09-01 مکارم الابرار المجلد التاسع ـ نعيم الابرار و جحيم الفجار ـ مقابله

رسالة نعيم الابرار و جحيم الفجار

 

من مصنفات العالم الرباني و الحکيم الصمداني

مولانا المرحوم الحاج محمد کريم الکرماني اعلي‌الله مقامه

 

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 5 *»

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و صلي الله علي محمد اول الخلق اجمعين و آله الذين هم اشرف اللاحقين و السابقين و لعنة الله علي اعدائهم اجمعين.

و بعد – يقول العبد الاثيم كريم بن ابرهيم اني لما وجدت جميع فضائل محمد و آل محمد عليهم السلام العامة و الخاصة و الظاهرة و الباطنة و الخفية و الجلية و جميع ماقيل فيهم او يقال و ما برز منهم اولم يبرز يتحمله هذا الخلق ام لا جميعها فرع كونهم صلوات الله عليهم اول الحوادث و مبدء الموجودات و اشرف الكائنات و خير البريات و رأيته اصلاً يتفرع عليه فضائل لاتحصي و مكارم لاتستقصي و باباً يفتح منه جميع الابواب المجعولة في عرصة الامكان احببت ان اكتب كتاباً اذكر فيه ما يمكنني من الادلة علي ذلك من الكتاب و السنة و الادلة العقلية المؤيدة بهما و الاجماع بحيث لايبقي بعدها لذي مقال مقال و اتمم و لاحول و لا قوة الا بالله بها الحجة علي اهل زماننا من منكري فضائل آل محمد عليهم السلام و اوقد عليهم بها نيران غضب الله و اثبت عليهم النصب او يفيئوا الي الاقرار بها خاضعين خاشعين مسلمين منقادين و اقر بذلك عيون المؤمنين و الخاشعين لآل محمد الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين و اثلج بها فؤادهم و اشيد بها اركان ايمانهم و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذوالفضل العظيم و سميته بنعيم الابرار و جحيم الفجار و رتبته علي ثمانية ابواب.

الباب الاول

في الادلة الكتابية قال الله سبحانه قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين اعلم ان هذه الاية مما قد اشكل علي المفسرين معناها فمنهم من زعم ان معناها ان كان للرحمن ولد في قولكم فانا اول من عبدالله وحده و دفع ان يكون له ولد و منهم من قال ان ان

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 6 *»

نافية اي ما كان للرحمن ولد فانا اول العابدين المقرين بذلك و منهم من قال ان العبادة بمعني الانفة اي انا اول الانفين و منهم من قال ان معناها لو كان له ولد فانا اول العابدين بان له ولداً ولكن لاولد له فاعلم انه لاشك ان كلمة ان الشرطية مخصوصة بمقام الشك و قيام الاحتمال و هي غير لائقة بمقام الامتناع و قد وضع له لفظة لو كما قال سبحانه لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا و لكن للمجادل بالتي هي احسن مع خصمه مقامات في الحجاج و اظهار النصفة فالحكيم المجادل بالتي هي احسن يدرج الخصم من مقام الانكار الي الشك ثم الي الظن بالحق ثم الي اليقين حتي لايكلفه شططا و لايحمله علي ما يستوحش منه فلاجل ذلك يؤتي في اول الامر بلفظ يحمله علي الاحتمال و يظهر له اني ايضاً مرتاد مثلك استيناساً له كما قال ابرهيم هذا ربي و كما قال النبي صلي الله عليه و آله ان كان من عندالله ثم كثرتم به الاية و قال و انا او اياكم لعلي هدي او في ضلال مبين و القرآن و الاحاديث مشحونان بهذا النحو من الاستدلال فلاجل ذلك اتي بلفظة اِن الدالة علي الشك فكانه قال لايخلوا الامر في الواقع من امرين اما لا يكون له ولد فالحق معي و يجب عليكم اتباعي و اما يكون له ولد فان كان له ولد فأتوا له بسلطان و برهان اتبعكم انا فانا اول العابدين غير مستكبر عن الواقع و غير مستأنف و ان اتيتم ببرهان فانا اسبقكم في العبادة و الخلوص و شدة العبادة سبقاً دهرياً و ان اكون متأخراً عنكم في الزمان لكن اعبده حتي اكون اقرب من كلكم اليه فاكون اول العابدين و اسبقهم في الدرجة و الرتبة و اعلموا اني لست بمستكبر و لا بمستنكف عن عبادة الله و وصفه بما هو الحق فان كان له ولد و كنت اعلم ذلك منه فانا كنت اول من يعبده ولست بمعاند للحق مستكبر عليه مستأنف عنه فاذا صرت الان اجحده فاعلموا انه ليس له ولد و لو كان له ولد ما سبقتموني الي عبادته و لكن ليس لكم برهان و اما انا فلي برهان منها انه لواراد الله ان يتخذ ولداً لاصطفي مما يخلق ما يشاء لان يكون زوجة له فان الله سبحانه ليس بانثي حتي تلد و لابد له من زوجة تلد له و انتم لاتقولون بانه انثي و له زوج

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 7 *»

و لا تقولون بان له زوجة فكيف تقولون بانه يلد فاتي هنا بلفظة لو فانها في مقام البرهان علي نفيه ثم اتي ببرهان آخر و قال ما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا ان كل من في السموات و الارض الا آتي الرحمن عبداً لقد احصاهم و عدهم عداً. فسماه بالرحمن المهيمن علي الكل الذي لانظير له و لا قرين فكيف يجوز ان يكون للرحمن ولد او زوجة هذا و كل ما سوي الحق خلق و عبد فالعبد الذي يخلقه الله لا من شي‏ء كيف يصير ولداً للرحمن الشامل رحمة ايجاده ما سواه فقولكم اتخذ الرحمن ولداً كلام متناقض فان الرحمن هو المتفرد الشامل رحمته من سواه فجميع ما سواه موجود برحمته الايجادية فكيف يصير الخلق ولد الخالق و الحادث ولد الموجد بالجملة قوله ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين في مقام المداراة مع الخصم و ذلك طريق مجادلة الحكيم ثم رقاهم من مقام الشك الي مقام اليقين ان لم يجحدوا و اتم عليهم الحجة فقال سبحان رب السموات و الارض و رب العرش عما يصفون فقال انكم تقرون انه رب السموات و الارض و رب الملك كما قال و شرح في الايات الاتية و قال فذرهم يخوضوا و يلعبوا حتي يلاقوا يومهم الذي يوعدون و هو الذي في السماء اله و في الارض اله و هو الحكيم العليم و تبارك الذي له ملك السموات و الارض و ما بينهما و عنده علم الساعة و اليه ترجعون و لا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة الا من شهد بالحق و هم يعلمون و لئن سالتهم من خلقهم ليقولن الله فاني يؤفكون. انظر الي رسم الحجاج و اقامة البرهان من مسلماتهم و الاعذار و الانذار علي اكمل وجه و كذا قال في آي اخر في اوائل هذه السورة و لئن سالتهم من خلق السموات و الارض ليقولن خلقهن العزيز العليم. و قال في غيرها و لئن سالتهم من خلق السموات و الارض و سخر الشمس و القمر ليقولن الله فاني يؤفكون. و قال و لئن سالتهم من نزل من السماء ماءاً فاحيي به الارض بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل اكثرهم لايعقلون. بالجملة انزلهم في اول الامر منزلة الشك ثم رقاهم الي الظن بتسبيحه ثم انذرهم ثم اتي لهم البرهان من مسلماتهم فاذا كان جميع الملك و ما سواه خلقه

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 8 *»

لايجوز ان يصيروا ولداً له و اما ماروي عن اميرالمؤمنين عليه السلام ان معناها فانا اول الجاحدين و التأويل في هذا القول باطنه مضاد لظاهره فليس ينافي ما ذكرنا فانه صلي الله عليه و آله اراد بظاهر هذا القول مداراة الخصم واراد بباطنه انه اول الجاحدين للولد و نفس هذه المحاجة لاظهار جحوده الولد فاول العابدين لله الواحد القهار هو اول الجاحدين للولد البتة ألاتري ان اميرالمؤمنين سمي ذلك تأويلاً و سماه خلاف الظاهر و اثبت ان ظاهره مضاد باطنه فان ظاهره تقريب و باطنه تقريع بالجملة لسنا بصدد تفسير مالم نكن بصدده و غرضنا انه صلي الله عليه و آله اول العابدين و هي نص في المقام و يدل علي ذلك ماوراه في الكافي بسنده عن الحلبي عن ابي عبدالله عليه السلام في حديث في الذر و دخولها النار فيرون ان رسول الله صلي الله عليه و آله اول من دخل تلك النار فذلك قوله جل و عز قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين فهو صلي الله عليه و آله اول العابدين و اسبقهم و اقربهم الي المعبود و اعلاهم درجة و ان وجد في الزمان بعد كثير من الخلق و معلوم ان جميع الخلق عبد لله و ان كل من في السماوات و الارض الا اتي الرحمن عبداً. فهو اول العابدين للمعبود و اقربهم اليه و اسبقهم الي العبادة دهراً و درجة و رتبة فهذه احدي الايات الناصة علي انه صلي الله عليه و آله اول من عبدالله و كل شي‏ء عبد داخر لله بالضرورة كل قد علم صلوته و تسبيحه و ان من شي‏ء الا يسبح بحمده و لكن لاتفقهون تسبيحهم.

و منها قوله تعالي قل انني هداني ربي الي صراط مستقيم دينا قيما ملة ابرهيم حنيفا و ما كان من المشركين قل ان صلوتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين لا شريك له و بذلك امرت و انا اول المسلمين. و لا شك ان له اسلم من في السموات و الارض و ان الدين عندالله الاسلام و من يبتغ غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه فكل متدين لله سبحانه مسلم و كل شي‏ء يدين لله بالعبودية فكل شي‏ء مسلم لله سبحانه يقيناً و هو اول المسلمين فهو اول الموجودات و لا ينقض ذلك قول موسي عليه السلام سبحانك تبت اليك و انا اول المؤمنين فان المراد اول

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 9 *»

من آمن من بني اسرائيل بانك لاتري علي حذو قول السحرة انا نطمع ان يغفرلنا ربنا خطايانا ان كنا اول المؤمنين يعنون اول من آمن في ذلك المشهد و لم يعنوا به اول من آمن من الموجودات هذا و رسول الله صلي الله عليه و آله اشرف من موسي بالضرورة و الاول لا يتعدد فلا يعقل ان يكون محمد صلي الله عليه و آله اول من آمن و اسلم و يكون موسي عليه السلام اول من آمن فكون درجة موسي ادون من درجة النبي صلي الله عليه و آله شاهد علي ان اولية موسي عليه السلام اضافية لا حقيقية و منها قوله تعالي قل اني امرت ان اعبدالله مخلصاً له الدين و امرت لان اكون اول المسلمين. و الاستدلال بها ايضاً علي نحو الاية السابقة فالنبي المعصوم اذا امر بشي‏ء يفعله فاذا امر ان يكون اول المسلمين يسلم قبل كل احد فهو اقرب الخلق الي الله سبحانه لانه اول من اسلم و انما الاسلام للتقرب الي الله سبحانه و اعتبر بما بعدها قل اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم يعني به انه امرني ان اكون اول المسلمين فلا اعصينه و لا اخالفنه بل اطيعه و اكون اول من اسلم و فيها نكتة عجيبة اخري في قوله امرت لان اكون فاتي بلام التعليل و الغرض اني امرت بان اعبدالله مخلصاً له الدين لان اكون اول المسلمين و لم يؤمر بهذا الاخلاص غيري و لا يقدر عليه غيري فان الاخلاص الحقيقي لله الاحد لايتأتي من غير المعصوم الاعظم و كل من سويه فهو محروم عن الانقطاع عن جميع ما سوي الاحد حتي عن العبادة و المعبودية علي معني ان المحبة حجاب بين المحب و المحبوب و خير الزيارة فقدان المزور و لذلك قال بعده قل الله اعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ماشئتم من دونه ‏اي اخلص له ديني حتي اكون اول المسلمين و هذا الاخلاص مقام قد انحط عن نيله مقام كل نبي و بذلك صار اول الخلق اجمعين فافهم ان كنت تفهم.

و منها قوله تعالي قل اني امرت ان اكون اول من اسلم و لا تكونن من المشركين قل اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم فاذا امر بان يكون

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 10 *»

كينونته اول الكائنات المسلمة و هو معصوم يخاف من معصية الله فقد اطاع فكان اول من اسلم و كل منقاد للمشية الكونية مسلم كوناً و كل منقاد للمشية الشرعية مسلم شرعاً فهو صلي الله عليه و آله امر كوناً و شرعاً ان يكون اولاً فكان اي قيل له كن اول موجود فكان و كن اول مسلم و مؤمن و عابد فكان و فيها اشارة اخري ان خلقته عليه السلام غير خلقة سائر الخلق و ليس انه قال الله لجميع الخلق علي حد سواء كونوا و اسلموا فسبقهم من غير ان يخصه الله تعالي بالخطاب بل امره الله سبحانه في مقامه الاعلي الخاص به بان يكون اولاً لما علم من شدة استعداده بحيث يكاد زيتها يضيي‏ء و لو لم تمسسه نار فكان اولاً و امره مع المؤمنين في مقام الامامة و القطبية فسبقهم في الاقرار و الاشارة الي ذلك ان الله سبحانه دعا كل شي‏ء بلسان نفسه الي الاسلام و الايمان حيث سأله كل قابلية ان يسأله فدعا اكمل القوابل و اشرفها بلسان نفسه فخصه بتلك الدعوة من دون سائر القوابل فقال له كن اول المسلمين فكان اول المسلمين حيث لاسماء مبنية و لاارض مدحية فكان قبلها جميعاً بالف الف دهر ثم لما خلق سائر الخلق دعاهم بلسان حقيقتهم الكلية السارية في جميعها فسبقها اشرفها و اكملها و لنا ان نقول انه تعالي خصه ايضاً في هذا المقام بالامر بالاسلام اذا لاحظنا التفصيل فلم يؤمر بذلك الخطاب الخاص التفصيلي غيره صلي الله عليه و آله فلم يكن غيره صلي الله عليه و آله ايضاً في المقام الثاني اول فافهم فانه دقيق.

و منها قوله تعالي النبي اولي بالمؤمنين من انفسهم و ازواجه امهاتهم و اولوا الارحام بعضهم اولي ببعض في كتاب الله و انت تعلم ان جميع ما سوي الله سبحانه مؤمن به سبحانه و بمشيته كوناً يسبح بحمده و لم يقل الله سبحانه المؤمنين الشرعيين و الجمع المحلي باللام علي الاطلاق يفيد العوم في الشرع و الكون فالذي هو اولي بجميع الكائنات من انفسها اي هي بان تكون له اولي بان تكون لها محيط بها نافذ فيها به تأصلها و وجودها و هي ظهور له و هو فيها اظهر منها فهو اسبق منها جميعاً مؤثر لها و هي قائمة به قيام الاثر بمؤثره و نص فيها ان اولي الارحام اي ارحام النبي بعضهم اولي ببعض فبعضهم يرثه ماله بمالايرثه مثله غيره

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 11 *»

و هم آله صلوات الله عليهم اجماعاً منا و في الزيارة الجامعة اشهد ان ارواحكم و نوركم و طينتكم واحدة طابت و طهرت بعضها من بعض فهذه الاية ايضاً من الايات الناصة علي تقدمه و سبقه صلي الله عليه و اله علي جميع الكائنات.

و منها قوله تعالي يا ايها الذين امنوا لاتقدموا بين يدي الله و رسوله و اتقوا الله ان الله سميع عليم. و قوله تعالي آمنوا مطلق و لا يجوز تقييد الكتاب من غير قرينة قطعية و حيث لاقرينة وجب اخذه باطلاقه فقوله آمنوا يعم الكونيات و الشرعيات جميعا فكما امر نبيه صلي الله عليه و آله ان يكون اول من اسلم لصفاء قابليته و كمال استعداده نهي ما سواه ان يتقدم عليه لكدورة قابليته و نقصان استعداده و النهي في الكون كوني و في الشرع شرعي و جميع ما سواه آثاره كما يأتي و امر المؤثر ان يكون مقدماً لانه يخلق كل شي‏ء علي ما هو به هو و ما المؤثر به هو هو ان يكون مقدماً علي الآثار موجداً لها و نهي الاثار ان تتقدم علي المؤثر لان ما الاثر به هو هو ان يكون متأخراً عن المؤثر تابعاً له في الوجود قائما به فهذه الاية باطلاقها ايضاً من الايات الناصة علي لزوم تأخر كل ما دخل عرصة الوجود و الايمان بالله و بمشيته و التصديق لها بكينونته و الاقرار بها بوجوده الذي لاتأصل له الا بارائتها عن وجوده المبارك صلي الله عليه و آله بلا ارتياب و شك.

و منها قوله تعالي تبارك الذي نزل الفرقان علي عبده ليكون  للعالمين نذيرا و العالمون جمع محلي باللام يفيد العموم و العالم ما سوي الله تعالي و العالمون اهل جميع العالم و هم الذين قال الله تعالي الحمد لله رب العالمين فالعالمون الذي الله ربهم محمد صلي الله عليه و آله نذيرهم  فهو صلي الله عليه و آله نذير لجميع ما سوي الله سبحانه و النذير لابد و ان يكون واسطة بين الله سبحانه و بين المنذرين لانه السفير بين الله و بين خلقه بالبداهة و رسول من عندالله اليهم فهو السابق عليهم المتقدم و اقرب منهم الي الله فهو اول الخلق بنص هذه الاية ايضاً الي غير ذلك من الايات الدالة بالملازمة و الدلالات الخفية علي انه اشرف الكائنات و اول الموجودات و لا يخفي علي اهل النظر و البصارة.

 

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 12 *»

الباب الثاني

في الاخبار الناصة علي ذلك بلفظ اول ما خلق الله و هي كثيرة فمنها مارواه في العوالم من كتاب رياض الجنان لفضل الله بن محمود الفارسي قال و منه مارواه جابر بن عبدالله قال قلت لرسول الله صلي الله عليه و آله اول شي‏ء خلق الله تعالي ما هو فقال نور نبيك يا جابر خلقه‏ الله ثم خلق منه كل خير ثم اقامه بين يديه في مقام القرب ما شاء الله ثم جعله اقساماً فخلق القلم من قسم و اللوح من قسم و الجنة من قسم و اقام القسم الرابع في مقام الخوف ماشاءالله ثم جعله اجزاء فخلق الملئكة من جزء و الشمس من جزء و القمر و الكواكب من جزء و اقام القسم الرابع في مقام الحياء ما شاء الله ثم نظر اليه بعين الهيبة فرشح ذلك النور و قطرت منه مائة الف و اربعة و عشرون الف قطرة فخلق الله من كل قطرة روح نبي و رسول ثم نفست ارواح الانبياء فخلق الله من انفاسها ارواح الاولياء و الشهداء و الصالحين و منه ما رواه جابر بن عبدالله في تفسير قوله تعالي كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله اول ما خلق الله نوري ابتدعه من نوره و اشتقه من جلال عظمته فاقبل يطوف بالقدرة حتي وصل الي جلال العظمة في ثمانين الف سنة ثم سجد لله تعظيماً ففتق منه نور علي عليه السلام فكان نوري محيطاً بالعظمة و نور علي عليه السلام محيطاً بالقدرة ثم خلق العرش و اللوح و الشمس و ضوء النهار و نور الابصار و العقل و المعرفة و ابصار العباد و اسماعهم و قلوبهم من نوري و نوري مشتق من نوره فنحن الاولون و نحن الاخرون و نحن السابقون و نحن المسبحون و نحن الشافعون و نحن كلمة الله و نحن خاصة الله و نحن احباؤالله و نحن وجه الله و نحن جنب الله و نحن يمين الله و نحن امناؤالله و نحن خزنة وحي الله و سدنة غيب الله و نحن معدن التنزيل و معني التأويل و في ابياتنا هبط جبرئيل و نحن محال قدس الله و نحن مصابيح الحكمة و نحن مفاتيح الرحمة و نحن ينابيع النعمة و نحن شرف الامة و نحن سادة

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 13 *»

الائمة و نحن نواميس العصر و احبار الدهر و نحن سادة العباد و نحن ساسة البلاد و نحن الكفاة و الولاة و الحماة و الدعاة و السقاة و الرعاة و طريق النجاة و نحن السبيل و السلسبيل و نحن النهج القويم و الطريق المستقيم من آمن بنا آمن بالله و من رد علينا رد علي الله و من شك فينا شك في الله و من عرفنا عرف الله و من تولي عنا تولي عن الله و من اطاعنا اطاع الله و نحن الوسيلة الي الله و الوصلة الي رضوان الله و لنا العصمة و الخلافة و الهداية و فينا النبوة و الولاية و الامامة و نحن معدن الحكمة و باب الرحمة و شجرة العصمة و نحن كلمة التقوي و المثل الاعلي و الحجة العظمي و العروة الوثقي التي من تمسك بها نجي و من رياض الجنان باسناده  مرفوعا الي جابربن يزيد الجعفي قال قال ابوجعفر محمدبن علي الباقر عليه السلام يا جابر كان الله و لا شي‏ء غيره و لا معلوم و لا مجهول فاول ما ابتدء من خلق خلقه ان خلق محمداً و خلقنا اهل البيت معه من نوره و عظمته فاوقفنا اظلة خضراء بين يديه و يأتي تمام الخبر و فيه ما يدل علي ذلك ايضاً في آخره حيث يقول فنحن اول خلق الله و اول خلق عبدالله و سبحه و نحن سبب خلق الخلق و سبب تسبيحهم و عبادتهم من الملئكة و الادميين فبنا عرف الله و بنا وحدالله و بنا عبدالله و بنا اكرم الله من اكرم من جميع خلقه و بنا اثاب من اثاب و بنا عاقب من عاقب ثم تلاقوله و انا لنحن الصافون و انا لنحن المسبحون و قوله تعالي قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين فرسول الله صلي الله عليه و آله اول من عبدالله و اول من انكر ان يكون له ولد او شريك ثم نحن بعد رسول الله ثم اودعنا بذلك النور صلب آدم عليه السلام فما زال ذلك النور ينتقل من الاصلاب و الارحام من صلب الي صلب و لااستقر في صلب الا تبين عن الذي انتقل منه انتقاله و شرف الذي استقر فيه حتي صار في صلب عبدالمطلب فوقع بام عبدالله فاطمة فافترق النور جزئين جزء في عبدالله و جزء في ابيطالب فذلك قوله تعالي و تقلبك في الساجدين يعني في اصلاب النبيين و ارحام نسائهم

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 14 *»

فعلي هذا اجرانا الله في الاصلاب و الارحام و ولدنا الاباء و الامهات من لدن آدم و من كتاب اكمال الدين و عيون اخبار الرضا و علل الشرايع بسنده عن الهروي عن الرضا عن آبائه عن اميرالمؤمنين عليهم السلام قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله ما خلق الله عزوجل خلقا افضل مني و لا اكرم عليه مني قال علي عليه السلام فقلت يا رسول الله فانت افضل او جبرئيل فقال عليه السلام يا علي ان الله تبارك و تعالي فضل الانبياء المرسلين علي ملئكته المقربين و فضلني علي جميع النبيين و المرسلين و الفضل بعدي لك يا علي و للائمة من بعدك و ان الملئكة لخدامنا و خدام محبينا يا علي الذين يحملون العرش و من حوله يسبحون بحمد ربهم و يستغفرون للذين آمنوا بولايتنا يا علي لولا نحن ما خلق آدم و لا حواء و لا الجنة و لا النار و لا السماء و لا الارض فكيف لانكون افضل من الملئكة و قد سبقناهم الي معرفة ربنا و تسبيحه و تهليله و تقديسه لان اول ما خلق الله عزوجل خلق ارواحنا فانطقنا بتوحيده و تحميده ثم خلق الملئكة فلما شاهدوا ارواحنا نوراً واحداً استعظموا امرنا فسبحنا لتعلم الملئكة انا نحن مخلوقون و انه منزه عن صفاتنا فسبحت الملئكة بتسبيحنا و نزهته عن صفاتنا فلما شاهدوا عظم شأننا هللنا لتعلم الملئكة ان لا اله الا الله و انا عبيد و لسنا بآلهة يجب ان نعبد معه او دونه فقالوا لا اله الا الله فلما شاهدوا كبر محلنا كبرنا لتعلم الملئكة ان الله اكبر من ان ينال عظم المحل الا به فلما شاهدوا ماجعله لنا من العز و القوة قلنا لا حول و لا قوة الا بالله لتعلم الملئكة ان لا حول لنا و لا قوة الا بالله فلما شاهدوا ما انعم الله به علينا فاوجبه لنا من فرض الطاعة قلنا الحمدلله لتعلم الملئكة ما يحق لله تعالي ذكره علينا من الحمد علي نعمته فقالت الملئكة الحمد لله فبنا اهتدوا الي معرفة توحيد الله و تسبيحه و تهليله و تحميده و تمجيده ثم ان الله تبارك و تعالي خلق آدم فاودعنا صلبه و امر الملئكة بالسجود له تعظيما لنا و اكراماً و كان سجودهم لله عزوجل عبودية و لادم اكراماً و طاعة لكوننا في صلبه فكيف لانكون افضل من

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 15 *»

الملئكة و قد سجدوا لادم كلهم اجمعون و انه لما عرج بي الي السماء اذن جبرئيل مثني مثني و اقام مثني مثني ثم قال لي تقدم يا محمد فقلت له يا جبرئيل اتقدم عليك فقال نعم لان الله تبارك و تعالي فضل انبيائه علي ملئكته اجمعين و فضلك خاصة و تقدمت و صليت و لا فخر فلما انتهيت الي حجب النور قال لي جبرئيل تقدم يا محمد و تخلف عني فقلت يا جبرئيل في مثل هذا الموضع تفارقني فقال يا محمد ان انتهاء حدي الذي وضعني الله عزوجل فيه الي هذا المكان فان تجاوزته احترقت اجنحتي بتعدي حدود ربي جل جلاله فزخ بي في النور زخة حتي انتهيت الي حيث ماشاءالله من علو مكانه فنوديت يا محمد فقلت لبيك ربي و سعديك تباركت و تعاليت فنوديت يا محمد انت عبدي و انا ربك فاياي فاعبد و علي فتوكل فانك نوري في عبادي و رسولي الي خلقي و حجتي علي بريتي لك و لمن اتبعك خلقت جنتي و لمن خالفك خلقت ناري و  لاوصيائك اوجبت كرامتي و لشيعتهم اوجبت ثوابي فقلت يا رب من اوصيائي فنوديت يا محمد اوصياؤك المكتوبون علي ساق عرشي فنظرت و انا بين يدي ربي جل جلاله الي ساق العرش فرأيت اثني عشر نوراً في كل نور سطر اخضر عليه اسم وصي من اوصيائي اولهم علي بن ابي طالب و آخرهم مهدي امتي فقلت يارب هؤلاء اوصيائي من بعدي فنوديت يا محمد هؤلاء اوليائي اوصيائي اصفيائي و حججي بعدك علي بريتي و هم اوصياؤك و خلفاؤك و خير خلقي بعدك و عزتي و جلالي لاظهرن بهم ديني و لاعلين بهم كلمتي و لاطهرن الارض باخرهم من اعدائي و لاملكنه مشارق الارض و مغاربها و لاسخرن له الرياح و لاذللن له السحاب الصعاب و لارقينه في الاسباب فلانصرنه بجندي و لامدنه بملئكتي حتي تعلو دعوتي و تجمع الخلق علي دعوتي ثم لاديمن ملكه ولاداولن الايام بين اوليائي الي يوم القيمة و في المشارق مرسلا عن النبي صلي الله عليه و آله اول ما خلق الله نوري ثم فتق منه نور علي فلم نزل نتردد في النور حتي وصلنا الي حجاب العظمة

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 16 *»

في ثمانين الف سنة ثم خلق الخلق من نورنا فنحن صنائع الله و الخلق من بعد صنائع لنا قال الشيخ رجب يؤيد ذلك مارواه جابربن عبدالله في تفسير قوله كنتم خير امة اخرجت للناس قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله اول ما خلق الله نوري ابتدعه من نوره و اشتقه من جلال عظمته فاقبل يطوف بالقدرة حتي وصل الي جلال العظمة في ثمانين الف سنة ثم سجدلله تعظيماً ففتق منه نور علي و كان نوري محيطاً بالعظمة و نور علي محيطا بالقدرة ثم خلق العرش و اللوح و الشمس و القمر و النجوم و ضوء النهار و ضوء الابصار و العقل و المعرفة و ابصار العباد و اسماعهم و قلوبهم من نوري و نوري مشتق من نوره فنحن الاولون و نحن الاخرون و نحن السابقون و نحن الشافعون و نحن كلمة الله و نحن خاصة الله و نحن احباؤالله و نحن وجه الله و نحن امناؤها الله و نحن خزنة وحي الله و سدنة غيب‏الله و نحن معدن التنزيل و عندنا معني التأويل و في ابياتنا هبط جبرئيل و نحن مختلف امر الله و نحن منتهي غيب الله و نحن محال قدس الله و نحن مصابيح الحكمة و مفاتيح الرحمة و ينابيع النعمة و نحن شرف الامة و سادة الائمة و نحن الولاة و الهداة و الدعاة و السقاة و الحماة و حبنا طريق النجاة و عين الحيوة و نحن السبيل و السلسبيل و المنهج القويم والصراط المستقيم من آمن بنا آمن بالله و من رد علينا رد علي الله و من شك فينا شك في الله و من عرفنا عرف الله و من تولي عنا تولي عن الله و من تبعنا اطاع الله و نحن الوسيلة الي الله و الوصلة الي رضوان الله و لنا العصمة و الخلافة و فينا النبوة و الامامة و الولاية و نحن معدن الحكمة و باب الرحمة و نحن كلمة التقوي و  المثل الاعلي و الحجة العظمي و العروة الوثقي من تمسك بها نجا و تمت البشري و في نهج البلاغه في كتاب الي معوية نحن صنائع الله و الخلق بعد صنائع لنا. الكتاب ذكرته تاييداً لحديث مر آنفاً بهذا المضمون و في المشارق في الخطبة الطتنجية انا الاول انا الاخر انا الباطن انا الظاهر انا

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 17 *»

مع الكور قبل الكور انا مع الدور قبل الدور انا مع القلم قبل القلم انا مع اللوح قبل اللوح انا صاحب الازلية الاولية انا صاحب جابلقا و جابرصا انا صاحب الرفرف و بهرم انا مدبر العالم العالم الاول حين لا سمائكم هذه و لا غبرائكم. و في حلية الابرار عن الكليني بسنده الي جابر بن يزيد قال قال لي ابوجعفر عليه السلام يا جابر ان الله اول ما خلق خلق محمداً و عترته الهداة المهتدين فكانوا اشباح نور بين يدي الله قلت و ما الاشباح قال ظل النور ابدان نورانية بلا ارواح و كان مؤيداً بروح واحد و هي روح القدس فبه كان يعبد الله و عترته و لذلك خلقهم حلماء علماء بررة اصفياء يعبدون الله بالصلوة و الصوم و السجود و التسبيح و التهليل و يصلون الصلوة و يحجون و يصومون و في البحار عن جعفر بن محمد الاحمسي باسناده عن ابي ذر الغفاري عن النبي صلي الله عليه و آله في خبر طويل في وصف المعراج ساقه الي ان قال قلت يا ملئكة ربي هل تعرفونا حق معرفتنا  فقالوا يا نبي الله و كيف لانعرفكم و انتم اول ما خلق الله خلقكم اشباح نور من نوره في نور من سناء عزه و من سناء ملكه و من نور وجهه الكريم و جعل لكم مقاعد في ملكوت سلطانه و عرشه علي الماء قبل ان تكون السماء مبنية و الارض مدحية ثم خلق السموات و الارض في ستة ايام ثم رفع العرش الي السماء السابعة فاستوي علي عرشه و انتم امام عرشه تسبحون و تقدسون و تكبرون ثم خلق الملئكة من بدو ما اراد من انوار شتي و كنا نمر بكم و انتم تسبحون و تحمدون و تهللون و تكبرون و تمجدون و تقدسون فنسبح و نقدس و نمجد و نكبر و نهلل بتسبيحكم و تحميدكم و تهليلكم و تكبيركم و تقديسكم و تمجيدكم فما نزل من الله فاليكم و ما صعد الي الله فمن عندكم فلم لانعرفكم اقرأ عليا منا السلام و ساقه الي ان قال ثم عرج بي الي السماء السابعة فسمعت الملئكة يقولون لما ان رأوني: الحمدلله الذي صدقنا وعده ثم تلقوني و سلموا علي و قالوا لي مثل مقالة اصحابهم فقلت يا ملئكة ربي سمعتكم تقولون

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 18 *»

الحمدلله الذي صدقنا وعده فما الذي صدقكم قالوا يا نبي الله ان الله تبارك و تعالي لما ان خلقكم اشباح نور من سناء نوره و من سناء عزه و جعل لكم مقاعد في ملكوت سلطانه عرض ولايتكم علينا و رسخت في قلوبنا فشكونا محبتك الي الله فوعد ربنا ان يريناك في السماء معنا الخبر. و في البحار عن النبي صلي الله عليه و آله في خطبة له ايها الناس ان الله تبارك و تعالي خلقني و اهل بيتي من طينة لم يخلق منها احداً غيرنا فكنا ا ول من ابتدأ من خلقه فلما خلقنا فتق بنورنا كل ظلمة و احيي بنا كل طينة طيبة و امات بناكل طينة خبيثة ثم قال هؤلاء خيار خلقي و حملة عرشي و خزان علمي و سادة اهل السماء و الارض هؤلاء الابرار المهتدون المهتدي بهم من جائني بطاعتهم و ولايتهم اولجته جنتي و كرامتي و من جائني بعداوتهم و البرائة منهم اولجته ناري و ضاعفت عليه عذابي و ذلك جزاء الظالمين ثم قال نحن اهل الايمان بالله ملاكه و تمامه حقاً حقاً و بناسداد الاعمال الصالحة و نحن وصية الله في الاولين و الاخرين و ان منا الرقيب علي خلق الله و نحن قسم الله اقسم بناحيث يقول الله تعالي اتقوا الله الذي تسائلون به و الارحام ان الله كان عليكم رقيبا الخبر.

