08-07 جوامع الکلم المجلد الثامن ـ شرح احوال الشيخ الاوحد (اع) ـ مقابله

شرح احوال الشیخ الاوحد اعلی الله مقامه

 

من مصنفات الشيخ الاجل الاوحد المرحوم

الشيخ احمد بن زين‌الدين الاحسائي اعلي اللّه مقامه

 

«* جوامع الکلم جلد 8 صفحه 458 *»

بسم الله الرحمن الرحيم

و به نستعين

الحمد لله رب العالمين و صلى الله على محمّد و آله الطاهرين.

اما بعد، فيقول العبد المسکين احمد بن زين الدين بن ابراهيم بن صقر بن ابراهيم بن داغر غفر الله لهم اجمعين بن رمضان بن راشد بن دهيم بن شمروخ آل‌صقر و هو کبير الطائفة المشهورة بالمهاشير و شيخهم و به يفتخرون و اليه ينتسبون قعد داغر فى بلدنا المعروفة بالمطيرفى من الاحساء و ترک البادية و منّ الله عليه بالايمان و له الحمد و المنّة ليستنقِذنا من الضلالة و کانت اولاده کلهم من الشيعة الاثنى‌عشرية الى ان اخرجنى و خلصنى من الارحام و الاصلاب حتى اخرجنى الى الدنيا و له الفضل و الحمد و الشکر فخرجتُ فى وقتٍ قدانتشر الجهل و عمّ الناس خصوصاً فى بلدتنا لانها نائية عن المدن و ليس فيها احد ممن يدعو الى الله و عبادته و لايعرف اهلها شيئاً من الاحکام و لايفرقون بين الحلال و الحرام و کان مما تفضل علىَّ عزوجل ان‌رزقنى ذرية کرمهم الله بالعلم و کان کبيرهم سناً و علماً و هو الابن الاعز محمدتقى اعزّه الله و هداه و جعلنى من المنيّة فداه التمس منى اَنْ‌اذکر بعض احوالى فى حالة ‌الصغر و فى حال التعلم لتکون کالتاريخ فاجبته الى ما التمس منى.

و کانت ولادتى فى السنة ‌السادسة و الستين بعد المائة و الالف من الهجرة فى شهر رجب المرجّب و على رأس السنتين من ولادتى جاء مطر شديد و اتت بلادنا سيول من الجبال حتى کان عمق الماء فى المکان المرتفع من بلدنا ذراعين و نصفاً تقريباً و فى ذلک اليوم تولّد المرحوم المبرور اخى الشيخ صالح تغمّده الله برحمته و اسکنه بحبوحة جنته. و فى اليوم الثالث وقعت بيوت بلدنا کلها لم‌يبق فيها الا مسجدها و بيتٌ لعمّتى فاطمة الملقبة بحبّابة رحمة‌الله‌عليها و کان حينئذٍ عمرى سنتين و انا اذکر هذه الواقعة. و على مختصر القصة قرأت القرءان و عمرى خمس سنين

 

«* جوامع الکلم جلد 8 صفحه 459 *»

و کنت کثير التفکر فى حالة طفوليتى حتى انى اذا کنتُ مع الصبيان العب معهم کما يلعبون ولکن کل شىء يتوقف على النظر اکون فيه مقدمهم و سابقهم و اذا لم‌يکن معى احد من الصبيان اخذتُ فى النظر و التدبر و انظر فى الاماکن الخربة و الجدران المنهدمة اتفکر فيها و اقول فى نفسى هذه کانت عامرة ثم خربت و ابکى اذا تذکرْتُ اهلها و عمرانها بوجودهم و ابکى بکاء ‌کثيراً حتى انه لما کان حسين بن سياب الباشه حاکم الاحساء و تألّبوا عليه العرب و اتى محمد آل‌غُرَيْر و حاصروا الباشه و قتلوا الروم و اخذوا الاحساء و حکم فيها محمد آل‌غرير و بعد ان مات حکم فى الاحساء ابنه على آل‌محمد و قتله اخوه دُجَيْن ابوعرعر و کان مقتله قريب عين الحَوار بالحاء المهملة و دفن هناک. فاذا مررت و انا عمرى خمس سنين تقريباً بقبره اقول فى نفسى اين ملکُک؟ اين قوتک؟ اين شجاعتک؟ و کان فى حياته على ما يذکرون اشجع اهل زمانه و اشدهم قوة فى بدنه و اتذکّر احواله و ابکى بکاء شديداً على تغيّر احوال الدنيا و تقلبها و تبدلها و کان هذه حالى ان کنتُ مع الصبيان فى لعبهم فانا مشتغل باللعب معهم و ان کنتُ وحدى فانا اتفکر و اتدبر. و کان اهل بلدنا فى غفلة و جهل لايعرفون شيئاً من احکام الدين بل کل اهل البلد صغيرهم و کبيرهم لهم مجامع يجتمعون فيها بالطبول و الزمور و الملاهى و الغنا [الغناء ظ@؟] و العود و الطنبور و کنتُ مع صغرى لااقدر اصبر عن الحضور معهم ساعة و عندى من الميل الى طرقهم ما لااکاد اصفه و ابکى وحدى شوقاً الى ما اتخيله من اَفعالهم حتى اکاد اقتل نفسى و اذا خلوتُ وحدى اخذتُ فى الفکر و التدبر.

