04-04 مکارم الابرار المجلد الرابع ـ الفوائد السبع ـ مقابله

الفوائد السبع

 

من مصنفات

العالم الرباني و الحکيم الصمداني

مولانا المرحوم حاج محمد کريم الکرماني

اعلي‌الله‌مقامه

 

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۲۷ *»

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين و الصلوة على محمد و آله الطاهرين و لعنة الله على من نصب لهم ابدالابدين.

و بعد – فيقول العبد الاثيم الجانى كريم بن ابرهيم الكرمانى ان هذه فوائد لطيفة و عوائد شريفة لم يكشف لثامها و لم يفض ختامها لم يذكر اغلبها فى كتاب و لم يجر ذكرها فى خطاب كتبتها فى امهات المسائل الالهية و اصول المطالب النبوية و حقايق المقاصد الولوية فيا ايها المطلع عليها اعرف قدرها و اغل مهرها فانها حسناء قد عقمت امها خلفها و درة قد جفت يمها بعدها فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ان فى ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع و هو شهيد فانصف ربك و لاتخاطر بنفسك و اجمع قلبك فكم من خبايا اخفيها فى زوايا و الله خليفتى عليك و لا حول و لا قوة الا بالله العلى العظيم.

الفائدة الاولى

فى معرفة البيان على ما عرف الله نفسه به قال الله تعالى اولم يكف بربك انه على كل شى‏ء شهيد. الا انهم فى مرية من لقاء ربهم. الا انه بكل شى‏ء محيط و قال قل هو الله احد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً احد و قال على عليه‏السلام اما البيان فهو ان تعرف الله سبحانه ليس كمثله شى‏ء فتعبده و لا تشرك به شيئاً الخبر. و قال على بن الحسين عليه السلام يا جابر اثبات التوحيد و معرفة المعانى اما اثبات التوحيد فمعرفة الله القديم العامة الذى لاتدركه الابصار و هو يدرك الابصار و هو اللطيف الخبير و هو غيب كما وصف به نفسه الخبر. فهذا مقام السر المقنع بالسر و حق الحق و سبحان الله عما يصفون و الغيب الممتنع الذى

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۲۸ *»

لايدرك و ما لا يقع عليه اسم و لا رسم و الذات و مقام التوحيد و سر التفريد و نريد ان نشرح ذ لك على ما عرفنا الله سبحانه فى مقاماته و علاماته و صفاته و آياته كما تأتى.

اعلم ان الله سبحانه احد فلايتناهى الى غ يره من كون او امكان خلق او امر اذ لا غير معه فلو انتهى الى شى‏ء لصار محدوداً و كل محدود بحد له جزؤ قريب الى حده و جزؤ بعيد عن حده باى اعتبار كان و ما هو ذو اجزاء غير الاحد جل شأنه و ما سوى الاحد مثنى و كل مثنى متلاشى عند الاحد النافذ باحديته فى حديهما و محدوديهما و كلهما و جزئهما و كليتهما و جزئيتهما و ذاتهما و وصفهما بلاكيف و لا مظروفية و حلول و لا كنفوذ شى‏ء فى شى‏ء فالاحد هو ما ليس له جزؤ و جزؤ و لا يتناهى الى غيره من ذات او صفة حد او محدود جوهر او عرض قد طوى بوحدته جميع ذلك فهو اذ ذاك فى كل مكان و لا يخلو منه مكان و لا يحويه مكان اذ لا يتمكن فى مكان فلا خلقه خلو منه فيحد و لا هو خلو من خلقه فيتناهى فاذا هو حيث هو لا شى‏ء سواه و لا موجود دونه كان كذلك قبل الخلق و مع الخلق و بعد الخلق بلا تغير و لا تبدل و هو سبحانه صمد فلا يخرج منه شى‏ء ا ذ لم يكن فيه شى‏ء و لا يدخل فيه شى‏ء اذ لا شى‏ء سواه حيث هو و هو دائم لم يزل و لا يزال لانه قد طوى الاوقات بصمدانيته و سؤدده و نفذ فى البقاء و الفناء باحديته و ملا ما سواه بقدسه لم يلد بان يخرج منه شى‏ء كثيف او لطيف او يتشعب منه البداوات فلم يخرج و لم يظهر منه شى‏ء و لم يولد كما يخرج الاشياء الكثيفة من عناصرها او الاشياء اللطيفة من مراكزها و لم يكن له كفواً احد اذ كل ما سواه خلقه و عبده و ضرب الله مثلا هل لكم مما ملكت ايمانكم من شركاء فيما رزقناكم فانتم فيه سواء ليس كمثله شى‏ء اذ حيث هو لا شى‏ء دونه و حيث خلقه فالكل عبده و مربوبه فانى يكون له كفو و مثل و شبيه فهو سبحانه ذات قديمة احدية المعنى لاتثنى و لاتجزى و لاتتناهى و لا تميز فلايعرفه سواه و لا يعلمه غيره و لا يصل اليه احد دونه كائناً من كان بالغاً ما بلغ لاملك مقرب و لا مؤمن ممتحن و لا نبى مرسل

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۲۹ *»

حتى محمد صلى الله عليه و آله و سلم باعلى مقاماته و ادق مداركه الا بماعرف نفسه لهم بهم فهم يعرفونه به فلا يذهبن بك المذاهب الفاسدة و الاراء الكاسدة فان كل معروف بنفسه مصنوع و كل ممتاز بعينه موصوف و كل موصوف محدود و كل محدود مثنى و كل مثنى مجزى و كل مجزى خارج عن الاحدية و كل خارج عن الاحدية مطوى تحت الاحد فان قيل هناك لاعارف و لا معروف و لا معرفة فهو اذ ذاك هو لا شى‏ء سواه و ان قيل بوجودها فحدد كل واحد بالاخر و جاء المحذور فسبحان من لا يعرفه غيره و لا يعلمه سواه و هذا تعبير عن الضمير و الا فالمعرفة وجدان بعد فقدان و هو لايفقد نفسه و المعلمة لنفى الخلاف و هناك لا شى‏ء سواه.

و لا تزعمن من تراددى فى اثباته و نفى ما سواه و نفوذه باحديته فيما دونه و طيه بصمديته ما سواه انه كل الاشياء تعالى الله عما يقول الملحدون علواً كبيراً فانى اقدسه عن الانتهاء الى البعض و الكل اما البعض فان المنتهى اليه بعض قد احاط بهما كل و اما الكل فان له بعض و هو مجزى و الاحد لايماثل و لا يجزى فهو سبحانه باحديته امتنع عن الجزئية و الكلية عيناً و كوناً و امكاناً و صلوحاً جايزياً و رجحانياً ذهناً و خارجاً و نفذت احديته عن الكل و الكلية وطوت صمديته الجزء و الجزئية و هما من سنن خلقه و ما سواه و لا يجرى عليه ما هو اجراه و لا يعود فيه ما هو ابداه.

و لا تزعمن مما حققنا انه حال فى خلقه باحد انواع الحلول اذ كل حال انتهى الى محله و كل متناه الى سواه محدود و كل محدود مصنوع فمرادى بنفوذه باحديته فيما دونه عدم تناهيه الى حد او محدود او حال او محل فان كل متناه الى شى‏ء سواه موجود فى حده معدوم فيما وراه و هو سبحانه لايخلو منه مكان فلا يحويه مكان.

و لا تزعمن ايضاً مما شرحنا انه سبحانه متحد مع خلقه باحد انواع الاتحاد فان خلقه محدود و كل متحد مع المحدود محدود مجزى مطوى تحت الاحد سبحانه و اشرت الى نفى جميع هذه الاحتمالات اجمالاً حيث قلنا النافذ باحديته فان نفوذ كل نافذ ينافى الاحدية دون نفوذه سبحانه فان كل نافذ مقترن بما نفذ فيه او بما امتاز منه و به و الاقتران يستلزم التجزية المنافية للاحدية و نفوذه بطى ما سواه على معنى امتناع ذكر غيره حيث يذكر هو سبحانه الا تسمع

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۳۰ *»

الى قوله مایکون من نجوى ثلثة الا هو رابعهم و لا خمسة الا هو سادسهم و لا ادنى من ذلك و لا اكثر الا و هو معهم و كيف تظن بهذه المعية أ هى معية متناهية كمعية زيد مع عمرو فتشبهه بخلقه او معية غير متناهية فيكون قد طوى باحديته الذوات و العقول و الارواح و النفوس و الطبايع و المواد و الامثلة و الاجسام و الاجساد و الكم و الكيف و الجهة و الرتبة و المحل و الوقت و الوضع و الاجل و الكتاب و الحيث و الاعتبار فى جميع تلك الجواهر و تكون بذلك موحداً و لا يسعك ان تقول ان كنت موحداً الا بمعية غير متناهية قال الله تعالى أولم يكف بربك انه على كل شى‏ء شهيد قال الصادق عليه السلام يعنى موجود فى غيبتك و حضرتك الا انهم فى مرية من لقاء ربهم الا انه بكل شى‏ء محيط و انما احاطته احاطة صمدية لاكرية و احاطة غير متناهية من حيث الاسفل اذ لا اسفل و هى هى تلك المعية المذكورة و مع ذلك اقول ان الله خلو من ملكه فلا شى‏ء من خلقه مذكور فيه لابوجود و لاعدم و لااثبات و لا نفى لا عيناً و لا كوناً و لا صلوحاً اذ جميع خلقه بكل اعتبار ممتنع لا شى‏ء الا انه لا شى‏ء فى الازل مع انه شى‏ء حيث هو فيه شى‏ء و ملكه خلو منه فلا يحل فى شى‏ء من ملكه و لا يتحد مع شى‏ء من خلقه و لايقترن بشى‏ء مما سواه هو فى قدمه و قدمه عين ذاته و الخلق فى رتبة الحدوث و حدوثهم عين حقائقهم فلاينزل هو عن قدمه فيشاهدوه و لايصعدون عن حدوثهم فيعرفوه و لاينتهى هو الى خلقه و لاخلقه ينتهى اليه و هو سبحانه وراء مالايتناهى بما لايتناهى و مع ما لايتناهى بما لايتناهى قريب لابمداناة بعيد لابمناءاة داخل فى الاشياء لاكدخول شى‏ء فى شى‏ء و خارج عن الاشياء لاكخروج شى‏ء عن شى‏ء مع كل شى‏ء لاباقتران وناء عن كل شى‏ء لابافتراق شاهد على كل شى‏ء لابمصاقعة و غائب عن كل شى‏ء لاباحتجاب موجود لابمماثلة مفقود لابمزايلة سبحان من هو هكذا و لاهكذا غيره فهذا هو التوحيد الحق و التفريد المطلق على ما وصف نفسه فى كتابيه و وصف برهانه فى سنتيه و دعا اليه من اتبعه على بصيرة فخذ به و كن من الشاكرين و اياك و اتباع سبل الضلالة التى ما انزل الله

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۳۱ *»

بها من سلطان فتكون من الهالكين فسبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين.

