05-07 جوامع الکلم المجلد الخامس ـ الرسالة‌السلطانية ـ مقابله

الرسالة السلطانیة

 

من مصنفات الشيخ الاجل الاوحد المرحوم

الشيخ احمد بن زين‌الدين الاحسائي اعلي اللّه مقامه

 

«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 148 *»

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و صلي الله علي محمد و آله الطيبين

اما بعد فيقول العبد المسكين احمد بن زين الدين الاحسائي انه وردت علي من ناحية الرفيعة السامية و الجهة المنيعة العالية ناحية الجناب المكين عز المؤمنين و حامي الملة و الدين و طالب الحق و اليقين مسفر الملوين و قرة العين و جامع كل زين سلطان البرين و خاقان البحرين حافظ الامان و حارس اهل الايمان عالي القدر و الشان و سامي الرتبة و المكان السلطان بن السلطان بن السلطان و الخاقان بن الخاقان بن الخاقان السلطان فتحعلي شاه شد الله عضده بالتمكين و هزم الله به جنود الكافرين و المنافقين و شرد الله بما يمده من النصر جيوش المعتدين و شيد بنيان سلطنته بالامداد و التحصين و مد ظلال عزه و نصره علي جميع المؤمنين بحرمة الميامين و خيرة الخلق اجمعين محمد و اله الطاهرين امين رب العالمين امين رب العالمين، مسئلة جرت علي الخاطر العاطر و الفكر المستنير الزاهر و الفهم الباهر قد شرف داعيه ببيانها و كشف ما اورد من الاعتراضات علي برهانها و حيث وردت علي بلسان اللغة الفارسية طلبت تعريبها ليتبين لي ناصها من مريبها فجعلت ما ترجم لي متنا ليخص كل شيء منها بما يناسبه من الجواب و الي الله المرجع و المأب.

قال المترجم: لما كان السلطان العالم الفاهم خلد الله ظلال جلاله علي مفارق العرب و العجم مائلا الي الاعتبار و شائقا الي مطالعة الاحاديث و الاخبار و اكثر اوقاته الشريفة و احواله السامية المنيفة مصروف الي التدبر و التفكر في معانيها و البحث عن وجوهها و نكاتها و خفاياها فلذا عرض للجناب المستطاب من مضامين بعض الاحاديث و تقرير بعض العلماء ما صار معلوما لديه بان مولينا اميرالمؤمنين عليه‌السلام كان افضل من الحسنين عليهما السلام و الحسنين افضل من التسعة الباقية عليهم‌السلام و اما الحجة القائم عجل الله فرجه و سهل

 

 

 

«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 149 *»

مخرجه فانه افضل من الائمة الثمانية غير اميرالمؤمنين و الحسنين عليهم‌السلام.

اقول اما ما ذكر المترجم من وصف الجناب المحترم و مالك رقاب العرب و العجم بكثرة تفكره و اقباله و اعتباره و احتماله فهو خلد الله سلطنته و شيد ملكه و دولته فوق ذلك و لقد حضرت ذلك الجناب و رأيت من كثير من التفاتاته لدقائق الاشياء العجب العجاب.

و اما ما ذكروا من ان مولينا و امامنا امير المؤمنين صلوات الله عليه كان افضل من الحسن و الحسين عليه و عليهما السلام فهو مما لا شك فيه و لا ريب يعتريه و اخبار ائمتنا عليهم السلام بذلك مشحونة و انه بعد رسول الله صلي الله عليه و اله خير خلق الله و سيد ما دخل في ملك الله و هذا ظاهر و مختصر الدليل علي ذلك ان رسول الله صلي الله عليه و آله خير خلق الله بالكتاب و السنة و الاجماع من المسلمين و علي بن ابي‌طالب عليه‌السلم نفسه بنص القرءان في قوله و انفسنا و انفسكم فاذا كان هو نفس رسول الله صلي الله عليه و آله الاتحاد ممتنع فلم‌يبق الا المساواة و المماثلة و المساواة خرجت بالنصوص و بالكتاب و الاجماع بقيت المماثلة و مماثل الافضل افضل و قال صلي الله عليه و اله يا علي لايعرفني الا الله و انت و لايعرفك الا الله و انا و لايعرف الله الا انا و انت، و هذا صريح بانه عليه‌السلم لايعرفه الا الله و رسوله فيكون الحسنان عليهما السلام قاصرين عن رتبة ذاته المقدسة و قال صلي الله عليه و اله انت نفسي التي بين جنبي، تبعا للآية الشريفة و قال (ص) انت مني بمنزلة الروح من الجسد، و لما كانت الروح اشرف من الجسد و رسول الله اشرف من علي حصل التنافي فلم‌يرد الحقيقة و انما اراد المجاز يعني ولايتك من نبوتي بمنزلة الروح من الجسد فحصل ايضا اعتراض آخر بان ذلك يستلزم افضلية علي علي محمد صلي الله عليهما و آلهما و الجواب ان الولاية لمحمد و الخارج بها علي لانه اية نبوته قال صلي الله عليه و آله اعطيت لوا‌ء الحمد و علي حامله الحديث، و لواء الحمد هو الولاية و علي مختصر الجواب و الحسن افضل من الحسين عليهما السلام و من الادلة‌ علي ذلك ما رواه الصدوق رحمه الله في

