27-08 مکارم الابرار المجلد السابع والعشرون ـ رسالة الفصول ـ مقابله

 

 

رسالة الفصول

 

من مصنفات العالم الرباني و الحکيم الصمداني

مولانا المرحوم الحاج محمد کريم الکرماني اعلي‌الله مقامه

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 331 *»

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين و رهطه المخلصين

و لعنة الله علي اعدائهم اجمعين الي يوم الدين.

و بعد يقول العبد الاثيم كريم بن ابرهيم ان هذه كلمات متفرقة فيما جربت من الاعمال الصنعوية او عرفت بالعلم عياناً و مشاهدة من الحكم الفلسفية او سمعتها من مجرب او رأيت في كتاب استاد كتبتها في هذه المجموعة للضبط و الحفظ فاذكر فيه ما يتفق يوماً بعد يوم و حيناً بعد حين عسي ان‌ينفعني الله بها و ساير ابناء الحكمة الطالبين فمما ذكرت مرموز مشار اليه و منه صريح و الذي ارمز فيه اصرح به في امكنة متعددة فلايفوت التصريح جملة هذه المجموعة و ان كان بعضها في مكان واحد مرموزاً فلاتغتر بما تجده في مكان واحد حتي تديم النظر في كلها و تتقن المسألة و الله خليفتي عليك و سميتها بالفصول اذ فيها فصول فيها اصول.

فصل

اعلم ان جميع المولدات في الجو من الجواهر الاربعة فهي امكان الكل ففيه صلوح الكل و جميع التراكيب قابل للتفكيك و جميع ما بالقوة صالح للخروج الي الفعلية و الا لما خرجت الي الفعلية في مادة اخري فكل شيء فيه معني كل شيء و صالح للاستحالة الي كل شيء الا ان منها قريب و منها بعيد و لها اسباب بتهيئة يد القدرة اياها لها فمن ظفر بها قدر علي اخراج ما في القوات الي الفعلية و من تعداها الي غيرها فاما هو قريب مشابه او غريب مباين فتدبر تفهم.

فصل

اعلم ان للاجسام المعدنية عرضين عرضاً اختلط بها حين تركب جواهرها فمازج اجزائها الطبيعية فهي ارمدة طبيعية مختلطة بزيابقها التي هي ارواحها و كباريتها التي هي انفسها و املاحها التي هي اجسادها و عرضاً اختلط بها

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 332 *»

بعد انعقاد جواهرها فاختلط باجزائها الهبائية المركبة من جواهرها فهذان العرضان خارجان عن حقيقة الشيء و ما لم‌يتصف عن هذين العرضين لم‌يكن خالصاً و لم‌يستحق الشيء ذلك الاسم علي المطابقة فدلالة الاسم عليه قبل التخلص دلالة تضمن و بعد التخلص مطابقة فاذا قال الحكيم خذ الحجر الفلاني يريد ذلك الشيء وحده لاهو مع غيره و الجاهل يأخذه بعرضه الذي هو غيره فاخذ ذلك الشيء مع غيره و قد امره الحكيم باخذ ذلك الشيء منفرداً فيفسد عليه عمله فمن قدر علي استخلاص جواهر الاشياء من هذين العرضين فهو الحكيم الواصل فلاجل ذلك وضع الله سبحانه للعباد موتين ينحلون بالموت الاول في الطبايع الدنياوية حتي يتخلصوا عن الاعراض الثانية و بالموت الثاني في الطبايع البرزخية حتي يتخلصوا عن الاعراض الاولية فيأتي كل نفس يوم القيمة و هوهو فان اثيب اثيب هو وحده و ان عوقب عوقب هو وحده لا مع غيره البريء عن عمله المجاور له بالعرض و هذا حكم العدل الربوبي في عباده فلاتزر وازرة وزر اخري فافهم.

فصل

ان تدبير الله سبحانه في تكوين المكونات بدءا و عودا هو التدبير الحق فكل تدبير وافق تدبير الله سبحانه هو الحق الموصل الي الواقع و كل تدبير خالف ذلك فهو باطل كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءا حتي اذا جاءه لم يجده شيئا و وجد الله عنده فوفيه حسابه و الله سريع الحساب.

فصل

ان التدبير الحق واحد حقيقة و له طريق واحد و عقار واحد و الة و اداة واحدة فان نسبة الشيئين الي شيء واحد لاتتساوي البتة فان كان احدهما موافقاً يكون الآخر مخالفاً بقدر مخالفته لذلك الموافق البتة فمن ظفر في تدبير كل شيء بذلك الواحد هو الواصل الي الحق و اما غير ذلك الواحد فبعيد عن الحق اما البعد الاقرب او البعد الابعد فلاتغتر بكثرة تلك التدابير المدونة في كتب القوم فانها اما تذكر و يعبر بها عن ذلك الواحد فليس المراد الا ذلك الواحد و اما هي تضليلات و تدهيشات و دفع للجهال عن الحق مثلا اذا كان المراد اخذ النوشادر

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 333 *»

فقد يقال خذ الملح لملوحته و قد يقال خذ الدهن لدهانته و يسميه بالزيت لكثرة منافعه و قد يقال خذ الشحم لدهانته المنعقدة و قد يقال خذ الزيبق لروحانيته و قد يقال خذ الفضة لملحيته و بياضه و قد يقال خذ الخل لحدته و قطاعيته و هكذا و المراد هو ذلك النوشادر و علي هذه فقس ما سواها و لاتغتر بظواهر كلامهم هذا و هم ينادون بالتحذير عن ظواهر كلامهم و حرص الجهال يوقعهم في تلف النفوس و الاموال فالتدابير التي يذكرها الحكيم الواقعي حق كلها و لكن اراد بهذه الالفاظ ذلك الشيء الواحد و التدبير الواحد و ذلك الشيء الواحد هو ما اعدته يد التقدير بحكمة التدبير في هذه الدنيا و ذلك ان الحكيم الذي غرضه من خلق العالم اخراج ما في كيانه الي العيان و الا لم‌يجعل ذلك في قوته اعد لاخراج ذلك سبباً متعيناً نوعياً يخرجه الي الفعلية فابتغ في كل تدبير ذلك الشيء الذي اعده لاخراج القوة التي تريدها الي الفعلية و هو المطابق الحق و غيره باطل و عن حلية الاعتبار عاطل و من ظفر بذلك الشيء الواحد يصل الي صراط مستقيم و يمشي سويا من غير تعب و محنة الي ان‌يصل و كل هذه المحن في الضلالة عن ذلك الصراط يريد الله بكم اليسر و لايريد بكم العسر و نحو هذه الشريعة الغراء اذ هي السبب الذي اعده الحكيم لاظهار ما جعل في كيان الاشياء من الكمال الي العيان فمن سلكها وصل الي درجة الكمال و قرب ذي الجلال اطعني فيما امرتك اجعلك مثلي تقول للشيء كن فيكون فافهم ما تري في خلق الرحمن من تفاوت و ابي الله ان يجري الاشياء الا باسبابها فجعل لكل شيء سبباً و لكل سبب شرحاً و لكل شرح علماً هادياً عرفه من عرفه و جهله من جهله.

فصل

اعلم ان الشيء ما لم‌ينحل الانحلال التام لايمكن اخراج ارمدته و اعراضه المخالطة له البتة فكل تدبير سمعت او رأيت بخلاف ذلك فهو خطاء و علي خلاف التدبير الالهي الذي اجراه في ملكه و الحل نوعان نوع بالنار المفرقة لاجزاء الشيء علي سبيل التبخير و ذلك لذوات الرطوبات غير المحترقة كالمياه فلاسبيل الي تطهير الماء الا بحله بخاراً ثم عقده ماءاً فيبقي جميع اعراضه

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 334 *»

اسفل و ذلك هو تدبير الحق و لايخاف عليه من النار لوجود الرطوبة المقاتلة للنار بل النار تصلحه و تنقص من رطوباته العرضية ايضا فانه كما كان فيه ارمدة ترابية فيه اعراض رطبة فتحترق بالنار البتة و نوع بالنار بالقوة الماء بالفعل فهو ايضاً يفرق بين اجزاء الشيء علي سبيل تفريق اهبيته فيبقي اعراضه التي لاتنحل اسفل فيفصل بينهما و انما يصلح ذلك لذوات الادهان المحترقة و الشديد النارية كما تري اهل صناعة الصابون يأخذون سواد الادهان و كدوراتها بالحل في مياههم و يغسلون الادهان بذلك غسلاً يطهرها من اوساخها و يبيضها فمن عكس الامر و حل ذوات الرطوبات في الماء زاد في رطوبتها و ان حل ذوات النيران و الادهان بالنار احرقتها و افسدتها و زادت في ناريتها و انما الامراض تعالج بالضد حتي يصح المريض فاذا صح يقوي و يضعف بالمثل فافهم ما ذكرته لك من حاق الواقع و اما الاجساد المركبة من المياه و الادهان علي غير الاعتدال فانما تطهر بالحل بالماء فان النار اذا استولت عليها بقدر تفريق الاجزاء فقد افنت الرطوبات التي فيها  و احرقت الادهان التي فيها و بقيت الاملاح الميتة التي لاحراك لها البتة و ان لم‌تستول عليها هذا المبلغ فلاتفعل فيها فعلا له طائل فلايجوز الحل بالنار لها و انما الواجب هو الحل بالماء فينحل املاحها و ادهانها محفوظة عن الاحتراق و مياهها المتعلكة فان خيف عليها غلبة الرطوبة تعالج بعد الحل و التدبير و التصفية بتقليل الرطوبة بالنيران اللينة المسبكة فتعود الي حالها طاهرة فافهم ما ذكرته لك فانه التدبير المطابق للحكم الالهية في التدابير الخلقية فحال الارواح و مصعد الانفس و محرق الاجساد بواد سحيق و مبطل في امره لايكاد يقع علي الحق فانه يخرج ارواحا نافرة و انفسا محترقة و اجسادا ميتة فهو الي الموت اقرب منه الي الحيوة.

فصل

اعلم ان الاجساد حيوتها بالارواح فكل فعل و عمل يصدر من الارواح فالاشياء في ذلك علي ثلثة اوجه منها ارواحها غالبة علي اجسادها و منها ارواحها مساوية لاجسادها و منها ارواحها ناقصة عن اجسادها فالقسم الاول هو

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 335 *»

الكامل المكمل الفاعل في غيره و القسم الثاني هو التام في نفسه و القسم الثالث هو الناقص المحتاج الي تتميم الغير و تحريكه اياه فالاول هو الاكسير الفاعل في جهة غلبة روحه فان كل فاعل في غيره فعلاً هو اكسير ذلك الغير و الثاني كالشيء في كونه هو اياه و هو لايفعل في غيره فعلاً يقلبه عما هو عليه و انما هو ماسك نفسه علي ما هي عليه و الثالث كساير الاجسام في غير جهات فعلها فاذا كل شيء كامل من جهة فعله ناقص من ضدها تام في كونه هو اياه فلينظر الحكيم فيما يريد ان‌يستعين به لمراده هل ينبغي ان‌يستعين بالشيء من جهة فعله ام من غير جهة فعله و هل يجوز ان‌يدبر غير جهة الفعل حتي يجعلها جهة الفعل و عنده جهة الفعل موجودة ام لا مثلاً اذا اراد تدهين شيء هل يجب ان‌يستعين بالدهن الذي فيه فعل الدهانة غالب ام يستعين بالملح الذي فيه الدهانة بالقوة فيخرجها من القوة الي الفعلية ثم يتدهن به قد هيأ يد التقدير لاخراج كل قوة حاضرة مهياة انسب ما يكون اليه و اليق ما يكون به فليستعن مستعين بفعلية هيأها الرب جل و علا و جعلها اكسير اخراج تلك القوة الي الفعلية و هو الطريق الاقرب فادخلوا البيوت من ابوابها و ليس البر بان‌تأتوا البيوت من ظهورها التي ارواحها مغلوبة و بالقوة نعم اذا تمكنت من اكسير شيء يمكنك تقوية روحانيته و تلطيف جسدانيته و تطهيره و تنعيمه و تقريبه و تشكيله حتي يكون في مطلوبك اقوي و في انجاح مطلبك اسرع ان لم‌تظفر بمثل ذلك و لما كان العالم عالم الاعراض و الامراض فقل‌ما يوجد اكسير خال عن الاعراض بالكلية فيحتاج الي التصفية و التربية و التنمية كلها او اكثرها و انما يقوي الاكاسير ارواحها و ينعم اجسادها حتي تصير مشفة لاتحجب ارواحها فوجب ادخال الروح الطاهر المشاكل عليها و ترقيق حجاب جسدها بالحل و التصفية و العقد الي ان‌تبلغ مقصودك فلابد لجميع الاركان من ذلك فاي شيء في الترويح ابلغ من الروح و اي شيء في التنفيس ابلغ من النفس و اي شيء في التجسيد ابلغ من الجسد و لكن لاكل روح لكل روح و لاكل نفس لكل نفس و لا كل جسد لكل جسد و ينبغي ان‌يراعي المشاكلات فان الارواح عديدة و النفوس متكثرة و الاجساد متشتتة فابتغ في ترويح كل شيء

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 336 *»

روحا مناسبا و في تنفيسه نفسا مناسبة و في تجسيده جسدا موافقا و هذا جميع العمل من البداية الي النهاية.

فصل

اذا اخذ النفس البيضاء و صب عليها ماء النفس الحمراء و طبخ قليلاً ثم صب عنه الماء و شوي تنقرت بيضاء كالبلور و طهرت من اوساخها البتة و ان صب عليها او علي اختها نار حلالة و طبخت قليلاً اخرج عنها ادهانها الفاسدة و ارواحها النافرة الفاسدة بالتصعيد و بقي الجوهر الابيض الصافي الطاهر و ان طير عنها النار بقي دهن لاشك فيه غير محرق و لامحترق و تلك النار المصبوبة نار غيبية فلاشك في كونها ملحاً شهادياً فان الملح باطنه نار و ظاهره ارض فافهم.

فصل

ان الاعمال البرانية لاتتم الا بالغرايب القريبة و لكن التدبير الحق في ادخال الغريب و اخراجه فالغريب الذي ليس يمكن اخراجه لاينبغي ادخاله و التدبير فيما لايمكن اخراجه الي ان‌يمكن هو الطريق الابعد و قد اعد المدبر الحق اشياء يمكن اخراجها بسهولة و من طبعها فلايعدل عنها الحكيم في تدبيره الا طلب مشاهدة التصرف في الاشياء و القدرة عليها فانظر لنفسك و تدبر في الدخيل فان كان مما لايمكن اخراجه فاجتنبه و ان كان مما يمكن و فيه كدورة فصفه عن الغرايب و الاعراض حتي يكون هو بما هو به هو خالصاً ثم استعمله و كذا ان كان ناقصاً فيما تريد منه فكمله و ضعفه حتي يسرع في انجاح عملك فافهم فانها نكات فلسفية لايصل اليه الانسان الا بشق النفس و الكد الشديد.

فصل

اعلم ان الاجساد في معادنها متكونة علي الاكسيرية ان كانت تامة كالقطب الجنوبي فانه متكون من روح ثابت و نفس مستقرة و جسد طاهر فلما اجتمعت هذه الاركان علي ميزان الاعتدال انعقدت جسداً تاماً و ساير الاجساد المنحرفة عن القطب فبقدر انحرافها منحرفة عن الاكسيرية فاما ارواحها غير ثابتة او نفوسها غير مستقرة او اركانها غير طاهرة او لم‌تتوارد عليها القوي الفاعلة علي

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 337 *»

الاعتدال فالقطب الجنوبي منعقد علي الاكسيرية لابمعني انه اكسير بل بمعني ان التدبير فيه وقع علي النهج الاكسيري فان دبر الحكيم اركان عمله في الخارج فحصل روحاً ثابتاً و نفساً مستقرة و اركاناً طاهرة نقية و دبرها حلاً و عقداً علي نهج الاعتدال انعقد قطباً و هو ذهب القوم المكون في معدنهم فان زاد في ارواحه و تطهير جسده و تلطيفه صار اكسيراً فعالاً في غيره كاملاً مكملاً لغيره لطيفته فاضلة علي نفسه و كل تدبير خالف ذلك فهو خطاء محض فالاكسير ينبغي ان‌يكون جسداً ذائباً منسبكاً كالقطب رزيناً ثقيلاً متلززاً حتي يمازج اولاً فلاشيء فيه ابدا ابدا.

فصل

اعلم ان الحل له اقسام ثمانية الاول حل بالتعفين و هو لايكون الا بحرارة مفرقة و رطوبة مهيئة فبالرطوبة يمكن و بالحرارة يكون فيكون الحل و الثاني حل في الدن في بخار الخل و الثالث حل النخالة في القدر و هو لسريع الانحلال و الرابع حل المثانة و المصران فتلقي في الماء و هو للاملاح و الخامس الحل في بئر النداوة او الدفن في موضع ندي و السادس الحل في انابيب القصب و الوضع في مكان ندي او في الماء و السابع الحل بالمياه الحادة و الثامن الحل بالكرفس و اليقطين و الباذنجان او ما اشبه ذلك و لكل واحد موضع خاص به و عمود ذلك كله انهاك الشيء قبل حله بالتكليس او بمزاوجتها بالاملاح حتي يستحيل الي الملحية ثم وضعها في المحل ثم الحل الذي هو المقصود ثلثة الاول الحل المائي كحل الاجساد في المياه الحادة و بهذا يخرج الجسد عن كيانه البتة فلايعود جسداً بالعقد و لكن له محل في ازالة القشور و الاعراض و الاوساخ و الارمدة الثاني الحل الصمغي و هو الذي يغلظ بالطبخ شيئاً بعد شيء حتي ينعقد جسداً و له محل في الاكاسير بعد التطهير الثالث الحل الشمعي بان‌يكون الشيء كالشمع يطبع علي بالخاتم يذوب بادني حرارة و يجمد بادني برودة و لعمري ان الاشياء ما لم‌يتشمع لم‌يذب و لم‌ينحل كما ينبغي الحل الصمغي المطلوب و لم‌يتجسد.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 338 *»

فصل

اعلم ان التشميع له اقسام سبعة تشميع بالشمس بعد سقي الدواء و السحق و تشميع بالسحق لما كان متلوناً و تشميع بنار الخصان بسقي الماء سبعاً او ثمناً و الدعة في نار الحضان و التعفين و تشميع بالتشوية علي الرماد في قدح محجوب بعد سقي الرطوبة و تشميع بنار الزبل بعد السقي بقدر الري فان الرطوبة تحتقن في اعماقه و تقوي الرطوبات الاصلية و تشميع بنار السبك للاجساد و ذلك بالادهان فتصير شمعية و تشميع مكتوم في العمل الجواني و منتهي التشميع امران ظاهري و هو ان‌يصير الشيء كالشمع يذوب بايسر نار و لايتغير لونه و لايحترق و لايدخن و لايبخر بل يصير دهناً ذائباً ثابتاً لايحترق و التشميع الحقيقي فهو المزاج الحق بعد تطهير الاجزاء و تشكيلها و تشميعها حتي ينقلب كل الي كل و يحدث واحد متشاكل و يكون حكم الكل حكم البعض و حكم البعض حكم الكل و مع ذلك يكون سريع الذوب كالشمع ثابتاً مستقراً ممازجاً غايصاً فاعلم ذلك و تبينه و ما لم‌تفهم التشميع لم‌تصل الي تدبير حق.

فصل

ان النار تفرق اجزاء ما لاقته و تلطفه و تذهبه الي حيزها و تترك الكثيف غير الصاعد فاذا اصاب الاجزاء الصاعدة برد انعقدت و صارت كما كانت لانها لم‌تفارق طبعها الذي جبلت عليها فالماء اذا صعدت النار جعلته بخارا فاذا اصابه البرد انعقد ماءاً لا حجراً  و لا دهناً و كذلك الدهن اذا دخنته النار و صعدت به و اصابه البرد انعقد دهناً لا ماءاً و لا حجراً و ان الحجر اذا صعدت به النار بالتسليط الشديد و اصابه البرد انعقد حجر جامداً لا ماءاً سائلاً و لا دهناً افهم ذلك فالذي في الارض معقود في السماء معقود و الذي في الارض محلول في السماء محلول فانظر ماذا تريد افعله.

فصل

ان القوم ذكروا تدابير للنفس بالادهان و الشحوم و الاملاح  والشبوب و الزاجات و الاكلاس و المياه و الاجساد و غيرها و جميع ذلك لان تشاهد افعال هذه الاشياء من حل و عقد و تبييض و تحمير و غير ذلك و جميع ذلك

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 339 *»

حق لكن لها افعال ناقصة في جهة من جهات المطلب اذا كان صادراً عن حكيم و الا فاغلبها كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءاً حتي اذا جاءه لم‌يجده شيئاً فوجد الله عنده فوفيه حسابه و الله سريع الحساب نعم يحصل منها علم باثر اقترانات الاشياء و ليس في شيء منها عمل حق اذا اخذت بظاهرها او تأويلها علي حسب العقول الناقصة و مشاهدة هذه الآثار ليست الا كمشاهدة ادوات الصايغ من مطرقته و مبرده و علاته و غير ذلك و العلم باسمائها و خواصها و اما علم الصياغة فهو شيء آخر و الا لكان كل من يمر في السوق صايغاً و ليس كذلك فعلم الصياغة ان‌تتفكر بعد ذلك فان احتجت الي طرق فارفع المطرقة او برد فارفع المبرد و هكذا فاسع في العلم ما بقي منك عرق ضارب فانه العمدة.

فصل

اذا ظفرت بالدهن الذي لايحترق فانها تعين علي اذابة كل من الكبريت و الزرنيخ و تطهير كل منهما و ازالة عرضه و خلاص جوهره و تعين ايضاً علي عقد الابق منطرقاً او منسحقاً و تعين ايضاً علي تنقية الاجساد الناقصة و ترطيبها و تليينها و سرعة ذوبها و قبولها الاصباغ الداخلة عليها فاذا صارت الاركان كذا امكن ان‌تنتج ما يقوم علي الخلاص من ابيض و احمر.

فصل

اذا اردت استحالة شيء الي شيء و هما منافران فابتغ البرزخ بينهما يناسب احدهما من جهة و الاخر من جهة فيداخل ذلك الشيء من جهة و يحيله بقوته الي صفته فاذا استحال الي صفته يمكن استحالته الي ذلك الشيء الذي كان منافراً و ذلك سر سار في جميع الكائنات و نمثل لك مثالاً تعرف به كل المطلوب تفكر في الصابون و ازالته الاوساخ فان الثياب لما اصابها العرق و فيه بعض الدسومة صار يلتزق بها الاغبرة و الادخنة و الاوساخ فصارت الاوساخ دهنية فلما اراد الحكيم غسلها تفكر و علم ان الدهن لايمازج الماء ابدا مادام علي دهانته فلابد من تحصيل برزخ بينهما يستحيل الي الماء و فيه قطاعية و قوة التبييض و التطهير و ذلك لايكون الا في الاملاح فانها هي التي فيها قوة التقطيع و

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 340 *»

التبييض و الجلا فعرفوا انه لابد و ان‌يكون احد ركني هذا البرزخ ملحاً ثم تفكروا فعلموا ان الملح لايمازج الدهن بل يعقده و يصلبه و هو منافر للدهن و ان كان مناسباً للماء فابتغوا للجهة الاخري دهناً فانه مناسب للدهن ممازج به فعلموا انه لابد من تدبير يركب به الدهن و الملح حتي يصير برزخياً ثم تفكروا في الاملاح انه اي ملح ينبغي ان‌يتخذ لذلك فعرفوا انه لابد ايضاً من ملح دهني لزج يناسب الدهن فاختاروا له ملح القلي و ملح النورة فان فيهما دهانة و لزوجة فركبوا بينهما حتي صار الدهن ملحياً و الملح دهنياً فحصل لهم برزخ وحداني صالح بين الوسخ و الماء سموه صابوناً فغسلوا به الثياب فاحال البرزخ الاوساخ الي نفسه ثم استحال في الماء فاخذ الوسخ من الثياب و اوصله الي الماء فاذا صار الماء وسخاً بدلوه و جددوا له ماء او صابوناً اخر الي ان رأوا البياض في الثوب و الماء فعلموا بحصول النقاء فغسلوه في الماء و ازالوا بقايا البرزخ عنه و جففوا فصار ثوباً طاهراً ابيض نقياً و لو تدبرت فيما نبهتك عليه صرت استاداً في احالة ما شئت الي ما شئت فتفكر في اوساخ اركان عملك انها دهنية ام لا فان لم‌يكن فيها دهانة فاكتف بالاملاح القطاعة المطهرة فاغسلها به فاي شيء اولي له من ذلك و ان كان فيها دهانة فابتغ لها صابوناً احد طرفيه الملح و الآخر الدهن فاغسله به و ان رأيت الصابون ليس يخرج وسخاً بعد الكد فاعلم انك اخطأت التدبير في عمل الصابون فجدد له صابوناً آخر و من البين انه كل دهن لايناسب كل ملح و كل ملح ايضا لايناسب كل دهن و لايجوز التصريح بازيد من ذلك و ان كشفت عن مر الحق في الجملة و من عرف معني الصابون استغني عن غيره في مقام التطهير بل لاتطهير حقيقة الا به و ساير التدابير خطاء محض.

فصل

قال شيخنا الاجل الاوحد اعلي الله مقامه في الاعمال البرّانيّة «طرقها كثيرة مذكورة في الكتب الخذخذية و فيها اعمال صحيحة باصباغ لونية ثابتة لا كونية نعم اذا سلك بها التدبير الجواني كونت باذن الله تعالي و اكثرها لاتصح و اما ما كان من العمل بتعديل الموازين علي ما ذكروه فهو صحيح كوني لا تكويني

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 341 *»

بمعني انه يكون ذهباً و فضة صحيحة في الواقع لكن لايكون منها الاكاسير المكونة و ان حصلت منها الصابغة الثابتة الملونة الا بالتدبير الانساني بان‌تأخذ المادة و ان كانت مختلفة برانية فتجعلها كيلوساً ثم كيموساً ثم نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاماً ثم تكسوها لحماً ثم تنفخ فيها الروح الفرفيرية فهناك يقوم مولودك و هو كريم بالكرم معروف و بالاجساد الناقصة برّ عطوف شجاع يهزم الصفوف و لايكترث بالالوف» الي آخر كلامه.

و هو كلام حكيم صدر عن حبر عليم يحتاج في شرحه الي طروس و في حله الي دروس فقد بين اعلي الله مقامه ان الاعمال البرانية ما لم‌يسلك فيها الطريق الجواني لاتفيد الا اصباغاً فان كانت صحيحة كانت اصباغاً ثابتة و الا فهي زائلة بالسبك و التخليص و الروباص و غيرها و هي مع كونها ثابتة ليست بكونية يكون منها الذهب حقيقة او الفضة حقيقة و انما ثمرتها محض بياض و صفرة فهي لاتفيد الا في الموازين كما يأتي و اما اذا كانت علي نهج التدابير الجواني فهي مكونة باذن الله يعني يقلب الاجساد الناقصة الي حد الكمال و يجعل الوضيع شريفاً و اما الموازين فاذا كانت بعد تشكيل الاجساد و ازالة اوساخها بميزان التعديل يحصل منها اكوان و ليست بمكونة بداهة و اما اذا دبرت العقاقير بالتعديل الانساني كما ذكره اعلي الله مقامه تصير مكونة باذن الله و لابد لك ان‌تتدبر في التدبير الانساني و ساشرح لك ان شاء‌ الله من ذلك ما تعتبر به و تستدل به علي التدبير الحق فالغذاء اذا ورد المعدة مع الماء ينحل بحرارة المعدة بالحل الكيلوسي ثم يفصل المميزة بين جوهره و ارمدته العرضية المخالطة لاجزائه فيدفعها الدافعة خارج العالم من طريق الامعاء ثم يجذب جاذبة الكبد الجوهر اليها فتحله حلاً ثانياً و تفصل في هذا الحل بين اعراضه الطبيعية المخالطة لاركانه الطبيعية فتدفع المائية البورقية الفاسدة من روحه من طريق البول و ادهانه الفاسدة من نفسه و سوادها من طريق المرارة و املاحه الفاسدة من جسده من طريق الطحال فيبقي الجوهر الياقوتي الخالص الصالح لان يصير غذاء بدن الانسان و يتولد منه الانسان ثم يقسم ذلك الجوهر الي الاعضاء فيبعث روحانيته الي الدماغ و ما يتبعه و نفسانيته الي

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 342 *»

القلب و ما يتبعه و تمسك جسدانيته لنفسها و ما يتبعها و كل واحد من هذه الاقسام الثلثة مركب من روح و نفس و جسد الا ان الغالب علي القسم الاول الروحانية و الغالب علي الثاني النفسانية و الغالب علي القسم الثالث الجسدانية فيدفع الطبع من القسم الاول حصة صالحة من طريق الكلية الي اوعية المني و آلاته الي الرحم و هو خلاصة جميع ذلك الجوهر و روحانيّهُ الذي يصلح لان‌يصير نطفة الحي فتسقيه طبيعة المراة الدم الصالح الي ان‌تربيه درجة بعد درجة فتجعله علقة ثم مضغة ثم عظاماً ثم تكسوه لحماً ثم يحدث فيه الحيوة فيكون انساناً كاملاً ثم اذا خرج يسقي من اللبن الذي هو الدم المستحيل الذي ظاهره ابيض و باطنه احمر فيتضاعف قوته بكل سقية فهذا هو مجمل كيفية تولد الانسان و قد بسطناه في ساير كتبنا لاسيما «حقايق‌الطب» فهذا هو التدبير الالهي فكل تدبير وافق هذا التدبير هو الحق و ما سواه باطل فينبغي ان‌تأخذ الحجر اي مادته التي هي الغذاء الاول فتحلها حلاً كيلوسياً بالماء الحلال اذ الواجب ان‌يكون فيه حرارة بدل حرارة المعدة و حدة بدل الملح الجاري الي المعدة من الطحال فتحلها فيه حتي يخرج ارمدتها و اعراضها الخارجة عن طبيعتها فاذا طهرت من ذلك تحلها حلاً ثانياً حتي تخرج بذلك اوساخها الطبيعية فتأخذ عن روحها المياه البورقية التي هي سبب نفورها و عن نفسها الادهان المحترقة و السواد الممازج لاركانها و عن جسدها السواد و الظل السوداوية حتي يطهر اركانها فاذا طهرت الاركان صلحت للتركيب فتألف بينها بالوزن المعلوم ثم تسقيه الماء الالهي حتي يصير في الاول علقة و في الثاني مضغة و في الثالث عظاماً ثم تعقده باكساء اللحم و تمام الصورة فيكون منه اكسير البياض ثم تنشأه خلقاً آخر باسقاء الروح و هو الصبغ الاحمر فيصير ولداً ذكراً سوياً كريماً و كماله في ستة اشهر من الرابع الي التاسع تسقيه في كل شهر سقية من الماء الالهي حتي تكمل ولداً صالحاً فافهم و تبصر فان دبرت الحجر هذا التدبير يكون منه عمل حق مكون لانه موافق لعمل المكون و الا فلاتطمع في التكوين و ان كان حجرك متعدداً و دبرت في كل ركن منه هذا التدبير ينقلب البراني جوانياً البتة فالروح يطهر اولاً بالتصعيد و تخرج ارمدته خارج العالم و هذا كيلوسه

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 343 *»

و النفس تحل في المياه و تلقي ارمدتها خارج العالم و هذا كيلوسها و الجسد يحل بالمياه و يلقي ارمدته خارج العالم و هذا كيلوسه ثم ينشف الروح و يؤخذ مياهها البورقية التي هي سبب نفورها فيثبت ثم يطهر النفس من سوادها و ادهانها المحترقة فتثبت ثم يطهر الجسد عن سواده و ظله و غلظته حتي يصير مشاكلاً لهما و هذا كيموسها ثم يمزج الكل بالخلط و السحق حتي يصير شيئاً واحداً و هو النطفة الصالحة ثم يسقي ثلثاً و ستاً حتي يأتي عليه تسعة اشهر فيكون ولداً كاملاً مكملاً فكل تدبير خالف هذا التدبير فهو باطل و عن حلية الاعتبار عاطل و لايصدر منه تكوين نعم يؤثر تأثير اصباغ و تليين و تقريب و يصلح للاعمال التركيبية في الموازين و لعمري لايتم الموازين ايضاً الا بالتلوين و التشكيل في الرزانة و التلزز و الذوب و المد و الطرق و الرونق و الرايحة و مقدار الظل فاذا بلغ التدبير في كل واحد من الفلزات هذا المبلغ يمكن ان‌يركب منها تركيب كون و اياك ثم اياك ثم اياك ان‌تغتر بظواهر الكلمات او تحسن الظن بها انها علي ظاهرها فانهم لم‌يكتبوا قاعدة واحدة صغيرة او كبيرة علي نحو التصريح و التمام و رمزوا في الجزئي و الكلي و القليل و الكثير و المبدء و المنتهي و حذفوا كثيراً من متممات الشيء و غيروا اسماء ما ذكروا ايضاً فاضلوا الجهال عن سواء السبيل.

فصل

اعلم ان الاملاح فيها قشافة و غلبة من الجسدانية و الروح و النفس فيها بالقوة اللهم الا العقابين فان الروح غالب في العقاب الاكبر و النفس غالبة في العقاب الاصغر و لاجل ذلك صارا ينعقدان فوق الماء و ساير الاملاح يرسب تحت الماء لثقلها فمن اراد ان‌يصلح الاملاح الراسبة و يجعلها اجساداً ذائبة منطرقة فلاسبيل له الي ذلك الا بالقاء رطوبة غروية ممازجة عليها حتي يلين اجسادها و ليس ذلك الا الدهن الذي لايحترق فاذا سقيت به و شويت حتي يغوص ذلك الدهن في اعماقها و يكمل روحانيتها الكامنة في غيبها خرجت الروحانية التي فيها بالقوة الي الفعلية فصارت جسداً ثابتاً ذائباً منطرقاً و ساير ما ذكروه من الحل و العقد و التكليس كلها ضرب مثال و الاصل هذا فاذا صار كذلك صار خادماً صالحاً عاقداً

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 344 *»

مطهراً منقياً لاجساد فتدبر.

فصل

اعلم انها روح و نفس و جسد الروح صاعد نافر و الجسد هابط ثابت و النفس اعلاها يميل الي النفور و اسفلها يميل الي الثبوت و لايخلو شيء من هذه الكيان فان صار في شيء الروح غالباً و النفس و الجسد مطاوعين للطافتهما و نعامتهما طار الكل و ان صار الجسد غالباً و النفس و الروح مطاوعين ثبت الكل و ان كان النفس غالبة و اخواها مطاوعين يعني كان الروح غليظاً و الجسد رقيقاً حصلت حالة نفسانية ثم لا كل روح اذا غلب نفر بكل نفس و جسد بل لابد ان‌يكون الكل من كيفيات واحدة الا ان لطايفها للروح و غلايظها للجسد و اوساطها للنفس فمن جهة المناسبة في الكيفية يقع التجاذب و التفاعل بينها للتعلق ثم تغليب كل واحد بالكيفية و التقوية الكيفي لا الكمي الا تري ان مثقالاً من بنفسج بارد رطب في الثانية و منّ منه ايضاً بارد رطب في الثانية فلو قدرت علي تقوية الكيفية فقد بلغت مناك افهم فقد و الله اسقيتك ماء غدقاً لايسمح بمثله الا الكريم و اعلم ان من العجب في امري اني ما قرأت شيئاً من هذا العلم علي احد من الاساتيد و لم‌اصاحب اهل الممارسة و لم‌اجالسهم ابدا و لم‌اباحث احدا و كل‌ما اذكره في كتبي كلها بالهام من الله سبحانه و توفيق منه يلقي اليّ شيئاً بعد شيء فكاني و لاقوة الا بالله مخترع في هذا العلم.

فصل

اعلم ان كل شيء فيه شيء بالفعل يصلح لان‌يكون مادة لاكسير ذلك الشيء بتقوية تلك الفعلية حتي يبلغ حد الكمال و اما الشيء الذي فيه الشيء بالقوة و ان كان يمكن اخراجه بالفعل فلايقربه الحكيم فانه الطريق الابعد و الاكل من القفا فابتغ لمطلوبك شيئاً يكون فيه مطلوبك بالفعل كاملاً في الجملة او تاماً و عاهده بالتدبير و العلاج حتي تقويه و ان ظفرت بقوي كامل فقد ظفرت باكسير مطلوبك و تدبيره و تقويته بالقاء المثل الكيفي عليه شيئاً بعد شيء حتي يبلغ المراد فان الاشياء تتقوي بامثالها و تضعف باضدادها و لكن لا كل شيء لكل

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 345 *»

شيء بل منه اليه او من مقاربه اليه فانه الطريق الاقرب فلاشيء في الترويح ابلغ من الروح فانه الروح بالفعل فقوه في الروحانية بمثله اي منه اليه لاغير ذلك و لاشيء في التجسيد اقوي من الجسد فقوه في الجسدانية بمثله اي منه اليه و لاشيء في التنفيس اقوي من النفس فقوها بمثلها اي منها اليها اذ لاشيء في الدنيا اشد تناسباً لشيء من نفسه و من ذلك يعرف اكملية الجواني بالنسبة الی البراني فان الجواني منه اليه و البراني من مقاربه اليه و هو الطريق الابعد.

فصل

اعلم ان في كل عمل رئيس و خدام اما في الجواني فالرئيس هو مادة الحجر و خدامها منها و لاشك انها ابلغ في الخدمة في مزاج الرئيس و خدماتهم اليق بطبعه حتي انه لاينكر شيئاً من خدمتهم و اما في البراني فالرئيس ثلثة الروح الذي هو بمنزلة الدماغ و النفس التي هي بمنزلة القلب و الجسد الذي هو بمنزلة الكبد و لها خدام فخادم الروح الاملاح و خادم النفس الادهان الملحية و خادم الجسد الادهان فان الغرض اهباط الروح و اصعاد الجسد و تطهير النفس و تجسيد اعلاها و ترويح اسفلها ليحصل التشاكل فالتمازج فالاتحاد فافهم ما اذكره لك فانك لاتجد مثلي ناصحاً كاشفاً عن الحق من غير رمز نعم في كلامي ابهام بذكر الاشياء علي الاطلاق و لااقيد تبعاً لسادتي سلام الله عليهم و كفي بذلك رمزاً يبعد البعيد و يقرب القريب فاذا صارت الخدام في البراني قريبة لا من نفس الرئيس فلابد من تشكيل الخدام و تعليمهم صفات الرؤساء حتي تصير خدماتهم لايقة بطبع الرؤساء فالاملاح منحلة طاهرة و الادهان الملحية غير محترقة طاهرة حلالة و الادهان حادة حلالة طاهرة ممازجة و الا فلاعمل.

فصل

كل تدبير في الزرانيخ و الكباريت لم‌يغير حالها و رأيتها حين التدبير و بعد التدبير جارياً ذائباً غايصاً كما كان قبل التدبير الا انه يبيضها و يخرج اوساخها و قشورها و سوادها شيئاً بعد شيء و يزيد الجريان و الذوب و الغوص فهو التدبير الحق و كل تدبير رأيته يزيد في تقشفها و يحل صبغها شيئاً بعد شيء او لايحل و

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 346 *»

لايخرج منها وسخ و هي علي احتراقها فهي خطاء محض فلاتقربه و التدبير الحق في غسلها بالاملاح جملة كافية و لابد و ان‌تكون مدبرة مطهرة محلولة و لايجوز التصريح بازيد من ذلك و السلام.

فصل

اعلم ان القوم قد اكثروا القول في تكليس النفس بالنار و هو تضليل محض فان النار اذا اشتدت عليها يحترق اصباغها و ادهانها و تفرق ارواحها عن اجسادها و تحرق اجسادها حتي تدعها رماداً ميتة و انما الغرض من تكليسها اخراج ارمدتها الفاسدة و هو لايكون الا بالتكليس بالنار بالقوة و هو اقرب للثبوت و التصعيد اقرب للنفور فان التصعيد يفرق الروح النافر عن الجسد الثابت و الصاعد هو الروح النافر فهو ابعد عن التقرير بالبداهة فابتغ لها النار بالقوة الماء بالفعل و كلسها بها حتي يبقي الارمدة التي لاتنحل و لاتذوب و يستخلص لك الجوهر.

فصل

عن جابر الجسد ان لم‌يبرد و يسحق بالنوشادر و الزيبق و كذلك الارواح ان لم‌تسحق بالاملاح و الزاجات و المياه الحادة لم‌يتم عمل فيها و لا ائتلاف لها.

فصل

قال الجلدكي اعلم انه لابد في تدبير كل شيء من هذه الاشياء ان اريد اصلاحه من التحليل و لا تحليل الا برطوبة مناسبة حريفة حلالة بعد السحق بالرطوبة لان سحق هذه الاشياء باليبوسة مفسد لها و مقو لحرارتها علي ما فيها من الاجزاء الصالحة و لهذه العلة يحترق الزرنيخ و يسود اذا لم‌يسحق بالرطوبة فان سحق بالماء القراح نعم جسده و لم‌يحترق لونه و كذلك الكبريت فاذا تم سحقه و جف من رطوبة الماء القراح يسحق بالماء الحريف الحلال سحقاً لطيفاً و تشوية لطيفة بحكمة و تعريق في الاقداح الي ان‌يجف و يعاد عليه العمل دائماً الي ان‌يلين و يلتزم ثم بعد ذلك يغمر بالماء الحاد المذكور و يعفن الي ان‌ينحل فاذا تم الانحلال امكن التفصيل فيستخرج الخلاصة البقية الطاهرة اما بالتصعيد بالنار

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 347 *»

القوية و اما بالتلطيف و التصفية الي ان‌يبقي ما لاينحل و لايذوب و هو الجزء الفاسد الذي لامنفعة فيه فيلقي خارج العالم.

فصل

قال الجلدكي و اما الكبريت و الزرنيخ فان كلا منهما يمكن استحالته بالحكمة و التدبير الي ان‌يصير جسداً ذائباً منطرقاً و السبيل الي ذلك بالحل باستخراج الجزء الخفيف الرمادي و السواد كله فحينئذ يبقي الجزء الخالص ثقيلا متلززا متداخلا متلازما سريع الذوب سيالا منسبكا فاذا استخرج منه الدهانة الفاضلة علي مقدار جسده و انحل الجسد بعد ذلك ثم انعقد بالتدبير صار منسبكا جسدا ذائبا منطرقا و هذا معني قول القوم في التنقير.

فصل

قال الجلدكي ان اصحاب الملاغم هم اقرب نتيجة في البرانيات من اصحاب الاركان البرانية فان الزيبق اذا التغم بالذهب و اديم غسله الي ان‌تصفو من سواده و اسقي دهن الكبريت النقي الذي لا سواد فيه البتة الي ان‌ينعقد و يحمر كالزنجفر و يثبت فانه يمازج الذهب و يصبغ الفضة و كذلك اذا التغمت الفضة بالزيبق و اسقيا دهن الزرنيخ الي ان‌يمتزجا فان ذلك يمازج الفضة و يصبغ النحاس و اما بقية الاجساد و ان التغمت بالزيبق فلايحصل فيها فائدة الا بعد كمال تنقيتها و طهارتها و اما الاركان البرانية فلايصح امتزاجها الا بعد ان‌ينحل الانحلال التام الذي لاشك فيه فانها حينئذ ان انعقدت بالميزان المعروف فانها تؤثر النتيجة في البياض و الحمرة علي قدر قواها و مع ذلك فانها محتاجة الي تقريب الجسد الملقي عليه من الغاية المطلوبة ان كان نحاسا فبالتنقية و ان كان فضة فبالتعلية و اما غير ما ذكرنا و علي غير ما شرحنا فباطل لاحقيقة له و لعل فيها ما هو الاصعب من طريق الحق و لهذا المعني لم‌يلتفت القوم الا بحجرهم المطلوب و لموازينهم المحققة و تراكيبهم المعدلة و صرفوا عنها الجهال و اشغلوهم بالمحال و لهذا المعني قال روسم ليتوسانيه: و انا اعلمك ان الحكماء لم‌يردوا القول و كثرة التدابير الا لينفوا عن الجهال و الا فهم علي كثرة التدابير التي وصفوها و ذكروها

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 348 *»

في كتبهم لم‌يحتاجوا الا الي تدبير واحد و فهم واحد و طريق واحد و كذلك كلام الحكماء و ان كانوا خالفوا الاسماء و الصفات فانما ارادوا بذلك شيئا واحدا و تدبيرا واحدا.

فصل

قال الجلدكي اما زيبق العامة فمغشوش يحتاج الي التطهير و الغسل و لايمكن ان‌تنقي النقاء التام الا بالتصعيد كما ان الاجساد لايمكن ان‌ينقي النقاء التام الا بالتكليس الصالح لان الاجساد المكلسة بالحرق فاسدة لزوال نوعيتها لكن تصعيد القوم غير تصعيد العامة فاذا صار الزيبق نقياً و له بلة المزاج فهو ركن يحتاج الي دهانة غروية يتحد بها و يستقر بعد ذلك فيه و قد وصل الي الفائدة.

فصل

قال الجلدكي ان زرانيخ العامة و كباريتهم محترقة و لايقدرون علي استخلاص الجزء الصالح منها فانهم لما سمعوا ان التصعيد يخرج به جوهر كل من الزرنيخ و الكبريت فظنوا ان تصعيدهم علي ظاهره و القوم نادوا علي انفسهم ان تصعيدهم غير تصعيد العامة فانهم يأخذون هذه الجواهر بما فيها من الاحتراق فيصعدونها فتخرج قشفة و يرصصونها بالادهان فلايظفرون الا باصباغ زايلة.

فصل

قال الجلدكي ان الزيبق و الكبريت المتحدين بعد النقاء التام يقوم مقام روح الصمغتين و الماء الالهي الذي لابد منه في الاعمال الجوانية و البرانية و لايقوم مقامه شيء سويهما.

فصل

قال الجلدكي اعلم ان اي الاجساد المنطرقة كان اذا ازيل جميع علله و اوساخه و انتقض تركيبه نقض صلاح لانقض فساد يكون بمنزلة الجسد الجديد عند ابتداء التركيب.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 349 *»

فصل

قال الجلدكي في الذهب ان امكن تكليسه و هدمه و زيادة الحرارة و الرطوبة فيه استحال من الصورة الذهبية الي الصورة الاكسيرية و اياك ان‌تدخل عليه الاشياء المفسدة له مثل المرتك و الاسرب و الاسرنج او بعض الاجساد الفاسدة العبيطة الغير النقية فاذا انهدم و تشمع و ذاب و جري كالموم و انطبع كالشمع فقد صار ركناً تاماً فان اسقي الماء الالهي او شيء من الروح المتحد بالدهن الذي لايحترق او شيء من الزيبق و الكبريت الصالحين المتحدين فانه يقوم منه اكسير تام علي الخلاص اذا ادمن سقيه و تشويته الي ان‌يشرب و يقوي و يلبس لون الفرفرة فيكمل امره و اما الفضة فقد ذكر القوم تكليسها و هدمها بما يفسدها ايضا و القصد تكليسها علي وجه لايخالطها غريب البتة فمتي ما هدمت و تشمعت و ذابت كالشمع و تصير اذ ذاك ركناً تاماً يصلح ان‌يتحد به روح و نفس و خمير و يتكون منه اكسير تام يقيم الاجساد الناقصة و ماء ‌الصمغتين نافع لها و مشمع لاجزائها و كذلك اذا اتحد الزرنيخ بالزيبق المخلص و كانا محلولين الحل التام بالميزان المعتدل و اسقيت الفضة مرات عديدة الي ان‌يشرب الوزن الذي به يكون قوامها و اعتدالها.

فصل

اذا كان قوة كل شيء بروحه فاستقطر الروح و قوه بمثله و اذا كان ثبات كل روح بجسده فهبأ جسده حتي يصير قابلاً للصعود الي عرصة الروح فامزجه به مزاجاً تاماً يحصل لك ماء فعال كامل فيما كنت تريد منه ثابت فتفهم عني.

فصل

قال الجلدكي اما تصعيد هذه الاجساد فلافائدة فيه سوي شيئين احدهما التنقية و الثاني الاتحاد بالروح فاذا تم النقاء و ظهرت العلامات و صعد الجسد كله مع الروح فتحتاج الي رابط يربط من النفس المدبرة المحلولة التامة النقاء فان الروح و الجسد يهبطان الي قعر البريا قليلا قليلا الي ان‌يستقر المجموع شيئاً واحداً منسبكاً سريع الذوب فهو حينئذ اكسير البياض ان كان ابيض و الحمرة

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 350 *»

ان كان احمر.

                                               فصل

قال الجلدكي الاملاح كلها او بعضها اذا دبرت تدبيرها الخاص من الحل و العقد و التكليس الي ان‌ينهدم و ينسبك فانها يعقد الزيبق و يطهر الكباريت و الزرانيخ و الاجساد الناقصة و يفعل الافعال العظيمة فاذا هي انحلت الانحلال التام اعانت علي حل هذه الاشياء و تشميعها و تذويبها و تقريبها و تهذيبها و تأليفها و كذلك النوشادر و التنكار و الكافور و النفط و البارود و البوارق و اشباه ذلك من الشب و ملح القلي و امثاله و لابد من معرفة ادخال هذه الاشياء و اخراجها عن الاشياء بحيث لايبقي بقية منها لانها داخلة و خارجة مؤلفة غير باقية فمتي انعقدت منها شيء مع الاركان كان مانعا للمزاج فافهم.

فصل

قال الجلدكي ان المياه البورقية و الادهان المحترقة و الاصباغ المستحيلة و الاراضي القشفة ممتنعة الاتحاد جملة كافية و اما المياه الثقيلة النافذة المنعقدة و الادهان الصافية الغير المحترقة و الاصباغ القوية المؤثرة الخارقة و الاجساد الحية الخالدة قابلة للمزاج فان وصلت الي هذه الاشياء من اي عمل اتفق و علي اي سبيل اتفق و من اي حجر اتفق وصلت الي النتيجة المطلوبة فافهم.

فصل

قال جابر ان المصعدات كلها فاسدة بعيدة البعد الاقرب انتهي اقول المراد تصعيد النفوس فانها بالتصعيد تفر ارواحها حتي تعدم و تحترق نفوسها حتي تفسد و تبقي ارمدتها الميتة فيحسب الجاهل انه قررها و ثبتها و هي في البعد الاقرب فانها تستقر بعد ان عدم كثير من روحها و احترق كثير من نفسها و بقي فيها قليل روح و قليل نفس حتي تساويا جسدها فتستقر فحينئذ فعلها قليل قليل فافهم.

فصل

ان ما في عرض دائرة الاجساد منها فقد اقعدها عن القطبية كثرة

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 351 *»

اوساخها و اعراضها او عدم توارد القوي الفاعلة عليها علي نهج الاعتدال و اوساخها ممازجة بطبايعها فكل تدبير ذكرها الحكماء من البرد و السحق و الغسل و الحمي و الطفي و الهرج في المياه و الادهان فان جميعها ضرب مثال للتنقية الحق و يغتر بظواهرها الجهال فيتعبون بها انفسهم و يتلفون بها اموالهم و ما لم‌يهدم بنيتها بالحل المائي الذي لارسوب له لايمكن تطهيرها و تنقيتها و هو التكليس الحق و اما ساير التدابير و التكليسات بالنار و الندي و غيرها كلها باطلة و هو التصعيد و اما التصعيد بالنار فهو ايضاً ضرب مثال فلاتغتر بكلام القوم فتدبر.

فصل

قال جابر يجب ان‌تعلم ان التطهير هو المحتاج‌اليه في امر الاعمال و بعد التطهير الاوزان و المجاورة و بعد المجاورة المزاج الجزوي و بعد المزاج الجزوي التقرير و بعد التقرير التشميع و بعد التشميع الحل و بعد الحل المزاج الكلي و بعد المزاج الكلي العقد و بعد العقد الطرح.

فصل

صفة ماء الكريم من مخترعاتي يحل بالمثانة واحد من الشب المكلس و اثنان من البارود و ثلثة من الزاج الاخضر المكلس و ان رد علي ارض اخري و كرر كان ابلغ و هو يحل الزيبق و الفضة و الذهب و النفوس و ساير الاجساد و يجعل الزيبق قابلاً للتقطير.

فصل

محلول الملح الاندراني المكلس و البارود و الشب المكلس علي درج الترتيب خل جيد ثقيف جدا جدا يحل الزيبق في اقل من ساعة و يحل الذهب و يحل الفضة حلا جيدا و لايزنجر الا قليلا و ان المكلسات بهذه المياه تعود حياً اذا سبكت بالدهن و البورق طاهرة‌ قد احترقت اوساخها و اعراضها فاعرفه.

فصل

صفة الماء الذي سميناه بالمسجور يحل في اليقطين من الشب و البارود و الزاج الاخضر و الملح بعدد حروفها و ان كرر بلغ الغاية يجعل الحديد

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 352 *»

زعفراناً و النحاس زنجاراً و يحل التوتيا و الذهب و لايعمل في الزيبق و الانك و يكلس القلعي.

فصل

صفة ماء اخر يحل في اليقطين من الشب و الزاج الاخضر و البارود بالسوية و ان كرر فهو ابلغ يحل الزيبق و يكلس الفضة و الانك و يحل القلعي و التوتيا و يزعفر الحديد و يزنجر النحاس و يحل الذهب.

فصل

صفة ماء آخر يحل في المثانة من جزئين من الشب و جزء من البارود يكلس الزيبق و الفضة و المرتك.

فصل

صفة ماء آخر سميناه بماء‌ الياقوت يحل في المثانة من البارود و العقاب و الزاج علي السواء يحل الذهب و الحديد و النحاس و لايعمل في الفضة.

فصل

صفة ماء سميناه بالحلال يحل في المثانة عشرة بارود و عشرة زاج اخضر و واحد زرنيخ يكلس الزيبق و الفضة و يزعفر الحديد و يزنجر النحاس و يكلس القلع و الانك و يحل التوتيا.

فصل

ان المياه البورقية لاتنفع الا في مبادي العمل للتطهير و التخليص و التكليس الناقص و التام و من حسنها ان ما كلس بها لايموت و يحيي ثانياً و يكون ذائباً و ان الغم جسد بالروح و حل فيها اعانت علي تطهيره و جعلته قابلاً للتصعيد و علامته ان وضع علي النار طار الروح بالجسد و هو الغاية المطلوبة و حينئذ يحتاج الي مثبت فان ثبت ادخل في الموازين و صبغ حسناً و ان اسقي بعده بالادهان التي لاتحترق صار اقرب طريق من الطرق البرانية و اما في جل الاكاسير فلاتدخل فان حلها مائي لا صمغي و انما كمال منفعتها كيلوس لا كيموس و تخليف املاحا اذا

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 353 *»

طارت فافهم.

فصل

اعلم ان التكليس قبل التطهير فان التكليس لاخراج الارمدة الظاهرية و التطهير لازالة الاعراض الباطنية و هو الكيموس و الاول هو الكيلوس ولكن يجب التدبير في الكيلوس بحيث لايبقي فيه شيء مما ادخلته عليه فيبقي فيه عرض كالرماد الاول و يصير تدبيرك بلافائدة و يحصل ذلك بالغسل بالخلول و الطبخ فيها فيعود خالصاً فافهم.

فصل

قال جابر في تثبيت الارواح و النفوس معاً ان الارواح اذا اجتمعت لم‌تتفرق فاذا ثبتت ثبت كلها و اذا صعدت صعد كلها ثم ذكر تثبيتهما بماء ملح القلي المحلول و تكون قد دبرته حتي يذوب بزبد البحر او غيره.

فصل

قال جابر في آلات التشوية يجب ان‌تكون اقداحاً مقعرةً زجاجاً و ليكن قدح التشوية الاعلي مثقوباً في اعلاه ثقباً بقدر رأس الابرة لتتنفس منه الرطوبة من الدواء و في ذلك منافع و صلاح للتشميع احدي منافعه ان لاتعود الرطوبة علي الاقدح و هي باردة فتكسر الاقداح الثانية ان لاتسود الاكسير فان الرطوبات اذا لم‌يكن لها سبيل الي الخروج عادت في الدواء المشمع فسودته و ربما بطل التشميع فان الرطوبات اذا عادت الي الدواء لم‌يتشمع البتة و اخراج تلك الرطوبة هي التشميع ثم قال ما حاصله ان نار التشميع تختلف بحسب قرب النار و بعدها و بحسب رخاوة الدواء و صلابته.

فصل

قال جابر الارواح دهن و الدهن ان ادخل علي الروح غير مدبر افسده و ان ادخل عليه مدبراً ليس فيه عمل له طائل لان الدهن يكسب الارواح نفوراً و ذلك خطاء لانه ضد ما قصد له في التدبير.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 354 *»

فصل

قال جابر التنقير يحتاج اليه في اكسير فيه ارواح و اجساد و لتقر الارواح بالتنقير و لتسكن الي الاجساد و يزول طيرانها فاذا اقترن بمجالستها و ائتلف بعضها ببعض و ذلك لايكون الا بطول التسقية بالمياه الموافقة لتجتمع هذه الاخلاط بعد التفرق فتصير بمنزلة البناء الذي يمسك بعضه بعضاً فاعرفه.

 

فصل

قال جابر علة الحل فانها لاتعدو احد الامرين اما اظهار بواطن تلك الاشياء الي ظاهرها فيكون الحل مثال ذلك ان الفضة باردة يابسة في ظاهرها فاذا اظهرنا باطنها كانت منحلة لانها حارة رطبة و اما لاكتساب الاجساد رطوبة غريبة لم‌تكن لها فتزيد رطوبتها بها و قال حل الارواح لاحد شيئين احدهما ان‌تحل بها الاجساد و الارواح اما مفردة او مركبة فانها اذا انحلت كانت مياهاً حادة تحل كل شيء تجاوره و تفرق اجزاءه تفريقاً بليغاً و اما ان لاتدخل جامدة فيكون عنها مثل ما كان عنها اولا.

فصل

قال جابر ان كثيراً من الفلاسفة ليرون تصعيد الاجساد و يحتجون في ذلك بان السبب الداعي اليه ان‌يأتلف الارواح بها و ما ادري ذلك قولاً وثيقاً لاجل ان الجسد انما احتيج اليه لضبط الارواح و لاجل ثقله الذي هو مطبوع عليه فيغوص به ايضاً في اقعار و اعماق ما يلقي عليه و اذا صار الجسد خفيفاً بخفة الروح احتاج الي ما يثبته.

اقول قول الفريقين حق من وجه فان الروح و الجسد لابد و ان‌يأتلفا فاما ان‌يترك الجسد بحاله و يقرب الروح منه فلايقع التمازج و لايحصل منه فعل فانهما جامدان و لايقع الاتحاد بينهما و اما ان‌يقرب الروح من الجسد و يقرب الجسد منه فيقع التمازج التام لوجود الرقة و يكون الحجاب رقيقاً يشف عما وراءه من الفعلية و يظهر افعال الارواح منه و انما جميع الفعل من الروح و الجسد للوقاية فينبغي ترقيق الجسد حتي لايحجب آثار الروح فلابد من تقريب الجسد و هو التصعيد المطلوب لا ان‌يصير الجسد روحاً طياراً فيكون قد احتاج الي جسد اخر للوقاية فالحد الواجب هو انهاك الجسد و تلطيفه و ترقيق حجابه بالتصعيد في

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 355 *»

الملأ لا الخلأ و هو القرب من الروح المشف له و الجسد ما لم‌يتفلك لايكون منه فعل البتة و ثبوت الاشياء باعتدال كيفياتها لابجسدانيتها الثقيلة و هذا سر الامر و حقيقته و قد خفيت علي كثير فالشيء اذا اعتدل و صفي عن الغرايب لم‌يحترق و لم‌يفر من النار سواءاً كان روحاً او نفساً او جسداً نعم خاصية الجسد اظهار اعمال الروح العلوي في السفليات و شاهد ذلك في الشريعة الاكسير النفساني فانها تعدل الارواح و النفوس و الاجساد و باعتدالها لاتحترق بالنار و لاتتألم و ان دخلتها و ان منكم الا واردها كان علي ربك حتماً مقضياً ثم ننجي الذين اتقوا و نذر الظالمين فيها جثيا فافهم.

فصل

اذا اخذ الروح بقدر ما يراد مع مثله الملح الاندراني الصافي و مثل المجموع الزاج الاخضر المصفي المحمر بالخل و دبر حتي يبقي كالطين الارمني ثم جفف في الشمس الحارة و صعد فانه يصعد ميتاً في مرة واحدة ثم يؤخذ من هذا المصعد و يسحق بالخل الثقيف المقطر بليغاً و يجفف ثم يصعد يصعد كالبلور ان احسن التدبير و من خواصه انه ينحل باسهل شيء و ايسر تدبير بلارسوب و ينحل في الماء ايضاً و ان لم‌يدبر التدبير الثاني الا انه ابلغ و من عرف معني ما ذكرنا قدر علي تدبير الروح كيلوساً و كيموساً و يحييه فيما يريد باذن الله ثم ان شمعه ببعض المشمعات تشمع ذائباً جارياً باذن الله تعالي.

فصل

ان ما يحل الذهب لايحل الفضة و ما يحل الفضة لايحل الذهب و ذلك ان في الذهب دهانة‌ما و في الفضة ملحية و هما ضدان فما يحل الفضة يعقد الذهب و ما يحل الذهب لايؤثر في الفضة نعم يمكن تدبير ما يحل الفضة بالادهان حتي يحل الذهب ايضا.

فصل

ان الاكلاس تكتسب من النار حدة فما كان فيها تغرية و لزوجة يحل الادهان المتعلكة المنعقدة و تعقد الادهان الرقيقة السائلة عقداً تجعلها قابلة

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 356 *»

للحل و من عجايب خواصها انها مضادة للخلول فما يعمل الاكلاس يبطله الخلول و ما يعمل الخلول يبطله الاكلاس و كذلك السطريط و اللؤلؤ و الاصداف و الحلزونات و المرتك و خبث الحديد و الانك و امثالها تبطل عمل الخلول و تحليها.

فصل

اعلم ان الاجساد منعقدة من زيبق و كبريت و كباريتها عاقدة لزيابقها لاكسيريتها فابخرتها الصاعدة من كباريتها لها اكسيرية تعقد الابق فمنها ما يكون كباريتها قليلة كالبيض منها و منها ما يكون كباريتها كثيرة كالحمر منها فلاجل ذلك حمرها اكثر قوة في عقد الابق و ذلك لان الابخرة الصاعدة منها اكثر فمن قارن بين الزيبق و بينها و اخرج ابخرتها بلطف عقده.

فصل

ان التوتيا فيه روحانية و رطوبة اكسيرية تكسر سورة حرارة الجسد و ظله و تصفره تصفيراً حسناً فمن قدر علي تثبيته و تطهيره عن ظله و علي تطهير الملقي عليه بحيث يصير نقياً عن السواد و لززهما و رزنها صلحا للموازين و في ذلك عمل قريب و الذي يقرره تكرير التشوية بين الملح الروحاني و النفس و الزاج حتي يثبت ثم سبكه ثابتاً.

فصل

ان المكلسات الطاهرة اذا دهنت و خلطت بالبواريق و استنزلت تقطرت حية طاهرة نقية و اما الرصاصان فيحترق اكثرها لكثرة اوساخها و اعراضها و ان لم‌يبالغ في تكليسها يكون الحاصل منهما اكثر و ان كان الكمال في المبالغة و ان قل فالواجب تركيبهما برطوبة روحانية قبل التكليس لتقاتل عنهما النار بعد التكليس و تذهب بيبسهما و يصلبهما.

 

فصل

اعلم ان العقاب اذا دمس بين النورة يوماً و ليلة ثبت و للناس فيه تصرفات فمنهم من يتم نقصانه كل يوم و يشوي حتي لاينقص و منهم من يجعل بدل النورة كلس البيض و يتم النقصان دائماً حتي لاينقص و منهم من يطبخه

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 357 *»

مع مثليه كلس او ماء النورة المصفاة حتي يثبت و يعيد حتي يصير دهناً ينعقد بالنار و ينحل بالهواء بالجملة يثبت و يستقر بجميع هذه التدابير و عمود التقرير الاكلاس و لاشك ان في الجميع من الغريب و هو املاحها و لا عمل فيها كاملاً الا انه يشمع الاجساد و يجعلها سريعة الذوب و من قدر علي تقطيره حتي يصير دهناً ثابتاً لايدخن فقد بلغ منتهاه و يصلح للتشميع و التركيب و المزاج و تليين الفضة و تطهير النحاس و حل الذهب و ربط الارواح و الانفاس بالاجساد و رفع الاحتراق و الاحراق و السواد من الانفاس و يعين علي حلها و تشميعها و تطهيرها و لاشيء مثله و هو روح و نفس و جسد و لذلك يتعلق بالكل فاسع ما استطعت في تدبيره.

فصل

ذكر الجلدكي ماءاً شريفاً عظيماً و فيه رمز قريب و هي انه يؤخذ من الراسخت رطل و تسحقه بشيء من النوشادر و الخل و تشمسه حتي يتزنجر و ان وجد الزنجار الصحيح فهو اسهل ثم يؤخذ من النوشادر رطل و من الكلس البيض رطل و يسحق المجموع بسحق الحكماء فانه ان لم‌يسحق حسناً لم‌يصعد الجسد ابدا و لايكون فيه فائدة فيسحق المجموع ثم يقطر ثم يندي الارض و يحل و يعاد عليه الماء و يقطر و هكذا الي ان‌يقطر منه كثير نصفه او اكثر فهذا هو الماء المثلث و ماء الحيوة و ماء‌ الحيوان و ماء الطبيعة و الماء الحاد و مادة الحيوة و هو النار و الهواء و الماء و هو يحل و يعقد و يفعل افعالاً عظيمة و هذا هو الماء الذي اشار اليه جابر و جلدكي و سقراط رمزاً و قد كشفته لك فان يد الله علي هذا العلم لاينال غير اهله و هذا الماء مشمع حلال عقاد و لو تدبرت فيه لعرفت كيفية استخراج كثير من المياه.

فصل

اعلم ان الخوادم ان كانت مياها فاضلة شأنها الحل و الغسل و التليين و الهدم و التكليس و دفع الاوساخ و التبييض و المزج و منع حرق النار و ان كانت ادهاناً كاملاً شأنها التبييض و التحمير و التليين و حفظ الرطوبات و تعليك الاجزاء و منع الاحتراق و الاعانة علي السيلان بنار السبك و ان كانت اصباغاً مؤثرة فشأنها

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 358 *»

التبييض و التصفير و ان كانت اراضي بالغة فشأنها حبس الارواح الطاهرة و تجسيدها و جذبها و تقوية العمل و تمام التدبير فالشيء ان كان مفسداً فلاعمل فيه و ان كان مصلحاً يصلح قليلاً بعباطته و كاملاً بتدبيره و ليس التدبير الحق الا بتفصيله فانه لا كمال الا بالتطهير و لا تطهير الا بالتفصيل فيجب ان‌يكون الماء ثقيلاً رزيناً لابورقياً و الدهن طاهراً غير محترق و الصبغ ثابتاً ممازجاً و الارض مقدسة سايلة مشاكلة للارواح و الا فلاتدبير فلاعمل صالح فتدبر في جميع ما ذكرت فان اخذت مفرداً فمدبراً و ان اخذت مركباً فليكن مما يمازج و يتحد و يحصل بين الاجزاء مزاج واحد و طبع واحد ثم يقرب الرئيس و يمكنه من فعل الخوادم فانه لايحدث اثر الا بفاعل و قابل و لابد و ان‌يحصل بينهما التمازج و التداخل و الا فلاعمل بالطبع و ان كان شيء يعمل بالخاصية فلاكلام فيها.

فصل

اعلم ان كمال تدبير كل شيء ان‌تفصله اولاً ماءاً و ان كان فيه دهن فدهناً و ان كان فيه صبغ فصبغاً ثم نوشادراً ثم ملحاً بعد تكليس ارضه فالماء ماؤه و الدهن هواؤه و الصبغ ناره و كذا النوشادر و الملح ارضه ثم يصنع من ملحه و مائه الخل الثقيف ثم يثبت به دهنه فيكون الماء رزيناً بممازجة الملح و الدهن ثابتاً بطبخه فيه و الصبغ خالصاً باستخلاصه به و الارض صاعدة بالنار القوية او مطهرة به قديسة ثم يركب فيكون كاملاً فيما كان مأخوذاً لاجله فعالاً و حياً و هذا هو العمل الحق في ذلك الشيء فان قدرت علي ذلك و الا فلايفوتنك غرايب مشاكلة و الا فلاعمل جملة كافية و اما الغرايب المشاكلة فهي قريبة ان احسن التدبير و واصلة فافهم.

فصل

كل عقار وجدت في كلام الحكماء انهم يثبتون فيه اثراً ضعيفاً و ينفونه فاعلم انهم اما ينفونه اذا كان عبيطاً او اذا كان مدبراً بتدبير الجهال و الا فكل شيء يظهر منه اثر مطلوب ضعيفاً في عباطته فانه اذا دبر تدبيراً حقاً صار الاثر قوياً حقاً اذ لايقعد شيئاً عن درجة الكمال الا الاعراض فاذا زالت الاعراض ظهر عليه

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 359 *»

ذلك الكمال الكامن و الشأن في ازالة الاعراض و من راجع تدبير الله انه كيف يزيل الاعراض الملكية و الملكوتية عن الاشياء حتي يستخلص جواهرها و يجعل كل شيء هو هو عرف كيفية ازالة اعراض ساير الاشياء.

فصل

اعلم ان جميع ما في هذا العالم السفلي مركب اولاً من عناصره الاربعة و ثانياً من اكوانه الثلثة و هي الماء و الدهن و الملح و هي الروح و النفس و الجسد لكنها لما شيبت بالاعراض خلطتها اعراض صارت سبب كون الماء بورقياً و الدهن محترقاً و الملح غير نقي فمنعتها هذه الاعراض عن ان‌تكون كاملة فعالة في الغير و لو وجد شيء يكون بعباطته ثقيل الماء ثابت الدهن نقي الملح لكان اكسيراً تاماً و لاغني الحكماء عن المهنة و لكنه ليس كذلك فلما اراد الحكماء تحصيل الاكسير راموا ازالة الاعراض فرأوا بعضها عسر الزوال و بعضها سهل الزوال فاختاروا لمادة عملهم ما كان منها سهل الزوال فلذلك خصوا مادة الحجر ببعض الانواع دون بعض و اختلفوا في ذلك علي حسب عملهم و قد حققنا ان اقرب ذلك الي العمل الحق و زوال الاعراض الشجرة الالهية فان الله سبحانه نقيها بتدبيره الالهي و ازال عنها اعراضها كثيرة في الخارج حتي جعلها غذاء للانسان ثم طهرها في الكيلوس ثم في الكيموس حتي صلحت لتعلق النفس الناطقة بها ثم شق منها شقة فجعلها تلك الشجرة فهي شقيق الانسان و فاضل طينته و اشبه الاشياء به فهي اقرب الاشياء لان‌يستخرج منها ماء ثقيل و دهن لايحترق و ارض مقدسة و ملحة مؤلفة التي هي السماء السفلي الرابطة بين الدنيا و العليا فهذه الاركان منها يحصل بالتقطير و يطهر بالتكرير و يؤلف بالتقرير ثم يحصل منها جوهر ذائب جار صابر غائص صابغ ممازج و لاشيء اقرب من تلك الشجرة اقرب الي ذلك ثم ان قوماً آخر اعجزهم نيل ذلك فاخذوا من ساير مولدات هذا العالم ما يكون كل واحد من تلك الاركان في كل واحد منها غالباً فاخذوا بدل الماء الزيبق لغلبة الماء عليه و بدل الدهن الكباريت و الزرانيخ لغلبة الدهن عليها و بدل الملح المؤلف النوشادر لغلبة الروحانية السفلية عليه و بدل الارض المقدسة الاجساد ثم رأوا فيها

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 360 *»

اعراضاً منعتها عن العمل التام فراموا تطهيرها اولاً ثم تقريرها ثم تحليلها ثم مزجها حتي يحصل لهم بدل تلك الاركان الحاصلة من تلك الشجرة فاتعبوا انفسهم فيها لانها اكثر اعراضاً من تلك الشجرة و ابطؤ زوالاً فبذلك وقعوا في المحنة العظيمة ثم لما راموا ذلك و لم‌يتأت لهم ذلك بسهولة من انفسها احتاجوا الي خوادم لذلك فاحتاجوا الي الاملاح ليطهروا بها و الي المياه الحادة ليحلوا بها و الي الادهان ليلينوا و يشمعوا بها و الي الاجساد ليقرروا بها و وقعوا في تكثير الادوات و الآلات و الاواني و العقاقير و المحن العظيمة و جري عليهم قوله سبحانه ضرب الله مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكسون و رجلاً سلماً لرجل هل يستويان مثلاً فان اصحاب الشجرة مسلمون لعقار واحد و تدبير واحد و اصحاب الاحجار البعيدة يتشاكس عليهم شركاء مختلفة الطبايع فان المنافرة في الطبايع علي حسب تكثر الصور فهم في عقاقير متنافرة يريدون ان‌يجعلوها متشاكلة و اصحاب الشجرة في طبيعة واحدة لوحدة الصورة و بينهما بون بعيد و لو تدبرت في كلامي هذا لعرفت فضل الجواني و سهولته بالنسبة الي البراني و لكن القوم لما كان الغالب علي انفسهم الاعراض و الكثرات هم الي البرانيات اميل و الله المستعان و مع ذلك لاينقاد لهم شيء من ذلك ما لم‌يجروا فيها علي نهج التدبير الجواني جملة كافية.

فصل

انظر الي تدبير الله سبحانه في مادة حجر الانسان هل تجد فيه تدبيراً قبل الرض و السحق بالاسنان مع الرطوبة لا يابساً و هل تجد بعده غير التعفين شيئاً و هل يعفن بدون ادخال الماء عليه و وضعه في المعدة الحارة الرطبة و هل تجد للنار اليابسة فيه مدخلاً ثم يصفي براووق ماساريقا و هل تجد فيه قرعاً و انبيقاً و تقطيراً غير انه يصفيه بهذه الخرقة الصفيقة ثم يرمي الثفل خارج العالم ثم هل تجد لذلك الماء تدبيراً الا التعفين في الكبد بالكيموس ثم هنا تفصله و تعصر ماءه البورقي و ترميه خارج العالم فلو كان للمياه البورقية منفعة لما رمتها خارج العالم ثم تخرج عنه اوساخه الدهنية و تدخره لبعض حاجاته لا لغذاء البدن ثم تخرج ارمدته الملحية و تدخره لبعض حاجاته و جميع هذه التدابير في الرطوبة

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 361 *»

و ليس فيها نار يابسة ثم يحصل غذاء الانسان جوهراً صافياً ياقوتياً سيالاً فيه ماء ثقيل و دهن لايحترق و صبغ واف و ارض طاهرة و جميعها مركبة و تدبيرها جملة في مكان واحد ليس فيه تفصيل اركان و انما تحل و تطهر معا ثم يغذي به البدن و هو ماء محلول حلاً صمغياً يقبل العقد و هو الحجر الحق ثم يصعد هذا الحجر في القلب مرة فيقبل الحيات ثم يصعد ذلک المصعد مرة اخري فيقبل الفکر و مرة اخري فيقبل الخيال و مرة اخري فيقبل الوهم و مرة اخري فيقبل العالمة و مرة اخري فيقبل العاقلة و مرة اخري فيصير مادة صالحة غريبة مقارنة لان‌يصير انساناً فيصعد مرة اخري فيقبل النفس و مرة اخری فيقبل العقل فيصير قلباً انسانياً عرشاً للرحمن ينطق بالحكمة فيفعل الافعال العظيمة و في كل تصعيد يطهر ذلك الحجر عن الاوساخ فيصير قابلاً لروح حتي يصير انساناً كاملاً و في تصعيده الثامنة ابيض و في التاسعة احمر ثم يضاعف و في كل تضعيف يصير اقوي و اكمل و تصعيده في كل مرة بالحل في هاضمة محله و اخراج ارمدته غير الّايقة ثم عقده علي حاله فهو التصعيد في الملأ لا الخلأ و بالحرارة الرطبة لا اليابسة و بذلك يتم التدبير فالجوهر الياقوتي هو الحجر و النطفة ثم يصير علقة ثم مضغة ثم عظاماً ثم لحماً في اربعين يوماً ثم يبقي اربعين و اربعين فذلك اربعة اشهر فينشأ خلقاً آخر ثم يبقي للاستكمال ثم يبقي خمسة اشهر آخر او اربعة اربعينات آخر ليصلح ان‌يصير انساناً ذا نفس ناطقة و ذلك في تسعة اشهر ميلاد ولد صالح فتدبر ثم بعد ذلك التضاعيف بالتساقي بالماء الالهي و هو اللبن الماء ذو الوجهين ظاهره ابيض و باطنه احمر فيساقي و يضاعف الي ما شاء الله و السلام.