و تدبر فى مطاوى هذه القائده بقلب مجتمع فتفوز مع الفائزين فان ما شرحت لك فوق توحيد الموحدين الا عبادالله المخلصين فانى اقتفيت اثرهم عن ايمان و يقين.

 فان كنت ذا فهم تشاهد ما قلنا   و ان لم يكن فهم فتأخذه عنا
 فما ثم الا ما ذكرناه فاعتمد   عليه و كن فى الحال فيه كما كنا
فمنه الينا ما تلونا عليكم   و منا اليكم ما تلوتم به عنا

الفائدة الثانية

فى معرفة المعانى و هى من اعظم المسائل بعد معرفة البيان و اتبعناها بها لانه ليس بينهما افتراق كما قال الحجة عليه السلام فى دعاء رجب و بمقاماتك و علاماتك التى لاتعطيل لها فى كل مكان يعرفك بها من عرفك لافرق بينك و بينها الا انهم عبادك و خلقك فتقها و رتقها بيدك بدؤها منك و عودها اليك و قد ذم الله سبحانه من فرق بين المقامين بقوله و يقطعون ما امرالله به ان يوصل قال على بن الحسين عليه السلام اما المعانى فنحن معانيه و ظاهره فيكم اخترعنا من نور ذاته و فوض الينا امور عباده و قال على عليه السلام اما المعانى فنحن معانيه و نحن جنبه و يده و لسانه و امره و حكمه و علمه و حقه اذا شئنا شاءالله و يريد الله ما نريده فنحن المثانى الذى اعطانا الله نبينا صلى الله عليه و آله و نحن وجه الله الذى يتقلب فى الارضين بين اظهركم فمن عرفنا فامامه اليقين و من جهلنا فامامه سجين و ان شئنا خرقنا الارض و صعدنا السماء و ان الينا اياب هذا الخلق ثم ان علينا حسابهم.

اعلم ان هذا المقام اول مراتب الحدوث فلا حادث قبله و ليس للخلق مقام اعلى منه و هو الذى منه بدئت الموجودات و اليه تعود و هو الذوات الاولى و ن و القلم و ما يسطرون و الماء الذى جعل منه كل شى‏ء حى على العموم و ام

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۳۲ *»

الكتاب التى عنده و مفاتح الغيب التى لايعلمها الا هو و يعلم ما فى البر و البحر و ما تسقط من ورقة الا يعلمها و لاحبة فى ظلمات الارض و لا رطب و لا يابس الا فى كتاب مبين و مقام باطن الباطن و سر السر و سر على سر و سمى هذا المقام بالمعانى لان المعنى مأخوذ من عنى الشى‏ء و به اذا اظهره و ابداه و يقال عنت الارض بالنبات اذا ابدته و اظهرته من نفسها و النبات هو معنى الارض اى ما اظهرته و معنى الكلام ما يظهره المتكلم للسامع بكلامه فيقال عنى زيد بكلامه كذا اى اظهره من نفسه بواسطة كلامه كذا فمعانى الله هى ظواهر الله و تجلياته كما قال على بن الحسين عليهما السلام اما المعانى فنحن معانيه و ظاهره فيكم الحديث. و اما قول الحجة عليه السلام فى دعاء رجب اللهم انى اسئلك بمعانى جميع ما يدعوك به ولاة امرك فهى هذه المعانى ايضاً الا انها اضيفت الى مايدعى به لانها تظهر به فهى من قبيل اضافة العالى الى الدانى كقولك يا الهى و ربى و تلك لمعانى اى الظواهر هى علم الله الذى لايعزب عنه مثقال ذرة فى السموات و الارض و رحمته التى وسعت كل شى‏ء و قدسه الذى ملا الدهر كله و نوره الذى اضاء له كل شى‏ء وقوته التى قهر بها كل شى‏ء و خضع لها كل شى‏ء و ذل لها كل شى‏ء و جبروته التى غلب بها كل شى‏ء و عزته التى لا يقوم لها شى‏ء و عظمته التى ملات كل شى‏ء و سلطانه الذى علا كل شى‏ء و وجهه الباقى بعد فناء كل شى‏ء و اسماؤه التى غلبت اركان كل شى‏ء و علمه الذى احاط بكل شى‏ء و امره الذى يقوم به كل شى‏ء و يده العالية على كل شى‏ء و عضده القوية لكل شى‏ء و لسانه الناطق بقوله كن فيكون و عينه الناظرة و اذنه السميعة و جنبه الذى لايضام و نفسه القائمة لكل شى‏ء بما كسب و بالسنن و عينه التى من عرفها يطمئن و حقه الواجب على كل شى‏ء و نوره الذى لانور سواه و صوته الذى لاصوت غيره فهذه و امثالها من تجلياته العامة و ظهوراته الكلية معانى الله سبحانه و معرفتها من تمام معرفة الله سبحانه بل هى معرفة الله عزوجل و الجهل بها جهل بالله سبحانه لان الله سبحانه لايعرف بكنه ذاته و انما يعرف بآياته قال على عليه السلام دليله آياته و وجوده

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۳۳ *»

اثباته و قال الصادق عليه السلام من عرف مواقع الصفة بلغ قرار المعرفة و لما كان هذا المقام هو ظهور الله العام لكل شى‏ء فى كل شى‏ء حتى لايجهله شى‏ء و لا يعرف الله سبحانه الا بما عرف نفسه به من ظهوره صارت معرفته معرفة الله عزوجل كما قال على عليه السلام معرفتى بالنورانية معرفة الله عزوجل و معرفة الله عزوجل معرفتى بالنورانية و هو الدين الخالص قال الله و ما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء و يقيموا الصلوة و يؤتوا الزكوة و ذلك دين القيمة و قال لايستكمل احد الايمان حتى يعرفنى كنه معرفتى بالنورانية فاذا عرفنى بهذه المعرفة فقد امتحن الله قلبه للايمان و شرح صدره للاسلام و صار عارفاً مستبصراً و من قصر عن معرفة ذلك فهو شاك مرتاب الخبر. و قد اشار الى هذا المقام حيث قال فى خطبة رواها الصادق عليه السلام لمفضل قال فى اثنائها الذى كنا بكينونته قبل الخلق و قبل مواقع صفات تمكين التكوين كائنين غير مكونين موجودين ازليين منه بدئنا و اليه تعود لان الدهر فينا قسمت حدوده و لنا اخذت عهوده و الينا برزت شهوده الخبر. و هذا المقام هو عندالله و من عندالله و ما عندالله كما اشار اليه الله سبحانه و له من فى السموات و الارض و من عنده لايستكبرون عن عبادته و لا يستحسرون يسبحون الليل و النهار لايفترون قال الصادق عليه السلام لمفضل ويحك يا مفضل الستم تعلمون ان من فى السموات هم الملئكة و من فى الارض هم الجن و البشر و كل ذى حركة فمن الذين عنده قال و من عنده قد خرجوا من جملة الملئكة و الجن و البشر و كل ذى حركة فنحن الذين كنا عنده و لا كون قبلنا و لاحدوث سماء و لا ارض و لا ملك و لا نبى و لا رسول الخبر. و قد قال الله سبحانه و عنده‏ام الكتاب و عنده مفاتح الغيب و قال ما عندكم ينفد و ما عندالله باق و قال و ما عندالله خيروا بقى و قال كل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذوالجلال و الاكرام. و قد قال الباقر عليه السلام لجابر الجعفى ان الله خاطب

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۳۴ *»

انوارهم و قال احتجبت بكم عمن سواكم من خلقى و جعلتكم استقبل بكم و اسأل بكم فكل شى‏ء هالك الا وجهى و انتم وجهى و لا تبيدون و لاتهلكون و لايبيد و لايهلك من تولاكم و من استقبلنى بغيركم فقد ضل و هوى الخبر. و هذا المقام تمام ظهور الله الذى لانهاية له فلم يظهر الا به فى جميع الامكان و الاكوان و الاعيان و الجبروت و الملكوت و الملك و بتمامه ظهور الله فلايظهر غيره فبه ملاالله السموات سموات العلل والمبادى و الارضين ارضين المعلولات و المنتهيات حتى ظهر ان لااله الا الله قال الحسين عليه السلام فى دعاء عرفة أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك متى غبت حتى تحتاج الى دليل يدل عليك و متى بعدت حتى تكون الاثار هى التى توصلنى اليك عميت عين لاتراك و لا تزال عليها رقيباً الدعاء. فهذا المقام هو الكلى الذى لايشذعنه شاذ لانه الكتاب المبين الذى احصى كل شى‏ء و لا يغادر صغيرة و لاكبيرة الا احصيها اذ لا شى‏ء الا و هو من آثاره و اشعته و انواره و ظهوراته بل ليس شى‏ء الا هو و لنعم ما قال الشاعر:

ما فى الديار سواه لابس مغفر   و هو الحمى و الحى و الفلوات

قال على عليه السلام فى خطبته الا و انا نحن النذرالاولى و نحن نذر الاخرة و الاولى و نذركل زمان و اوان و قال انا الذات انا الذات فى الذوات انا الذات فى الذوات للذات وقال انا الامل و المأمول.