الباب الثالث

و مما ورد في الاخبار بلفظ كونهم اول من اجاب و من سبق الي بلي و امثال ذلك مارواه في العوالم نقلا من الكنز روي الصدوق رحمه الله في كتاب المعراج عن رجاله الي ابن عباس قال سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و هو يخاطب علياً و ساق الحديث الي ان قال ثم خلق آدم و استودع صلبه تلك الطينة و النور فلما خلقه استخرج ذريته من ظهره فاستنطقهم و قررهم بربوبيته فاول خلق الله اقرله بالربوبية انا و انت و النبيون علي قدر منازلهم و قربهم من الله عزوجل فقال الله تبارك و تعالي صدقتما و اقررتما يا محمد و يا علي و سبقتما خلقي الي

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 19 *»

طاعتي و كذلك كنتما في سابق علمي فيكما فانتما صفوتي من خلقي و الائمة من ذريتكما و شيعتكما و كذلك خلقتكم الخبر و هو طويل و رواه من كتاب المحتضر للحسن بن سليمان مما رواه من كتاب المعراج عن الصدوق عن الحسن بن محمد بن سعد عن فرات بن ابرهيم عن محمد بن ظهر عن احمدبن عبدالملك عن الحسين بن راشد و الفضل بن جعفر عن اسحق بن بشر عن ليث بن ابي سليم عن ابن عباس قال سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله لما اسري به الي السماء السابعة ثم اهبط الي الارض يقول لعلي بن ابيطالب عليه السلام يا علي ان الله تبارك و تعالي كان وساق الحديث مثل مامر و من كتاب المحتضر للحسن بن سليمان بسنده عن جابر عن ابي جعفر عليه السلام في حديث يأتي ثم اخرج ذريته من صلبه فاخذ عليهم الميثاق له بالربوبية و لمحمد بالنبوة و لعلي بالولاية اقرمنهم من اقر وجحد من جحد فكنا اول من اقر بذلك و فيه ايضاً ثم ترائي لهم باخذ الميثاق منهم له بالربوبية و كنا اول من قال بلي عند قوله الست بربكم الخبر و في الكافي بسنده عن صالح بن سهل عن ابي عبدالله عليه السلام ان بعض قريش قال لرسول الله صلي الله عليه و آله باي شي‏ء سبقت الانبياء و قد بعثت آخرهم و خاتمهم قال اني كنت اول من آمن بربي و اول من اجاب حيث اخذ الله ميثاق النبيين و اشهدهم علي انفسهم الست بربكم فكنت انا اول نبي قال بلي فسبقتهم بالاقرار بالله عزوجل و بسنده عن عبدالله بن سنان قال قلت لابي عبدالله عليه السلام جعلت فداك الي ان قال قال عليه السلام في اهل عالم الذر ثم رفع لهم ناراً فقال ادخلوها باذني فكان اول من دخلها محمد صلي الله عليه و آله ثم اتبعه اولوالعزم من الرسل و اوصياؤهم و اتباعهم و في البحار بسنده الي ابن سنان قال قال ابوعبدالله عليه السلام اول من سبق من الرسل الي بلي رسول الله صلي الله عليه و آله و ذلك انه كان اقرب الخلق الي الله تبارك و تعالي و فيه بسنده عن داود الرقي عن ابي عبدالله عليه السلام قال لما

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 20 *»

اراد الله عزوجل ان يخلق الخلق خلقهم و نشرهم بين يديه ثم قال لهم من ربكم فاول من نطق رسول الله صلي الله عليه و آله و اميرالمؤمنين و الائمة صلوات الله عليهم اجمعين فقالوا انت ربنا فحملهم العلم و الدين ثم قال للملئكة هؤلاء حملة ديني و علمي و امنائي في خلقي و هم المسئولون ثم قال لبني آدم اقروا لله بالربوبية و لهؤلاء النفر بالطاعة و الولاية فقالوا نعم ربنا اقررنا فقال الله جل جلاله للمئلكة اشهدوا فقالت الملئكة شهدنا علي ان لايقولوا غداً انا كنا عن هذا غافلين او يقولوا انما اشرك آباؤنا من قبل و كنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون يا داود الانبياء مؤكدة عليهم في الميثاق و فيه بسنده عن صالح بن سهل عن ابي عبدالله عليه السلام قال سئل رسول الله صلي الله عليه و آله باي شي‏ء سبقت ولد آدم قال اني اول من اقر ببلي ان الله اخذ ميثاق النبيين و اشهدهم علي انفسهم الست بربكم قالوا بلي فكنت اول من اجاب و فيه بسنده عن زرارة قال سألت اباعبدالله عليه السلام عن قول الله و اذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم الي بلي قال كان محمد عليه و آله السلام اول من قال بلي الي غير ذلك من الروايات الظاهرة في هذا المعني لاهل الدرايات فمن تصفح الكتب امكنه جمع كثير منها ولكني رجل لي شؤن كثيرة و اشغال وافرة لااقدر علي تصفح الكتب و اخراج الشواهد منها و من تصفح كتبي عرف ذلك و مع ذلك قد اجتمع ببركة آل الله عليهم صلوات الله ما يزيد علي حد التواتر المعنوي.

الباب الرابع

و مما ورد في الاخبار في معني خلقهم قبل سائر المخلوقات مارواه في غاية المرام في حديث حط الاصنام عن ابن بابويه بسنده عن ابي ذر قال سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول خلقت انا و علي بن ابي طالب من نور واحد نسبح الله تعالي عند العرش قبل ان يخلق آدم بالفي عام و عنه عن انس بن مالك عن النبي صلي الله عليه و آله في حديث طويل خلقني الله تعالي و اهل بيتي من نور واحد

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 21 *»

قبل ان يخلق آدم بتسعة آلاف عام الي ان قال عن الله لولاكم ما خلقت الدنيا و لا الاخرة و لا الجنة و لا النار و عن الكليني بسنده عن مرازم عن ابي عبدالله عليه السلام قال قال الله تبارك و تعالي يا محمد اني خلقتك و علياً نوراً يعني روحاً بلا بدن قبل ان اخلق سمواتي و ارضي و عرشي و بحري فلم ازل تهللني و تمجدني ثم جمعت روحيكما فجعلتهما واحدة فكانت تمجدني و تقدسني و تهللني ثم قسمتهما ثنتين و قسمت الثنتين ثنتين فصارت اربعة محمد واحد و علي واحد و الحسن و الحسين ثنتين ثم خلق الله فاطمة من نور ابتدأها روحاً بلا بدن ثم مسحنا بيمينه فافضي نوره فينا و مارواه في العوالم نقلاً من الكنز روي الصدوق رحمه الله في كتاب المعراج عن رجاله عن ابن عباس قال سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و هو يخاطب عليا عليه السلام و يقول يا علي ان الله تبارك و تعالي كان و لا شي‏ء معه فخلقني و خلقك روحين من نور جلاله فكنا امام عرش رب العالمين نسبح الله و نقدسه و نحمده و نهلله ذلك قبل ان يخلق السموات و الارضين فلما اراد ان يخلق آدم خلقني و اياك من طينة واحدة من طينة عليين و عجننا بذلك النور و غمسنا في جميع الانوار و انهار الجنة ثم خلق آدم و يأتي الخبر في الباب الاتي و رواه من كتاب المحتضر للحسن بن سليمان مما رواه من كتاب المعراج عن الصدوق عن الحسن بن محمد بن سعد عن فرات بن ابرهيم عند محمد بن ظهر عن احمد بن عبدالملك عن الحسين بن راشد و الفضل بن جعفر عن اسحق بن بشر عن ليث بن ابي سليم عن ابن عباس قال سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله لما اسري به الي السماء السابعة ثم اهبط الي الارض يقول لعلي بن ابي طالب عليه السلام يا علي ان الله تبارك و تعالي كان و ساق الحديث مثل ما مر و من كتاب فضائل الشيعة للصدوق رحمه الله باسناده عن ابي‌سعيد الخدري قال كنا جلوساً مع رسول الله صلي الله عليه و آله اذ اقبل رجل فقال يا رسول الله اخبرني عن قول الله عزوجل لابليس استكبرت ام كنت من العالين فمن هم يا رسول الله الذين هم اعلي من الملئكة فقال رسول الله صلي الله عليه و آله انا و

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 22 *»

علي و فاطمة و الحسن و الحسين كنا في سرادق العرش نسبح الله و تسبح الملئكة بتسبيحنا قبل ان يخلق الله عزوجل آدم بالفي عام فلما خلق الله عزوجل آدم امر الملئكة ان يسجدوا له و لم يأمرنا بالسجود فسجدت الملئكة كلهم الا ابليس فانه ابي ان يسجد فقال الله تبارك و تعالي استكبرت ام كنت من العالين اي من هؤلاء الخمس المكتوب اسماؤهم في سرادق العرش فنحن باب الله الذي يؤتي منه بنا يهتدي المهتدون فمن احبنا احبه الله و اسكنه جنته و من ابغضنا ابغضه الله و اسكنه ناره و لا يحبنا الامن طاب مولده و من الكنز روي الصدوق باسناده الي ابي سعيد الخدري قال كنا جلوساً و ساق الخبر كما مر و من المحتضر للحسن بن سليمان من كتاب السيد حسن بن كبش مما اخذه من المقتضب و وجد في المقتضب نص مسنداً عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال دخلت علي رسول الله صلي الله عليه و آله فلما نظر الي قال يا سلمان ان الله عزوجل لم يبعث نبياً و لا رسولاً الا جعل له اثني عشر نقيبا قال قلت يا رسول الله عرفت هذا من الكتابين قال يا سلمان فهل علمت نقبائي الاثني عشر الذين اختارهم الله للامامة من بعدي فقال الله و رسوله اعلم قال يا سلمان خلقني الله من صفاء نوره فدعاني فاطعته و خلق من نوري علياً فدعاه الي طاعته فاطاعه و خلق من نوري و نور علي فاطمة فدعاها فاطاعته و خلق مني و من علي و فاطمة الحسن و الحسين فدعاهما فاطاعاه فسمانا الله عزوجل بخمسة اسماء من اسمائه فالله المحمود و انا محمد و الله العلي و هذا علي والله فاطر و هذه فاطمة و الله ذوالاحسان و هذا حسن والله المحسن و هذا الحسين ثم خلق من نور الحسين تسعة ائمة فدعاهم فاطاعوه قبل ان يخلق الله سماءاً مبنية او ارضاً مدحية او هواءاً او ماءاً او ملكا او بشرا و كنا بعلمه انوارا نسبحه و نسمع له و نطيع فقال سلمان قلت يا رسول الله بابي انت و امي ما لمن عرف هؤلاء فقال يا سلمان من عرفهم حق معرفتهم و اقتدي بهم فوالي وليهم و تبرأ من عدوهم فهو والله منا يرد حيث نرد و يسكن

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 23 *»

حيث نسكن قلت يا رسول الله يكون ايمان بهم بغير معرفتهم باسمائهم و انسابهم فقال لي لا يا سلمان فقلت يا رسول الله فاني لي بهم قال قد عرفت الي الحسين ثم سيد العابدين علي بن الحسين ثم ابنه محمدبن علي باقر علم الاولين و الاخرين من النبيين و المرسلين ثم ابنه جعفر بن محمد لسان الله الصادق ثم موسي بن جعفر الكاظم غيظه صبراً في الله ثم علي بن موسي الرضا لامر الله ثم محمدبن علي الجواد المختار من خلق الله ثم علي بن محمد الهادي الي الله ثم الحسن بن علي الصامت الامين العسكري ثم ابنه حجة بن الحسن المهدي الناطق القائم بحق الله قال سلمان فسكت ثم قلت يا رسول الله ادعو الله لي بادراكهم قال يا سلمان انك مدركهم و امثالك و من توالاهم بحقيقة المعرفة قال سلمان فشكرت الله كثيراً ثم قلت يا رسول الله مؤجل لي الي ان ادركهم فقال يا سلمان اقرأ فاذا جاء وعد اوليهما بعثنا عليكم عبادا لنا اولي باس شديد فجاسوا خلال الديار و كان وعدا مفعولا ثم رددنا لكم الكرة عليهم و امددناكم باموال و بنين و جعلناكم اكثر نفيرا قال سلمان فاشتد بكائي و شوقي و قلت يا رسول الله بعهد منك فقال اي و الذي ارسل محمداً انه بعهد مني و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و تسعة ائمة و كل من هو منا و مظلوم فينا اي و الله يا سلمان ثم ليحضرن ابليس و جنوده و كل من محض الايمان محضاً و محض الكفر محضاً حتي يؤخذ بالقصاص و الاوتار و الترات و لا يظلم ربك احداً و نحن تأويل هذه الاية و نريد ان نمن علي الذين استضعفوا في الارض و نجعلهم ائمة و نجعلهم الوارثين و نمكن لهم في الارض و نري فرعون و هامان و جنودهما ما كانوا يحذرون قال سلمان فقمت من بين يدي رسول الله صلي الله عليه و آله و ما يبالي سلمان متي لقي الموت او لقيه ذكرت هذا الخبر الشريف بطوله لشرافته و ما فيه من البشارة لاوليائهم صلوات الله عليهم و من كتاب رياض الجنان لفضل الله بن محمود الفارسي بحذف الاسانيد عن انس بن مالك قال بينا رسول الله صلي الله عليه و آله صلي صلوة الفجر ثم

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 24 *»

استوي في محرابه كالبدر في تمامه فقلنا يا رسول الله ان رأيت ان تفسرلنا هذه الاية قوله تعالي اولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين فقال النبي صلي الله عليه و آله اما النبييون فانا و اما الصديقون فعلي بن ابيطالب و اما الشهداء فعمي حمزة و اما الصالحون فابنتي فاطمة و ولداها الحسن و الحسين فنهض العباس من زاوية المسجد الي بين يديه صلي الله عليه و آله و قال يا رسول الله الست انا و انت و علي و فاطمة و الحسن و الحسين من ينبوع واحد قال صلي الله عليه و آله و ماوراء ذلك يا عماه قال لانك لم تذكرني حين ذكرتهم و لم تشرفني حين شرفتهم فقال رسول الله صلي الله عليه و آله يا عماه اما قولك انا و انت و علي و فاطمة و الحسن و الحسين من ينبوع واحد فصدقت ولكن خلقنا الله نحن حيث لاسماء مبنية ولا ارض مدحية و لا عرش و لا جنة و لا نار كنا نسبحه حين لاتسبيح و نقدسه حين لاتقديس فلما اراد الله بدو الصنعة فتق نوري فخلق منه العرش فنور العرش من نوري و نوري من نور الله و انا افضل من العرش ثم فتق من نور ابن ابيطالب فخلق منه الملئكة فنور الملئكة من نور ابن ابيطالب و نور ابن ابيطالب من نور الله و نور ابن ابيطالب افضل من الملئكة و فتق نور ابنتي فاطمة فخلق منه السموات و الارض فنور السموات و الارض من نور ابنتي فاطمة و نور فاطمة من نور الله و نور فاطمة افضل من السموات و الارض ثم فتق نور الحسن فخلق منه الشمس و القمر فنور الشمس و القمر من نور الحسن و نور الحسن من نور الله و الحسن افضل من الشمس و القمر ثم فتق نور الحسين فخلق منه الجنة و الحور العين فنور الجنة و الحور العين من نور الحسين و نور الحسين من نور الله و الحسين افضل من الجنة و الحور العين ثم ان الله خلق الظلمة بالقدرة فارسلها في سحائب البصر فقالت الملئكة سبوح قدوس ربنا مذ عرفنا هذه الاشباح ما رأينا سوءاً فبحرمتهم الا كشفت ما نزل بنا فهنالك خلق الله تعالي قناديل الرحمة و علقها علي سرادق العرش فقالت الهنا لمن هذه الفضيلة

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 25 *»

و هذه الانوار فقال هذا نور امتي فاطمة الزهراء فلذلك سميت ابنتي الزهراء لان السموات و الارضين بنورها زهرت و هي ابنة نبيي و زوجة و صيي و حجتي علي خلقي اشهدكم يا ملئكتي اني قد جعلت ثواب تسبيحكم و تقديسكم لهذه المرأة و شيعتها الي يوم القيمة فعند ذلك نهض العباس الي علي بن ابيطالب و قبل ما بين عينيه و قال يا علي لقد جعلك الله حجة بالغة علي العباد الي يوم القيمة و من مشارق الانوار للبرسي من كتاب الواحدة عن محمدبن سنان عن ابي عباس قال كنا عند رسول الله صلي الله عليه و آله فاقبل علي بن ابيطالب عليه السلام فقال له النبي صلي الله عليه و آله مرحبا بمن خلقه الله قبل ابيه باربعين الف سنة قال فقلنا يا رسول الله أ كان الابن قبل الاب فقال نعم ان الله خلقني و عليا من نور واحد قبل خلق آدم بهذه المدة ثم قسمه نصفين ثم خلق الاشياء من نوري و نور علي ثم جعلنا عن يمين العرش فسبحنا فسبحت الملئكة فهللنا فهللوا و كبرنا فكبروا فكل من سبح الله و كبره فان ذلك من تعليم علي و من كتاب رياض الجنان روي احمدبن حنبل عن رسول الله صلي الله عليه و آله انه قال كنت انا و علي نوراً بين يدي الرحمن قبل ان يخلق عرشه باربعة عشر الف عام و من مشارق الانوار للبرسي عن ابي حمزة الثمالي قال سمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول ان الله خلق محمدا و عليا و الطيبين من نور عظمته و اقامهم اشباحا قبل المخلوقات ثم قال اتظن ان الله لم يخلق خلقاً سواكم بلي و الله لقد خلق الله الف الف آدم و الف الف عالم و انت و الله في آخر تلك العوالم و من كتاب المحتضر للحسن بن سليمان مما رواه من كتاب منهج التحقيق باسناده عن جابر عن ابي جعفر عليه السلام قال قال ان الله تعالي خلق اربعة عشر نوراً من نور عظمته قبل خلق آدم باربعة عشر الف عام فهي ارواحنا فقيل له يابن رسول الله عدهم باسمائهم فمن هؤلاء الاربعة عشر نوراً فقال محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و تسعة من ذرية الحسين و تاسعهم قائمهم ثم عدهم

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 26 *»

باسمائهم ثم قال نحن و الله الاوصياء الخلفاء من بعد رسول الله و نحن المثاني التي اعطاها الله نبينا و نحن شجرة النبوة و منبت الرحمة و معدن الحكمة و مصابيح العلم و موضع الرسالة و مختلف الملئكة و موضع سر الله و وديعة الله جل اسمه في عباده و حرم الله اكبر و عهده المسئول عنه فمن و في بعهدنا فقد و في بعهد الله و من خفره فقد خفر ذمة الله و عهده عرفنا من عرفنا و جهلنا من جهلنا نحن الاسماء الحسني التي لايقبل الله من العباد عملاً الا بمعرفتنا و نحن و الله الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه ان الله تعالي خلقنا فاحسن خلقنا و صورنا فاحسن صورنا و جعلنا عينه علي عباده و لسانه الناطق في خلقه و يده المبسوطة عليهم بالرأفة و الرحمة و وجهه الذي يؤتي منه و بابه الذي يدل عليه و خزان علمه و تراجمة وحيه و اعلام دينه و العروة الوثقي و الدليل الواضح لمن اهتدي و بنا اثمرت الاشجار و اينعت الثمار و جرت الانهار و نزل الغيث من السماء و نبت عشب الارض و بعبادتنا عبدالله و لولانا ما عرف الله و ايم الله لولا وصية سبقت و عهد اخذ علينا لقلت قولاً يعجب منه او يذهل منه الاولون و الاخرون و من رياض الجنان باسناده مرفوعاً الي جابربن يزيد الجعفي قال قال ابوجعفر محمدبن علي الباقر«ع» يا جابر كان الله و لا شي‏ء غيره و لا معلوم و لا مجهول فاول ما ابتدأ من خلق خلقه ان خلق محمداً و خلقنا اهل البيت معه من نوره و عظمته فاوقفنا اظلة خضراء بين يديه حيث لاسماء و لا ارض و لا مكان و لا ليل و لا نهار و لا شمس و لا قمر يفصل نورنا من نور ربنا كشعاع الشمس من الشمس نسبح الله و نقدسه و نحمده و نعبده حق عبادته ثم بدا لله تعالي ان يخلق المكان فخلقه و كتب علي المكان لا اله الا الله محمد رسول الله صلي الله عليه و آله علي اميرالمؤمنين و وصيه به ايدته و نصرته ثم خلق الله العرش فكتب علي سرادقات العرش مثل ذلك ثم خلق الله السموات فكتب علي اطرافها مثل ذلك ثم خلق الجنة و النار فكتب عليها مثل ذلك ثم خلق الملئكة و اسكنهم السماء ثم ترائي لهم الله

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 27 *»

تعالي و اخذ عليهم الميثاق له بالربوبية و لمحمد بالنبوة و لعلي بالولاية فاضطربت فرائص الملئكة فسخط الله علي الملئكة و احتجب عنهم فلاذوا بالعرش سبع سنين يستجيرون الله من سخطه و يقرون بما اخذ عليهم و يسألونه الرضا فرضي عنهم بعد ما اقروا بذلك و اسكنهم بذلك الاقرار السماء و اختصهم لنفسه و اختارهم لعبادته ثم امر الله تعالي انوارنا ان تسبح فسبحوا فسبحت بتسبيحنا و لولا تسبيح انوارنا مادروا كيف يسبحون الله و لا كيف يقدسونه ثم ان الله خلق الهواء فكتب عليه لا اله الا الله محمد رسول الله علي اميرالمؤمنين وصيه به ايدته و نصرته ثم خلق الجن و اسكنهم الهواء و اخذ الميثاق منهم له بالربوبية و لمحمد بالنبوة و لعلي بالولاية فاقر منهم بذلك من اقر و جحد منهم من جحد فاول من جحد ابليس لعنه الله فختم له بالشقاوة و ما صار اليه ثم امر الله تعالي انوارنا ان تسبح فسبحت فسبحوا بتسبيحنا و لولا ذلك مادروا كيف يسبحون الله ثم خلق الله الارض فكتب علي اطرافها لا اله الا الله محمد رسول الله علي اميرالمؤمنين و وصيه به ايدته و نصرته بذلك يا جابر قامت السموات بغير عمد و ثبتت الارض ثم خلق الله تعالي آدم من اديم الارض فسواه و نفخ فيه من روحه ثم اخرج ذريته من صلبه فاخذ عليهم الميثاق له بالربوبية و لمحمد بالنبوة و لعلي بالولاية اقر منهم من اقر و جحد من جحد فكنا اول من اقر بذلك ثم قال لمحمد و عزتي و جلالي و علو شأني لولاك و لولا علي و عترتكما الهادون المهديون الراشدون ما خلقت الجنة و النار و لا المكان و لا الارض و و لا السماء و لا الملئكة و لا خلقا يعبدني يا محمد انت خليلي و حبيبي و صفيي و خيرتي من خلقي احب الخلق الي و اول من ابتدأت اخراجه من خلقي ثم من بعدك الصديق علي اميرالمؤمنين وصيك به ايدتك و نصرتك و جعلته العروة الوثقي و نور اوليائي و منار الهدي ثم هؤلاء الهداة المهتدون من اجلكم ابتدأت خلق ما خلقت و انتم خيار خلقي في ما بيني و بين خلقي خلقتكم من نور عظمتي و احتجبت بكم عمن سواكم من خلقي و جعلتكم استقبل بكم و

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 28 *»

اسأل بكم فكل شي‏ء هالك الا وجهي و انتم وجهي لاتبيدون و لاتهلكون و لايبيد و لا يهلك من توالاكم و من استقبلني بغيركم فقد ضل و هوي و انتم خيار خلقي و حملة سري و خزان  علمي و سادة اهل السموات و اهل الارض ثم ان الله تعالي هبط الي الارض في ظلل من الغمام و الملئكة و اهبط انوارنا اهل البيت معه و اوقفنا نوراً صفوفاً بين يديه نسبحه في ارضه كما سبحناه في سمائه و نقدسه في ارضه كما قدسناه في سمائه و نعبده في ارضه كما عبدناه في سمائه فلما اراد الله اخراج ذرية آدم عليه السلام لاخذ الميثاق سلك ذلك النور فيه ثم اخرج ذريته من صلبه يمشون فسبحناه فسبحوا بتسبيحنا و لولا ذلك لما دروا كيف يسبحون الله عزوجل ثم ترائي لهم باخذ الميثاق منهم له بالربوبية و كنا اول من قال بلي عند قوله الست بربكم ثم اخذ الميثاق منهم بالنبوة لمحمد صلي الله عليه و آله و لعلي بالولاية فاقر من اقر وجحد من جحد ثم قال فنحن اول خلق الله الخبر. فقد مر تمامه في الابواب السابقة و عن جابر قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله اول ما خلق الله نوري ابتدعه من نوره و اشتقه من جلال عظمته و من اكمال الدين بسنده عن ابي حمزة قال سمعت علي بن الحسين عليه السلام يقول ان الله عزوجل خلق محمداً و علياً و الائمة الاحد عشر من نور عظمته ارواحاً في ضياء نوره يعبدونه قبل خلق الخلق يسبحون الله عزوجل و يقدسونه و هم الائمة الهادية من آل محمد عليهم السلام صلوات الله عليهم اجمعين و من مشارق الانوار من كتاب الواحدة باسناده عن الثمالي عن ابي جعفر عليه السلام انه قال ان الله تفرد في وحدانيته ثم تكلم بكلمة فصارت نوراً ثم خلق من ذلك النور محمداً و علياً و عترته ثم تكلم بكلمة فصارت روحاً و اسكنها في ذلك النور و اسكنه في ابداننا فنحن روح الله و كلمته احتجب بنا عن خلقه فما زلنا في ظل عرشه خضراء مسبحين نسبحه و نقدسه حيث لاشمس و لا قمر و لا عين تطرف ثم خلق شيعتنا و انما سموا شيعة لانهم خلقوا

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 29 *»

من شعاع نورنا و عن الثمالي قال دخلت حبابة الوالبية علي ابي جعفر عليه السلام فقالت اخبرني يابن رسول الله ‏اي شي‏ء كنتم في الاظلة فقال كنا نوراً بين يدي الله قبل خلق خلقه فلما خلق الخلق سبحنا فسبحوا و هللنا فهللوا و كبرنا فكبروا و ذلك قول الله عزوجل و ان لو استقاموا علي الطريقة لاسقيناهم ماءا غدقاً قال الطريقة حب علي صلوات الله عليه و الماء الغدق الماء الفرات و هو ولاية آل محمد عليه السلام و من رياض الجنان و من ذلك مارواه ابن بابويه مرفوعاً الي عبدالله بن المبارك عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جده عن اميرالمؤمنين عليه السلام انه قال ان الله خلق نور محمد قبل المخلوقات باربعة عشر الف سنة و خلق معه اثني عشر حجابا و المراد بالحجب الائمة عليهم السلام و من مشارق الانوار روي محمدبن بابويه مرفوعاً الي عبدالله بن المبارك عن سفيان الثوري عن جعفربن محمد عن ابيه عن جده عن اميرالمؤمنين عليه السلام انه قال ان‏الله خلق نور محمد قبل خلق المخلوقات كلها باربعمائة الف سنة و اربعة و عشرين الف سنة و خلق منه اثني عشر حجابا و المراد بالحجب الائمة عليهم السلام و من اكمال الدين بسنده عن المفضل قال قال الصادق عليه السلام ثم ان الله تبارك و تعالي خلق اربعة عشر نوراً قبل خلق الخلق باربعة عشر الف عام فهي ارواحنا فقيل يابن رسول الله و من الاربعة عشر فقال محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الائمة من ولد الحسين آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال و يطهر الارض من كل جور و ظلم و من رياض الجنان سأل المفضل الصادق عليه السلام ما كنتم قبل ان يخلق الله السموات و الارضين قال عليه السلام كنا انواراً حول العرش نسبح الله و نقدسه حتي خلق الله سبحانه الملئكة فقال لهم سبحوا فقالوا ياربنا لاعلم لنا فقال لناسبحوا فسبحنا فسبحت الملئكة بتسبيحنا الا انا خلقنا من نور الله و خلق شيعتنا

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 30 *»

من دون ذلك النور فاذا كان يوم القيمة التحقت السفلي بالعليا ثم قرن عليه السلام بين اصبعه الوسطي و السبابة و قال كهاتين ثم قال يا مفضل اتدري لم سميت الشيعة شيعة يا مفضل شيعتنا منا و نحن من شيعتنا أماتري هذه الشمس اين تبدو قلت من المشرق قال الي اين تعود قلت الي مغرب قال عليه السلام هكذا شيعتنا منا بدأوا و الينا يعودون و من مشارق الانوار عن محمد بن سنان قال كنت عند ابي جعفر الثاني عليه السلام فذكرت اختلاف الشيعة فقال ان الله لم‌يزل فرداً متفرداً في وحدانيته ثم خلق محمداً و علياً و فاطمة فمكثوا الف الف دهر ثم خلق الاشياء و اشهدهم خلقها و اجري عليها طاعتهم و جعل فيهم منه ما شاء و فوض امر الاشياء اليهم منهم قائمون مقامه يحللون ما شاءوا و يحرمون ماشاءوا و لايفعلون الا ماشاءالله فهذه الديانة التي من تقدمها غرق و من تأخر عنها محق خذها يا محمد فانها من مخزون العلم و مكنونه و من الاختصاص عنهم عليهم السلام ان الله خلقنا قبل الخلق بالفي الف عام فسبحنا فسبحت الملئكة لتسبيحنا و من كتاب اثبات الوصية لعلي بن الحسين المسعودي في خطبة لعلي عليه السلام في ذكر آباء النبي صلي الله عليه و آله اللهم فمن جهل فضل محمد صلي الله عليه و آله فاني مقر بانك ماسطحت ارضا و لا برأت خلقاً حتي احكمت خلقه و اتقنته سبقت به السلالة الخطبة. و من تفسير الفرات باسناده عن الباقر عليه السلام في حديث في صفة اهل البيت برأهم قبل خلقه اظلة عن يمين عرشه نجباء في علمه اختارهم و انتجبهم و ارتضاهم و اصطفاهم و من كنز الكراجكي روي الصدوق باسناده عن ابي سعيد الخدري قال كنا جلوساً عند رسول الله صلي الله عليه و آله اذا اقبل اليه رجل فقال يا رسول الله اخبرني عن قول الله عزوجل لابليس استكبرت ام كنت من العالين من هم يا رسول الله الذين هم اعلي من الملئكة  المقربين فقال رسول الله صلي الله عليه و آله انا و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام كنا في سرادق العرش نسبح