فصل

اعلم ان الحكيم من كان علمه و عمله موافقين مع علم الله سبحانه و عمله و يكون محكماً في علمه و عمله فاذا اردت استعمال عقار عرفت منه اثراًما فلاينبغي لك ان‌تستعمله ابدا عبيطا باعراضه الجسمانية و الطبيعية و لابد لك من استخلاص جوهره حتي يكون الفلفل مثلاً فلفلاً لا فلفلاً و تراباً و فلفلاً و اوساخاً و فلفلاً و رماداً فانه بقدر ممازجة الغريب يضعف اثر الجوهر حتي انه لو

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 362 *»

صفي الفلفل مثلاً عن جميع ما هو غير جوهره لكان فعله غير متناهياً في اثر الفلفل فان كل شيء يحد بضده لا في نفسه فلاتستعملن عقاراً ابدا الا مستخلصاً و لا استخلاص الا بالحل و لا حل الا بالتعفين و لا تعفين الا بحرارة و رطوبة فان كان في ذلك العقار حرارة و رطوبة و الا فتدخل من الخارج بشرط مراعات المناسبة فاذا حل امكن اخراج الارمدة الجسمانية ثم يحتاج الي حل طبيعي حتي يستخرج ماؤه الحاد ثم دهنه الصالح ثم كلسه الطاهر و يلقي ارمدته الطبيعية خارج العالم ثم يركب الاركان ثم يعقد فيكون ذلك العقار هو هو بسذاجته فاذا استعمل ذلك فيما اريد منه يكون بالغاً كاملاً فعالاً بسرعة و اعلم ان الاصل الخالص الساذج من الماء ما لايطير و من الدهن ما لايحترق و من الملح ما لايتكلس و ما سوي ذلك اعراض يجب ازالتها جملة كافية.

فصل

اعلم ان التشميع الحق لايكون الا بماء دهني غائص ممازج لا ماء بورقي غير ممازج فان الماء البورقي اذا فارق بالتبخير يترك الارض بتقشفها و ان ذابت في النار فانها اذا جمدت عادت الي تقشفها و المشمع الحق يذوب في النار و اذا جمد يكون ليناً شمعياً يقبل الختم عليه كالشمع و ذلك لايكون الا بمياه دهنية فهذا المشمع اذا حل حل حلاً صمغياً يغلظ بالعقد شيئاً فشيئاً حتي يصير كالرب ثم ينعقد لدناً يذوب بالنار و يمازج و لايحترق و لايبخر و لايتغير لونه فاذا وصلت الي تشميع كذا و ماء دهني كذا وصلت الي بغيتك و من ذلك علم ان حل الاجساد بالمياه الحادة البورقية لافائدة فيه فانه بعد استنباط الماء يبقي تراب ملحي لاجسد شمعي و كذلك حل الارواح بها فانها بعد استنباط الماء يبقي تراب غاية الامر انه يذوب بالنار و اذا جمد عاد الي قشافته فافهم فانه سر الامر و حقيقته.

فصل

ان اخذ النحاس الافرنجي و صفح و اخذ القطب الشمالي و كلس ثم جمعا بالمقارنة في درجة واحدة و اضيف اليهما الروح و النفس الملحيان مع بورق الصاغة و يكون الروح في درجة القطب و النفس نصفه و البورق مثلهما و

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 363 *»

سحق المجموع بليغاً حتي يتحد المجموع ثم اذيب المحلول الذي هو الموضوع حقيقة و رجم به مرة بعد مرة ثم افرغ كما هو كان كما هو بلافرق الا في الحدود الكمية و لايجوز اظهاره اكثر من هذا و ذلك في يوم او يومين ولكنه ليس بذلك الذي يظن حقيقة لاختلاف الحدود فافهم و يأتي ان‌ شاء الله من ذلك ما يكون اقرب منه.

فصل

اعلم ان غاية التدبير في الروح اولاً تطهيره عما شابه من الاعراض الخارجة ثم تطهيره عن الاعراض الطبيعية من الرطوبات الفاضلة التي هي سبب نفورها و طيرانها ثم عقده ثابتاً ثم تشميعه ثم حله حلاً صمغياً ثم تركيبه مع ساير الاركان بالحل ثم عقد الجميع و ذلك غاية المراد.

فصل

ان روح الذهب يقيم الكبريت الملحي و يرفع احتراقه اذا صعد عنه مثله بالتجربة و يذوب و ينسبك فافهمه.

 فصل

اعلم ان المعادن كلها من زيبق و كبريت و انما اختلفت انواعها بسبب اختلاف الكم و الكيف القابلين و اختلاف الفاعلة و فعالية كل شيء بروحانيته و روح كل شيء مناسب لجسده فالارواح العبيطة في غيبها ارواح فعالة بالروحانية و ارواح الاجساد فعالة بالجسدانية فمن استخرج روح الارواح عمل في الاجساد فانها اذا استخرج ارواحها و طهرت ناسبت ارواح الاجساد و تعلقت بها و مازجتها لانها من اصل واحد فعملت فيها ما يراد من الروح باقوي وجه و ارواح الاجساد اذا استخرجت عمل في الارواح ما يراد من الجسد باقوي وجه فارواح الارواح حلالة و صباغة و ارواح الاجساد عقادة مثبتة و لاشيء اقوي في الحل و الصبغ من ارواح الارواح و لاشيء للعقد اقوي من ارواح الاجساد و روح كل واحد يداخل و يمازج الآخر بالمشاكلة و من ذلك جملة العمل و فيه السر الاعظم و الشأن في استخراج تلك الارواح و من البين انها في غيب اجسادها

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 364 *»

و لاتظهر الا بعد هتك الاجساد بالحل فاذا حلت بعد الهدم و التكليس الصالح و التشميع ظهرت ارواحها للحس فعملت ما يراد منها و الحل حلان حل تهرية كيلوسي و حل طبيعي كيموسي فالحل الاول لايظهر الروح الغيبي الممازج بالطبع و انما الحل المظهر للغيب هو الحل الكيموسي و ذلك لايكون الا بحرارة و رطوبة كبدية و هي الدهنية لاالمائية فالمياه البورقية حلها كيلوسي و حل الادهان كيموسي فتدبر فيما ذكرت لك فانه من عين صافية حكمية الهية نبوية علوية و الادهان منها محترقة مفسدة طافية و منها ثابتة مشاكلة غايصة ممازجة و لافعل في الاول الا الافساد و انما الاصلاح في الثاني و ذلك غاية الاظهار و الكشف.

فصل

اعلم انه لا شيء لتطهير الانفس و الاجساد كالارواح فانها الغائصة النافذة فيها الخارجة عنها و كل تدبير غيره خطاء و لكن ينبغي التدبر فان لا كل روح يداخل كل نفس و جسد و المتكونات فوق الارض صاعدة عن المتكونات تحت الارض و انما الاشياء تناسب اشكالها و تنافر اضدادها فمنها اليها لا غير ان اردت الحق و من قريبها ان اردت القرب فارسل الروح الي النفس ثم استنبط و كرر الي غاية المراد فانه يدخل و يخرج و ارسل الروح الي الجسد ثم استنبط و كرر الي غاية المراد فاما الروح بنفسه فانه يطهر بنفسه و لا شيء له كنفسه فهو اذا صعد الي مبدئه فارق الاعراض و ان كان يستعان بما يثقل اعراضه حتي لاتصعد معه بقوته الروحانية و الغاية في الكل البياض الخالص و الحمرة الخالصة فاذا طهرت احتاجت الي رطوبة رابطة و هي لاتكون الا مشاكلة ممازجة حلالة حلاً صمغياً قابلاً للعقد و لايعقل ان‌تكون هي ايضا مما فوق الارض لانه لايمازج ما تحت الارض فاجعلها منها لها فافهم راشداً موفقاً.

فصل

اعلم انه لايمازج الجسد الا الجسد كما هو محسوس و لايمازج الروح الا الروح و لا تطهير الا بالممازجة فمن رام غير ذلك فقد اخطأ الطريق و وقع في واد سحيق و كذا لاحل الا بالتشميع و لا تشميع الا بشمع فمن رام غير ذلك

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 365 *»

فقد اخطأ الطريق فهذا هو الحق الحقيق بالتحقيق فان رفعت التناقض عن كلام الحكماء فقد بلغت و الا فلاتفسدنه و اعط القوس باريها.

فصل

اعلم انا قد ذكرنا ان نسبة الشيئين الي شيء واحد لايكون علي السواء فان كان احدهما مناسباً من كل جهة فالآخر منافر في بعض الجهات لامحالة و قد حتم في الحكمة استعمال المناسب لا المنافر فان التدبير الحق في كل شيء تدبير واحد و ما يقرب منه يقرب منه و لايقع عليه و انما اكثر الحكماء للشيء الواحد اشياء اما تدهيشاً للجهال و اما لان‌ينبهوك باشياء عديدة علي جهات تدبيرهم فان وصفوا الادهان فارادوا ان العقار الواحد دهني و ذلك الدهن المنافر ان كان يفعل كذا فالدهن الموافق كيف يكون و ان وصفوا الاملاح المطهرة ارادوا ان‌يعرفوك ان العقار الواحد مطهر منق و ان وصفوا المياه الحلالة ارادوا ان‌يعرفوك ان العقار الواحد حلال و هكذا وصفوا اشياء عديدة في كل شيء منها آية علي جهة من جهات المطلوب فمن جمع تلك الجهات و تفكر في عقار يجمع تلك الجهات لعله يظفر بالمطلوب ان شاء‌ الله و لعمري ان الخيبة و الخسران و الضرر و الحرمان لاحقة بمن عمل بظواهر اقوالهم و اغتر بها فاني قلبت الامور بالفكرة الطويلة في العلم و العمل زماناً طويلاً و ان لم‌الحق استاداً ولكن الله سبحانه فتح عين بصيرتي و اوقفني علي كثير من مطالبهم حتي صرت لااغتر بشيء من اقوالهم و ان اكثر ما يعجبني من اقوالهم القواعد الكلية العلمية فانها حق لارمز فيها سوي الاجمال فمن تفكر في علمياتهم كثيراً فاز بحظ واف من علمهم و عملهم و هم ايضاً قد اوصوا بتحصيل العلم قبل العمل و يشهد بذلك العقل السليم ايضاً و التجربة كاشفة عن ذلك و الله يقول الحق و هو يهدي السبيل.

فصل

اعلم ان التقطير خمسة انواع تقطير العلقة و هو لكل ثابت لايصعد و تقطير اليبوسة للماء و الدهن الصاعدين و تقطير الرطوبة لحفظ الآلات و اعانة الرطوبات علي التفصيل و التقطير المنكوس و ذلك للارواح و النفوس و

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 366 *»

الاجساد و تقطير البوط البربوط للاجساد الوسخة.

فصل

اعلم ان التصعيد اربعة انواع تصعيد في الاثال المعروف و تصعيد في الاثال المترس و ذلك لكل صاعد ثقيل نازل و لابد و ان‌يكون في اعلي كل غطاء ثقب لطيف لخروج الرطوبات و تصعيد في الزنجفريات الطويلة الاعناق و ذلك اسهلها و اضبطها و لتكن واسعة العنق لئلا تنسد فتنكسر الانية و تصعيد في الطواجن عليها قبة سواء كانت الطاجنة من حديد او غضار و هذه هي تصعيدات العامة بالنار و بين الاعلي و الاسفل خلأ و اما التعصيد المكتوم فبين الاعلي و الاسفل ملأ يصعد اللطايف و يبقي الرماد و السواد و الاعراض كلها من غير احتراق لروح و لانفس و لاجسد و هو تصعيد الصلاح و غيره تصعيد فساد حتي للارواح فانا نريد التطهير مع بقاء الرطوبة التي بها الحيوة و تصعيدات القوم يميت الاشياء و يفسدها.

                                               فصل

اعلم ان التكليس ستة انواع تكليس بالرطوبة الحادة و تكليس التعفين و تكليس التصعيد و تكليس الحرق و تكليس بالتصدية بالرطوبات الحامضة و تكليس التلغيم بان‌يلغم و يصعد عنه و يكرر و ذلك بالزيبق او بالنوشادر او بهما معا.

فصل

اعلم ان التطهير اربعة انواع اولها الغسل بالماء و الملح ثم التشوية و معاودة الغسل الي ظهور البياض بلاسواد و ثانيها التصويل و هو الغسل بمياه املاح ينحل الوسخ فيه و يرسب الطاهر و ثالثها المنخل بتكرار التقطير الي ان‌يصفو و رابعها التقطير و ذلك بان تضرب الادهان و الاصباغ بالمياه الغسالة و تقطر عنها و تكرر عليها العمل الي ان لاتحترق و قد تم.

فصل

اعلم ان التنكيس اربعة تنكيس الادهان و هو للادهان الثقيلة التي

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 367 *»

لاتصعد كدهن الشونيز مثلاً و يسمي هذا بالعصر و يعيد الي الارض رطوبة و يعيد العمل الي ان لايبقي فيها دهن و تنكيس التصدير في اعناق القناني لمثل الكباريت فتحجب بعد تنكيسها بالرماد و تضرم عليها النار من فوق الي ان‌يذوب و ينحدر متخلصاً عن الارمدة كالبلور و تنكيس البوط بربوط و تنكيس الاستنزال بنار السبك في البوط بربوط و ذلك هو المتعارف و تنكيس آخر بالكاسات يشد علي فمها خرقة صفيقة و يجعل حولها حصاراً و يملأ من الدواء و يضع عليها طاجناً و يوقد فيه النار فينزل اي ماء او دهن او جسم سريع الذوب كان الي الكأس و قد توضع الكاس في ماء بارد حفظاً للدهن او الماء او الجسم و ذلك تقطير و تنكيس حسن.

فصل

اعلم ان التثبيت سبعة تثبيت الارواح بالغسل و التنقية و التطهير بالتكرير الي الانسباك و تثبيت الارواح بالطبخ بالرطوبات المناسبة الي ان‌تتقرر ذائبة و تثبيت بسقي الارواح مياهاً عقادة و تشوي و تشمع فتستقر و تثبيت بسقي الادهان العلكة و التشوية و التشميع فتستقر و تثبيت بمعاودة التصعيد الي الاستقرار و تثبيت بكثرة الاستنزال الي الثبوت و احتراق الفاسد.

فصل

اعلم ان من طبيعة الاملاح اصلاب الاجسام و زيادتها تعلكاً حتي النوشادر و الاشوس فان كل شيء يفعل بطبعه و ما جعل عليه و الاملاح الغالب عليها الجسد فهي مجسدة اينما كانت بخلاف الادهان فانها ملينة مشمعة جاعلة للاشياء سريع الذوب فانظر في كل تدبير ما تريد و ما ذا له و باي نحو ينبغي ان‌يستعمل و كن نبيهاً فلا تدبير للنفوس بالاملاح غسلاً و طبخاً و سحقاً و تشوية و تكليساً ابدا ابدا و لا تدبير للاجساد بالمياه و الادهان غير الممازجة ابدا ابدا و جميع ما تري في الكتب من ذلك تدهيش و تضليل و غاية ما يفعل الاملاح بالنفوس الحل الكيلوسي و ذلك بالاكلاس حسب و غاية ما يفعل المياه بالاجساد حلها بالحل الكيلوسي و كذا بالروح و غاية ما يفعل الاملاح بالروح تطهير ظاهري و

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 368 *»

تجفيف و بالاجساد تنقية ظاهرية و تصليب لجواهرها هذا ما رأيت و شاهدت و للنوشادر فعل في تليين جوهر الفضة و تشميعها عن تجربة بالحمي و الطفي و كذا ان صعد عنها وحده او مع الزيبق و اعلم ان الزيبق يمازج الاجساد لانه جسد و فيها ارواح و الماء يمازج الزيبق لانه ماء جامد و الدهن يمازج الكبريت لانه دهن و الدهن كبريت و اعلم ان ما يمازج يحل ان کان رقيقاً و ما يحل يشمع في البداية و يحل في النهاية و ما يشمع يحل و اسع ان لاتدخل شيئاً علي شيء الا ان‌يكون مما يمكن اخراجه و الا فلاتدبير جملة كافية.

فصل

قال الجلدكي بعد ان ذكر ان تدبير الاشياء كلها بالحل ثم التفصيل علي ما مر فخذوا هذا التدبير البراني تدبير العمل الحق الجواني و جميع ما ذكروه من الاعمال في هذه الاشياء من الغسل و التشوية و الطبخ و التصعيد و المياه الحادة و الحل فهو ضرب مثال لما ذكرناه و اعلم ان في المياه الحادة منافع كثيرة في هذه الصناعة من اجل سرعة الفعل و تعجيل الفائدة فان اقتدر علي استخراج ماء حاد حلال بحيث انه اذا القي فيه شيء من النفوس و الارواح و الاجساد و البرادات ينحل و يتفرق اجزاؤها فانه يصل بعد ذلك ان كان عالماً الي استخراج الجزء الصالح منها و زوال العرض الفاسد في اسرع وقت و اقربه الي آخر كلامه و هذا الكلام منه كلام صحيح حق لا رمز فيه و قد نصح و بالغ في النصح و جميع ما سوي ذلك منه و من غيره ضرب مثال او تدهيش و تضليل للجاهلين و عليك بكليات كلام الحكماء دون الجزئيات فان كلماتهم الكلية حق لا مرية فيها البتة و ضم الي هذا الكلام ان المياه البورقية لا عمل فيها و لابد من ماء ثابت ثقيل ممازج فان اقتدرت علي ماء كذلك فقد وصلت.

فصل

اعلم ان للكبريت اعراضاً طبيعية من الدهانة و السواد بلاشك فيحتاج الي حل اركانه بلا شک و حله بشيئين مفرقين نار و ماء اما النار فاذا استولت عليه بخرت رطوباته و دخنت دهانته و كلست ارضيته و صعد من ارضيته بمشايعة

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 369 *»

روحه و نفسه مقدار و بقي مقدار اما انه يطهر من الاتربة و الاحجار فلاشك فيه فانها تتخلف عنه و اما تخلف كثير من سواده و قسوره فذلك ايضاً مشهور لانه يسود الارض و يبيض الصاعد الي ان لايسود الارض و كذا تثبيتها اياه و تقريرها له فذلك ايضاً مما لاشك فيه فان نفورها عن النار برطوبته و تجف شيئاً بعد شيء نعم يحترق دهنه في كل مرة و يحترق معه شيء من الاجزاء الصالحة و ذلك نقص التصعيد و لايمكن ان‌يصعد من غير تبخير و تدخين فانه ما لم‌يكلس و يغلب عليه اللطافة لم‌يصعد فيحترق دهنه و يحرق بعض اجزائه الصالحة فلو دبر احد تدبيراً يحفظ عليه جوهره عن الاحتراق بتغليب رطوبة عليه لكان حسناً قريباً من الحق و لو صعده بالرطوبة لكان اكمل و احفظ فاذا طهر عن سواده و دهنه الزايد بحيث لم‌يسود الفضة و لم‌يشتعل فقد بلغ و قبل التقرير التام يدخن و يصعد الا انه لايسود الارض و لعمري لولا ضرر احتراق اجزائه الصالحة لكان التصعيد عملاً حقاً افضل من جميع الاعمال بلاشك و يناسب الروح و يمازجه بالمناسبة و اما الماء فان كان حاداً صافياً حلالاً فانه يحله حلاً طبيعياً و يبقي منه ما لاينحل فيرمي خارج العالم و المحلول فيه سواده و دهنه فاذا قطر بعد ذلك و فصل عنه الماء ثم الدهن ثم انصبغ حتي يبقي الارضية الصالحة ثم تصعد و لايخاف حينئذ عليه الاحتراق حتي تصير مقدسة ثم يطهر الصبغ عن السواد بالمناخل ثم يرد عليها لكان هو التدبير الحق و هو الكبريت الاحمر و كبريت الحكماء و لكن الشأن كل الشأن في تحصيل ماء حلال ممازج داخل خارج يجعل الكبريت قابلاً للتقطير فمن اقتدر علي تحصيل ماء كذلك فهو البالغ درجة الحكمة المطابق عمله للعمل الحق الجواني الالهي الانساني انظر التدبير الالهي كيف يحل الغذاء كيلوساً و يخرج ارمدته ثم يحله كيموساً و يستخرج ماءه البورقي ثم دهنه الصفراوي ثم سواده السوداوي و يجعل الخلاصة في القلب و ينخله في افلاكه السبعة حتي يطهر و يصير روحاً خالصاً دراكاً فعالاً بالارادة فهذا هو الحق الحقيق بالعمل الموصل الي الامل و اما التصعيد فهو اقرب الي الحق من غيره و هو شبيه بالحق فانه ايضاً حل يابس الا انه يخاف

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 370 *»

عليه ما لايخاف علي الحل بالرطوبة و الحل هو التصعيد لكن تصعيد الحكماء و التصعيد هو الحل و لما اعيتهم الاعمال الحقة انتقلوا الي التصعيدات فافهم راشداً موفقاً و اري ان من خلط اركان العمل كلها ثم حل الكل و طهرها و قررها في مكان واحد يكون اقرب الي مزاج الحق و اشبه بالتدبير الانساني الا ان في تطهير الاركان منفردة خواص اخر و فوائد شتي يعرفها من يعمل بها ان شاء الله ثم اعلم ان المياه الحادة المستخرجة من الاكلاس حلالة لاشك فيها الا انها لعدم صفائها عن اجساد الاملاح لايمكن ان‌يميز عن الارواح و لايقطر لثبوت تلك الاملاح فلايصلح للعمل الحق و ان عقد الارواح بالخلول تعود الي ما كانت و فيها مزيداً علي ذلك ارمدة الاكلاس و هي فاسدة فالواجب تحصيل ماء حاد يدخل و يخرج و يجعل الروح قابلاً للتقطير حتي يطهر عن امراضه و ذلك يكون في ماء دهني غير محترق قابل للتقطير و جاعل للروح قابلاً للتقطير و الا فلاعمل و في ذلك تحيرت العقول و حارت الاوهام و عجزت الحكماء الا الواصلون نعم في حله بالاكلاس اولاً ثم بالماء الطاهر تسهيل و تقريب و يكون الاول كيلوساً له و الثاني كيموساً ثم ينخل فتدبر و هذا التدبير هو التدبير في الارواح و النفوس و الاجساد و كلها يدبر علي نهج واحد جملة كافية.

فصل

اذا حل الزيبق بروح الكبريت الملحي الارضي ثم طير عنه الماء اصفر ثم القي في بوط علي نار وسيط بحديدة احمر كالشنجرف و افاده ثبوتاً ما عن تجربة.

فصل

و تلك اللطيفة الزائدة هي الاكسيرية فيه و هي المؤثرة في غيره فالجسد الاحمر مثلا اذا كان حمرته بقدر نفسه اعلم ان الشيء ما لم‌يكن لطيفته زائدة علي نفسه لايؤثر في غيره الذي لطيفته ناقصة عن نفسه بالبداهة و تلک اللطيفة الزائدة هي الکسيرية فيه و هي المؤثرة في غيره فالجسد الاحمر مثلاً اذا کان حمرته بقدر نفسه او انقص لايصبغ غيره بازيد مما ينصبغ من غيره فلايفعل في غيره اكثر مما ينفعل كالخل و الدبس فان الخل يفعل في الدبس الحموضة بقدر ما ينفعل منه بالحلاوة و

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 371 *»

الاكسير هو الفاعل غير المنفعل لانه خليفة الرب المطيعة فيما امر اطعني اجعلك مثلي تقول للشيء كن فيكون فعلي ذلك الاجساد ثبوتها بقدر نفسها و ليس بحيث يثبت الارواح و كذلك الارواح اذا كانت روحانيتها بقدر نفسها فانها لاتطير الاجساد الا ان‌تغلب علي الاجساد بحيث تستحيل و تضمحل فيها الاجساد و كذلك الاجساد لاتثبت الارواح الا ان‌تغلب عليها بالكمية بحيث تضمحل فيها الارواح و هذا خلاف المقصود اذ مقصودنا ان نثبت الارواح و هي ارواح خالصة ثابتة و نروح الاجساد و هي اجساد خالصة متروحة و ذلك لايحصل الا بالاكسير و الرب القدير هيأ لذلك اسباباً تثبت الارواح و هي ارواح و تروح الاجساد و هي اجساد و ذلك ان الاجساد في معادنها متكونة علي الاكسيرية قطعاً فان ارواحها قد تثبتت عياناً و تعلقت باجسادها و استقرت فيها و لولا اكسيرية فيها لما ثبتت فيها و هي من كباريتها المنعقدة علي الاكسيرية المثبتة للارواح جزماً و تلك الكباريت بعد باقية فيها ثابتة في غيبها فمن اقتدر علي تقويتها و اخراجها من القوة الي الفعلية و غلبها تفعل اخيراً كما فعلت اولاً و تثبت الارواح جزماً و الاشياء تتقوي باشكالها و تضعف باضدادها فمن اخرج تلك الكباريت و سلطها علي الارواح ثبتتها و اكثر الاجساد كبريتاً النحاس و هو اسهلها خروجاً الي الفعلية ثم الفضة فان في كباريتها قوة مثبتة ثم الانك ثم القصدير و لكن اخراج تلك الكباريت عسير لايعلمه الا الحكيم و كل كبريت من هذه الكباريت لايفعل الا علي شكله فالمعقود بالنحاس له حكم النحاس و المعقود بالفضة له حكم الفضة فان كل اكسير له فعل خاص لايفعل الا علي شاكلته فلا كل شيء لكل شيء و اما الكباريت الظاهرة فهي ظاهرها ليس باكسير اللهم الا ان‌يصلحها مصلح بحيث تفعل فعل صلاح.

فصل

اعلم انك اذا اخذت الشب و الاشوس و الزاج بوزن معلوم و جعلتها في معاء نظيف و ادخلتها المحل و تركتها اثني عشر يوماً ينحل ماء رايقاً حاداً و اذا وضعته في الشمس حتي طار عنه الماء بقي دهن حاد لايحترق يحل الارواح و النفوس و الاجساد و يملحها عن تجربة عملاً بيدي و هو من مخترعاتي بالهام الله

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 372 *»

سبحانه و يطهرها عن ادرانها عن تجربة.

       

                                              فصل

اعلم ان الحلال هو المشمع فان اقل منه علي الجسم سقياً و تشوية يشمع و ان اكثر منه و غمر به و ادخل المحل يحلل و التشميع مقدمة التحليل و التشميع الكامل ان‌يجعل الجسم سريع الذوب كالشمع و يغوص و لايحترق و لايحرق و لايدخن فما لم‌يبيض لايشمع و ما لايشمع لايحلل و ما لايحلل لايزال احتراقه و ما لايزال احتراقه لايزال احراقه و ما لايزال احراقه لايزال فراره و لايقرر و ما لايقرر بنفسه لايقرر غيره و ما لم‌يكن مقرراً لايصلح للتركيب فمن خالف الترتيب الطبيعي خولف به البتة.

فصل

اعلم ان للناس في اصلاح النفوس آراءاً فمنهم اصحاب الغسل فيسحقون الكباريت مع الاملاح و المياه الحادة رجاء ان‌تطهر و تبيض و تكمل فهو لعمري لايزيد صاحبه الا تعبا و لو سحقتها باي شيء كان و غسلها الي يوم القيام ما افاده شيئاً الا تضييع العمر و العنت لان مفاسد الكبريت في طبعه و الغسل لايصل اليه هكذا و لو غسله مدي عمر نوح و عرصة الطبع فوق عرصة الظاهر و منهم اصحاب الطبخ فيأخذون الكباريت و يطبخونها في الاملاح و المياه الحادة و الادهان رجاء طهارتها و كمالها فهؤلاء لعمري لو غسلوها الي قيام الساعة ما طهروها و لا افادهم الا تضييع العمر و اتلاف المال و النفس و والله اني لك من الناصحين فلاتحم ابدا حول الغسل و الطبخ ابدا فهذان بعيدان عن الحق البعد الابعد لايرجي منهما الوصول ابدا ابدا و منهم اصحاب التصعيد فهؤلاء بعيدون عن الحق البعد الاقرب و نتيجة عملهم ان اصابوا التلوين لا التكوين اما وجه البعد فان النار تحرق شيئاً بعد شيء ارواحها و انفاسها و يبقي جسد ميت رمادي لاحراك له فيزعمون انهم ثبتوها اذا بقي ما لايصعد لعدم الروحانية و وجه القرب في الجملة انه يحترق منها اكثر ادهانها و يبقي قليل دهنية ملتزمة للجسد فتلون قليلاً و لاتغوص و لا تغير الكيان عما هو عليه و هؤلاء كلما اكثروا من التصعيد صاروا

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 373 *»

ابعد عن الحق فهو طريق لايزيد صاحبه من كثرة المشي فيه الا بعدا فلاتحم حوله فذلك ايضا طريق باطل و عن حلية الاعتبار عاطل و منهم من يركب هذه الاعمال و انت تعلم ان التركيب من الاباطيل لايفيد الا شيئاً باطلاً و اعلم ان ما ينكره العقل و لابرهان له ليس يفيد التجربة فيه الا خساراً و لكن الحكيم كل الحكيم و العليم كل العليم من يوافق تدبيره تدبير الله سبحانه فلابد من تدبير تصل العقاقير المصحلة الي طبعها و تخرج من طبعها الفساد فذلك التدبير باعتبار غسل لا غسل العامة و باعتبار طبخ لاطبخ العامة و باعتبار تصعيد لاتصعيد العامة فهذه العبارات كلها ضرب مثال و لكن الجهال اغتروا بالالفاظ و غفلوا عن مقتضيات الطبيعة فضلوا في تيه اتلاف النفس و المال و العمر العزيز فقد انبأتك بمر الحق و اتممت عليك الحجة و لكن الافصاح عن ذلك التدبير فمما لايحل رسمه في الكتاب و لاتنطقه في الخطاب فان ظفرت به فاعمل و الا فلاتقربه.

فصل

قال الجلدكي ما حاصله ان هذه الصناعة مشتملة علي فعلين عظيمين حاذوا بهما الحكماء الطبيعة و حاكوا فعلها و تصرفوا بهما في المكونات الثلثة و هما صناعتي التحليل و التركيب و بهذين الفعلين ظهرت انواع الاعمال الحكمية و تحققوا معاني التقريب و التركيب و لما نظر الحكماء الي الاجساد الناقصة بعوارض غير لازمة و تحققوا امكان زوالها و بحثوا في اعراضها الذاتية فوجدوا انما عاقها عن بلوغها الكمال الطبيعي ثلثة اسباب اما افراط في الحر بحيث ان تولد منه اليبس و الاحتراق و اما افراط في البرد بحيث ان تولد منه عدم النضج ثم اليبس ايضاً من وجه و اللين من وجه و السبب الثالث تعلق الاوساخ الغريبة المفسدة للمادة من اصل الخلقة ثم بحثوا في جميع العقاقير الموجودة في العالم مثل هذا البحث فاضطرهم الحال الي التفصيل و لايمكن ان‌يكون الا بتحليل طبيعي فلما تم لهم التحليل الطبيعي لكل شيء بحسب قبوله اصلاح جوهره اطمأنوا حينئذ و حللوا ما يجب تحليله ثم قرروا سر الطبايع و قواها فركبوا الاجزاء

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 374 *»

بملايمة تعليقه فتم لهم المقصود باذن الله.

اقول هذا كل الصنعة من اولها الي آخرها قد جمعها في هذه الكلمات القليلة و لعمري لايصلح شيء من اركان هذه الصنعة الا ان‌يحل اولاً حلاً كيلوسياً يخرج به اوساخه الهبائية فاذا طهر و خلص من ادرانه الهبائية يحل ثانياً حلاً كيموسياً و علامة ذلك الانحلال امكان تفصيل الطبايع بعضها عن بعض فيخرج ماؤها تارة و دهنها اخري و صبغها مرة و ارضها اخري فيصفي الماء عن الاكدار حتي يشرق و هو الزيبق النقي الطاهر و يطهر الدهن و يعالج احتراقه و احراقه و هو الدهن الذي لايحترق و هو الزيبق الشرقي و ينقي الصبغ عن السواد و هو شبيه البرق و الشمس الطالعة من مغربها الذي هو الارض و انما يخرج بالزيبق الغربي ثم يطهر الارض من الادران و الارمدة و هي الارض المحروثة و يطهر اما بالتصعيد او بالتبييض و التصفية و التلطيف فيلقي الرماد خارج العالم و ما لم‌يجر العمل البراني هذا المجري يكون تلويناً و تدليساً لا تكويناً و تأييساً و ان جري هذه المجري يكون هو العمل الحق و البراني الائل الي الجواني و هو الحق الذي لا مرية فيه و لاريب يعتريه خذها كذلك من غير رمز و كن علي بصيرة من امرك.

فصل

اعلم ان الحل حلان حل هبائي و حل طبيعي فالحل الهبائي هو تفريق الاهبية من الشيء بتخليل هواء او ماء فهو علي قسمين تفريق بتخليل الهواء و هو التقطير و التصعيد و ذلك ان النار تفرق اهبيتها في الرطب علي سبيل الرش و القطرات الصغار الهبائية جدا فتصعد بخاراً يتخلل بين اجزائها الهواء فاذا اصابها البرد عقدها و تكثف ذلك البخار و عاد ماء كما كان و كذلك تفرق النار اهبيتها في اليابس و ترفعها بقوتها النارية الي الاعلي فاذا وصلت الي موضع البرد انعقدت مثل ما كانت في الاسفل و هذا هو علامة الحل الهبائي ان المحلول يعود بعد العقد كما كان و يحيي و يتصور بصورته الاولي و اما التفريق بتخليل الماء فهو التفريق و الحل بالمياه بالحادة بعضها فان الماء بحدته يتخلل اهبية الشيء و يفرقها قطعاً شافة دقيقة صغيرة غير حاجبة لما ورائها فاذا القي فيها ما يبطل عمل

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 375 *»

الماء و يذهب بصفته و يغيره عادت الاجزاء الهبائية كما كانت اولاً و عودها كما كان دليل علي ان الحل المائي ايضاً هبائي كيلوسي و اما الحل الطبيعي فهو بان‌يتخلل الماء الحلال اعماق الشيء الطبيعية فيفرق بين اسطقساته لا اهبيته التي كل هباء منها مركب من الاسطقسات فاذا بلغ اثر الماء طبايع الشيء و مازجها ففرقها فقد حله حلاً طبيعياً و لعمري ذلك لايكون الا بحرارة و رطوبة فان قوة التحليل فيهما و اشبه حرارة و رطوبة بالامور الطبيعية الحرارة المستحدثة في التعفين فلا حل الا بالتعفين اذا لاحرارة و لارطوبة الا بالتعفين و الحرارة الرطبة هي القوة الفاعلة في ذلك و فعلها بنفسها بعيد المدي فلابد لنا من اصلاح القابلية و تمكينها لفعل الفاعل حتي يقع الاثر سريعاً فرأينا ان‌ندخل علي ما اريد حله رطوبة مشاكلة ممازجة بجوهر الدواء فان الدواء اذا سال و عمل فيه الحرارة الفاعلة عفنته و حلته و فرقت اسطقاسته البتة و ذلك لايكون الا بماء مجانس و مشاكل و مماثل في الطبع و الصفة ان كان جسداً فجسداني و ان كان روحاً فروحاني و ان كان نفساً فنفساني فاذا نحن حصلنا رطوبة حادة جسدانية امكننا حل الاجساد حلاً طبيعياً بسرعة فانه ما لم‌يكن مشاكلاً فلاممازجة و ما لم‌يكن ممازجاً فلاتخلل و ما لم‌يكن تخلل فلاتفريق و ما لم‌يكن تفريق فلاحل فاذا نحن حصلنا رطوبة حادة روحانية امكننا حل الارواح لحصول التمازج له دون غيره و اذا نحن حصلنا رطوبة دهنية حادة نفسانية امكننا حل النفوس حلاً طبيعياً و اذا قدرنا نحن علي حل هذه الاشياء حلاً طبيعياً و فرقنا الاسطقسات امكننا تطهيرها و استخلاص جواهرها و تهذيبها عن الاعراض المخللة لجواهرها و اذا قدرنا علي تحصيل عناصر طاهرة من جنس مرادنا امكننا تركيب ما نشاء علي ما نشاء و بلغنا المأمول هذا هو القول الفصل و ان انت عرفت كنه كلامي عرفت ان ما سواه محال فلاتحتمل امكان حصول غيره و ان احتملت امكان حصول المطلب من دون ما ذكرت من التشاوي و التقالي و الطبوخ و الغسول و السحوق و التصاعيد و الحلول لست من اهل الفهم و ليس الخطاب معك و من عرف ما ذكرت و اصر مع ذلك علي غيه و اراد عملاً اقرب الي الحق و اشبه به فليعلم ان ذلك ما ينحل الاركان فيه حلاً كيلوسياً و ساير

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 376 *»

تلك التدابير كلها خبط عشواء لاتؤدي الا الي اتلاف النفس و المال فان وصلت الي الحل الطبيعي للاشياء فقد وصلت الي العيش الهنيء الاهني و ان لم‌تصل اليه و وصلت الي الحل الكيلوسي فقد وصلت الي كفاية و بلاغ و ان لم‌تصل اليه و ابتليت بتلك التدابير و المحن و الروايح الكريهة و الفضيحة و التأخر عن العبادات و تحصيل العلوم و زيارة الاخوان و حقوق الناس التي بادائها الانسان انسان فقد ابتليت بعيش نكد و فقر حاضر و بلاء نازل ثم لاتكون الا كدود القز تنسج علي نفسها حتي تموت غماً نعوذ بالله من بوار العقل و قبح الزلل و به نستعين و عليك بالعلم اولاً ثم مزاولة العمل و قد علم اهل الحق اني قد نصحت في كتابي هذا و كشفت و هتكت و لايسمح بمثل ذلك اكثرهم و من راجع كتبهم عرف مقدار كلامي و لاقوة الا بالله العلي العظيم.

فصل

اعلم ان الروح اول ما يخرج من معدنه مشوب بالاوساخ و ربما يأخذه بعض الناس و يخلطه بغرائب ثم يبيعه فالواجب اول ما يؤخذ ابتداء غسله و احسن ما يغسل به الاكلاس و الاملاح حتي يصير كالكوكب الدري و تمام ذلك تصعيده بنار لينة عن الاملاح و الاكلاس حتي يتخلف عنه ما شابه من الاجساد الموسخة و كمال ذلك تصعيده ثلث مرات فيجف عنه بعض رطوباته و يستأنس بالنار و يغلظ قوامه فذلك اول التدبير فيه فهنالك يحصل لك روح خالص نقي و يصير اطلاق اللفظ عليه بالمطابقة بعد ما كان بالتضمن فاذا خلص يبدأ بالتدبير الثاني و هو قتله و تجفيف رطوباته المائية المبخرة التي هي سبب سيلانه و رجرجته و ليس ذلك الا بالنار بالفعل او بالقوة فانها حارة يابسة و هي ضد المائية التي فيه فمرة يقتل بالنار بالفعل بالتصعيد عن الزاجات و الاملاح فيموت في مرة واحدة ابيض نقياً منسحقاً و مرة يقتل بالنار بالقوة بين تلك العقاقير محلولة فيخرج متكلساً ان شاء و هو التدبير الثاني الذي لابد منه و هذا التدبير عندي اولي من الاول لانه اقرب الي الثبوت فلو صعده بعد هذا التدبير الثاني يكون صالحاً للانحلال سريعاً فان شاء بعد ذلك ان‌يحله حله في دن خل او في مكان ندي فينحل خالصاً بنفسه

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 377 *»

من غير شوب فيكون حلالاً و شماعاً للاجساد و ان شاء صعده عن النوشادر الثابت بعد السحق به و التشميع و تجفيف الرطوبة فيصعد كالشمع منسبكاً مشمعاً ثم يحله في دن خل الا انه اعسر انحلالاً و اما التدبير الثالث فهو اثباته و اقامته علي النار فيمكن اقامته وحدها و يمكن اقامتها مع ساير الاركان و لاشك ان سبب طيرانه رطوبته الزائدة و برودته فاذا سخن و جفف قام علي النار للمشاكلة و لا شك ان ازالة رطوبته بالكلية فاسدة لان الغرض منه النفوذ و السريان في الجسد فالواجب تغليظ رطوبته مع التسخين حتي يذوب في النار و يجمد بالبرد فذلك لايكون الا بادهان غير محترقة ثابتة قولاً فصلاً و ما سوي ذلك تمثيلات و تقريبات لاينبغي الاعتناء بها و يخلف عنها ادهان ملحية و املاح دهنية و يحتاج الي تشاو لينة متكررة حتي يغلظ رطوبته و تتعلك فان ادخلت الادهان عليه منفرداً اقامه و ان ركبته مع الاجساد و سقيته بها اقامه و المدار علي الادهان ليتشمع و يتعلك و ينسبك بها ثابتاً مستقراً فتدبر فاذا ثبت منفرداً لم‌يبق عليك الا الحل و العقد و ان ثبت مع الاركان ثبت في الحل و العقد فافهم راشداً موفقاً.

فصل

اعلم ان تصعيد الذهب ممكن بالارواح الصاعدة فيضاف اليه قدر اربعة امثاله و يصعد و يرد الاعلي علي الاسفل بعد تكميل الناقص من الارواح و يكرر الي ان‌يصعد كله و الشأن في خلطهما حتي يصير حكم البعض حكم الكل فاذا صعد يفيد الارواح الثبات في الجملة و يستفيد الطيران في الجملة و لابد بينهما من نفس مقررة لهما و اعلم انه لايصعد حتي يتهبأ و لايتهبأ حتي يتكلس بالتكليس الخاص فان تكليس العامة باطل يقيناً فاذا صعد و لطف يحتاج الي التشميع بعد تمييز الروح عنه حتي يخلص و ذلك يكون بنار لينة طويلة ليطير الروح الذي هو اشد فراراً و يبقي الجسد الذي هو اصبر و لابد من معرفة هذه النار ثم يشمع بالادهان النقية غير المحترقة و اوليها الدهن المستخرج من الحجر الابيض و يشمع في احدي و عشرين تسقية فيذوب و يجري كالشمع علي النار و يصلح لختم الكتاب كاللك فاذا هو ركن يصبغ عشرة من الفضة ذهباً جائزاً ثم يحل

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 378 *»

بان‌يغمر بثلثة اضعافه من ذلك الدهن و يودع التعفين احداً و عشرين الي اربعين ثم يعقد بنار لينة في مثل تلك المدة و هو اكسير القانع و ركن تام لغيره.

فصل

اما تصعيد الفضة فبالارواح النقية كما مر ثم تشميع بالادهان البيض الغير المحترقة علي نار الحضان الي ان‌تذوب كالشمع الابيض ثم تحل بغمرها بقدر ثلثة امثالها بذلك الدهن حتي تنحل في احد و عشرين الي اربعين و ازيد ثم تعقد كما مر فهي ركن تام و هذان الجسدان لايحتاجان الي تنقية لنقائهما.

فصل

و اما الاسرب فهو وسخ يحتاج الي التنقية و لايمكن ذلك الا بالدهن الذي لايحترق و بالملح المدبر المحلول و بالزيبق المدبر فيخرج نقياً خالصاً ابيض يميل الي الصفرة الذهبية لاسواد فيه و لازرقة و لانتونة البتة اما الزيبق فلحفظ جوهره عن الاحتراق و اما الملح فلغسله و ازالة سواده و الدهن فلتسخينه و ترطيبه و في هذه الجملة ازالة علله البتة و الوجه تكليسه بالاملاح حتي يبيض ثم يحيي بالدهن و يصلب بالزيبق و يكفيه الرايحة فاذا هو طاهر و العلم في ادخال هذه الاشياء فيه و اخراجها عنه فاذا طهر يصعد بثلثة امثاله من الارواح و يكرر ثم يشمع بالمياه المشمعة الحلالة علي النار ثم يحل بالغمر بذلك الماء ثم يعقد كما مر فانه ينعقد اكسيراً و من عرف المياه الحادة الحلالة استراح و ان ظفر بحل الارواح وصل الي المقصود و من حل الزيبق ثم حل به الجسد استراح من النكد.

فصل

و اما القلعي ففيه امراض من الصرير و النتن و السواد و الرخاوة و عدم النضج و يحتاج الي التنقية و من كلسه تكليساً غير منهك اخرج اوساخه في الماء و بقي جسمه مكلساً صافياً ثم يحيي بالادهان و الاملاح يخرج بلامرض و لاعيب و ان ادخلت عليه الارواح الصافية و اخرجتها عنه خرج الظل منه ثم يصعد بثلثة امثاله من الارواح الطاهرة و التكرير و تكميل ما نقص و من شاء تحميره لابد من ترزينه بروح ثم ادخال النفس المحمرة عليه بخلاف الاسرب فانه لايحتاج

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 379 *»

الي روح اللهم الا للتصليب و الاسرب يحمر بالزنجارات و الكباريت الطاهرة و الزاجات المحلولة و الارواح المناسبة فيسقي به كلسه الطاهر و اما تشميعه فبالمياه البيض التي فيها الاملاح و الانفاس او الدهن الابيض الذي لايحترق و هذا يشمع الاسرب ايضا و القلعي سريع التصدية سريع الانتهاك سريع الاحتراق كثير الجفاف بطيء التشميع و هو اردء الفلزات و لابد في تكليسه من رفق غير منهك حتي لايبطل رطوبته الغروية فيحيي بالتشميع و حله بغمره بذلك الماء او الدهن و ايداعه التعفين الي ان‌ينحل و عقده بالنار اللينة في مثل تلك المدة فاذا هو اكسير و ركن و اعلم ان في الرصاصين قوة التحليل و الترطيب و الاقامة فيقيم القلعي الحديد و يلينه و يقيم الزيبق فضة و يلين الاسرب الاجساد و يطهرها في الروباص و يقيم الزيبق فضة فيصبغ القمر شمساً.

فصل

و اما النحاس ففيه سواد من احتراقه فان قلع سواده فحمرته صابغة للفضة  و ان قلع حمرته عاد فضة فانه في الاصل فضة افسده المعدن فيحتاج الي ازالة الاوساخ اولا ثم الي تليين و ترطيب فان علمت ان الصبغ الابيض من الروح و الاحمر من النفس و التصليب من الجسد و التليين من الماء و الدهن استرحت و يحصل منه اسرنج بالاحراق و اسفيداج بالتكليس و زنجار بالمياه الحادة فان استنزل الاسرنج نزل ابيض مع صفرة قليلة و ان استنزل اسفيداجه نزل ابيض لامعا و ان استنزل زنجاره ينزل كلساً احمر اكسيراً صابغاً للفضة و ان صعد الروح عن الروسختج نقي من اوساخه و اعلم ان تبييضه علي ثلثة اوجه الاول بغير دخيل عليه و هو بالغسل بصابون الحكماء الذي فيه بورقية و دهانة و حلالية للاوساخ من غير انهاك فاذا نقي و القي علي العشرة منه واحد فضة يقوم للحمي الثاني تبييضه بالارواح و النفوس كالزيابق و الكباريت و الزرانيخ فهذه الاشياء اذا ثبتت مع البياض و خروج الادناس فانها تبيض النحاس بياضاً خالداً و ذلك اذا كان النحاس نقياً من سواده حالة الالقاء و ان القيت علي المبيض بالغسل استحال فضة تامة من غير حملان و الثالث تبييضه باحد الاجساد الثابتة بعد غسله و تنقيته اما الفضة

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 380 *»

المدبرة المشمعة فانها تقيم العشرة فضة و اما المشتري مشمعاً فان الواحد يبيض الي الثلثين و اما عطارد مجسداً يقيم الي الخمسين فضة بيضاء و ان كان مشمعاً اقام مائة و اما تصعيدها فبالارواح اربعة امثالها و التكرير و تكميل ما نقص و اما التحمير فبادخال النفس الحمراء او زنجاره المدبر بالزاجات و الكباريت او بالمياه الحادة و اما تشميعه فبالادهان البيض او الحمر و المياه النافذة و اصلح ما يكون التشميع بعد التصعيد او التكليس بغيره و اذا تشمع كان ابيض و ان احمر يقيم القمر ذهباً و حله بغمره بما يشمعه و تعفينه و عقده بالنار اللينة في تلك المدة.

فصل

و اما الحديد فهو كثير الوسخ و من خواصه اقامة الاجساد اذا مازجها علي الروباص سوي الذهب فانه يفسده و انما يفعل ذلك اذا ابيض طاهراً و لان و ذاب و ان لان كثيراً لم‌يفسد الذهب و يلين بالادهان و لابد من تبييضه اولاً ثم تليينه و اذابته فاذا تم فهو اكسير فاعل في القلعي ثم اصلح القابل بتصليبه و تطهيره ثم اخلطهما علي الميزان العدل اما تبييضه بعد غسله فبالاملاح و حله بها و بالاشياء القابضة كقشور الرمان و الاهليلج الاصفر و الجلنار و اشباه ذلك ثم يستنزل عنها حتي ينتهي بياضه و لينه و لايلين الا بادخال الادهان الاجساد اللينة عليه فاذا طهر يصعد بادخال الارواح اربعة امثاله و التكرير و التكميل و تحميره بادخال الادهان و المياه الحمر عليه و تشميعه بالادهان و حله بالمياه الحادة الحلالة و الزيبق المحلول و الدهن و اشباه ذلك و عقده بالنار اللينة.

فصل

و اما التوتيا فهو يصبغ النحاس ذهباً اذا طهر و يصبغ الفضة ايضاً و تدبيره تدبير النحاس و لدهن العقاب فيه اثر.

فصل

و اما المغنيسا فهو يعمل ما يعمل الحديد و يكلس ابيض بالماء و الملح او الملح المحلول المقطر او بالنطرون او بماء ملح القلي او بالتشوية و الغسل او بادخال الارواح او الزيبق المحلول و ان شئت صعده او قطره و بيض الثفل فاذا

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 381 *»

ابيض تحمل عليه من الاشياء المبيضة و يقيم القلعي و يذيب الحديد و ماؤه القاطر يحمر الارواح و يشمع و اذا تشمعت امكن حلها و اذا انحلت عقدت الفرار و اذا عقدت تضبط الارواح النافرة.

فصل

و اما المرقشيشا فتدابيرها تدابير النحاس و ابيضها للبياض و احمرها للحمرة و هي تعقد الابق.

فصل

و اما الزجاج فان كلس بالملح و الاحراق ثم حل يفعل في الرصاصين عظيماً و يعقد الابق ثابتاً و ينقي اوساخ الاجساد و اذا كان محلولاً و ادخل عليها بعد تكليسها و سبك معها اي جسد كان يمسك اوساخها في الاستنزال و يخرجها نقية صالحة.

فصل

و اما الطلق و الجبسين ليس لهما مزاج الا بعسر شديد ولكن اذا كلسا بالتشوية و الاحراق بالاملاح و انحلا فان في كل واحد منهما فعلاً عظيماً لاقامة الرصاصين و عقد الابق و اذا صعد كل واحد منهما حصل الانسباك و ابيضه فعال في البياض و ان القي في محلوله من المياه المحمرة احمر كالارجوان الاحمر فحينئذ يقيم الاسرب المطهر و يصبغه بلون الذهب و يعقد العبد بالجسدية و ان القي منه علي الفضة صبغها و للعقاب في حل الطلق سر عظيم بعد تكليسه و لايمكن تصعيده الا بعد الممازجة بالارواح و من حله حلاً حكمياً بعد تكليسه و ادخل عليه دهن العقاب مع كلس قشر البيض المحلول حتي يصير المجموع دهنة واحدة ففيه كفاية و بلاغ و ان كلس الطلق و جعل في الانبيق و جعل في القرعة عقاباً محلولاً و قطر فان الطلق ينحل مع العقاب الي القابلة ابيض فاذا دفن في الزبل و الحرارة و الرطوبة حتي يأكل بعضه بعضاً و يتكامل حله فانه يفعل افعالاً عجيبة في البياض و ان اضيف اليه شيء من دهن العقرب و دفن حتي يمتزج فانه يعقد الابق اكسيراً و ان شمع الطلق المكلس بذلك الدهن حتي يذوب و يجري و

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 382 *»

ينسبك يعقد الابق ثابتاً.

فصل

و اما الكحل الاسود و المرتك و الاسرنج و الاسفيداج كلها يعقد الابق كالاسرب و ينبغي تنقيتها و ازالة ظلمتها و فيها عسر و ربما تحتاج الي رطوبة زيبقية تدخل عليها لتحفظها و تستعان بها علي طهارتها و تحليلها و تصعيدها و تقريرها و تشميعها و حلها و عقدها او رطوبة زيبقية دهنية و للادهان الحارة المعاونة لحر النار في هذه الاشياء آثار عالية و لايخفي ان الاسرنج و المرتك اذا ابيضا الي لون الاسفيداج فان استنزل شيء منهما خرج مذاباً فيه الروحانية و ان لم‌يخرج فقد فسد و مات و ما خرج ان كان يذوب نقياً بلاسواد و لايتغير في الحمي فهو الجسد الصالح و ان كان فيه ادني سواد يجب اعادة العمل الي رؤية العلامة و اعلم ان لبن العذراء من المرتك و هو يقيم الارواح و يلين الاجساد و يفعل افعالاً عجيبة و الجوهر الخارج من اولاد الاسرب احمر و ابيض يمازج الروح و يصبغه و ان حل شيء منها مع الروح ثم انعقد صار صافياً صبغ القليل منها الكثير و خرجت من الميزان الي التراكيب الفائقة الملحقة بالاكاسير.

فصل

في الزنجار اعلم انه يصنع من النحاس و احسنه المتخذ من الروسختج و النوشادر و الخل و افضله ما عمل من النحاس المنقي و الخل المقطر عن النوشادر و طريق ذلك ان‌تكلس النحاس بتصعيد الارواح عنه ثم اغسله ثم اخلطه بزيت و نطرون و استنزله فان خرج بلونه من غير سواد فقد بلغ و يعاد عليه العمل الي ان لايسود علي الحمي فيجعل برادة رفيعة و يسحق بذلك الخل المقطر عن النوشادر و العقرب المغسول الي ان‌يصير زنجاراً زبرجدياً فيسحق و يشمع بدهن العقرب الي ان‌يذوب و يجري و يحمر فيلقي علي عشرين قمراً يصبغه صالحاً و يحيلها ابريزاً و ان اضفت اليه عبداً محمراً ثابتاً و شمعته به صبغ الواحد عشرين من القمر و ان حللته و عقدته صبغ الخمسين و الحلان بحسب الحاجة فان كان صابغاً زده قمراً و ان كان ناقصاً زده من الدواء فانه يلتحق بالاكاسير.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 383 *»

فصل

في الزعفران و الكامل تنقية الحديد بادخال الارواح بعد الغسل و اخراجها عنها حتي يتهبأ ثم يستنزل و يكرر الي ان لايسود علي الحمي و لايستنزل الا بعد تليينه بالادهان ثم قطر الخل عن العقرب المغسول المختلط بالنوشادر و اسحق به الحديد و شوه مرات او شمسه كما مر في الزنجار الي ان‌يأخذ البصر صفرته فشمعه بدهن العقرب فالق منه علي القمر يحيله شمساً و احمل علي العشرة اثنين و يمازج العبد المحمر في التشميع و يصبغ عشرين قمراً و اكثر و ان حل و عقد تضاعف صبغه و ربما زاد علی الزنجار.

فصل

في الزنجفر اعلم ان في ثابته سراً عظيماً و صنعته كاملاً ان‌يغسل الزيبق مكرراً ثم يغسل الكبريت الي البياض ثم يؤخذ من الكبريت جزؤ و من الزيبق ثلثة و من الزرنيخ المغسول جزؤ و يجعل في قوارير قصيرة الاعناق بعد كمال السحق و التجفيف الي مقدار الثلث و يؤخذ الوصل بالصاروج ثم يجعل في تنور علي مكان مبني بالآجر و الطين و النار محيطة به الي ان‌تحمي القوارير فحينئذ يسد التنور و يترك في الوقيد اثني‌عشر ساعة ثم تبطل الوقيد و يترك الي البرد فتفتحه فتجد الزنجفر و قد تعلق في صدورها رمانياً صالحاً ثم تأخذ منه متي شئت و تلبسه جبة روسختج مع صفرة البيض حتي يجف و تدمسه في قدر فيه ملح طعام ليلة و تكرر عليه العمل الي ان‌يثبت و يرضيك اوصافه و ان شئت اذب الملح في بوطقة و تغطسه في الملح ثم ترفع البوطقة و تغطسه في الماء حتي يذوب الملح تفعل ذلك سبع مرات فانه يطهر و يثبت البتة و ان شئت جعلت له جبة من التوتيا و صفرة البيض او الصابون و الشب و الروسختج او من الزعفران المريخ الطاهر مع صفرة البيض و تدمسه في جير غير مطفي و تجعل فوقه نخالة فانه يثبت و ينقي من بقية اوساخه او تطبخه بين التوتيا و النوشادر الي الثبات و البياض و ان كان من اوله غير مطهر فبعد التثبيت لته بالزيت و النطرون ينزل فرخة طاهرة و ان كان رمانياً ينزل فرخة اعلا فشمعه بدهن العقرب او بدهن صفرة البيض المقطر عن ارضية النوشادر الي ان‌يذوب و يجري و ان شئت الحف به صحيفة شمس و

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 384 *»

ادمسها فانه يتكلس فاضفها الي وزنها مرتين زنجفر مشمع و شمعها معاً الي ان‌يذوب الجميع و الق منه و ان حللته و عقدته فيزيد و اعلم اني جمعت لك في هذه الفصول ما يطابق الاصول و يساعده العقول و لا اظنك ان اصبت المراد حرمت عن نيل الحق.

فصل

و اعلم ان في هذا العلم طريقين طريق الخواص و طريق الطبايع و القوانين الحكمية و هو المسلوك اما الخواص فهو امر لايحصل دائماً و لايستقصي امرها و اما الجادة المسلوكة فهي طريق الطبايع فيجب حفظ الصحة علي الاصحاء بالمثل و دفع المرض عن المرضي بالضد فاذا كان جسداً صحيحاً و اردت حفظ صحته فادخل عليه مثله و ان كان جسداً مريضاً فعالج مرضه الحار بالبارد و البارد بالحار و الرطب باليابس و اليابس بالرطب قولاً فصلاً.

و اعلم ان الدواء اذا ورد البدن لابد و ان‌يعمل الطبع فيه اولاً و يحيله عن صورته ثم يعمل هو في الطبع بعد الممازجة برطوبات البدن فما لم‌يكن الدواء ممازجاً لاعمل له اللهم الا ان‌يكون من باب الخواص الا تري انك لو بلعت حصاة خرجت كما دخلت بلااثر و اما اذا شربت ما ينحل كيلوساً و جري في عروقك و مازج رطوبات بدنك اثر فيك و لاجل ذلك لايؤثر الاحجار و الفلزات في بدن الانسان ما لم‌ينحل حلاً يعمل فيه طبع الانسان فلاجل وجوب الممازجة جعل غذاء الانسان من النبات و الحيوان دون الجمادات غير المنحلة فلو عرفت سر تدبير الحكيم عساك تعرف سر تدبير العمل الحق ان العقار المطلوب لابد في جميع تدابيره الحقة من الممازجات و لاتمازج في يابسين و لا في يابس و محلول بل في محلولين قولاً واحداً فالاجساد لايمازجها ما تكون في الفضا قولاً فصلاً فجميع عقاقير الفضا‌ مباين عن الحق و لا انكر باب الخواص و قد ذكرت انه جادة ولكن غير شارعة و لا مسلوكة و يحتاج الي الايقاف من دليل في كل قدم قدم حتي ان من العلماء قال ان الخواص لايبرهن عليها فالطريق المبرهن عليه ما يمازج الاجساد فان كانت صحيحة ادخل عليها ممازجاً مشاكلاً حتي يتقوي بدخوله في روحانيته

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 385 *»

و نفسانيته اللتين منهما القوة و القدرة و ان كانت مريضة بغلبة الحرارة فادخل عليها بارداً ممازجاً و بعد اتمام عمله اخرجه عنه ليبقي جسداً طاهراً كما يخرج الدواء من البدن بالفواسد و يبقي الجسد سليماً فالدواء الذي تدخل علي الجسد لابد و ان‌يدخل و يمازج و يحمل معه المرض و يخرج خارجاً البتة و الا فلاكمال و البارد الممازج للاجساد الزيابق فانها برازخ بين الاجساد و الارواح و تمازج بجسدانيتها و تخرج بروحانيتها و تحمل معها الاعراض و الامراض غير الثابتة اذ غير الثوابت اطوع للارواح النافرة من الاجزاء الثابتة فلا منقي للاجساد كالزيابق البتة و ان كانت مريضة بغلبة البرودة فتحتاج الي ممازج حار يدخل و ينضجها من فجاجتها و يخرج باعراضها و غرائبها و لا شيء لذلك كالكباريت و الزرانيخ فانها شديدة النفوذ و لكن لابد من ان‌تكون ابيض غير محترق و لا محرق البتة و كذلك امراضها اليابسة تعالج بالزيابق الرطبة و امراضها الرطبة تعالج بالكباريت و الزرانيخ و قد يعالج الاجساد الرطبة بالاجساد اليابسة و بالعكس و الحارة بالباردة و بالعكس فان لها تمازجاً و يقع بينهما الفعل و الانفعال الا ان ذلك بعد التنقية من السواد و الغرايب بتة و ذلك نافع في التراكيب و الاحسن لتنقية الاوساخ الارواح و للتعديل الاجساد و اما الارواح فمرضها الرطوبة الفاضلة و البرودة و تحتاج الي تسخين و تجفيف و لابد لها من عقار ممازج و لاشك في ممازجة الاجساد لها ولكن اخراجها عنها بعد ثباتها مما لايمكن فلاتناسب الا بعد الطهارة التامة عن الاوساخ و لارادة الاثبات و لابد و ان‌يكون الداخل عليه ما ينبغي ان‌يكون معه لا غيره فيكون غريباً او تكون محلولة مقطرة و للاملاح و الاجساد المدبرة المحلولة في تجفيفها اثر فانها تمازج مع الارواح ممازجة و لابد و ان‌تكون ذات كباريت و هي التي تحصل منها خلول اذ الخلول هي الكباريت الصاعدة و للاجساد ابخرة كبريتية عاقدة مثبتة فاذا كانت الاجساد و الاملاح تؤثر لما فيها من الكباريت غير المحرقة فاصل الكباريت اذا كانت طاهرة غير محرقة اولي بذلك فالعلاج الفاصل لها الكباريت الخالصة بلاشك و البواقي آيات و امثال افهم ما ذكرت لك.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 386 *»

فصل

و اما النفوس فامراضها الدهانة السائلة و الرطوبة الزائدة و الاوساخ الهبائية و الطبيعية و لابد لها من عقار ممازج يدخل و يخرج بالاوساخ ثم تحتاج الي تعليك الدهانة و تجفيف الرطوبة اما الاوساخ التي فيها فلاشيء لها كالاكلاس فانها تخرج الارمدة و الفواسد من خلل اهبيتها و من بين اركانها اذ هي الصابون البرزخ بين الادهان و الاملاح فهي المبيضة الغسالة لها و الخلول و الاملاح تصلب جوهرها و تعلك دهانتها بلاشك و تجفف رطوباتها و تغسلها و الاجساد تقررها و تثبتها قولاً فصلاً و ما سوي ذلك آيات و امثال و لابد من ادخال العقاقير و اخراجها و اما التشميع لهذه الاشياء فلاشيء لها كالادهان البتة فان الاشياء تؤثر صفة ما هو فيها بالفعل لا ما فيها بالقوة فاي شيء اولي بالتشميع من الدهن و لكن الواجب ان‌تكون ملحية غير محترقة قولاً فصلاً و كل ما يشمع يحلل حلاً مطلوباً و هو الحل الصمغي القابل للانعقاد شمعاً قابلاً للذوب فافهم و اما المياه البورقية فلاتحل الا حلاً مائياً ملحياً فلاتشمع و انما تملح فيذوب الشيء ذوباً ملحياً و لابد و ان‌يكون المشمع غير ذي‌ثفل ينعقد مع جوهر هذه الاشياء و ان انعقد فليكن شيئاً يصلح للاخراج يعني يكون روحانياً قابلاً للخروج فتدبر و لابد و ان‌يكون المشمع دهناً حامضاً فانه يحل و يمازج و لايكون مالحاً فانه يعقد و الخلول غير الدهنية ايضاً عاقدة لاتصلح للتشميع و الحل فاعرفه و كذا الادهان المحضة المحترقة فانها مفسدة البتة و اما الاجساد الداخلة فلابد و ان‌تكون محلولة مقطرة قولاً فصلاً و لاتقطر الا بعد الحل الطبيعي قولاً فصلاً فافهم ما ذكرته لك في هذا الفصل فانه مر الحق و صحيح العمل و ما سوي ذلك مما في كتب القوم آيات و امثال و اشعار بان لها آثاراً ظاهرة لو دبرت علي نهج الحق تؤثر آثاراً باطنة فلاتغفل و السلام.

فصل

ان الروح المعقود بالاجساد ثم المتجسد بالادهان و الاملاح حكمه حكم ما عقدته فالمعقود بالنحاس نحاس و المعقود بالحديد حديد و المعقود بالاسرب اسرب و المعقود بالرصاص رصاص و المعقود بالفضة فضة و المعقود بالذهب ذهب و هذه المعقودات افضل من عللها لخلوها عن عللها و سرعة

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 387 *»

تشميعها و قربها من الاكسيرية و سرعة نفوذها و غوصها.

فصل

اعلم ان الزيبق السوق فيه وسخ و سواد و لابد من غسله و غسله بالملح المصفي و ان كان محلولاً فهو اجود بنفسه او في الخل الثقيف و غاية تطهيره ان‌يصعد عن الملح المكلس المصفي و يندي بالخل و يشوي ثم يصعد فانه يصعد حياً لطيفاً ان شئت و جميع الاملاح صالح لذلك و ان شئت موته بعد ذلك فزد فيه الزاج و نده قليلاً و شوه ثم صعده الي ان‌يعجبك و يجيبك الي ما تريد و التصعيد بالنار بالفعل عندي احسن من النار بالقوة لانها تزيده رطوبة و نفوراً الا ان‌تحب زيادة نفوره فهي احسن له البتة فجففه برفق و اغسله برفق حتي يطهر ثم حله فانه اكمل لاصلاح الاجساد البتة و انفذ و انقي و ان مات فاحيه بالطبخ بالماء المغلي ملتوتاً بالزيت او وحده او صعده عن العظام المكلسة و ان صعدته بعد الحل استجابك الي الحل سريعاً خالصاً و قد يحتاج الي عقده هارباً فمنهم من يعقده بروايح الاجساد و احسنه ان‌يكلس الفضة بالكبريت ثم تسبك سبيكة و تطرح في زيبق كثير و يوضع علي نار لينة فانه يعقد منه شيئاً بعد شيء فيؤخذ منه و منهم من يعقده في الدهن و الشب.

فصل

ان في الخل روحانية و جسدانية يمازج الاملاح بجسدانيته و يرطبه و يشمعها و يذيبها و يحللها بروحانيته و حدته فاذا قطر عما لايقطر بنفسه بعد تسقيته به و تشميعه به حتي يطير او يجري و يذوب كالشمع علي الصفحة بايسر نار و يذوب علي اللسان سريعاً يصعد به في التقطير البتة ولكن لابد من التسقية و التشميع و الحل و ذلك معمول مجرب صحيح و هو نافع للتشميعات في الارواح و الاجساد اذا صعد عن مناسب و صالح للحل فيها و هو يوصل قوي ما حمل الي اعماق المسقي به و يطير بنفسه فافهم.

فصل

صفة الملاغم اعلم انه لابد في ركنيه من الطهارة التامة فبعد ما طهرا

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 388 *»

يجعل الروح في كل واحد علي حسب تحمله و قوة كبريته العاقدة و في التركيب تدابير فان كانا محلولين يدخل احدهما علي الآخر و يدفن حتي يتداخلا و ان كانا غير محلولين فان كان الجسد احد الرصاصين اذبه و نحه عن النار و افرغ فيه الروح ثم اسحقه و اذبه بنار لطيفة حتي يمتزجا جداً و ان كان احد القطبين فاجعل الروح في حفرة و اسبكه عليه دفعة ثم اسحقه و اذبه مرة اخري بنار لينة و كذا النحاس و لك ان‌تبرد الاجساد ناعماً و تدخل عليها قليلاً من الروح و تسحقه حتي ينعقد ثم تشويه ثم تخرجه و تسحقه و تدخل عليه قليلاً آخر و تسحقه حتي ينعقد ثم تشويه حتي يصلب و هكذا و كذا الامر في الحديد و هو عسر الالتغام و كمال الملغمة ان‌تضع منه قليلاً في بوطقة و تنقح عليه فان طار الجميع فقد بلغ و الا فزد في سحقه و تشويته و غاية ادخال الروح ان لاينعقد حجراً في الحمي و التشوية فان رأيته اخذ في اللين فقد زال قوة كبريته فامسك عنه و اكمل الملاغم ما كان عن محلولين ثم اعقده بعد ذلك و العقد الاكسيري ما ينعقد ثابتاً متفتتاً فيشمع بروح بعده ثم يحل ثم يعقد و ان عقدته متجسداً منسبكاً فهو صالح للتراكيب فذلك تمام عمل الملاغم من اوله الي آخره و اما الغام الروح بالروح فان شئت الالغام بالسبك فلابد من التجسد و الا فلابد من الموت فافهم راشداً موفقاً.

فصل

و مما يشمع به الاجساد ان يسقي مكلسها ماء الزيبق و ماء‌  النوشادر و يجعل بين قدحين فيوضع علي نار هاوية فاذا بخر رفع حتي يبرد ثم يرد و هكذا الي ان‌يذوب علي الصفحة و يجري كالشمع فيوضع علي نار لينة حتي ينقطع الدخان فيرفع مشمعاً لوقت الحاجة و ان شاء بعد ذلك حله غمره بماء النوشادر و حله ثم عقده حتي يرفع.

                                               فصل

صفة الماء المبيض يشمع الاجساد و الارواح من صفة جابر تأخذ من بياض البيض شيئاً فتلقي فيه نوشادراً مصعداً و بورقاً ابيض و تنكاراً فعفنه اياماً ثم يقطر و لم‌يذكر الاوزان هنا قسم آخر بياض البيض رطل ماء النوشادر

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 389 *»

ربع رطل يقطر ثم يطرح في القاطر اوقية نوشادر مصعد و اوقية تنكار و اوقية بورق ابيض بورق الصاغة و يضرب ضرباً حتي يموع ثم يعفن قسم آخر لتشميع الاكاسير اللينة ماء بياض البيض خمسة ارطال تنكار ثلثة ارطال نوشادر مصعد ثلثة ارطال بورق ابيض ثلثة ارطال ملح القلي الصافي ثلثة ارطال ملح الطعام المقطر ثلثة ارطال نوشادر مقطر ثلثة ارطال تجمعها و تعفنها اربعين يوماً ثم تقطر ثلث مرات الي اربع مرات قسم آخر للاكاسير الصلبة بياض البيض فيلقي فيه تنكار رطل نوشادر رطل و ليكن مصعداً زبد البحر رطل نوشادر مقطر رطل يعفن اربعين و يقطر مراراً و اعلم انه قد ذكر المياه هكذا ولكن لابد و ان‌يكون النوشادر مصعداً و البورق و التنكار مصفي عن الاتربة و بياض البيض مقطراً و العمدة في التشميعات بياض البيض و النوشادر و البورق المشمع و التنكار المشمع و طول التعفين حتي يتقطر الاملاح بواسطة الاتحاد مع النوشادر فتدبر تتقن.

و اعلم ان تلك المياه المذكورة من صفة جابر و الذي اري من غير شك و لا ارتياب عدم جواز تشميع الارواح بالنوشادر فانه ان كان ثابتاً قر و ان كان نافراً طار فهو خطاء محض و اما الاملاح المحلولة الآخر فلايجوز علي نحو تدابير العامة فانها تبقي في الارواح و هي غرايب فليس لها الا الادهان التي تطير بالتبخير و ليس لها قوة التطيير و ذلك الدهن يجب ان‌يكون ما لايحترق و لايحرق البتة و الحكيم ان شمع بالاملاح يقدر علي اخراجها من غير فساد لاصل الجوهر و قال بعضهم ان النوشادر يزيد النافر نفوراً الا ان‌يكون ممتزجاً مع غيره و لا اري لذلك وجهاً الا ان‌يكون مع الروح شيء آخر غيره يمسكه فلابأس بالنوشادر مع الرفق بالنار حتي لايستولي علي الروح و ليكن النوشادر لطيفاً جداً و الاولي ان‌يكون مقطراً لا محلولاً وحده.

فصل

قال الجلدكي و قد شاهدت جماعة من الطلبة و قد كلسوا الفضة و الذهب تكليساً غير موافق و خلطوا الفضة المكلسة بالزرنيخ المصعد و الزيبق

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 390 *»

المصعد اللذين قد انتهي بهما التصعيد الي حد صالح من البياض و النقاء و خلطوا الذهب المكلس بالزيبق المصعد المحمر و بالكبريت الذي قد استخرج صبغه و بيض جسده و اعيد صبغه اليه حتي صار احمر غير مسود للفضة بل ذائب عليها و مصفر لها و شمعوا كلاً من الاركان بدهن العقاب المحلول ثم ادخلوا الجميع الحل الطبيعي بزعمهم في الزبل و الحمام الذي يدعونه الي ان انحل الجميع ماءاً رائقاً بورقياً ثم عقدوا ذلك الي ان جف الابيض اكسير البياض بزعمهم و الاحمر اكسيراً الحمرة بزعمهم ثم اذابوا النحاس في نار السبك و القوا عليه من اكسير البياض بزعمهم فلم‌يحله الي الفضة بل صبغ صبغاً يسيراً منسلخاً لاعبرة به و كذلك القوا من اكسير الحمرة علي الفضة فلم‌يؤثر فيها الا صبغاً يسيراً منسلخاً لاعبرة فيه ايضاً و لعمري انهم ربما اصابوا في بعض تدابير بعض الاركان اصابة ما يمكن بالتدبير الصالح ان‌يجعل منها مزاج‌ما و اخطأوا في تدبير بعض الاركان خطاءاً مفرطاً و ازالوا البلة الغروية التي هي علة التماسك و استعاروا رطوبة مستعارة لافائدة فيها و اخطأوا في الحل الذي هو العمدة في التدبير فلاجرم لم‌ينتج لهم من تدبيرهم سوي ضيعة ايامهم و خسران اموالهم و لو انهم حذوا بتدبيرهم حذو الحق لينتج لهم صبغاً ثابتاً برانياً يشابه العمل الحق و لكنهم لايفقهون و لايعقلون انتهي كلامه.

و قد اشار في تزييفه علي القوم بكيفية العمل الحق حيث قال «تكليساً غير موافق» الي ان تكليسهم بالنار بالفعل الميتة للجسد و كان الواجب ان‌يكون بالنار بالقوة حتي لاتبطل الرطوبة الغروية و يكون باقي الحيوة و اشار بقوله «بالزرنيخ المصعد» الي انهم اخطأوا في تصعيده لان النفوس المصعدة كلها فاسدة و محض بياضه و عدم تسويده الفضة غير مفيد و اشار بقوله «مصفر لها» الي انه لم‌يزل احتراقه و التدبير الحق ان لايغير لون الفضة كما نص عليه في التقريب و ان الصفرة من قليل احراقه لاغير و اشار بقوله «شمعوا كلاً من الاركان بدهن العقاب» الي خطائهم في تشميعهم الارواح به فانه يزيد في تنفيرها و المطلوب تقريرها و لذلك يزول اصباغها و اشار بقوله «ماءاً رائقاً بورقياً» الي ان الواجب ان‌يكون ماء عسلياً رُبياً اذا انعقد و ينعقد كالشمع لا كالملح و المياه البورقية لا تعلق لها بالاجساد

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 391 *»

الذائبة و الاشياء تداخل اشكالها و لاتمازج اضدادها و اشار بقوله «ثم اذابوا النحاس في نار السبك» الي انهم اخطأوا في ذلك اذ ما لم‌تطهر النحاس و ترزن و تزيل ظله و سواده و تبيضه لايقبل الصبغ الحق الثابت و لايحيله الاكسير البراني فضة و كذا الفضة ما لم‌ترزن و تصبغ و تقرب الي الذهب لايحيله الاكسير البراني الي الذهبية فافهم فالواجب تكليس الجسد بالنار بالقوة ثم تشميعه بدهن العقاب الابيض او الاحمر حتي ينطبع كالشمع يذوب بايسر نار و يجمد بايسر برد ثم يحل حلاً صمغياً يغلظ علي النار كالرب ثم يصعد الروح بعد التكليس او الحل ثم يشمع الصاعد بماء‌ بياض البيض حتي ينطبع كالموم ثم يحل حلاً صمغياً يغلظ قوامه علي النار كالرب لزجاً ثم يبيض النفس حتي يطهر و يزول دخانه و احتراقه و لايغير لون الفضة ثم يشمع بماء البورق او بياض البيض حتي ينطبع كالشمع ثم يحل حلاً صمغياً يغلظ قوامه علي النار كالرب ثم يمزج المحلولات بميزان ثم تحل ثانياً حتي يأكل بعضها بعضاً و تتفاعل فاذا انحل و علامته ان‌يجري علي الكل ما يجري علي البعض ثم يعقد فيعقد كالشمع الابيض او الاحمر و كالصابون يذوب بايسر نار و يجمد بالهواء ثم يقرب الجسد الملقي عليه بالتطهير و الترزين و التبييض ما امكن ثم يلقي فيستحيل باذن الله الي احد القطبين و ربما يحتاج حين الالقاء الي البورق و الي حجاب يمسكه ان كان روحانياً كثيراً فافهم.

فصل

قال جابر في الخواص يجب ان‌تعلم ان التطهير هو المحتاج‌اليه في امر الاعمال و بعد التطهير الاوزان و المجاورة و بعد المجاورة التقرير و المزاج الجزوي و بعد المزاج الجزوي التقرير و بعد التقرير التشميع و بعد التشميع الحل و بعد الحل المزاج الكلي و بعد المزاج الكلي العقد و بعد العقد الطرح انتهي.