و شرح هذا المقام على نحو الاشارة و الابهام على ما عرفنا الله سبحانه فى اوليائه الكرام و اوصافه العظام ان الله سبحانه كان ذاتاً بحتاً لا حد له و لا وصف و لا غاية له و لا نهاية يمتنع عليه التغيير عما هو عليه فانه احدى الكنه قائم بنفسه وهو نفسه و نفسه هو لايزول و لا يحول غير متناه الى شى‏ء اذ لا شى‏ء حيث هو لانه احدصمد فلم يلد بان يخرج منه شى‏ء كثيف او لطيف و لم يولد من كثيف او لطيف فتجلى لابحركة بعد سكون و لا بنطق بعدسكوت و لا بانزعاج بعد قرار و

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۳۵ *»

لابتوجه بعد ادبار و لا بخلجان ضمير بعد غفلة و لاباقدام بعد مهلة لا لعلة موجبة و لالغاية مهيجة و لا من مادة قديمة و لا من صورة ازلية و لم يكن ذلك منه بعد زمان ممتد ولا فى مكان ممهد لانه لم يكن غيرهما بين، فيتخلل هناك وقت و لا فراغ فيكون هناك مكان بل هو كيان كينونة قديمة و كمال ذات ازلية لان الظهور تمام البطون و الفعل تمام القوة فما لم‌يكن الشى‏ء تاماً فى ظهوره و بطونه كاملاً فى معناه كان محدوداً متناهياً مخالفاً لمعنى الاحد داخلاً فى حيز الواحد خارجاً عن معنى القدم ملتزماً بالحدوث والاقتران و التركيب قال الصادق عليه السلام كان قبل القبل و قبل ان يحيث الحيث بحيث لاحيث غيره و قبل المكان اذ لا مكان الا ما كونه و هو الى مالا نهاية له لا يحول عن حال و لا عما كان عليه من كيانه و لا يفتقر الي شى‏ء فيستعين به و لا انتسب الى غيره فيعرف به بل هو حيث هو و حيث كان فلم يكن الا هو يا مفضل ان الظهور تمام البطون و البطون تمام الظهور و القدرة و القوة تمام الفعل ومتى لم تكن كليات الحكمة تامة فى بطونها تامة فى ظهورها كانت الحكمة ناقصة من الحكيم و ان كان قادراً الخبر. الم تسمع قوله كنابكينونته قبل الخلق و قبل مواقع صفات تمكين التكوين كائنين غير مكونين موجودين ازليين منه بدئنا و اليه نعود الخبر. و قال الباقر عليه السلام فى خطبة وصف ربه و لا كان خلواً من الملك قبل انشائه و لا يكون منه خلواً بعد ذهابه الخطبة. و تعبيرى بالفعل حيث لاحركة و لانطق من حيث آثار الواحد و انوار الابواب ‏و الا فهناك لافعل و لا قوة و انما هو نفسه و نفسه هو و التجلى تجل بما هو تجل فى رتبة التجلى و ليس شى‏ء غير القديم جل شأنه بما هو قديم فى رتبة القدم فهو هو قديم بما هو قديم ممتنع عن الحدث و التجلى حادث بما هو حادث ممتنع عن القدم فالله قديم ابداً و ازلاً خلواً من ملكه و تجليه حادث ابداً سرمدياً خلواً من خالقه و ليس للتجلى حيث قدم به يكون قديماً ولا لله سبحانه حيث تجل به يكون تجلياً و ليس الله بكل و التجلى بعضه اذ الكل و البعض معاً من صفات خلقه و ليس

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۳۶ *»

بذائب يكون التجلى جموده اذ الذوب و الجمود من آثار مشيته و ليس بلطيف يكون التجلى كثيفه لان اللطافةو الكثافة من ابدائه و ليس باجمال يكون التجلى تفصيله لان الاجمال و التفصيل فى آثار صنعه و ليس بغيب فيكون التجلى شهوده و لا بمبدء فيكون التجلى تنزله لان جميع ذلك من انشائه و لا يجرى عليه ما هو اجراه و لا يعود فيه ما هو ابداه بل تجلى لالذاته و لابذاته و لا من ذاته عليه ما هو اجراه و لايعود فيه ما هو ابداه بل تجلى لالذاته و لابذاته و لا من ذاته و لا فى ذاته و لا لغيرها و لا بغيرها و لا من غيرها و لا فى غيرها و ليس هو عين خلقه و لا خلقه عينه هو هو و خلقه خلقه بلا ارتباط و لا نسبة و لا اضافة الا من حيث الارتباط و النسبة و الاضافة الى ما الارتباط و النسبة و الاضافة اليه اليه كما يأتى فى فائدة مخصوصة به و ليس هذا التجلى بكلية البارى ولا البارى سواه مع انه غير البارى لان غيوره تحديد لما سواه و النفى شى‏ء و قولى ليس البارى سواه لاجل انه لا حد له و لا نهاية فلا هو هو و لا هو غيره فليس شى‏ء الا هو من الازل الى الحدث الى الابد الذى هو ذلك الازل الممتنع عن الحدث لامتناعه عن الازل فذلك التجلى بكل اعتبار من عينه و كونه و امكانه و ذكره بالنفى و نفى صلوحه لاشى‏ء محض و ممتنع صرف الا انه لا شى‏ء فى الازل بمعنى الامتناع اذ لا شى‏ء الا الازل الا بما هو شى‏ء فى الحدوث بمعنى الامكان فى الامكان و اما فى الامكان فهو شى‏ء كما تجلى الله سبحانه به له و لغيره و هذا رمز مبهم و سرمنمنم لايعقله الا الموحدون فهذا التجلى حادث لكونه كل الظهورات الحادثة و له ابعاض و ان كانت معنوية و لكونه غير الله سبحانه جمعاً و احاطة و ان كان هو هو عياناً و اثباتاً و لافتقار بعضه الى بعض و القديم لايكون الا احدى المعنى غير منته الى سواه غنى عما سواه فالله سبحانه باحديته قديم و التجلى بكليته حادث فمعنى قول على عليه السلام كائنين غير مكونين موجودين ازليين انهم كانوا عليهم السلام كائنين من غير تكوين سابق عليهم موجودين ازليين بالازلية الاولى الاضافية لاالذاتية و هو مثل ما قال انا صاحب الازلية الاولى فلما كانوا كائنين غير مكونين كانوا ازليين و اما المكون فلا يكون الا حادثاً وقتياً و معنى قولنا انه حادث ليس انه حادث وقتى فانه

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۳۷ *»

كان قبل الخلق و قبل مواقع صفات تمكين التكوين و انما المراد به افتقار بعضه الى بعض و كونه كلياً معنوياً و لم يحن وقت ازيد من ذلك البيان فان للحيطان آذان.

فرب جوهر علم لو ابوح به   لقيل لى انت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمى   يرون اقبح ما يأتونه حسنا
و قد تقدم فى هذا ابوحسن   الى الحسين و وصى قبله الحسنا

و سيأتى فى خلال الفوائد الاتية مزيد بيان على نحو الايماء و الاشارة كما قال سبحانه و ان الساعة آتية اكاد اخفيها عن نفسى لتجزى كل نفس بما تسعى فافهم و ترقب.

الفائدة الثالثة

فى معرفةالابواب

قال على بن الحسين عليهما السلام فى حديث جابر المعرفة اثبات التوحيد اولاً ثم معرفة المعانى ثانياً ثم معرفة الابواب ثالثاً و قال ابوجعفر عليه السلام من اتى آل محمد عليهم السلام اتى عيناً صافية تجرى بعلم الله ليس لها نفاد و لاانقطاع ذلك بان الله لوشاء لاريهم شخصه حتى يأتوه من بابه و لكن جعل آل محمد عليهم السلام ابوابه التى يؤتى منها و ذلك قوله عزوجل ليس البر بان تاتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى و اتوا البيوت من ابوابها و قال ابوعبدالله عليه السلام الاوصياء هم ابواب الله التى يؤتى منها ولولا هم ما عرف الله عزوجل و بهم احتج الله تبارك و تعالى على خلقه ه. و هذا المقام مقام باطن الظاهر و سر لايفيده الا سر و ترجمة وحى الله و السفارة الى الله و مصعد الكلم الطيب و الدرجات الرفيعة لذى العرش و الضياء المستطير و السراج المنير و وجه الله الذى يتوجه اليه الاولياء و اسم الله المبارك ذى الجلال و الاكرام و شجرة الطور و فوارة النور و مقصد كل متوجه من مطيع حيث يحب الله و من عاص حيث يكرهه الله و مبدؤ الخلق و منتهاه و لسان الله الناطق و وجهه الظاهر و عينه الناظرة

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۳۸ *»

و اذنه الواعية و بابه و سببه و نوره و حبيبه و ترجمان مقام المعانى و هو مقام القلم الذى كتب الله به جميع ما كان و ما يكون على اللوح من مداد النون و كيفية فتح هذا الباب على نحو الايجاز لاالاطناب على ما عرفنا الله العزيز الوهاب فى اوليائه الاطياب صلواته عليهم ان الله سبحانه اشرق بنار شمس اسمه القابض الطالعة من سماء المعانى على زيت رحمتها و سلطها عليه حتى كلسته بعد تجفيف رطوباته و نفى بروداته و قوت و اكملت ما فيه من نيران اسم القابض المتنزلة المستجنة فيها المخبوءة تحت استارها حتى هتكت الاستار و ابدت الاسرار و فككت اجزاءهاو فرقت اتصالاتها فصارت دخاناً يصعد على هيئة المخروط لسرعة اجابة السابقين و قلتهم و تأخر اللاحقين و كثرتهم فاقبل كل جزء يلبى دعوة الداعى بحسب درجته و مقامه بما فيه من الاجزاء النارية الصاعدة بطبعها الى حيزها التى كانت مخلدة فى ذلك الزيت لما نشطت من عقال اثقال رطوباته و بروداته فتذكرت مركزها و مالت الى حيزها و شيعتها لطائف ارضيات الزيت الضعفاء و مائياته باختلاف اجزائها فاغلب الله تلك النار على تلك الاجزاء الضعفاء على معنى الذات غيبت الصفات حتى اشتعلت فيها فاستضاء ذلك الدخان بذلك الاشتعال بان انحلت الارض فى النار بما فيها من الرطوبة و تلطفت و انعقدت النار فى التراب و تكثفت حتى صارت المجموع شيئاً واحداً و ناراً كثيفة سفلية او ارضاً لطيفة علوية ففاض منه الانوار الي فضاء الدار و ظهر الاسرار من ذلك اللسان المترجم عن رطانة النار ان لا اله الاالله الملك القهار و هذا معنى قول على عليه السلام تجلى لها فاشرقت و طالعها فتلألأت فالقى فى هويتها مثاله فظهرعنها افعاله خلق الانسان ذا نفس ناطقة ان زكيها بالعلم و العمل فقد شابهت جواهر اوائل عللها و ان اعتدل مزاجها و صح منهاجها و فارقت الاضداد فقد شارك بها السبع الشداد. فانضبغت تلك النار بتقوية ذلك الدخان و تكميله ما فيها من امكان ذلك الصبغ و الكثافة كما استضاء الدخان بتقوية تلك النار و تكميلها ما فيه من امكان تلك النار و جعلت تفور من تلك الفوارة لغلبتها و اقتضائها الانتشار بطبعها للطافتها منصبغة بتكملها

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۳۹ *»

