رسالة في جواب الميرزا محمد شفيع صاحب الديوان
من مصنفات
العالم الرباني و الحکيم الصمداني
مولانا المرحوم حاج محمد کريم الکرماني
اعلياللهمقامه
«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۵۲۵ *»
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و صلي الله علي سيدنا محمد و آله الطاهرين و لعنة الله علي اعدائهم اجمعين.
و بعد يقول العبد الاثيم كريم بن ابرهيم انه بعد ما كتبت رسالة في جواب ما سأله صاحب الجلالة و الفخامة و البسالة و الشهامة والي الرياستين و واجد المنقبتين الجليل الرفيع ميرزا محمد شفيع صاحب الديوان المصون عن الحدثان بلطف الله الملك المنان امده الله من الحديث الذي رواه في معني الضلال ارسل الي بعض اصدقائه كتاباً آخر قد طلب منه فيه انيسألني عن حديث رآه في مجمع البحرين اللغة في مادة مرخ في امر مريخ و زحل و كون مدار الحر و البرد في العالم عليهما و ذكر انه سأل عنه علماء الطهران و الاصبهان و البروجرد و ساير الممالك فعجزوا عن حله فارسل ذلك الصديق الي كتابه و سألني شرح هذا الخبر و اني لجهات ترددت في اقدامي علي شرحه ثم رجحت رسم الجواب لما رأيت انه قدغلب علي الناس في آخر الزمان الشكوك و الشبهات بمخالطة اصناف الخلق بعضهم ببعض مؤمنهم و كافرهم و مسلمهم و منافقهم و جاهلهم و منتحلهم للعلم و ملحدهم و مستقيمهم و شقيهم و سعيدهم و عادلهم و فاسقهم و اجتماع اهل اقاليم شتي في بلد واحد فيجتمعون مجالس مع قلوب شتي و اهواء مختلفة قدحصلوا بعض العلم و العربية في ايام صباهم و فراغتهم ثم صدهم الشيطان عن السبيل فتركوا التعلم حتييبلغوا به غاية تنور لهم الطريق و تعلو بهم ذروة التحقيق فجعل ذلك الفهم القليل الذي ارخي لهم فيه اسباب الشكوك والشبهات في الدين و باعثاً لهم علي التزلزل في الكتاب المبين و الشرع المتين ثم يسلس لهم الي انيطلعوا علي آية متشابهة او حديث معضل او شبهة مذكورة في الكتب ثم يمنعهم عن السؤال عن اهله ثم يأتي احدهم و يقول له انك صاحب فهم و علم و هذه الآية او هذا الحديث او هذه المسألة مما يخالف عقلك الصريح و عقل امثالك و اشباهك
«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۵۲۶ *»
فدلت مخالفتها للعقول علي ان قائلها و واضعها لا علم له و قددلس علي الناس و لبس عليهم الامر و لميكن نبياً و لا اماماً فاذا جعله متزلزلاً دعاه الي مجالسة اقرانه و امره بالقاء شبهته عليهم ليجعلهم مثله و يزل قدمهم عن صراط الحق ثم اذا عمروا الاندية و المحافل فارغين لاهين و لابد انيخبروا بامر جديد طرحوا تلك الشبهة بينهم و تكلموا فيها و استغنم ذلك المنافقون الذين يريدون انتقاص الدين و يهوون تخريب بنيان الشرع المبين فيتلقونها فيستهزؤن بالدين في الاندية و المحافل و لو انهم راجعوا انفسهم و كلموها و انصفوا و قالوا يا ايتها النفس انك لست من العلماء المتبحرين و الفضلاء الكاملين و للعلم درجات و مراتب و مقامات فلعل هذا الذي القي اليك من العلوم المشكلة و المسائل المعضلة التي لمتبلغيها انت و لمتفهميها و انت كنت صبية في بدو تولدك و كنت جاهلة بالمحسوسات فضلاً عن النظريات و تعلمت شيئاً فشيئاً فلربما بقي امور لمتظفري بفهمها بعد كما ترين من نفسك ان في الدنيا علوماً كثيرة يعلمها غيرك و انت لاتعلمينها فلعل هذه منها فانصفي نفسك و لاتخاطري بها و اسألي من هو اعلم منك و اعلي فلعله يكون عنده علم بها و لاتكذبي بما لمتحيطي بعلمه و لما يأتك تأويله كما قال الشاعر
يا باري القوس برياً لست تحسنه
لاتفسدنها و اعط القوس باريها
لصانوها عن الضلال و حفظوها عن استفزاز الضلال و اعظم الاسباب التي هيأها الشيطان لهلاك الناس اسلاسه لهم في الاصغاء الي الشبهات و اشناقه لهم عن مراجعة العلماء و استماع الجواب اللهم صونك صونك عونك عونك و قدذكر جناب السائل ايده الله مثل ما ذكرنا عن بعض اشباه الناس بالجملة لاجل هذه العلة لماجوز لنفسي السكوت عن الجواب فاسأل الله الوهاب انيسددني لحق الجواب و اليه المرجع و المآب.
فلما وفق الله سبحانه جناب السائل للرجوع الي اهل العلم و من سعادة ذاته و طيب صفاته لميقنع بالاصغاء الي الشبهات و لميقتصر بالاطلاع علي المعضلات حتييراجع من اودعه الله بعض ما يحتاج اليه الناس اقبل الي السؤال ليتضح له الحال و يطلع علي بعض اسرار الال عليهم صلوات الله الملك المتعال و لعمري قدامتثل قوله تعالي اسألوا اهل الذكر ان كنتم لاتعلمون ولكنه
«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۵۲۷ *»
ايده الله و ان اصاب في نفس السؤال وقع علي اجهل الرجال و اشتبه عليه السراب بالماء المعين و الغث بالسمين حيث سألني و ما انا و ما خطري حتياعد في العلماء او اسلك في سمط الحكماء نعم اني احب العلماء امتثالاً لقول ابي عبدالله عليه السلام اغد عالماً او متعلماً او احب العلماء و لا تكن رابعاً فتهلك ببغضهم.
احب الصالحين و لست منهم
لعل الله يرزقني الصلاحا
و بلغني انه ايده الله بلغه اني ادعي الكشف و الشهود فاتمثل له بهذين البيتين.
قيل ان الاله ذو ولد
و رسول الاله قد كهنا
ما خلي الله و الرسول معاً
عن لسان الوري فكيف انا
و بين الحق و الباطل اربعة اصابع و اني عند نفسي لا اعد نفسي في عداد العلماء فضلاً اناعدها من اهل الكشف و الشهود ما انا و ما خطري انا مثل الذرة بل اقل و كفاني فخراً انينسبني احد من علماء اهل البيت عليهم السلام الي نفسه و لو بالكلبية و ايم الله ان نسبوني كذلك الي انفسهم افتخر و افتخر و هي فخري و ذخري يوم حشري و نشري بالجملة لما احتمل عنده كون جواب عندي و من احسن الظن بحجر يلق الله مطلوبه فيه ارجو انيسددني الله للجواب في كل باب و لما روي ما من عبد حبنا و زاد في حبنا و اخلص في معرفتنا و سئل عن مسألة الا و نفثنا في روعه جوابا لتلك المسألة.