و الغرض ان‌تطهر الاركان عن عرضيها ثم توزنها ثم تؤلف بينها ثم تمزجها مزاجاً جزئياً ثم تقررها ثم تشمعها ثم تحلها حتي يحصل المزاج الكلي ثم تعقدها ثم تطرحها.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 392 *»

فصل

و قال ايضاً في الخواص ان الاكسير لابد فيه من اربعة اشياء روح و هي الدهن و الزيبق و الثاني الجسد المثقل للروح لان‌تغوص و الثالث الرابط بينهما و هو النفس الصابغة للروح فتحتاج هذه الثلث الي تطهير من دنس المعدن و الي مزاج بداخل خارج و هو النوشادر و الماء في الجواني فطهارة الروح غسلها و ذلك تصعيدها عن الملح و الزاج مرة الي ثلث او يغسل بالبول و الخل و الزيت و تستعمل حية و كلاهما حق و المصعد اشرف و طهارة النفس سحقها ثم تشويتها بالنورة و الملح و الزاج مرتين او ثلثاً ثم تصعد حتي تبيض بيسير من النار و دوامها لاغير و تدبير الجسم التكليس و التصدية الاول للصلب و الثاني للرخو و قال و المزاج الكلي بالحل انتهي. فقوله «و ذلك تصعيدها» كلام لا رمز فيه و اما قوله «او تستعمل حية» فانما ذلك في الملاغم لاغير «و المصعد اشرف» يعني اذا حل الاركان و دبر كل برأسه فذلك اشرف و قوله «و طهارة النفس سحقها» فهو الكيلوس لا غير و قوله «ثم يصعد» فهو التصعيد الخاص لاغير و هو رمز و قوله «تدبير الجسم التكليس» فهو بالنار بالقوة لاغير و هو التصدية.

فصل

و قال فيه تأخذ النحاس و تأخذ خلاً فيه شيء من النوشادر و شيء من النطرون و شيء من النورة ثم تحمي النحاس و تطفيه في ذلك الماء سبع مرار ثم تقطعه ثم تسبكه فاذا ضحك تلقي عليه انتهي. و الاولي ان‌يهرج في ماء من محلول الملح و الشب مرات فانه يبيض و يقبل الاكسير و لو مزج بشيء من الفضة ثم يطرح عليه فهو احسن و لو رزن برصاص مشمع حتي يساوي الفضة فهو احسن و كذا لو رزن بزيبق ثابت مشمع.

فصل

و قال التعريق للمحلولات كالتشميع للاكاسير و قال النطرون ينور الاجساد.

فصل

اعلم ان للاكسير بعد التطهير تدابير ستة اولها التنقير و هو للارواح

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 393 *»

فلابد من ان‌تنقر حتي لاتفر من النار و ثانيها التذويب حتي لايكون كالحجر و ثالثها التشميع و هو ان‌يصير بحيث يذوب علي اللسان من غاية لطفه بروحه و نفسه و جسده و يصير حكم الكل حكم البعض و رابعها الترخيم و هو الذوب بعد التشميع اخذاً في الانحلال و خامسها الحل الكلي و المزاج الكلي و اكل بعضه بعضاً و السادس العقد و جميع الامور الخمسة يحصل بالمياه الموافقة الحادة فانها تفسخ الاركان و تصير سبب المزاج و امساك بعضها بعضاً و لابد فيها من النوشادر فانه المتكفل لجميع هذه المهن فلاتغفل.

فصل

اعلم ان تشميع الارواح بالخل المدبر و هو المصلح لها و كل ماء فيه دهانة غير صالح للارواح لانها بنفسها دهن و الادهان يكسبها نفوراً و اما الخل فهو يجفف رطوباتها الغريبة و يفسخ املاحها و صفته علي ما ذكره جابر ان‌تدبر التنكار و البورق بالخل حتي يذوبا علي الصفحة و يصعد و يؤخذ من كل واحد منهما اوقية و من مقطر الخل عشرة ارطال فيقطر ثم اسحق الروح المدبر به و تشويه حتي يذوب علي اللسان و يجري علي الصفحة و اما الجسد فيشمع بما فيه دهانة فيصلح له ماء بياض البيض المقطر مع النوشادر و التنكار و البورق فيسقي به الجسد و يشوي حتي يجري علي الصفحة و يذوب علي اللسان و اذا جمع الكل و امتزج بالمزاج الجزئي و تنقر فلابأس بذوي الادهان للتشميع فانه لايخاف علي الارواح منها فاعرف ذلك و اتقنه، و يجب ان‌يكون آلة التشميع زجاجياً فهراً و صلاية و قدحاً و الغطاء مثقوباً بقدر رأس الابرة و النار لينة فاذا شمع الجسد صار قابلاً للحل المطلوب و قيل لاينبغي حل الارواح لان الحل يزيدها نفوراً الا بعد التركيب مع الاجساد و هذا كلام لااعرفه فان الاركان ما لم‌تنحل لم‌تطهر ابداً فتحل فتطهر ثم تعقد ثم تحل للمزاج الجزوي ثم تقرر ثم تشمع ثم تحل حلاً طبيعياً للمزاج الكلي ثم تعقد و هو الكمال فتدبر و لابد لما يشمع ان‌يكون بحيث يداخله ما يدخل عليه و يمازجه و لاعبرة بالمجاورة في العمل الكامل و اعلم ان جميع العمل بالمياه اذ هي التي تغوص في اعماق الشيء لاغير.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 394 *»

فصل

اعلم انه لايجوز ادخال النوشادر علي الارواح لانه يزيدها نفوراً و لربما يصير سبب تقطرها بكلها كما شوهد و يصعدها بكلها و انما يصلح للاجساد فانه يلينها و يشمعها و يلطفها و لاتدخل في الاكاسير للمزاج الا بعد التقرير التام فالذي يصلح للارواح المياه الحادة و مياه الاجساد المقطرة كلبن العذراء و الماء المثلث.

فصل

اعلم انه قد يكلس الفلزات بادخال الغرايب كتكليس الذهب بادخال المرتك و الفضة بادخال القلعي او بعضها بادخال الاملاح و امثال ذلك فالواجب تصويل المكلسات بالغرايب بما يخرجها و يذيب و يحل تلك الغرايب دون الاصل و يكون ذلك بالمياه العذبة او الحادة فبذلك يطهر المكلس و يبقي خالصاً و الواجب عدم تسليط النار عليها حتي تموت و تذهب رطوبتها الغروية البتة و ان كلس الجسد بادخال الزيبق عليه فالواجب تطهيره او تصعيده عنه حتي يبقي الجسد ذروراً لا جزء له و لابد من الرفق في النار فاذا صول المكلس يلغم بالروح ان شاء و هو نوع من الملاغم و هذا الالغام بسقي الروح مرة بعد مرة لان الارض قد عطشت و اشتاقت الي الماء فتسقيها جزءاً بعد جزء و تشويها حتي تعطش ثانياً و تشتاق الي الماء و ارفق بالنار ما قدرت فزحل يتحمل اربعة و عشرين و المشتري الي ثمانية و اربعين و الحديد اثنين و سبعين و الشمس الي ستة و تسعين و الزهرة الي مائة و عشرين و عطارد بعد قتله بضبط شديد و تصويله الي مائة و اربعين و القمر الي مائة و ثمانية و ستين و كمال الالغام طيران الجسد كالروح و ليس فيما دونه شيء ثم ان شئت صعدت و ان شئت قررت و شمعت و بعده ان شئت حللت و عقدت فيصير صباغاً و تحمر الحمر من ذلك بالمياه الحمر او بخار الكبريت حتي يصير شنجرفاً فيكون رأساً و ان شئت قررته و شمعته بمياه النفوس و لا كمال في ذلك و انما الكمال في حل الجسد و تشميع الارواح و النفوس به فانه يقررها ثم بعد الانضباط تحله و تعقده فيكون مركباً تاماً و اعلم ان كل مركب ليس فيه روح و نفس و جسد ليس بشيء فان النواقص ناقصة بارواحها و نفوسها و اجسادها و

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 395 *»

لابد من اصلاح الكل فما سوي ما ذكرنا ناقص عن درجة التمام و يكون تلويناً لا تكويناً نعم ينفع في الموازين لمن علم ميزان الكم و الكيف و لابد علي اي حال من تقرير الروح.

فصل

اعلم انا نحتاج الي ادخال الاجساد في المركبات لاربعة منها ان‌تكون خميرة يصعد منها ابخرة اكسيرية و تحيل الارواح الي جنسها ثم تفعل بروحانيتها و منها ان تضبط الارواح و تقررها و منها ان تغوص بثقلها و منها ان‌تصير سبب المجانسة لما يلقي عليه فاذا تقررت الارواح باشياء اخر احتمل المركب زيادة الارواح و العمل لها فكلما زيد الروح و اشتد تقررها عملت اكثر و تضاعفت و انما ذلك مثل مثقال خل صببت عليه عصيراً و تركته حتي حمض الكل فصببت عليه مثقالين عصيرا و تركته حتي حمض الكل ثم صببت عليه و تركت و هكذا فلانهاية لذلك لانه اذا حمض ما عندك صار خلاً برأسه و خميرة لما يلقي عليه بعده و كذلك اذا تقرر الارواح صارت بانفسها خميرة لما يلقي ثانياً و يخمر ما يلقي عليه فيتضاعف الي ما شاء الله و السر في التقرير دائماً فافهم هذا السر المصون و صنه عن غير اهله و لايقرر الارواح الا بالاجساد المحلولة او النفوس المحلولة و شيء يوصل قويها الي الارواح فان عرفت ذلك عرفت سر الامر.

فصل

اعلم انه قد يكلس الذهب بالمرتك او الاسرب باطعامه في السبك الي ان‌ينسحق و ينخل بحريرة ثم يسحق حتي يصير هباء و يكلس الفضة باطعام القلعي كذلك و يكفي العشر ثم يوضع كل واحد في النار الي ان‌يصير هباء لامجسة له و لابد من اخراج الغريب المفسد منها بالتصويل و هو سر و طريقه ان‌يغسل بماء يذهب فيه الخفيف الرخو و يبقي الثقيل الصلب تربة حمراء او بيضاء و الشأن كل الشأن في احكام التصويل حتي لايبقي فيه شيء من الغريب البتة و يعود الي الوزن المعلوم و طريق تكليس الذهب بالاسرب ان‌يلغم واحد من الاسرب بعشرة زيبق و يلغم بها عشرة ذهب الغاماً جيداً ثم يصعد الزيبق فان تهبأ الذهب و

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 396 *»

الا يعيد ثم يحتاج الي اخراج الاسرب بالتصويل.

فصل

اعلم ان في الاجساد ما فيه روحانية و انتشار كالاسرب و القلعي و الروح التوتيا و فيها ما فيه جسدانية لاانتشار لها فارواحها اذا نقيت عن الاوساخ و طهرت علي وجه الكمال ثم كلست ثم شمعت و القيت علي اجسادها عملت فيها و صبغتها و يصبغ القليل منها الكثير و التشميع الحق فيها ان‌يصير كالشمع الابيض يذوب بايسر نار و يقبل الختم كاللك و يمكن ختم الكتاب به و يجمد بالبرد كاللك بتة و لايكون فيه تقشف اللك و مثل هذا التشميع لايمكن الا بتقريبها بالمشمع و ادخال دهن غير محترق ممازج معها داخل خارج عنها بتة و اعلم ان التراب المبلول يقبل الماء الوارد و الجاف منه لايقبل فالمكلس لابد و ان‌يكون باقي الرطوبة ليقبل الماء المشمع و الماء ينبغي ان‌يكون مشاكلاً لتلك الرطوبة لتدخل و تمازج فالماء الحق الزايد لرطوبة الاجساد ماء روحاني و لم‌ينقص الاجساد عن حد التشميع الا قلة الرطوبة فلابد من ادخال الرطوبة فيها لترطب و يصير سريع الذوب و هو ماء واحد معين محدود البتة و اما النوشادر فهو يمازج في الجملة بقوة الروحانية التي فيه و ليس غيره يفعل ذلك و اما النفوس المحلولة فلها شأن في تشميع الاجساد اذا كانت غير محرقة و لا محترقة و ليس امرها كالماء المخصوص الداخل الخارج و اما الاجساد فانها اذا شمعت تكون صالحة لقبول الارواح المنتشرة و ليس لها بنفسها انشار الا بالتدبير يعني بزيادة الاصباغ فيها و تصعيدها و جعلها روحانية فانها حينئذ تنتشر.

فصل

اعلم ان الاسرب كالقلعي في الرخاوة و افضل منه لتلززه و ثقله و هو ايضاً يابس و فيه اوساخ و لابد من تطهيره و صفته ان‌يدخل عليه رطوبة ممازجة ثم يكلس ثم يؤخذ عنه الرطوبة فانه يطهر من اكثر اعراضه ثم يستنزل حتي ينزل طاهراً نقياً قد اكتسب رطوبة فاذا طهر صلح لممازجة الفضة بل يرزنها ايضاً فلابد من ادخال جسم خفيف طاهر عليها حتي يساوي حجمها و وزنها الفضة علي نسبة

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 397 *»

حكمية و الا يكون اثقل من الفضة البتة اللهم الا ان‌يراد بتركيبها تحصيل الشمس فانه لايحتاج الي جسد خفيف آخر بل الي ثقيل آخر و لايمكن تطهيره الا بالدهن الذي لايحترق او الملح المدبر او الزيبق المدبر فاذا طهر بذلك خلص جوهره نقياً ابيض يميل الي الصفرة صلباً ذهبياً لازرقة فيه و لانتونة ثم بعد التنقية التامة لو اطعم عشرة منه بواحد من الفضة المشمعة صيرته كالقعلي بياضاً و حسناً الا انه اثقل منه بكثير قال الجلدكي ما حاصله ان عرفت حل هذه الاجساد استرحت من كثير من التعب و ان ظفرت بحل الزيبق و حللت به الجسد استرحت من النكد فاذا انحل يرفع الماء بطريق الرفع فيصير بعد الغسل مكلساً نافعاً.

فصل

اعلم النحاس فيه قوة اكسيرية و اقعده عنه خفته و احتراقه و كثرة اوساخه فمن طهره و ازال اوساخه صبغ الفضة صبغاً ذهبياً مرتفعاً و اذا بيض قرب من الفضة لانه فضة قد افسدها المعدن فمن ازال عنه اوساخه و بيضه كان فضة الا انه خفيف بالنسبة الي الفضة و لابد من توسط فلك العطارد بينهما علي نسبة فلسفية فهو من حيث الاعلي مرتبط بالشمس مناسب معها و من حيث الاسفل مرتبط بالقمر مناسب معه و منه يحصل الزنجار الذي لو شمع كان صباغاً بصبغ فائق قال جابر فيه يغوص و يجمع و يشمع و يخلط و انا اذا وجدناه و وجدنا النوشادر فقد وجدنا الصبغ و التشميع و الاختلاط الجزوي ثم الكلي ثم المزاج الکلي انتهي. و للمشتري مع العطارد فيه عمل قوي في التبييض بعد نقاء المجموع و ترزين اذا كان النسبة بينهما محفوظة و هو اولي بالتراكيب الذهبية كما ان القلعي اولي بالتراكيب القمرية و للعلم المرفوع فيه فعل طايل اذا اطعم مع البورق و يبيضه حسناً و لو القي عليه العطارد و المشتري و العلم المرفوع مع شيء من الاملاح يصير قريباً و يحتاج الي التزويج و لو كانت الاخلاط صالحة التركيب لكان لاحقاً واصلاً و كذلك ان كان بدل العلم الشك فانه يقوم مقامه البتة و كذلك الشك المصعد عن العقاب ثلثاً بعد التسقية بالخل فانه يبيضه و ان كان منقي ففيه الكمال

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 398 *»

و اعلم ان النحاس اذا نقي و ازيل اوساخه بالكلية قرب من ذهب القوم و فاق ذهب المعدن فلو خلط مع الذهب احتاج الي الفضة حتي يوازي ذهب المعدن و اما خفته فانها تزول اذا بلغ هذا المبلغ و يناسب الذهب و ان لم‌يبلغه الا بادخال العطارد عليه علي نسبة فلسفية و هو ظاهره حار يابس و باطنه بارد رطب علي عكس الاسرب فان ظاهره بارد يابس و باطنه حار رطب و اما القلعي فظاهره حار رطب و باطنه بارد يابس فلو حل اي هذه الاجساد ظهرت احكام باطنها و استولت علي ظواهرها فلاجل ذلك نحن اذا حللنا القلعي ابيض و كذلك الاسرب و الحديد و اما الفضة فانا اذا حللناها ظهر عليها سواد بنفسجي لم‌يكن لها قبل و زنجرة و اما النحاس فيبيض بعد التنقية و يزول صداؤه و زنجرته بالجملة الواجب في النحاس ازالة سواده و اوساخه حتي يصير احمر خالص الحمرة او ابيض خالص البياض ففي الابيض يحتاج الي ادخال رطوبة بيضاء حتي يتقوي باطنه و يضعف ظاهره و اما في الحمرة فلايحتاج الا الي ازالة الاوساخ و السواد من غير تبريد و ترطيب و اما الرطوبة الداخلة عليه فهو الدهن الذي لايحترق و لايحرق و هو الدهن الحار الرطب لاجل تركيب الذهب و البارد الرطب لاجل تركيب القمر و ان اريد الاكسيرية فلايحتاج الي رطوبة فان ذهب القوم حار يابس لا حار رطب فالنحاس اذا زال سواده خلص حمرته و اصفر صفرة ذهبية فان الحمرة صفرة كدرة مشوبة بالسواد و الظلمة فاذا زالت السواد اصفر و اذا زال الصفرة ايضاً ابيض و لايبلغ البياض الا بعد مجاوزة الصفرة و ليس بواجب ان‌يجوزه العاقل الا مع عجزه عن سلوكه الطريق و وقوفه علي وسطها و اذا قطع خيط سواد وحده يصير صباغاً للفضة لما فيه من الصفرة المتراكمة ولكن ذلك من حيث اللون و اما من حيث الكم فهو اذا ابيض و زال اعراضه صار فضة في الكم و الكيف و لذا روي عن الصادق7 انه اصله فضة قد افسده المعدن فمن عالجه انتفع به فمن حيث هو الي الفضية اقرب و هو وحده و من حيث الكيف الي الذهبية اقرب و يحتاج الي شيء غيرهما يسويهما في الكم و اعلم ان الخار له اكسيرية بالنسبة الي النحاس يزيد عنه خيط سواده و يصفره تصفيراً حسناً و يكسيه

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 399 *»

بريقاً و صقالة و يزيل زنجرته في الجملة الا انه غير ثابت فمن نقي نحاسه و اقام خاره من غير انهاك و افساد و ادخله عليه بلغ مبلغاً من العمل و كماله بالحملان و توسيط القمر و العطارد اذا كانا في برج الميزان او الاسد.

فصل

كلما فسدت صورته في العمل ثم اعيد في الكون علي غير ما ذكره القوم فلاترج منه صلاحاً فاذا ابطلت صورة عقار مثلاً و فصلته ماءاً بورقياً و كلساً ملحياً فان مثل هذا يمتنع عوده فانهما لايمتزجان و الشمس وحدها يبخر هذا الماء فضلاً عن النار و انما الغرض العود بالممازجة و عدم الانفكاك و اعلم النار تفرق المختلف و تجمع المؤتلف فوجب ان‌يكون اجزاء العايد مؤتلفة لا مختلفة فالماء البورقي و الملح الجاسي و الدهن المحترق غير مؤتلفة فهي مورد تفريق النار البتة فلاترج في امثال ذلك صلاحاً ابداً.

فصل

اعلم ان الحجر سمي بالحجر لانه معدن الاكسير يستخرج منه كما يستخرج الفلز من الاحجار المعدنية و يسمي بالبيضة نظراً الي حصول الفرخ منه و خروجه عنه و هذا الحجر واحد بالنوع فان الواحد الشخصي لايتغير عن كيانه بنفسه الا بغريب و الغريب لايستعمل في هذا الباب و المراد بنفي الواحد الشخصي يعني انه ليس بارض خالصة و لا بماء خالص و لا بنار خالصة و لا بهواء خالص و انما هو شيء مربع الكيفية و الكيفيات من نوع واحد و مثلث الكيان و تلك الكيان من نوع واحد و تلك الكيان و الكيفيات من نوع واحد و هو الطبع العنصري لان يد التقدير فرقت الطبيعة الي اربع ارض و ماء محسوسين بالعين و هواء و نار محسوسين بالاثر فاذا امتزجا الارض و الماء بالاعتدال ظهر من بينهما الهواء بالاثر و اذا سخن الهواء ظهر النار و لهذه الاربعة لطايف هي الروح و متوسطات هي النفس و غلايظ هي الجسد فلاجل ذلك يكون الحجر مثلث الكيان مربع الكيفية و اذا لاحظت درجات الكيفيات وجدتها اثنتي‌عشرة و الصورة المجموعية هي الثالثةعشرة و الوحدة المفاضة عليها التي هي حقيقتها

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 400 *»

هي الرابعةعشرة فاذا فرق الحجر بهذه الاجزاء كانت الاجزاء متكثرة بالشخص واحدة بالنوع و هذا مراد القوم حقاً و غاية صنعة القوم تجسيد الارواح و ترويح الاجساد و جعل النار حائلة و الارض سائلة و الماء جامداً و الهواء راكداً فمن اقتدر علي ذلك اقتدر علي التدبير كله فاذا الماء الجامد غير بورقي و الارض السائلة غير ملحية و الروح المتجسد غير فارة و الجسد المتروح غير ميتة فاذا ائتلفت اتحدت و صارت واحدة صناعية كالدرياق له ثمان قوي و خاصيته الذوب و الجري و الغوص و الممازجة و الصبر و الصبغ و التتميم و التكميل و القوي الكلية خمسة الصبغ و الذوب و الممازجة و الغوص و الصبر و له خاصيتان الاحالة و التنقية.

فصل

من ادي تدبيره الي خلع الصورة النوعية عن الحجر فقد افسد و اخطأ فانه بعد التفريق لايعود الي ذلك النوع و انما الواجب تغيير الصور الشخصية الفاسدة المشوبة بالاعراض الي صورها الاصلية ليشتد الايتلاف في التركيب و ذلك كالتطهير و الغسل و التنقية فالجهال الذين يغيرون الاشياء الي ان‌يخرجوها من نوعها لاتعمل ذلك العمل الذي يتوقع منه كما ان السقمونيا اذا حل و عقد و دبر حتي خرج عن كونه سقمونيا ليس يسهل الصفراء و انما الغرض تطهير السقمونيا عن الاتربة و الاعراض حتي يصير سقمونياً خالصاً لاشوب فيه فحينئذ يقوي عمله و يعمل القليل منه ما يعمل الكثير منه بل ربما يكون مشوباً باعراض عائقة عن العمل فلايعمل شيئاً ما يكون الاعراض فيه فاذا نقي عمل عملاً كاملاً كما خلق لاجله و هذا مراد القوم من تدبير احجارهم حسب فلاتصغ الي غير ذلك ابداً و اعلم ان الطبيعة عملها اسهل من كل شيء و انما العسر في البيان كما ان شبحك في المرآة يقع في اقل من طرفة عين و اذا اردت كيفية صدور الشبح المنفصل و كيفية الانطباع و كيفية الرؤية له احتاج الي كتاب و علم و بحث زماناً طويلاً و كذلك هذه الصناعة فان عملها لطبع في الاحجار و انما اعسر علي الناس البيان و التفصيل الاتري ان جميع الناس يتكلمون علي القوانين المنطقية و المحاسن البديعية و طرق البلاغة و لكن اذا كتب في ذلك الكتب جعله علماً و يعلمه واحد بعد واحد

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 401 *»

و احتاجوا الي درس و بحث و رد و اعتراض و سؤال و جواب حتي طال بهم الحال الي ما تري و كذلك هذه الصناعة لو رآه الرائي و نظر الي الكتب تعجب و ظن ان هذا العمل السهل لايحتاج الي هذه الكتب و يتعجب ان كل هؤلاء الخلق كيف جهلوا هذا العمل بهذه السهولة.

فصل

ان في الحجر روحاً و نفساً و جسداً فاول ما يستخرج هو الروح للطافته و برودته و رطوبته النسبية المنافرة من النار و النفس مكنونة في الجسد غاربة في مغربه فيرسل الماء الي الارض و يحل به غلايظ النفس و ترق فيخرج بها الي الخارج و يصعد بها فيطلع الشمس من مغربها و يبقي الارض هامدة و لهذه الروح و النفس لطايف و يسمي بالماء الالهي و هو الذي يخرج اول بايسر نار لشدة لطافته و هو الماء الاول الذي منه كل شيء حي و الفؤاد و الوجود و الروح هو العقل و النفس هو الروح الملكوتية و الارض الهامدة هي النفس الدهرية و الجسد الاصلي و للروح و النفس غلايظ كامنة جاسية في الارض مستترة فتخرج بقوة النار و هي اكليل الغلبة و هي الروح و النفس كالانفحة لللبن فانها غليظهما تعلمهما الانعقاد و تجعل النار حائلة و الماء جامداً و هي الرماد و الثفل و اكليل الغلبة و النوشادر الجنسي و نار الفلاسفة العاقدة لزيبقهم و الزيبق اذا عقد باي شيء يحله النار الا هذا العقد و هو المسمي بالمريخ كما انهم يسمون الحجر حال السواد بزحل و بعد الجويريات بالمشتري لمقام النقاء و البياض و الاكليل هو المريخ و الصبغ اي النفس هو الشمس و الزيبق الشرقي هو الزهرة و الزيبق الغربي هو عطارد و القمر هو الارض البيضاء.

فصل

النيران العرضية اربعة اولها نار الحضان و حدها عدم التفريق بين اللطيف و الكثيف و غايتها الامتزاج التام بدوام الحرارة و الرطوبة المفسخة فاذا حصل التفسخ لزم التداخل فاذا لزم التداخل بعد المشاكلة لزم الاتحاد فافهم و هذا درجة الرصاص و دور زحل فاذا بلغ هذا المبلغ احتاج الي نار اقوي و آلة اخري

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 402 *»

فناره لابد و ان‌تكون ناراً مفصلة مقطرة و هذا التقطير غير تقطير العامة فانهم يقطرون ماء غير متحد بارضه فيصعد لهم ماء بورقي و يبقي لهم ارض كلسي و يسمون الآلة بانية فوق انية و سموها بالفيل و ذات الثدي و القباب و الشباك و سلالم الذهب و قضبان الاس و غايتها تفرق اللطيف عن الكثيف ليطهرا و ليؤلفا بعد فاذا فصلا و فرقا يسمونه بالمشتري و قلعياً و نباتاً فاذا تم التفريق اخذ الماء و نخل و تم دور المشتري فاحتاجوا الي نار اقوي و هي نار اقوي مصعدة بالكثيف و هي نار المريخ و غايته تصعيد لطيف الكثيف ليطرح قشوره و زبله و هو الغاية و لاجله المهنة حتي يطرح تلك القشور و الاعراض و هنا نصف العمل و تم دور المريخ اذا فصلت و طهرت ثم يبدأ بالتركيب و البعث و النشور و هو دور الشمس و نار هذه المرتبة ايضاً كنار الحضان لان الغرض هو التأليف و الاتحاد فلايصلح ذلك بالنارين الوسطاوين فعاد علي البدء و السلام.

فصل

اعلم ان التكليس هو تفريق الاجزاء المتصلة الهبائية و هو بالنار المفرقة لاغير و لكن تكليس الخاصة بالنار بالقوة و هي الزيبق و تكليس العامة بالنار بالفعل و بينهما بون كما بين الحيوة و الموت فلاتكليس الا بالماء الالهي و هو النار نار الفلق و بهذا التكليس لايموت الجسد البتة فلابد من تفريق ماء الحجر عن ارضه ثم تشبيب الماء بالكلس حتي يصير ماء الرأس ثم يكلس به الكبريت فيتكلس و يتهبأ البتة بحيث لايرسب ابدا.

                                               فصل

ان تقطير القوم لو كان كما يزعمه العامة لزال عن الاكسير الرزانة و الثقل فان المقطرات و المصعدات لطيفة خفيفة لايحصل فيها الرزانة و انما مراد القوم منه التقطير المفرق بين اللطيف و الكثيف و بين ما انحل و ما لم‌ينحل و هو مكتوم مستسر عندهم لايعرفه الا من هو منهم و قد مر الاشارة اليه فماؤهم ماء ثقيل رزين فان قدرت علي تقطير ماء رزين غير بورقي فقد اصبت و اعلم ان كل ماء قطر فانما قطر بالتبخير و كلما يبخر يجذبه الهواء و ينشفه و يبطله و ماء الحجر

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 403 *»

لو فارق الحجر و جف و صعد لكان المركب ميتاً بلاروح و هذا محال باطل فلابد و ان‌يكون ماؤه ماء كلما يعمل فيه النار يغلظ و يتربب و يتجسد و يتشمع فيذوب کالشمع صابراً علي النار غير مبخر فاذا رفعته عن النار جمد جسداً و هذا محال ان‌يحصل بتقطير العامة فالمياه البورقية محال باطل و زبد مجتث زايل فافهم و لكن ليس ان التقطير العامي ليس بمستعمل في العمل الحق و لكن لكل موضع خاص به فافهم و كن نبيها.

فصل

ان الاجساد اذا خلصت من اوساخها بالحل و التكليس الخاص غير المميت ثم حييت طاهرة نقية ثم جمعت علي ميزان عدل حصل المقصود في يوم واحد باذن الله و نحن قد استخرجنا ذلك بالعلم و لاقوة الا بالله.

فالثنائيات ثمانية: الاول آنك تسعة و نحاس خمسة الثاني آنك ستة‌عشر و القصدير خمسة الثالث آنك تسعة خار خمسة الرابع آنك اربعة‌عشر حديد خمسة الخامس زيبق تسعة نحاس سبعةعشر السادس زيبق ستةعشر قصدير سبعةعشر السابع زيبق تسعة خار سبعةعشر الثامن زيبق اربعةعشر حديد سبعةعشر.

و التركيبات الثلاثية خمسةعشر: الاول آنك ثلثون قلع خمسة حديد خمسة الثاني آنك خمسة و عشرون قلعي خمسة نحاس خمسة الثالث آنك ثلثة و عشرون حديد و نحاس من كل خمسة الرابع آنك ثلثة و عشرون قلعي و خار من كل خمسة الخامس آنك ثلثة و عشرون حديد و خار من كل خمسة السادس قلعي اثنان و عشرون آنك و زيبق من كل ستةعشر السابع حديد اثنان و عشرون آنك و زيبق من كل اربعةعشر الثامن آنك ثمانيةعشر نحاس و خار من كل خمسة التاسع آنك سبعةعشر نحاس اثناعشر زيبق اربعةعشر العاشر آنك سبعةعشر خار اثناعشر زيبق اربعةعشر الحادي‌عشر قلعي و نحاس من كل سبعةعشر زيبق خمسةعشر الثاني‌عشر قلعي و خار من كل سبعةعشر زيبق خمسة و عشرون الثالث‌عشر حديد و نحاس من كل سبعةعشر زيبق اثنان و ثلثون الرابع‌عشر حديد و خار من كل سبعةعشر زيبق اثنان و ثلثون الخامس‌عشر نحاس و خار من كل سبعةعشر

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 404 *»

زيبق ثمانيةعشر.

و اما التركيبات الرباعية فاحدعشر: الاول آنك تسعة و ثلثون قلعي حديد نحاس من كل خمسة الثاني آنك تسعة و ثلثون قلعي حديد خار من كل خمسة الثالث آنك خمسة و اربعون قلعي و حديد من كل اثنان و عشرون زيبق ثلثون الرابع آنك اثنان و ثلثون حديد نحاس خار من كل خمسة الخامس آنك ثلثة و عشرون حديد اثنان و عشرون نحاس ستة و ثلثون زيبق تسعة السادس آنك خمسة و عشرون نحاس و خار من كل اثنان و عشرون زيبق ثمانيةعشر السابع قلعي حديد نحاس من کل سبعة‌عشر زيبق تسعة‌ و ثلاثون الثامن قلعي حديد خار من كل سبعةعشر زيبق تسعة و ثلاثون التاسع قلعي نحاس خار من کل سبعة‌عشر زيبق اربعة و ثلثون العاشر حديد نحاس خار من كل سبعةعشر زيبق اثنان و ثلثون الحادي‌عشر آنك ثلثة و عشرون حديد اثنان و عشرون خار ستة و ثلثون زيبق تسعة.

و اما التركيبات الخماسية فهي سبعة: الاول آنك ثمانية و اربعون و قلعي و حديد و نحاس و خار من كل خمسة الثاني آنك و زيبق من كل تسعة و ثلثون و قلعي حديد نحاس من كل اثنان و عشرون الثالث آنك و زيبق من كل تسعة و ثلثون قلعي حديد خار من كل اثنان و عشرون الرابع آنك تسعة و ثلثون قلعي سبعةعشر نحاس و خار من كل اثنان و ثلثون زيبق اربعة و ثلثون الخامس آنك و زيبق من كل اثنان و ثلثون و حديد و نحاس و خار من كل اثنان و عشرون السادس قلعي حديد نحاس خار من کل سبعةعشر زيبق ثمانية و اربعون السابع آنك و زيبق من كل تسعة و ثلثون و قلعي و حديد و خار من كل اثنان و عشرون.

و اما التركيب السداسي فواحد آنك و زيبق ثمانية و اربعون و قلعي حديد نحاس خار من كل اثنان و عشرون و اما السباعي فاضف الي السداسي ما شئت من الفضة و ادخال الذهب في هذه التراكيب اكل من القفا و الرجوع قهقري فلايكون و اما احالة الواحد فضة فلايكون الا بالاكسير فان الاخف اخف ابدا و الاثقل اثقل

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 405 *»

ابدا و لايعود بازالة الاعراض قمراً فانك تزيل الاعراض عن القلعي حتي يصير قلعياً علي الحقيقة بلاوسخ و اما انحطاطه عن الفضية فلايزول الا بمكمل و هو الاكسير فلايصير واحد من هذه الفلزات بوحدتها فضة ابداً بلااكسير و كذلك لايصير واحد منها فضة بالتطهير و الحملان فان الاخف اخف ابدا و الاثقل اثقل ابدا و الجهلة لايفهمون هذه الامور و كلما ابيض و انطرق و خرج من الروباص يحسبونه فضة و لايكون كذلك الا و يكون حجمه حجم الفضة فلاتتحقق من واحد و لا من اثنين احدهما الفضة و لا من اثنين اثقلين و لا من اثنين اخفين بل من ثقيل و خفيف و كذلك الثلاثيات اذا كانت كلها اثقل او كلها اخف لايعقل منها التركيب و كذلك الرباعيات و الخماسيات فافهم ما ذكرته لك فانك لاتجده في كتاب فاذا اجتمع الاخف و الاثقل تخفف الثقيل و تثقل الخفيف بالميزان و قام منهما جسد ابيض بحجم الفضة و بلينها و مدها و طرقها و ذوبها و صبرها و ثباتها فاذا القيت عليه المحمول الذي له الروح المطلوب اشتعل به روح الحامل كما اذا كمل الولد في بطن الام و حصل له بخار في جوف قلبه اشتعل بالروح الوارد عليه مع دم الحيض فحيي باذن الله سبحانه و صار حياً و كذلك الحامل يصير فضة باذن الله بواسطة المحمول و لكن الجهلة عن هذه المعاني غافلون و يصنعون مفرغاً من خلط الفلزات بعضها ببعض و يسمونه ذهباً و فضة و امتحانهم اشتراء الصرافون الجهلة و الصائغون الغفلة و يفرحون بخبطهم و يحسبون انهم يحسنون صنعاً و الحال ان الجسد ما لم‌يشاكل الجسد لايحيي بحيوته كما ان جسد الجنين ما لم‌يشاكل جسد امه لم‌يحيي بحيوته و اما الذهب فلما كان هو اثقل من الكل فلايمكن التركيب بحيث يساويه في حجمه ابدا نعم الاكسير يقلب الكيان باذن الله سبحانه و اما التركيب فلا نعم يمكن ان‌يصير بلونه و لينه و ذوبه و مده و طرقه و يخرج من الروباص و الخلاص و لكنه اخف من الذهب دائماً بل يمكن ان‌يصير اعلي من الذهب المعدني و يكون صباغاً يمكن ان‌يحمل عليه مثله و اضعافه و لكن يكون اخف ابدا الا ان‌يلقي عليه الاكسير و ذلك ان صنعة التركيب بالكم و عمل الاكسير بالكيف و التركيب بالجسد و الاكسير بالروح و ليس التطهير

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 406 *»

يجعل الفلزات بثقل الذهب و الا لما كان يمكن ان‌يصنع منها الفضة و لا فرق في تطهيرها فاذ لم‌يجعل التطهير الفلزات بثقل الفضة و لم‌تستعمل الاكسير فلاشيء يرزنها فلايكون تركيب شمسي يساوي الشمس في جميع ما لها نعم يساويها و يفوقها في كل شيء ما خلا الحجم و لايجاوز تركيب منها حجم الزيبق لان الكل اخف منه فلابد و ان‌يصنع من الزيبق وحده ثم يحمل عليه او من الزيبق و الآنك و الا ساير الاشياء فبعيدة جداً عن الذهب فافهم و لاتغتر و هذان اقرب الي حجم الذهب و ان لم‌يبلغاه ابدا و اعترف بذلك الفحول في موضع لايعبؤ به فافهم فقد كشفت لك الخطاء و انجيتك من العناء نعم هو ذهب الذين لايبالون و ليس بذهب حقيقي اللهم الا بالاكسير و اما الفضة فيمكن صنعها علي ما هو المقرر و نحن قد كتمنا بعضاً و اظهرنا بعضاً فلو صنع ذهب هكذا و القي عليه الاكسير لبلغ مرتبة الكمال بايسر جزء و اقل مقدار منه و تكون ذهباً باذن الله.

فصل

قال في «درر الانوار» ما حاصله ينبغي ان‌يطهر كل واحد من الاجساد الناقصة ثم يدبر بالملينات و المصلبات حتي يماثل القطبين ثم يركب و المقارنة ان‌يكون كوكبان في برج واحد و المقابلة ان‌يكون احدهما سابع الاخر و التثليث ان‌يكون احدهما ثالث الاخر و التربيع ان‌يكون احدهما رابع الاخر و التسديس ان‌يكون احدهما خامس الاخر اقول المعروف ان التثليث ان‌يكون بينهما ثلث الدور و هو اربعة و التربيع ان‌يكون بينهما ربع الدور و هو ثلثة و التسديس ان‌يكون بينهما سدس الدور و هو اثنان و قال اما الثنائي فاحد و عشرون و الاقرب الي القمر المشتري بالمريخ او بالزهرة في ميزان التثليث و اقتران عطارد بالمريخ او بالزهرة في ميزان التربيع و اقتران القمر بالمريخ في ميزان التسديس فان الجسد الحادث منها قائم علي الخلاص اقول ان الحديد و المشتري يقومان في الخلاص و مناسبان جدا جدا فكل تركيب كانا فيه قام و لكن الكلام في تساوي الحجم فلابد من ترزين هذه الاجزاء حتي تساوي حجمها حجم القمر فتحتاج الي مرزن فتدبر و لاتغتر قال و اما الثنائي الاقرب الي الشمس فاقتران زحل

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 407 *»

الي الزهرة او المريخ بالزهرة او الزهرة بعطارد او الشمس بالمريخ فان المتولد منها يقوم علي الخلاص اقول لاشك ان المتولد من بينها يكون اخف من الشمس و لايمکن ترزينه بحيث يبلغ الشمس الا باكسير فالتراكيب الذهبية تلوينية لا تكوينية قال و الميزان في الاول المقارنة و في الباقي التسديس و الجسد يقارب الذهب فيحتاج الي ميزان اخر حتي يتم المطلوب اقول هذا اعتراف منه في الجملة علي ما قلنا و ذكر من الثلاثيات القمرية المشتري بالزهرة و المريخ بالمقابلة و التسديس و عطارد بالزهرة و المريخ بالتربيع و التثليث و ذكر من الشمسية اقتران زحل3 بالشمس1 و القمر2 بالمقابلة و التربيع و الشاهد الذي اتي التربيع و التسديس و نقل عن كيوان عشرة و الشمس ثلثة و القمر ستة بعد التتميم يجعل الجميع في بوط و يسد منافسه و يسبك ثلث ساعات بنار لينة ثم يخرج و يؤخذ منه تسعة و من القمر ستة و من الشمس ثلثة و اسبك الجميع ثلث ساعات ينقلب شمساً قائماً علي الخلاص و ذكر ايضاً تركيباً اخر الشمس جزء و القمر مثله كيوان ثلثة يسبك علي ما مر ثم يضاف اليه من القمر جزء و كيوان ثلثة اجزاء و يسبك ايضاً كما مر يطير اكثر الكيوان يخرج شمس في عيار مائة و عشرون قيراطاً ثم يؤخذ منه جزء و من القمر ستة و ثلثة من الشمس و يسبك و يدبر حتي يلين يخرج ذهب عياره ثمانية و عشرون قيراطاً ثم يضاف اليه درهمين من القمر يصير ذهباً جايزاً و اما الاقترانات الرباعية فاقربها الي القمر المشتري بالقمر و الزهرة و المريخ بالمقارنة و الشمسي من المريخ و القمر و الزهرة و الشمس يمزج الجميع في بوط و يرجم ببورق الحكماء و يحتاج الي مزج القمر بعد ذلك ليكون جايزاً و ليكن الكل نقية ملطفة منظفة و اما الخماسية فاقربها الي القمرية اقتران المشتري بعطارد و الزهرة و المريخ و القمر بالمقارنة و التربيع و التسديس و لابد من اصلاح الجسد بروباص الحكماء و اما الشمسي اقتران زحل بالشمس و الزهرة و المريخ و القمر في ميزان التربيع و التسديس و التثليث و المقابلة يقوم علي الروباص و الخلاص و اما السداسية فاقربها الي القمري اقتران عطارد و المشتري و زحل و المريخ و الزهرة و القمر بالمقارنة و المقابلة و التربيع

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 408 *»

و التسديس و التثليث يقوم علي الروباص و اقربها الي الشمسي عطارد و زحل و الزهرة و الشمس و القمر بالمقارنة و التربيع و التثليث و التسديس و المقابلة و التربيع و الجسد الحادث ياقوتي في العيار و اما السباعية اقربها الي الشمسي عطارد و زحل و المشتري بالمقارنة ثم الزهرة و المريخ بالمقابلة ثم القمر بالتسديس ثم الشمس بالتسديس و الجسد البارز في حكم الاكسير قائم علي التعليق و الخلاص اقول السبب الاعظم في القيام في الكل المريخ و المشتري و سبب الرزانة زحل و عطارد ثم قال اعلم ان الاكسير مطلقا اذا القي علي احد الاجساد المركبة يحيل منه مقداراً كثيراً ازيد من غيره عشر مرات فافهم.

فصل

في قوانين الطرح و هي علم جليل و اعلم ان اكسير البياض ينبغي ان‌يلقي علي الفضة المشمعة بالدهن الابيض الذي لايحترق التي يكون كالشمع يتلألأ نورها و يصبغ النحاس بما فيها صبغ زايد عن فضة العامة و ان‌يلقي اكسير الحمرة علي ذهب مشمع بالكبريت الاحمر بدهن العقاب و هو تعليق القوم و اذا علق كذا ثلثاً يترقي الي ثمانين قيراطاً يحيل واحد ثلثة اضعافه من الفضة الذهبية المتلززة ذهباً تاماً قائماً علي الخلاص.

و ينبغي ان‌يلقي علي ستة اجزاء او ثمانية اجزاء من الجسد المناسب ليحفظ الاكسير عن احراق النار عند الالقاء علي الاجساد الذائبة و يلتغم بالزيبق بايسر نار و ينبغي ان‌يلقي ذلك علي ثمانية اواق من الزيبق الحي المصعد ينعقد متفتتاً ثابتاً و ينبغي ان‌يكون الزيبق مدبراً بالدهن الذي لايحترق حتي يمكن ان‌يغلي علي النار ثم يوضع في آلة علي النار مع زيت خالص فوقه باصبعين ثم يلقي عليه الاكسير و يغلي حتي يجمد الزيبق و هذا الزيبق شمعي لايمكن القاؤه علي الاجساد فلابد من تليين الاجساد حتي تصير كالرصاص ثم يلقي عليه الاكسير الزيبقي و ينبغي ان‌يلقي اولاً علي القليل من النحاس او الفضة ثم يزاد قليلاً قليلاً حتي يقف قوة الاكسير فيلقي اولاً علي عشرة ثم يزاد و ينبغي ان‌يقرب النحاس الي الفضة و الفضة الي الذهب و اذا كان بعد الالقاء فيه بعض سواد و يبس يدبر القمر بروباص الحكمة و الذهب بتعليق

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 409 *»

الحكماء حتي يصفوا و يلينا و ان كان فيه بعض نقصان يعالج بالحملان.

                                               فصل

الجسد الملقي عليه يكون بتكرار السبك في غاية الرونق و اللين و لابد في السبك من البورق و التنكار و دواء الشعث و العقاب كل في محله و الزجاج الافرنجي المدبر بماء القلي حتي يتشمع و لابد منه في طرح الاكسير الروحاني ليمنع طيرانه و الاسرنج الاسربي اذا اذيب بمثله ملح الطعام ينفصل عنه الجسد الحي و اذا اضيف الي الجسد المكلس منه بورق و ملح القلي و نطرون من كل جزء في بوط يحل منها جسد بورقي ذائب كالشمع و هو بورق الحكماء الملين المنقي للاجساد و لابد منه في الطرح و الميزان و ان الاسرب المطهر اذا احمر بالزاج و الراسخت المنقي بملح القلي يصير جسداً نحاسياً في غاية الرزانة فاذا القي عليه يسير من اكسير البياض و يسير من اكسير الحمرة كان ذهباً فرفيرياً في غاية الرزانة و الصفا و ان الواحد من الحديد يذوب بمثله من النحاس بالبورق و التنكار و يخرج منه بعد الروباص بالاسرب جسداً احمر مائل الي الصفرة ثم ان اضيف اليه شيء قليل من الفضة ثم القي عليه يسير من اكسير البياض ثم يسير من اكسير الحمرة بلغ طور ذهب الكنوز و يكون اثقل من ذهب العامة و المشتري القائم بالحديد المذاب اذا القي عليه يسير من اكسير الحمرة بلغ طور الذهب المعدني المائل الي البياض.

فصل

اعلم ان التركيب بعد التكليس بالارواح و الانفاس ليصير الجسد غايصاً بالجسدانية منبسطاً بالروحانية و لابد بعد التكليس من التشميع بمشمع مبيض او مشمع محمر و المبيضة الزيبق المحلول و الطلق و العلم و الرهيج و المرتك و الاسفيداج المحلول بدهن العقاب او دهن الطرطير او دهن بياض البيض او دهن الشعر او دهن الكبريت المبيض و اما المحمرة فالزاج و الزنجار و الزنجفر و الشادنج و زعفران الحديد و الكبريت و الشب الاحمر و لبن العذراء و النطرون الاحمر و العقاب الاحمر باحد الادهان المحمرة كدهن الشعر و دهن العقاب و

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 410 *»

دهن صفرة البيض و دهن الكبريت و دهن الزاج و دهن المرقشيشا و هذه الاشياء مشمعة ممازجة صابغة و كذا الماء المستقطر من الشعر و الزاج و صفرة البيض و الكبريت و العقاب.

فصل

اعلم ان العبد ينعقد بروايح كباريت الاجساد فان لها اكسيرية و لاتخرج الا اذا كانت مكلسة او برادة رقيقة او ذائبة فيخرج منها البخار و يعقد العبد و يقلبه الي نحو الجسد الذي خرج منه البخار فافهم.

فصل

ان الرصاص المكلس اذا تزنجر بالنوشادر المعدني و اطعم به القمر في السبك يصير كالرخام و هو القمر المشمع في التراكيب فاذا القي هذا القمر علي النحاس المدبر يحيله الي القمر الخالص بالحملان بسر الميزان و كذا الحديد المذاب علي القلعي و التنكار و كحل الاثمد مراراً اذا دبر بالزنجار الرصاصي مراراً يصير مشمعاً و يصبغ النحاس قمراً و كذا الحال في الرصاصين و النحاس اذا شمع كل منهما بعد التكليس بالاملاح بالزنجار الرصاصي و الزنجار الرصاصي هو الرصاص المصدي بنوشادر الاجساد و طريق نوشادر الاجساد ان‌يحل احد الاجساد بالمياه الحادة حتي يكون ملحاً بورقيا فاذا كلس و صعد يكون نوشادراً و اذا تزنجر النحاس بهذا النوشادر يصير زنجاراً فايقاً يحمر به الذهب و لو حمر بواحد منه عشرة ذهب يصبغ مثقال منه الف مثقال من الفضة المرزنة الي الذهب الكامل العيار و لابد من الحملان و يحمر ايضاً بالحديد المزعفر بهذا النوشادر و هو اقوي من الاول و يحمر ايضاً بالاسرنج المحمر بالزاج و هو اقوي منهما و هو من تعليق الحكماء و اعلم ان الاشياء المذكورة تصفر الفضة و تلزز اجزائها و تظهر عليها الصفرة الذهبية في المرتبة الاولي ثم تتدرج الي درجات الحمرة حتي تصير كبدية و هي كالذهب المحمر في الصبغ و الالقاء و الذهب الحاصل منه دون الغاية و لو ركبت مع مثقال من الذهب المحمر ثم يلقي منهما علي مائة مثقال من الفضة المدبرة يجيء في غاية الكمال و لا في تلوينها بالاشياء

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 411 *»

المصفرة و اخذ الخميرة بثمن من النحاس و نصف من الذهب.

فصل

اذا انحل الرصاص بالزيبق و تكلس بتكرار التصعيد ثم طبخ بالخل الحاد حتي ينحل ثم خلط بماء القلي صار لبناً جامداً و هذا اللبن بالحل و العقد علي النار المعتدلة يصير احمر كالدم ثم يقطر عنه الخل المقطر مراراً حتي يخرج القلي الي القابلة و يبقي الرصاص المحلول كالمداد ثم يشمع بالنار القوية حتي ينعقد و يذاب كالشمع فيصير كمداد الزرنيخ في اللون و القوام و هذا يسمي بروح الصمغين و بالماء الالهي و لبن العذراء و هذا الماء بادني تشميع يصير زيبقاً رجراجاً و اذا انحل بالتمام يسمي بالدهن الذي لايتحرق.

فصل

ان الرصاص كلما ذاب يحترق منه شيء الا اذا مزج به ثلثه زيبق و الذي يمنع احتراقه حال الذوب السمن و الزيت و دهن مح البيض و الشمع و الراتينج و القطران و الزفت و امثال ذلك و يسمي الرصاص المدبر بالدهن الذي لايحترق فانه كالدهن يدور علي الاجساد مع انه اثقل منها.

فصل

ان نحاس القوم يسحق بقوة النار الشديدة فانه يصير توبالاً و ينقلب بالخل الي لون الزعفران و الاحسن ان‌يصفي ثم يكلس بملح القلي بالنار المعتدلة حتي يصير ظاهره اسود و باطنه ابيض ثم يدبر بالماء المقطر عن الزاج حتي يكون كالزعفران ثم يشمع بالنار حتي يبقي محلولاً و يسمي بخلاصة الزاج و زعفران الحديد و دهن الشعر و دم الاخوين و الكبريت الاحمر فاذا تشمع بمقدار سدسه من لبن العذراء يتجسد احمر ذهبياً و يسمي بذهب الحكماء و الزعفران المحلول.

فصل

ان الذهب اذا الغم بالزيبق و سحق بثلثة امثاله من الملح الاندراني و وضع في اتون التعليق و اوقد عليه يوماً و ليلة ثم غسل يبقي مكلساً في غاية النعومة فاذا شمع بلبن العذراء يذوب و يجري فهذا الذهب المشمع اذا امتزج بمثله

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 412 *»

الزعفران المذكور و ثلثة امثاله من الماء الخالد و جزء من النوشادر و البورق المحلولين و وضع علي النار اللطيفة حتي يتحد مشمعاً ثم يشمع بالماء المحمر الي ان‌يجري ثم يلقي درهم منه علي ثلثين درهماً من القمر المرزن يتم قائماً بالحملان و كذا الحال في ساير الاجساد القمري في موضعه بالماء المبيض و الشمس في موضعه.

فصل

ان لبن العذراء اذا مزج بمقدار عشره من الصبغ يكون ماءاً مبيضاً و اذا مزج بمقدار سدسه الي الثلث يكون محمراً يحمر الذهب و الفضة في غاية الحمرة و يحمر الحديد و الاسرب و النحاس كالفرفير و كل منها يكون جوهراً صافياً متمماً للفضة من الخمسة الي الثلثين و لايزيد مقدار الجسد الملقي عليه و يمكن فيه تزايد الصبغ بكثرة التساقي حتي يلقي واحد علي الف.

فصل

ان لبن العذراء علي وجه الكمال يكون في عشرة ايام و يمكن اخذه في ثلث ساعات بان‌يكلس الرصاص بالزيبق و ملح القلي حتي يصير اسرنجاً بشدة النار ثم يغسل بالماء الحار و يشمع بملح القلي المحلول بماء الرصاص الحاد حتي يجري دهناً بايسر النار ابيض كلبن العذراء و يرسب عن الملح المحلول و يفصل عنه ثم يعصر عن خرقة حتي يصير لبناً و كذا يؤخذ الصبغ من توبال الحديد فيشمع بالنوشادر مراراً حتي يذوب بايسر نار ثم يشمع بماء الزاج حتي يصير زعفراناً محلولاً في ساعة من الزمان.

فصل

اعلم ان تطهير الاجساد بالاملاح و الشبوب و تكليسها في البياض بالرهيج و الزرنيخ و في الحمرة بالعقرب و الزاج و الدهنج و الزنجفر و الاسرب و لبن العذراء و الاثمد و المرقش و المغنيسا و التوتيا و تكليس الاجساد المنسحقة كالمرداسنج و الاسفيداج و السريقون و زعفران الحديد و الحلقوس و الزنجار فبالعقرب و الاملاح و لايذوب هذه الاجساد اولاً فيكلس بالعقرب مرة اخري

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 413 *»

فانه يحيي الاجساد المنسحقة و يجعلها سريعة الذوب و كذا الاملاح.

فصل

ان الفضة يكلس بثمنه القلعي المدبر خمس مرات بالذوب و الاجماد ثم يبرد رقيقاً و يسحق بمثله عبد مغسول و يصعد مرة واحدة ثم يؤخذ المصعد و يسحق به الارضية ثم يشمع المجموع حتي يجري ثم يلقي واحد علي عشرين من النحاس المطهر فيتم بالحملان و الدهن المشمع له يسحق الطرطير المبيض بمثله نوشادر و كلس البيض حتي يتحد ثم يغلي و يجر ثم يطبخ حتي يبقي الدهن الذي لايحترق و هو مشمع لجميع الجواهر المبيضة و قد يكلس الطرطير ثم يحرق بمثله البارود حتي يصير ابيض ملحياً ثم يحل ثم يضاف اليه ربعه كلس القشر و نصفه نوشادر و ثلثه ملح القلي ثم يغلي بالماء و يجر ثم يطبخ حتي يجف و يضاف اليه ربعه كلس القشر و يطبخ بالماء و يصفي و يطبخ حتي يجف و يكرر العمل حتي يصير دهنا.

فصل

ان جزءاً من الفضة يلغم بمثله من القلعي في الذوب بالبورق ثم يجعل برادة و يلغم بالزيبق و يغسل بالملح و الماء و يسحق و يغسل مراراً حتي يصير كالزبد و يعصر قليلاً قليلاً حتي يخرج اوساخه و يترك ثلثة ايام ثم يسحق و يلقي عليه نصفه عقاب مصعد و يسحق و يطير عنه ثم يرد و يسحق و يطير سبع مرات حتي يصير ذروراً لامجسة له ثم يشمع ثم يبني بيتاً من طين و يوقد فيه نار من ساعته حتي يخرج البخار من جوانبه ثم يخلي و يوضع وسطه آجرة و يوضع الدواء علي زجاجة علي الآجرة و يسد الباب ساعة جيدة و يخرج و يسحق و يدفن في الزبد حتي ينحل ماءاً مبيضاً غواصاً و الماء الخالد المذكور المشمع ملح مبارك اوقية ملح القلي درهم شيرزق درهم و من العقاب المصعد عن الفضة درهمين و كذا من الزيبق المصعد عن الفضة ينعم سحقها و يدفن في الزبل و لو حل به الرصاص وحده لكان روحاً في طبيعة الارواح و جسداً في طبيعة الاجساد.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 414 *»

فصل

يؤخذ من الزيبق ما يراد و يجعل بين الكبريت في بوطقة و يترك علي النار الخفيفة و يصبر الي ان‌يبخر الكبريت بتمامه ثم يترك و يبرد ثم يخرج فيؤخذ جزء من الذهب و ثلثة من العبد و اربعة من هذا الزنجفر و يسحق ناعماً و يعجن بصفرة البيض و يجعل في خرقة و يجفف بنار خفيفة ثم يدفن في ملح مكلس في آلة صابرة و يجعل فوق الملح راسخت مسحوقاً مخلوطاً بالمرداسنج و يشد وصلها و يدمس في نار الرماد يوماً و ليلة و يتدرج الي النار الشديدة ثم يخرج جسداً مكلساً في غاية الحمرة ثم يسحق و يطير عنه مقدار ربعه النوشادر المصعد عن الزاج فيصير كالنارنج ثم يشمع بالماء المحمر حتي يجري ثم يلقي واحد علي ثلثين من الفضة المرزنة فينقلب الي الذهب الكامل بالحملان و الماء المحمر ان‌يؤخذ زاج جزءا عقرب جزءا زنجار جزءا زعفران الحديد جزءا و ماء الشعر و دهنه جزئين و عشرين ثم يقطر مرة و يؤخذ الارضية و يطبخ بالماء حتي يبقي ربع الماء ثم يجر ثم يطبخ حتي ينعقد ملحاً ثم يضاف اليه مثله زعفران الحديد و يضاف الي المقطر ثم يقطر و يكرر علي ما لم‌يقطر حتي يصير دهناً كشقايق النعمان.

فصل

ان النحاس المحلول بالماء المعشر زنجار فيطير الماء ثم يغمر بماء عذب و يجر بالعلقة يبقي الزنجار صافياً و كذا الحديد يصير زعفراناً ثم يلغم خمسة ذهب بثلثين عبد ثم يضاف اليه الزنجار و الزعفران و الزنجفر الرماني و العبد المصعد من كل خمسة و من العقاب المصعد خمسة ثم يصعد ثلثاً بالرد من الاعلي علي الاسفل ثم يؤخذ المصعد و يسحق الاسفل و يشمع بدهن الحجر صفته شعر عقرب صفرة البيض من كل جزء و الماء المعشر خمسة و يضاف اليه الصاعد من ذلك الجوهر و يقطر مراراً حتي يصير دهناً كالدم فيشمع الجوهر السفلي بهذا الدهن يلقي واحد علي ثلثين من الفضة المرزنة.

فصل

ان برادة الحديد بعد غسلها بالملح و الخل يدمس بقدر ربعه من العلم المصعد و العقرب المدبر ثلث مرات ثم يغسل بماء الرأس الحاد مراراً

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 415 *»

ثم يستنزل بالزيت و النطرون مراراً ثم يجعل برادة رقيقة و يسحق بمثله الدواء الشعث و الزنجار و يصعد بالنار القوية ثم يصعد الصاعد مع الربع من العقاب ثم يشمع الجوهر بهذا الدهن زاج عقرب زعفران الحديد شعر من كل جزء زنجار نوشادر صفرة البيض من كل ثلثة ثم يقطر و يكرر حتي يصير كالشقايق فيشمع الجوهر بهذا الدهن حتي يشرب ثلثة امثاله ففي المثل يلقي واحد علي عشرة و يضاف اليها نصف ذهب و يذاب مراراً بالبوارق و في الثانية يلقي علي عشرين باضافة الخمس و في الثالثة علي الثلثين باضافة السدس و يمكن الزيادة بزيادة التساقي و كذا اذا دبر النحاس المكلس و الزنجفر الثابت او الشمس المكلس بالتدبير المذكور صفة ماء محمر اخر عقاب بارود زنجار راسخت شب زاج من كل كعدد حروفه و يقطر ثم يؤخذ شعر عقرب صفرة البيض عقاب زنجار زعفران الحديد من كل جزء و يضاف اليه من المقطر الاول اربعة و يقطر مراراً حتي يصير كالدم و يشمع به ما يشاء.

فصل

ان الاكسير الذهبي يصفر الفضة و لايحيلها الي الذهب الا اذا القي اولاً علي الذهب ثم القي الذهب علي الزيبق فافهم و قد مر نحوه.

فصل

قاعدة لطيفة في تطهير الذهب خذ منه ما شئت و اسحقه ناعماً ثم خذ بوزنه زنجاراً و اسحقه ناعماً ثم اخلطهما مع جزء عقاب و اسحقه بخل حاذق سحقاً بليغاً في شمس حارة ثم صعده يخرج مطهراً عن الارمدة و الحجارة و التراب و يكون خالصاً في الذهبية خلوصاً دنياوياً ثم اسحقه بمثله المري يوماً و شوه ليلة ثم اغمره بما يعلو عليه اربع اصابع و اغله ليناً الي ان لايبقي له صبغ فكب الماء و صب عليه ماء اخر و هكذا سبع مرات ثم استنزله كالدقيق الحواري قد ذهب عنه دهانته الفاضلة ثم اغله في الخل حتي يذهب منه السواد و الاحتراق و الاحراق يخرج ابيض خالياً عن الفساد الا انه روحاني يطير كالروح و الواجب

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 416 *»

تقريره بعد ذلك فينقر ببياض البيض المقطر عن الملح الروحاني ثلثمائة منه مع عشرة دراهم و في نسخة عشرين مع خمسة من الملح الروحاني و خمسة من الملح المر الجسداني و في نسخة ماء البيض المسلوق المسحوق بعشرة النوشادر المستقطر بعد ان‌يعفن قليلاً و ذلك بان‌يسحق بمثله حتي يشربه ثم بمثله فينحل ثم يصب عليه خمسة امثاله و يوضع في نار الحضان حتي يجف او يخفف في کل سقية الي سبع مرات و قال جابر کل مرة ثلثة امثاله و سبع مرات و الكل حسن و ان شمع الملح الجسداني المر بالخلول حتي يجري كالشمع و يصعد عن الصفحة ثم يقطر عن ثلثة امثاله الخل و يشمع به الارواح تتنقر فافهم و استغفر الله من الاذاعة.

فصل

قال جابر في الرياض اما اقامة الكبريت وحده فانه للبورق فيها فعل طائل الارمني و الفارسي و بورق الصاغة حله بذاته كما تعلم حتي يحصل ماءاً صافياً ثم يسقي به الكبريت و شمعه و كرر عليه اربعين مرة و ازيد حتي يغوص و تنظر اليه صافياً مثل الزجاج الابيض اقول ان البورق اذا حل علي ما هو المعروف لايزيد الكبريت الا ملحاً علي ملح و قال في الخواص البورق اذا حل و استقطر و شمع به الزرنيخ و الكبريت اقامهما للنار فاظهر هنا ما اخفي هناك فتبين انه يجب تقطيره و من البين ان البورق ملح جسداني لايتقطر و قال في موضع اخر في الرياض الخل المدبر لتشميع الارواح و هو من نهاية الاعمال قطر الخل الطيب و اجعل لكل عشرة ارطال اوقية بورق و اوقية تنكار جيد وجه عمله ان‌تأخذ التنكار و البورق و تسقيه الخل و تشمعه ثلثة ايام ثم تمتحنه فان صعد عن النار نافراً فقد بلغ و الا فاعد تشميعه بالخل حتي ينفر و ينبغي ان‌يذوب و يجري علي الصفحة و الا فلم‌يبلغ و ليكن تدبيرك في زجاجة مطينة و قوله هذا دليل علي انه يحتاج في تدبيره الي نار قال فاذا بلغ ذلک فاستقطره و اسحق به الروح المدبر الذي تريد تجفيفه ثم تشويه تفعل ذلك دائماً حتي يذوب علي اللسان و ربما كان ذلك في مرات او مرة اقول هذا حاصل قوله فتبين من هذا القول ان الخل يصير

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 417 *»

سبب الطيران و التقطير فتدبر و قال في ذكر اقامة الارواح كلها سقها ماء القلي المحلول و تكون قد دبرته حتي يذوب بزبد البحر ان شئت او بغيره و من البين ان ماء القلي علي ما هو المعروف لايزيد الارواح الا حجاباً و ملحاً و قال في موضع اخر في تثبيت الزرنيخ و الكبريت انك تأخذ ملح القلي و يكون صافياً فيقطر عليه خل خمر حاذق فانه ينحل فيه من ساعته و ليكن الملح ثلث الخل ثم يؤخذ الخل و يغلي به ما اردت من الزرانيخ و الكباريت غلية او غليتين فانه يصير غير محترق و كذلك الاكاسير النافرة فانه يزول احتراقها و هو من الاسرار و قال الجلدكي ان الخل يقطر عن ملح القلي فلايزال يقطر الي ان‌يصير الماء لاثقل له و يغمر به الاكسير المحترق و الزرنيخ المدبر و الكبريت المدبر و ما اشبه ذلك و يودع علي نار لينة جدا و يرتقب الي ان‌يخرج السواد و يتغير الماء الي السواد فيصفي ذلك الماء و يعاد عليه العمل الي ان‌يجمع الدواء في الاسفل متنقراً و يخرج الماء صافيا اقول في كلامها اشكال و قد شرحنا و رفعنا الاشكال ان فهمت ولكن خروج السواد في الماء تدهيش اللهم الا ان‌يرسب السواد فيؤخذ ان كان فيها سواد و ذلك محقق ممكن و الا فلا و قال الجلدكي لعمري ان ذلك نافع في كل ما يتعلق بالبياض و اما ما يتعلق بالحمرة فان الصبغ ينحل مع السواد في الماء فيحتاج الي اخراجه ثم تطهيره ثم اعادة الصبغ عليه و في بعض النسخ الملح نصف الخل و في بعضها مع نصفه الملح الاندراني و الذي يظهر من كلام جابر انه مع زبد البحر و الكل جايز ان فهمت وجه التدبير و نحن قد جربنا ان البورق يمنع الانفاس عن الاحتراق و الدخان و يعينها علي التبييض و حكم ملح القلي و البورق واحد و في نسخة ان ماء‌الحكمة و هو الخل و ملح القلي يثبت الارواح بالطبخ و ان قطر و رد و قطر ثلثا حتي يصير الماء شفافاً يبيض الزهرة و يقوم العبد بالتسقية و فيما ذكرنا عبرة في رموز القوم و انهم كيف يتركون بعض المطلب بل جزئه الاعظم و يكتفون بالاشارة فلابد من الفحص و دوام المطالعة و حفظ و تنبه حتي يضم بعض كلامهم الي البعض و يخرج عنها النتيجة.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 418 *»

فصل

قيل خذ الزاج الاخضر و الابيض و الاسود و الملح الاندراني و ملح القلي علي السواء و اسحقها ثم اسقها بالخل المقطر و شوها ثلثا كل مرة ست ساعات ثم صب عليها خل مقطر و حلها و قطرها في قدر رمل ثم ادخل علي الماء عشرة شباً و دعها يصفو فهو ماء‌ حلال للارواح و الانفاس و الاجساد و مشمع لها و مثبت اقول هو ماء حسن ان عرفت تدبيره من التشميع و مقدار الخل و كيفية التدبير.

فصل

قال الجلدكي اذا سقيت الكبريت بالزاج المقطر و غمرته به و قطرته عنه و رددته عليه الي سبع مرات يخرج ذروراً ابيض ثابتاً اقول قد ترك منه كثيراً و بظاهره لايفيد الا بياض ظاهره في الجملة و لايكاد يؤثر في باطنه الا ان‌يكون مدبراً قبل فلاتغتر.

فصل

قيل خذ ملح القلي و النوشادر المصعد علي السواء و قطره في قدر رمل ثم زن الثفل و تمم ما نقص و رد عليه الماء و قطر و هكذا الي ان‌يتقطر الكل في ثمان مرات هو ماء حلال مشمع للجميع و قيل يؤخذ النوشادر و ملح القلي بالسوية و يقطر و يرد و يقطر يشمع الاشياء اقول ان النوشادر له روحانية و جسدانية يمازج الاجساد بجسدانيته و يتعلق بها و يصعد بروحانيته و شأنه تصعيد الاجساد و الاجسام و الانفاس فهو مع اي ملح كان يقطره ان عرف وجه تقطيره و يصلح للتشميع لاسيما ان كان معه بياض بيض و لاسيما ان كان معه بورق او تنكار او زبد البحر او غيرها ان عرفت وجه التشميع و الحل و التقطير و التدبير و لكن لايناسب للارواح فانه يزيدها نفوراً الا بعد تقريرها الكامل و تجسيدها و يناسب الاجساد و الاكاسير الصلبة المقررة.

فصل

اعلم انه قد اكثر القوم صفة لبن العذراء و هو علي ما هو المعروف من المرتك لاغير و لم‌يصرحوا بتدبيره و انا اذكر ما وصل الي لتعتبر قال جابر

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 419 *»

في الرياض صفة لبن العذراء من عمل الحكماء تغمر المرتك بالخل و يجاد طبخه و تفعل بالقلي مثل ذلك و يصفيان مراراً كثيرة ثم يؤخذ من ماء القلي الجيد القوي المستخرج بالطبخ الجيد الصافي جزء و من ماء المرتك ثلثة و يخلطان الي ان‌يرسب جسد ابيض و هو الاسترساب فيصفي عنه الماء و يترك حتي ييبس ثم يعلق في الدن حتي ينحل كله و بعض الفلاسفة يري ان‌يلقي فيه كلس قشر البيض و مثل الكلس نوشادر ثم يجود سحق الجميع و يعرق بين قدحين مراراً كثيرة حتي يلتزم بعضه ببعض ثم يحل باي وجوه كان فانه ينحل ثم تسقي به ما شئت من المصعدات و شوه برفق حتي لايدخن و يقوم علي النار اقول ان الجابر قال خذ المرتك و لم‌يبين ازيد منه و قال الجلدكي اما المرتك فلاينبغي ان‌يدخل العمل الا بعد تبييضه و غسله و تصويله لينقي من سواده ثم لم‌يبين الجلدكي وجه تبييضه هنا و لايخفي علي الحكيم و لابد و ان‌يبيض بلطف حتي لايفسد فلايقبل الحيوة و يبقي ميتاً غير ممازج فافهم و قال الجابر يجاد طبخه و لم‌يبين ميزان النار و قال الجلدكي بالنار اللطيفة جدا لينحل المرتك في الخل و يصفي بالعلقة و قال غيره ثلث اواق مرتك و رطل خل يمزجان و يدفن في الزبل ثلثة اسابيع و منهم من قال يدفن بعد غليات فتبين ان اجادة الطبخ بنار لطيفة تعفينية لينحل المرتك و لا حل الا بالحرارة و الرطوبة و قال جابر تفعل بالقلي مثل ذلك و يفهم منه انه يغلي في الخل و نص علي ذلك الجلدكي و المراد من ذلك ازالة سواده و اوساخه لاغير فان الخل يكسر حدته المحللة للاوساخ فتنعقد فترسب فيأخذ الراسب و يصفي الماء الابيض النقي البراق بالعلقة و هو مراد جابر من الصافي فيرمي بالراسب و يأخذ الصافي فان اراد ادخال الكلس و النوشادر يدخل ربع ماء القلي كلس القشر و مثل الكلس العقاب المصعد بان‌يسقي هذين من ذلك الماء و يسحق و يعرق مرات و يشمع الي ان‌يأخذ بالانحلال ثم يحل ذلك بالدن او بالزبل او بالنداوة او غير ذلك حتي ينحل بلاراسب و يضاف هذا الماء الي ماء المرتك و قد تم كانه لبن ابيض شديد البياض و اقتصر علي ذلك الجلدكي فانه قال فهذا لبن العذارا البرانية فاذا شمع به العبد المصعد انسبك و الزرنيخ المرصص و الكبريت المبيض

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 420 *»

المنسبك او الاكاسير البيض النافرة الطاهرة فانه يثبتها و يسبكها و يمنعها عن الفرار و هي تصبغ النحاس المطهر فضة فاذا حمل عليها مثلها قامت للحمي باذن الله و اذا شمعت به الارواح و الانفس المفردة الي ان‌تقوم فانهما تعودان ركنين فاذا جمعتا بميزان التأليف و شمعت به الي ان‌تذوب و تجري و تثبت بنار السبك فانها تعود اكاسير ثابتة فتختبر حينئذ مقدار ما يقوم الواحد منها الي اخر كلامه.

ولكنه لم‌يبين تمام العمل و اشار اليه جابر حيث قال ان الابيض الراسب يجفف ثم يعلق في الدن حتي ينحل كله و هذا القول ليس علي ظاهره فانه اذا انحل ينعقد فيما اسقي به و شمع رصاصاً بل الحق انه يحتاج بعد انعقاد المرتك لبناً الي حل طبيعي و هو الحل الحقيقي كما صرح الجابر في موضع اخر من الرياض فقال حل الرصاص خذ مرتكا فاطبخه علي جمر بخل خمر و اغله غليانا جيدا ثم صفه عنه و اغسل عنه الماء الذي فيه ملح و دعه يسكن ثم صفه عنه و اغسله حتي يعذب و لايبقي فيه من الخل شيء ثم خذ ما شئت من الرصاص فاقسمه اربعة اقسام و صب علي كل جزء منه خلاً جيداً اي المقطر و عرقه حتي ينحل فيه ما ينحل و خضخضه ثم سكنه حيناً ثم صفه عنه ثم قطر الاربعة اقسام و ردها في قسم واحد من المرتك المحلول وزن الخل و نصف وزنه ثم اسحق به ما شئت و شوه فانه يثبت فيه وزنه و يبطل وزن الخل فلاتخف منه اقول المراد من قوله «ثم صفه عنه» يعني به بعد صب الماء القلي فيه بدليل قوله «و اغسل عنه الماء الذي فيه الملح» و قوله «ثم خذ ما شئت من الرصاص» اي و هو الرصاص المكلس غير الميت المشمع فيشمع بالخل و يعرق حتي يأخذ بالانحلال ثم يصب عليها الخل المقطر و يحل فيه حتي يصير ماءا رائقا فيقطر فان الخل يصعد بلطايف الرصاص فيصب ذلك المقطر علي قسم اخر مع الثفل الباقي و يقطر و هكذا حتي يستوفي الكل و تصب الخل الحاصل علي المرتك المحلول و حله فيه اياما حتي يصير ماءا رائقا ثم يقطره فيقطر ماء شفاف براق صاف و هو لبن العذراء و لو شمع المرتك بالنوشادر و الكلس المدبر حتي يتشمع سواء في هذا التدبير او الاول حتي يأخذ بالانحلال ثم صب عليه الخل المقطر و حله فيه ثم قطره فله ذلك فان النوشادر و الخل يصعدان به بل

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 421 *»

لو صعد المسترسب بالنوشادر حتي يصعد كله ثم اخذ المصعد و حله مع الكلس و النوشادر كما مر كان هو الاولي و الاحسن بل هو العمل الحق فيؤخذ المسترسب و يسحق بثلثة امثاله نوشادر محلول او غير محلول و يندي بالخل حتي يلين و يلتزم و جربه علي صفحة حتي تراه يطير مع النوشادر ثم صعده ثم خذ المصعد و دعه علي نار خفيف حتي يفارقه النوشادر و يبقي الرصاص وحده فحله حينئذ مع ربعه الكلس و ربعه نوشادر و صب عليه الخل المقطر الحاد و قطره فانه يقطر و هو الماء المثبت العاقد للارواح الملين للاجساد و كل ما هو غير ذلك رمز و نفخ في غير ضرام فتفهم عني و احمد الله و ان شئت حل القلعي فطهره عن امراضه و كلسه تكليسا غير منهك ثم صعده كما مر ثم قطره مع النوشادر المحلول و هو المقطر عن الكلس في كل مقام فتبصر و اعلم ان الاجساد ما لم‌يصعد و لم‌يحل لم‌يقطر قولاً فصلاً و لو صعد الرصاص بالزيبق و النوشادر ثم اخذا عنه ثم حلا كما مر و قطرا كان جيدا و لعله اولي و اسهل كما صرح به الشيخ محمد القمري و كذلك ينبغي تحصيل الماء المثلث بالزنجار فافهم و اشكر الله علي ما القينا اليك الا ان الماء المثلث للحمرة و لبن العذراء للبياض و منهم من يضيف الي المرتك زنجاراً و يعمل به كما اوضحنا و ذلك لتقرير الزنجفر و عمل الحمرة فافهمه و احمد الله فانك لاتجد اوضح مما بينا.

فصل

لو اخذ الزيبق و دمس بنار شديدة فوقانية بين مساويه من الرهيج و الطرطر و النوشادر بعد لطخ الاناء بقليل راسخت و تغطيته بصفحة نحاس انعقد ثابتا و ينسبك و يذوب متفتتا و هو نحاس نقي فان حل في ماء الكريم و استرسب استرسب زنجاراً فائقاً فاعلمه و يحتاج الي تشميع.