بمجاورة صبغ الدخان الى فضاء الامكان على نحو تكميل اجزاء ذلك الفضاء على نحو التدرج و عليها ذلك الصبغ لانه كلما جرت من باطنه الى ظاهره من تلك النار انصبغت و تكثفت فانتشرت مصبوغة و ضعفت كلما بعدت عن مبدئها الذى هو تلك الفوارة بامتزاجها مع برودات فضاء الامكان و عدم استعداد ساير اجزائه كاستعداد اجزاء ذلك الدخان و كان ذلك الفيض و الفوران دائماً لانفاد له الا ان يشاء الله لعدم نفاد زيت الرحمة الكائنة الغير المكونة الموجودة الازلية و عدم انقطاع الاشراق فليس فى فضاء الامكان نور الا نوره و لا صوت الا صوته الا ان مقامات الامكان اختلفت بحسب قربها و بعدها و سرعة اجابتها و بطؤها و كمها و كيفها و جهتها و رتبتها و مكانها و زمانها فانصبغت ثانياً تلك النار المنتشرة فى مرايا تلك القوابل و نفذت منها منصبغة بصبغها الثانى على صبغه الاول و صارت تلك المرايا فوارات ثانية لتلك الاضواء المنتشرة و ينابيع اخرى لتلك الانوار المفاضة و هكذا ثالثاً و رابعاً الى ما لا نهاية له و كل نور منصبغ بصبغ خاص يرجع الى فوارته و مبدء صبغه فالفوارة الاولى و تلك الشعلة الكبرى باب الابواب و مبدؤ الخطاب منه البدؤ و اليه الاياب و هو لسان الله المعبر عما فى قلب الله عزوجل سر التكوين و لطف التمكين خلق بنفسه فخلقت ساير الاشياء به و هو امره سبحانه و قوله كن فى خلق ما اراد و باب المعانى و ذلك لان المعانى بيت منجد بعلم الله سبحانه و هو مدينة العلم و هذا المقام بابه و المترجم عنه لكل قوم بلسانهم و المعبر عمافيه و مظهر خافيه كما قال رسول الله صلى الله عليه و آله انا مدينة العلم و على بابها فمن اراد المدينة فليأتها من بابها و انت اذا عرفت ان مبدؤ كل شى‏ء هذا الباب لعلك تعرف انه لاينبغى الاياب الا اليها قال على عليه السلام و ان الينا اياب هذا الخلق ثم ان علينا حسابهم لان رجوع الانوار ليس الا الى شمسها كما ان صدورها ليس الا منها قال الله سبحانه كما بدءكم تعودون و من هنا تعرف معنى قوله شيعتنا منا كشعاع الشمس من الشمس بل و من هنا تعرف معني قوله عليه السلام بهم ملات سماءك و ارضك حتى ظهر ان لا اله الا انت بل معنى قوله انا الامل و المأمول و

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۴۰ *»

اعلم ان العمل هو العلم الظاهر كما ان العلم هو العمل الباطن و العلم روح العمل و هما اذا اجتمعا نشأت منهما الاثار و تفور الانوار و العلم بلاعمل ناقص و العمل بلاعلم ميت و العلم يهتف بالعمل فان اجابه و الا ارتحل فان عرفت شيئاً من هذه المقامات فعليك بالانقطاع الى الله سبحانه و التوجه اليه ابداً حتى تنتفع بعلمك و لا يحسن فى هذه المقامات الافصاح بالبيان و قد لاح الصباح لمن له عينان:

 اخاف عليك من غيرى و منى   و منك و من مكانك و الزمان
و لو انى جعلتك فى عيونى   الى يوم القيمة ما كفانى

فافهم و تدبر و انصف فتبصر.

الفائدة الرابعة

فى معرفة الامام

قال على بن الحسين عليه السلام المعرفة اثبات التوحيد اولاً ثم معرفة المعانى ثانياً ثم معرفة الابواب ثالثاً ثم معرفة الامام رابعاً الخبر. و قال على عليه السلام فى صفة الامام، الامام كلمةالله و حجة الله و وجه الله و نور الله و حجاب الله و آية الله يختاره الله و يجعل فيه ما يشاء الى ان قال و يعلم الضمير و يطلع على الغيب و يرى ما بين المغرب و المشرق فلا يخفى عليه شى‏ء من عالم الملك و الملكوت و يعطى منطق الطير عند ولايته فهو الذى يختاره الله لوحيه و يرتضيه لغيبه و يؤيده بكلمته و يلقنه حكمته و يجعل قلبه مكان مشيته الى ان قال فهم رأس دائرة الايمان و قطب الوجود و سماء الجود و شرف الموجود الى ان قال مهمين الله على الخلائق و امينه على الحقائق حجة الله على عباده و محجته فى ارضه و بلاده مطهر من الذنوب مبرؤ من العيوب مطلع على الغيوب ظاهره امر لايملك و باطنه غيب لايدرك واحد دهره و خليفة الله فى نهيه و امره الى ان قال هل يعرف او يوصف او يعلم او يفهم او يدرك او يملك من هو شعاع جلال

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۴۱ *»

الكبرياء و شرف الارض و السماء جل مقام آل محمد عن وصف الواصفين و نعت الناعتين و ان يقاس بهم احد من العالمين كيف و هم الكلمة العلياء و التزكية البيضاء و الوحدانية الكبرى التى اعرض عنها من ادبر و تولى و حجاب الله الاعظم الاعلى فاين الاختيار من هذا الى ان قال الامام يا طارق بشر ملكى و جسد سماوى و امر الهى و روح قدسى و مقام على و نور جلى و سر خفى فهو ملكى الذات الهى الصفات زائد الحسنات عالم بالمغيبات خصاً من رب العالمين و نصاً من الصادقين الى ان قال و كيف يفرض الله طاعة من يحجب عنه ملكوت السموات و الارض و ان الكلمة من آل محمد تنصرف الى سبعين وجهاً و كل ما فى الذكر الحكيم و الكتاب الكريم و الكلام القديم من آية تذكر فيها العين و الوجه و اليد و الجنب فالمراد منها الولى لانه جنب الله و وجه الله يعنى حق الله و علم الله و عين الله و يد الله الى ان قال فهم خاصة الله و خالصته و سر الديان و كلمته و باب الايمان و كعبته و حجة الله ومحجته و اعلام الهدى و رايته و فضل الله و رحمته و عين اليقين و حقيقته و صراط الحق و عصمته و مبدأ الوجود و غايته و قدرة الرب و مشيته و ام الكتاب و خاتمته و فصل الخطاب و دلالته و خزنة الوحى و حفظته و آية الذكر و تراجمته و معدن التنزيل و نهايته فهم الكواكب العلوية و الانوار العلوية المشرقة من شمس العصمة الفاطمية فى سماء العظمة المحمدية و الاغصان النبوية النابتة فى الدوحة الاحمدية و الاسرار الالهية المودعة فى الهياكل البشرية الخبر. ثم لايخفى ان امر الامام من امهات المسائل بل و اعظم المشاكل و ليس على ما استهونه اشباه الناس القاطنين فى عرصة الالتباس الذين يعلمون ظاهراً من الحيوة الدنيا و هم عن الاخرة هم غافلون بل هو اجل و اعظم و اعز و افخم من ان يصف الواصفون كنه جلاله او تهتدى القلوب الي كنه عظمته اللهم الا ان يعرفه احد من حيث عرفوا انفسهم لرعيتهم بهم من مظاهر تجلياتهم و مرايا انوارهم و

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۴۲ *»

ليس مشرعة لكل خائض و منالاً لكل ناهض و اين الثريا من يد المتناول فقد قال الرضا عليه السلام ان الامامة اجل قدراً و اعظم شأناً و اعلى مكاناً و امنع جانباً و ابعد غوراً من ان يبلغها الناس بعقولهم او ينالوها بآرائهم او يقيموا اماماً باختيارهم الى ان قال فمن ذا يبلغ معرفة الامام و يمكنه اختياره هيهات هيهات ضلت العقول و تاهت الحلوم و حارت الالباب و حسرت العيون و تصاغرت العظماء و تحيرت الحكماء و تقاصرت الحلماء و حصرت الخطباء و جهلت الالباء و كلت الشعراء و عجزت الادباء و عييت البلغاء عن وصف شأن من شأنه او فضيلة من فضائله فاقرت بالعجز و التقصير و كيف يوصف او ينعت بكنهه او يفهم شى‏ء من امره او يوجد من يقوم مقامه و يغنى غناه لما كيف و انى و هو بحيث النجم من ايدى المتناولين و وصف الواصفين فاين الاختيار من هذا و اين العقول من هذا و اين يوجد مثل هذا. الخبر. فاقول كما قال الاول:

خليلى قطاع الفيافى كثيرة   ولكن ارباب الوصول قليل

فدعاة هذا المقام كثيرة و رعاته قليلة كيف و الامام هو القرية المباركة التى لايمكن الوصول اليها الا بعدالسير فى القرى الظاهرة فهو المحتجب و هم حجبه و هو الغيب و هم ظواهره استتر من عظم نوره و احتجب لشدة ظهوره و انما معرفته حظ الاركان العظام ثم منهم و بهم حظ النقباء الفخام ثم منهم و بهم حظ النجباء الكرام و ليس اليه سبيل من غيرهم للعباد و انى و متى و دون ذلك خرط القتاد و انما افتتنوا الناس بالاعراض لما فى قلوبهم من الامراض فاقعدهم انهما كهم فيها عن درك المعرفة النورانية و ذلك لما فيهم من غلبة الظلمانية فاستبدلوا السراب بالماء المعين و اكتفوا بالغث عن السمين و زعموا انه ليس وراءها مقام و لا فى غيرها كلام الم يروا انه ينقلب فيها كيف شاء و يلقى ما شاء الى ما شاء و هو فى كل تلك الحالات هو، الم يسمعوا قول على عليه السلام لايستكمل احد الايمان حتى يعرفنى كه معرفتى بالنورانية فاذا عرفنى بهذه المعرفة فقد امتحن الله قلبه

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۴۳ *»

للايمان و شرح صدره للاسلام و صار عارفاً مستبصراً و من قصر عن معرفة ذلك فهو شاك مرتاب و لما كان الامر كذلك يجب بيان معرفتهم بالنورانية فان الافهام ترقت و الاحلام تزايدت فسنفصلها لقوم يعلمون و من الله الهداية و التوفيق. اعلم ان الله سبحانه كما تقدم غيب لايدركه الخلائق و عال لاتصل اليه الحقائق ليس ينزل من القدم الى الحدث ليشاهدوه و لا ينقلب الحدث الى القدم فيعرفوه و انما تحد الادوات انفسها و تشير الالات الى نظائرها و كذلك الامر فى كل عال و دان فى جميع الحقائق و الاعيان فانسد باب معرفة كنه الذات و الازلى البحث الباب الفقدان المناسبة و عدم المشاكلة و لا متناع ماسواه حيث هو هو فلايتعقل هناك عارف و لا معروف و لا معرفة لامتناع ادراك التعدد فى الاحدية التامة و الذات الكاملة فلامعرفة الا فى مقام التعريف و لا وصول الا الى حد التوصيف و لا تعريف بما لا تصل اليه المدارك و الاوهام و لا توصيف بما لا تناله المشاعر و الاحلام فانحصر المعرفة بمقام التعريف و الوصول بمقام التوصيف و هو سبحانه من كماله المطلق و غلبة جماله الحق لم يخل مرتبة عن تجلياته و لم يعطل مقاماً عن مقاماته و هو قول الحجة عليه السلام و بآياتك و مقاماتك التى لاتعطيل لها فى كل مكان يعرفك بها من عرفك، و لتلك المقامات درجات فى الحقيقة و المطلقية الكليةو الجزئية الى ان:

