فائدة في الوجودات الثلاث
من مصنفات
العالم الرباني و الحکيم الصمداني
مولانا المرحوم حاج محمد کريم الکرماني
اعلياللهمقامه
«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۲۶۵ *»
بسم الله الرحمن الرحيم
فائدة: اعلم ان الله سبحانه يقول قل اي شيء اكبر شهادة قل الله شهيد بيني و بينكم و قل سنريهم آياتنا في الافاق و في انفسهم حتي يتبين هم انه الحق اولم يكف بربك انه علي كل شيء شهيد الا انهم في مرية من لقاء ربهم الا انه بكل شيء محيط و قال اولم ينظروا في ملكوت السموات و الارض و قال فبأي حديث بعد الله و آياته يؤمنون فانت اذا نظرت الي هذه الاجسام المشهودة من السموات و الارض و ما بينهما تري كل شيء منها مركبا من صورة شخصية بها هو غير ما في عرضه و من مادة تريها ايضا في ساير الافراد التي هي في عرضه مثلا اذا نظرت الي سيف خاص تري فيه صورة شخصية بها هو غير ساير الاسياف و تري فيه ايضا معني سيف هو ايضا موجود في سيف غيره فهذا سيف طويل و ذلك سيف قصير مثلا فالطول ينافي القصر لكن لاينافي احدهما السيف و السيف يمكن ان يكون طويلا و يمكن ان يكون قصيرا فالطول و القصر صفتان زمانيتان و اما السيف بالنسبةاليهما فدهري فلاجل ذلك يظهر السيف الدهري في جميع الاسياف من اول الزمان الي آخره و تراه في كلها رأي العين و للسيف صورة مقومة بها يكون سيفا و متممة بها يكون طويلا و قصيرا و لابد و ان يظهر في احدي تلك الصور المتممة و يتمثل بها و اذا نظرت الي السيف و السكين و السفود تري كل واحد منها ذا صورة بها يمتاز عن ساير الافراد و ذا معني يشترك فيه جميع الافراد و هو الحديد و كل صورة شخصية تنافي الصورة الاخري و لاينافي شيء منها الحديد فالحديد يمكن ان يكون سيفا و سكينا و سفودا و هكذا و لابد و ان يظهر الحديد باحدي تلك الصور كما انه لابد و ان يظهر السيف باحدي صوره كما مر فللحديد صورة مقومة بها الحديد حديد و متممة بها سيف و سكين و سفود ثم نظرت الي الحديد مع الفضة و الذهب و ساير الفلزات تريها كذلك عند المعدني المنطرق
«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۲۶۶ *»
و هكذا يترامي الامر الا ان يصل الي الجسم فهنالك تري كل جسم من الاجسام الظاهرة مركبا من صورة متممة و من معني الجسم فالجسم حقيقة دهرية و جميع المتممات بالنسبة اليه زمانية و لابد و ان يظهر باحدي تلك المتممات البتة و يتمثل بها و الجسم يمكن ان يتمثل بكل واحدة من تلك المتممات و كل متممة تنافي اختها و لاينافي شيء منها الجسم البتة الاتري انه يمكن ان يكون الجسم عرشا و كرسيا و افلاكا و عناصر فالجسم و ساير آياته لايتحصص ابدا في الافراد و ما تري في تحصص الطين في اللبن فالطين الدهري لميتحصص و انما يتحصص الكومة من الطين و هي ايضا لبنة اي صورة متممة ذات كم زماني و ليس ذلك الا كان تكسر لبنة كبيرة و تصيغها لبنا عديدة صغيرة فالدهري لايتحصص في الزمانيات ابدا و انما يتحصص الكم الزماني الي كموم صغيرة زمانية و لذلك تري ان الماء لايتحصص اذا يصدق علي كل حصة الماء بعد و انما يتحصص الي اربعة ارباع المن فكل ربع منها ربع المن لا ربع الماء فاذا صعدت هكذا تري دهريا واحدا في جميع الاشياء و جميع ماسواه متممات و تمثلات له و ذلك الواحد هو الماء فان كل ما تري منه و من الماء كل شيء حي و هو مادة المواد و دهر الدهور و يعبر عنه بالوجود المقيد و ان شئت فسمه شيئا لانه المشاء الاول و هو بحر الصاد و مادة المواد و مرجع الاحاد فجميع ماتري في الغيب و الشهادة وجود قد تميز عن غيره بصورة خاصة و جميع ماسواه متممات و مميزات له و لست اقول كلها قد عرضته بلاواسطة بل منها بلاواسطة و منها بواسطة و منها بوسائط كما عرفت من عروض المتممات علي الجسم و خروجها من امكانه فذلك الوجود هو امكان جميع المتمما و صلوحها يصلح لان يتصور بصورها لاينافيها شيء منها و ان كان ينافي بعضها بعضا كما عرفت و ذلك الوجود هو اظهر شيء و ابينه لايخفي علي احد ممن له ادراك ما حتي الحيوانات و هو اظهر من المتممات فلاتميزها فهذا الوجود هو فوق جميع المتممات و دهرها و لكن لكونه دهر الدهور لاتحسب من تلك الدهور فاصطلح عليه السرمد و يقال هو من عالم السرمد ففيه لحاظان لحاظ
