29-07 مکارم الابرار المجلد التاسع والعشرون ـ رسالة في علم الحصيات ـ مقابله

 

 

رسالة في علم الحصيات

 

من مصنفات العالم الربانی و الحکیم الصمدانی

مولانا المرحوم الحاج محمد کریم الکرمانی اعلی الله مقامه

 

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 445 *»

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين و لعنة الله علي اعدائهم اجمعين.

و بعد يقول العبد الاثيم كريم بن ابرهيم انه قدسألني جناب الاكرم الافخم و الاحشم الاشيم قرة العين بلامين محمد حسين خان سلمه الله و ابقاه و من كل مكروه وقاه ان‌اكتب له رسالة في علم الحصيات فلماكان سلمه الله من قلبي بمكان التزمت اجابته و ساعد تصنيفي هذه الرسالة ان رأيت في المنام رجلين عالمين بهذا العلم قدضربوا الحصيات و حكموا منها باحكام فتنبهت من رقدتي و انفتح بعد ذلك لي شوارعه و توسع لي موارده مع اني كنت عن هذا العلم غافلا و عن حليه عاطلا فاستمد الله سبحانه في تصنيفه بقدر الميسور انه عليم حكيم فقسمت هذه الرسالة‌الي فصول احدعشر.

فصل: اعلم ان هذا العلم من العلوم الانطباعية و قدذكرنا نحن في كثير من مباحثاتنا و رسائلنا انه لايحدث شيء في الملك الا بمحدث و لايوجد اثر الا بمؤثر و قد حققنا ايضا في تلويحات عباراتنا ان فعل المؤثر لابد و ان‌يكون في صقع الاثر حتي‌يتأثر منه الاثر و يتنبه بمراده و يفهم خطابه و يأتمر بامره و ينزجر عن نهيه ان كان كونياً ففي الكون او شرعياً ففي الشرع و ذلك سر لايتنبه به الا الاقلون و لايؤمن به الا الخصيصون و ذلك سنة الله في كل عالم من العوالم و رتبة من المراتب من الدرة الي الذرة و من العوالم هذا العالم فايدي مشية الله سبحانه و اكمام ارادته في هذا العالم الافلاك فيفعل الله بها ما يشاء و يجري بها ما اراد في هذا العالم فان من حادث يحدث في هذا العالم السفلي من حركة او سكون او اجتماع او افتراق او تركيب او فساد الا و هو نازل من السماء قال الله سبحانه و ان من شيء الا عندنا خزائنه و ما ننزله الا بقدر معلوم و قال يدبر الامر

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 446 *»

 من السماء الي الارض ثم يعرج اليه فافهم التصريح بالتلويح و انت تري ان الافلاك كرات متشاكلة الاجزاء لها حركات كلية و ان كان لكل واحد منها حركة خاصة و يتحصل بحركاتها قرانات و اوضاع خاصة ولكنها بنفسها لا اختصاص لها بموضع دون موضع و شخص دون شخص و انما تتخصص الآثار باشخاص البلاد و العباد بسبب القوابل لا الفواعل الا تري ان الصوت الواحد من المصوت كيف تتخصص و تتشخص في بطون ثقب القصبة و المزمار و انما هو صوت واحد لا اختلاف فيه و ذلك ان الفاعل جهة‌الرب الواحد و لا اختلاف من عند الواحد و انما الاختلاف من جهة الكثرات و القوابل فالوضع الواحد في الفلك يقتضي اثراً واحداً ولكن ذلك الاقتضاء الواحد يظهر في الجبال بغير ما يظهر في القري و في القري بغير ما يظهر في البر و في البر بغير ما يظهر في البحر و في كل شخص بخلاف ما يظهر في الشخص الآخر علي حسب قوابلها و خصوصيتها الا تري انه اذا هبط المريخ مثلاً يسخن الهواء و سخونة الهواء في البلاد الحارة مثلاً اذا ازدادت تحدث في اهلها امراضاً صفراوية و في البلاد الباردة تحدث مثلاً اعتدال الهواء و الامزجة و تشدد غضب الصفراوي و تحرق مرة السوداوي و تعدل مزاج البلغمي و تهيج مرض الدموي و هكذا يفعل تلك الحرارة في كل شيء اثراً خاصاً كالشمس المشرقة علي زجاجات ملونة مختلفة ينعكس من كل واحدة لوناً خاصاً علي حسب قابليتها فمن عرف مقتضيات القوابل و خصوصياتها و عرف انطباعات الآثار الفلكية فيها تمكن من الاستدلال من كل شيء علي كل شيء حتي انه لو انقطع سمط المسباح و تفرقت حباته امكنه الاستدلال من نحو تفرقها و اجتماع بعض و افتراق بعض و وقوع كل واحدة في جهة خاصة علي جميع الوقايع الواقعة في العالم فافهم.