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 31 *»

الله فسبحت الملئكة بتسبيحنا قبل ان يخلق الله عزوجل آدم بالفي عام فلما خلق الله عزوجل آدم امرالملئكة ان يسجدوا و لم يؤمروا بالسجود الا لاجلنا فسجدت الملئكة كلهم اجمعون الا ابليس ابي ان يسجد فقال الله تبارك و تعالي يا ابليس ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي استكبرت ام كنت من العالين اي من هؤلاء الخمسة المكتوبة اسماؤهم في سرادق العرش فنحن باب الله الذي يؤتي منه و بنا يهتدي المهتدون فمن احبنا احبه الله و من ابغضنا ابغضه الله و اسكنه ناره و لا يحبنا الا من طاب مولده و قد مر هذا الخبر من كتاب فضائل بادني تفاوت و ذكرنا هذه الرواية ايضاً لاشتمالها علي الفاظ تقيد سراً آخر منهم صلوات الله عليهم و من جامع الاخبار الصدوق بسنده عن جابربن عبدالله الانصاري قال سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول ان الله خلقني و خلق عليا و فاطمة و الحسن و الحسين و الائمة من نور فعصر ذلك النور عصرة فخرج منه شيعتنا فسبحنا فسبحوا و قدسنا فقدسوا و هللنا فهللوا و مجدنا فمجدوا فوحدنا فوحدوا ثم خلق الله السموات و الارضين و خلق الملئكة فمكثت الملئكة مائة عام لاتعرف تسبيحا و لا تقديساً و لاتمجيداً فسبحنا فسبحت شيعتنا فسبحت الملئكة مائة عام لاتعرف تسبيحا و لاتقديساً و لاتمجيدا فسبحنا فسبحت شيعتنا فسبحت الملئكة لتسبيحنا و قدسنا فقدست شيعتنا فقدست الملئكة لتقديسنا و مجدنا فمجدت شيعتنا فمجدت الملئكة لتمجيدنا و وحدنا فوحدت شيعتنا فوحدت الملئكة لتوحيدنا و كانت الملئكة لاتعرف تسبيحا و لا تقديسا من قبل تسبيحنا و تسبيح شيعتنا فنحن الموحدون حين لاموحد غيرنا و حقيق علي الله تعالي كما اختص شيعتنا ان ينزلنا اعلي عليين ان الله سبحانه اصطفانا و اصطفي شيعتنا من قبل ان نكون اجساماً فدعانا و اجبنا فغفرلنا و لشيعتنا من قبل ان نستغفر الله و من ارشاد القلوب باسناده الي محمدبن زياد قال سأل ابن مهران عبدالله بن العباس عن تفسير قوله تعالي انا لنحن الصافون و انا لنحن المسبحون قال كنا عند رسول الله صلي الله عليه و آله فاقبل علي بن ابيطالب عليه السلام فلما رآه

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 32 *»

النبي صلي الله عليه و آله تبسم في وجهه و قال مرحباً بمن خلقه الله قبل ابيه آدم باربعين الف عام فقلت يا رسول الله اكان الابن قبل الاب فقال نعم ان الله تعالي خلقني و خلق علياً قبل ان يخلق آدم بهذه المدة خلق نورا قسمه نصفين فخلقني من نصفه و خلق عليا من النصف الاخر قبل الاشياء فنورها من نوري و نور علي ثم جعلنا عن يمين العرش ثم خلق الملئكة فسبحنا فسبحت الملئكة فهللنا فهللت الملئكة و كبرنا فكبرت الملئكة و كان ذلك من تعليمي و تعليم علي و كان ذلك في علم الله السابق ان الملئكة تتعلم منا التسبيح و التهليل و كل شي‏ء يسبح الله و يكبره و يهلله بتعليمي و تعليم علي و كان في علم الله السابق ان لايدخل النار محب لي و لعلي و كذا كان في علمه ان لايدخل الجنة مبغض لي و لعلي الا و ان الله تعالي خلق ملئكة بايديهم اباريق اللجين مملوة من ماء الجنة من الفردوس فما احد من شيعة علي الا و هو طاهر الوالدين تقي نقي آمن مؤمن بالله فاذا اراد بواحدهم ان يواقع اهله جاء ملك من الملئكة الذين بايديهم اباريق الجنة فقطر من ذلك الماء في انائه الذي يشرب به فيشرب هو ذلك الماء و ينبت الايمان في قلبه كما ينبت الزرع فهم علي بينة من ربهم و من نبيهم و من وصيي علي و من ابنتي فاطمة الزهراء ثم الحسن ثم الحسين و الائمة من ولد الحسين قلت يا رسول الله و من هم قال احد عشر مني ابوهم علي بن ابيطالب عليه السلام ثم قال النبي الحمد لله الذي جعل محبة علي و الايمان سببين مقابله و من كتاب المحتضر من كتاب السيد حسن بن كبش عن المفضل قال قلت لمولانا الصادق عليه السلام ما كنتم قبل ان يخلق الله السموات و الارض قال كنا انواراً نسبح الله تعالي و نقدسه حتي خلق الله الملئكة فقال لهم الله عزوجل سبحوا فقالت اي ربنا لاعلم لنا فقال لنا سبحوا فسبحنا فسبحت الملئكة بتسبيحنا الا انا خلقنا انواراً و خلقت شيعتنا من شعاع ذلك النور فلذلك سميت شيعة فاذا كان يوم القيمة التحقت السفلي بالعليا ثم قرب ما بين اصبعيه و من بصائر الدرجات

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 33 *»

بسنده عن خيثمة عن ابي جعفر عليه السلام في حديث شريف في فضلهم نحن الذين بنا يفتح و بنا يختم الخبر. و في الجامعة بكم فتح الله و بكم يختم و من بشارة المصطفي بسنده عن جابربن يزيد عن ابي جعفر محمد بن علي«ع» انه قال ايها الناس ان اهل بيت نبيكم شرفهم الله بكرامته و ا ستحفظهم سره و استودعهم علمه فهم عماد لدينه شهداء عليه برأهم قبل خلقه و اظلهم تحت عرشه و اصطفاهم فجعلهم علم عباده الخبر. و من تفسير الفرات الفضل بن يوسف القضباني معنعناً عن ابي جعفر محمد بن علي عليهما السلام انه قال ايها الناس ان اهل بيت نبيكم شرفهم الله بكرامته و اعزهم بهداه و اختصهم لدينه و فضلهم بعلمه و استحفظهم و اودعهم علمه علي غيبه فهم عماد لدينه شهداء عليه و اوتاد في ارضه قوام بامره برأهم قبل خلقه اظلة عن يمين عرشه نجباء في علمه اختارهم و انتجبهم و ارتضاهم و اصطفاهم الخبر. و من مشارق الانوار عن محمدبن سنان عن ابي عبدالله عليه السلام قال نحن جنب الله و نحن صفوة الله و نحن خيرة الله و نحن مستودع مواريث الانبياء و نحن امناء الله و نحن وجه الله و نحن آية الهدي و نحن العروة الوثقي و بنا فتح الله و بنا ختم الله و نحن الاولون و نحن الاخرون و نحن اخيار الدهر و نواميس العصر و نحن سادة العباد و ساسة البلاد و نحن النهج القويم و الصراط المستقيم و نحن علة الوجود و حجة المعبود لايقبل الله عمل عامل جهل حقنا و نحن قناديل النبوة و مصابيح الرسالة و نحن نور الانوار و كلمة الجبار و نحن راية الحق التي من تبعها نجا و من تأخر عنها هوي و نحن ائمة الدين و قائد الغر المحجلين و نحن معدن النبوة و موضع الرسالة و الينا تختلف الملئكة و نحن سراج لمن استضاء و السبيل لمن اهتدي و نحن القادة الي الجنة و نحن الجسور و القناطر و نحن السنام الاعظم و بنا ينزل الرحمة و بنا يدفع العذاب و النقمة فمن سمع هذا الذي فليتفقد في قلبه حبنا فان وجد فيه البغض لنا و الانكار لفضلنا فقد ضل عن سواء السبيل لانا

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 34 *»

حجة المعبود و ترجمان وحيه و عيبة علمه و ميزان قسطه و نحن فروع الزيتونة و ربائب الكرام البررة و نحن مصباح المشكوة التي فيها نورالرب و نحن صفوة الكلمة الباقية الي يوم الحشر المأخوذ لها الميثاق و الولاية من الذر و عن استاده العلامة انه قال ذكر والدي رحمه الله انه رأي في كتاب عتيق جمعه بعض محدثي اصحابنا في فضائل اميرالمؤمنين صلوات الله عليه هذا الخبر و وجدته ايضاً في كتاب عتيق مشتمل علي اخبار كثيرة قال روي محمد بن صدقة انه قال سأل ابوذر الغفاري سلمان الفارسي رضي الله عنه يا اباعبدالله ما معرفة اميرالمؤمنين بالنورانية قال يا جندب فامض بنا حتي نسأله عن ذلك قال فاتيناه فلم نجده فانتظرناه حتي جاء قال صلوات الله عليه ما جاء بكما قالاجئناك يا اميرالمؤمنين نسألك عن معرفتك بالنورانية قال صلوات الله عليه مرحباً بكما من وليين متعاهدين لدينه لستما بمقصرين لعمري ان ذلك الواجب علي كل مؤمن و مؤمنة ثم قال صلوات الله عليه يا سلمان و يا جندب قالا لبيك يا اميرالمؤمنين قال عليه السلام لايستكمل احد الايمان حتي يعرفني كنه معرفتي بالنورانية فاذا عرفني بهذه المعرفة فقد امتحن الله قلبه للايمان و شرح صدره للاسلام و صار عارفاً مستبصراً و من قصر عن معرفة ذلك فهو شاك مرتاب يا سلمان و يا جندب قالا لبيك يا اميرالمؤمنين قال عليه السلام معرفتي بالنورانية معرفة الله عزوجل و معرفة الله عزوجل معرفتي بالنورانية و هو الدين الخالص الذي قال الله تعالي و ما امروا الا ليعبدو الله مخلصين له الدين حنفاء و يقيموا الصلوة و يؤتوا الزكوة و ذلك دين القيمة يقول ما امروا الا بنبوة محمد صلي الله عليه و آله و هو الدين الحنيفية المحمدية السمحة و قوله و يقيموا الصلوة فمن اقام ولايتي فقد اقام الصلوة و اقامة ولايتي صعب مستصعب لايحتمله الا ملك مقرب او نبي مرسل او مؤمن امتحن الله قلبه للايمان فالملك اذا لم يكن مقرباً لم يحتمله و النبي اذا لم يكن مرسلاً لم يحتمله و المؤمن اذا لم يكن ممتحنا لم يحتمله قلت يا اميرالمؤمنين من

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 35 *»

المؤمن و ما نهايته و ما حده حتي اعرفه قال عليه‏السلام يا با عبدالله قلت لبيك يا اخا رسول الله قال المؤمن الممتحن هو الذي لايرد من امرنا اليه شي‏ء الاشرح صدره لقبوله و لم يشك و لم يرتد اعلم يا اباذر انا عبدالله و خليفته علي عباده لاتجعلونا ارباباً و قولوا في فضلنا ماشئتم فانكم لا «لن ظ» تبلغوا كنه مافينا ولا نهايته فان الله عزوجل قد اعطانا اكبر و اعظم مما يصفه و اصفكم او يخطر علي قلب احدكم فاذا عرفتمونا هكذا فانتم المؤمنون قال سلمان قلت يا اخا رسول ا لله صلي الله عليه و آله و من اقام الصلوة اقام ولايتك قال نعم يا سلمان تصديق ذلك قوله تعالي في الكتاب العزيز و استعينوا بالصبر والصلوة و انها لكبيرة الاعلي الخاشعين فالصبر رسول الله و الصلوة اقامة ولايتي فمنها قال الله تعالي انها لكبيرة و لم يقل و انهما لكبيرة لان الولاية كبيرة حملها الا علي الخاشعين و الخاشعون هم الشيعة المستبصرون و ذلك لان اهل الاقاويل من المرجئة و القدرية و الخوارج و غيرهم من الناصبية يقرون لمحمد صلي الله عليه و آله ليس بينهم خلاف و هم مختلفون في ولايتي منكرون لذلك جاحدون بها الا القليل و هم الذين وصفهم الله في كتابه العزيز فقال انها لكبيرة الا علي الخاشعين و قال الله تعالي في موضع آخر في كتابه العزيز في نبوة محمد و في ولايتي فقال عزوجل و بئر معطلة و قصر مشيد فالقصر محمد و البئر المعطلة ولايتي عطلوها و جحدوها و من لم يقر بولايتي لم ينفعه الاقرار بنبوة محمد الا انهما مقرونان و ذلك ان النبي صلي الله عليه و آله نبي مرسل و هو امام الخلق و علي من بعده امام الخلق و وصي محمد صلي الله عليه و آله كما قال له النبي صلي الله عليه و آله  انت مني بمنزلة هرون من موسي الا انه لانبي بعدي و اولنا محمد و اوسطنا محمد و آخرنا محمد فمن استكمل معرفتي فهو علي الدين القيم كما قال الله تعالي و ذلك دين القيمة و سأبين ذلك بعون الله و توفيقه يا سلمان و يا جندب قالا لبيك يا اميرالمؤمنين صلوات الله عليك قال كنت انا و محمد نوراً واحداً من نور الله عزوجل فامر الله

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 36 *»

تبارك و تعالي ذلك النور ان يشق فقال للنصف كن محمداً و قال للنصف كن  عليا فمنها قال رسول الله صلي الله عليه و آله علي مني و انا من علي و لا يؤدي عني الا انا او علي يا سلمان و يا جندب قالا لبيك يا اخا رسول الله صلوات الله عليه و آله قال عليه السلام من لا يصلح لحمل صحيفة يؤديها عن رسول الله صلي الله عليه و آله كيف يصلح للامامة يا سلمان و يا جندب فانا و رسول الله صلي الله عليه و آله كنا نوراً واحداً صار رسول الله محمد المصطفي و صرت انا وصيه المرتضي و صار محمد الناطق و صرت انا الصامت و انه لابد في كل عصر من الاعصار ان يكون فيه ناطق و صامت يا سلمان صار محمد المنذر و صرت انا الهادي و ذلك قوله عزوجل انما انت منذر و لكل قوم هاد فرسول الله صلي الله عليه و آله المنذر و انا الهادي الله يعلم ما تحمل كل انثي و ما تغيض الارحام و ما تزداد و كل شي‏ء عنده بمقدار عالم الغيب و الشهادة الكبير المتعال سواء منكم من اسر القول و من جهر به و من هو مستخف بالليل و سارب بالنهار له معقبات من بين يديه و من خلفه يحفظونه من امر الله قال فضرب بيده علي الاخري و قال صار محمد صاحب الجمع و صرت انا صاحب النشر و صار محمد صاحب الجنة و صرت انا صاحب النار اقول لها خذي هذا و ذري هذا و صار محمد صاحب الرجفة و صرت انا صاحب الهدة و انا صاحب اللوح المحفوظ و الهمني الله عزوجل علم مافيه نعم يا سلمان و يا جندب و صار محمد يس و القرآن الحكيم و صار محمد ن و القلم و صار محمد طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقي و صار محمد صاحب الدلالات و صرت  انا صاحب المعجزات و الايات و صار محمد خاتم النبيين و صرت  انا خاتم الوصيين و انا الصراط المستقيم و انا النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون و لا احد اختلف الا في ولايتي و صار محمد صاحب الدعوة و صرت انا صاحب السيف و صار محمد نبياً مرسلاً و صرت انا صاحب امر النبي صلي الله عليه و آله قال الله عزوجل يلقي الروح من امره علي من يشاء من  عباده و هو روح الله لايعطيه و لا يلقي

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 37 *»

هذا الروح الاعلي ملك مقرب او نبي مرسل او وصي منتجب فمن اعطاه الله هذا الروح فقد ابانه من الناس و فوض اليه القدرة و احيي الموتي و علم بها ما كان و ما يكون و سار من المشرق الي المغرب و من المغرب الي المشرق في لحظة عين و علم ما في الضمائر و القلوب و علم ما في السموات و الارض يا سلمان و يا جندب و صار محمد الذكر الذي قال الله عزوجل قد انزل الله اليكم ذكراً رسولا يتلو عليكم ايات الله اني اعطيت علم المنايا و البلايا و فصل الخطاب و استودعت علم القرآن و ما هو كائن الي يوم القيمة و محمد صلي الله عليه و آله اقام الحجة حجة الناس و صرت انا حجة الله عزوجل جعل الله لي ما لم يجعل لاحد من الاولين و الاخرين لالنبي مرسل و لالملك مقرب يا سلمان و يا جندب قالا لبيك يا اميرالمؤمنين قال عليه السلام انا الذي حملت نوحاً في السفينة بامر ربي و انا الذي اخرجت يونس من بطن الحوت باذن ربي و انا الذي جاوزت بموسي بن عمران البحر بامر ربي و انا الذي اخرجت ابرهيم من النار باذن ربي و انا الذي اجريت انهارها و فجرت عيونها و غرست اشجارها باذن ربي و انا عذاب يوم الظلة و انا المنادي من مكان قريب قد سمعه الثقلان الجن و الانس و فهمه قوم و اني لاسمع كل قوم الجبارين و المنافقين بلغاتهم و انا الخضر عالم موسي و انا معلم سليمان بن داود و انا ذوالقرنين و انا قدرة الله عزوجل يا سلمان و يا جندب قالا لبيك يا اميرالمؤمنين صلوات الله عليك قال عليه السلام انا امير كل مؤمن و مؤمنة ممن مضي و ممن بقي و ايدت بروح العظمة و انما انا عبد من عبيدالله لاتسمونا ارباباً و قولوا في فضلنا ماشئتم فانكم لن تبلغوا من فضلنا كنه ما جعله الله لنا و لا معشار العشر لانا آيات الله و دلائله و حجج الله و خلفاؤه و امناؤ الله و ائمته و وجه الله و عين الله و لسان الله بنا يعذب الله عباده و بنا يثيب و من بين خلقه طهرنا و اختارنا و اصطفانا و لو قال قائل لم و كيف و فيم لكفر و اشرك لانه لايسأل عما يفعل و هم يسألون يا سلمان و يا جندب قالا لبيك يا اميرالمؤمنين صلوات الله عليك قال عليه

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 38 *»

السلام من آمن بما قلت و صدق بما بينت و فسرت و شرحت و اوضحت و نورت و برهنت فهو مؤمن ممتحن امتحن الله قلبه للايمان و شرح صدره للاسلام و هو عارف مستبصر قد انتهي و بلغ و كمل و من شك و عند و جحد و وقف و تحير و ارتاب فهو مقصر و ناصب يا سلمان و يا جندب قالا لبيك يا  اميرالمؤمنين صلوات الله عليك قال عليه السلام انا احيي و اميت باذن ربي و انبئكم بما تأكلون و ما تدخرون في بيوتكم باذن ربي و انا عالم بضمائر قلوبكم و الائمة من اولادي عليهم السلام يعلمون و يفعلون هذا احبوا و ارادوا لانا كلنا واحد اولنا محمد و آخرنا محمد و اوسطنا محمد و كلنا محمد فلاتفرقوا بيننا و نحن اذا شئنا شاءالله و اذا كرهنا كره الله الويل كل الويل كل الويل لمن انكر فضلنا و خصوصيتنا و ما اعطانا الله ربنا لان من انكر شيئا مما اعطانا الله فقد انكر قدرة الله عزوجل و مشيته فينا يا سلمان و يا جندب قالا لبيك يا اميرالمؤمنين صلوات الله عليك قال عليه السلام لقد اعطانا الله ربنا ما هو اجل و اعظم و اعلي و اكبر من هذا كله قلنا يا اميرالمؤمنين ما الذي اعطاكم ما هو اعظم و اجل من هذا كله قال عليه السلام قد اعطانا ربنا عزوجل علمنا للاسم الاعظم الذي لو شئنا خرقنا السموات و الارض و الجنة و النار نعرج به السماء و نهبط به الارض و نغرب و نشرق و ننتهي به الي العرش فنجلس عليه بين يدي الله عزوجل و يطيعنا كل شي‏ء حتي السموات و الارض و الشمس و القمر و النجوم و الجبال و الشجر و الدواب و البحار و الجنة و النار اعطانا الله ذلك كله بالاسم الاعظم الذي علمنا و خصنا به و مع هذا كله نأكل و نشرب و نمشي في الاسواق و نعمل هذه الاشياء بامر ربنا و نحن عبادالله المكرمون الذين لايسبقونه بالقول و هم بامره يعملون و جعلنا معصومين مطهرين و فضلنا علي كثير من عباده المؤمنين فنحن نقول الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا ا ن هدانا الله و حقت كلمة العذاب علي الكافرين اعني الجاحدين بكل ما اعطانا الله من الفضل و

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 39 *»

الاحسان يا سلمان و يا جندب فهذا معرفتي بالنورانية فتمسك بهار ا شداً فانه لايبلغ احد من شيعتنا حد الاستبصار حتي يعرفني بالنورانية فاذا عرفني بها كان مستبصراً بالغاً كاملا قد خاض بحرا من العلم و ارتقي درجة من الفضل و اطلع علي سر من سر الله و مكنون خزائنه، و في غاية المرام حديث شريف طويل احب ان اذكره بطوله قال شرف الدين النجفي فيما نزل في اهل البيت عليهم السلام من القرآن عن الفضل بن شاذان باسناده عن جابربن يزيد الجعفي عن موسي بن جعفر عليهما السلام قال ان الله تبارك و تعالي خلق نور محمد من نور اخترعه من نور عظمته و جلاله و هو نور لاهوتيه الذي تبدء الاه‏اي من الهيته من انيته الذي تبدأ منه و تجلي لموسي لرؤيته و لا ثبت له حتي خر صاعقاً مغشياً عليه و كان ذلك النور نور محمد صلي الله عليه و آله فلما اراد ان يخلق محمداً منه قسم ذلك النور شطرين فخلق من الشطر الاول محمداً و من الشطر الاخر علي بن ابيطالب و لم يخلق من ذلك النور غيرهما خلقهما الله بيده و نفخ فيهما بنفسه لنفسه و صورهما علي صورتهما و جعلهما امناء له و شهداء علي خلقه و خلفائه علي خليقته و عيناً عليهم و لساناً له اليهم قد استودع فيهما علمه و علمهما البيان و استطلعهما علي غيبه و جعل احدهما نفسه و الاخر روحه و لا يقوم احدهما بغير صاحبه ظاهرهما بشرية و باطنهما لاهوتية ظهروا للخلق علي هياكل الناسوتية حتب يطيقوا رؤيتهما و هو قوله تعالي و للبسنا عليهم ما يلبسون فهما مقام رب العالمين و حجاباً لخالق الخلائق اجمعين بهما فتح بدء الخلق و بهما يختم الملك و المقادير ثم اقتبس من نور محمد فاطمة ابنته كما اقتبس نوره من نوره و اقتبس من نور فاطمة و علي الحسن و الحسين كاقتباس المصابيح هم خلقوا من الانوار و انتقلوا من ظهر الي ظهر و من صلب الي صلب و من رحم الي رحم في الطبقة العليا من غير نجاسة بل نقلاً بعد نقل لا انه ماء مهين و لا نطفة رجسة كسائر خلقه بل انوار انتقلوا من اصلاب الطاهرين

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 40 *»

الي ارحام المطهرات لانهم صفوة الصفوة اصطفاهم لنفسه و جعلهم خزان علمه و بلغاء عنه الي خلقه اقامهم مقام نفسه لايري و لايدرك كيفية انيته فهؤلاء الناطقون المبلغون عنه المتصرفون في امره و نهيه فيهم يظهر قوته و منهم يري آياته و معجزاته و بهم و منهم عرف عباده نفسه و بهم يطاع امره و لولا هم ما عرف الله و لا يدري كيف يعبد الرحمن فالله يجري امره كيف يشاء فيما يشاء و لا يسأل عما يفعل و هم يسألون (1) و في المشارق من كتاب الواحدة قال خطب اميرالمؤمنين عليه السلام الحمد لله مدهر الدهور و مالك مواضي الامور الذي كنا بكينونيته قبل خلق التمكين في التكوين اوليين ازليين لاموجودين منه بدئنا و اليه نعود الا ان الدهر فينا قسمت حدوده و لنا اخذت عهوده و الينا ترد شهوده فاذا استدارت الوف الاطوار و تطاول الليل و النهار فالعلامة العلامة الخبر. و في البحار في كتاب احوال النبي صلي الله عليه و آله بسنده عن المفضل عن ابي عبدالله عليه السلام قال ما بعث الله نبياً اكرم من محمد صلي الله عليه و آله و لا خلق الله قبله احدا و لا انذر الله خلقه باحد من خلقه قبل محمد صلي الله عليه و آله فلذلك قوله تعالي هذا نذير من النذر الاولي و قال انما انت منذر و لكل قوم هاد فلم يكن قبله مطاع في الخلق و لايكون بعده الي ان تقوم الساعة في كل قرن الي ان يرث الله الارض و من عليها و رأيت في مجموعة بعض اصحابنا قال في حديث طويل عن مولانا الصادق عليه السلام ذكر في بعض ما خصهم الله تعالي به قال المفضل هل بذلك شاهد من كتاب الله قال نعم يا مفضل قوله تعالي و له من في السموات و الارض و من عنده لايستكبرون عن عبادته و لايستحسرون يسبحون الليل و النهار لايفترون الي قوله لايشفعون الا لمن ارتضي و هم من 1- لايخفي ان هذا الحديث فيه اغلاط كما هي واضحة و للمصنف اعلي الله مقامه رسالة منفردة في شرح هذا الحديث المسمي بحديث الفضيلة يذكر فيها ان النسخ الموجودة عندي من الحديث كلها مغلوطة و لكني اشرح منها ما هو اقرب الي الصواب و هذه النسخة مطابقة مع تلك النسخة.

خشيته مشفقون و يحك يا مفضل الستم تعلمون ان من في السموات هم الملئكة و من في الارض هم الجن و البشر و كل ذي حركة

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 41 *»

فمن الذين عنده قال و من عنده قد خرجوا من جملة الملئكة و الجن و البشر و كل ذي حركة فنحن الذين كنا عنده و لا كون قبلنا و لا حدوث سماء و لا ارض و لا ملك و لا نبي و لا رسول قال المفضل ان في كلامكم و الاخبار عنكم دليل علي ذلك قال نعم يا مفضل في خطبة اميرالمؤمنين عليه السلام و اورد الخطبة الحمد لله مدهر الدهور و قاضي الامور و ملك نواصي حتم المقادير الذي كنا بكينونته قبل الخلق و قبل مواقع صفات تمكين التكوين كائنين خير «غيرظ» مكونين موجودين ازليين منه بدئنا و اليه نعود لان الدهر فينا قسمت حدوده و لنا اخذت عهوده و الينا برزت شهوده فاذا استدار الف الادوار و تطاول الليل و النهار فالعلامة العلامة و السامة السامة فهو العالم  غير المعلم اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له و اشهد ان محمداً صلي الله عليه و آله عبده و رسوله فنحن اصول العلم الا لعن الله السالف و التالف و الفسقة انا باب المقام و حجة الخصام و دابة الارض و فاضل القضا و صاحب العصي و سدرة المنتهي و سفينة النجاة من ركبها نجا و من تخلف عنها هوي لم يكن الدعام من اطراف الاكناف و لا اعمدة فساطيط السجاف الا علي كو اهل انوارنا و نحن العمل و محبتنا الثواب و ولايتنا فصل الخطاب و نحن حجة الحجاب و بالاء الله تتخذون نجاة الاوان المطيع هو السامع و السامع هو العالم و العالم هو العالم و العامل هو السائر و السائر هو القادم و المولي هو الخاطر و غلبوا هنالك و انقلبوا صاغرين و سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون قال المفضل للصادق عليه السلام يابن رسول الله ان هذا الكلام عظيم تحار فيه العقول فعرفني ما معناه قال قال اميرالمؤمنين عليه السلام الذي كنا بكينونته في القدم و هو المكون و نحن المكان و هو المشي‏ء و نحن الشي‏ء و هو الخالق و نحن المخلوقون و هو الرب و نحن المربوبون و هو المعني و نحن اسماؤه و هو المحتجب و نحن حجبه كائنين غير مكونين نسبحه و نمجده و نقدسه في ستة اكوان كل كون منها ماشاءالله من المدي قال المفضل يا سيدي

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 42 *»

فمتي هذه الاكوان قال يا مفضل اما الكون الاول فنوراني لاغير و اما الكون الثاني فجوهري لاغير و اما الكون الثالث فهوائي لاغير و اما الكون الرابع فمائي لاغير و اما الكون الخامس فناري لاغير و اما الكون السادس فاظلة و ذر لاسماء مبنية ولا ارض مدحية فيه الذي قال الله تعالي خلق الجان من مارج من نار الحديث.