 

 

 

«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 150 *»

كتابه اكمال الدين باسناده الي هشام بن سالم قال قلت للصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام الحسن افضل ام الحسين فقال الحسن افضل من الحسين قلت فكيف صارت الامامة من بعد الحسين في عقبه دون ولد الحسين فقال ان الله تبارك و تعالي لم‌يرد ذلك الا ان‌يجعل سنة موسي و هرون جارية في الحسن و الحسين عليهما السلام الاتري انهما كانا شريكين في النبوة كما كان الحسن و الحسين شريكين في الامامة و ان الله عزوجل جعل النبوة في ولد هرون و لم‌يجعلها في ولد موسي و ان كان موسي افضل من هرون هـ ، و اما فضل الحسن و الحسين علي الائمة التسعة فبحديث سيدا شباب اهل الجنة خرج رسول الله صلي الله عليه و اله و علي عليه‌السلام بالنص بقي كل ما سواهما و هذا مما عليه الاجماع المنقول.

و اما افضلية القائم عليه‌السلام عجل الله فرجه و سهل مخرجه فمن تتبع الاخبار و الادعية مثل دعاء الندبة عن الصادق عليه‌السلم لم‌يشك في انه افضل التسعة من ذرية الحسين عليهم السلام و مما صرح به من الاحاديث ما رواه المقداد بن عبدالله السيوري في شرح الباب الحادي عشر و فيه تسعة من ذرية‌ الحسين تاسعهم قائمهم اعلمهم و في رواية اخري تاسعهم قائمهم اعلمهم افضلهم هـ ، و في حديث الوصية في قول النبي صلي الله عليه و اله لعلي عليه‌السلام في امر الوصية و انا ادفعها اليك يا علي و انت تدفعها الي وصيك و يدفعها وصيك الي اوصيائك من ولدك واحدا بعد واحد حتي تدفع الي خير اهل الارض بعدك الحديث، خرج من عموم قوله بعدك تفضيل الحسن و الحسين عليهما السلام عليه عليه‌السلام بحديث سيدا شباب اهل الجنة و الاجماع المنقول بقي ما سواهما و رسول الله و علي صلي الله عليهما و آلهما امرهما معلوم و اما فاطمة عليها السلم فاختلف العلماء في شانها فقال قوم انها بعد علي عليه‌السلم افضل من بنيها الاحد عشر عليهم‌السلم و قال قوم انها بعد الحسن و الحسين افضل من التسعة و قال اخرون ان الائمة الاثني عشر كلهم افضل منها و سبب الاختلاف اختلاف الروايات و الذي يترجح عندي ان فضلها بعد الائمة

 

 

 

«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 151 *»

الاثني عشر و هو القول الاخير لعموم اية و ليس الذكر كالانثي و لما ورد عن ابيها و بعلها و بنيها صلي الله عليهم اجمعين انها افضل نساء العالمين و لم‌يرد افضل الرجال من العالمين و لما رواه الصدوق في الفقيه فيما اوصي محمد عليا عليهما و آلهما السلام يا علي ان الله عزوجل اشرف علي الدنيا فاختارني منها علي رجال العالمين ثم اطلع ثانية فاختارك علي رجال العالمين ثم اطلع ثالثة فاختار الائمة من ولدك علي رجال العالمين ثم اطلع رابعة فاختار فاطمة علي نساء العالمين هـ ، و هو يشعر بتفضيلهم عليها عليهم و عليها السلام و مثل حديث الانوار التي تزهر بها لعلي عليه‌السلام في كل يوم ثلاث مرات فلما ولدت الحسين عليه السلم ارتفع ذلك و هذا ظاهر لمن كان له قلب او القي السمع و هو شهيد.

