رسالة فی رد شبهة الآکل و المأکول
من مصنفات الشیخ الاجل الاوحد المرحوم
الشیخ احمدبن زین الدین الاحسائی اعلی الله مقامه
«* جوامع الکلم جلد ۵ صفحه ۲ *»
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الي جناب الارشد الاعظم الامجد الاكرم الاسعد الاميرزا احمد حمدت عاقبته اهدي جميل السلام و التحية و الاكرام.
اما بعد فسلام عليك و رحمة اللّه و بركاته ثم انا نحمد اللّه الذي لا اله الاّ هو و نصلّي علي محمد و آل محمد و آله انه قد وصل الي محبكم و داعيكم ماذكرتم فيه من شبهة الاكل و المأكول.
فاعلم ان هذه شبهة ضعيفة ذكرها بعض المتكلمين و توهم فيها كثير منهم واصل ذلك الاشتباه عدم الفرق بين العوالم و احوالهم و لو انهم فرّقوا بين عالم الدنيا و بين عالم البرزخ و بين عالم الاخرة و مااشتبهوا واصل ذلك ان الاشياء نزلت بحقايقها من خزائنها الي هذه الدنيا الاّ ان كل شيء منها اذا نزل الي رتبة لحقه اعراضها فاذا رجع الي جهة مبدئه خلع عرض كل رتبة فلما نزل الي الدنيا لحقه الاعراض البشرية العنصرية و بها كان محسوسا بالحواس الظاهرة الا تري جسم زيد بعينك الظاهرة و لا تري روحه بها لان جسمه نزل الي العناصر فتكدر باعراضها فادركه بصرك و روحه لميزل و لميتكدر باعراض العناصر فلاجل ذلك لم يرها بصرك فاذا قطعت جسم زيد نصفين بالسيف انقطع لان السيف من نوع جسمه الظاهري العنصري و لمينقطع روحه لانها ليست من نوع السيف لميصل السيف اليها و لميباشرها فكما انه لميصل الي الروح و لميباشرها لان رتبة تحققه تحت رتبة تحققها كذلك لميصل الي الجسم النازل الي الدنيا الذي هو الاصل الذي لايتغير و لايتبدل و هو الذي ذكره۷ في قوله تبقي في القبر مستديرة هي و انما يتعلق القطع بالاعراض التي هي العناصر كما اذا قلت كسرت السلج فان الكسر لايتعلق بالماء و ان كان حاملا للسلج الذي يتعلق به الكسر و مسئلة الاكل و
«* جوامع الکلم جلد ۵ صفحه ۳ *»
المأكول من هذا المعني فان زيدا اذا اكل عمروا حتي يغتذي به فانما يغتذي بالجسم العنصري و هو الاعراض و الاوساخ التي لحقت الجسم الحقيقي الاصلي الذي هو جسم عمرو حقيقة و الجسم الحقيقي لايكون شيء منه غذاء ابد الجسم زيد بل لايباره و لايماسّه لان الجسم الحقيقي من عالم البرزخ و المغتذي به لايكون الاّ من عالم العناصر و قد اشار تعالي الي هذا في قوله قد علمنا ماننقص الارض منهم و عندنا كتاب حفيظ يعني محفوظ في كتاب الحفظ الي يوم البعث فيجمع ماتفرق منه بالجسم الحقيقي كالثوب و الجسم المغتذي به كالوسخ التي في الثوب قال الوسخ لحق الثوب من الاستعمال فاذا غسل عاد الي حاله الاول من غير نقص و لا زيادة و كذلك هذه الاعراض التي لحقت الجسم الحقيقي فاذا اكل اغتذي الاكل بالاعراض العنصرية الدنيوية التي هي في الجسم الحقيقي كالوسخ في الثوب فاذا بعث اللّه الخلايق عاد جسم عمرو المأكول بتمامه من غير زيادة و لا نقص و لاتبدلّ لانه هو الجسم النازل الي الدنيا فاذا اخرج من الدنيا و من هذا العالم القي مالحقه منه فيه فالعايد هو المبدء كما بدئكم تعودون فافهم فان هذا مما لاشك فيه و لا شبهة يعتريه و السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته كتبه العبد المسكين احمد بن زين الدين الاحسائي حامداً مصلياً مستغفراً.