و بقيت على هذه الحال فلما اراد الله سبحانه انقاذى من تلک الحالات اجتمعتُ مع رجل من اقاربنا من المقدمين فى طرق الضلالة ‌المتوغلين فى افعال الغواية و الجهالة و قال انا اريد انظم بعض ابيات الشعر و اريدک تعينُنى هذا و انا صغير مابلغتُ الحلم فقلتُ له افعل فقعدنا فى خلوة فاخذ اوراقاّ صغاراّ عنده يُقَلّب فيها و اذا فيها ابيات شعر منسوبة للشيخ على بن حمّاد البحرانى الاوالى تغمده الله برحمته و رضوانه فى مدح الائمة؟عهم؟ و هى:

 

«* جوامع الکلم جلد 8 صفحه 460 *»

لِلهِ قَوْمٌ اذا مَا الليلُ جَنَّهُمُ   قامُوا مِنَ الفُرْشِ للرَّحمنِ عُبّادا
و يَرْکَبُونَ مَطايا لاتَملّهُم   اذا هُمُ بِمُنادِى الصبح قد نادا
الارضُ تَبْکِى عليهم حينَ تَفْقدهم   لانهم جُعِلُوا للارض اَوْتادا
همُ المطيعونَ فى الدنيا لخالقهم   و فى القيمة سادُوا کلَّ مَنْ سادا
محمّدٌ و علىٌّ خيرُ من خُلِقُوا   و خيرُ مَنْ مَسَکَتْ کفّاهُ اَعْوادا

فلما قرأ هذه الابيات القاها و قال الحاصل ان الذى مايعرف النحو مايعرف الشعر فلما سمعتُ هذا الکلام منه و کان صبىٌّ امه بنت عمّ امى تغمدها الله برحمته اسمه الشيخ احمد بن محمد آل ابن‌حسن يقرأ فى النحو فى بلد قريبة من بلدنا بينهما قدر فرسخ عند المرحوم الشيخ محمد بن الشيخ محسن قدس‌الله‌روحه قلت للشيخ احمد ما اول شىء يقرأ فيه من النحو فقال عوامل الجرجانى فقلت له اعطنى اکتبها فاخذتُها و کتبتُها ولکنى استحيى ان‌اذکر لوالدى قدس ‌الله روحه و نور ضريحه لانه کان عندى من الحياء شىء ما يتصوّر حتى ان ذلک الحال الذى اشرتُ اليه من الاشتياق الى افعال اولئک الفسّاق مااطّلع عليه احد الا الله سبحانه فمضيتُ الى موضع من بيتنا يقعد فيه والدى و والدتى و نمتُ فيه و بيّنتُ بعض الاوراق التى فيها العوامل و اتت والدتى و انا مغمضٌ عينىّ کأنى نائم ثم اتى والدى و قال لوالدتى ما هذه الاوراق التى عند احمد؟ قالت مااعلم فقال ناولينيها فاخذَتْها و انا ارخيتُ اَصابعى من حيث لايشعر حتى تأخذ القرطاس فاخذَتْها و اعطته والدى؟رح؟ فنظر فيها و قال هذه رسالة نحو مِن اين له هذه؟ قالت ماادرى فقال ردّيها مکانها فردّتها و النتُ

 

«* جوامع الکلم جلد 8 صفحه 461 *»

اصابعى من حيث لاتشعر فوضعتها فى يدى و بقيتُ قليلاً ثم تمطّيتُ و انتبهت و اخفيت القرطاس کأنى اُحِبُّ الّايطّلعا عليها فقال لى والدى من اين لک هذه الرسالة النحو؟ قلت کتبتها فقال لى تحب ان‌تقرأ فى النحو؟ فقلت نعم و جرَتْ نعم على لسانى من غير اختيارى و انا فى غاية ‌الحياء کأن قولى نعم اقبح الاشياء ولکن الله و له الحمد و الشکر اجرىها على لسانى من غير اختيارى.

