقَ الْميثـاقُ وَ الْقَدَرُ | |||||||||
فَكـانَ مـا كـانَ لاسَقْياً لِرَبْعِهِمِ | بِذِمَّةِ اللّهِ فِي الذَّرّاتِ قَدْخَفَرُوا | |||||||||
اَعْجِبْ بِقَوْمٍ يَرَوْنَ الْقَوْمَ مُسْلِمَةً | وَ لَيْسَ اَغْنـاهُمُ الاْيـاتُ وَ النُّذُرُ | |||||||||
اَلَيْسَ قَتْلُ حُسَيْنٍ قَتْلُ اَحْمَدُ بَلْ | بِثـارِهِ ثـارَ رَبِّ الْعَرْشِ قَدْهَدَرُوا | |||||||||
يـا قَوْمُ مَا الْكُفْرُ اِلاّ بُغْضُ خـالِقِنـا | وَ هَلْ بِلاحُبِّهِ الاْيمـانُ يُعْتَبَرُ | |||||||||
اَلَيْسَ بُغْضُ حُسيَْن بُغْضُ رَبِّكُمُ | مـا بَعْدُ مـا شَهِدَ الْقُرانُ وَ الاَْثَرُ | |||||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 115 *» | |||||
فَلاجَزاءَ لَكُمْ اِلاَّ الدُّعـاءُ بِاَنْ | حُشِرْتُمْ مَعَهُمْ يا سُوءَ ما حُشِرُوا | ||||
يـا الَ طه كَريمٌ جـاءَ يَأْمُلُكُمْ | وَ قَدْاَحـاطَ بِهِ الاْثـامُ وَ الْخَطَرُ | ||||
مـاكـانَ مَتَّكَلِي الاَْعْمـالُ قَطُّ فَاِنْ | اَسَاْتُ اَقْنَطُ اَنّي لَسْتُ اُغْتَفَرُ | ||||
بَلْ اِتِّكـالي عَلَيْكُمْ اَهلِ مَغْفِرَةٍ | وَ اَهْلِ تَقْوي بِكُمْ فِي الْحَشْرِ اَفْتَخِرُ | ||||
قَدْجـاءَ عَبْدُكُمُ الْعـاصي بِتُحْفَتِهِ | يَرْجُو الْقَبُولَ وَ اَصْحابُ السَّخا غُفُرٌ | ||||
اِنَّ الْهَدايـا عَلي مِقْدارِ مَهْديهـا | فَمـا لِمَنْ لالَهُ قَدْرٌ وَ لاخَطَرٌ | ||||
مِنِّي الَّذي جـازَ مِنِّي ثُمَّ يَلْزَمُكُمْ | مـا جـازَ مِنْكُمْ وَ كَلٌّ تِبْعُهُ اَثَرٌ | ||||
صَلَّي الاِْلهُ عَلَيْكُمْ طُوْلَ مُلْكِكُمُ | وَ مُلْكُكُمْ دائِمٌ لَمْيُنْهِهِ الاُْخُرُ | ||||
« وَ مِنها قَصيدة اُخري فِي الرَّثي »
اَمـالَكَ عَنْ رَبْعِ الْبَلاءِ صُدُودٌ | وَ كُلُّ حَبيبٍ كـانَ فيهِ فَقيدٌ | ||||
فَلَيْسَ بِهِ لَيْلي وَ لاهِندُ بَعْدَهـا | وَ لَيْسَ بِهِ قَيْسٌ وَ لَيْسَ حَميدٌ | ||||
وَ سُكّـانُهُ وَحْشُ الْفَلاةِ وَ طَيْرُهـا | وَ غيلانُ اَكْنـافِ الْقِفـارِ وُفُودٌ | ||||
فَلَالدّارُ تِلْكَ الدّارُ الاَْهْلُ @اَهْلُهـا | كَاَنْ لَمْيَكُنْ لِلْحَي فيهِ عُهُودٌ | ||||
فَاَيْنَ اَخِلاّئي وَ اَيْنَ خِيـامُهُمْ | وَ اَيْنَ مَحَطُّ دُورِهِمْ وَ حُتُودٌ | ||||
خَلَتْ دُورُهُمْ مِنْهُمْ وَ اَقْوَتْ عِراصُهُمْ | وَ ضَمَّهُمُ بَعْدَ القُصُورِ لُحُودٌ | ||||
فَلاتَطَاَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ تُرْبَ دُورِهِمْ | لِاَنَّهُمُ تَحْتَ التُّرابِ رُقُودٌ | ||||
فَدُونَكَ ذِي الأْطلالِ تَبْكي عَلَيْهِمِ | وَ دُونَكَ ذِي الأْطْيـارَ كَيْفَ غَريدٌ | ||||
اَبـادَ صُرُوفُ الدَّهْرِ مِنْهُمْ رُسُومَهُمْ | فَكَمْ لَكَ فيهِ بَعْدَ ذاكَ لُبُودٌ | ||||
قَدِاسْتَخْلَفَتْ رَيْحـانَهُ سَبْخَةٌ بِهِ | وَ غِزْلانَهُ غُولُ الْفَلا وَ فُهُودٌ | ||||
فَلاغَرْوَ اِنْ خـانَ الزَّمـانُ بِاَهْلِهِ | وَ قَدْخـانَ مَنْ لِلْعـالَمينَ عَمُودٌ | ||||
بِاَحْمَدَ وَ الذُّرِّيَّةِ الطّـاهِرينَ مِنْ | اَطـائِبَ مِنْهُمْ قـائِمٌ وَ حَصيدٌ | ||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 116 *» | ||||||||
فَمِنْهُمْ كَسيرُ الْجَنْبِ قَدْضاعَ حَقُّها | عَلاهـا بِسَوْطِ الإِقْتِرافِ مَريدٌ | |||||||
وَ مِنْهُمْ بِسَمِّ الْخـائِنينَ مُقَتَّلٌ | وَ مِنْهُمْ بِسَيْفِ الظّـالِمينَ شَهيدٌ | |||||||
وَ مِنْهُمْ بِاَغْلالِ الأْعـادي مُكَبَّلٌ | وَ مِنْهُمْ لاَِرْجـاءِ الْقِفـارِ طَريدٌ | |||||||
وَ مِنْهُمْ لَمَحْبُوسٌ بِسِجْنٍ مُطَبَّقٍ | يُديمُ عَلَيْهِ بِالسِّيـاطِ عَنُودٌ | |||||||
وَ مِنْهُمْ غَريبٌ سيقَ في دارِ غُرْبَةٍ | وَحيداً وَ بِالسَّمِّ النَّقيعِ كَميدٌ | |||||||
وَ ذلِكُمْ قَدْكـانَ لكِنْ مُصيبَةٌ | لَدَيْهـا مُصـابُ الْعـالَمينَ زَهيدٌ | |||||||
مُصـابُ حُسَيْنٍ يـالَهـا مِنْ مُصيبَةٍ | بِنـاهـا عَلي مَرِّ الدُّهُورِ مَشيدٌ | |||||||
فَذاكَ مُصـابٌ لاسُلُوَّ بِمَرِّهِ | وَ ذاكَ مُصـابٌ ذابَ مِنْهُ كُبُودٌ | |||||||
وَ اَنّي سُلُوَّ الْمَرءِ مِنْ طُولِ مِحْنَةٍ | اَسـاهـا عَلي كَرِّ الدُّهُورِ جَديدٌ | |||||||
وَ اَنّي سُلُوَّ المَرْءِ مِنْ عُظْمِ مَأْتَمٍ | اَبـادَ جَميعَ الدَّهْرِ وَ هْوَ اَبيدٌ | |||||||
وَ كُلُّ فُؤادٍ مِنْ شَجـاهُ مُقَطَّعٌ | وَ كُلُّ مُحَيّاً مِنْ اَسـاهُ كَميدٌ | |||||||
فَما اَنْسَ لااَنْسَ الَّذي جَمَعَ الْوَري | وَحيداً فَريداً اَحْدَقَتْهُ جُنُودٌ | |||||||
يُنـادي اَلا هَلْ مِنْ مُغيثٍ يُغيثُنـا | وَ هَلْ ذائِدٍ عَنَّا الْبَلاءَ يَذُودُ | |||||||
وَ هُلْ مَنْ يَخافُ اللّهَ فينا وَ هَلْ بِكُمْ | لِيَمنَعَ عَنْ الِالرَّسُولِ رَشيدٌ | |||||||
فَلَمْيَأْتِهِ مِنْهُمْ جَوابٌ وَ اِنَّمـا | اَتـاهُ رِمـاحٌ شُرَّعٌ وَ حَديدٌ | |||||||
بَلي قَدْاَجـابَتْ فِرقَةٌ هـاشِمِيَّةٌ | وَ طـائِفَةٌ حَظٌّ لَهُمْ وَ جُدُودٌ | |||||||
رِجـالٌ تَوَلَّي اللّهُ اِجلالَ شَأْنِهِمِ | وَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْعـالَمينَ عَديدٌ | |||||||
بِهِمْ تَنْثَني في كُلِّ خَيْرٍ خَنـاصِرُ | بِهِمْ يَبْتَدِي الْوَصّـافُ ثُمَّ يُعيدُ | |||||||
نُجُومُ سُعُودٍ فِي سَمـاواتِ خَيْلِهِمْ | وَ في تَحْتِ اجـامِ الرِّمـاحِ اُسُودٌ | |||||||
وَ قَدْاَوقَدُوا لِلْحَرْبِ نـاراً لَهيبُهـا | يَسُوقُ لِاَجْنـادِ الْعِدي وَ يَقُودُ | |||||||
اَقـامُوا حِراباً ذلِكَ الْيَومَ دُونَهُ | جَميعُ حُرُوبِ الْعـالَمينَ قُعُودٌ | |||||||
اَقـامُوا عَلَيْهِمْ فِي الطُّفُوفِ قِيـامَة | ضَجيج لَها مِنْ هَولِها وَ صَديدٌ | |||||||
وَ قَدْثارَ فيهـا عَيثَر اَطبَقَ الفَضا | تَقُولُ عَلاهُمْ فِي السَّمـاءِ رَديدٌ | |||||||
رُؤُسُ الْعِدي اَمْطـارُهُ وَ بُرُوقُهُ | بَريقُ سُيُوفٍ وَ الصِّيـاحُ رُعُودٌ | |||||||
اُكَبِّرُ رَبَّ الْبَيْتِ في شِبْلِ حَيْدَرٍ | وَ قَدْصـالَ كَالضِّرْغـامِ وَ هْوَ ضَهيدٌ | |||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 117 *» | |||||||
وَ قَدْجَفَلُوا مِنْ بَيْنِ اَيْديهِ خِلْتَهُمْ | كَثـاءِ اَتـاهـا فِي الْفَلاةِ رَصيدٌ | ||||||
يَقُولُ وَ بَيْتِ اللّهِ اَولي جَميعِكُمْ | بِاَحْمَدَ نَحْنُ مـابِذاكَ جُحُودٌ | ||||||
وَ اِنّي عَلِيبنُالْحُسَيْنِ وَ شَبْلُ مَنْ | عَنِ الْحَوْضِ في يَوْمِ الْقِيـامِ يَذُودُ | ||||||
وَ قَدْقـامَ بَيْنَ الْعَسْكَرينِ وَ وَجهُهُ | كَبَدْرٍ تَمـامٍ قـارَنَتْهُ سُعُودٌ | ||||||
يُري وَجْهُهُ فيهِمْ كَاَنَّ مُحَمَّداً | بِخَيْبَرَ قَدْدارَتْ عَلَيْهِ يَهُودُ | ||||||
كَفـاهُ الَّذي قـالَ الْحُسَيْنُ لِفَخْرِهِ |
اِلهي جَلا مَنْ لِلرَّسُولِ نَديدٌ |
||||||
وَ ذلِكَ قَدْرٌ عَنْ اَدانِي حَدِّهِ |
اَعـالِي وَهْمِ الْعـالَمينَ بَعيدٌ |
||||||
وَ لَمْاَنْسَهُ اِذْ قـالَ يـا اَبَتِ انْتَصِرْ | فَاَجْهَدَني حَرُّ الظِّمـا وَ حَديدٌ | ||||||
فَقـالَ لَهُ صَبْرا بُنَّي هُنَيْهَةً | سَيَسْقيكَ مِنْ اَوْفَي الْكُؤُسِ حَميدٌ | ||||||
فَظَلَّ ظَميأً سـاغِباً مُتَضَرِّجاً | بِرَمْضـاءَ في حَرِّ الْهَجيرِ يَفيدُ | ||||||
وَثَنِّ بِذِكري ذِي الْجَناحَيْنِ عَمِّهِ | سُلالَةِ مَنْ لِلْعـالَمينَ عَمُودٌ | ||||||
جَزَي اللّهُ عَبّاساً عَنِ الدّينِ خَيرَهُ | فَكـانَ اَبِي الضَّيْمِ وَ هْوَ جَليدٌ | ||||||
وَ واسَي الرِّجالَ الصّالِحينَ بِنَفْسِهِ | وَ لَيْسَ سِوي وَجْهِ الاْءِلهِ يُريدُ | ||||||
فِداؤُكَ نَفْسي يَابْنَ سـاقِي كَوْثَرٍ | اَتَقْضي عَلي نَهْرٍ وَ اَنْتَ تَجُودُ | ||||||
وَ ثَلِّثْ بِسِبْطِ الْخَيْرِ اَعْنِي ابْنَ قاسِمٍ | فَذلِكَ اَيْضاً فِي الطُّفُُوفِ شَهيدٌ | ||||||
قَضي في سَبيلِ اللّهِ رُوحي فِداؤُهُ | وَ لَيْسَ لَهُ فَوْقَ الْبَسيطِ عَديدٌ | ||||||
وَ قَدْعاشَ ما قَدْعاشَ للِدّينَ حامِياً | بِسَيْفِ حَديدٍ لَيْسَ فيهِ بُيُودٌ | ||||||
وَ يَضْرِبُ مِنْ يَوْمٍ نَضاهُ عَلَي العِدي | اِلي مَحشَرٍ لايُؤوِيَنهُ غُمُود | ||||||
وَ مَنْ زارَاي سَيْفاً وَقَدْمـاتَ رَبُّهُ | وَ يَقْطَعُ اَدْبـارَ الْعِدي وَ يُبيدُ | ||||||
فَسَيْفُكَ سَيْفٌ لَيْسَ فيهِ تَفَلُّلٌ | وَ سَهْمُكَ سَهْمٌ لَيْسَ عَنْهُ مَحيدٌ | ||||||
اوُلئكَ ذاقُوا مُرَّةَ الْحَرْبِ سـاعَةً | وَ اَدْرَكَهُمْ مِنْ بَعْدِ ذاكَ جُدُودٌ | ||||||
وَ كـابَدْتَ لِلاَْنْذالِ عُسْرَا مُجـاهِداً | وَ بَلْواكَ في كُلِّ الاَْوانِ جَديدٌ | ||||||
فِداؤُكَ رُوحي كَمْ تَجَرَّعْتَ مُرَّةَ | الْحُقُودِ اِلي اَنْ قَدْاَتـاكَ عُصُودٌ | ||||||
وَ عِشْتَ حَميداً طُولَ ما دُمْتَ عايِشاً | وَ قَدْمِتَّ مَظْلُوماً وَ اَنْتَ شَهيدٌ | ||||||
كَذا كُلُّ شَخْصٍ قَدْقَضي نَحْبَهُ بِها | وَ لَمْيَنْتَظِرْ اَحْرارُهُمْ وَ عَبيدٌ | ||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 118 *» | ||||
فَعـادَبِهـا رُوحي فِداهُ عَميدُهُمْ | غَريباً فَقيدَ الصَّحْبِ وَ هْوَ فَريدٌ | |||
فَلانـاصِرٌ يَفْدي لَهُ بِفِدائِهِ | وَ لاذائِدٌ عَنْهُ الْجُنُودَ يَذُودُ | |||
فَيـالَيْتَني في ذلِكَ الْيَوْمِ كُنْتُ اِذْ | دَعـاهُمْ وَ مَنْعي عَنْ حِمـاهُ عَتيدٌ | |||
وَ فـادَيْتُهُ نَفْسي وَ اَهْلي مُبـادِراً | فَصـالِحُ مـا اَعطي اِلَيْهِ يَعُودُ | |||
فَثَمَّ اعْتَذَرْتُ مِنْهُ بَعْدَ فَدائِهِ | بِاَنَّ لَكُمْ مـا عِنْدَنـا وَ نَجُودُ | |||
فَلَيْسَ لِعَبْدٍ مِنْ نَقيرٍ وَ اِنَّمـا | يَكُونُ لِرَبٍّ مـا حَوَتْهُ عَبيدٌ | |||
فَصـالَ عَلَيْهِمْ صَوْلَةً حَيْدَريَّةً | وَ ذَبَّ عَنِ الاَْهْلينَ وَ هْوَ وَحيدٌ | |||
فَيَفْري وَ يَرْمي مِنْ رُؤُسٍ وَجُثَّةٍ | اِلي قُرْبِ اَنْيُفْنِي الْعِدي وَ يُبيدُ | |||
تَجَلّي لَهُ الْجَبّـارُ في وَجْهِ اَحْمَدَ | كَئيباً حَزينَ الْقَلْبِ وَ هْوَ كَميدٌ | |||
فَقـالَ اِلي مـا يـا حُسَيْنُ فَاثِرَنْ | جِواري كَفي مـا نـالَ مِنْكَ ضَديدٌ | |||
فَلَمّـا رَاي وَجْهَ الاِْلهِ تَفَتَّرَتْ | جَوارِحُهُ ثُمَّ اعْتَراهُ سُجُودُ | |||
فَخَرَّ صَريعاً في التُّرابِ لِوَجْهِهِ | فَخـالَ الْعِدي اَنْقَدْعَراهُ خُمُودٌ | |||
فَبـادَرَ اَقوامٌ اِلَيْهِ بَطِعْنَةٍ | وَ اُخْري بِضَرْبِ السَّيْفِ وَ هْوَ جَريدٌ | |||
وَ اُخْري بِاَحْجـارٍ وَ اُخْري بِاَسْهُمٍ | وَ اُخْري لَهُمْ سَوْطُ الْعِنـادِ وَ عُودٌ | |||
لَقَد َقتَلُوهُ قَتْلَةً لَوْ تَقَدَّمَ الـــ | ــَّرسُولُ اِلَيْهِمْ لَيْسَ ثَمَّ مَزيدٌ | |||
وَ مِنْ عَجَبِ الاَْيّامِ اَنَّ عَميدَهـا | يُضـامُ وَ يَعْلُو بِالْجَفـاءِ عَبيدٌ | |||
اَيُقْتَلُ سِبْطُ الْخَيْرِ في الطَّفِّ ظـامِياً | وَ في النَّهْرِ وُحْشـانُ السَّوادِ وُرُودٌ | |||
اَيُقْتَلُ مَنْ لَوْلاهُ مـا جُمِعَ الْوَري | مَجـامِعَهـا بِالْغَوْلِ وَ هْوَ فَريدٌ | |||
وَ يَجْمَعُ بِالاِْفْضـالِ شَمْلَ عَدُوِّهِ | وَ يُهْلَكُ ظُلْما شَمْلُهُ وَيَبيدُ | |||
وَ يُسْدي يَداً لِلْعـالَمينَ بِجُودِهِ | وَ يُنْهَبُ مِنْهُ طـارِفٌ وَ تَليدٌ | |||
بِنَفْسي حُسَيْنٌ فِي التُّرابِ مُعَفَّراً | جَريداٍ جَريحاً بِالظَّمـاءِ يَفيدُ | |||
بِنَفْسي حُسَيْنٌ حينَ يَنْظُرُ تـارَةً | يَميناً وَ اُخْري لِلشِّمـالِ يَحيدُ | |||
