رسالة في جواب بعض الاجلاء عن عبارة من الصدرا
من مصنفات
العالم الرباني و الحکيم الصمداني
مولانا المرحوم الحاج محمد کريم الکرماني
اعليالله مقامه
«* مکارم الابرار عربی جلد 5 صفحه 527 *»
بسم الله الرحمن الرحیم
الحمدلله و سلام علي عباده الذين اصطفي.
و بعــد فيقول العبد الاثيم كريم بن ابرهيم انه قدسألني من يجب علي طاعته من السادة الاجلاء عن عبارة من الصدرا الشيرازي في ابطال الجزء الذي لايتجزي و قدذكر انه قدالتمس منه بعض فضلاء اردقان من محال دارالعبادة يزد انيسألني عنها لاشرح صافيها و ابين خافيها و انا في غاية تبلبل البال و اختلال الاحوال و هي هذه:
و لما لميكن بين الواحد و الاثنين عدد لميوجد بين الاعداد نسبة اذا ثنيت بالتكرير صارت ضعفاً. و عبارة الصدرا التي في كتابه هكذا «لميوجد بين الاعداد نسبة فيكون متناهاً ضعفاً» و علي اي حال نشرح المقصود بقدر الميسور و كثرة اختلال احوالي معتذرة لي عند جنابه عن ترك التطويل و ٭العذر عند كرام الناس مقبول٭ و بيان المقصود يحتاج الي تقديم مقدمتين.
الاول: انتعلم ان الكم هو المقدار القابل للقسمة و هو اما متصل بعضه ببعض او منفصل فالمتصل اما متحرك او ساكن فالمتحرك كالهيئات الفلكية و الساكن كالهندسات ثم المتصل اما قار الذات كالهيئات الجسمانية و اما غير قار الذات كالزمان و الاول اما بعد واحد للجسم فخط و اما هو بعدان فسطح و اما هو من ثلثة ابعاد فجسم و من الاعلي الي الاسفل عمق و بالعكس سمك و اما المنفصل فكالاعداد و من خواص المتصل قبول الانقسام الي ما لانهاية له كما برهن عليه في محله و من خواص المنفصل عدم قبول الانقسام علي الصحيح بما لانهاية له و منها ان المتصل يكون لكل مقدار منه جذر يعني يوجد له بعض اذا ضرب في نفسه يكون الحاصل بقدر الكل و المنفصل ليس كل مقدار منه هكذا.
الثاني: ان الجسم هو ذو مقدار متصل ليس بذي اجزاء معدودة منفصلة كما ذهب اليه المثبتون للاجزاء التي لاتتجزي و هذه المسألة هي التي تصدي الصدرا بردها و برهن عليه و من البرهان علي ابطال مذهب القوم هذه العبارة المسئول
«* مکارم الابرار عربی جلد 5 صفحه 528 *»
عنها فنقول في تحقيقه ان الجسم هو قابل للانقسام الي ما لانهاية له لانه قدبرهن في علم الهيئة ان مربع قطر المربع يساوي ضعف مربع ضلعه و الشكل المثبت له الشكل العروس و نقول هنا علي سبيل الايجاز و الاختصار بمايفهمه غير اهل الفن ايضاً كماتري ان مربع ا ب د ج قطره ا ج و هو قدجعل مربع ا ب د ج مثلثين متساويين لتساوي الاضلاع و قيام الزاويتين و مثلث ا د ج نصف مربع ا ب د ج كماعرفت و هو ربع مربع ا ج ه و لقيام زواياه و كون قطر ا و منصفاً له و كون قطر ج ه منصفاً لكل نصف علي د و مثلث ا د ج نصف مربع ا ب د ج و ربع مربع ا ج ه و فمربع ا ج ه و ضعف مربع ا ب د ج فلضلع ا د نسبة الي قطر ا ج اذا ثنيت بالتكرير صارت ضعفاً كما ان مربع ا ج ه و ضعف مربع ا ب د ج فنسبة الضلع الي القطر نسبة الجذر الي الجذر و هي نسبة المربع الي المربع و مثل هذه النسبة يوجد في الكم المتصل في كل مقدار منه كماعرفت و لايوجد مثل هذه النسبة في الكم المنفصل و ذلك لان بين الواحد و الاثنين ليس رابط يوصل الواحد بالاثنين و ليس بين العددين في اي مرتبة كانا رابط فليس بينهما نسبة يكون مثناها ضعفاً و بين الجزئين من الكم المتصل رابط و بذلك الربط يحصل بينهما نسبة اذا ثنيت بالتكرير صارت ضعفاً كماعرفت ان بين الضلع و القطر نسبة اذا ثنيت بالتكرير بلغ حد القطر و صار جذر مربع هو ضعف مربع كما عرفت و مثل هذه النسبة يوجد في الكم المتصل دون المنفصل و الكم المتصل هو بعد الجسم فلو كان الجسم مركباً من الاجزاء التي لاتتجزي كان كمه منفصلاً مثل الاعداد و قدعرفت ان في الاعداد لاتوجد مثل هذه النسبة فهذا هو الفرق بين الكمين فلما رأينا وجود هذه النسبة في الجسم دون الاعداد عرفنا انه ذو كم متصل و اذا ثبت اتصال كمه ثبت انه غير مؤلف من الاجزاء المعدودة المنفصلة و اذا ثبت ذلك ثبت بطلان كون الاجسام مركبة من الاجزاء الغير المتجزية
«* مکارم الابرار عربی جلد 5 صفحه 529 *»
فمعني عبارة الصدرا انه لما لميكن بين الواحد و الاثنين نسبة مثل ما يوجد بين اجزاء المقادير المتصلة لميوجد بين الاعداد مثل تلك النسبة لان الاعداد تحصل بتكرير الواحد كما ان اثنين تكرير الواحد مرة و ثلثة تكريره مرتبين و هكذا فاذا لميوجد بين الواحد و الاثنين رابط لميوجد بين مراتب الاعداد رابط لانها كلها من تكرير الواحد فهي اجزاء منفصلة ليس بين المقترنين منها رابط فلايوجد بين عدد و عدد مثل ما يوجد بين جزء و جزء من المقدار المتصل كماعرفت آنفاً و قدنري الاجسام معاينة ان بين اجزائها توجد تلك النسبة و لاتوجد بين اجزاء الاعداد و الاجزاء التي لاتتجزا من المعدودات فلو كانت الاجسام مركبة من معدودات كان نسبة جزئيها كالاعداد المنفصلة لا المقادير المتصلة و لميكن بين جزئيها نسبة يكون مثناها علي التكرار ضعفاً و السلام علي من اتبع الهدي.
و كتبه العبد الضعيف كريم بن ابرهيم في الثالثة من المحرم سنة اثنتين و ستين بعد المأة و الالف في مجلس من المخاديم و الاصدقاء بدار العبادة حامداً مصلياً مستغفراً تمت.