قال فالحضرة‌ السلطانية بملاحظة قواعد المذهب الحقة‌ للامامية بانهم صلوات الله عليهم كانوا من نور واحد سأل العلماء عن افضلية بعضهم علي بعض فمنهم من انكر الافضلية مطلقا و آخرون اجابوا باجوبة لم‌يصح السكوت عليها.

اقول ان الجناب العالي و الحضرة السامية قد تنبه لامر دقيق لم‌يعثر عليه الا الاقلون و هو انا سلمنا و اعتقدنا ان بعضهم عليهم السلام افضل من بعض فما وجه ذلك فان كان من جهة الاخبار فهي مختلفة فكما ورد التفضيل لبعضهم علي بعض ورد انهم قالوا انا كلنا خلقنا من نور واحد و طينة واحدة و ورد انا كلنا سواء اولنا محمد و اوسطنا محمد و آخرنا محمد و كلنا محمد فلاتفرقوا بيننا و امثال ذلك و الجواب انهم عليهم السلم متساوون فيما يحتاج اليه جميع الخلق و يتفاضلون في درجات انفسهم و فيما يختصون به من معرفة الله سبحانه الاتسمع قول النبي صلي الله عليه و اله المتقدم و لايعرف الله الا انا و انت، فاذا سمعتم يقولون نحن كلنا سواء فالمراد به في جميع ما يحتاج اليه الخلق من اركان الوجود الاربعة و اذا سمعتم يقولون بعضنا اعلم من بعض و افضل من بعض فالمراد به فيما يختصون به من معرفة ذواتهم و في درجات قربهم مثلا رسول

 

 

 

«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 152 *»

الله صلي الله عليه و اله يتلقي المدد من الله بلا واسطة و علي عليه‌السلام بواسطة رسول الله صلي الله عليه و اله و الائمة بواسطة علي عليهم‌السلام فبهذا تفاضلوا في درجات انفسهم و روي الحسن بن سليمن الحلي في مختصر كتاب سعد بن عبدالله الاشعري باسناده عن ابي‌عبدالله عليه‌السلم قال قلنا له الائمة بعضهم اعلم من بعض فقال نعم و علمهم بالحلال و الحرام و تفسير القرآن واحد هـ ، فبعضهم اعلم من بعض بالله و صفاته و بمراتب ذواتهم و هم كلهم الاربعة عشر المعصوم عليهم السلم فيما يحتاج اليه جميع من سواهم في العلم سواء.

قال و هو ايده الله قال: الانسب في هذا المقام ان‌يقال بان الحجة عليه‌السلام افضل من سائر الائمة عليهم السلام كلا و بلغ بخاطره الشريف نكات مرغوبه: فمنها ان النبي صلي الله عليه و اله كان افضل من سائر الانبياء عليهم‌السلام و الدليل العمدة من سائر الادلة في افضليته خاتميته فكما ان خاتم الانبياء افضل من سائر الانبياء كذلك خاتم الاوصياء ايضا ينبغي ان‌يكون افضل من سائر الاوصياء سلفا و خلفا حتي الائمة الهادين صلوات الله عليهم اجمعين.

اقول اما ما يرد علي جناب الخاطر الزاهر خلد الله ملكه فهو من الادلة الدقيقة و الاحتمالات العميقة و هذا من جنابه ايراد لطلب الدليل و رفع الشبهات عن هذا السبيل و ان كان لايعتقد ذلك بدليل انه ايده الله بنصره و امداده قال سلمه الله و اما الحجة القائم فكان افضل من الائمة الثمانية غير اميرالمؤمنين و الحسنين عليهم‌السلام، و انما اورد هذا طلبا للدليل و تحصيلا لرفع الشبهة عن التفضيل و الجواب اما كون النبي صلي الله عليه و اله خاتم الانبياء هو العمدة في تفضيله عليهم فاعلم ان هذا من جملة ادلة‌ ذلك لا انه هو العمدة لانه صلي الله عليه كما انه آخر النبيين بعثة و ولادة فهو اول النبيين في ايجاد الانوار و في نبوته كما قال صلي الله عليه و اله كنت نبيا و ادم بين الماء و الطين و ان سلمنا هذا الدليل قلنا لايكون القائم عليه‌السلام افضل من اميرالمؤمنين عليه‌السلام لان اميرالمؤمنين هو سيد الوصيين و خاتم الوصيين و اما القائم عليه‌السلام فهو خاتم الوصيين من اوصياء اميرالمؤمنين فهو خاتم