فَحَسْبُكَ ما اَحْرَقْتَ مِنْ كُلِّ مُهْجَةٍ | وَ حَسْبُكَ مـا قَدْذابَ مِنْهُ كُبُودٌ | |||
وَ حَسْبُكَ ما اَجْرَيْتَ مِنْ كُلِّ ماطِرٍ | وَ حَسْبُكَ مـا قَدْنـاحَ مِنْهُ رُعُود | |||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 119 *» | |||||||
فَعُدْ في صَلوةٍ فيهِمْ وَ لَعـائنَ | عَلي كُلِّ مَنْ فيهِمْ اَتـاهُ حُسُودٌ | ||||||
عَلَيْهِمْ صَلوةُ اللّهِ مـا ذابَ مُهْجَةٌ | لَهُمْ وَ عَلَي الاَْشْجـارِ ناحَ غَريدٌ | ||||||
وَ لَعْنَةُ رَبِّ الْبَيتِ وَ الْخَلْقِ كُلِّهِمْ | عَلي قـاتِليهِمْ مَا السَّمـاءُ تَميدُ | ||||||
فَيـا آلَ طه مـا لِعَبْدِ عَبيدِكُمْ | اِلي غَيْرِكُمْ فِي الْعـالَمينَ سَنُودٌ | ||||||
فَدُونَكُمُ هذَا الْقَصيدَ وَ اِنَّهُ | بِكُمْ وَ اِلَيْكُمْ فِي الْمَالِ يَعُودُ | ||||||
فَمَا الْحُسْنُ اِلاّ مِنْكُمُ وَ اِلَيْكُمُ | وَ كُلُّ قَبيحٍ مُنْتَهـاهُ عَنُودٌ | ||||||
كَريمُ بْنُ اِبْرهيمَ يَطْمَعُ فيكُمُ | سَواءٌ لَهُ اَنْتَمْنَعُوا وَ تَجُودُوا | ||||||
وَ لَسْتُ اُريدُ الاَْهْلَ وَ الْجـاهَ وَ الْغِني | وَ اَنّي عَلي بَعْضِ الْعِبـادِاَسُودُ | ||||||
جَزائي ثَبـاتٌ في وِلاكُمْ وَ دَفْعُكُمُ | عُداتَكُمْ عَنّي بِذلِكَ جُودُوا | ||||||
فَصَلُّوا عَلَيْهِمْ اَيُّهاَ السّـامِعُونَ لي | عَلَيْهِمْ صَلوةُ الْعـالَمينَ وَ عُودُوا | ||||||
وَ قُولُوا كَمـا اَدْعُوا الاِْلهَ وَ اَمِّنُوا | عَلي دَعْوَتي عَلَّ الْكَريمَ يَجُودُ | ||||||
اِلهي وَ خَلاّقي وَ رَبّي وَ سَيِّدي | وَ مَنْ كُلُّ مُحْتـاجٍ اِلَيْهِ يَعُودُ | ||||||
تَجـاوَزْ بِلُطْفٍ عَنْ مُحِبّي مُحِمَّدٍ | وَ عِتْرَتِهِ الْقُرْبي وَ اَنْتَ مَجيدٌ | ||||||
« وَ مِنْها قَصيدَةٌ اُخري فِي الرَّثي »
اِلَي اللّهِ اَشْكُو لَوْعَةَ الْكُرُبـاتِ | وَ فُرْقَةَ اَحْبـابي وَ فَقْدَ حُمـاتي | |
اِلَي اللّهِ اَشْكُو فَقْدَ اَحْمَدَ اِنَّهُ | مُصـابٌ اَمَضَّ الْقَلْبَ بِالْحُرَقـاتِ | |
وَ فَقْدَ وُلاتي واحداً بَعْدَ واحِدٍ | وَ غَيْبَةَ شَمْسِ الْحَقِّ فِي الظُّلُمـاتِ | |
وَ خِفْيَةَ اَعْلامِ الْهِدايَةِ وَ التُّقي | وَ خَفْوَةَ اَهْلِ الْكُفْرِ وَ التَّبِعـاتِ | |
وَ قِلَّةَ اَهْلِ الْعِلْمِ وَ الْحِلْمِ وَ الْهُدي | وَ كَثْرَةَ اَهْلِ الْبَغْي وَ الْعَشَواتِ | |
وَ لَمْيَبْقَ مِنْ دينِ الاِْلهِ سِوي اسْمِهِ | وَ لا مِنْ كِتابٍ غَيْرُ مُرْتَسَمـاتٍ | |
كَاَنَّ نَبِيّاً لَمْيَجِئْ بِهِدايَةٍ | وَ اَنَّ اِمـاماً لايَكونُ بِاتٍ | |
وَ مَنْ ذَكَرَ الرَّحْمنَ وَ الدّينَ بَيْنَهُمْ | يَكُنْ كَضَئينٍ في ذِئـابِ فَلاةٍ |
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 120 *» | |||||||||||||
وَ نُصْبِحُ وَ الرَّحْمنُ يَطْلُبُ بِالتُّقي | وَ يَطْلُبُنَا الأْهْلُونَ بِالنَّفَقـاتِ | ||||||||||||
يُطـالِبُنَا الاِْخْوانُ طُرّاً بِحَقِّهِمْ | وَ يَطْلُبُنَا الاعْداءُ بِالزَّحَمـاتِ | ||||||||||||
وَ يَطْلُبُنَا النَّفْسُ الشَّقِيَّةُ بِالْهَوي | وَ يَطْلُبُنَا الشَّيْطـانُ بِالْخُطُواتِ | ||||||||||||
وَ يَطْلُبُنَا الْوالي بِطـاعَةِ اَمْرِهِ | وَ يَطْلُبُنَا الْأَمْوالُ بِاللَّحَظـاتِ | ||||||||||||
وَ يَطْلُبُنَا الْقَلْبُ الْمُعَنّي بِراحَةٍ | وَ اَنّي لَهُ في هذِهِ الصَّدَمـاتِ | ||||||||||||
فَيـا رَبِّ عَوْناً اِنَّني مُبْتَلي فَكُنْ | مُعيناً لِمَحْيـاي وَ بَعْدَ مَمـاتي | ||||||||||||
وَ يـا نَفْسُ كُفّي لاتَكُوني جُزاعَةً | تَاَسَّي بِرُسْلِ اللّهِ فِي النَّكَبـاتِ | ||||||||||||
تَاَسَّي بِآلِ اللّهِ وَ اصْطَبِري لِمـا | دَهـاكِ مِنَ الاْلامِ وَ الْكَئَبـاتِ | ||||||||||||
فَاَيُّهُمُ اَضْحي سَليماً مِنَ الاَْذي | وَ اَيُّهُمْ اَمْسي بِغَيْرِ عُداةٍ | ||||||||||||
اَ لَمْيَكْسِرُوا اَسْنـانَ اَحْمَدَ حينَمـا | دَعاهُمْ اِلَي التَّوْحيدِ وَالْقُرَبـاتِ | ||||||||||||
ظاَ لَمْيَرْجُمُوهُ حينَ جـاءَ يَصُدُّهُمْ | عَنِ اللاّتِ وَ الْعُزّي وَ اَخْذِ منـاةٍ | ||||||||||||
اَ لَمْيَهْجُمُوا ظُلْماً عَلي بَيْتِهِ الَّذي |
تَضَمَّنَهُ الامْلاكُ بِالْبَرَكـاتِ |
||||||||||||
اَ لَمْيُحْرِقُوا بـاباً لَقَدْ قـامَ دُونَهُ |
مَلائِكَةُ الرَّحْمنِ بِالْخَدَمـاتِ |
||||||||||||
فَيـا مُهْجَتي ذُوبي لِبِنْتِ مُحَمَّدٍ | اِذَا انْتَحَبَتْ بِالْبـابِ بِالثَّكَلاتِ | ||||||||||||
وَ قَدْشَمِتَ الْعـادي بِهـا اِنَّ عِزَّكُمْ | تَوَلي وَ لَيْسَ الْوَحْي بَعْدُ بِاتٍ | ||||||||||||
وَ قُولي لِيَخْرُجْ زَوْجُكِ الْحينَ مُسْلِماً | وَ اِلاّ نُشَرِّدْكُمْ عَنِ الْحُجُراتِ | ||||||||||||
فَنـادَتْ اَبـاهـا يـا مَلاذي وَ مَلْجَأي | ضَيـاعُكَ ضـاعَتْ بِانْتِهـازِ جُفـاةٍ | ||||||||||||
اِلَي اللّهِ تَشْكُو فِي اغْتِصـابِ حُقُوقِهـا | وَ تَضْييعِ نَسْلِ الْخَيْرِ وَ الْحُرُمـاتِ | ||||||||||||
فَيـا لَهْفَ نَفْسي حينَ قـالُوا لِرَدْعِهـا | اَيـا فـاطِمُ كُفّي عَنِ الْحُمُقـاتِ | ||||||||||||
وَ قَدْاَحْرَقُوا بـابَ الْوَصِي بِنـارِهِمْ | وَ دَقُّوا بِهِ الزَّهْراءَ بِالرَّفَسـاتِ | ||||||||||||
وَ قَدْضَرَبُوهـا لَطْمَةً لاحَ قُرْطُهـا | وَ سَوْطاً فَظَلَّتْ تَسْكُبُ الْعَبَراتِ | ||||||||||||
فَيـا اُمَّةً ضَلَّتْ وَراءَ نَبِيِّهـا | وَ خـاضَتْ شَقـاءً لُجَّةَ الْهَلَكـاتِ | ||||||||||||
وَ لَمّـا تَنَشَّفْ مـا اَقَلَّ حَيـاءَكُمْ | ثِيـابُ النَّبِي مِنْ نَدَي الْغَسَلاتِ | ||||||||||||
كَفَرْتُمْ وَ رَبّي لاسَقَي اللّهُ رَبْعَكُمْ | وَ خُلِّدْتُمْ في اَسْفَلِ الدَّرَكـاتِ | ||||||||||||
فَاِنْ شِئْتَ يـا خِلِّي اسْتَمِعَ مـا تَعـامَلُوا | عَلِيّاً وَ قَدْبـادَوْهُ بِالشُّنَعـاتِ | ||||||||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 121 *» | ||||||||||||
وَ قـادُوهُ بِالتَّقْليدِ عُنْفاً وَ اِنَّهُ | اَميرُ الْوَري يـا فُظْعَةَ الْفَعَلاتِ | |||||||||||
فَلَمْيَلْبَثُوا اِلاّ وَ فَلَّقَ هـامَهُ | شَقِي وَ اَلْقَي الْخَلْقَ فِي الْغَمَراتِ | |||||||||||
وَ اِنْ شِئْتَ يـا صـاحِ اسْتَمِعْ نَبَأَ الَّذي | قَضي صـابِراً لَمْيَشْفِ غَيْظَ بُغـاةٍ | |||||||||||
رَاي مِنْهُمْ غَدْراً وَ مَكْراً وَ حيلَةً | وَ هَتْكَ عُرُوضٍ اَعْظَمَ الْوَقَعـاتِ | |||||||||||
اِلي اَنْ سَقَتْهُ السَّمَّ شَرُّ الْخَليقَةِ | بِمَكْرِ شَقّي دائِمُ الْحَسَراتِ | |||||||||||
وَ اَعْظِمْ بِرُزْءٍ هَدَّ اَرْكـانَ مـا يُري | وَ مـا لايُري فَضْلاً عَنِ النَّسَمـاتِ | |||||||||||
مُصـابُ حُسَيْنٍ يـا لَهُ مِنْ مُصيبَةٍ | اَسـالَتْ عُيُونَ الْخَلْقِ بِالْعَبَراتِ | |||||||||||
اَيُقْتَلُ سِبْطُ الْخَيْرِ وَ النَّهْرُ دُونَهُ | ظَميئاً وَ يُلْقي ضـاحِي الضَّحَواتِ | |||||||||||
اَيُلْقي ثَلثاً لايُواري وَ شِلُْوهُ | غَدا مِنْ تَوالِي الْجُرْحِ كَالشَّبَكـاتِ | |||||||||||
اَيُوطَأُ شِلْوٌ بِالْخُيُولِ وَ طـالَ مـا | تَوارَدَهُ الْأَمْلاكُ بِالصَّلَواتِ | |||||||||||
بِنَفْسي بنـاتُ الطُّهْرِ في لَيْلَةٍ مَضَتْ | عَلَيْهِنَّ بَعْدُ الْقَتْلِ بِالثَّكَلاتِ | |||||||||||
بَنـاتٌ صِغـارٌ سـاغِبـاتٌ ظَميئَةٌ | عَرايـا طَريحـاتٌ عَلَي الْهَضَبـاتِ | |||||||||||
وَ اُخْري كِبـارٌ ثـاكِلاتٌ اَمَضَّها | بُكـاءُ صَغيراتٍ وَ فَقْدُ حُمـاتٍ | |||||||||||
وَ في جَنْبِهـا اَشْلاءَ اَحْبـابِهـا تَري | مُقَطَّعَةَ اْلاَعْضـاءِ وَ الرَّقَبـاتِ | |||||||||||
وَ في جـانِبٍ قَدْعَسْكَرَ الْقَوْمُ مُعْلِناً | صِيـاحَهُمُ بِالْوَجْدِ وَ الصَّفَقـاتِ | |||||||||||
وَ هُنَّ ظَمايـا سُغَّبٌ حُسَّرٌ وَ قَدْ | طُرِحْنَ عَرِيّـاتٍ عَلَي التُّرُبـاتِ | |||||||||||
وَ هذي تُنـادي اُمَّهـا تِلْكَ بَعْلَهـا | وَ تِلْكَ اَبـاهـا تِلكَ خَيْرَ رُعـاةٍ | |||||||||||
وَ هذي تُنـادي وا اَخـاهُ تَرَكْتَنـا | اُسـاري حُيـاري في وَثـاقِ جُفـاةٍ | |||||||||||
وَ هذي تُنـادِي الاِْبْنَ ثـاكِلَةً لَهُ | وَ هذي لِعَمٍّ تَسْكُبُ الْعَبَراتِ | |||||||||||
وَ لَمْتَدْرِ مـاذا يَفْعَلُ الْقَوْمُ في غَدٍ | اَيُقْتَلْنَ اَمْ يُؤْسَرْنَ كَالاَْمَْواتِ | |||||||||||
يَرَيْنَ بِاَمْسٍ كـانَ جَمْعاً حُمـاتُها | وَ هُنَّ عَلي عِزٍّ بِحِفْظِ كُمـاةٍ | |||||||||||
وَ صِرْنَ اُسـاري كَالاِْمـاءِ مَذَلَّةً | يَتـامي اَيـامي تَرْتَجِي الْهَلَكـاتِ | |||||||||||
بِنَفْسي بَنـاتُ الْعِزِّ اِذْ جـاءَ مِنْهُمُ | صِيـاحٌ بِتَرْحـالٍ عَنِ الْعَرَصـاتِ | |||||||||||
فَمـا حـالُها اِذْ وَدَّعَتْ جُثَثاً لَها | ضِيـاءٌ وَ اِشراقٌ عَلَي الرَّضَفـاتِ | |||||||||||
وَ جـاؤُا بِاَرْمـاحٍ وَ شـالُوا رُؤُسَها | كَاَنَّ بُدُوراً في سَمـاءِ قَنـاتٍ | |||||||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 122 *» | |||||||||||||
وَ جـاؤُا بِاَجْمـالٍ ضَوالِعَ مـالَها | وَطـاءٌ وَ شـالُوهـا عَلَي الْقَتَبـاتِ | ||||||||||||
فَمِنْهُنَّ بِالاَْغْلالِ كـانَ مُصَفَّداً | وَ مِنْهُنَّ بِالاَْحْبـالِ كَالاَْمَواتِ | ||||||||||||
وَ مـا حـالُهـا حَرُّ الْهَجيرِ اِذا غَدا | يُسَعِّرُ اَغْلالاً عَلَي الرَّقَبـاتِ | ||||||||||||
اِذا شِئْنَ اَنْ يَبْكينَ يَوْماً لِمـا بِها | ضُرِبْنَ بِاَسْواطٍ وَ كَعْبِ قَنـاتٍ | ||||||||||||
وَ اِنْ شِئْنَ رِفْقاً سُقْنَ اَوْ سُتْرَةً لَها | كُشَفْنَ لِتَلْقي لَفْحَةَ الضَّحَواتِ | ||||||||||||
وَ اِنْ شِئْنَ اِرْخـاءَ الْحِبـالَ لِحـاجَةٍ | بِهِنَّ زَمـاناً صَفَّدُوا الْعُقَداتِ | ||||||||||||
اِذا قُلْنَ نَحُّوا ذِي الرُّؤُس لَعَلَّهُ | يَقِلُّ هُجُومُ النّـاسِ فِي الطُّرُقـاتِ | ||||||||||||
اَتَوْا بِالرُؤُسِ فِي الْجَمـالِ لِكَي تَري | وَ تَبْكي لِكَي يُلْحَظْنَ مُنْهَتِكاتٍ | ||||||||||||
اِذا سَتَرَتْ بِالْكُمِّ حيناً وُجُوهَها | يُخـاطَبْنَ كَييَظْهَرْنَ بِالْوَجَنـاتِ | ||||||||||||
كَفَرْتُمْ وَ رَبِّ الْبَيْتِ مـاذا فَعَلْتُمُ | وَ صِرْتُمْ كَمَنْ كـانُوا عَبيدَ مَنـاتٍ | ||||||||||||
كَفَرْتُمْ وَ رَبِّ الْبَيْتِ بَعْدَ نَبِيِّكُمْ | عَلَيْكُمْ عَذابُ اللّهِ وَ اللَّعَنـاتِ | ||||||||||||
كَفَرْتُمْ وَ رَبِّ الْبَيْتِ مِنْ سُوءِ فِعْلِكُمْ | وَ قِدْماً عَدَلْتُمْ عَنْ طَريقِ نَجـاتٍ | ||||||||||||
فَيـا آلَ طه نَحْنُ قَوْمٌ نُحِبُّكُمْ | وَ نَرْعي ذِمـامَ الرُّسلِ فِي الرَّقَبـاتِ | ||||||||||||
نُحِبُّكُمْ وَ الْقَوْمُ قَدْبـاغَضُوكُمُ | وَ نُؤْثِرُكُمْ وَ الْقَوْمُ فِي الاُْثَراتِ | ||||||||||||
نُقِرُّ لَكُمْ بِالْفَضْلِ وَ الْقَوْمُ جُحَّدٌ | وَ نُقْتَلُ فيكُمْ اَسْوَءَ الْقَتَلاتِ | ||||||||||||
وَ هُمْ قـاتَلُوكُمْ حَيْثُمـا وَجَدُوكُمْ | وَ نَفْديكُمُ بِالنَّفْسِ وَ الْمَلَكـاتِ | ||||||||||||
وَ هُمْ شَرَّدُوكُمْ نَحْنُ فيكُمْ نُشَرَّدُ | صَبـاحاً مَسـاءاً نُورَدُ الْوَرَطـاتِ | ||||||||||||
وَ هُمْ ظَلَمُوكُمْ في قُلُوبٍ قِسَيَّةً | وَ نَحْنُ نُبـاكي سـاكِبِي الْعَبَراتِ | ||||||||||||
وَ قَدْحَكَمُوا في مـالِنـا وَ دِمـائِنـا | وَ اَولادِنـا بِالْقَتْلِ وَ النَّهَبـاتِ | ||||||||||||
وَ عِزَّتِكُمْ اِنّـا بُلينـا بِشَرِّهِم | وَ ضـاقَ الْفَضـا فَادْعُو لَنـا بِنَجـاتٍ | ||||||||||||