«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۲۶۷ *»
كونه مادة المواد و امكان جميع الاكوان و الوجود الساري في الكل و لحاظ فعلية لله سبحانه فمن حيث الفعلية هو مشية امكانية فحيث كونه امكانا هو محل المشية و من حيث كونه مشية هو الحال و الحيثان في غاية الاتحاد الامكاني لاتقل فعلي ذلك ان الوجود المقيد هو الوجود المطلق فان هذا الوجود من حيث الذات مطلق و من عالم السرمد و من حيث الظهور مقيد و من عالم الدهر و آيته الجسم فانه من حيث الظهور مقيد و متمثل بالمتممات و في عرضها و مقيد بوجود سابق هو المشية و من حيث الذات فوق العرش و مطلق عن جميع القيود و المتممات و هو المشية الجسمانية الاطلاقية بالجملة هذا الجسم المطلق هو الجسم بشرط لا لانه امكان الكل و هو ركن الافلاك و العناصر و مادتها النوعية و اما الجسم لابشرط فهو المطلق علي العرش بمادته و صورته و علي الكرسي و علي الافلاك و علي العناصر و علي ما بينهما جميعا علي حد سواء و هو آية الوجود الحق و ليس هو ركن الاجسام و مادتها فلو نظرت الي الوجود الحق لرأيته غير ركن للموجودات و غير متصور بصورة بل الوجود بالذات فيمتنع معه غيره اذ لا شيء سوي الوجود الذاتي و ما سواه امتناع ذاتي فهو اذ ذاك هو لا شيء سواه علي معني الامتناع و هو اظهر من كل شيء كيف لا و هو اذ ذاك هو لا شيء سواه و هو قوله عليه السلام أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتي يكون هو المظهر لك متي غبت حتي تحتاج الي دليل يدل عليك و متي بعدت حتي تكون الاثار هي التي توصلني اليك عميت عين لاتراك و لاتزال عليها رقيبا و قوله ما رأيت شيئا الا و رأيت اله قبله و قوله أولم يكف بربك انه علي كل شيء شهيد الا انهم في مرية من لقاء ربهم الا انه بكل شيء محيط قل اي شيء اكبر شهادة قل الله فهو الذي لاينسب اليه شيء و لايضاف اليه شيء و لايرتبط به شيء اذ لا شيء حيث هو و ذلك بحر ضل فيه السوابح فهو لايتحد بشيء غيره و لايحل في شيء سواه و ليس بكل ما سواه اذ لا سواه حيث هو علي معني الامتناع اذ هو الوجود الذاتي و جميع الحوادث وجودات وصفية و لها اضداد الا هو جل و
«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۲۶۸ *»
علا حيث لا ضد له و لا ند و لا شبيه و لا نظير دل علي ذاته بذاته و تنزه عن مجانسة مخلوقاته و هو عماء مطلق و كلما تكلمت فيه ازداد عماء فالاولي السكوت عنه فان الي ربك المنتهي فجميع ما يتكلم فيه هو الوجود المشار اليه فهو الله الخالق الرازق المحيي المميت الفاعل الموجد هو الاول و الاخر و الظاهر و الباطن و هو بكل شيء عليم لا اله الا هو العزيز الحكيم العليم القدير الخبير المعبود الواحد الفرد الي آخر الصفات و للوجود الاول الذي مر آنفا اربع مقامات بداهة و لنمثل لك بالجسم فالاول هو مقام الجسم لا بشرط و هو الذي لا شيء سواه في عالم الاجسام و الثاني هو الجسم بشرط لا و هو مادة الكل التي ظهرت بالمتممات و هذا الجسم هو ظاهر الجسم الاول و تجليه الاعظم و اسماؤه الحسني و صفاته النعمي و الثالث مقام العرش و مبدأ الاكوان و غاية الاعيان و باب الرحمان و الرابع مقام الانسان الجامع لجميع المراتب و الحاكي لجميع الانوار المتقدمة في مقام الرعية و الامامة عليهم فافهم ما القيناه اليك فانها بيانات كشفيةو تحقيقات خفية و هذا الوجود يعرف كليا و لايعرفه امثالنا شخصيا بالبرهان العقلي و ان كان يمكن التكلم فيه بمعونة السمع و النطق ولكن ليس بحيث يعرف به حق الواقع فلابد من السمع و النطق و قد قام الضرورة و الحمدلله علي ان محمدا و آل محمد (ع) اول الكاينات و اشرف الموجودات لايسبقهم سابق و لايفوقهم فائق و لايلحقهم لاحق و لايطمع في ادراكهم طامع و كفي بذلك اصلا لكل خير و الحمد لله الهادي الي طريق الرشاد و صلي الله علي محمد و آله الطيبين و لعنة الله علي منكري فضائلهم اجمعين قد كتبه بيمناه الداثرة كريم بن ابراهيم في غرة ربيع الاول في سنة 1278.