04-11 مکارم الابرار المجلد الرابع ـ واردات في الحکمة ـ مقابله

واردات في الحکمة

 

من مصنفات

العالم الرباني و الحکيم الصمداني

مولانا المرحوم حاج محمد کريم الکرماني

اعلي‌الله‌مقامه

 

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۲۷۹ *»

بسم الله الرحمن الرحيم

واردة هي اکبر من اختها[1] فاکتمها الا عن اهلها و الا فذرها في سنبلها حتي يلحقها حاصدها او زارعها.

اعلم ان اجزاء عالم الزمان لو کسرت و اذيبت صارت جسماً مطلقا و له مکان و زمان و لو کسرت هذه الثلثة و اذيبت تبقي طبيعة دهرية في اسفل الدهر و لو کسرت و اذيبت اجزاء عالم الدهر تبقي مادة فورية و لها مادة وقت و مکان دهري و لو کسرت و اذيبت هذه الثلثة تبقي مادة سرمدية في اسفل عالم السرمد و هو محال رؤس الفعل من حيث التعلق بالمکونات و لو کسرت اجزاء عالم السرمد يعني رؤسها من حيث التعلق تبقي نفس الفعل کلياً له وقت و مکان سرمدي و لو کسرت و اذيبت هذه الثلثة يبقي شيئاً واحداً و هو الامکان الراجح و هو الفعل و هو قول علي عليه السلام انتهي المخلوق الي مثله و الجأه الطلب الي شکله فهو مخلوق بالنفس اذ لم‌يکن فوقه فعل غيره فله جهتان فعلية و مفعولية فهو من حيث انه فعل مؤثر لنفسه من حيث انه مفعول و ذلک شيء واحد بکل اعتبار لا تعدد له في الخارج و لا في الذهن و لا في الفرض فللامکان من حيث انه مفعول مراتب و مقامات فما کان منه متحداً مع الفعل اي معه من حيث الفعلية في البساطة و اللطافة و ذلک بحسب کله کلياً يکون الاثرية و المؤثرية بينهما بالاعتبار في نظر الفؤادي لا تحقق له في الخارج و ذلک هو حيث نفس الفعل قبل التعلق فلا تغاير و لا تمايز بين الشيء و نفسه باي وجه و ما کان بينه و بين الفعل مغايرة و ذلک حين تعلقه بالمتعلق فتکون الاثرية و المؤثرية بينهما ابده و اوضح لوجود التغاير بينهما و الي هذين الرتبتين الاشارة بقوله تعالي او لم‌ير الذين کفروا ان السموات و الارض کانتا رتقاً ففتقناهما فان الاستدلال علي ما هنالک لايعلم الا بما هيهنا

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۲۸۰ *»

فيکون حينئذ محلاً للفعل من حيث التعلق يظهر به و هو بمنزلة‌ الصورة النوعية لحلقي المشية و هو حينئذ اثرها و نفسه القابل له و هي التأثير و مؤثره الفاعل له و ذلک مثل حرکة يد الکاتب فانها من حيث نفسه هي هي لا تغاير بينها و بين نفسها ولکن من حيث التعلق بالالف مثلاً فتظهر بالطول و بالباء تظهر بالعرض فالطول و العرض ليسا عين الحرکة لانهما ضدان و يصدر عنها غيرهما و هما محلها من حيث التعلق بذينک الحرفين و يسمي ذلک الفعل امکانياً و اما ما کان بينه و بين الفعل مغايرة تامة کلية مثل الاکوان التي هي امکانات المکونات فتکون الاثرية و المؤثرية بينهما واضحة علي اکمل وجه لبينونة عن الفعل اذ هو فعل راجح کلي و هذا مفعول جايز جزوي و الي هذا الاشارة بقوله تعالي و جعلنا من الماء کل شيء حي أفلايؤمنون و الي هذه الثلثة الاشارة بقول علي عليه السلام في خطبة له ثم انشأ سبحانه فتق الاجواء اقول و ذلک بعد الرتق المشار اليه في الآية و شق الارجاء و سکائک الهواء فاجري فيها ماء متلاطماً تياره الحديث و يکون الامکان حينئذ محلاً للفعل و صورة شخصية له و يسمي ذلک الفعل کونياً و اما المکونات فلاتحتاج الي ايضاح لوضوحها فجميع هذه الکثرات کلها لم‌يخرج في حال عن الامکان الراجح فلاتغاير من حيث الکل نعم الاجزاء بعضها بالنسبة الي بعض متفاوت بحسب ظهور امکانات صفاتها و افعالها و حدودها و بحسب خفائها مثال ذلک کتاب الله مثلاً فانه بکثرة تطوراته من حيث الاجزاء شيء واحد و هو کلام الله سبحانه فان تنزل شيئاً ظهر السور و کل السور هو الکتاب و اذا تنزلت السور کانت آيا و کل الآيات و السور کتاب و اذا تنزلت الآي کانت کلماتاً و کلها کتاب و اذا تنزلت الکلمات کانت حروفاً و کلها بکثرتها و تغايرها کتاب بسيط فليست التفاوت الا بين بعض الاجزاء بالنسبة الي بعض و بالنسبة الي الکتاب بسيطاً فانها ايضاً متفاوتة فليس الکتاب الفاً مثلاً و لا کلمة و لا سورة فافهم تغتنم بما لم‌يسطر في کتاب و لم‌يجر ذکره في خطاب فکذلک اجزاء الامکان بالنسبة اليه کلياً فتکون آثار الاثرية في الاجزاء علي ابده وجه و اوضح حيث فکل تلک الاجزاء هي اثر فعل