و فى كل شى‏ء له آية   تدل على انه واحد

فانه وصف نفسه لكل شى‏ء على حسب ادراكه فى حده و مقامه و عرفه نفسه له على مقدارسعته و تحمله فانزل من السماء ماء التعريف فسألت اودية بقدرها و لكن آية تعريفه فى كل مقام فى اعلى مرتبة من مراتبه و اعلى درجة من درجات وجوده لانها حق ذلك المقام و غاية المرام و وصف الملك العلام و هو جميع ما من الله عند ذلك الشى‏ء فلا يتجاوزه ابداً و لا يدرك ماوراءه سرمداً بوجه من الوجوه و حيث من الحيوث بل لا يشعر له وراء و لايفرض اعلى منه فهو له غاية الغايات و منتهى الطلبات و غاية السؤلات و المراد من العبارات و المقصود من الاشارات

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۴۴ *»

و صاحب التجليات و الذات البحث البات المتعالية عن الصفات الى غير ذلك من الاسماء و العبارات و لما كان ما سوى الله سبحانه ايضاً خلقاً واحداً وانساناً واحداً كما قال سبحانه ما خلقكم و لابعثكم الا كنفس واحدة و قال ماترى فى خلق الرحمن من تفاوت و هو الانسان الكبير كما ان الانسان هو العالم الصغير و هو العبد الاعظم و الخلق الاجل الاكرم و له ايضاً مراتب و مقامات كالانسان فى جميع الصفات حرفاً بحرف وجب ان يعرفه الله نفسه على حسب سعته و مقدرته و معلوم ان سعته اعظم السعات و مقدرته اكثر المقدرات فوجب ان تكون ماتعرف له به هو التعريف الاعظم و التوصيف الاكرم و التجلى الازهر و النور الانور و يكون ذلك صاحب جميع شؤن الربوبية و الكمالات الازلية و الصفات الكمالية و الاوصاف الغير المتناهية بحيث لايشذ عنه شاذ و لا يندر عنه نادر اذ ليس وراء عبادان قرية و يكون ذلك التعريف اول التجليات و اعظم الظهورات بحيث لايسبقه سابق و لايلحقه لاحق و لايطمع فى ادراكه طامع قد طأطأ كل شريف لشرفه و بخع كل موجود عند سطوع انوار عظمته و ذل كل شى‏ء لقدرته و انقاد كل شى‏ء لامره و حكمه و يكون ذلك التعريف مبدء التجليات و منتهى الظهورات به فتح الله الوجود و به ختم كل موجود و لما عرف ببداهة الاسلام انه لاموجود اشرف من محمد و اهل بيته الاطهار عليهم صلوات الله الملك الجبار فوجب ان يكون ذلك التعريف هو هم فى مقام الامامة و الرسالة و الابلاغ و السفارة فان مقامهم الاعلى اجل و اسنى من ان يصل اليه المدارك و الاوهام و المشاعر و الافهام و قد ذكرنا ان التعريف للادنى لايمكن بالاعلى لفقدان الادراك و عدم المناسبة و الارتباط فوجب بحكم هذه المقدمات السديدات و البراهين الباهرات الالهيات ان يكون مقام امامتهم و رسالتهم فى مقام حق الموجودات و اعلى من حقائق البريات و لما كان لما سوى الله درجات فى مقاماته من نهاية القرب الى اقصى الغايات فله فؤاد و عقل و روح و نفس و طبع و مادة و مثال و جسم و كل واحد كلى بالنسبة الى سائر الجزئيات و هم المقامات التى لاتعطيل لها فى كل مكان يعرفه بها من عرفه و فى كل مقام لافرق بينه و بينها الا انهم عباده

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۴۵ *»

و خلقه فتقها ورتقها بيده بدؤها منه و عودها اليه كانوا سلام الله عليهم فى كل مقام حق ذلك المقام الذى به يعرف الله الملك العلام فهم حق فؤاد الملك و حق عقله و حق روحه و حق نفسه و حق طبعه و حق مادته و حق مثاله و حق جسمه بهم يعرف كل مقام ربه و يعرف الله بالله على حسب ما تجلى الله له بهم صلوات الله عليهم على ما ذكرنا و شرحنا و اوضحنا.

و كذلك لهم تجليات حقيقة فى عرض كل مرتبة و لكل مرتبة ايضاً فؤاد و عقل و روح و نفس و طبع و مادة و مثال و جسم فظهروا فى كل مقام بحق ذلك المقام و اعطوه اسمهم و رسمهم فلايسمى الا باسمهم و لايعرف الا بمعرفتهم لئلا يبقى لذى حجة حجة و لئلا يقولوا انا كنا عن هذا غافلين او يقولوا انما اشرك آباؤنا من قبل و كنا ذرية من بعدهم ضعفاء افتهلكنا بما فعل المبطلون فلذلك يعرف اللَّه سبحانه كل شى‏ء على ما عرف نفسه له بهم فهم فى كل مقام اركان التوحيد و شروط التفريد لانفرق بينه و بينهم صلوات الله عليهم قد جاءت رسل ربنا بالحق كما بينا و شرحنا فانهم حق كل مقام فكل احد يعرف ربه به و يدعو حقه به فسبحانه من خفى ما اظهره و جل من ظاهر ما استره فالامام هو حق كل مقام فمعرفته بالنورانية هى معرفة الله عزوجل و معرفة الله عزوجل هى معرفته و سئل الحسين عليه السلام عن معرفة الله فقال معرفة اهل كل زمان امامهم فاذا عرفت ذلك و تبينت ما هنالك ان ادنى مرتبة الامام الذاتية هو مقام الحق فى كل مقام يعنى ان حق الافئدة فؤاده و حق العقول عقله و حق الارواح روحه و حق الطبائع طبعه و حق المواد مادته الثانية و حق الامثلة مثاله و حق الاجسام جسمه فى كل مرتبة من الطول و العرض بحسبه كما قال الصادق عليه السلام ان امرنا هو الحق و حق الحق الخبر. و بذلك الاشارة فى دعاء رجب و بآياتك و مقاماتك التى لاتعطيل لها فى كل مكان يعرفك بها من عرفك و فيه بهم ملات سماءك و ارضك حتى ظهر ان لا اله الا انت و فى الدعاء يا من ملأ الدهر قدسه و هذا هو حق مقام

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۴۶ *»

قطبيتهم فان حق قطب كل رتبة اشرف مافيها و اعدل ظاهرها و خافيها و انسب ما فيها بالنسبة الى المبدء و احكاها له لتكون هو متلقياً من المبدء ملقياً الى سائر ما فيها و ذلك لايكون الا حق كل مقام و هو مثال المبدء و على هيئة صفته و انسب الاشياء به فهو حق القطب و هو منتهى مقام الامام فى مقام حق القطبية و آية تعريفه و لكن ظهور قطبيته فى مقام العقل فانه وسط الكل و هو بنفسه اجل و اعظم من ان يسمى بالقطب فالقطبية مقام النقباء لاغير و هم اسم الامام و صفته و ليعلم انه اذا صار حق كل رتبة مالهم من تلك الرتبة فهو ذاتيتهم التى هم عليها فى تلك الرتبة ثم كل ما يلحقهم فى رتبة من سائر ما فيها اعراض لاعبرة بها عند العارفين فانهم يخلعونها متى شاؤا و يلبسونها متى شاؤا و يوحدونها متى شاؤا و يكررونها متى شاؤا و يغيرونها كيف شاؤا فلايمتنع عليهم ما شاؤا متى شاؤا مثل ما يعترى جسم احدكم من التغيرات فيصغر و يكبر و يصح و يمرض و هكذا و كلها اعراض تخلعها و تلبسها و انت انت غير هذه الاعراض قال على عليه السلام انا الذى اتقلب فى الصور كيف اشاء و فى الكتاب و تقلبك فى الساجدين اى الصور الخاضعة المنقادة لك فليس معرفتها بمعرفة و لا اتصالها باتصال و لاانفصالها بانفصال و لاقربها بقرب و لا بعدها ببعد فانها اعراض زائلة و طوارى مجتثة نعم لها شرافة الاقتران لثباتها على الامتحان كحرمة المراقد المطهرة و المشاهد المشرفة عندالبيان فافهم ماذكرت لك فانه بالكتمان عن غيراهله حقيق فانه حق التحقيق و لنقبض العنان فان للحيطان آذان.

الفائدة الخامسة

فى معرفة الاركان

قال على بن الحسين عليه السلام فى حديث الخيط المعرفة اثبات التوحيد اولاً ثم معرفة المعانى ثانياً ثم معرفة الابواب ثالثاً ثم معرفة الامام رابعاً ثم معرفة الاركان خامساً الخبر. وروى فى الخصال بسنده عن خالدبن نجيح عن احدهما عليهما السلام قال ليس تخلو الارض من اربعة من المؤمنين

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۴۷ *»

و قد يكونون اكثر و لا يكونون اقل من اربعة و ذلك ان الفسطاط لايقوم الاباربعة اطناب و العمود فى وسطه و هؤلاء هم اركان عرش الوجود و مظاهر شؤن الحق المعبود و عليها يتكى العمود لانهم اطناب الخيمة فى الشهود و هم معانى الحق و ظواهره فى جميع الاكوان و صفات تعريف البيان و للذات الخفية دليل و برهان فهم آياته و علاماته و شؤنه و تجلياته و هم الذين من اراد الحق بدأبهم و من وحده قبل عنهم و من قصده توجه بهم و هم الاعراف و جمل الاوصاف الذين لايعرف الله الا سبيل معرفتهم و هم المظاهر الكلية و التجليات الالهية و الظهورات الربانية على مابينا و شرحنا فى مقام المعانى آنفاً حرفاً بحرف الا ان تلك المعانى من المعانى العليا و هؤلاء من المعانى العليا و هؤلاء من المعانى السفلى و لما كانت المعانى الكلية بجميع ما فيها تدور على اربعة اقطاب انحصر عدد هؤلاء صلوات الله عليهم فى اربعة.