فصل

اعلم ان غسل الزيبق امر واجب لينقي عن الاوساخ و اكمل ذلك غسله بماء الصابون اولاً ثم الاملاح المدبرة المحلولة فانها تزنجر اوساخه و الاجساد الملتغمة فيه و الكباريت الفاسدة تنحل في ماء الصابون و تخرج فيبقي

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 422 *»

طاهراً نقياً و ما سوي ذلك امثال و آيات لايغتر بها الا الجاهل و اعلم ان في الزاج كبريتاً منشفاً لرطوبات الزيبق بلاشك و كذلك في الشبوب قوة منشفة لرطوبات الزيبق فاذا حلا حلاً طبيعياً و اسقي به الزيبق و شوي برفق تام ينشف ذلك الماء رطوبات الزيبق و يكلسه لاسيما اذا كان ملتغماً بفضة فان في الفضة كبريتاً اكسيرياً عاقداً للزيبق بلاشك فلو حلت فيهما و اسقي بها محلولة فيهما و شوي برفق و اديم عليه بعد تكليسه و عقده ثابتاً ثم شمع و جري صبغ صبغاً ثابتاً البتة فافهمه و لو صعد الزيبق عن الملح المصفي المشوي بعد سحقه به و تنديته بالخل و تشويته صعد حياً مطهراً رجراجاً قد نقي من اوساخه بالكلية و احسن تطهيره تكليسه بالملح المحلول فانه ينقي من جميع اوساخه بالكلية و الاول تمثال فلو طبخ المكلس في الماء العذب بعد سحقه بالزيت و خلط النوشادر بالماء عاد حياً كما صرح به الجلدكي و ان شئت تصعيده ميتاً فصعده عن الزاج و الملح مثله بعد سحقه به مع الخل و تشويته فانه يصعد ميتاً في مرة واحدة و الاول اسهل و اقرب و الثاني آية و تمثال له و لو شمع الزيبق بالنوشادر الثابت حتي يجري علي الصفحة كالموم ثم صعد عنه للاستخلاص صعد ميتاً منسبكاً و هو من كبار الاعمال و لكن ليس بثابت كما انه اذا حل و صعد صعد ميتاً قابلاً للانحلال سريعاً في الدن او الزبل فلو حل في ماء الزاج و صعد ثم حل بماء القلي و استرسب بعد الحل صار احمر و ان شئت صعده بعد ذلك و اعلم ان ماء بياض البيض المقطر عن الشورة و النوشادر و البورق و التنكار يشمع الزيبق و يسبكه اذا سقي به و شوي مرات و كذلك يشمع جميع الارواح و يثبتها و يقررها حتي يذوب و لا تدخن و لكن لااري ادخال النوشادر في تقرير الارواح فانه يزيدها نفوراً الا ان‌يكون مع كلس او نورة او ملح قلي او ملح طرطر فانه حينئذ لابأس به و يكون اقوي في التشميع و كذا ماء الكلس و النوشادر و الشب فانه يثبتها و يشمعها و هو لبن العذراء عند ارسطاطاليس و كذا لبن العذراء فافهمه و كذلك الطلق المحلول.

فصل

ان الرصاص الاسود اذا كلس بالاملاح المحلولة مع النوشادر كلس

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 423 *»

و هو مشمع نقي لاسيما اذا كان مسقياً بمياه الزيابق قبل التكليس او بعده فيصير نقياً مشمعاً يذوب و يجري و لايعود رصاصاً فمن رام تطهيره فليجتنب الملح الروحاني حتي يعود و الرصاص المشمع هو الدهن الذي لايحترق في التراكيب يرزن و يلين فان حللت قليلا من الزيبق في الملح ثم كلست به الرصاص يتكلس نقياً حسناً و يحيي و ان اضفت اليه الملح الروحاني يتكلس مشمعاً دهنياً و لايحيي فافهم راشدا و ان خللت الزيبق في الملح ثم حللت فيه الرصاص حلاً مائياً ثم اضفت اليه الملح الروحاني و شيئاً من الكلس حتي صار المجموع ماءاً واحداً قام مقام لبن العذراء و يقيم الارواح ان شاء الله.

فصل

قال جابر في كتاب الملاغم الثالث ما حاصله اقتل الزيبق الحي بالزاج المصري و الملح الاندراني جزءاً جزءاً و تصعده سبعاً عن دواء جديدة و قال الزاج و الشب و الملح اقوي و اقوي منه النوشادر و الشب و الزاج ثم خذ المصعد فاسقه ماء بياض البيض المقطر عن الاملاح ثم تجعله في قارورة و توقد عليه ثلث عشر نار السبك و تخرجه و تسقيه و تجعله في قارورة اخري و توقد عليه ثلثي عشر نار السبك و هكذا الي ثلثين و طول كل نار يوم واحد فانه ينعقد اخيراً اسفل و ينسبك جوهراً متشمعاً و قال فاذا عرفت مقدار ذلك فاقسمه علي ثلثين و استخرجه من يوم ان شاء الله و القه فانه يصبغ صبغاً حسناً و قال في كتاب آخر كما نقل انه يسقي بعد التنقية من ماء الصابون المحلول بمثله من الشب فانه ينحل ماءاً ابيض فالزمه السحق و التشوية او ما قام مقام ذلك حتي يقوم للنار فاذا قام للنار و جري اسقه من ماء بياض البيض المقطر عن الشورة و النوشادر و البورق و التنكار حتي يذوب علي النار ثم ادخله بعد جفافه الي قوارير مغضرة و اسبكها سبكة بالنار الشديدة فاخرجه تجده منسبكاً ثابتاً فانه يصبغ صبغاً كاملاً و صدق الجلدكي هذا الماءان فيه العمل و التدبير الصالح للزيبق و لساير الارواح و يقررها و يسبكها و قال جابر في كتاب الرياض صفة ماء البيض و هو ان‌تأخذ من بياض البيض شيئاً فتلقي فيه نوشادراً مصعداً و بورقاً و تنكاراً فانه يحمر علي المكان

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 424 *»

فعفنه اياماً ثم قطره و قد رأي سقراط ان‌يكون معه مثل ربعه نوشادر محلول بذاته يقطر مرات حتي يصفو و قال في القسم الثاني ان‌يؤخذ رطل من بياض البيض و ربع رطل ماء النوشادر فيقطر ثم يطرح في القاطر اوقية نوشادر مصعد و اوقية تنكار و اوقية بورق الصاغة و يجعل في قنينة و يضرب ضرباً شديداً حتي ينماع فيه و يعفن اياماً كثيرة سبعة و نحوها فانه اصله و ذكر ان ماء البياض غير صالح للارواح الا بعد تمامها فانه دهن و هي ايضاً دهن فتبين ان هذا الماء بعد التقرير و الذي يصلح للارواح ماء الخل المدبر و قد مر فما ذكره في الملاغم ناقص و ما ذكره في الرياض اتم منه فتدبر.

فصل

و قال جابر ان الزيبق لاينعقد علي النار محكماً الا في الحديد و ذكر انه لو صب عليه الشمع حتي يغمره ثم جعل عليه الزراوند الطويل و الشب و النورة اجزاء سواء و اوقد قليلاً قليلاً حتي يذوب الشمع و يحترق ثم رفع عن النار و جدد و كرر فانه ينعقد ابيض و ذكر صديق لي انه لو جعل في دهن البقر و اوقد عليه من الغدوة الي العصر ثم القي عليه الشب انعقد فيظهر من ذلك ان جابراً طول الامر و لا حاجة الي الزيادة ولكنه عقد هارب غير ثابت البتة ولكنه نافع في موارد لايخفي موضع الحاجة اليه.

فصل

قال الجابر: ان العروس ايضاً يصلح بتدبير ثلثين قارورة و ذكر انه ينبغي ان‌يكون بدل ماء البياض ماء‌ الرصاص المقطر ثلث تقطيرات يقطر باليابس و يقطر بالرطب و يقطر باليابس فاذا تنقرت و صارت ينسبك و يجمد فهي في الحال صابغة صبغاً قوياً للمريخ و الزهرة و زحل و المشتري عاقدة لعطارد و قال في الرياض صفة ماء الرصاص و قد مر فتدبر كيف يفرقون العلم في الاماكن و يحتاج الطالب الي ممارسة طويلة.

فصل

قال جابر في كتاب الملاغم الثالث صفة تحمير الارواح انها ينبغي

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 425 *»

ان‌تكون مصعدة و تعمل بعد ذلك المياه المحمرة و ذكر مثل مياه الزاج و الشب و المغنيسا و الزنجفر و الاسرنج و امثالها قال تدخلها مع المياه المنحلة من الاجسام او الارواح فاذا دخلت الماء المحمر مع ماء ‌الروح و الجسم ثم سقيت به الروح و الجسم بلغ من ارادتك مبلغاً عظيماً لانه يكون فيه من القوة الداخلة عليه عون اعرف ذلك.

فصل

قال جابر في كتاب الاصول ان الجسد ينبغي ان‌يصدي للتكليس ثم يسقي ماء النوشادر و يشوي تشوية خفيفة لينة ما قدر في نار رماد قليل السخونة تفعل به كذلك دائماً حتي يتشمع و علامة التشميع ان‌يصير الجسم او الجسد ليناً يتختم ثم ينحل بعد ذلك بماء النوشادر و الدفن ثم قال ان اردت اخراج النوشادر عنه فكن عالماً بوزن الشيء المحلول و اجعله في قارورة و ضعه علي رماد حامي حتي يبلغ ذلك المقدار الذي كان قبل الحل.

فصل

قال جابر في ذلك الكتاب انهم اجمعوا علي ان الكبريت اجود ما له ان‌يصعد اولاً واحدة عن الملح و قالوا عن الطلق و امثال ذلك من الاجساد و الاجسام و قال في غير ذلك الكتاب انه يصعد عن الزنجار كما مر و قال في الزرنيخ ان الاجود عندهم ان‌يصعد ثلثاً الاول عن الملح في اثال واسع الرأس الثاني عن الحديد في اثال متوسط الثالث عن اثال ضيق مقدار فتح رأسها اربع اصابع مفتوحة عن النحاس المحرق فانه يصعد ابيض و ربما يصعد اغبر من خطاء التدبير ولكن قال في غير هذا الكتاب ان المصعدات كلها فاسدة و هو قول حق فالاحسن ان‌يكتفي بتصعيده مرة عن الراسخت و لو كان معه نوشادر فهو اجود ثم يجب تدبيره فان مرادنا من التصعيد تقليل الدهانة و تطهيره عن الغرايب و صيرورته روحاً علي الحقيقة فافهم و الذي اري ان تصعيدهما مطلقاً غير صواب لان النفوس تحترق بالنار بالفعل فافهم و قال في الزيبق ان اجماع الحذاق ان‌يكون حياً يعني يجب ان‌يكون مصعداً عن الزاج و الملح مرة ثم يطبخ بعد ذلك

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 426 *»

بالماء حتي يعود حياً و قال الجلدكي ان الزيبق اذا سحق بالزيت سحقاً جيداً و اغلي الماء غلياناً شديداً و قذف فيه الزيبق فانه يخرج حياً و كذلك ان جعل مع الماء شيء من النوشادر و المقصود انه يدخل علي الاشياء الطاهرة و الاجسام النقية الطاهرة التي هي غير رطبة و لا ندية فيلتغم بها و فيه كثير من التراكيب و ان قصدت به العقد كان حسناً و ان قصدت به الحل كان موافقاً و ان كررت يصير رجراجاً ثابتاً بالنسبة فعالاً و ان زدت التكرار انعقد قوياً نقياً ليناً متعلكاً كالشحم ليناً كالدهن ابيض كاللبن مصقولاً كالمراة و هو الزيبق الرجراج المقصود في كلام الحكماء و قال جابر في النوشادر انه الخارج الداخل و المحلل العاقد و البراني الجواني و احسن تدبيره ان‌يصعد عن الفضة او اليها ثلثاً او سبعاً كان اكسيراً يصبغ الواحد منه عشرة من القلعي فضة بيضاء و متي صعد عن الذهب كذلك يعمل واحدة في النحاس عملاً عظيماً اقول و اما الفضة التي صعد عنها تكون مشمعة لينة و كذا ذهبه يكون مشمعاً و علامته ان‌يجري علي الصفحة المحمية كالشمع و ينسبك في الزجاجة بالنار القوية و يمكن الختم عليه كاللك فافهم فاذا صار الجسد كذلك صلح للحل و لضبط الارواح الداخلة و الامتزاج بها بالجملة اذا صعد النوشادر كذلك يحل في القصب و الطبخ بالماء او المثانة و اياك ان‌تستعمله دون ان‌تصعده.

و قال جابر في التركيب انه يؤخذ من الزيبق الحي عشرة فيطرح في هاون زجاج واسع و تأخذ من اي النفسين شئت مثل الزيبق ثم تلقي عليه من الشب المحلول مثله يعني ان الاحمر في الحمرة و الابيض في البياض و تلقي عليه من النوشادر كالزيبق و ترش عليه الماء الحاد قليلا فانه يذوبه ثم ادم السحق بحيث لايصل الدستج اسفل الهاون تسعة و اربعين يوماً فاسقه النوشادر المحلول و شمعه عشر مرات ثم اغمره بالماء الحاد و ادفنه حتي ينحل فاعقده في عميا بنار لينة و قد تم فاطرحه و كلما حل و عقد كان اجود و اعلم ان اصل الماء الحاد النوشادر فيؤخذ من النوشادر شيء و من الزنجار الصحيح مثله و علي قول مثلاه و من قشور البيض المنقي مثل الجميع فيقطر فاذا انقطع القطر يخرج و يترك الي غد بعد الترويح حتي

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 427 *»

يجمد ثم يقطر ثانياً و هكذا حتي يقطر اكثره فهو ماء البياض و نافع ايضاً للحمرة علي قول ولكن للحمرة الاحسن ان‌يؤخذ هذا الماء و يرد عليه شيء من الزنجار و النوشادر و قشر البيض بعد ان‌تسحق به ناعماً حتي يكون كالفتيت ثم يقطر فانه يقطر ماء اصفر فاذا اعيد الثالثة قطر احمر و الرابعة شقايقي و الخامسة زنجفري عنابي فليستعمل في باب الحمرة و قد يستعمل هذا الماء يؤخذ من الشعر جزء و الكبريت مثله و يجعل في القرع سافاً من هذا و سافاً من هذا و يكون الاعلي الكبريت فيقطر ماء احمر بنار لينة و القرعة في الرماد.

صفة ماء اخر يستقطر قشور البيض و يرد علي ارض جديد بعد السحق بالماء و يكرر سبعاً ثم اطرح في كل رطل من الماء نصف رطل نوشادر مصعد و عفنه ثلثة ايام حتي ينحل ثم يطرح فيه نصف رطل اخر ثم يؤخذ من الزاج الاصفر رطل ينحل من وقته فيقطر في برنية و الزجاج لايحتمله فيقطر اصفر فيؤخذ رطلان زنجار و يطرح فيه و يعفن و يقطر احمر فيجعل رطل آخر زنجار و يعفن و يقطر و هكذا ثلثا.

و اعلم ان النوشادر اذا صعد كما بينا بنار لينة يستنبط سبيكتان فضة مشمعة و نوشادر منسبك و هذا النوشادر يصلح بعد للعين لامراضها الباردة الرطبة يبري مرض الشهر في يوم و مرض السنة في اثناعشر يوماً او خمسةعشر يوماً و المزمنة في شهر ثم النوشادر الفضي ان سقي من الماء الابيض المذكور و شوي مرات ازداد عمله و ان سقي من الماء الاحمر صبغ الفضة صبغا خالدا و ان اخذ من هذا النوشادر جزء و من الزرنيخ المدبر جزءان و جزء‌ من الفضة الخارجة من تحته و سحق و اسقي الماء الابيض و شمع عشر مرار ثم غمر بالماء و حل ينحل الي اسبوعين ثم عقد برفق صبغ كل جزء سبعة و ثلثين نحاساً احمر اخرجه اجود من الفضة المعدنية و متي مازج هذا الفضة المعدني اكسته اشراقاً و ليناً و متي دبر هذا التدبير بالذهب و الكبريت و النوشادر الذهبي بالمياه المحمرة المتقدمة صبغ كل جزء سبعة و ثلثين فضة و متي مازج الذهب المعدني اكساه حسناً و ليناً و اشراقاً.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 428 *»

فصل

قال جابر ما حاصله ان الاكسير الصابغ لاجساد يصبغ الاقل وزناً اقل مما يصبغ الاكثر وزناً مثلاً الاكسير الصابغ للفضة و النحاس و الرصاص يصبغ الواحد من الفضة اكثر مما يصبغ من النحاس و من النحاس اكثر مما يصبغ من الرصاص اقول و انما ذلك لقرب الاثقل بنفسه من المحال اليه و بعد الاخف فافهم و من البين ان الاخف اعراضه و اوساخه اكثر و هي مانعة عن الانصباغ و قال من امكنه تقطير الاجساد عبايط عمل كثيراً من التراكيب فانه من قدر علي استقطار الرصاصين مفردين عمل منهما الفضة اعني كل واحد منهما علي حدته و ان امكنه استقطار النحاس و الحديد مفردين عمل منهما الذهب و ان جمعا اي الرصاصان معاً او النحاس و الحديد معاً عمل منهما الفضة و الذهب اقول و ذلك حق ان عرفت وجه التقطير و انما اراد بالتقطير بقاء الاوساخ اعلي و المنقي اسفل و لاشك انه ان نقي الاجساد بالتقطير زال امراضها في الماء و بقي الجسد المطهر و يحتاج بعد ذلك الي الخميرة المحيلة حتي يستحيل باذن الله سبحانه الي جنس الخميرة و لكن الاخف اخف و الاثقل اثقل و يحتاج الي الترزين و التخفيف حتي يساوي المحال اليه في كل عرض فافهم.

فصل

اعلم ان الروح الملحي المعدني اذا صعد عن الجسد الحيواني کان ماء حاداً فاذا حل فيه النحاس الاخضر بالسحق و التشميع و الحل بالتعفين ثم قطر کان ماء حاداً يصلح للبياض اول مرة و هو حلال عقاد مثبت و مشمع و فيه سر عظيم و هو ماء الحيوة و عليه رموز الحکماء و قد کشفته وليکن النحاس مصعداً بالنوشادر فانه ابلغ في صعوده الي القابلة و ينوب عنه الحل الطبيعي.

فصل

اعلم ان القوم قد ذكروا في الحل في جميع الاجساد و الاجسام ان‌يسحق ايها كان بالكلس و النوشادر بالسوية و هما مثل ما يراد حله فمن كل نصفه ثم يندي ثم يحل و قد كرروا من هذا البيان و هو رمز شديد فان الكلس غريب فيها يبقي فيها و لايخرج ابدا فالسبيل ما بيناه في هذا الكتاب في موضعه فانه يشمع

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 429 *»

اولاً حتي يقبل الختم ثم يحل حلاً صمغياً لا مائياً و هو المراد في كل باب و هو الصابون المركب من الدهن و ملح الاكلاس يلين و يشمع و يحل فاعرفه و ليس كذلك غيره الا ما كان منه و به و اليه فافهم و لايحتاج الي وزن و كله رمز منهم فان ظفرت به فحل به الزيبق و الاجساد السبعة و الاجسام.

و اعلم اني اذا ذكرت او ذكر الحكماء دواء لعلاج فتفكر انه هل يمكن التأثير الا بالممازجة و هل تمازج الا بالاصلاح و هل اصلاح الا بالتهيئة للفعل و القبول و هل تهيئة الا بالتشكيل و هل تشكيل الا بالتقريب فدبر كلاً من القابل و الفاعل غاية التدبير الممكن في حقه حتي يستعد الفاعل للفعل و القابل للقبول ثم عالج القابل بالمقبول و اعلم انه لامنفعة ابداً في السحق و النخل و الخلط و التبليل و التسقية و التندية و التشوية و امثال ذلك و انما الواجب هو التدابير المكتومة المهيئة المشكلة المصلحة المقوية المعدة و لذلك لايفوز بسر الامر احد فانهم يريدون من غاية حرصهم و كسالتهم عن التدابير الحقة الطويلة القصيرة ان‌يقتصروا بهذه التدابير الباطلة السهلة فيصرفون فيها عمراً و لايشعرون انها صارت اشد طولاً عليهم فقدم امام كل تدبير التفكر علي ترتيب ذكرناه حتي تهيئ الفاعل للفعل و القابل للقبول في كل شيء بحسبه ثم اعمل فان اخطأ فاسئ الظن بالحكماء و اسئ الثناء عليهم و الا فلاتلومن الا نفسك الخاطئة الامارة بالسوء سوء العمل و الحرص و العجلة.

فصل

عن ابن‌وحشية علي رأي القائلين بحل الارواح خذ زيبقاً مطهراً مصعداً محلولاً فشمع به الاسرب المكلس او المصدي و شوه و اسقه ابدا حتي يشرب مثل وزنه ثم شمعه بالنوشادر مراراً كثيرة حتي يزدوج ثم نده ببعض البورقات المحلولة و اسبكه ثم شمع الزرنيخ المبيض باي تشميعات شئت بعد ان لايسود الفضة ثم اجمعهما بالتدبير بالسبك ثم القه او شمع بذلك الزيبق زرنيخاً مبيضاً و كلس قلعياً مصدي و اشو الجميع ثم اسقها الروح و ليكن ما تسقيها به بقدر ما تنديها و لاتكثر ثم اشوها و اسقها و اشوها كذلك حتي يستوي الاوزان

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 430 *»

ثم شوها تشوية شديدة و اسبك الجميع ثم القها علي صفحة و تدنيها من النار فان ثبت الجميع فقد تم الجميع و ان طار الجميع فذلك ايضاً علامة حسنة فاكثر من الجسد و ان طار بعض و بقي بعض فهو من سوء التدبير و كذا تفعل بالزنجار او الراسخت المصدي ولكن يحمر الزيبق و كذا قد يقطر الزيبق و يشمع به كلس الفضة و الزرنيخ و يسقي و يشوي من عشرين الي ثلثين ثم يشدد النار حتي ينسبك و كذلك طريق من حل الجسد او النفس وحدها و اما من يحل الثلثة فاما يحلها مفرداً ثم يجمع و يعقد و اما يجمع الاكلاس و يشمع و يحلل في موضع واحد و هو اوثق و اقرب انتهي.

اقول لابد و ان‌يهدم الجسد اولاً حتي يتهبأ ثم يشمع حتي يقبل الختم كاللك ثم اسقي الماء بقدر التندية قطرة او قطرتين و يسحق جيداً حتي يجف ثم يشوي بنار خفيفة جداً ثم يسقي قطرات اخر و يشوي فان الكثير من الجسد في كل مرة يمسك القليل من الماء و يكرر ذلك و لو الي ثلثين مرة و لو كان مقدار نار التشوية في كل مرة الي ذوب الجسد و انسباكه كان اولي ليصعد منه ابخرة كباريتية و تمسك الماء و كلما كان نار التشوية اخف و اطول كان اولي بعد ان‌تعرف المقدار و الميزان و هو نار السبك لاغير اذ بغيرها لايصعد البخار فعلي ذلك تختلف النار بحسب الاجساد و بحسب تدبيرها و عليك باتمام امر الجسد و تكميله و لابد و ان‌يكون الجسد حياً لئلايبطل كباريته و لايكون ميتاً و كذلك الامر اذا حل لابد و ان‌يكون حياً و لعمري لكل وجه ولكن حل الارواح اقرب نتيجة فان التدبير الالهي نفوذ الارواح اللطيفة في الاجساد الكثيفة بعد تقريب الاجساد و المقصود من الاجساد ضبط الارواح فلو حل قل ضبطه و تروح كالارواح فالاحسن حل الارواح و تقريب الجسد و الارضية للاصلاح و التليين حتي يقبل الحرث و الماء المجري اليها و لايكون جاسياً اما لو اسيل الارض و صار كالماء فانه ابعد عن النبات و يحتاج الي عقد و تجميد ثانياً نعم لو حل الجميع ثانياً بعد التدبير الاول فهو نور علي نور ثم يعقد ثانياً و هو العمل الكامل و كذا لو اصلح الارض و قربت للتدبير ثم حل النفس و اسقي و شوي حتي يتقوي نفسها و تحيي ثم ارسل اليها الماء كان

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 431 *»

اقرب و اولي فاذا ثبت الجميع يحل و يعقد ثانياً و لو ثبت الروح قبل الارسال و كذا النفس ثم حلا بما لايطيرهما ثانياً ثم ارسلا و شوي المجموع كما مر لكان احسن و اولي و اقرب البتة و لو ثبتا و حلا و خلطا و مزجا و عفنا حتي يتحدا كان بدلاً عن الماء الالهي ثم يزرع في الارض و يرسل و تسقي به كان ذلك حسناً.

بالجملة اذا عرفت التدبير لك ان‌تتصرف الي ما شاء‌ الله و تحمر الروح و النفس في الحمرة و تبيض في البياض و تسقي بالبيض المشمعة في البياض و الحمر المشمعة في الحمرة حتي اذا جربت رأيت الثبات و الذوب و النفوذ و الصبغ فحينئذ ان اكتفيت به فهو و ان حللته و عقدته ازداد صبغاً و ان زدت بعد الحل و العقد من الارواح و استقررتها ثم حللت و عقدت مرة اخري ازداد و هكذا الي ما لانهاية له و لكن كلما ازداد الارواح احتاج الي الالقاء اولاً علي اجساد لينة ثم الاصلب فالاصلب الي ان‌تلقي علي ما تريد فافهم و الحكيم لايعجز عن تدبير و قد اسقيتك ماءا غدقا.

فصل

قال جابر في كتاب منه ان المراد من الزيبق الحي الذي يجب ان‌يكون عليه هو الذائب الشمعي علي النار الغير الفرار و ان شئت فسمه ميتاً فانه تغير عما كان عليه قبل فمن قال يجب ان‌يكون ميتا و من قال يجب ان‌يكون حيا مرادهما واحد اذا لايجوز ان‌يكون حجرا جامدا او ترابا لايقبل الحيوة و قال منهم من رأي ان‌يكون حيا او محلولا وحده و هو اجود الاقاويل و اتمها و منهم من رأي ان‌يصعد بعد قتله بالزاج و الملح و عن الملح ايضاً و الملح ملح القلي او المر لانهما ثابتان و الاولون قالوا انه يصعد مرة واحدة ليتطهر و يعود الي حيوته رجراجا اذا ادخل في الاكاسير الحيوانية و منهم من رأي انه يصعد ثلثاً و يجب ان‌يكون فيه ادني موت و ادني حيوة ثم ذكر تدابير الكبريت و انهم علي ثلثة آراء تنقير و هو الاجود و تصعيد ثلث مرات ثم يدخل في الاعمال ليعقد بها الا ان‌يكون التدبير له وحده فيدخل عليه ما يعقده و هو حسن و تصعيد الي الثبوت ثم ذكر قاعدة التنقير كما مر عنه بالتدبير بالعسل مع شمعه حتي يصير كالجوارشن ثم يطبخ في

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 432 *»

ماء الصابون كما مر سبعاً ثم ينقر بماء بياض البيض مع الملح.

فصل

قال جابر في كتاب الخالص المبارك ان الماء‌ الخالد حق و هو الزيبق لخلوده مع كل جسد و ثباته فيه حتي لايخرج عنه فان احسن تدبيره ثبت و عمل و الا فلا و قال ان الارواح لاتثبت الا في الاجساد بعد تهذيب لهما جميعا و تطهير من الاوساخ و ان تهذيب الاجساد تكليسها و اصعادها و تحليلها و لابد و ان‌يدبر الجسد حتي يثبت علي النار يعني يطهر و يصلب و يقوم و قال لابد لهذين الروحين او النوشادر و الزيبق ان‌يصعد كل واحد منهما حتي يتكلس و يبيض و ينقي و الا فليس فيهما عمل الا ان‌ينعقد الزيبق الحي بجسد و يثبت فيه حتي ينسبك معه بتدبير و لعل ذلك لايكون الا بالاجساد و يتصعد فيطير و يتكلس فيبيض و يجفف و يحلل فيذوب و يجري ماء فيقبله الاجساد و يخرج لطيفه فيصبغها و يقويها و ينقلها من حال الي حال فاول ما ينبغي تكلس الاجساد لاسيما الفضة و الرصاصين و اصعادها فرادي بالنوشادر و تسقية الزيبق المحلول بعينه او ماءه او بالروحين الاصفرين محللين و التشاوي و تحليلها و عقدها و ان تقدر علي اصعادها بوجه من الوجوه كلست كيف ما تكلست و ضمت اليها الارواح جميعاً من الاصفرين مثل واحد منهما و من النوشادر مثل اثنين منهما و من الزيبق مثل جميع الارواح و الاجساد ثم يسقي الخل وحده او مع الاملاح و يشوي حتي يقوم فان لم‌يقم بذلك سقيت الارواح محللة فان لم‌تقم حللت و عقدت باي شيء كان او تحلل اكلاس الاجساد كلسا كلسا بالزيبق المحلول ان تحللت ثم تجمع فتحللها جميعاً به و تدخل عليهما مثلهما من الزيبق المحلول و يحل و يعقد.

اقول معني ذلك ان تكلس الجسد ثم تصعده بالنوشادر و تسقيه الروح و النفس محلولين و تشوي ثم تحل و تعقد كما مر و الميزان واحد من الجسد و واحد من النفس و اثنان نوشادر و الزيبق اربعة و المراد بالخل مع الاملاح هو ماء ‌الخل و التنكار و البورق كما مر فتشمع المجموع بعد جمودها به حتي يقوم المركب فان لم‌يقم يحل مرة و يعقد ليحصل الاتحاد التام و يكون الحل بما مر من الماء المثلث او بياض البيض

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 433 *»

كما مر او يدخل الزيبق المحلول علي الجسد المهيأ المشمع فيحل به ثم يجمع بينه و بين النفس ثم تحللهما بما بقي من الزيبق و هو مثل الجسد و النفس ثم يعقد ثم يطرح فافهم فان الطريق الحق واحد و البيانات مختلفة و ذلك ان سر الطبيعة و طريقها واحد من سلكه وصل و من تنكب عنه ضل فافهم و قال ما حاصله ان النوشادر ملح لطيف ملايم لجميع الاجساد يغسلها و يجلوها و يستخرج قذاها و لايحرق احراقاً شديداً و يجسد الزيبق و يروح الاجساد و يحللها سريعاً بلطافته فيحلل و يلين و يشمع و يعقد و يحبس و هو خميرة هذه الاعمال لانها به تختمر اذا احسن تدبيره ان شاء الله.

فصل

اريد ان‌اجمع لك خلاصة ما ذكره الجلدكي في التقريب في امر الكبريت ابتدأ بغسل الكبريت و ذكر انه بالاملاح فانها هي الصابون اقول و ذلك مما لاشك فيه و لاارتياب و هو حق و لكن لابد من تهيئة المنفعل للانفعال و تقوية الفاعل علي الفعل و التجنيس و التكرير الي حصول المقصود و ذكر من الاملاح ملح الطعام و المياه الحادة و قال انما مقصودنا من غسل الكباريت ان يخرج عنها اوساخها مع حفظ جواهرها ثم ذكر ان من الناس من اختار الغسل بالطبخ بالماء الحار او ماء ‌ملح القلي المحلول وحده او بماء النوشادر المحلول وحده او بهما جميعاً او بما شابه ذلك من ماء النطرون او البورق او البول اقول و لابد في ذلك ايضاً من تقريب الفاعل و المنفعل اقول ان الماء الحاد فمنه ما يحل جسم و يميعه في الماء احمر كالمري و ذلك لافايدة فيه لبقاء الاملاح فيه و عدم امكان خروجها عنه اللهم الا ان‌يصعد عنها لا في القناني بل في الاثال ذي المكبة و الترس بتة بنار خفيفة فيصعد خالصاً و التصعيد مضر للكبريت بلاشك و كذا ماء ‌القلي وحده و اما ماء ‌النوشادر المحلول فانه لايؤثر فيه بالطبخ بل يعمل عملاً قليلاً في ظاهر اللهم الا ماء النوشادر المسمي باودلوس و هو ماء مشمع بقاعدة التشميع لا بالطبخ فلايطهر و لعله اشار اليه بقوله «او بهما جميعاً» و اما ماء النطرون و البورق فكذلك لايؤثر اثراً الا بالتقريب و هو ايضاً ليس بكامل و اما البول فبعيد

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 434 *»

عن الحكيم مزاولة النجاسات و المحكم في هذا الباب ان الاملاح غسالة و ذلك لاشك فيه و لكن لابد من معرفة ادخالها و اخراجها و تقريبهما معا حتي يؤثر فملح القلي يقلل دهانته بلاشك و يكلسه بلاشك و يبيضه بلاشك و ان اجحف بالتدبير به ينهك جسمه بلاشك و اما ساير الاملاح كملح الطعام و الاندراني و المر و الزاجات و الشبوب و النوشادر و البارود فهي غسالة مبيضة ان حلت و نعمت و قربت و ادخلت و اخرجت و لم‌يدخل ادخالاً منهكاً ثم ذكر الطبخ بماء ‌الليمون و الاترج و الثوم و البصل و الكراث و الادهان و ذلك كله تمثيل للماء الغسال فمنها ما هو مثال لحدة الماء و منها ما هو مثال لجلائه و منها ما هو مثال لدهانته بالجملة لابد و ان‌يكون الغسل بالصابون و هو ملح دهني او دهن ملحي ليتعلق بدهانته بدهن الكبريت و اوساخه و يقطعها بحدته و يخرجها الي الماء بانبساطها فيه و انتشاره في الماء و لابد من دلك و تكرار الي ان يدخل الماء بواطن الكبريت و يخرج و يحفظ الجوهر و لاينهكه بدهانته فان وجدت ماء هكذا فاغسل و الا فلاتتعب.

و قد ذكر هذا الباب الاول و الحال ان قبل الغسل تدابير اخر ثم ذكر باب التكليس و هو قبل الغسل فانه تهيئة للغسل و ان كان بعد الغسل ايضاً مكلساً ثم ذكر باب التصعيد و هو قبل التكليس للتنقية عن التراب و المدر فالقوم و ان ذكروا ان التصعيد واجب مرة واحدة ولكن ان كان المراد التنقية فهو يحصل بغير تصعيد ايضاً فالتصعيد و التكليس يحصلان معا و ينقي عن الحجارة و التراب لكن يبقي فيه بقية ما كلسته به قليلاً فذلك يخرج بالغسل البتة كما قد جرب ولكن التصعيد مرة قبل جايز علي كراهة و ليس بواجب بتة و لعله رمز عن تصعيد خاص يصعد به خلاصة الكبريت الي الاعلي في الماء و يبقي التراب و الحجارة اسفل و به يحصل الغرض علي طريق اكمل ثم ذكر باب التبييض و هو حاصل الغسل و قد ذكر فيه تدابير بالادهان و هي امثال لذلك الماء الدهني البتة و ذكر الخل و زبد البحر و الطبخ فيه لعمري ان كان هذا الماء ينفذ في الكبريت فيحله و ان كان لاينفذ فلايبيض الا ظاهره و ذكر تبييضه بالزاج المقطر بان‌يقطر منه سبعاً يبقي ذروراً ابيض ثابتاً و فيه تدبير ما و ان كان ناقصاً فالحق في هذه التدابير ان‌يؤخذ

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 435 *»

الكبريت السوقي و يصفي كما يصنعه اهل البارود او لايصفي و يسحق ثم يكلس حتي يقل دهانته و يذهب صريره و قشافته و يصير كالدقيق و يسحق سحقاً طبيعياً بالماء فاذا نعم قليل الدهانة مرفوع القشافة صار متهيئاً للتدبير و هو الكبريت النقي عن الاحجار و الاتربة ثم تنقيه بالغسل بان‌تسقيه الماء و تسحقه و تشويه ثم تغسله و تسقيه و تشويه الي ان‌يحصل نقاء الظاهر و يذهب عنه ما صحبه من الاملاح في التكليس فحينئذ يكون كبريتاً خالصاً عن الاعراض الهبائية و هو غاية ما يحصلونه من الغسل و الطبخ و التصعيد باسهل وجه و اكمله في اسرع وقت بلاشك و بقي عليك تطهير طبيعته فهبئ و فرق الطبايع كما فرقت المادة اولاً و هنا ايضاً يحتاج الي صابون غسال طبيعي و لابد من نشر مطاويه الطبيعية حتي يخرج ما تخلل فيه من ادران فلابد من تشميعه و اعداده نحو الحل و لاتشميع الا بالدهن فشمعه بدهن غير محترق نافذ غائص حاد ناشر لطياته فاذا ذاب علي اللسان ارسل عليه من ذلك الدهن ثلثة امثاله او ازيد و لابد و ان‌يكون ذلك الماء لا ثفل له اذا جف طار كله و لم‌يخلف شيئاً فحله به و خذ عنه ما لاينحل و ارمه فانه الرماد غير النافع ثم اعقد المحلول بعد تقطيره مرات عديدة حتي يكون دهناً رائقاً ثم اعقده فانه ينعقد شمعة بيضاء نقية خالصة عن الادران الطبيعية و الهبائية يذوب و يتختم كالشمع و هو النفس الصرفة الحقيقة المأمور باخذها خذها اليك و انظر بعقلك انه هل يوجد طريق غير هذا الطريق و هل يوجد عقار غير هذا العقار فجميع ما قيل تعبيرات و تمثيلات.

قال الجلدكي في نهاية الطلب بعد الاشارة الي تدبير فصلناه فخذوا هذا التدبير البراني تدبير العمل الحق الجواني و جميع ما ذكروه من الاعمال في هذه الاشياء من الغسل و التشوية و الطبخ و التصعيد و المياه الحادة فهو ضرب مثال لما ذكرناه و اعلم ان في المياه الحادة منافع كثيرة في هذه الصناعة من اجل سرعة الفعل و تعجيل الفائدة فان اقتدر علي استخراج ماء حاد حلال بحيث انه اذا القي فيه شيء من النفوس و الارواح و الاجساد و البرادات ينحل و يتفرق اجزاؤها فانه يصل بعد ذلك ان كان عالماً الي استخراج الجزء الصالح منها و زوال العرض

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 436 *»

الفاسد في اسرع وقت و اقربه انتهي كلامه عليه ما عليه ما امتنه فتدبر اقول ان بقي بعد تدبير النفوس طعم و حدة فيها فلابد من غسلها بالماء القراح الي ان‌يطيب و الا فان كان ماؤك مقطراً مكرراً لاثفل له لاضرر بالطعم فانه عرض لاجسم ولكن تخلصها عنها ايضاً اكمل لحوائج اخر و السلام و كذلك الامر في الزرنيخ الابيض و الاصفر بلاتفاوت.

فصل

قال الجلدكي في نهاية الطلب ان مركب القوم الذي يتولد عنه الاكسير لابد ان‌يكون فيه الماء الحلال و الدهن الذي لايحترق و الصبغ الفعال و الجسد الثابت فهذه الاربعة الاركان هي المشار اليها بالعناصر و الاستقصات و الطبايع فاذا سمعتم يذكرون في الطرق البرانية اركانيات فالي هذه الاركان يشيرون و سموا كل واحد من الاركان الاربعة باسماء كثيرة اما الماء فسموه بالماء القراح و ماء ‌الملح و النطرون و ماء الشب و ماء العين و ماء‌ البحر و الماء ‌الالهي و ماء ‌السيف و ماء القلي و الماء ‌الحاد و الخل المقطر و ماء‌ الرأس و زيبق ابيض و طبيب البحر و ماء النوشادر و ماء البورق و ماء الجير و ماء الشعر و الماء الخالد و زيبق الغرب و غير ذلك و اما الدهن فسموه بالمؤلف و زيت الزيتون المقطر و دهن الاكارع و اللبن الرائب و دهن الخرشقلا و لبن اليتوع و دهن شجرة الحب و الدهن الصافي و الصمغ الابيض و دهن الشعر و دهن صفرة البيض و دهن النوشادر و دهن الكبريت المصطكاوي و دهن الزرنيخ و شحم كلا الماعز و اشباه ذلك من الادهان و اما الصبغ فسموه بالنار و الحجر الذي يشج الرأس و الزهر و العصفر و الزعفران و النفس و الكبريت و الزرنيخ و النحاس الاحمر و زعفران الحديد و الزنجار و السليقون و الزنجفر المثبت و الروسختج المستنزل و التوتياء المدبرة و صفرة البيض و حمرة الاسرنج و الزاج و الشخيرا و صبغ الذهب و البسد و المرجان و العروق الصفر و اشباه ذلك و الجسد الثابت بالجسد الحي و الجسد الني و المرتك و كلس العظام و الفضة المكلسة و الذهب المكلس و الحديد المكلس المستنزل و الاسفيداج و النحاس الذي لاظل له و الارض البيضاء و

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 437 *»

ناب الفيل و الجسد الثقيل و الانسان و الطلق المصفح و الكبريت النقي و الزيبق المعقود و الاسد الرايض و الشمس و القمر و الاب و الابن و المولود و الشيخ و الطفل و الغلام و الكبريت الاحمر و الزرنيخ المورق و الذهب المذاب و الارض العطشانة و القيد و الصخرة و الصلاية و امثال ذلك فاذا كثرت عليك الاسماء فامسك هذه الاربعة و اترك ماسواها الي ان قال اجود ما في الحيوان كلس قشر البيض و ماء‌ البياض و دهن الصفرة و تدبير القشر بماء البياض و تدبير ماء البياض بالقشر فيكتسب القشر من ماء البياض اللين و الانحلال و يستفيد الماء‌ من القشر الحرافة و الحدة فتدبر بهذا الماء الدهن و الصبغ و استخراجه من الثفل الي ان‌يصير شمعة.

الي ان قال اما الذهب فهو رأسها و سراجها و هو ناقص الصبغ عما يراد به فان امكن تكليسه و هدمه و زيادة الحرارة و الرطوبة فيه استحال من الصورة الذهبية الي الصورة الاكسيرية و اياك ان‌تدخل عليه الاشياء المفسدة له مثل المرتك و الاسرب و الاسرنج او بعض الاجساد الفاسدة العبيطة الغير النقية و الوسخة فان هذه الاشياء مفسدة له و انما المقصود ان‌ينتقض تركيبه نقض صلاح لانقض فساد لانه طاهر نقي لادنس فيه و ان كان فيه شيء يسير فلاعبرة به فاذا انهدم و تشمع و ذاب و جري علي الصفحة كذوب الموم و انطبع مثل انطباع الشمع و العجين فقد صار ركناً تاماً فان اسقي الماء الالهي او لعاب الافاعي او ماء ‌الصمغتين او شيء من الروح المتحد بالدهن الذي لايحترق او شيء من الزيبق المتحد بالكبريت فانه يقوم منه اكسير تام علي الخلاص اذا ادمن سقيه و تشويته الي ان‌يشرب و يقوي و يلبس لون الفرفرة فيكمل امره.

و اما الفضة فقد ذكر القوم تكليسها و هدمها بما يفسدها ايضاً و القصد تكليسها علي وجه لايخالطها فيه غريب البتة فان الغريب مفسد لها فمتي ما هدمت و تشمعت و ذابت علي الصفحة ذوب الشمع بايسر حرارة تكون بلغت و تصير اذ ذاك ركناً تاماً يصلح ان‌يتحد به نفس و روح و خمير يتكون منه اكسير تام يقيم الاجساد الناقصة و ماء‌ الصمغتين نافع لها و مشمع لاجزائها و كذلك اذا اتحد الزيبق بالزرنيخ المخلص و كانا محلولين الحل التام بالميزان المعتدل و اسقيت الفضة منه مرات عديدة الي ان

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 438 *»

‌يشرب الوزن الذي يكون به قوامها و اعتدالها فافهم.

و اما النحاس فهو جسد وسخ و لايصلح لشيء من التدابير الا بعد تكليسه و هدمه و استخراج اوساخه و كباريته منه و تنقيته فانه يصفر و يبيض ثم يحمر بعد البياض فاذا كمل بياضه و حمرته يشمع كما يشمع الذهب و الفضة الي ان‌يذوب و يجري علي الصفحة كما تقدم بايسر الحرارة مثل ذوب الشمع فان الاحمر منه اذا اسقي الروح المتحد بالنفس احاله اكسيراً للحمرة وكذلك الابيض اذا شرب روح من الصمغتين و تم شربه في سقيات فانه يصبغ الاجساد الناقصة للبياض و يحيلها للتمام و اذا استحق ان‌يكون احد الاركان الاربعة فانه يمازج النيرين الابيض يمازج القمر و الاحمر يمازج الشمس مزاجاً تاماً لايفارق.

و اما الحديد فانه ايضاً كالنحاس في عمله و تكليسه و هدمه فهو حينئذ ركن تام من اركان اكسير يعمل البياض و يمازج في هذه الدرجة بالفضة مزاجاً تاماً و يقيم القلعي المنقي و اذا ركب مع روح الصمغتين و الخمير حتي يشرب ثلثة امثاله اقام الاجساد الناقصة علي الروباس و اذا حمر بعد ذلك اقام الفضة علي التعليق و اذا حمر جسده المبيض حتي يصير زعفراناً فهو الصبغ المريخي العزيز يمازج الشمس مزاجاً تاماً و يصبغ القمر صبغاً فائقاً يحمل عليه الذهب فيكون صالحاً غير مفارق بالتعليق كما اذا عمل من النحاس الطاهر زنجاراً فانه يصبغ الفضة صبغاً صالحاً.

و اما القلعي فلابد من هدمه لزوال اوساخه و ادناسه وكباريته الفاسدة الي ان‌ينقي النقاء التام فحينئذ يمازج الفضة مزاجاً تاماً و يتحد بها فان القی عليه شیء من الحديد المدبر الموصوف اولاً فانه يقيمه علی الروباس و يمازج الفضة مزاجاً لايفرق ابدا و يصلح في هذه الدرجة ان‌يشمع و يصير احد الاركان البيض فاذا جمعت اليه الاركان الثلثة روح الصمغتين و الخمير تولد منه اكسير البياض فان احمر استحال للحمرة و كان من هذين الاكسيرين فضة و ذهب علي الخلاص.

و اما الاسرب فلابد ايضاً له من الهدم و استخراج الاوساخ منه و تصفيته الي ان‌يبيض فاذا ابيض صلح للمازجة في الميزان بالاجساد الذائبة و اذا احمر كذلك و يصلح الابيض منه الخالص ان‌يكون جسداً يسقي من روح الصمغتين مع النوشادر الي ان‌يكون اكسيراً للبياض و يصلح الاحمر منه ان‌يسقي

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 439 *»

ايضاً فيكون مادة الاكسير الحمرة فاما تصعيد هذه الاجساد المنطرقة فلافائدة فيه سوي شيئين احدهما ان‌ينقي بالتصعيد و الثاني ان‌يتحد بالروح و يتمازج فاذا تم النقاء و ظهرت العلامات و صعد الجسد كله مع الروح يحتاج الي رابط يربطه من النفس المدبرة المحلولة التامة النقاء فان الروح و الجسد يهبطان الي قعر الريا قليلاً قليلاً الي ان‌يستقر المجموع شيئاً واحداً منسبكاً سريع الذوب فهو حينئذ اكسير للبياض ان كان ابيض و للحمرة ان كان احمر الي ان قال و لو اننا خلطنا جميع الاجساد المنطرقة الناقصة خلطا بالذوب ثم نقضنا تركيب ذلك و اخرجنا منه الفاسد الغريب لبقي الصالح منها ان كان ابيض فيمازج الفضة مزاجاً تاماً لانه قد التحق بها و ان كان احمر فيمازج الذهب لانه قد التحق به لكن بمقادير في الاوزان و باحكام المعرفة في السبك و قوانين النار و مقدار الذوب الي ان قال اعلم ان روح الصمغتين الذي هو الماء الالهي لابد منه في الاعمال و لايقوم مقامه شيء سوي الزيبق و الكبريت المتحدين بعد النقاء التام الي ان قال في مدة السبك لاستحالة الاجساد في التراكيب يستمر عليه السبك و قدره ثلث ساعات من النهار الي ان تكلم في الزيبق و قال اما زيبق العامة فمغشوش يحتاج الي التطهير و الغسل و لايمكن ان‌ينقي النقاء التام الا بالتصعيد كما ان الاجساد لايمكن ان‌تنقي النقاء التام الا بالتكليس الصالح لان الاجساد المكلسة بالحرق فاسدة لزوال نوعيتها لكن تصعيد القوم غير تصعيد العامة فاذا صار الزيبق نقياً و له بلة المزاج فحينئذ هو ركن يحتاج الي دهانة غروية يتحد بها و جسد يستقر بعد ذلك فيه و قد وصل. و اما الكباريت و الزرانيخ فمحترقة لما فيها من زيادة اليبس فمن اقتدر علي زوال احتراقها و استخلاص الجزء الصالح منها فقد بلغ الي اركان طاهرة نقية يمكن اتحادها بالزيبق المدبر الي ان قال و الجزء الصالح في هذين مشتمل علي ثلثة انواع احدها الدهن و الثاني الصبغ و الثالث الارض الخالصة فمن امكنه تفصيل كل من الزرنيخ و الكبريت الي هذه الثلثة الانواع فقد ظفر منهما بسرهما و الا فلا الي ان ذكر التدبير الحق فيها و قد حكيناه عنه في صدر الكتاب فما اتقن هذه الكلمات فخذها فصفها و اياك و الوعاء فنكبها و السلام.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 440 *»

فصل

اعلم ان الماء الحلال للاشياء لابد و ان‌يكرر تقطيره حتي لايكون له فرخ و خلف لئلاينعقد مع المحلول شيء منه و اما النوشادر فلايجوز استعماله الا في الاجساد و اما الارواح فقبل تقريرها لايجوز استعماله فيها و اما بعد تقريرها في الاجساد و ثبوتها فجايز فان المشمع للجسد هو المشمع للروح حينئذ فالذي يشمع الارواح هو الخلول المقطرة عن الاملاح المكرر تقطيرها حتي لايبقي لها ثفل البتة و لابأس ان‌يقرر الارواح و يشمع بالنوشادر و الكلس فان الكلس يفيد النوشادر ثبوتاً فان ادخلته علي الارواح المكلسة النقية يشمعها من غير نفور ان‌شاء‌الله بل النوشادر و الكلس هو الصالح بكل تشميع فمنهم من يحل جزء نوشادر مع جزء من ملح القلي و يكرر و منهم من يحل النوشادر مع اربعة اجزاء من كلس القشر و منهم من يحله مع جزء كلس القشر و منهم من ذكر الكلس و النوشادر و الشب بالسوية و قال بعضهم بياض عشرين بيضة و ملح القلي و نوشادر من كل خمسة.

فصل

في مياه نافعة في الاعمال

ماء نافع لحل الذهب و استخلاص الفضة عنه شورة عقاب بالسوية يعجنان ببياض البيض و يقطر و هذا الماء مشمع ايضاً و اذا كلس به الرصاص الاسود كان مشمعاً و اذا استعملته في التشميع فلتقطره مرتين و ثلثا.

ماء‌ يكلس القمر شب بارود زاج علي عدد حروفها تحل في المثانة و ان زيد ملح الطعام كالشب صار محللاً.

ماء يكلس القمر و الزيبق و المرتك شب اثنان شورة واحد يحل في المثانة.

ماء يكلس الفرار كالتراب الابيض شب شورة من كل اربعة عقاب واحد يعجن ببياض البيض و يحل في المثانة.

ماء يكلس القمر شب ثمانية شورة اربعة عقاب واحد يكلس القمر كالتراب الابيض.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 441 *»

ماء يكلس الاجساد لاسيما الحديد المحمي ملح اندراني شنحار بالسوية يعجن ببياض البيض و يوضع في الشمس اربعين يوماً ثم يقطر بنار لينة و هو الماء الخالد.

ماء يحل الزيبق و يقطره الملح الساجي شورة نوشادر بالسوية يحل في المثانة و يحل به العبد و يقطر.

الماء المثلث شب شورة زاج بالسوية يكلس الفضة و الفرار.

ماء يحل الطلق عقاب شب ملح و يبيض النحاس بالحمي و الطفي و الميزان بالسوية.

الماء الحاد المليح زاج بورق ملح شنحار عقاب بالسوية مشمع للارواح.

ماء‌ لحل المشتري بارود زاج بورق من كل واحد ماء القراح ثلثة يعفن اسبوعاً و يقطر ثم يطبخ به المشتري ثلثة ايام يصير كالزيبق الرجراج.

ماء آخر نوشادر ثلثون شورة ثلثون زاج لاري ثمانيةعشر يصب علي برادة الحديد و يقطر عنه ثم يدبر به المشتري.

ماء آخر ملح ساجي خمسة عقاب خمسة يحل في بياض عشرين بيضة يثبت الكبريت.

ماء آخر خل مقطر ثلثة الملح الساجي واحد يحل فيه و يرد علي ارضه و يقطر حتي يبيض و لايبقي له ثفل يثبت الارواح و يقيم العبد و ينقي الزهرة كذا قيل.

ماء آخر شورة عقرب زاج عقاب شعر بالسوية يقطر و يرد حتي يصير دهناً يحل الارواح و الانفاس و الاجساد.

ماء آخر بارود عشرون شب اثناعشر عقاب ستة يحل بالمثانة و يكرر علي ارض جديدة يكلس القمر و الزيبق.

ماء آخر شورة زاج من كل عشرة زرنيخ واحد يحل في المثانة يكلس الزيبق و الفضة و يزعفر الحديد و يزنجر النحاس و يكلس القلعي و الرصاص و يحل التوتياء.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 442 *»

ماء آاخر زاج اربعة بارود اثنان شب واحد يكلس اللؤلؤ اي الفضة.

فصل

اعلم انه لاشيء لتشميع القمر كالملح الروحاني و احسن طرقه ان‌يؤخذ الملح و يسحق علي صلاية و لايكون الا مطهراً بتة ابيض خالصاً بالكلية ثم يؤخذ خمسة برادة القمر المبرد بابراد الحكماء لاغير و يسحقان معاً حتي يموت القمر و ادخله الآثال و ان كان من الفضة فهو اجود و هذا الملح لو كان منفرداً ناره وسط الا مع القمر فينبغي ان‌يكون لينة فاذا صعد الجميع رد الاعلي علي الاسفل و صعد الي ان‌ينسبك القمر و يموع كالشمع و يصلح للاعمال الكبار و الملح ينسبك خالداً في النار و يصلح الرصاص المطهر صلاحاً لايعود الي ما كان و يستعمل في جميع الاعمال في الحمرة و البياض يعني في التركيب لاجل خلوده و من خواصه العجيبة نفعه لامراض العين الباردة الرطبة فانه اكسيرها و قال جابر في الخواص اذا خلط منه جزء بثلثةعشر من الاثمد المربا في ماء الرازيانج شهراً و ستة من التوتياء المصول و كذا يصول الكحل ثم يخلط بالسحق الشديد و قال فيه يؤخذ من برادة الفضة عشرة و يسحق مع النوشادر ثم يزاد الي ان‌يصير خمسين ثم يصعد في آثال صغير مرات فافهم و اعلم ان القمر لو كلس بالمياه الحادة يتزنجر و يصير بنفسجياً ثم يسود بالتشميع و ذلك غير صالح فلابد من تدبير يكون ابيض باقي الحيوة و ما ذكروه بالحرق بالنار فذلك غير صالح و قد ذكر براكلسوس ان‌يصفح رقاقاً و يؤخذ مثله من الزيبق المصعد و يذر علي الصفايح و يوضع علي النار حتي يطير الزيبق و يبقي كالراتينج و رأيت نوعاً آخر و جربته ان‌يؤخذ الشب مثقال و الملح مثله و سحالة الفضة نصف جزء و يدق الشب و الملح و يخلط بها ثم يوضع في بوط علي النار حتي يتكلس الشب فيرفع و يدق ذروراً و هذا الزرور ان دلك علي النحاس او الشبه بعد الجلاء و اللطخ بماء الليمون او الحصرم او الرمان الحامض فضضه و ان شاء ‌طبخه في الماء حتي يموع الشب و الملح و يرسب الفضة ثم تغسل و تصول و ترفع فانها باقي الحيوة ثم تسحقها ناعماً و شمعهاً و ان كلسها بماء ‌ليس فيه زاج فهو قريب ايضاً و ذكر الرازي

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 443 *»

في سر الاسرار ان‌تسحق بمثلها نوشادر و تجعل بين قدحين و توضع علی النار حتي تسود فترتفع و تکرر الی عشر مرات ثم تخرج و تسحق و ترد الي القدحين و تعمل كما مر حتي تصير قطعة ملح ثم تصعد عنه النوشادر فترد الاعلي علي الاسفل و تصعد حتي تخرج كالنورة و كذا قال بان‌يصعد عنها خمسة امثالها زيبق ثم لتها بماء النوشادر و شوها حتي تصير هباء و احسن منه ان‌تسحق بماء‌ الزيبق المحلول بالنوشادر ثم تشوي حتي تبقي كالنورة و قال جابر في الرياض اسحق برادة الفضة بالنوشادر المحلول و شوها برفق حتي لاتحترق ثم لتها به و شوها و اعد عليها العمل حتي تخرج ذرورا ابيض لاجزء لها بالجملة بهذه و امثالها يكلس الفضة بيضاء.

فصل

رأيت قاعدة لطيفة فيها رمز قريب و هو ان‌يؤخذ ماء الرأس و شب بالسوية و يقطر ثم يصب علي العروس و يطبخ حتي يحمر الماء و يجدد الي ان لايحمر فيعقد الماء ثم يؤخذ ماء الليمون و الكافور فيقطر فيطبخ فيه الصبغ و الارضية حتي يزول شعلتهما ثم يصعد الارضية عن خلاصة الشب ثم يغلي في الماء فاذا ثبتا يسقي الارض بالصبغ و قد تم و رأيت في نسخة ايضاً و هي ايضاً قريب يسقي العروس علي رماد حار ماء الرأس و يبدل الي ان‌يخرج الماء ابيض ثم يقطر المياه فيقطر عنه الخل و الليمون المقطر حتي يصير دهناً ثم يصعد الارض عن الملح و العظام المكلسة ثلثاً بنار ضعيفة ثم تحل الشمس بماء الرزين ثم يؤخذ ماء من اثنين شب و ثلثة زاج و خمسة بارود و واحد نوشادر فيقطره عن الزيبق و يكرر ثم يقطر عنه ماء ‌الرزين ثم يحمر النوشادر بزعفران الحديد اثناعشر مرة و عمله ان‌يسحق الحديد المغسول بالعقاب و الخل حتي ينحل ثم يأخذ الشمس واحداً و الكبريت اثنان و الزيبق ثلثة و العقاب الاحمر ثلثة فيسحق الجميع حتي يجف ثم يسقي بالدهن المذكور بالسحق و التشوية و يشبه ذلك ما نقل عن ارسطاطاليس قال يؤخذ من الكبريت الاصفر النقي عن الاتربة و الحصي رطل و يسحق ناعماً و يطبخ بماء ‌الصابون بنار لينة جداً و كلما احمر الماء جدد له الماء

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 444 *»

‌الابيض حتي يخرج جميع صبغه و ينبغي ان‌يرفق في الطبخ حتي لايغلي فيحترق جوهر الكبريت و لايخرج منه دهانته في الصبغ شيئاً اصلاً و هذا موضع الزلل ثم اجمع المياه و قطره فيطبخ بماء‌ حماض الاترج طبخاً بعد طبخ بالرفق الشديد حتي ينكسر ناريته و لايسود الصفحة بل يصفرها ثم يؤخذ الارض فيصعد عن الزاج و الملح و الروسختج بنار لينة جدا حتي يصعد ابيض طاهراً نقياً فيشمع بالدهن الاحمر فهو الكبريت الاحمر.

اقول هذا قريب مما ذكرنا في هذا الفصل و ما ذكرناه آنفاً ولكن فيها رمز شديد لايحله الا من اراد الله و هو مجرب معمول و هو المروي عن الصادق عليه السلام و الطريق منحصر به و لاطريق سواه اللهم الا ان‌يسلك هذا الطريق بعقاقير اخر فان الاشياء يصير بعضها بدل بعض و يقوم بعضها مقام بعض الا تري ان واحداً قال اطبخه في الخل و بعضهم رأي ماء ‌الليمون و بعضهم رأي حماض الاترج و هكذا يقوم العقاقير بعضها بدل بعض و ذكر بعضهم ماء آخر و هو محلول جزء من الشب الاحمر و ثلثه الملح الاندراني و في هذا الماء ايضاً سقط و رمز و هذا لايحصل منه المطلوب بتة الا بضم اشياء اخر ولكن هذا طريق القوم في رموزهم و كذلك في الزرنيخ الابيض و الاصفر و الاحمر الطريق الحق منحصر به و لايحصل المطلوب بغير ذلك و هذا هو المشار اليه بتصعيد القوم و تقطيرهم و حلهم و عقدهم و غسلهم و تشويتهم و طبخهم و كل ما ذكروه من الالفاظ و عندي لو اخذ من هذا النفس المدبر و من الزيبق المدبر مقدار و شمع بهما الجسد المدبر كان احسن و اقرب و الله العالم بحقايق التدابير.

فصل

قيل لو غلي جزء من الكبريت في تسعة اجزاء نوشادر محلول حتي يصعد النوشادر يبقي الكبريت ابيض اقول هذا صحيح لاشك فيه مجرب ان فككت الرمز و عرفته ايضاً قيل خذ مثقالاً كبريتاً و اغله في سبعة زيت حتي ينحل و يحمر الدهن كثيراً ثم يرفع عن النار و يضاف اليه تسعة نوشادر ثم يصعد

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 445 *»

حتي يصير ابيض اقول فيه رمز قريب ان عرفت المطلب و لنعم ما قال الشاعر:

عباراتنا شتي و حسنك واحد   و كل الي ذاك الجمال يشير

فصل

احسن شيء في صنعة الصوغ خبث الحديد المسحوق كالكحل المعجون بالدبس فانه يخرج المسبوك علي حسب ما يريد.

فصل

رأيت قاعدة جيدة احببت ذكرها بتفصيلها و اشير في بعض مواضع الحاجة و الرمز لتكون دستوراً للطالبين قال نأخذ الذهب الخالص ستين مثقالاً و نبرده ارفع ما يكون ثم نلغمه بمثله الزيبق المطهر ثم نشويه علي جمرات قليلا حتي يسخن ثم يسحق جدا حتي يصير كالمخ ثم اجعله في قدح مطين و صب عليه ماء الزاج ثم ضعه علي اخثاء البقر المحرق الي ان‌يخمد ناره و انت تنظر اليه الي ان‌يشرب الماء و لاتجففه ليحترق اقول ان الملغمة لاتشرب الماء الا بتدبير فلاتغفل و في نسخة ماء الزاج يقطر عن جزء من الزاج و جزئين ماء و فيه تدهيش و العلامة ان‌يكون الماء مائلاً الي الخضرة فتدبر ثم افرغ الملغمة سريعاً في اناء آخر ليبرد قال ثم اسحقه مع عشرة نوشادر ثم صعده في قدحين بنار خفيف و في نسخة بنار السراج و توقد عليه سبع ساعات ثم تسد منافذ التنور ليلك ثم ارفعه غداً و تراه قد صعد الزيبق و النوشادر ثم اسحق الارض و الصاعد معا و زنها و ادخل علي كل عشرة منها درهم نوشادر و دانقان شب يماني و في نسخة اضاف دانقين شنجرف و يسحق الكل مع عشر المجموع ماء‌ الزاج و يصعد و يكرر الي ثلث او سبع و تجدد في كل مرة شب و نوشادر كما مر و كذا شنجرف من دانق الي دانقين و تسحقه في كل مرة بوزن العشر ماء ‌الزاج فيصير الارض زعفرانية مهباة و الزيبق اصفر فاحفظ الروح في زجاجة ثم دبر الجسد و عذبه بان‌تأخذ ماءاً حاداً من زنجار خالص اربعين راسخت مصول عشرة نوشادر خمسين مرقشيشا ذهبي خمسين زرنيخ اصفر خمسة و عشرين شنجرف رومي رماني خمسة شيرزق عشرين شب يماني عشرة يدق و ينخل صفار البيض خمسين عددا يمزج الكل

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 446 *»

و يسحق يوماً و يندي ليلة تحت السماء و يقطر الماء الاصفر و الماء الاحمر فرداً فرداً ثم يستخرج الثفل و النوشادر المنفصل عنه و يؤخذ من النوشادر نصف الثفل و يحل النوشادر و يؤخذ مثل النوشادر مرقشيشا ذهبي و عشرة مثاقيل شب يماني فيخلط المجموع مع الثفل و يسقيه من الماء الاصفر حتي يصير كالطين ثم يندي و يقطر غداً بنار اقوي من الاول فيقطر ماء حاد احمر فيضيفه الي الاحمر الاول و يرمي الثفل و في نسخة شنجرف خمسة و عشرين و زرنيخ خمسة و عشرين و فيها في الاخير مرقشيشا نصف النوشادر و شب عشرة و اضاف ايضاً خمسين عدداً صفرة البيض قال ثم يؤخذ الجسد و مثل وزنه من الماء‌ الاحمر و يسحق في هاون زجاج ساعة ثم يجعله في قدح التشميع و يوضع علي نار الجمر و يقلبه بعمود حتي يشرب الماء و يقرب من الجفاف ثم يقلبه في اناء اخر ثم يسقيه مثله الماء ‌الاحمر و يسحق ثلث ساعات و يشويه و يقلبه بعمود فضة ثم يكرر العمل ثلث مرات اخر و يسقيه في كل مرة نصف وزنه من الماء و لو كرر العمل سبعاً كان اكمل فيضيف اليه في الاخر في كل عشرة دراهم منه دانقين زاجا اخضر و يسقيه مثل وزن المجموع من الماء الاحمر و يسحق في الشمس الحارة حتي يجف ثم يجعل في اناء صابر و يغطيه ثم يسجر تنوراً ثم يوضع في وسطه لبنة و يوضع عليها الاناء و يسد منافس التنور و يدع فيه ثقبة و يتركه يوماً و ليلة ثم يستخرجه زروراً شنجرفياً مهباً و قد تم اقول لابد و ان‌يكون هذه النار خفيفة لاتميت الجسد البتة فلايقبل الحيوة فتدبر.

و اما تدبير الروح فخذه و اسحقه و اضف اليه مثله الزيبق الحي و خذ لكل عشرة نوشادر  شب شنحار زنجار من كل درهم زاج اخضر مثقال ثم يسحق المجموع بماء الزاج حتي ينعجن و يموت الزيبق ثم يجففه علي رماد حار حتي يبتدأ في الدخان فيرفعه ثم يصعده و ليكن مفروشاً بملح مقلو و يوقد سبع ساعات عليه من الخفيفة الي القوية ثم يدعه حتي يبرد فيخرجه يجده كدقيق اصفر فيرمي الثفل ثم يحمره بان‌يأخذ نصف من جير غير مطفي و يلقيه في منين و نصف ماء و يتركه يوماً في الشمس ثم يروقه ثم يأخذ نصف من شنحار و يسحق و يلقي في

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 447 *»

منين ماء و يتركه يوماً في الشمس ثم يروقه ثم يمزج بين ثلثين سيرا ماء الجير و من و عشرة اسيار من ماء القلي ثم خذ كبريتاً اصفر مائة دراهم زاج اخضر او اصفر خمسين دراهم نوشادر عشرة شب يماني عشرة زعفران الحديد ثلثة شنجرف رماني عشرين راسخت درهم و علي قول اربعين نطرون عشرة يسحق و ينخل ثم انصب علي الموقد قدر نحاس احمر و صب فيه المياه و الادوية سوي الزاج و اوقد عليه و حركه و اغله الي ثلث ساعات حتي ينتصف الماء‌ ثم برده و صفه و هو الماء‌ الاحمر و في نسخة زعفران الحديد عشرون قال ثم الق في مروق المجموع الزاج المذكور و احفظه ثم خذ الروح و اجعله في قدر نحاس احمر مطين و اسقه من هذا الماء خمسة امثاله و صنعه علي جمرات دقاق و اقلبه بعمود فضة راسه متسع او عمود زجاجة حتي لايحترق اسفله و يشرب خمسة امثاله ماء فقد تم ثم يسقيه ثلثة امثال اخر شيئاً بعد شيء حتي يصير كالعسل ثم يجعله في قارورة و يدفنها في نار زبل يوما و ليلة يخرجها بعد البرد كالشقايق الاحمر اقول و ذلك علي ظاهره خطاء محض فان هذا الماء بهذه الصفة ماء ينعقد ملحاً و لو اسقي الزيبق خمسة او ثمانية اوزانه به لانعقد معه ملح كثير و هو فاسد مانع من الامتزاج البتة ففيه رمز بين و لابد في اركان العمل من الخلوص و النقاء من الاعراض فافهم فقد نبهتك بالحق و قال في الباب الاكبر ان تصر الروح في خرقة كتان مبلولة بماء الملح مجففة و تربطها بشريط حديد و تجعل في قدح نصف من كبريت اصفر مسحوق و تجعل عليه عمود حديد و تعلق الصرة عليه بحيث يكون بينها و بين الكبريت اصبعان و تهندم عليه قدحاً اخر و تشد الوصل و تدفنه في نار الزبل يوماً و ليلة و تمد النار حتي لاينطفي فيخرج الروح كالدم ثابتاً مشمعاً يصبغ الفضة و لايدخن اقول و في ذلك تضليل آخر فان الخرقة تحترق في النار و بدخان الكبريت فيفسد و الاحسن العقد و التحمير علي منارة في جوف القدر فافهم فان فهمت سر تشميعه بالماء الحمر و عرفت ميزان نار التدخين فزت بتحميره كما ينبغي فتفهم عني فاني لك من الناصحين.

قال و اما تدبير النفس فخذ كبريتاً اصفر ما شئت و من الملح المقلو و

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 448 *»

الراسخت و الاجر بالسوية و اسحق المجموع مع الخل ثلثة ايام و جففه و شوه ليلة و صعده عن فرش ملح مقلو و يكون الوقود لكل رطل كبريت اثناعشر ساعة ثم يخرج المصعد و يخلطه مع الثفل و يسحقه مع الخل و يصعد فيصعد في الثالث ابيض شفافاً ثم يسحقه مع برادة المشتري ببياض بيض يومين و البرادة نصف المشتري و يجففه و يصعده عن فرش كلس العظام او النورة الغير المطفئة بعشرة ساعات وقود ثم يخرجه كالثلج ثم يجعله في قدح زجاج و يسقيه المخيض الحامض و يكرر الي ان لايدخن و يصفر الفضة علي الحمي فقد تم امره اقول لعمري انه تدبير فاسد فان المصعدات كلها فاسدة بعيدة عن الحق لما حققناه سابقاً و المخيض الحامض رمز شديد لابد من معرفته و اما التصعيد المجوز فهو مرة واحدة مع ان الحق ان لايصعد اصلاً فان التصعيد تنفير و الغرض تنقير هذه الاشياء فلاتغتر و الحق هو تصعيد الحكماء حتي يبيض ثم تنقيره بما مر من المياه المشمعة الحلالة و لايجوز التصريح بشيء‌ منه الا اني اردت ان انبهك و انما ذلك اي ما ذكره تمثيل و لايكاد ينتج علي ظاهره.

و اما مزاج الاركان قال يؤخذ من الجسد واحد و من النفس ثلثة و من الروح سبعة و تلقي في هاون زجاج و يسحق المجموع نصف ساعة ثم يسقي الماء الاحمر الالهي حتي يصير كالعسل و الهاون علي رماد حار و يسقي و يسحق يومين و ليلتين بلافتور ثم يخرجه و فيه بلة فيسحقه ساعة و يسقيه ربعه الماء الاحمر الالهي ثم يحله في الزبل او حمام مارية حتي ينحل في ثمانيةعشر يوماً و غايته اربعين يوماً ينحل كالياقوت فلو غمس صحيفة فضة محمية احالها ذهباً لكن لابد من عقده فتضعه في قارورة في قدر رماد بحيث يكون الانبيق خارجاً و القرع كله مدفون في الرماد و توقد تحته حتي يعرق فخفف النار حتي يكون دائماً في عرق حتي ينقطع العرق و ليكن علي القارورة انبيق اعمي علي الرسم ثم اخرجه قبل ان‌يصلب في القارورة و ضعه علي صلاية زجاجة و ضعه في الشمس حتي ينعقد ثم اسحقه و ارفعه فقد تم.

و اما الماء الاحمر الكبير الموعود هو ان‌تأخذ الخل المقطر منين و تلقي فيه زاج نصف من زنجار عشرين مثقالاً زعفران الحديد عشرين

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 449 *»

درهماً نوشادر عشرة دراهم شب يماني عشرة دراهم زرنيخ احمر عشرة دراهم تدق الجميع و تجعلها في برام و تصب عليها الخل حتي ينحل ثم تنصبه و توقد عليه ساعتين و تسوطه حتي يذهب ربع و يبقي ثلثة ارباع ثم يروقه ثم يجعله في قارورة و تدخل في كل مائة دراهم منه دهنج خمسة دراهم زاج اخضر خمسة دراهم نوشادر عشرة و ليكن مصعداً عن الزاج و محمراً و ثلثة دراهم شب يماني و مثقال شنجرف رومي و مثقالان راسخت و لو القي فيه مثقال كبريت احمر لكان احسن و ان لم‌يكن فثلثة مثاقيل حجر لاجورد مع ربعه كبريت اصفر تدقها و تجعلها في اناء من طين و تدعه في تنور الزجاجين يوماً و ليلة ثم تخرجه و تدقه و تأخذ منه ثلثة مثاقيل و تلقي في ذلك الماء و تحرك الاناء حتي يرغو ثم تسد رأسه و تضعه عشرة ايام بلياليها في الشمس الحارة ثم روقه و كرر ترويقه حتي لايبقي له ثفل و في نسخة في الاخلاط الاخيرة دهنج درهم نوشادر محمر درهمان زاج اخضر خمسة شب ثلثة النحاس المحرق بالكبريت اثنان اقول لاشك ان هذا الماء احمر ان فهمت الرمز فيه فانه لو روق الف مرة لاينعقد الا ملحاً و هو خطاء محض فلابد و ان‌يروق بترويق الحكماء حتي لو انعقد لو يخلف منه شيء ‌الا الصبغ العرضي المحض.

و اما آداب الطرح فان تأخذ مائة زهرة و اربعمائة قمر و يذابان و ترميه بالبورق ثم تخرجه و تصفحه و تقرضه و تذيبه و ترميه بجزء بورق ثم تلف جزءاً من الاكسير و تلفه في نصف جزء ذهباً مصفحا و تطرحه و تغطي البوطقة و تزيد الفحم سريعاً و تنقح خمسة و عشرين ثم صبه ثم تذيبه و تضيف اليه خمسين قمراً و تصبه ثم تذيبه و تضيف خمسين قمراً آخر و تصبه في الراط ثم تذيبه و تضيف اليه مائة و خمسين قمراً و تذيبه و تصبه في الراط يخرج ذهباً كامل العيار و لو مزجت بهذا الذهب مثقالين ذهباً ناقص العيار مغشوشاً خرج المجموع كامل العيار و لو طرحته كما مر علي زحل يطرح علي الف و ستمائة انتهي اقول لابد و ان‌يكون النحاس منقي و كذا زحل فهذه القاعدة قاعدة جيدة ان فهمت رموزه و سلكت فيها مسلك الحق و الا علي ظاهره لايكاد يصح ابدا.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 450 *»

فصل

رأيت قاعدة اخري قد ذكرها بعد ذلك قال تأخذ من الجسد المكلس جزءاً و من الروح الاحمر المدبر بالتدبير الاكبر الذي مر تسعة و من النفس المطهرة البيضاء خمسة و اجعلها في هاون زجاج و اسحقها و تقطر عليه قطرة بعد قطرة من ماء الحيوة الالهي الذي يأتي و تسحقه كذلك ثلثة ايام بلياليها لكن تسحقه ساعة و تدعه ساعة ثم اجعله في قارورة و تدفنه في الزبد عشرين يوماً حتي ينحل ثم اجعله في هاون علي رماد حار و تسوطه برفق حتي تراه يدخن ثم ارفعه و برده ثم رده الي الرماد الحار و كرر هذا العمل الي ان‌يجف ثم تصب عليه قليلاً من دهن صفار البيض كما يأتي بقدر ان‌يبتل الاجزاء و انت تسحقه و تصب عليه الدهن الي ان‌يشرب نصف وزنه ثم رده في الحل في الزبل عشرين يوماً ثم رده في هاون زجاج و اسقه ماء الشب علي ما يأتي امثاله و ضعه في الشمس مفتوح الرأس حتي يصعد دهن البيض علي الماء فتأخذ الدهن و الماء ‌بزجاجة حتي لايبقي فيه شيء منهما و لو بقي شيء من الدهن لفسد العمل و احترق الاكسير فاذا خلص من الدهن و بقي كالطين صب عليه الماء الاحمر المذكور في الباب الاصغر و هو ما ذكرناه في الفصل السابق و اسحقه و وزن الماء‌ ربع الاكسير و تسحقه علي رماد حار ثلث ساعات ثم رده في التعفين عشرين يوماً ثم اخرجه و اجعله في الهاون و اسقه الماء ‌الاحمر في مرتين و اسحقه علي رماد حار حتي يقارب الجفاف ثم جففه في الشمس ثم اسحقه ناعماً و زنه و اضف اليه في كل عشرة نصف درهم نوشادر مصعد محمر من الزاج و الزعفران ثم اضف علي كل عشرة دراهم درهمين و نصف من الماء‌ الاحمر و درهم من الماء الالهي و تسحقه ساعة ثم رده في الحل في زبل الخيل الي ان‌ينحل ماءاً ياقوتياً و ليكن القرعة واسع الرأس فلو قطرت منه قطرة علي صفحة فضة محمية خرقها و نفذ منها و احالها ذهباً ثم اجعله في قرعة طول عنقها ذراع و اربعة اصابع مفتوحة و سعة فمها ثلثة اصابع ثم طينها ثم ركب عليه انبيقاً اعمي ثم انصبه علي التنور قائماً و ضع تحته سراجاً من الزيت او البزر او الخل و سد الباب و اترك المدخن و الفتيلة كغلظ سهم و تمد الدهن ثلثة ايام بلياليها ثم اخرج السراج و بعده و برده و تخرج الاكسير تجده

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 451 *»

كالعسل او الرب ثم اجعله في قدح و غطه و دعه في الشمس ثم اخرجه تجد فيه قليل بلة فجففه في الظل و اجعله في قارورة و احفظه عن البلة فانه مضر به هذا هو الباب الاكبر فان اردت الطرح خذ خمسمائة فضة و اذبها جيداً و لف سدس مثقال من هذا الاكسير في صفحة ذهب كالبندقة او قليل شمع فاطرحه في الفضة المذابة و اطرح مثقال نطرون مسحوق عليه بعده او بورق الصاغة و غط البوطقة سريعاً بغطاء طين و غطه بالفحم و انفخ عليه قوياً ربع ساعة بقدر ان‌يقرأ سورة قل هو الله احد مائة مرة ثم تصب الجسد في الماء الذي حل فيه الملح تجده ذهباً خالصاً فلو اضفت اليه ثمانين فضة و ازيد استحال الكل ذهباً كامل العيار.