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۲۸۱ *»

الله سبحانه اوجدها بنفسه کل في رتبتها وجدها اما بواسطة او بغيرها فالفعل اوجد الحقيقة المحمدية اولاً بنفسها و هي اوجدت آثارها بنفس تلک الآثار و هکذا الي ان ينتهي السلسلة الطولية فکل اثر خلق لمؤثره خلقه بنفسه لا بشيء غيره فهو الفعل لفوقه و هو المفعول علي طبق ما سمعت في المشية کما تري في السراج انه يحدث النور بنفس ذلک النور و ليس بينهما فعل غيرهما و لو کان لکان يري فانه کان اکثف من الشعلة لامحة ففي العيون عن الرضا عليه السلام حين سأله العمران عن الله أليس ساکتاً قبل الخلق لاينطق ثم نطق قال الرضا عليه السلام لايکون السکوت الا عن نطق قبله و المثل في ذلک انه لايقال للسراج هو ساکت لاينطق و لايقال ان السراج ليضيء فيما يريد ان يفعل بنا لان الضوء من السراج ليس بفعل منه و لا کون و انما هو ليس شيء غيره فلما استضاء لنا قلنا قد اضاء لنا حتي استضأنا به فبهذا تستبصر امرک و کذلک الآثار علي طبق صفات مؤثراتها فکما کان الفعل مخلوقاً بنفسه ينبغي ان تکون آثاره ايضاً کذلک نعم التفاوت ان الله سبحانه خلق الفعل بنفسه اولاً ثم خلق الآثار بواسطة الفعل و بنفسه و کذلک آثار الآثار فمعني قوله عليه السلام هذا کما تقول ان النار اشتعلت(اشعلت ظ) السراج بنفسه ثم خلقت الانوار بفعل السراج لا بذاته و لولا ذلک لم‌ينتهي الخلق ابدا فانه لو کان کل شيء يخلق الشيء بفعل غيره لکان حکم فعل الفعل مثل الفعل و کذا فعل فعل الفعل و هکذا فانه لا تفاوت بينهما و بذلک صار الفعل و الفاعل و المفعول في کل رتبة عين الآخر فافهم المراد و  لاتخض فيه بالالحاد فليست الحقيقة المحمدية عين فعل الله سبحانه بل عين فعل فعل الله و کذلک اثرها عين فعلها و هکذا الي ان ينتهي الخلق و لما کان الفاعل للفعل هو الحرکة الايجادية من حيث انها موجدة نفسها قلنا ان الفاعل عينه کما ان الظاهر عين الظهور فانه لا ظاهر للظهور غير نفسه فيا اخي انه بحر عميق و واد سحيق فلاتخض فيه الا بنظر دقيق فاني

اخاف عليه من غيري و مني   و منک و من مکانک و الزمان

فمجمل القول ان کل اثر شبح منفصل لمؤثره و الشبح مخلوق بنفسه کما في

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۲۸۲ *»