و في الزيارة الجامعة بكم فتح الله و بكم يختم و فيها لايسبقه سابق و لا يلحقه لاحق و لاطمع في ادراكه طامع في المحتضر عن وهب بن وهب عن الصادق عليه السلام في حديث ان موسي بن عمران علي نبينا و آله و عليه السلام نظر ليلة الخطاب الي شجرة في الطور و كل حجر و نبات ينطق بذكر محمد و اثني عشر وصياً له من بعده فقال موسي الهي لا اري شيئاً خلقته الا و هو ناطق بذكر محمد و اوصيائه الاثني عشر فما منزلة هؤلاء عندك قال يابن عمران اني خلقتهم قبل ان اخلق الانوار و خلقتهم في خزانة قدسي ترتع في رياض مشيتي و تتنسم في روح جبروتي و تشاهد اقطار ملكوتي حتي اذا شئت بمشيتي انفذت قضائي و قدري يابن عمران اني سبقت بهم السباق حتي ازخرف بهم جناتي يابن عمران تمسك بذكرهم فانهم خزنة علمي و عيبة حكمتي و معدن نوري الخبر. و فيه من كتاب المناقب للخوارزمي عن سلمان قال سمعت حبيبي المصطفي محمداً صلي الله عليه و آله يقول كنت انا و علي نوراً بين يدي الله عزوجل مطيعاً يسبح الله ذلك النور و يقدسه قبل ان يخلق آدم باربعة عشر الف عام فلما خلق الله آدم ركب ذلك النور في صلبه فلم يزل في شي‏ء واحد حتي افترقنا في صلب عبدالمطلب فجزء انا و جزء علي و منه من المناقب ايضاً عن الحسين بن علي عن ابيه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله كنت انا و علي نوراً بين يدي الله تعالي من قبل ان يخلق آدم باربعة عشر الف سنة فلما خلق الله تعالي آدم سلك ذلك النور في صلبه فلم يزل الله ينقله من صلب الي صلب حتي اقره في صلب عبدالمطلب ثم اخرجه من صلب عبدالمطلب فقسمه

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 43 *»

قسمين قسم في صلب عبدالله و قسم في صلب ابيطالب فعلي مني و انا منه لحمه لحمي و دمه دمي فمن احبه فيحبني احبه و من ابغضني فيبغضني ابغضه و من كتاب الفردوس يرفعه الي المفضل بن عمرعن ابي عبدالله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال ان الله عزوجل كان اذ لامكان فخلق الكان و المكان و خلق نور الانوار الذي نورت منه الانوار و اجري فيه من نوره و هو النور الذي خلق منه محمداً و علياً فلم يزالا نوران اولان لاشي‏ء لاشي‏ء كون قبلهما فلم يزالا يجريان طاهرين مطهرين في الاصلاب الطاهرة حتي افترقا في اطهر طاهرين في عبدالله و ابيطالب و هما اخوان لام واحدة ابنا عبدالمطلب رضي الله عنهما و منه يرفعه الي محمد ابي حماد قال فيما اوحي الله عزوجل الي رسول الله صلي الله عليه و آله ان يا محمد اني خلقتك و علياً من نور واحد بغير روح قبل ان اخلق سمواتي و ارضي و عرشي و بحري فلم يزل ذلك النور يهللني و يقدسني و يمجدني و من كتاب الاول لابن خالويه يرفعه الي جابربن عبدالله الانصاري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول ان الله عزوجل خلقني و خلق علياً و فاطمة و الحسن و الحسين من نور فعصر ذلك النور عصرة فخرج منه شيعتنا فسبحنا فسبحوا و قدسنا فقدسوا و هللنا فهللوا و مجدنا فمجدوا و وحدنا فوحدوا ثم خلق الله السموات و الارض و خلق الملئكة فمكثت الملئكة مائة عام لاتعرف تسبيحاً و لاتقديساً فسبحنا فسبحت شيعتنا فسبحت الملئكة و كذلك في البواقي فنحن  الموحدون حيث لاموحد غيرنا و حقيق علي الله عزوجل كما اختصنا و اختصنا ان يزلفنا و شيعتنا في اعلي عليين ان الله اصطفانا و اصطفي شيعتنا من قبل ان نكون اجساماً فدعانا فاجبناه فغفرلنا و لشيعتنا من قبل ان نستغفر الله عزوجل و رواه ايضاً من كتاب منهج التحقيق من كتاب الاول و قد روي

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 44 *»

ابن طاوس في كتاب ابن اليقين من كتاب الدلائل لمحمد بن جرير الطبري من رجال العامة بسنده المتصل الي رسول الله صلي الله عليه و آله في حديث طويل ان الله جل اسمه خلق محمداً و علياً و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام اشباحاً يسبحونه و يمجدونه و يهللونه بين يدي عرشه قبل ان يخلق آدم باربعة عشر الف عام الخبر و هو شريف طويل و في حلية الابرار من كتاب منهج الحق و اليقين في تفضيل اميرالمؤمنين عليه السلام علي الانبياء و المرسلين ماعدا نبينا صلي الله عليه و آله قال روي عن النبي صلي الله عليه و آله انه قال لما خلق الله سبحانه آدم و حواء تبخترا في الجنة فقال آدم لحواء ما خلق الله تعالي احسن منا فاوحي الله تعالي الي جبرئيل عليه السلام ان ائت بعبدي الي الفردوس الاعلي نظرا الي جارية علي درنوك من درانيك الجنة علي رأسها تاج من نور في اذنيها قرطان من النور قد اشرقت الجنان من نور وجهها فقال هذه فاطمة بنت محمد و لدك يكون في آخر الزمان قال فما هذا التاج الذي علي رأسها قال بعلها علي بن ابيطالب قال فما هذه القرطان قال و لداها الحسن و الحسين قال آدم حبيبي اخلقوا قبلي قال هم موجودون في غامض علم الله قبل ان تخلق باربعين الف سنة و فيه من كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة بسنده عن زيدبن عبدالله بن مسعود عن ابيه قال دخلت يوماً علي رسول الله صلي الله عليه و آله فقلت يا رسول الله ارني الحق حتي اتبعه فقال صلي الله عليه و اله يابن مسعود لج المخدع فولجت فرأيت اميرالمؤمنين عليه السلام راكعاً و ساجداً و يقول عقيب صلوته اللهم بحرمة محمد صلي الله عليه و آله عبدك و رسولك اغفر للخاطئين من شيعتي قال ابن مسعود فخرجت لاخبر رسول الله صلي الله عليه و آله بذلك فوجدته راكعاً و ساجداً و هو يقول اللهم بحرمة عبدك علي اغفر للعاصين من امتي قال ابن مسعود فاخذني الهلع حتي غشي علي فرفع النبي صلي الله عليه و آله رأسه و قال يابن مسعود اكفر بعد ايمان فقلت معاذ الله ولكني

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 45 *»

رأيت علياً يسأل الله تعالي بك و انت تسأل الله تعالي به فقال يابن مسعود  ان الله تعالي خلقني و علياً و الحسن و الحسين من نور عظمته قبل الخلق بالفي عام حين لاتسيبح و لاتقديس و فتق نوري فخلق منه السموات و الارض و انا افضل من السموات والارض و فتق نور علي و خلق منه العرش و الكرسي و علي افضل من العرش و الكرسي و فتق نور الحسن فخلق اللوح و القلم و الحسن اجل من اللوح و القلم و فتق نورالحسين فخلق منه الجنان و الحور العين و الحسين افضل منها فاظلمت المشارق و المغارب فشكت الملئكة الي الله عزوجل الظلمة و قالت اللهم بحق هولاء الاشباح التي خلقت الا ما فرجت عنا من هذه الظلمة فخلق الله عزوجل روحاً و قرنها باخري فخلق منها نوراً ثم النور الي الروح فخلق منهما الزهراء عليها السلام فمن ذلك سميت الزهراء فاضاء منها المشرق و المغرب يابن مسعود اذا كان يوم القيمة يقول الله عزوجل لي و لعلي ادخلا الجنة من شئتما و ادخلا النار من شئتما و ذلك قول الله تعالي القيا في جهنم كل كفار عنيد فالكفار من جحد نبوتي و العنيد من عاند عليا و اهل بيته و شيعته. و فيه من كتاب محمدبن جرير الطبري بسنده عن معاذبن جبل ان رسول الله صلي الله عليه و آله قال ان الله عزوجل خلقني و علياً و فاطمة و الحسن و الحسين قبل ان يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام قلت فاين كنتم يا رسول الله قال قدام العرش نسبح الله و نحمده و نقدسه و نمجده قال قلت علي اي مثال قال اشباح نور حتي اذا اراد الله عزوجل ان يخلق صورنا صيرنا عمود نور ثم قذفنا في صلب آدم ثم اخرجنا الي اصلاب الاباء و ارحام الامهات لايصيبنا نجس الشرك و لاسفاح الكفر يسعد بنا قوم و يشقي بنا آخرون فلما صيرنا في صلب عبدالمطلب اخرج ذلك النور فشقه نصفين فجعل نصفه في عبدالله و نصفه في ابيطالب ثم اخرج النصف الي آمنة و النصف الاخر الي فاطمة بنت اسد فاخرجتني آمنة و اخرجت

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 46 *»

فاطمة علياً ثم اعاد الله عزوجل العمود الي فخرجت مني فاطمة ثم اعاد الله عزوجل العومد اليه فخرج الحسن و الحسين و يعني النصفين جميعاً فما كان من نور علي صار في ولد الحسن و ما كان من نوري صار في ولد الحسين فهو ينتقل في الائمة من ولده الي يوم القيمة و عن ابن بابويه في العلل بسنده الي معاذ مثله الي غير ذلك من الاخبار الواردة في هذا المضمار من طريق الشيعة الخيار و تتجاوز عن حدالاحصاء و فيما ذكرنا كفاية لمن كان مؤمنا مسلماً اذ لايبلغ الاخبار التي يجب التدين بها في مسئلة من المسائل هذا الحد و قد تجاوزت حد التواتر فلا مجال لاحد في التشكيك فيها بعد التجاوز عن حد التواتر و كون التسديد من ورائها و لايضر بعد ضعف سند بعضها مع تواترها و موافقة الكتاب و دليل العقل المستطاب و نذيل ذلك ببعض الاخبار الواردة من طرق العامة ايضاحاً للمحجة و اتماماً للحجة ففي كتاب المناقب الذي صنفه الترمدي في فضائل علي بن ابيطالب صلوات الله و سلامه عليه نقلاً من كتاب اربعين لابي المكارم الدامغاني و نزل السائرين لشرف الدين و مناقب خطيب الخوارزمي و مودات السيد علي الهمداني و مسند احمدبن حنبل و بحرالانساب جعفر الحجة عن سلمان الفارسي رضي الله عنه عن النبي صلي الله  عليه و آله انه قال كنت انا و علي نوراً بين يدي الله مطيعاً يسبح الله ذلك النور و يقدسه قبل ان يخلق آدم باربعة عشر الف عام فلما خلق الله آدم ركب ذلك النور في صلبه فلم يزل ينقله من صلب الي صلب حتي اقره في صلب عبدالمطلب فقسمه قسمين فصير قسمي في صلب عبدالله و قسم علي في صلب ابيطالب فعلي مني و انا منه و من صحيح البخاري و هداية السعداء عن جابربن عبدالله الانصاري عن النبي صلي الله عليه و آله قال ان الله تعالي خلقني و علياً من نور واحد بين يدي العرش يسبح الله تعالي و يقدسه قبل ان يخلق آدم بالفي عام فلما خلق آدم سكنا صلبه ثم نقلنا من صلب طيب و بطن طاهر لاتحيل فينا حائلة الي صلب نوح ثم نقلنا من صلب طيب و بطن

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 47 *»

طاهر لاتحيل فينا حائلة الي صلب ابرهيم حتي وصلنا الي صلب عبدالمطلب فصار قسمين قسم في عبدالله و قسم في ابيطالب فخرجت منه و خرج منه علي ثم اجتمع نور مني و من علي في فاطمة و الحسن و الحسين نوران من نور رب العالمين و من خزانة الجلالية كذلك الا انه قال فصار نصفين نصف الي عبدالله و نصف الي ابيطالب فخلقت انا من جزء و علي من جز فالانوار كلها من نوري و نور علي. الي غير ذلك من اخبارهم المؤيدة لذلك اللازمة له و فيما ذكرنا كفاية ان شاء الله و بلاغ و في البحار بسنده عن سفيان الثوري عن جعفربن محمد الصادق عن ابيه عن جده عن ابيه عن علي بن ابيطالب عليهم السلام انه قال ان الله تبارك و تعالي خلق نور محمد صلي الله عليه و آله قبل ان يخلق السموات و الارض و العرش و الكرسي و اللوح و القلم و الجنة و النار و قبل ان يخلق آدم و نوحاً و ابرهيم و اسمعيل و اسحق و يعقوب و موسي و عيسي و داود و سليمان و كل من قال الله عزوجل في قوله و وهبنا له اسحق و يعقوب الي قوله و هديناه الي صراط مستقيم و قبل ان خلق الانبياء كلهم باربعمائة الف سنة و اربع و عشرين الف سنة و خلق عزوجل معه اثني عشر حجاباً حجاب القدرة و حجاب العظمة و حجاب المنة و حجاب الرحمة و حجاب السعادة و حجاب الكرامة و حجاب المنزلة و حجاب الهداية و حجاب النبوة و حجاب الرفعة و حجاب الهيبة و حجاب الشفاعة الخبر. و فيه بسنده عن انس بن مالك عن معاذبن جبل ان رسول الله صلي الله عليه و آله قال ان الله خلقني و عليا و فاطمة و الحسن و الحسين قبل ان يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام قلت فاين كنتم يا رسول الله قال قدام العرش نسبح الله و نحمده و نقدسه و نمجده قلت علي اي مثال قال اشباح نور حتي اذا اراد الله عزوجل ان يخلق صورنا صيرنا عمود نورالخبر. و قد مر و فيه بسنده عن قبيصة من يزيد الجعفي قال دخلت علي الصادق عليه السلام و عنده ابن ظبيان و القسم الصيرفي

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 48 *»

فسلمت و جلست و قلت يابن رسول الله اين كنتم قبل ان يخلق الله سماءاً مبنية و ارضاً مدحية او ظلمة او نوراً قال كنا اشباح نور حول العرش نسبح الله قبل ان يخلق آدم بخمسة عشر الف عام فلما خلق الله آدم فرغنا في صلبه فلم يزل ينقلنا من صلب طاهر الي رحم مطهر حتي بعث الله محمداً صلي الله عليه و آله الخبر. و فيه بسنده عن ابن عباس قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله خلقني الله نوراً تحت العرش قبل ان يخلق آدم باثني عشر الف سنة فلما ان خلق آدم القي النور في صلب آدم فاقبل ينتقل ذلك النرو من صلب الي صلب حتي افترقنا في صلب عبدالله بن عبدالمطلب و ابيطالب فخلقني ربي من ذلك النور لكنه لانبي بعدي. و فيه من الكنز عن محمدبن الحسن الطوسي في كتابه مصباح الانوار باسناده عن انس عن النبي صلي الله عليه و آله قال ان الله خلقني و خلق عليا و فاطمة و الحسن و الحسين قبل ان يخلق آدم حين لاسماء مبنية و لا ارض مدحية و لاظلمة و لا نور  لا شمس و لا قمر و لا جنة و لا نار قال العباس فكيف كان بدؤ خلقكم يا رسول الله فقال يا عم لما اراد الله ان يخلقنا تكلم بكلمة خلق منها نوراً ثم تكلم بكلمة اخري فخلق منها روحاً ثم مزج النور بالروح فخلقني و خلق عليا و فاطمة و الحسن و الحسين فكنا نسبحه حين لاتسبيح و نقدسه حين لاتقديس فلما اراد الله ان ينشي خلقه فتق نوري فخلق منه العرش فالعرش من نوري و نوري من نور الله و نوري افضل من العرش ثم فتق نور اخي علي فخلق منه الملئكة فالملئكة من نور علي و نور علي من نور الله و علي افضل من الملئكة ثم فتق نورابنتي فخلق منه السموات والارض فالسموات و الارض من نور ابنتي فاطمة و نور ابنتي فاطمة من نور الله و ابنتي فاطمة افضل من السموات و الارض ثم فتق نور ولدي الحسن و خلق منه الشمس و القمر فالشمس و القمر من نور ولدي الحسن و نور الحسن من نور الله و الحسن افضل من الشمس و القمر ثم فتق نور ولدي الحسين فخلق منه الجنة و الحور العين فالجنة و الحور العين من نور ولدي الحسين و نور ولدي الحسين من

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 49 *»

نور الله و ولدي الحسين افضل من الجنة و الحور العين الخبر. و فيه بسنده عن ابي ذر رحمة الله عليه قال سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و هو يقول خلقت انا و علي بن ابيطالب من نور واحد نسبح الله يمنة العرش قبل ان خلق آدم بالفي عام فلما ان خلق آدم جعل ذلك النور في صلبه و لقد سكن الجنة و نحن في صلبه و لقد هم بالخطيئة و نحن في صلبه و لقد ركب نوح السفينة و نحن في صلبه و لقد قذف ابرهيم في النار و نحن في صلبه فلم يزل ينقلنا عزوجل من اصلاب طاهرة الي ارحام طاهرة حتي انتهي بنا الي عبدالمطلب الخبر. و فيه بسنده عن محمدبن حرب الهلالي اميرالمدينة عن الصادق عليه السلام قال ان محمدا و عليا صلوات الله عليهما كانا نوراً بين يدي الله جل جلاله   قبل خلق الخلق بالفي عام و ان الملئكة لما رأت ذلك النور رأت له اصلا و قد انشعب منه شعاع لامع فقالت الهنا و سيدنا ما هذا النور فاوحي الله عزوجل اليهم هذا نور من نوري اصله نبوة و فرعه امامة فاما النبوة فلمحمد صلي الله عليه و آله عبدي و رسولي و اما الامامة فلعلي حجتي و وليي و لولاهما ما خلقت خلقي و فيه بسنده عن انس قال سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول كنت  انا و علي عن يمين العرش نسبح الله قبل ان يخلق آدم بالفي عام فلما خلق آدم جعلنا في صلبه الخبر. و بسنده عن انس بن مالك قال قلت للنبي صلي الله و آله يا رسول الله علي اخوك قال نعم قلت يا رسول الله صف لي كيف اخوك قال ان الله عزوجل خلق ماءاً تحت العرش قبل ان يخلق آدم بثلثة آلاف عام و اسكنه في لؤلؤة خضراء في غامض علمه الي ان خلق آدم فلما خلق آدم نقل ذلك الماء من اللؤلؤة فاجراه في صلب آدم الي ان قبضه الله ثم نقله الي صلب شيث فلم يزل ذلك الماء ينتقل من ظهر الي ظهر حتي صار في عبد المطلب ثم شقه اللله عزوجل نصفين فصار نصفه في ابي عبدالله بن عبدالمطلب و نصفه في ابيطالب فانا من نصف الماء و علي من النصف الاخر فعلي اخي في الدنيا و الاخرة ثم قرأ رسول الله صلي الله

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 50 *»

عليه و آله و هو الذي خلق من ا لماء بشراً فجعله نسبا و صهراً و كان ربك قديرا. و بسنده عن ابي خالد الكابلي عن ابن نباتة قال قال اميرالمؤمنين عليه السلام الا اني عبدالله و اخو رسوله و صديقه الاول قد صدقته و آدم بين الروح و الجسد ثم اني صديقه الاول في امتكم حقا فنحن الاولون و نحن الاخرون. و بسنده عن مرازم عن ابي عبدالله عليه السلام قال قال الله تبارك و تعالي يا محمد اني خلقتك وعليا نوراً يعني روحاً بلا بدن قبل ان اخلق سمواتي و ارضي و عرشي و بحري فلم تزل تهللني و تمجدني ثم جمعت روحيكما فجعلتهما واحدة فكانت تمجدني و تقدسني و تهللني ثم قسمتها ثنتين و قسمت الثنتين ثنتين فصارت اربعة محمد واد و علي واحد و الحسن و الحسين ثنتان ثم خلق الله فاطمة من نور ابتدأها روحاً بلا بدن ثم مسحنا بيمينه فافضي نوره فينا و من الكافي بسنده عن المفضل قال قلت لابي عبدالله عليه السلام كيف كنتم حيث كنتم في الاظلة فقال يا مفضل كنا عند ربنا ليس عنده احذ غيرنا في اظلة خضراء نسبحه و نقدسه و نهلله و نمجده و ما من ملك مقرب و لاذي روح غيرنا حتي بداله في خلق الاشياء فخلق ما شاء كيف شاء من الملئكة و غيرهم ثم انهي علم ذلك الينا و بسنده عن جابربن يزيد قال قال ابوجعفر عليه السلام يا جابر ان الله اول ما خلق خلق محمداً و عترته الهداة المهتدين فكانوا اشباح نور بين يدي الله قلت و ما الاشباح قال ظل النور ابدان نورانية بلاارواح و كان مؤيداً بروح واحد و هي روح القدس فبه كان يعبدالله و عترته و لذلك خلقهم حلماء علماء بررة اصفياء يعبدون الله بالصلوة و الصوم و السجود و التسبيح و التهليل و يصلون الصلوة و يحجون و يصومون و في كتاب غاية المرام من طريق العامة عن ابي هريرة عن النبي صلي الله عليه و آله في حديث انه سأل آدم ربه من هؤلاء الخمسة الذين اراهم في هيئتي و صورتي قال هؤلاء خمسة من و لدك لولاهم ما خلقتك هؤلاء خمسة شققت لهم

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 51 *»

خمسة اسماء من اسمائي لولاهم ما خلقت الجنة و لا النار و لاالعرش و لا الكرسي و لا السماء و لاالارض و لا الملئكة و لاالجن. و فيه بسند عامي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول لعلي عليه السلام خلقت انا و انت من نور الله تعالي و فيه بسند عامي عن سلمان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول خلقت انا علي بن ابيطالب من نور عن يمين العرش نسبح الله و نقدسه من قبل ان يخلق الله عزوجل آدم باربعة عشر الف سنة و بسند عامي آخر عن سلمان قال سمعت حبيبي المصطفي محمد صلي الله عليه و آله يقول كنت انا و علي نوراً بين يدي الله عزوجل مطيفا يسبح الله ذلك النور و يقدسه قبل ان يخلق الله آدم باربعة عشر الف سنة و بسند آخر عامي عن الحسن بن اسمعيل بن عباد عن ابيه عن جده عن النبي صلي الله عليه و آله مثله معني و بسند آخر عن الحسن بن اسماعيل عن ابيه عن زيادبن المنذر عن الباقر عليه السلام عن ابيه عن جده عن النبي صلي الله عليه و آله مثله معني و عن موفق احمد في كتاب الفضائل مثله و عند مسند احمدبن حنبل بسنده عن سلمان مثله و عن ابن المغازلي الواسطي الشافعي بسنده عن سلمان عن النبي صلي الله عليه و آله كنت انا و علي نوراً بين يدي الله عزوجل يسبح الله عزوجل ذلك النور و يقدسه قبل ان يخلق الله آدم بالف عام و عن ابن المغازلي بسنده عن ابي ذرعن النبي صلي الله عليه و آله كرواية اربعة عشر الف و عن ابن شيرويه الديلمي و هو من اعيان العامة بسنده عن سلمان  عن النبي صلي الله عليه و آله خلقت انا و علي من نور واحد قبل ان  يخلق الله آدم باربعة آلاف عام انتهي. الي غير ذلك من الاخبار و كتب علمائنا الابرار بها مشحونة ولي اشغال كثيرة من اجوبة مسائل الناس و التصنيف في فنون فضائلهم شتي و لايتيسر لي التصفح البليغ فان احببت فراجع الكتب حتي تنال منها ما تحب مع ان فيما ذكرت كفاية و بلاغ و الحمدلله.

 

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 52 *»

الباب الخامس

و مما ورد في الاخبار في معني انهم اشرف الخلق و خير الكائنات و امثال ذلك و هي لاتحصي كثرة و لكنا نذكر من ذلك قطرات من البحر فمن ذلك ما رواه في العوالم من مشارق الانوار عن ابي سعيد الخدري عن اميرالمؤمنين عليه السلام انه قال في خطبة الاوانا خيرة الله اصطفانا علي خلقه و ائتمننا علي وحيه و من بصائر الدرجات باسناده عن الباقر عليه السلام في حديث طويل قال نحن خيرة الله و في حديث آخر عنه و نحن صفوته و نحن خيرته و من الخصال بسنده عن حماد بن عمرو عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جده عن علي بن ابيطالب عليهم السلام عن النبي صلي الله عليه و آله انه قال في وصية له يا علي ان الله عزوجل اشرف علي الدنيا فاتخارني منها علي رجال العالمين ثم اطلع الثانية فاختارك علي رجال العالمين بعدي ثم اطلع الثالثة فاختار الائمة من ولدك  علي رجال العالمين بعدك ثم اطلع الرابعة  فاختار فاطمة علي نساء العالمين و من قصص الراوندي باسناده عن ابن ظبيان قال قال ابوعبدالله عليه السلام اجتمع ولد آدم في بيت فتشاجروا الي ان قال فقال آدم صلوات الله عليه يابني وقفت بين يدي الله جل جلاله فنظرت الي سطر علي وجه العرش مكتوب بسم الله الرحمن الرحيم محمد و آل محمد خير من برأالله و من مشارق الانوار عن محمدبن سنان عن الصادق عليه السلام قال نحن جنب الله و نحن صفوة الله و نحن خيرة الله و من بصائر الدرجات باسناده عن الصادق عليه السلام قال ان الله تبارك و تعالي انتجبنا لنفسه فجعلنا صفوته من خلقه و امنائه علي وحيه و من امالي الطوسي بسنده عن محمدبن اسحق الثعلبي قال سمعت جعفربن محمد عليهما السلام يقول نحن خيرة الله من خلقه و شيعتنا خيرة الله من امة نبيه. و من عيون اخبار الرضا باسناده عن التميمي عن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال قال رسول الله صلي الله عليه و اله انت يا علي و ولدك خيرة الله من خلقه. و من كتاب المحتضر للحسن بن سليمن مما رواه من كتاب السيد حسن

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 53 *»

بن كبش عن ابي ذر رضي الله عنه قال نظر النبي صلي الله عليه و آله الي علي بن ابي طالب عليه السلام فقال هذا خير الاولين و الاخرين من اهل السموات و اهل الارضين و هذا سيد الصديقين و سيد الوصيين. و من مناقب محمد بن احمد بن شاذان القمي عن النبي صلي الله عليه و آله انه قال قال لي جبرئيل  يا محمد علي خير البشر و من ابي فقد كفر. و منه عن انس عن عايشة قالت سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول علي خير البشر من ابي فقد كفر فقيل فلم حاربته من ذات نفسي و ما حملني عليه الا الطلحة و الزبير.

و منه باسناده عن الرضا عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله لعلي بن ابي طالب عليه السلام يا علي انت خير البشر لايشك فيه الا كافر. و من امالي الصدوق باسناده عن ام سلمة قالت سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول علي بن ابي طالب و الائمة من ولده بعدي سادة اهل الارض و قادة الغر المحجلين يوم القيمة. و من مشارق الانوار جابربن عبدالله عن النبي صلي الله عليه و آله في وصف الائمة فهم الائمة المهدية و العترة الزكية و الذرية النبوية و السادة العلوية و الامة الوسطي و الكلمة العليا و سادة اهل الدنيا. و من ارشاد القلوب عن انس بن مالك عن ابي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آل لما عرج بي الي السماء و بلغت سدرة المنتهي و دعني جبرئيل قلت يا جبرئيل في هذا المكان تفارقني فقال اني لااجوزه فتحترق اجنحتي ثم زخ بي في النور ماشاءالله و اوحي الي يا محمد اني اطلعت علي الارض اطلاعة فاخترتك منها فجعلتك نبيا ثم اطلعت اطلاعة فاخترت منها عليا و جعلته وصيك و وارث علمك و الامام بعدك و اخرج من اصلابه الذرية الطاهرة و الائمة المعصومين خزان علمي فلولا كم ما خلقت الدنيا و الاخرة و لا الجنة و النار الخبر. و من قصص الراوندي بالاسناد عن الصدوق باسناده عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله لما خلق الله آدم و نفخ فيه من روحه التفت آدم

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 54 *»

يمنة العرش فاذا خمسة اشباح فقال يا رب هل خلقت قبلي من البشر احداً قال لا قال فمن هؤلاء الذين ا راهم فقال خمسة من ولدك لولاهم ما خلقتك و لا خلقت الجنة و لا النار و لا العرش و لا الكرسي و لا السماء و لا الارض و لا الملئكة و لا الجن و الانس الخبر. و منه باسناده عن ابن عباس قال قال النبي صلي الله عليه و آله لما ان خلق الله آدم وقفه بين يديه فعطس فالهمه الله ان حمده فقال يا آدم احمدتني فوعزتي و جلالي لولا عبدان اريد ان اخلقهما في آخر الزمان ما خلقتك. و من كتاب المحتضر من كتاب السيد الجليل حسن بن كبش باسناده الي المفيد رفعه الي محمدبن الحنفية قال قال اميرالمؤمنين عليه السلام سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول وساق الحديث الي ان قال و انا سيد الانبياء و انت سيد الاوصياء و انا و انت من شجرة واحدة لولانا لم يخلق الله الجنة و لا النار و لا الانبياء و لا الملئكة قال قلت يا رسول الله فنحن افضل ام الملئكة فقال يا علي نحن افضل خير خليقة الله علي بسيط الارض و خير ملئكة الله المقربين و كيف لانكون خيراً منهم و قد سبقناهم الي معرفة الله و توحيده فبنا عرفوا الله و بناعبدوا الله و بنا اهتدوا السبيل الي معرفة الله يا علي انت مني و انا منك و انت اخي و وزيري فاذا مت ظهرت لك ضغاين في صدور قوم و سيكون فتنة صيلم صماء يسقط منها كل وليجة و بطانة و ذلك عند فقدان شيعتك الخامس من ولد السابع من ولدك يحزن لفقده اهل الارض و السماء فكم من مؤمن متلف متأسف حيران عند فقده. و من عيون اخبار الرضا باسناده عن الهروي عن الرضا عن آبائه عليهم السلام عن اميرالمؤمنين عليه السلام في حديث طويل يا علي لولا نحن ما خلق آدم و لا حواء و لا الجنة و لا النار و لا السماء و لا الارض. و من عقائد الصدوق يجب ان يعتقد ان الله عزوجل لم يخلق خلقا افضل من محمد و الائمة عليهم السلام و انهم احب الخلق الي الله عزوجل و اكرمهم و اولهم اقراراً به لما اخذ الله ميثاق النبيين في الذر و ان الله تعالي اعطي كل نبي

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 55 *»

علي قدر معرفة نبينا صلي الله عليه و آله و سبقه الي الاقرار به و يعتقد ان الله تعالي خلق جميع ما خلق له و لاهل بيته عليهم السلام و انه لولاهم ما خلق الله السماء و لا الارض و لا الجنة و لا النار و لا آدم و لاحواء و لاالملئكة و لا شيئا مما خلق صلوات الله عليهم اجمعين و قال الشيخ عبدالله بن نور الله في العوالم بعده اعلم ان ما ذكره رحمه الله من فضل نبينا و ائمتنا صلوات الله عليهم علي جميع المخلوقات و كون ائمتنا افضل من سائر الانبياء هو الذي لايرتاب فيه من تتبع اخبارهم عليهم السلام علي وجه الاذعان و اليقين والاخبار في ذلك اكثر من ان تصحي و انما اوردنا في هذه الابواب قليلا منها و هي متفرقة في الابواب لاسيما في ابواب صفات الانبياء و اصنافهم و باب انهم كلمات الله و ابواب تفضيلهم علي الانبياء و ابواب بدو انوارهم و ابواب انهم اعلم من الانبياء و ابواب ميثاقهم عن الانبياء و الملئكة و سائر الخلق و ابواب استجابة دعوات الانبياء بالتوسل و الاستشفاع بهم و ابواب فضائل اميرالمؤمنين و فاطمة و الائمة عليهم السلام و عليه عمدة الامامية و لا يأبي ذلك الا جاهل بالاخبار. و من الاختصاص عن ابن سنان عن المفضل بن عمر قال قال لي ابوعبدالله عليه السلام ان الله تبارك و تعالي توحد بملكه فعرف عباده نفسه ثم فوض اليهم امره و اباح لهم جنته فمن اراد الله ان يطهر قلبه من الجن و الانس عرفه و لايتنا و من اراد ان يطمس علي قبله امسك عنه معرفتنا ثم قال يا مفضل و الله مااستوجب آدم ان يخلقه الله بيده و ينفخ فيه من روحه الا بولاية علي عليه‏السلام و ما كلم الله موسي تكليما الا بولاية علي و لا اقام عيسي بن مريم آية للعالمين الا بالخضوع لعلي عليه السلام ثم قال اجمل الامر ما استأهل خلق من الله النظر اليه الابالعبودية لنا. و من تفسير علي بن ابرهيم بسنده عن هاشم بن عمار يرفعه في قوله و كذب الذين من قبلهم و ما بلغوا معشار ما اتيناهم فكذبوا رسلي فكيف كان نكير قال كذب الذين من قبلهم رسلهم ما آتينا رسلهم معشار ما آتينا محمداً و آل محمد صلوات الله عليهم اجمعين. و من كنزا لكراجكي نقلت من خط الشيخ ابي جعفر الطوسي قدس

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 56 *»

الله روحه من كتاب مسائل البلدان رواه باسناده عن ابي محمد الفضل بن شاذان يرفعه  الي جابربن يزيد الجعفي عن رجل من اصحاب اميرالمؤمنين عليه السلام قال دخل سلمان رضي الله عنه علي اميرالمؤمنين عليه السلام فسأله عن نفسه فقال يا سلمان انا الذي دعيت الامم كلها الي طاعتي فكفرت فعذبت في النار و انا خازنها عليهم حقاً اقول يا سلمان انه لايعرفني احد حق معرفتي الا كان معي في الملأ الاعلي قال ثم دخل الحسن و الحسين عليهما السلام فقال عليه السلام يا سلمان هذان شنفا عرش رب العالمين و بهما تشرق الجنان و امهما خيرة النسوان اخذ الله علي الناس الميثاق بي فصدق من صدق و كذب من كذب فهو في النار و انا الحجة البالغة والكلمة الباقية و انا سفير السفراء قال سلمان يا اميرالمؤمنين لقد وجدتك في التورية كذلك و في الانجيل كذلك بابي انت و امي يا قتيل كوفان والله لولا ان يقول الناس و اشوقاه «واش واه خ ل» رحم الله قاتل سلمان لقلت فيك مقالا تشمأز منه النفوس لانك حجة الله الذي به تاب علي آدم و بك انجي يوسف من الجب و انت قصة ايوب و سبب تغير نعمة الله عليه فقال اميرالمؤمنين عليه السلام اتدري ما قصة ايوب و سبب تغير نعمة الله عليه فقال اميرالمؤمنين عليه السلام اتدري ماقصة ايوب و سبب تغير نعمة الله عليه قال الله اعلم و انت يا اميرالمؤمنين قال لما كان عندالانبعاث للمنطق شك ايوب في ملكي «و بكي خ ل» فقال هذا خطب جليل و امر جسيم قال الله عزوجل يا ايوب اتشك في صورة اقمته انا اني ابتليت آدم بالبلا فوهبته له و صفحت عنه بالتسليم عليه بامرة المؤمنين فانت تقول خطب جليل و امر جسيم فوعزتي لاذيقنك من عذابي او تتوب الي بالطاعة لاميرالمؤمنين ثم ادركته السعادة بي يعني انه تاب و اذعن بالطاعة لاميرالمؤمنين عليه السلام و علي ذريته الطيبين. الي غير ذلك من الاخبار التي لاتعد و لا تحصي ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر مداده ما نفدت كلمات الله فنقتصر في هذا الفصل بهذه الاخبار المذكورة و من اراد الاطلاع علي ذلك فكتب اصحابنا مملوة منها لاينكرها الا ناصب كافرجاحد.

