جواب سؤال فی کیفیة المعراج و عدم الخرق والالتیام
من مصنفات الشيخ الاجل الاوحد المرحوم
الشيخ احمد بن زينالدين الاحسائي اعلي اللّه مقامه
«*جوامع الکلم جلد 5 صفحه 556* »
بسم الله الرحمن الرحيم
ان رسول الله صلي الله عليه و آله عرج بجسده الشريف الي الحجب حتي كان من ربه كقاب قوسين او ادني فان قيل كيف يصح عروج الجسم الكثيف الي الحجب و بينهما الافلاك التسعة فانه يلزم من ذلك انه خرق السموات و الافلاك لايجوز عليها الخرق و الالتيام لانه حال توسط الجسم بين اجزائها يلزم انيكون الجزء المقبل المتحرك يقف حتي يتجاوز الجسم و الجرم الذي تجاوز الجسم الخارقة بعد تحركه يلزم عن يتجاوز عن محل الخارق بحركته الوضعية فيكون في مدة تجاوز الجسم الخارق قد انحبس الجزء اللاحق عن محل تجاوز الخارق فيتداخل مع ما خلفه من الاجزاء فيكون الاجزاء المتعددة في محل جزء واحد و هذه الاجزاء المتعددة كل منها مؤثر فيما يحاذيه من السفليات فاذا تداخلت المؤثرات التامة في التأثير اجتمعت علي المفعول الواحد تاثيرات كثيرة و ذلك لايجوز و محل الخارق في حال صعوده يبقي ما يحاذيه من المفعولات لا مؤثر فيه فيتهافت وجوده لعدم المدد الذي لايتقوم الا به و ذلك لايجوز والنظام المحكم الذي لايحصل الا علي مقتضي الحكمة انما يكون باستقامة للحركة الوضعية التي تقتضي ترتب الاجزاء بعضها علي بعض فاذا انفصل الجزء السابق علي الجزء اللاحق و تراكمت الاجزاء اللاحقة كما ذكرنا و لزم من ذلك تعطيل المفاعيل و بطل النظام و كل ذلك مبني علي الخرق و الالتيام، قلنا ان جسمه الشريف كما دلت عليه الادلة القاطعة الطف من الافلاك و اشرف و اقوي منها تاثيرا لانه علة جميع الاجسام من الماديات و النورانية حتي انه قد ورد عنهم عليهم السلام ان عقول شيعتهم خلقت من فاضل اجسامهم يعني ان انوار عقول شيعتهم جزء من سبعين جزء من نور اجسامهم و عقول الشيعة تشاهد المشرق و المغرب و اعلي عليين و اسفل السافلين و الدنيا و الاخرة و تشاهد كل من هو دونها و لايلزم خرق و لا التيام الاتري انك تنظر
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 557 *»
خلف الجدار و لايلزم منه خرق و لا التيام فكيف بمن هو الطف منها بسبعين رتبة بل بصرك انزل من عقلك باربعة الاف مرة و تسعمأة و هو يشاهد النجوم الثوابت و يخرق كل الافلاك و لايلزم خرق و لا التيام و جسمه الشريف الطف من كل ما ذكرنا حتي يقف في الشمس و لايظهر له ظل و عليه جميع ثيابه و صعد الي ماوراء الحجب و عليه ثيابه فانه ماصعد عاريا كما وقف في الشمس و ليس بعار و لايمنع كثافة ثيابه نوريته اذا وقف في الشمس و لا لطافته اذا خرق الحجب لقلة كثافة ثيابه اذا نسبت الي لطافته جسمه و نوريته و ايضا هو علة تلك العلل فان الاجزاء الفلكية انما تاثيراتها و امداداتها من شعاع تاثيرات جسمه و امداداته فاذا كان في موضع جزء مؤثر كان اصلاحه لمايحاذيه اعظم من اصلاح ذا الجزء المؤثر و لاتفسد الاجزاء المتراكمة بتداخلها مع اصلاحه كما لايضر تداخل عصا السحرة و حبالهم بتداخلها في عصا موسي باصلاح نفس موسي عليهالسلام و اين نفس موسي عليهالسلام من جسمه صلي الله عليه و آله ثم اعتبر ان الشمس اذا انكسفت انما تحصل منها الضرر باحتجاب نورها و حرارتها عن مايحتاج الي التسخين و القمر اذا انخسف انما يحصل ضرره باحتجاب نوره و برودته عما يحتاج الي ذلك فاذا وقع ذلك امر المكلفين بان يفزعوا الي الله تعالي بالصلوة والدعاء ليندفع عنهم بصلوتهم الضرر فكيف يندفع بفعلك ذلك الضرر و لايندفع بعلة الافلاك لولاك لما خلقت الافلاك فاعتبروا يا اولي الالباب.