الشمس التي جعلت عليه دليلاً ان نورها شبحها اوجد بنفسه التي هي فعل الشمس و مفعولها و کذلک لا حرکة لحرکة يدک حين تکتب الا انتقال المداد علي هيئة الحرفية و هو اثرک کذلک شبحک في المرآة لايوجد الا به و کذلک شبح شبحک في مرآة آخر و هکذا فاتحد الفعل و المفعول و الفاعل بهذا اللحاظ و اما اذا اردت بالفعل الحرکة التي خلقت الذات اثرها بها فلا او اردت الفاعل الصادر الاول عن الذات فلا فافهم مرادي تهتدي ان شاء الله تعالي و کتب ذلک کريم بن ابراهيم في رابع عشرين من شهر شعبان المعظم  سنة 1248.

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۲۸۳ *»

بسم الله الرحمن الرحيم

واردة في شأن ساير الآثار الصادرة عن الحقيقة المحمدية عليها صلوات الله و بيان شرذمة فيها و ساير تنزلاتها.

اعلم ان الله سبحانه بعد ما خلق المشية بنفسها خلق حقيقة المحمدية بها فهي منها کالمحل و الحديدة للنار و الزيت الذي يکاد يضيء و لو لم‌تمسسه نار ثم خلق ماسواها بها کمايدل عليه قول علي عليه السلام في کتابه الي معاوية نحن صنايع الله و الخلق بعد صنايع لنا و في رواية صنايعنا و غير ذلک من الاحاديث التي لايمکنني ضبطها من کثرتها و في القرآن قوله تعالي ان الينا ايابهم ثم ان علينا حسابهم و يقول الهادي و اياب الخلق اليکم و حسابهم عليکم و قال الله تعالي کما بدأکم تعودون و قال تعالي صراط الله الذي له ما في السموات و ما في الارض فقال عليه السلام يعني علياً و غير ذلک کثيرة و في الحديث القدسي لولاک لماخلقت الافلاک الحاصل فعلم مما سلف من الدلايل الحکمية و مما خلف من الاحاديث و الآيات ان الصادر الاول هو الحقيقة المحمدية صلوات الله عليها و اما ساير الخلق فمن شعاع انوارهم عليهم السلام و عکوساتها و تحقق ذلک ان الله لما خلق الحقيقة المذکورة بها کانت هي مرکبة لامتناع ذلک في الامکان کماقال الرضا عليه السلام ان الله لم‌يخلق شيئاً فرداً قائماً بذاته دون غيره للذي اراد من الدلالة عليه و سبقت الحکماء به ان کل ممکن زوج ترکيبي و ذلک ان کل اثر لامحة له جهة اثرية لمؤثره و الا لم‌يکن اثراً له و له جهة نفسية و الا لم‌يکن هو هو فکانت تلک الحقيقة ايضاً مرکبة من جهتين جهة وجود و مادة و اثرية و هي کونها من الامکان الراجح الذي کان محلاً للفعل و صورة نوعية فان کل شيء من الامکان لامحة و مر دليله ايضاً و جهة انية و نفسية و صورية و هي کونها هي هي

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۲۸۴ *»

