13-14 مکارم الابرار المجلد الثالث عشر ـ رسالة من يزد الي اخوان کرمان في الامر بالتحمل و التقية ـ مقابله

 

 

رسالة من يزد الي اخوان کرمان في الامر بالتحمل و التقية

 

من مصنفات العالم الرباني و الحکيم الصمداني

مولانا المرحوم الحاج محمد کريم الکرماني اعلي‌الله مقامه

 

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 13 صفحه 227 *»

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله و سلام علي عباده الذين اصطفي.

و بعد فهذه رسالة من العبد الاثيم کريم بن ابرهيم الي اخوانه الذين هم ببلدة کرمان صانهم الله عن طوارق الحدثان.

فقد بلغني رسالاتکم و ما انبأتموني من کلب الزمان عليکم و احاطة الاعداء بکم و اصطلام اللأواء اياکم و اطلعت علي جميع ما وقع بکم من المخاوف و الشماتات و ما اصابکم من السنة اهل الضغائن و العداوات و لعمري لم‌يکن شيء من ذلک علي خلاف المتوقع فان الله سبحانه يقول في کتابه ام حسبتم ان تدخلوا الجنة و لمايأتکم مثل الذين خلوا من قبلکم مستهم البأساء و الضراء و زلزلوا حتي يقول الرسول و الذين آمنوا معه متي نصر الله الا ان نصر الله قريب و قال سبحانه سنة الله  التي قد خلت من قبل و لن تجد لسنة الله تبديلا و هل تدور رحي النوائب الا علي هامات المؤمنين و هل ترکز ظبات رماح المصائب الا في قلوب الموحدين و هل يتحف الله بالمحن الا عباده المخلصين و هل يبتلي بالبلايا الا اوليائه المقربين (اولياؤه المقربون خ‌) ما بالکم جزعتم من قليل لأواء اصابکم و اضطربتم من نزر شدة نالتکم ام حسبتم ان تدخلوا الجنة و لمايعلم الله الذين جاهدوا منکم و يعلم الصابرين، يا ايها الذين آمنوا اصبروا و صابروا و رابطوا و اتقوا الله لعلکم تفلحون فليعض عاض علي ناجذه و ليرم ناظر بصره علي (الي خ‌ل) اقصي البلايا ليهون عليه ما دني منه فاني اتوقع عليکم و علي نفسي اعظم من ذلک و اعظم و اريکم قد تعودتم العزة و استأنستم الغلبة في سالف ايامکم و ماضي اعوامکم التي اراد الله بها اظهار الکلمة و ابلاغ الحجة و ايضاح المحجة و انعاش صرعة الدين و ايقاد خوامد اليقين و انما کانت ذلک لمصلحة دولة الحق و الا فالحري (فحري خ) بالمؤمن في دولة (دول خ) الضلال و حال غلبة‌ الجهال

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 13 صفحه 228 *»

خمود الذکر و تشتت الجمع و اختلال الامر و ابي الله ان يعبد الا سرا فليکتم کاتم ما قلد (قدر خ‌) امره و ليحفظ حافظ ما استطاع سره و لاتجعلوا رقابکم جسورا يوطأ عليکم (عليها خ‌) و لاتذلوا انفسکم و عودوا مرضاهم و شيعوا جنائزهم و خالطوهم و خالقوهم و اياکم ان تخالفوهم فان التقية في دول (دولة خ‌ل) الضلال و غلبة الجهال ترس الله الذي رخص للمؤمن في الاحتجاز به و حصن الله الذي امر المسلم ان يتحصن فيه و هي ردم (الردم خ‌) الذي بناه ذو قرنيکم بينکم و بينهم فاذا جاء وعد ربي جعله دکاء و کان وعد ربي حقا و اياکم ان ترفعوا هذا الردم بايديکم فينثال عليکم حزب الشيطان و يحيط بکم اهل العدوان فالتزموا التقية بکلتا يديکم و راعوها ما استطعتم و اياکم ان تخالفوا ما کتبت اليکم و امرتکم به فتذلوا انفسکم و تکتسبوا الشتيمة و السباب علي مشائخکم کما قال الله سبحانه و لاتسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم فتکونوا کماقال موليکم التارک للتقية اشد ضرراً علينا من الناصب لنا (الناصب الکافر خ) نعوذ بالله فاکتموا امر شهورکم و استروا امورکم و عاشروهم بما يعرفون و امسکوا عنهم عما ينکرون حتي يأتيکم من به تستعزون و يرجع اليکم من به تقلبون (تغلبون خ‌ل) و لاقوة الا بالله العلي العظيم و سلامي علي جميعکم(عليکم خ‌) متصل ما اتصل الليل و النهار و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين.