مراسلة فی جواب الآخوند ملا علی الرشتی
فی امر الصوفیة
من مصنفات الشيخ الاجل الاوحد المرحوم
الشيخ احمد بن زين‌الدين الاحسائي اعلي اللّه مقامه
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 198 *»
بسم الله الرحمن الرحيم
الي جناب المحترم الاكرم (آخوند ملا علي رشتي)
سلام عليكم و رحمة الله و بركاته، اما بعد فحفظكم الله و حفظ لكم و عليكم اعلم سددك الله ان الشيطان بسط دعاته و كثر مجيبوه (ظ) من الناس لانه اتيهم (ظ) من حيث يريدون و اكثر من اجاب دعاءه ممن تسمي بالعلم لأنهم طلبوا الرياسة و صرف وجوه الناس اليهم و اساءوا الظن بالله تعالي حتي اعتقدوا انه لايحصل لهم كسرة الخبز من الله و انما تحصل لهم من طلب الرياسات و المناصب و صرف وجوه الجهال اليهم فاغوي بعض من اجابه حتي تصوفوا و اغوي آخرين بان‌ينسبوا التصوف الي من ينازعهم في مطلوبهم و كلا الفريقين اخرجهم عن الدين و هم يحسبون انهم يحسنون صنعا يحلفون بالله انهم لمنكم و ما هم منكم و لكنهم قوم يفرقون اعلم ان التصوف المخالف للدين له علامات اذا رأيت الرجل فيه من ذلك شيء فهو صوفي مخالف للدين لان الدين عند الله الاسلام و الاسلام ما عليه محمد و اهل‌بيته صلي الله عليه و آله فاذا اعتقد الرجل وحدة الوجود بان‌يعتقد ان وجودات الخلق هي الله تعالي و انها قديمة و انما تتميز عن ذاته تعالي بالمشخصات فالواجب كالخشب و الخلق كالباب و السرير و السفينة فمن اعتقد هذا فهو كافر صوفي و اذا اعتقد جواز استماع الملاهي و الغنا و الاصوات الحسنة و انها مما يوصل الي معرفة الله فهو صوفي و ان اعتقد جواز التفكه بالنظر الي الاولاد المردان و انه مما يصرف نظر النفس عن الدنيا الي النظر الي جمال الله و انه يوصل الي معرفة حكمته و انه تجليه في خلقه فهو صوفي و ان اعتقد عند وصوله بترك العبادات و اباحة المحرمات و انه من مراد الله تعالي في قوله و اعبد ربك حتي يأتيك اليقين فهو صوفي و الحاصل من دان الله بدين غير ما اتي به محمد و آله صلي الله عليه و آله مما هو معلوم ظاهر بين شيعتهم مما عليه ظاهر المسلمين اذا كان ممن يشهد
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 199 *»
الشهادتين بلسانه فهو صوفي و انا ابرأ الي الله من هؤلاء و من اتباعهم و من مال اليهم و تسمي باسمائهم لغير تقية و الذين يقولون فيمن هو ضد لهم و يعارضهم في المراتب و الرياسات و التقرب الي الملوك و جلب قلوب العوام فينسبون التصوف الي اضدادهم و ان لم‌يعتقدوا شيئا مما اشرنا الي بعضه و انما يتوصلون الي الطعن عليهم بان‌ينسبوهم الي التصوف لانه هو الذي يقبله منهم العوام و الحكام فهؤلاء ليسوا بالمؤمنين و حالهم في فساد الاعتقاد كحال اضدادهم و انا ابرأ الي الله منهم و من اتباعهم و اشهد الله و ملائكته و انبيائه و رسله و سماءه و ارضه و من اسكنهما من خلقه اني ابرأ الي الله و الي اوليائه من اعتقاد هذين الفريقين و ادين الله بدين محمد و آله صلي الله عليه و آله الذي انزله علي رسوله صلي الله عليه و آله في كتابه و ترجمته اولياؤه في احاديثهم عليهم‌السلام فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر، هذا ما كتبته لجنابك كتبته لخصمك بلا زيادة و لا نقصان و ستذكرون ما اقول لكم فاذا اجتمعنا يوم القيمة بين يدي الله سبحانه تقدمت معكم بخطي هذا و ما يدل عليه مما كتبت في سائر كتبي فان كل ما فيها يدور علي هذا المعني و يتبين الحق غدا مع من يكون فيا ايها الناس اتقوا الله و لاتموتن الا و انتم مسلمون و الدنيا لاتدوم لاحد و ليس فيها ما يعدل شيئا ان اللبيب بمثلها لايخدع و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
***
هذه صورة ما كتب مولانا و سيدنا و سندنا و ملاذنا و استادنا جناب شيخ المشايخ رئيس الكل في الكل الشيخ احمد بن زين الدين الاحسائي في جواب ما كتبوا من الرشت لما وقع من الاختلاف بين العلماء هناك و انا الهائم الآثم عبدالله بن محمد قلي التبريزي في زمن 3 رمضان المبارك 1237.