مادة نوعية لما تحتها و ايضاً قد مر الکلام في ان ذلک الامکان الراجح هو الصورة النوعية للمشية کصورة الخشبية لها لاتقوم الا بها و قد قلنا ان ذلک الامکان هو هي الا انه عند التعلق قد تميز عنها فکانت مادة الحقيقة المذکورة هي ذلک النوع اي المشية مع محلها و صورتها هي تعينات نفس الامکان الفعلية فکانت تلک الصورة الصورة الشخصية لنوع المشية مثل صورية السريرية له فتم بذلک خلق المشية في خلقين و ذلک قولهم عليهم السلام نحن محال مشية الله فبذلک تمت کلمة ربک صدقا و عدلا فکانت هي اي الحقيقة کالحديدة المحماة و الاسم الفاعل قال الله تعالي و لله الاسماء الحسني فادعوه بها و قال عليه السلام نحن الاسماء الحسني و هذه الرتبة هي المقامات المشار اليها في قول الحجة عليه السلام و آياتک و مقاماتک التي لا تعطيل لها في کل مکان و قول علي عليه السلام سبحان من لاتبيد معالمه و هذه هي الزيت الممسوس بالنار فهي السراج المنير الحاصل فاستطردت من ذلک السراج الانوار و ظهرت من تلک الانوار الآثار و بدت من تلک السماء حقايق الانبياء الخيار عليهم صلوات الله الملک الجبار و الدليل علي ذلک قول رسول الله صلي الله عليه و آله کما روي في العوالم في حديث جابر اذ قال له اول خلق خلقه الله ما هو فقال نور نبيک يا جابر الي ان قال و اقام القسم الرابع في مقام الحياء ما شاء الله ثم نظر اليه بعين الهيبة فرشح ذلک النور و قطرت منه مائة الف و اربعة و عشرون الف قطرة فخلق الله من کل قطرة روح نبي و رسول الحديث و ايضاً لا شک ان بعد رسول الله و آله صلوات الله عليهم ليس اشرف منهم لانهم هم الوسايط بين الخلق و بين الله تعالي و السفراء من الله الي الخلق و من الخلق الي الله تعالي و التحقيق في صفة صدورهم و کونهم ان کل ماسوي المشية انما هي من الجواز فانها موقوفة بواسطة او وسايط فاذا تحققت الواسطة تحققت و الا فلا فليس لها رجحان من حيث نفسها فبذلک صارت الحقيقة المحمدية لها لحاظان فبلحاظ انها محلة المشية و هي راجح الوجود لعدم توقفها بغير نفسها و هي شرط لظهورها تلحق بالراجح و من حيث انها غير المشية مخلوقة بها تلحق بالجواز و

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۲۸۵ *»

الحق انها برزخ بين الرجحان و الجواز فمن حيث اعلاها تلحق بالرجحان لانها مادتها من الامکان الراجح و من حيث اسفلها اي حيث انيتها من حيث هي هي من الجواز فانها حينئذ ملحوظة فيها حيث المادة لما تحتها فهي حينئذ امکان راجح لبست حلية الکون و بذلک صارت من الامکان الجايز لان الامکان الراجح من حيث انه مادة الاکوان يسمي جايزاً فانه من هذا الحيث متوقف بالغير فافهم ذلک.

فاذا عرفت ان ما سوي المشية هو الامکان الجايز و هو محل الاکوان و المکونات فاعلم ان الجواز هو بحر بسيط لاتکثر فيه بوجه من تکثرات دونه و ان کان اکثف من الرجحان و هو من حيث الکل مادة الحقيقة المحمدية فانه من هذا الحيث هو اول مخلوق بالمشية و صورته هي تأييداته الفعلية بحسب رتبته فلم‌يکن لاحد من تکثرات اجزائه فيه نصيب يعني ليس احد من اجزائه من حيث هو اياه من حيث هو و هذا معني ما ورد عن ابي‌عبدالله عليه السلام خلقنا الله من نور عظمته ثم صور خلقنا من طينة مخزونة مکنونة من تحت العرش فاسکن ذلک النور فيه فکنا نحن خلقاً و بشراً نورانيين لم‌يجعل لاحد في مثل الذي خلقنا منه نصيبا الحديث فهذه الحقيقة مادتها هي الامکان الراجح المأخوذ مادة لها و صورتها تأييداتها الفعلية الفؤادية قائمة بالمشية قيام صدور لانها صدرت عنها و قائمة بجهتيها قيام رکن و مادتها قائمة بصورتها قيام ظهور فلولاها لم‌تظهر اي لم‌تکن مادة و کانت امکاناً راجحاً و صورتها قائمة بمادتها قيام تحقق فلولاها لم‌يتحقق فانها من شئون نفسها من حيث هي هي فهذه الحقيقة کلما قربت من نفسها من حيث الامکان الراجح لطفت و رقت حتي کادت ان لاتتمايز و کلما بعدت و قربت من حيث نفسها کثفت و تکثرت حتي بدت آثار المغايرة في وجهها و لماکان کل شيء مخلوق بنفسه کما حققناه سالفاً فکانت الحقيقة هي الفعل و هي المفعول فجهة اعلاها هي حيث فعليتها و جهة اسفلها هي حيث مفعوليتها فکلما قربت جهة اسفلها من اعلاها تقاربت منها حتي اتحدت معها و انعدم لحاظ المفعولية منها و کلما بعدت تباعدت حتي ظهر حيث المفعولية و

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۲۸۶ *»

