رسالة مختصرة فی جواب سائل عن اربع مسائل (فی اصول دین)
من مصنفات الشيخ الاجل الاوحد المرحوم
الشيخ احمد بن زينالدين الاحسائي اعلي اللّه مقامه
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 118 *»
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليك و رحمة الله و بركاته
قوله سلمه الله تعالي: من اراد انيعرف اصول دينه . . . الخ.
اعلم ان اصول الدين و الايمان خمسة التوحيد و العدل و النبوة و الامامة و المعاد.
اما التوحيد فتعرف ان اللهَ المعبودَ بالحق سبحانه واحد كمال قال تعالي لاتتخذوا الهين اثنين انما . . . (هو اله واحد. ظ) و يكون ذلك بالدليل لا بالتقليد لكن الدليل يكفي فيه الاجمالي و لايجب الدليل التفصيلي و هو الذي رضي الله و رسوله صلي الله عليه و آله به من سائر المكلفين حتي حكم عليهم بالاسلام من كل من اعترف بان الله سبحانه واحد كما هو توحيد عامة المسلمين و لو لميكف الدليل الاجمالي لما وجد مسلم الا اهل العصمة عليهم السلام حتي انه قيل للصادق عليهالسلام كيف تقبل اعمال هؤلاء الجهال مع عدم معرفتهم فقال عليهالسلام للسائل ان لميقبل منهم حتي يكونوا مثلكم لايقبل منكم حتي تكونوا مثلنا، نقلته بالمعني و هذا معلوم فان كل عالم يحصل من هو اعلم منه بحيث يكون عند الاعلم غيرموحد.
و العدل تعرف بان الله سبحانه عدل لايظلم العباد لأنه غيرمحتاج و لايظلم الا المحتاج الي الظلم و المحتاج مصنوع.
و النبوة تعرف بانه تعالي منعم و المنعم يجب شكره و اذا لمنعرفه لمنعرف مايجوز عليه من الشكر و ما لايجوز و هو سبحانه لطيف بالعباد فمن لطفه ارسل اليهم من يعلمهم ما يريد منهم و يجعل له علامة و آية تدل علي صدق دعواه و هو المعجز الذي لايقدر العباد انيأتوا بمثله فكل من ادعي النبوة و اظهر المعجز المطابق لدعواه فهو نبي كمحمد صلي الله عليه و آله ادعي النبوة و اظهر المعجز علي يديه كالاتيان بالقرآن و غيره فهو نبي حقا.
«* جوامع الکلم جلد 5 صفحه 119 *»
و اما الامامة فهي لطف كما ان النبوة لطف لأن النبوة مؤسسة للدين و الامامة حافظة لما اسسه النبوة و هي مستمرة الي انقضاء التكليف.
و اما المعاد فهو لما انه تعالي كلّف العباد فمنهم من اطاع و منهم من عصي و مقتضي العدل ان الطاعة المأمور بها يقتضي الثواب لأنه اجرة العمل و تقتضي العقاب لمن عصي لانه تصفية العاصي من ادناس المعصية و لما لميوجد الثواب و لا العقاب في هذه الدنيا لأنها دار فناء و لو وجد فيها العقاب هلك العاصي عند اول صدور عقابه و ينقطع عقابه و يفني قبل انيصل اليه اقل ما يقتضيه معصيته من العقاب فيبطل العدل و الثواب ما يدوم علي ما في الدنيا لفنائه قبل انيصل اليه ما تقتضيه طاعته من الثواب فيبطل الفضل فلابد من عود الخلائق في الدار التي ليس فيها فناء ليتم الفضل و العدل.
و اما ما ذكر جنابك من تتبّع ادلة اهل المذاهب كلها فهذا شيء لايحصل الا للمعصوم عليهالسلام و الاشتغال به فيه فساد الدنيا و الدين و فيه فتح اوهام الشياطين علي قلوب الضعفاء و من اراد سلامة دينه و عقله فلايشتغل بشيء من ذلك و يتوجه الي عبادة ربه و يخلّص النيّة و العمل و لايصغي الي اوهام الشيطان فانه يريد انيشغل قلوب اهل الايمان كما قال تعالي انما النجوي من الشيطان ليحزن الذين آمنوا فاترك هذه الامور و لاتفتح علي نفسك ابواب الشياطين فانه يأمر بالفحشاء و المنكر و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم. انتهي.