الصواب البالغ و الجواب الدامغ
لاسؤلة سأل عنها السائل العلماء الامامية
كثر الله امثالهم
من مصنفات العالم الربانی و الحکیم الصمدانی
مولانا المرحوم الحاج محمد باقر الشریف الطباطبایی اعلی الله مقامه
«* الرسائل جلد 4 صفحه 359 *»
بسم اللّه الرحمن الرحيم
و صلي اللّه علي محمد و آله و لعنة اللّه علي اعدائنا.
و بعد فهذا صواب بالغ و جواب دامغ عن سؤال مقدر فيه ما فيه من لحن القول و اللّه يعلم اسراره و هو كافيه و هو قول من قال نستعلم من العلماء الامامية كثر اللّه امثالهم ان الامامة من اصول الدين ام من اصول المذهب و هل يجوز تزويج بنت المؤمن من غير المؤمن و هل زوج اميرالمؤمنين7 بنته امكلثوم الكبري التي ولدت من فاطمة3 من الثاني ام لا و في صورة صدق تزويج علي7 اياها منه كيف التفصي و الخروج عن هذا الاشكال اكتبوا الجواب جزاكم اللّه.
اقول: ان الامامة المدعاة لمن ادعي ليست من الفلتات الاتفاقية و لا من الشعلات الافاقية ذوات الذوائب (ظ) و الاذناب المتوقدة الصاعدة (ظ) الخامدة اخري بل هو امر روحاني نوراني رباني من الامور الاستحقاقية المنصوصة المحتومة الخلاقية كماقال اميرالمؤمنين عليه و آله صلوات المصلين الدنيا بالاتفاق و الاخرة بالاستحقاق نزل به الروح الامين من عند رب العالمين الي عبد النذير للعالمين فقال عز من قائل يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك و ان لمتفعل فمابلغت رسالته و اللّه يعصمك من الناس ان اللّه لايهدي القوم الكافرين و قد وردت به الروايات المتواترة المتلقاة بالقبول من الفريقين الا من شذ و شرد و ندر و اعرض و استكبر فمن عرفها و اعترف بها نجي و من انكرها هلك و في النار هوي و من لميعرفها ضل و غوي و ادلة ذلك جملةً مروية في الكتاب من الفرقتين مذكورة في غاية المرام بحيث لايبقي لذي مقال كلام.
فاذا كان الامر كذلك تكون الامامة من اصول الدين و ان اختلف فيها اقوال القائلين و لسنا بصدد ذكرها لضيق المجال الا اتي الاشارة الي الحق
«* الرسائل جلد 4 صفحه 360 *»
فعلي فرض اثباتها لصاحبها لدي المنكرين او ثبوتها له عند المقرين قد كان صاحبها عليه و آله صلوات المصلين مطاعاً غير مطيع لاحد بعد النبي9 قد دار الحق معه حيث ما دار في فعله و قوله و نطقه و سكوته و حركته و سكونه فانه7 ممن نزل فيهم عباد مكرمون لايسبقونه بالقول و هم بامره يعملون فاذا كان الامر كذلك كان كل ما فعله حقاً و ليس امر التزويج علي فرض وقوعه باعظم من امر الخلافة و الامامة و قد تقمصها ابن ابيقحافة بالفلتة و امر التزويج بالنسبة اليها سهل يسير فالتفصي عن الاشكال اما بجواز التزويج للمنافق و قد كانوا كثيرين متزوجين بالمؤمنات و المنافقون مشاركون للمؤمنين في الاحكام الظاهرة الشرعية الدنيوية قديماً و حديثاً و ان نزل ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار في الاخرة او بجوازه من الكافر عند غلبته و قد غلبوا حتي غصبوا ما غصبوا و قد كان فرعون علا في الارض و غلب و كانت امرأته مؤمنة بصريح الاية و قد يقع العكس كما في لوط و امرأته بنص الاية.
فاذا وقع الامران قبل الاسلام لابد و انيقع بعد في هذه الامة لمتخالف حمراؤها صفراؤها لما روي عن النبي9 في تفسير قوله تعالي لتركبن طبقاً عن طبق لتركبن سبيل من كان قبلكم حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة لاتخطئون طريقهم و لاتخطي شبر بشبر و ذراع بذراع و باع بباع حتي لو كان من قبلكم دخل جحر ضب لدخلتموه قالوا اليهود و النصاري تعني يا رسول اللّه قال فمن اعني لنقص عري الاسلام عروة عروة فيكون اول ما تنقصون من دينكم الامامة و آخره الصلوة انتهي.
و قد يجاب بتصرف غيبي و تصوير جني خبيث بصورتها و تزويجها منه لا تزويج بنته فيكون نظير فرعون غيره او كان فرعون ايضاً هكذا و لو ترونه بعيداً لنراه قريباً و له7 تصرفات عجيبة في الملك و الملكوت كما لاتنكر.
و قد فرغت في عصر يوم الاحد من العشر الاواخر من شهر جماديالاخرة من شهور سنة 1293 حامداً مصلياً مستغفراً.