وَ لَيْسَ لَنـا فيمـا ذَكَرْتُ عَلَيْكُمُ | بَلاءٌ وَ لا مَنٌّ فَلا وَحَيـاتي | ||||||||||||
لَمِنْكُمْ جَميعُ الْمَنِّ وَ الطُّوْلُ كُلُّهُ | لَكُمْ شُكْرُهـا فَرْضٌ عَلَي النَّسَمـاتِ | ||||||||||||
وَلكِنَّني لَمّـا رَاَيْتُ بَلائَكُمْ | وَ تَفْريقَكُمْ بَيْني وَ بَيْنَ عُداةٍ | ||||||||||||
رَجَوْتُكُمْ اَنْتَفْرُقُوا بَيْنَنـا غَداً | وَ لاتَجْمَعُونـا عَوْضُ فِي الْمَثُلاتِ | ||||||||||||
وَ لاتَفْرَقُوا بَيْني وَ بَيْنَ عَبيدِكُمْ | كَمـا كُنْتُ عُمْراً مَوْرِدَ الْخَدَمـاتِ | ||||||||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 123 *» | ||||
كَريمُ بْنُ اِبرهيمَ عَبْدُكُمُ الَّذي | نَطَقْتُمْ بِهِ في فَضْلِكُمْ كَلِمـاتٍ | |||
وَ قَدْعَبِقَتْ كُلُّ الْبِلادِ بِنَشْرِهِ | وَ شـاعَ وَ ذاعَ الامْرُ فِي الصَّفَحـاتِ | |||
فَلَمْ يَسْتَطِعْ اَعْداؤُكُمْ نَشْرَ فَضْلِكُمْ | فَضـاقَ خُنـاقُ الْقَوْمِ بِالْحَنَقـاتِ | |||
فَقـامُوا بِدَفْعِ النّاشِرينَ لِفَضْلِكُمْ | وَ لَولا دِفـاعُ اللّهِ فِي الْحَمَلاتِ | |||
لَمـا كـانَ مِنّـا نـاطِقٌ يَطَأُ الثَّري | لَكُمْ وَ لَهُ الاِْفْضـالُ بِالنِّعَمـاتِ | |||
عَلَيْكُمْ صَلوةُ اللّهِ مـا ذَرَّ شـارِقٌ | وَ مـا دارَ دُرِّي عَلَي الْفَلَكـاتِ | |||
وَ لَعْنَةُ رَبّي عَدَّ مـا كـانَ ذَرَّةٌ | عَلي مَنْ قَلاكُمْ مُدَّةَ الصَّلَواتِ | |||
« مِنْهـا تَشْطيرٌ فِي الرَّجـاءِ اِلَي اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ »
وَفَدْتُ عَلَي الْكَريمِ بِغَيْرِ زادٍ | ثَقيلَ الظَّهْرِ بِالذَّنْبِ الْعَظيمِ | |
وَ مـالي مـابِهِ اَرْجُو نَجـاةً | مِنَ الْحَسَنـاتِ وَ الْقَلْبِ السَّليمِ | |
وَ حَمْلُ الزّادِ اَقْبَحُ كُلِّ شَيءٍ | اِذا كـانَ الْوُفُودُ عَلي@ اللَّئيمِ | |
فَلَسْتُ اَسـاءُ مِنْ صُفْرِ الاَْكُفِّ | اِذا كـانَ الْوُفُودُ عَلَي الْكَريمِ |
« وَ مِنْهـا تَشْطيرٌ فِي الرَّجـاء »
وَثَقْتُ بِعَفْوِ اللّهِ عَنّي في غَدٍ | وَ كُلٌّ يُنـادي لاتَ حينَ مَنـاصٍ | |
وَ اَيْقَنْتُ اَنَّ اللّهَ يُكْرِمُ وَفْدَهُ | وَ اِنْكُنْتُ اَدْري اِنَّنِي الْمُذنِبُ الْعـاصي | |
وَ اَخْلَصْتُ حُبّي فِي النَّبِّي وَ الِهِ | خُلُوصاً وَ اِنّي فِي الْمَوَدَّةِ راصٍ | |
فَاِنْ ثَبَتَتْ حَتّي الْوَفـاةِ مَحَبَّتي | كَفي في خَلاصي يَوْمَ حَشْرِي اِخْلاصي |
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 124 *»
« وَ مِنْهـا في مَدْحِ السَّيِّدِ الاُْسْتـادِ اَعْلَي اللّهُ مَقامَهْ »
وَ كَيْفَ يُمْكِنُنِي الاِْطْراءُ في رَجُلٍ | اَعَزَّهُ اللّهُ مِنْ اِسْمٍ وَ مِنْ رَسمٍ | |
آتـاهُ قَدْرا وَ شَأْنا فَوْقَ مَشْعَرِنـا | وَ زادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلمِ وَ الْجِسْمِ |
« مِنْهـا في مَدْحِ السَّيِّدِ الاسْتـادِ اَعْلَي اللّهُ مَقـامَهُ »
اَخْلَصْتُ حُبّي في وِلاءِ كاظِمٍ | وَ اِنْ لَحـاني فيهِ مَنْ فيهِ | |
اُحِبُّهُ حُبّا عَلي رَغْمِ مَنْ | قدبَدَتِ الْبَغْضـاءُ مِنْ فيهِ |
« وَ مِنْهـا فِي الاِْلْتِجـاءِ اِلَي الرِّضـا »
مَنْ يَبْلُغَنَّ الرِّضـا جَلَّتْ كَرائِمُهُ | عَنّي سَلامَ اَسيرٍ مُبْتَلي الْبـالِ | ||||
يَقُولُ يـا سَيِّدي اِنّي خَرَجْتُ عَلي | كَريمِ وَجهِكُمُ لا وَجهِي الْبـالِ | ||||
فَمـا تَبَلْبُلُ بـالٍ لَسْتُ اَزْعَمُهُ | اَنْ يَعْتَريني وَ مـا ذا سُوءُ اَحْوالي | ||||
وَ هَلْ جَزاءُ الَّذيقدصـارَ مُتَّكِلاً | عَلي جَنـابِكَ اَنْيُلْقي بِبَِلْبـالٍ | ||||
فَمـا اُجيبُ رِجـالاً كُنْتُ اُخْبِرُهُمْ | اَنّي خَرَجْتُ عَلي وَجْهِ الرِّضَا الْعـالي | ||||
وَ سَيِّدي حـافِظي عَنْ كُلِّ طـارِبَةٍ | وَ لايَخيبُ عَلي ذَا الْوَجْهِ آمـالي | ||||
فَاَيْنَ ما كُنْتُ اَرْجُو مِنْ حَمِيَّتِكُمْ | وَ اَيْنَ شيْمَتُكُمْ عَوْناً عَلي حـالي | ||||
قَدْ اُمْرِضَتْ سَكَني وَ القَلْبُ مُضْطَرِبٌ | وَ الدّارُ شـاسِعَةٌ فَكّاً لاَِغْلالي | ||||
فَخَلِّصُوهـا مِنَ الاَْفْراضِ مِنْ عَجَلٍ | فَاَحْسَنُ الْخَيْرِ مـايُؤْتي بِاِعْجـالٍ | ||||
اِشْفُوا وَ عافُوا وَ صُوفُوا وَ احْفَظُوا كَرَماً | فَلا يَطُولُ بِلَوْمي مِقْوَلُ الْقـالِ | ||||
لا تُشْمِتُوا بي عَدُوّاً صـارَ يَشْمَتُ بي | فيكُمْ قَديماً وَ لاتَرْضَوْا بِاِذْلالِ | ||||
ثُمَّ احْفَظُوا في طَريقي كُلَّ مامَعَنا | بِعَيْنِكُمْ كَرَماً في خَيْرِ ايصـالٍ | ||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 125 *»
« مِنها تشطيرٌ فِي الهَوي »
يا قَلْبُ لاتَدَعِ الْهَوي | فَتَزيغُ عَنْ نَهْجِ الْرَّشـادَةِ | |
اُسْلُكْ سَبيلَ اُولِي النُّهي | اِرْفِضْ مَقـالَ اُولِي الزَّهادَةِ | |
اِنْ كـانَ وَصلٌ فَالْمُني | وَ بُلُوغُهُ لَهِي السَّعـادَةُ | |
وَ اِذا تَقَصَّرَ طـالِعٌ | اَوْ كـانَ هِجْرٌ فَالشَّهـادَةُ |
« مِنْهـا فِي الشُّكْرِ عَلي شَفـاءِ السَّيِّدِ اَعْلَي اللّهُ مَقـامَهُ »
اَلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذي سَرَّنـا | مِنْ بَعْدِ بَلْبـالِ الْفُؤادِ الْقَسيمِ | ||
بِشـارَةً جـائَتْ غَداةُ لَنـا | في صِحَّةِ الْحِبْرِ الْعَليمِ الْحَليمِ | ||
وَ السَيِّدِ الطَّوْدِ الَّذي قَدْرُهُ | اَبْدي لَنـا عُظْمَ الْأِلهِ الْعَظيمِ | ||
جَبْهَتُهُ الْغَرّاءُ تُبْدي لَنـا | عَنْ نُورِ مَوْلانَا النَّبِي الْكَريمِ |
« وَ لَه قَصيدة فِي الرِّثي »
مـاذَا الْمُصـابُ الَّذي عَمَّ البَرِيّـاتِ | تَزَلْزَلَتْ مِنْهُ اَرْكـانُ السَّمواتِ | ||||||
مـا بِالْبِلادِ عَلَيْهَا الْحُزْنُ وَ الْكَرَبُ | مـا بِالْعِبـادِ اُصيبُوا بِالرَّزِيّاتِ | ||||||
اَرَي الْبَراريقداغْبَرَّتْ مَسـالِكُهـا | اَرَي الْبِحـارَ وَ شَيْبَتْ بِالْكُدُوراتِ | ||||||
اَرَي الرَّواتِعَ قَدْضَلَّتْ مَراتِعَهـا | اَرَي الطُّيُورَ وَ قَدْصـاحَتْ بِرَنّاتٍ | ||||||
كـادَتْ تُجـاوِبُ وَحْشُ الْبَّرِ مِنْ حَزَنٍ | اَهْلَ الْبِلادِ بِاَصْـافِ النِّيـاحاتِ | ||||||
كَاَنَّما حَلَّ عـاشُورا وَ جُدِّدَ لِلأْنــ |
ــامِ وَ الدَّهْرِ اَنْواعُ الْمُصيبـاتِ |
||||||
فَيـا فُؤادِ اسْتَقِمْ في مَاْتَمٍ تَرَكَ |
الْعُيُونَ تَهْمي بِدَمْعٍ كَالْمُطَيْراتِ |
||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 126 *»
« و لَهُ قَصيدَة فِي الرَّثي »
اَنُوحُ كَئيباً وَ الْعُيُونُ نَضيبٌ | وَ لِلْقَلْبِ مِنْ نـارِ الْكُرُوبِ لَهيبٌ | |||||||
خَليلَي قُومـا خَلِّيـاني وَ كُرْبَتي | فَلي دُونَ حُزْني رَنَّةٌ وَ نَحيبٌ | |||||||
وَ مـالِي مِنْ بَعْدِ الْحُسَيْنِ مَسَرَّةٌ | وَ لَيْسَ لِطيبِ الْعَيْشِ فِي نَصيبٌ | |||||||
وَ كَيْفَ ارْتيـاحي وَ الْحُسَيْنُ مُجَدَّلٌ | وَ اَهْلُوهُ مِنْهُمْ مُقْتَلٌ([6])وَ سَليبٌ | |||||||
رِجـالٌ بِوادِي الطَّفِّ صَرْعي كَاَنَّهُمْ | شُمُوسُ سَمـاءٍ مـالَهُنَّ مَغيبٌ | |||||||
نِسـاءٌ عَلي كَوْرِ الصِّعـابِ كَاَنَّهـا | اُسـاري مَجُوسٍ فِي الاِْسـارِ نَهيبٌ | |||||||
يَرَيْنَ رِجـالاً قُتِّلُوا وَ جُسُومُهُمْ | مُقَضَّبَةٌ بِالْبـاتِراتِ خَديبٌ | |||||||
وَ اَبْدانُهُمْ صَرْعي بِفَيْفـاءِ قَفْرَةٍ | (وَ ظ) رُؤُسُهُمْ فَوْقَ الْقَنـاةِ ذَهُوبٌ | |||||||
بِنَفْسي جُسُومٌ حَطَّمَتْهـا حَوافِرٌ | فَوا اَسَفـا هَلْ لِلْجُسُومِ ذُنُوبٌ | |||||||
بِنَفْسِي رَهْطٌ بـاذِلُوا النَّفْسِ دُونَهُمْ | نَعَمْ بَعْدَهُمْ كَيْفَ الْحَيوةُ نَطيبٌ | |||||||
بِنَفْسي بَنـاتُ الطُّهْرِ اِذْ زُرْنَ مَقْتَلاً | وَ لَيْسَ لَهـا غَيْرَ الاِْلهِ حَبيبٌ | |||||||
وَ فِي الْعَيْنِ دَمْعٌ وَ الصُّدورُ غَليلَةٌ | وَ فِي الْقَلْبِ نـارٌ وَ الْخُدودُ تَريبٌ | |||||||
فَوا اَسَفـا هَلْ فَوْقَ ذاكَ مُصيبَةٌ | وَ هَلْ فَوْقَهـا فِي الْعـالَمينَ خُطُوبٌ | |||||||
فَلا لا وَ رَبّي اِنَّهـا لَرَزِيَّةٌ | عَلَيْهـا قُلُوبُ الْعـالَمينَ تَذُوبُ | |||||||
وَ لِلطَّيْرِ فِي الْأَوْكـارِ نَوْحٌ وَ رَنَّةٌ | وَ لِلْحُوتِ في جَوْفِ الْبِحـارِ نَحيبٌ | |||||||
« منْهـا تـاريخ انتقـال السَّيد الاَستـاد اعلي الله مقـامه »
قَدْ كـانَ مِنْ كـاظِمٍ شَرْعُ الْهُدي بَلِجا | وَ ذاكَ اَبْيَنُ مِنْ نـارٍ عَلي عَلَمٍ | |
وَ لا اُريدُ بِذا اِظْهـارَ مِدْحَتِهِ | فَفَضْلُهُ غَيْرُ خـافٍ عِنْدَ ذِي الْحُلُمِ | |
فَكـانَ مـا كـانَ في عِزٍّ وَ في شَرَفٍ | وَ عـاشَ مـا عـاشَ في جُودٍ وَ في كَرَمٍ | |
كُنّـا بِنُورِ هُداهُ سـالِكي طُرُقٍ | فِي الْحَقِقدضَلَّ عَنْهـا سـائِرُ الاُْمَمِ |
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 127 *» | ||
فَيـالَهُ مِنْ زَمـانٍ كُنْتُ مُنْذُ بَدا | مُسْتَشْرِقا بِضِيـاءِ الْعِلْمِ وَ الْحِكَمِ | |
فَقُلْتُ مِمَّ تَغْشـاهُ الظَّلامُ اِذا | نُوديتُ هذا سُؤالٌ غَيْرُ مُكْتَتَمٍ | |
كـانَ الزَّمـانُ بِنُورِ الْعِلْمِ مُبْتَهِجا | قَدْ غابَ بَدْرُ الْهُدي قدعارَ فِي الْظُّلَمِ |
« وَ مِنْهـا قَصيدَةٌ فِي الرِّثي انشاتهـا مُسْتَعْجِلاً »
اَلا يـا عَيْنُ جُودي وَاسْعَدينـا | بِدَمْعِكِ في مُصـابِ الاَْطْهَرينـا | |||||||||
اَلا يـا عَيْنُ جُودي في مُصـابٍ | بَكي فيهِ عَميدُ الْمُرسَلينـا | |||||||||
اَلا يـا عَيْنُ جُودي في مُصـابٍ | عَلَيْهِ بَكي اَميرُ الْمُؤْمِنينـا | |||||||||
بَكَتْ فيهِ الْمُخَدَّرَةُ الْبَتُولُ | بَكـاهُ الْمُجْتَبي بِدَمٍ حَزينـا | |||||||||
بَكَتْ فيهِ الاَْئِمَّةُ بِالدِّمـاءِ | بَكَتْهُ الاَْنْبِيـاءُ اَجْمَعُونـا | |||||||||
بَكَتْ فيهِ مَلائِكَةُ السَّمـاءِ | وَ اَهْلُ الاَْرْضِ تَبْكيهِ شُجُونـا | |||||||||
بَكَتْهُ النّـارُ وَ الْجَنّـاتُ حُزْنا | وَ اَهْلُهُمـا وَ مـا فِي النَّشأَتَيْنا | |||||||||
اَلا يـا عَيْنُ سُحّي بِالدِّمـاءِ | لِرُزْءِ مُحَمَّدٍ وَ الطّـاهِرينـا | |||||||||
وَ سُحِّي الدَّمْعَ في رُزْءِ الْحُسَيْنِ | فَفيهِ انْهَدَّ رُكْنُ الْعـالَمينـا | |||||||||
تَزَلْزَلَ مِنْهُ اَرْكـانُ السَّمـاءِ | وَ اَرْكـانُ الْجِبـالِ الشّـامِخينـا | |||||||||
اَلَمْ تَسْمَعْ رِوايـاتٍ اَتَتْنـا | وَ اَعْجَبُهَا الَّتي جائَتْ اِلَيْنـا | |||||||||
سَعيدُ بْنُ المَسَيِّبِ قـالَ لَمّـا | اَصابَ الدَّهْرُ مـانـالَ الْحُسَيْنا | |||||||||
وَ حَجَّ النّاسُ عاما بَعْدُ صِرْتُ | اِلي مَوْلاي زَيْنِ الْعـابِدينـا | |||||||||
فَقُلْتُ لَهُ دَنَتْ اَيّـامُ حَجٍّ | فَاَمْرُكَ قالَ حُجِّ فِي النّاسِكينا | |||||||||
فَسِرْتُ وَ نَحْنُ بَيْنـا في طَوافٍ | اِذا نَغْلٌ وَقدفَقَدَ اليَدَيْنـا | |||||||||
بِوَجْهٍ مُظْلِمٍ كَاللَّيْلِ لَوْنا | بِسِتْرِ الْبَيْتِ مُلْتَجِيءٌ حَزينـا | |||||||||
يَقُولُ اَيـا اِلهَ الْبَيْتِ غَفْرا | وَ لَسْتَ بِغـافِر ذَنْبي يَقينـا | |||||||||
وَ لَوْ شَفَعَتْ مَلائِكَةُ السَّمـاءِ | وَ خَلْقُ الاَْرْضِ عِنْدَكَ شـافِعينا | |||||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 128 *» | ||||||
فَاَشْغَلَني وَ اَشغَلَ مَنْ يَطُوفُ |
فَجِئْنـاهُ جَميعا سائِلينـا |
|||||
فَقُلتُ وَ لَيْسَ اِبْليسُ اللَّعينُ |