فصل: اعلم انه اذا ثبت انه لاتحدث واقعة في العالم السفلي الا بحركات خاصة من الافلاك و اوضاع خاصة منها فلايخطر ببال احد خاطر و لايصدر من متكلم كلام و لا من فاعل فعل الا بوضع خاص اقتضي ذلك و قابلية خاصة من القوابل فانا قدقررنا في الحكمة و ثبت عندنا و عند العارفين ان كل حادث

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 447 *»

لايحدث الا بفاعل و قابل فالقوابل ان كانت معتدلة صافية خالية عن الاعوجاجات العرضية لم‌تغير ما انطبع فيها من الاشباح الفلكية و حكتها علي ما هي عليه و ان كان فيها اعوجاج غيرها علي حسب اعوجاجها و لماكان جهات الاعوجاجات مختلفة اختلافاً كثيراً بحسب الاعراض الغير المتناهية عسر الاستدلال بالقوابل المعوجة المنحرفة علي من لم‌يحط بجميع حدود الخلق فان الاشخاص الجزئية لم‌يعطوا العلم بجميع الجزئيات و اما القوابل المعتدلة الصافية الغير المغيرة للاشباح الفلكية و الآثار العلوية لماكانت جارية علي الوضع الالهي الاولي او كانت قريبة من ذلك الوضع امكن للاشخاص الجزئية الاستدلال بها علي مقتضيات الاوضاع الفلكية و حكت تلك الاشباح فاعطوا علم ذلك علي حسب ما يمكن فيهم و بقدر طاقتهم و من تلك القوابل هذا العلم و علم الرمل و الخيوط و الجفر و غير ذلك من العلوم الانطباعية فافهم.

فصل: اعلم ان غاية ما يمكن الاستدلال بهذه العلوم مقتضيات الاشباح الفلكية و الآثار العلوية لو جرت علي ما هي عليه ولكنا قدذكرنا ان الاشباح الفلكية لاتظهر في السفليات علي ما هي عليه فان خصوصيات القوابل تغيرها علي حسب تغيرها و مغيرات القوابل غير محصورة و لذلك صارت هذه العلوم تخطي و تصيب و لذا روي في النجوم قليلها لاينفع و كثيرها لايدرك مثال ذلك انك لو وضعت مرآة صافية في الشمس عرفت اصل لون الشمس بواسطة حكاية تلك المرآة الصافية ولكن لاتدلك هذه المرآة علي ان لون الشمس في ساير المرايا المختلفة كيف يكون و باي لون يتلون و في كل واحدة منها يكتسب اي خصوصية نعم اذا كانت مرآة صافية اخري يعرف من هذه المرآة انه في المرآة الصافية الاخري كيف هو و ما اقتضاؤه فلايعلم الآثار بمحض العلم بالفاعل الجزئي الواحد الا بعد العلم بخصوصيات القوابل اللهم الا الذي علم الفواعل كلها من البدء الي الختم و عرف جميع آثارها و ما احدثت في القوابل من بدو تكوينها و احاط بجميعها خبراً امكنه الاستدلال بكل واحد علي كل واحد و ذلك

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 448 *»

شأن الكليين لا غيرهم فافهم فانا نكتفي في كل فصل بالاختصار التام تكلاناً علي ذكاوتك و ما سمعت منا و رأيت في ساير كتبنا فتدبر.

فصل: اعلم ان الله سبحانه نشر بعض هذه العلوم ليظهر قدرته و وسعة ملكه و نوع علوم انبيائه و رسله و حملة علمه فلذلك نشر بعضها و طوي بعضها و لو نشر كلها لصار كل احد عالماً بماكان و ما يكون كالانبياء و الاولياء مثال ذلك الرؤيا فان الله سبحانه جعلها ليعلم نوع الهامات الانبياء و انها ممكنة واقعة فلو جعل رؤيا الناس كلها صادقة لكانوا كلهم انبياء ولكن جعل بعضها صادقة و بعضها متخلفة حتي‌لايحرموا منها كلية و يصدقوا الانبياء و لايبلغوا بذلك مبلغاً لايحتملونه و من ذلك هذا العلم و اشباهه فعلم عباده بعضاً و زوي عنهم بعضاً لما ذكرنا فلاتطمع في ان لاتخطي احكامك منها و من امثالها فانه سبحانه عالم الغيب فلايظهر علي غيبه احداً الا من ارتضي من رسول و لو كان غير ذلك لعلم كل احد سراير العباد و ضمايرهم و في ذلك فساد النظام و تأود القوام و لايفعل الله ذلك ابداً فافهم.