صفة الماء‌ الالهي الموعود تأخذ مائة مثقال نطرون و تحله بان‌تبله بالماء و تجعله في كوز مثقب الاسفل و تنصب تحته قدحاً صينياً قد شددت علي رأسه كتاناً مبلولاً و تعلق الكوز و القدح في بئر النداوة و هي ان‌تحفر بئراً عمقه ذراعين اسفلها اوسع كثيراً و تملأه ماء ثم تصبر حتي ينضب الماء‌ و ليكن اسفل البئر رملاً ثم تعلق ما شئت في هذا البئر و تسد رأسه باناء كاجانة او غيرها و ترمي فوقها رملاً كثيراً بالجملة ينحل النطرون الي اسبوعين ثم تأخذ مائة دراهم نوشادر و خمسة مثاقيل شيرزق و مثقالين تنكار و خمسة دراهم قلقطار تدق الجميع و تمزجه بذلك الماء‌ و قلقطار هو الزاج الاصفر و اتركه يومين ثم ارفعه و قطره ثم خذ المقطر و امزج به في كل مائة مثقال عشرين درهماً زيبقاً مصعداً عن الملح و الزاج مرتين من ارض واحدة و الق في كل عشرة دراهم من المجموع دانقين شب يماني ثم اجعله في قرعة و سد رأسها و ادفنه في زبل الخيل عشرة ايام ثم تخرجه كاللبن و هذا هو ماء الحيوة و الماء‌ الالهي المستعمل في الباب الاكبر.

صفة ماء الشب الموعود تأخذ نصف من شب يماني قلقند قبرسي استار ملح القلي عشرين مثقالاً نوره غير مطفية عشرة مثاقيل نطرون خمسة مثاقيل يدق و ينخل و يجعل في من و نصف ماء‌ و يترك ليلة ثم يطبخ حتي يبقي من ثم يصفي اروق ما يكون و يجعل في قارورة و يوضع في الشمس ثلثة ايام حتي يصفو ثم اقلبه في اناء اخر برفق و ارم الراسب و هذا الماء‌ هو الذي يخرج الدهن عن

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 452 *»

الاكسير.

اقول اما الماء الاول الذي سماه بالماء‌ الالهي ففيه زيبق طيار و لو سقيته الاكسير لبقي فيه الاملاح و ذلك فاسد قطعاً علي ظاهره و فيه رمز شديد و كذا الماء الثاني فانه فيه املاح فلو اختلط بالاكسير لبقي فيه و اين هذه الاملاح البورقية من الاكسير ففيه رمز ظاهر بيّن فافهم فلابد من تقطير هذه المياه.

صفة دهن صفار البيض خذ مائة من صفار البيض و الق فيه عشرة مثاقيل نوشادر و ثلثين زاج اخضر و عشرة دراهم شب يماني و خمسة مثاقيل قلقند و خمسة زنجار و خمسة نشاويه و خمسة شيرزق و مثقالان شنجرف رومي و سطها حتي تختلط جيداً ثم اجعله في طابقة خزف علي نار و انت تسوطه حتي يقل رطوبته ثم قطره بنار خفيفة يقطر ماء اصفر ثم شدد النار يقطر ماء احمر ثم اجمع بين المائين و قطر بنار اشد ينزل ماء اصفر ثم دهن احمر ثم اجمع الماء و الدهن و اضف خمسة مثاقيل نوشادر اليه و ادفنه في الزبل اسبوعين يخرج واحداً ماءاً احمر.

اقول هذا الدهن محترق و الدهن المحترق يفسد العمل البتة فلابد من ازالة احتراقه و لعمري لو بقي فيه قليل دهن محترق لافسده و قال لو شئت ان‌تطرحه علي زحل فاذبه و صبه في ماء حل فيه الشب ثلثاً ثم الق علي الف و ثمانمائة منه مثقالاً يستحيل ذهباً خالصاً انتهي.

فصل

رأيت قاعدتين اخريين احب ان‌اذكرهما قال خذ ماء من البارود عشرين و الشب اثني‌عشر و العقاب ستة و ليكن مكرراً مرتين و هو المسمي بماء الحكيم ثم خذ العلم الاصفر و تسحقه مع مساويه من ارضية الماء و تشويه ثلث ليال ثم يصعد ثم يأخذ المصعد و يصعده من مثله من الارضية الجديدة و هكذا ثلثاً ثم يؤخذ المصعد مع ثلثة امثاله من الماء المذكور و يوضع في موضع حار سبعة ايام و القرع مسدود الفم ثم يركب الانبيق و يقطر الماء ثم يكرر كما مر حتي يثبت الزرنيخ و لايدخن و لايسود ثم يبرد القمر و يوضع في القرع مع ثلثة امثاله الماء و يدفن في الرمل الحار سبعة ايام ثم يقطر الماء و يأخذ الارض كالنشا ثم ينقي الروح بالخردل ثم الخل و الملح و يوضع مع ثلثة امثاله

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 453 *»

الماء عشرة في الرمل الحار ثم يقطر الماء و يخرج الفرار فان رسب في الماء تم العمل و الا فليعد ثم يؤخذ من القمر جزء و من النفس جزء و من الروح اربعة و من النوشادر المصعد عن الملح مرة و عن زبد البحر ثلثاً ربع المجموع فيسحق المجموع يوماً و ليلة و يدخل عليه ثلثة امثاله من الماء المذكور في ثلث مرات بينها دفن في رمل حار اربعين يوماً فيسود في الاول و هو علامة الامتزاج ثم يبرده و يضيف اليه الماء مثله و هكذا ثلثاً ثم يعزل الماء‌ بالرطوبة و الارض فعالة يطرحه علي ما يماثله و يحفظ الماء فانه نافع اقول لعمري هي قاعدة جيدة ان فهمت السر فيه و فككت الرمز و التصاعيد علي ظاهره بعيدة البعد الاقرب و الافضل هو تصعيد الحكماء و لابد من معرفة التركيب و ادخال الجواهر بعضها علي بعض و لايجوز ازيد من ذلك.

و قال في الثانية يبرد الذهب و يجعله في قرعة مع ثلثة امثاله من ذلك الماء‌ مع شيء من العقاب المصعد فيحله في اسبوع في رمل حار ثم يعزل الماء و يكرر مرات حتي يتهبأ الذهب ثم ياخذ الفرار و يصعده عن الزاج الاحمر و زعفران الحديد حتي يحمر ثم يكلسه كما مر ثم يأخذ العقرب مع ستة امثاله من الماء و يسحقه اولاً مع مثله ثم يصب في القرع و يدفنه في الرمل الحار اسبوعاً ثم يستعزل الماء ثم يخرج و يسحقه مع مثله ثم يستقطره و يخرج و يسحقه مع مثله و يستقطر و هكذا الي ست مرات حتي تثبت و لاتسود فقد تم و هذا الماء نافذ صابغ بغير ثبات و هو الماء‌ الخالد و الماء الورقي و النفس و اللصاق و لصاق الذهب و لعاب الافاعي و كبريت لايحترق و دهن لايحترق و الماء الالهي فيقطر هذا الماء سبع مرات و يرمي ثفله في كل مرة فيخرج كالياقوت ثم يأخذ النفس الثابتة و يصب عليها مثلها من الماء و تشوي حتي يجف ثم تأخذ النفس المشوية و تسحقها مع ارضية الماء الحار و تصعد عن ملح مسحوق بثخن قرطاس و توقد عليه بنار متدرج من الرمل الحار الي دقاق الفحم ثم نجارة الخشب ثم القصب الدقاق ثم الحطب الدقيق و هكذا حتي يصعد كله كالقمر فهذا اكليل الغلبة و النار و الشب و النوشادر الجنسي و ملح القلي و ملح الشعر و النجم العالي و الكوكب البراق و المريخ و السيف و

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 454 *»

الانفحة و الجسد الروحاني و ذهب القوم ثم يجعل هذا الجوهر المقدس في اناء صيني و يصب اليه الماء الالهي قليلاً قليلاً حتي يشرب جميع الماء و يحركه مع فهر زجاج ثم يقطر في رمل حار الي ان لايبقي ماء الا قليلاً فحينئذ عاد الي الارض روحها و كذلك يحمر الفرار بالماء الالهي ثم يأخذ جزءاً من الشمس المكلس و ثلثة من النفس المقدسة و سبعة من الروح و من العقاب ربع الكل بشرط ان‌يكون محمراً كما مر و من الماء الالهي ستة امثال الكل فيجعل الاركان في القرع و يصب عليه مثله من الماء و ينصب عليه انبيق اعمي و يشد الوصل و يشويه في رمل حار كحرارة الشمس ثم يخرجه بعد جفافه و يسحقه و يصب عليه مثله و يدفنه في رمل حار احر من الاولي و هكذا الي تمام الست فينحل الاكسير ثم يعقده و قد تم و اما الطرح فجربه في مدة الذوب فاطرحه علي ما يناسبه من الاجساد و ان كان روحانياً يحتاج الي وقاية و جسد يطرح عليه فيجعل الاكسير في جسد رقيق و يغمسه في الجسد المذاب فاذا تم النشيش قطع النفخ و ساط الجسد و صبه في الراط.

اقول فی هذه القاعدة رموز فان الماء الاول المسمي بالحكيم ليس يحل العقرب و لايخرج صبغه و لابد في العقرب من تدبير و تقريب و تصعيد الارض خطاء فانا نحتاج اليها لامساك روحها فلو صعدناه و روحناه صار طائراً نعم لابد من تصفيتها و تنقيتها و تلطيفها و تبييضها ثم رد روحها اليها فهي الكبريت الاحمر ان عرفت التدبير و في تسقية الاكسير سواء كان ابيض او احمر بالمياه البورقية رمز اخر فان هذه المياه غير ممازجة و غير مؤتلفة بالروح و النفس و الجسد الا ان‌تدخل و تخرج ببعض الحيل و اخراجها امر عسير علي الطالبين غير يسير فانها تتخلل في اجزاء الاكسير و بقاؤها مانع من الازدواج و الامتزاج فلابد و ان‌يكون الماء ماءاً يدخل و يخرج من غير ان‌يتخلف منه شيء في الاكسير فالواجب ان‌تكون منخولة حتي تراها لايبقي منها ملح فحينئذ يجوز فافهم و في تركيبها ايضاً رموز و كذلك هذا الماء ليس يثبت الروح و غاية ما فيه تكليسه و تفكيكه لا غير و الاولي في تبييض الارض ان‌يرسل عليها الخل و يستنبطه حتي يري البياض و ذلك

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 455 *»

سهل علي من عرف الامر فاذا طهرت و ابيضت و ثبتت زوجها بروح اخرجته منها بالتسقية و التشوية حتي تحيي بعد موتها و تنشر من قبرها و ليكن الروح مطهراً غير محرق و لا محترق و ذلك لايحصل بهذا الماء و انما هو ضرب مثال فافهم و لابد في الاركان من الانحلال التام قبل التركيب او بعده و بعده عندي اولي كما نص عليه جابر في الخواص قال يجب ان‌تعلم ان التطهير هو المحتاج‌اليه في امر الاعمال و بعد التطهير الاوزان و المجاورة و بعد المجاورة المزاج الجزئي و بعد المزاج الجزئي التقرير و بعد التقرير التشميع و بعد التشميع الحل و بعد الحل المزاج الكلي و بعد المزاج الكلي العقد و بعد العقد الطرح اقول و ذلك لاجل ان الحل يزيد الاشياء رطوبة و هي ضد النار فيزيدها نفوراً و اما بعد المزاج الجزئي و التقرير و التشميع لايضر بها الحل بل يصير سبب الثبوت الكلي و الامتزاج و الاتحاد الكلي فتدبر فكلس الارواح محمرة او مبيضة و كلس النفوس مبيضة او محمرة و كلس الاجساد اي شيء كان ثم امزج بينها بان‌تدخل علي الجسد قليلاً منهما و اسقها بالماء و اسحقها و شوها ثم اخرجها و اسحقها و ادخل عليها منهما و اسقها و شوها و ليكن مشمعاً تمزج بعضها ببعض حتي ينسبك المجموع مشمعاً كالموم و تكرر ذلك حتي يأخذ بالانحلال اذا وضعته علي اللسان فاذا بلغ ذلك كمل المزاج الجزئي و التشميع ثم حلها بما يدخل و يخرج بلاخلف و هذا هو معني الماء الالهي و انما نسب الي الله سبحانه لشدة لطافته و روحانيته و عدم عين منه مع وجود الاثر ثم اعقده ليخرج الماء و يبقي اثره و ينعقد الاجزاء متحدة ببركته و اثره و هنا ثلث طرق اخر و هي ان تكلس النفس و الروح و تحل الجسد و تسقيهما او تكلس النفس و الجسد و تحل الروح و تسقيهما او تكلس الروح و الجسد و تحل النفس و تسقيهما و طريق رابعة بان‌تحل الروح و النفس و تسقي بهما الجسد المكلس و خامسة ان‌تكلس الروح و النفس و تحل الجسد و تسقيهما به و لكل شأن و لكن الذي اخترناه هو اكمل الطرق و اثبتها و اقربها ان‌تحل النفس و تكلس الروح و الجسد بعد الالغام و تسقيهما بذلك الدهن الذي لايحترق اي دهن الكبريت او الزرنيخ المثبت المبيض و طريق دهنهما ان‌يكلسا ثم يشمعا ثم

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 456 *»

يحلا فيكونا دهناً لايحترق البتة فتدبر فيما القينا اليك في هذا الكتاب فانه خلاصة علم الفلاسفة و لبه الخالي عن القشور و الاباطيل و الاضاليل و السلام.

فصل

قال شيخنا الاجل الاوحد اعلي الله مقامه و رفع في الخلد اعلامه كلاماً ما سمح بمثله احد من العلماء ابدا ابدا و انما ذلك لعلمه بان يد الله علي هذا العلم و الا فحاشاه ان‌يفشي اسرار الله سبحانه و ليس شرافة الحكيم و جوده ان‌يفشي اسرار الله سبحانه ولكنه اعلي الله مقامه لعلمه بذلك ذكر ما ذكر مع انه حجبه باستار عظيمة قال اعلي الله مقامه و رفع في الخلد اعلامه اعلم ان الحجر معمول و نسبته الي الاكسير كنسبة النطفة الي الانسان فكما ان النطفة تتكون من كل طعام كذلك الحجر يتكون من كل مادة و لما كان الحليب اقرب و اسرع في تكون النطفة من ساير المطاعم كان مثله شعر رأس الانسان اقرب و اسرع في تكون النطفة من ساير المواد ثم اعلم ان مجموع عمل المكتوم اربعة اعمال الاول تفصيل المادة و الثاني التزويج و به يتم الحجر و الثالث تفصيل الاركان و الرابع تركيب الاركان و فيه يتم عمل الاكسير و بيان الطريق الاول ان‌تأخذ من الشعر ممن له خمس‌عشرة الي ثلثين سنة و الشعر الاسود احسن من الاشقر و اغسله عن الاوساخ و اقرضه بالمقراض ناعماً و ضعه في القرع الي نصفه و ضع عليه الانبيق و قطره و اجمع من ذلك ماءاً كثيراً ثم ضعه كالهيئة الاولي بنار لينة كحرارة الشمس مرة واحدة و ارم الرماد و خذ الثفل و هو اللزج المتخلف في القرع و ضعه في القرع و ضع عليه من ذلك الماء ثلثة امثاله او اربعة امثاله و ضع عليه الآلة العمياء و ضعه في نار الزبل او علي نار لينة كحرارة الشمس الشتا سبعة ايام ثم رد عليه من ذلك الماء و كرر هذا العمل حتي ينحل في الماء نصف اليبوسة التي هي الثفل ثم اعزل الماء ثم ضع علي الثفل الباقي مثله من الماء و عفنه في الزبل سبعة ايام كالاول ثم قطره و اعزل ذلك القاطر وحده ثم كرر عليه التعفين و التقطير كما وصفنا لك حتي ينحل نصف الثفل و تجمع الماء القاطر الثاني وحده ثم ترمي باقي الثفل ثم تضع الماء الثاني علي نار اقوي من نار التقطير حتي ينعقد

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 457 *»

و يكون غليظا في قوام العسل ثم تضع عليه من الماء الاول[1] قدر ما يغمره و تطبخه و تقطره و تكرر العمل حتي يبيض ذلك الذي مثل العسل فاذا ابيض تم لك عمل التفصيل و هو ربع الطريق فاذا اردت التزويج فضع علي ذلك العسل مثله من الماء[2] و ضعه في الالة العمياء و عفنه في الزبل اربعين يوماً كل سبعة تغير الزبل فيخرج بعد الاربعين اسود كالقير[3] ثم تأخذ من الماء مثل الذي سقيت به العسل مرة و نصفاً و ضع عليه نصفاً و عفنه كالاول عشرين يوماً يخرج ازرق عميقاً كاللازورد ثم عفنه بنصف عشرين يوماً يخرج ازرق سماوياً ثم عفنه بالنصف الباقي عشرين يوماً يخرج منحلاً ذائباً كالروب فاذا وصلت الي هنا قطعت نصف الطريق و تم لك عمل التزويج و هذا هو الحجر الذي يشيرون اليه و كل ما سوي هذا فهو باطل و بقي عليك تفصيل الاركان و التركيب و بيان تفصيل الاركان انك تقطر الحجر ثم تأخذ من الماء مثل الاول واحداً و نصفاً فاذا قطر الحجر رد الماء القاطر منه علي ثفله و ضع معه ربعاً واحداً من الماء لانك تقسم الواحد و النصف الذي اخذته من الماء ستة اقسام و الربع واحد و تقطره سبع مرات الاول تقطير الحجر وحده ثم ترد عليه القاطر مع ربع من الماء و هو سدس الواحد و النصف و تعفنه سبعة ايام في الزبل و تقطره تفعل ذلك ست مرات بعد الاولي ثم تقطر الجميع اربع مرات ثم تقطره بنار لينة جداً كنار جناح الطير[4] يقطر ماء ابيض[5] في ظاهره و باطنه احمر و اعزله ثم شدد النار بقدر سدسها يقطر ماء ابيض غليظ براق و هو الزيبق الغربي ثم شدد النار بقدر السدس يقطر ماء اصفر كالزعفران ثم احمر كالياقوت و هو الزيبق الشرقي و يبقي الثفل اسود كثفل دهن السراج ثم اعقده بنار كشمس الصيف ثم ضع عليه من الماء الاول[6] قدر ما يغمره و تطبخه به فيظهر علي وجه الماء

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 458 *»

صبغ احمر كالياقوت و تعزله ثم تطبخه حتي يظهر الصبغ و تعزله و هكذا الي ان‌ينقطع الصبغ ثم تقطر الماء من الصبغ بحيث لايبقي فيه ماء الا قليل يحفظه ثم تطبخ الثفل بالزيبق الغربي و تقطره حتي يبيض الثفل و يكون كسحالة الفضة الصافية و حينئذ تم الطريق الثالث و اعلم ان ذلك كله لايتم الا بالنوشادر و هو يؤخذ من المركب لا النوشادر العامي و هو يخرج كالجليد في سقف الانبيق في اول العمل في تفصيل المادة فان لم‌يخرج هناك خرج في العمل الثالث عند تقطير الحجر و سقيه بالسدس في كل مرة كما تقدم و هذان الموضعان هما محل خروجه فاذا حصلته فامزجه بشيء من الثفل لئلا يطير ثم ضعه في الآلة العمياء و اوقد تحته النار اول يوم كشمس الشتا و ثاني[7] كشمس الصيف و ثالث اقوي و رابع يوم اقوي من الثالث و في الخامس اقوي من الرابع و في السادس اقوي من الخامس و في السابع اقوي بحيث يكون كنار السبك فاذا اردت تركيب الاكسير وضعت في المياه شيئاً من النوشادر[8] و قطرها منه في كل عمل تضع فيه من النوشادر و اذا قطرت الماء فخذ النوشادر فاذا اردت تركيب اكسير البياض فخذ جزءاً من الارض المقدسة التي بيضتها بالماء الابيض المسمي بالزيبق الغربي و جزءاً من الزيبق الشرقي و هو الماء الاصفر و الاحمر[9] و جزئين من الزيبق الغربي و هو الماء الابيض و نصف جزء من النوشادر فضع الجميع في الآلة العميا حتي تنحل ثم اعقده ثم خذ الاجزاء المعلومة منه و حل الجميع و اعقده و افعل مثل ذلك ثلث مرات و قد تم اكسير البياض و اذا اردت عمل اكسير الحمرة فخذ من اكسير البياض جزءاً و من الصبغ جزئين و من النوشادر نصف جزء و ضع الجميع في الآلة العميا و حله و اعقده ثم خذ الاجزاء کما سمعت و حله و اعقده تفعل ذلك ست مرات و قد تم اكسير الحمرة و اياك ان‌تقطع النداوة من المركب في جميع الاحوال الا في موضعين

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 459 *»

احدهما في العقد الآخر في اكسير البياض و الثاني في العقد السادس في اكسير الحمرة فهذا تمام العمل علي الترتيب من اوله الي آخره لاتجد مثله في كتاب و لاتسمعه من خطاب فخذ ما آتيتك و كن من الشاكرين كتبه العبد المسكين احمد بن زين الدين انتهي.

اقول و لعمري هذا كتاب لو يباع بمثله دراً لكان البايع مغبوناً و لم‌يذكر هذا النحو من البيان مثله احد من الاولين و الآخرين جزاه الله عنا و عن جميع المسلمين خير جزاء المحسنين و قد رمز في كلماته في عين التوضيح و ليس هيهنا موضع شرحه ازيد مما شرح فتدبر.

فصل

قال جابر في كتاب الملاغم بعد تطهير الروح و الجسد ان زحل يحمل من الروح اثني‌عشر فيضاف اليه قليلاً ثم يدني من النار فانه يجف و ينعقد فيزيد فيه الروح الي ان‌يبلغ اثني‌عشر و المشتري يحمل الي اربعة و عشرين مثله و المريخ يحمل الي ستة و ثلثين و الشمس الي ثمانية و اربعين و الزهرة الي ستين و عطارد يصعد و يلغم و يعقد عقداً ثابتاً و يلغم يحمل اثنين و سبعين و القمر يحمل اربعة و ثمانين و ذكر الاحجار الصلبة كالمغنيسا و المرقشيشا و ما جانسها انها تحمل ستة و تسعين و الرخوة كالكباريت و الزرانيخ و الاملاح انها تحمل الي مائة اقول كلامه هذا في غاية الصعوبة فان الروح ما لم‌يثبت في الجسد لايقبل الجسد منه هذا المقدار اذ يسيل بهذا المقدار بلاشك و قد ذكر وجوه الالغام انه بالسبك و البرد و الحمي و السحق و لاشك ان هذه الغامات عامية و افضل منها ان‌يكون الجسد مشمعاً و الروح محلولاً و التسقية و التشوية مرات و يثبت الروح في الجسد اللهم الا ان‌يراد تطيير الجسد بالروح فانه لايحتاج الي تثبيت و اما اذا ثبت و زيد في الروح فلاشك انه اكثر عملاً فان جميع الافعال من الارواح و الانفعالات من الاجساد فافهم.

فصل

ذكر جابر في كتاب «الباهر» اصباغاً حسنة و انما نفعها في التراكيب

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 460 *»

قال ان اخذ الاسرب و حل و اخذ منه ايضاً مكلس و سقي ذلك المكلس من ذلك الماء حتي يثبت و لايطير ثم اخذ ربع ذلك نوشادر و ربعه فضة مكلسة و ربعه زيبق مبيض و يثبته حتي لايطير بتة ثم شمع و القي منه صبغ النحاس صبغاً عجيباً اقول انما ذلك بعد تطهير النحاس قال يؤخذ الزجاج فيكلس حتي يصير كقشر البيض يذوب سريعاً ثم خذ من الرصاص المكلس ايضاً واحداً ثم سقي من ماء الرصاص و ثبته حتي يثبت ثم يخلط من هذا المثبت جزء و من الزرنيخ الاصفر المبيض المثبت جزء ثم يشمع الجميع فانه يصبغ صبغاً كثيراً اقول كل ذلك بعد تطهير الرصاص و النحاس قال يؤخذ من الاسرب جزء و من الفضة جزء فيكلس كل واحد علي حدته ثم يؤخذ من الزيبق المصعد جزء و من الزنجفر المبيض جزء و من الكبريت و الزرنيخ المبيضين جزء جزء ثم كلس هذه كله بماء ‌الزيبق المحلول حتي يقارب الثبات ثم يثبت بعد ذلك بماء‌ الرصاص الاسود المحلول و شمع بماء النوشادر و طرح صبغ صبغاً عجيباً قال يؤخذ من الاسرب المكلس جزء و من الكبريت الاحمر جزء و من الرصاص الاسود المحلول جزء اجمع الجميع ثم كلسه مرة بذلك الماء ثم اخرجه و اسحقه و افعل مثل ذلك ثلث مرات ثم اخرجه و الق عليه من الزيبق المحمر جزءاً ثم شوه به ثم اسقه بعد ذلك ماء الاسرب حتي يثبت ثم شمعه بعد الثبات فانه يصبغ ما صبغ من الفضة التي تقدمت ذهباً احمر و قال يؤخذ من الاسرب المكلس جزء و من الزجاج المكلس جزء و يجمع الجميع بالسحق الشديد حتي يختلط ثم اسقه من ماء الذهب المحلول بماء الاسرب المحلول و ليكن جزء و جزء و يسقي ثلث تسقيات و يشوي تشوية خفيفة ثم من بعد ذلك يسقي ماء الاسرب المحلول حتي يثبت فانه يصبغ كلما تقدم من النحاس فضة ذهباً قال يؤخذ من جرم الاسرب المكلس المصول جزء و من الحديد المكلس جزء و ليكن ابيض ثم يسقي من ماء الزيبق الاحمر ثلث تسقيات و من ماء الكبريت الاحمر مثل ذلك و بعده من ماء الاسرب حتي يصير كأنه شمع ثم يشمع بقليل نوشادر محلول و يلقي فانه يقلب الفضة ذهباً قال يؤخذ من القلعي المكلس المصول ثلثة و من الحديد المكلس الابيض و من الزرنيخ الاحمر

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 461 *»

جزء و من المغنيسا الصفراء نصف جزء و يسحق الجميع بماء الرصاص و يشوي ثم يسقي و يشوي و يهبأ ثم يصعد في اثال ثلث مرات فاذا نقي و صعد كله جمع بعد ذلك ما صعد بماء الزيبق الاحمر و ماء الكبريت الاحمر و يثبت بالتكرير فانه يصبغ الفضة ذهباً قال يؤخذ الرصاص المكلس جزء و مغنيسا فصفراء جزء و زجاج مكلس جزء و كبريت احمر جزء و زيبق احمر نصف جزء و يسحق الجميع بمائه سبعين مرة و يشوي ثم يسقي ماء الكبريت و الزيبق الاحمر عشر تسقيات فانه يثبت و يلقي قال يؤخذ مكلساً و من الكبريت الاحمر و الزيبق و الزنجفر المبيض من كل واحد جزء و يسقي من مائه و يشوي ثلثين مرة ثم يصاعد خمس مرات ثم يلقي عليه من جرمه مكلساً جزئين ثم يسقي من مائه و ماء ‌الزيبق و الكبريت المحمرين حتي يثبت ثم يلقي فانه عجيب قال يكلس المريخ وحده و يهبأ بعد ذلك و يحل و يجمد جزء و من الكبريت الابيض جزء‌ و من الفضة المكلسة جزء و من الزرنيخ الاصفر المبيض جزء و من الزيبق المصعد ثلثة يسقي الجميع ماء الحديد غير محمر حتي يقارب الثبات ثم يلقي عليه جزء من الحديد المكلس ايضاً و يثبت و يلقي علي النحاس فانه يبيضه و يقيمه فضة و قال يؤخذ منه جزئين و من الفضة و الزيبق المكلسين من كل واحد جزء‌ و من الكبريت المبيض و الزرنيخ المبيض من كل واحد جزء‌ و نصف و يسقي من مائه ثلثين مرة ثم يلقي عليه من جرم الحديد المبيض جزء‌ و من الفضة المكلسة جزء‌ ثم يثبت فانه يثبت اسفل و قال يؤخذ من مكلسه محلولاً محمراً جزء و جزء زيبق احمر و جزء كبريت احمر يسقي من مائه مع ماء‌ الزنجفر و يثبت حتي يثبت و يلقي فانه يصبغ الفضة و قال يؤخذ من الذهب مكلساً ثلثة و من الزيبق الاحمر جزئين و من الزنجفر جزء‌ و نصف ثم يسقي الجميع من مائه حتي يثبت و الق منه فانه يصبغ الفضة و قال يؤخذ من النحاس مكلس مصول ثلثة اجزاء و من الزيبق جزئين و ليكن مصعداً يسحق سبع مرات سحقاً جيداً و يشوي حتي يثبت و يلقي و يصبغ النحاس صبغاً حسناً قال يؤخذ منه مكلساً مصولاً ثلثة و من الزيبق المصعد و الكبريت الابيض و الزرنيخ الابيض من كل واحد جزء و نصف و يسقي الجميع

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 462 *»

ماء النحاس فاذا ثبت القي علي النحاس قال يؤخذ منه مكلساً مصولاً عشرة دراهم زيبق احمر ثلثة دراهم كبريت احمر درهم و يسقي من مائه المحلول و يثبت و يلقي علي الفضة قال خذ من الزيبق المصعد عشرة اجزاء و يسقي من ماء الاسرب المحلول عنه و يثبت ثم يسقي ماء الرصاص القلعي المحلول عنه و يثبت فانه يثبت و يلقي قال يؤخذ زيبق مصعد جزئين زرنيخ احمر مبيض جزء‌ زرنيخ اصفر مبيض جزء و نصف حديد مكلس نصف جزء‌ و يثبت بماء الرصاص و ماء الزيبق المحلول عنه و يشمع يصبغ النحاس و قال يؤخذ منه عشرة اجزاء و من الحديد المبيض ثلثة و من الفضة المكلسة جزئين و كبريت مبيض و رصاص مكلس و اسرب مكلس و زرنيخ مبيض و زنجفر و زنجار مبيض من كل واحد جزء يسحق الجميع بماء‌ الزيبق المحلول‌عنه و يثبت و يلقي علي النحاس و قال يؤخذ القمر مكلساً مصولاً خمسة كبريت ابيض زرنيخ ابيض من كل جزئين زيبق مصعد جزء‌ واحد يسقي الجميع من مائها محلولاً حتي يثبت و يلقي علي النحاس قال خذها مكلسة مصولة سبعة زنجفر مبيض زنجار زرنيخ مبيضين من كل جزء‌ و نصف زيبق مبيض جزء‌ يسقي الجميع من مائها محلولاً و يثبت و يلقي علي النحاس قال يؤخذ منه مكلساً مصولاً ثلثة زيبق احمر جزئين كبريت احمر جزء و نصف يسقي الجميع المياه السبعة و يثبت و يلقي علي الفضة قال يؤخذ منها اربعة مكلس مصول كبريت احمر مغنيسا زرنيخ احمر زيبق احمر من كل واحد جزء‌ يسقي الجميع المياه المحمرة الاربعة و يثبت و يلقي علي الفضة انتهي.

اقول ان لهذه الصناعة روح اذا ملك الانسان ذلك الروح يفعل ما يشاء كيف يشاء و ذلك الروح بعد معرفة الفعل و الانفعال و تكميل الفاعل و تمكين المنفعل و تطهير الوسخة و تليين الصلبة و تصليب اللينة و تقرير النافرة و صبغ ما لاصبغ له و معرفة كيفية ادخال الاشياء بعضها علي بعض و التركيب و الخلط و المزج و التوحيد و امثال ذلك فاذا عرفت ذلك صار كطبيب يعرف المرض و يعرف مزاج العقاقير و كيفية التركيب فيركب لكل مرض ما يناسبه و يعالج و لايحتاج الي نسخ القدماء و تراكيبهم فاسع في تحصيل ذلك الروح و نحن قد جمعنا لك في هذا

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 463 *»

الكتاب ما يحصل به ذلك الروح ان شاء الله.

فصل

قال جابر في كتاب «بعض‌الواحد» يسحق النوشادر بخل مصعد فانه ينحل بالسحق في مدة ساعة او ساعتين و يقطر فافهم ذلك ففيه كفاية تامة.

فصل

قال جابر في كتاب سر المكنون ان الاجساد اذا تكلست تاماً حتي تذوب علي اللسان و تذهب و تنحل في ساعته فانها اذا دخلت الاثال و اوقد عليها وحدها صعدت كلها او اكثرها و قال هو الطريق الاقرب و حكي عن قوم انه يفرش تحته بعد التكليس الملح و فسره بالنوشادر لانه اذا دخل علي الاشياء المكلسة فلابد من ان‌ينديها البتة فالصواب ان‌تشويه ثم تفرش تحته الملح و يرقي فانه يصعد باسره ثم يستخرج النوشادر منه اما بالطبخ بالماء او بان‌يوقد عليه بنار ضعيفة و لكن رجح ان‌يكون العمل بسيطاً في الباب الاعظم و حكي عن قوم ان الاجساد تصعد لتمتزج بالارواح و هو معني قولهم اذا صيرت الاجساد ارواحاً اي اذا طارت عن النار مثل ما تطير الارواح فصيرت الارواح اجساداً اي خلطت الارواح بهذه الاجساد انعقدت فصارت من شكلها فان الاجساد ان لم‌تصر ارواحاً لم‌تمتزج بالارواح اذ الاشياء يماثل اشكالها و تخالف اضدادها.

اقول ان تدبير الله سبحانه احق التدابير بالاتباع فنحن اذا تدبرنا رأينا ان الغذاء الجسماني الكثيف يرد المعدة فيصير كيلوساً حلاً مادياً و يميز عنه اوساخه ثم يذهب الخلاصة المادية الي الكبد فيصير كيموساً حلاً طبيعياً و يميز عنه اوساخه الطبيعة فيصير جوهراً ياقوتياً و لايتعلق به في درجة من هذه الدرجات الروح الحيواني الا ان‌يذهب الي القلب و يبخر هناك و يصعد صاعداً فاذا صعد بخاراً استحق تعلق الروح الحيواني به فيتخلل الروح فيه و يحيي فكذلك الجسد في هذه الصنعة ما لم‌يتلطف حتي يشاكل الروح لم‌يتخلل الروح الوارد في جميع اجزائه الطبيعية و لم‌يمازجه و لم‌يتحد به و ذلك حكمة محكمة لامحيص عنه فتبين ان الحق تلطف الجسد حتي يصير في حد الارواح و ذلك لايكون الا

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 464 *»

بالتصعيد بلاشك ولكن تصعيد بالنار بلاشك فاسد فان الجسد ان تسلط عليه النار حتي تكلسه و تهبيه و تصعد به بقوة ناريتها يموت بلاشك كما هو مجرب ثم لايقبل الحيوة الواردة فالمراد تصعيد القوم لاتصعيد العامة و هو تصعيد يصير الجسد روحانياً طياراً من غير انهاك و ذلك لايكون الا بادخال داخل عليه فان الجسد وحده من غير دخيل لايعقل صيرورته روحاً فالدخيل روح و نفس و جسد و جسم و لاشك ان ما سوي الروح بعيد عن الترويح فالامر منحصر في الروح فلابد من ادخال روح علي الجسد حتي يصير روحانياً طياراً و لاحاجة الي التطهير بالفعل فان الغرض تخليد الروح فيه فاذا صار الجسد روحاً طياراً علي حد الارواح فهو روح و نحتاج معه الي جسد اخر و ذلك خلف بالبداهة ولكن اذا نعم و لطف حتي صار طايراً كفي و صلح لتخلل الروح فيه فاذا ادخلت الروح و روحته حتي اذا وضعت منه في بوطقة و نفخت عليه طار فقد تم ثم يجعل في اناء و يطير عنه الروح بنار خفيفة جدا فان الجسد و ان تروح لايتروح كالروح و لايطير بمايطير به الروح البتة فلتكن قد علمت وزن الجسد قبل الترويح ثم اذا روحته طيرت عنه الروح حتي يبلغ الوزن الكائن اولاً فحينئذ يتهبأ الارض و تصير قابلة للحرث ثم تفلحها بالماء كما روي عن علي7 اجعلوا النصف ماءاً و النصف ارضاً و افلحوا الارض بالماء و قال ارض سائلة و نار حائلة و ماء جامد و هواء راكد فلابد و ان‌يكون الارض ارضاً الا انها سائلة و نحن نخرج كل ركن من حيزه و نقيمه في الوسط لا ان‌نبلغ كل ركن الي حيز الاخر فيكون مثله و اي فائدة في ان‌تجعل الارض سيالاً كالماء بعينه اليست هي اذ ذاك ماء و كان لك ماء و كذلك ان عقدت الماء حتي جعلته ارضاً بعينها فاي فائدة في ذلك و قد كان عندك التراب فالغرض تغيير الارض عن حالها بحيث تشاكل الماء و تصير قابلاً لنفوذ الماء في خللها و ممازجته بها و هي الارض المثارة القابلة للحرث.

فتبين و ظهر لمن نظر و ابصر ان الواجب هدم الجسد حتي يصير هباء مثالاً صالحاً لتخلل الروح في خلله الطبيعية و هو كما ذكرنا بما ذكرنا فالواجب اولاً تدبيره بالروح حتي يتحد به ثم تكليسه بنار قوية حادة مفرقة و ذلك الروح يقوي

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 465 *»

روحانيته و يقاتل حرارة النار عنه فيصير جسداً طياراً مع الروح ثم تبعد عنه النار ثم تطير عنه الروح بنار خفيفة جداً فيبقي لك الارض المثارة فان بقي فيه من حدة النار شيء فادخل عليه الماء القراح و اغسله به حتي يذهب طعمه و يبقي الجسد المهبأ المثار الخالص و هو الموافق لتدبير الله سبحانه الا تري ان الروح البخاري جسم سيال لاروح ملكوتي و نحن اذا صيرنا جسدنا سيالاً كان كالروح البخاري ينفذ فيه الروح اذا القي فيه البتة و يتحد به.

فصل

قال جابر ايضاً في ذلك الكتاب نقلاً عن جماعة ان الارواح اذا استعملت لابد و ان‌تكون حية طاهرة و عن قوم انها لابد و ان‌تكون ميتة اقول ان الحق ان‌تكون الارواح حية لكن لا علي ما كانت قبل التدبير بل تكون مدبرة قد ذهب عنها رطوباتها الغريبة التي هي سبب نفورها عن النار و تكون خالصة في الروحانية فان اريد بموتها هذا فلاشك في وجوب ذلك و ان اريد ان‌تكون ميتة مكلسة كالرماد فذلك باطل قطعاً فلابد و ان‌يخرج عنها رطوباتها المضادة للنار و يبقي رطوبتها الروحانية فان الروح حار رطب بغريزته فالواجب ان‌يكلس بالنار الحادة القوية حتي تفني رطوبته الغريبة ثم يحل حتي يصير روحاً خالصاً حياً نافذاً في اعماق الجسد و متخللاً في طبايعه حتي يتحد به و لااري صواباً في خلطه مكلساً مع الاجساد فان الله سبحانه لم‌يجعل الروح الملكوتية مكلسة و الزارع لايجعل الماء منجمداً ثم يسوقه الي الارض فافهم و ما قاله مولاي اميرالمؤمنين7 ماء‌ جامد فالمراد بجموده ذهاب الرطوبات الغريبة التي هي كانت سبب ترجرجه و فراره عن النار فانها اذا فنيت تكلس الروح و تفتت اجزاؤه و هو جموده ثم نحله برطوبة خارجة يمكن اخراجها عنه بايسر نار ولكنها وصله الي نفوذه في اقعار الجسد فاذا اوصلته الي اقعاره خرجت و تركته كالجسد فيتحد بالجسد فافهم فانه حكمة ربانية و هو خلاصة حكمة الحكماء فحينئذ ان شئت سمه ميتاً و ان شئت سمه حياً و ان شئت سمه ماءاً جامداً او هواء راكداً و لابد اذا ادخلته علي الارض ان‌تدخله شيئاً بعد شيء‌ فان الكثير يغلب القليل و الجزء تابع للكل و لو

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 466 *»

ساق الحارث الماء الذي يجب سقيه الارض في ستة اشهر ليبلغ الزرع مبلغه في مرة واحدة لغرقت الارض و فسد و غلبها الماء و جعلها حماء و اما لو ساقه اليها شيئاً ثم جففها بالشمس ثم ساق اليها شيئاً ثم جففها بالشمس و هكذا لبلغ الزرع مبلغه بلافساد الا تري انك لو اكلت و شربت جميع ما ينبغي ان‌تأكله و تشربه في مدة ثلثين سنة في يوم واحد لمت و فسد بدنك و اما اذا اكلت شيئاً و عمل فيه طبيعتك و اخرج اثفاله و تغذت بجوهره و جعلته مشاكلاً لبدنه ثم اوردت عليه مرة اخري لنموت و ربوت فافهم و تدبر في حكمي واشكر الله علي ما القي اليك في هذا الكتاب كما اشكر الله فيما القي الي

فمنه الينا ما تلونا عليكم

و منا اليكم ما تلوتم به عنا

ثم حكي جابر تدبير النفوس عن قوم انهم رأوا التنقير و عن بعض انهم رأوا التصعيد وحده حتي يثبت من تلقاء‌ نفسه اقول ان الحق هو التنقير فان المراد تثبيت هذه الاشياء لاتنقيرها و قد بينا فساد التصعيد فيما سبق و لكن اذا نقرت تجب ان‌تكون محلولة فان حكمها حكم الارواح و لا معني للروح الجامد فان الله سبحانه لم‌يخلق الارواح جامدة و انما خلقها سيالة فاذا طهرتها و نقرتها لابد من حلها و اري ان الواجب بعد اثارة الارض ان‌يسقي بالنفوس فانها اشد مشاكلة بالاجساد و الاجساد ابعد عن الارواح و النفوس اشد تشاكلا بالارواح من الاجساد فاذا سقت النفوس اولاً رقيت الجسد بالنفوس صارت قريبة النسبة بالارواح و اشد قبولاً لها و يصير الارواحا (الارواح ظ) اسرع ارتباطاً بالاجساد لانها تتعلق بالنفوس بالمشاكلة و هي متعلقة بالاجساد بالمشاكلة فيتحد المجموع بذلك السبب و اما المؤلف الواجب دخوله و هو التراب الذي يموثه الملك بين النطفتين فالذي اري هو موافقة تدبير الله سبحانه ففي تدبيره يجري ذلك التراب مع نطفة الرجل و نطفة المرأة في الرحم و ليس يدخل دفعة وحدة فنطفة الرجل هي الروح و نطفة المراة هي النفس و الرحم هي الجسد فلابد و ان‌يكون التراب المؤلف مع الروح و مع النفس و هو الذي تحلهما به و تشببهما به و لاحاجة الي دخوله وحده افهم ما اقوله فحلهما به و انزل نطفة المرأة في الرحم ثم انزل عليه نطفة الرجل فيمتزجان

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 467 *»

و يتكون منهما الولد في رحم الجسد و نحن سمينا الروح بنطفة الرجل لاستعلائه و بياضه و النفس بنطفة المرأة لتسفلها و صبغها و لو راعينا المزاج لقلنا ان النفس نطفة الرجل و الروح نطفة المرأة و لكل وجه وجيه فافهم فقد اسقيتك ماءاً غدقاً فاذا اجتمعتا في الروح يحتاج الي التساقي بدم الحيض و هو الماء الالهي حتي ينمو المركب و يربو و يتغير عن حال الي حال حتي يتحد و يصلح و يتشمع و ينحل فيصير قابلاً لان‌يتعلق به روح الاكسير عن الله الفياض جل شأنه و الاكسيرية روح لايتعلق بالمركب الا بعد ان‌ينحل و لاينحل الا بعد تشمعه و لاتشمع الا بعد اتحاد الاجزاء و لا اتحاد الا بعد المشاكلة بين الاجزاء و لايتشاكل الاجزاء الا بعد التقارب و سوق تدبير واحد اليها و هو السقي بالماء الالهي سقية بعد سقية حتي يتحد المجموع ثم يتشمع و يصير قابلاً للانحلال ثم ينحل كالروح البخاري فيتعلق به روح الاكسير فيصير انساناً كاملاً فعالاً و كما كان الماء‌ الالهي في الجواني هو خلاصة الزيبق الغربي و الشرقي كذلك هنا لايكون الماء الالهي الا خلاصة الروح و النفس و كما يكون في الانسان الدم الجاري هو خلاصة الرطوبة و اليبوسة و الماء و الدهن و لابد ان‌يكون معهما خلاصة من الارض ايضاً حتي يصير سبب نماء الروح و النفس و الجسد الا تري ان اللبن المسقي الذي هو الماء‌ الالهي البراني فيه مائية و دهنية و جبنية فيمد ماء‌ الولد و دهنه و ملحه و دماغه و قلبه و كبده فابتغ لك للتساقي ماء‌ فيه روح و نفس و جسد و لاشك ان المياه البورقية غير الخالدة المبخرة لاتقوم بهذا الامر و لابد و ان‌يكون اللبن بحيث يصير غذاء للطفل و يستحيل الي روحه و نفسه و جسده و يخلد معه و لابد و ان‌يكون لبن الذكر احر و ايبس من لبن الانثي ففي المولود الذكر الاحمر تحتاج الي لبن غير لبن الانثي و من البين ان الروح الممازج المستحيل ليس الا الزيبق و النفس المستحيلة ليست الا الكباريت و الزرانيخ و الجسد الممازج ليس الا الاجساد المنطرقة فلابد و ان‌تدبر ماء من هذه الثلثة و لابد و ان‌يكون من لطايفها و لطايفها المستقطرات لا غير فان قدرت علي ماء مركب من روح و نفس و جسد مقطرة ظفرت بالمطلوب و جميع ما سوي ذلك من مياه الاجسام البورقية فاسدة غير ممازجة تلوينية لا

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 468 *»

تكوينية بتة و ميزان ذلك كينونة الولد يعني يجب ان‌يكون من كل واحد علي حسب ما في الولد منها ولكن لطيفه لتكسبها كيفياتها و تخلد معها و تتعلق بها فيربو الاكسير و ينمو بها فافهم فاني قد ذكرت لك ما لم‌يجسر علي اظهاره هكذا احد فاما ان‌تقطرها وحدها ثم تؤلف بينها و اما ان‌تجمعها ثم تقطرها و لكن الاول اولي ولكن في تقطير هذه الاشياء صعوبة فتفكر انها هل تقطر بدخيل عليها و ان كان بدخيل فما وجه ادخالها و اخراجه حتي تبقي عبيط و ان كان بغير دخيل فكيف يقطر هذه الاشياء بغير دخيل و ما وجهه و لا زيادة علي ذلك و السلام.

فصل

قال جابر في الرياض كلاماً حسناً قال ان الفلاسفة احتالت بالحل لجودة مزاج الارواح و الاجساد و ذلك ان جميع الاعمال التي يكون بالسحق و التسقية و التشوية انما هو مجاورة لانه يمكن ان‌تأخذ النار من اضعفها الي ان‌تملك جسمه و تذهب به ثم تعطف علي الآخر الذي هو اقوي فتفعل به كذلك الي ان‌يبقي جسد بغير روح فاذا ادخل في العقد افرد الاجزاء بعضها من بعض صغيرها و كبيرها و كأن‌يجمعها المزاج و الاتحاد فصار اثنان شيئاً واحداً وجب ان‌يكون اخذ النار من الروح مثل ما اخذت من الجسد لازيادة و لانقصان و كان عنها تمام ما يحتاج اليه من الباب خاصة في الاكاسير اقول هذا كلام حق ظاهر لارمز فيه فالواجب الحل في جميع الاركان و هل هو في اول التركيب اي المزاج الجزئي ام في آخره عند المزاج الكلي قال ما حاصله اما حل الارواح فاحتيج اليها لاحد شيئين احدهما ان‌تحل بها الاجساد لانها اذا انحلت كانت مياهاً حادة و اما لان لاتدخل جامدة فتكون عنها مثل ما كان عنها اولاً و قال في علة الحل انها لاتعدو احد امرين اما اظهار بواطن تلك الاشياء الي ظاهرها و اما لاكتساب الاجساد رطوبة غريبة لم‌تكن لها فتزيد رطوبتها بها فيكون عنها الحل.

فصل

قال فيه حل الزيبق خذه مصعداً فاسقه شربة من ماء العقاب المحلول اي حل شئت بعد ان لايدخله ماء ثم اجعله في النار في قرعة حتي يعرق

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 469 *»

و ييبس فاسقه النوشادر قدر ما تعجنه به و عاود عليه التعريق دائماً فانه ينحل و هو مليح و نقل الجلدكي عن جابر ان المقطر عن النوشادر و القشر اذا صب علي الزيبق في قارورة و ضرب به فانه ينحل من ساعته ماء و لم‌يحتج الي غيره و عن بعض الحكماء ان الزيبق اذا صعد عن النوشادر مثلين ثم اخذ المصعد فصب عليه ماء مقطر علي سخونة انحل من ساعته ماء صافياً لاثفل له و عن الحكماء يصعد الزيبق عن النوشادر ثم يسحق و يعمل في قارورة و يعلقها فوق الماء الحار في قدر يصل اليها البخار فانه ينحل اقول ان الزيبق في كل حال يجب ان‌يكون مصعداً و تصعيد الحكماء‌ احسن و يجب ان‌يكون النوشادر ايضاً مصعداً ثم مقطراً و هو حله الطبيعي ثم يسحق به و يندي و يعرق و يجفف مرات الي ان‌يتفسخ و لا ضير عليه من النوشادر فانك اذا وضعته في مكان حار جمد و طار عنه الدخيل و ليس من الصواب تقطيره الا في عمل الماء الالهي فافهم فقد جمعت لك في هذا الكتاب حقايق اعمال الحكماء و السلام.

و نقل الجلدكي عن ابن‌وحشية ما حاصله ان الغرض من تصعيد الزيبق حله و انما يكون الحل بان‌يزوج بالاملاح الحادة ثم يغمر بالماء‌ الحاد ينحل و هو غواص في الاجساد محلل لها بالمشاكلة و فائدة الاجساد المحلولة ان‌تمتزج الانفاس و الارواح و يصير المجموع واحداً ثابتاً اكسيراً قال خذ الزيبق المصعد و اسحقه بماء‌ الاملاح او النوشادر المحلول ثم شوه بين القدحين و القدح الاعلي فيه ثقب و شوه حتي يجف فاسحقه ثانياً به و شوه حتي يصير فيه مثل وزنه من الماء فحينئذ تنديه بماء حاد و ادفنه في الزبل و اعلقه في دن خل فانه ينحل و خذ الثفل و اعد عليه العمل و ذكر حلاً آخر بان‌يسحق بالنوشادر و الكلس فانه يتندي و يشوي بين القدحين ثم يعرض علي الهواء حتي ينحل و يقطر بالانبيق ثم يؤخذ الثفل و يرد عليه الماء و يدفن فانه ينحل.

فصل

قال جابر في الرياض في الزرنيخ و الكبريت خذ ايهما شئت

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 470 *»

فاسحقه بماء‌ النوشادر المحلول و عرقه بين القدحين و كرر فانه ينحل.

اعلم ان حل كل شيء لايعقل الا بعد تشميعه فان الحل حلان حل ملحي بورقي و حل صمغي و الحل المقصود في الاعمال هو الحل الصمغي الذي اذا عقد تغلظ شيئاً بعد شيء حتي يصير رباً ثم صمغاً ثم جسداً كالشمع المنعقد و ذلك لايكون الا بعد التشميع فجميع الحلول باطلة الا ما كان كذلك فان عرفت السر قدرت علي العمل الحق و الا فلا فلابد و ان‌يشمع بالادهان ثم يحل بما شمع و اما المحلول بالمياه البورقية فانها ينعقد ملحاً متفتتاً فافهم و قال جابر تمثيلاً في حل الاجساد و الاجسام خذ من ايها شئت بعد التكليس و ليكن مصولاً و الق عليه مثل ربعه كلس قشر البيض و مثل ذلك عقاباً فاسحقه به حتي تنديه ثم عرقه حتي يتنشف و اعد سحقه بندي و عرقه حتي يتنشف ابداً حتي يلتزم و يصير واحداً ثم ادخله الي حل الرطوبة او الدن او الاجانة كيف شئت فانه ينحل سريعاً و قال في كيفية حل الرطوبة للاجساد و الاجسام ان‌تحفر حفرة و فيها رمل و في وسطها قصب و تجعل ما شئت في القصب و تسكب الماء علي الرمل و تكرر حتي ينحل سريعاً اقول و ذلك تمثيل في المقامين و الجسد اذا مزج بالكلس صار معه الغريب اللهم الا ان‌تعرف كيفية اخراجه عنه و كذلك قال حل جامع لكل روح و نفس و جسد خذ ايها شئت مكلساً او مصدياً فالق عليه نصفه عقاباً مصعداً او مثل العقاب كلس قشر ثم اسحقه دائماً حتي يترطب ثم الق منه قليلاً قليلاً حتي ينبسط و يجف و يسود فدعه يجف جيداً فانه ملاكه ثم تجعل في جام فوق باطية خل و الق عليه الزبل ثم انظر متي ينحل منه شيء فاسحقه به و شوه قدر ما يجف بين يديك و اعد عليه و لاتمل فانه عسير يحتاج الي صبر و هو اسهل من حل النداوة اقول ذلك كله امثال و رمز و سر الامر غير ذلك الا انه يستنبط من ذلك و التدبير الحق في كل هذه الابواب اسهل مما ذكروه يريد الله بكم اليسر و لايريد بكم العسر و لكنا نذكر تمثيلاتهم لكي تهتدي بها الي الحق و كتمنا الحق اقتداءاً بساداتنا سلام الله عليهم.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 471 *»

فصل

اعلم ان انسباك الروح امر عظيم في هذا العلم و قال الجلدكي هو من اعظم ابواب الصناعة و اجلها لانه مخصوص بتدبير الروح علي الوجه الكامل في الابواب البرانية التي تنقلب جوانية و ذكر عن جابر تمثيلاً لذلك قال اقتله مقتولاً بالزاج و الملح و الخل و اسحقه بنصف و زنه من النوشادر الثابت و شيء‌ من الزاج المصري و الشب ثم تصعده فان طال عليك تثبيت النوشادر فاسحقه بمثل ربعه نوشادر غير مثبت و اقتله بالدهن و تصعده بعد ان‌تشويه بالدهن و النوشادر عن الزاج و الملح و الشب فانه يصعد منسبكاً و اي شيء‌ اردت انسبك لم‌يعسر عليك كما يعسر غيره من الانسباك اقول و ذلك رمز شديد لابد من معرفة قتله اولاً بالزاج و الملح ثم لابد من معرفة سحقه بالنوشادر و الزاج و الشب فان عرفت سحقه ثم صعدته لعمري يصعد منسبكاً يذوب بايسر نار كالشمع ابيض كالدهن الشفاف اللطيف و بعد التصعيد هو مشمع قابل للانحلال بايسر شيء صالح للمزاج و الالتغام بالاجساد مناسب للماء الالهي و روح الصمغتين ان حللت معه النفوس ممازج خالد و لعمري هو الماء الخالد الحق لا غيره فان المياه البورقية لاممازجة لها و الذي يخلد مع الاجساد هو هو ان عرفت لاغير و ان شئت ان‌تحمره فحمره ببخار الكبريت المدبر او صعده عنه قبل تصعيده للانسباك حتي يحصل لك بعده ماء‌ احمر خالد و هذا كل عمل الروح و تمامه علي النهج الحق ان فهمته و السلام.

فصل

اعلم ان القوم قد يعقدون الزيبق هارباً و غرضهم تمكنهم من سحقه و تشميعه و حله و يجب ان‌يكون ذلك بعد غسله حتي يصير كالدر في التلألأ و الضياء و تصعيده مرة او مرات حياً عن الملح القلي و يجب ان‌يكون عقد عقد حيات لا غير فان الاموات لا فعل لهم و قد ذكروا عقده بالكباريت و الاجساد و المرقشيشا و المغنيسا و غيرها و روح جميع تلك التدابير العقد برايحة النفوس الصاعدة منها او مما هي فيه و احسن جميع ذلك و اوفقه و اطهره عن الغرايب و الاعراض القتل بالزاج و الملح و الخل فانه ينعقد فيها برايحة كبريت الزاج عقداً قابلاً لما اردت من تشميع او حل او غير ذلك فلاتعرج علي تدابيرهم فان فيها تلف

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 472 *»

الاموال و النفوس و روح الامر و سره ما ذكرت لك و البواقي تمثيلات و لك قتله و تكليسه بالزاج و الشب و الاملاح المطهرة المحلولة فانه يتكلس فيها اذا سحقته بها و شويته لامحالة و هو باقي الحيوة فاذا قتلته بها لاتحتاج بعده الا الي سحقه بالنوشادر و الكلس ثم حله فانه ينحل ماءاً خالداً صافياً الا ان الاول اقرب الي الثبوت فافهم و سرذلك قلة رطوبة الطريق الاول و بقاء بعض الرطوبة في الطريق الثاني الا ان الثاني اسهل و اقرب تناولاً لاسيما اذا ضممت اليها النوشادر فافهم و تدبر و لاتغتر بتمثيلاتنا و تفكر في الاصول الطبيعية حتي تنال المقصود منه.

و مما يعقد الزيبق ثابتاً ان‌يؤخذ منه جزء و من الطرطير نصف جزء و من الزرنيخ الابيض و ان كان غير مدبر نصف جزء و من العقاب ايضاً نصف جزء فيدق الاجزاء و يجعل الزيبق بينها في بوطقة نحاس و تغطي بقطعة نحاس و يوقد عليها من الاعلي بنار قوية الي ان‌ينقطع الدخان ثم يخرج ما فيها و يجعل في بوط و يلحف بزجاجة مسحوقة و يسبك فان الزيبق يذوب كالفضة الغبراء ثابتاً و هذا الزيبق حكمه حكم النحاس لانه معقود برايحته و يحصل منه زنجار فايق اذا سحق بالخل و احسن منه ان‌يسحق سبعه زرنيخ ابيض و اثنان عقاب و اثنان كثيرا و يعجن ببياض بيض و يصنع منه بوطقة ثم يؤخذ طرطر واحد و يسحق و يفرش في البوطقة منه شيء و يصب فيه سبعة زيبق و يلحف بالبقية و يطبق عليهما الطبق ثم توضع في طاستين نحاس ملطوختين بشيء‌ من افيون و تطين و يدمس في من زبل الخيل ثم يخرج و يسبك و هو يصفر النحاس المطهر ذهباً يطرح منه واحد علي ثمانية في ثلث مرات و يحتاج الي ربعه حملان.

فصل

اعلم ان كلاً من الكباريت و الزرانيخ مركب في معدنه من روح و نفس و جسد و هي الماء و الدهن و الملح و قد تركب منها و هي اركانه الطبيعية و كما ذكرنا سابقاً خالطها حين التكون مياه بورقية و ادهان محترقة و ارمدة فاسدة فذلك ستة اخلاط قد تركب منها هذه الجواهر و كل مكون فتركبت اجزاء هبائية كل هباء منها مركب من هذه الستة و تلك الثلثة الاصلية الجوهرية هي الطبايع التي

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 473 *»

يتألف منها المواد الهبائية الشخصية و هي المادة الثانية لكون كل مكون شخصي فتتركب تلك الاهبية و يتخللها اهبية عرضية مؤلفة من جواهرها و هذه الاهبية العرضية اعراض هبائية شخصية فلاجل ذلك قلنا بوجوب حل المكونات اولاً حلاً مادياً لاخراج الاهبية المادية العرضية فاذا طهرت المادة الشخصية قلنا بوجوب حلها ثانياً حلاً طبيعياً ليتفصل الماء و الدهن و الملح حتي تتمكن من تطهيرها فلذلك دبرنا ماءاً حلالاً اولاً و حللناه فخرج في الماء اولاً الماء الذي فيه لانه اسرع انحلالاً في المشاكل ثم خرج الدهن و انتشر في الماء للزوجة الماء و تغريه و بقي الملح تحت الماء لانا ارفقنا به فاخرجنا الملح و طهرناه عن الارمدة كملاً فخرج ملحاً ابيض كالثلج ثابتاً غير محترق و لامحرق و لامسود منسبكاً ثم عمدنا الي الماء و الملح ففصلناهما بادخال ماء آخر يختلط بالماء و لايختلط بالدهن فخرج الماء ابيض كالثلج و انعقد غير محرق و لا محترق الا انه نافر عن النار لروحانيته و اختلط مياهه البورقية بالماء و خرج عنه ثم عمدنا الي الدهن و طبخناه بماء يختلط به و يخرج عنه ادهانه المحترقة الفاسدة فخرج منه ادهان محترقة فاسدة و انحل منه الادهان الصحيحة الصالحة في الماء حتي طهرت الاركان عن الاعراض الطبيعية ثم رددنا الروح و النفس الي الجسد و الفناها طاهرة زكية فصار جوهراً متنقراً طاهراً و قررناه فكان جوهراً فعالاً باذن الله فكان الشيء ‌بما هو شيء‌ علي المطابقة الواقعية و كذلك فعلنا بالزيبق حتي كان روحاً طاهراً منسبكاً ثم خلطناهما محلولين فكان ماءاً الهياً او حللنا كل واحد علي‌حدة لان الارواح يجب ان‌تكون سيالة لينفذ في اعماق الجسد و تحيي جميع اجزائه الطبيعية ثم عمدنا الي الجسد فطهرناه و حللناه ليشاكل الارواح فان الاشياء مؤتلفة متعلقة باشكالها متنفرة مفارقة عن اضدادها فاجرينا المياه علي الارض المثارة سقية بعد سقية حتي انعقدت المياه في الارض و لانت الارض في المياه و صارت المجموع شيئاً واحدة و انساناً كاملاً فعالاً باذن الله فانظر بعين الانصاف هل يكون عمل حق في غير هذه الطريقة و هل يوجد طريق غير هذه الطريق فان كنت من ابناء‌ الحكمة عرفت ان كل ما هو غير ذلك مما ذكره الاولون و الاخرون كلها مزخرفات و تمثيلات و

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 474 *»

تضليلات عن الحق و اني استغفر الله لما هتكت استار الحكماء و الاولياء و الانبياء و لولا علمي بان يد الله علي هذا العلم و محال ان‌ينكشف لغير اهله لماذكرت و مع‌ذلك ان فهمت فانت انت و الله خليفتي عليك و السلام.

فصل

اعلم ان جميع المقطرات مبخرات و جميع المبخرات طايرات و جميع الطايرات غير خالدات و جميع غير الخالدات غير ممازجات و جميع غير الممازجات غير صالحات للتركيب و الاتحاد فافهم هذه القضايا فانها كليات و كذلك الامر في الصاعدات فانها مبخرات طايرات غير خالدات غير ممازجات غير صالحات للتركيب و الاتحاد اللهم الا ان‌تقيد ببعض المقررات فتكون خالدة ممازجة متحدة مع الاجساد فتدبر تجدها من عين صافية و السلام.

                                               فصل

قال شيخنا الاوحد اعلي الله مقامه كيفية الالقاء علي الزيبق مما كتموه و بيانه ان الاكمل في الالقاء ان يصعد اولا لينقي من اوساخه لئلا تخل بالاكسير و يوضع في الة صابرة علي النار ثم ينفخ عليه حتي يبلغ حد ذوبان الاجساد و علامته ان‌تسمع له نشيشاً و لو خشيت من طيرانه وضع عليه ما يمنع طيرانه كالزجاج و البورق و ان وضعت الاكسير علي جسد و القيته علي الزيبق اذا خفت علي الاكسير من الاحتراق و يوضع عليه قبل نشيشه الزجاج المحلول و البورق ليحجبه من الطيران فاذا القيت الاكسير و ذاب فحركه حتي يمازج و يصبر عليه قليلاً فاذا نش الاكسير فخفف النفخ فانه ينعقد اكسيراً للحمرة ان كان الملقي عليه الاحمر و للبياض ان كان الملقي عليه الابيض و لايكون مع ذلك متفتتاً كالاكسير بل ينعقد ليناً منطرقاً و لاسيما ان القيت عليه من الماء المدخر عندك قبل القاء الاكسير و مع كونه ليناً كالفضة يفعل فعل الاكسير فواحدة علي الف و معني ان الزجاج محلول ان‌يحل بالمياه الحادة كالماء المسمي بماء مرمياسوس و كالماء المسمي بالمعشر و معني انه الرأس انه غطاء الزيبق و البورق فراشه و هو الذنب و قال فالاكسير منه سهل الذوبان و منه المتوسط و منه البطيء و ان

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 475 *»

كان الاكسير سريع الذوبان فلاتجب الوقاية للزيبق لانه بالنار التي يحصل بها اقل نشيشه يذوب الاكسير و يمازجه و ان كان بطيء الذوبان فلابد منهما و ان كان متوسطاً فعلي ما يعرف الحكيم من الحال التي تحصل بها الممازجة و قال فلابد و ان‌تستخبر امر اكسيرک بان‌تحمي صحيفة من الفضة الاحمر و من النحاس الابيض و تلقي عليها شيئاً من الاكسير الي ان قال اذا رأيته سريع الذوبان و خشيت عليه من الاحتراق اذا كان الجسد الملقي عليه بطيء الذوبان كالاحمر اذا اردت القاءه علي الفضة فالقه علي شيء من الاسرب و الق ذلك عليه و كالابيض اذا اردت القاءه علي النحاسين فالقه علي شيء‌ من الاسرب او القلعي و قال الذي يكون اكسيراً الذهب المعدني و الذهب الصناعي و الفضة المعدنية و الصناعية و الزيبق فالذهبان و الزيبق تكون اذا طرح عليها الاحمر اكسير الحمرة و الفضتان و الاحمر اذا طرح عليها اكسير البياض تكون اكسير البياض و اما الاسرب فلايكون كذلك لكنه يقبل الحمرة فيكون ذهباً بدون جعله فضة و يكون فضة و القلعي و النحاسان لاتكون ذهباً حتي تكون فضة و قال ان الزيبق و الذهب و الفضة اذا القي عليها الاكسير تكون اكسيراً لا انها تحمل الاكسير الي الجسد الثاني فهو يفعل فيه فيكون قوته اضعف في الرتبة الثانية بل هذا اكسير جديد فلو طرح مثقال علي الف و واحد من هذا الالف علي الف اخر و هكذا بلانهاية لم‌يختلف قوته و قال ان الاكسير روح الجسد الملقي عليه و الجسد جسده الي ان قال فلاريب في صفاء الذهب و اعتداله و نضجه الي حد لايبلغه غيره فيكون اقوي بمعني ان ما يلقي عليه اكسير الذهب من المعادن يحتمل اضافة اكثر مما يلقي عليه اكسير الزيبق منها.

فصل

قال في درر الانوار ان الاكسير مطلقا اذا القي علي احد الاجساد الكائنة من القرانات يحيل منه مقدار كثير لايمكن احالة عشره اذا القي علي احد الاجساد الناقصة الطاهرة بالتنقية التام و نقل عن الجلدكي ان جوهر الاكسير

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 476 *»

لايحيل اي جسد كان من الاجساد الناقصة ما لم‌يكن الرخو منها صلباً و الصلب منها رخواً بالتدبير و قال لابد في كل مرتبة من درجات التساقي من ترزين الفضة و تحميرها و تتميمها بالحملان و قال ان الجوهر التام لايحيل الاجساد الناقصة اذا لم‌يلق اولاً علي الزيبق او الفضة في البياض او علي الزيبق و الذهب في الحمرة فان الجوهر المشمع يذوب بايسر نار و الذهب و الفضة لايذوبان الا بشدة النيران و يحترق قبل وصوله الي الجسد فضلاً عن الغوص و الانبساط و كذلك لايمكن القاء الزيبق الملقي عليه اكسير الذهب او الفضة فان هذا الزيبق منعقد بالجوهر علي الاكسيرية القابلة للاحتراق بالنار فلابد من تدبير الجسد الملقي عليه باحد الاجساد المحلولة و قد اشار اليه القوم بالدهن الذي لايحترق او تدبير الزيبق بالعقودات المعلومة في علم النيران و قد اشار اليها القوم بعقد النار.

فصل

اعلم ان الفضة باطنها ذهب احمر و ان كان ظاهرها كالقمر و يكشف عن ذلك تزنجرها كالنحاس بالحوامض و ان كان زنجارها اقرب الي البياض من زنجار النحاس و الزنجرة حمرة متراكمة كما ثبت في محله و ابين من ذلك انه لو كلس الفضة بالمياه بالحل و الاسترساب بالاكلاس تبقي جسد مكلس ثم اذا وضعت في بوطقة و نفخ عليها ذابت ماءاً احمر كالذهب المحلول او ماء الزعفران و لو اذبتها في فنجان صيني لشاهدت منها صبغاً في الصيني و هي ماء احمر كماء‌ الزعفران و في ذلك دليل واضح للحكيم علي ان باطنها ذهب و الحل يظهر باطنها و يكشف عن سرها فلاشيء اسرع استحالة منها الي الذهبية و لايقبل اكسير الحمرة مثلها شيء فان المانع بردها الظاهر و يبسها لاغير فاذا ازيل بالاكسير فهي ذهب و السلام.

فصل

العقد بالروايح و القاء الحجب و جعل الروح في الحفر و صب الاجساد عليه مما اكثر القوم القول فيه و ظواهر كلامهم كثيرة الخطر و بواطنه خفية عن الاغيار و القول الحسن فيه انك ما لم‌تجعل الحجاب من الاتربة المناسبة

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 477 *»

للطرفين ذوات الروايح و يكون تلك الاتربة لها مناسبة بالجسد و مناسبة بالروح لم‌تحمل رايحة الجسد الي الروح بل تحجب فان احتجت الي هذا العقد فابتغ تلك الاتربة ذوات الرايحة فانه اقرب نتيجة و اجعل الاخف اعلي و الاثقل اسفل و هذا ابعد نتيجة لصعود الابخرة فافهم فلو ثبته بعد ذلك و احلته جسداً ذائباً منطرقاً يكون احسن قيد للاكسير الروحاني في السبك عند الالقاء و يكون اسرع فائدة و من فائدته انه اذا حل و ركب مع النفس المطهرة الثابتة و الجسد خلد فيهما بسرعة و يسهل معه التشوية و المزج و لايخاف عليه من النار.

فصل

قال الجلدكي في علم الطرح انه بعد امتحان الاكسير و اعداد المنفخ الصحيح و الكيرة و البوطقة الصابرة و الفحم المتناسب و ما ينبغي في السبك و اذابة الجسد حتي يصير زيبقاً رجراجاً ان‌يؤخذ الاكسير بالة حديدة الرأس و يغوص بامكان في قعر الجسد و ينفخ حتي يسمع له نشيشاً فيقلل النفخ بحيث لايجمد الجسد و لايكون النفخ شديداً و يسوط الجسد سوطاً جيداً ثم يفرغ في الريزك و ان كان الاكسير روحانياً يجعل للجسد غطاء ليمنع طيرانه و يلقي عليه بورق الحكماء و يلقي الاكسير السريع الذوب علي جسد سريع الذوب و المتوسط علي المتوسط و البطيء علي البطيء و قال لو دبر الزجاج حتي يصير منطرقاً يكون في ذوبه رقيقاً زيبقاً سيالاً لا غليظاً و لا مستمسكاً ملتصقاً فانه حينئذ يمازج الاجساد الذائبة المنطرقة و يقيم القلعي المطهر و اعلم ان اكسير البياض يقيم النحاس العبيط فضة علي الخلاص و قال ان هذب النحاس و سبك مرتين او ثلثاً و القي عليه قبل السبك شيء من بورق الحكماء الي ان‌تصفو حمرته فاذا القي عليه اكسير البياض اسرع الانفعال و قال ان اكسير البياض يقيم الحديد بشرط الاذابة كذوب الاجساد فانه اذا لم‌يسرع ذوبه كذوب الفضة و غيرها لايقبل الاكسير فان امكن ازالة سواده و تليينه ببورق الحكماء و بالزرنيخين المبيضين المكلسين و بالماء المستقطر من بياض البيض فانه ينقي من كثير من سواده و يسرع ذوبه و يقبل الاكسير و يستحيل فضة خالصة و ان اسرع ذوبه حتي يصير كالرصاص فانه

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 478 *»

اذا القي منه الدرهم علي السبعة من القلعي المنقي فانه يقوم فضة فاذا مزج بمثله من القمر قام الجميع علي الخلاص و اعلم ان اكسير البياض لايقيم الرصاصين الا بشرط تدبيرهما الي ان يصلبا و يذوبا ذوب الفضة و ينقيا من اوساخهما لا النقاء الكلي لان النقاء الكلي لايمكن الا بالتحليل و التفصيل لكن تنقيتهما ببورق الحكماء و دمسهما في النار مرات و ان كان ذوب الاكسير كذوبهما يمكن و اما اكسير الحمرة فلايلقي الا علي الفضة فان كان روحانياً لابد له من وقاية جسمية و ان توسط لابد من بورق الحكماء و ان كان بطيء الذوب لابد من اعداد الفضة بتلزز اجزائها و ابطاء ذوبها قليلاً و يصير فيها حرارة زائدة و قال اذا اخذت صفايح الفضة الرقاق و لطختها ببعض الادهان الحمر الغير المحترقة الصافية من الدنس و تركتها لتجف ثم ذررت علي كل صفحة شيئاً قليلاً من بورق الحكماء و وضعت الصفايح بعضها فوق بعض و صررت  الجميع في خرقة مدهونة بصفرة البيض و بورق الحكماء و ربطتها جيدا و طينتها بطين الحكمة و بيتها في الدمس ليلة فانك اذا اخرجتها و سبكتها سبكاً جيداً فانها تتداخل و تتلزز و يبدو فيها الصبغ الذهبي فان شئت الاقتصار فاحمل عليها من الذهب ما يرضيك و ان شئت فاطرح عليها الاكسير و قال ان اكسير الحمرة يحيل الذهب اكسيراً و اكسير الفضة يحيلها اكسيراً و اكسير الحمرة و البياض يعقدان الزيبق متفتتاً لا جسداً بل اكسيراً و قال من الشروط اللازمة تقريب ذوب الجسد من ذوب الاكسير و لايلقي اكسير الحمرة الا علي الفضة و اكسير البياض علي النحاسين و الرصاصين و اذا القي اكسير البياض علي الزيبق لايلقي الزيبق الا علي الاجساد التي يلقي عليه اكسير البياض و الفضة الملقی عليها اكسير الفضة تقيم الاجساد الناقصة و كذا اذا القي الزيبق الملقي عليه الاكسير علي الفضة و تلقي الفضة علي الاجساد الناقصة فتقيمها و كذا الذهب الملقي عليه الاكسير يلقي علي الفضة فيقيمها و كذا يلقي الاكسير علي الزيبق و هو علي الذهب و هو علي الفضة و من الفوايد ان‌يلقي اكسير البياض علي الزيبق و اكسير آخر علي الفضة ثم يؤخذ من كل منهما جزء‌ و يلقي علي عشره فضة ثم يلقي الفضة علی الاجساد الناقصة و كذا يلقي اكسير

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 479 *»

الحمرة علي الذهب ثم يلقي اكسير آخر علي الزيبق ثم يلقي الزيبق علي الذهب ثم يجمع الذهبان و يلقي علي الفضة او يلقي الذهبان علي ذهب آخر و يلقي هذا الذهب علي الفضة و من هذا المعني قال القوم «ذهبنا لا ذهب العامة و فضتنا لا فضة العامة» و ذكر اوصاف ذهب القوم بانه اكثر حمرة و عياراً من ذهب العامة و يحيل اربعةعشر منه عشرة من الفضة المتلززة ذهباً و يمتد كالموم الي ان‌يصير ادق من الشعر و بادني سخونة ينطبع و ان قلع به شعر العين لاينبت و تعليقه يبري الخفقان و يقطع الاكتحال بميله الدمعة و قال في تدبير ذهب القوم انه بتعليق الحكماء حتي يصير فرفيرياً و وصف التعليق ان‌يلطخ صفايح الذهب بالدهن الغير المحترق المستنبط من اخلاط حجارة العمل و تترك حتي تجف و تفرش و تلحف بالملح المدبر بالتكليس التام و البياض الساطع و تجعل في اوان الخزف و يودع نار التعليق مراراً حتي يبلغ اللون المطلوب و قال في صفة فضة القوم انه ليس فيها سواد و تذوب بيسير الحمي و تجري علي الصفايح و تصبغ النحاس و لها رونقاً عظيماً و قال في طرح الاكسير علي الزيبق ان الاصلح ان‌يصعد حياً ثم يجعل في البوط مع الغطاء حتي يصير له نشيش فاذا غلي و اشتد يغوص فيه الاكسير الي ان‌يذوب و يسوط فانه يجمد منعقداً بعد تفتير النار عنه قليلاً قليلاً و آيته الظاهرة سماع النشيش من الاكسير عند ذوبه و اختلاطه و سريانه في جسم الزيبق و ان قصر الاكسير عن هذه القوة يلقي علي جسد ثم يلقي علي الزيبق و الاصلح ان‌يصعد الزيبق حياً لينقي من اوساخه ثم يطرح عليه الاكسير و ان انحل الزيبق بعد تصعيده ثم يحيي بعد ثقيلاً رجراجاً غير متقطع و القي عليه الاكسير كان فيه ابلغ و ربما كان الاكسير منحلاً ليوافق انحلال الزيبق فاذا جمعا بميزان الالقاء و وضعا علي نار معتدلة بعد احكام و قطع و وصل فان الزيبق ينعقد اكسيراً لا منسحقاً بل ليناً متشمعاً لاسيما اذا القي عليه شيء‌ من الدهن الابيض الذي لايحترق قال و اما بورق الحكماء الموعود بذكره فيؤخذ النطرون فيدق ناعماً و يسحق الي ان‌يطهر في السحق و كذلك زبد البحر بعد ان‌ينقي من قشوره و كذلك ملح القلي و كذلك التنكار المدبر بالصناعة و كذلك بورق الخبر و يكون

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 480 *»

الاجزاء متساوية فيجمع الجميع و يسقي ماء‌ بياض البيض المصعد عن النوشادر يوماً و ليلة فانه نافع للاشياء في هذه الصناعة لاسيما في تصفية الاجساد الناقصة و تليينها للسبك و الاذابة و السلام اقول و ذلك ليس علي ظاهره بل يحتاج الي تدابير حكمية حتي يبلغ و السلام.