 

 

 

«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 153 *»

وصية اميرالمؤمنين عليهم‌السلام لان هذه الوصية هي الولاية و هي ولاية علي عليه‌السلام مع ان الموافق ان محمدا صلي الله عليه و اله خاتم النبيين و عليا هو وصيه فهو خاتم الوصيين و هو المروي عنهم عليهم السلام لان خاتم الانبياء وصيه خاتم الاوصياء و لو لم‌يكن خاتم الاولياء لما كان محمد (ص) خاتم الانبياء و القائم عليه‌السلام خاتم اوصياء خاتم الاوصياء و لما كانت وصاية القائم (ع) خلافة عن وصاية علي عليه‌السلام من رسول الله صلي الله عليه و اله صح ان‌يكون القائم (ع) من خلفاء رسول الله (ص) و اوصيائه فلايكون افضل من اميرالمؤمنين و الحسنين عليهم‌السلام مع ان عليا عليه‌السلم لقب بامير المؤمنين و لايجوز هذا اللقب لغيره من جميع الخلق لان معناه ان عليا يمير العلم للمؤمنين و المؤمنون هنا الائمة عليهم‌السلام و لايميرهم العلم الا هو كما في قوله تعالي و نمير اهلنا.

قال ايده الله تعالي:

و منها ايضا انه عند ظهور الخلافة الظاهرة يكون حاكما علي الثقلين من الجن و الانس و الوحوش و الطيور و غيرها من الموجودات ظاهرا و باطنا.

اقول ان القائم عليه‌السلام لايزيد ملكه و حكمه علي حكم آبائه عليهم‌السلام لانهم ايضا حاكمون علي الثقلين من الجن و الانس و الوحوش و الطير و غيرها من الموجودات فلايوجد شيء من خلق الله حقير او جليل يتسلط عليه القائم عليه‌السلام و لايتسلط عليه احد من الائمة عليهم‌السلام لانهم كلهم علي نمط واحد لايزيد احدهم علي الاخر بشيء حقير و لا جليل فيما يتعلق بالخلق كله من الملائكة و المرسلين و الانبياء و الاولياء و المؤمنين و الكافرين و الجن و الشياطين و سائر الحيوانات و جميع النباتات و المعادن و الجمادات فتصرفهم و حكمهم علي هذه المذكورين علي السواء في حال ظهور خلافتهم و خفائها اذ لايمتنع عليهم شيء يريدونه فانهم يحكمون علي كل شيء فيمتثل امرهم و في كتاب الآميرزا في الرجال في ترجمة عبدالله بن شداد بن الهادي الليثي عنهم عليهم‌السلام ان رجلا كان من شيعة اميرالمؤمنين عليه‌السلام مريضا شديد

 

 

 

«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 154 *»

 الحمي فعاده الحسين بن علي عليهما‌السلام فلما دخل من باب الدار طارت الحمي عن الرجل فقال قد رضيت بما اوتيتم به حقا حقا و الحمي تهرب منكم فقال له و الله ما خلق الله شيئا الا و قد امره بالطاعة لنا يا كباسة‌ قال فاذا نحن نسمع الصوت و لانري الشخص يقول لبيك قال اليس امرك اميرالمؤمنين عليه‌السلام الا تقربي الا عدوا او مذنبا لكي يكون كفارة لذنوبه فما بال هذا و كان الرجل المريض عبدالله بن شداد الهادي الليثي هـ ، فاذا تدبرت هذا الحديث و رايت حين نادي الحسين عليه‌السلم الحمي تقول لبيك سمعها الحاضرون و هي امر عرضي معنوي و قوله عليه‌السلم أليس امرك اميرالمؤمنين عليه‌السلم الخ، عرفت انهم عليهم‌السلام حاكمون علي كل شيء و متصرفون في كل شيء كما ارادوا بلا مانع لان ارادتهم ارادة الله عزوجل.