الاول مقام الباطن اى باطن الباطن و الغائب اى الغائب عن الغائب و سر السر و السر المقنع بالسر.

الثانى مقام البطون اى بطون البطون و الغيب اى غيب الغيب و هكذا و الثالث مقام الظاهر اى الباطن و الشاهد اى الغائب و السر المستسر و سر لايفيده الا سر و تفصيل الاجمال و جلال الجمال و مقام الانوار و الحجب و الاستار.

الرابع مقام الظهور اى البطون و الشهود اى الغيوب و مقام السر و آية الحق و سبحة الجلال و مقام ظهور الكمال و شهود الجمال و الغيب الذى به يؤمن المؤمنون و يشهد به السابقون و هذه المقامات هى دور القرية الخامسة و مضافات المرحلة الاخرة و اوصاف الغوث الاعظم و مظاهر الحق الاكرم قد تجلى لهم بهم و بهم لمن دونهم من النقباء و النجباء فهم درجات النقباء و منازل الرقباء فى معارفهم يرتقون و فى اوصافهم يتفاضلون و الى حقائقهم لايصلون فان كل شى‏ء لا يتجاوز ماوراء مبدئه و لايدرك ماوراء حده و انما هم يدركون منهم ماتجلوا لهم بهم فى حقائقهم ثم اذا تجاوزوا تلك التجليات و فقدوا تلك الظهور يصلون الى ظهور الغوث الاعظم بهؤلاء لهم بهم و يعرفون العماد الافخم على

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۴۸ *»

حسب تعريفه نفسه بهم لهم بهم اى بهؤلاء الاركان و هم منتهى القرى الظاهرة و اقرب الانوار الباهرة و هؤلاء و ان كانوا اربعة بحسب الحدود التى بينا الا انهم من نور واحد و طينة واحدة و هو ظهور الحق لهم و تغلب عليهم جهة الوحدة وجهة الرب جل شأنه فهم فى حال الاختلاف مؤتلفون و فى حال التكثر متحدون و مع وجود التناكر متعارفون لايوجد بينهم تضاد ولايقع بينهم تباغ و تعاد فيهم عند سطوع انوار الوحدد متلاشون و تحت حجب الاحدية مضمحلون لايريدون غير ربهم الحق و لايطلبون سواه و لايجدون عداه فلايرون فى تمام الملك الانوره و لايسمعون الاصوته و لايقصدون الااياه و لايتوجهون الا اليه و لايسألون عداه و هم الاربعة السفر السائرون تحت ظل حماية شيخهم و سنادهم و عمادهم الى حيث هم صائرون و لانهاية لسيرهم و لاغاية و فى القدسى كلما وضعت لهم علماً رفعت لهم حلماً ليس لمحبتى غاية و لانهاية و شيخهم يدلج بين يديهم فبهديه يتقدون و اثره يقتفون و كلهم ناظرون اليه ناسوسن لانفسهم ولايلتفت منهم احد و يمضون حيث يؤمرون فانى يوجد فيهم التنافرو كيف يحصل لهم التناكر مع تلاشيهم تحت استار الاحدية و اضمحلالهم عند سطوع انوار الواحدية فاذا يفعل كل واحد منهم ما يفعله الاخر لان كل واحد كالكبريت الاحمر و يتضاعفون بتكسير وجودهم تحت صلاية الطاعات فيكثر فيهم الاتحاد بالخطوات لانهم فى كل خطوة يلقون ما عليهم من الصفات و يتقربون به الى الذات فطاعتهم ابداً فى المواساة و اداء حقوق الاخوان الواجبات و ساعون فى المصافاة و دائبون على المواخاة و يتقربون بمصافاتهم الى الواحد بالذات اى خالق البريات فاولئك الذين هديهم الله فبهديهم اقتده و بايهم اقتديت اهتديت لان من عند كل واحد ما عند الاخر و عيت فهم فى الصور متعددون و فى النظر متحدون لجذب الاحدية ما فيهم من شؤن صفات التوحيد و هتك السر استاهم بالهتك الشديد فكان كل واحد منهم كما قال صاحب الشذور:

بجنية انسية ملكية   هوائية نارية نفحاتها
جنوبية غربية مشرقية   شمالية كل الجهات جهاتها

 

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۴۹ *»

فاذاً هم على سرر متقابلين اخوان و فى طريق المصافاة خلان قد ظهر فيهم الانوار و ذهبت الاكدار و تلاشت الاغيار فلم يبق فيهم من الانية الابقدر الاستمساك و هى ايضاً مرفوع الاثر مهان الخطر و ان كثيراً من الخلطاء ليبغى بعضهم على بعض الاالذين آمنوا فلاتباغى بينهم و لاتضاد و لاتعادى بينهم و لاعناد و بذلك انتظم الملك و استقر العرش و ائتلف الخلق و لولا ذلك لغلب الاختلاف و عدم الائتلاف و ذلك قوله تعالى ولو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا و كذا قوله اذاً لذهب كل اله بما خلق و لعلا بعضهم على بعض فلا حكم الا لله يقص الحق و هو خير الفاصلين فكن من الذين يصلون ما امر الله به ان يوصل و اياك ثم اياك ان تكون من الذين يكفرون بالله و رسله و يريدون ان يفرقوا بين الله و رسله و هؤلاء الاركان هم عباد مكرمون لايسبقونه بالقول و هم بامره يعملون و هم انبياء معصومون مطهرون لايعصون الله ما امرهم و يفعلون ما يؤمرون و هم الانبياء الاحياء المعروفون المسيح عيسى و هرمس المثلث ادريس و الياس الغائب عن الناس و الخضر على نبينا و آله و عليهم السلام و لما كان مقام هؤلاء سر التربيع و حقيقته و اصله و منشاؤه منهم سار هذا السر فى جميع مراتب الوجود و استقر عليه خلق الودود.

فمن تجليات المسيح عليه‏السلام ركن الخلق فى الملك و لذا ظهر على يديه الخلق فى الظاهر دليلاً على صدق مقامه و لايشاركه غيره و الركن الاسفل الايسر فى العرش و النور الاحمر فى اركانه و العنصر النارى فى الاسطقسات و الحرارة و اليبوسة فى الطبائع و الصبغ و الفتى الشرقى فى العالم الوسيط و الركن العراقى فى الكعبة و الايسرا لمؤخر فى الضراح و المشرق من الجهات و الصفراء من الاخلاط و الصبا من الرياح باعتبار و الدبور باعتبار و هكذا و يخدمه جبرئيل مع اعوانه الثلثة و خدامه التسعين فى العوالم الثلثة.

و من تجليات هرمس ادريس المثلث بالنعمة ركن الحيوة فى الملك و الركن الايمن الاسفل فى العرش و النور الاصفر فى اركانه و العنصر الهوائى فى الاسطقسات و الحرارة و الرطوبة فى الطبائع و الاصفر الشرقى و الدهن فى

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۵۰ *»

العالم الوسيط والركن اليمانى فى الكعبة و الايمن المؤخر فى الضراح والجنوب من الرياح و هكذا و يخدمه اسرافيل مع اعوانه الثلثة و خدامه الثلثين فى العوالم الثلثة.

و من تجليات الياس الغائب عن الناس ركن الرزق فى الملك و الركن الايمن الاعلى فى العرش و النور الابيض فى اركانه و العنصر المائى فى الاسطقسات و لذلك موكل بالبحر و البرودة و الرطوبة فى الطبائع و الفتاة الغربية فى العالم الوسيط والركن المغربى فى الكعبة و الايمن المقدم فى الضراح و الدبور من الرياح باعتبار و الصبا باعتبار و هكذا و يخدمه ميكائيل مع اعوانه الثلثة و خدامه الثلثين فى العوالم الثلثة.

و من تجليات الخضر ركن الموت فى المك و الركن الايسر الاعلى فى العرش و النور الاخضر فى اركانه و العنصر الترابى فى الاسطقسات و لذلك موكل بالبر و البرودة و اليبوسة فى الطبائع و الارض المقدسة فى العالم الوسيط و الركن الشامى فى الكعبة و الايسر المقدم فى الضراح و الشمال من الرياح و هكذا و يخدمه عزرائيل مع اعوانه الثلثة و خدامه الثلثين فى العوالم الثلثة فبهم و تجلياتهم ائتلف الوجود و عرف المعبود و على عرشهم استوى الرحمن اى الغوث الاعظم و فى وسطهم قام العمود الاقوم و كفى بما ذكرنا بياتاً لهذا المقام فهيهنا نقطع الكلام ولا حول و لا قوة الا بالله العلى العظيم.

الفائدة السادسة

فى معرفة النقباء

قال على بن الحسين عليه السلام المعرفة اثبات التوحيد اولاً ثم معرفة المعانى ثانياً ثم معرفة الابواب ثالثاً ثم معرفة الامام رابعاً ثم معرفة الاركان خامساً ثم معرفة النقباء سادساً الخبر. وروى فى الكافى باسناده عن ابن اذينة قال حدثنا غير واحد عن احدهما عليهما السلام انه قال لايكون العبد مؤمنا حتى يعرف الله و رسوله و الائمة كلهم و امام زمانه و يرد اليه و يسلم له ثم

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۵۱ *»