فاقول اعلم ايدك الله ان هذا الحديث صحيح و اصله عن الكافي بسنده عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن محبوب عن مالك بن عطية عن سليمان بن خالد قال سألت اباعبدالله عن الحر و البرد ممن يكونان فقال لي يا ابا ايوب ان المريخ كوكب حار و زحل كوكب بارد فاذا بدأ المريخ في الارتفاع انحط زحل و ذلك في الربيع فلايزالان كذلك كلما ارتفع المريخ درجة انحط زحل درجة ثلثة اشهر حتيينتهي المريخ في الارتفاع و ينتهي زحل في الهبوط فيجلو
«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۵۲۸ *»
المريخ فلذلك يشتد الحر فاذا كان في آخر الصيف و اوان الخريف بدأ زحل في الارتفاع و بدأ المريخ في الهبوط فلا يزالان كذلك كلما ارتفع زحل درجة انحط المريخ درجة حتيينتهي المريخ الي الهبوط و ينتهي زحل في الارتفاع فيجلو زحل و ذلك في اول الشتاء و آخر الصيف فلذلك يشتد البرد و كلما ارتفع هذا هبط هذا و كلما هبط هذا ارتفع هذا فاذا كان في الصيف يوم بارد فالفعل في ذلك للقمر و اذا كان في الشتاء يوم حار فالفعل في ذلك للشمس هذا تقدير العزيز العليم و انا عبد رب العالمين انتهي.
قال بعض العلماء رضوان الله عليهم اشكل علي الناظرين في هذا الخبر حله من جهة ان حركتي زحل و المريخ الخاصتين غير متوافقتين و لا مطابقتين لحركة الشمس و الفصول الحاصلة منها بوجه و يخطر بالبال حل يمكن حل الخبر عليه ليندفع الاشكال و هو انيكون حرارة احد الكوكبين و برودة الآخر بالخاصية لا بالكيفية من قبيل التأثيرات الناقصة التي تنسب الي اوضاع الكواكب و يكون لكل منهما تدوير و يكون ارتفاع المريخ في تدويره اما مؤثراً ناقصاً او علامة لزيادة الحرارة و يكون ارتفاعه عند انحطاط زحل بحركة تدويره و انحطاطه مؤثراً ناقصاً او علامة لضعف البرودة فلذا يصير الهواء في الصيف حاراً و في الشتاء بعكس ذلك و لميدل دليل علي امتناعه كما انهم يقولون في القمر ان قوته و ارتفاعه مؤثر او علامة لزيادة البرد و الرطوبات و قداثبتوا افلاكاً كثيرة جزئية لكل من السيارات لضبط الحركات و مع ذلك يرد عليهم ما لايمكنه حله فلاضير في اننثبت فلكاً آخر لتصحيح الخبر المنسوب الي الامام عليه السلام و قيل ان المراد بارتفاع مريخ و انحطاط زحل حسن حال الاول و سوء حال الثاني بزعم المنجمين اذ الشمس من اول الحمل كلما ازداد ارتفاعاً في الآفاق المايلة الشمالية اشتد حرارة الهواء فارتفع مانع تأثير المريخ و قوي تأثيره و ضعف تأثير زحل و كذا العكس. اقول و في بعض النسخ بدل يجلو في الموضعين يعلو و في بعض النسخ يلحق فيهما.
واعلم انه قدثبت عندنا و عند الحكماء الربانيين ان الافلاك اجسام لطيفة دخانية مركبة من طبايع جوهرية دهرية و تختلف بحسب
«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۵۲۹ *»
اختلاف الطبايع فيها كماً و كيفاً فمنها الغالب عليه الحرارة الجوهرية و منها الغالب عليه البرودة الجوهرية و منها الغالب عليه الرطوبة الجوهرية و منها الغالب عليه اليبوسة الجوهرية فاختلاف طبايعها بسبب اختلاف تلك الطبايع فيها و ليست بمركبة من الطبايع العنصرية فان حيزاتها دونها في الرتبة و ليست تصعد اليها لثقلها فالافلاك بسيطة من هذه العناصر و هي بالنسبة الي العناصر بمنزلة الطبيعة الخامسة المستوية علي عرش الطبايع الاربع في المركبات فحرارة الشمس و يبوستها مثلاً ليستا من حرارة كرة النار و يبوستها و من غلبتها عليها و برودة القمر و رطوبته ليستا من برودة كرة الماء و رطوبته و من غلبته عليه و كذا طبايع ساير الكواكب فهي من الطبايع الدهرية الجوهرية التي منها تركب بسايط هذا العالم فكرة النار البسيطة ايضاً مركبة من الطبايع الجوهرية الا ان الغالب عليها النار الجوهرية و لذلك صارت حارة يابسة و كذلك الهواء و الغالب عليه الهواء الجوهري و الماء الغالب عليه الماء الجوهري و التراب الغالب عليه التراب الجوهري و انما مثل العناصر البسيطة بالنسبة الي الطبايع الجوهرية مثل الاخلاط المركبة من العناصر فالصفراء نار البدن مع انها مركبة من العناصر الاربعة و تسمي بالنار لغلبة النار العنصرية عليها و عليها فقس البواقي ثم ان العناصر البسيطة ضرب بعضها ببعض و تركب منها العناصر الظاهرة و هي في الحقيقة مركبة من العناصر البسيطة و هي جمادية مركبة و لسنا الآن بصدد تفصيل السفليات فالافلاك اجسام بسيطة عن العناصر السفلية مركبة من الطبايع الجوهرية و هي علي التحقيق لها نفوس و هي احياء ذوات ارواح و قوي و مشاعر قد تعلقت بها علي حسب قوابلها نفوس دهرية و عليها تأويل قوله تعالي و ان الدار الاخرة لهي الحيوان و يدل علي ذلك قوله قالتا اتينا طائعين و احد عشر كوكباً و الشمس و القمر رأيتهم لي ساجدين فهي احياء ذوات نفوس و اختلاف نفوسها علي حسب اختلاف طبايعها كما يكون اختلاف نفوس الحيوانات في الصاهلية و الناعقية و الناهقية و الناغبية و الناطقية و غيرها بسبب اختلاف طبايعها فلاجل ذلك اختص كل كوكب بطبع و نفس خاصة به و هي لهيمنتها و استعلائها علي السفليات و تجردها و كونها مساكن
«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۵۳۰ *»