قال رفع الله شأنه و اعلي مكانه: و هناك المسيح يقتدي به و لم‌يكن لسليمان مع نص رب هب لي ملكا لاينبغي لاحد من بعدي ذلك السلطنة و الخلافة و سائر الائمة عليهم‌السلام و ان كانت خلافتهم كذلك و لكن بسبب غلبة العدوان و وفور الطغيان كانت خلافتهم الظاهرة كامنة و لم‌تظهر بين الامم كخلافة الحجة عليه‌السلام و لاجل هذا اكثر الخلق سلكوا مسلك الغواية و عدلوا عن منهج الولاية و هو عليه‌السلم يملأها قسطا و عدلا بعد ما ملئت ظلما و جورا.

اقول ان المسيح عيسي بن مريم عليه‌السلام و ان كان من اولي العزم الا انه من شيعة آل محمد صلي الله عليه و آله و لعيسي عليه‌السلم بكونه تابعا لهم و من شيعتهم الفخر فان ابراهيم الخليل عليه‌السلم افضل من عيسي و هو من شيعة علي عليه‌السلام فصلوة عيسي عليه‌السلم خلف القائم عليه‌السلم لاتزيد القائم فضلا علي غيره من الائمة عليهم‌السلم لانه يجب عليه اذا حضر احد من الائمة عليهم السلام ان‌يقتدي به لا فرق في اقتداء عيسي بالامام من آل محمد صلي الله عليه و آله بين القائم عليه‌السلم و غيره منهم لان عيسي واحد من شيعتهم و رعيتهم.

 

 

 

«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 155 *»

و قوله اعلي مكانه و اشاد سلطانه و لم‌يكن لسليمن مع نص رب هب لي ملكا لاينبغي لاحد من بعدي، ليس كلام النبي سليمن عليه‌السلم نصا في الظاهر لان هذا ينافي مقام النبوة و انما معني كلامه غير الظاهر و هو ما رواه الصدوق في علل الشرايع بسنده الي علي بن يقطين قال قلت لابي الحسن موسي بن جعفر عليهما السلام أيجوز ان‌يكون نبي الله عزوجل بخيلا فقال لا فقلت له فقول سليمن عليه‌السلام رب اغفرلي و هب لي ملكا لاينبغي لاحد من بعدي، ما وجهه و ما معناه فقال عليه‌السلام الملك ملكان ملك مأخوذ بالغلبة و الجور و اجبار الناس و ملك مأخوذ من قبل الله تعالي ذكره كملك آل ابرهيم و ملك طالوت و ذي القرنين فقال سليمن هب لي ملكا لاينبغي لاحد من بعدي ان يقول انه مأخوذ بالغلبة و الجور و اجبار الناس فسخر الله عزوجل له الريح تجري بامره رخاء حيث اصاب و جعل غدوها شهرا و رواحها شهرا و سخر الله عزوجل له الشياطين كل بناء و غواص و علمه منطق الطير و مكن له في الارض فعلم الناس في وقته و بعده ان ملكه لايشبه ملك الملوك الجبارين من قبل الناس و المالكين بالغلبة و الجور قال فقلت له فقول رسول الله صلي الله عليه و آله رحم الله اخي سليمن بن داود عليهما السلام ما كان ابخله فقال عليه‌السلام لقوله صلي الله عليه و اله وجهان احدهما ما كان ابخله بعرضه و سوء القول فيه و الوجه الآخر يقول ما كان ابخله ان اراد ما يذهب اليه الجهال ثم قال عليه‌السلم قد والله اوتينا مثل ما اوتي سليمان و ما لم يؤت سليمن و ما لم‌يؤت احد من الانبياء قال الله عزوجل في قصة سليمان هذا عطاؤنا فامنن او امسك بغير حساب و قال عزوجل في قصة محمد صلي الله عليه و اله ما آتيكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا هـ ، و لايقال ان ظاهر الآية غير ما يدل عليه الحديث لان الله سبحانه علم ان رجالا من امة نبيه صلي الله عليه و اله لايقبلون وصيته و لايرضون بوصيه و انهم يدعون منصبه و انهم لايحتاجون الي علمه لانهم عرب يعرفون الفاظ القرءان فيستغنون عن وصيه فخاطب نبيه صلي الله عليه و اله باسرار لايفهمها الا هو و اهل بيته عليه و عليهم السلام ليحتاجوا اليهم