فصل: اعلم ان كيفية ضرب الحصيات ان‌تعمد الي واحدة و اربعين حصاة او حبة و خصوصية هذا العدد لان الله سبحانه لم‌يخلق خلقاً في حده و مقامه الا كاملاً و الكمال يحصل في الشيء بقابله و مقبوله و القابل لايستمد الفيض من مبدئه الا ان‌يدور ثلث دورات دورة جمادية و دورة نباتية و دورة حيوانية و قدخلق الله سبحانه كل واحدة منها من عشر قبضات تسعة من افلاكها و واحدة من ارضها فذلك ثلثون قبضة بها تتم القابلية و تستعد للفيض و الامداد فاذا تمت يتعلق بها الفيض المقبول و هو الدورة الانسانية في كل شيء بحسبه و هي ايضاً من عشر قبضات كماعرفت فذلك اربعون قبضة و ذلك قوله سبحانه خمرت طينة آدم بيدي اربعين صباحاً فاذا تم له الاربعون تعلق به سر الواحدية و صار واحداً كاملاً مشروح العلل مبين الاسباب تام المراتب كامل المقامات فلاجل ذلك اذا اخذت واحدة و اربعين حبة طابقت جميع مراتب الشيء الكامل فاذا هي كالرجل الكامل

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 449 *»

البالغ الذي يخبرك بجميع ما ينبغي في الاثر ثم تقسم ذلك بثلثة اقسام قسم تأخذه في قبضتك اليمني و قسم تأخذه في قبضتك اليسري و تدع قسماً بينهما

و ذلك لان الشيء الواحد من اول بدء وجوده الي منتهي شهوده له ثلثة عوالم عالم جبروت و عالم ملكوت و عالم ملك فالذي في يمينك للجبروت و الذي في يسارك للملك و الذي بينهما للملكوت فان الجبروت يمين الله سبحانه و اصحابه اصحاب اليمين و الملك يسار الله سبحانه و اصحابه اصحاب الشمال و الملكوت برزخ بينهما فاذا قسمتها بثلثة حكت من هذه الجهة جميع عوالم الشيء من الدرة الي الذرة ثم تطرح من كل حصة رباع و تضع الباقي كل باق علي حدة

و ذلك لان كل حصة لها جهات مفعولية و جهة فاعلية و الرباع جهات المفعولية لانها مقام الكيفيات الاربع اللازمة لكل مفعول و مابقي من الطرح هو جهة الفاعل و انما الغرض تحصيلها و معرفة قوتها و ضعفها و الاستدلال بها كما بينا من ان الغرض الاطلاع علي جهة الفاعل و مقتضاه و خاصيته و ارادته و لعلك علمت من ذلك انه كل ما كان في قسم جهات الانية اقل كان دليلاً علي قوة الفاعل فكلما كان ما يطرح اقل كان اقوي لمقتضي الفاعل

و لماكان لكل عالم من العوالم ثلث مراتب جهة رب و جهة نفس و جهة برزخية بين بين لزم القسمة و الطرح ثلث مرات فاذا قسمت اولاً حصل لك جهات فاعلية اعلي الجبروت و اعلي الملكوت و اعلي الملك ثم تجمع الطروح و تقسمها ايضاً كما مر و تطرح من كل قسمة كما مر يحصل لك جهات فاعلية اوساط الجبروت و اوساط الملكوت و اوساط الملك ثم تجمع الطروح ثالثاً و تقسم فتطرح يحصل لك جهات فاعلية اسافل هذه العوالم فيحصل لك تسعة بواقي فتضع بواقي الجبروت متقابلة و الملكوت متقابلة و الملك متقابلة