فعل الله سبحانه و محال مشيته و اوكار ارادته و دورانها بتحريك المحرك الاول جل شأنه صارت فاعلة للسفليات مدبرة لها و سميت بالآباء العلوية لاجل ذلك فلها تأثيرات تامة في العالم السفلي و يكشف عن ذلك من الاخبار. ما روي عن ابيعبدالله عليه السلام ان الله خلق روح القدس فلميخلق خلقاً اقرب الي الله منها و ليست باكرم خلقه عليه فاذا اراد امراً القاه اليها فالقاه الي النجوم فجرت به انتهي. فالنجوم هي ايدي مشية الله في السفليات و اكمام ارادته و الفاعل هو الله سبحانه كما انك تكتب بيدك و بالقلم و الكاتب انت وحدك و ليست اليد شريكاً لك افهم ذلك
فالنجوم مؤثرات و مدبرات للعالم السفلي و لها تأثيران و تدبيران تأثير طبيعي بمقتضي طبايعها و تأثير نفساني بمقتضي نفسانيتها كما انك لك تأثيران تأثير طبيعي من الجذب و الدفع و الهضم و الامساك و تأثير نفساني من الحركة و الادراك و الشهوة و الغضب فتحب احداً و تبغض احداً و الحب و البغض من آثار نفسك و الجذب و الدفع و الهضم و الامساك من تأثير طبعك كذلك الكواكب لها تأثيران في السفليات تأثير طبيعي كتسخين الشمس الهواء و تبريد القمر اياه و جذب الشمس الابخرة و الاجسام الي الاعلي و طبخها و نضجها للاشياء و تلطيفها و ترقيقها و تصعيدها و دفع القمر للابخرة و السحب و الامطار و ترطيب الارض و الهواء و زيادة المياه و الرطوبات في العالم و هكذا باقي الكواكب لكل واحد تأثير طبيعي في العالم فالمريخ يسخن و يجفف و يرقق و يلطف و زحل يبرد و يجفف و يعقد و يكثف و هكذا و لها تأثير نفساني بحسب نفوسها فزحل مثلاً بنفسانيته يربي المساكن الخربة و الآبار العميقة و السبخة و مرابط الدواب و الهند و الزنج و الحبشة و القبط و اليمن و الغرب و الاسرب و خبث الحديد و الاحجار الصلبة و الفلفل و البلوط و غيرها من امثالها و البشع و العفص و الحامض و الكرية المنتن و البقر و المعز و ما يشاكلهما و الحية و العقرب و ما يشاكلهما و الشعر و الجلد و ما يشاكلهما و اليهودية و اللباس الاسود و الآباء و الاجداد و ارباب الصنايع و السفلة و اللصوص و الخصيان و الفكر الطويل و الهم و الغم و الحيرة و العزلة و الفسق و الحيلة و الغربة الطويلة و الفقر المدقع و البخل و
«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۵۳۱ *»
الخيانة و المنكر و الحقد و خبث النفس و طلب الشر و قبح المنظر و العبوس و سواد اللون و الرأس الكبير و القدمين و صغر العينين و الاصابع و سعة الفم و كبر الشفتين و الكتفين و السواد و الموت و الفنا و الخسة و الدناءة و غير ذلك مما يشاكل و يتعلق بيوم السبت من الايام و الشهر الاول من شهور الحمل و النطفة و بالعصر الذي كان قبل آدم عليه السلام و الخريف و الشتاء و الاقليم الاول و انما اطلت الكلام للاعتبار و لتعلم ان النجوم بنفسانيتها تدبر اشياء كثيرة و ليس كلها من باب برودتها و حرارتها و رطوبتها و يبوستها و لو كان كذلك لكان جميع هذه الآثار ناشية من التراب ايضاً و تركنا ساير الكواكب خوفاً من طول الكلام و لكفاية ما ذكرنا للتمثيل و الاعتبار فانظر في نفسك هل لاحد انيقول ان النطفة ليست متعلقة بزحل بل هي حاصلة من صلب صاحبها او يقول ان يوم السبت ليس بمتعلق بزحل و لايربيه زحل فان اليوم من طلوع الشمس و لا دخل له في زحل و كذلك ليلة الاربعاء ليست متعلقة بزحل و لايربيها زحل فان الليل يحدث من ظل الارض و لا دخل لزحل فيها و كذا الموت ليس بمتعلق بزحل فان الموت يعرض من صدمة او وقعة او سم او قتل او غير ذلك او العصر الذي كان قبل آدم لا دخل لزحل فيه فان الاعصار و الادوار تحدث من حركة العرش و هكذا البواقي و ليس لاحد انيقول ان جميع هذه التدابير من البرودة و اليبوسة اذ لو كان كذا لكان كل بارد و يابس كذا فتصرف زحل في العالم طبعاني و نفساني و كذلك ساير الكواكب و تركناها للاختصار و من البين ان نفسانية الكواكب قهارة لطبعانيتها حتي ان نفسانية زحل قهارة غالبة علي طبعانية الشمس و ان كان نفسانية الشمس غالبة علي نفسانية زحل ولكن نفسانية زحل عرصتها فوق طبعانية الشمس فان طبعانيتها جسمانية و النفس فوق الجسم فلرب شيء يحدث كوناً من طبعانية الشمس ولكن المربي له نفسانية زحل كالسبخة فانها من تلطيف الشمس للارض و احراقها لطايفها و تصعيدها اياها و مع ذلك هي من متعلقات نفس زحل يعني ان المدبر لها نفسانية زحل بتوسط طبعانية الشمس كما ان الكاتب انت بتوسط يدك او ان القاتل السلطان بتوسط الجلاد و الضارب الامير بتوسط الفراش و هكذا اعتبر من
«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۵۳۲ *»
المثالين فالآمر المدبر هو زحل في السبخة ولكن بتوسط طبعانية الشمس و لا غرو و هكذا تدبر نفسانية زحل اموراً عديدة باسباب السماوات و الارض و المدبر نفس زحل و كذلك تقدير العزيز العليم و كذلك الامر في ساير الكواكب فاي منكر او اي اشكال في قوله عليه السلام ان الحر و البرد من المريخ و زحل فنفسانية المريخ تدبر حر العالم و ان كان بعض الحر في الدنيا بالنار العنصرية و بعضها بالشمس و بعضها بالحرارة الغريزية التي في الابدان ولكن يكون كلها منسوبة الي المريخ و يكون المدبر لها نفسانية المريخ و لطبعانيته فيه مدخل لحرارة طبعه و يكون جميع البرودات منسوبة الي زحل و ان كان بعضها من القمر و بعضها من الماء و بعضها من التراب و بعضها من الموت فيكون نفسانية زحل مدبرة بجميع ذلك كما بينا و شرحنا و اوضحنا و انت لاتجد في العالم شيئاً علي خلاف ذلك فتبين ان حر العالم منسوب الي مريخ و هو مربيه و مدبره و برد العالم منسوب الي زحل و هو مدبره و مربيه علي حسب نصه عليه السلام و هو عالم بما كان و ما يكون و الغيب و الشهادة و علي حسب احكام اهل النجوم و ذلك مما لاريب فيه.