 

 

 

«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 156 *»

فيهدونهم سبيل الرشاد و اكثر القرءان هكذا حتي قال تعالي و مايعلم تأويله الا الله و الراسخون في العلم و هم محمد و اهل بيته الطاهرين فالحق ما قالوا.

و قوله خلد الله سلطانه ما كان لسليمن ما كان للقائم عليه‌السلام من الخلافة و السلطنة، فاقول نعم و لا ما كان لاحد من الائمة عليهم السلام لان سليمن عليه‌السلام انما نال ذلك بخاتمه و انما كان خاتمه سببا لما اوتي لانه مكتوب عليه اسماؤهم سلام الله عليهم.

و اما ان الائمة عليهم‌السلام و ان كانت لهم تلك الخلافة و السلطنة الا ان خلافتهم الظاهرة كامنة بخلاف خلافة القائم فانها ظاهرة حتي انه يملأ الارض قسطا و عدلا فاعلم ان الائمة عليهم‌السلام انما كانت خلافتهم الظاهرة كامنة في مدة قليلة ظهر فيها الجور و الظلم بحيث كانوا مغلوبين قدرها مائتان و ستون سنة مع زمان النبي صلي الله عليه و اله من يوم هاجر و خلافة القائم عليه‌السلام كانت كامنة ايضا في مدة وجوده الي الآن سنة اربع و ثلاثين و مائتين بعد الالف و هي تسعمائة سنة و اربع و سبعون سنة و الدنيا مملوءة بالجور و الظلم و هو عليه‌السلام موجود عجل الله فرجه و كل ما اتي من السنين يشتد الظلم و الجور و الفساد العظيم في البر و البحر حتي يخرج و يتمكن و يملأها قسطا و عدلا و ذلك في مدة سبعين سنة و الائمة عليهم السلم ايضا يخرجون بعد القائم عليه‌السلام فيملئونها قسطا و عدلا في مدة اطول من مدة القائم عليه‌السلام و ذلك لانه عجل الله فرجه مدة ملكه سبعون سنة فاذا مضي من مدة ملكه تسع و خمسون سنة خرج الحسين عليه‌السلام فيصمت حتي تنقضي مدة القائم فاذا قتل الحجة عليه‌السلام تقتله امرأة من بني تميم لها لحية‌ كلحية الرجل اسمها سعيدة لعنها الله و ذلك انه عليه‌السلم كان مارا متجاوزا في الطريق و كانت لعنها الله فوق السطح فترميه بجاون صخر علي ام راسه فتقتله فاذا غسله الحسين عليه‌السلام و كفنه و دفنه قام بامر الخلافة و يبعث الله تعالي له معوية و يزيد بن معوية و اتباعهم فيقاتلهم و تجتمع عليه الاعراب و اعداء الدين فتضيق عليه الارض فيلتجيء الي الكعبة و ذلك علي رأس ثمان سنين من موت القائم عليه‌

 

 

 

«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 157 *»