ثم يبقي لك بقايا فتقسمها رباعاً و تضعها تحت التسع و هي جهات انية جميع المراتب و مظاهرها قدظهرت في تحت عالم الملك و اسفله و من تطابق هذا التقسيم ان من القسمة الاولي و طروحها لايبقي الا فرداً خمسة او تسعة فان بقيت خمسة تدل علي جهات تجليات الذات و مقامات التوحيد الخمس و ان بقيت  تسعة دلت علي جهات تجليات المشية فانها تسعة كما ظهرت في الافلاك و لايسعني الوقت

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 450 *»

لبيانه و قدسمعت منا مراراً

و اما بقايا القسمين الآخرين فلاتكون الا زوجاً اربعة او ثمانية او اثني عشر لانهما بالنسبة‌تغلب فيهما جهة الانية و المفعولية فظهرتا بالزوج فظهرت بالاربعة لتدل علي جهة الذات و الظاهر و الظهور و المظهر و بالثمانية لتدل علي غيب تلك الاربع و شهادتها و بالاثني عشر لتدل علي جهات الفعل من حيث التعلق كما ظهرت في البروج و ليس لي فرصة لبيان هذه الجملة فان عمي عليك شيء منها فاسئلها شفاها حتي تسمع ما يشفي العليل و يبرد الغليل

و اقل ما يبقي من المظاهر و جهات الانية ثمانية ليدل علي جهات انية المراتب الثمان من الفؤاد الي الجسم و اكثره ثمانية و عشرون ليدل علي الكيفيات الاربع للمراتب السبع الانسانية فان الفؤاد لايدرك فيه كثرات الانية علي التفصيل فافهم فكم من خبايا في زوايا سبحان الذي جعل في كل شيء سراً يدل علي سعة قدرته و اتساق آثاره فهذه كيفية ضرب الحصيات و تقسيمها و طرحها و يمكنك ان‌تأخذ من المسباح واحدة و اربعين حبة فتقسم و تطرح كما مر و ترسم علي بياض نقشها مثلاً هكذا @ فالنقطة لحصاة و الخط لحصاتين فافهم راشداً موفقاً.

فصل: في معرفة بيوت هذه المراتب و منسوباتها اعلم انه لماكان السطر اليميني سطر بقايا الجبروت فهو متعلق بنفس المسئول عنه فان عالم الجبروت عالم حقيقة الشيء و ذاته و لماكان له ثلث مراتب فالشكل الاول يدل علي اصل ذاته و نفسه و الشكل الثاني يدل علي صفاته الذاتية من حسنه و قبحه و سعادته و شقاوته و سروره و حزنه و سخائه و بخله و جبنه و شجاعته و هكذا ساير صفاته و الشكل الثالث منه يدل علي افعاله و حركاته و سكناته و سفره و حضره و عطائه و منعه و قبضه و بسطه و ساير افعاله التي تصدر منه و السطر الثاني سطر الملكوت و

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 451 *»

له ثلثة اشكال الشكل الاول شكل ارحامه و انسابه من الاولاد و الاخوة و الاخوات و الآباء والامهات و الاعمام و الاخوال و امثالهم و الشكل الثاني لاحبائه و اقربائه و اصهاره و معاريفه و اعوانه و انصاره و امثالهم و الشكل الثالث لملكه و زرعه و بيته و قريته و بلده و ساير ما يدخل في ملكه و ما يتعلق به و السطر الثالث سطر الملك و له ثلثة اشكال و هو سطر العدو و المانع فان الملك جهة الانية و الماهية و فيه غلبة الظلمة و الكثافة و هي ضد الجبروت فالشكل الاول يتعلق بنفس العدو و ذاته و الشكل الثاني بصفاته الذاتية و الشكل الثالث بافعاله كما مر  فاذا ضربت حصاة فاعرف مقصودك و ارجع الي بيته و احكم كما سنذكره ان شاء الله تعالي.

فصل: اعلم انا قدذكرنا في كتابنا اسرار النقاط ما يدل الطالب علي كثير من المقدمات اللازمة في العلوم الانطباعية فلايهتدي احد اليها الا بالرجوع اليه فراجعه ان شئت و لا اقبال لي في اعادة تلك الشروط هيهنا و لولا ان السائل جنابك لم‌اقبل الي تصنيف هذه الرسالة رأساً فان هذه العلوم قليلة‌ الفائدة و ان كانت علي ما نرسمه كثيرة الفائدة ولكن فائدة غيرها اكثر منها و اعلم ان كل سطر كان اعلاه فرداً و اسفله زوجاً هو خارج نحو هذا مثلاً @ و كل سطر كان عكس ذلك فهو داخل نحو @ مثلاً و كل سطر كان اعلاه زوجاً و اسفله زوجاً هو ثابت نحو @ مثلا و كل سطر كان اعلاه فرداً و اسفله فرداً كان منقلباً نحو @ مثلاً و

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 452 *»

سيأتي احكامها ان شاء الله.