لِيَيْأَسَ رَوْحَ رَبِّ الْعـالَمينـا |
|||||
فَيـا وَيْلاكَ مـا اَذْنَبْتَ حَتّي |
يَئِسْتَ جِوازَ خَيْرِ الرّاحِمينـا |
|||||
فَخَيِّرْنـا بِشَأْنِكَ قـالَ اِنّي |
اَنَا الْجَمّـالُ كـارَيْتُ الْحُسَيْنـا |
|||||
رَاَيْتُ عَلَيْهِ سِرْوالاً وَ فيهِ | رَاَيْتُ تِكَّةً تَغْشَي الْعُيُونـا | |||||
تَمَنَّيْتُ لِخُبْثي اَنَّهـا لي | وَ ذا قَدْكـانَ في قَلْبي ضَمينـا | |||||
اِلي اَنْ قَتَّلُوهُ دَفَنْتُ نَفْسي | بِغَوْرٍ اَختَْفي عَنْهُمْ كَمينـا | |||||
اِلي اَنْ جَنَّ لَيْلٌ قُمْتُ اَمْشي | اِذا نُورٌ اَضـاءَ بِهِ الْعُيُونـا | |||||
اِذا اَشْلاءُ قَتْلاهُم ْبِعَرْضِ | الْفَيـافي كَالنُّجُومِ مُفَرَّقينـا | |||||
ذَكَرْتُ لِشِقْوَتي لَيْلاً مُنـاي | فَصِرْتُ اُصَفِّحُ الْقَتْلي فَبَيْنـا | |||||
اِذا شِلْوٌ بِلا رَأْسٍ كَبَدْرٍ | عَلَي الْعَفْراءِ مَخْضُوبَ الْعَضينا | |||||
فَقُلْتَ يا خالِقي هذا حُسَيْنٌ | اِذا سِروالُهُ مِمّـا بَقينـا | |||||
اِذا فيهِ الَّتي كـانَتْ مُنـاي | فَصِرْتُ اَحُلُّ مِنْهَا الْعَقْدَ حينا | |||||
اِذا اَلْقي يَدا مِنْهُ عَلَيْهـا | فَلَمْ اَقْدِرُ عَلَيْهـا اَنْاُبينـا | |||||
دَعَتْنِي النَّفْسُ اَنْاَتي عَلَيْهـا | بِشَيءٍ قـاطِعٍ خُبْثا وَ رَيْنـا | |||||
فَقُمْتُ اَدُورُ فِي الْمَيْدانِ شَيْأً | اِذا سَيْفٌ فَجِئْتُ بِهِ الاَْمينـا | |||||
فَصِرْتُ اَجُذُّ شَيْأً بَعْدَ شَيءٍ | فَفَصَّلْتُ مِنَ الزَّنْدِ الْيَمينـا | |||||
فَلَمّـا عُدْتُ مِنْ خُبْثي اِلَيْهِ | اِذا بِيَسـارِهِ فَعَلَتْهُ هَوْنا | |||||
فَقَطَّعْتُ الْيَسـارَ فَوَيْلَ نَفْسي | لاَِنّي مَا ارْعَوَيْتُ بِمـا رَاَيْنـا | |||||
اِذا بِالاَْرْضِ تَرْجَفُ كَالْبِحـارِ | وَ تَهْتَنُّ السَّمـاءُ بِهِ شُجُونـا | |||||
وَ غَلْغَلَةٌ بَدَتْ فِي الْجَوِّ فيهـا | بُكـاءٌ ذُو عَويلٍ ذُو اَنينـا | |||||
اِذا صَوْتٌ يُنـادي وا غَريبـاهُ | وَ وا مَقْتُولِيـاهُ وَ وا حُسَيْنـا | |||||
أَ هُمْ قَتَلُوكَ عَنْ ظُلْمٍ وَ غَشْمٍ | وَ هُمْ مَنَعُوكَ مِنْ شُرْبِ الْمَعينـا | |||||
اَمـا عَرَفُوا مَشـايِخَكَ الْكِبـاراً | اَبـا حَسَنٍ وَجَدَّكَ الاَْطْهَرينـا | |||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 129 *» | ||||||
فَلَمّـا شُفْتُ ذلِكَ خِفْتُ خَوْفا | صَعِقْتُ مِنْهُ لا اَرْجُو عَوينـا | |||||
رَمَيْتُ بِجُشَّتي فِي الْغَوْرِ خَوْفا | اِذا بِثَلْثَةٍ جـاءُوا وَ بَيْنـا | |||||
اَتَتْ شَخْصٌ مُكَرَّمَةٌ وَ تَبْكي | وَ تَنْدُبُقداَمَضَّتْهَا الشُّجُونـا | |||||
اَلا يـا نُورَ عَيْني يـا حُسَيْنـا | فَمَنْ قَطَعَ الْيَسـارَ مَعَ الْيَمينـا | |||||
عَفيرا بِالتُّرابِ بِغَيْرِ رَاْسٍ | خَضيبَ النَّحْرِ مَتْلُولَ الْجَبينـا | |||||
فَمَنْ اُوصيتَ بَعْدَكَ بِالْيَتـامي | وَ مَنْ لِسُكَيْنَةَ حِصْنا حَصينا | |||||
وَ مَنْ لِلثّـاكِلاتِ وَ لِلضَّيـاعِ | لَقَدْ ضَجُّوا بِاَيْدِ الْكـافِرينـا | |||||
يَعَزُّ عَلَي اَنْ اَلْقـاكَ مُلْقي | بِلا غُسْلٍ وَ لا كَفَنٍ رَهينـا | |||||
اَيـا روُحي لَقَدْ طَوَّلْتَ حُزْني | لِقَتْلِكَ يَابْنَ خَيْرِ الْعـالَمينـا | |||||
لِمَقْتَلِهِ بَكَتْ اَمْلاكُ رَبّي | وَ حُورُ الْعَينِ تَبْكي وَ الاَْمينـا | |||||
لَقَدْ اَوْرَثْتَني حُزْنا طَويلاً | عَلي طُولِ اللَّيـالي وَ السِّنينـا | |||||
فَآهِ لِمـا جَري لَكَ يـا حَبيبي | نِسـاؤُكَ حـاسِراتٍ مُجْوَرينـا | |||||
فَنُوحُوا وَ انْدُبُوا مَوْلاً قَتيلاً | حَبيبَ رَسُولِ رَبِّ الْعـالَمينـا | |||||
قَدِ انْسَدَّ الْفَضاءُ مِنْ رِجالٍ | كَاَمْلاكٍ وَقُوفا اَجْمَعينـا | |||||
اِذاً شَخْصٌ يُنادي واحُسَيْنا | وَ وا اِبْنـاهُ يـا خَيْرَ الْبَنينـا | |||||
فَداؤُكَ جَدُّكَ وَ اَبُوكَ خَيْرٌ | اَخُوكَ ثُمَّ اُمُّكَ الاَْطْهَرينـا | |||||
اِذا شِلُوُ الْحُسَيْنِ صارَ حَيّا | فَكـالَمَهُمْ كَلامَ الْمُشْتَكينـا | |||||
فَخـاطَبَهُمْ وَ حَيّـاهُمْ سَلاما | وَ قالَ وَ دَمْعُهُ يَجْري شُجُونا | |||||
اَيـا جَدّاهُ قد قَتَلُوا رِجـالي | اَيـا جَدّاهُ قد وَدِئُو الْبَنينـا | |||||
اَيـا جَدّاهُ قد نَهَبُوا رِحـالي | اَيـا جَدّاهُ قد ذَبَحُوا الْعَوينـا | |||||
يَعَزُّ عَلَيْكَ يـا جَدّاهُ حـالي | وَ ما فَعَلَتْ بِجَمْعِي الْكافِرُونا | |||||
اَذا جـاءُوا وَقدجَلَسُوا لَدَيْهِ | فَيَبْكُونَ بُكـاءَ الْفـاقِدينـا | |||||
وَ فـاطِمُ مِنْهُمُ قـالَتْ بِحُزْنٍ | تَري يـا خَيْرُ فِعْلَ الظّـالِمينا | |||||
تَري اَفعـالَ اُمَّتِكَ الْكِفـارِ | بِوُلْدي يـا اَمينَ الْعـالَمينـا | |||||
اَتَأْذَنُ يا اَبَهُ في خَضْبِ وَجْهي | بِمُهْجَتِهِ فَخَضَّبَتِ الْجَبينـا | |||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 130 *» | ||||
وَ قـامُوا يَمْسَحُونَ بِهِ صُدُورا | وَ نَحْرا مِنْهُمُ كِلْتَا الْيَدَيْنـا | |||
فَقـامَتْ فـاطِمُ تَبْكيهِ حُزْنا | وَ تَنْدُبُهُ وَ تَرثي يـا حُسَيْنـا | |||
بُنَي مَنِ الَّذي قَطَعَ الْيَدَيْنِ | وَ فَصَّلَ رَأْسَكَ الْبَدْرَ الْمُبينـا | |||
وَ مَنْ ذا رَضَّ صَدْرَكَ يا فُؤادي | وَ اَيْتَمَ ذِي الْبَنـاتِ مَعَ الْبَنينـا | |||
وَ قـامَ مُحَمَّدٌ يَبْكيهِ حُزْنا | وَ يَنْدُبُهُ يَقُولُ يـا حُسَيْنـا | |||
يَعُزُّ عَلَي اَنْاَلْقـاكَ مَيْتا | مُبـانَ الرَّأْسِ مَتْلُولَ الْجَبينا | |||
وَ دامِي النَّحْرِ مَكْبُوبا لِوَجْهٍ | وَقد قَطَعُوا شِمالَكَ وَ اليَمينا | |||
بُنَي مِنَ الَّذي قَطَعَ الْيَدَيْنِ | فَحَدِّثْني فَمَنْ ذاكَ اللَّعينـا | |||
فَحَدَّثَهُ فَقـالَ ذاكَ جَدّي | اَشـارَ اِلَي فَانْقَطَعَ الْوَتينـا | |||
فَجـاءَ اِلَي َخَيْرُ الرُّسْلِ هَوْنا | فَاَنَّبَني اَشَرَّ الْكـافِرينـا | |||
قَطَعْتَ يَدا تُقَبِّلُهُ لِعُظْمٍ | مَلائِكُةُ الاِْلهِ اَجْمَعُونـا | |||
اَلَمْ يَكُ كافِيا ما شافَ مِنْهُمْ | مِنَ الْقَتْلِ وَ اَسْرِ الْأَطْهَرينـا | |||
فَيَحْشُرُكَ الْأِلهُ مَعَ الْكُفـارِ | وَ يَقْطَعُ مِنْكَ هاتَيْنِ الْيَدَيْنا | |||
فَما تَمَّ الدُّعاءُ فَصِرْتُ فَوْرا | كَمـا اَنْتُمْ بِاَعْضـائي تَرَوْنـا | |||
وَ يـا قَلْبُ احْتَرِقْ مِمّا اَتانا | عَنِ السَّبي الْكِرامِ قـافِلينـا | |||
فَقَدْ رُوِيَتْ لَنَا الْأَخْبـارُ لَمّـا | قَفَلْنُ نِساؤُهُم فِي الرّاجِعينا | |||
تَقَدَّمَ اُمُّ كُلْثُومٍ تَنُوحُ | وَ تَنْدُبُ اَهْلَها فِي النّائِحينا | |||
فَقـالَتْ حينَ لاحَتْ لِلْعُيُونِ | مَدينَةَ جَدِّهـا فِي الْمُنْدِبينـا | |||
مَدينَةَ جَدِّنـا لاتَقْبَلينـا | فَبِالْحَسَراتِ وَ الاحْزانِ جِئْنا | |||
اَلا فَاخْبِرْ رَسُولَ اللّهِ عَنّـا | بِاَنّـاقدفُجِعْنـا في اَبينـا | |||
وَ اَنَّ رِجـالَنا بِالطَّفِ صَرْعي | بِلا رُؤْسٍ وَقدذَبَحُوا الْبَنينا | |||
وَ اَخْبِرْ جَدَّنـا اَنّـا اُسِرْنـا | وَ بَعْدَ الاَْسْرِ يـا جَدّا سُبينا | |||
وَ رَهْطُكَ يـا رَسُولَ اللّهِ اَضْحَوا | عَرايـا بِالطُّفُوفِ مُسَلَّبينـا | |||
وَ قَدْ ذَبَحُوا اْلحُسَينَ وَ لَمْ يُراعُواه | جَنابَكَ يا رَسُولَ اَللهِ فِينا | |||
فَلَوْ نَظَرَتْ عُيُونُكَ لِلْأُسـاري |
عَلَي اَقْتـابِ الْجِمـالِ مُحَمَّلينـا | |||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 131 *» | ||||||||||
رَسُولَ اللّهِ بَعْدَ الصَّوْنِ صـارَتْ | عُيُونُ النّـاسِ نـاظِرَةً اِلَيْنـا | |||||||||
وَ كُنْتَ تَحُوطَنـا حَتّي تَوَلَّتْ | عُيُونُكَ ثـارَتِ الْأَعْدا عَلَيْنـا | |||||||||
اَفاطِمُ لَوْ نَظَرْتِ اِلَي السَّبايا | بَنـاتِكِ فِي الْبِلادِ مُشَتَّتينـا | |||||||||
اَفاطِمُ لَوْ نَظَرْتِ اِلَي الْحَُياري | وَ لَوْ اَبْصَرْتِ زَيْنَ الْعـابِدينـا | |||||||||
اَفـاطِمُ لَوْ رَأَيْتِنـا سُهـاري | وَ مِنْ سَهَرِ اللَّيـاليقدعَمينـا | |||||||||
اَفـاطِمُ مـا لَقيتي مِنْ عِداكِ | وِ لا قيراطَ مِمّـاقدلَقينـا | |||||||||
فَلَوْ دامَتْ حَيوتُكِ لَمْتَزالي | اِلي يَوْمِ القِيمَةِ تَنْدُبينـا | |||||||||
وَ عَرِّجْ بِالْبَقيعِ وَقِفْ وَ نـادِ | اَءِبْنَ حَبيبِ رَبِّ الْعـالَمينـا | |||||||||
وَ قُلْ يا عَمُّ يَا الْحَسَنُ الْمُزَكّي | عِيالُ اَخيكَ اَضْحَوْا ضائِعينا | |||||||||
اَيـا عَمّـاهُ اِنَّ اَخـاكَ اَضْحي | بَعيدا عَنْكَ بِالرَّمْضـا رَهينـا | |||||||||
بِلا رَأْسٍ عَلَيْهِ تَنُوحُ جَهْرا | طُيُورٌ وَ الْوُحُوشُ الْمُوحِشينا | |||||||||
وَ لَوْ عايَنْتَ يا مَوْلاي ساقُوا | حَريما لا يَجِدْنَ لَهـا مُعينـا | |||||||||
عَلي مَتْنِ النِّيـاقِ بِلا وِطـاءٍ | وَ شاهَدْتَ الْعِيـالَ مُكَشِّفينا | |||||||||
مَدينَةَ جَدِّنـا لا تَقبَلينـا | فَبِالْحَسَراتِ وَ الاَْحْزانِ جينا | |||||||||
خَرَجْنا مِنْكَ بِالْأَهْلينَ جَمْعا | رَجَعْنا لا رِجـالَ وَ لا بَنينـا | |||||||||
وَ كُنّا فِي الْخُرُوجِ بِجَمْعِ شَمْلٍ | رَجَعْنـا حاسِرينَ مُسَلَّبينـا | |||||||||
وَ كُنّـا في اَمـانِ اللّهِ جَهْرا | رَجَعْنـا بِالْقَطيعَةِ خـائِفينـا | |||||||||
وَ مَوْلانَا الْحُسَيْنُ لَنـا اَنيسٌ | رَجَعْنا وَ الْحُسَيْنُ بِهِ رَهينـا | |||||||||
فَنَحْنُ الضّـايِعـاتُ بِلا كَفيلٍ | وَ نَحْنُ النّـائِحاتُ عَلي اَخينا | |||||||||
وَ نَحْنُ السّائِراتُ عَلَي الْمَطايا | نُشالُ عَلي جِمالِ الْمُبغِضينا | |||||||||
وَ نَحْنُ بَنـاتُ يس وَ طه | وَ نَحْنُ الْبـاكِياتُ عَلي اَبينا | |||||||||
وَ نَحْنُ الطّـاهِراتُ بِلا خَفـاءٍ | وَ نَحْنُ الْمُخْلِصُونَ الْمُصْطَفُونا | |||||||||
وَ نَحْنُ الصّابِراتُ عَلَي الْبَلايا | وَ نَحْنُ الصّـادِقُونَ النّاصِحُونا | |||||||||
اَلا يـا جَدَّنـا قَتَلُوا حُسَيْنا | وَ لَمْيَرْعَوا جَنـابَ اللّهِ فينا | |||||||||
اَلا يـا جَدَّنـا بَلَعَتْ عِدانـا | مُنـاهـا وَ اشْتَفَي الْأَعْداءُ فينا | |||||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 132 *» | ||||||
لَقَدْ هَتَكُوا النِّساءَ وَ حَمَّلُوها | عَلَي الْأَقْتـابِ قَهْرا اَجْمَعينا | |||||
وَ زَيْنَبُ اَخْرَجُوها مِنْ خِباها | وَ فـاطِمُ والِهٌ تُبدِي الْأَنينـا | |||||
سُكَيْنَةُ تَشْتَكي مِنْ حَرِّ وَجْدٍ | تُنـادِي الْغَوْثَ رَبِّ الْعـالَمينا | |||||
وَ زَيْنُ الْعـابِدينَ بَقَيْدِ ذُلٍّ | وَ رامُوا قَتْلَهُ اَهْلُ الْخَؤُنـا | |||||
فَبَعْدَهُمْ عَلَي الدُّنْيـا تُرابٌ | فَكَأْسَ الْمَوْتِ فيها قَدْسَقينا | |||||
وَ هذي قِصَّتي مَعَ شَرْحِ حالي | اَلا يـا سـامِعُونَ ابْكُوا عَلَيْنا | |||||
فَيـا آلَ النَّبِي لاَِي رُزْءٍ | لَكُمْ نَرْثي وَ نَبْكي مُعْلِنينا | |||||
اَقَلُّ مُصـابِكُمْ يَذَرُ الْجِبـالَ | مُدَكْدَكَةً وَ يُوهِي الْعـالَمينا | |||||
كَريمٌ عَبْدُكُمْ رِقٌّ مُطيعٌ | لاَِمْرِكُمْ وَ اَدْنَي الْمـادِحينا | |||||
اِلَيْكُمْ يَنْتَهي في كُلِّ اَمْرٍ | وَ مُنْقَطِعٌ عَنِ الْمُسْتَتِر فينا | |||||
اِلَيكُمْ كُلُّهُ يـا الَ طه | لَكُمْ وَ بِكُمْ وَ مِنْكُمْ ما لَدَيْنا | |||||
« وَ لهُ ايضاً »
اَبـا حَسَنٍ يـا مَنْ شَغَفْتُ بِحُبِّهِ | وَ فـازَ بِهِ فِي الدَّهْرِ مَنْ هُوَ فـائِزٌ | |