فبقي شيء و هو انتتفكر في نفسك ان المؤثرات مقدمة علي الآثار او الآثار مقدمة علي المؤثرات و تتفكر ان الشيء يتغير من ذات نفسه بلامؤثر فاذا تغير و صار علي صفة مشاكلة لزحل فيقع تحت زحل و ينتسب اليه او زحل هو الذي يغيره و يدبره و يتصرف فيه علي حسب نفسه و طبعه ولا اظنك تختار الاول فان الحكيم لايقدر انيختار ذلك فلامحة تقول ان النار هي المحرقة فتحرق شيئاً و المحروق منسوب اليها لا ان الشيء يحترق من ذات نفسه ثم ينتسب الي النار فليس ان العالم يتسخن من ذات نفسه او من مدبر آخر فاذا تسخن انتسبت سخونته الي المريخ بل المريخ هو المسخن له باي سبب قدر الله من اسباب سماوية و ليس ان الشمس تسخن العالم فاذا تسخن انتسب الي المريخ و الشمس تجعل الارض سبخة فاذا تسبخت انتسبت الي المريخ و هكذا بل الشيء الذي يقال الذي يقال انه مؤثر لفلان
«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۵۳۳ *»
يكون زمام التدبير بيديه و هو يقلب اثره الا تري ان المريخ اذا ضعف ضعف حال الاتراك و اذا قوي قوي ان لميكن مانع اقوي و ليس ان الاتراك اذا ضعفوا من ذات نفسهم انتسبوا الي المريخ الضعيف و اذا قووا انتسبوا الي المريخ القوي فلاجل ذلك تري الكوكب اذا كان في شرفه و اوجه و ارتفاعه اصاب متعلقاته خير و قوة و نشاط و اذا كان في وباله و حضيضه و انخفاضه اصاب متعلقاته شر و ضعف و كسالة و هكذا فمدار تغير الآثار تغير المؤثرات بالبداهة فالمريخ اذا قوي قوي آثاره و اذا ضعف ضعف آثاره فاذا قوي اشتد حر العالم المنسوب اليه و اذا ضعف ضعف حر العالم المنسوب اليه و كذا زحل اذا قوي قوي البرد المنسوب اليه و اذا ضعف ضعف البرد المنسوب اليه البتة و اسباب قوة الكواكب و ضعفها لاتحصي كثرة
فاذا عرفت هذه المقدمات فاعلم ان الكواكب لها اكوار نفسانية كما ان لها ادواراً جسمانية و ذلك مما لاينكر فانا نري ان يوم الاحد للشمس و يوم الاثنين للقمر و يوم الثلثاء للمريخ و يوم الاربعاء لعطارد و يوم الخميس للمشتري و يوم الجمعة للزهرة و يوم السبت لزحل ثم اذا جاء يوم الاحد تجدد الدور و تناوبت الكواكب علي الايام كما مر بل تناوب الكواكب علي الساعات فيبدء بصاحب اليوم ثم يعطي كل كوكب ساعة علي الترتيب فاذا تم السبع ساعات بدأ الدور و لاشك ان ذلك ليس من دور جسماني بحيث اذا وصل زحل مثلاً الي درجة معينة من برج معين يربي يوم السبت فانا نري انه قديكون السبت و زحل في اول درجة حمل و قديكون زحل في اول درجة حمل و اليوم يوم الاحد او يوم الاثنين او يوم الثلثا و هكذا فمناط هذه التدابير ليس من ادوار جسمانية بل هو من اكوار نفسانية فوق ادوار الاجسام و لايعلم تلك الاكوار الا الله سبحانه و الانبياء الذين علمهم الله علم ذلك و الائمة عليهم السلام و كل ما في ايدي المنجمين من حسبانهم فانما ذلك حسبان ادوار و لا علم لهم بالاكوار الا ما اخذوه من الانبياء و ادريس عليه السلام و الائمة عليهم السلام ففي الجنين مثلاً يكون اكوار الكواكب علي هذا الترتيب ان النطفة في الشهر الاول يدبرها زحل و يكور عليها زحل و
«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۵۳۴ *»
في الشهر الثاني و يكور عليها المشتري و في الشهر الثالث يكور عليها المريخ و في الشهر الرابع يكور عليها الشمس و في الشهر الخامس يكور عليها الزهرة و في الشهر السادس يكور عليها عطارد و في الشهر السابع يكور عليها القمر و في الشهر الثامن يكور عليها زحل ثانياً و في الشهر التاسع يكور عليها المشتري ثانياً و لما كان النطفة ميتة لا حيوة لها دبرها زحل اول مرة لان الموت منسوب الي زحل ثم اذا بدا فيها الترقي الي مقام الحيوة دبرها المشتري و هكذا الي ان دبرها في الشهر الرابع الشمس التي هي اصل الحرارة الغريزية و جامعة خواص الكواكب و قطبها و قلبها و مركزها بدا فيها الحيوة ثم دبرها كوكب بعد كوكب الي ان وصل الي القمر في الشهر السابع و هو كوكب الحيوة الخاصة فاذا تولد الولد في سلطان القمر بقي و حيي و عاش و ان لميتولد حتي كار عليه زحل و هو كوكب الموت في الشهر الثامن لميعش فانه تحت سلطان كوكب الموت و ان لميتولد حتي كار عليه المشتري الحار الرطب كوكب الحيوة و علي طبع الحيوة في الشهر التاسع عاش و ان بقي الي ان كار عليه المريخ السفاك القتال قتل امه كما سئل الباقر عليه السلام عن اقصي مدة الحمل ما هو فان الناس يقولون ربما يبقي في بطنها سنتين فقال كذبوا اقصي مدة الحمل تسعة اشهر و لو زاد ساعة لقتل امه قبل انيخرج و قال الصادق عليه السلام يعيش الولد لستة اشهر و لسبعة اشهر و لتسعة اشهر و لايعيش لثمانية اشهر انتهي.