فصل: اعلم ان الحصي الواحد يدل علي التفرقة و التوحد و الفناء و الزوال و الحركة و الانتقال لضعف الفاعل و عدم كماله و عدم تعلقه و ارتباطه في المفعول و ظهوره به فلايتحقق له اثر اتصالي فهو دليل الانفصال في كل شيء بحسبه و هو شكل المشية و الذكر الاول فلاعزيمة فيه و لا عين و الحصاءان يدل علي اقوي منه برتبة ولكنهما ايضاً ضعيفان يدل شكلهما علي وجود المانع و عدم الاتصال التام و نقض الابرام و عدم الكمال و التمام فلذلك يدل @ علي الحركة و الانتقال و الضعف و الوبال و هكذا @ و @ و @ و @ بل الشكل الاخير يدل علي الموت و الفناء و الزوال و هو شكل نحس منحوس  اين ما وقع بل جميعها نحس و لاجل ذلك لم‌يعد الواحد و الاثنين من الاعداد و شكل الاثنين شكل الارادة و العزيمة ولكن لا تقدير فيه و لماكانت الارادة للعين و النفس يدل علي النفي و النهي كما قرر في محله

و اما الثلثة حصي فهي اول العدد و دليل المدد و اقوي من الاثنين بمرتبة و هو سعد مسعود يدل علي الوجود و قرب الشهود و كمال الكيان و قرب العيان و سرعة الوصول و الاشراف علي الحصول و هو شكل القدر و الهندسة و يدل علي حصول التقدير و قرب التأثير و يحتمل فيه بعيداً البداء و عدم الوقوع كما قرر في محله

و اما الاربعة فهي تدل علي التمام و الكمال و يمكن بها الاستدلال و هي مشروحة العلل مبينة الاسباب وهي شكل القضاء و التركيب الواقع علي الامضاء و عدم احتمال البداء فلاجل ذلك تدل علي ظهور الفاعل و تعلقه في كل باب و سعد و مسعود و تدل علي الوصال و الاتصال و القوة و الكمال باذن الله المتعال

و لما لم‌يكن هذا العلم مدوناً قبل ذلك لابد لنا ان‌نسمي الاشكال لسهولة المحاورة فالواحد سميناه بالتفريق و الاثنان سميناه بالمانع و الثلثة بالقريب و الاربعة بالاجتماع و اما محل كل شكل بيت و كل سطر دار و اما الاشكال التي تأتي كلية فهي اربعة آلاف و ستة و تسعون شكلاً و لكل

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 453 *»

منها حكم يعلم كلها مما ذكرنا و نذكره ثم اعلم ان الشكلين الاولين منحوسان و الاخيرين مسعودان و الاولين دليل الضعف و  الاخيرين دليل القوة و الاولين دليل الانفصال و الاخيرين دليل الاتصال و هكذا فتدبر.

فصل: اعلم ان المسائل اما عن الاتصال او الانفصال من الحصول او اللاحصول فالمتكفل بالدلالة علي ذلك شكل الحصول و اللاحصول فالواحد و الاثنان دالان علي الانفصال و الثلثة و الاربعة دالان علي الاتصال و اماتكون المسائل عن الوجود و العدم فالاولان دليل العدم و الاخيران دليل الوجود واما تكون المسائل عن الخروج و الدخول فالخارج دليل الخروج و الداخل دليل الدخول و الثابت دليل الثبات و المنقلب دليل الانقلاب فبكلية السطر الاول يحكم علي النفس كلية و بكلية السطر الثاني يحكم بما يتعلق بها كلية و بالمقتضيات و بكلية السطر الثالث يحكم علي الموانع كلية و علي العدو و اما تكون المسائل عن اليسر و العسر و السعادة و النحوسة فبالنحسين احكم علي النحوسة و بالسعدين علي السعادة و لاتخلو المسائل عن ذلك فتبصر.