اَتَخْذُلُني يَوْمَ الْمَعـادِ وَ اِنَّني | لِحُبِّكَ عَنْ كُلِّ الْوَلايِجِ جـائِزٌ | |
وَ لَسْتُ اَري وَاللّهِ وَجْهَكَ خـاذِلي | وَ اِنّي عَلي كُفّـارِ فَضْلِكَ نـاشِرٌ | |
اَقِلْ عَثْرَتي لاتَفْضَحَنّي لَدَيْهِمِ | وَ اِنّي عَلَيْهِمْ في وَلاكَ مُبـارِزٌ |
« وَ له تَشْطير ابيـات »
اَبـا حَسَنٍ لَوْ كـانَ حُبُّكَ مُدْخِلي | جِنـانا فَكُلُّ الْخَيْرِ دَرْكُ نَعيمِهـا | |
وَ اِنْ يَكُنِ الاُْخْري وَ لَيْسَ فَيـالَها | جَحيما فَاِنَّ الْفَوْزَ عِنْدي جَحيمُها | |
وَ كَيْفَ يَخافُ النّارَ مَنْ يَكُ مُوقِنا | بِاَنَّ عَلِيّا مُطْفِيءٌ لاَِجيمِهـا | |
وَ لَيْسَ يَخافُ النّارَ مَنْ كانَ مُؤمِنا | بِاَنَّ اَميرَ الْمُؤْمِنينَ قَسيمُهُمـا |
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 133 *»
« لَهُ تَشْطيرا وَ اَصْلاً »
اَبـا حَسَنٍ لابَرَّدَ اللّهُ مُهْجَةً | تَكُونُ لِمَنْ عـاداكَ مَأْوي وَ مَنْزِلاً | |
وَ كَيْفَ يَسُرُّ اللّهُ مُهجَْةَ رائِغٍ | تَكُونُ لِشَيءٍ غَيْرِ حُبِّكَ مَدْخَلاً | |
اَتَرْجُو نَجـاةً في سَواكَ وَ لَمْيَكُنْ | سَواكَ عَلي اَعْمـالِهـا مُتَكَفِّلاً | |
فَيـا سَيِّدي لاتَطْرُدَنَّ وَ مـا اَري | عَداكَ مَفَرّاً لِلاَْنـامِ مَوْئِلاً |
«وَ لَهُ اَيْضاً»
يـا فـالِقَ الْحَبِّ زِدْ في مُهْجَتي شَغَفاً |
مِنْ حُبِّ فـاطِمِةَ الزَّهْراءِ مَوْفُوراً |
|
وَ بَعْلِهـا وَ بَنيهـا بَعْدَ والِدِهـا, , |
وَ اجْعَلْ خَطـائي بِهِمْ يـا رَبِّ مَغْفُوراً |
« وَانْشَأَ حينَ رُجُوعِهِ مِنْ بِلادِ الْحُسَيْنِ7 »
اَعـاذَنَا اللّهُ مِنْ جيرانِ كِرْمـانٍ | سَوادِ ظُلْمٍ وَ طُغيـانٍ وَ عُدْوانٍ | |
اَشْكُو اِلَي اللّهِ سُكْنـائي بِتُرْبَتِهِ | وَ هِجْزَتي عَنْ حِمي عَدْلٍ وَ اِحْسانٍ | |
سَكَنْتُ اَرْضا بِلا اُِنْسٍ وَ لاسَكَنٍ | وَ بِنْتُ مَأْنَسَ اِخْواني وَ اَوْطـاني | |
فارَقْتُ اَهْلَ النُّهي وَ الْعِلْمِ وَ الْعَمَلِ | قـارَنْتُ اَمْثِلَةَ اَشْبـاحِ اِنْسـانٍ | |
وَ اللّهِ لا نـاقَةٌ لي فيهِ لا جَمَلٌ | اِلاَّ الْوَفـاءُ بِمَنْ فيهِ مِنْ اِخْواني | |
وَقـاهُمُ اللّهُ مِنْ شَرِّ الشُّرُورِ وَ مِنْ | كَيْدِ الْغَرُورِ وَ غَدْرِ كُلِّ خَوّانٍ | |
يَكْفيكَ مَسْمَعَهُ عَنْ حـالِ مَنْظَرِهِ | فَاِنَّ مَعْنَي اسْمِهِ فُرْسِي ديدانٍ | |
اَشْكُو اِلَي اللّهِ مِنْ قَوْمٍ مَوَدَّتُهُمْ | غَدْرٌ وَ بِغْضَتُهُمْ هُلْكٌ لاِنْسـانٍ | |
وَ اللّهِ بُعْدُهُمُ خَيْرٌ وَ مَغْنَمَةٌ | وَ قُرْبُهُمْ مُبْعِدٌ عَنْ فَيْضِ سُبْحانِ |
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 134 *» | |||||||||||||
قَوْمٌ اِذا سُمِّيَتْ آلُ الرَّسُولِ بَدا | مِنْ وَجْهِهِمْ حَنَقا آثـارُ شَنْئـانٍ | ||||||||||||
يَسْعَوْنَ دَهْرا عَلي اِطْفـاءِ نُورِهِمِ | وَقداَبَي اللّهُ فيهِ غَيْرَ اِعْلانٍ | ||||||||||||
وَ لَوْ ذَكَرْتَ لَهُمْ مِنْ بَعْضِ مـالَهُمُ | مِنَ الْفَضـايِلِ مَضْمُوما بِبُرْهـانٍ | ||||||||||||
تُمِدُّ اَعْنـاقُهُمْ مِنْ كُلِّ نـاحِيَةٍ | مـا بَيْنَ مُسْتَنْكِرٍ مِنْهُ وَ لَعّـانٍ | ||||||||||||
يَقُولُ كُلٌّ صَهٍ صَهٍ عَنْ فَضـايِلِ مَنْ | قَدْكـانَ مِثْلَكَ ذا عَيْنٌ وَ اذانٍ | ||||||||||||
فَيَحْسَبُونَ وُلاةَ اللّهِ مِثْلُهُمُ | وَ يُنْكِرُونَ لَهُمْ ذَا الفَضْلِ وَ الشَّأْنِ | ||||||||||||
اَلَيْسَ مَنْ قـالَ اِنّي مِثْلُكُمْ بَشَرٌ | قَدقـالَ مِنْ فَضْلِهِ مـا فَوْقَ اَقْرانٍ | ||||||||||||
فَمـا دَعـاهُمْ اِلي اَنْ يَأْخُذُوا كَلِما | وَ يَتْرُكُوا كَلِما ضُمَّتْ بِبُرْهـانٍ | ||||||||||||
لَمْ يَبْقَ فيهِمْ سَوي دَرْسِ الْكِتابِ عَلي | صِبْيـانِهِمْ وَ هْوَ صِنْوٌ مِنْ گُلِسْتـانٍ | ||||||||||||
وَ كُلَّمـا اُبْدِعَتْ فِي الدّينِ عَذْبُهُمُ | وَ عَذْبُ شِرْعِ الْهُدي فيهِمْ كَآسـانٍ | ||||||||||||
حَلالُهُمْ كُلُّ مـا حَلَّتْ بِسـاحَتِهِمْ | حَرامُهُمْ كُلُّ مَفْقُودٍ لِحِرْمـانٍ | ||||||||||||
قَوْمٌ اَعَدُّوا لَهُمْ في كُلِّ واقِعَةٍ | قَوْما شُهُودا عَلي زُورٍ وَ بُهْتـانٍ | ||||||||||||
فَيَشْهَدُونَ لَهُمْ في كُلِّ مـا وَقَعَتْ | بِلا حُضُورٍ وَ لا عِلْمٍ وَ ايقـانٍ | ||||||||||||
كَنائِحاتٍ عَلَي الْمَوْتي يَنُحْنَ عَلي | مَنْ مـاتَ يَوْما بَعيدا كـانَ اَوْ دانٍ | ||||||||||||
لَهُمْ عَلي كُلِّ دَْعْوي اُجْرَةٌ قُدِرَتْ | مِقْدارَ ذاكَ بِتَزْييدٍ وَ نُقْصـانٍ | ||||||||||||
مُعَدِّلٌ بَعْضُهُمْ بَغْضا اِذَا الْتَزَمُوا | وَ جـارِحٌ بَعْضُهُمْ بَعْضا بِاَحْيـانٍ | ||||||||||||
وَ اخَرُونَ اُعِدُّوا لِلْوَكـالَةِ لا | يَخْشَوْنَ فِي الدّينِ مِنْ نَقْصٍ وَ خُسْرانٍ | ||||||||||||
فَيُنْكِرُونَ حُقُوقا يَعْلَمُونَ بِهـا | وَ لا يُبـالُونَ مِنْ اِفْكٍ وَ عُدْوانٍ | ||||||||||||
وَ يَسْتَحِلُّونَ اِنْ شـاؤُا الْفُرُوجَ عَلي | مَن كانَ مِنْ بَعْدِ تَزْويجٍ وَ اِحْصانٍ | ||||||||||||
وَ اِنْ يَشَاْ اَحَدٌ مِنْهُمْ يُحَرِّمُ مـا | اَحَلَّهُ اللّهُ في آيـاتِ قُرءانٍ | ||||||||||||
كَاَنَّ شَرْعَ رَسُولِ اللّهِ عِنْدَهُمْ | سَفينَةٌ وَ هُمْ فيهِمْ كَسَفّـانٍ | ||||||||||||
يـا اَهْلَ كِرْمانَ قد نِلْتُمْ مَقاصِدَكُمْ | فيمـا تُريدُونَ مِنْ رِبْحٍ وَ خُسْرانٍ | ||||||||||||
تَرَكْتُمُ شَرْعَ آلِ اللّهِ مُتَّبِعا | مُسَلِّما دينَ فِرْعَوْنَ وَ هـامـانِ | ||||||||||||
في اَي دينٍ اَحَلُّوا فَرْجَ اِمْرَأَةٍ | في مَجْلِسٍ لِرِجـالٍ طُوْلَ اَزْمـانٍ | ||||||||||||
يـا غَيْرَةَ الْحَقِّ اِنَّ الْقَوْمَقدسَلَفُوا | بَيْعَ الْفُرُوجِ نَكـاحا حينَ اِحْصانٍ | ||||||||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 135 *» | |||||||
يُصـالِحُونَ رُجُوعاقدجَعَلْتَ لَهُ | حَدَّ الزِّواجِ وَ تَاْليفا لاَِجْنـانٍ | ||||||
دَعْ ذا فَذلِكَ جُرْحٌ غَيْرُ مُنْدَمِلٍ | كـانُوا اُولاءِ كَذا في كُلِّ الاَْزْمـانِ | ||||||
لكِنْ هَلُمَّ اِلي اُحْدُوثَةٍ عُجِبَتْ | في اَرْضِ ظُلْمٍ وَ اِلْحادٍ وَ طُغْيـانٍ | ||||||
يُسـاطُ فَرْخُ الرَّسُولِ بَيْنَ اَظْهُرِهِمْ | مِنْ غَيْرِ جُرْمٍ وَ لا اِثْمَ بِبُهْتـانٍ | ||||||
وَ لَمْ يَقُمْ مُنْكِرٌ مِنْ اَهْلِ مَجْمِعَهِمْ | يَقُولُ يـا قَوْمُ اِيّـاكُمْ وَ ذَا الشّـانِ | ||||||
هذَا ابْنُ خَيْرِ الْوَري راعُوا لِحُرْمَتِةِ | وَ اخْشَوْا خُصُومَتَهُ يا اَهْلَ اَضْغانٍ | ||||||
لَمْ اَدْرِ لَوْ قـالَ يَوْما جَدُّهُ لَهُمُ | لِمْ لا دَفَعْتُمْ عَنِ ابْني شَرَّ عُدْوانٍ | ||||||
مـا ذا يُجيبُونَ مَعْ اِمْكـانِ دَفْعِهِمْ | لَهُمْ بِاَسْهَلَ مِنْ ايقـاظِ وَسْنـانِ | ||||||
هَبْ كانَ مِنْهُمْ وَضيعُ الْقَدْرِ شِرْذِمَةٌ | أَ لَمْيَكُنْ مِنْهُمُ قَوْمٌ اوُلُو الشّـانِ | ||||||
لَهُمْ لِساٌَ وَ اَعْوانٌ وَ مَقْدَرَةٌ | وَ بَسْطُ اَيْدٍ عَلَي النّاسِ بِسُلْطانٍ | ||||||
يا زَيْنَ جُمْلَتِهِمْ يا مَنْ سَمَوْتَ عَلي |
سَنـامِ عِلْمٍ وَ حِلْمٍ فَوْقَ اِقْرانٍ |
||||||
مِمَّا اتَّقَيْتَ وَ مـاذا في غَدْاةِ غَدٍ |
تُجيبُ في وَدْعِنـا يَوْما بِخِذْلانٍ |
||||||
لِمْ لادَفَعْتُمْ عَنِ ابْنِ الطُّهْرِ صِهْرِكُمُ |
مِنْ بَعْدِ وُسْعٍ وَ اَنْصـارٍ وَ اَعْوانٍ |
||||||
اَلَيْسَ دَعْواكُمُ حُبَّ الْمُحِبِّ لَنـا |
وَ بُغْضَ اَعْدائِنـا عَنْ صِرْفِ ايمـانٍ |
||||||
اِنّي وَ حَقِّ رَسُولِ اللّهِ جَدِّكُمُ |
زَعَمْتُ عُذْرَكُمُ في خُسْرِ ميزانٍ |
||||||
اِنْ كُنْتَ مُسْتَدْرِكا ما فاتَ فاتَ بِهِ |
حَتّي تَكُونَ لَنـا اِلْبا عَلَي الْجـاني |
||||||
وَ اِنْ تَكُنْ غَيْرُ ذا فَاللّهُ ناِصرُنا |
كَفي لَنا عَوْنُهُ عَنْ كُلِّ اَعْوْانٍ |
||||||
وَ هُمْ يُعـادُونَنـا بُغْضا لِدَعْوَتِنـا |
بِفَضْلِ جَدِّكُمُ لا جَدِّنَا الْفـاني |
||||||
فَاِنْ خُذِلْتُ فَخِذْلانٌ لِجَدِّكُمْ |
وَ اِنْ نُصِرْتُ فَرَبّي خَيْرُ مَنّـانٍ |
||||||
وَ لَيْسَ يَلْحَقَني مِنْ ذاكَ غَيْرُ اَذي |
في جَدِّكُمْ وَ هْوَ عِنْدي نَحْوَ رَيْحانٍ |
||||||
نَصَرْتُمُ اَمْ خَذَلْتُمْ نَحْنُ طـائِفَةٌ |
نُحِبُّ جَدَّكُمْ في عَيْنِ اِثْخـانٍ |
||||||
لكِنَّ نَصْرَكُمْ خَيْرٌ لاَِجْلِكُمُ |
وَ اِنَّ خِذْلانَكُمْ عُذْرٌ لِطَعّـانٍ |
||||||
فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ مِنْ هذَيْنِ اَنْسَبَهُ |
لِدينِ جَدِّكَ يـا زَينا لاَِقْران |
||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 136 *»
« مِنْها في الرَّثي »
قَدْجَدَّدَ اِذْ عَلا غَليلي | اَرْزاءُ حُسَيْنٍ الْجَليلِ | ||||||
سـاعِدْ بِبُكـاكَ يـا خَليلي | مـا اَعْظَمَ هذِهِ الْمُصيبَةِ | ||||||
يَبْكي لِمُصـابِهِ الرَّسُولُ | قَدْعَجَّ لِرُزْئِهِ الْبَتُولُ | ||||||
قَدْنـاحَ عَلي النَّبيلُ | مـا اَعْظَمَ هذِهِ الْمُصيبَةِ | ||||||
تَبْكيهِ مَلائِكُ السَّمـاءُ | وَ الْجِنُّ تَضِجُّ بِالْبُكـاءِ | ||||||
وَ الطَّيْرُ تَنُوحُ فِي الْهَواءِ | مـا اَعْظَمَ هذِهِ الْمُصيبَةِ | ||||||
قَدْاَصْبَحَتْ الْعُيُونُ عَبري | بِالْحُزْنِ تَرَي الصُّدُورَ زَفْري | ||||||
فِي الْخَلْقِ بَدَا الضَّجيجُ تَتْري | مـا اَعْظَمَ هذِهِ الْمُصيبَةِ | ||||||
قَدْدَقَّ عِظـامَهُ الْخُيُولُ | قَدْاَضْني رِجـالَهُ الْكُبُولُ | ||||||
قَدْاَنْحَلَ اَهْلَهُ الْحُبُولُ | مـا اَعْظَمَ هذِهِ الْمُصيبَةَ | ||||||
اَمسَيْنَ نِسـاؤُهُ اُسـاري | قَدْاَصْبَحَ وُلْدُهُ حُيـاري | ||||||
قَدْجُزِّرَ صَحْبُهُ جُزارا | مـا اَعْظَمَ هذِهِ الْمُصيبَةَ | ||||||
قَدْاُثْخِنَ بِالْجِراحِ جِسْمُهُ | وَانْدُقَّ بِاِثْرِ ذاكَ عَظْمُهُ | ||||||
قَدْاُلْقِي فِي الْقِفـارِ رَسْمُهُ | مـا اَعْظَمَ هذِهِ الْمُصيبَةَ | ||||||
تَلُّوا لِجَبينِهِ عَلِيّاً | قَدْشُدَّ مُغَلَّلاً مَلِيّاً | ||||||
سَرُّوا بِاِسـارِهِ بَغِيّاً | مـا اَعْظَمَ هذِهِ الْمُصيبَةَ | ||||||
لَو شِئْنَ نِسـاؤُهُ بُكاءاً | قَدْدُقَّ رُؤُسُهـا وَلاءاً | ||||||
اُورِدْنَ مِنَ الأْوامِ مـاءاً | مـا اَعْظَمَ هذِهِ الْمُصيبَةَ([7]) | ||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 137 *» | |||||||
وَيلا سَلَبُوا حُلَي الصَّبـايـا | سُحْقاً حَمَلُوهُمُ سَبـايـا | ||||||
مِنْ فَوْقَ صِعـابِهِمْ عَرايـا | مـا اَعْظَمَ هذِهِ الْمُصيبَةَ | ||||||
يـا مَوْلاي عَبْدُكَ الْكَريمُ | اَلرِّقُّ الْخـاطِئُ الأْثيمُ | ||||||
في نَظْمِ رِثـاكَ مُسْتَديمٌ | مـا اَعْظَمَ هذِهِ الْمُصيبَةَ | ||||||
لاقُنْوَةَ لي سِوي وَلاكُمْ | اَنْ يَذْكُرَ رُزْئَكُمْ بَكـاكُمْ | ||||||
اَنْسـاهُ بَلائَهُ بَلاكُمْ | مـا اَعْظَمَ هذِهِ الْمُصيبَةَ | ||||||
« وَ مِنْهـا قَصيدَة في الرِّثي »
تَعَزَّزْتَ يـا مَنْ عِنْدَهُ الْعِزُّ خـاشِعٌ | وَ كُلُّ عَزيزٍ دُونَ عَلْيـاهُ خـاضِعٌ | ||||
بِهِ الْعِزَّةُ اعْتَزَّتْ كَذاكَ بِهِ اعْتَلَي الْعُـ | ـلي وَلَهُ كُلُّ الْبَرايـا بَواخِعٌ | ||||
لَكَ الْحَمْدُ فيمـاقدقَضَيْتَ وَ لَمْتَزَلْ | حَميداً وَ مـا تَقْضيهِ خَيْرٌ وَ نـاقِعٌ | ||||
وَ لَمْتَقْضِ اِلاَّ الْخَيْرَ اِنْ رَضِيَتْ بِهِ | نُفُوسٌ اَوِ اسْتَعْفَتْكَ اُخري جَوازِعٌ | ||||