الاثرية فيها فکانت حينئذ صورة لها و محلة لها ثم لها من حيث الصورية عند کمال البعد کثرات تظهر في عوارض افعالها الفؤادية التي هي ناشئة من قبولها الذي هو فعل القابل تبلغ الي مائة الف و اربعة و عشرين الف رأس کما سنشرحه لک ان شاء الله تعالي في ذيل الواردة فهي آثار لها من حيث فعليتها لانها مخلوقة بالنفس يعني نفسها من حيث معلوليتها خلقت بها من حيث عليتها و هذه الرؤس هي من شئون نفسها بدت و ظهرت و تمايزت و تغايرت فصارت حيث اثريتها لائحة و هي تغايرت الکل الذي هو حيثها الفاعلية و مباينة عنها بينونة صفة لا عزلة لانها ليست قسيماً للکل بل تکون اثراً لها صادرة عنها و کذلک لهذه الرؤس وجوه هي من الرؤس کالرؤس من الحقيقة حرفاً بحرف بلا زيادة و لا نقصان و کذلک لتلک الوجوه وجوه و لوجوه الوجوه وجوه حتي يبلغ ثمانياً و تتکثر في کل رتبة بحسبها الي ان ينتهي السلسلة فافهم.

و اما تحقيق مراتب التنزلات الوجودية فاعلم انه لماکان کل مکون مرکباً من شيئين وجود و ماهية و مادة و صورة لا ظهور للوجود الا بالماهية و لا تحقق للصورة الا بالوجود کماسمعت فکان الصادر الاول اي الحقيقة المحمدية صلوات الله عليها التي هي مادة المواد و ذات الذوات کذلک لا ظهور لها الا بصورة و ماهية و تلک الصورة و الماهية هي من جهتها من نفسها و هي صادرة عن فعل الله العرضي نسبته الي فعل الله الذاتي نسبة الماهية الي الوجود و سنشرح بيان ذلک في واردة اخري فلها اي للحقيقة المحمدية مراتب و مقامات بحسب قربها من حيث ماديتها و بعدها عنها فاول ما تنزل بالبعيد تنزل الي العقل و هو مرکب من مادة و صورة مادته هي الوجود المتعين بتأييدات الفعلية الفؤادية و صورته التأييدات الفعلية العقلية الکلية المعنوية فاذا تنزل الوجود الي رتبة العقل و اکتسي حلية تعينات العقلية صار الوجود غيباً و العقل شهادة له و صار العقل من حيث هو هو هو المادة و تنزل بتعيناتها الي رتبة‌ الرقيقة و اکتسي حلية البرزخية و هي صورة رقيقة اعلاها تقرب من المعني و اسفلها من الصورة فهي کصورة ورقة الآس هکذا  فصار العقل غيبا فيها و شهادة لها و تنزلت بتعيناتها فکانت مادة للنفس و اکتسي حلل

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۲۸۷ *»

النفسية من الصور و صارت في غيبه و هي صارت شهادته و هکذا الي ان انتهي الي الجسم و مثال هذين المقامين اي السلسلة الطولية و العرضية مثل السراج و اشعته فان السراج نفسه هو آية مراتب التنزل و هو مرکب من مادة هي الاستضائة و صورة هي الدخان المکلس فالشعلة کلما تقرب من الاستضائة تکون اضوء و الطف و کلما تقرب من الدخان کانت اظلم و اکثف و هي بالتنزل و اما الانوار و الاشعة فهي آية الآثار و المؤثرات فنور السراج اولاً هو اول صادر منه و هو ايضاً له مراتب من القرب و البعد و هي آية تنزله و لنورها نور و له ايضاً له مراتب و هکذا الي ان ينتهي الثمان مراتب فافهم فظهر في تلو التلويحات ان کثرات الآثار تنشأ عن الصورة النوعية و کثرات التنزلات تنشأ عن الصورة الشخصية.

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۲۸۸ *»

بسم الله الرحمن الرحيم

واردة في سر لطيف و علم شريف.