فلما کان من الغد ارسلنى مع شىء من النفقة الى البلد التى فيها الرجل العالم اعنى الشيخ محمد بن الشيخ محسن و اسمها القُرَيْن و وضعنى مع ذلک الصبى الذى تقدم ذکره و هو الشيخ احمد؟رح؟ فکان شريکى فى الدرس عند الشيخ محمد و قرأت العوامل و الاٰجرّوميّة عنده. و رأيت فى المنام رجلاً کأنه من ابناء الخمس و العشرين سنة اتى الى و عنده کتاب فاخذ يعرف لى قوله تعالى الذى خلق فسوى و الذى قدر فهدى مثل خلق اصل الشىء يعنى هيولاه فسوى صورته النوعية و قدّر اسبابه فهداه الى طريق الخير و الشر يعنى من هذا النوع و ان لم‌يکن خصوص ما ذکرته فانتبهتُ و انا منصرف الخاطر عن الدنيا و عن القراءة التى يعلمناها الشيخ لانه انما يعلمنا «زيد قائم»، «زيد» مبتدأ و «قائم» خبره. و بقيت احضر المشائخ ولااسمع لنوع ما سمعت فى المنام من ذلک الرجل شيئاً و بقيت مع الناس بجسدى و رأيت اشياء کثيرة لااقدر احصىٰها.

منها انى رأيت فى المنام کأنى ارى جميع الناس صاعدين على السطوح يتطلعون لشىء فصعِدت انا سطح بيتنا و اذا انا ارى شيئاً اتى مما بين المغرب و الجنوب و هو معلّق بالسماء بطرف منه و طرف اخر مُتدَلٍّ کالسرادق و هو مقبل الينا انا و الناس کلهم و کلّما قرب منا انحط الى جهة السفل حتى وصل الينا و کان اسفل ما منه ما کان عندى و قبضته بيدى و اذا هو شىء لطيف لاتدرکه حاسّة اللمس بالجسم الا بالبصر و هو ابيض بلّورى يکاد يخفى من شدة لطافته و هو حَلَقٌ منسوجة على هيئة نسج الدرع و لم‌يصل اليه احد من تلک الخلائق المتطلعين اليه غيرى.

و رأيت ليلة اخرى کأن الناس کلهم يتطلعون على السطوح کالرؤيا الاولى الى شىء نزل من السماء و قدسدّ جهة السماء الا ان جميع اطرافه متصلة

 

«* جوامع الکلم جلد 8 صفحه 462 *»

بالسماء و وسطه منخفضٌ و لم‌يصل من تلک الخلائق احد غيرى لأن‌ اخفض ما فى وسطه المتدلّى هو الذى وصل الىّ فقبضته بيدى فاذا هو غليظ ثخين و رئى لى ايضاً کأن جبلاً عالياً الى عنان السماء و حوله من جميع جوانبه رمالٌ منهالة و کل الخلائق يعالجون فى صعوده و لم‌يقدر احد منهم ان‌يصعَد منه قليلاً و اتيتُ انا و صعِدته کلمح البصر باسهل حرکة الى اعلاه و امثال هذه من الامور الغريبة ‌التى ربّما اعجز عن احصائها.