فاذا عرفت ذلك فاعلم ان النطفة اذا سقطت يكور عليها زحل كما بينا و الاكوار النفسانية كالادوار الجسمانية بلاتفاوت فان الكور دور روحاني كما ان الدور كور جسماني و اذا صارت علقة فهي تحت سلطان المشتري و المضغة تحت سلطان المريخ و العظام تحت سلطان الشمس و اللحم تحت سلطان الزهرة و الروح تحت سلطان عطارد و الجنين تحت سلطان القمر و هذه الاكوار غير الاكوار الاشهر فاذا كانت نطفة كانت تحت سلطان زحل و اذا صارت علقة فهي تحت استيلاء المشتري و من البين ان النطفة لاتنقلب علقة دفعة يعني تكون نطفة
«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۵۳۵ *»
ستة ايام او سبعة ايام او ثمانية او تسعة تكون في هذه الايام نطفة محضة ثم تنقلب علقة محضة مرة واحدة بل النطفة تستحيل شيئاً بعد شيء الي العلقية الي انتصير علقة محضة و هكذا المضغة و هكذا البواقي فدور العلقة اوائله فيها رايحة النطفة و اواخره فيها رايحة المضغة و وسطه علقة محضة و كذا دور المضغة اوائله فيها رايحة العلقة و اواخره فيها رايحة العظام و وسطه مضغة محضة و انما ذلك لان الامر تدريجي و بين الحالتين برازخ البتة فالنطفة تحت سلطان زحل و غاية سلطنة زحل عليها حال كونها نطفة محضة و كلما تستحيل شيئاً بعد شيء الي العلقية يضعف عنها سلطان زحل و يأتي سلطان المشتري و هكذا ينتقص كل آن سلطان زحل و يزداد سلطان المشتري الي انينقطع عنها سلطان زحل بالمرة و يتمحض عليها سلطان المشتري و ذلك في وسط دور العلقة ثم ينتقص عنها سلطان المشتري شيئاً بعد شيء و يأتي سلطان المريخ و في كل آن يضعف سلطان المشتري و يقوي سلطان المريخ الي انتصير مضغة محضة و ذلك وسط دور المضغة فينقطع عنها سلطان المشتري بالكلية و يتمحض المريخ في التدبير و هكذا القانون في كور الكواكب علي الاشياء و مثله الظاهر تعاقب الحر و البرد في العالم ألاتري ان غاية الحر في وسط الصيف و غاية سلطان الحرارة في العالم ذلك الوقت و كلما يمر نحو الخريف يضعف سلطان الحرارة و يأتي سلطان البرودة الي انيتعادلا و كل منهما ضعيف ثم ينتقص سلطان الحر و يزداد سلطان البرد الي انينقضي سلطان الحر و يستولي سلطان البرد بفرده و ذلك في وسط الشتاء فاذا تدبرت في ما ذكرت لك الي الآن و تفكرت في مطاوي كلماتي لعلك عرفت ان الكور النفساني كالدور الجسماني فكما ان الشمس في اول طلوعها تكون ضعيفة السلطان في العالم و قليلة الاستيلاء و كلما ترتفع يقوي سلطانها الي انتبلغ غاية الارتفاع و ذلك عند نصف النهار ثم اذا انحدرت يضعف سلطانها شيئاً بعد شيء الي انتصل الي الافق و تغرب فينقطع سلطانها عن وجه الارض فكذلك يكون الاكوار النفسانية فاذا كان الكوكب مربياً لشيء يطلع عليه في الكور النفساني في اول نشوه ثم يصعد في الاستيلاء و الارتفاع الي انيبلغ غاية الارتفاع في الاستيلاء عليه
«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۵۳۶ *»
و ذلك حين كمال ذلك الشيء فيما هو به هو فاذا بدا ذلك الكوكب في الهبوط عن غاية الاستيلاء و السلطنة و ضعف سلطانه في الجملة بدأ ذلك الشيء في الضعف و كذلك يكونان دائماً في الضعف الي انينقطع سلطان ذلك الكوكب و يعدم فيعدم الشيء فكور المشتري محيط بالعلقة كما ان دوره محيط بالارض ففي اول حالات العلقة الذي فيه رايحة النطفة يكون اول طلوع المشتري عليه و دنو زحل الي الغروب عنه و كلما تمر العلقة الي التمحض في العلقية يرتفع المشتري و يشرف عليها و يستولي عليها بالتدبير ثم يشرع في الزوال و الهبوط اذا شرع العلقة في الميل الي المضغة فينحط درجة بعد درجة و يطلع عليها المريخ فكلما يصعد المريخ يشتد فيها رايحة المضغة و ينحط المشتري الي انينحجب عنه المشتري و يغيب و يستولي المريخ و يشرف عليها في وسط الحالات المضغة و كذلك تقدير العزيز العليم و انما ذلك لاجل ان الكور كالدور له طلوع و استواء و غروب و الكور دور معنوي و طلوعه التفات المدبر الي التدبير و اطلاعه عليه اي علي الشيء و استوائه و غاية ارتفاعه اشرافه عليه بالاستيلاء و الاحاطة و غروبه عزوبه عنه و احتجابه عنه و رفع النظر عنه فاذا فهمت هذه المقدمات فلنشرع في شرح الخبر فسأل سليمان بن خالد اباعبدالله عليه السلام ممن يكونان و في بعض النسخ مما يكونان و هو الصحيح فسأل عن كون الحر و البرد و وجودهما من اي شيء نشو وجودهما فقال يا اباايوب ان المريخ كوكب حار و زحل كوكب بارد فذكر حر المريخ و برد زحل مقدمة و دليلاً علي ما يريد انيذكر و ذلك ان الطبايع قوابل النفوس و هيئة النفوس من هيئة الطبايع ألاتري ان الاسد لما صار صفراوياً شديد الحرارة حتي قيل انه ابداً محموم صار نفسه المتعلقة به متفرساً شجاعاً سفاكاً و البهيمة لما كانت بلغمية صار نفسها المتعلقة بها نفساً ضعيفاً وجلة خائفة ذعرة و الرجل الصفراوي يقع غضوباً و البلغمي بليداً و هكذا فكذلك الاجرام العلوية فالمريخ لما صار حار الطبع يابسة صار نفسه سفاكاً قتالاً غضوباً محباً للتسخين مربياً للسباع و الشجعان و امثال ذلك و زحل لما كان بارد الطبع يابسة كان نفسه ايضاً منصبغة بصبغه فكانت مهمومة مغمومة جبانة محبة للانزواء و
«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۵۳۷ *»
الخلوات و الظلمات و التبريد و التجفيف و امثال ذلك لان النفس كالشبح و الطبع كالمرآة ينصبغ فيها علي حسبها فجعل ذلك عليه السلام مقدمة لما يريد انيذكر من ان المريخ هو مربي حر الدنيا بنفسانيته و زحل هو مربي برد العالم بنفسانية ولكن الحر المتعلق بالمريخ هو الحر المستدام لانه يقطع الدور في سنة و عشرة اشهرة تقريباً و الحر القليل منسوب الي الشمس لانها تقطع الدور في سنة و هي اسرع سيراً من المريخ و كذلك احوال الكواكب فالامور المستدامة الطويلة منسوبة الي ابطئها سيراً و الامور المنقلبة المتحولة سريعاً منسوبة الي اسرعها سيراً فالحر المستدام اشهراً منسوب الي المريخ و البرد المستدام اشهراً منسوب الي الزحل و اما الحر المتقضي بسرعة منسوب الي الشمس و البرد المتقضي بسرعة منسوب الي القمر فلاجل ذلك قال عليه السلام ان الحر منسوب الي المريخ و البرد منسوب الي زحل و المراد منهما المستدام بقرينة آخر الخبر ثم قال عليه السلام اذا بدا المريخ في الارتفاع انحط زحل فجعل ارتفاع المريخ و انحطاط زحل سبب الحر و لو كان المراد الارتفاع الدوري الجسماني في الفلك الجسماني لكان الواجب انيبرد العالم بانحطاط زحل لانه كوكب البرد و قدنزل و صار اقرب الي الارض و بارتفاع المريخ لانه كوكب الحر و قدبعد عن الارض بارتفاعه أ لاتري ان الشمس اذا كانت في الاوج و كانت ابعد عن الارض يصير الدنيا ابرد و اذا كان في الحضيض يصير الدنيا اشد سخونة كثيراً فكذلك امر المريخ لو كان المراد انه يسخن بتسخينه الظاهري الطبعاني لكان الواجب انيبرد العالم اذا ارتفع و بعد عن الارض و يسخن العالم اذا نزل و دنا من الارض فذلك قرينة لان المراد الارتفاع الكوري لا الدوري اي الارتفاع المعنوي اي الاشراف علي الاثر و التأثير في العالم أ لمتسمع ان الله يقول الرحمن علي العرش استوي اي استولي و ليس المراد انطباقه علي العرش و كذلك قوله رفيع الدرجات ذو العرش ليس المراد الرفعة الظاهرة و لا الدرجات الدرجات الفلكية بل هي رفعة معنوية و درجات معنوية و ألم تسمع انه يقال فلان رفيع القدر و لايراد منه انه علي سطح او