 

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 57 *»

الباب السادس

في الاجماع القائم علي كونهم اول ما خلق الله و اول من اجاب و اشرف الكائنات و افضل الموجودات. اعلم ان من دخل في الاسلام و عاشر المسلمين عرف بالضرورة ان بناء الاسلام علي الاقرار بان محمداً صلي الله عليه و آله اشرف الكائنات و افضل البريات و اول الموجودات بحيث لايبقي له شك و لاارتياب و يعرف ان ذلك من ضروريات ملتهم كوجوب الصلوة و الصوم و الحج و غيرها من الضروريات و لاشك ان ضرورتهم كاشفة عن صدور هذا المعني عن رسول الله صلي الله عليه و آله اشرف الكائنات و افضل البريات و اول الموجودات بحيث لايبقي له شك و لاارتياب و يعرف ان ذلك من ضروريات ملتهم كوجوب الصلوة و الصوم و الحج و غيرها من الضروريات و لا شك ان ضرورتهم كاشفة عن صدور هذا المعني عن رسول الله صلي الله عليه و آله المنبي‏ء عن الله سبحانه بالحق و الصدق و يؤيده نزول الكتاب و صدور السنة المتواترة معني به و رواية اهل الحل و العقد من الفريقين ذلك في جميع كتبهم و مصنفاتهم حتي ان جميع شعرائهم في دواوينهم و جميع خطبائهم علي منابرهم و جميع ادبائهم في دفاترهم و جميع مداحيهم في جميع الاسواق و السكك و الطرق و الابواب ينادون بكونه صلي الله عليه و آله اول ما خلق الله و اشرف من برأ الله و افضل من ذرأ الله من غير نكير بل النكير كل النكير علي من انكر ذلك او تأمل في ذلك فاي ضرورة في الاسلام يبلغ ذلك و اي فريضة فيه تبلغه فاذاً من انكر ذلك او تأمل فيما هنالك خارج عن الاسلام داخل في المكذبين لمحمد صلي الله عليه و آله و الرادين عليه و هو كفر محض صراح و اما الشيعة فكون ذلك عندهم من الضروريات و البديهيات فمما لايحتاج الي اثبات و كل من عرف التشيع علي ذلك بات و كذلك كون آله صلي الله عليهم من نوره و طينته و روحه يجري عليهم ما يجري عليه و لهم من الفضل ماله سوي امور خاصة تخص النبي صلي الله عليه و آله ولادخل له بالمقام و سوي النبوة فانه لانبي بعده و فيما سوي ذلك لاشك لاحد من الشيعة في انهم ذرية بعضهم من بعض و انهم من نور واحد وطينة واحدة و روح واحد و قد امتلأ بذلك كتبهم و مصنفاتهم و نطق بذلك جميع شعرادهم و ادبائهم و مداحيهم في جميع الاسواق و السكك و العقود و ابواب البيوت و المجامع و المحافل بلانكير بل النكير كل النكير علي من انكر شيئا من ذلك فكونهم سلام الله عليهم اول الخلق و اشرفه و افضله من

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 58 *»

ابده بديهيات المذهب و الاسلام بحيث لايبلغه في البداهة شي‏ء من ضرورياتهم و مثل هذه الضرورة و هذا التواتر من الاخبار المؤيدة بآي الكتاب المحكمات و دليل العقل البات كاشف عن ان ذلك مذهب آل محمد عليهم السلام و من دين محمد صلي الله عليه و آله فمنكر ذلك كافر منكر لمحمد و آل محمد عليهم السلام مكذب لهم بالبداهة فكل فضل لهم انتهي مقدمات دليله الي ذلك بداهة و تفرع علي ذلك من غير غموض او ثبت عند احد انتهائها الي ذلك اوتفرعها علي ما هنالك و ان لم يثبت عند غيره ثم انكره يخرج عن ربقة الاسلام و يدخل حلقة الكفر بالله و برسوله صلي الله عليه و آله و يستحق اسم النصب بلاتأمل عند جميع فرق الاسلام لان مناط الكفر هو انكار الله و انكار رسوله صلي الله عليه و آله و الانكار يحصل بانكار ماسمع من الرسول صلي الله عليه و آله او انكار ماثبت صدوره عنه بالضرورة او عند شخص خاص و من البين البديهي بعد ذلك ان كل ماسوي ذات الله سبحانه الاحدية خلقه و هم اول خلقه و اشرفه و اقربه اليه و افضله و اكمله فكل فضل و كمال و نور و خير و جمال ليس عين الذات الاحدية لهم و هم يستحقونه بلاتأمل كما استفاض عنهم نزلونا عن الربوبية و قولوا في فضلنا ماشئتم و لن تبلغوا و هذه الاخبار بعد ما عرفت ما اوردناه في هذا الكتاب المستطاب مطابقة للكتاب موافقة للسنة المستجمع عليها فلا مجال لاحد من المسلمين في الانكار علي احد سلب عنهم القدم و الغناء المطلق و الاحدية الحقة الخاصة بالله جل ذكره و اثبت لهم بعد ما اثبت فمن انكر بعد منهم عليهم شيئا مما يثبتونه من الفضائل و الكمالات فقد رد علي الله سبحانه و علي رسوله و خرج عن ربقة الاسلام فلاجل ذلك روي ان الانكار لفضائلهم هو الكفر كما نذكر بابا خاصا في ذلك فما اسوء حال هؤلاء الاقشاب المنتحلين للاسلام المنكرين لفضائل آل الله الكرام الذين ظهروا في هذه الايام و يزعمون ان لهم في الاسلام نصيبا فلا و الله ان هم  الا نصاباً مشركين كيف لا وادني النصب و الشرك ان تقول للنواة حصاة و تدين الله به و تحب عليه و تبغض عليه و اي تدين اعظم من انكارهم للفضائل و حملهم الناس عليه ثم فتواهم بكفر المقربين بالفضائل من غير ترة بينهم و ذحل و

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 59 *»

من غير حجة دنياوية او دينية سوي اقرارهم بالفضائل و نشرهم لمكارم آل محمد عليهم السلام في العالمين و حكمهم بنجاستهم و وجوب البرائة منهم و جواز الافتراء عليهم.

الباب السابع

في تأسيس اصل كلي شريف يبتني عليه فروع لاتحصي من الفضائل جليها و خفيها و ما يمكن ان يزبر في السطور او يضمر في الصدور و يحتاج بيانه علي وجه الكمال الي رسم فصول:

فصل – اعلم ان الله سبحانه احد لايثني و لايجزي لافي الخارج و لا في الذهن لان الذهن لايدرك الا ما انتزعه من الخارج و ما لم ينتزعه من الخارج هو كذب محض فاذاً ليس فيه حيث و حيث و لا اعتبار و اعتبار و لا جهة و جهة و لا رتبة و رتبة و لا مقام و مقام و لا فرض و فرض و لا نظر و نر فان جميع ذلك ان كان واقعيا يوجب التكثر في الواقع الخارج المخرج له عن حد الاحدية و كذا ليس فيه ذكر لما سواه عينا و لا كونا و لا امكانات لااثباتا و لا نفياً فان ذكر الغير ان كان عين الاحد من كل جهة و لا جهة فليس بذكر غيره من جهة فان ذلك يوجب التركيب من حيث هو هو و من حيث هو ذكر غيره و ان كان غيره و قديماً تعددت القدماء و نافي التوحد او حادثا صار محل الحوادث و حادثا لووب المناسبة و لايعقل ان يكون ذكر ما سواه فيه علي نحو لاينافي الاحدية فان ذلك محض تخيل و كلام لامعني له بالجملة احديته الثابتة جل شأنه يوجب ان لاينتسب الي شي‏ء و لا ينسب الي شي‏ء و لا يرتبط بشي‏ء و لا يرتبط به شي‏ء و لا يخرج من شي‏ء و لا يخرج منه شي‏ء و لا يتصل بشي‏ء و لا يتصل به شي‏ء و لا يقترن بشي‏ء و لا يقترن به شي‏ء لاينزل الي شي‏ء و لا يصعد اليه شي‏ء و لا يكون علي شي‏ء و لا عليه شي‏ء و لا في شي‏ء و لا فيه شي‏ء و لا لشي‏ء و لا له شي‏ء و لا من شي‏ء و لا منه شي‏ء و لا مثل شي‏ء و لا مثله

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 60 *»

شي‏ء و لا عن شي‏ء و لا عنه شي‏ء و لا يبدء من شي‏ء و لا يبدء منه شي‏ء و لا يعود الي شي‏ء و لا يعود اليه شي‏ء و لا يوافق شيئا و لا يخالف شيئا و لا يطابق شيئا و لا يضاد شيئا و لا يقع علي شي‏ء و لا يقع عليه شي‏ء و لا يذكر مع شي‏ء و لا يذكر معه شي‏ء و لم يحد بشي‏ء و لم يحد به شي‏ء و لا يصدر من شي‏ء و لا يصدر منه شي‏ء لا يعلل بشي‏ء و لا يعلل به شي‏ء و لم يحلل في شي‏ء و لم يحلل فيه شي‏ء و لم يطو شيئا و لم يطوه شي‏ء و لم ينفذ في شي‏ء و لم ينفذ فيه شي‏ء و هكذا ينفي عنه سبحانه نفي الامتناع كل ما يوجد في الحوادث فلم يتحرك بعد سكون و لم ينطق بعد سكوت و لم يحدث فيه حالة و لم يتغير و لم يزل و لم ينته الي خلقه لا الي امكان و لا الي ذات و لا الي صفة و لا الي فعل و لا الي شبح و ليس بخارج عن خلقه علي معني المباعدة و لا بداخل في خلقه علي معني المقاربة كيف و كل ما سواه ممتنع معه عز و جل في الخارج و الذهن و كل من تصور غير ذلك فغيره تصور و الي غيره اشار فجماع ذلك كله انه حيث هو لا شي‏ء سواه حتي يمكن فرض شي‏ء من ذلك و يجرح احد هذه النسب فهو اذ ذاك ذات احدية وحدها وحدها وحدها يمتنع معها كل ما سواه عينا و كونا و امكانا اثباتا و نفيا و يمتنع معه كل صفة و فعل و اثر و اسم و رسم و حد و برهان فان جميع ذلك حادث ممتنع معه كل صفة و فعل و اثر و اسم و رسم و حد و برهان فان جميع ذلك حادث ممتنع معه ازلاً و ما يقال ان له صفات ذاتية فانما ذلك محض تعبيرات و ليس معني انه عالم غير ان افعاله عز و جل جرت مجاري العلم كافعال العلماء و معني انه قادر ان خلقه عز وجل كان علي صفة افعال القادرين و معني انه سميع ان في ملكه اصواتا وجدت علي نهج فعل من يسمع و انه بصير يعني انه في ملكه الوان و اشكال جرت علي حسب افعال البصيرين و هذا مطلب دقيق بالضنة عليه عن  غير اهله حقيق و الا ففي الحقيقة لايعقل فيه صفة اذ تقول فيه من البيان كما مر في ذكر الاشياء فيه سبحانه فهو ذات احدية اسماؤها تعبير و صفاتها تفهيم لاجل الاخراج عن الحدين عن اهل الحد عن التشبيه و التعطيل و الا فللعارفين مطالب لايجوز لهم ابرازها و يكشف عن جميع ما ذكرنا الكتاب و السنة المتواترة عن الاطياب عليهم صلوات الله الوهاب و هي اكثر من ان احصي اكثرها فاكتفي منها بقطرة من البحر و حفنة من الوقر تبركا و

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 61 *»

قطعا لعذر المعاندين و حسماً لمادة انكار الناصبين فمن جلائل الدلايل بعد الايات الباهرة و حجج الظاهرة خطبة الرضا عليه السلام بحضرة المأمون و قد رواها في البحار باسناد عديدة قال عليه السلام و ا عبادة الله معرفته و اصل معرفة الله توحيده و نظام توحيد الله نفي الصفات عنه لشهادة العقول ان كل صفة و موصوف مخلوق و شهادة كل موصوف ان له خالقا ليس بصفة و لا موصوف و شهادة كل صفة و موصوف بالاقتران و شهادة الاقتران بالحدث و شهادة الحدث بالامتناع من الازل الممتنع من الحدث فليس الله من عرف بالتشبيه ذاته و لا اياه وحد من اكتنهه و لا حقيقته اصاب من مثله و لا به صدق من نهاه و لا صمد صمده من اشار اليه و لا اياه عني من شبهه و لا له تذلل من بعضه و لا اياه اراد من توهمه كل معروف بنفسه مصنوع و كل قائم في سواه معلول بصنع الله يستدل عليه و بالعقول تعتقد معرفته و بالفطرة تثبت حجته خلقة الله الخلق حجاب بينه و بينهم و مباينته اياهم مفارقته اينيتهم و ابتداؤه اياهم دليلهم علي ان لاابتداءله لعجز كل مبتدء عن ابتداء غيره و ادوه اياهم دليلهم علي ان لا اداة فيه لشهادة الادوات بفاقة المادين فاسماؤه تعبير و افعاله تفهيم و ذاته حقيقة و كنهه تفريق بينه و بين خلقه و غيوره تحديد لما سواه فقد جهل الله من استوصفه و قد تعداه من اشتمله و قد اخطأه من اكتنهه و من قال كيف فقد شبهه و من قال لم فقد عله و من قال متي فقد وقته و من قال فيم فقد ضمنه و من قال الي م فقد نهاه و من قال حتي م فقد غياه و من غياه فقد غاياه و من غاياه فقد جزاه و من جزاه فقد وصفه و من وصفه فقد الحد فيه لايتغير الله بانغيار المخلوق كما لاينحد بتحديد المحدود احد لابتأويل عدد ظاهر لا بتأويل المباشرة متجل لا باستهلال رؤية باطن لابمزايلة مباين لابمسافة قريب لابمداناة لطيف لابتجسم موجود لابعد عدم فاعل لاباضطرار مقدر لابجول فكرة مدبر لابحركة مريد لابهمامة شاء لابهمة مدرك لابمجسة سميع لابآلة بصير لاباداة لاتصحبه‏الاوقات

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 62 *»

و لا تضمنه الاماكن و لاتأخذه السنات و لا تحده الصفات و لا تفيده الادوات سبق الاوقات كونه و العدم وجوده و الابتداء ازله بتشعيره المشاعر عرف ان لا مشعر له و بتجهيره الجواهر عرف ان لا جوهر له و بمضادته بين الاشياء عرف ان لا ضد له و بمقارنته بين الامور عرف ان لاقرين له ضاد النور بالظلمة و الجلاية بالبهم و الجسوء بالبلل و الصرد بالحرور مؤلف بين متعادياتها مفرق بين متدانياتها دالة بتفريقها علي مفرقها و بتأليفها علي مؤلفها ذلك قوله عزوجل و من كل شي‏ء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ففرق بين قبل و بعد ليعلم ان لاقبل له و لا بعد شاهدة بغرايزها ان لا غريزة لمغرزها دالة بتفاوتها الا تفاوت لمفاوتها مخبرة بتوقيتها ان لا وقت لموقتها حجب بعضها عن بعض ليعلم ان لاحجاب بينه و بينها غيرها له معني الربوبية اذ لا مربوب و حقيقة الالهية اذ لا مألوه و معني العالم و لا معلوم و معني الخالق و لا مخلوق و تأويل السمع و لا مسموع ليس مذخلق استحق معني الخالق و لا باحداثه البرايا استفاد معني البرائية كيف و لا تغيبه مذ و لا تدنيه قد و لا يحجبه لعل و لا يوقته متي و لا يشتمله حين و لا تقارنه مع انما تحد الادوات انفسها و تشير الالات الي نظائرها و في الاشياء يوجد فعالها منعتها منذ القدمة و حمتها قد الازلية لولا الكلمة افترقت فدلت علي مفرقها و تباينت فاعربت عن مباينها لما تجلي صانعها للعقول و بها احتجب عن الرؤية و اليها تحاكم الاوهام و فيها اثبت غيره و منها انبط الدليل و بها عرفها الاقرار بالعقول يعتقد التصديق بالله و بالاقرار يكمل الايمان به لاديانة الا بعد معرفة الا باخلاص و لااخلاص مع التشبيه و لا نفي مع اثبات الصفات للتنبيه فكل ما في الخلق لايوجد في خالقه و كل ما يمكن فيه يمتنع في صانعه لاتجري عليه الحركة و السكون و كيف يجري عليه ما هو اجراه او يعود فيه ما هو ابتدعه اذاً لتفاوتت ذاته و لتجزأ كنهه و لا متنع من الازل معناه و لما كان للباري معني غيرالمبروء و لوحد له وراء اذاً حد له امام و لو التمس له التمام اذاً لزمه النقصان كيف يستحق الازل من لا يمتنع من

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 63 *»

الحدث و كيف ينشي الاشياء من لا يمتنع من الانشاء اذاً لقامت فيه آية المصنوع و لتحول دليلا بعد ما كان مدلولا عليه ليس في محال القول حجة و لا في المسألة عنه جواب و لا في معناه له تعظيم و لا في ابانته عن الخلق ضيم الا بامتناع الازلي ان يثني و ما لابدء له ان يبدأ لا اله الا الله العلي العظيم كذب العادلون بالله و ضلوا ضلالاً بعيداً و خسروا خسرانا مبينا و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين انتهت. اقول لولا الكلمة افترقت الي آخر لافقرة كذا في البحار و العيون و من النهج بعد قوله حمتها قد الازلية و جنتها لولا التكملة و مكان قوله لما تجلي تجلي صانعها للعقول بها تجلي صانعها للعقول و بها امتنع عن نظر العيون. و الظاهر ان ما في النهج اوفق و ان ما في هذه النسخ سهو من الرواة و ان كان يمكن ان يأول تأويلا صحيحا و ضمير الفقرات المؤنث يرجع الي الاشياء و كلمات منذ و قد و لولا فواعل و ضمائر الاواخر مفاعيل اول و القدمة و اخواتها مفاعيل ثانية و ضمير بها اي بالاشياء و ضمير اليها اي الي العقول فتدبر في هذه الخطبة الشريفة تجد براهين ما ذكرنا لائحة. و عن علي عليه السلام في خطبة فارق الاشياء لاعلي اختلاف الاماكن و تمكن منها لاعلي الممازجة و علمها لاباداة لايكون العلم الا بها و ليس بينه و بين معلومه علم غيره ان قيل كان فعلي تأويل ازلية الوجود و ان قيل لم يزل فعلي تأويل نفي العدم. و قال عليه السلام في اخري واحد لامن عدد ودائم لابامد و قائم لابعمد ليس بجنس فتعادله الاجناس و لا بشبح فتضارعه الاشباح و لا كالاشياء فتقع عليه الصفات. و قال عليه السلام في اخري الذي ليس لصفته حد محدود و لا نعت موجود و لا وقت معدود و لا اجل ممدود الي ان قال اول الدين معرفته و كمال معرفته التصديق به و كمال التصديق به توحيده و كمال توحيده الاخلاص له و كمال الاخلاص له نفي الصفات عنه لشهادة كل صفة انها غير الموصوف و شهادة كل موصوف انه غير الصفة فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه و من قرنه فقد ثناه و

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 64 *»

من ثناه فقد جزاه و من جزاه فقد جهله و من اشار اليه فقد حده و من حده فقد عده و من قال فيم فقد ضمنه و من قال علي م فقد اخلي منه كائن لاعن حدث موجود لاعن عدم الخطبة. و قال في اخري دليله آياته و وجوده اثباته و معرفته توحيده و توحيده تمييزه من خلقه و حكم التمييز بينونة صفة لا بينونة عزلة الي ان قال ليس باله من عرف بنفسه هو الدال بالدليل عليه و المؤدي بالمعرفة اليه و قال عليه السلام في اخري لايوصف بشي‏ء من الاجزاء و لا بالجوارح و الاعضاء و لا بعرض من الاعراض و لا بالغيرية و الابعاض و لايقال له احد و لا نهاية و لا انقطاع و لا غايد الي ان قال يقول لما اراد كونه كن فيكون لا بصوت يقرع و لانداء يسمع و انما كلامه سبحانه فعل منه انشأه و مثله لا بصورت يقرع و لا نداء يسمع و انما كلامه سبحانه فعل منه انشأه و مثله لم يكن من قبل ذلك كائنا و لو كان قديما لكان الها ثانيا الي ان قال لم يكن بينها و بينه فصل و لا له عليها فضل فيستوي الصانع و المصنوع و يتكافأ المبتدع و البديع. و قال عليه السلام في اخري لم تحط به الاوهام بل تجلي لها بها و بها امتنع منها و اليها حاكمها و قال عليه السلام في اخري حد الاشياء كلها عند خلقه اياها ابانة لها من شبهه و ابانة له من شبهها فلم يحلل فيها فيقال هو فيها كائن و لم ينأ منها فيقال هو فيها بائن و لم يخل منها فيقال له اين. و قال عليه السلام في اخري الحمد لله الملهم عباده الحمد و فاطرهم علي معرفة و ربوبيته الدال علي وجوده بخلقه و بحدوث  خلقه علي ازليته و باشتباههم علي ان لا شبه له المستشهد بآياته علي قدرته الممتنعة من الصفات ذاته و من الابصار رؤيته و عن الاوهام الاحاطة به لاامد لكونه و لا غاية لبقائه لاتشمله المشاعر و لا يحجبه الحجاب فالحجاب بينه و بين خلقه لا متناعه مما يمكن في ذواتهم و لا مكان ذواتهم مما يمتنع منه ذاته و لافتراق الصانع و المصنوع و الرب و المربوب و الحاد و المحدود احد لا بتأويل عدد و عن ابي عبدالله عليه السلام في صفته سبحانه واحد صمد ازلي صمدي لا ظل له يمسكه و هو يمسك الاشياء باظلتها عارف بالمجهول معروف عند كل

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 65 *»

جاهل فرداني لا خلقه فيه و لا هو في خلقه. و عن اميرالمؤمنين عليه السلام الحمد الله الذي هو اول لا بدي مما و لا باطن فيما و لا يزال مهما و لا ممازج معما و لا خيال وهماً ليس بشبح فيري و لا بجسم فيتجزي و لا بذي غاية فيتناهي الي ان قال لا تدركه الابصار و لا تحيطه الافكار و لا تقدره العقول و لا تقع عليه الاوهام فكلما قدره عقل او عرف له مثل فهو محدود و كيف يوصف بالاشباح و ينعت بالالسن الفصاح من لم يحلل في الاشياء فيقال هو فيها كائن و لم ينأ عنها فيقال هو عنها بائن و لم يخل عنها فيقال اين و لم يقرب منها بالالتزاق و لم يبعد عنها بالافتراق بل هو في الاشياء بلا كيفية و هو اقرب الينا من حبل الوريد و ابعد من الشبهة من كل بعيد لم يخلق الاشياء من اصول ازلية و لا من اوائل كانت قبله بدية و قال عليه السلام في اخري الحمد الله الذي لم تسبق له حال حالا فيكون اولا قبل ان يكون آخراً و يكون ظاهراً قبل ان يكون باطنا كل مسمي بالوحدة غيره قليل الي ان قال كل ظاهر غيره غير باطن و كل باطن غيره غير ظاهر. و من عجائب الخطب التي جمعت من اسرار التوحيد ما لم يجمعه غيرها و اوضحت من قدس الله سبحانه ما عجزت الاوهام عن دركه خطبة تسمي بالخطبة اليتيمية و هي من جلائل الخطب و لكن النسخة التي كانت عندنا كان فيها بعض الغلط و نحن نوردها هنا بطولها لكثرد محصولها. الحمدلله حمد معترف بحمده مغترف من بحار مجده  بلسان الثناء شاكرا و لحسن آلائه ناشراً الذي خلق الموت و الحيوة و الخير و الشر و النفع و الضر و السكون و الحركة و الارواح و الاجسام و الذكي و النسيان و الزم ذلك كله حال الحدث اذا القدم له لان الذي بالحيوة قوامه فالموت يعدمه و الذي بالجسم ظهوره فالعرض يلزمه و الذي بالاداة اجتماعه  فقوامها يمسكه و الذي يجمعه وقت يفرقه

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 66 *»

وقت و الذي سبق العدم وجوده فالخالق اسمه جل جلاله و الذي يقيمه غيره فالضرورة تسمه و الذي ينقسم بالاعضاء يكنفه شبحه و الذي يثبت به الوصف فحده صفته و الذي له العرض ففي الطول مساحته و الذي يتحلي فمن الحلية تتميمه و الذي بالصفة تحليه فالعجز يصحبه و الذي المثال يغشوه فالعقل يبصره و الذي الوهم يظفر به فالتصوير بهيمه و الذي سكن جواً يغيب عنه جو و الذي يرتتق بشي‏ء فيه اليه فاقته و الذي له حجم له وزن و الذي يسكن يتحرك و الذي يتحرك يسكن فالذي يذكر بذكر فله النسيان و الذي بالحروف يقول فمططر و الذي بالفكر يبدو فمشغول و الذي بالمشاوة يحدث فناقص تعالي الله عن كل ما ذكرناه تبارك لا يعد خلقه فسبحان من الجهات لا تضمه و السنات لا تأخذه و الاوقات لا تداوله و مصنوعاته لا يحاوله و الاشارات لا تريه و الادوات لا تؤديه و الترجمة لا تجليه لم يلتبس بحال و لا ينازعه بال و لاالذات ذوتته و لا الملائكة ملائكه و لا الصفات اوجدته بل هو موجد كل موجود و خالق كل صفة و وصوف كل عارف و معروف من انتظم علي صفة خطر بحال محسوس علي بال و من آواه محل ادركه اين و من ضمته جوهر آواه جنس و من خامره امز ازاله القول و من كان له جنس طالبه الكيف و من زال فزواله اليفه كل قائم في شي‏ء فهو بعضه و كل متبعض خلقه و كل خلق غيره غيره يعلمه من غير مباشرة و يفهمه من غير ملاقات و هدايته من غير ايماء و كلامه من غير اعتقاب و وجهه حيث توجهت و قصده حيث اصبت و طريقه حيث استقمت بفهمك و عنك بعلمك ارتبط كل شي‏ء بضده و قطعه بحده الفطن لا تبرزه و المعني لا يبلغه ما تخيل فالتشبيه له مقارن و ما توهم فالتنزيه له مباين و كلما كان له سبب ظفر به الطلب و كلما كان له مادة ماموه مالوه و كل موهوم موصوف و الله تعالي فات الوهم نيله و جاوز الغاية قدره و الظن حقيقته و الاغيار كنهه و القياس عظمته و التشبيه تنزيهه اذ كل مشعور به غيره و كل متصور له سواه دلك بمثول خلقه ان ليس كمثله شي‏ء و

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 67 *»

هو السميع البصير لا يضاده من و لا يوافقه عن و لا يلاصقه الي و لا يعلو عليه علي و لا يصله فوق و لا يقطعه تحت و لا يقابله حد و لا يزاحمه عند و لا يحده خلف و لا يحدده امام و لا يظهره قبل و لا بعد و لا يجمعه كل و لم يفرقه بعض و لم يؤخره كان و لم يفقده ليس و لن تكشفه علانية و لا يستره خفا النعت لباس مرقوب غيره و صفة لا صفة له ادراك و لا امره هماك له من الاسماء معناها و من الحروف مجريها اذ الحروف مبتدعة و الانفاس مصنوعة و العقول موضوعة و الافهام مفطورة و الالات مبروءة ضمن الدهر غايته و الحد نهايته مفرقة بينه و بين خلقه غاية معرفته و كيف تكون له غاية و الغاية من صنعه الصفة علي نفسها تدل و في مثلها تحل لا تلهيه الامال و لا تحل به الاشتغال و لا يذم بذميم و لا يعاب بمعيب خلق النفع و الضر ليس يسقطه واحد منها لان الذي ترفعه حال تسقطه حال و الذي من العافية صحته فمن السقم علته لا تقارنه الاضداد الا اضداداً او مثلها اضداد مخلوقه قد تنزه عن ذلك اذ الاحوال من خلقه و الاقطار من صنعه ليس له من خلقه مزاج و لا لهم في فعله مزاج من وصف فقد اثبت و من لم يصف فقد نفي و كلا الامرين خطاء لا تسلك منهاج التمثيل فتقع في اودية التخليط ان كيفت سالت بك السيول و ان شبهت هلكت مع الهالكين و ان عدلت عن الطريق حل بك الحوب و ا يقنت بالعطب و وصفه ان سميع و لا صفة لسمعه لم يعبده من خالفه و لا عرفه من انكره و لا آمن به من جحد امره و ان قلت من فقد سبق الوقت و ان قلت قبل فالقبل بعده و ان قلت اين فقد تقدم المكان وجوده و ان قلت كيف فقد احتجب عن الصفة صفته و ان قلت ممن هو فقد باين الاشياء كلها و ان قلت فهو هو فالهاء و الواو كلامه صفة استدلال عليه لا صفة تكشف له و ان قلت له حد فالحد لغيره و ان قلت الهواء نسيه فالهواء من صنعه رجع من الوصف الي الوصف و عمي القلب عن الفهم و الفهم عن الادراك و الادراك عن الاستنباط و دام الملك في الملك انتهي المخلوق الي مثله و الجأه الطلب الي شكله و هجم به

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 68 *»