ثم انى رأيت ليلة کأنى دخلت مسجداً فوجدت فيه رجالاً ثلاثة و شخص اخر يقول لکبير الثلاثة يا سيدى کم اعيش؟ فقلت مَن هؤلاء و من هذا الذى تسأله؟ فقال هذا الحسن بن على بن ابى‌طالب؟عهما؟ فمضيت اليه و سلّمت عليه و قبّلت يده و توهمت ان اللذَيْن معه الحسين و على بن الحسين؟عهما؟ فقال؟ع؟ هذا على بن الحسين و الباقر؟عهما؟ فقلت انا يا سيدى کم اعيش؟ فقال خمس سنين او اربع سنين او قال خمس سنين و اربع سنين فقلت الحمد لله فلما علم منى الرضا بالقضاء قعَد عند رأسى و ذلک کأنى حين اظهارى للرضا بما قال نائم على قفائى و رأسى الى جهة القطب الجنوبى و هم؟عهم؟ قيام على جانبى الايمن کالمصلين على الميت الا ان الحسن؟ع؟ مما يلى رأسى فلما اظهرت الرضا بالقضاء قعد عند رأسى و وضع فمه على فمى فقال له على بن الحسين؟عهما؟ اصلح ان کان فى فرجه خراب فقال الحسن؟ع؟ الفرج لايخاف منه و اِن اعقمه الله و انما يخاف من القلب فتعلقت به فوضع يده على وجهى و امرّها الى صدرى حتى وجدت برد يده الشريفة فى قلبى ثم کأنى انا و هم قيام فقلت له يا سيدى اخبرنى بشىء اذا قرأته رأيتکم فقال لى:

کُنْ عن امورک مُعْرِضا   وَ کِلِ الامور الى القضا
فلربّما اتّسع المضيق   و ربما ضاق الفضا
و لَرُبّ امر متعب   لک فى عواقبه رضا
الله يفعل ما يشاء   و لاتکن متعرضا
الله عوّدک الجميل   فقس على ما قد مضا

 

 

«* جوامع الکلم جلد 8 صفحه 463 *»

ثم قال ايضاً:

رب امر ضاقت النفس به   جاءها من قبل الله فرج
لاتکن من وجه روح آيسا   ربما قد فرجت تلک الرتج
بينما المرء کئيب دنف   جاءه الله بروح و فرج

و کان يقرأ من الاول فقرة و من الثانى فقرة فقلت کيف هذا؟ فقال؟ع؟ قديستعمل فى الشعر هکذا فقلت يا سيدى هل رأيت القصيدة التى اولها

الا انظرنْ يا خليلى بين احوالى   فى ايها هو احلى لى و احوى لى

فقال رأيتها و هى عجيبة الا انها ضائعة و ذلک انما قال؟ع؟ ذلک لانى نظمتها فى التغزل فقلت له ان‌شاء‌الله‌تعالى انظم فى مدحکم قصيدة ثم انى احببت انصرافهم لئلاانسى تلک الابيات و ثقة منى بوعده؟ع؟ ثم انى ذات ليلة قعدت اخر الليل لصلوة الليل و کان قريب بلدنا بلد اسمها البابه و فيها نخلة طويلة جداً مارأيت منذ خلِقتُ نخلة طولها و عليها حمامة راعبيّة و هى تنوح فذکرتنى تلک الرؤيا و من رأيت فنظمت القصيدة فى مدحهم؟عهم؟ التى اولها:

بى العزا عز و جل الوجل   و باح مدمعى بما احتمل

و هى موجودة. و الحاصل ثم انى بقيت اقرأ الابيات کل ليلة و اکررها و لااراهم؟عهم؟ کم شهر ثم انى استشعرت انه؟ع؟ مايريد منى قراءة الابيات و انما يريد منى التخلق بمعانيها فتوجهت الى الاخلاص فى العبادة و کثرة الفکر و النظر فى العالم وکثرة ‌قراءة القرآن و الاعتبار و الاستغفار فى الاسحار فرأيت منامات غريبة عجيبة فى السموات و فى الجنات و فى عالم الغيب و البرزخ و نقوشاً و الواناً تبهر العقول ثم انفتح لى رؤيتهم؟عهم؟ حتى انى اکثر الليالى و الايام ارى من شئت منهم على ما اختار منهم الذى اراه؟ع؟ و اذا رأيت احداً منهم و انتبهت و انقطع کلامى قبل تمامه رجعت فى النوم و

 

«* جوامع الکلم جلد 8 صفحه 464 *»

رأيت ذلک الذى رأيته عند منقطع کلامى حتى اتممه و اذا ذکر لى احد من الناس ان اذا رأيتهم تسأل لى الدعاء رأيت کذلک.