«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۵۳۸ *»
جبل بل المراد اشرافه علي الناس و استيلاؤه علي قوم و فلان نازل القدر منحط الدرجة و المراد كونه مقهوراً غير معتني به فكما ان في الظاهر ارتفاعاً و انحطاطاض مكانياً كذلك في المعني ارتفاع و انحطاط معنوي فقوله اذا بدا مريخ في الارتفاع اي في الاستيلاء و الاشراف لتربية العالم في كوره المعنوي انحط زحل لانه ضده كما تري في العالم اذا جاء الحر ذهب البرد و اذا جاء البرد ذهب الحر البتة فاذا شرع المريخ في الارتفاع و الاستيلاء و صعد من الاسفل و هو غاية تركه التدبير و احتجابه عن الارض انحط زحل من غاية استيلائه و ضعف تدبيره للعالم و هكذا يقوي تدبير هذا و يضعف تدبير هذا الي انيستويا في قوة التدبير و ضعفه ثم يرتفع المريخ و ينحط زحل الي انيبلغا غايتيهما ثم ينعكس الامر فيشرع زحل في الاستيلاء و الارتفاع و القيام بالامر و يصعد هذا و ينحط ذلك الي انيتساويا في قوة التدبير و هكذا يصعد هذا و ينحط ذلك الي انيبلغ زحل غاية الاستيلاء و ارتفاع المقام و الاشراف علي تدبير العالم و ينحط المريخ عن درجة الاستيلاء و التفرد بالامر و السلطنة الي انيبلغ غاية الانحطاط فيحدث من هذين الكورين اربعة احوال حال ارتفاع المريخ في الغاية و انحطاط زحل في الغاية و حال ارتفاع زحل في الغاية و انحطاط المريخ في الغاية و حالة تسويتهما في الارتفاع و الانخفاض حين نزول المريخ و صعود زحل و حال تسويتهما ثانياً حين نزول زحل و صعود المريخ فعند ارتفاع المريخ غايته في التدبير و انحطاط زحل غايته عن التدبير يكون حال كون الشمس في اول السرطان و عند العكس يكون حال كون الشمس في اول الجدي و عند التسوية من صعود المريخ يكون حال كون الشمس في اول الحمل و عند التسوية في العكس يكون حال كون الشمس في اول الميزان فقوله عليه السلام اذا بدا المريخ في الارتفاع يعني من موضع التسوية و قوله في الربيع اي اول الربيع و كون الشمس في الحمل فلايزالان كذلك كلما ارتفع المريخ درجة انحط زحل درجة ثلثة اشهر هو طول الربيع الي انيبلغ الشمس اول السرطان قال عليه السلام حتيينتهي المريخ في الارتفاع و ينتهي
«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۵۳۹ *»
زحل في الهبوط علي ما شرحنا و بينا و اوضحنا قال عليه السلام فيجلو المريخ اي يعلو و يشرف عليه او يظهر عليه و يقوي المعني الاول كون بعض النسخ يعلو و الظاهر انيلحق تحريف من الكتاب قال عليه السلام و لذلك يشتد الحر اي لاجل ارتفاع الشمس و انحطاط زحل و علو المريخ بالتأثير و قدعرفت ان الارتفاع في الكور لا في الدور و لو كان في الدور لكان الارتفاع من المريخ سبب البرد لا الحر و ان قلت قديقال ان الشمس اذا انحطت بردت الدنيا و اذا ارتفعت سخنت فذلك الارتفاع و الانحطاط في العرض في الآفاق المايلة و لعل المراد ارتفاع الدور و انحطاط الدور و يكون لهما حركة عرضية قلت ان حركتهما العرضية مضبوطة لاتوافق دور السنة فان زحل يقطع دوراً في ثلثين سنة فخمس عشرةسنة هو في النصف المرتفع و خمس عشرة سنة في النصف المنخفض و ليس يقطع الدور في السنة و كذا المريخ في ايام قطعه الدور و هي سنة و عشرة اشهر تقريباً فلايحتمل كون هذا الارتفاع و الانحطاط دورياً و كذا ما احتمله المجلسي رحمه الله من انه يحتمل انيكون لهما فلك تدوير سهو محض فانه لو كان لهما تدوير يقطع الدور في سنة لما اشتبه ذلك علي اصحاب الرصد و لا اختلط عليهم حسابهم المبني علي ان تدوير زحل يقطع من الدورة في كل يوم سبعاً و خمسين دقيقة و سبع ثوان و اربعاً و اربعين ثالثة و تدوير المريخ يقطع من الدور في كل يوم سبعاً و عشرين دقيقة و واحدة و اربعين ثانية و اربعين ثالثة فهذه الاحتمالات احتمالات من لا خبرة له بالعلم و التجربة و مثل هذا الامر لايكاد يخفي علي اصحاب الرصد ابدا فما قلناه هو الحق.
اذا قالت حزام فصدقوها
فان القول ما قالت حزام
و قوله عليه السلام فاذا كان في آخر الصيف و اوان الخريف بدا زحل في الارتفاع و بدا المريخ في الهبوط فالمراد من موضع الاستواء لانه ترك بيان حركتهما من اول الصيف الي آخره لوضوحه فقال عليه السلام فلايزالان كذلك كلما ارتفع زحل درجة انحط مريخ درجة فالمراد الدرجات الكورية كما يقال فلان رفيع
«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۵۴۰ *»
الدرجة و درجة فلان في العلم او الشرف او القوة ادني من درجة فلان و ليس المراد الدرجات الدورية قال عليه السلام حتيينتهي المريخ الي الهبوط و ينتهي زحل في الارتفاع فيجلو زحل اي يعلو او يظهر و ينتهي الي الغاية و ذلك في اول الشتاء اي حال كون الشمس في اول الجدي و قوله عليه السلام آخر الصيف اي آخر الحر و انقراضه فان آخر الصيف بالمعني الظاهر ليس متصلاً باول الشتاء نعم بقايا حر الصيف باقية في الدنيا الي اول الشتاء قوله عليه السلام فلذلك يشتد البرد اي لاجل اشراف زحل و عزوب المريخ عن التدبير و قوله عليه السلام و كلما ارتفع هذا هبط هذا و كلما هبط هذا ارتفع هذا فالمراد التناوب في التدبير و الاستيلاء و الاستعلاء المعنوي في التدبير و النزول عن ذروة السلطنة و التدبير و اما قوله عليه السلام فاذا كان في الصيف يوم بارد فالفعل في ذلك للقمر فالمراد ان البرد غير الدائم المتقضي بسرعة من منسوبات القمرفانه سريع السير يقطع الدور في اقل من شهر كما ان الاشجار المستدامة كالنخل و الزيتون و الجوز من منسوبات العلوية و البقول و الخضر غير المستدامة من منسوبات السفلية فالبرد الاتفاقي المتقضي بسرعة من منسوبات القمر و هو مربيه بنفسانيته.