                                              فصل

قال الجلدكي اذا ذابت الاجساد و صارت زيابق سيالة فانا اذا القينا عليها في ذوبها اشياء مناسبة لها اثرت فيها نوعاً من الاستحالة مثل البوارق و فعلها في تسهيل السبك و مثل فعل الزاجات و الزنجار و النوشادر في الذهب الناقص و زيادة عياره و مثل فعل الزنجار المدبر في الفضة و تصفير لونها و ترزينها و تهيئتها لقبول الصبغ و مثل فعل الرصاص المستنزل من الزرنيخ بعد تبييضه و تثبيطه في تبييض النحاس و تليين الحديد و كذلك الكبريت المثبت المبيض و مثل فعل الكبريت المبيض في القلعي و تطهيره و عقده و تلزيز اجزائه و مثل فعل الكبريت المحمر في الاسرب المنقي و تحميره بعد بياضه و مثل فعل الزيبق المعقود المثبت في ممازجته للفضة و صبغها للنحاس المنقي و كذلك اصلاحه القلعي المنقي و الاسرب و قال اذا امكن اتحاد الماء و الدهن مطهرين من الاوساخ باي تدبير اتفق من التدابير القصار فان المتحد ينوب عن الماء الالهي في تضعيف صبغ الاكسير و قال في حل الاكسير و عقده ان حله بالماء‌ الالهي او ما شاكله و عقده بعد ذلك بالنار اللطيفة حتي يجف ثم يقوي عليه النار الي ان‌يبلغ تمام العقد و هو ان‌يذوب في انائه و يجمد فهذا هو الحل و العقد.

فصل

اعلم ان الاجساد لها حالات و اقسام اما جسد المولود فهو جسد طاهر منهدم مكلس مشمع محلول و اما جسد الطرح فهو جسد طاهر في الجملة متهيئ لقبول ما يلقي عليه و لابد من مشاكلته في الجملة مع ما يلقي عليه في بطؤ الذوب و سرعته و توسطه حتي يتناسب روحه بروحه فيمازجه و نفسه بنفسه فتمازجها و جسده بجسده فيمازجه حتي يكمل التأثير و جسد وقاية الاكاسير فلا

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 481 *»

بد و ان‌يكون مشمعاً ليناً قابلاً للختم سريع الذوب مشاكلاً للاكسير برزخاً بينه و بين ما يلقي عليه فلابد و ان‌يكون اصلب منه في الجملة و الجسد الثاني اصلب منه في الجملة فيذاب و يلقي عليه الاكسير حتي يمتزج به فيتحد ثم يلقي ذلك علي جسد اخر مشاكل في الجملة و الجسد الخادم و هو الجسد المدهن المشمع المعبر عنه بالدهن الذي لايحترق فلابد و ان‌يكون طاهراً ذائباً ذوب الشمع و الشحم فيشمع به في السبك كل جسد اريد تليينه و اسراع ذوبه و هو التشميع بالدهن في السبك و جسد مصعد مقطر خادم و هو لتقرير الارواح و الانفس و لابد من طهارته و هدمه و تصعيده و تحليله و تقطيره بالارواح و جسد منقر و هو الارواح و الانفس المتنقرة المشمعة تذوب ذوب الللك و الشمع و تجمد جمودهما و يقبل الطبع و هو لاينطرق لكنه يعبر عنه بالمنطرق لممازجته مع المنطرق و جسد مطهر طهارة حقيقية و انما ذلك في الموازين و ذلك لايكون الا بالحل واخراج الفواسد ثم السبك و الاستنزال مرات حتي يطهر طهارة القطبين و يرخي صلبه و يصلب رخوه حتي يصير كاحد القطبين و جسد مستنبط من الاجسام و الاجساد الغير المنطرقة بالتكليس و الترطيب و التدهين و الاستنزال و ينفع ذلك في الموازين اذ هو جسد طاهر ابيض او احمر و جسد محلول مفصل الي اركانه مطهرة ثم ركبت علي الميزان فهو اكسير و من لم‌يعرف هذه الاجساد لايعرف مواقعها و يضل.

فصل

اعلم ان الادهان اقسام منها دهن مستخرج من النباتات بالعصر او بالطبخ او الاحراق او التنكيس او التقطير و ذلك دهن محترق فاسد اللهم الا ان‌يعالج بالاكلاس و يقطر مرات عنها فيصير في الاول نفطياً و في الآخر مائياً يزول عنه احتراقه يطفي النار و لايشتعل و منها دهن حيواني يستخرج من اجزاء الحيوان من بيوضها او شعورها او رياشها او عظامها او مرائرها او دمائها او مخاخها او قاذوراتها و امثال ذلك و ذلك ايضاً محترق فاسد اللهم (الا ظ) ان‌يعالج بالاكلاس المستخرجة منها حتي يطهر و يزول احتراقه و منها ادهان معدنية كالنفط الابيض و الاسود و القار و امثال ذلك و هي ايضاً محترقة فاسدة اللهم الا ان‌تعالج بالاكلاس

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 482 *»

و الاملاح حتي يرتفع احتراقها و تصير كالماء تطفيء النار و لا تشتعل و ازالة احتراق هذه الادهان امر عسير مكتوم لايعرفها الا الحكيم الماهر و منها ادهان مستخرجة من الاملاح بالحل بالنار و اخراج ارواحها و انفسها ثم ازالة ارواحها و ابقاء انفسها و هذه الادهان غير محترقة ولكنها غير لزجة تنعقد املاحاً حادة و هي غير ثابتة بل طيارة و منها ادهان مستخرجة من الزيابق و الكباريت و الزرانيخ فتلك ادهان طيارة نافرة و بعضها محترقة فاسدة الا ان‌تطهر و ترفع احتراقها و تثبت طيرانها فتلك الادهان اذا زالت احتراقها و طيرانها تصير لزجة تنعقد كالموم و الشحم و منها ادهان مستخرجة عن الاجساد السبعة المعدنية مقطرة او غير مقطرة و تلك ادهان لزجة تنعقد جسداً مومياً صمغياً و هي منها سيالة سيلان الزيت و منها منعقدة يذوب بالنار و ينعقد بالهواء و هي غير محترقة ثابتة خالدة و منها ادهان مستخرجة عن الاجساد المتفتتة كالمرقشيشا و المغنيسا و امثال ذلك و تلك ايضاً ادهان غير محترقة لزجة تنعقد انعقاداً شمعياً مومياً و منها ادهان مستخرجة عن الزاجات و الشبوب و امثالها و تلك ايضاً ادهان غير محترقة و لكنها تنعقد انعقاداً ملحياً و منها ادهان مستخرجة عن النوشادرات المعدنية او المستخرجة و تلك ايضا ادهان غير محترقة ثابتة و لكنها تنعقد انعقاداً ملحياً الا انها الين من ادهان الاملاح و اقرب الي الشمعية فاذا عرفت ذلك فاعلم ان الادهان المحترقة الفاسدة غير مستعملة في هذه الصناعة مفسدة لما دخلت عليه و اما غير المحترقة فما كانت منها تنعقد انعقاداً ملحياً سواء كانت ثابتة او طيارة لافائدة فيها الا للتطهير و الغسل و التنقية و اخراجها بعد تمام الخدمة كما ادخلت و الا فهي غريبة مانعة عن المزاج و اما الادهان المحترقة التي زال عنها احتراقها فهي تعين علي تليين الاجساد و تطهيرها و اذابة الكباريت و الزرانيخ و عقد الارواح و اما الادهان المعدنية غير المحترقة الثابتة فهي نافعة لعقد الارواح و تليين الاجساد و تشميعها و اما دهن النوشادر فان كان غير مقطر فهو نافع لتشميع الروح و تنقية الاجساد و تليينها و ان كان مقطراً فهو ينفع لتشميع الارواح و الانفس و الاجساد اذا هو دهن مبارك روحاني نفساني جسداني يتعلق بالارواح بروحانيته و بالانفس بنفسانيته و بالاجساد بجسدانيته و

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 483 *»

لايتم عمل الا به و يلين الاجساد و يطهرها و يطهر الكباريت و الزرانيخ و الزيبق و هو ماء و دهن و ملح و نار و هواء ‌و ماء و تراب فمن عرفه اكتفي به و اعلم انه لاتشميع الا بالدهن غير المحترق سواء‌ كان جمادياً او نباتياً او حيوانياً و لابد و ان‌يكون مما ينعقد ما شمع به انعقاداً مومياً لا ملحياً فان ظفرت بدهن كذلك وصلت الي البغية و الا فلا و لايليق بالركنية منها الا دهن غير محترق و لامبخر بل يكون خالداً ثابتاً ينعقد كالموم و يخلد مع الاجساد و ساير الادهان خوادم تدخل و تخرج فافهم و لابد و ان‌تجعل اركان عملك كلها مومية تذوب دهناً متفسخاً و تنعقد علي سبيل التربب و التغلظ لا العقد الملحي و مع‌ذلك تكون مما يذوب علي اللسان و هو التشميع الحق و اعلم ان المشمع هو المحلل و المحلل هو المشمع يشمع اولاً ثم يحلل اذا اكثر منه و السلام و لابد و ان‌يكون للعامل دهن معدني لتشميع الاجساد في السبك حيث يحتاج الي تليينها و دهن غير محترق ابيض لتشميع الارواح في الابيض و احمر له في الاحمر و فيها الكفاية و البلاغ.

فصل

و اما المياه فهي ايضا اقسام منها الماء العنصري الحلو فهو اصل جميع المياه و مبدؤها و منها المياه المالحة و الحارة الحمائة و المرة و هي تنعقد املاحاً و لها خواص في بدن الحيوان و منع عن الاستشفاء بها و منها مياه غليظة تنعقد احجاراً كالسطريط و السجيل و امثالها و هي مياه ثقيلة ردية ضارة و منها مياه مستخرجة عن الاملاح بالتقطير او بالتحليل و هي مياه بورقية تنعقد املاحاً و لافائدة فيها الا الغسل و التطهير و الحل الهبائي و تفريق اجزاء الاشياء و مثلها المياه المستخرجة عن الزاجات و الشبوب و البواريق و امثالها و فيها قوة الغسل و التطهير و التحليل الهبائي و العقد و ازالة الدهانات و امثال ذلك و منها المياه المستخرجة عن الاكلاس بالتقطير او التحليل فتلك مياه غسالة مطهرة مزيلة للادهان و الاوساخ و هي ايضاً تنعقد املاحاً و لابد من اخراج هذه الاملاح بعد ادخالها و الا فهي غرايب مفسدة و منها مياه مستخرجة عن الزيابق و الكباريت و الزرانيخ بالتقطير او بالتحليل فماكان منها بالتقطير فليست بخالدة بل مبخرة طيارة و ما كان منها

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 484 *»

بالتحليل بعد التثبيت فهي مياه خالدة تنعقد اجساداً و فيها قوة التحليل و التفسيخ و منها مياه مستخرجة عن المعادن غير المنطرقة بالتحليل او التقطير و فيها قوة العقد و التثبيت للنافرة و ما كان منها بالتقطير احسن و اولي و لكن بعد النخل و التصفية و منها مياه مستخرجة عن المعادن المنطرقة بالتقطير و التحليل فتلک ايضا مياه عقادة مثبتة للنافرة و تقطيرها و نخلها احسن و اولی و اطهر و منها مياه مستخرجة عن النباتات و فيها خواص من التطهير و التنقية و الحل و العقد و التثبيت و لكنها مياه بورقية و استخراجها بالعصر و التقطير و التنكيس و منها مياه مستخرجة من اجزاء الحيوان بالتقطير و تلك ايضاً مياه بورقية و فيها قوة الحل و العقد و التطهير و التنقية و التثبيت و التقرير و هي كالنباتية و ليست بخالدة الا ان‌يحل فيها اجسادها و يحصل لها غلظ فتنعقد انعقاداً ربيا كما هو في العمل الجواني و لاينفع للركنية الا ماء خالد ينعقد جسداً و مع الجسد و ساير المياه نافعة للخدمة كما بينا فتدبر.

فصل

يؤخذ زيبق مغسول و مشتري منقي بالسوية و يلغمان ثم يؤخذ شب و نوشادر و يحلان في الخل فيسحق الملغمة به ثم يجفف فان كانت عشرين يؤخذ رهيج ابيض و زنجار النحاس و تنكار من كل مثقالان بورق ارمني نصف مثقال يسحق المجموع معها ثم يجعل في بوط بربوط في الروباص و يغطي بقدر انملة بزجاج مسحوق ثم يطبق و يشد الوصل و يستنزل يخرج جسد شفاف براق فيذاب مكرراً حتي يطهر فيبيض جزؤ منه سبعة من النحاس ثم يؤخذ ربعه من القمر فيحمل عليه و ان سحقه و غسله بالخلول حتي يزول عنه المشتري و يخلص عنه زيبق ثابت يفعل به ما يشاء.

فصل

عن الشيخ الاوحد الاسطقسات اربعة الماء و النار و الهواء و الارض ذكران و انثيان اثنان صاعدان و اثنان هابطان فالماء انثي هابط رطب بارد و النار ذكر صاعد حار يابس و التراب انثي هابط بارد يابس و الهواء ذكر صاعد حار رطب اقول المراد اسطقسات المولود و الماء الذي هو الزيبق

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 485 *»

الغربي هابط بالنسبة الي النار لان حيزه ادني من حيزه طبعاً و الا فراره من النار اكثر للمضادة قال اعلي الله مقامه فالنار شأنها الصعود و الماء شأنه الهبوط فاذا امتزجا منع الماء النار من الصعود و منعت النار الماء من الهبوط و الهواء من شأنه الصعود و الارض من شأنها الهبوط فاذا التقيا امسك بعضها بعض قال اما معرفة اركان الاكاسير فلها طرق عديدة و رموز لاتكاد تحصي فمنها اكسير للفلزات كلها منطرقها و غير منطرقها من اربعين جزءاً عشرة من الارض و خمسة من النار و عشرة من الهواء و خمسة‌عشر من الماء اقول المراد جزءان من الارض و جزء من النار و جزءان من الهواء و جزء و نصف من الماء فالاجزاء الحارة فيه ثلثة و اليابسة ثلثة و الباردة ثلثة و نصف و الرطبة ثلثة و نصف فهو بارد ثمن درجة و رطب ثمن درجة قريب من الاعتدال فاذا عمل فيه حرارة النار الخارجة و يبوستها جعلته ذهباً معتدلاً و المراد بالنار اليابسة و هو اكسير فضة قال باب اكسير الذهب للاسرب و هو الرصاص الاسود من تسعة اجزاء جزئين من الارض و جزئين و نصف من النار و جزئين و نصف من الهواء و جزئين من الماء اقول هذا الاكسير حار يابس و فيه من الاجزاء الحارة خمسة و اليابسة اربعة و نصف و الباردة اربعة و الرطبة اربعة و نصف فهو حار في اوائل الدرجة الاولي معتدل في الرطوبة و اليبوسة فاذا عمل فيه النار غلبت اليبوسة و الحرارة و الظاهر ان المراد نصف جزء نوشادر و جزءان صبغ و هما النار قال باب اكسير الفضة للرصاص الابيض القلعي من تسعة اجزاء جزئين من الارض و جزئين من النار و ثلثة اجزاء من الهواء و ثلثة اجزاء من الماء اقول هذا الاكسير رطب في الاولي معتدل في البرودة و الحرارة لان فيه من الحارة خمسة و من الباردة خمسة و من الرطبة ستة و من اليابسة اربعة و المراد من النار في الاكاسير البيض النار اليابسة لا الصبغ قال باب اكسير الفضة للزيبق من تسعة اجزاء ثلثة من الارض و اربعة من النار و جزئين من الهواء و جزئين من الماء اقول فيه من الاجزاء الحارة ستة و اليابسة سبعة و الباردة خمسة و الرطبة اربعة فهو حار في الربع الاول من الدرجة الاولي يابس في اواخرها و هذا الاكسير يحيل الزيبق اكسيراً للفضة فان الزيبق بنفسه اثقل من الفضة

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 486 *»

و لايصير فضة قال باب اكسير الذهب للنحاس من اربعة اجزاء جزءان من الارض و نصف جزء من النار و جزء من الهواء و جزء و نصف من الماء اقول النحاس لايصير ذهباً الا بعد صيرورته فضة او يلقي عليه اكسير الذهب مع اكسير الفضة و فيه جزء و نصف من الحرارة و جزءان من اليبوسة و ثلثة اجزاء و نصف من البرودة و جزءان و نصف من الرطوبة فهو بارد في النصف من الاولي معتدل في الرطوبة و اليبوسة قال باب اكسير الذهب للفضة من عشرة اجزاء جزئين من الارض و اربعة اجزاء‌ من النار و جزئين من الهواء و جزئين من الماء اقول المراد جزءان من الارض و جزء من النار اليابسة و جزء من الصبغ و جزءان من الهواء و جزءان من الماء و هذا الاكسير حار يابس في الربع من الاولي و فيه من الحارة ثلثة و اليابسة ثلثة و الباردة اثنان و الرطبة اثنان و المراد بالنار هنا الصبغ و النوشادر فيجعل جزءان من الصبغ و جزءان من النوشادر قال باب اكسير الذهب للذهب النازل من خمسة اجزاء جزء‌ من الارض و جزئين من النار و جزء من الهواء و جزء من الماء اقول ان ذلك لزيادة صبغ الذهب المغشوش المعدني او النازل المصنوعي بالموازين فهو حار يابس في الربع من الاولي لان فيه ثلثة اجزاء من الحرارة و كذا اليبوسة و جزءان من البروردة و كذا الرطوبة و اكسير الذهب اذا القي عليه جعله اكسيراً لانه فيه كالخمير في العجين قال باب اكسير الفضة للحديد من سبعة اجزاء جزء‌ من الارض و جزء من النار و جزء من الهواء و اربعة من الماء اقول هذا الدواء فيه من الحارة اثنان و كذا اليابسة و من الباردة خمسة و كذا الرطبة فهو بارد رطب في اواخر الاولي فتدبر.

                                               فصل

قال جابر بعد ما بين انه لابد و ان‌يكون في الاكسير روح و نفس و جسد و ماء حلال مؤلف بينها في الموازين اقساماً منها ان‌يكون الروح و النفس و الجسد بالسوية من كل جزء و من الماء ما يكفي الجميع و هو من ثلثين الي تسعين اقول هذا ميزان معتدل و اما الماء فمنه يستعمل في التشميع اولاً و منه ما

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 487 *»

يغمر به الاجزاء للانحلال و حده الكفاية بلغ ذلك المقدار او لم‌يبلغ قال الثاني ان‌يكون الروح جزئين و النفس جزء و الجسد جزئين و الماء مثل الاول الثالث ان‌يكون النفس جزئين و الروح جزء‌ و الجسد علي سبيل مقدار الحجر و الظاهر، ان المراد ثلثة و قال ايضاً من كل من الروح و النفس جزء و الجسد مقدار الحجر و الظاهر انه اثنان الرابع ان‌يكون الروح جزء و النفس ثلثة و الجسد خمسة و الماء ثمانية اجزاء و متي زاد احدهما فسد التدبير و الخامس ان‌يكون الروح ثلثة و النفس واحد و الجسد ثمانية و الماء‌ خمسة انتهي.

اعلم ان امر الموازين امر مهم و قد كتمه الحكماء و رمزوا فيها و الحق فيه ان‌تنظر الجسد الملقي عليه و تنظر حد نقصانه عن درجة الكمال و حد مرضه فتعالج مرضه بالضد مثلاً ان النحاس حار يابس في الثالثة و الفضة بارد يابس في الاولي فمرض النحاس حار اربع درجات يابس درجتان فلابد من ان‌يكون دواؤه بارد اربع درجات رطب درجتان فالاحسن ان‌نركب له دواء من ثلثة ارض و ثلثة و نصف ماء و اثنين هواء و نصف نار فانه بارد في الرابعة رطب في الثانية فيكافي مرضه و مرض الحديد حار في الاولي يابس في الثانية لانه حار في الثانية يابس في الثالثة فالاحسن ان‌يركب له دواء بارد في الثالثة رطب في الثانية و هو ان‌يؤخذ من الارض خمسة و من الماء ثمانية و من الهواء اربعة و من النار ثلثة و مرض الاسرب بالنسبة الي الفضة بارد في الثانية يابس في الاولي فيحتاج الي دواء حار في الثانية رطب في الاولي فالاحسن ان‌يركب له دواء من واحد ارض و واحد ماء و ثلثة هواء و اثنين نار و بالنسبة الي الذهب مرضه بارد ثلث درجات يابس ثلث درجات فلابد له من دواء حار رطب في الثالثة فينبغي ان‌يركب له دواء من واحد من الارض و واحد من الماء و اربعة من الهواء و واحد من النار و مرض القلعي قيل انه حار رطب لكن حرارته اقل من درجة يقيناً و رطوبته ليست ازيد من درجة فدواؤه ينبغي ان‌يكون مائلاً الي البرودة يابساً بدرجة تقريباً او درجتين ليعود الي تمام الفضة فينبغي ان‌يركب له من جزئين ارض و جزئين ماء و جزء هواء و جزئين نار فانه حار في الاولي يابس فيها و يناسب اصلاح المشتري و مرض الفضة بالنسبة الي الشمس بارد يابس في

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 488 *»

الاولي او يابس في الثانية فيجب ان‌يركب له دواء حار في الاولي رطب في الثانية من جزء ارض و جزء ماء و جزئين و نصف هواء و نصف جزء نار.

فصل

اعلم ان كثيراً من الفلاسفة يرون تصعيد الاجساد لتأليف الارواح و الحق ان الاجساد المحلولة المنهدمة تألف الارواح و ترويحها للتركيب خطاء نعم يحتاج الي تصعيد الاجساد لتقطيرها في بعض الاعمال و تسقية الارواح و قد ذكروا تصعيدها بالنوشادر و بالزيبق و لاشك ان الزيبق اشد لزوماً بالاجساد و اشد رفعاً لها و نمثل في الرصاص فتأخذه و تلغمه بمثله زيبق و تجود سحقه ثم ادخل عليه مثل الجميع نوشادر او تسحق الجميع حتي يسود ثم تصعده في اثال قصير بنار قوية من اوله الي اخره يوماً كاملاً و النار في مقابل الدواء ثم تخرجه بعد برده فان بقي شيء تعيد العمل بزيبق جديد ثم تجمع المصعدات و تصعد ارواحها بنار لينة طويلة حتي يبقي الجسد وحده و علامته ان لايدخن بنار ضعيفة و اما الفضة فتلغمها بمثلها ثلث مرات و مثل الزيبق نوشادر و يسحق الجميع حتي يسود ثم تصعدها بنار قوية جداً و تفرش تحت المصعدات ملحاً و فرش الفضة ارق من فرش النحاس و اعلم ان حل الجسد اولاً اعون علي تصعيده و لو كان ملغماً قبله فهو اعون و قد ذكروا ان‌تحل الزيبق ثم تسحق به الجسد و تخمره به حتي يتزنجر و تجربه فان طار فقد بلغ فصعده و الا فاعد عليه و هو رمز فافهم و تدبر و طريق حل الزيبق ان تأخذ مصعده و شمعه بماء النوشادر مراراً ثم حله به و كذلك حل الزرنيخ و الكبريت و كذلك حل الاجساد فان طريق حل الجميع واحد و اما تكليس الاجساد فتلغم بمثلها زيبق ثم تحل ثم يطير عنها الروح بنار لينة جداً يبقي كلس طاهر متهبئ.

فصل

اعلم ان العمل الحق في اي حجر لايعقل الا بالحل الهبائي لاخراج الاوساخ ثم الحل الطبيعي لاخراج الاعراض و التفصيل الي ماء و دهن و صبغ و ارض و نوشادر ثم تركيبها علي حسب ما يقتضيه الحكمة سواء كان العمل في

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 489 *»

الزيبق او الكبريت او الزرنيخ او الاجساد او غيرها من ساير المعادن و النبات و الحيوان و ماسوي ذلك امثال فان قدرت علي الحلين قدرت علي التفصيل و لا حل الا بخل ثقيف و تعفين لطيف حتي يتهري الشيء فاذا تهري امكن اخراج مائه بنار لطيفة ثم دهنه بنار اقوي ثم صبغه بارسال الماء و استنباطه ثم اخراج النوشادر الصاعد و تلطيف الارض و تبييضها ثم سقيها بالمياه و الادهان المشببة بنوشادرها الجنسي فان ظفرت فهو العمل و الا فالغسل و التكليس و الطبخ و التصعيد و الترصيص و التنكيس و غير ذلك امثال و آيات نسأل الله الهداية و الاستقامة فمن ظفر بتدبير شيء واحد من اجزاء الدنيا فقد نال البغية و هو مغبوط فما ظنك بظافر الحجر الاعظم و السلام.

فصل

قال الجلدكي في صفة اتخاذ الزنجار ان‌ترقق صفايح النحاس الي ان‌تصير في ثخانة الكاغذ الوسط ثم يؤخذ العقرب فيذاب في مغضرة مع شيء ‌يسير من الشيرج فاذا ذاب يقلب في خل مذاب فيه نوشادر و ملح الطعام و ملح القلي و شب و نطرون و بورق اجزاء‌ سواء سبع مرات ثم يسحق ناعماً كالغبار ثم تغمس صفايح النحاس في دهن صفرة البيض و يذر عليها من العقرب المذكور علي الوجهين ثم يؤخذ قدر فخار جيدة مطينة بطين الحكمة و يجعل في اسفلها الملح المسحوق المكلس و تنام عليه الصفايح بعد ان‌تجعل من الكبريت المسحوق بطانة اخري علي الملح من فوقه و الصفايح متلاصقة و فوقها من الكبريت المسحوق و فوقه غطاء من الملح المكلس المسحوق و يغطي بغطاء مهندم و يؤخذ وصله جيداً و يوضع في اتون الزجاج او في نار وقودها دائم يومين و ليلتين كاملتين ثم يخرج و يبرد و يخرج الصفايح الي ان‌يتكلس المجموع و يطبخ في ماء الرأس و يصفي عنه سبع مرات ثم يغسل بالماء القراح بعد ان‌يسحق جيداً الي ان‌يكاد يتنقي فاذا نقي يجفف و يسقي من العقاب المحلول دهناً بقدر خمس وزنه و يسحق دائماً فی الشمس الی ان‌يستحيل زنجاراً و ان عصر علی الطالب حل العقاب فليکن مطهراً و يسحق جيداً و يخلط بالنحاس منه بقدر الخمس من وزنه ثم يقطر عليه من خل

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 490 *»

الخمر الجيد المقطر و يسحق دائماً الي ان‌يصير زنجاراً و علامة بلوغه انك تلقي منه علي الصفيحة فان بقي منه كثيف علي الصفحة فانه لم‌يدرك و ان لطف كله فقد تم و هذا الزنجار اذا التحف منه الفضة بقدر الثلث من وزنها و سبكت فانها تصبغ فاذا تكرر العمل الي ان‌يبلغ العيار المطلوب من اللين تمزج بالذهب بقدر النصف فانها تكون حائفاً ثابتاً علي الحمي اذا احسنت التدبير و هذا من البراني الا انه صالح و يؤكل منه بقدر الحاجة و ان كان النحاس قبل ادخاله العمل مطهراً كان صالحاً فاعمل منه بقدر الحاجة و السلام.

و اما الحديد فانه يضرب صفايح علي الوجه الذي ذكرناه ثم يؤخذ العلم و العقرب فيعمل بهما ما تقدم ذكره فان عسر عليك الزرنيخ في اذابته فاطبخه بماء الرأس سبع مرات ثم بالخل ثم بالماء ثم اسحقه جيداً الي ان‌يصير غباراً و ان كان متكلساً كان اجود ثم يؤخذ بياض البيض المقطر عن النوشادر فيدهن منه الصفايح و يذر عليها من الزرنيخ و الكبريت المدبر و الاول للبياض اصلح و الثاني للحمرة اولي و يجعل في القدر و الاتون علي ما مر الي ان‌يتكلس المجموع فان شئت بعد تكليسه ان‌تطبخه بمياه الاملاح الي ان‌ينقي من سواده او بماء الرأس و الاول للبياض و الثاني للحمرة فاذا نقي من سواده فان كان للبياض فيسحق و يسقي من ماء بياض البيض المقطر عن الاملاح و النوشادر و يشمع و يسحق دائماً الي ان‌يصير نقرة تذوب بايسر حمي فهي حينئذ تقيم القلعي المطهر و تمازج الفضة المزاج التام من غير افتراق و ان كان للحمرة فيضاف اليه من النوشادر المطهر بقدر الربع من وزنه و يسقي من دهن النوشادر الي ان‌يصير زعفراناً كاملاً و علامته مثل علامة الاول ثم يلحف منه الفضة بقدر الثلث من وزنها و يسبك و يعاد عليه العمل الي ان‌تصير الفضة في العيار المطلوب فيروج بالذهب.

فاما تدبير الانك هو ان‌تأخذ صفايحه و تلطخها بماء بياض البيض المقطر عن الاملاح و النوشادر فيذر عليه من الزرنيخ المدبر المسحوق الذي ذكرنا و يجعل في القدر علي ما مر و اعادة العمل الی ان‌يتكلس كله ثم يغسل بالماء و الملح بحرارة النار و بالماء العذب الحار او بماء الرأس علي حرارة النار ثم بالماء

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 491 *»

الحار العذب الي ان‌يصفو و يصير ساطع البياض ثم تخدم و تشمع الي ان‌يذوب و يجري فهو حينئذ اكسير يصبغ النحاس المطهر فضة و تزاوج و تصرفه و اما تدبير الاسرب ان‌يجعل صفايح و يدهن بدهن صفرة البيض الي ان‌يتكلس ثم يغسل كما تقدم فان كان للبياض فانه يطلع ابيض اللون نقياً فيشمع و يلقي علي النحاس المطهر و يزاوج الفضة فيكون صالحاً و ان كان للحمرة فانه يخرج اصفر اللون مائلاً الي الحمرة فيشمع الي ان‌يحمر ثم يلقي علي القمر و يزاوج بالشمس فانه فيه كفاية و بلاغ اقول هذه الطرق صحيحة في البرانية و الموازين الا ان قيامها علي جميع الامتحان محل كلام الا ان‌يسلك فيها بقواعد الموازين و اعلم ان كل مركب في هذه الطريقة لاتقوم الا بدخول النحاس الاسود فانه القائم في الروباص و الخلاص و لابد فيه من ترزين و تليين حتي يقوم علي جميع الامتحان فافهم و فيما ذكر رموز لايحلها الا العالم بالفن و لايجوز شرحها ازيد من ذلك و يقوم بدل هذه المحن بعد التطهير الخل الثقيف فانه يزنجر و يزعفر و يشمع في اقرب وقت و السلام علي اهل الكلام.

فصل

اعلم ان القوم عبروا في الموازين بلغات المنجمين و الكواكب و الاتصالات و النظرات و احوالها فزحل هو الاسرب و المشتري القلعي و المريخ الحديد و الشمس الذهب و الزهرة النحاس و عطارد الزيبق و القمر الفضة و سعادتها و شرفها و فرحها و طهارتها عن الادران و نحوستها و وبالها و ترحها و امثال ذلك كونها مع الاوساخ و استقامتها مطاوعتها للتدبير و التركيب و قبولها بتقريبها للعمل و رجعتها عدم مطاوعتها لبعدها عن التشاكل و مقارنتها و اتصالاتها الاجتماع في وزن واحد و التربيع و التثليث و التسديس و المقابلة مقادير اوزانها فان التربيع ربع الدور ثلثة بروج و التثليث ثلث الدور اربعة بروج و التسديس سدس الدور برجان و المقابلة ستة بروج بين المتقابلين و كونها في منزل و برج ردي ممازجتها بغير طاهر و كونها في منزل و برج حسن ممازجتها بطاهر نقي و الكواكب الراجعة الهابطة المنحوسة مفسدة لمتعلقاتها و كذلك الفلزات الغير

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 492 *»

الطاهرة مفسدة لعالم العمل و الكواكب المستقيمة الصاعدة السعيدة مصلحة للعالم كذلك الفلزات الطاهرة مصلحة لعالم العمل و المثل لذلك ان الانك متعلق بالمشتري و المشتري سعد مطلق فالانك العبيط متعلق به اذا كان في درجات مظلمة مقيمة و هبوطه الذي هو برج الجدي بيت زحل او في وباله و غربته الذي هو السنبلة فاذا طهر من اوساخه و فيه صريره فهو متعلق بالمشتري اذا كان في احد حظوظه و هو راجع غير مستقيم و غير سليم من النحوس و الاحتراق فاذا زال صريره فهو متعلق بالمشتري في حظوظه اللايقة سليماً من النحوس و الاحتراق مستقيماً و ربما وصل الانك الي درجة الاكسيرية فيتعلق بالمشتري في شرفه و سعوده فان كان سعادته بالقمر و الزهرة كان اكسير البياض و ان كان سعادته بالشمس فهو اكسير الحمرة و علي هذه فقس ما سويها.

فصل

اعلم ان الجسد العبيط لاينفع الا في الادوات و الآلات التي يصنع منها و اما ان اريد نقله الي جوهر اخر فلابد من نقضه نقض صلاح و هو ليس الا تكليس الحكماء الذي لايجفف رطوبته الغروية التي بها حيوته و لايبطل نوعيته بل شخصيته وحده فاذا كلس بتكليس الحكماء اكلت النار من اعراضه و امراضه كثيراً و يبقي بعض الزنجرة و السواد فالواجب ان‌يمزج بعد ذلك بشيء من الروح بالتسقية او بالسحق و التندية فيطير عنه حتي يبيض غاية البياض و ينعم غاية النعامة و يكتسب رطوبة بدل ما فني من رطوبته فهو حينئذ ارض طاهرة فان اريد احيائه احياه بالسحق بالزيت و النطرون جيدا حتي يكون عجيناً و يستنزل في الروباص فيخرج الجسد الذائب المنطرق الطاهر فان كان فيه ظل و سواد او يتغير في الحمي زائداً علي طور القطبين يعيد العمل فيكون ابيضه ابيض و احمره احمر شديد الصفاء‌ و البريق و الرونق و اكثر تلززاً و اقل حجماً لخروج الاعراض عنه ثم بعد ذلك يركب ان شاء او يصنع منه الاسفيداج او الزنجار او الزعفران او غير ذلك فيكون فائقاً في اعلي درجات النقاء و الطهارة او يشمعه قبل الاستنزال بالادهان البيض او الحمر حتي يصير كاللك يذوب بايسر نار و

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 493 *»

يقبل الختم و الطبع و يذوب علي اللسان فيكون دهناً لايحترق فاحمره للاحمر و ابيضه للابيض يشمع غيره من الاجساد الطاهرة المسبوكة بالطرح عليها و يلينها و يلونها و يرزنها و يخففها فادخال البعض علي البعض علي حسب النظر فدهن الحديد مثلاً يقيم المشتري و الزهرة علي الخلاص و الروباص و دهن المشتري يبيض الزهرة و المريخ و يلين ايهما كان و يسرع ذوبهما و دهن زحل يلين الزهرة و المريخ و يسرع ذوبهما و يبيض الزهرة و المريخ حسناً و يلين الفضة و ان كان احمر يحمرها و يرزنها و دهن الزهرة ان كان احمر يصبغ الفضة و ان كان ابيض يبيض الحديد و يلينه و يسرع ذوبه و دهن القمر يبيض زحل و المريخ و الزهرة و يلينها و يسرع ذوبها و دهن العطارد يبيض الاجساد و يصلبها و يقيم المشتري و زحل و يصلحهما و يرزن الاجساد ابيضه في محله و احمره في محله و كل دهن ينفع ايضاً جسده و يصبغه بياضاً و حمرة و يلينه و يسرع ذوبه فان شئت حللته بعد التشميع بما شمعته فكان دهناً سائلاً و تسقي به اي المكلسات شئت فيصبغ و يلين و يجعله صالحاً للتراكيب علي حسب المراد فتدخل بعد اصلاح المكلسات بها الارواح فانها تكون صالحة قابلة للحيوة و ان شئت ركبت تلك الادهان بدهن الارواح و الانفس فيحصل التمازج و لايحصل بغيره البتة و ان شئت عقدتها بعد ذلك فتجري مجري الاكاسير و تكون ركناً تاماً احمر و ابيض و تدخل في ابواب الاجساد و ابواب الموازين و ابواب التراكيب و ابواب الاكاسير للبياض و الحمرة و اما الاكسير التام منها فلايحصل الا بعد التفصيل و التطهير ثم التركيب ثم الحل ثم العقد ثم الاجساد المستنزلة الطاهرة و المدبرة بادهانها اذا تركب بعضها ببعض علي ميزان التعديل و ملاحظة الخفيف و الثقيل و الصلب و اللين و سريع الذوب و بطيئه و غير ذلك حصل منه المقصود في ساعة بل من اصلح جسداً واحداً و طهره و اقامه و رزنه و بيضه او حمره علي حد الكمال صلح للمزاج و حصول النتيجة.

و اعلم ان من الاجساد ما لايطيق حر التكليس و يذهب رطوبته الغروية في الماء و يبقي الجسد الميت الذي لايقبل الحيوة فيكون كمکلس العامة ففيها لابد من تليين النار و ادخال رطوبة عليها حتي تحفظ رطوبتها الاصلية و حدد بقدر

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 494 *»

ثلثهما و هو زايد مع تخفيف النار و الاسفل منهما اسرع تبدداً من الاعلي فيدخل عليهما روح ثم يكلسان او يدخل الروح في النار لتلين النار ثم يكلس فيها الجسد فلايموت ثم يستخرج و يصول ثم يلت بالادهان و النطرون و يسحق جيداً حتي يبلغ الدهن اعماقها ثم يستنزل و يكفيه من النطرون سدسه و من الدهن ما يعجن به و يستنزل في الروباص و هو عماده و سره و من الاجساد ما لايقبل الذوب و الاستنزال كالحديد فلابد من حله و تكليسه حتي يأكل النار اعراضه ثم يلين بادخال الادهان و الارواح عليه ثم يستنزل.

فصل

قال الجلدكي ان الحديد و النحاس يمتزجان و هما عبيطان و لايفترقان و كذلك الحديد و المشتري و كذلك زحل و المشتري و كذلك القلعي و النحاس اقول و كذلك المشتري و القمر اذا امتزجا يبطؤ اخراجه عنهما في الروباص و قال ان الميزان الحقيقي لايتم في جسدين فقط ابداً دائماً و انما يتم في ثلثة اجساد و قال ان الاجساد الروحانية ثلثة و هي زحل و المشتري و عطارد و ان كانوا الي الجسدانية اقرب او القمر عوضاً عن عطارد اذا كان مطلقا و قال فان الحديد متي خالط اي الاجساد كان اقامه علي الروباص الا الذهب فانه عدوه و متي خالطه افسده و اخرج رطوبته و المراد الحديد غير المطهر و الا فالمطهر ليس يفسد الذهب فافهم و عن جابر ان الحديد ان ابيض بعد التحمير يبيض الرصاص و شده و قواه و اذهب صريره و رايحته.

فصل

عن جابر طين جيد لقراع العقد و التقطير و اقداح التشميع و كيران السبك و كيران العقد في الرصاص و اقداح التشوية و شد الوصل و غيرها و هو طين جيد حقيقة و هو ان‌تأخذ القلي الذي يشبه الرماد جزءاً و طين البواطق جزء و توبال الحديد جزءاً و الفحم الناعم نصف جزء يسحق الجميع و يضرب بماء القلي ضرباً قوياً و يثني عليه ببياض البيض و تطين به و عن محمد بن زكريا يؤخذ الطين الحر و يعجن بالماء و يلت و يجفف ثم يدق و ينخل ثم يعجن و يخمر يوماً و ليلة

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 495 *»

ثم يخلط به السرجين المنخول مثله و لكل رطل طين عشرة من الملح[10] و الفخار المسحوق و يخلط بالمجموع الشعر المقطوع او غيره اقول هذا للتقطيرات اسهل و الاول للقدور و الاقداح اولي و نحن نطين القراع للمياه الحادة بالطين و السرجين و تصبر علي النار مرتين و لايحتاج الي اشد منه و منهم من يصنع من الطين الحر و بقدر نصفه من الاجر المسحوق و الزبل المنخول و خبث الحديد و فحم الخطمي و الشعر المقرض يعجنها بماء‌ الملح و هذا ايضاً جيد و احسن الصاروجات الجص او النورة مع الاسراش و اصبرها علي النار خبث الحديد مع الدبس و ليس له مثل.

                                               فصل

العجب من ان العقرب تلدغ الاحياء فتميتها و تلدغ الاموات فتحييها و ذلك من تقدير العزيز العليم و هو مجرب عملته بيدي فتدبر.

فصل

قال في درر الانوار و اما الاكاسير الكائنة من الاشياء البرانية كالزيبق و الزرنيخ و الكبريت و النوشادر و الزاجات و الشعر و البيض و الدم و المرارة مع احد الاجساد المدبرة فهذه الاكاسير تسمي بالبرانية و هذه الاكاسير تعود الي الجوانية اذا استحكم تدبيرها و شابه تدبير القوم في المزاج و الانحلال التام و هذا القسم متعلق بانواع التراكيب القطعة الكبري من العلم الميزاني و اما القسم الثاني فهو القطعة الصغري من علم الميزان و القسم الاول من هذا القسم تراكيب الاجساد علي الاكسيرية و اصولها الزيبق و الذهب و الفضة و الاسرب و القلعي و النحاس و الحديد و الزاج و الروح و التوتياء و الشبه و الدهنج و المرقش و الاقليميا و المقناطيس و الشادنج و الكبريت و الزاج و الروسخت و الزنجفر و الاسفيداج و الاسرنج و المرداسنج و المرتك و زعفران الحديد و التوتياء الميزاني و نحوها من الاجساد المكلسة و الاقرب منها ان تدبر الاجساد الناقصة بالاملاح البورقية او بالمياه الحادة حتي يكون المطهر منها اقرب الي القطبين الطاهرين و كذلك يدبر كل واحد من الاجسام المنسحقة حتي يكون طاهراً من الكباريت

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 496 *»

و الاوساخ ثم يشمع بالمياه الحلالة حتي ينحل بالانحلال التام ثم يمكن من هذه الاشياء الطاهرة تراكيب كثيرة لايمكن ضبطه و الاقرب الي اكسير القوم ان‌يدبر من هذه الاشياء المحلولة روح الصمغتين و هذه الروح في حكم الماء الالهي في جميع الخواص ثم يؤخذ احد الاجساد المنطرقة او احدي الفرخات المستنزلة بالزيت و النطرون من الاجساد المكلسة المذكورة و يضاف اليه الخمير و يسقي من روح الصمغتين الي ان‌يذوب ذوب الشمع بادني حرارة و لابد في الباب الورقي ان‌تسقي الروح الابيض و اما في الحمرة فيضاف الي الروح الصبغ المتخذ من الاشياء المحمرة ثم يلقي الاكسير الورقي علي الاجساد الناقصة و يحيلها الي الي الفضة القائمة علي الروباص و يلقي الاكسير الذهبي علي الفضة المرزنة فيحيلها للتمام و الكمال و يمكن في هذين الاكسيرين تضاعفهما بدوام السقي و التشوية و التشميع و اما الطريق الابعد من هذه الاجساد المذكورة فان‌يؤخذ احد الاجساد المنطرقة العبيطة و يضاف اليه الاجساد المنسحقة العبيطة علي الاوزان المحررة ثم يشمع في نار السبك بكباريت الاجساد المركبة بالتوتيا حتي يكون الجوهر المركب اكسير البياض و الحمرة بحيث يحيل الاجساد الناقصة للتمام و الكمال و في الطريق تراكيب غير متناهية و لكن الاقرب الي اكسير القوم ان‌يستقطر دهن الكبريت بالنوشادر الثابت في النار اللطيفة ثم يضاف اليه مقدار ثلثه من التوتياء المرازبي المشمع بالماء الحلال ثم يشمع بهذا الدهن اركان ثلثة من الاجساد و هي جسد ثابت و روح طاير و نفس رابطة و لابد فيه من شيء يسير من النوشادر حتي يكون المجموع سريع الانحلال و هذا الدهن يقوم مقام الماء الالهي في الطريق المذكور و اما القسم الثاني من القطعة الصغري من علم الميزان فهو ان‌يختلط بعض الاجساد ببعضها و ذكر طريق التركيب بعد التطهير و التقريب الي ان قال و اما الطريق الابعد في اوزان الاجساد و ذكر خلطها عبايط ثم تطهيرها جملة معاً ثم ذكر ما نقلناه عنه في سابق هذه الفصول فراجع.

فصل

قال القمري في درر الانوار ان العلم الالهي منقسم الي علم الاكسير

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 497 *»

و الي علم الميزان فاما علم الاكسير فينقسم الي اربعة ابواب و هي الباب الاعظم و الباب الاكبر و الباب الاوسط و الباب الاصغر و اختلاف هذه الابواب الاربعة في ايام تدابير الاركان و تطهيرها مع الاتفاق في التساقي و الاوزان و اقل المدة خمسة عشر يوماً بالاجماع و اما علم الميزان فينقسم الي علم التراكيب و الي علم الاوزان اما التراكيب فان كانت من اركان الحجر تسمي بالمباقل اذا كان تركيبها علي الاوزان المخالفة لاوزان الاكسير و تسمي بالباب الاقصر اذا كان تدبيرها و اوزانها علي طريق الاكسير في اقرب الاوقات و ان كانت من الناقص منها او غيرها تسمي بالاكاسير الكبار في عرفهم الخاص و اما علم الميزان المتعلق باوزان الاجساد فمنقسم الي تراكيب الاجساد و الي صناعة الميزان.

فصل

قال في دررالانوار مما كتموه الحكماء في غاية الكتمان الجسد الواحد المنطرق المسمي بالتوتياء و لم‌يتكلم به احد في الكتب المعتبرة الا الفاضل الجلدكي في بعض رسائله و هذا الجسد اسرب منعقد في معدنه علي الاكسيرية و له نفس و روح و جسد و كذا الزيبق المنعقد برائحة هذا الجسد العبيط في حكم الزيبق الملقي عليه الاكسير و يلقي واحد علي الف مثقال من الفضة الذهبية فيخرج ذهب احمر كامل العيار و لكن يحتاج الي حيلة فلسفية في ضبط هذا الزيبق و القائه علي الجسد الذائب في حالة السبك بشدة النار و اما تدبير هذا الجسد ففي غاية الصعوبة لاشتعاله كالكباريت في النار و قد اشاروا اليه بتدابير التوتياء المرازبي و هذا رمز بعيد و الاقرب في تدبيره طريق تدابير القوم و هو في غاية الخفاء و قال في جواهر الاسرار و اما عطارد المعقود في معدنه علي الاكسيرية فالزيبق المعقود برايحة هذا العطارد في حكم الزيبق الملقي علي الاكسير فمن اقتدر علي انسباكه و القائه فقد وصل الي ما لايخطر ببال احد اصلاً و هذا سر من الاسرار الالهية و لم‌يتكلم به احد من الحكماء و قال ان الشبه المصبوغ بصبغ التوتيا قريب الي الذهب في اللون و المحك و بعيد عنه في الخفة و سرعة الذوب و مفسد له عند المزاج الا ان هذا الجسد لايحترق

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 498 *»

بالكبريت كالذهب و يتزنجر و يتلألأ بالجلاء كالذهب فمن اقتدر علي اثبات صبغه و ترزين جسده و ابطاء ذوبه و اصلاح مزاجه بالذهب فقد وصل الي كنز من كنوز الحكماء و اما الاسفيدرويه فاذا عمل من النحاس و الاسرب فيذاب به الحديد يصير سريع الذوب و ينعقد برايحته الزيبق و هو بين الاسرب و النحاس المعدني بدل الخارصيني في الافعال و الخواص و فيه سر من الاسرار الالهية و هذا الجسد نحاس يختلط بالاسرب في معدنه.

فصل

قال جابر في بعض كتبه متي اخذ من التوتياء الميزابي يسحق سحقاً ثم طحن بالبرنية بالماء حتي يصير كالمح و الزرور ثم ادخل الي كوز طين لم‌يحرق و شد رأسه و ادخل الاتون فحرق ثم اخرج و سحق ايضاً ناعماً و اعيد الي كوز اخر من طين و احكم رأسه و ادخل الاتون و اخرج ثم يعاد عليه السحق و العمل ثلث مرات ثم يؤخذ منه مقدار عشر حبة علي طرف اللسان فاذا ذاب و صار كالهباء و لم‌يوجد علي اللسان بقية فقد تم فليؤخذ من الزنجار مثل ربع وزن التوتياء و من النوشادر المصعد ثلث مرات مثل عشره فيسحق النوشادر علي حدته و الزنجار و يكون متخذاً كما علمناك اولا علي حدته ثم طرح النوشادر علي التوتياء اما في هاون او علي صلاية ثم يسحق الجميع سحقاً ناعماً حتي يصير شيئاً واحداً و يعاد الي العمل الاول من الكوز و يحكم رأسه و يشوي في تلك النار تفعل به ذلك اربع مرار فانه يخرج احمر كانه الزنجفر لافرق بينهما البتة و يكون من اللين علي الحال التي تقدم ذكرها فان صعد في جميع المرار في التشوية من النوشادر شيء‌ اعيد عليه و سحق بعضه و ادخل عليه ما قلنا في كل مرة الي ان‌يصير مثل وزنه من الزنجار و مثل خمسه من النوشادر فهو سره العظيم ثم يشمع بماء النوشادر عشرين مرة بنار لينة فاذا تشمع و جري اعيد الي التسقية و غمر بماء ‌النوشادر و ادخل الحل و جدد له السحق و التشوية في كل اربعة ايام او سبعة فانه ينحل ماء رايقاً فاعقده في عمياء و هذا الدواء يصبغ الفضة المطلقة صبغاً احمر فائقاً و يصبغ النحاس و يؤثر فيه تأثيراً عجيباً و هو من كبار الابواب ثم قال ادخل علي

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 499 *»

هذا التوتياء المدبر من الزيبق المصعد ثلث مرار مثل وزن التوتياء ‌و من الزرنيخ المصعد ثلث تصعيدات مثل وزن الزيبق و اسحق الجميع في هاون زجاج و رش عليه من ماء النوشادر شيئاً قليلاً و ادم السحق عليها احداً و عشرين يوماً ثم شمع بماء النوشادر عشر مرات الي ان‌يستجمع و يصير شيئاً واحداً ثم غمر بالماء المحلول من النوشادر او باحد المياه التي تقدم وصفها و ادخل الحل الي ان‌ينحل و يكون المدبر لها بتغيير الزبل او ما يجري مجراها الي ان‌ينحل رايقاً فادخله العميا و اعقده بنار لينة فانه ينعقد جوهراً احمر يصبغ القمر شمساً ثابتاً و قال متي حل من الذي قد حصل فيه مثله من الزنجار و مثل خمسه من النوشادر و هو علي ذلك اللين فاذا انحل ماء ‌رايقاً خذ من الكبريت المبيض جزء و من النوشادر المصعد جزء و من الزيبق الحي جزء ‌و من الشب جزء‌ ثم اسحق الزيبق بالكبريت و النوشادر و الشب حتي يموت و يغوص فيها و يشربها و تغوص فيه ثم رش عليه من هذا الماء‌ شيء ‌و اسحق به دائماً ثم اسق و شمع به عشراً و ادخل الحل بعد ان‌يغمر به فاذا انحل و صار ماء رائقاً عقد فانه لايحتاج الي اعادة في العمل يصبغ الفضة ذهباً و الزيبق ذهباً و يصبغ النحاس، و قال يؤخذ من الزرنيخ المصعد ثلث مرار عشرة دراهم و من النوشادر الذي ذكرناه اولاً بالفضة عشرة دراهم و من الشب الاخضر خمس و من الزيبق المصعد مرة واحدة غير حي عشرة دراهم و من هذا التوتياء الاحمر المدبر سبعة دراهم يسحق الجميع الي ‌ان‌تبتلع الادوية للزيبق و تصير كلها شيئاً واحداً و انت في خلال ذلك تنديه اما بماء النوشادر المحلول و اما بالماء المحلول بهذا التوتياء كما قلنا اولاً ثم اذا استجمع و علمت انه بعضه قد غاص في بعض فاسحقه و نده باكثر من تلك التندية و جففه و شمعه افعل به ذلك عشر مرات ثم اغمره بماء النوشادر المحلول و ادفنه و جدد عليه ينحل ماء‌ احمر فيه خلوقية مكمدة فاذا بلغ الي ذلك فاعقده في عميا علي ما قد سلف لك من القول فانه ينعقد احمر كانه الزنجفر فالقه علي الفضة و ان شئت علي النحاس.

فصل

و قال محمد بن زكريا في تشميع التوتيا خذ كلس التوتياء المتهبئ

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 500 *»

و اسحقه بالنوشادر و الزاج المحلولين و عرقه في الماءورديه حتي يتشمع و يحمر و يصير ملحاً يذوب بالنداوة ان شاء ‌الله و قال خذ كلس التوتياء المتهبئ و اسقه الزنجار و النوشادر المقطر و عرقه و اعد عليه ابدا حتي يحمر و يصير ملحاً و قال ايضاً في طريق اخر اسقه بقلقند و بالزنجار و النوشادر المحلول بالنداوة الذي جعلت فيه كلس القشر و كلس الصفرة كاحد الادوية بالسوية و اسحقه حتي يحمر و يصير ملحاً و قال خذ التوتياء المشمع و حله و ادخل عليه الزيبق المحمر المحلول و اعقده يصبغ درهم ستين فضة و زاوجه بمثليه.

فصل

كلس ما شئت من الاجساد بالنيران القوية الرطبة ثم جففه و اسقه الروح و اسحقه به حتي يشرب مثله ثلث مرات ثم افرشه بالروح و قطره يابسا فانه يتروح فخذه و اغسله حتي يخلص ثم اسقه الروح و شمعه فحله فحينئذ حري بان‌يتروح و يصعد الي السموات العلي فهذا هو حل الاجساد و ماؤها اسق به ما شئت و افعل به ما تشاء من عقد او تثبيت او تقرير و هو خادم من الخدام يستعمل فيما تشاء و ان لم‌تصعده و تعقده يكون ركناً من الاركان يصبغ و ينبسط و ينتشر و ان شئت ان‌تركبه تركب و لكن يحتاج الي ضابط يضبطه فانه متروح و فيه خصال جمة و فضائل كثيرة و هو ماء كل جسد و روحه فافهم فقد اسقيتك ماءا غدقا و هذا هو الارض المتفلكة و الجسد المتروح و الارض المقدسة و الارض الجديدة و الجسد الهورقلياوي الخالص عن الاعراض العنصرية فتدبر.

فصل

اعلم ان كل خادم قائم و كل مخدوم قار جالس و الخادم لابد له من القيام بالخدمة و الدخول و الخروج و الحمل و النقل و الكنس و اخراج الزبالات و لابد للمخدوم من القرار و الثبات و الصبر و عدم الزوال من مركزه فمن عكس الامر صار الخادم مخدوماً و المخدوم خادماً فلايكون الخادم عاملاً ما يعمله المخدوم و لا المخدوم عاملاً ما يعمله الخادم و من ذلك فساد الدنيا و الآخرة و الاديان كلها و بذلك فسد العالم و تنغص عيش بني‌آدم فافهم راشداً موفقا.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 501 *»

فصل

اعلم ان الزاجات و الاملاح التي يتخذ عنها اصباغ و تدخل علي الاشياء كلها زايلة و تلوين غير ثابت و كلها فاسدة و تمثيلات و لاتحمير الا بالاجساد الحمر و الادهان الحمر الممازجة و فيها العمل الحق لا غير فمن رام غير ذلك فقد اخطأ الطريق اللهم الا ان‌تدبر حتي تحيل المدخول عليه و فيها عسر شديد و الحكيم لايعدل عما اعدته يد التدبير و التقدير الالهي فافهم فاحسن المياه المحمرة مياه الاجساد الحمر و الادهان الحمر ان عرفت وجه ادخالها بحيث لايبقي في المدخول عليه غريب و السلام.

فصل

اعلم ان النفوس اذا قطرت و اسقي بها الارواح و شويت و كرر ذلك ثبتتها لاسيما اذا قطر معها اجساد فانها تدخل و تعقد و تثبت و تخرج و تبقي الارواح ثابتة خالصة و هذا اقرب الطرق لاسيما اذا كان المقطر مكرراً حتي يصير دهنياً و هما الاصل فاذا كانت الاملاح عقادة لها فبالحري ان‌يكون الاجساد و الانفس اولي بذلك و افضل الاجساد لذلك الحديد ثم النحاس ثم الاسرب ثم القلعي فان قدرت علي ماء مقطر منهما ظفرت بالمقصود و هو احسن الخدام لذلك فافهم و اكتمه الا عن اهله.

فصل

ان روح الذهب مع الخل الثقيف يحل الفضة و لو صعد روح الذهب عن الملح يكون اقوي و يحل الذهب ايضاً كذا بلغنا عن المجربين و الله اعلم و احكم.

فصل

اعلم ان الاجساد فيها اوساخ صحبتها من معدنها و قد تخلل اجسامها و كل ما ذكروه من الحمي والطفي و الهرج في المياه الحادة و الاملاح فانه ضرب مثال فان جميع ذلك ان اصلح قليلاً ظواهرها افسد كثيراً اذ هي بالحمي يحترق منها شيء بعد شيء‌ حتي يفني اكثرها و بالطفي و الهرج يجف ظواهرها و تصير اشد احتراقاً بالنار و اكثر توبالاً و كل ذلك ليس بشيء‌ هذا و الاوساخ متخلل في طبايعها

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 502 *»

و لايخرجها الاملاح الماسة ظواهرها فلابد من هدمها و ما ذكروه في الهدم من التصدية بالاملاح الحادة و المياه الحادة فانما هي تزنجرها البتة و الاجساد تموت بالزنجرة و تفسد كيانها و نوعيتها و ما تري انها تحيي بالاستنزال فانما تحيي منها الاجزاء التي لم‌تكمل زنجرتها و الا فما تم و كمل زنجرته لاتحيي و لذا تراها لايحيي من كثير منها الا قليل فذلك برهان علي ان فساد الجسد في الزنجرة فالتكليسات التي في المياه الحادة فانما هي كالتكليسات بالنار اليابسة فان النار مفسدة للاجساد و مهلكة لها سواء كانت رطبة او يابسة فالرطبة يهلكها بالزنجرة و اليابسة يهلكها بتبديد الارواح و الرطوبات الغروية فجميع ذلك منهم ضرب مثال و تضليل و تدهيش او تعليم و ايقاف لخواص الاشياء فالواجب ادخال رطوبة مبددة لاجزائها بحيث لايزنجرها فلابد و ان‌تكون غير مالحة و لاحادة و لامرة فتلك الرطوبة المبددة تخالط اجزائها و اوساخها و تخرج اذا خرجت باوساخها و تترك الاجزاء الصالحة طاهرة باقية الرطوبة قابلة للحيوة و العود فالرطوبة رطوبة مفسخة للجسد مبددة لاجزائه من غير انهاك فان قدرت علي رطوبة كذلك قدرت علي حلها و هدمها هدم صلاح و لما كان الحل لايكون الا بحرارة و لابد من مس النار لها فاذا مسها النار دفعت تلك الرطوبة ضرر النار عنها فانطبخت في الحرارة و الرطوبة الحلوة او التفهة حتي تهرت و تبددت و انطبخت و تفسخت فلايكون تلك الرطوبة الا الماء القراح الذي لونه لون الحيوة و طعمه طعم الحيوة و ريحه ريح الحيوة و هو الماء الجاري لاغير و اما الفضة فانها و ان لم‌تفسد في الاشياء الحادة كل الفساد لصلاح جوهرها و تماسكها لقربها من الاعتدال الا انها ايضاً تفسد كثيراً منها و لاتحيي بكلها و تتزنجر ايضاً و لذلك تري محلولها كالزنجار فالاشياء الحادة مضرة لها ايضاً و اما الذهب فهو لاعتداله و تماسكه و ثبوته ليس يفسد ايضاً كل الفساد الا ان الطريق اذا عرفت انه غيرها فالمشي به ايضاً مشي في غير طريقه و مع ذلك يبطل منه ايضاً اجزاء و لايحيي كله فلايجوز ادخال شيء‌ من الاملاح سواء كان نوشادراً او غيرها فانها و مياهها كلها مزنجرة فاسدة مفسدة و تلك الرطوبة الصالحة رمز مبهم وسر منمنم فافهم ان كنت تفهم و تلك الرطوبة

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 503 *»

ثلثة اقسام رطوبة غليظة متعلكة و رطوبة ذائبة متوسطة و رطوبة سيالة صابونية فيها ملوحة غير منهكة و دهانة مصلحة ملينة و لابد لهذا الصابون من ان‌يكون بحيث يمازج و يتخلل الاجزاء و يخرج بالاوساخ و ذلك من اسرارهم فلايكون ذلك الا من املاح ممازجة بالادهان و هو حقيقة الصابون فافهم.

                                               فصل

قال الجلدكي في البرهان عقد الزيبق بالروايح و الكباريت و الزاجات و الزرانيخ عبايطها فاكثرها ينجر الي المحال اللهم الا ان‌يعقد خالصاً من الغش و اما حلولات الزيبق من ضرب الامثال ففي كل واحد تضييع الاوقات في عمل الجهال ثم ذكر قاعدة و هي ان‌تكلس القلي و البورق و قشر البيض فردا فردا ثم خذ من القلي المكلس جزء و من البورق المكلس جزء و من قشر البيض سدس المجموع و اطبخها في الماء القراح بقدر اربعة امثالها الي ان‌يبقي الربع ثم ضعه لينعقد ملح نفيس عليه فخذه و جففه و اضف اليه الملح المر المحلول المعقود سبع مرات بقدر نصفه و اسحقهما و خذ النوشادر الابيض بقدر ربع المجموع و اسحقهما جيداً ثم صعده لكل اوقية ست ساعات بنار وسط بعد اخذ الرطوبة ثم خذ الصاعد و اضف اليه ما نقص و جدد له ارضاً ثم صعده و كرر الي ان‌يثبت ثم خذ الزيبق المغسول و اضف اليه مثله النوشادر ثم صعده بعد اخذ الرطوبة لكل اوقية ساعة ثم خذ الصاعد و اعده علي الارضية و كمل نقصهما ثم كرر العمل حتي لاينقص منهما شيء ثم اخرجهما و ضعهما ليلة تحت الندا يصبح محلولاً فقطرهما باليبوسة او الرطوبة يقطر اولاً دهن العقاب و هو خفيف ثم يقطر الزيبق و هو ثقيل و هو محلول الزيبق فان شئت فميزهما و ان شئت تدعهما حتي يختلطا و يصيرا دهناً اقول في تميزهما رمز و يحتاج الي حذق و الا فهي قاعدة جيدة قريبة الرمز.

فصل

و قال فيه ما حاصله ان الواجب قيد الزيبق لئلا يفر لا كسر رجله و اماتته فكل تدبير اخرجه عن الزيبقية فاسدة فمن يعقده بروايح الاجساد يحيله

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 504 *»

الي تلك الاجساد و ليس في تلك الاجساد خواص الزيبق و انما الواجب عقده بالادهان و ذلك سرهم.

فصل

قال جابر في كتابه المسمي بالتجريد ما حاصله ينبغي ان‌تركب في اكسيرك من الروح اضعافاً كثيرة للجسد لان الصبغ للارواح و اما الاجساد فقيد و رباط للارواح و الانفس و تدبير الانفس في تغسيلها من ادناسها و اوساخها و تنقيتها من ادناسها بالتعفين و قال و الروح و الجسم خادمان اما الجسد فخدمته الحجاب لها عن النار ان‌تأكلها و تهلكلها و اما الروح فخدمتها ان‌تنشرها و تبسطها و تجعل لها و للجسد رونقاً و ماء و ضياء لايعملها غيرها و قال ما حاصله ان ارواح الحيوان و النبات يسهل مفارقتها لاجسادها لانها واسعة المنافذ و الاجساد الذائبة تعلكت ارواحها باجسادها و تلازم رطبها يابسها فلم‌يفترق بذلك للطافة التحليل لانه كلما لطف الشيء في تحليله كان اذا انعقد اضيق منافذاً و مجاري فاذا كان كذلك قاوم النار فلما طالت مدة مزاجهما كذلك لم‌يفترقا ابدا و كل شيء لايخالطه الشيء لايعقده و ان عقدته بمايذوب و يمازج ذاب و مازج و لايلزم روح جسداً و هو غريب منها و هي غريبة منه لعدم التمازج فاذا حللت الاجساد حتي تصيرها في وزن الارواح حدثت القرابة و قد تقدمت له قرابة من قبل انه من نوعها فامتزجا حينئذ المزاج الحق و قال كل جسد كثيف و له مع كثافته ذوب فهو اغوص اذا طهر ثم مثل و قال ان الزرنيخ و الكبريت غايصان ممازجان لان فيهما جواهر تذوب و تمازج و اما الزيبق فانه جوهر كله فاذا عقدته غاص باجمعه و الزيبق اذا عقدته ثم سحقته بما‌ء ‌الفضة المحلولة ثم امتحنته فان لم‌يغص و طار زدت في تسقيته بلاتشوية ثم تمتحنه فان ثبت فقد كمل و هو غير كامل لانه يحتاج الي نفس تعلكه و قال كل حجر لايذوب فمحال ان‌يكون منه شيء‌ ابدا لانه لايمازج و ما لم‌يمازج لم‌يغص و ما لم‌يغص لم‌يعمل شيئاً و ان كان ذوبه بطيئاً كالزجاج لم‌يغص ايضا و لم‌يمازج و ان كان رقيقاً جدا كالملح لم‌يمازج و لايمازج الا حجر فيه جسد ثقيل معتدل في الكيفيات فهو يصبغ صبغاً كثيراً و

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 505 *»

قال الاجساد كلها ممازجها و غير ممازجها اذا كلست في الغاية ماتت و لم‌تمازج فاذا حلت ثم عقدت التي لم‌تمازج تمازج فافهم و قال متي قدر قادر ان‌يركب ارواح الحيوانات و اجسادها تركيب الذائبات لم‌تتفارق ابدا و كانت اشد تقاوماً من المعدنيات لتشاكلها في الطبيعة و ليست مع ذلك بغايصة في جسد ذائب و لا متعلقة به الا ان‌يكون معها شيء من جوهر المعدنيات الارضيات كالزيبق و الزرنيخ و الكبريت محلولة لاغير لتشاكل الحيوانية و تلصق بها و تغوص معها و تثقلها فيكثر عملها و قال رمزاً عجيباً ان كل جسد ظهر اليبس علي اعلاه اعني علي وجهه طار او لم‌يطر فقد بلغ موضع العقد و انما يحتاج الي روح يجمعه و تمازج فان كان الروح الجامعة له خفيفاً طار و طيره معه و ان كان ثقيلاً ثبت و ثبته معه و ان كان غايصاً غاص معه و قال متي حلل الجسم تحليلاً شافياً ثم حللت الروح كذلك ثم طهر الجميع طهارة كاملة ثم مزج بعضها ببعض امتزاجاً كاملاً فلايقدر احد ان‌يفرقهما ابداً فيكون الجسد حينئذ غير طالب الرسوب كعادته و يكون الروح غير طالبة الصعود كعادتها فيتلازمان لجودة الاختلاط و لايفترقان فذلك كلما لطف الجسد و عقدت الروح بالجسد حتي يكون فيها بقية الروحانية فيروح الجسد كما ذكرنا كان العمل اكثر و الصبغ اغزر و الغوص ابلغ لان الروح هي العاملة و النفس هي الصابغة الغايصة و الجسد هو الماسك للثقل الملازق للجسد الملقي عليه لمشاكلته له و صورة ذلك ان لايكون لاحد من هذه الثلثة جزء‌ لينفرد به عن صاحبه فانه ان كان كذلك لم‌تسبق النار الي مالها ان‌تسبق اليه فتأكله و تهربه لكن تعمل في الجميع عملاً واحداً و الجسد يمنعها عن الروح و يقابلها و يصابرها و يثبتها عن النفس فتعمل الثلاثة عملاً واحداً فصار المتولد عنها شيء اخر رابعاً مخالفاً في العمل و الطبع و السنخ و ان سبيل كل مختلطين ممتزجين ان‌يغوص هذا بكليته في هذا و يغوص هذا كذلك في هذا و اعلم ان الرطوبة المعلكة اللزجة هي رأس القتال للنار و ممازجة الجسد لها يمنعها من التفريق و الهرب و الرطوبة الطبيعية هي المطيرة للجسد ان غلبته و هو المانع لها من التفشي ان غلبها و متي اعتدلا لم‌يتغالبا و عملا عملاً واحداً هذا هو التركيب الحق الذي كتمه

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 506 *»

الحكماء و قال و اعلم ان كل ما ‌لم‌يلتزم قبل التدبير فليس يلتزم بعده فانظر ما التزم عبيطاً فالزمه و ما خالف فالفظه و لاتقربه و انظر الي امر الكباريت فلاتخرجها من العمل فانها ملاك العمل و تمامه ثم حل الجسد فهو الكمال للعمل و لايتم عمل الا بالتحليل و لايغوص شيء و لايصبغ الا بالتحليل و قال ان التكليس علي نوعين فانه في التدبير ايضاً علي جهتين احدهما الاحراق و الاخر التصدية بالمياه الحادة الحامضة المالحة الاكلة و قال اذا فرغت من تكليس جسدك فصوله و احكم امره ثم اسحقه بالنوشادر المصعد المحلول حتي يصير فيه مثل وزنه ثم حل في دن الخل فهو اروحها او في زبل الخيل و هو اوسطها او بئر النداوة فهو ابطاؤها فاذا انحل اخرجه و اعقده علي نار لطيفة جدا فان كان مشمعاً فقد كمل و الا فحله و اعقده ابدا حتي ينعقد مشمعاً.

و اعلم ان الازدواج للعناصر يكون بعد هذا الحل و الازدواج هو الاختلاط الكلي و اما الجزئي فهو ان‌يحل الجسد و يزدوج بغيره و غيره غير مايع و الكلي هو الذي صبغه كلي و الاخر صبغه جزئي و الاختلاط هو ايضاً اختلاطان اختلاط واحد و هو اختلاطهما محلولة كلها و الاختلاطان هو الذي يكون منها مائية و منها حجرية فيؤلف بينهما بالسحق و التشوية و السخونة اللينة و اما التشميع فهو الاختلاط الكلي لا المجاورة و هو ان‌يختلط ساير العناصر فتصير عنصراً واحداً لايفترق و ذلك اربعة اقسام اولها التسقية التي تكون بعدها التشوية و يكون ذلك حتي يتألف و الثاني التشبيب و هو ابتداء العقد لها و الحصر حتي لاتفترق كما كان اولا ينفر بعضها من بعض و ذلك ايضاً بالماء و الثالث يسمي التقرير و هو ثباتها مجتمعة علي النار اي حتي تألف النار و تصابرها و لاتفرق بينها و تصير قطعة واحدة بعد ان كانت اشياء متفرقة و هذا هو التقرير و الجمع و اما الرابع و هو التشميع و التأليف الذي لايفسد علي الزمان و ذلك يكون بالدهن الذي سميناه الهواء قال و هو ان‌تأخذ الشيء و هو متفرق كالتراب فتصب عليه من الذي هو بمنزلة الماء ثم تسحقه قليلاً حتي يغيب ما صببته فيه ثم صب ايضاً حتي يجف ثم تشويه علي النار اللينة ثم علي الوسطي حتي يألف ثم علي الشديدة حتي يكمل و كماله ان لايطير عن النار فاذا صار لايتبخر بتة قليل و لاكثير فقد كمل و ثبت و اما

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 507 *»

عقد الدهن فهو ان‌تأخذ الماء المبارك المقطر المدبر بعد تقطيره فاطبخه بدهننا و ذلك ان‌تأخذ منه جزئين و من الماء مثل وزنه او زيادة بقليل فتضربهما في قنينة ثلثة ايام ضرباً دائماً حتي تظن انهما قد اختلطا ثم تطبخهما بعد ذلك بنار لينة ثم اتركه حتي يبرد منعقداً و قد هلك الماء كله فخذ ذلك المنعقد فهو شقايق الحكماء و فرفير مصر و قرمز الروم الي ان قال و الازدواج يكون كما وصفت لك بعد هذا العقد دهناً و لايزال ربع الدهن يعقد الماء الذي هو ثلثة اضعافه و لايزال اربع من الفضة يمسك النحاس يعني بالفضة هذا الابيض و يعني بالنحاس هذا الاحمر و هو معني قول الحکماء انشبوا القتال بين الزيبق و النحاس حتي يعدل شيئاً واحداً و قد تم العمل اقول هذا آخر كلامه و لعمري فيه العمل الحق من البداية الي النهاية فلابد من جعل الماء تراباً و جعل التراب ماء‌ ثم جعل الصخر تراباً ثم تسقية الماء شيئاً بعد شيء‌ و تشويه الي ان‌يستوفي حقه و يتحدا ثم يشمعان بالهواء حتي يزدوج المجموع ثم يحل ثم يعقد حتي يتحد فقد تم العمل فافهم ان كنت تفهم و لابد من حل الدهن بعد تشميعه بالماء حتي يصير دهناً لايحترق ثم تشمع به فانه لاتشميع الا به و المراد بهذا الدهن هو النفس و عقدها تنقيرها فافهم.

فصل

قال جابر في السر المكنون ليس بين اثنين من اهل الفلسفة بصناعة الكيميا خلف ان تدابير الزرنيخ مثل تدبير الكبريت و ان الزرنيخ و الكبريت في التدبير مثل الزيبق و انها متي جمعت ثم دبرت تدبيرا واحدا كان صفاها و تنقيتها من ادناسها واحدا في زمان واحد و مقدار نار واحد و كذلك القول في مدة صعودها و بياضها و نقل عن سقراط ان المفردات تسمح بانفسها الي الاعمال و تنساق اليها و هو ممكن فيها لانها بطبع واحد الي ان قال اذ العلاج لشيء واحد اهون من علاج ثلثة الي ان قال جابر ان تدابير الاجساد الستة واحدة في الحل و العقد و التكليس و التصعيد و التشميع الي ان قال في تصعيد الاجساد اختلاف الآراء و ان سقراط و اتباعه قالوا لايدخل علي شيء من الارواح و الاجساد شيئاً غيرها بتة و يقولون ان النار تدبر كل شيء و طايفة قالوا لابد من داخل و انقسموا قسمين

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 508 *»

قسم قالوا ندخل عليها ما لايمتزج بها كاليابسة و الاملاح و يسير من الارواح و قسم قالوا لانبالي بما يمتزج كما يمتزج بها في الحالة الثانية و هو قول حسن مع ان كل هذه الاراء عجيب بليغ في معناه فالقائلون بعملها مفردة قالوا انها تكلس بالنار حتي تذوب علي اللسان و تذهب و تنحل في ساعتها فانها اذا ادخلت الاثال و اوقد عليها وحدها صعدت كلها او اكثرها و قال جابر هذا قول حق انا ابدا كنت اعمل به و استجيده و هو الطريق الاقرب و اما الذين قالوا بدخول بعض الاشياء قالوا اذا كلس هذا التكليس نفرش له الملح اي النوشادر بعد التشوية ثم نصعد ثم نأخذ النوشادر عنه بالطبخ او بالتصعيد قال جابر و هو جيد الا ان سقراط يري ان البسايط اكثر عملاً من المركبات واسرع و ما اعجب مذهبه في الباب الاعظم و استعماله عبيطاً و اما القول الثالث فان اهله قالوا انا انما نصعد الاجساد لان تمازجها الارواح ليكون منها شيء و ادخلنا الارواح علي الاجساد من اول وهلة و عودناها النار من اول الامر حتي يطول ممارستها و ازدواجها و مزاجها علي طول الايام و نحن نعلم اوزانها فما نقص زدناها من بعد ثم ذكر جابر تحيره في ترجيح هذه الاقوال و انها كلها حق.

اقول هذا خلاصة ما ذكر في ذلك الكتاب و لعمري فيه التدبير الصحيح و اني اوصيك ان‌تعتمد دائماً علي كليات اقوال الحكماء و علمياتهم اذ فيها كنوز اعمالهم و علومهم و لاتعرج ابدا علي خذخذياتهم فانها اضاليل و اباطيل و تفهم من علمياتهم ان كنت من اهل الفهم و لذلك اخترت في هذا الكتاب كليات علمية لعلك تصل بها الي مطلوبك.