لَكَ الْحَمْدُ في كَلِّ الْمَصـائِبِ اِنَّمـا | يُلامُ ظَلُومٌ بـاشَرَ الظُّلْمَ تـابِعٌ | ||||
فَنَقْصُ الْوَري مِنْهُمْ وَ مِنْكَ كَمـالُهُمْ | وَ هُمْ اَهْلُ ذَمٍّ وَ الثَّنـا لَكَ نـاصِع | ||||
لَكَ الحَمْدُ فيمـاقدبُليتُ وَ اِنْغَدَتْ | لَهُ الْكَبِدُ حَرّي وَ الْعُيُونُ دَوامِعُ | ||||
بُليتُ بِاَرْزاءِ النَّبِي وَ آلِهِ | لَدَيْهـا مُصيبـاتُ الدُّهُورِ مَشـانِعُ | ||||
وَ اَعْظَمُهـا رُزْءٌ تَشَتَّتَ دُونَهُ | بُنَي الدَّهْرِ وَ الاَْفْلاكِ مِنْهُ سَواكِعُ | ||||
مُصـابُ حُسَيْنٍ يـالَهـا مِنْ مُصيبَةٍ | عَلَيْهـا قُلُوبُ الْعـالَمينَ فَواجِعُ | ||||
فَداؤُكَ نَفْسي اَي رُزْئِكَ اَقْتَفي | وَ يَعْجُزُ عَنْ اِحصاءِ تِلْكَ الْبَوارِعُ | ||||
تَذَكَّرْتُ مـاقدجـاءَ في رُزْءِ قاسِمٍ | وَ كـانَ صَبِيّا لَمْتَنَلْهُ الْفَجـايِعُ | ||||
فَلَمّـا رَاي اَنَّ الحُسَيْنَقدابْتَلي | وَ لَيسَ لَهُ عَوْنٌ وَ حـاطَ الْفَواقِعُ | ||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 138 *» |
|||||||||
دَنـا مِنْ حُسَيْنٍ سـائِلاً اَنيُجيزَهُ | اِلي حَرْبِ اَهْلِ الْبَغْي وَ هْوَ مُسارِعٌ | ||||||||
فَلَمّـا رَاهُ عَمُّهُ في صَبـائِهِ | يُريدُ قِتـالَ الْقُوْمِ وَ الْحَرْبُ بـاذِعٌ | ||||||||
بَكي فَبَكَي الطِّفْلُ الْبَزيغُ وَ اَجْهَشـا | اِلي اَنْاَتـاهُ الغَشْي وَ الطِّفلُ رايِعٌ | ||||||||
فَمـانَعَهُ الْعَمُّ الرَّؤُفُ فَلَمْ يَزَلْ | يُقَبِّلُ اَيْديهِ وَ فِي الاِْذْنِ طـامِعٌ | ||||||||
اِلي اَنْقَضَي الْمَقْدُورُ اِرضـاءَ عَمِّهِ | فَـاذَنَهُ وَ الطِّفْلُ كَالْلَّيْثِ زامِعٌ | ||||||||
فَقـامَ بِوَجْهٍ اَشرَقَ الْجَمْعَ ضَوْؤُهُ | كَفِلْقَةِ بَدْرٍ فِي الدُّجَيَّةِ لامِعٌ | ||||||||
يَقُولُ اَنَا ابُنُ الْمُجْتَبي اِنْجَهِلْتُمُ | وَ سِبْطُ النَّبِي الْمُصْطَفي لايُضـارَعُ | ||||||||
وَ هذا حُسَيْنٌ كَالاَْسيرِ بِاَْرضِكُمُ | رَهينٌ بِاَيْديكُمْ غَريبٌ وَ ضـايِعٌ | ||||||||
فَقـاتَلَ كَاللَّيْثِ البَسيلِ نَعَمْ هُوَ | ابْنُ لَيْثِ الْوَغي وَ الْفَرْسُ فيهِم طَبـايِعٌ | ||||||||
فَاَلْقي اِلَي النّيرانِ مِنْهُمْ بِجَوْلَةٍ | ثَلثينَ ثُمَّ ازْدادَ خَمْساً يُدافِعُ | ||||||||
يَذُوبُ فُؤادي حينَ اَذْكُرُ اَنَّهُ | صَبِي ضَئيلٌ لَمْتُصِبْهُ الْوَقـايِعُ | ||||||||
عَلَيْهِ قَميصٌ مُفْرَدٌ وَ اِزارَةٌ | وَ نَعْلانِ دَبّا عَنْ حِماهُ يُصارِعُ | ||||||||
وَ لَمْيَرْحَمُوهُ مِنْ شَقـاوَةِ نَفْسِهِمْ | وَ قَدْاَثْخَنُوهُ بِالْجِراحِ طَلائِعُ | ||||||||
اِلي انْتَوَلاّهُ ابْنُ سَعْدٍ بِعَضْبِهِ | وَ فَلَّقَ مِنْهُ الْهـامَ وَ الطِّفْلُ ضـارِعٌ | ||||||||
فَاَلْقـاهُ مِنْ فَوْقِ الْجَوادِ عَلَي الثَّري | فَنـادي اَيـا عَمّـاهُ اِنِّي وادِعٌ | ||||||||
فَجـاءَ اِلَيْهِ شِبْلُ حَيْدَرٍ خِلْتَهُ | كَصَقْرٍ تَدَلّي وَ هْوَ فِي الصَّيْدِ طامِعٌ | ||||||||
فَجـاءَ اِلَيْهِ وَ الْخُيُولُ بِجَوْلَةٍ | فَغـاصَ خِلالَ الْقَوْمِ وَ هُوَ مُقارِعٌ | ||||||||
وَ شَدَّ عَلَي الْكَلْبِ ابْنِ سَعْدٍ بِصارِمٍ | فَقَدَّ يَداً مِنْهُ فَهـاجَ التَّوابِعُ | ||||||||
فَوالَهفَتـا اِذْ هـاجَتِ القَومُ جُملَة | عَلي جُثَّةِ ابنِ المُجتَبي وَ هُوَ ضـاجِع | ||||||||
عَلا عَثْيَرٌ فِي الْبَيْدِ كَالَّيلِ لَمْيَكَدْ | يَرَي الْعَيْنُ شَيْئاً وَ اسْتَجَمَّ الْقَوارِعُ | ||||||||
وَ يَجْري عَلَيْهِ الْخَيْلُ مِنْ كُلِّ جـانِبٍ | فَدُقَّ بِهـا اَحْنـاؤُهُ وَ الاَْكـارِعُ | ||||||||
اِلي اَنتُوَفّي تَحْتَ وَطْءِ السَّنـابِكِ | طَحيناً سَحيقاً لانَصيرٌ وَ شـافِعٌ | ||||||||
وَ خاضَ حُسَيْن فِي الْجُمُوعِ مُجادِلاً | فَيَفْري وَ يَرْمي لَمْيَذُدْهُ الرَّوادِعُ | ||||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 139 *» | |||||||
اِلي اَنْاَبـادَ الْقَوْمَ وَ الْقَتْرَةُ انْجَلَتْ | فَصـادَفَ شِلْواً حَطَّمَتْهُ الذَّرايِعُ | ||||||
فَقـامَ عَلَيْهِ قـائِلاً يـا بُنَي قَدً | يَعِزُّ عَلَي الْيَوْمَ اِذْ اَنْتُ هـانِعٌ | ||||||
فَتَدْعُو وَ لا تَلْقي مُجيباً وَ اِنيُجِبْ | مُجيبٌ فَلا عَوْنَ وَ لا هُوَ رادِعٌ | ||||||
فَبُعْداً لِقَوْمٍ قـاتَلُوكَ بِبَغْيِهِمْ | ظَميئاً وَ َوحْشُ الْبَيْدِ فِي الشَّطِّ كارِعٌ | ||||||
فَشـالَ الصَّبِي حـاضِناً لِعِظـامِهِ | يَخُطُّ بِرِجْلَيْهِ الْعَرا وَ هْوَ سـاكِعٌ | ||||||
فَجـاءَ بِهِ هَوْناً مَصـارِعَ صَحْبِهِ | فَاَلْقـاهُ فيمَنْ قَدْحَوَتْهُ الْبَلاقِعُ | ||||||
اَيـا مَعْشَرَ الْكُفّـارِ يـا مَنْ نُسِبْتُمُ | اِلَي الدّينِ اَنْتُمْ عَنْ حِمـاهُ شَواسِعُ | ||||||
شَهِدْتُمْ عَلَي الاَْعْلامِ اَنَّ مُحَمَّداً | رَسُولٌ اِلي كُلِّ الْوَري وَ هْوَ شـافِع | ||||||
كَفَرتُم وَ اَحْرَقْتُمْ مِنَ الْحِقْدِ بَيْتَهُ | وَ اَهْلُوهُ بِالْعُدْوانِ مِنْكُمْ ضَوايِعُ | ||||||
فَمِنْهُمْ قَتيلٌ بِالدِّمـاءِ مُضَرَّجٌ | وَ مِنْهُمْ اَسيرٌ فِي السَّبـاسِبِ شـاسِعٌ | ||||||
وَ مِنْهُمْ طَريدٌ عَنْ مَسـاكِنِ اَهْلِهِ | وَ مِنْهُمْ مُدَي الاْعْوامِ فِي السِّجْنِ رابِعٌ | ||||||
وَ ذلِكُمْ اَحْقـادُ بِدْرٍ وَ خَندَقٍ | وَ كَسْرِهِمُ الاَْصْنـامَ وَ السِّرُّ ذائِعٌ | ||||||
وَ اِنْشِئْتُمُ اَنْتَشْتَرُوا الْكُفْرَ بِالْهُدي | فَلَمْ تَخْبَأِ النّيرانَ قَطُّ البَراقِعُ | ||||||
قَتَلتُمْ بِلاذَنْبٍ طَرَدْتُمُ بِلا اَذي | اَسَرْتُمْ بِلاجُرْمٍ دَعَتْكُمْ مَطـامِعُ | ||||||
فَحَمْداً لِرَي حَيْثُ لَمْتَبْلُغُوا الْمُني | فَدُنْيـاكُمُ الْخُسْرانُ وَ الدّينُ ضـايِعٌ | ||||||
فَيـا آلَ طه اِنَّني في مَديحِكُمْ | دَاُوبٌ وَ في نَشْرِ الْفَضـائِلِ صادِعٌ | ||||||
وَ اَعْلَمُ اَنّي قـاصِرٌ في وَلائَكُمْ | وَ اِنْقيلَ فِيقدغَلا وَ هْوَ والِعٌ | ||||||
كَريمُ بْنُ اِبْراهيمَ عَبْدُكُمُ الَّذي | بِكُمْ واصِلٌ عَنْ غَيْرِكُمْ هُوَ قـاطِعٌ | ||||||
عَلَيْكُمْ صَلوةُ اللّهِ مـا دامَ مُلْكُهُ | وَ مـا سـاجِدٌ صَلّي لِرَبّي وَ راكِعٌ | ||||||
« مِنْهـا قَصيدَة في الرِّثي »
يـا قَلبُ مـالَكَ فِي البَلايـا تَجْزَعُ | اِنَّ الْجُزُوعَ مِنَ الْبَلا لا يَمْنَعُ | |
اِنَّ الْجُزُوعَ يَهُدُّ رُكْنَكَ وَ الَّذي | اَصْمَتْهُ اَنْبـالُ القَضـا لا يَرجِعُ | |
اِصْبِرْ فَصَبْرُ الْمَرْءِ مِفْتـاحُ الْفَرَجِ | لِلصَّبرِ اِحْدي الْحُسْنَيَيْنِ تُوَزَّعُ | |
مـادُمْتَ فِي الدّارِ الدَّنِيَّةِ لَمْتَزَلُ | غَرَضَ الْمَنـايـا وَ الْبَلايـا شُرَّعٌ | |
وَ الدّائِراتُ فِيْئُهـا وَ سِهـامُهـا | تَتْري نَوائِبِهـا فَاَيْنَ الْمَدْفَعُ |
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 140 *» | ||||||||||
اِنَّ الْبَلايـا زاجِراتٌ لِلْفَتي | فَعَسـاهُ عَنْ رَبْعِ التَّنـائي يُنْزَعُ | |||||||||
اِنَّ الْبَلاءَ هَدِيَّةٌ مِنْ رَبِّهِ | فَتَلَقِّهـا وَ اشْكُرْ لِمـا بِكَ يُصْنَعُ | |||||||||
وَ اللّهِ لَمْاَرَ لِلسَّلامِ فَضيلَةً | اِلاّ عَلَي الضَّعْفي لَهُمْ هُوَ اَوسَعٌ | |||||||||
دَعَةُ الْجُسُومِ بَوارُ رُوحٍ وَ الْبَلا | فيهـا لِرُوحٍ راحَةٍ وَ تَمَتَّعٌ | |||||||||
لا تُؤْثِرَنَّ سَلامَةَ الْفاني عَلَي الْبــ | ـــاقي وَ اَنْتَ دَوامَ خَيْرٍ تَطْمَعُ | |||||||||
مِنْ اَجْلِ ذلِكَ اثَرَتْ حُجَجُ الْوَري | مَحَنَ الدُّهُورِ وَ لِلْهُمُومِ تَجَرَّعُوا |
|||||||||
مِنْهُمْ بِمِنْشـارِ الْجَفـاءِ مُقَدَّدٌ | مِنْهُمْ بِسَيفِ الظّـالِمينَ مُبَجَّعٌ | |||||||||
مِنْهُمْ لَقَدْسَلَخُوا شَقـاءً جِلْدَهُ | مِنْهُمْ لَقَد وُئِدُوا وَ مِنْهُمْ جُدِّعُوا | |||||||||
مِنْهُمْ لَقَد رُجِمُوا وَ مِنْهُمْ شُتِّمُوا | مِنْهُمْ لَقَد ظُلِمُوا وَ مِنْهُمْ مُنِّعُوا | |||||||||
مِنْهُمْ لَقَدْ فَلَقُوا عُتُوّاً قَرْنَهُ | مِنْهُمْ لَقَدْ اَرْداهُ سَمٌّ مُنْقَعٌ | |||||||||
مِنْهُمْ مَريضٌ بِالْحَديدِ مُكَبِّلٌ | مِنْهُمْ اَسيرٌ بِالسِّيـاطِ مُقُنِّعٌ | |||||||||
مِنْهُمْ بِاَنْواعِ الْمَصـائِبِ مُبْتَلٍ | مَهْوَي النَّوائِبِ كُلِّهـا وَ مُوَقَّعٌ | |||||||||
وَ هْوَ الْحُسَينُ قَتيلُ عَبْرَةِ كُلِّ مَنْ | عَرَفَ الاِْلهَ وَ بِالْوُجُودِ مُمَتَّعٌ | |||||||||
وا حَرَّ قَلْبي حينَ جـاءَ مُضَرَّجاً | بِدَمٍ اِلي خَيْمـاتِهِنَّ يُوَدِّعُ | |||||||||
فَدَعَي الرَّضيعَ وَ جَفَّ فُوهُ مِنَ الظَّما | حَتّي يُقَبِّلَ مِنْهُ وَجْهاً يَلْمَعُ | |||||||||
فَرَاهُ يَقْلَقُ فِي الْقَمـاطِ مِنَ الظَّمـا | وَ مِنَ الطَّوي مُتَلَمِّظاً يَتَضَوَّعُ | |||||||||
فَتَناوَلَ الطِّفْلَ الضَّئيلَ وَ قالَ يـا | وَيلاً لِقَوْمٍ فيكَ لايَتَوَرَّعُ | |||||||||
وَ خَصيمُهُمْ يَوْمَ النُّشُورِ مُحَمَّدٌ | وَ عَذابُهُمْ بَيْنَ الْبَرِيَّةِ اَشْنَعُ | |||||||||
بَيْنـا يُنـاغيهِ فَجـاءَ مِنَ الْعِدي | سَهْمٌ فَاَرْواهُ بِكَاْسٍ يَجْرَعُ | |||||||||
اَصْمـاهُ في حِجْرِ الْحُسَيْنِ فَيـالَهـا | مِنْ كُرْبَةٍ مِنْهَا الْجِبـالُ تَصَدَّعُ | |||||||||
اَخَذَ الْدِّمـاءَ بِكَفِّهِ فَرَمي بِهـا | نَحْوَ السَّمـاءِ وَ قَطْرَةٌ لاتَرْجِعُ | |||||||||
فَدَعـا حُسَيْنٌ رَبِّ تَعْلَمُ مـابِنـا | هَوِّنْ عَلَي مُصيبَةً لاتُدْفَعُ | |||||||||
يـارَبِّ لاتَجْعَلْهُ اَهْوَنَ حُرْمَةً | مِنْ شِبْلِ نـاقَةِ صـالِحٍ لَمّـا دُعُوا | |||||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 141 *» | |||||||
فَرَاي وَ لابـاقٍ لَهُ مِنْ صَحْبِهِ | وَ بَنُو اَبيهِ كُلُّهُمْ قَدْصُرِّعُوا | ||||||
وَ الْقُوْمُ قَدْعَزَمُوا عَلي قَتْلِ امْرِئٍ | اَبَدا بِثَوْبِ الذُّلِّ لايَتَلَقَّعُ | ||||||
شَدَّ الْحِزامَ عَلَي الْمَمـاتِ مُوَطِّنـا | نَفْساً عَلي قَتْلٍ وَ لايَتَكَعْكَعُ | ||||||
فَدَعـا بِنِسْوَتِهِ وَ اَهْلِ خيِـامِهِ | حـانَ الْفَراقُ اَلا هَلُمَّ نُوَدِّعُ | ||||||
بَرَزَ النِّسـاءُ مِنَ الخُدوُرِ صَوارِخاً | بِالْوَيْلِ قَدْعَمَرَ الذُّيُولَ الاَْرْمُعُ | ||||||
مِنْهـا تُنـادي بِالْوَداعِ بِزَفْرَةٍ | مِنْهـا تُنـادي بِالْفَراقِ وُ تَضْرَعُ | ||||||
فَعَلَتْ سُكَيْنَةُ بِالْبُكاءِ وَ قَدْجَرَتُ |
مِنْهَا الدُّمُوعُ اِلي اَبيهـا تُسْرِعُ |
||||||
قـالَتْ ءَاَسْتَسْلَمْتَ لِلْمَوْتِ الَّذي |
قَدْحَلَّ لَيْتَ الرُّوحَ مِنّي يُنْزَعُ |
||||||
فَاَحـابَهـا كَيْفَ التَّفَصّي بَعْدَ اَنْ |
بـادَ الْحُمـاةُ وَ لَيْسَ عَنْهُ مَدْفَعُ |
||||||
قـالَتْ فَاَرْجِعْنا اِلي اَوْطـانِنا | فَلَعَلَّنـا بِحَمِي النَّبِي نُمَنَّعُ | ||||||
فَاَجابَها هَيْهاتَ لَوْ تُرِكَ الْقَطا | لَغَفـا وَ نـامَ بِوَكْرِهِ لايُقْلِعُ | ||||||
قـالَتْ اِذا مَنْ فِي الْبَلاءِ مَلاذُنـا | وَ اِلي حِمي مَنْ نَسْتَجيرُ وَ نَفْزَعُ | ||||||
مَنْ لِلْيَتـامي بَعْدَ مَوْتِكَ يـا اَبَهْ | مَنْ لِلصَّبـايـا بَعْدَ ذلِكَ مَرْجَعٌ | ||||||
مَنْ لِلنِّسـاءِ الثّـاكِلاتِ اِذا غَدَتْ | بَيْنَ الاَْعـادي ضـايِعـاتٍ مَفْزَعٌ | ||||||
اِنْ حَلَّ نـازِلَةٌ وَ نَحنُ ضَعـائِفُ | حَسْري سَبـايـا ضُرَّنـا مَنْ يَدْفَعُ | ||||||
فَاَجابَها يـا نُورَ عَينَي اصْبِري | لاتَجْزَعي فَاللُّهُ عَنْكُمْ يَمْنَعُ | ||||||