و قد ذکر لى اخى الشيخ صالح ان اذا رأيت القائم؟ع؟ فاسأله لى الدعاء فرأيت القائم؟ع؟ عجل الله فرجه و قلت له يا سيدى ان اخى صالحاً يسألک الدعاء فدعا له و قال فى زوجته ولد ثم حملت زوجته بزين الدين ابنه و کنت فى اول انفتاح باب الرؤيا رأيت الحسن بن على بن ابي‌طالب؟ع؟ فسألته عن مسائل فاجابنى ثم وضع فمه الشريف فى فمى و بقى يمجّ علىّ من ريقه و انا اشرب و هو ساخِن الا انه الذّ من الشهد قدر نصف ساعة کل ذلک و انا اشرب من ريقه. ثم بعد کم سنة رأيت النبى؟ص؟ و قلت يا سيدى اريد منک ان‌اخلع الدنيا اصلاً بحيث لااُعرف فقال هذا اصلح فشددت عليه فى الطلبة فتغافلنى و مضى عنى من حيث لااشعر ففتشت عليه ثم وجدته و قلت له انا اريد منک هذا المطلب فقال يمکن بعد حين فتغيّب عنى فطلبته فوجدته و شدّدت عليه مراراً فمرة يقول هذا اصلح و مرة ‌يقول بعد حين فلما اَيِسْتُ من مطلبى قلت له اذا زوِّدنى فرفع يمينه الشريفة و اراد ان‌يمسح بها وجهى و صدرى قلت له ما اريد هذا فقال لى ما تريد؟ قلت اريد تسقينى من ريقک فوضع فمه على فمى و مجّ علىّ من ريقه ماء الذ من الشهد و ابرد من الثلج الا انه قليل و کنت انا و هو؟ص؟ قائمين فضعفت لشدة‌ اللذة و برد الماء فقعدت ثم قمت و هو يضحک من قعودى و ضعفى و سقانى مرة ‌اخرى کالاولى ثم مضى.

و الحاصل انى رأيت اکثر الائمة؟عهم؟ و ظنى کلهم الا الجواد؟ع؟ فانى متوهم فى رؤيته و کل من رأيت منهم يجيبنى فى کل ما طلبت الا مسألة ‌الانقطاع فان جوابهم لى فيه کجواب النبى؟ص؟ و کنت مدة اقبالى سنين متعددة مايشتبه على شىء فى اليقظة الا و اتانى بيانه فى المنام فى اشياء مااقدر اضبطها لکثرتها. و اعجب من هذا انى ماارى فى المنام شيئاً الا على اکمل ما اريده فى اليقظة بحيث ينفتح لى جميع ما يؤيد ادلته و يمنع ما يعارضه و بقيت سنين کثيرة على هذه الحال حتى عرفنى الناس و اشغلت بهم عن ذلک

 

«* جوامع الکلم جلد 8 صفحه 465 *»

الاقبال و انسدّ ذلک الباب المفتوح فکنت الان مااراهم؟عهم؟ الا نادراً من الاحوال. و کان من جملة هذه الامور النادرة ‌انى رأيت اميرالمؤمنين؟ع؟ فى مجلس مشحون من العلماء و الاجلاء فلما اقبلت قام عليه الصلوة و السلام فقعدت عند النعل فقال اقبل ما هذا مکانک فقمت ثم قعدت قريباً فقال اقبل و لم‌يزل؟ع؟ يقرّبُنى حتى اقعدنى فى جانبه فکان مما سألته هل يجوز بيع الصبرة؟ فقال لا ثم ذکرت له حاجتى فقال انا ما فى يدى شيء فقلت له نعم ولکنى اتيت اليک من الذى بينى و بينک اريد مما اعرف من مقامک عند الله فلما قلت له ذلک قال ان‌شاء‌الله يکون بعد حين هـ .