                                               فصل

قال جابر في الجزء الثالث من السر المكنون ما خلاصته ان الادهان تكون علي الوان شتي حمرة و صفرة و خضرة و زرقة و الماء المايع منه يسمي الروح و الصبغ الذي في ذلك المايع يسمي النار و الروح اذا ابيضت كانت الروح علي الحقيقة لابد من بياضها و النار يجوز ان‌تستعمل عبيطة و مدبرة و قال من اخذ من هذه الادهان و اصباغها فيهما فادخلهما معا بعد ان‌يكونا معا خارجين من نسبة صحيحة في وقت تقطيرهما من رطل و رطلين و اربعة فان ذلك فاعلة فرده علي اي

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 509 *»

الارضين شئت ثم عودت النار التي قدمنا وصفها في الجزء الثاني كان عنها الصبغ التام بغير خطاء الا ان هذا الباب من سبيله ان‌يكون محمراً بدهن صفرة البيض بان‌يترك الدواء في القرعة ثم يصب عليه من دهن صفرة البيض بازاء ما قد كان صب عليه من ماء بياض البيض يعني للبياض ثم يساق السياقة الاولي سبع مرار ثم يلقي منه علي مأتين ان شئت فضة و هو الاجود و ان شئت زيبقاً و هو الاردي فانه يخرج ابريزاً لاشك فيه و هذا الباب ان دبر بغير هذا الصبغ كان ابلغ و اعظم فعلاً.

اقول هذا اشارة الي تدبير تنقير الكبريت كما مر ثم قال و التنقير للارواح يكون بدوام السحق لا غير و قال في الجزء الرابع من ذلك الكتاب ان الكبريت و النوشادر و الكافور و الزرنيخ الاصفر لاتحتمل الانهاك في التدبير و اما الزرنيخ الاحمر و الزيبق يحتملان و الحديد و النحاس و الفضة و الاسرب لايحتمل الانهاك و القلعي و الذهب و الزجاج يحتمل الانهاك و قال ان التشميع هو التنقير و هو علي ثلثة اوجه فوجه بالطبخ و هو من اقوي ما فيها و انما استخراج اوساخها لمن دبر و هو وجه اختلاطها و هو لمن لم‌يدبر و هو عكس التصعيد و وجه اخر بالنار فقط بمثل الروايح لاغير كريح الزرنيخ و الاسرب و الكبريت للزوابيق فهذه في الموازين و هي المسماة زيادات و الثالث التنقير بالادوية اليابسة و بالتشاوي بالاشياء اليابسة و لايكون الا للاشياء التي تنبسط كالكبريت و ما شاكله و كلها تعود الي الطبخ الي النار و يكون مقام هذه التدابير قبل الطبخ و ردها الي الطبخ كمقام السحق و الغسل.

فصل

عن بعضهم حل العبد خذ منه مصعداً و اضف اليه بوزنه نوشادراً مدبراً و اسحقهما ناعماً و بيتهما تحت الندا ينحلا دهنه فاعقدهما في قدح برفق فوق رماد حار و اسحقهما و حلهما تحت النداء ينحلا فاعقدهما كالاول تفعل بها ذلك ثلث مرات فانه يروق دهنه محلوله فهو العبد المحلول اقول و كماله ان‌تخرج عنه الدخيل حتي يكون خالصا.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 510 *»

فصل

عن الرسالة المسماة بخلاصة هذا الفن صفة زنجار الحكماء هو من الاسرار الكبار يؤخذ من الروسختج جزء فتسحقه ناعماً و يزاوج بمثله نوشادر و يجعلان في مغرفة علي جمرات فانهما يذوبان كالقير فاخرجه و اسحقه و اسقه خلاً و ابسطه في صحن رقيقاً و رش عليه من الخل و غطه و ارفعه و كلما شرب من الخل كان اجود فاذا اردت تقطيره زوجه بمثل قشر البيض و مثل نصفه من النوشادر و يسحق الجميع ذروراً و يجعل في قرعة خزف و يقطر بنار قوية ثم يخرج و يندي و يرد الي التقطير حتي يحصل ما يحصل او يؤخذ مجموع الادوية و يحل في دن الخل و يقطر مرة واحدة و هو اسهل و هذا الماء عظيم وقف عنده كل محروم لانه لايتم تركيب من المعادن الا به و هذا الماء كالحليب للمولود و المؤلف بين الارواح و الاجساد و المثبت المحلل و ان اردت استقطاره احمر اجعل النشادر الاخير محمراً او قطره ثم خذ القاطر فاعده عليه و هكذا مراراً فانه في كل مرة يتزايد القطر و يشتد حمرته و ان جعلت مع الزنجار نصف رطل زاج و عشرين درهماً زعفران الحديد و عشرة دراهم زنجفراً رمانياً واستقطر الجميع بالاعادة كما ذكرت قطراً كالياقوت الذائب و هو من الاعمال الكبار اقول فيه رموز ان فككتها اصبت و المراد صعود الزنجار في التقطير فافهم.

فصل

قد ذكر الجلدكي في البرهان في تطهير الابق وجوهاً ان‌يسحق بالملح الحلو او المر حتي يغيب و يشوي ثم يغسل بالماء الحار و يكرر حتي يصير كالكوكب او يسحق بالشبوب كذلك او بالزاجات كذلك او بالزاج و الملح كذلك او بالخردل و حبة السوداء و الزاج كذلك او بالبورق و ماء الرأس كذلك او بالقلي و ماء الليمون او الخل كذلك او بالقلي و الشب و البورق كذلك او يبل بماء الليمون او الخل كذلك حتي لايفر من النار و ينعقد شفافاً او بالقلي و البورق و النطرون مع ماء ‌الليمون او الخل كذلك او يسحق بالقلي و النطرون و الشب و يبل بماء مر حاد كذلك يصير كأنه ملتغم بجسد او بالزاج و الملح المكلس و الشب و يبل بماء حاد كذلك فيصير كما مر او يسحق بالبورق و كلس البيض و

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 511 *»

القلي و النطرون و الشب و الملح المر و الزاج و ان لم‌يكن كلس فكلس العظام و يبل مرة بالماء الحار و مرة بالخل و مرة بماء الليمون كذلك و جميع ذلك نافع له و كل سحق يوم كامل و لايبدل الادوية الا بعد التشوية و الغسل في اليوم الثاني او الثالث و ان كررت استغنيت عن تصعيده و قال في التقريب ان حللت الصابون في الماء العذب و طبخته به فانه يخرج اوساخه كلها و كذلك الفعل بماء‌ الصابون المستخرج من الجير و القلي اقول الطبخ ليس بشيء و لابد من السحق و التشوية و قد ذكر بعده سحقه بالملح و الخل و تشويته و ذكر التندية و السحق واحد و عشرين مرة ثم يغمر بالماء العذب و يغلي و يخرج و يكرر ثلثاً او سبعاً و ذكر في البرهان تصعيده انه يصعد بعد الغسل عن الملح الحلو او المر بقدر نصفه و يندي بالخل و يشوي و يصعد ثم يصعد ثانية عن النطرون و الملح و ثالثاً عن الملح و البورق و القلي المكلسة فرداً فرداً و رابعاً عن الملح و البورق و الشب و خامساً عن الملح القلي و البورق و كلس البيض و سادساً عن القلي و البورق و الشب و كلس البيض و سابعاً عن الزاج المكلس من ماء القلي و البورق المكلس و القلي و الملح بعد اخذ الرطوبة و ماؤه ينفع للتشميع و ثامناً عن الشب و الزجاج المدبر و الطلق المحلول و الكحل المبيض و يندي بالخل المقطر فيصعد ثابتاً و ان شئت صعده تاسعاً عن القلي و الطلق المحلوب و الزجاج المدبر و الكحل المبيض و سحالة الحديد المغسولة و يندي بماء الملح المدبر و يشوي ثلثاً فان صار بعد التصعيد مشمعاً و الا يصعد عاشراً عن الاخلاط السابقة و المغنيسا و القلي و يندي بماء‌ الملح المقطر ثم يصعد فان ذاب و جري بلادخان فهو و الا صعده في الحادي‌عشر عما ذكر باضافة الكافور و ان شئت اعلي منه فاضف اليه بقدر سدسه الزرنيخ الابيض و نده ببياض البيض المقطر و شوه ثلثاً و اضف اليه ثلثه من الاخلاط السابقة و صعده في الثانيةعشرة.

فصل

قال الجلدكي في البرهان ان تكليس الذهب الذي لايضر به انما هو بالدهن الذي لايحترق فيلطخ به الصفايح الرقاق و يضع بعضها علي بعض في

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 512 *»

قدر خزف و يشد الوصل و يدفنه في الرماد الحار يوماً و ليلة ثم يخرجه فان تكلس فهو و الا فاعد عليه العمل حتي يتكلس احمر كالدم فهو الذهب الصناعي المكلس ثم شمعه بالدهن الذي لايحترق حتي يذوب و يجري فهو ركن من الاركان و بلدة يستقر فيه السكان و ان قلت اين لي بالدهن الذي لايحترق اقول ارجو ان‌يكون في معني سورة الفلق يخرج نوره من الغسق رب خلق الانسان من علق يخرج دهناً ابيض كاليقق يخرج قشره ان احترق و اضاء نوره كالشفق يسري ريحه كالمسك ان التصق و اصل حدوده في صخرة صماء كالنطق يربط فيها ابقا اذا ابق و يغطي عليه من الفرق فلايبقي فيه رمق و يسري فيه سر الحيوة ان انطلق فيعود بعد الشك الي الابق اذا انمحق و بالتطهير كانه يتحد و يلتصق و يحذره من الغرق و يسحقه بمدارة و يتقي من ان‌يثيره بالخنق فيخرج من الحد كالسهم من الهدف فاذا اخذته بملايمة غذه و اسقه و احترز من الشرق حتي يبلغ مبلغ الرجال في السبق.

فصل

و قال فيه ان الشمس اذا كلس بنفس صالحة او مخالطة مؤلف يلطف ثم يلغم بثلثه روحاً ثم يشمع بمفتاح النفس او المؤلف دهناً اصفر او نارنجياً او وردياً او ارجوانياً او ياقوتياً و يشوي فان ظهر فيه نقص يكمله من العبد المذكور و يكرر الي ان‌يتشمع فيبتدأ بالذوب و الحل ثم يسقي الي ان‌يصير كالزيبق الرجراج ثم يسقي الي ان‌يصير كمح البيض ثم يسقي الي ان‌يصير كالعسل فاذا رأيت العلامة اعقده بنار لطيفة حتي يصير كالشمع الجامد يذوب علي الصفحة و لايدخن ثم الق منه علي مأتين و ستة و ثلثين و ان حللته و عقدته يصبغ الفاً و ثمانمأة بحكم التصريف.

فصل

قال الجلدكي في ذلك الكتاب ان احسن ما يكلس به جسد النيرين الدهن الذي لايحترق ثم قال تأخذ من برادة الشمس الرفيعة عشرة ثم تأخذ من دهن البقشلم جزء و مثله زاج و مثله قلقند مصفي و مثله دهن العقرب المدبر و صفة تدبيره ان‌تدهن مغرفة بالشمع ثم تلقي فيه الدواء المسحوق بمثله ملح

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 513 *»

القلي بقدر سدسه و تضعها علي نار لطيفة حتي يذوب فافرغه في ماء الليمون المصفي او ماء الحصرم سبع‌عشرة مرة ثم تأخذ منه جزءا و تضيفه الي الاجزاء المذكورة و تسحقها جيداً وتسقيه من مادة السريان قليلاً قليلاً و تنديه كلما جف و تسحقه الي ان‌يتشمع ثم اغمره بمادة السريان ثلثة اوزانه و ادفنه سبعة ايام ثم قطره ثم اخرج الثفل و اسحقه و شوه حتي يجف ثم اخرجه و قطر عليه من مادة السريان احداً و عشرين مرة و شوه يوماً ثم قطره بعد ان صببت عليه الماء الاول ثم اخرج ثفله و كرر الي ان‌يتقطر اكثره و لاينقص منه شيء ثم ارفع المقطر و اطبخ الثفل بستة امثاله ماء‌ الرأس و اغله بنار معتدلة حتي يذهب نصف الماء ثم صفه و قطره فان دخن ثفله علي النار اعد عليه المقطر الثاني بعد السحق و التشوية و قطره حتي لايدخن الثفل ثم اجمع هذه المياه الي الماء الاول و قطر المجموع ثلثاً ثم ارفعه فهو ماء سر السريان ثم اجعل برادة الشمس علي صلاية زجاج او صينية و قطر عليه من ذلك الدهن وزن درهم و اسحقه حتي يشرب الدهن ثم قطر عليه درهماً اخر و اسحقه و هكذا الي ان‌يشرب مثل وزنه عشرة دراهم و شوه حتي يصير كالشمع يذوب بايسر حمي و اسقه درهماً بعد درهم خمسة دراهم اخر في الشمس ثم ارفعه ثم اغسل الروح و اطبخه في ماء الرأس يوماً و ليلة ثم اخرجه و اعصره من خرقة کتان ثم اطبخه في ماء الرأس يوماً آخر و اعصره ثم اطبخه في ماء الرأس يوماً و ليلة آخر ثم اعصره فيصير قابلاً للالتغام ثم اعصره علي الذهب المشمع درهماً و اسحقه و اسقه من ماء سر السريان درهماً و اسحقه يوماً و ليلة ثم اسقه درهماً من الروح و درهمين من الماء و اسحقه و هكذا الي ان‌يشرب ثلثه من الروح ثم شمعه بالدهن المذكور و حده الي ان‌يذوب و يجري و لايدخن ثم حله بمثل وزنه من الدهن و عفنه فانه ينحل في اسبوع ثم اعقده و ارفعه و اشكر الله و ينفتح لك باب من الطرح علي الروح المغسول و تضعيف الاكسير و قلب الاعيان و ان اردت اسهل منه الغم الجسد المشمع بثلثة امثاله من الروح و اخدمه بالدهن الي ان‌يتشمع ثم اطرح منه و ان اردت اسهل منه اسحق البرادة بوزن ثلثه من الدهن و شوه ليلة ثم اطبخ العبد في ماء الرأس ليلة ثم الغم واحداً من الذهب

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 514 *»

بثلثه ثم اسحقه و شمعه الي ان‌يذوب و يثبت ثم اطرح منه اقول فيه رمز قريب لمن الهمه الله طريق العمل.

فصل

اذا صعد الروح عما يصعد مرة او مرتين يلطف حتي انه لايمكن غسله و ينحل في الماء و يذوب كالملح و يطيع للحل كيف ما اردت و ان اردت عقده فاعقد بملح القلي يصير احمر كالطين الارمني او اعقده بملح الطرطر قليلاً ينعقد ابيض و ان اكثر منه غير لونه الي الحمرة فافهم و فك رمزه.

فصل

في ما انتخبته من كتاب السر الرباني للشيخ محمد القمري قال الجسد المستنزل ان كان مكلساً فصالح للتركيب و ان كان منطرقاً فصالح للميزان و قال نقلاً عن جابر ان الاجساد الميتة صابغة كالحلقوس و الذهب المكلس و المشتري المكلس فان كبريتية الجسد تبرز الي الظاهر بنار التكليس و الجسد الحي ليس فيه صبغ زايد يؤثر في الاخر لكون الجسدانية مانعة من الانبساط و قال الحكماء صيروا الاجساد لا اجساد لها و اشاروا الي التكليس الخاص و البرهان علي ذلك ان الحلقوس يحمر الاسرب و الزنجار يصفر الفضة و النحاس المنطرق لايفعل ذلك و قال موضوع التراكيب الميزانية الاجساد المكلسة بالتدبير و موضوع الاوزانية المسماة بالاوزان الاجساد المنطرقة قال ما حاصله ان الاجساد الناقصة القابلة للانحلال بعضها في حكم الزيبق و بعضها في حكم الكبريت فيمكن ان‌يتولد منها في معدن نار الحكمة جسد الفضة او الذهب و قال ما حاصله ان القطبين لايدخلان في علم الميزان الا لسر التكوين و الرونق و الصفا و هما كالخمير و قال الزيبق الرجراج و النحاس و الرصاص في مرتبة الاكسير بين الاجساد و اما الاسرب ففي حكم الذهب في الثقل و الرزانة و اما الحديد ففي حكم الفضة بالقيام علي الروباص و اما الخارصيني ففي حكم الزرنيخ المرصص و لذا يذيب الحديد و اما روح التوتيا ففي حكم الزيبق المعقود علي الاكسيرية و لذا يبيض النحاس و يصفره كالذهب و يقلبه الي كيان الذهب و

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 515 *»

لذا لايحرقه الكبريت في سبك الميزان قال في المقالة الاولي ما حاصله ان في کل جسد جوهر ذهبي هو روحه و جرم جسدي ثم قال ان الجوهر الروحاني اذا نقي و خلص عن ادران الجسد الاسربي بالمياه المطهرة يسمي بالاسرب النقي و اذا انحل بالماء الحلال رجع الي الروحانية و لايبقي فيه اثر الجسدانية اصلاً فحينئذ يسمي بالماء‌ الالهي و لبن العذراء الجواني في عرف الحكماء و قال اما الطريق الاقرب في تطهير الاسرب تكليسه بالمياه الحادة الحلالة ثم يستنزل بالاملاح المدبرة بالزيت و النطرون و لابد من تكرار العمل حتي يستنزل منه فرخة بيضاء كالفضة اقول ان هذا تمثيل و ليس بحق فان الماء الحاد يميت اكثر الاسرب و يزنجره بالبداهة و هو خطاء و قال ان الاسرب الطاهر النقي لونه في المحك في غاية السواد ثم رجح باطن الاسرب علي الذهب لوجوه حاصلها ان الاسرب زيبق معقود بنوع من الجمود فيمكن انحلاله بنوع من الحرارة و ان في الاسرب نوعاً من الكبريت الاحمر ينعقد به الزيبق علي الاكسيرية و ان صبغ الاسرب الطاهر اكثر من مقدار جسده و ان فيه كبريتاً يظهر عند الذوب و يذيب ما يلاقيه من الاجساد و الاحجار و لذا يكون كالكبريت في الاجساد و ان الاسرب يقبل الاصباغ اكثر من الذهب و في كل هذه الوجوه ليس الذهب كذلك و قال الطريق الاقرب في اثباته ان‌يلغم بسدسه زيبق العامة ثم يكلس باحد الاملاح المدبرة ثم يوضع في آلة التصعيد و يصعد مراراً و يرد الاعلي علي الاسفل بالسحق التام و علامة النهاية ان‌يصعد محمراً كالسيلقون ثم يوضع المصعد في نار البخار حتي ينحل ما فيه من الملحية الصاعدة ثم يقطر الملح بالمناخل و يؤخذ الاسرب المصعد مع الزيبق ثم يشمع بقدر عشره من الملح الحلال و هو الملح المدبر الحار الذي يجعل الاجساد القابلة بايسر نار زيبقاً رجراجاً حتي يصير ماءاً رايقاً كالشمع المذاب ثم يرفع و يترك حتي يجمد ثم يوضع في الحل حتي ينحل ما ينحل فيرفع المحلول و يذاب الكثيف بالبورق مراراً يصير جسداً في غاية الصفا و هو ذهب روحاني و زيبق

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 516 *»

جسداني كبريت نوراني اسرب في المنظر روح في المخبر و هو خمير الخمير في التراكيب الاسربية و تدبير الصبغ كالتدبير المذكور في الاسرب الا ان الصبغ يكلس بالنار وحدها ثم يكلس بالاملاح ثم يحل بالماء الحلال و الاسرب المنقي المحلول هو المشاراليه بروح الصمغتين و لبن العذراء الجواني اقول حصل هنا محلول الاسرب و هو الروح و صبغ مأخوذ من الاسرب المكلس بالنار ثم بالاملاح المحلول بعد ذلك و جسد مستخرج كما عرفت ثم قال التركيب الاول من هذه الثلثة ان‌يكون جزء من الجسد و جزءان من الصبغ و ثلثة من الروح المحلول و لايمكن انحلال هذه الاجزاء و امتزاجها بدون الملح المدبر المحلول و هذا الملح يشمع هذه الاشياء و يحللها بادني حرارة و ينفصل بالطبع عن الملح المحلول و لابد بعد الانعقاد ان لايبقي في الجوهر من الملح ثم يشمع بثلثة اجزاء من الروح المحلول في ثلث دفعات و لابد ان‌يزيد في كل تسقية وزن الجوهر الا في الثالث مقدار السدس و يصير الجوهر بعد الثالث فرفيرياً احمر ثم يلقي جزء منه علي خمسة من الشمس ثم يلقي منه جزء علي القمر المرزن بحسب قوة الاكسير فيصير القمر ذهباً خالصاً و اما التركيب القمر فجزء من الجسد و جزء‌ من الروح و ثلثة من الاسرب المحلول ثم يلقي بعد التشميع واحد علي خمسة من القمر و واحد منه علي النحاس النقي و اما الاوزان الاسربية في الحمرة فثلاثة من الاسرب المحمر و جزءان من الشمس و جزءان من القمر تذاب بالبورق يخرج جسداً ذهبياً ثم يذاب هذا الجسد بمثله القمر المرزن يصير المجموع ذهباً كاملاً و السر فيه ان‌يحمر الاسرب بالزاج المحمر حتي يكون احمر كالنحاس فمن اقتدر علي تحمير الاسرب بالزاج المدبر عشر مرار حتي يصير في غاية السواد مكلساً كالزجاج فقد وصل الي الاكسير النحاسي بدون التركيب فان الدرهم منه يقلب عشرين درهماً من القمر المدبر ذهباً خالصاً قائماً علي الخلاص و قال بعد تركيب الحمرة الماضي ثلثة و اثنان و اثنان لو كان هذا التركيب من الاسرب المحمر المكلس مع النيرين المكلسين علي الوزن المذكور يخرج منه جوهر احمر في غاية الحمرة يلقي واحد علي عشرة من القمر المرزن يخرج ذهباً كاملاً

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 517 *»

قائماً علي الخلاص و قال اعلم ان الصمغة هي التي تجمد الكبريت و قد شهد جميع الحكماء علي مثل ذلك فقالت ان ماء‌ الكبريت لايجمد ابدا الا في تلك الصمغة و قال اما الاوزان الاسربية من الطريق الابعد ان‌يؤخذ ثلثة اجزاء من الجسد الاحمر الخالص الخارج من الاسرب العبيط المكلس بالزاج و جزئين من الذهب و جزئين من القمر و تذاب هذه الثلثة بالزاج المدبر المسحوق جسداً احمر و مقداره سبعة دراهم و هو في حكم الحديد المذاب فان علق هذه السبعة بتعليق دار الضرب يخرج اربعة دراهم ذهباً كامل العيار ولكن رمزه في تدبير الزاج.

و قال في المقالة الثانية نقلاً عن جابر ان القلعي حار رطب و عنه عن كتابه السبعين انه بارد رطب ظاهره رصاص و باطنه حديد الي ان قال جزء منه و جزءان او ثلثة من الحديد المبيض يصيران جسداً واحداً قمرياً قائماً علي الخلاص الي ان قال و الطريق الاقرب في تدابير الرصاص ان‌يكلس بملح القلي في نار معتدلة ثم يغسل بالمياه ثم يذاب بالزيت و النطرون و يكرر الي ان‌يصير طاهراً ثم يكلس بالاملاح الدهنية و يكلس بالرصاص الطاهر في اتون الحكمة في قدر من فخار ثم يستنزل يخرج كالفضة و يكرر حتي يصير ابيض كالثلج و العاج و الرصاص في هذه المرتبة يسمي بالحديد المبيض و هو يمتزج بالفضة و يجعلها سريعة الذوب و يحتاج الي جزء من الحديد المبيض القائم علي النار حتي يقوم المجموع علي الروباص و هذا الرصاص يقوم مقام الخمير في اكسير البياض و اذا شمع هذا المدبر بعد تكليسه بالمياه الحلالة يصير زيبقاً سيالاً فاذا اخذت منه جزءاً و من الفضة جزءاً و من الملح المشمع جزءاً و دبرت بالنار المعتدلة حتي يصير متشمعاً في غاية الانحلال يقيم الواحد عشرة من النحاس المدبر فضة و ان اخذت جزء من الرصاص المشمع بالماء الحلال و دبرت بلبن العذراء و هو الاسرب المحلول بماء القلي و لابد ان‌يكون اللبن ثلثة امثال الرصاص المدبر يصير المجموع جوهراً كالرخام يلقي واحد علي خمسة من الفضة ثم يلقي واحد

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 518 *»

منه علي عشرة من النحاس يقوم علي الخلاص و اما الطريق الابعد ان‌يؤخذ جزء منه و عشرة من القمر الخالص و يبردا بعد ذوبهما معاً ثم يكلسا بالملح في اتون الزجاج ثم يغسل عنه الملح ثم يشمع بالعقاب البلوري حتي يذوب كالشمع ثم يغسل بالماء الحار فيلقي جزء‌ منه علي النحاس المنقي يقوم فضة خالصة و احسن منه ان‌يذاب الرصاص في مغرفة حديد ثم توضع علي النار حتي يجمد و يوضع عليه الرماد حين جموده و يوضع علي الرماد زيبق سوقي و يغطي بنحاس حتي ينعقد ثم يصعد بنار قوية يبقي قطعة من الرصاص في غاية البياض جزء منه بعشرة فضة و جزء منها علي عشرين من نحاس المدبر يقوم علي الروباص و هذا العبد المعقود رصاص في الصورة اكسير في الحقيقة و لو القيت جزء‌ منه علي خسمة من المشتري يطلع من الروباص و يقلبه الي عين الفضة في الرونق و الصفا و اما الاوزان الرصاصية يؤخذ جزء‌ من الاسرب و يذاب احدهما بالآخر حتي يصير جسداً واحداً و يسمي بالجسد الكريم و اذا قام بالحديد بعد تبييضه بصابون الحكماء في روباصهم يكون جسداً ابيض قمرياً قائماً علي الروباص و اذا احمر بالزاج الاحمر يصير ذهبانياً قائماً علي الخلاص و اما كون الجسد القمري فضة خالصة بالفعل انما يكون باضافة الفضة بسر الميزان و اشاروا اليه بسدس العشر و كذا الجسد الذهبي و الظاهر ان ميزانه خمس العشر قال و قد جربته بالشمس بالقياس الي مقادير الاكليل فصار في غاية الكمال.

و قال في المقالة الثالثة في تدابير الحديد قال التدبير الاقرب في اصلاحه غسله بالخل و الملح مراراً و في نسخة بماء البحر و الملح مراراً ثم يوضع في البوطقة و ينفخ عليه شديدا فاذا استرخي يلقي عليه الاهليلج المسحوق بملح القلي حتي يذوب و يجري فيلقي عليه المرتك المسحوق بملح القلي حتي يكون سريع الذوب كالرصاص ثم يسبك بالرجاج مراراً كثيرة حتي يبيض ثم يروبص في العظم المحرق حتي لايبقي فيه رائحة المرتك فاذا اخذ برادة هذا الجسد و الغم مع الزيبق بواسطة النوشادر و الخل في مغرفة حديد ثم يصاعد الزيبق و

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 519 *»

يذاب البرادة في غاية اللين و الصفا و لابد في ذوب الحديد من بورق الحكماء و هو بورق الصاغة و ملح القلي و رجاج و زنجار و نطرون و عقاب معجونة بدهن صفرة البيض و لكل منها وزن السدس اي سدس درهم حديد و هو يلين كل جسد و اقرب مما ذكر ان‌يدبر البرادة باحد المياه الحادة ثم يذيبها بالاشياء المذكورة حتي يبيض و اقرب منه ان‌يذاب البرادة بقدر ربعه من الزرنيخ ثم يذاب المذاب ثانياً بملح القلي و المرتك ثم يكرر استنزاله بالنطرون و الزيت ثم يذاب ببورق الحكماء حتي يبيض ممازجاً للقمر و من اسرارهم ان‌يخلط البرادة بقدر ربعها برادة الشبه قبل التدبير فانها تذيبها ثم يدبر بما ذكر حتي يصير قمرياً و هذا يقيم المشتري علي الروباص و يمتزج بالقمر و اما الحديد الطاهر في باب الحمرة يكلس بالملح المكلس ثم يغسل بالماء الحار ثم يشمع بالزنجار المتخذ من النحاس الطاهر حتي يصفر كالزعفران ثم يؤخذ منه النوشادر بالماء الحار ثم يذاب بالبورق فيستنزل منه جسد احمر منطرقاً مائلاً الي الذهب و هو المريخ المحمر، و اقرب منه ان‌يجعل في عشرة اوان زيت و يحمي صفحة الحديد و يغمس بسرعة في كل انية و يكرر هذا العمل عشر مرات و لو كرر الي المائة لكان احسن و لابد من تبديل الزيت اذا اسود ثم يدبر الراسخت كذلك و يستنزل بالنطرون فيؤخذ جزء من الحديد و جزءان من النحاس و يذابان بالبورق ينزل جسد اصفر ثم يروبص بالاسرب حتي لايبقي الا الحديد بوزنه ثم يروبص بالروباص اليابس حتي لايبقي فيه رايحة الاسرب ثم يحمي هذا الجسد و يطفي في الزيت مراراً حتي يطهر من الوسخ ثم يسبك بالشمع و البورق يخرج ذهبياً في غاية الصفا و اقرب منه ان‌يؤخذ من الحديد جزء و من النحاس جزء‌ و من الشبه جزء‌ ثم تذاب ثم تروبص بالاسرب فيدبر الخارج بالغمس في الزيت او الخل الذي حل فيه البورق و ملح القلي بعد حميه مرارا حتي يصفو فيكون جسداً اصفر و اقرب منه اوقية برادة الحديد و ثلث اواق زنجار السوق ستة دراهم عقاب و رطل الخل الحاد او ماء الليمون يترك الحديد في هذه الاجزاء ثلثة ايام ثم يغسل و يسبك بالسهولة يخرج جسد احمر ثم يذاب بالبورق و يغمس في

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 520 *»

الزيت حتي يصير طاهراً و اقرب منه الحديد جزء‌ و النحاس جزء يوضعان في الفارق حتي ينحل ثم يجفف و يذاب بالبورق يخرج جسد اصفر في غاية الصفا ثم يذاب و يغمس في دهن البيض حتي يلين و ان كان بدل الماء الفارق الماء المعشر كان اجود ثم ذكر اوزان الحمرة و قال اقربها ان‌يمازج الذهب بواسطة القمر المرزن فسر الميزان ان‌يؤخذ من كل واحد مقدار معين و هو مكتوم ثم اشار ان قدر شربة الذهب مطلقاً درهم و الفضة نصفه و النحاس ثلثه و القلعي ربعه و الاسرب خمسه و الحديد عشره و الخارصيني نصف العشر و هذا اوزان العبايط و اما بعد الطهارة فيتغير فان باطن الاسرب ذهب و باطن الذهب اسرب فيؤخذ بعد التدبير جزء من الاسرب و خمسة من الذهب هذا اذا ظهر اسربية الذهب و ذهبية الاسرب و هكذا اذا احيل كل جسد الي جسد اخر ينقلب الامر و لذا في كل جسد اوزان جميع الاجساد بالقوة و اما التراكيب الحديدية يكلس الحديد بالماء الحلال المقطر المنسوبة الي المريخ ثم يشمع بلبن العذراء فيقوم مقام الجسد الحديد فيؤخذ منه جزء و ثلثة اجزاء من الخمير و يشمع بالماء الالهي حتي يشرب ثلثة امثاله فيلقي واحد منه علي الكثير من النحاس المدبر و بقية الاجساد يقيمها علي الروباص و هذا الماء الالهي هو الزيبق المدبر بالزرنيخ المبيض و يسمي بروح الصمغتين و قال لافائدة في زعفران الحديد قبل وصوله الي الذوب القمري و الصواب ان‌يتخذ من الحديد المذاب و ان انحل هذا الحديد بالماء المعشر يصير زعفراناً لطيفاً و اذا شمع هذا الزعفران بالزنجار المحلول بدهن العقاب صفره و صار صابغاً.

و قال في المقالة الرابعة ما خلاصته ان الخارصيني بارد يابس و يذوب بملح القلي و البورق في اقرب من ذوب الحديد و يقاربه ذوب النحاس و ان صار ذوبه كالفضة يلين الحديد فيكون حديداً ذائباً كالقمر مماثلاً له في المزاج فاذا موزج بالقمر يحصل الجوهر القمري فلايكون هذا الجوهر فضة الا بعد الخروج عن روباص الحكماء.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 521 *»

فصل

اعلم ان الذوب يتحقق في جوهر فيه رطوبة فمن الرطوبات ما هي رقيقة لاينعقد الا ببرد شديد كالماء فانه لاينعقد الا ببرد شديد كبرد الشتاء و منها ما هي غليظة فيسرع انعقاده علي حسب غلظته و كلما كان اغلظ كان ذوبه ابطأ و انجماده اسرع ثم من الرطوبات رقيقة كانت او غليظة منها ما هي حادة بورقية و منها ما هي تفهة و منها ما هي لزجة و منها ما هي دسمة و منها ما هي لدنة، اما الرطوبة البورقية فهي تنعقد ملحاً متفتتاً منسحقاً و ان اعيد عليه النار و الحر يذوب ماء بورقياً كما كان و التفهة تنعقد انعقاداً منسحقاً جمدياً و ان اذيب اذيب ماء كما كان و اما اللزجة فتنعقد انعقاداً صمغياً علكياً و يكون متفتتاً كالراتينج و الكثيرا و اما الدسمة فتنعقد انعقاداً شحمياً كالشحم المنعقد بالبرد فانه يتفتت و كل هذه الرطوبات منافية لمطلوب الحكيم و المطلوب الرطوبة اللدنة و هي رطوبة غليظة لزجة دسمة ملحية فهذه الخصال اذا اجتمعت في رطوبة كانت رطوبة القوم و مثال ذلك رطوبة الفضة فانها رطوبة لانها تذوب و غليظة لانها تذوب بنار شديدة و تنعقد ببرد خفيف و دسمة للينته و لزجة لامتدادها و انطراقها يلتزق بعضها ببعض حادة لانها ليست كالصمغ في الالتزاق بالاشياء و لا كالدهن في تدهين الاشياء و هي ملحية تنعقد كالملح اذا انعقدت بعد الحل و تفهة اذ لاتحس لها طعماً في الذوق كالملح و ان كان لبعض الاجساد طعم زنجار فانما هو ليس علي حد طعم ساير ذوات الطعوم اذ لاتنحل برطوبة الفم بالجملة رطوبة الاجساد رطوبة لدنة تذوب بالنار و تجمد بالهواء و تنطرق و تمتد و اما الكباريت فتذوب لما فيها من الرطوبة الغليظة الا ان غلظتها قليلة ليست علي حد الاجساد و لكن رطوبتها دهنية بدهانة قليلة ليست كالشحوم بالبداهة و ملحية لانها لاتذوب و تخالط الادهان كشحم مخالط بشحم و لزجة لانها مادامت ذائبة تمتد الا انها ليست كالصموغ فرطوبتها قريبة من رطوبة الاجساد الا انها متفتتة و ليس ذلك الا بعدم لدونة الرطوبة و نقصانها عن درجة الاجساد و الدسومة فيها غالبة و لذلك تحترق و تحرق فالواجب تغليظها و تغليب ملحيتها التي هي ضد الدسومة علي الدسومة و الملح ظاهره حار يابس و باطنه بارد يابس فانه من الارض و لولا برده

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 522 *»

و يبسه لاحترق في النار او طار فهو بارد يابس في باطنه حار يابس في ظاهره و يبس ظاهر مشوب بالرطوبة و لذلك يذوب علي النار فالواجب تغليب البرودة و اليبوسة علي الكباريت حتي يغلظ ادهانها و يقل دسومتها و لاسبيل له غير ذلك و لاينبغي اخراج ادهانها نعم يجب اخراج سوادها و اعراضها و لاينبغي اخراج رطوبتها فانها روحها نعم يجب تغليظها و تجميدها و ذلك بالاملاح فانها باردة يابسة فلاشك ان الاملاح المكلسة ابلغ في هذا العمل لشدة بردها و يبسها و ثبوتها و خلدها فهي اشد تغليظاً كما تري من فعل ملح الاكلاس بالادهان اذا اختلطت بها فانه يعقدها و يقلل دسومتها و يجلعها ينحل في الماء و يذهب فيه و لايدسم الثوب فانحصر طريق تغليظ الرطوبات في الارواح بالاملاح المكلسة و لابد من الفحص حينئذ من كيفية الادخال و الاخراج فان وجودها فيه مخل و الكباريت تنحل فيها و تتحد بها ظاهراً فلو قدرت علي اخراجها ظفرت برفع الاحتراق و لابد و ان‌تخرج بحيث لايبقي فيه شيء من القشور البتة فانها مفسدة مخلة و لتعلم ان الرطوبة كلما غلظت ابطأ الانحلال ثانياً و هكذا تغلظ الي ان لاتقبل الانحلال بجوهرها و لكن يخرج السواد شيئاً فشيئاً و لايبيض البياض التام الا بتدبير اخر ثم يحتاج بعد البياض و عدم الاحتراق الي التشميع حتي يسرع ذوبه من غير احراق و لا احتراق و لو غسلته في كل مرة بما يصلب جوهره به ثم اخرجته لكان حسناً و في هذا التدبير يكون صبغه و روحه في جسده و هذا في التدبير البراني نعم الطريق فافهم ان كنت تفهم و لابد فی تبييضها البياض التام بسحقها في المياه الحادة غير الحلالة لجوهرها غير الذاهبة بها مرة بعد مرة حتي يبيض و هو التكليس الحق.

فصل

اعلم ان الفلزات مختلفة الحجم بسبب شدة التلزز و ضعفه فبذلك يختلف اوزانها في الحجم الواحد فانا صنعت حقة تسعة عشرة مثاقيل ماءاً صافياً و حجم الماء اعظم من حجم الفلزات البتة فالقيت فيها روح التوتياء فانتقص ماؤه قليلاً فوزنتها وجدتها احدعشر مثقالاً و سبع‌عشرة حمصة فالقيت فيها القلعي فخرج احدعشر مثقالاً و سبع‌عشرة حمصة و ثلث قمحات فالقيت فيها الحديد

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 523 *»

فخرج زايدة ثمان‌عشرة حمصة و قمحة فالقيت فيها النحاس فخرج الزايد ثمان‌عشرة حمصة و قمحتان فالقيت فيها الفضة الخالصة فخرج الزايد تسع‌عشرة حمصة و قمحتان فالقيت فيها الرصاص فخرج الزايد عشرون حمصة فالقيت فيه الزيبق فخرج الزايد عشرون حمصة و ثلث قمحات و القيت فيه الذهب فخرج اثناعشر مثقالاً الا ثمان قمحات و كان وزن ما القي من الاجساد مثقالان صيرفيان فتبين ان حجم ماء وزنه سبع حمصات يساوي حجم مثقالين روح توتياء و حجم ست حمصات و قمحة منه يساوي مثقالين من القلع و خمس حمصات و ثلث قمحات منه يساوي الحديد و خمس حمصات و قمحتان منه يساوي النحاس و اربع حمصات منه و قمحتان يساوي الفضة و اربع حمصات منه يساوي الرصاص و ثلث حمصات و قمحة منه يساوي الزيبق و كذا حجم ماء وزنه ثمان قمحات يساوي مثقالين من الذهب و هذا هو الميزان الحق الذي وزناه فاذا صنع مثل ما صنعنا و زاد او نقص علم ان الجسد كان مغشوشاً بغيره و هذا عيار حسن اخترعناه و به يمتحن الاجساد التي يصنعها اهل الدك و الحيلة من المشاقين و كلما كان الجسد اكثر كان التفاوت اوضح.

فصل

و حكي بعضهم في اخذ روح الذهب المحلول في مائي انه اذا حل فيه يقطر عليه شيئاً بعد شيء روحه المأخوذ علي الرسم فيدخن كثير ثم يرسب ابيض ثابتاً فيدبر به الحمامة فينكسر جناحه و يدبر به اللؤلؤ فيكلسه ابيض و فيهما البغية.

فصل

تكليس الملح الحسن يؤخذ الملح المأكول و يدق ناعماً و يحشي به كوز مطين و يوضع في اتون الفاخور يوماً و ليلة ثم يرفع و هو مكلس لطيف قد اكتسب من النار حدة و قلت رطوباته و ثبت علي النار و لايطير.

فصل

قد ذكر جابر في كتاب الملاغم ما حاصله انه ينبغي ان‌يغسل

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 524 *»

الاجساد اولاً ثم تكلس ثم تصول بالماء العذب ثم تلغم و ينبغي ان‌يكون الزيبق ايضاً مغسولاً و لاشك ان المكلس بالنار ميت لايلتغم فالمراد تكليس يبقي فيها حيوتها و اما التقديم و التأخير و الكيفية موقوفة بعقل الصانع الماهر و ظاهر كلماته غير مقصود و قال في صفة ملغمة ما حاصله ان‌تحل الزيبق و ترفعه ثم تلغم برادة الفضة بمثل نصفها زيبق حي ثم تذر عليه مثل نصف الزيبق نوشادر و يسحق حتي يختلط و يرش عليه خلاً حاذقاً و تجففه علي نار لينة ثم تصب عليه من الزيبق المحلول مثل جميعه ثم تخلطه به و تدفنه فی زبل سبعة ايام حتی ينحل ثم تعقده بنار لينة ثم تصب عليه الزيبق المحلول و تخلطه و تدفنه حتي ينحل و تعقده و هكذا ثلث مرات ثم تلقي علي مثله يخرج ابريزاً ان ‌شاء الله و فيه نكتة عجيبة في تكريره ان حللته ايضاً ثم عقدته اضعف الصبغ و اعلم انه لايصبغ مثل هذا الصبغ الثابت الجيد الا ان‌يكون الزيبق محلولاً اقول غرضی من ذكر هذه القاعدة ان‌تعرف نوع الملغمة و الا فلاشك انه لايصح بظاهره اذ هو غير ثابت.

فصل

اعلم ان الملغمة اقسام فقسم ان‌تلغم الجسد بالزيبق الحي و تسحقه به ثم اوقد عليه بين قدحين يوماً و ليلة ثم اخرجه و اسحقه و رد عليه الزيبق و اعده الي الوقود تفعل ذلك الي ان‌يطير الجسد اذا وضعته في بوطقة و لم‌يبق منه شيء و هذا علامة كمال الملغمة و لو سحقت الملغمة بالاملاح المحلولة ثم جففتها بلغ هذا المبلغ بلاتعب و المراد حصول العلامة فاعرفها و لو صعد الزيبق عن الملغمة بنار لينة يبقي الجسد مكلساً كاملاً و هو التكليس الحسن ولكن ان الغمت مع الاملاح المحلولة ينبغي اخراجها بالكلية حتي لايبقي منها شيء فيها و يمكن بالاسترساب ولكن ينعقد و بتقطير الماء عنها مرات و فيه عسر و لو سحقتهما بروحاني محلول يمكن تصعيده بلينة و لو كان الجسد الملتغم ذا وسخ يغسل بالشب و النوشادر و الملح و سحق الملغمة بالمطرقة ايضاً جيد و اخبرني صائغ انا نذيب الذهب ثم نرفع البوطقة و نصبر لميحة ثم نلقي فيها الزيبق دفعة يلتغم كالمخ و لايتفرق الزيبق فان صدق فهو اسهل و احسن و علي اي حال اذا

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 525 *»

حصل الملغمة الطيارة جاز تسقيته بماء العلم و العروس و دهنهما و تشويته حتي يثبت و بغير التثبيت بالنفس لاينفع و ان اردت الغام الجسد المكلس فاسقه العنان المحلول و اعلم ان العنان المحلول يشمع الجسد المكلس و الانفاس و كذلك الانفاس المحلولة تشمع الارواح و الاجساد و الاسرب الطاهر المحلول مشمع للاجساد و هو الدهن الذي لايحترق و ينبغي ان‌يكون كل محلول خالصاً.

فصل

و علمنا الملغمة بعض اهل التجربة و هي احسن الانواع قال اجعل الحمامة في دواة مغضرة و كلما كانت اكثر كان احسن ثم تلقي فيها الجسد و تسد فمه بخرقة و لتكن مطينة ثم تضعها علي النار و تبل الخرقة حيناً بعد حين بالماء الي ان‌تلغم الجسد كالزبد و صدقه بعض اخواننا بالعمل و هو طريق حسن اسلم و اسهل من البواقي.

فصل

ماء الفاروق الحسن: البارود الصافي البلوري ربع من و الزاج الاصفر اللاري نصف من ملح الطعام ثمانية مثاقيل يقطر علي الرسم و بعد الانقطاع يشدد النار الي ان‌يصعد الدخان الاحمر الي اربع ساعات ثم يبرد و يرفع.

فصل

الحل في العمياء حل ناري لما ينحل بالنار و ينجمد بالهواء يؤخذ قرعة و تطين اسفلها ثم ينكس عليها قرعة اخري و يدخل عنقها في عنق المطينة و يشد الوصل ثم تجعل علي موقد ارتفاعه ثلثة اصابع و يجعل فيه نار دقيق الفحم او زبل محروق الي ان‌ينحل ما في القرعة فلعله ينحل الي شهر او اقل او اكثر و ان قل ما فيها من الماء فربما يفتح و يزاد فيها قليل ماء و لابد و ان‌يكون القرعة في تمام المدة ساخنة لاتبرد فلابد من تجديد النار و مراقبتها كل يوم و الله اعلم و احكم.

فصل

ان الفاروق الحق الذي لاشك فيه ان‌يؤخذ الاشنان المكتوم بعد ان‌يقطر منه الماء ثم يؤخذ الارض و تودع في اتون الفاخور ثم تخرج فان خرجت

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 526 *»

كبرادة الفضة فهو و الا يكرر عليها العمل حتي تخرج بيضاء براقة كبرادة الفضة فهي القلي الحق ثم يؤخذ من القلي واحداً و من الماء القراح الصافي اربعة و يوضع في مكان حار حتي ينحل منه ما ينحل و يحتد الماء ثم يروق الماء فهو الماء الفاروق و ماء الرأس و الصابون و الماء المهري و الماء الحاد فهذا الماء يحل كل حجر القي فيه فيؤخذ منه اربعة و من الحجر الذي يريد حله كالكبريت جزءاً مثلاً و يودع في مكان حار الي ان‌ينحل ماءاً ولكن يمكن ذلك بعد سحق الكبريت انعم ما يمكنه فاذا انحل روق الماء فان بقي ما لم‌ينحل اعيد عليه الماء الي ان‌ينحل فيروق و يرمي الرماد خارج العالم و الرماد هو ما لايدخن في النار ثم يؤخذ المحلول و يقطر بنار لينة يخرج الماء و يبقي الصبغ و ارض الكبريت اسفل الاناء كثفل دهن السراج اسود كالقار و كالعسل في قوامه و لايستقصي في تقطيره فيحترق الكبريت و يشتعل ثم خذ من هذا الثفل اللزج واحداً و الغمه بالزيبق و اودعه في العمياء سبعة ايام و يكون مقدار الزيبق اربعة امثال الكبريت و دعه حتي ينحل ثم قطره ثم الغمه بزيبق اخر و هكذا و دعه حتي ينحل ثم قطره و تفعل هكذا حتي ينحل نصف الكبريت و اجمع الزيابق و هي ماء حاد ابيض ثم خذ النصف الباقي و ضع عليه مثله من الماء الثاني و عفنه في الزبل سبعة ايام ثم تكرر عليه الصب و التعفين و التقطير حتي ينحل النصف الآخر فتجمع هذه المياه و تدعه في العمياء حتي ينعقد كالعسل ثم ترد عليه الزيبق و الماء و هو افلاح الارض بالماء و ارساله عليه و تستنبطه منها و تكرر العمل حتي يبيض الارض فهو الكبريت الابيض الحق لا غير فان فهمت فاكتمه الا عن اهله.

فصل

حد جابر في كتاب الملاغم تحديداً حسناً و قال الغم واحداً من الذهب باثنين من الزيبق و اوقد عليه بين قدحين يوماً و ليلة و اسحقه و رد عليه الزيبق اثنين و هكذا و علامة التمام ان‌تأخذ منه درهماً و تنفخ عليه فان طار كله فقد تروح و الا فاعد عليه العمل الي آخر ما قال و لعمري هو كلام حسن و كذا قال في الفضة و ابتدأ بثلثة زيبق و العلامة العلامة ولكنه اضل الخلق بعد ذلك و

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 527 *»

وري في كلامه و قال ايضاً كلاماً عجيباً ان البرادة قد تلغم بستة و تغلي في نصف رطل ماء ثلث ساعات ثم يسحق بمطرقة ثلث ساعات ثم ينقي و يغسل و يعصر ثم يوزن البقية و يتم الستة بالزيبق و يطبخ و يسحق و ينقي و يعصر قال ان روح البرادة يستجن فيه ولكن لايري فاذا جمعت من هذا الزيبق كثيراً الغم بهذا الزيبق برادة جديدة و اطبخه ساعة تغوص الارواح في ذلك الذهب و اشوه في مغرفة اطبقت عليها قدحاً يرتجع زيبقك و يحصل الارواح في ذهبك و بحسب تكرار العمل يزيد روح هذا الذهب حتي يصبغ عشرة منه عشرة من الفضة الي آخر كلامه و هذا كلام عجيب و قال ايضاً ما حاصله ان لو حل الزيبق و سقي به الملغمة ثم تدفن في نار زبل سبعة ايام فانه ينحل ثم توضع علي نار لينة تنعقد ثم تسقي و تحل و تعقد و تكرر يتضاعف صبغه و فيه علم صفة تقوية الروح و في الاول علم صفة تقوية الجسد.

فصل

اذا اخذت النفس الحمراء و سحقتها مع الملح النباتي و سقيتها بمائه و سحقتها و شويتها ثم غسلتها و جففتها و اعدت العمل ثلثاً خرجت و هي تنحل في الماء بالكلية و يبقي تحت الماء رماد لايدخن في النار ثم يصفي و يلقي الرماد خارج العالم ثم يسترسب يحصل نفس قليل الدهانة قابلة للتشميع فاذا شمع حتي يذوب علي اللسان ثم يصب عليها الدهن الذي لايحترق و وضعت في المحل ينحل نفساً رائقة و قال الاستاد لو زوجت باصل الملح و وضعت في اتون الحمام ليلة ثم اخرجت و وزنت و تممت ثم اعيدت الي ان‌تخرج كالاول ثم دقت و القيت في الماء و غلي رسب الرماد و انحل الملح في الماء و طفا الجوهر فيؤخذ بزجاجة كأنه الياقوت و المرجان و الله اعلم و احكم و قال هو ثابت غير محرق و لامحترق ولكن اياك ان‌تغتر بظواهر ما نقول و نكتب فتضيع مالك و انما هو تذكرة لاهله.

فصل

عن بعض اهل التجربة يذاب الرصاص و يطعم بقدر ربعه ملحاً حتي

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 528 *»

يصير رماداً فيرفع و يغسل و يميز ما لم‌يقتل منه ثم يجعل ما قتل منه في اناء مفرغ و يوضع علي النار و يرجم بالبارود و نصف عشره الي عشره يحمر و يصير اسرنجا.

فصل

قال الجلدكي في صفة ماء الزيبق المحلول تأخذ المصعد منه فتسقيه ماء العقاب المحلول ثم يعرق في القدحين و يجفف و يكرر حتي ينحل اجمعه فهو من اجل المياه فيستعمله فيما يريد و عندي انه لابد من تقطيره فتدبر.

فصل

عن بعض اهل التجربة انه لو القي علي الارض من الزبل خط بثخن اصبعين ثم القي عليه من قشور الارز بثخن اربع اصابع ثم اخذ خرقة و دهنت بدهن الخروع او البذر و القي عليه ثم القي عليه قطع الصفراء ثم طرح عليها خرقة مدهنة اخري ثم طرح عليها من قشور الارض اربع اصابع و جعلها مسنمة ثم اوقد عليه النار من فوق و تركه حتي برد صعد الصفراء بيضاء علي الفحوم السوداء ثم يرفع و يغسل كانياب الكلاب الا انه غير ثابت.

فصل

و عنه لو اخذ اجانة عرضها شبران و نصف و عمقه شبر و نصف و ملأها من الجير غير المطفي و غرزها بيده حتي تطمئن و تصلب ثم يفرش في وسطها اسفيداج القلعي بثخن كاغذين مثلاً ثم يوضع عليها الحمراء ثم يلحفها بالاسفيداج ثم يلقي عليها النورة متسنمة و يهندم عليها اجانة اخري و يشد الوصل و يكون ذلك علي تنور و يوقد تحته مائة و عشرين مناً حطباً في اربعة ايام فاذا صارت الاجانة الاعلي بحيث اذا القي علي ظهرها تبن اسود يتركها حتي يبرد و يفتح يخرج الحمراء بيضاء من غير سوء الا انه مدري لايذوب فمن قدر علي تشميعه بلغ المراد.

فصل

و عنه لو غمص قطعة من الصفراء في الملح النباتي و اذيب النحاس و غمست بمقلل فيه بيضه غير ثابت.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 529 *»

فصل

و عنه لو اخذ الملح النباتي و جعل في اناء صيني مطين و وضع في اتون الفاخور ثم اخرج و دق و وضع مرة اخري و هكذا الي اثنتي‌عشرة دفعة صار سريع الذوب كالشمع و ابيض و في الاوائل يسود فاذا ابيض زوج بمثله القاطون و قطر ثم اخرج و دق و رد عليه القاطر و وضع ليلة ثم قطر و هكذا يتقطر كله الي اربعين مرة و هو ماء مشمع مثبت.

فصل

و اخذ صفراء مع مثله الروح العبيط و ربع احدهما الملح النباتي فاذابهما في قرعة و القي فيها بعد الذوب الروح فذاب فيها و اتحد معها و اخرج زنجفراً و هو طريق ملغمة الروح بالنفس كما ان الزنجفر المعروف ايضاً ملغمة الروح بالنفس و يحتاج بعد ذلك الي تطهير و تبييض و تثبيت ثم قال اذا اذيب مع الشب بعد دقهما في الدمس او القرع و اخرج و دق و غسل و كرر ابيض و الله اعلم و احكم فان ثبت و شمع و حل و شمع الجسد و حل ثم زوج خرج حسناً و الله يعلم.

فصل

و قال لو الغم الروح بالذهب كما ينبغي ثم وضع في فنجان و وضع في قدح و تحته كبريت و هندم عليه قدح اخر و اوقد تحته سبع ساعات بنار لينة يذوب فيه الكبريت خرج شنجرف حسن و الله اعلم و احكم.

فصل

قال جابر في كتاب الاصول رأي جماعة من الفلاسفة فقال منهم من رأي انه يسحق بالعسل و يكون بمثل وزنه ثم يغمر بماء الصابون و يسمي المهري ثم يكون مقداره كمثل الكبريت ثلث مرار ثم يغلي حتي يبقي منه قليل و يؤخذ سواده بزجاجة ثم يؤخذ الماء من فوقه و يفرش في جامات زجاج و يجفف فاذا جف اعيد عليه العمل بالعسل و السحق كذلك سبع مرار فانه يبقي نقرة بيضاء فيها غبرة ثم يسقي ماء بياض البيض المسلوق المسحوق بعشره من النوشادر المستقطر بعد ان‌يعفن قليلاً ثم يصب عليه مثله ثلاث مرار من هذا الماء في قرعة زجاج و يوقد عليه نار لينة تفعل به كذلك ايضاً سبع مرار فانه ينعقد ابيض فضياً غير

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 530 *»

نافر عن النار انتهي و في كتاب اخر يسقي ماء بياض البيض المسلوق المسحوق بعشره من النوشادر المصعد و هو المقطر بعد ان‌يعفن قليلاً و قال في كتاب آخر له يسحقه بالعسل مع الشمع و يكون مثل وزنه و يظهر من بعض التدابير التي نقلها في بعض كتبه ان بعد اللت بالعسل ثم يشوي في كوز مطين قد استوثق من رأسه في تنور قد خبز فيه و كان سجاره الزبل ليلة ثم يخرج و يدق اقول لابأس بتشوية قليلة اما بحيث يحترق العسل و الشمع فلا و ذكر من التدابير ان‌يطبخ بمثله عسلاً حتي يكون مثل الخبيض و يجعل في قدر قوارير و يصب عليه ودك الاكارع و في بعض التدابير يطبخ بمثله زيتاً و قال في موضع اخر و اما الكبريت فانك تصيره في خرقة و تجعله في نورة لم‌تطفأ تحته و فوقه و تجعله في التنور يوماً و ليلة يبيض مثل النورة اقول انه يذوب و يختلط مع النورة فيبيض و يصير كالمدر و قال بعده و تطبخه في اللبن يوماً ثم يخرج و يسحق و يعاد ثلث مرات يبيض مثل البلور و يذوب و قال في موضع آخر و قال آخرون لكن ينقي بان‌يشوي بين النورة ثم يخرج بعد ثلث تشويات و يغلي بالعسل و الشمع ثم بالسمن ثم يغلي الثالثة بماء ملح القلي و البورق و ملح البول فانه يخرج سواده فوق الماء فلينتزع الي ان لايخرج منه سواد بتة تفعل به كذلك حتي ينقي ثم يعود الي العسل حتي يتشمع و قال في موضع اخر اذا عزمت علي تدبير الكبريت فاذب الكبريت و القه في ماء الملح مراراً حتي يرتفع دهنه ثم اسقه ماء طبيخ النورة التي لم‌تطفأ في الشمس ثلثاً ثم صره في خرقة و اطبخه في وسط نورة يابسة بنار لينة نصف يوم يخرج ابيض ثم يجعل في قارورة و يشد رأسها بساروج و يدفن في الزبل الرطب احداً و عشرين يوماً ينحل باذن الله و قال في كتابه السر المكنون ما معناه خذ مناً من الكبريت بعد ان كان اصفي ما يكون و اشد صفرة بغير بياض و لا حجر و لا مدر ثم يعجن بالعسل المجتني من الكواثر بشمعه الذي فيه عجناً جيداً مقدار ما يجمعه و يصيره كالجوارشنات و يكون العسل بوزنه و قال في ماء الصابون الحاد الجيد منه و هو الاول و الثاني ما يغمره باربع اصابع مفتوحة و ذكر وزناً ثلثة امثال الكبريت و ذكر هنا حد الطبخ حتي ينفذ الماء و يكاد يجف فيعاد عليه الماء

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 531 *»

الي المقدار الاول ثانية و يطبخ بحاله تفعل به ذلك سبع مرار فاذا بلغها نشف عليه بالطبخ حتي يجف ثم يخرج فان امكنك ان‌تغسله فعلت و الا طرحته في قرعة فيها سعة قليلاً ثم يصب عليه من مقطر بياض البيض صرفاً بغير ملح و قد اختار بعضهم ان‌يكون بالملح و الاول عند سقراط اجود و الله اعلم و احكم و هو عندي الحق ما يغمره باربع اصابع ايضاً و يجعل علي رأس القرعة قدحاً اعمي و يجعل علي مستوقد لايخرج من النار الي جوانب القرعة شيء الي ان قال ثم توقد بنار لينة مثل سراج كنار الحضان حتي يجف ثم يبرد و يفتح رأس القرعة و يصب عليه من الماء ايضاً ان كان مقطراً بالرطوبة فهو اجود و تفعل هذا العمل سبع مرات فانه يخرج ابيض جوهراً صافياً يتلألأ حسناً و نقاءاً فليطرح منه نصف درهم علي مائة درهم زيبق مغلي حامي فانه ينفتق و يهدر كالطير مدة طويلة ثم يهدأ و يظهر علي وجهه سواد فيزال ذلك السواد و يؤخذ ما تحته فضة بيضاء لاشك فيها هذا و الله حق و لعله ركن من باب سيدي عليه السلام.

فصل

افضل تدابير العقاب ما قاله جابر ان‌يؤخذ من برادة الفضة واحداً و من العقاب خمسة و يسحق علي صلاية حتي يموت الفضة ثم يجعل في اثال فضة ثم يوقد عليه بنار لينة فاذا صعد جميع النوشادر او اكثره اخرجه و سحقه مع الارض و صعده هكذا سبع مرات فانه يستنبط سبيكتان سبيكة فضة مشمعة تدخل في الاعمال الكبار و هو اجود من التصدية و ابلغ و العقاب ينسبك خالداً في النار و يصلح الرصاص صلاحاً لايعود الي ما كان عليه آخر الابد و هو نافع لجميع ادواء العين الباردة الرطبة و لو صوعد عن الذهب كذلك و حمر بالمياه المحمرة عمل في الفضة صبغاً خالداً و ان سقي المصعد عن الفضة بالماء الابيض كان عجيباً و ان كرر و لو الي المائة لكان كالمعجز و المراد من الماء الابيض هو المتخذ من النوشادر و الزنجار و يكون الزنجار مثله او ضعفه و من قشور البيض المنقي من الغرقي مثل الجميع و يقطر ثم يخرج الارض و يروح و يعاد في التقطير الي ان لايتقطر شيء و هو الماء الابيض و لو اخذ من تلك الادوية و لت بهذا الماء قطر

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 532 *»

اصفر و كلما كرر كذلك ازداد صبغاً حتي يصير كالزنجفر و هو الماء الاحمر و ماء آخر يجعل في القرعة صاف من الكبريت و صاف من الشعر و هكذا و يستقطر بنار لينة يقطر ماء احمر فان اخذ من هذا النوشادر جزء و من الزرنيخ المدبر جزء و من الفضة المشمعة تحت النوشادر جزء و سقي من الماء الابيض و شمع به عشر مرار ثم غمر به و حل و عقد صبغ سبعة و ثلثين من النحاس فضة خالدة فلو مزج مع فضة المعدن ازداد حسناً و لو جعل بدل الفضة ذهباً و بدل الماء الابيض الماء الاحمر صبغ سبعة و ثلثين فضة ذهباً خالداً.

فصل

قال جابر يلغم اربعة زيبق بواحدة ذهباً ثم يجعل علي منارة خزف في قدر شامية و يكون اسفل المنارة و توقد تحتها حتي تظن ان الكبريت قد بخرت ثم تخرجها فان كان كالزنجفر و الا اعد عليه العمل ثم تصعده حتي يتكلس الاعلي و الاسفل و هو تدبير حسن و حد الملغمة في عمل آخر ان‌يلغم باثنين زيبق و يسحق و يوقد عليه بين قدحين يوماً و ليلة ثم يخرج و يضاف اليه اثنين و يكرر العمل الي ان‌يري العلامة و هي ان‌يأخذ منه درهماً في بوطقة و ينفخ عليه فان طار و لم‌يبق منه شيء فقد بلغ و كذلك قال في ملغمة الفضة.

فصل

عن جابر في غسل الزيبق ان اجود ما رأيت ان‌يؤخذ من الملح بوزن الزيبق و يندي بالخل علي صلاية و يعصر عليه شيء من الزيبق و يسحق و يشوي علي لينة ثم يندي و يسحق و يعصر عليه الزيبق و هكذا الي ان‌يعدم فيه الزيبق و يسحق ثم يغلي في الماء و قد نقي و ان كررت عليه العمل طهر و انفعل و ان كان الملح مدبراً كان اصلح و ان طبخته في الملح المحلول خرجت اوساخه كلها و ان سحقته بالملح المدبر المشمع و نديته بالخل الذي قد حللت فيه الزاج القبرسي و قطرته عنه و ادمت عليه التشوية طهر و انعقد و شرح كلامه ان‌يلغم الزيبق مع سبعه فضة و ان اراد السرعة فمع ثلثه فضة الي سبعة زيبق و الخل يكون مقطراً عن الزاج ثلث مرات او سبع مرات ثم يحل فيه ربعه الشب اليماني حلاً طبيعياً و يقطر

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 533 *»

منه فاذا غمر الملغمة بهذا الماء و اخذ الوصل جيداً و يغلي متوسطاً في العميا ينعقد الزيبق فضة خالصة علي الروباص.

فصل

قال جابر في حل الروح انه الركن المحلل المجري الصابغ الباسط لما خالطه الملين لكل يابس و المبيض لكل اسود و في الاجساد السبعة هو منسوب الي عطارد و ذكر له تدبيرات كلها تمثيل و الذي جرب منه و وافق البرهان انه ينبغي ان‌يحل في الارض ثم يرقي في السماء فان المنحل في الارض منحل في السماء ثم يؤخذ و هو كالسكر ينحل في الماء ثم يؤخذ الماء المسمي باودلوس و ان كان من الكلس فهو ابلغ فيشمع به ثم يغمر به و يجعل في العميا فانه ينحل في اسرع وقت ثم ان شئت اخذ الاودلوس منه تقطره بنار ضعيفة حتي يبقي لك مقدار الروح و هو المحلول الخالص ثم ادخله فيما تريد.

فصل

حل الجسد بالمياه الحادة ليس حلاً طبيعياً بل هو تصغير اجزاء الجسد و لذلك يعود في السبك جسداً كما كان كما يفعله الصائغون و الحل الطبيعي ان‌ينحل بالنار و يجمد بالبرد و الهواء فلابد فيه بعد ذلك من التشميع بالاودلوس او ما يشاكله الي ان‌يصير كالشمع و لايكون ذلك الا بعد تكليسه ميتاً بعد تصغير اجزائه و علامة الصحة ان لايعود في السبك جسداً فاذا بلغ هذا المبلغ يشمع ثم يغمر بالماء و يجعل في العمياء حتي ينحل ماء ينعقد في الهواء و يذوب بايسر نار فاذا بلغ هذا المبلغ كمل و بلغ و هكذا ينبغي ان‌يكون حل جميع الاركان و الا فلا.

فصل

حل الانفاس ايضاً لايكون طبيعياً الا بعد تكليسها و ذلك ليس تصغير اجزائها في المياه الحادة فانها تعود في الذوب كما كانت فلابد من تكليسها بحيث لاتعود في الذوب كما كانت ولكن لايجوز تكليسها بنار يابسة بل بنار رطبة تقل دهانتها التي هي سبب ذوبها او بنار ضعيفة لاتنهكها فاذا تكلست كذلك و طهرت من اوساخها و ارمدتها شمعت ثم حلت بحيث تذوب في النار و تجمد في الهواء

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 534 *»

كالشمع الابيض فاذا بلغت هذا المبلغ كملت و بلغت فافهم عني ذلك فان هذه الفصول الثلثة خلاصة الرموز و التمثيلات وكل تدبير غيرها فهو خطاء و تضليل و تدهيش و تبعيد و اقرب ما رأيت و عملت من تكليسها ان‌تبخر في الاكلاس ثم تميز عنها فتخرج ابيض كالنشاهشة خفيفة لطيفة خالية عن السواد و الدهانة ثابتة ثم لابد من تشميعها و حلها لتدخل في الاعمال.

فصل

عن بعضهم تركيب جويّد يؤخذ عشرة قلعي منقا عشرة و يلغم بعشرة طيار ثم يؤخذ الشب و النوشادر و يسحقان و يحلان في الخل ليلة و يسحق بهذا الخل تلك الملغمة حتي لايسود ثم يؤخذ الزنبور الابيض و زنجار النحاس و تنكار من كل مثقالان بورق ارمني نصف مثقال و يسحق المجموع مع الملغمة و يجعل في بوط طويل تحته ثقب و يغطي الادوية بالزجاج المسحوق ناعماً و يشد فم البوط و يوضع بوطقة تحت الثقب و يستنزل ينزل جسد شفاف يطرح منه جزء علي سبعة الزهرة و يحمل عليه ربعه فضة و ان وضع المعقود في قرعة و صب عليه ماء جزء من الشورة و جزئين من الزاج الاصفر حتي يحترق القلعي و يبقي الروح الثابت لكان احسن و لابد ان‌يكرر الذوب و الصب في الراط بعد الانزال حتي يزول سواده و لابد من تطهير النحاس و تقريبه حتي يفيد الفائدة التامة و الا فلاخير فيه.

فصل

قال الشيخ محمد القمري في جواهر الاسرار ان الذهب اذا الغم بالزيبق و سحق بثلثة امثاله من الملح الاندراني ثم وضع في اتون التعليق بآلة صابرة علي النار القوية و يوقد النار يوماً و ليلة ثم يغسل الملح بالماء الحار حتي لايبقي فيه اثر الملح يبقي مكلساً في غاية النعومة و اذا شمع بمقدار من لبن العذراء يذوب و يجري علي الصفايح كذوب الموم و ذكر صفة لبن العذراء صفة حسنة حاصلها انه اذا حل الرصاص بالزيبق و تكلس بتكرار التصعيد ثم طبخ بالخل الحاد حتي ينحل ثم خلط بماء ملح القلي صار لبناً جامداً فاذا حل و عقد علي النار

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 535 *»

صار احمر ثم يقطر عنه الخل المقطر مراراً حتي ينقي عن الملح و يوضع بعده في الة صابرة علي النار و يشمع بالنار القوية حتي ينعقد و يذوب كالشمع فهو روح الصمغتين و الماء الالهي و لبن العذراء فاذا شمع صار زيبقاً رجراجاً فاذا انحل هذا الزيبق يسمي بالدهن الذي لايحترق و يسمي قبل الحل بلعاب الافاعي و هذا الركن التام في الاكاسير الميزانية و ذكر طريقاً اسهل انه يكلس الرصاص بالزيبق و ملح القلي حتي يصير اسرنجاً ثم يغسل الملح بالماء الحار ثم يشمع حتي يصير دهناً جارياً بايسر نار ابيض كلبن العذراء ثم يسحق بالصلاية و يعصر عن الحرير حتي يخرج لبن سائل فهو اللبن العذراء.

فصل

صفة تكليس الزيبق ثابتاً علي ما في كتب الافرنج يؤخذ الزيبق المنقي نصف رطل و يغمر برطل من دهن الكبريت و يوضع في مكان حار حتي يتكلس الزيبق ثم يوضع القرعة علي رمل حار يومين ثم يقطر عنه الدهن ثم يصب عليه دهن كبريت اخر و يفعل كالاول و يكرر العمل اربع مرات ثم يخرج و يغسل بالماء القراح اربع ساعات و يجفف فيصير تراباً اصفر ثم تضعه في قرعة طويل العنق و يسد فمها بقطنة ثم يوضع علي رمل حار ثمانية ايام يصعد ماكان فيه نياً و يبقي الثابت اسفل القرعة فتخرجها و تحذر من اختلاط ما كان نياً بالثابت و يغسل الثابت و يرفع و علامة ثباته انه اذا دلكه علي الذهب لم‌يبيضه فهو مكلس ميت ثابت و له خواص جمة في البدن فانه يزيل اصول الامراض و ثمارها عن البدن كما ذكرناه في الدقايق فافهم ذلك.

فصل

اعلم ان الزيبق المحلول ماء حاد حلال للاجساد و يكلسها و يشمعها ولكن يجب ان‌يكون خالصاً عن كل شوب فيصعد ميتاً ثم يشمع بماء النوشادر المسمي باودلوس ثم يحل به بعد ان علم وزنه ثم يوضع علي نار لينة حتي يعود الي وزنه فهو الزيبق المحلول و نحن قد جربنا انه اذا كان في الارض محلول كان في السماء قابلاً للانحلال بغير دخيل فيحل في الدن او في الزبل او في حمام مارية

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 536 *»

و لو صب عليه الاودلوس انحل بسرعة ثم يؤخذ عنه حتي يعود الي وزنه و شفاؤه في الارض في ماء الرزين البتة و قد ذكر القوم له في الحل تدابير كلها تطويل و تعطيل و تضليل.

فصل

اعلم ان الحكماء احتاجوا الي عقد الزيبق هارباً ليتمكنوا من سحقه و تشميعه و حله و الشرط المسلم فيه ان ‌لايكون ميتاً لايحيي فانه لافائدة فيه هنا و ان ‌لايكون فيه رايحة الاجساد و لايجوز ان‌يقتل قبل المزاج فانه ان قتل لم‌يكن له صبغ و لا اثر فالاحسن عقده بالاملاح المحلولة ثم تصعيده عنها او تصعده عن الزاج و الملح و الخل فانه ينعقد هارباً و ساير الاقوال تدابير ضلال لايسمن و لايغني من جوع.

فصل

قال الجلدكي صفة ماء حاد في الغاية يجمع كلس البيض مع النوشادر في برنية وثيقة مغضرة مطينة و يركب عليها انبيق و يوثق و يحكم الوصل بالصاروج و يستقطر فان النوشادر يقطر و قد اكتسب من قشر البيض حدة و حرافة فروح البرنية اذا بردت و اعد عليه الانبيق و استقطره ثانية فانه يقطر ايضاً فلاتزال تفعل كذلك حتي يقطر النوشادر كله محلولاً فاذا حصل عندك من هذا الماء فاعجن به كلس قشر طري و نوشادراً جديداً و استقطره و اعد التدبير عليه سبع مرات فانه يصير حاداً جداً فاحترز من شمه و مسه كل الاحتراز اقول عندي انه لابد في كل مرة من اخراجه و سحقه و ترويحه ثم اعادته في البرنية حتي يتقطر كله.

فصل

قال الجلدكي ماء آخر حاد في النهاية و هو السم خذ زنجاراً معمولاً من الروسختج و نوشادراً و تنكاراً صافياً و كلس القشر الحريف اجزاء سواء فاجمعها بالسحق و استقطرها في البرنية الموصوفة فاذا انقطع القطر فاكشف رأس القرعة و اتركها يوماً و ليلة ثم اعد الانبيق و اوقد علي القرعة فانه يستقطر ايضاً اكثر

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 537 *»

من الاول و لاتزال تفعل ذلك حتي يحصل لك من الماء ما يكفيك ثم اعد الماء علي اخلاط جديدة و احذر روائحها بان تجعل في انفك قطعة قطن مبلولة بدهن البنفسج و صفه منها و استقطره و اطرح فيه في اخره شحم الحنظل فهو ماء السم و ماء الحيوان و الماء الحاد و ليس في الارض ماء احد منه الا ماء الحجر الاعظم.

                                               فصل

قد ذكر الجلدكي الماء المثلث و سماه بماء الحيوان و ماء الحيوة و ماء الطبيعة و الماء الخالد و الماء الحار خذ الزنجار المتخذ من الروسختج و النوشادر و الخل رطلاً و من النوشادر البلوري رطلاً و من كلس قشور البيض رطلاً و في نسخة النوشادر ضعف الزنجار و الكلس مثل الجميع تخلط بالسحق و يشمس قليلاً ثم يقطر في برنية طويلة العنق في قدر رماد بنار وسط فاذا انقطع القطر يفتح و يروح و يعاد التقطير و هكذا الي ان‌يتقطر نصفه او اكثر ثم اختار ان‌يخرج في كل مرة و يسحق و يعاد اقول الذي ذكروه نصف العمل و اللازم تشميع الزنجار ثم حل الجميع في الدن ثم تقطيره حتي يصعد قوة الزنجار ثم اخراجه في كل مرة و ترويحه و سحقه حتي يتقطر ثانياً و بهذا التدبير يتقطر كل النوشادر و قد اكتسب من الزنجار و الكلس حدة كاملة ثم هذا الماء يحل كل شيء من الارواح و النفوس و الاجساد و يشمعها و يستعمل في جميع الاعمال و هو داخل خارج.

فصل

صفة ماء الشب الحسن شب و بارود من كل نصف من ملح الطعام ربع من نوشادر ثلثون مثقالاً يسحق الاجزاء و يحشي بها قرعة و يقطر علي الرسم بلينة الي ان‌ينقطع القطر ثم ترفع و لايوقد عليها بعد انقطاع القطر و الله اعلم و احكم.

فصل

عنهم انه لابد من تقريب الجسد الملقي عليه بالتهذيب و التصليب و التليين و رفع السواد و الترزين و التحمير و التبييض فان قبول القابل شرط في فعل الفاعل و قالوا ان الاكسير اذا القي علي الجسد يقوي دافعة الجسد و يخرج

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 538 *»

من كل جزء اوساخه الي الظاهر فلابد و ان‌يجمع بسفود و يرفع عن وجه البوط فان كان مخلوطاً بجسد يسبك اقول القول الاول انما هو لزيادة الاثر و ليس شرطاً في اصل التأثير كما شاهدنا انه احال الجسد من غير تطهير سابق اصلاً و التجارب تحكم علي البراهين و اما القول الثاني فلايحتاج الي سفود و مقلل فانا رأينا ان الاوساخ تحترق و تزول و يخرج الجسد من غير كثافة فتدبر.

فصل

قد ذكر جابر في كتاب الملاغم في تشميع الملغمة الماء الذي قدمناه آنفاً وسماه ماء الملح المر الشب و الزاج و الملح و النوشادر يقطر باليبوسة و لم‌يذكر اوزانها و لابأس بأن‌يؤخذ علي اوزان ماء الشب المجرب و يجعل بدل البارود زاجاً و لعل هذا في الذهبية اولي قال يسحق بهذا الماء الملغمة حتي يصير كالشمع و فيه و في امثاله رمز.

                                              فصل

قال جابر في كتاب الملاغم في ملغمة القلعي خذ عقاباً و لت كل عشرة دراهم منه ببياض بيض و ادفنه سبعة ايام يصير ماءاً و اسحقها به بمثل وزنها اربعين يوماً كل يوم ساعة بالغداة و ساعة بالعشي ثم اذبها يصير نقرة الي آخر فيا سبحان الله ما سلط هذا الرجل علي التورية و اراءته التدابير في غير المظان و ذكر ان ذلك يصبغ الفين و ستمائة نحاساً و هو عجيب.

فصل

قال جابر في كتابه الهيكل ان اشرف المعدنيات التي يكون فيها الصبغ الزيبق و الكبريت و الزرنيخ و النوشادر كما وصفنا في كتاب الرحمة و هي اعلي جواهر المعدن و افخرها و من رام صبغاً من غيرها فقد اخطأ و لم‌يصب و خالف الحكماء ثم عد الاجساد و قال اجلها في باب الحمرة الذهب من النحاس و في باب البياض القمر من الرصاص فالاول اعلي و اوفق و اصبغ و اثبت و اما نفس الحمرة فالكبريت و اما نفس البياض فالزرنيخ و الزيبق روحهما جميعاً و النوشادر هو بمنزلة الماء ينقي الاوساخ و يزيل القشور و الاصداف و يلحم بين

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 539 *»

جواهر الاركان و يوصل بعضها الي بعض و اما ان يصبغ فلا الي اخر كلامه اقول انما انحصر الامر في النوشادر لانه ملح جامع فيه روحانية يصعد بها و نفسانية منها دهانتها و جسدانية منها ملحيتها فبذلك خصه الله للتأليف بين الاركان ولكن مادام اركانه في نفسه غير مؤتلفة ملتحمة لايقدر علي التأليف ولكنه سريع الايتلاف جدا فاذا ائتلفت اركانه قدر علي التأليف الكامل و كذلك لاشيء لتثبيت الارواح النافرة كالاجساد فانها اثبت شيء و لا شيء لتكليس الاجساد الجاسية كالارواح فانها الطف شيء و اقوي الاشياء تفريقاً فافهم ان كنت تفهم فلاينبئك مثل خبير.