الفحص الي العجز و البيان علي الفقد و الجهد علي اليأس و البلاغ علي القطع و السبيل مسدود و الطل مردود دليله آياته و وجوده اثباته و معرفته توحيده و توحيده تنزيهه من خلقه ناء لا بمسافة قريب لا بمدانة انه رب و غيره خلق له تأويل البينونة اذ لا بينونة عزلة ما تصور الاوهام فهو بخلافه ليس برب من اقلع تحت القلاع و لا بمعبود من وجد في وعاء هواء فهو في الاشياء كائن بلا كينونة محصور فيها غيره و عن الاشياء بائن لا بينونة غائب عنها وجوده اثباته ما قارنه ضده و لا ساواه ند انما خلق الاشياء اضداداً لتكون الفردية له لا تزاوجه بل هو يزوج المزدوجات ازوج الموت بالحيوة و الخبر بالشر اذ المزدوج من خلقه و ضده غير ممتنع من قبول التضاد و الله تعالي لا ضد له فيجادله و لا ند له فيعاد له ذلك من دلائل التوحيد ليس يمتنع ما امتنع منه و لا يحتاج من احتاج اليه و لا بذاته عرفه من عرفه بل بغيره عرف و بالعقل عرف و هو دل العقل عليه و هو ادل الدليل و المؤدي بالمعرفة اليه لوعني عنه عارفوه لاستوي الخلق في فقده فقده موجود و وجوده مفقود اذا الخلق منه في حجاب فهو الاول لا اول له و الاخر لا آخر له و الظاهر لا ظاهر له و الباطن لا باطن به به توصف الصفات لابها يوصف و به تعرف المعارف لابها يعرف و به عرف المكان لا بالمكان عرف و به كان الخلق لا بالخلق كان المكنة لا تكنه لانه لو كان في محل دون محل لانس المتكون و اوحش الخالي منه علة ما صنع صنعه لا علة ليس مكان كونه كان و لكنه كون المكان فكان و انما كان حروف تأتلف و تفترق لم يسبقه قبل و لم يقطعه بعد تقدم الحدث قدمه و العدم وجوده و الصفة ذاته و الغاية ازله و الوهم نيله و ا لقدم اكتناهه و الحجب احتجاجه ظاهر في غيب غائب في ظهور اذ لو غاب حجب الغيبة بحجاب و لو ظهر وقع الايماء اضطرارا ليس عن الدهر قدمه و لا لكونه موجوداً سبق وجوده عدمه وجوده واجب به سبيله الديمومة الوحدة لم توحشه و الخليقة لم تؤنسه فلو اوحشته الوحدة لآنسه خلقه فكيف يحل به ما هو ابداه و يعود فيه ما

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 69 *»

هو انشأه الهمم لا تنازعه من قبول التضاد و الله تعالي لا ضدله و الشغل لا يشغله و الاركان لا تخالطه و منتهي بلوغ الخلق لا يبلغه و العدد لا يقاسمه و خلقه لا يمازجه من جعل عباده جزءاً منه كفر ان الانسان لكفور مبين الاطراف لا تكتنفه و الحدود لا تقطعه و الحد للمحدود و العدد للمعدود ليس لذاته تكييف و لا لفعله تكليف ضمن الدهر قدمه و الغيب جوه و الملكوت خزائنه و من قسم جزءاً فهو حليته و من ضمنه الهواء فالهواء فضاؤه احتجب عن العقول كما احتجب عن العيون و اعمي اهل السماء احتجابه كمكا اعمي اهل الارض ليس بغيره احتجب و لا بسواه استتر لكنه مستور بفطرته محجوب بقدرته فهو الذي كل شي‏ء يري و يري اياه به و لا يري لا تراه العيون و لا تقابله الظنون علا قدرته الظنية وزها نوره العينية فمنع الطالب الطلب و حمي الودود الانقطاع و الادراك الانقطاع و مارس الفطنة العظمة الحلقة الجسم و حال الحال في الحال و اوتاد الطلب في المرتاد قربه كرامة و بعده الهانه قد كون الوصول لذوي الالباب و العقول لا يجاوزه اختيار و لا يمثله تدبير و لا تناله الحواس و لا يبلغه المقياس و لا يقاس بالناس و لا تحله في و لا توقته اذ و لا يواتره لم قربه قدره و بعده عظمته و نزوله الي الشي‏ء اقباله عليه و اتيانه من غير نزول و مجيئه من غير تنقل لا تواجهه جهة اذ لا جهة له و لا تأخذه سنة اذ لا سنة لا يوجد المفقود و يفقد الموجود لا تجتمع لتحيره الصفات ظاهر في غير غائب في ظهوره هو الظاهر و الباطن بذلك امتنع عن الخلق ان يشبهوه لاستغنائه عنهم ان يكونوه حدث كل حادث دليل عليه و مشر بالربوبية اليه فاقرار الحادث بالحدث دليل علي المحدث و هو سبحانه بخلافها فرد لا يقبل القرين قديم لا يخلقه وصف حدث اذ الحادث مقر بحدثه و حدثه مقر بالقدم الذي هو صفته نصيب الايمان الافكار منه الايمان به موجود وجود ايمان لا وجود عيان فعل التسليم عند اعتلاج الخواطر بالوسواس بالقلوب ثبت قدم التوحيد لا يحل علي التوحيد الذي يرمقه فهمك و اعتمد علي دليل نظر عقل صاف امدته الانوار الالهية بلطائف فكر

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 70 *»

صحيح ينتج لك حقيقة المعفة كيف قد وردت الكتب الناطقة و الرسل الصادقة بذلك فارتع في رياض الاصابة و التشديد وقف بصدق الديل النظري علي منهاج العدل و التوحيد فبه تم لله رضاه و الشرك موجب لسخطه قضي و ما قضي امضي لا معقب لحكمه و هو سريع الحساب اشكره علي النعماء و استزيده من العطاء فاول عبادة الله سبحانه معرفته و اصل معرفته توحيده و نظام توحيده نفي صفات التحديد عنه لشهادة العقول اان ذلك محدود مخلوق و شهادة كل مخلوق ان له خالقا ليس بمخلوق الممتنع من الحدث هو القديم في الازل فليس عنه من نعت ذاته و لا اياه وحد من اكتنهه و لا حقيقته اصاب من مثله و لا به صدق من نهاه و لا صمد صمده من اشار اليه بشي‏ء من الحواس و لا اياه عني من شبهه و لا عرفه من بعضه و لا اياه اراد من توهمه كل معروف بنفسه مصنوع و كل قائم في واه معلول بصنع الله يستدل عليه و بالعقول تعتقد معرفته و بالفطرة تثبت حجته فافعال الخلق حجاب بينه و بينهم و مباينتهم اينياتهم مفارقة اينيتهم و ابتداؤه لهم دليل علي ان لا ابتداء له لعجز كل مبتدء  عن ابتداء مثله فاسماؤه تعالي تعبير و افعاله تفهيم قد جهل الله من حده و تعداه من اشتمله و قد اخطأه من اكتنهه و من قال فيه لم فقد علله و من قال متي فقد و قته و من قال فيم فقد ضمنه و من قال الي فقد اناه و من قال حتي قد غياه و من غياه فقد جزاه و من جزاه فقد الحد فيه لا يتغير الله بتغاير المخلوقات و لا يتحدد بتحديد المحدود واحدلا بتأويل عدد ظاهر لا بتأويل مباشرة متجل لا باستهلال رؤية باطن لا بمزايلة مباين لا بمسافة قريب لا بمداناة لطيف لا بتجسم موجود لاعن عدم فاعل لا باضطرار مقدر لا بفكرة مدبر لا بحركة مريد لا بعزيمة شاء لا بهمة سميع لا بآلة بصير لاباداة لا تصحبه الاوقات و لا تضمنه الاماكن و لا تأخذه السنات و لا تحده الصفات و لا تقيده الاوقات و لا يجري عليه الحركات و السكنات سبق الاوقات كونه و العدم وجوده و الابتداء ازله بخلقه الاشياء علم ان لا شبه له و بتجهيره الجواهر علم ان لا جوهر له و بمضادته

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 71 *»

الاشياء علم ان لا ضد له و بمقارنته بين الاشياء علم ان لا قرين له ضاد النور بالظلمة و القر بالحرور مؤلف بين متعادياتها مفرق بين متدانياتها بتفريقها دل علي مفرقها و بتأليفها دل علي مؤلفها قال الله تعالي في محكم كتابه و من كل شي‏ء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون فرق بين قبل و بعد ليعلم ان لا قبل له و لا بعد شاهدة بغرائزها علي ان لا غريزة لمغزرها دالة بتفاوتها علي ان لا تفاوت لمفوتها مخبرة بتوقيتها علي ان لا وقت لموقتها حجب بعضها عن بعض يعلم ان لا  حجاب بينها و بينه له معني الربوبية اذ لا مربوب و حقيقة الالهية اذ لا مألوه و معني العالم و لا معلوم و معني الخالق و لا مخلوق لا من حيث احدث استفاد معني المحدث لا تثنيه مذ و لا تدنيه قد و لا تحجبه لعل و لا توقته من و لا تشمله حتي و لا يقارنه مع انما تحد الادوات انفسها و تشير الالات الي نظائرها الاشياء توجد معالمها منعها القدم و حمتها الازلية عن توهم حقيقة الربوبية و لو لا التكملة افترقت فدلت علي مفرقها و تباينت فاعربت عن مباينها تجلي صانعها للعقول و بها احتجب عن الرؤية و اليها تحاكم الاوهام و بها انبط الدليل بالعقول لا ايمان الا بتصديق و لا تصديق الا باقرار و لا تصديق و ايمان و اقرار الا بعد معرفة و لا معرفة الا باخلاص و لا اخلاص مع تشبيه و لا نفي مع اثبات الصفات الشبيهة كلما في العالم غير موجود في صانعه و كلما امكن فيه مستحيل في خالقه لوحد له وراء لحد له امام و لو التمس له التمام لزمه النقصان كيف يستحق الازل من لا يمتنع عن الحدث ام كيف ينشي‏ء الاشياء من لا يمتنع من الانشاء و لا تجري عليه الحركة و السكون و كيف يجري عليه ما هو اجراه و يعود فيه ما هو ابداه اذاً لتفاوتت ذاته ول ا متنع من الازل معناه و لما كان الباري غير المبروء و لو تعلقت به عليه ليس في محال القول حجة و لا في المسئلة عنه جواب لا اله الا الله الحليم الكريم لا اله الا الله العلي العظيم سبحان الله رب السماوات السبع و رب الارضين السبع و ما فيهن و ما بينهن و هو رب العرش العظيم و سلام علي المرسلين و صلي الله علي محمد و آله انتهي.

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 72 *»

و في هذه الخطبة غنية عما سواها و كفاية في امر التوحيد و لكن في الكتاب بعض الغلط و لم اظفر بنسخة صحيحة فمن ظفر بنسخة صحيحة من اخواني المطلعين علي كتابي و صححها فله المن علي بالجملة من غاص في بحار الاخبار و تفكر في الاثار عرف بلا غبار ان الاحد جل  شأنه ممتنع عن صفات الحوادث و يمتنع فيه ذكر ما سواه اثباتا و نفياً و ليس في المخلوق مشعر من جنس ذاته سبحانه و تحد الالات نظائرها فلا تدركه الابصار و لا تحيط به خواطر الافكار ولا تمثله غوامض الظنون في الاسرار و لا تدل علي الاسماء و لا تؤمي اليه الاشارات و لا تحده الصفات و لا كناية عنه و لا عبارة و لا تلويح و لا اشارة و هجم اليأس عن ادراكه باي نحو كان علي المشاعر و حجب حدوثها بينها و بين بلوغ ذاته عزوجل فتعالي الله عما يقول الظالمون علواً كبيرا و هذا اصل لو ادركته لوصلت الي غاية التنزيه و التوحيد و منتهي التجريد و لا شك ان قلوه سبحانه قل هو الله احد من المحكمات التي قام الاجماع علي وجوب التصديق به و جميع ما ورد في التوحيد شرح الاحدية و تفصيل هذه السورة و لا مجال لمسلم يؤمن بالله و الرسول صلي الله عليه و آله ان ينكر تلك السورة اجمالا و قام الاجماع علي كفر منكره من الفريقين و عرفت ان جميع ما فصلنا شرح الاحدية لا غير فلا مجال لا حد بعد قيام الحجة عليه بان ذلك التفصيل شرح ذلك الاجمال ان يتعداه و يذهب الي الشبهات السوفسطائية و الخرافات اليونانية و مزخرفات المتكلمين و المشائين و الاشراقيين مما ينافي ما ذكرناه من الكتاب و السنة من اصل ثابت محكم قد بني علي كتاب الله و سنة رسول الله صلي الله عليه و آله و الاجماع و  اثبتناه بها فخذه و اغتنم.

فصل

ثم اعلم ان جميع ما سوي هذه الذات المقدسة المنزهة الاحدية المجهولة التي عجز اعلي مشاعر الانبياء عن دركها و حسر اعلي مدارك الملئكة المقربين عن الاطلاع عليها و هي مجهولة للانبياء كما هي مجهولة عن الجمادات

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 73 *»

و دليل الكل عليه فقر الكل و فاقتهم و عدم استقلالهم بانفسهم و هي غاية معرفتهم و اقرارهم بالحسور نهاية خبرهم عنه فكل ما سوي هذه الذات المنزهة من فعل او اسم او حرف و من كل ما يعبر عنه و يكتني عنه و يشار اليه بنحو من انحاء الاشارة خلق حادث دائر علي نفسه راجع الي جنسه لا ينتسب اليه و لا يرتبط به و لا يضاف اليه و لا يقوم به و لا يذكر فيه و لا يتصل به و لا ينفصل عنه و لا يوجد معه بل اوجده به و الزمه به حده و حصره به في مقامه و اوقفه به في مكانه و اداره به علي نفسه و من تجاوز ذلك ذكر غيره معه و من ذكر غيره معه ميزه و من ميزه حده و من حده ثناه و من ثناه اخرجه عن الاحدية و الحد فيه تعالي الله عن ذلك علواً كبيرا و كل مثني مركب و كل مركب بالفتح يحتاج الي مركب بالكسر لانه منفعل و كل منفعل يحتاج الي فاعل هذا و كل مركب محتاج الي اجزائه قائم به غير مستقل بنفسه بالبداهة و كل غير مستقل بنفسه فقير الي غيره و كل فقير الي غيره محتاج الي عطاء غيره يجد ما يعطيه ان اعطي و يفقده ان منعه فهو ممكن الوجود و العدم و كل ممكن حادث غير قديم واجب فاذا وجب ان يمتنع مع القديم ذكر ما سواه انقطع النسبة و الاضافة بينه و بين غيره و انفصم الارتباط بينه و بينه فاذاً يدور الخلق علي نفسه فاذا تدبرت في الخلق وجدت جميع مراتبه مدركا موهوما مميزا و موصوفا و الموصوف ايضاً صفة فجميع الخلق صفات و ظهورات و تجليات و اعراض تحتاج الي من يقوم به و يعرض عليه التبة اذ لابد للصفة من ذات تقوم بها و تستند اليها و تعرض عليها فاذاً لا بد و ان يكون اول الخلق ذات اوجدت بنفسها غير متكية علي غيرها غير مستندة الي ما سواها الا الي ربها فيها بها اذ لا يصلح الذات القدوسة ان تكون معرض الحوادث و محلها البتة فمعرض جميع الاعراض في الخلق و من الخلق فاذاً يجب ان يكون لجملة ما سواه سبحانه مبدؤ منه يبتدي الكل و اليه يعود الكل و اليه ينتهي الكل فهو الطاوي للكل و النافذ في الكل الظاهر بالكل القائم به الكل فهو الذات الظاهرة بالكل المعروضة بمقاماتها للكل الموصوفة بالكل و هي الذات المطلقة الخلقية و الذات في الذوات للذات و الذات المدلول عليها بها و مستندة جميع الصفات و مرجعة جميع الاشارات و

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 74 *»

غاية جميع الغايات و منتهي جميع النهايات فالنهايات مشهودة و عرضيتها معروفة و احتياجها الي محل ثابت و امتناع عروضها علي القديم جل شأنه بديهي فلا بدلها من ذات معروضة و هي ذات الذوات و الذات في الذوات للذات فهذه الذات مع ذلك كله حادثة اقامها الله سبحانه بها و امسكها بظلها و اقامها في نفسها و هي لا بد و ان تكون اول الحوادث اذ ما سواها صفات تحتاج الي ذات و لا ذات سواها و لا تعقل تعدد الذات اذ المتعدد ممتاز و الممتاز محدود و المحدود موصوف و الموصوفية صفة غير الذات مع ان الاسماء موضوعة للصفات فلا يعقل تعدد الذات و هي آية تعريف الاحد و تعرفه فالذات الحقيقة واحدة و ما سواها صفات و لا يعقل تقدم الصفات التابعة في معناها علي الذات المتبوعة في حقيقتها فالذات الحقيقية واحدة و هي اول الموجودات لا يسبقها سابق و لا يلحقها لاحق و لا يطمع في ادراكها طامع بها فتح الله و بها ختم و لنعم ما قال الشاعر في وصفه:

يا جوهراً قام الوجود به   و الناس بعدك كلهم عرض

و قد قال الناصب الكافر ابن ابي الحديد في حقه:

صفاتك اسماء و ذاتك جوهر   بري‏ء المعاني من صفات الجواهر
 يجل عن الاعراض و الكيف و المتي   و يكبر عن تشبيهه بالعناصر

و يقول:

تقيلت افعال الربوبية التي   عذرت بها من شك انك مربوب

فما بال من ينتحل التشيع ان يشك في انه جوهر حقيقي و جميع ما سواه اعراض قائمة به فهي الاول الذي لا اول قبله و الاخر الذي لا آخر بعده و الذات المقدسة لا يطلق عليها اسم فضلا عن الاول و الاخر الاضافيين المركبين فاذاً يثبت لها كل نعت سوي الاحدية فلو نزلتها عن الاحدية لساغ لك ان تقول فيها كل كمال اذ هي مبدؤه و منشؤه و منها بدؤه و اليها عوده و كل ما يعبر عنه بكمال اويسمي بجمال اويسمي باسم او يوصف بصفة منها و اليها و ا لذات المقدسة منزهة عنها فهي الذات المسماة الموصوفة بكل لسان و تلك الذات المجهولة الخارجة عن البيان فهي مرجع كل اسم و كل صفة و كل خير و كل نور و كل ك مال و كل جمال و

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 75 *»

كل قدرة و كل قوة و كل حول و كل سلطنة و كل ولاية و كل فعل و كل حركة و كل ابراز و كل اظهار و كل معرفة و كل ارادة و كل قصد و كل دليل و كل اثبات و كل منسوب و كل مضاعف و كل مرتبط و كل ما عنه اسم او رسم او كناية او عبارة او اشارة او رسم في السطور او اخفي في الصدور او قيل او سيقال او لم يقل اولن يقال و قد ثبت بالكتاب المستجمع علي تأويله و السنة المتواترة الجامعة و الاجماع من الخاصة و العامة ان محمدا و آل محمد عليهم السلام اول من خلق الله و اشرف من ذرأ الله و افضل من برأ الله و اسبق من دخل عرصة الخلق فهم صاحب كل فضل و مرجع كل خير ان ذكر الخير كائناً ما كان فهم اصله و معدنه و اوله و مأواه و منتهاه فان نزلتهم عن الاحدية ساغ لك ان تنسب اليهم كل خير اذ هم اثبتواذ لا نفسهم كل فضل باثباتهم لا نفسهم الاولية و الافضلية و الاشرفية بالكتاب و السنة و الاجماع فلم يبق لاحد من المسلمين عذر في انكار فضل من فضائلهم بعد اقرارهم و اضطرارهم الي الاعتراف بانهم اول الخلق فان ذكر فضل او عقل و فهم لابد وان يكون متصفاً به او يمكن ان يتصف به متصف فان كان المتصف او الممكن الاتصاف من هودونهم فهم اولي به و ان قيل من هو فوقهم ليس فوقهم احد و ان قيل يختص به الله سبحانه فقد وصف الله و من وصف الله فقد قرنه و من قرنه فقد ثناه و من ثناه فقد جزاه و من جزاه فقد الحد فيه اذا ثبت فيه صفات المخلوقين و اخرجه عن حد الازلية و قد عرفت في الفصل السابق ان عرفت ان الله سبحانه لا يوصف فانحصر الامر في ان يكون المتصف بكل كمال هو محمد و آل محمد عليهم السلام و ما يمكن ان يتصفوا به فهو ثابت فيهم لان حقيقتهم و ذاتهم خارجة عن الاوقات ليس لها انتظار ان عرفتهم بالجملة نزلهم عن الاحدية و قل في فضلهم ماشئت و لا تكاد تبلغ كنه ما خصهم الله سبحانه و قد وردت بذلك اخبار مستفيضة فمنها مارواه في العوالم من بصائر الدرجات بسنده عن كامل التمار قال كنت عند ابي عبدالله عليه السلام ذات يوم فقال لي يا كامل اجعلوا لنا رباً نؤوب اليه و قولوا فينا ما شئتم قال قلت نجعل

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 76 *»

لكم رباً تؤوبون اليه و نقول فيكم ما شئنا قال فاستوي جالساً ثم قال و ما عسي ان تقول ما خرج اليكم من علمنا الا الفاً غير معطوفة. و من كشف الغمة من كتاب الدلائل للحميري عن مالك الجهني قال كنابالمدينة حين اجليت «ظ اختلفت» الشيعة و صارو افرقاً فتنحينا عن المدينة ناحية ثم خلونا فجعلنا نذكر فضائلهم و ما قالت الشيعة الي ان خطر بيان الربوبية فقلنا ما خطر ببالنا الا الساعة فقال اعلما ان لنا رباً يكلانا بالليل و النهار نعبده يا مالك و يا خالد قولوا فينا ما شئتم و اجعلونا مخلوقين فكررها علينا مراراً و هو واقف علي حماره. و من تفسير العسكري قال امير المؤمنين عليه السلام لا تتجاوزوا بنا العبودية ثم قولوا ما شئتم و لن تبلغوا. و من منتخب البصائر باسناده عن المفضل قال قال ابو عبدالله عليه السلام ما جائكم منا مما يجوز ان يكون في المخلوقين و لم تعلموه و لم تفهموه فلا تجحدوه وردوه الينا و ما جائكم عنا مما لا يجوز ان يكون في المخلوقين فاجحدوه و لا تردوه الينا انتهي. و لو عرفت ما اسسنا لعرفت ما يخص بالله سبحانه و هو الاحدية و القدس عن صفات المخلوقين و امتناع ما سواه فيه و كل ما سوي ذلك فمما يجوز ان يكون في المخلوقين بل يكون الا ما لا يقتضي الحكمة ابرازه في عرصة الحوادث و في حديث المعرفة بالنورانية اعلم يا اباذر انا عبدالله و خليفته علي خلقه لا تجعلونا ارباباً و قولوا في فضلنا ما شئتم فانكم لا تبلغون كنه ما فينا و لا نهايته. و في وضع آخر منه انما انا عبد من عيبد الله لا تسمونا ارباباً و قولوا في فضلنا ما شئتم فانكم لن تبلغوا من فضلنا كنه ما جعله الله لنا و لا معشار العشر الخبر و قد مضي الي غير ذلك من الاخبار فالواجب علي من يتوالي آل محمد عليهم السلام و يأخذ دينه عنهم ان ينفي عنهم الربوبية اذ لا مربوب و الاحدية الخاصة بالقديم عزوجل التي يمتنع معها كل شي‏ء سواها ثم يجوز لهم كل كمال و كل خير و كل فضل و كل نور و كل علم و كل قدرة و ليس بغلو فانه لم يقدمهم علي مقامهم الخلقي و الغلوا المجاوزة

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 77 *»

بهم عن مقام الخلق نعم لآل محمد عليهم السلام مقامان مقام اتحاد مع النبي صلي الله عليه كما روي اولنا محمد و اوسطنا محمد و آخرنا محمد و كلنا محمد و مقام انا محمد و محمد انا و مقام انا و علي من نور وا حد و مقام حسين مني و انا من حسين و مقام اشهد ان ارواحكم و نوركم و طينتكم واحدة طابت و طهرت بعضها من بعض فهم في هذا المقام يجري لكل واحد منهم ما يجري للآخر و لذلك النور و لتلك الحقيقة كل فضل و اما في مقام الفرق فينفي عنهم النبوة ما خلا محمد صلي الله عليه و آله كما ينفي عنهم الالوهية ثم بعد هذين الامرين لهم كل فضل و كل نور و كل كمال و كل خير من غير استثناء و لا يجوز لمن آمن بالله و رسوله و اليوم الآخر و اهتدي بهدي آل محمد عليهم السلام ان ينكر فضلا يذكر لهم بوجه من الوجوه فان ذلك الفضل كائنا ما كان صفة و الصفة و كائنة ما كانت منفية عن ذات الاحد جل جلاله فهي حادثة و اللائق بها اول الخلق كما مر و هم اول خلق الله و اشرفه و خيره و اسبقه و اقربه الي الله سبحانه كما مر الدليل عليه من كتاب الله و سنة نبيه صلي الله عليه و آله و الاجماع من الفريقين فلا مجال لاحد الطلع علي كتابي هذا و قام الحجة عليه به ان ينكر بعد ذلك فضلا من فضائل آل محمد عليهم السلام قد ذكره ذاكر بل بعد قيام الحجة عليه بن ان ينكر بعد ذلك فضلا من فضائل آل محمد عليهم السلام قد ذكره ذاكر بل بعد قيام الحجة عليه بما ذكرنا يخرج عن حد الايمان و الاسلام ان انكر شيئاً من فضائلهم البتة و ان لم يكن من الضروريات فان الباعث علي الكفر بانكار الضروريات حصول اليقين بصدورها عن النبي صلي الله عليه و آله و المعصومين عليهم السلام فاذا قام الدليل القطعي علي امر من امور الدين من غير الضروريات و حصل اليقين العادي بصدوره عن المعصومين عليهم السلام و انكره منكر كفر بالذي انزل السبع المثاني و القرآن العظيم فانه بمنزلة من سمع من المعصوم شيئا من غير الضروريات و انكره فهو كافر مكذب لله و رسوله و لحججه عليهم السلام و ان لم يكن ضرورياً بين اهل المذهب و الامر الذي قام الدليل القطعي عليه عند امرء بانه صادر عن المعصوم عليه السلام و ان لم يقم عند احد غيره فانكره يكفر البتة كيف و قد اقمنا علي اوليتهم و اشرفيتهم آياً من الكتاب و اخباراً من الحجج الاطياب سلام الله عليهم

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 78 *»

و اجماع الفريقين فلا مجال في انكار ذلك لمتبع لآل محمد عليهم السلام في دينه ثم قد اوضحنا و بينا و اقمنا الدليل من الكتاب و السنة و الاجماع و دليل العقل علي احدية ذات الله عزوجل بما لا مزيد عليه و ان ما سوي ذات الاحد جل شأنه خلقه فالكمال الذي يذكر ان كان عين الاحد من كل وجه و لا وجه فهو هو لا غير فلا كمال و لا جمال و ليس الا الاحد الذي يمتنع معه سواه و ان كان غير فغيره خلقه فهو اما ذات محمد وآل محمد او صفتهم فلا وجه لانكار فضل من فضائلهم بعد ما بينا و اوضحنا و شرحنا من احد ان كان من اهل الحل و العقد و الفهم و ان كان من المستضعفين الذين لم يميزوا الغث من السمين و السراب من الماء المعين و اليسار من اليمين فلا كلام منهم انما يتذكر اولوا اللباب و لله فيهم المشية و يجدد لهم التكليف يوم القيمة حتي يتميزوا و يمتحنوا و يتخلصوا اياً كانوا و قد اتضح الامر و لله الحمد وضوحاً لم يتضح مثله قبله و لم يترك كتابي هذا لذي مقال مقالا و لمتعسف مجالا فلنعنون فصلاً في ذكر بعض الاخبار الواردة في منكري الفضائل ليصير الحجة عليهم ابلغ و سخط الله عليهم اشد و العذر عنهم ابعد.

فصل – اعلم ان الالفاظ المنطوقة اهوية قد قبضتها النفس و جذبتها الي جوف الرية ثم دفعتها من قصبتها بمقدار الي فضاء الفم فصورتها بواسطة حركات اللهوات و اللسان و بسد مجارها و اطلاقها و تضييق مجراها و توسيعها اياه و قبضها و بسطها و طيها و نشرها و امثال ذلك و هذه الحركات في الالات تابعة لما في الحس المشترك من صورة المطلوب الاتية اليها من ما في النفس من الصورة المطلوبة و قد حققنا ذلك في محلها بما لا مزيد عليه فما في الهواء من الصوت اثر حركة الحنجرة و اللهوات و اللسان قد اخرجه من كمون الهواء الصالح له كما يصلح الطين للصور الكثيرة و الماء لصور الامواج المختلفة و حركة الالات اثر النفس من حيث تصورها بصورة المطلوب فالالفاظ اجسام هوائية لها مادة و هي الهواء و صورة تابعة لحركات الالات التابعة لصورة النفس فصورة الالفاظ تابعة لصورة النفس و مطابقة معها موافقة لها كاشفة عنها دالة عليها و هي المرادة

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 79 *»

منها بحيث لو رأيت اللفظ لرأيته علي صورة مدلوله و بذلك قلنا ان الالفاظ مطابقة للمعاني و قلنا ان دلالتها ذاتية و لم نرد بذلك ما يتخيل القوم انها دالة و لو يم يوجدها موجد و لم يؤلفها مؤلف اذ هي ليست من دون تأليف مؤلف و ايجاد موجد بل نريد بذلك ان المؤلف لم يؤلف من الحروف و الكلمات لمعني الا ما يطابق صورته معه و يناسبه فليس انها وضعت من غير مناسبة و مطابقة صورة و المشتركة منها اما يناسب المختلفين من حيث اشتراكهما او من حيثين مختلفين و للشي‏ء الحادث حيوث مختلفة و لسنا هنا بصدد تحقيق و الا لاعطينا البيان حقه بما لا يمكن فيه خدش و هو محقق في سائر كتبنا و هذا القدر الذي نحتاج اليه هنا محسوس لذي عينين و هو ان النفس تصيغ هذه الالفاظ علي طبق الصور التي فيها و هي مرادة لها و لا اقل من انها تصيغها لاجل تلك الصور و لا جل الدلالة عليها و الارشاد اليها و تمييزها عما سواها و تعيينها للمستمع و الاسماء موضوعة للاشياء من حيث صورها و مميزاتها لامن حيث موادها كما ان الضريح موضوع للصورة الضريحية لا الخشب فلو كان الخشب ضريحاً لكان الوثن ضريحاً ايضاً فالوثن موضوع للصورة الوثنية و الضريح موضوع للصورة الضريحية و كذا الاسماء موضوعة للصورة من حيث ظهورها للناظر و اقترانها به لا من حيث نفسها عند نفسها فانها لا تدعو نفسها و لا تحتاج الي تسميتها و دعوتها بل الناس يضعون او يستعملون الالفاظ للاشياء من حيث علمهم بها و لحاجتهم الي دعوتها و تمييزها عن غيرها و اراد تعيينها للمستمع و لو لا هذه الاسباب لم يكن للصورة اسم و لم تكن تحتاج الي اسم و هي لا تضع لنفسها اسما و لا تستعمل لنفسها اسماً و لا تدعو نفسها و لا تحتاج الي تسميتها البتة فان فهمت ما ذكرت فهمت ان الاسماء موضوعة للصور لامن حيث نفسها بل من حيث ظهورها للمطلع المريد للتعبير عنها و التمييز لها و هي مطابقة لها موافقة معها في الصورة و لو لا خوف التطويل هنا لذكرت لك من الشواهد ازيد مما تحتاج في اليقين اليه و ان شئت فراجع سائر كتبنا فما خرج عن عرصة الصورة و الصفة كائنة ما كانت و خرج عن مقام الظهور لناظر يجل عن الاسم و التعبير و لا تعبير عنه البتة

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 80 *»