فصل: اعلم ان جملة ما يقع في كل دار من ترتيب الاشكال اربعة و ستون ترتيباً لان الشكل الاول يحتمل فيه اربعة و لكل واحد يحتمل في الثاني اربعة فذلك ستة عشر شكلاً في الترتيب و لكل واحد من هذه الستة عشر يحتمل في الثالث اربعة فذلك اربعة و ستون شكلاً في الترتيب و صورتها كذلك:

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 454 *»

@جدول@

فستة عشر منها منقلبة و ستة عشر منها خارجة و ستة عشر منها ثابتة و ستة عشر منها داخلة و لكل واحد منها حكم خاص به يعلم مما ذكرنا و اعلم انه قديحكم في العلوم الانطباعية من شباهة الشكل بالاعيان الخارجية من باب المشاكلة و ذلك جار في جميعها سواء كان في زجر الطير او الرمل او الجفر او الحصي او الخيوط او القيافة او غيرها و ذلك اصل اصيل فان المرآة الصافية ينطبع فيها الشيء علي ما هو عليه الا تري انه لو انطبع في المرآة الصافية هيئة الكلب يحكم بكون الشاخص كلباً و لو انطبع فيها هيئة الانسان حكم بانه انسان و هكذا و لماكانت هذه الاسباب الموضو عة علي نهج الحكمة صافية مستقيمة يحكم بما يري فيها من الاشكال علي الشاخص و هذا اصل لم‌نذكره في ساير كتبنا و قدقدر ان‌نشير اليه هيهنا فمهما رأيت في الاسباب الصافية و المظاهر المعتدلة هيئة من اي وجه كان احكم علي الشاخص فانك تصيب و لماكان في هذا العلم @ علي شكل الطريق حكم منه علي الطريق و السير و الحركة و لماكان @ علي شكل انسان قائم راجل

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 455 *»

حكم منه علي البريد و علي انسان راجل و لماكان هذا @ علي هيئة ذوات القوائم الاربع حكم منه علي الدواب و الراكب و لماكان @ علي هيئة ذوات القوائم الاربع علي ظهرها حمل حكم به علي الحمول و هكذا @ فطرفاهما قوائمهما و الوسط حمل و كذا @ يدل علي القوائم و الحمل ولكن لماكان الحمل شكل نحس حكم من القوائم علي قوائم النعش و محموله الميت و علي ذلك لايحسن @ ايضاً فان محمول القوائم منحوس فليحمل علي حمل منكسر معور مسروق منه و امثاله و لماكان @ علي هيئة سلطان جالس علي سرير يحكم به علي انه سلطان او مقتدر و لماكان @ علي هيئة رجل مكتف يحكم به علي المقيد و المحبوس و لماكان هذا @ علي هيئة الحمول و الاوقار يحكم به عليها و هكذا فلينظر ناظر بعينه و ليشبه تشبيهاً فان لم‌يخطئ في التشبيه يصيب في الحكم البتة و هذا باب يفتح منه الف باب.

فصل: اعلم ان الرباع الباقية جهات انية الكل و مظاهرها و فيها ايضاً دلالة فمهما كانت الرباع اقل كانت جهات الانية اقل و معلوم انه كلما كانت جهات الانية اقل كانت جهات الرب اقوي فقلة جهات الانية تدل علي سرعة الحصول و كثرتها تدل علي بطؤ الحصول فالرباع شواهد الاحكام فاستدل منها علي قرب المدة و بعدها فافهم ذلك ايضاً راشداً

و اعلم ان الاشكال التسعة بمنزلة‌الافلاك لانها جهات الرب و جهات الفاعل فلذلك ظهرت بالتسع و الرباع التحتية بمنزلة العناصر لانها جهات الانية و كثرة‌ السفليات دليل ضعف العلويات و قلتها دليل قوتها فافلاكها مقبولات و مقتضيات و عناصرها قوابل و موانع و فردية القوابل

 

«* مكارم الابرار عربی جلد 29 صفحه 456 *»

كلية احسن من زوجيتها و قلتها احسن من كثرتها فركب ما ذكرنا لك و احكم منها و لا قوة الا بالله و لاحظ شروط النية و شروط الضرب التي ذكرناها في رسالتنا في علم الخيوط و كتابنا اسرار النقاط و استعملها فانه لايسعني صرف الوقت في مثل هذه المسائل اكثر من ساعتين كما تمت فيهما تقريباً. قدفرغ من تصنيفه العبد الاثيم كريم بن ابرهيم في الساعة الرابعة من ليلة الخميس لخمس بقين من شوال من شهور سنة 1263 حامداً مصلياً مستغفراً تمت.