فصل

خلاصة ما قال جابر في هيكله اجمع ارواح المعدنيات و انفاسها و اجسامها بالميزان الطبيعي المكتوم بعد ان‌تنقيها من اوساخها و تطهرها طهارة كاملة و تمزجها المزاج الكلي و لايكاد يقع المزاج الكلي الا بعد ان‌تصير الجميع مياهاً رائقة و يصير كذلك في التعفين خاصة دون ساير انواع الحلول ليتألف بعضها ببعض و يتأكل بعضها بعضاً و يتداخل و يمتزج المزاج الحق الذي لا انفصال لشيء منها عن اخر و لو احتلت بكل حيلة و هذا هو خلود الارواح في اجسامها الي آخر كلامه.

فصل

اعلم انك اذا اردت تشميع الركنين بالارواح فالطريق تطهير الروح و تصعيده ثم حله ثم تكليس الركنين ثم تسقيتهما بالروح المحلول حتي يشرب مثل وزنه ثم تشمعهما بالنوشادر ثم تسبكهما ثم تلقي و كذلك اذا اردت التشميع بالانفاس او الاجساد و اذا اردت حل الثلاثة و هو الحق فمنهم من رأي حل كل واحد مفرداً ثم الجمع و العقد و منهم من رأي تكليس كل واحد ثم الجمع ثم التشميع ثم التحليل في موضع واحد ثم العقد و هو اوثق و اقرب و اعمل و اعلم ان مطهر الكل و مشمع الكل و محلل الكل و مؤلف الكل واحد فقرب الطريق و لاتقل ربنا باعد بين اسفارنا فتظلم نفسك.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 540 *»

فصل

قال جابر في كتاب السر المكنون و اختار ان لايدخل الزيبق في الاعمال الا بعد قتله في الجملة بان‌يقتل بالزاج و الملح الثابت اي ملح القلي ثم يصعد ثلث مرات حتي يموت في الجملة.

فصل

قد ذكر في بعض كتب الافرنج صفة اتخاذ ادهان المعدنيات لغايات المعالجات الطبية و نحن نذكرها هنا لغايات اخر قال كيفية اتخاذ دهن الاسرب خذ من الاسرب المكلس ما شئت و ينقع في الخل و يجفف و يفعل ذلك ست مرات ثم يوضع في مكان بارد فانه ينحل ماءاً ثم يقطر في مائل الرقبة او الافلاطوني فيخرج في الاول مقطر الخل ثم يقطر الدهن و اذا وضع فيه الذهب المكلس اياماً انصبغ اصفر كيفية اتخاذ دهن الانتيمون يسحق و يغمر بالخل حتي يحمر الخل و يكرر ما فيه صبغ ثم يقطر ذلك الخل يبقي الدهن في اسفل القرعة كيفية دهن الذهب يؤخذ من ورق الذهب ما شئت و يحل بالخل المقطر ثم يطير عنه يفعل ذلك مراراً ينفسخ دهناً و طريق آخر يؤخذ من برادة الذهب ما شئت و يكلس بالزيبق و الكبريت ثم يحل بالخل المقطر و يعقد علي النار و يكرر الحل و العقد حتي ينفسخ دهناً كيفية دهن الفضة يؤخذ من النوشادر رطلان و من الطين اربعة ارطال و يقطر بنار خفيفة في الاول ثم يشد النار تدريجاً حتي يقطر يؤخذ من هذا القاطر ست اواق و من الفضة المرققة المكلسة اوقيتان توضع في قنينة في مكان حار او شمس حارة حتي ينحل الفضة ثم يصفي عنه الماء و يغسل بالماء الحار مراراً حتي تذهب ملوحته و طريق آخر يؤخذ من الفضة المكلسة كما علمت ما شئت و يغمر بالخل المقطر و يوضع في مكان حار فانها تنحل في مدة قليلة ثم يطير عنها الخل المقطر في حمام مارية بنار معتدلة يبقي الدهن في اسفل القرعة طريق استخراج دهن الملح يؤخذ من الملح ثلثة ارطال و من الطين الحر ستة ارطال و من البارود ستة دراهم و يوضع الجميع في قرعة طويلة العنق و لتكن واسعة و يوضع عليها الانبيق و لتكن القابلة واسعة و يوقد تدريجاً ثم يشد حتي يقطر الماء ثم يقطر القاطر لتخرج عنه المائية و يبقي الدهن

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 541 *»

في القرعة طريق استخراج دهن الكبريت يؤخذ من الكبريت المكلس ما شئت و يوضع في قرعة و يغمر بالخل بقدر ما يعلوه ست اصابع عرضاً و يدفن في زبل الفرس اربعة اسابيع ثم يقطر ثم يدفن القاطر في بطن الفرس ثلثة ايام او اربعة ثم يخرج و يطير عنه المائية يبقي الدهن و الروح ثم يدفن في زبل الفرس ثمانية ايام ثم يقطر و يرفع الدهن فانه يصفو في مدة ثلثين يوماً طريق اخر يؤخذ من الكبريت رطل و نصف و من الجير الحي رطل و من النوشادر اربع اواق يسحق و يغمر بماء محلول فيه قليل ملح ثم يقطر بالافلاطوني ثم يقطر عنه المائية و يحفظ الباقي في القرعة طريق استخراج دهن الحديد يؤخذ برادة الحديد ما شئت و تغسل بالخل و الملح مراراً حتي تنقي ثم تغسل بالماء القراح ثم توضع في قرعة و تغمر بجزء من ماء الكبريت و جزئين من الماء ثم توضع في مكان حار حتي تنحل ثم تجفف بنار خفيفة ثم تصعد و يؤخذ الصاعد و يحل حل الرطوبة و يرفع لوقت الحاجة طريق استخراج دهن الطلق يؤخذ من الطلق المكلس ما يراد و يحل بالخل المقطر ثم يقطر عنه الخل و يبقي في اسفل القرعة شيء يؤخذ و يحل بحل الرطوبة.

فصل

في كتب الافرنج صفة استخراج روح النوشادر خذ من النوشادر مقداراً و بقدره اربع مرات من الرماد و يقطر بالقرعة و الانبيق علي الرماد او الرمل صفة استخراج روح الملح المركب يؤخذ من الملح القلي و البارود الصافي بالسوية و يخلط بثلثة امثال الجميع الطين الارمني و يقطر بمائل الرقبة و يقطر القاطر ايضاً ليفارقه المائية صفة استخراج روح الزاج يحرق الزاج حتي يحمر و يضاف اليه بقدر نصفه آجر مسحوق و يقطر في قابلة كبيرة و يقوي النار تدريجاً يقطر الماء بعد ثلث ساعات ثم تشد النار فيقطر الروح بعد سبع ساعات و تديم النار تحت مائل الرقبة يوماً او اكثر ثم يقطر القاطر في حمام مارية حتي يبدأ بالحموضة فيجر عنه النار و يبرده ثم يوضع في مائل الرقبة و يقطر فما قطر ابيض هو الروح و ما بقي في القرعة هو الدهن صفة استخراج روح الملح يحل الملح بالماء و يعقد مراراً ثم يحل في مكان رطب او بقليل ماء ثم يؤخذ مساويه

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 542 *»

طين فاخور و يعجن بالملح المحلول و يقرص و يجفف ثم يقطر في مائل الرقبة يرمي الرطوبة ثم يشد النار يقطر الروح و منهم من يجعل الطين ثلثة امثال الملح و يقطر في مائل الرقبة صفة دهن الطرطير المستعمل في الاسترساب يؤخذ من الطرطير الابيض ما يراد و يسحق ناعماً و يقطر في مائل الرقبة في قابلة كبيرة علي نار معتدلة و يشد تدريجاً حتي يخرج الماء ثم الدهن فيخرج من الرطل نصف اوقية.

فصل

في كتب الافرنج الخل المقطر يقطر بالقرع و الانبيق في الحمام اليابس او علي الرماد فاول ما يخرج الرطوبة فترمي ثم يصعد الحامض و كلما كرر التقطير كان اقوي و بعض الناس يجعل لكل رطل من الخل اوقية الزاج و يسميه الخل الاصل و نوع اخر يقطر عن صمغ البطم لكل ثلثة ارطال خل رطلان من الصمغ و هذا النوع يحل الاحجار و الاجسام الصلبة و اما روح الملح و البارود فيقطر مع ثلثة امثاله من الطين المجفف و يقطر في الافلاطوني يحل جميع المعدنيات و اما ماء الفاروق المستعمل الان فمن الشب و البارود اجزاء سواء و هو يحل الفضة و يكلس الزيبق و منهم من يقطره من جزئين زاجاً و جزء باروداً يحل القمر و الانتيمون و عن جابر رطل من الزاج و نصف رطل من البارود و ربع رطل من الشب و يجعل مع الادوية بقدر نصفها او ربعها من الرمل او الطين المجفف و يترك لموضع الوصل منفذ صغير و القابلة كبيرة و اما ماء الرزين فيجعل في الفاروق نوشادراً و يقطر.

فصل

في كتب الافرنج يؤخذ جزء‌ من الذهب و ستة اجزاء من الزيبق و جزءان من الكبريت و يخلط الجميع علي النار حتي يحترق الكبريت و يطير الزيبق فيصير الذهب تربة مكلسة و اما تكليس الفضة تصفح صفايح رقيقة و يؤخذ منها جزء و من الزيبق المصعد جزء و يسحق الزيبق و يذر علي الصفايح و يوضع علي النار حتي يطير الزيبق فتبقي الفضة كالراتينج و اما الحديد و الاسرب

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 543 *»

و القلعي فيسحق برادتها بمثلها كبريت و يحرق في مغرفة او بوطقة حتي ينقطع الدخان و اما الحديد فمنهم من يغمر برادته مع مثلها الكبريت بخل محلول فيه الزاج و يترك اياماً ثم يطير عنه الخل فيخرج مكلساً و اما الانتيمون فمنهم يسحقه بمثله من البارود و يطير عنه البارود و بعضهم يحرقه معه في البوط و بعد الحرق يلقيه في الماء حتي ينحل البارود و يغسل و يسمي هذا بالزعفران المعدني و منهم من يحرقه بسال فورينال و هو جوهر البارود المتخذ بالكبريت و هو اجود و اما الطرطير فيوضع في اناء من خزف و يوضع في اتون الفاخور حتي يبيض ثم يحل بالماء الحار و يصفي و يعقد و يكرر الحل و العقد حتي يرضيه و اما الاحجار المعدنية فتسحق مع نصفها من الكبريت و تحرق في بوط او مغرفة حديد.

فصل

اعلم جميع العمل من اوله الي آخره يعود الي عملين تطهير و مزج اما التطهير فهو ازالة الاعراض و ذلك لايكون الا بفك العناصر حتي يزال عنها الاعراض و الفك بالحل و الحل اما بالنار او بالماء و اما الغسل و الطبخ فضرب مثال لا حقيقة لهما و اما المزج فلايتحقق بين اليابسين و لا بين يابس و رطب بل يتحقق بين المائين و ذلك يحصل بحل الاركان و الحق خلط الاركان ثم حلها و المراد بالحل هو الحل المومي لا الملحي فلاحل الا بالتشميع و لا تشميع الا بماء دهني فلاتحم حول شيء‌ غيره و الدهن الذي يشمع الاجساد و النفوس هو الروح لاغير فان جعلت الروح دهنا يدخل و يخرج و تقدر علي التشميع و الا فلا و الروح روحان روح جسدي و روح نفسي و كلاهما جايزان و اعلم انه يمكن تشميع الروح بالنفس و بالجسد اذا استحالا دهناً و تشميع النفس بالروح و الجسد اذا استحالا دهناً و تشميع الجسد بالروح و النفس اذا استحالا دهناً فان التشميع بالدهن و لابد في الدهن من حدة و كل شيء يشمع اذا كثر حل حلاً مومياً اذا عقد كان ليناً يختم عليه بادني حرّ و اذا برد جمد فهو الحق فان الغاية ان‌يذوب علي الملقي‌عليه بالنار و يغوص فيه فلابد و ان‌يكون ذائباً كالموم غايصاً ممازجاً نافذاً ثقيلاً مرطباً مليناً ينجمد في البرد ليحفظ و هذا غاية ما في الباب فاذا حل الاركان

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 544 *»

اختلطت فامتزجت فاتحدت و لطف الروح النفس و الجسد و امسك الجسد الروح و النفس و ربط النفس بين الروح و الجسد فان طار المركب طار بمجموعه و احتاج الي زيادة جسد و ان ظل ظل جميعه مع تلك الخصال الحميدة فافهم.

فصل

اعلم انه قد ذكر الانطاكي في التذكرة صفة صابون الحكماء و اذكره هنا قال و اما المشاراليه في الصناعة المسمي بالمفتاح و صنعته ان‌يطبخ الزيت بوزنه من الماء حتي يذهب عنه فيضاف ثانياً كذلك هكذا ثلثاً و يكون الماء في غير الاولي حاراً و قال في موضع آخر يطبخ بوزنه من الماء ستين مرة محررة ثم قال فاذا تم طبخ بلا ماء حتي يذهب ثلثه و قال في موضع آخر حتي يذهب نصفه ثم يؤخذ من الجير الحار و النطرون الشديد الحمرة و ملح القلي بالسوية و يذاب في ثلثة امثالها ماء و يجر و يعاد عليها الماء ثم يجر عشرون مرة و قال في موضع آخر يجر ثلث مرات ثم قال ثم يطبخ الزيت المذكور و هو يسقي بذلك الماء حتي ينقطع شعلته و دخانه و يطفئ النار فيرفع و قال في موضع آخر ان الزيت اذا كان خمسة اجزاء يكون ادوية الماء من كل جزء و يطبخ حتي يستوعب الزيت مثله ثلثاً ثم يغلي حتي يعود الي النصف ثم قال هذا الصابون اذا ثوقل بكل من الاصل الحار و ورق الشجرة الطورية و رد في التقطير سبعاً ثبت و اقام عن تجربة غير مشكوك فيها و قال في موضع آخر بعد طبخ الصابون ثم يغلي حتي يعود الي النصف و سحقت به الاصلين او الذكر خاصة ثم سلطته علي العقد بعد ذلك كان غاية و هذا هو المشاراليه في التثبيت و قد شاهدنا علامته و هو ان‌يخرق ستين طاقاً من الخرق الملفوفة حال غمسها فيه اقول يظهر من العلامة و العبارتين ان الصابون ينبغي ان‌يقطر بعد ذلك حتي يحصل الدهن الذي لايحترق و يصفو عن الاملاح فاذا قطر سبع مرات صار نافذاً كما قال و عن غيره يؤخذ رطل زيت و بياض بيضتين و مثقالان نطرون و مثقالان زبد البحر يترك الادوية بعد خلطها ثلثة ايام ثم يوضع الزيت في قدر علي النار و يصب عليه الدواء و يسوطه ثم يبرد و يسوط ثم يسخن و يسوط حتي يصير كالزبد ثم يقطر عن مثله الجير ثلثاً حتي

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 545 *»

لايحترق و قال جابر في الرياض يؤخذ من الصابون الجيد ما شئت و مثله من الشب الجيد و يجاد سحقهما و يدفن في الزبل الرطب احداً و عشرين يوماً حتي ينحل ماء ابيض كانه اللبن و يقطر و يجاد تقطيره ثلث مرات يرد اعلاه علي اسفله حتي ينقي من وسخه و دهنيته و يبقي ماء ابيض لايحترق و ذكر هذا الماء لتشميع الكبريت خاصة و هو مليح لجميع الارواح الا انه للكبريت اعجب فانه يقيمه للنار فيؤخذ الارواح مخنقة و مصعدة بعد ان‌يكون طاهرة فاسقة من هذا الماء‌ و شمعه به مرات حتي يجري و احتفظ به.

فصل

اعلم ان الخل اذا قطر كان مقطره حامضاً و ان ماء الليمون و ماء‌ الحصرم و امثالهما اذا قطر كان مقطرها حلواً و السبب في ذلك ان ماء ‌الليمون و امثاله الحموضة في ارضيتها و ماؤها حلو و كذلك العنب اذا قطر كان ماؤه تفهاً لان الحلاوة في ارضيته و لم‌يتعفن شيء‌ منها حتي ينحل ارضيتها في مائها و ينعقد ماؤها في ارضيتها و يتحد بذلک حتی اذا صعد يصعد کله و اما الخل فقد تعفن و انحل ارض مادته فی مائها و انعقد ماؤها فی ارضيتها و صار حكم البعض حكم الكل فلاجل ذلك يصعد ماء منعقد بلطائف الارض حامضاً و في ذلك عبرة في ان المتعددات لاتتحد الا بالحل و لا حل الا بالتعفين و لا تعفين الا بحرارة فاعلة و رطوبة قابلة و لابد فيه من غلبة الرطوبة و قلة الحرارة لان الحرارة الضعيفة لاتصعد و تنحصر في الرطوبة و ترققها و تلطفها قليلاً فتنفذ في اقعار الارضية و ترققها و تفرقها وتسيلها و تجعلها مشاكلة لها فتمتزجان ثم تغلظ الارضية السائلة الرطوبة و تجمدها فتتشاكلان فتمتزجان فتتحدان فاذا صعدت الرطوبة صعدت لطائف الارض معها و اذا قرت قرت معها و انما تصعد اذا غلبت الرطوبة النافرة عن الماء و انما تقر الرطوبة اذا غلبت الارضية الثابتة علي النار و سبب نفور الرطوبة امتزاج الحرارة الفاعلة معها حتي تغلب عليها و تقتضي الانبساط و الانتشار و الصعود الي مركزها فتصعد الرطوبة المنبسطة المتلطفة المنتشرة المستحيلة الي النار معها و الارضية لاتطاوع النار لاجل اليبوسة الغير المطاوعة.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 546 *»

فصل

صفة تكليس الفضة و هو تكليس حسن: تصفح او تبرد و يصب ثلثة امثالها المهري الحاد في قرعة مطينة و تجعل فيها منها ستون مثقالاً مثلاً و الماء المهري مائة و ثمانون مثلاً و توضع علي لينة حتي تنحل ثم تترس قدحاً من الماء الزلال و تصب المحلول فيه بالليل ثم يأخذ اناءاً اخر و يجعل فيه الماء و يحل فيه الملح المكلس بحيث يصير الماء شديد الملوحة فيرش من هذا الماء علي ذلك الماء شيئاً بعد شيء حتي يرسب و يترك حتي يرسب كله و يصب عنه الماء و يرش علي الماء ثانياً فان لم‌ينعقد منه شيء يطرحه خارج العالم و الا يرش عليه شيئاً بعد شيء ثم يفعل كالاول و هكذا حتي لاينعقد في الرش ثم يجمع الرواسب و هو التكليس الحسن و الله اعلم و احكم.

فصل

قال بعض الحكماء احسن اقسام تكليس الفضة ان‌يحل صفائحها او برادتها في الفاروق ثم تؤخذ منه و الافضل عندي ان‌يصب عليه قليل ماء يكسر سورته ثم يلقي فيه قطعة نحاس و يغطي الي الليل كما يفعله الصايغون ثم يغسل بماء‌ مقطر و يرفع و ان شاء ان‌تموت اكثر يخلطها و هي ندية بالماء الحاد مع مثلها الملح الاندراني و توضع في بوطة و ينفخ عليها حتي يحمر و لايذوب و كلما دام نارها كان احسن ثم يخرج و يسحق و يغسل في الماء الحار حتي يذهب الملح و يبقي المكلس و الله اعلم و احكم.

فصل

قيل في تطهير الزيبق ان‌يسحق مع عشره ملح القلي و قطرات خل حتي يغيب فيغسل ثم يسحق مع عشره النوشادر و الخل ثم يغسل و قد تنقي ثم يصعد عن نصفه النوشادر و نصفه ملح القلي مفروشاً ملحفاً بالملح ثلث مرات يصعد كالماس و اكثره الي سبع.

فصل

اعلم ان الزيبق عبيط و مستعمل اما عبيطه فلايحتاج الي كثير تعب في غسله و اما المستعمل فهو الذي استعمله الجهلة او الغاشون فمزجوا الرصاص

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 547 *»

به او الانك و امثالهما ثم باعوه و علامته قلة ترجرجه و تقطعه و تحببه و تسويده اليد و الخرقة التي يدلك به و في تطهيره عسر عظيم فانه لو غسل بالاملاح فانها تخرج سواد الممازج دون جوهره و كذلك لو سحق و غسل بالصابون لايخرج منه الا سواد الممازج و ذلك اذا انت سحقت هذه الجواهر بما ذكرنا لايخرج منها الا السواد هذا و الزيبق متشبث باصل الجوهر فلايفارقه الا بعسر و حذق و كذلك التصعيد لو صعد صعد بلطايف الجسد فانا نصعد جميع الاجساد بالارواح ففي تطهيرها عسر عظيم و كذلك في سحقه بالخردل و امثاله لايفيده الا ازالة سواد الجوهر الممازج فنقول افضل ما وجدت له ان‌يؤخذ ماء قراح في اناء و يلقي فيه قطعة رصاص ثم يصب فيه بعض الاملاح و الخلول قليلاً قليلاً حتي يري انها بدأت بالانحلال و الفوران بشرط ان‌يكون ذلك الماء مكلس الروح و لايحله فيأخذ ذلك الماء و يطبخ به الزيبق فيتركه الي ان لايظهر منه فوران فيصب عنه الماء و يجدد له ماء اخر فان لم‌يفر فقد خلص من الممازج ثم يخرجه فان رآه قد رآه قد طهر يحيي الزيبق حتي يصير رجراجاً سريعاً في الحركة غير متحبب فقد طهر و الا فليلق في الماء القراح قطعة انك و يفعل كما مر فان فار يتركه حتي لا‌‌يفور و اذا كان مزاجه بنحاس فهو مشكل و لايخرج هكذا اذ الزيبق ينحل معه فسبيله ان‌يصعد في رمل حار في ايام حتي يصعد الزيبق و يبقي النحاس او الفضة او الذهب و بغير ذلك لااري له تطهيراً يطابق الواقع و يطهر من الشوائب و ما ذكروه ضرب مثال او لاخذ سواد حسب او لاخذ دسومة مازجته فافهم نعم ينفع لازالة دسوماته ماء‌ الصابون و لازالة سواده محلول العقاب افضل من الكل نعم لمحلول العقاب و الخل اثر في اخراج النحاس علي سبيل التزنجر مع سحق و تشميس و محنة و التصعيد احسن و اسرع و قد ذكر الجلدكي في غسله عن الاوساخ قاعدة مليحة و هي ان‌يؤخذ من الملح قدر وزن الزيبق و يسحق بيسير من الخل قدر ان‌يندي و يعصر عليه الزيبق و يسحق و يشوي علي نار لينة ثم يندي و يسحق و يعصر عليه و يشوي و هكذا الي تمام الزيبق ثم يندي و يسحق و يشوي مرات عديدة ثم يغلي في ماء لينحل الملح و يبقي الزيبق نقياً ولكن ينبغي ان‌يكون الملح ملح

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 548 *»

القلي او الشب و الملح مع شيء من الخل حتي يصير كالحمأة ثم تغسله ثم تسحقه مع عشرها من البارود كالاول ثم تغسله.

فصل

قال الجلدكي في تصعيد الزيبق حياً ان‌يؤخذ من الملح المحلول بالماء المجرور المعقود المكلس سبعة ايام بقدر وزن الزيبق و يسحق به و يندي بخل مقطر و يشوي سبعة مرات ثم يصعد بعد قطع الرطوبة يصعد حياً لطيفاً قد نقي من اوساخه و ان كرر الي سبع يلطف و ينعقد عقداً لطيفاً رجراجاً صار ماؤه دهنياً غليظاً عاقداً له في الجملة و اما اذا صعد عن الزاج و الملح فانه يصعد ميتاً لان في الزاج كبريتية مكلسة له و هذا التصعيد ايضاً علي نحو ما سبق في التندية و السحق و التشوية و لو صعد ميتاً ثم سحق بزيت و غلي الماء جيداً و القي فيه ذلك الزيت و الزيبق رسب حياً و طفا الدهن لاسيما اذا كان مع الماء شيء من النوشادر و هذا الزيبق اشد اجابة للعقد و الحل و التثبيت فافهم.

فصل

قال الانطاكي في التذكرة في النوشادر اقل ما يثبت قرصاً صافياً في الثامنة و هو المشاراليه في المنافع و قد يراد تصعيده احمر فيصعده عن الزاج او عن عشرة زنجار و المتخلف عنه اولاً يسمي البقشلم و ثانيها العوالي و قد يطلق علي الاول الي ان قال و اجود ما حل ان‌يصعد حتي يثبت ثم يوضع في طاجن و يغمر بالبيض و يساط عليه حتي يستوي و يعصر فلاينعقد ابداً و ان قطر مع الشعر فهو الصلاح الاعظم للكبريت الاعظم او قطرت الثلثة اصلحت ملاغم الشمس بالفرار سحقاً و تشميعاً عن تجربة و ان مزج بما برد من السادس بحسب نسبة الوسط و قطر اقامه في الرابع قابلاً لمزاج ما نافره مجرب و ذلك القاطر يثبت اصل العناصر المعدنية بالقانون المشهود.

                                               فصل

قال الانطاكي ماء مرمياسوس معناه الحلال يحل كل ما وقع من الاجسام يحل و يعقد و يثبت و ينقي و لايدع علة في جسد و من سلك به طريقته

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 549 *»

توصل الي غاية مطلوبه خصوصاً في العمل السابق و بابه تبييض الحار و عقد البارد صنعته ملح حلو و مر و اندراني بورق نوشادر شعر مقرض من كل جزء بارود شب قشر بيض مغسول من كل نصف جزء يحكم سحق كل بعد حله و عقده علي‌حدة و تجمع و يسقي ماء الحنظل الرطب محلولاً فيه مثل عشره ملح قلي حتی تشرب عشرة امثالها ثم يقطر و يعاد سبعاً و ترفع في الرصاص مختومة و الحذر ان‌تمس باليد، ماء معشر: هذا الماء دون الاول بكثير لكنه يستعمل لتخليص المعدنين بعضهما من بعض و يأكل ما فيهما من الغش و غيره صنعته بارود و نوشادر من كل جزء و يشوي في العجين سبعاً ثم يسحقان بقليل بياض بيض و يقطر و من اراد ان‌يخرج كل من الفضة و الذهب سالمين اخذ البارود عبيطاً و جعل العقاب ضعفه و قد يضاف اليهما شب فلاتخرج الفضة و كثيراً ما يقتصر علي البارود و الشب و يسمي بالماء المسبغ ماء النقطة الخارقة يستعمل في البياض و المعشر في الحمرة يقلع الشعلة مع التبييض العظيم و كذلك يفعل في العلم و فيه صلاح المريخ و ان طفي فيه الزجاج حله او حلت فيه الحوافر و القرون و الخروع و الفجل و العسل و اعيد تقطيره لين كل صلب و جعل الزجاج منطرقاً صنعته طرطير جزء ملح من ثالث عقد جزء يسحقان بتسعة امثالهما خلاً و يقطر و يرفع و قال في كلس القشر في قاطره المنصف بالنوشادر اكبر بلاغ في تنقية السادس اذا هرج فيه مرة و في محلول الزجاج اخري و ان زوج بالملح و ربع بالطرطير و سقوا من الخل تسعة امثالهم اقام قاطر ذلك ما شئت من المعدن المذكور و بيض العقرب فيعقد الهارب.

فصل

قال الانطاكي في الزجاج سر عجيب و هو ان‌يصير في كيان المنطرقات يلف و يرفع و صنعته ان‌يؤخذ من الطلق و الكثيرا و كلس البيض و ثابت العقاب و محرق الرصاص الابيض و الحلزون اجزاءاً متساوية و يسحق حتي يمتزج و يعجن بماء الفجل و العسل و ترفع ذخيرة العشرة منها علي مائة و تسبك و تقلب في دهن الخروع يقبل تركيب المنطرق عليه و قال ان اخذ من اللؤلؤ و

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 550 *»

النوشادر و التنكار و الملح الاندراني سواءاً و يذاب بالخل مع مثلها من الزجاج يجعل المريخ في كيان القمر.

فصل

اعلم انه لايتكون شيء في العالم حتي يصدق عليه الشيء الواحد الا بالتعفين فانه لاحل الا بالتعفين و لاممازجة الا بالحل و لا اتحاد الا بالممازجة فلاجل ذلك اذا كان المكون غير تام التعفين يتفرق اجزاؤه و يعود الي الفناء و اذا كان تام التعفين عسر عليه الفناء‌ و التفرق علي حسب قابلية هذا العالم و لايتحقق التعفين التام الحقيقي الا في مواليد الآخرة فانها هي المتحدة حقيقة و اما مواليد فمحال ان‌يحصل فيها التعفين الحقيقي حتي في الاكسير و لو عفن اجزاؤه الي آخر الدهر و لذلك يكون عاقبة هذا العالم الي الفناء و الفساد و تكون الدار بل بلحاظ صار كل من عليها فان و يبقي وجه ربك ذو الجلال و الاكرام فان الله هو الواحد الحق و ما سواه زوج تركيبي و اذا جاء التركيب جاء الاجزاء و اذا جاء الاجزاء جاء التباين و اذا جاء التباين جاء عدم الاتحاد الحقيقي فالله سبحانه يبقي و يفني كل شيء و ليس وحدة الله جل و عز بالتعفين و الحل و اتحاد الكثرات اذ لا جزء له و وحدة ما سواه بالانحلال و التمازج و لايحصل منه وحدة حقيقية نعم علي حسب اختلاف الانحلالات يختلف الاتحادات فاتحاد مواليد الآخرة يكون اقوي و اتحاد مواليد الدنيا يكون اضعف ففناؤها اسرع نعم من اعظم اتحادات الدنيا و اشبهها باتحاد مواليد الآخرة اتحاد الاكسير فهو ادوم مواليد الدنيا و ليس كما يظن ان الاكسير لايفني بل يفني و يفسد البتة فالتعفين علي ما قال الجلدكي هو حصر الرطوبة المائية في الاجزاء اللطيفة الالجمية‌کذا بحرارة لطيفة عرضية تتولد منها حرارة ذاتية طبيعية و انواع التعفين ثلثة اولها التعفين بنار الحضان فيجعل الاناء في الاناء المعد له من الزجاج المحكم و يترك عليها العمياء و يأخذ الوصل جيداً محكماً و يجعل الاناء معلقاً في جوف القدر و في القدر رماد منخول بين اسفل الزجاجة و اعلي الرماد قدر اصبعين عرضاً و يوقد تحت القدر في اتون معمول يخرج البخار من كوتيه بسراج فيه زيت بفتيلة رقيقة و يكون وزن

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 551 *»

الحرارة بمقدار ما يسخن اليد سخونة لطيفة تشابه الحمام المعتدل و تلتذ بسخونة الاناء فهذا هو التعفين الخاص و اقول ان في هذه الايام قد صنع ميزان النار و هو المسمي بالمتر فلو صنع بيت صغير و علق من سقفه الاناء و وضع فيه ميزان الحرارة و سخن ذلك البيت من تحته او اطرافه حتي يقف الميزان علي درجة حرارة الحضان و يراقبه دائماً حتي لاينزل و لايصعد كان احسن و اولي و الثاني تعفين زبل الخيل و هو يحصل بان‌يجعل الاناء معلقاً في قفس من جريد بسلسلة و يغطيه بلبد و يحفر حفيرة و يجعل فيه شيئاً من زبل الخيل و يضع عليه القفص ثم يلقي في اطرافه و فوقه ايضاً من زبل الخيل و يهريق علي الزبل ماء مسخناً في كل يوم و رأس السلسلة خارج عن الزبل و يحرك السلسلة حتي يتحرك الاناء و يغير الزبل في كل سبعة ايام الي ان‌يتم التعفين و هو صحة الاختلاط و صحة المزاج و الانفعال للانحلال و لابد من زيادة الرطوبة و الثالث تعفين بالنار الرطبة فيمكن في قدر فيه ماء و عليه غطاء مهندم له ثقبان بعيد احدهما عن الآخر و الاناء معلق بسلسلة في الماء و رأسها خارج الغطاء للتحريك و النار من اسفل القدر بقدر ما يسخن الماء كماء الحمام و كلما نقص الماء يعتبر من الثقب الآخر بعودة و يصب فيه ماء حار قد اعده في قدر آخر الي ان‌ينحل و يبلغ الغاية و هذا كثير الخطر و اعلم ان التعفين هو سبب التصدية و الهدم و التكليس و الحل و المزاج و العقد و بالتعفين كان تكوين جميع المكونات في عالم الكون و الفساد و اعلم ان النار اذا ضعفت كانت اولي بالنتيجة و ابعد عن الخطاء و ان طالت المدة و اذا قويت افسدت.

فصل

اعلم انه اذا اردت تصعيد الروح منسبكاً خالصاً فصعده ميتاً ثم صعده عن العقاب الثابت و ان شئت زيادة ثبوته فاضف اليه الزاج و الشب فانه يصعد منسبكاً البتة فافهم و اغتنم فانه ان صعد منسبكاً اجابك الي التشميع و الحل سريعاً ان شاء الله.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 552 *»

                                               فصل

حكي الجلدكي عن جابر كلمات كلية حكمية و كلماتهم في الكليات حق لا شبهة فيها و نحن نلخص تلك الكلمات، قال ما حاصله: ان العمل من الارواح و الاجساد و حلهما و عقدهما و المراد بالحل حل الاجساد و ليس المراد بحل الاجساد الحل المائي لان هذا الحل يفسد الجسم و يخرجه من نوعه و انما عني القوم تليين الجسم و ادخال الروح عليه حتي يصير واسع الصبغ و ينبغي حل الروح و ادخاله علي الجسم اقول ليس ذلك علي ظاهره في الاكسير فان حل الروح يزيد في نفوره و انما هو لاعمال اخر و قال في الارواح اذا عقدت عقد اماتة و حلت و عقدت ليس فيها اثر و ينبغي ان‌تعقد عقداً لايفسد بلتها الممازجة و قال من حلل الجسد و عقد له روحاً و لم‌يحسن التنقية و الوزن و التأليف و ادخال الصبغ عليهما لم‌ينجح و قال في الاوزان انها ليست بالدراهم و انما المراد ان طارا طارا جميعاً و ان خلدا خلدا معاً و قال ان الجسم ان لم‌يبرد و يسحق بالنوشادر و الزيبق و كذلك الروح ان لم‌يسحق بالاملاح و الزاجات و المياه الحادة لم‌يتم عمل فيها و لا ايتلاف لها و هذه الكلمات نصوص صريحة تامة لا غل فيها فتدبر.

فصل

صفة ملغمة حسنة يؤخذ ستون مثقالاً من الاجساد المكلسة و مأتي مثقال داراشكنج الافرنجي البلوري الابيض الحسن المقلم فيسحق الداراشكنج ناعماً و يخلط بالاجساد المكلسة الرطبة ساعتين بالسحق في صيني و تجفف في الظل و ترفع ثم تجعل في الهاون الصيني و تسحق و تسقي ماء الشب و هو الماء المشمع حتي تعود كالماست فتسحق اربع ساعات فان جفت فهو و الا يضعفها علي نار هادئة حتي تسخن كما تسخن بالشمس و يصعد بخار فيرفعها و هكذا يفعل بها في كل يوم الي اثني‌عشر يوماً ثم يأخذ قرعة صغيرة اسفلها مطين و تجعل فيها بحيث يكون الملغمة الي نصف القرع ثم يوقد مقدار ربع من من الفحم و ينصب عليها منصبة و يضع عليها القرعة و يكون بين اسفلها و بين النار اصبعان فيصبر حتي يرتفع الدخان الاحمر و ينقضي فاذا بدا الدخان الاصفر سد فم القرعة بخرقة مفتولة و جمع النار و رفعها الي حد الطين و يتركه حتي يصعد ما فيه ثم يضع جمرة

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 553 *»

علي اطار الطين علي الزجاجة فتراه يذوب الصاعد و ينحدر فاذا رأيته قد صعد ما يصعد فضع جمرات علي الاطار حتي ينزل الصاعد و يذوب فيرفع القرعة و يبردها و ينحي طينها و يكسرها و يخرج القرص ثم يسحقها و يسحق معها مثقال نوشادر سوقي ثم يتركها علي النار كما مر و يخرجها و يسحقها ثانياً مع مثقال آخر نوشادر و يتركها علي النار كما مر يصير دهناً يغلي و يذوب علي النار و ينجمد في الهواء فيطبخها ساعتين بنار لينة ثم رفعها و بردها و اخرجها ملغمة كاملة ثم يجربها علي صفحة فان اثرت في اطراف موضعها فقد بلغت و الا تحتاج الي مثقال نوشادر اخر و نار اخري كما مر حتي تأتي بالعلامة و لون الملغمة اصفر كدر و الله اعلم و احكم و هذا هو تدبير الروح عندهم.

فصل

اعلم ان تدبير البراني اذا وافق الجواني يؤثر القلب و الا لايؤثر الا الصبغ و لما كان في الجواني علي وفق العالم الكبير ينزع الروح من الجسد ثم يعذب الجسد حتي يطهر و يطهر الروح خارجاً ثم يعاد الروح الطاهر الي الجسد الطاهر فيأتلفان فكذلك في البراني ما كان الروح مناسباً للجسد اولي من ان‌يكون مبايناً فالذي اري ان‌تأخذ الروح الذي تريد و تورده علي الجسد حتي يتحد الروح الوارد و يختلط بروح الجسد ثم تنزعه منه فيخرج مع روح الجسد فاذا مات الجسد يعذب حتي يطهر و لاينبغي اماتة الجسد حتي يصير رماداً هامداً لايقبل الحيوة بل لابد فيه من قليل حيوة حتي يقبل الحيوة الوارد عليه بالمناسبة و قد قارب صاحب الهيكل اذ قال الغم ستين مثقالاً من برادة الذهب بستين مثقالاً زيبقاً خالصاً حتي يصير كالمخ ثم اجعله في قدح مطين و صب عليه الزاج المقطر مثله و تحت القدح اخثاء محترقة فاذا قرب من الجفاف ارفعه و الق الملغمة في هاون و اسحقها مع عشرها نوشادراً ثم صعده و اوقد تحته سبع ساعات بنار لينة ثم سد باب الموقد و اتركه حتي يبرد ثم ارفعه برفق و خذ الصاعد برفق و الارض برفق و اخلطهما برفق مع عشر المجموع نوشادراً و يضيف اليه لكل عشرة دراهم دانقين من الشب و بقدر عشر الكل ماء‌ الزاج و يسحق ساعة و يصعد و لو اضفت اليه لكل

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 554 *»

عشرة دانقاً شنجرف رومياً لكان احسن فيصعده كذلك ثلث مرات و لو صعده الي سبع فهو اكمل فيصعد الصاعد بروح الذهب من غير انهاك و يبقي مكلساً كالغبار ميتاً قابلاً للحيوة فافهم.

فصل

اعلم ان المحلول في الاسفل محلول في الاعلي و المعقود في الاسفل معقود في الاعلي و لاشك ان الروح الذي ينحل في الماء القراح اقرب من اليابس الذي لاينحل فاذا حللته في الماء الحاد و طيرته عنه بمثل نار الحضان ثم شددت النار حتي يصعد يصعد كما كان و هو اقرب الي الانحلال ثم خذ الصاعد و احفظه فلو كان في الاول ملغماً مع جسد اخذ معه روح ذلك الجسد و استأنس به فالق الملغم في الماء الحاد ثم صب عليه الحاد و حله ثم طير عنه الحاد بنار الحضان حتي يجف ثم صعد الروح فيبقي الجسد في الاسفل فاصبب عليه الخل المقطر و قطره منه و كرر حتي يطيب طعمه ثم قطر عنه مرات الماء المقطر حتي يطيب طعم الماء فقد طهر الجسد منحلاً و الله اعلم و احكم ولكن الشأن في اخراج الغريب عن الجسد و فيه عسر شديد و مهنة و الطريق المسلوك اقرب و الغاية خلوص الاركان و الله العالم.

فصل

قال الجلدكي ان اصحاب الملاغم هم اقرب نتيجة في البرانيات من اصحاب الاركان البرانية فان الزيبق اذا التغم بالذهب و اديم غسله الي ان‌تصفو من سواده و اسقي من دهن الكبريت النقي الذي لاسواد فيه البتة الي ان‌ينعقد و يحمر كالزنجفر و يثبت فانه يمازج الذهب و يصبغ الفضة و كذلك اذا التغمت الفضة بالزيبق و اسقيا دهن الزرنيخ الي ان‌يمتزجا فان ذلك يمازج الفضة و يصبغ النحاس و اما بقية الاجساد و ان التغمت الزيبق فلايحصل فيها فائدة الا بعد كمال تنقيتها و طهارتها و اما الاركان البرانية فلايصح امتزاجها الا بعد ان‌ينحل الانحلال التام الذي لاشك فيه فانها حينئذ ان انعقدت بالميزان المعروف فانها تؤثر النتيجة في البياض و الحمرة علي قدر قواها و مع‌ذلك فانها محتاجة الي تقريب الجسد

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 555 *»

الملقي عليه من الغاية المطلوبة ان كان نحاساً فبالتنقية و ان كان فضة فبالتعلية و اما غير ما ذكرنا و علي غير ما شرحنا فباطل لاحقيقة له و لعل فيها ما هو الاصعب من طريق الحق و لهذا المعني لم‌يلتفت القوم الا بحجرهم المطلوب و لموازينهم المحققة و تراكيبهم المعدلة و صرفوا عنها الجهال و اشغلوهم بالمحال و لهذا المعني قال روسم‌ ليتوسانيه: و انا اعلمك ان الحكماء لم‌يرددوا القول و كثرة التدابير الا لينفوا عن الجهال و الا فهم علي كثرة التدابير التي وصفوها و ذكروها في كتبهم لم‌يحتاجوا الا الي تدبير واحد و فهم واحد و طريق واحد و كذلك جميع كلام الحكماء و ان كانوا خالفوا الاسماء و الصفات فانما ارادوا بذلك شيئاً واحداً و تدبيراً واحداً و قال اما زيبق العامة فمغشوش يحتاج الي التطهير و الغسل و لايمكن ان‌ينقي النقاء التام الا بالتصعيد كما ان الاجساد لايمكن ان‌ينقي النقاء التام الا بالتكليس الصالح لان الاجساد المكلسة بالحرق فاسدة لزوال نوعيتها لكن تصعيد القوم غير تصعيد العامة فاذا صار الزيبق نقياً و له بلة المزاج فهو ركن يحتاج الي دهانة غروية يتحد بها و تستقر بعد ذلك فيه و قد وصل الي الفائدة و قال لان زرانيخ العامة و كباريتهم محترقة و لايقدرون علي استخلاص الجزء الصالح منهما فانهم لما سمعوا ان التصعيد يخرج به كل جوهر من الزرنيخ و الكبريت فظنوا ان تصعيدهم علي ظاهره و القوم نادوا علي انفسهم ان تصعيدهم غير تصعيد العامة فانهم يأخذون هذه الجواهر بما فيها من الاحتراق فيصعدونها فيخرج قشفة و يرصصونها بالادهان فلايظفرون الا باصباغ زائلة و قال ان الزيبق و الكبريت المتحدين بعد النقاء التام يقوم مقام الروح الصمغتين و الماء ‌الالهي الذي لابد منه في الاعمال الجوانية و البرانية و لايقوم مقامه شيء سويهما و قال اعلم ان اي الاجساد المنطرقة كان اذا ازيل جميع علله و اوساخه و انتقض تركيبه نقض صلاح لا نقض فساد يكون بمنزلة الجسد الجديد عند ابتداء التركيب.

فصل

صفة داراشكنج الافرنج يؤخذ الزيبق جزئين و يغلي في شيء من ماء الكبريت و ماء‌ الورد مثلاً حتي يتكلس كالملح ثم يؤخذ مع جزء و نصف

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 556 *»

ملح الطعام و يسحق ثم يصعد في قرع و انبيق حتي يجتمع في القابلة فيكون سريع الانحلال و من خواصه انه ينحل في العرق فاذا اصابه ماء النورة رسب اصفر.

فصل

صفة تكليس الزيبق علي طريقة اهل الافرنج و يسمونه قلمل يعمدون الي اربعة زيبق و ثلثه ماء الكبريت و جزء و نصف ملح الطعام ثم يأخذون جزئين من ذلك الزيبق فيغلونه في ماء الكبريت مع شيء‌ من ماء‌الورد حتي يتكلس ملحاً فيؤخذ المكلس و يجفف ثم يلقي عليه الجزءان الاخران من الزيبق مع الملح و يسحق حتي يعدم اثر الزيبق ثم يجعل في قرعة و يصعد يجتمع قلمل في القابلة فيؤخذ و يغسل مرات و يجفف و يرفع و هو ابيض يميل الي الصفرة و يسود في الشمس و لاينحل في الماء و هذا هو الذي يستعملونه في الامراض.

                                               فصل

قيل لو دمس من الطاير جزء مع جزئين من الزرنيخ الابيض في كوز ينعقد يابساً لايذوب و ان فرش الزرنيخ الابيض و الراسخت و سبك ذاب و قيل لو اخذ الملح المرمع مثله التوتياء الهندي و غلي مع الماء في اناء حديدة و القي فيه الطاير انعقد و ما لم‌ينعقد يكرر عليه العمل ثم يؤخذ ستة من الزرنيخ الابيض مع نصفه الراسخت و فرش و لحف ذلك المعقود في بوط ثم جعل عليه زجاج مسحوق و غطي و جعل في حفرة ثم اوقد عليه من فوق حتي يذوب الزجاج يذوب الطاير ثابتاً و قيل لو دمس الطاير بين الزرنيخ الابيض و الراسخت في ربع من زبل انعقد و الذي جرب انه ينعقد مع التوتياء في اناء حديد سواء كان معه ملح مر ام لا و سواء كان معهما خل حاذق ام لا ثم يغسل بماء الملح حتي يبيض و ان اخذ من الحمامة جزء و من الطرطير نصف جزء و من الزرنيخ الابيض نصف جزء مع قليل من العقاب و دق شيء من الروسختج و خلط ببياض البيض و لطخ به جوف بوطقة و جعل فيه ساف من الادوية و صب عليه الحمامة و جعل عليه ساف آخر من الادوية و غطی البوطقة بقطعة نحاس و وضع في موضع ذلك البوط

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 557 *»

و القي عليه النار حتي يزول الدخان تنعقد الحمامة ثابتة يابسة ثم تبيض و تشمع او تسبك كما مر الا ان حكمها حكم النحاس لانعقادها برايحته.

فصل

الذي عرفت بعد محنة كثيرة و مهنة شديدة و ممارسة طويلة و فكر غزير في توليد الانسان الكامل ان‌يدخل علي الجسد ضعفه من الروح و يشوي يوماً و ليلة ثم تدخل عليه روحاً آخر كما مر و تشوي و هكذا الي ان‌يدخل علي الواحد عشرة فان تروح الجسد فهو و الا يكرر حتي يتروح فاذا بلغ يطير عنه الروح و يبقي الجسد مكلساً مهبأ علي ما كان واحداً ثم يكلس الروح و ان الغما ثم حلا ثم فصلا لجاء كل واحد علي اكمل ما يكون و بكليهما يكون العمل ثم يعمد الي النفس فتطهر و تبيض ثابتة ثم يدخل بعضها في بعض و العمود هو النفس و اما الجسد فهو للتثبيت و الروح للنشر ثم تشمع حتي تجري كالموم ثم يحل المجموع ماء رايقاً ثم يعقد ثم يحل ثم يعقد فيكون انساناً كاملاً يكسر الصفوف و لايكترث بالالوف ثم اذا اريد التكميل يحمر المجموع بالمحمرة المشمعة ثم يحل بها و يعقد فيتزايد عمله و اما تثبيت كل واحد علي حده و حله و عقده و تحميره فانما ينفع في الموازين و لايحتاج اليها في المولود بل هو ناقص و غير جايز نعم ان اثبتت كل واحد علي حده ثم حمرت ثم ركبتها ثم شمعتها ثم حللتها جميعاً ثم عقدتها كان اكمل و اثبت و لابد و ان‌يكون التحمير بماء‌ الاجساد المكلسة فانه الذي يمازج و لا خير في الاصباغ التي لاتمازج الاجساد البتة و نحن قد ذكرنا في هذا الكتاب من كل عمل انفسه و الحمدلله و من الكليات ما يوافق الواقع و جميع العمل الحق منتشر في هذا الكتاب و اعلم ان الحق واحد و عمل الحكماء واحد و البواقي كلها ضروب امثال و اشارات الي جهة من جهات الحق و اراءة لافعال الاشياء و انفعالاتها

و ما ثم الا ما ذكرناه فاعتمد عليه   و كن في الحال فيه كما كنا

و السلام.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 558 *»

فصل

في جواهر الاسرار للشيخ محمد القمري ان الكبريت اذا سحق بمثله زيبق و وضع في قنينة و ادمست في الرماد الحار حتي يمتزجا ثم اذيب و رجم بالبارود خرج منه نحاس احمر في غاية الصفا و اذا الغم الزرنيخ بالزيبق و ادمس و طبخ بالدهن و استنزل بالبورق و التنكار خرج منه رصاص.

فصل

قال في جواهر الاسرار ان الزيبق و الزنجفر المعقودين بروايح الاجساد اذا تجسدا حكمهما حكم ذلك الجسد و لكونهما سريعي التشميع اقرب الي الاكسيرية و الزيبق المعقود برايحة العطارد في حكم الزيبق الملقي عليه الاكسير فمن اقتدر علي انسباكه و القائه وصل الي ما لايخطر ببال احد اصلاً.

فصل

قال فی جواهر الاسرار: ان الشبه المصنوع بصبغ التوتياء قريب الی الذهب فی اللون و المحک و بعيد عنه فی الخفة و سرعة الذوب الا ان هذا الجسد لايحترق بالکبريت و يتلألأ بالجلاء کالذهب و يتزنجر فمن اقتدر علی اثبات صبغه و ترزين جسده و ابطاء ذوبه و اصلاح مزاجه فقد وصل الی کنز من کنوز الحکماء و اما الاسفيدرويه فاذا عمل من النحاس و الاسرب فيذاب به الحديد فيصير سريع الذوب.

                                              فصل

قال في جواهر الاسرار: ان الزاج المسحوق بمثله روسختج يبدل مزاج الاسرب الي مزاج النحاسية فينقلب الي النحاس ظاهراً و باطناً و يظهر في اعراض النحاس كلها و اذا ذاب بالزجاج يأخذ الزجاج النحاسية العارضة للاسرب الي نفسه بطريق الروباس.

فصل

قال في جواهر الاسرار: ان الذهب اذا الغم بالزيبق و سحق بثلثة امثاله من الملح الاندراني ثم وضع في اتون التعليق بآلة صابرة علي النار القوية و يوقد النار يوماً و ليلة ثم يغسل الملح بالماء الحار يبقي مكلساً في غاية النعومة و اذا

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 559 *»

شمع بمقدار من لبن العذراء يذوب و يجري كالموم.

فصل

و قال ان النحاس المحلول بالماء المعشر يصير زنجاراً بعد طيران الماء بالطبخ ثم يغمر بالماء العذب و يجر بالعلقة فيبقي الزنجار صافياً عن الاملاح و كذا الحديد يصير زعفراناً خالصاً بالتدبير المذكور.

فصل

رأيت عجيباً، كان عندي فضة محلولة مسترسبة فأخذت عليها بلورة في الشمس فذابت حية و تحببت فأخذتها و طرقت عليها فكانت منطرقة ثم اخذت البلورة علي ذلك المنطرق فذابت ثانياً فعلمت انها بهذا الحل تتشمع في الجملة و يسرع اليها الذوب المومي الذي هو غاية التشميع.

فصل

اعلم ان كل جسم او جسد اردت تقطيره فاعلم انه لايمكن ذلك الا بحله و لايمكن الحل الا بالتعفين في رطوبة غالبة بعد التشميع و لايمكن التشميع القابل للانحلال الا بعد التكليس و لاينفع تكليس مبطل لرطوبته الغريزية بالكلية فيموت موتاً لايقبل الحيوة و الموت الذي يقبل الحيوة موت يتفرق فيه الاجزاء و يتهبأ و فيه بقايا الرطوبة حتي يصدق عليه ارض من جسدين و بتلك البقايا يقبل الحيوة الواردة فالتكليس بالنار القوية المرمدة باطل و اعلم ان التكليس تكليسان تكليس هبائي و هو تفريق الاهبية و كل هباء فيه طبايعه و ذلك غير نافع في الحل الطبيعي و تكليس طبيعي و هو تفريق الطبايع و الفرق ان في التكليس الاول يعود الشيء كما كان كما اذا حللت الجسد في الماء ثم اذبته عاد جسداً كما كان نعم يزول عنه غرايبه و يخلص فلاجل ذلك لايحصل منه المزاج الحق و كذلك اذا حللت جسماً في الماء ثم حللته انعقد جسماً كما كان نعم يطهر عن الاتربة و الاوساخ الخارجية و اما التكليس الذي يمكن معه التشميع و الحل هو ان لايقبل هذه الحيوة فان حل و عقد لايعود كما كان بل يعود جسماً اخر و هذا هو تكليس الحكيم الماهر فان سميت هذا موتاً فلابأس بهذا الموت و ان سمتيه حيوة فلاجل

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 560 *»

انه يجب ان‌يكون بحيث اذا رد اليه الروح قبله فالواجب للحكيم ان‌يكلس اركان عمله بحيث انه اذا حل و عقد لايعود الي صورته الاولية التي هي الطبيعة الاولية فانه علامة عدم الانحلال الطبيعي و اما اذا عاد بغير صورته علم انه تغير عن طبعه الي طبع اخر فتكليس الروح يكون حقاً اذا لم‌يعد رجراجاً كالاول و هو يحصل بتصعيده عن الاملاح و الخلول و تکليس النفس يکون حقاً اذا کان بالاکلاس و تکليس الجسد يکون حقاً اذا کان بالارواح الملحية و اما التكليس بالنار القوية فانه يطير الارواح و يحرق النفوس و يذر الجسد رميماً و رماداً لايقبل الحيوة و هذا هو السر الحق المكتوم المشحوح به قد كشفته لك و جميع ما سواه نفخ في غير ضرام و تمثيل و تضليل و توقيف علي افعال الاشياء و انفعالاتها و هي لانهاية لها و عمر الدنيا لايفي بذلك و لم‌يبلغ حكيم منتهاه و العمر اقصر من ذلك و غاية هذا العالم للعاقل شيئان لاثالث اما يريد منه تحصيل العلم و معرفة الاشياء كما هي و معرفة التكوين و اما يريد تحصيل بلغة في ايام قليلة ثم يشتغل بعبادة ربه من غير ذل عند الخلق المنكوس و معرفة خواص الاشياء لافائدة فيها و لايفي العمر بها و لايتفرغ لعبادة ربه ابدا.

فصل

قال الجلدکي: ان الطلق و مراده المحلوب اذا صعد عنه الزيبق سريع الانحلال و اذا حللته حلاً طبيعياً عقد الآبق العبيط و اقام القلعي فضة قائمة باذن الله تعالي فافهم و كذلك الروسختج الذي يصعد منه الزيبق فانه ينقي من اوساخه فانه ينقي من اوساخه و يدخل في الاعمال المطلوبة منه.

فصل

اصلاح للملح الاندراني حسن كما قيل يؤخذ قطعة منه علي وزن مائة مثقال ثم يؤخذ زبد البحر و بارود ابيض من كل ربع من و ملح الطعام ايضاً ربع من يسحق الاملاح ثم يؤخذ طابقة و تنقي نظيفة و توضع علي موقد ثم يؤخذ شيء‌ من الاملاح و يبل كالفتيت و يبسط في بطن الطابقة كقرصة خبز علي ثخن اصبعين و يكون القرصة بحيث يمكن ان‌يوضع عليها تلك القطعة ثم يجعل عليها

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 561 *»

و علي اطرافها من تلك الاملاح المبلولة بحيث يكون علي القطعة من كل جانب بثخن اصبعين و يغمرها بيده حتي تستحكم عليها ثم يوقد تحتها نار لينة مع طاقتين خشب ثلثة ايام بلياليها و يهندم علي الطابقة اجانة صغيرة تستر الكومة فاذا اوقد يوماً و ليلة اصفر اسفل كومة الاملاح و هو علامة ان صلح ثلثها و اذا اوقد يوماً آخر اصفر اواسط الكومة و صلح ثلثاها و اذا اوقد يوماً آخر اصفر كلها و صلح كلها فيبرد و يخرجها قطعة صالحة علي وزنها الاول و تجربتها ان‌تذوب علي الصفحة فان ذابت و الا اوقد عليها يوماً آخر حتي تري العلامة ثم يؤخذ برادة الحديد ربع من و غير صالح سوقي نصف من و خمسة اسيار و يسحقان معاً و يفرش في اناء بثخن اصبع و يوضع في مكان ندي حتي يصير البرادة زعفراناً كلها ثم يجعل في قرعة و يقطر يقطر ماء‌ قليل يرفع الماء و يخرج و يزن فما نقص يزاد عليه ملحاً و يقطر ثانياً و ثالثاً و هكذا الي ان‌يقطر جميع الملح و يبقي الزعفران فيرفع المياه و ذلك يكون في سبعةعشر مرة يزداد الماء في كل مرة حتي يتقطر كله و انما يزاد الجديد اذا اريد ماء زايد و الا فلايحتاج ثم يجعل ثلثه من هذا الماء و واحد من الملح الهندي و يوضع في العمياء الي شهر ينحل كله دهناً و هو الدهن الذي لايحترق و الله اعلم و احكم.

فصل

رأيت يوماً ان بعضهم اخذ الملح الصافي الابيض و ضعفه من كلس القشر و سحقه معه ثم اخذ ماء النورة الحاد الصافي و صب عليهما غمرهما بحيث علا فوقهما اربع اصابع و طبخه جداً ثم صفاه بالعلقة و رده في البرام فغلاه حتي قارب الجفاف و الانعقاد فرفعه دهناً ينجمد في الهواء و ينحل في النار ثابتاً لايفر من النار و لو كرر عليه الكلس و الماء الحار و الطبخ بقي دهناً سيالاً لاينعقد في الهواء ثابتاً علي النار و فيه يسير من الملحين و لم‌ارمنه اثراً في عمل من الاعمال غير انه ملح سيال و الذي اظن انه يطهر الاجساد اذا غسلت به بعد حلها و هو صابون حسن.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 562 *»

فصل

صفة تخليص الذهب: يؤخذ ثمانية طابوق و الزاج الاصفر المصفي المحلول المعقود اثنان طين التنور الذي اصابه النار كثيراً اثنان و الطين الذي يغسل به الرأس اربعة و ملح الطعام يسحق الكل ناعماً و يعجن بالماء و يجعل في كوز الي نصفه ثم يجعل علي الطين قطع الذهب المغشوش و يلحف بذلك العجين ايضاً و يسد فمه و يطين الكوز و يجفف و يودع في اتون الفاخور من طابوق او كوز فاذا برد الاتون اخرجه فان خرج صافياً و الا اعاد العمل و اما تخليصه بالحواد يصب عليه ثلثة امثاله الفاروق و يوضع علي النار الي ان‌يبيض الدخان ثم يصب في مزجج و يلقي فيه صفايح نحاس يتعلق بها الفضة ان كانت و يرسب الذهب و يحترق ساير الاجساد ان كان و رأيت في نسخة انه اذا القي في محلول الذهب الرصاص رسب الذهب.

فصل

طين لشد الوصل عن جابر الملح المكلس المحلول جزء و الجير نصف جزء و الرماد المنخول او الفحم المسحوق ربع جزء يسحق المجموع الي ان‌يصير في قوام المرهم.

فصل

طين الحكمة الطين الخالص يحل في الماء و يضاف اليه من هذه الاجزاء بقدر نصفه و يساط الي اربعة ايام طابوق لم‌يصبه الماء و زبل الفرس المنخول و خبث الحديد زهر خطمي الشعر المقرض يعجن بماء الملح و نسخة اخري الشعر المقرض ملح الطعام فحم الخطمي خبث الحديد قشر البيض المكلس من كل جزء الطين الخالص جزءان و نسخة اخري الطين الحر خبث الحديد الملح المكلس بعر الغنم يعجن بطحال مدقوق و يطين اعلم ان جهد الحكماء في الطين ليس لقراع المياه الحادة و انما كان ذلك لحل ما يريدون حله من الاشياء الغالية او النفيسة او المتعوبة لها فيخافون انكسار اوانيهم و التضرر العظيم و لذا يسعون في هذه الاشياء و الا ففي الغالب اكتفينا بالطين الحر و زبل الفرس و لم‌يحصل خطر.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 563 *»

فصل

قال بعض اهل التجربة لو اخذ مثقال من الاحمر و مثقال من الاصفر و مثقال من الابيض و مثقال من الملح النباتي و سحقت و وضعت في بوط و نفخ عليه ذابت فاذا القي فيها مثقال نحاس صاح صيحة و ذاب و اتحد بها فاذا افرغ في الراط خرج جسد مكلس وزنه مثقالان ثم اذا سحق بماء‌ الملح و الزاج و القي في قرع و صعد و كرر صعد منه اوساخ و بقي جسد ابيض ناعم مكلس فان زوجته بروح كان قابلاً للطرح علي القلعي و الله اعلم و احكم.

فصل

ان الافرنج في عمل التلويح يقطرون واحداً و نصفاً ماءاً عن واحد الجير غير المطفي ثم يقطرون خمسة من هذا الماء عن اثنين و نصف من العقاب في الافلاطوني بنار وسط و هو جوهر العقاب عندهم و في اعمالهم الطبية يقطرون العقاب عن اربعة امثاله من الجير غير المطفي يخرج ماء حاد لايطاق شمه و يشم في الصداع فيرفعه و لايخلو هذا الماء من المنافع و عندي لو قطر عن ملح القلي لكان احسن و قد يقطرونه عن الرماد و الملح احسن و اولي.

فصل

مفتاح لحل الاجساد و الانفس كما قيل و قيل انه حسن و الله اعلم خذ ملغمة كاملة قد التغم بعضها في بعض علي احسن ما يمكن و تسحق ناعماً و يصب عليه ثلاثة امثاله من الملح الاندرانی المحلول حلاً حسناً زلالاً لا غش فيه و توضع في العمياء عشرين يوماً ينحل كلها دهناً اصفر فيقلبها و هي مذابة في اناء فلو كان الملغمة من ستين و مأتين يبقي منها اربعون مثلاً و لاينحل و الباقي ينحل و هذا الدهن ينجمد في الهواء و يذوب في حرارة الشمس و هو مفتاح لحل ما يراد حله و الله اعلم و احكم ثم يؤخذ من الدواء الشعث مائة و عشرين مثقالاً و يسحق مع الاربعين مثقالاً الجسد الغير المحلول و يسحق ستة ايام و يندی بماء الشب و يعمل کما مرّ فی الاول ثم يصب عليه ثلثة امثاله من الماء الذي مر و هو محلول الملح الاندراني و يحل كما مر يحصل كالمفتاح المذكور و الله يعلم حقايق الامور.

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 564 *»

فصل

قال بعض المجربين انه لو اذيب رصاص كثير و اغمص فيه قطعة سم ذاب دهناً ثابتاً في الفور.

فصل

عن بعض المجربين لو قطر ستة شب عن عشرة خل قد حل فيه ذلك الشب ثم يؤخذ ستة اخر شب و يحل في ذلك الخل و يفعل ذلك سبع مرات فان طبخ في هذا الماء ملغمة الفضة ثلثة ايام اقامها و عن جابر ان الشب ربع الخل و قال الجلدكي ليكن الخل مقطراً عن الزاج ثلث مرات او سبع ثم يقطر عن الشب.

فصل

حل الفضة في عمل العكس من اعمال الافرنج يحل الفضة في ماء الشب المكلس و اليمسو ثم يصب عليه مقطر الماء القراح ثم يغلي حتي ينعقد ملحاً و ينفصل عنه ماء الزنجار و لايصلح له غير الماء القراح المقطر فتلك الفضة تستعمل في اعمال العكس و هي عمود صنعته.

رفصل

تكليس الكبريت و هو تكليس حسن كما قيل و الله اعلم يؤخذ اربعون مثقالاً كبريتاً خالصاً و يذاب و يرجم بثمانين مثقالاً انكاً ثم يفرغ و يسحق و هو تراب فيلي فيجعل في الطاستين و يوضع في اربعة امنان زبل و يوقد عليه يوماً و ليلة ثم يخرج و يسحق و يطبخ غليات في الماء ثم يوضع حتي يرسب و يصب عنه الماء مع ما علي الراسب من السواد و يغسله و يأخذ سواده ما امكنه ثم يجفف و يجعل في الطاستين و يعيد في النار و هكذا يفعل الي سبع مرات سبع ليال بايامها و يدخل معه في كل مرة خمس مثاقيل نوشادراً سوقياً يسحقه معه و يجعل في الطاستين ثم يؤخذ مرقشيشاً و انتيمون و زرنيخاً و كبريتاً من كل اربعون مثقالاً و يسحق المجموع ناعماً و يجعل في قرعة و علي لينة بمنّ من حطب و يوقد تحته ضعيفاً ضعيفاً حتي يسخن القرعة و لايصعد منه شيء بل يذوب المجموع و يصير قرصاً واحداً ثم يؤخذ عشرة مثاقيل من هذا القرص و ذلك الكبريت و يسحقان معاً و يجعل في الطاستين و يوقد عليه كما مر يوماً و ليلة ثلثة امنان زبلاً ثم يخرج

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 565 *»

و يسحق و يغسل و يؤخذ سواده ما امكن و يجفف و يسحق مع عشرة مثاقيل من القرص و يعاد في النار يوماً و ليلة و هكذا الي سبعة ايام بلياليها يغسل في كل يوم و يجعل معه عشرة مثاقيل من القرص يحصل له كبريت مكلس ناعم كالغبار لامجسة‌ له ولكن فيه مهنة كثيرة و محنة و تلف لكثير من الذهب بالغسل و الله اعلم و احكم.

فصل

اعلم ان تكليس الكبريت بالرصاص و نباته من المنطرقات و المنسحقات لايجوز عندي و هو ناقص لايخلو من غريب و ان بولغ في تصويله و احسن اقسام تصويله ادخال املاح عليه تحل الرصاص و لاتحل الكبريت و الا فلايقدر علي تطهيره الا بعد كد و تعب و محنة و من هذا الباب ادخال المرقش و الانتيمون و المرتك عليه بل و هكذا النفسان فانهما يبيضان جسداً لاينحل بالماء فيبقي في الكبريت فالتكليس الحق الصحيح ان‌يكلس بالاملاح الحادة بعد تنديته بماء حلال مشاكل بان‌يسحق فيها حتي يتهبأ حقيقة ثم يعزل عنه الماء بالمميزات ثم يغسل حتي يعود الي وزنه ثم يطير عنه الروح فيبقي مكلساً حقاً غير منهك و لا ميت خالص عنه الشوايب و هذا التدبير عندي هو الحق و غيره باطل قريب او غريب و الله اعلم بحقايق خلقه فان لم‌يعد الي وزنه في مرة يعاد عليه الشموس حتي يجف عن تلك الرطوبة بالكلية و يعود الي وزنه الاول.

فصل

اعلم ان حكماء الافرنج بواسطة التجارب اخترعوا علماً سموها بالشيميا و معناه التجزية فهم جزأوا المعادن و النباتات و اجزاء الحيوانات و الصنايع و جزأوا اجزاء الحيوان كعظمه و لحمه و جلده و هكذا سائر اجزائه فمن ذلك القرون و الحوافر و الاظفار و الشعر فقالوا انا وجدنا بعد التجزية ان هذه الاربع من نوع واحد و اجزاؤها مشاكلة بعضها مع بعض فالشعر من جنس القرن بحسب الاجزاء و انما يختلفان بحسب الهيئة و العناصر فيها واحدة و الفرض ان الشعر و القرن من جنس واحد و عناصر واحدة و لذلك صار افعالها مشاكلة و عمل

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 566 *»

الفلاسفة فيها و حصلوا منها الحجر الا ان الشعر اكملها و احسنها و اسهلها و قالوا اذا قرض الشعر و اغلي في الكهل و هو عرق الخمر الخالص في قرعة تحرك الشعر فيه حركة شديدة و يكسر القرع من شدة حركته و هو عجيب و قالوا بعد ان غلي في الكهل زال لون الشعر و صار بلون قرن البقر الداخل و هو عجيب.

                                               فصل

صفة حل الذهب حلاً دهنياً حسناً كما قيل و الله اعلم يؤخذ من الذهب المكلس اربعون مثقالاً و من المفتاح المناسب مائة و عشرون مثقالاً و يسحق قليلاً حتي يختلط و المراد خلطهما و يجعل في العمياء الي خمسة و عشرين يوماً و غايته شهر ينحل كله دهناً و الله اعلم و احكم.

فصل

صفة الفرفورة خذ واحداً من الذهب و اثنين من الرصاص فاذبهما و لو كان الرصاص مأخوذاً من الاسفيداج كان احسن و صفته ان‌يذاب الاسرب و يطعم من البارود و الطين الابيض الذي يستعمله النقارون و يساط حتي يصير اسفيداجاً حسناً ثم يؤخذ من هذا الاسفيداج و يذاب في بوط يصفر بعضه كالذهب المكلس و يذوب بعضه اسرباً لطيفاً ثم يؤخذ من هذا الاسرب اثنين و يكلس به واحداً من الذهب ثم يدخل المكلس في اتون المينا اربع ساعات و يؤخذ و يرفع ثم يؤخذ واحداً من حجر النار و البلور بالمناصفة و يذاب مع حمصة من ذلك الذهب المحمر يخرج ميناء نارنجي فان ادخل حمصة و نصف ازداد لونه حمرة و هو الفرفورة الكاملة التي يستعمله اهل المينا.

فصل

عن بعض اهل التجربة اذا حل الفضة في الفاروق ثم القي عليها النوشادر المحلول في ماء الجير بالطبخ ثم تجفف علي النار و ترفع فاذا اريد تفضيض نحاس يصقل ثم يوضع علي النار و يذر عليه من ذلك الذرور و ينفخ عليه حتي يذوب عليه و يفضض و هذا يبقي عليه مدة من الزمان و هذا احسن من التفضيض بالملغمة و لو اوقد عليه بعد التجفيف حتي يذوب فهو احسن فيرفع و

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 567 *»

يدق و يحفظ.

فصل

قيل ان النفس الملحية اذا اخذ منه عشرون مثقالاً و من دهن المفتاح ستون و خلطهما و جعلت في عمياء انحلت في عشرة ايام دهناً حسناً ثابتاً لايحترق و العلم عند الله العليم.

فصل

اعلم ان النفوس العبيطة لاتخلو من غرايب هبائية و معدنية و ادهان محترقة و سواد و ليست تطهر من غرايبها الا بالحل التام و اخراج الاعراض منها فان رسب منها في هذا الحل اعراضها كان حقاً و الا فلاتكاد تثبت و لاتسود فانظر في امرك و لاتغتر بظواهر ما يقولون فانه تضليل محض و لايكاد الحكماء يصرحون بتمام التدبير بتة فان اردت التدبير الحق طهر النفوس اولاً ثم حلها حتي تأتي علي ما تريد و الله يقول الحق و هو يهدي السبيل.

فصل

صفة طين لاواني حل الاكاسير و عقدها ليس شيء احسن منه و اصلب خذ المرداسنج و الاسرنج من كل جزءاً و من حجر سناباد خمسة اجزاء و اسحقها و انخلها من حريرة و خذ شيئاً من الكثيرا و حله في الماء و صفه ثم اعجن ذلك المسحوق بهذا الماء و طين به قراع الحل و العقد و جففه ثم شوه في تنور يأتي احسن ما يمكن حتي انه لو صنع من هذا الطين اواني و شويت في تنور حار جاءت كالحجر كذا قيل.

                                               فصل

عن جابر خذ من الزيبق ما احببت فضعه في بوطقة و اجعل لكل اوقية منه درهمين من النوشادر و اجعل النوشادر البلوري عليه و ليمتلي البوطق بهما و شد رأسها جيداً ما قدرت فاجعلها في الكور فانفخ حتي تصير كالنار ثم بردها و اخرج الزيبق كالكلس فان صعدته مرة بعد ذلك كفاك فان سبكت ثلثة نحاساً و القيت عليه جزءاً من هذا الزيبق يصلح الممازجة الفضة اقول ان كلمات

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 568 *»

جابر ماكان في القواعد الكلية ففيه غاية الاعتبار و اما في المسائل الجزئية ففيها تضليل كثير.

فصل

قال بعض اهل التجربة لو اخذ البيضاء و وضع في بوط و غطي بطينه فاخذ طاستان و وضع في جوفهما و حشيتا بالبارود و الشب و دمست دمساً يذوب به الحشو ثم اخرجت وجدت كالبلور ثم يلقي فيه اخري و يعاد العمل الي ثلث مرات او اربع تخرج كالبلور ثابتة نقية بلامرض و الله اعلم و احكم ثم يدخل ذلك في الاعمال.

فصل

و قال لو صنع بوطقة طويلة قدر شبر و وضع فيها الخارصيني و طبق بجام نحاس اسفله عليها و شد الوصل و وضع علي النار و نفخ عليه و قطر في الجام الماء شيئاً بعد شيء‌ حتي لايحمر يصعد الخار جسداً ذائباً منطرقاً كالمعدني و قد طهر من كثافاته و الله عليم حكيم.

فصل

و قال لو اخذ ماء العقرب و نصفه الملح و قطر خرج ماء يحل الدينار و قال لو حل فيه القلعي ثم صب محلول الدينار في قليل ماء و قطر عليه محلول القلعي رسب احمر ثم يغسل و يرفع و لو صب الدينار في الماء ثم القي فيه القلعي ارسبه ايضاً فافهم و اما في القواعد الافرنجية الملح اربعة و ماء‌ العقرب خمسة و يقطر في الافلاطوني علي نار وسط في اوله شديد في آخره فاذا اريد فيه الحل يؤخذ ثلثة منه و واحد من الفاروق و يلقي فيهما البرادة الي ان‌ينحل ثم يصب عليه الماء و يروق ثم يجعل في صينية علي النار حتي يقارب الجفاف و ميزانه ان‌يمتحن بالبرد فاذا جمد فقد بلغ و هذا ذهبهم في عمل التلويح و يحلون الفضة بالفاروق و يرسبونها بالملح و يغسلونها و يرفعون.

فصل

صفة عمل حسن كما قيل و الله اعلم بحقايق الامور قال خذ نفساً

 

 

«* مكارم الابرار عربي جلد 27 صفحه 569 *»

ثابتة و ذهباً ما عندك و امكنك و اخلطهما و اجعلهما في العمياء سبعة ايام يخرج دهن فائق ثم الغم اربعة زيبق بمثقال فضة و اتركها حتي تستحكم ثم اسحقها و بلها بذلك الدهن و اجعلها في الطاستين و ادمسها بنار تؤذي اليد ثم اخرجها و اسحقها و بلها بذلك الدهن فادمسها الي ثلث مرات فيخرج و يسحق و يضبط فهو الواحد الذي يقابل ثمانمأة و ان اردت مضاعفة العمل خذ من المولود واحداً و من محلول النفس و الجسد ثلثة و اخلطهما و اجعله في العمياء اربعين يوماً حتي ينحل ثم يؤخذ ملغمة من ستة زيبق بمثقال فضة و دبره كما مر بمحلولهما و يخرج يقابل الفاً و ستمأة و هكذا و كلما كرر زاد في الزيبق و اقل الفضة فافهم و هذه الملغمة وقاية فاذا اردت الطرح اجعله في قرطاس و ضعه علي النحاس و ضع عليه الملح الهندي بقدر الكفاية و انفخ حتي تراه منقلباً فضة ثم اذبه في بوطق و افرغها و لاقوة الا بالله العلي العظيم و يقال اذا بلغ الامر الي الزيبق الخالص يطرح علي القلعي و الاسرب ايضاً و الله العالم.

[1] اقول الماء الاول هو الزيبق الغربي. يم

[2] وضع الماء علي العسل بالسحق علي الصلاية. يم

[3] ميزان النار هنا كشمس الشتا و يجوز ان‌يكون في حمام مارية. يم

[4] و في بعض كتب الشيخ اعلي الله مقامه النخل سبع مرات. منه اعلي الله مقامه

[5] هذا هو الماء الالهي و ذو الوجهين لامدخل له في عمل البياض فان باطنه احمر. يم

[6] الماء الاول ذو الوجهين. يم

[7] هذه النيران لتثبيت النوشادر. يم

[8] النوشادر يوضع في المياه لتصير حادة فاذا ركبت يطير النوشادر و لايبقي في المركب. يم

فاذا صعد يوخذ و يصعد مرة اخري لعمل اخر. يم

[9] اي بعد ان ركبت المركب تحله و تعقده ثلث مرات او تدخل علي الارض ثلث المائين و تحله و تعقده ثم الثلث الاخر و تحله و تعقده ثم الثلث الاخر و تحله و تعقده هذا اتم. يم

[10] كان الكتاب مغلوطا استخرجناه بالحدس. منه اعلي الله مقامه