قال كيف يعرف الاخر و هو يجهل الاول فامام الزمان غير الائمة عليهم السلام كما صرح به و فى العوالم نقلا من بصائر الدرجات بسنده الى الحسين بن يونس عن ابى عبدالله عليه السلام فى صفة الامام فاذا كان الامر يصل اليه يعنى الامام اللاحق اعانه الله بثلثمائة و ثلثة عشر ملكاً بعدد اهل بدر و كانوا معه و معهم سبعون رجلاً و اثنى عشر نقيباً و اما السبعون فيبعثهم الى الافاق يدعوا الناس الى ما دعوا اليه اولاً و يجعل الله فى كل موضع مصباحاً يبصر به اعمالهم و عن على عليه السلام فى خطبة له اللهم و انى لاعلم ان العلم لايأزر كله و لاينقطع مواده و انك لاتخلى ارضك من حجة لك على خلقك ظاهر ليس بالمطاع او خائف مغمور كيلا تبطل حججك و لا يضل اولياؤك بعد اذهديتهم بل اين هم و كم، اولئك الاقلون عدداً و الاعظمون عندالله جل ذكره قدراً المتبعون لقادة الدين الائمة الهادين الذين يتأدبون بآدابهم و ينهجون نهجهم فعند ذلك يهجم بهم العلم على حقيقة الايمان فتستجيب ارواحهم لقادة العلم و يستلينون من حديثهم ما استوعر على غيرهم و يأنسون بما استوحش منه المكذبون و اباه المسرفون اولئك اتباع العلماء صحبوا اهل الدنيا بطاعة الله تعالى و اوليائه و دانوا بالتقية عن دينهم و الخوف من عدوهم فارواحهم معلقة بالمحل الاعلى فعلماؤهم و اتباعهم خرس صمت فى دولة الباطل هاه هاه طوبى لهم على صبرهم على دينهم فى حال هدنتهم و يا شوقاه الى رؤيتهم فى حال ظهور دولتهم و سيجمعنا الله و اياهم فى جنات عدن و من صلح من آبائهم و ازواجهم و ذرياتهم و فى الدعاء الذى رواه الكفعمى عن صاحب الزمان فى الصلاة على النبى و الائمة عليهم السلام يقول فى الصلاة على صاحب الزمان وصل على وليك و ولاة عهده و الائمة من ولده و مد فى اعمارهم الدعاء. و الحجة فى ولاة العهد وعهده زمان الغيبة و فى ادعية شهر رمضان بعد الصلوة على محمد و اهل بيته و الانبياء و المرسلين يقول و على عبادك الصالحين

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۵۲ *»

الذين ادخلتهم فى رحمتك الائمة المهتدين الراشدين و اوليائك المطهرين الدعاء و الحجة فى تسميتهم بالائمة المهتدين الراشدين كما مر تسميتهم بامام الزمان و كذا فى الدعاء المروى عن الصادق عليه السلام فى الصلوة على النبى و آله صلوات الله عليهم كما فى بلد الامين اللهم صل على محمد و آل محمد و على ائمة السملمين الاولين منهم و الاخرين اللهم صل على محمد و آل محمد و على امام المسلمين و احفهظ من بين يديه الدعاء. و الحجة فى ائمة المسلمين بعد الال و كذا امام المسلمين بعدهم و فى دعاء ام داود المعروف بعد الصلوة على الملئكة و الانبياء و على محمد و آله عليهم السلام اللهم صل على الاوصياء و السعداء و الشهداء و ائمة الهدى اللهم صل على الابدال و الاوتاد و السياح و العباد و المخلصين و الزهاد واهل الجد و الاجتهاد و اخصص محمداً و اهل بيته بافضل صلوتك الدعاء. و الحجة فى الصلوة على هؤلاء بعد محمد و آل محمد و من تقدم من الملئكة و الانبياء و كذلك فى آخر خبر همام كما فى الكافى فى صفة المؤمن و فى آخره فهو امام لمن بعده من اهل البر و بعد صحة اطلاق اسم الامام عليهم و كونهم امام زمان يليهم كما عرفت من الاخبار السابقة و الدعوات فيشمل هذا المقام الخبر المتواتر من مات و لم يعرف امام زمانه فقدمات ميتة جاهلية بل ينحصر الخبر فيهم لان آل محمد عليهم السلام هم ائمة الملك و ائمة العالمين و لااختصاص لهم بزمان دون زمان كما ان الله سبحانه رب العالمين و النبى صلى الله عليه و آله نبى للعالمين كذلك اوصياؤه ائمة للعالمين و اما امام الزمان فهو النقيب فى العصر الذى يليه و لذا حصر على بن الحسين عليهما السلام المعرفة فى السبعة و قد ذكرنا تفصيل وجوب معرفتهم فى رسالة عليحدة سميناها الزام النواصب و شحناها بالايات و الاخبار تشحيناً وافياً والغرض فى هذه الفائدة بيان مقام النقباء و شرح بعض فضائلهم لاغير فاقول اعلم ان النقباء هم حملة الاثار و الحكوم كما ان النجباء حملة الاسرار

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۵۳ *»

و العلوم و هم فى مقام العقل و العقل وسط الكل فهم اقطاب الوجود و اسرار المعبود و هم السن العبارة و اوجه الاشارة بهم يعبد الرحمن و تكسب الجنان و هم ذات الله العليا و شجرة طوبى و سدرة المنتهى و الجنة المأوى و هم اصحاب الالوية و الامر و ارباب الحكم و منهم يصدر الصادرون و اليهم يرد الواردون بهم فتح الله خلقه الاناسى و بهم يختم و هم نور النبى اول ما خلق الله و بهم ينتهى ماذرأالله ينحدرعنهم السيل بالافضال و الانعام و لايرقى اليهم طير الاوهام بامر الله يعملون و بقوله يحكمون و هم جنب الله و امر الله و حكم الله و وجه الله و يدالله و عين الله و لسان الله و قول الله بهم تمت الكلمة و عظمت النعمة و ائتلفت الفرقة و منهم ظهرت الانوار و بدت الاثار و عبدالجبار و هم اصحاب باطن الباطن و سر الاسرار انزجربهم الاعماق و اتفقت الافاق و اليهم المساق يوم التلاق و هم اصحاب الطول و العرض و مبينوا السنن و الفرض و صاحب البسط و القبض و بهم تشرق الارض بهم يفتق كل رتق و يرتق كل فتق فهم كعبة الوفاد و جاه العباد و هم مشية الله وارادته و قدره و قضاؤه و اذنه و امضاؤه و هم الجزء الاخير من العلة التامة و عليهم تدور الخاصة و العامة و هم احب الخلق الى الله و لايكملهم الله الافيمن يحب و هم الواقفون على الطتنجين الناظرون فى المشرقين و المغربين بهم يحتج الله على خلقه و يبتلى كل مبتلى من عباده و هم باطن باطن الكتاب و الفصل الخطاب و باب الباب و جناب الجناب و مرجع الانجاب و ظهور الاطياب و هم تمام الكلمات التى تلقى آدم من ربه فتاب عليه و الكلمات التى ابتلى بها ابرهيم على نبينا و آله و عليهما السلام كما روى و هم الروح التى ايدبها المؤمنون و العلم الذى به اهتدى السالكون و هم القرية الظاهرة و الدلالة الباهرة و هم اكبر حجج الله على خلقه و هم الكتاب الذى كتبه بيده و هم الجسر الممدود بين الجنة و النار و رحمة الله على الابرار و نقمته على الفجار و باب مدينة العلم و جناب الامر و الحكم هم قسيموا الجنة و النيران و مقيموا الحجة و البرهان و الجسر و الميزان باطنهم الجنة و ظاهرهم النيران و هم الرضوان و الدرجات و الجنان العيا و المنجيات فى شؤن تجلياتهم يتنافس المتنافسون و بفواضل انوارهم يتنعم

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۵۴ *»

المتنعمون هم اصل شجرة طوبى المغروسة بيد الرحمن فى بيت امام الانس و الجان و فى بيت كل مؤمن منه غصن و هم بيت الولى و اهل بيت النبى و هم آل الله المودعون بين الامة و الحبلان الممدودان و الثقلان المودعان و هم الشمس الطالعة فى قعر بحر القدر لايطلع عليهم الا الواحد الفرد فهم سر الامر بين الامرين و المنزلة بين المنزلتين و الرحمة الرحمانية على الفريقين و هم المنزهون عن الاسم و الرسم ليس لهم حد محدود و لانعت موجود و لااجل ممدود و بهم عبد المعبود و ظهر سر الوجود فهم السر المكنون و حقيقة الكاف و النون و الرمز المصون هاه هاه ما اقول و ما عسى ان اقول و قد قال ابوجعفر عليه السلام لمالك الجهنى يا مالك انتم شيعتنا لاترى انك مفرط فى امرنا انه لايقدر على صفة الله فكما لايقدر على صفة الله كذلك لايقدر على صفتنا و كمالايقدر على صفتنا كذلك لايقدر على صفة المؤمن الخبر.

و تحقيق هذا المقام على نحو الغاز الكلام خوفاً من غلبة اللئام و شر الطغام مع انا قد قدمنا من فرز المقامات و وضع كل شى موضعه مالايحوم حوله الشبهات ولكن اللئام لايقنعون بتصريح الكلام فى رد الاوهام و كذلك صنعهم مع كل نبى و امام فضلاً عن غيرهم من الانام.

فدع عنك ذكر العامرية اننى   اغار عليها من فم المتكلم

فاقول على نحو الاشارة لاهل البشارة ان الوجود الحق و الضياء الاسبق جل قدسه جل عن ان يصف الواصفون كنه جلاله او تهتدى القلوب الى كنه عظمته و هو من كمال الاحدية فى اى رتبة و مقام جل عن الكينونة و الكان و الكلام و البيان و عز عن ان يحوم حوله الاوهام و جل عن ان يهتدى اليه الافهام ليس كمثله شى‏ء فلايدركه شى‏ء و لا يجانسه شى‏ء فلا يعرفه شى‏ء كما ذكرنا فى الفوائد السابقة فلاتناله الايدى و الابصار فى جميع الادوار و الاكوار و اين الثريا من يد المتناول لاتدركه الابصار و هو يدرك الابصار و هو اللطيف الخبير و اول ما تجلى تجلى ايضاً بالمعانى العليا و المظاهر النعمى و المعانى الكلية التى قد عبق الدهر سناها و احاط بالملك رياها قد احاط بتمام المدارك و الاوهام و العقول و الافهام

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۵۵ *»