اعلم انه لما کان کل مدرک مدرکاً لما هو من جنسه کما ورد عن علي عليه السلام انما تحد الادوات انفسها و تشير الآلات الي نظائرها فلايدرک الکثيف اللطيف الا ان يتنزل اللطيف فيظهر في الکثيف و لا اللطيف الکثيف الا بافعاله الظاهرة في الکثيف فاذا تقرر ذلک و تحقق نقول ان الشيء الرقيق الصافي اللطيف لايظهر للعين فان العين مدرکة للالوان و الاشکال و ليس له صورة يظهر بها و لا شکل کالهواء و النار و النور و الماء اذا کان کذلک و ما اشبهها فلايظهر شيء من هؤلاء للعين الا عند اقترانها بالکثيف من الاشباح و الاشکال و بذلک لا ظهور لها الا بالوان الاشياء و اشکالها و کيفية ظهورها بها تشکلها و تلونها بشکلها و لونها و تکثفها لاقترانها بذلک الشکل و اللون و تجانسها بذلک للعين فتدرکه عند ذلک العين للمجانسة و هذا الحکم اذا کان اللطيف حاکياً لما ورائه فظاهر لقبوله ذلک الشبح مما وراه بصفائه و لطافته و تلونه و تشکله علي هيئة و لم‌نرد من تشکله و تلونه الا انه لم‌يحجبک عما وراه بانية منه و اظهر لک شبحه علي ما هو عليه بانفعاله من الشبح المنفصل منه و منشأ هذا الانفعال ذلک اللطيف دون ذي الشبح و منشأ الشبح هو ذي الشبح دون اللطيف فلولا الصافي لم‌يظهر الشبح و لولا ذي الشبح لم‌يوجد الشبح و هذا الشبح شيء اوجده ذي الشبح في بطن ذلک الصافي فلاوجود له قبل الصافي الا في الرتبة ولکن في الوقت متساوقان و لم‌يوجد الا بعد انفعال الصافي و لم‌نرد بالرتبة الا بيان توقف الظهور علي الوجود لا العکس و الا لا وجود للشبح في المسافة الممتدة بين الصافي و ذي الشبح بل ليس بموجود الا في بطن الصافي الا انه لما وجد في بطن الصافي حين وجد کان وجوده قبل ظهوره و قولنا اوجده ذي الشبح فانما هو عبارة عن ظهوره بذلک الشبح و توجهه للصافي حتي انفعل و الا فليس بفعل منه و انما الفعل من الصافي بانفعاله و لما

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۲۸۹ *»

حصل الانفعال بتوجه ذي الشبح قلنا هو بفعله اي بتوجهه و ظهوره للصافي و هذا معني ما نقول ان المفعول هو فاعل فعل الفاعل له و الا فلايخرج شيء حقيقة من ذي الشبح و يدخل بطن الصافي بل هو انفعال للصافي علي هيئة ذي الشبح عند توجهه فافهم و اما اذا لم‌يکن اللطيف حاکياً لما وراه بسبب حاجب مانع فيحکي ما هو قباله و امامه و يظهر بلونه و شکله و ذلک حينئذ بحسب صفاء الصافي مع عروض الحاجب فاذا کان الحاجب صافياً بنفسه و اعانه صفاء الزجاج حکي صورة امامه علي اکمل الوجوه و احسنها و تنقص کمال الحکاية بحسب نقصان صفاء الحاجب و ذلک لما قررنا ان الصافي يحکي ما يقابله و ينفعل علي هيئته فاذا کانا طرفيه سواء في الصفاء و اللطافة و لم‌يحجبه شيء يظهر فيه اظهر الشبحين و يخفي اخفيها و ذلک بحسب ظهور ذلک و خفاء ذلک لان النور يقهر الظلمة فبحسب ظلمة احد الشبحين يخفي و بحسب نور الآخر يظهر فاذا نظرت اليه و کان وراه انور لم‌تر شبحک فيه و تري وراه و اذا کانت جهتک انور تري امامه اعني جهتک و لم‌تر وراه و ذلک اذا کان النور و الظلمة علي کمال ما ينبغي و الا فيختلف ظهور الشبحين و خفائهما بحسب شدتهما و ضعفهما في النور و الظلمة فاذا حجب الصافي شيء عن جهة اظطلم علي کما ما ينبغي … (من هنا سقطت ورقة او اوراق من النسخة و بقيت بعدها ورقة واحدة يمکن ان يکون ما فيها بقية هذه الواردة او غيرها و هي:) … يجوز ان تکون قديمة و لا ممتنعه فانه خلاف المفروض فاذا کانت حادثة کانت مخلوقة بفعله سبحانه و ايضاً يتبين لک ان الماهية هي جهة الکثرة و الاختلاف و جهة التمايز و التغاير و انک تعرف ان فعل الله سبحانه بسيط لا تکثر فيه باي اعتبار و حيث و ايضاً تعرف ان کل اثر تشابه صفة مؤثره فيشکل عليک ان الماهية لو لم‌تکن مخلوقة يلزم المحذور الاول و اذا کانت مخلوقة لايمکن ان تکون مخلوقة بالفعل لمکان التغاير بينهما و لزوم کون الاثر حاکياً لصفة مؤثره فنقول عند ذلک لو اردت الجولان في هذا المصاف فعليک بالتدبر و الانصاف فذلک بحر ضل فيه السوابح و قصر عن ادراک ذاک القرايح فاجعل سفينتک