اذ ليس له صورة تنزلها النفس الي الصور الحرفية و تعبر عنها و ليس بظاهر لها حتي تحتاج الي التعبير عنها و تمييزها عما يوسها الاتري ان ما لم يخطر ببالك بوجه من الوجوه لا تعبير لك عنه و لا اسم له لديك و لا تعلم انه ما هو حتي تعبر عنه بما يطابقه فاذ لم تعلم الشي‏ء ما هو و لم ينطبع له في مشعر من مشاعرك صورة و لا مثال و لا صفة اي تعبير لك عنه و كيف تقدر علي تسميته فكل ما يعبر عنه الانسان و يسميه معلوم له بوجه من الوجوه له صورة في نفسه البتة فلاجل ذلك لا يجوزان يكون لله سبحانه الذي لا يدركه الابصار و لا تحيط به خواطر الافكار و لا تمثله غوامض الظنون في الاسرار اسم و رسم فلاجل ذلك قال علي بن الحسين عليهما السلام يا با حمزة ان الله لا يوصف بمحدودية عظم ربنا عن الصفة و كيف يوصف بمحدودية من لا يحد و لا تدركه الابصار و هو اللطيف الخبير و قال الرضا عليه السلام في حديث لا تضبطه العقول و لا تبلغه الاوهام و لا تدركه الابصار و لا يحيط به مقدار عجزت دونه العبارة و كلت دونه الابصار و ضل فيه تصاريف الصفات احتجب بغير حجاب محجوب و استتر بغير ستر مستور و قال الرضا عليه السلام في حديث فليس يحتاج الي ان يسمي نفسه و لكنه اختار لنفسه اسماء لغيره يدعوه بها لانه اذا لم يدع باسمه لم يعرف فاول ما اختار لنفسه العلي العظيم لانه اعلي الاشياء كلها فمعناه الله و اسمه العلي العظيم لانه اعلي الاشياء كلها فمعناه الله و اسمه العلي العظيم هو اول اسمائه علا علي كل شي‏ء و قال ابو عبدالله عليه السلام اسم الله غير الله و كل شي‏ء وقع عليه اسم شي‏ء فهو مخلوق ما خلا الله فاما ما عبرته الالسن او عملت الا يدي فهو مخلوق الي ان قال كان و الله يسمي باسمائ و هو غير اسمائه و الاسماء غير انتهي. بالجملة ان الله سبحانه لا اسم له و رسم لانه قال الرضا عليه السلام الاسم صفة لموصوف و سبحانك رب العزة عما يصفون و كمال التوحيد نفي الصفات عنه فاذ لم يحتج الله في ذاته لذاته الي اسماء و يمتنع معه ما سواه و لم يظهر لغيره بذاته و ليس لها حد محدود و لا نعت موجود فليس له سبحانه اسم عنده و لا رسم

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 81 *»

و لا عند خلقه و هو منزه قدوس بوح عن الاسماء و الصفات هذا و كل من له ادني مسكة في الحكمة و ضرس قاطع في العلم علم ان الموصوف هو المتصف بالصفة و المتصف بالصفة قابل للصفة لنفسه متعين بها مقترن بها و الصفة امر تابع للموصوف قائم به و هي تعينه وحده و نهايته التي بها يمتاز عن غيره و الصفة التابعة للموصوف غير الموصوف المتبوع لها القابل لها المتعين بها المتناهي اليها فهما شيئان و الموجود المقترن بصفته مركبة من حيث الموصوفية و من حيث الوصفية البتة كالسرير المركب من الخشب و صورة السريرية فالموجود المركب مثني و مجزي و هو غير الاحد الذي لا يثني و لا يجزي و الموصوف لا يكون موصوفا الا بالصفة و الصفة لا تكون صفة الا بالموصوف فالموصوف في موصوفيته قائم بالصفة قيام ظهور لانه لا يظهر الا بها و فيها و الصفة في وضعيتها قائمة بالموصوف قيام تحقق و الشي‏ء المركب منهما قائم بهما قيام ركنية و هو محتاج اليهما و هما غير الامر التركيبي و الصورة الوحدانية التركيبية فالمركب حادث لقيامه بهما و افتقاره اليهما و عدم حصول كونه الا بهما و الصفة حادثة لقيامها بالموصوف قيام تحقق و الموصوف حادث لقبوله الصفة و انفعاله بها و عدم كونه موصوفا الا بالصفة الحادثة التابعة الفقيرة و هما معاً امران اضافيان لا يحصلان الا بالآخر كالاب و الابن فكل صفة و موصوف حادث و الله سبحانه اجل من ان يكون موصوفا و صفة او مركبا منهما لانه احد يمتنع معه غيره و القائم بنفسه لا يعقل ان يكون الا احداً اذ كل ما سوي الاحد مثني و كل مثني يقوم بجزئية و يقوم كل جزء منه بالاخر فكل موصوف مصنوع مخلوق فقير حادث فكمال توحيد الاحد نفي الصفات عنه و القول بالصفات الذاتية محض تعبير عن كماله الذاتي و كونه سبحانه فعلية محضة و هو توحيد ناقص لقوله عليه السلام كمال التوحيد نفي الصفات و الصفات جمع محلي باللام يفيد العموم فاذا تعالي ذاته جلت و عظمت عن الاسماء و الصفات فلا اسم له و لا صفة و جميع الاسماء تطلق علي مظاهرها و جميع الصفات تقع في مواقعها كما روي من عرف مواقع الصفه بلغ قرار المعرفة و روي كل معروف بنفسه مصنوع و كل قائم في سواه معلول و

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 82 *»

كل من تتبع الاخبار و جاس خلال الديار و اخذ توحيده عن الذين بهم عرف الله و لو لا هم ما عرف الله و الذين من عرفهم فقد عرف الله و من جهلهم فقد جهل الله و الذين معرفتهم بالنورانية هي معرفة الله عزوجل و معرفة الله عزوجل هي معرفتهم و الذين من عرفهم فقد عرف ربه و الذين هم الاعراف الذين لا يعرف الله الا بسبيل معرفتهم و جانب الاهواء و الآراء و عقول المعرضين عن آيات الله المستبدين بالاهواء عرف ذلك بلا عماء ان ذات الله سبحانه اجل من الصفات و الاسماء و لا اسم له الا من حيث الظهور و لا وصف  له الا من حيث تجليه بمواقعها فمن تتبع في كتابي هذا و تدبر في آي ذكرناها و اخبار متواترة سطرناها عرف كالبدر اللامع و الضياء الساطع انهم صلوات الله عليهم اول الممكنات و اسبق الموجودات و اشرف المذروءات و خير البريات لا يسبقهم سابق و لا يلحقهم لاحق و لا يطمع في ادراك مقامهم طامع فعرف انهم حقيقة الحقائق و ذات الذوات و الذات السارية في الذوات للذات و نور الانوار و اعظم تجلي الجباروهم الذين بهم خلق الله كل المذروءات و برأ جميع المبروءات و اقام بهم الارضين و السماوات و بهم عرف نفسه لجميع الممكنات فقام بهم جميع الصفات و اختص بهم كل السمات فهم معاني جميع الاسماء و الدعوات كما قال عليه السلام اما المعاني فنحن معانيه و ظاهره فيكم اخترعنا من نور ذاته و فوض الينا امور عباده و في الدعاء اللهم اني اسألك بمعاني جميع ما يدعوك به ولاة امرك المأمونون علي سرّك الدعاء. و في حديث آخر اما المعاني فنحن معانيه و جنبه فهم معاني جميع الاسماء و الدعوات و مواقع جميع الصفات كائنة ما كانت بالغة ما بلغت و هذا هو مقام نزلونا عن الربوبية الي الربوبية اذ لامربوب لان الربوبية اذ مربوب لهم و لا تليق بالذات الاحدية الاقتران بما سواها قال الله سبحانه و اشرقت الارض بنور ربها و في الزيارة و اشرقت الارض بنوركم و فاز الفائزون بولايتكم و في الحديث رب الارض امام الارض و في الخطبة اقامه‏اي النبي صلي الله عليه و آله مقامه في سائر عوالمه في الاداء اذ كان لا تدركه الابصار الخطبة. فلهم كل فضل

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 83 *»

الا الربوبية اذ لا مربوب فانها مختصة بالاحد جل شأنه و كل ما سوي ذلك المقام فهو لهم و نقر به لهم صلوات الله عليهم مستسلما غير آنف و لا مستكبر خاشعا مخبتا لهم صلوات الله عليهم فننزلهم عن الربوبية و نقول في حقهم بكل فضل و كمال و نور و خير و ان قلت من اين خصصت الربوبية باذ لامربوب قلت اني لما عرفت ان القديم هو الاحد جل  شأنه و كل ما سوي الاحد مثني و حادث و خلقه و الربوبية اذ مربوب ربوبية مضافة مقترنة بالمربوب و الاقتران دليل الحدث عرفت ان الربوبية اذ مربوب لهم اذ هم قبل كل مربوب و اول الحوادث فلم يبق مجال للانكار لان يكون ذلك مقامهم صلوات الله عليهم فهم المسمي بجميع الاسماء الحسني و الموصوف بكل الصفات النعمي و اصحاب كل فضل و كمال رقم في السطور او اكمن في الصدور و كل خير و كمال، عقل او يعقل الي يوم القيمة و انت لوفتشت ما رواه اعداؤهم في حقهم لوجدتها مشتملة علي اكثر ما اشرنا اليه و ويل لمن يدعي الولاية و ينكر من فضلهم ما اقر به اعداؤهم و انت لوشئت ان اتلو عليك بعض ما رواه اعداؤهم فخذ طرفاً اذ كره من كتب الاعداء استطرادا هذا هو الترمدي الناصبي يذكر في كتابه المسمي بالمناقب المرتضوي فقد روي عن امامه الشافعي لعنه الله.

لو ان المرتضي ابدي محله   لكان الخلق طراً سجداً له
و مات الشافعي و ليس يدري   علي ربه  ام ربه الله

و قد روي ايضاً عن امير المؤمنين عليه السلام حديثا طويلا مصدقا له مستشهدا به نلتقط منه مواضع الحاجة قال قال عليه السلام انا الذي عندي مفاتيح الغيب لا يعلمها بعد محمد غيري انا بكل شي‏ء عليم انا الذي اتولي حساب الخلائق انا اللوح المحفوظ انا مقلب القلوب و الابصار ان الينا ايابهم ثم ان علينا حسابهم انا الذي قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يا علي الصراط صراطك و الموف موقفك انا الذي عنده علم الكتاب انا منشي السحاب انا مورق الاشجار انا مفجر

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 84 *»

العيون انا مطرد الانهار انا داحي الارضين انا سماك السماء انا قسيم الجنة و النار انا ذلك الكتاب لا ريب فيه انا الاسماء الحسني اليت امر الله ان يدعي بها انا الذي لا يبدل القول لدي و ما انا بظلام للعبيد انا النور الذي اقتبس منه موسي فهدي انا هادم القصور انا مخرج المؤمنين من القبور انا صاحب نوح و منجيه انا صاحب ايوب المبتلي و منجيه و شافيه انا صاحب يونس و منجيه انا اقمت السماوات السبع بنوري و قدرتي الكاملة انا الذي نظرت في الملكوت فلم اجد غيري شيئا انا الذي احصي هذا الخلق و ان كثروا انا الذي دعوت السماوات السبع فاجابوني انا الذي بعثت النبيين و المرسلين انا الذي دعوت الشمس و القمر فاجاباني انا داحي الارضين و عالم بالاقاليم انا امر الله و الروح انا الذي ارسيت الجيال و بسطت الارضين انا مخرج العيون و منبت الزروع انا الذي اقدر اقواتها و منزل المطر و مسمع الرعد و البرق انا مضي‏ء الشمس و مطلع الفجر و منشي‏ء النجوم و منشي الفلك في البحور انا الذي اقيم الساعة انا الذي ان مت فلم امت و ان قتلت فلم اقتل انا الذي اعلم ما يحدث آناً بعد آن و ساعة بعد ساعة انا الذي اعلم خطرات العيون و لمح العيون و ما يخفي الصدور انا صلوة المؤمنين و زكوتهم و حجهم و جهادهم انا الناقور الذي قال الله تعالي فاذا نقر في الناقور انا صاحب النشر الاول و الاخر انا اول ما خلق الله انا صاحب الكواكب و مزيل الدولة انا صاحب الزلزال و الراجفة و انا صاحب المنايا و صاحب البلايا و فصل الخطاب انا اهلكت الجبابرة المتقدمين بسيفي ذي الفقار انا منشي الملكوت و الكون انا الباري انا المصور في الارحام انا الذي كسوت العظام لحماً انا وجه الله في السماوات و الارض كل شي‏ء هالك الا وجهه انا اسم من الاسماء الحسني و هو الاعظم و الاعلي انا الذي انشر الاولين و الاخرين انا قائم في خضر حيث لاوح تتحرك و لا نفس تتنفس غيري انا آيات الله و امين الله انا احيي و اميت انا اخلق و ارزق انا السميع ان العليم انا البصير انا الاسم الاعظم و هو كهيعص انا المتقلب في الصور انا الآخرة و الاولي

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 85 *»

انا ابدي و اعيد انا مظهر الاشياء كيف اشاءانا الذي اري اعمال العباد لا يعزب عني شي‏ء في الارض و لا في السماء انا الذي علم عدد النمل و وزنها و مقدار الجبال و وزنها و عدد قطرات الامطار انا آيات الله الكبري التي اراها الله فرعون و عصي انا الذي اقتل قتلتين و احيي مرتين و اظهر الاشياء كيف اشاء انا الذي عندي اثنان و سبعون اسماً من الاسماء العظام انا الذي اري اعمال الخلائق في مشارق الارض و مغاربها و لا يخفي علي شي‏ء منهم انا الذي يعلم ما يحدث في الليل و النهار امراً بعد امر و شيئاً بعد شي‏ء الي يوم القيمة انا المعني الذي لا يقع علي اسم و شبه الخبر. فاذا كان السني الناصب يروي عنه عليه السلام كذلك قابلا له مستشهدا به فما بال الذين يدعون التشيع ينكرون فضائل آل محمد عليهم السلام ام يحسدون الناس علي ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب و الحكمة و آتيناهم ملكا عظيما و اي شي‏ء قلنا او قيل او يقال اعظم مما رواه العامة العمياء و صدقوا به و تدبر في هذه الخطبة و في غيرها مما سمعته او ستسمعه هل فيها شي‏ء لا يجمعه كونهم اول ما خلق الله و كونهم اشرف من برأ الله هذا و قدروي العامة العمياء عدم جواز انكار فضائلهم و وجوب التسليم لجميع ما يروي في فضلهم و هو ما رواه ابن طاوس في كتاب اليقين عن احمد بن محمد الطبري المعروف بالخليلي حديثا طويلا بسنده المتصل عن النبي صلي الله عليه و آله قال في اثنائها معاشر الناس ان فضائل علي و ما خصه الله به في القرآن اكثر من ان اذكرها في مقام واحد فمن انبأكم بها فصدقوه من يطع الله و رسوله و اولي الامر فقد فاز فوزاً عظيما فبعد ما يروي العامة في فضله كذلك فما بال هؤلاء المنتحلين لا يصدقون من يذكر فضائلهم بما هو دون ما يرويه العامة خوفاً من فرعون و ملأه و قد ورد في دعاء الوسيلة كما رواه اصحاب الكتب الصحيحة المعتبرة في فضل علي عليه السلام لا اثق بالاعمال و ان زكت و لا اراها منجية لي و ان صلحت الابولايته و الايتام به و الاقرار بفضائله و القبول من حملتها و التسليم لرواتها. فاعمال هؤلاء

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 86 *»

ا لمنكرين و ان زكت مردودة عليهم فان الله يتقبل من المتقين و هم قد فجروا و كفروا بردهم فضائل امير المؤمنين و اولاده الطاهرين بعد اتفاقهم انهم اول ما خلق الله و اشرف ما برأ الله و في شأنهم ما قال الله سبحانه و قدمنا الي ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا فقد روي عن ابي جعفر عليه السلام يبعث الله يوم القيامة قوماً بين ايديهم نور كالقباطي ثم يقال لذلك كن هباءاً منثوراً ثم قال انهم كانوا يصرمون و يصلون و لكن كانوا اذ عرض لهم شي‏ء من الحرام اخذوه و اذا ذكر لهم شي‏ء من فضل اميرالمؤمنين انكروه و الهياء المنثور هو الذي تراه يدخل البيت من الكوة من شعاع الشمس بالجملة قد طال بنا الكلام فنختصر القول في المرام و نقول ان من عرف كونهم اول ما خلق الله و اشرف من برأ الله و لا يسعه انكاره لوجود الكتاب المحكم المفسر بنفسير آل محمد عليهم السلام في المقام و ورود الروايات المتواترة التي لا تقبل الكلام و وجود الاجماع من الشيعة و العامة الطغام و قيام الادلة العقلية علي المرام يلزمه الاقرار بان لهم كل كمال في المبدء و الختام فقد روي في الجامعة ان ذكر الخير كنتم اوله و اصله و فرعه و معدنه و مأواه و منتهاه. فكل كمال و خير و نور ثابت لهم صلوات الله عليهم و لا ينفي عنهم الا القدم و الوجوب والاحدية فاذ قد انتهي بنا الكلام الي هنا لا علينا ان نعنون باباً في عدم جواز انكار فضائلهم فضلاً علي ما سمعت فترتب.

الباب الثامن

لما ان فرغنا من تمهيد قواعد يبني عليها كثير من فضائل آل محمد عليهم السلام بل جميعها و اثبتناها بدليل الكتاب و السنة و الاجماع و ايدناها بدليل العقل و الزمناها علي الخصم العنود و المنكر الجحود بحيث لم يبق لاحد مجال الشك و الريب و الظن بالمسلم لها و صمة العيب احببنا ان نذيلها بسرد بعض الاخبار في شأن منكري فضائل آل محمد عليهم السلام و فيه فصول:

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 87 *»

فصل

في ذكر بعض الاخبار في شأن منكري فضائلهم ففي العوالم نقلا من محاسن البرقي بسنده عن جابر عن ابي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله التاركون ولاية علي عليه السلام المنكرون فضله المظاهرون اعداءه خارجون عن الاسلام من مات منهم علي ذلك قال الله عزوجل و قدمنا الي ما عملوا من عمل فجعلنا هباءا منثورا و قال ام يحسدون الناس علي ما آتاهم الله من فضله الاية و في الكافي بسنده عن محمد بن الفضيل عن ابي الحسن عليه السلام في قوله تعالي ام يحسدون الناس علي ما آتاهم الله من فضله قال نحن المحسودون. و في كنز الدقائق من تفسير فرات بن ابرهيم بسنده عن ابرهيم قال قلت لابي عبدالله عليه السلام جعلت فداك ما تقول في هذه الاية ام يحسدون الناس علي ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل ابرهيم الكتاب و الحكمة و آتيناهم ملكا عظيما قال نحن الناس الذي قال الله و نحن المحسودون و نحن اهل الملك و نحن ورثنا النبيين و عندنا عصا موسي و انا لخزان الله في الارض لا نخزن علي ذهب و لا فضة و ان منا رسول الله صلي الله عليه و آله و الحسن و الحسين عليهم السلام. و في كتاب المحجة عن ابن بابويه بسنده عن الحسين بن خالد عن علي بن موسي الرضا عن ابيه عن آبائه عليهم السلام قال قال رسول الله صلي الله عليه من احب ان يتمسك بديني و يركب سفينة النجاة بعدي فليقتد بعلي بن ابي طالب و ليعاد عدوه و ليوال وليه الي ان قال الي الله اشكو المنكرين لفضلهم و المضيعين لحقهم بعدي و كفي بالله وليا و كفي بالله نصيراً الخبر. و من تفسير العياشي عن الباقر عليه السلام يعني جعل منهم الرسل و الانبياء و الائمة فكيف يقرون في آل ابرهيم و ينكرون في آل محمد و قال الملك العظيم ان جعل فيهم ائمة من اطاعهم اطاع الله و من عصاهم عصي الله فهو الملك العظيم انتهي. و قد عقد في الكافي لذلك باباً. و ذكر في كنز الدقائق تحت هذه الاية اخباراً كثيرة.

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 88 *»

و في الكافي بسنده عن ابي حمزة الثمالي قال سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول قال رسول الله صلي الله عليه و آله ان الله تبارك و تعالي يقول استكمال حجتي علي الاشقياء من امتك من ترك ولاية علي و والي اعداءه و انكر فضله و فضل الاوصياء من بعده فان فضلك فضلهم و طاعتكم طاعتهم و حقك حقهم و معصيتك معصيتهم و هم الائمد الهداة من بعدك جري فيهم روحك و روحك ما جري فيك من ربك و هم عترتك من طينتك و لحمك و دمك و قد اجري الله عزوجل فيهم سنتك و سنة الانبياء قبلك و هم خزاني علي علمي من بعدك حق علي لقد اصطفيتهم و انتجبتهم و اخلصتهم و ارضيتهم و نجي من احبهم و والاهم و سلم فضلهم و لقد اتاني جبرئيل باسمائهم و اسماء آبائهم و احبائهم و المسلمين لفضلهم. و في البصائر بسنده عن ابي حمزة الثمالي عن ابي جعفر عليه السلام مثله معني. و بسنده عن ابان بن تغلب قال سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول قال رسول الله صلي الله عليه و آله من اراد ان يحيي حيوتي و يموت ميتتي و يدخل جنة عدن التي غرسها الله ربي بيده فليتول علي بن ابي طالب و ليتول وليه و ليعاد عدوه و ليسلم للاوصياء من بعده فانهم عترتي من لحمي و دمي اعطاهم الله فهمي و علمي الي الله اشكو امر امتي المنكرين لفضلهم القاطعين فيهم صلتي و ايم الله ليقتلن ابني لا انا لهم الله شفاعتي. و بسنده عن ع بدالحميد بن ابي الديلم عن ابي عبدالله عليه السلام في حديث طويل يذكر فيه الاوصياء الماضية الي ان قال فلما بعث الله عزوجل محمداً صلي الله عليه و آله الي ان قال ثم انزل الله جل ذكره عليه ان اعلن فضل وصيتك فقال رب ان العرب قوم جفاة لم يكن فيهم كتاب و لم يبعث اليهم نبي و لا يعرفون فضل نبوات الانبياء و لاشرفهم و لا يؤمنون بي ان انا اخبرتهم بفضل اهل بيتي فقال الله جل ذكره و لاتحزن عليهم و قل سلام فسوف يعلمون فذكر من فضل وصيه ذكراً فوقع النفاق في قلوبهم فعلم رسول الله صلي الله عليه و آله ذلك و ما يقولون فقال الله جل ذكره يا محمد و لقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون.

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 89 *»

فانهم لايكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون لكنهم يجحدون بغير حجة لهم و كان رسول الله يتألفهم و يستعين ببعضهم علي بعض و لايزال يخرج لهم شيئا في فضل وصيه حتي نزلت هذه السورة فاحتج عليهم حين اعلم بموته و نعيت اليه نفسه فقال جل ذكره فاذا فرغت فانصب و الي ربك فارغب يقول اذا فرغت فانصب علمك و اعلن وصيك فاعلمهم فضله علانية ثم ذكر فضائل كثيرة اعلنها النبي صلي الله عليه و آله في وصيه الي ان قال فلم يزل يلقي فضل اهل بيتي بالكلام و يبين لهم بالقرآن الحديث. و بسنده عن ابي عبيدة الحذاء قال سألت ابا جعفر عليه السلام عن الاستطاعة و قول الناس الي ان قال عليه السلام و القائم يأمرهم بالمعروف اذا قام و ينهاهم عن المنكر و المنكر من انكر فضل الامام و جحده و يحل لهم الطيبات اخذ العلم من اهله و يحرم عليهم الخبائث و الخبائث قول من خالف و يضع عنهم اصرهم و هي الذنوب التي كانوا فيها قبل معرفتم فضل الامام و الاغلال التي كانت عليهم و الاغلال ما كانوا يقولون ممن لم يكونوا امروا به من ترك فضل الامام فلما عرفوا فضل الامام وضع عنهم اصرهم و الاصر الذنب و هي الاصار. و في العوالم من منتخب البصائر و الخرائج بسندهما عن جابر قال قال ابوجعفر عليه السلام قال رسول الله صلي الله عليه و آله ان حديث آل محمد عظيم صعب مستصعب لايؤمن به الا ملك مقرب او نبي مرسل او عبد امتحن الله قلبه للايمان فما ورد عليكم من حديث آل محمد صلي الله عليه و عليهم فلانت له قلوبكم و عرفتموه فاقبلوه و ما اشمأزت قلوبكم و انكرتموه فردوه الي الله و الي الرسول و الي العالم من آل محمد عليهم السلام و انما الهالك ان يحدث احدكم بالحديث او بشي‏ء لا يحتمله فيقول و الله ما كان هذا والانكار لفضائلهم هو الكفر. و فيه مرفوعاً عن محمدبن صدقة قال سأل ابوذر الغفاري سلمان الفارسي رضي الله عنه يا باعبدالله ما معرفة اميرالمؤمنين بالنورانية قال يا جندب فامض بنانسأله

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 90 *»

عن ذلك قال فاتيناه فلم نجده فانتظرناه حتي جاء قال صلوات الله عليه ما جاء بكما قال جئناك يا اميرالمؤمنين نسألك عن معرفتك بالنورانية قال صلوات الله عليه مرحباً بكما من وليين متعاهدين لدينهما لستما بمقصرين لعمري ان ذلك الواجب علي كل مؤمن و مؤمنة ثم قال صلوات الله عليه يا سلمان و يا جندب قالا لبيك يا اميرالمؤمنين قال عليه السلام انه لا يستكمل احد الايمان حتي يعرفني بالنورانية فاذا عرفني بهذه المعرفة فقد امتحن الله قلبه للايمان و شرح صدره للاسلام و صار عارفاً مستبصرا و من قصر عن معرفة كنه معرفتي ذلك فهو شاك مرتاب يا سلمان و يا جندب قالا لبيك يا اميرالمؤمنين قال عليه السلام معرفتي بالنورانية معرفة الله عزوجل و معرفة الله عزوجل معرفتي بالنورانية و هو الدين الخالص الي ان قال بعد ذكر فضائل جمة يا سلمان و يا جندب قالا لبيك يا اميرالمؤمنين صلوات الله عليك قال عليه السلام انا امير كل مؤمن و مؤمنة من مضي و من بقي و ايدت بروح  العظمة و انما انا عبد من عبيد الله لاتسمونا ارباباً و قولوا في فضلنا ما شئتم فانكم لن تبلغوا من فضلنا كنه ما جعله الله لنا و لا معشار العشر لانا آيات الله ودلائله و حجج الله و خلفاؤه و امناؤ الله و ائمته و وجه الله و عين الله و لسان الله بنا يعذب الله عباده و بنا يثيب و من بين خلقه طهرنا و اصطفانا و لو قال قائل لم و كيف و فيم لكفر و اشرك لانه لا يسأل عما يفعل و هم يسألون يا سلمان و يا جندب قالا لبيك يا اميرالمومنين صلوات الله عليك قال عليه السلام من آمن بما قلت و صدق بما بينت و فسرت و شرحت و اوضحت و نورت و برهنت فهو مؤمن ممتحن امتحن الله قلبه للايمان و شرح صدره للاسلام و هو عارف مستبصر قد انتهي و بلف و كمل و من شك و عند و جحد و وقف و تحير و ارتاب فهو مقصر و ناصب ثم ذكر فضائل جمة ثم قال الويل كل الويل لمن انكر فضلنا و خصوصيتنا و ما اعطانا الله ربنا لان من انكر شيئاً مما اعطانا الله فقد انكر قدرة الله عزوجل و مشيته فينا. و فيه من الاختصاص بسنده عن ابان الاحمر قال قال اصادق عليه السلام يا ابان

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 91 *»

كيف تنكر الناس قول اميرالمؤمنين لما قال و شئت لرفعت رجلي هذه فضربت بها صدر بن ابي سفيان بالشام فنكسته عن سريره و لا ينكرون تناول آصف وصي سليمان عرش بلقيس و اتيانه سليمان به قبل ان يرتد اليه طرفه اليس نبينا افضل الانبياء و وصيه افضل الاوصياء افلا جعلوه كوصي سليمان حم الله بيننا و بين من جحد حقنا و انكر فضلنا. و فيه من كنز الكراجكي روي بحذف الاسناد عن جابربن عبدالله رضي الله عنه قال رأيت اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب و هو خارج الكوفة فتبعته من ورائه حتي صار الي جبانة اليهود و وقف في وسطها و نادي يا يهود فاجابوه من جوف القبور لبيك لبيك مطاع يعنون بذلك يا سيدنا فقال كيف ترون العذاب فقالوا بعصياننا لك كهرون فنحن و من عصي في العذاب الي يوم القيمة ثم صاح صيحة تكاد السموات ينقلبن فوقعت مغشياً علي وجهي من هول ما رأيت فلما افقت رأيت اميرالمؤمنين علي سرير من ياقوته حمراء علي رأسه اكليل الجوهر و عليه حلل خضر و صفر و وجهه كدارة القمر فقلت يا سيدي هذا ملك عظيم قال نعم يا جابر ان ملكنا اعظم من ملك سليمان بن داود و سلطاننا اعظم من سلطانه ثم رجع و دخلنا الكوفة و دخلت خلفه الي المسجد فجعل يخطو خوات و هو يقول لا و الله لا فعلت و الله لا كان ذلك ابداً فقلت يا مولاي لمن تكلم و لمن تخاطب و ليس اري احداً فقال يا جابر كشف لي عن برهوت فرأيت شيوبة و حبتر و هما يعذبان في جوف تابوت في برهوت فنادياني يا اميرالمؤمنين يا ابا الحسن يا اميرالمؤمنين ردنا الي الدنيا نقر بفضلك و نقر بالولاية لك فقلت لا و الله لا لا كان ذلك ابداً ثم قرأ هذه الاية و لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه و انهم لكاذبون يا جابر و ما من احد خالف وصي نبي الا حشر اعمي ينكب في عرصات القيمة. و فيه من تفسير الفرات عبيد كثير معنعناً عن ابي جعفر محمدبن علي عليهماالسلام قال قال الله تعالي في كتابه و اني لغفار لمن تاب و آمن و عمل صالحا ثم اهتدي قال و الله لو انه تاب و آمن و عمل صالحاً و لم يهتد الي ولايتنا و مودتنا و

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 92 *»

يعرف فضلنا ما اغني عنه ذلك شيئا. و فيه من مشارق الانوار عن محمدبن سنان عن ابي عبدالله عليه السلام قال نحن جنب الله و نحن صفوة الله و نحن خيرة الله و نحن مستودع مواريث الانبياء و نحن امناؤ الله و نحن وجه الله و نحن آية الهدي و نحن العروة الوثقي و بنا فتح الله و بنا ختم و نحن الاولون و نحن الاخرون و نحن اخيار الدهر و نواميس العصر و نحن سادة العباد و ساسة البلاد و نحن النهج القويم و الصراط المستقيم و نحن علة الوجود و حجة المعبودلا يقبل الله عمل عامل جهل حقنا و نحن قناديل النبوة و مصابيح الرسالة و نحن نور الانوار و كلمة الجبار و نحن راية الحق التي من تبعها نجا و من تةخر عنها هوي و نحن ائمة الدين و قائد الغر المحجلين و نحن معدن النبوة و موضع الرسالة و الينا تختلف الملئكة و نحن سراج لمن استضاء و السبيل لمن اهتدي و نحن القادة الي الجنة و نحن الجسور و القناطر و نحن السنام الاعظم و بنا ينزل الغيث و بنا ينزل الرحمة و بنا يدفع العذاب و النقمة فمن سمع هذا الهدي فليتفقد في قلبه حبنا فان وجد البغض لنا و الانكار لفضلنا فقد ضل عن سواء السبيل لانا حجة المعبود و ترجمان وحيه و عيبة علمه و ميزان قسطه و نحن فروع الزيتونة و ربائب الكرام البررة و نحن مصباح المشكوة التي فيها نور الرب و نحن صفوة الكلمة الباقية الي يوم الحشر المأخوذ لها الميثاق و الولاية من الذر. و فيه من الاختصاص بسنده عن ابي المعزا عن موسي بن جعفر عليه السلام قال سمعته يقول من كانت له الي الله حاجة و اراد ان يرانا و ان يعرف موضعه فليغتسل ثلث ليال يناجي بنا فانه‏يرانا و يغفر له بنا و لا يخفي عليه موضعه قلت سيدي فان رجلاً رآك في المنام و هو يشرب النبيذ قال ليس النبيذ يفسد عليه دينه انما يفسد عليه تركنا و تخلفه عنا ان اشقي اشقيائكم من يكذبنا في الباطن مما يخبر عنا و يصدقنا في الظاهر نحن ابناء نبي الله و ابناء رسول الله و ابناء اميرالمؤمنين و احباب رب العالمين نحن مفتاح الكتاب بنانطق العلماء و لولا ذلك لخرسوا نحن

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 93 *»

رفعنا المنار و عرفنا القبلة نحن حجر البيت في السماء و الارض بنا غفر لآدم و بنا ابتلي ايوب و بنا افتقد يعقوب و بنا حبس يوسف و بنا رفع البلاء و بنا اضائت الشمس نحن مكتوبون علي عرش ربنا مكتوب محمد خير النبيين و علي سيد الوصيين و فاطمة سيدة نساء العالمين. و فيه من كتاب عتيق بسنده عن جابربن يزيد الجعفي عن علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام في حديث الخيط اما المعاني فنحن معانيه و ظاهره فيكم اخترعنا من نور ذاته و فوض الينا امور عباده فنحن نفعل باذنه ما نشاء و نحن اذا شئنا شاءالله و اذا اردنا اراد الله و نحن احلنا عزوجل هذا المحل و اصطفينا من بين عباده و جعلنا حجة في بلاده فمن انكر شيئا ورده فقد رد علي الله جل اسمه و كفر بآياته و انبيائه و رسله الخبر. و في البحار من المجالس بسنده عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله الشاك في فضل علي بن ابي طالب يحشر يوم القيمة من قبره و في عنقه طوق من نار فيه ثلثمأة شعبة علي كل شعبة منها شيطان يكلح في وجهه و يتفل فيه. و في البصائر بسنده عن ابرهيم بن مهزم الاسدي عن ابيه عن ابي عبدالله عليه السلام قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله ان اهل بيتي الهداة بعدي اعطاهم الله فهمي و علمي و خلقوا من طينتي فويل لمنکرين حقهم من بعدي القاطعين فيهم صلتي لاانالهم الله شفاعتي و عن سعد بن طريف عن ابي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلي اللهعليه و پاله من سره ان يحيي حياتي و يموت ميتتي و يدخل جنة ربي عدن قضيب غرسه ربي بيده فقال له کن فکان جنات عدن فليتول عليا و الاوصياء من بعده و ليسلم لفضلهم فانهم الهداة المرضيون اعطاهم الله فهمي و علمي و هم عترتي من دمي و لحمي اشکو الي الله عدوهم من امتي المنکرين لفضلهم القاطعين فيهم صلتي و الله ليقتلن ابني لاانالهم الله شفاعتي و عن العلاء بن رزين عن محمد عن ابي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله اما والله ان اهل بيتي من عترتي لهداة مهتدين من

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 94 *»

بعدي يعطيهم علمي و فهمي و حلمي و خلقي و طينتهم من طينتي الطاهرة فويل للمنکرين حقهم المکذبين لهم من بعدي القاطعين فيهم صلتي المستولين عليهم و آخذين منهم حقهم الا فلاانالهم الله شفاعتي.