وَ اللّهُ نـاصِرُكُمْ وَ لَيْسَ بِخـاذِلٍ | مَنْ كـانَ نـاصِرَهُ وَ لَيْسَ يُضَيِّعُ | ||||||
فَدَعـا عَلِي بنَ الحُسَينِ مُوَدِّعاً | دَنِفاً وَ مِنْ عِظَمِ البَلا مُتَفَجِّعٌ([8]) | ||||||
اَوْصي اِلَيْهِ لاَِنَّهُ مِنْ بَعْدِهِ | خَلَفٌ لاَِسْرارِ الاِْمـامَةِ مُودَعٌ | ||||||
ثُمَّ الْتَوي نَحْوَ الاَْعـادي مُصْلِتاً | سَيْفاً كَبَرْقٍ فِي الدُّجِيَّةِ يَلمَعُ | ||||||
وَ غَدا يَصُولُ عَلَيْهِمُ قَدْخِلْتَهُ | اَسَدَ الْعَزيزِ عَلَي الظِّبـا يَتَطَلَّعُ | ||||||
اَوْ ريحَ صِرٍّ ثـائِرٍ في فَدْفَدٍ | يُذْرِي الاَْعـادي كَالْهَشيمِ وَ يَقْلَعُ | ||||||
اَنّي يُجَلْجِلُ فَالْمَعـافِرُ صَيِّبٌ | اَنّي يُزَمْجِرُ فَالْمَعـارِكُ بَلْقَعُ | ||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 142 *» | ||||||||||||
وَ كَاَنَّ عِزْريلَ اَوي في عَضْبِهِ | اَوْ جَبْرَئيلَ سَنـامَهُ مُسْتَرْبِعٌ | |||||||||||
اَنّي تَوَلّي فَالْمُحـارِبُ مُجْفِلٌ | اَنّي تَوَجَّهَ فَالْعِدي مُتَقَشِّعٌ | |||||||||||
مَنْ ذا رَاي شَخْصاً وَحيداً غائِصاً | في لُجَّةِ الْاَعْداءِ لايَسْتَبْشِعُ | |||||||||||
وَ بَنوهُ صَرْعي وَ الْعَساكِرُ قُتِّلَتْ | وَ الْجِسْمُ مَجْروحٌ فَلايَتَخَضَّعُ | |||||||||||
وَ يَغوصُ فيهِم لايُبالي سَيْفَهُم | وَ سِنانَهُم وَ سِهامَهُم لايَجْزَعُ | |||||||||||
ظَمْآنَ مَفقُودَ الْجُنُودِ مُسَهَّداً | بِجُروحِهِ يَغْزُو وَ لايَتَخَشَّعُ | |||||||||||
اِنْ تَعْجَبَنْ فَاعْجِبْ مِنِ اسْتِبْشارِهِ | مـاهـاجَ نـارُ الْحَرْبِ هذا اَبْدَعُ | |||||||||||
مَنْ ذا رَاي مُسْتَيْقِناً في حَتْفِهِ | قَدْ حـاطَ اَهْليهِ اللِّئـامُ الرُّضَّعُ | |||||||||||
يَرْمي وَ يَبْجَعُ يـالَهـا مِنْ قُوَّةٍ | عَنْ دَرْكِ اَفْهـامِ الْبَرِيَّةِ اَرْفَعُ | |||||||||||
حَتّي اِذا نَزَلَ الْقَضـاءُ بِحَتْفِهِ | نـادَي ابْنُ سَعْدٍ مـا لَكُمْ لاتَرجِعُوا | |||||||||||
يـا وَيْلَكُمْ هذَا ابْنُ قَتّـالِ الْعَرَبِ | وَ مُبيدِهِمْ وَ هْوَ الْبَطينُ الاَْنْزَعُ | |||||||||||
حُوطُوهُ مِنْ اَطْرافِهِ بِجُمُوعِكُمْ | وَ ارْمُوهُ بِالاَْنْبـالِ حَتّي تَصْرَعُوا | |||||||||||
ثُمَّ اقْصُدُوهُ بِسَيْفِكُمْ وَ رِمـاحِكُمْ | وَ عِصِيِّكُمْ وَ سِيـاطِكُمْ لاتُقْلِعُوا | |||||||||||
يـا لَهْفَ نَفْسي اِذْ اَتَتْهُ نِبـالُهُمْ | كَالْغَيْثِ تَتْري شُرَّعاً تَتَدَفَّعُ | |||||||||||
حَتّي غَدا جُثْمـانُهُ كَعُقـابَةٍ | وَ دِمـاؤُهُ مِنْ كُلِّ عُضْوٍ هُمَّعٌ | |||||||||||
يـا لَهْفَ نَفْسي حينَ حالَتْ رَجْفُهُمْ | بَيْنَ الْخِيـامِ وَ بَيْنَهُ وَ تَشَنَّعُوا | |||||||||||
فَاضْطَرَّ لَهْفي ثُمَّ نـادي صـارِخاً | يـا شيعَةَ الْفُجّـارِ عَنْ اَهْلي دَعُوا | |||||||||||
اِنْ لَمْتَكُونُوا مُؤْمِنينَ بِرَبِّكُمْ | وَ بِعَوْدِكُمْ يَوْمَ النُّشُوَرِ تَصَنَّعُوا | |||||||||||
اِنْ كُنْتُمْ عُرُباً فَقُوا اَحْسـابَكُمْ | عَنْ عـارِكُمْ بَيْنَ الْكِرامِ تَوَرَّعُوا | |||||||||||
نـاداهُ شِمْرٌ يَابْنَ فـاطِمَ مـاتَري |
مـاذا تَقُولُ وَ لَيْسَ فيهِمْ مِسْمَعٌ |
|||||||||||
قـالَ الْحُسَيْنُ اَنَا الَّذي قـاتَلْتُكُمْ |
وَ تُقـاتِلُوني حـارِبُوني اَوْدَعُوا |
|||||||||||
اَمَّا الْحَريمُ فَمـا عَلَيْهِمْ مَاْثَمٌ |
شَرَّ الْعُتـاةِ عَنِ الْعَواتِقِ فَامْنَعُوا |
|||||||||||
صـاحَ اللَّعينُ عَلَي الاَْرازِلِ اِنَّهُ | كُفْوٌ كَريمٌ فَاقْصُدُوهُ وَ اَجْمِعُوا | |||||||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 143 *» | ||||||||||||||||
وَ اِلَيْكُمُ عَنْ اَهْلِهِ وَ عَلَيْكُمُ | نَفْسَ الْفَتي فَهْوَ الْكَريمُ السَّلْفَعُ | |||||||||||||||
فَتَوَجَّهُوا نَحْوَ الْحُسَيْنِ كَاَنَّمـا | كُلٌّ بِسَفْكِ دَمِ الاِْلهِ تَشَرَّعُوا | |||||||||||||||
رُوحي فَدا شَفَتَيْهِ اِذْقدجَفَّتـا |
عَطَشاً وَ كـادَتْ كَبْدُهُ تَتَلَذَّعُ |
|||||||||||||||
مَهْمـا تَوَجَّهَ نَحْوَ نَهْرٍ صَدَّهُ |
عَنْ نَيْلِهِ مِنْهُ اللِّئـامُ الرُّضَّعُ |
|||||||||||||||
حَتي اِذا بَلَغَ الاُْوامَ مِنَ الْحَشـا |
قَصَدَ الْفُراتَ لَعَلَّ فيهِ يَكرَعُ |
|||||||||||||||
فَاَتـاهُ مِنْ فَرْطِ الظَّمـاءِ فَقـالَ يـا | فَرَسي تَنـاوَلْ لَسْتُ قَبْلَكَ اَكْرَعُ | |||||||||||||||
فَاَبَي الْبَهيمَةُ اَنْتَذُوُقَ وَ لَمْتَذُقْ | غَرَفَ الْحُسَيْنُ اِذا لَئيمٌ اَكْوَعُ | |||||||||||||||
نـادَي الْحُسَيْنَ اَكـارِعٌ مُتَلَذِّذاً | هَتَكُوا خَبـايـاكَ الْجُنُودُ وَ وَزَّعُوا | |||||||||||||||
فَرَمَي الْمِياهَ وَ صارَ يَرْكُضُ كاشِفاً | لِلْقَوْمِ نَحْوَ خِيـامِهِ يَتَطَلَّعُ | |||||||||||||||
اِذاً الْخِيـامُ بِحـالِهـا فَتَبَيَّنَتْ | اَنْ كـانَ ذلِكَ حيلَةٌ وَ تَخَدَّعُوا | |||||||||||||||
يـا لَهْفَ نَفْسي حينَ وَدَّعَ ثـانِياً | تَوْديعَ مُحْتَضَرٍ يَؤُسُ يَنْزَعُ | |||||||||||||||
اِذْ قـالَ يـا مَهْلاً بَنـاتَ مُحَمَّدٍ | اِصْبِرْنَ اِذْ نَزَلَ الَّذي اَتَوَقَّعُ | |||||||||||||||
اِلْبَسْنَ ازِرَةً فَقَدْ حَلَّ الْبَلا | اَعْدِدْنَ لَيْسَ عَنِ الْبَلِيَّةِ مَدْفَعُ | |||||||||||||||
يـا لَهْفَ نَفْسي اَيْنَ كُنْتَ عَشِيَّةً | وَ الْأُزْرُ قَدْسُلِبَتْ وَ خُمْرٌ تُرْفَعُ | |||||||||||||||
وَ رُؤُسُهُنَّ مُكَشَّفـاتٍ حُسَّراً | اُذُنٌ لَهَا انْخَرَقَتْ وَ قُرْطٌ يُنْزَعُ | |||||||||||||||
اِنْ شِئْنَ اَنْيَبْكينَ يَوْماً حَسْرَةً | يُمْنَعْنَ عَنْهُ وَ بِالسِّيـاطِ تُقَنَّعُ | |||||||||||||||
يـا لَهْفَ نَفْسي اَيْنَ كُنْتَ وَ حَرَّقُوا | خِيَمـاتِهِنَّ وَ بِالْعَواتِقِ اَوْقَعُوا | |||||||||||||||
يـالَهْفَ نَفْسي اَيْنَ كُنْتَ وَ شُرِّدَتْ | بَيْنَ الْخُيُولِ تَصيحُ اِذاً لامَفْزَعٌ | |||||||||||||||
مـا بَيْنَ عـاثِرَةٍ بِذَيْلِ حَيـائِهـا | وَ سَليبَةٍ بِالطَّعْنِ مِنْهُمْ تُصْرَعُ | |||||||||||||||
يـا لَهْفَ نَفْسي اِذْ تَوَجَّهَ نَحْوَهُمْ | مُسْتَسْلِماً وَ اِلَي الشَّهـادَةِ يَنْزِعُ | |||||||||||||||
قَدْ اَحْدَقُوا بِسُيُوفِهِمْ وَ رِمـاحِهِمْ | بِمَنـاخِهِ وَ عَلَي التَّقـاتُلِ اَجْمَعُوا | |||||||||||||||
حَتّي رَمـاهُ اَبُو الْخُنُوقِ بِنُبْلَةٍ | وَقَعَتْ بِجَبْهَتِهِ الكَريمَةِ تَصْدَعُ | |||||||||||||||
فَاَتـاهُ سَهْمٌ ذُو شُعُوبٍ اُسقِيَتْ | بِسُمُومِهِمْ وَ بِقَلْبِهِقداَوْدَعُوا | |||||||||||||||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 144 *» | |||||||
وا حَرَّ قَلْبي اِذْ تَفَتَّرَ عِنْدَهُ | فَهَوي صَريعاً فِي الثَّري يَسْتَرْجِعُ | ||||||
يـا عَرْشُ كَيْفَ تَظِلُّ بَعْدَ سُقُوطِهِ | يـا فَرْشُ كَيْفَ تُقِلُّ وَ تُوسِعُ | ||||||
يـاريحُ كَيْفُ هَبَيْتِ بَعْدَ ذَهـابِهِ | يـا بَحْرُ كَيْفَ بِكَ السَّفينُ تُقَلَّعُ | ||||||
يـا شَمْسُ كَيْفَ بِزَغْتِ بَعْدَ خُسُوفِهِ | يـا بَدْرُ كَيْفَ طَلَعْتَ وَ هْوَ الْمُدْقِعُ | ||||||
يا سَيِّدي اَي الْمَصائِبِ اَشْتَكي | وَ لاَِيُّهـا اَبْكي لاَِي اَجْزَعُ | ||||||
لَمْاَقْضِ حَقَّ مُصـابِكُمْ وَ لَوْ اَنَّني | اَبْكي دَماً فيكُمْ وَ كُلّي مَدْمَعٌ | ||||||
اِنَّ الْكَريمَ حَيوتَهُ راثٍ لَكُمْ | لِمُصـابِكُمْ مُتَوَجَّعٌ مُتَفَجَّعٌ | ||||||
اِنْ لَمْيَكُنْ يَوْمَ الْوَقيعَةِ حـاضِراً | اَلْيَوْمَ في نَظْمِ الْمَراثي مُولَعٌ | ||||||
شُغْلي بِكُمْ وَ بِذِكْرِكُمْ وَ وِلائِكُمْ | عَمّـا يُغـايِرُ حُبِّكُمْ مُتَوَرِّعٌ | ||||||
لااَبْتَغي ديناً بِغَيْرِ وِلائِكُمْ | عَمّـا سَواكُمْ فِي الْبَرِيَّةِ اَنْزَعُ | ||||||
صَلَّي الاِْلهُ عَلَيْكُمْ مـا دُمْتُمُ | سَبَبَ الْوُجُودِ وَ نُورُكُمْ يَتَشَعْشَعُ | ||||||
وَ وَلِيُّكُمْ مِنْ فَضْلِكُمْ بِوِلائِكُمْ | بِثِيـابِ رَحْمَةِ رَبِّهِ يَتَلَفَّعُ | ||||||
وَ عَدُوُّكُمْ نـارُ النَّوي شَمَلَتْهُمُ | مـا هُم نَأَوْا وَ عَذابُهُمْ لايُودَعُ | ||||||
« مِنْهـا قَصيدَة في الرِّثي »
حَمْدُ مَنْ مِنْ جُودِهِ الاَْعْيانَ وَ الاَْشْباحَ اَبْدَعُ | اِذْ بَدي مِنْ وَجْهِهِ الْوَضّاحِ نُورٌ فَتَشَعْشَعْ | |
جَلَّ عَنْ اِدْراكِ اَفْهامِ الْبَرايا في عُلاهُ | وَ تَعالي كُنْهُهُ عَنْ مَبْلَغِ الْأَوْهامِ اَجْمَعْ | |
غابَ ذاتاً وَ تَجَلّي قُدرَةٌ في كُلِّ شَيءٍ | نُورُها مِنْ كُلِّ ما في عَرْصَةِ الاِْمْكانِ يَسْطَعْ | |
وَ هُوَ نُورٌ اَحْمَدي فاقَ قُدْساً كُلَّ فائِقٍ | كُلُّ مَوْجُودٍ لَدي عِزَّتِهِ بِالذُّلِّ يَخْشَعْ | |
صَلَواتُ اللّهِ ما كَرَّ الْجَديدانِ عَلَيْهِ | وَ عَلي عِتْرَتِهِ ما فاحَ مِسْكٌ وَ تَضَوَّعْ |
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 145 *» | ||||
قامَ ما بَيْنَ الْبَرايا في مَقامِ اللّهِ اِذْ لَمْ | يُدْرِكِ الاَْبْصارُ مِنْهُ غَيْرَهُ مَرْئي وَ مَسْمَعْ | |||
ايُهُ مِنْهُ بَدَتْ بَيْنَ الْبَرايـا اِذْ تَجَلّي | نُورُهُ مِنْهُ فَشا فِي الْخَلْقِ طُرّاً اِذْ تَشَعْشَعْ | |||
عَرَفَ التَّوحيدَ مِنْهُ كُلُّ شَيءٍ اِذْ تَعَرَّفْ | ظَهَرَ الْعَدْلُ لَدَيْها حينَ ما قامَ وَ شَرَّعْ | |||
جاءَ اِذْ كانَتْ مِنَ الْجَهْلِ بِها ما بِصِفاتِ | الاِْنْسِ اِنْ كانَتْ بِما شَرَّعَ فيها تَتَشَرَّعْ | |||
اَنْقَذَ الْقَوْمَ وَ كـانُوا بِشَفا حُفْرَةِ نـارٍ | وَ هَداهُمْ لِنَعيمِ الْخُلْدِ اِذْ بِالْحَقِّ يَصْدَعْ | |||
وَ اَتـاهُمْ بِكِتـابِ اللّهِ نُوراً مُسْتَطيراً | عَلَّ يَهْديهِمْ وَ فيهِمْ نُورُهُ الْوَضّاءُ يَنْجَعْ | |||
وَ كَذا خَلَّفَ فينـا عِتْرَةً هـادينَ مِنْهُمْ | ظَهَرَ الشِّرْعَةُ اِذْ فيهِمْ خَفـايَا الدّينِ اَوْدَعْ | |||
كُلُّ هذا رَحمَةٌ مِنْهُ عَلي مَنْكُوسِ خُلْقٍ | لا يُراعُونَ لَهُ حَقّاً وَ لا لِلْحَقِّ تَخْضَعْ | |||
عَمَدُوا مِنْ بَعْدِهِ نَحْوَ كِتابِ اللّهِ حَتّي | مَزَّقُوهُ كُلَّ تَمْزيقٍ لَعَلَّ الْحَقَّ يُرْفَعْ | |||
ثُمَّ اَبْدَوْا كامِناتِ الصَّدْرِ مِنْ حِقْدٍ عَلَيْهِ | في بَنيهِ وَ ذَراريهِ فَظَلَّتْ تَتَسَكَّعْ | |||
تَرَكُوا جُثْمانَهُ مِنْ غَيْرِ غُسْلٍ وَ تَمادَوا | في عُتُوٍّ لِيُزيلُوا الْحَقَّ عَنْ بَيْتٍ تَرَفَّعْ | |||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 146 *» | ||||
اِنَّهُمْ لَوْ لَمْيُزيلُوا حَقَّ آلِ اللّهِ اَنّي | يَسْتَطيعُ نَجْلُ صَخْرٍ بَعْدَ هُمْ اَنْيَتَرَفَّعْ | |||
اِنَّهُمْ لَوْ لَمْيَشُبُّوا نارَ اَحْقادٍ بِبابِالْخَيرِ | اَنَّي النّارُ فِي الْطَّفِّ عَلَي الْخَيماتِ تُوقَعْ | |||
اِنَّهُمْ لَوْ لَمْيَخُشُّوا في حِماهُ الْيَومِ عُنْفاً | لَمْيُغِرْ قُطُّ عَلي اَهْليهِ اَقْشابٌ وَ تَقْمَعْ | |||
انَّهُمْ لَوْ لَمْ يُبيحُوا ضَرْبَ بِنْتِ الْخَيْرِ اَنّي | بِطُفُوفٍ صَبْيَةُ الْخَيْرِ بِاَسْواطٍ تُقَنَّعْ | |||
اِنَّهُمْ لَوْ لَمْيُجيزُوا لَطْمَها بِالظُّلْمِ جَهْراً | لَمْيَكُنْ بِالطَّفِّ آلُ الْمُصْطَفي بِاللَّطْمِ تُفْزَعْ | |||
اِنَّهُمْ لَوْ لَمْيَرَوا اِسْقاطَ نَجْلِ الْخَيْرِ اَنّي | كانَ بِالطَّفِّ بِكَاْسِ السَّهْمِ طِفْلٌ يَتَجَرَّعْ | |||