السلم فيخرج السفاح و هو علي بن ابيطالب عليه‌السلم لنصرة ولده فيقتلون جميع اعدائهم و الحاكم هو الحسين عليه‌السلم و يعيش معه ابوه علي عليهما‌السلم ثلاثمائة سنة و تسع سنين مدة اصحاب الكهف ثم يقتل علي عليه‌السلم يضرب علي قرنه كضربة ابن ملجم لعن الله قاتله من الاولين و الاخرين اذ كل امام له ميتة و قتلة الا اميرالمؤمنين (ع) فانه يقتل مرتين و يرجع مرتين قال (ع) انا الذي اقتل مرتين و احيي مرتين و لي الكرة بعد الكرة و الرجعة بعد الرجعة، و يبقي الحسين عليه‌السلام حاكما و مدة ملكه الي ان‌يرفعه الله خمسين الف سنة حتي انه يشد حاجبيه بعصابة عن عينيه من شدة الكبر و يمكث علي عليه‌السلم في قبره اربعة آلاف سنة او ستة آلاف او عشرة آلاف علي اختلاف الروايات و الحسين حي حاكم و الائمة عليهم السلم يخرجون واحدا بعد واحد و لا اعلم ترتيب خروجهم الا انهم يخرجون و القائم عليه‌السلام ايضا يخرج معهم ثم يخرج علي عليه‌السلم مع جميع شيعته و يجتمع ابليس لعنه الله مع جميع شيعته و اتباعه فيقتتلون في بابل قريبا من الحلة و يضيقون جنود ابليس علي المؤمنين و يتأخر المؤمنون الي وراء حتي يقع منهم نحو ثلاثين رجلا في شط الفرات فحينئذ يأتي تأويل قوله تعالي هل ينظرون الا ان‌يأتيهم الله في ظلل من الغمام و الملائكة و قضي الامر رسول الله صلي الله عليه و آله ينزل من السحاب مع جنود الملائكة و بيده حربة من نور فاذا رءاه ابليس ولي هاربا فيقول له اصحابه اين تذهب و قد آن لنا النصر فيقول اني اري ما لا ترون فيتبعه رسول الله صلي الله عليه و اله فيقول ابليس اين ما وعدتموني بالانظار الي يوم يبعثون فيقول صلي الله عليه و اله هذا هو يومك يا لعين فيطعنه بالحربة في ظهره تخرج من صدره و يقتلون جميع شيته و تابعيه و يكون الحكم لرسول الله صلي الله عليه و اله يظهر به علي عليه‌السلام بامره و باقي الائمة عليهم‌السلام كل واحد حاكم في جهة من اقطار الدنيا فيبعث اميرالمؤمنين عليه‌السلام ابنه الحسين عليه‌السلام مع جنود من الانس و الجن و المؤمنين و الملائكة فلايترك علي وجه الارض حيوان من انسان او غيره في البر  و البحر الا قتله الا المؤمن والحيوان المأكول

 

 

 

«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 158 *»

اللحم و عند ذلك تظهر الجنتان المدهامتان عند مسجد الكوفة و ما وراء ذلك بما شاء الله و يعيش المؤمنون في انعم حال حتي ان الرجل اذا اخذ رمانة من الشجرة نبتت مكانها رمانة بحيث لايخلو غصنها و هكذا جميع الاشجار و تظهر الكنوز و البركات حتي ان المولود اذا كسي ثوبا يشب الثوب و يطول علي قدر المولود الي ان‌يكون رجلا يطول بطوله و يتلون في صبغه بما يشتهيه صاحبه و لايموت الرجل من المؤمنين حتي يري الف ولد ذكر من صلبه فاذا اراد الله افناء الخلق رفع فاطمة عليهاالسلام من الارض الي السماء ثم الائمة الثمانية ثم القائم ثم الحسين ثم الحسن ثم علي ثم رسول الله صلي الله عليه و عليهم اجمعين و بعد رفع رسول الله صلي الله عليه و اله تبقي الناس الموجودون في هرج و مرج يهيمون كالحيوانات اربعين يوما ثم ينفخ اسرافيل في الصور نفخة الصعق فصعق من في السموات و من في الارض الا من شاء الله و يمكث العالم خرابا خامدا اربعمائة سنة ثم يبعث الله اسرافيل فينفخ في الصور فاذا هم قيام ينظرون هـ ، نقلت هذه الكلمات من الروايات علي سبيل الاختصار و الاقتصار تذكرة لاولي الابصار فمن اراد التطويل و التفصيل فليرجع الي كتابنا الموضوع في الرجعة فانت اذا نظرت الي وجود الجور و الظلم و الفساد وجدته في زمن القائم عليه‌السلام اقوي و اشد و اكثر من الظلم و الجور في زمان الائمة عليهم‌السلام لان مجموع زمان الائمة عليهم‌السلام من الهجرة الي زمان موت الحسن العسكري مائتان و ستون سنة لعدم تمكنهم عليهم‌السلام من اقامة الدين و زمن القائم عليه‌السلام الذي لم‌يتمكن فيه من اقامة الدين الي زماننا هذا و هو تاريخ كتابة هذا الجواب تسعمائة و اربع و سبعون سنة و الي زمن قيامه الذي لايعلمه الا الله كله مملوء ظلما و جورا فاذا تمكن عجل الله فرجه رفع الظلم و اذا تمكنوا ايضا رفعوا الظلم فخلافتهم كانت كامنة مدة قليلة و خلافته كانت كامنة مدة طويلة و مع التمكن كل منهم قائم بالقسط بامر الله عجل الله فرجهم و سهل مخرجهم فليس ذلك موجبا لفضله عليهم نعم لو قلت ان طول مدة صبره علي شدة‌ الجور و الظلم و قصر مدة صبرهم مما يوجب زيادة الفضل لم‌يكن بعيدا الا