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۲۹۰ *»

الاخلاص و سکانها الانصاف و شراعها الشوق الي ذلک المصاف لعلک تصل الي ذلک الحريم و تستأنس باظلال تلک النعيم.

اعلم ان الله سبحانه لماخلق الفعل بنفسه حصل له مع بساطته و وحدته حيثان و جهتان جهة مفعولية و جهة فعلية فجهة الفعلية هي الحرکة الايجادية بها اوجد ما اوجد و جهة المفعولية و هي السکون و ذلک السکون هو نفس ذلک الفعل من حيث نفسه و ذلک ان الحرکة حرکة لفوقها لا لنفسها بل نفسها سکون يعني ابداً دائماً حرکة لا تتغير و لا تزول عن حالها و لم‌نرد بالساکن الا الثابت علي حال واحد و بذلک ورد الحديث في التعبير عنه خلق ساکن لايدرک بالسکون و في الدعاء و باسمک الذي استقر في ظلک فلايخرج منک الي غيرک مع انه قد ورد في التعبير عن علي عليه السلام انه هو الحرکة الايجادية فالمشية عبارة عن المرکب من هذين الوجهين و هاتين الجهتين و هي قائمة بهما قيام رکن و السکون قائم بالحرکة قيام تحقق و الحرکة قائمة به قيام ظهور فلولا السکون لم‌تظهر الحرکة فانه لم‌تظهر الحرکة الا في متحرک و لولا الحرکة لماتحقق السکون فانه هو جهتها من نفسها فلولاها لم‌يکن فالحرکة هي المادة و هي المخلوق بالذات و السکون هي الصورة و هي المخلوق بالعرض و الحرکة فعلها التسخين و السکون فعله التبريد و هذا الترکيب بهذه الکيفية شيء لم‌يمکن ان يتحقق الشيء الا به و هذان الجزءان متساوقان في البروز و الوجود و الرتبة لم‌يتخلف هذا السکون عن تلک الحرکة في رتبة من المراتب و هو عينه من کل جهة الا انک اذا اخذته فعلاً کان حرکة و ان اخذته مفعولاً کان سکوناً ثم خلق الله الاشياء بالمشية و من المعلوم ان الاثر تابع لصفة موثره فاول ما خلق الله سبحانه بالفعل هو الوجود و هو مادة المواد و باب المراد و اصل کل شيء و سنخ کل مکون و هو اثر لفعل الله سبحانه تابع لصفته دال عليه هيئته تشابه هيئته حرفاً بحرف فکما کان الفعل هيئته السکون و مادته الحرکة فينبغي ان يکون الوجود ايضاً له هيئة تدل علي هيئة مؤثره و الا لم‌تکن اثراً له و تکون نسبته الي الوجود مثل نسبة السکون الي الحرکة فتکون

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۲۹۱ *»

صورة له و عرضياً و ثانياً و محلاً و مخلوقاً به و سکوناً و مفعولاً کما کان الوجود مطابقاً لهيئة الحرکة و کان مادة و ذاتياً و اولاً و حالاً و خالقاً و حرکة و فعلاً و ذلک ان کل شيء عندنا مخلوق بنفسه قبولاً و ايجاداً الا انه بعضها بلا واسطة و بعضها بواسطة او وسايط فالمشية خلقت الوجود …

(الي هنا کان في النسخة)

 

[1] الواردة المشاراليها المذکورة في النسخة الخطية قبل هذه الواردة هي المسجلة تحت الرقم 349 في الفهرست و قد طبعت في مجموعةالرسائل 64 و اما هذه الواردات لم‌تطبع بعد.