وصية الي الميرزا عبد الجواد الولياني حين رجوعه الي بلده
من مصنفات العالم الرباني و الحکيم الصمداني
مولانا المرحوم الحاج محمد کريم الکرماني اعليالله مقامه
«* مکارم الابرار عربي جلد 13 صفحه 223 *»
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله و سلام علي عباده الذين اصطفي.
و بعد اما ما سألت في امرک معاودتک الي بلدک (بلدتک خ) فلابأس ان شاء الله برجوعک الي اهلک لتدبر امرهم فان الذي تطلبه من الحق في کل مکان و مهما سألت عن امري في بلد من البلدان فلاتزيدن من حسن ظنک علي ما انبأتک من نفسي فاني لست بازيد من ذلک و اما کليات الامور فليس لک فيها شبهة و الحمدلله و اما جزئياتها فهي غير متناهية کلما رفعت لهم علماً وضعت لهم حلماً ليس لمحبتي غاية و لا نهاية فلايمکن تضييع العيال و المطل في الديون بسببها نعم هنالک امور لازمة اخر و لما يأت وقت اظهارها و اني اخاف عليه من غيري و مني و اما ما يرد عليک من الشبهات فيمکن الکتابة بها الي و الرجوع الي کتب السلف الصالح و کتبنا فان بقي شيء لمينحل بالرجوع اليها فالسؤال مفتاح الجواب فان دهاک عظيم فالرحيل الي خير دليل و اما ما سألت من التفکر و التدبر و الحرکات و السکنات فيتکفل به کتاب سيدي الاجل في العمل و يتلوه رسالة کتبتها علي نحو الاختصار لاخي محمدصادق خان و هي (هو خ) کتاب جيد في هذا الشأن يمکنک (عليک خ) تحصيله اليوم و اما الدعاء فاني داع لک قبل سؤالک و ارجو ان يصلح الله احوالک و اما ما قلت ان لااحرمک من اليسير فاني اخبرک بيسير ينطوي علي کثير و لاينبؤک مثل خبير.
فاعلم انه لابد و ان يهدر الحمام و يصيح الديک و ينعق الغراب و ينتشر اجنحة الطاوس حتي ينکشف العروس و ينطفي المصباح حتي يلوح الصباح فاذا صار کذلک يمکن ان يفوز بالنصيب و يجوز (يحوز خ) المعلي و الرقيب و اما قبل ذلک فکلها کسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء ولکن من باب ان لکل سؤال جواب فعليک ان تلاحظ انطوائک تحت احدية الواحد قاصداً للمعاني
«* مکارم الابرار عربي جلد 13 صفحه 224 *»
بالابواب (بالباب في الجناب خ) من طريق الابواب الظاهرة في النقباء الاطياب بدلالة الانجاب فانک ان سألت بذلک اجبت و ان طلبت بذلک اعطيت و ان استعلمت بذلک (به خ) علمت و ان اعتززت به اعززت و اذا استدفعت به عنک دفع عنک و ذلک هو الاسم الاعظم و السر المکتتم و الرمز المنمنم و لا غاية لذلک و لا نهاية فاذا فعلت ذلک فقد اخلصت لربک و نصحت لنبيک و صدقت لوليک و دخلت في زمرة المؤمنين الخصيصين و لاقبض العنان فللحيطان آذان.
و اما الرفيق فاغلب اخوان هذا الزمان خوان لعدم حرف التوحيد فيهم و من اراد شرح احوال الاخوان فعليه بکتاب ابواب الجنان و اياک ان تسأل عن اشياء ان تبد لک تسؤک من عمل بما علم کفي علم ما لميعلم و معرفة الرفيق بعد معرفة الشيخ الشفيق فاذا اسفر عن وجهه تبين اشعته و انواره و ظهر لک اطواره فهنالک يجيء الوفاق و يرتفع الشقاق و اما الآن فکل من يقول بقولک ظاهراً فهو اخوک ظاهراً و کل من يقول بقولک باطناً فهو اخوک باطناً و عليک اداء حقوقهما کلا بحسبه و احفظ حدود کلامي فقد جمعت لک کل شيء تريد والله خليفتي عليک و اسألک ان لاتنساني من صالح دعائک کما لاتنسي و السلام.