اِنَّهُمْ لَوْ لَمْيَجُرُّوا حَيْدَراً بِالْحَبْلِ اَنّي | كانَ اَهْلُوهُ بِاَغْلالٍ وَ اَحْبالٍ تُقَتَّعْ | |||
هَلْ اَتاكُمْ نَبَأُ السِّبطِ اِذا ظَلَّ فَريداً | فَاَتي اَهْليهِ مَأْيُوساً مِنَ الْعُمْرِ فَوَدَّعْ | |||
فَاَتاهُ اُمُكُلْثُومٌ فَقالَتْ في اَنينٍ | يا اَخي اسْتَسْلَمْتَ لِلْمَوْتِ وَ مِنْهَا الْعَينُ تَدْمَعْ | |||
قالَ يا اُخْتاهُ لَمْيَبْقَ لَنا بَعْدُ عَوينٌ | كَيْفَ لايَسْتَسْلِمْ الْمُفْرَدُ وَ الْبَلْوي تَبَرْكَعْ |
|||
فَاَحارَت رُدِّنا قـالَ لَها لَوْ تَرَكُوني | لَمْ اَكُن اَخرُجُ مِنْ بَيتي فَهَل فِي الرَّدِّ مَطمَع | |||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 147 *» | ||||
فَعَلَتْ بِالْوَيلِ مِنْ ذاكَ سُكَيْنٌ وَ نَحيبٌ | مِنْ بُكـاها كادَ اَجْبالُ الْفَلا اَنْتَتَصَدَّعْ | |||
ضَمَّهَا السِّبْطُ اِلَيْهِ مـاسِحاً مِنْهُ بُكاها | قائِلاً لاتُحْرِقي قَلْبي بُكا ما لامَُْصَلفَع | |||
فَاِذامامِتُّ فَابكي مـا تَشائينَ فَاِنّي | لا اَري مِنكِ البُكا اِلاّ وَكَبدِي تَتَقَطَّع | |||
فَاَتي رُوحي فَداهُ وَسْطَ مَيْدانٍ نَذيراً |
مُعْذِراً عِلْماً بِاَنَّ الْقَوْلَ فيهِمْ لَيْسَ يَنْجَعْ |
|||
قـالَ يـا وَيْلَكُمْ ما ذا دَعاكُمْ لِقِتالي |
سُنَّةٌ غَيَّرتُهـا اَمْ كُنْتُ يَوْماً اَتَبَدَّعْ |
|||
فَاَحـارُوا لا وَ لكِنْ حِقْدُ بَدْرٍ وَ حُنَيْنٍ |
قَدْ دَعانا لِمُعـاداتِكُ لَسْنا عَنْكَ نَقْلَعْ |
|||
سـاقَنا بُغْضُ عَلِي اَنْنُعـاديكَ جِهاراً |
وَ كُؤُسَ الْمَوْتِ مِنْ اَيْدِي الْمَنُونِ تَتَجَرَّعْ |
|||
فَبَكَي السِّبطُ بُكاءً حَيْثُ بادوُهُ بِكُفْرٍ | وَ رَاي لَمْيَبْقَ مِنْ اَنْصارِهِ مَنْ عَنْهُ يَدْفَعْ | |||
صافَحُوا التُّرْبَ جَميعاً ضُرِّجُوا مِثْلَ الاَْضاحي | بِدِماءٍ اَخَذُوا اَعْفارَ طَفٍّ خَيْرَ مَضْجَعْ | |||
قامَ فِي الْبَيْدِ فَنادي يا حَبيبَ بنَ مُظاهِرْ |
يا زُهَيرُ يا هِلالُ يا عَلِي يا سَمَيْدَعْ |
|||
اَنْتَ يا مُسْلِمُ يا يَحْيي وَ يا حُرَّ الرِّياحي |
يا عَمَيْرَُ بنَ الْمُطاعِ يانَصيرَ الْحَقِّ سَلْفَعْ |
|||
كُنْتُمُ فُرْسانَ هَيْجاءٍ وَ اَبْطالَ الصَّفا |
اَيْنَ اَنْتُمْ هَلْ مُجيبٌ فيكُمُ قَوْلي وَ مَسْمَعْ |
|||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 148 *» | ||||
هذِهِ نِسْوَةُ طُهْرٍ ظَلْنَ مِنْ غَيْرِ نَصيرٍ |
ما لَكُمْ قُومُوا فَهَلْ مَنْ قَدْعَسي عَنْهُنَّ يَمْنَعْ |
|||
يا كِراماً كُنْتُمُو حامي حِماها في حَيوةٍ | ما لَكُمْ لَمْيَبْقَ فيكُمْ مَنْ عَسي عَنْهُنَّ يَنْكَعْ | |||
ما لَكُمْ لَسْتُمْ تُجيبُونَ نَدائي هَلْ نِيامٌ | اَنْتُمُ هـذي نِساءُ الْخَيْرِ كادَتْ اَنْتُضَيَّعْ | |||
قَدْعَرَي النِّسْوانَ مِنْ فَقْدِكُمْ ذُلٌّ وَ بُؤْسٌ | بادِرُوا فِي الدَّفْعِ وُفِّقْتُمْ بَلاءً يُتَوَقَّعْ | |||
اَيْنَ اَنْتَمْ وَ بِكُمْ قَدْغَدَرَ الدَّهْرُ الخَئُونُ | هَلْ لَكُمْ رَيْبُ الْمَنُونَ ما بِكُمْ لِلنَّصْرِ مَطْمَعْ | |||
لَسْتُمُ وَ اللّهِ نَوّامينَ عَنْ خَيْرٍ فَاَنْتُمْ | خَيْرَةُ اللّهِ وَ اِنّي مِنْ تَنائيكُمْ مُفَجَّعْ | |||
صِرْتُمُ فَرَطاً عَمّا قَريبٍ مِنْ وَراكُمْ | اَنَا آتٍ لا اُخَلّيكُمْ وَ اِنِّي الْحينَ اَرْفَعْ | |||
فَغَدا صَلّي عَلَيْهِ اللّهُ كَاللَّيْثِ اِذا ما | شافَ شاءَ في فَلاةٍ فَغَدا يَفْري وَ يَنْجَعْ | |||
سَلَّ بَرْقاً خاطِفاً خِلْتَ عِداهُ كَهَشيمٍ | عِنْدَهُ قَدْ شُبَّ فيهِ النّارُ في فيقاةِ يَلْقَعْ | |||
حَبَّذا فيها رَبيعٌ غَيْمُهُ كانَ عُجاجاً | وَ رُؤُسُ الْقَوْمِ تَهْطالُ غَزيرٍ يَتَدَفَّعْ | |||
وَ الدِّماءُ سَيْلُهُ الْباثِقُ اَبْدانُ الاَْعادي | كَتِلالٍ ذاتِ اَزْهارٍ وَ بَرْقُ السَّيْفِ يَسْطَعْ | |||
رَعْدُهُ الضَّوْضاةُ وَ السِّبْطُ كَشَمْسٍ حينَ حَلَّتْ | بُرْجَ عَدْلٍ وَ سَناها مِنْ خَلالِ السُّحْبِ يَلْمَعْ | |||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 149 *» | ||||
لَمْ يَكُنْ اِلاّ كَرَيْثِ الطَّرْفِ حَتّي قَدْاَبادَ الْقَــ | ـوْمَ شَتّي كَجَرادٍ في عُصُوفٍ كانَ زَعْزَعْ | |||
جاءَ شِمْرٌ جازِعاً عِنْدَ بْنِ سَعْدٍ مُسْتَغيثاً | حينَ ما قَدْشافَ سُحْبَ الْكُفْرِ اَنْكادَتْ تَقَشَّعْ | |||
اِنَّ هذَا الْمَرْءَ يُفْنينا وَشيكاً ما لِنَفْسٍ | عَنْ ضَبيبِ عَضْبِهِ البَتّارِ هذَا الْيَوْمَ مَدْفَعْ | |||
قالَ ما ذَا الرَّأْي قالَ الرَّأْي في تَفْريقِ جُنْدٍ | بِسِهـامٍ وَ رِمـاحٍ وَ سُيُوفٍ تَتَقَعْقَعْ | |||
وَ يُحيطُونُ بِهِ مِنْ كُلِّ اَوْب بِسِهـامٍ | وَ بِنـارٍ وَ حِجـارٍ وَ سُيُوفٍ فَيُصَلْفَعْ | |||
فَاسْتَدارُوا حَوْلَهُ روُحي فِداهُ عازِمينَ الْقَتْـ | ـــلَ يَرْجُونَ ثَوابَ اللّهِ وَ الْجَنَّةَ اَجْمَعْ | |||
فَغَدَوْا مـا بَيْنَ رامٍ بِسِهـامٍ وَ حِجـار | طـاعِنٍ بِالرُّمْحِ ضَرّابٍ بِبَتّـارٍ هُمَيْسَعْ | |||
رَشَقُوا بِالنَّبْلِ حَتّي ثَخَنُوهُ بِجِراحٍ | حايِراً فَرْداً وَحيداً ما لَهُ فِي الْعَيْشِ مَطْمَعْ | |||
قَدْ تَلَظّي مِنْ اُوامٍ حُجِبَ الاَْنْوارُ مِنْهُ | كَدُخـانٍ وَ جُرُوحُ الْجِسْمِ كَالْيَنْبُوعِ تَنْبَعْ | |||
فَاَتي لَبَّتَهُ سَهْمُ لَعينٍ فَتَرَدّي | عَنْ جَوادٍ سـاجِداً لِلّهِ شُكْراً فَتَجَعْجَعْ | |||
نَزَعَ السَّهْمَ فَفـارَ الدَّمُ كَالْمَثْعَبِ مِنْهـا | فَتَلَقّـاهُ بِاَيْدٍ كَي بِهِ الشَّيْبَةَ يَرْدَعْ | |||
قـائِلاً اَلْقي اِلهي هكَذا يَوْمَ قِيـامٍ | وَ رَسُولَ اللّهِ جَدّي شاكِياً مَا الْقَوْمُ تَصْنَعْ | |||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 150 *» | ||||
فَعَراهُ غَشْيَةٌ مِنْ كَثْرَةِ الْجُرْحِ فَلَمّـا | اَنْ اَفـاقَ ثَبَّ حَتّي عَنْ بَنـاتِ الْخَيْرِ يَدْفَعْ | |||
لَمْ يُطِقْ رُوحي فَداهُ الثَبَّ فَانْخَرَّ صَريعاً | فَبَكي حُزْناً بُكـاءً عـالِياً حينَ تَبَرْكَعْ | |||
صـارِخاً اُقْتَلُ مَظْلُوماً وَ جَدي خَيْرُ خَلْقٍ | عَطِشاً اُذْبَحُ صَبْراً وَ اَبِي الطُّهْرُ السَّمَيْدَعْ | |||
اُوَّهْ اُتْرَكُ مَهْتُوكاً وَ اُمّي بِنْتُ خَيْرٍ | فَعَرَتْهُ غَشْيَةٌ خَرَّ مَلِيّاً وَ تَجَعْجَعْ | |||
بَقِي الْقَومُ حُيـاري مـاتَ اَمْ فيهِ حَيوةٌ | فَاَتي مِنْهُمْ لَعينٌ قَرْنَهُ بِالسَّيْفِ صَلْفَعْ | |||
سالَ مِنْهُ الدَّمُ حَتَّي اخْتَضَبَتْ شَيبَتُهُ مِنْـ | ـهُ وَ طاحَتْ فِي الْعَري بَيْضَتُهُ لَمّا تَصَنَّعْ | |||
لَهْفَ نَفسي حينَ اِذْ نادَي بْنُ سَعْدٍ فِي الْجُمُوعِ | عَجِّلُوا هَلْ مِنْ جَريءِ الْقَلْبِ مِنْهُ الرَّأْسَ يَنْزَعْ | |||
فَاَتاهُ شَبَثٌ بِالسَّيْفِ كَي يَجتَزَّ مِنْهُ | رَاْسَهُ لَمّا رَاي عَيْنَيْهِ خَلّاهُ وَ طَرْسَعْ | |||
جاءَهُ الاَْشْقي سِنانٌ شاهِراً سَيْفَ عِنادٍ | ظَلَّ لَمّا شافَ مِنْهُ الطَّرْفَ رِعْشيشاً وَيَتْبَعْ | |||
لَهْفَ نَفْسي حينَ قـالَ الشِّمْرُ لا مِنّي اَحَقٌّ | بِدَمِ السِّبْطِ وَ اِنِّي الْحينَ مِنْهُ الرَّأْسَ اَقْلَعْ | |||
اِنَّني ذابِحُهُ كـانَ شَبيهاً بِنَبِي | اَوْ عَلِي لا اُبـالي مِنْهُمـا مـا كُنْتُ اَقْرَعْ | |||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 151 *» | ||||
يا لَحُزْني حينَ جاءَ الشِّمْرُ بَغْياً وَ تَرَقّي |
صَدْرَهُ الاَْطْهَرَ وَ الدَّهْرُ مِنَ الْخَوْفِ تَضَعْضَعُ |
|||
رَجَفَ الاَْرْضُ وَ كادَتْ يَتَفَطَّرْنَ السَّموا |
تُ وَ اَرْكانُ جَميعِ الْخَلْقِ كادَتْ تَتَزَعْزَعْ |
|||
ضَجَّتِ الاْمْلاكُ وَ الاَفْلاكُ مِنْ عُظْمِ مُصابٍ |
ناحَتِ الْجِنُّ وَ صارُوا في فَضاءِ الْجُوِّ خُضَّعْ |
|||
فَعَلَي الْمَلْعُونُ صَدْراً كانَ مَأْوي نُوْرِ حَقٍّ | رَمَقَ السِّبْطُ اِلَيْهِ عَلَّ يَسْتَحْيي وَ يَرْجَعْ | |||
قـالَ اِنّي لَسْتُ مِثْلَ الْقَوْمِ اَخْشي عَنْ اِلهٍ | اَوْ نَبِي اَوْ وَلِي لَسْتُ عَنْ ذِبْحِكَ اَقْلَعْ | |||
قـالَ مَنْ اَنْتَ فَقـالَ ابْنُ بَغِي اَنَا شِمْرٌ | قـالَ هَلْ تَعْرِفُني قـالَ نَعَمْ اَنْتَ السَّمَيْدَعْ | |||
اَنْتَ سِبْطُ الْمُصْطَفي اَنْتَ حُسَيْنُ بْنُ عَلِي | اُمُّكَ الزَّهْراءُ اَخُوكَ الْمُجْتَبي اِنّي لَبَلْتَعْ | |||
قالَ اِنْكُنْتَ بِشَأْني عارِفاً ما حَلَّ قَتْلي | قالَ عَلَي بِعَطِيّـاتِ بْنِ صَخْرٍ اَتَمَتَّعْ | |||
قالَ هَلْ تُؤْثِرُ يا شِمْرُ مِنَ الدُّنْيا حُطاماً | اَمْ رَسُولُ اللّهِ اِيّـاكَ بِيَوْمِ الْحَشْرِ يَشْفَعْ | |||
قـالَ اِنّي مُؤْثِرٌ جـايِزَتي مِنْهُ عَلَيْكَ | وَ عَلي جَدِّكَ وَ النَّفْسُ بِقَتْلي لَكَ تَنْزَعْ | |||
قالَ اِنْكُنْتَ بِقَتْلي مُزْمِعاً فَاصْحِنَ ماءاً | قالَ هَيْهاتَ لَهُ اِلاّ وَ كَأْسَ الْمَوْتِ تَكْرَعْ | |||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 152 *» | ||||
لَهْفَ نَفْسي حينَ اَلْقاهُ عَلَي الْوَجْهِ عَفيراً | وَ غَدا يَضْرِبُ بِالْبَتّـارِ حِقْداً وَ تَزَبَّعْ | |||
كُلَّمـا يَقْطَعُ مِنْ اَوْداجِهِ كـانَ يُنـادي | وا عَلِيّـاهُ وَ جَدّاهُ فَلَمْ يَخْشَعْ فَصَلْفَعْ | |||
فَاِذاً اَظْلَمَتِ الشَّمْسُ وَ كادَ الاَْرْضُ تَنْشَقُّ | وَ اَجْبـالُ الْفَلاةِ مِنْ شَجـاهُ تَتَصَدَّعْ | |||
وَ تَفَطَّرْنَ السَّمـواتُ الْعُلي شَجْواً عَلَيْهِ | وَ النُّجُومُ تَنْتَثِرْ وَ الْعَرْشُ بِالْحُزْنِ تَضَعْضَعْ | |||
اَنْتَ يا عَيْنُ اَدْمَعي حُزْناً وَ يا رُوحُ تَخَلّي | يا فُؤادي ذُبْ وَ يا كَبْدي مِنَ الشَّجْوِ تَقَطَّعْ | |||
يا بَنِي الزَّهْراءِ كَمْ مِنْ مِحْنَةٍ حَلَّتْ عَلَيْكُمْ | وَ مُصابٍ قَدْ دَعاكُمْ وَ اِلَيْكُمْ كانَ يَهْزَعْ | |||
اَي رُزْءٍ مِنْكُمُ اَرْثي وَ اَبْكي وَ هْي لا تُحْصي | وَ مِنْ رُزْءٍ لَكُمْ كِبْدي وَ اَحْشائي تَقَطَّعْ | |||
اَسْئَلُ اللّهَ الَّذي اَعْلا عُلاكُمْ اَنْيُجَلّي | دَوْلَةَ الْمَهْدِي مِنْكُمْ جَهْرَةً فِي الدَّهْرِ تَسْطَعْ | |||
وَ يُقِرَّ الْعَيْنَ مِنّا بِظُهُورِ الْحَقِّ حَتّي | نَضَعَ الْبَتّارَ فِي الاَْعْداءِ حَتّي تَتَجَرَّعْ | |||
مِنْ كُؤسِ الْمَوْتِ مِنْ اَيْدي مُواليكُمْ اِلي اَنْ | تَطْهُرَ الاَْرْضُ وَ لَوثُ الْكُفْرِ عَنْها يَتَرَفَّعْ | |||
سَيِّدي سَمَّيْتَني بَيْنَ اَنامٍ بِكَريمٍ | وَ اَنَا عَبْدٌ لَئيمٌ مُذْنِبٌ عاصٍ وَ اَكْوَعْ | |||
اِنْ يَكُنْ خَيْرٌ فَمِنْكُمْ وَ اِلَيْكُمْ مُنْتَهاهُ | مايَكُنْ شَرٌّ وَ نُقْصانٌ فَمِنْ نَفْسي تَفَرَّعْ | |||
«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 153 *» | ||||
لَسْتُ اَرْجُو لي نَجاةً غَيْرُ اَنّي بِوِلاكُمْ | بارِدُ الْقَلْبِ وُ مِنْ جُودِكُمْ الْغُفْرانَ اَطْمَعْ | |||
اَسْئَلُ اللّهَ بِكُمْ اَنْيَتَلَقّي بِقَبُولٍ | خِدْمَتي هذي وَ مِنْكُمْ بِالرِّضا اِيّاهُ يَشْفَعْ | |||
صَلَواتُ اللّهِ ما دارَ السَّمـواتُ عَلَيْكُمْ | وَ عَلي اَعْدائِكُمْ خِزْي مُدي مَا الشَّمْسُ تَطْلَعْ | |||
و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين
([3]) الحاج: ضرب من الشوك. معيار.
([4]) اعلي متاجرهم قطع الطريق و ان ابوا سليمـا فخلي الحـاج و البعـر
([7]) لَوْ شِئنَ نِساؤُهُ بُكاءًا |
اَورُدنَ مِنَ الْاُوامِ ماءًا |
|
قَدْدُقَّ رُؤُسُها وَلاءًا |
ما اَعْظَمَ هذِهِ الْمُصيبَةَ |