و کنت فى تلک الحال دائماً ارى منامات و هى اِلهامات فانى اذا خَفِى علىّ شىء رأيتُ بيانه و لو اجمالاً ولکنى اذا اتانى بيانه فى الطيف و انتبهت ظهرت لى المسألة بجميع ما تتوقف عليه من الادلة بحيث لايخفى علىّ من احوالها حتى انه لو اجتمعت الناس ماامکنهم يُدخلون [ان‌يدخلون ظ@؟] علىّ شبهة فيها و اطلع على جميع ادلتها و لو اوردوا علىّ الف مُنافٍ و الف اعتراضٍ ظهر لى محاملها و اجوبتها بغير تکلّف و وجدتَ جميع الاحاديث کلها جارية‌ على طبق ما رأيت فى الطيف لان الذى اراه فى المنام معاينة لايقع فيه غلط و اذا اردتَ اَن‌تعرف صدق کلامى فانظر فى کتبى الحکمية فانى فى اکثرها فى اغلب المسائل خالفت جُلّ الحکماء و المتکلمين فاذا تأملت فى کلامى رأيته مطابقاً لاحاديث ائمة الهدى؟عهم؟ و لاتجد حديثاً يخالف شيئاً من کلامى و ترى کلام اکثر الحکماء و المتکلمين مخالفاً لکلامى و لاحاديث الائمة؟عهم؟ حتى بلغ منهم الحال الى ان اکثرهم مايعرفون کلام الامام؟ع؟ و يفسره بغير مراد المتکلم؟ع؟ ولکن اذا اردت البيان فانظر بعين الانصاف لتعرف صحة ما ذکرت فانى مااتکلم الا بدليل منهم؟عهم؟.

و لقد کان بينى و بين الشيخ محمد بن الشيخ حسين بن عصفور البحرانى رحمهم الله بحث کثير و اکثر الانکار على ثم انصرفنا فلما جاء الليل رأيت مولاى على بن محمد الهادى عليه و على آبائه الطيبين و ابنائه الطاهرين افضل الصلوة و ازکى السلام فشکوت اليه حال الناس فقال؟ع؟ اترکهم و

 

«* جوامع الکلم جلد 8 صفحه 466 *»

امض فيما انت فيه ثم اخرج الى اوراقاً على حجم الثمن و قال هذه اجازاتنا الاثني‌عشر فاخذتها و فتحتها و اذا کل صفحة مصدرة ببسم الله الرحمن الرحيم و بعد البسملة اجازة واحد منهم؟عهم؟ و کان مما امرونى به و وعدونى به و وصفونى؟عهم؟ به ما لايصدّق به کل من سمع استعظاماً له و انى لست اهلاً له حتى انى قلت للنبى؟ص؟ من القائل بذلک؟ فقال غير انا؟ انا القائل فقلت يا سيدى انت تعرفنى و انا اعرف نفسى انى لست اهلاً لذلک فلأىّ سبب قلت ذلک؟ فقال بغير سبب، فقلت بغير سبب؟ فقال نعم اُمِرْتُ ان‌اقول کذا فقلت. فقلت اُمِرْتَ اَن‌تقول کذا؟ فقال نعم و امرت ان‌اقول ان ابن ابى‌مُدَرْبِسٍ من اهل الجنة و کان رجلاً من اهل بلدنا من جهّال الشيعة. و قال ايضاً و اُمِرْتَ اَن‌اَقول ان عبدالله الغُوَيْدرى من اهل الجنة فقلت عبدالله الغويدرى من اهل الجنة؟ فقال؟ص؟ لاتغترّ بأن ظاهره خبيث فانه يرجع الينا و لو عند خروج روحه.

و کان عبدالله الغويدرى رجلاً عَشّاراً من اهل السنة و الجماعة و لم‌نسمع عنه شيئاً من فعل الخير الا انه کان يحبّ جماعة من السادة من اقاربنا و يخدمهم و يعظّمهم ويکرمهم غاية الاکرام ثم بعد مدة تکلمت بهذا الکلام بمحضر جماعة من الشيعة فقال شخص منهم اسمه عبدالله ولد ناصر العطّار و کان بينه و بين عبدالله الغويدرى صداقة و مواخاة فقال عبدالله الغويدرى شيعى فقلنا ليس بشيعى فقال والله انه شيعى و لايطلع عليه الا الله و انا و هو رفيقى و انا اعرفه. و الحاصل من الاتفاق ان طوائف من البوادى اعتدوا على طائفة من الشيعة من اهل القطيف و وقع بينهم حرب و استعان الشيعة باهل الاحساء و خرج من الاحساء عسکر لاعانة اهل القطيف على البوادى و کان من جملة من خرج معهم عبدالله الغُوَيْدِرى فقُتِل فى جملة من قُتِل فختم له بالشهادة فى الدفاع عن المؤمنين. و الحاصل ان من الامور الغريبة تعبير ما ذکرت من الرؤيا التى تقدم ذکرها فانه مما لايحسن بيانه خصوصاً للجهال و الحسّاد و اما انا فان افتريته فعلىّ اجرامى.