و قوله عليه السلام و اذا كان في الشتاء يوم حار فالفعل في ذلك للشمس اي من منسوبات الشمس و من فعل نفسانية الشمس و متعلقاتها لانه سريع التقضي و منسوب بشمس تقطع الدورة في سنة و هي اسرع من العلوية كما بينا و شرحنا و اوضحنا و الحمدلله.
و اما ما يشاهد من كون ظاهر الحر من ارتفاع الشمس و كون ظاهر البرد من انخفاضها فذلك ليس يخفي علي الفلاحين فضلاً عن العلماء الراسخين و هذا الامر البديهي لميكن خفياً علي سليمان بن خالد و هو رجل قار فقيه عالم و مثله لايكاد يسأل الامام عن الامر البديهي الذي لميكن يخفي علي الفلاحين و الاعراب و اهل البادية البتة فانما كان سؤاله من مربي الحر و البرد فاجابه الامام عليه السلام بما اجابه فكيف يحتمل انيجيب الامام عليه السلام بامر يخالف البديهة او يخفي
«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۵۴۱ *»
عليه نعوذبالله أ لمتسمع ما قاله عليه السلام في حديث مفضل بن عمر قال عليه السلام ثم فكر بعد في ارتفاع الشمس و انحطاطها لاقامة هذه الازمنة الاربعة من السنة و ما في ذلك من التدبير و المصلحة ففي الشتاء تعود الحرارة في الشجر و النبات فيطلع النبات و تنور الاشجار و يهيج الحيوان للسفاد و في الصيف يحتدم الهواء فتنضج الثمار و تتحل فضول الابدان و يجف وجه الارض فيتهيأ للبناء و الاعمال و في الخريف يصفو الهواء و يرتفع الامراض و تصح الابدان و يمتد الليل و يمكن فيه بعض الاعمال لطوله و يطيب الهواء فيه الي مصالح اخري لو تقصيت لذكرها لطال فيها الكلام فكر الآن في تنقل الشمس في البروج الاثني عشر لاقامة دور السنة و ما في ذلك من التدبير فهو الدور الذي تصح به الازمنة الاربعة من السنة الشتاء و الربيع و الصيف و الخريف و يستو فيها علي التمام الخبر. فتبين و ظهر انه عليه السلام نص علي ان الازمنة الاربعة و قصر الايام و طولها من دور الشمس و هذا امر لايخفي علي احد فمراده عليه السلام هو التدبير و التعلق و النسبة ألاتري ان يوم السبت هو حاصل من دور الشمس لا غير و لكنه منسوب الي زحل و الجمعة دور من ادوار الشمس ولكنها منسوبة الي الزهرة و كذلك حر الصيف و ان كان من ارتفاع الشمس لكنه من متعلقات المريخ و هو المربي له بنفسانيته و برد الشتاء من انخفاض الشمس ولكنه من منسوبات زحل و هو المربي له بنفسانيته فتبين و الحمدلله معني الخبر علي وجه لميبق فيه غبار لاصحاب الاعتبار و الحمدلله الذي من علينا بفهم الاخبار و قد روي انا لانعد الرجل من شيعتنا فقيهاً حتييلحن له فيعرف اللحن و روي انتم افقه الناس ما عرفتم معاريض كلامنا و السلام خير ختام.
و قد سأل في كتاب آخر له لغير صاحبه الاول انيسألني سؤالاً آخر.فقال ما معني ما روي نية المرء خير من عمله و اريد المعني في رجل واحد لا انيكون
«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۵۴۲ *»
النية من رجل و العمل من رجل آخر.
اقول لمار الخبر بهذا اللفظ و المروي عندنا ما روي عن الكافي بسنده عن السكوني عن ابيعبدالله عليه السلام قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله نية المؤمن خير من عمله و نية الكافر شر من عمله و كل عامل يعمل علي نيته و ما روي عن الامالي للطوسي بسنده عن الفضيل بن يسار عن ابي جعفر عن آبائه عليهم السلام ان رسول الله صلي الله عليه و آله قال نية المؤمن ابلغ من عمله و كذلك نية الفاجر و في هذا الخبر اشكالات:
الاول انه روي عن احدهما عليهما السلام ان الله جعل لآدم في ذريته ان من هم بحسنة فلميعملها كتبت له حسنة و من هم بحسنة و عملها كتبت له عشراً و من هم بسيئة لمتكتب عليه و من هم بها و عملها كتبت عليه سيئة انتهي.
فان كانت النية للخير لها حسنة و العمل له عشر فكيف يكون النية للمؤمن خيراً من العمل و ابلغ و اذا كانت نية المعصية لا عقاب لها و العمل بها لها سيئة واحدة كيف يكون نية الكافر شراً من عمله.
و الثاني ان النية منفردة عن العمل فانه قد ينوي الانسان خيراً او شراً و لايعمل بها و العمل لاينفرد عن النية و ان انفرد فلاعمل لما روي انه لا عمل الا بالنية.
الثالث قد روي ان افضل الاعمال احمزها و العمل اصعب من النية و كل احد ينوي النيات و لايوفق لها انيعملها الا قليل.
الرابع ان ارادة الخير لاتستقر و لاتمضي الا انيعملها الانسان فاذا عملها امضيت كاملة المراتب مشروحة العلل مبينة الاسباب و قبل العمل لاتكتب الا في الالواح و لاتمضي فكيف يكون الامر غير المستقر غير الممضي الناقص افضل
«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۵۴۳ *»
من العمل و ابلغ.