و في العوالم عن ابن عباس قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله من سره ان يحيي حياتي و يموت ميتتي و يدخل جنة عدن منزلي و يمسک قضيبا غرس ربي عزوجل ثم قال کن فکان فليتول علي بن ابي‌طالب وليا ثم الاوصياء من ولده فانهم عترتي خلقوا من طينتي الي الله اشكو من اعدائهم من امتي المنكرين لفضلهم القاطعين فيهم صلتي و ايم الله ليقتلن بعدي الحسين لا انا لهم شفاعتي. و عن محمد بن علي بن ابي طالب قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله من سره ان يحيي حيوتي و يموت ميتتي و يدخل جنة ربي التي و عدني جنة عدن منزلي قضيب من قضبانه غرسه ربي تبارك و تعالي بيده فقال له كن فكان فليتول علي بن ابي طالب صلي الله عليه و الاوصياء من ذريتي انهم الائمة من بعدي هم عترتي من لحمي و دمي رزقهم الله فضلي و علمي ويل للمنكرين فضلهم من امتي القاطعين فيهم صلتي و الله ليقتلن ابني لا انا لهم الله شفاعتي. و من كامل الزيارة بسنده عن سعد الاسكاف عن ابي عبدالله عليه السلام مثله. و في بصائر الدرجات عن عبدالله سعد الاسكاف عن محمدبن علي بن عمربن علي بن ابي طالب قال قال رسول الله صلي الله ع ليه و آله و ذكر مثله. و بسنده عن جابر عن محمدبن علي عليه السلام قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله من سره ان يحيي حيوتي و يموت ميتتي و يدخل جنتي جنة عدن غرسها ربي بيده فليتول عليا و يعرف فضله و الاوصياء من بعده و يتبرأ من عدوي اعطاهم الله فهمي و علمي هم عترتي من لحمي و دمي اشكو اليك ربي عدوهم من امتي المنكرين لفضلهم القاطعين فيهم صلتي و الله ليقتلن ابني ثم لاتنالهم شفاعتي. و من بصائر الدرجات بسنده عن ابان بن تغلب عن ابي عبدالله عليه السلام عن ابيه عليه السلام انه قال قال رسول

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 95 *»

الله صلي الله عليه و آله من اراد ان يحيي حيوتي و يموت ميتتي و يدخل جنة عدن غرسه ربي فليتول ع لياً و ليعاد عدوه وليأتم بالاوصياء من بعده فانهم ائمة الهدي من بعدي اعطاهم الله فهمي و علمي و هم عترتي من لحمي و دمي الي الله اشكو من امتي المنكرين لفضلهم القاطعين فيهم صلتي و ايم الله ليقتلن ابني يعني الحسين لا انا لهم الله شفاعتي انتهي. اعلم ان انكار المنكرين لفضائلهم عليهم السلام اعظم من قتلهم عليهم السلام فانهم عليهم السلام احتملوا هذه المصائب و المحن و الاسر و النهب و القتل و البلايا كلها لاظهاردين الله و معرفتهم و الاقرار بفضائلهم من اعظم اركان الدين اذ بها يعرف الله و بها يعبدالله و بها يوحد الله في ذاته و صفاته و افعاله و عبادته و بها يعرف رسول الله و دينه و شرعه فانكار فضائلهم و اطفاء نورهم بالافواه اعظم عندهم البتة و اعز عليهم من اسر النساء و نهب الاموال و حرق الخيام و قتل الموالي و الاولاد و تلف النفوس و بذلك فدوها بها و بذلوها دونها و بذلك ورد في النصاب المظهرين للتشيع هم اضر علي شيعتنا من جيش يزيد بن معاوية علي جند الحسين عليه السلام و اصحابه فانهم يسلبونهم الارواح و الاموال و هؤلاء علماء السوء الناصبون المتشبهون بانهم لنا موالون و لاعدائنا معادون يدخلون الشك و الشبهة علي ضعفاء شيعتنا فيضلونهم و يمنعونهم عن قصد الحق المصيب الخبر. فتبين ان الذي تعلم بعض علومهم ثم انكر فضلهم و عادي وليهم باقراره بفضلهم و اظهر نقص آل محمد عليهم السلام عند ضعفاء الشيعة فيشككونهم و يضلونهم اسوء حالا من قتلة الحسين عليه السلام البتة. و من منتخب البصائر باسناده عن المفضل قال قال ابوعبدالله عليه السلام ما جائكم منا مما يجوز ان يكون في المخلوقين و لم تعلموه و لم تفهموه فلا تجحدوه و ردوه الينا و ما جائكم منا مما لايجوز ان يكون في المخلوقين فاجحدوه و لا تردوه الينا.

فصل – و مما ينخرط في هذا السلك اخبار متواترة رويت في وجوب التسليم

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 96 *»

لجميع ماروي عنهم و نسب اليهم نذكر منها ما تيسر حال التأليف. ففي العوالم من كتاب المحتضر ممارواه من كتاب الليات لابن شريفة الواسطي يرفعه الي ميثم التمار قال بينما انا في السوق اذ اتي اصبغ بن نباتة فقال و يحك يا ميثم لقد سمعت من اميرالمؤمنين عليه السلام حديثا صعباً شديداً قلت و ما هو قال سمعته يقول ان حديث اهل البيت صعب مستصعب لايحتمله الا ملك مقرب او نبي مرسل او عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان فقمت من فورتي فاتيت علياً عليه السلام فقلت يا اميرالمؤمنين حديث اخبرني به اصبغ عنك قد ضقت به ذرعاً فقال عليه السلام ما هو فاخبرته به فتبسم ثم قال اجلس يا ميثم أو كل علم يحتمله عالم ان الله تبارك و تعالي قال للملئكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نفس لك قال اني اعلم ما لا تعلمون. فهل رأيت الملئكة احتملوا العلم قال قلت و ان هذا اعظم من ذلك قال و الاخري ان موسي بن عمران انزل الله عليه التورية فظن ان لااحد اعلم منه فاخبره ان في خلقه اعلم منه و ذلك اذ خاف علي نبيه العجب قال فدعا ربه ان يرشده الي العالم قال فجمع الله بينه و بين الخضر عليهما السلام فخرق السفينة فلم يحتمل ذلك موسي و قتل الغلام فلم يحتمله و اقام الجدار فلم يحتمله و اما المؤمنون فان نبينا صلي الله عليه و آله اخذ يوم غدير خم بيدي فقال اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه فهل رأيت احتملوا ذلك الامن عصم الله منهم فابشروا ثم ابشروا فان الله قد خصكم بما لم يخص به الملئكة و النبيين و المرسلين فيما احتملتم ذلك من امر رسول الله صلي الله عليه و آله و علمه فحدثوا عن فضلنا و لاحرج و عن عظيم امرنا و لا اثم قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله مرنا معاشر الانبياء ان نخاطب الناس علي قدر عقولهم و من منتخب البصائر باسناده عن الحذاء قال سمعت اباجعفر عليه السلام يقول ان احب اصحابي الي افقههم و اورعهم و اكتمهم لحديثنا و ان اسوءهم عندي حالا و امقتهم الي الذي اذا سمع الحديث ينسب الينا و يروي عنا

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 97 *»

فلم يحتمله قلبه و اشمأز منه جحده و اكفر من دان به و لا يدري لعل الحديث من عندنا خرج و الينا اسند فيكون بذلك خارجاً من ديننا. و منه بسنده عن ابن طريف قال قلت لابي جعفر عليه السلام ما تقول فيمن اخذ عنكم علماً فنسيه قال لاحجة عليه انما الحجة علي من سمع منا حديثا فانكره او بلغه فلم يؤمن به و كفر فاما انسيان فهو موضوع عنكم و من كتاب المحتضر مما ذكره من كتاب السيد حسن بن كبش باسناده عن ابي بصير قال قال ابوعبدالله عليه السلام يابا محمد ان عندنا سراً من سر الله و علماً من علم الله لايحتمله ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا مؤمن امتحن الله قلبه للايمان و الله ما كلف الله احداً ذلك الحمل غيرنا و لا استعبد بذلك احداً غيرنا و ان عندنا سراً من سرالله و علما من علم الله امرنا الله بتبليغه فبلغنا عن الله عزوجل ما امرنا بتبليغه ما نجدله موضعاً و لااهلاً و لا حمالة يحملونه حتي خلق الله لذلك اقواماً من طينة خُلِقَ منها محمد صلي الله عليه و ذريته و من نور خلق الله منه محمداً و ذريته و صبغهم بفضل صبغ رحمة التي صبغ منها محمداً صلي الله عليه و آله فبلغناهم عن الله عزوجل ما امرنا بتبليغه فقبلوه و احتملوا ذلك و بلغهم ذلك عنا فقبلوه و احتملوا ذلك و بلغهم ذكرنا فمالت قلوبهم الي معرفتنا و حديثنا فلولا انهم خلقوا من هذا لما كانوا كذلك و لا و الله ما احتملوه ثم قال ان الله خلق قوماً لجهنم و النار فامرنا ان نبلغهم كما بلغناهم فاشمأزوا من ذلك و نفرت قلوبهم و ردوه علينا و لم يحتملوه و كذبوا به و قالوا ساحر كذاب فطبع الله علي قلوبهم و انساهم ذلك ثم اطلق الله لسانهم ببعض الحق فيهم فهم ينطقون به و قلوبهم منكرة فيكون ذلك دفعا عن اوليائه و اهل طاعته و لولا ذلك ما عبدالله في ارضه فامرنا بالكف عنهم و الكتمان منهم فاكتموا ممن امر الله بالكف عنهم و استروا عمن امر الله بالستر و الكتمان منهم قال ثم رفع يده و بكي و قال اللهم ان هؤلاء لشرذمة قليلون فاجعل محياهم محيانا و مماتهم مماتنا و لاتسلط عليهم  عدواً لك فتفجعنا

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 98 *»

بهم لم تعبد ابداً في ارضك انتهي. فيا اخي ان انكار قوم لفضائل آل الله عليهم السلام من هذا الباب فلايقدرون ان يؤمنوا بما كذبوا به من قبل و لا يستطيعون ان يتحملوا حكمة بالغة فلاتغن النذر و ذلك شأن كل متضاد فيما يضاده و هم يضادون آل محمد الاطيبين و شيعتهم الانجبين فلايقدرون علي رؤيتهم احياءاً يمشون علي بسيط الارض فضلاً ان يقبلوا منهم فضائلهم. و في فصل الخطاب نقلا من الكتب المعتبرة بحذف الاسناد ع ن ابي جعفر عليه السلام يا جابر حديثنا صعب مستصعب امرد ذكوان و عر اجرد و لايحتمله و الله الا نبي مرسل او ملك مقرب او مؤمن ممتحن فاذا ورد عليك يا جابر شي‏ء من امرنا فلان قلبك فاحمدالله و ان انكرته فرده الينا اهل البيت و لاتقل كيف جاء هذا او كيف كان هذا و كيف هو فان هذا و الله الشرك بالله العظيم. و في البصائر بسنده عن جابر قال قال ابوجعفر عليه السلام قال رسول الله صلي الله عليه و آله و حديث آل محمد عظيم صعب مستصعب لا يؤمن به الا ملك مقرب او نبي مرسل او عبد امتحن الله قلبه بالايمان فماورد عليكم من حديث آل محمد فلانت له قلوبكم و عرفتموه فاقبلوه و ما اشمأزت قلوبكم و انكرتموه فردوه الي الله و الي الرسول و الي العالم من آل محمد و انما الهالك ان يحدث احدكم بشي‏ء منه لايحتمله فيقول والله ما كان هذا ثلثاً و الانكار هو الكفر. و بسنده ايضاً عن جابر كالرواية السابقة بادني تفاوت. و في المشارق من كتاب الايات مرفوعاً الي ابن عباس قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لايعذب الله هذا الخلق الا بذنوب العلماء الذين يكتمون الحق من فضل علي و عترته الاوانه لم يمش فوق الارض بعد النبيين و المرسلين افضل من شيعة علي و محبيه الذين يظهرون امره و ينشرون فضله اولئك تغشاهم الرحمة و تستغفر لهم الملئكة و الويل كل الويل لمن يكتم فضائله و يكتم امره فما اصبرهم علي النار

فصل – و اذ عرفت هذه الاخبار و اطلعت علي هذه الاثار و علمت عظمة

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 99 *»

امر الانكار فلا علينا ان نذيلها بشي‏ء من البيان. اعلم ان الله سبحانه بعد ما انزل العقل الي التراب و اكمنه فيه بحيث انه صار بالقوة بعد ما كان بالفعل دعاه الي الاقبال بعد ادباره و الي الاستحياء بعد موته و الي الصعود بعد نزوله فصار مقبلا مستحيياً صاعداً من كونه تراباً شيئا بعد شي‏ء الي ان صار غذاءاً للانسان ثم صار كيلوساو كيموساً و دماً و نطفة و علقة و مضغة و عظاماً ثم مكسيا ثم حياً ثم وليداً جاهلاً غافلاً ذاهلاً عن جميع ما في الدنيا ثم رباه الله سبحانه شيئا بعد شي‏ء تربية كونية الي ان صار مميزاً بين الاكوان كالحيوانات و اقوي و لما كان ذلك العقل الكامن فيه بالقوة معدوماً صورة و لم يجر عادة الله سبحانه ان يستخرج شيئا من القوة الي الفعلية الا بواسطة ذي فعلية كاملة و اراد الله سبحانه استخراج ما اكمن في الناس من العقل الذي خلقه لغايد خلق الانبياء و المرسلين و الاولياء و الربانيين و العلماء الراسخين و احتج بهم علي السائرين و جعلهم يده في استخراج عقولهم الكامنة حتي يصيروا بهم عقلاء علماء بالخير و الشر و النفع و الضر و يعبدوا ربهم و يكتسبوا رضوانه بهم فجعلهم الله سبحانه حججه علي عباده و ظواهره في بلاده فالناجي العاقل من اهتدي بهداهم و الهالك الجاهل من تولي عنهم فالناس افترقوا في هذا المقام الي ثلث فمنهم من اتبعهم و اهتدي بهداهم و خرج عقله الكامن الذي هو رضوان الله فصار حياً بروح الايمان عاقلا راضيا مرضيا عابدا و دخل في عبادالله و دخل رضوان الله سبحانه و نجي و منهم من عرف حقيتهم و كونهم داعين الي الخير آمرين بالمعروف الناهين عن المنكر آتين من ع ندالله سبحانه باصل الفطرة التي فطر الله الخلق عليها حتي انك لو احتججت عليه بجميع الحق اقر به ان لم يتعمد العناد و الانكار و لكنه اتبع الدعاة الي الجهل و الباطل فجحدوا بها و استيقنتها انفسهم ظلما و علوا فخرج من كمونهم الجهل الذي هو عدو العقل و اهله و حيي بروح الكفر فصار جاهلاً ساخطا مسخوطا مولياً عدواً لله و رسوله و دخل سخط الله و هلك و منهم من لم يخرج من كمونه عقل و لا جهل لانه لم يصل اليه دعوتهم لحجب طبيعي داخلي او خارجي فبقي علي الفطرة و لربما يتبع احد الفريقين من غير روية فمقتضي عدل الله سبحانه ان لا يأخذ هذا و لا يؤاخذه حتي

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 100 *»

يحتج عليه بما يعرفه و هو قوله سبحانه معاذ  الله ان نأخذ الا من وجدنا متاعنا عنده انا اذا لظالمون و قال لايكلف الله نفساً الا وسعها و الا ما آتاها و ما كان الله ليضل قولما حتي يبين لهم ما يتقون. الي غير ذلك من الادلة فالانكار انكاران انكار الفريق الثاني و هو الجحود بعدالاستيقان و انكار الفريق الثالث و هو الجحود قبل الاستيقان و كلاهما كفر بالله العظيم اما الانكار فبديهي كونه كفراً و هو كفر الجحود و هو عداوة لله و رسوله و لحججه عليهم السلام ففي الكافي بسنده عن ابي عمرو الزبيري عن ابي عبدالله عليه السلام في اصناف الكفر و اما الوجه الاخر من الجحود علي معرفة و هو ان يجحد الجاحد و هو يعلم انه حق قد استيقن عنده و قد قال الله عزوجل و جحدوا بها و استيقنتها انفسهم ظلما و علوا و قال الله عزوجل و كانا من قبل يستفتحون علي الذين كفروا فلما جائهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله علي الكافرين الخبر. و فيه عن ابي جعفر عليه السلام كل شي‏ء يجره الاقرار و التسليم فهو ايمان و كل شي‏ء يجره الانكار و الجحود فهو الكفر. الي غير ذلك من الشواهد و اما الانكار الثاني فهو ان يجحد امراً و هو جاهل بالواقع و لابينة له علي جحوده كما قال الله عزوجل بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه فان انكر الجاهل حقا في الواقع ودان به واحب عليه و ابغض عليه فهو كافر ففي الكافي عن ابي عبدالله عليه السلام قال لو ان العباد اذا جهلوا وقفوا و لم يجحدوا لم يكفرا انتهي. و ذلك انه ابتداع رأي و دين بلابينة لقول ابي جعفر عليه السلام من نصب ديناً غير دين المؤمنين فهو مشرك. و في اخبار مستفيضة في ادني الشرك ان يقول للنواة حصاة و للحصاة نواة ثم دان به و سئل ابوعبدالله عليه السلام عن ادني ما يكون به الانسان مشركا فقال من ابتدع رأياً فاحب عليه و ابغض عليه انتهي. و اما من قصر عن معرفة امر فوذره في سنبله و اعترف بالعجز عن معرفته فلم يقر و لم ينكر و هو ممن يقول ما دان به الحجج دنا به و ما قالوا به قلنا فليس ذلك بضار له ان شاءالله و ان لم ينكر علي المنكرين و لم يكن مع المقرين فانه عامل بفطرته و بمقتضي مقامه و قال الله

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 101 *»

سبحانه و ما كنا معذبين حتي نبعث رسولا و قال لتبين للناس ما نزل اليهم. و ما كان الله ليضل قوما بعد اذهديهم حتي يبين لهم ما يتقون و قال لايكلف الله نفسا الا ما آتاها. فهذا هو الجهل المعذور و قد روي اي رجل ركب امراً بجهالة فلاشي‏ء عليه و في هذا القسم ورد لو علم الناس كيف خلق الله الخلق لم يلم احد احداً و لو اخذ الجاهل المسلم لكان جميع المؤمنين مأخوذين اذ فوق كل ذي علم عليم نعم ان هيهنا مقاما آخر يندرج تحت خبر لو علم الناس كيف خلق الله الخلق و اخبار درجات الايمان و هو ان يصف المؤمن بغاية جهده و مبلغ ايمانه و معرفته ربه و يصف نبيه و امامه و يسلم لامرهم ثم يبلغه من رجل آخر اعلي منه انه يصف نبيه بصفة يصف هذا المؤمن بمبلغ جهده و منتهي استطاعته ربه فانكره وعده غلوا او يبلغه من رجل آخر اعلي منه انه يصف الامام بصفة الرسول صلي الله عليه و آله او يصف احد شيعتهم بصفتهم فيكفر قائله و يعده غالياً فذلك ليس يكفره و لا يخرجه من ايمانه لان تكليفه في ذلك المقام هو الاقرار بمبلغ جهده و انكار ما سواه و الا لما ساغ لاحد من المؤمنين انكار شي‏ء اذ لعله من امر هو فوق مشعري و ما بيدي مما ينافيه لاينافيه في الواقع فلو كان الامر كذلك لما قام للدين عمود و لا اخضر له عود و ليس علي امرء مؤمن الا الاقرار بما عرفه من الكتاب و السنة انه معروف و انكار ما عرف منهما انه منكر فمن هذا الباب ما روي لو علم ابوذر ما في قلب سلمان لكفره و ليس ذلك يضر بايمان ابي ذر لانه عامل بمقتضي و سعه فبذلك يكون للخلق درجات في مراتب الايمان و يجب علي العالي ان يكتم عن هذا الداني ما لايحتمله و هذا مقام كتمان سرنا جهاد في سبيل الله و لذا قال الرضا عليه السلام ليونس حدث الناس بما يعرفون و اتركهم مما لايعرفون و قال ارفق بهم فان كلامك يدق عليهم و روي ما قتلنا من اذاع حديثنا خطأ و لكن قتلنا قتل عمد انتهي. فاذا عرفت ذلك فاقول ان فضائل آل محمد عليهم ا لسلام علي اقسام: فمنها ما لايحتمله سواهم سلام الله عليهم لا ملك مقرب و لا نبي مرسل و

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 102 *»

لا مؤمن ممتحن فذلك مما يخصهم و قد كتموه عمن ساهم البتة كما روي في البصائر بسنده عن ابي الصامت قال سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول ان من حديثنا ما لا يحتمله ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا عبد مؤمن قلت فمن يحتمله قال نحن نحتمله و منها مالا يحتمله احد الا بعناية خاصة و تأييد خاص كما رواه في البصائر ايضاً بسنده عن ابي الصامت قال قال ابوعبدالله عليه السلام حديثنا صعب مستصعب شريف كريم ذكوان ذكرو عر لايحتمله ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا مؤمن ممتحن قلت فمن يحتمله قال من شئنا يا ابا الصامت و منها مالا يحتمله الا قلب خاص غير مشغول بغيرهم طاهر نقي كما رواه في البصائر ايضاً بسنده عن ابن سنان او غيره رفعه الي ابي عبدالله عليه السلام قال ان حديثان صعب مستصعب لايحتمله الا صدور منيرة او قلوب سليمة او اخلاق حسنة ان الله اخذ من شيعتنا الميثاق كما اخذ علي بني آدم الست بربكم فمن و في لنا و في الله له بالجنة و من انقضنا و لم يؤد الينا حقنا ففي النار خالداً مخلداً و منها ما لا يحتمله من الملئكة الا المقربون و من الانبياء الا المرسلون و من المؤمنين الا النجباء الممتحنون كما رواه في البصائر ايضاً بسنده الي سليم بن قيس قال قال اميرالمؤمنين عليه السلام ان امرنا اهل البيت صعب مستصعب لايعرفه و لايقر به الا ملك مقرب او نبي مرسل او مؤمن نجيب امتحن الله قلبه للايمان و في فصل الخطاب من الكتب المعتبرة عن الصادق عليه السلام ان حديثنا صعب مستصعب لايحتمله الا ملك مقرب او نبي مرسل او عبد امتحن الله قلبه للايمان او مدينة حصينة و سئل عن المدينة الحصينة فقال القلب المجتمع.

و في هذا المعني اخبار تقرب حدالتواتر و لاشك انه لايلام احد علي عدم تحمله ما يخصهم عليهم السلام و لايظهرونه لاحد حتي ينكر ولكن الواجب ان يسلم لامرهم مجملاً كما في الزيارة مؤمن بسركم و علانيتكم و يقول قولي في جميع الاشياء قول آل محمد عليهم السلام فيما اسروا و فيما اعلنوا و فيما بلغني عنهم و فيما لم يبلغني و

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 103 *»

الا لكفر بالله العلي العظيم و قد روي عن الصادق عليه السلام من سره ان يستكمل الايمان فليقل القول مني في جميع الاشياء قول آل محمد فيما اسروا و ما اعلنوا و فيما بلغني عنهم و فيما لم يبلغني انتهي. و هو الاخبات في قوله تعالي الذين آمنوا و عملو الاصالحات و اخبتوا الي ربهم كما روي و هو اقتراف الحسنة في قوله و من يقترف حسنة نزد له فيها حسنا كما روي و اما ما يخص اصحاب العناية الخاصة فلايلام علي عدم تحمله احد دونهم و لا يظهرونه لاحد سواهم ولكن اذا كان صاحب العناية منصوصاً عليه باسمه يجب التسليم له و الايمان بسره و علانيته و الرد عليه هو الكفر و ذلك كسلمان و نظرائه رضي الله عنهم فلايجوز لاحد ان ينكر عليهم او لا يؤمن بما آمنوا به مجملا فانهم منصوص عليهم بانهم علي الحق مثل ما روي في سلمان رضي الله عنه ان سلمان باب الله في الارض من عرفه كان مؤمنا و من انكره كان كافراً. فوجب الايمان بسرهم و علانيتهم و اما ما يخص المقربين من الملئكة و المرسلين من الانبياء و النجباء من المؤمنين فلايلام غير المقرب و غير المرسل و غير النجيب بعدم تحملهم و لايظهرون ما يخصهم لهم و لو ظهر منهم شي‏ء و انكره قوم فان كان من المنصوص عليهم و الثابت امرهم فهو كفر بالله العظيم و الا فلالوم فان المستمع يحتمل فيه الارتداد اذا لم يحتمل و اما الفضائل الظاهرة التي ظهرت في الناس فان كانت من الضروريات في جميع الاعصار فانكارها كفر البتة و ان لم تكن من الضروريات في جميع الاعصار و لكن انعقد عليه امر الامامية في عصر و ما بعده عليه بحيث صار مما يعرفون به عند المؤالف و المخالف و قام اجماع الكل عليه بلانكير فانكاره بعد تحققه كفر بالله العظيم و ان كثيراً من امر الائمة عليهم السلام هكذا و ان قدماء اصحابنا كانوا لايعرفون ذلك ثم قام الاجماع عليه من الشيعة و صار في حد الضرورة فان امرهم عليهم السلام ظهر شيئا بعد شي‏ء الاتري ان زرارة في مباحثة الكفر و

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 104 *»

الايمان مع الصادق عليه السلام اضمر انه‏اي الصادق عليه السلام شيخ لاعلم له بالخصومة و من اضمر ذلك اليوم كفر و من تتبع احوال قدماء الرجال و سلوكهم مع الائمة عليهم السلام و عقائدهم عرف ذلك و ان لم تبلغ حد الضرروة و لكن اثبتت بالكتاب المحكم المستجمع علي تأويله و السنة الجامعة و ادلة عقلية تعرف العقول عدلها و استدل عليها بمقدمات اجماعية فلم يؤمن و انكرها كفر بالله العظيم بلا شبهة و هو ناصب مرتاب و ان كثيراً من الفضائل بعد ما كتبنا هذا الكتاب المستطاب و اوضحنا كونهم عليهم السلام اول ما خلق الله و كون كل صفة و مقام و فضل و ما يعبر عنه و يشار اليه و يميز و يعرف و يخبر عنه غير ذات  الاحد جل شأنه و كلما سوي ذات الاحد جل شأنه خلقه و هم اول ما خلق الله و فاتح ما خلق الله و افضل خلق الله و ا شرف خلق الله و اقرب الخلق الي الله بالكتاب و السنة و الاجماع و دليل العقل و ان الواجب ان ننزلهم عن الربوبية و نقر لهم بعد ذلك بكل فضل يدخل في هذا الباب فلامجال لاحد بعد الاطلاع عليه في انكاره فان انكر بعد الاطلاع علي هذا الكتاب كفر بالذي انزل السبع المثاني و القرآن العظيم و خلد في النار و لذلك سميناه بنعيم الابرار و جحيم الفجار فمن انكر فضلا بعد ذلك كان من الذين انكر قدرة الله فيهم البتة و كان كالعامة العمياء المقدمين علي آل محمد عليهم السلام الفاضلين المفضولين فانا اذا اثبتنا انهم افضل الخلق و جميع ما يعبر عنه و يسمي و يوصف و ينطق به خلق الله منحط عن الذات الاحدية وجب الاعتقاد بانهم افضل من كل مسمي و كل وصف و كل اسم و كل ما يعبر عنه و انهم اصلها و فرعها و معدنها و منتهاها منهم بدؤها و اليهم عودها و هم اولي بها و اليهم مردها و هم احق بها و سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام علي المرسلين و الحمد لله رب العالمين فمن سلب عنهم فضلاً لابد و ان يثبته لغيرهم و الله سبحانه قدوس سبوح و سبحان الله رب العرش عما يصفون فاذاً قد فضل عليهم من هو دونهم و صار علي حد العامة العمياء و الكفرة بالله العظيم. تدبر في الجامعة لا انكر لله قدرة و لا ازعم الا ماشاءالله سبحان الله ذي الملك و الملكوت يسبح الله باسمائه جميع خلقه فو الله اثبات الفضل كله لآل محمد عليهم السلام تسبيح

 

«* مکارم الابرارعربی جلد 9 صفحه 105 *»

لله بحمده لا يعلوه تسبيح و كمال التسبيح اثبات الفضل لهم و تقديس الله الاحد و تسبيحه عما يصفون ويظنونه كمالاً و الحمد لله رب العالمين الذي عرفنا قدسه بتفضيلنا محمداً صلي الله عليه و اله علي جميع خلقه و فضلنا بذلك علي كثير من العالمين و خصنا بهذه المنحة من بين جميع العلماء الفاضلين فله الحمد كما ينبغي لكرم وجهه و عز جلاله و صلي الله علي ماقع صفاته و معاني اسمائه محمد و آله الطيبين الطاهرين و لعنة الله علي منكري فضائلهم و الناصبين لنا بنشرنا فضائلهم من الجن والانس اجمعين و اذ قد انتهي بنا الكلام الي هنا رأينا ان نختم به الكتاب راجياً من الله الوهاب حسن الثواب و الحشر مع محمد و آل محمد في يوم الحساب فاقول:

 

يا فالق الحب زد في مهجتي شغفاً    في حب فاطمة الزهراء موفورا
 و بعلها و بنيها بعد والدها    واجعل خطائي بهم يارب مغفورا

قد وقع الفراغ عن نظم هذه الدرر الصافية و تأليف هذه الفوائد الشافية في عصر يوم الثلثا تاسع عشر شهر رمضان المبارك من شهور سنة ثنتين و سبعين بعد المأتين و الالف حامداً مصلياً مستغفراً.