 

 

 

«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 159 *»

ان ما اصابهم اصابه و ما اصابه اصابهم و لو كان كثرة البلايا و شدتها موجبة للتفضيل لكان الحسين عليه‌السلام افضل من اخيه الحسن عليه‌السلام و لكن مناط التفضيل هو منازل قربهم من المبدء و الفيض الالهي كما اشرنا اليه سابقا و لو رجع الامر الي عقولنا لقلنا بالتساوي لان كل واحد منهم عليهم‌السلام لاتدرك كنهه عقولنا و لكن الامر في التفضيل مستفاد من كلامهم و هم اعلم بحقائقهم و الله بكل شيء عليم.

قال و ما ينبغي ان‌نعتقد في حقهم عليهم‌السلام من الافضلية او التساوي و مراتب النبوة و الولاية و درجاتها علي التفضيل و البسط امتثالا لامره الاشرف و علي الله اجركم.

اقول الي هنا انتهي المأمور به و الذي ينبغي ان‌تعتقدوا ان الحق معهم و منهم و فيهم و بهم فاذا قالوا فقولوا و اذا سكتوا فاسكتوا و مما قالوا ان محمدا رسول الله صلي الله عليه و اله خير خلق الله من كل ما صدق عليه اسم الشيء من المخلوقات من الغيب و غيب الغيب و الشهادة و شهادة الشهادة الي سبع مراتب في الطرفين و ان نبوته تبليغ ما في الوجود من احكام الخلق و الرزق و الحيوة و الممات فهو الولي الافخر و السيد الاكبر و من دونه في جميع ما اشرنا اليه بواسطته صلي الله عليه و اله علي بن ابي طالب عليهم السلام ثم الحسن ثم الحسين ثم القائم ثم الائمة الثمانية ثم فاطمة صلي الله عليهم اجمعين و هؤلاء من نور واحد اول ما خلق نور محمد صلي الله عليه و اله ثم خلق منه نور علي عليه‌السلام، مثاله ان عندك سراجا واحدا ثم اشتعلت منه سراجا فكان مثله الا ان الاول سابق و الثاني مشتق منه قال علي عليه‌السلام انا من محمد كالضوء من الضوء، و الحسن ثم الحسين من علي و هكذا و كل سابق افضل من لاحقه بحرف من العلم لايقدر ان‌يحتمله اللاحق و لهذا لم‌يطق علي حمل رسول الله (ص) لتكسير الاصنام لاجل الحرف الزائد فانه لايحتمله علي عليه‌السلام و لو قعد الحسن و صعد علي كتفه ابوه علي لم‌يقدر علي حمله و هكذا و كل ذلك لاجل الحرف الزائد من العلم ناله بسبقه في اصل التكوين فمن نظر في هذه

 

 

 

«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 160 *»

المطالب فان فهم فما اسعده بها و ان لم‌يفهم فلايكذب بما لم‌يحط به علما و لما يأته تأويله.

و اما انا فان افتريته فعلي اجرامي لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين.

وقع الفراغ من تسويد هذه الاجوبة بما وفق الله سبحانه من التشرف بجواب سؤال الملك الاعظم خلد الله مدة دولته و شد اركان سلطنته و شيد اعلام مملكته بحرمة محمد و عترته آمين رب العالمين ليلة الاثنين غرة شهر صفر بدار الامان و الايمان محروسة كرمانشاهان حرس الله حاميها من حوادث الزمان و طوارق الحدثان بحرمة محمد و اله امناء الرحمن امين رب العالمين بقلم منشيها العبد المسكين احمد بن زين الدين حامدا مصليا مستغفرا. تمت.