الخامس ان النية روح العمل و العمل جسدها و الروح بغير الجسد غير قائم و لا مؤثر الجسد مع الروح مؤثر حي كامل فالروح وحده كيف يكون افضل من الجسد الحي ذي الروح و الجواب ان النية نيتان فلرب رجل متمكن من العمل و اسبابه مهياة لا مانع له من العمل فينوي و لايعمل العمل و لرب رجل قدفقد اسباب العمل و قدعاقه عن ذلك عوائق فهو يشتاق العمل و يرتجيه و يتحسر له و لايتهيؤ له الاسباب و لو تهيأت عمله بلامهلة فهاتان النيتان ليستا سواء البتة و يتفاوت حكمهما ألاتري ان المؤمن ربما يهم بالزناء و هو صحيح الآلات مخلي السرب مفقود الموانع فلايزني خوفاً من الله سبحانه و لربما يهم بالزنا و يعزم عليه و هو مجبوب فلايزني و لو لميكن كذلك لزنا البتة و لميحجزه عنه حاجز و كذلك ربما ينوي الانسان الصلوة و هو مغلول مكبل او مريض و هو يتحسر تحسر المشتاق ولكن لايصلي لعدم القدرة و وجود المانع و ربما ينوي الصلوة و هو صحيح في الجسد و لايصلي كسلاً منه فهاتان النيتان متفاوتتان في الاجر البتة فالمجبوب العازم علي الزنا و هو لايقدر زان البتة و يكتب له عقاب الزنا و هو عند الله زان و يكتب له الزنا و اما العازم الذي حجزه خوف الله سبحانه لايكتب عليه حتييفعل فاذا فعل فله سيئة واحدة بفعله و كذلك المريض العازم علي الطاعة يكتب له ثواب الطاعة و ان لميفعل و غير المريض يكتب له ثواب النية و ان لميفعل فان مقتضيها غير مجتث قدنشأ من ذاته و جهة ربه فان عملها كتبت له عشر او ازيد و الشاهد علي ما ذكرنا ما روي عن البرقي في المحاسن بسنده عن جابر عن ابي جعفر عليه السلام قال قال لي يا جابر يكتب للمؤمن في سقمه من العمل الصالح ما كان يكتب في صحته و يكتب للكافر في سقمه من العمل السيئ ما كان يكتب في صحته ثم قال قال يا جابر مااشد هذا من حديث انتهي. و السر في ذلك ما ذكرناه فان المؤمن عازم
«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۵۴۴ *»
للخير و له مانع من العمل و الكافر عازم علي الشر و له مانع من العمل و اوضح من ذلك ما روي ايضاً عن البرقي في المحاسن بسنده عن ابي هاشم قال قال ابوعبدالله عليه السلام انما خلد اهل النار في النار لان نياتهم كانت في الدنيا ان لو خلدوا فيها انيعصوا الله ابداً و انما خلد اهل الجنة في الجنة لان نياتهم كانت في الدنيا ان لو بقوا فيها انيطيعوا الله ابداً فبالنيات خلد هؤلاء و هؤلاء ثم تلا قوله تعالي قل كل يعمل علي شاكلته قال علي نيته انتهي.
فتبين ان نية المؤمن اذا كان له مانع من العمل يقوم مقام عمله و نية الكافر اذا كان له مانع من العمل يقوم مقام عمله قال الله سبحانه ان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء و يعذب من يشاء و تبين الجواب عما يستشكله بعضهم ان الانسان يعصي ثلثين سنة مثلاً كيف يجوز في العدل انيعذب ابداً فجوابه ان الذي يخلد ابداً في النار هو الذي من نيته ان لو عاش ابداً عصي ابداً الا انه اخترم عمره و عاقه عن عصيانه اخترام عمره فهو بنيته يخلد في النار فانه يقوم نيته مقام عصيانه الابدي نعوذبالله فظهر ان نية المؤمن خير من عمله و ابلغ فان له عوايق من جميع ما يريد انيعمل فنيته كثيرة و عمله قليل للعوائق فنيته خير من عمله و ابلغ و يشهد بذلك ما روي عن الامالي بسنده عن زيد الشحام قال قلت لابي عبدالله عليه السلام اني سمعتك تقول نية المؤمن خير من عمله فكيف تكون النية خيراً من العمل قال لان العمل ربما يكون رياء للمخلوقين و النية خالصة لرب العالمين فيعطي عزوجل علي النية ما لايعطي علي العمل قال و قال ابوعبدالله عليه السلام ان العبد لينوي من نهاره انيصلي بالليل فتغلبه عينه العمل قال و قال ابوعبدالله عليه السلام ان العبد لينوي من نهاره انيصلي بالليل فتغلبه عينه فينام فيثبت الله له صلوته و يكتب نفسه تسبيحاً و يجعل نومه عليه صدقة و عن الكليني بسنده عن ابي بصير عن ابي عبدالله عليه السلام قال ان العبد المؤمن الفقير ليقول يا رب ارزقني حتيافعل كذا و كذا من البر و وجوه الخير فاذا علم الله ذلك منه بصدق نية كتب الله له
«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۵۴۵ *»
من الاجر مثل ما يكتب له لو عمله ان الله واسع كريم و عن بصاير الدرجات بسنده عن علي بن ابي حمزة عن ابي الحسن موسي عليه السلام في حديث انه قال رحم الله فلاناً يا علي لمتشهد جنازته قال لا قد كنت احب اناشهد جنازة مثله فقال قدكتب لك ثواب ذلك بما نويت بالجملة نية المؤمن اذا كانت صادقة و له عوائق ما لو لمتكن لكان يأتي بها تكون خيراً من عمله فلرب مؤمن قاعد في بيته مستريح يكتب له ثواب صلوات و زكوات و حجج و اعمال و خيرات في كل طرفة عين ان الله واسع كريم فالذي يكتب له بالنية واحدة و بالعمل عشرة ما لا عايق له فبهذا رفع الاشكال الاول و اما الاشكال الثاني فيرفع باننقول ان المراد ما ذكرنا ان النية اوسع من العمل و اكثر و العمل بالنسبة اليها قليل ولكن اذا عمل بنيته فالنية روح و العمل جسد فحينئذ يكون النية خيراً من العمل علي معني ان الروح خير من الجسد و هذا لا شك فيه و لايضر بهذا المعني كون الجسد ذا روح فانه مع كونه ذا روح تحت الروح و اكثف و انزل و الروح الطف منه و اشرف و اعلي فنية المؤمن روح عمله و عمله جسده و روحه خير من جسده و اما نية الكافر و عمله في هذا الاعتبار فروحه شر من جسده و اخبث و ان كان جسده ذا روح و اما الاشكال الثالث ان العمل اصعب من النية و كلما هو اصعب اجره اعظم فيرفع بان النية اخلص لله سبحانه و اوسع و ان كان العمل اصعب فانه يحتمل فيه الرياء و لربما يقع فاسداً و خطاءً و باطلاً و النية سليمة فانها لا رياء فيها و لا فساد و لا خطاء و لا بطلان فانه لمينو انيعمل باطلاً و فاسداً و هكذا و اما الاشكال الرابع ان النية غير ممضاة و العمل ممضي فيرفع بان الامر و ان كان كذا لكن الذي له عوايق خارجية و لا مانع من نفسه فهو له ممضي و يكتب له كما مر فان العوايق من اسباب خارجية لا من نفس العامل فهو عامل و ان لميعمل
«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۵۴۶ *»
قل كل يعمل علي شاكلته و روي ان الله يحشر الناس علي نياتهم يوم القيامة و روي انما لكل امرء ما نوي و عن ابي عبدالله عليه السلام النية افضل من العمل الا و ان النية هي العمل ثم تلا قوله تعالي قل كل يعمل علي شاكلته يعني علي نيته و اما الاشكال الخامس فجوابه كما مر في الجواب عن الاشكال الثاني فاتضح الامر و تبين معني الخبر و الحمد لله و اذ قدانتهي بنا الكلام الي هنا فلنختم به الرسالة و قدفرغ من تسويدها كاتبها و مصنفها كريم بن ابراهيم في اليلة السادسة عشرة من شهر الجمادي الاولي من شهور سنة احدي و سبعين بعد المأتين و الالف من الهجرة المقدسة حامداً مصلياً مستغفراً تمت.