وصية الي الآقا محمد التبريزي ابن الملا حسين جوان
من مصنفات العالم الرباني و الحکيم الصمداني
مولانا المرحوم الحاج محمد کريم الکرماني اعليالله مقامه
«* مکارم الابرار عربي جلد 13 صفحه 171 *»
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله و سلام علي عباده الذين اصطفي.
و بعد يقول العبد المسکين الاثيم الجاني کريم بن ابرهيم الکرماني انه لما عزم المولي الجليل و الصفي الخليل العالم الممجد و العامل المؤيد مولانا الآقا محمد التبريزي ابن المرحوم الملاحسين الشهير بجوان سلمه الله و ابقاه و من کل مکروه وقاه علي الترحال و ايقاع قلوب الاوداء من فراقه في البلبال احببت ان اکتب له وصية في بعض ما يجب عليه و ينبغي لتکون دستوراً له في کيفية سلوکه.
فاقول و بالله التوفيق ان اوجب ما اوصي به الموصون تقوي الله جل جلاله في السر و العلن و مراقبته في جميع الاحوال في ما ظهر و بطن ثم مراقبة آلمحمد عليهم السلام في آناء الليل و اطراف النهار والتمسک بذيل ولايتهم فيالاعلان والاسرار فانهم اصحاب المرئي و المسمع و الحضور في کل خلأ و مجمع فاحذر عن مخالفتهم و اتق من ان يصدر منک ما يسوؤهم ثم اوصيک في نفسک ان لاتخاطر بها فيما نهاک الله عنه و لاتلقيها الي التهلکة بان تخلع عنانها و هواها بل زمها بزمام التقوي و خالفها فيما تشتهي فانها امارة بالسوءي و احبسها علي طاعة من امرت بطاعته و احذر عن مجالس البطالين و مرافقة الغافلين و الخوض فيما لايعنيک و تکلف ما کفيت و ما لمتکلف به و لاتسأل عنه و مجالسة المتهمين و مواخاة الماجنين و منادمة اهل البدع و الضالين و مصاحبة اهل الفجور و العاصين و لازم مجالس الذاکرين و احمل جلساءک علي ذکر علوم الائمة الطاهرين عليهم صلوات المصلين و اياک ثم اياک ان تذل نفسک و اخوانک بذکر ما لايتحمله الناس و ما لايقبله العقول و اياک ثم اياک ان تذکر احداً من الاحياء و الاموات بسوء او تصغي الي من يسيء القول فيهم و انه عنه جهدک و احم حماة الدين و العلماء الماضين و الغابرين و اياک ثم اياک ان تغلو في دينک و تقول في مشايخک ما لميقولوا او في ائمتک ما لميأذنوا به و داوم علي مطالعة کتب الاخبار و کتب المشايخ الابرار فانها
«* مکارم الابرار عربي جلد 13 صفحه 172 *»
نور البصاير و الابصار و عليک باقامة الفرايض و المواظبة علي النوافل و الصدق في المواطن و اياک ثم اياک و التنافس بمجالس الاکالين و الشرابين و صرف الوقت بفضائل مآکلهم و مشاربهم و الخوض في احاديثها کما هو المشهود من عبيد الشهوات و شاربي القهوات و ملازمي الضيافات و المستلذين بالشاءات فانه تضييع الاوقات و الصلوات و العبادات و لاتترک قراءة شيء من القرآن و شيء من الاخبار و شيء من کتب مشايخک في کل يوم و لاتقل ما لمتعلم و امسک عن کثير مما تعلم و لاتدع ما لمتحط به علما بل لاتدع الا اقل ما احطت به خبرا و تحمل من اخوانک ان اساؤا اليک و ادفع بالتي هي احسن السيئة فاذا الذي بينک و بينه عداوة کأنه ولي حميم و ان اساؤا فيک القول في حضورک او غيابک فاحسن القول فيهم و ان عاملوک بما تکره عاملهم بما يحبون اللهم الا ان يحبوا منک العصيان فادفعه بالتي هي احسن و لاتأذن لاحد باغتياب اخوانک عندک او الوقيعة فيهم و کن ستاراً لما علمت من عيبهم و لاتحکم علي ثقة بالظنون و اني امرتک بما آمر به نفسي و احببت لک ما احببت لنفسي و تذکر سلوک مشايخک مع الناس و لاتطرد ضعيفا في الدين و قوه باخلاقک الحسنة و ادع الناس الي طريقتک باعمالک قبل اقوالک هذا ما امکنني من نصيحتک و الله خليفتي عليک و اني قد وکلتک فيما تصح الوکالة فيه فيما يرجع الي الحکام من حفظ اموال اليتامي و الغائبين بالاحسان و الاصلاح و الله يعلم المفسد من المصلح و في اخذ سهم الامام من الخمس و ايصاله الي و اخذ سهم السادة و تقسيمه فيهم ممن يعطي ذلک من الموالين و اخذ الزکوة و ايصالها الي اهلها و اسألک ان لاتنساني من صالح دعواتک في اوقات صلواتک و عباداتک و دوام المکاتبة بالاعلام بحوادث احوالک الي ان ييسر الله فيض لقائک.
کتبه العبد الاثيم کريم بن ابرهيم في همدان في 2 شهر ربيع الثاني من سنة 1283 حامدا مصليا مستغفرا. الخاتم الشريف کريم بن ابرهيم