فلايسع معرفة من طوى العارف و المعروف و المعرفة و المدرك و المدرك و الادراك و لاعبادة من طوى العبادة و العابد و المعبود و الاثنينية و الحد و المحدود و قد مرت الاشارة الى حقيقتها نعم اذا تفصلت فى الابواب بالاجمال و ظهر للملك مبدء و مآل و ظهر الكاف و النون و تقدم السر المكنون و فصل عنه الانوار و الشؤن هنالك قرت العيون و تميز العبودية من الربوبية و مقام المخلوق من مقام الالوهية و فصل العابد عن المعبود و الساجد عن المسجود و عرف المتوجهون جاههم و جعلوه تجاههم هنالك تحققت المعرفة و تمكن الادراك فقالوا لانستعين الابك و لانعبد الا اياك فهنالك بنيت الكعبة للبادى و الحاضر و اذن للناس بالحج فاتوه رجالاً و على كل ضامر و انما مثل ذلك الشعلة و الانوار و تلاشيهما و انطوائهما تحت احدية ذات النار فهنالك لاذكر للشعلة و لاللانوار و كذلك عند ظهورها الكلية بالحرارة و اليبوسة و اما اذا تفصل ظهورها بالشعلة و الانوار بين الانام فهنالك تميز السائلون عن الباب و اللائذون عن الجناب و عرف الغنى عن الفقير و المجير عن المستجير و صارت الشعلة باب الانوار الى النار و جناب النار للانوار فهى التى تصدر منها كل نور و يرد اليها فى غاية السرور فهى لسان العبارة و وجه الاشارة بها تنزجر اعماق الانوار و هى ترجمان الاسرار فارادة النار فى مقادير امورها تهبط اليها و تصدرفيها الصادر عما فصل من احكام الانوار فمن اراد النار بدء بها و من عرفها استفاد منها و من قصدها توجه بها و انما معرفة النار بالنورانية هى معرفتها و معرفتها هى معرفة النار فمن عرفها عرف النار و من جهلها جهل النار فهى الاعراف التى لاتعرف النار الا بسبيل معرفتها و هى العابد و المعبود و الساجد و المسجود و سبيل النار الودود لانها لم تتجل الامنها و لم تظهر الافيها فهى باب النار فى الارض و وجهها لاهل الطول و العرض قد تجلت لها فاشرقت و طالعتها فتلألأت فالقت فى هويتها مثالها فاظهرت عنها افعالها فلافعل لها الا ما ظهر منها و لا اثر لها الامابدا منها و كل معبود للانوار ممادون عرش النار الى قرار ارض الانوار باطل مضمحل ماخلا وجهها الكريم فانها اعزواجل من ان يصف الواصفون كنه جلالها او تهتدى القلوب الى كنه عظمتها قد اقامتها مقامها

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۵۶ *»

فى سائر عوالم الانوار فى الاداء اذ كان لاتدركها الابصار و لاتحيط بها خواطر الافكار و لاتمثلها غوامض الظنون فى الاسرار فهى معبود الانوار من اباها فهو من الكفار لانها هى الذكر الاجل الا على الاعلى الاعلى لاظاهر غيرها و لامعروف سويها و هى مخبرها و منظرها و مجليها و مظهرها لافرق بينها و بينها الا انها عبدها و خلقها بدؤها منها وعودها اليها و سيأتى ذكر مقام الامام فيما يأتى من الكلام و لنرجع الى ما كنا فيه من ذكر نواميس الايام و سادات الانام و ابواب الله فى الارض و حملة السنن و الفرض اى النقباء العظام و الرقباء الفخام و لما كان مقام النقباء تفصيل مقام الاركان قد ظهروا باثنى عشركما هو مفاد نص مامر من الخبر او بالثلثين كما هو مستنبط من بعض الاخبار الواردة عن الائمة الاطهار عليهم صلوات الله الملك الجبار و الاثنى عشر اوفق بالقواعد المحققة و مفاد الكتاب و السنة لان الله سبحانه يقول و لقد اخذنا ميثاق بنى اسرائيل و اسرائيل اسرائيل الامة و بنوه شيعته لانه‏ام المؤمنين و لان السجاد عليه السلام قال و الذى بعث محمداً صلى الله عليه و آله و سلم بالحق بشيراً و نذيراً ان الابرار منا اهل البيت وشيعتهم بمنزلة موسى و شيعته و ان عدونا و اشياعهم بمنزلة فرعون و اشياعه و قال الصادق عليه السلام لابى بصير يا بامحمد ما من آية تعود الى الجنة و تذكر اهلها بخير الاوهى فينا و فيكم الخبر. و بعثنا منهم اثنى عشر نقيباً كفيلا اميناً لحمل الامانة و ادائها و قال الله انى معكم معية لاتنتهى الى ذواتكم و صفاتكم لئن اقمتم الصلوة الولاية لآل محمد عليهم السلام و اتصلتم بهم ابداً و اوصلتم اليهم السالكين و وصلتم ما امرالله به ان يوصل من وصل الولاية بالنبوة و وصلهما بالابواب و وصلها بالمعانى و وصلها به سبحانه و لم تفرقوا بين احد منهم و آتيتم الزكوة اوساخ امدادكم و فيوضاتكم للفقراء اللائذين ببابكم و اديتم عشر مقاماتكم العشرة و جزءاً من اربعين جزءاً من ايام كينونتكم و اظهرتم البراءة من الجبت و الطاغوت و ابعدتم اوساخها عنكم و اديتم زكوة علومكم وقواكم و

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۵۷ *»

جاهكم و جميع مالكم من الصفات و الافعال بقضاء حوائج الفقراء و المساكين و تكميل الناقصين و آمنتم برسلى بالائمة الطاهرين سلام الله عليهم او الاركان المقربين فانهم رسل المتكلم صلوات الله عليهم و عزرتموهم قويتموهم باظهار انوارهم و ابداء تجلياتهم و اقرضتم الله قرضاً حسناً جميع ذواتكم و صفاتكم و اعمالكم و افعالكم و احوالكم و وضعتموها حيث امركم الله و اقرضتموه بصلة الامام على ما مر فى الصلوة وصلة الاركان بتلك الجهات المذكورة فى المقام و اقرضتم السائلين السالكين مما منحكم الله من فضل علومكم و قواكم و عطفكم و ودكم لهم و ايصالكم اياهم لاكفرن عنكم سيئاتكم لاسترن بغلبة نورى و اشعة ظهورى جهات انيتكم و ظلمات هويتكم التى هى سيئاتكم و عيوبكم فاغشيكم بانوارى حتى لايرى عليكم الا سر التوحيد و ظهور التفريد فلاتعرفون الا بى و لااعرف الابكم و لااستقبل الا بكم و لااستقبل الا اليكم و لادخلنكم جنات تجرى من تحتها الانهار ادخلنكم جات لقائى التى هى لقاء الغوث الاعظم و هو نعيمى و جنتى تجرى من تحتها الانهار الاربعة اى الاركان الاربعة كما قال سبحانه مثل الجنة التى وعد المتقون فيها انهار من ماء غير آسن و تلك الانهار رجال كما روى و الماء هو صاحب الركن الايمن الاعلى و انهار من لبن لم يتغير طعمه و هو صاحب الركن الايسر الاعلى و انهار من خمر لذة للشاربين و هو صاحب الايسر الاسفل و انهار من عسل مصفى و هو صاحب الايمن الاسفل فمن كفر بعد ذلك منكم يا ايها الشيعة الظاهر فيكم اركان الايمان و سبل الرحمن المحتج عليهم بتمام الحجج و الفرقان فقد ضل سواء السبيل سبيل الله الى خلقه كما قال الصادق عليه السلام سبيل الله شيعتنا بالجملة لم نك بصدد التفسير و انما هى نفثة ظهرت و المقصود الاستشهاد و كونهم اثنى عشر لاناه سنة الله التى قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۵۸ *»

ولن تجد لسنة الله تحولياً و لرواية الثلثين ايضاً اعتبار الا ان فيها ليس تصريح بانهم النقباء بل لعل معهم غيرهم من الاركان و كبار النجباء او غيرهم من النقباء الجزئيين و يؤيد ذلك آية الشهور لانهم فلك الولاية و مهبط العناية و الاوفق ان يكون الدنيا على طبق العلياء و الاولى على وفق الاخرى فهم الشهور الاثنى عشر تفاصيل سنة التجلى الاعلى الاعظم الاكبر و فيها تتقلب الشمس الازهر و الضياء الانور قال الله سبحانه و تقلبك فى الساجدين و يؤيد ذلك حديث حدوث الاسماء فى المعانى السفلى فافهم الاشارة بلطيف العبارة فاذا عرفت فاعلم ان لهؤلاء الاعاظم مقامين يعنى هم طائفتان نقباء كليون و هم الذين قد شرحت احوالهم و اوضحت ما اذن الله الى بالايضاح و نقباء جزئيون فهم رؤس المشية و شؤنها و اغصان الارادة و فروعها و مثل هؤلاء مع اولئك مثل العرش و الشمس لان العرش مثل للنقباء الكليين و الكرسى مثل للنجباء الكليين و الشمس مثل للنقباء الجزئيين و القمر و الافلاك مثل للنجباء الجزئيين فالنقباء لهم مقامان منهم كليون كما قدمنا احوالهم و منهم جزئيون و هؤلاء هم اغصان دوحة اولئك و فروع شجرتهم يجرى فى الكل ما يجرى فى واحد من اولئك الا ان الكليين فى مقامهم و الجزئيين فى مقامهم كلهم مع تعددهم متوحدون و مع تكثرهم متحدون و مع اختلافهم فى الصور مؤتلفون اذهتك استارهم غلبة اسرارهم و محى موهومهم صحو معلومهم جذب توحيدهم احديتهم فهم تحت استار الوحدة متلاشون و عند نور الاحدية مضمحلون فهم بذلك فى رياض اللاهوت راتعون و لكاس الحق كارعون و فى طرق محبته شارعون فهم متحدون متكثرون مؤتلفون مختلفون يفعل كل واحد منهم فعل الاخر بغلبة الاتحاد و زوال التضاد فاشهد ان ارواحهم و نورهم و طينتهم واحدة ذرية بعضها من بعض فاولهم من آخرهم و آخرهم من اولهم و اولهم و آخرهم من وسطهم وكلها من كلهم اخوان على سرر متقابلين فيحصل من كل واحد كل ما يحصل من الاخر للاخرين و ان كان لهم تفاضل بالتضاعف فى مقاماتهم و انما مثلهم كالاكسير فان له مراتب فمنه ما يطرح منه جزء على الف و منه ما يطرح منه جزء على مائة الف و منه على

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۵۹ *»

الف الف و هكذا و كلها اكسير يجعل مثقال الفضة ذهباً ابريزاً فكل ما يحصل للمثقال من واحد يحصل من الاخر البتة و كلها اكسير معتدل و انما التفاضل بين افرادهم لا فى الاكسيرية و لكن فى القوة و الضعف لاعلى المثقال بل على ما يتفاضلون فلكل واحد منهم ما يكتفى مثقال العباد الى يوم التناد هذا مع انهم سائرون كما هم سائرون فمتى يمكن بينهم التلاق فهم مدلجون بين يدى العباد فى السباق فافهم ماذكرته لك من اسرار الوفاق لرجاء اللحاق و ترك الشقاق و الله الغنى ولى التوفيق لعبده المفتاق.

و بقى شى‏ء ينبغى التصريح به لتكون على بصيرة من امرك و معرفة من وليك اعلم انك بعد ما عرفت ان مراتب نور السراج مختلفة فكل شى‏ء خلق من قبضة منه فهى ذاتيته ثم اذا نزل الى مادونه يلحق به اعراض لايعبؤ بها عندالعارفين و انما هم يخلعونها و هم هم و يلبسونها و هم هم كما ذكرنا فى الامام حرفاً بحرف فاذاً بعد ذكرنا ان مقام النقباء مقام العقل و انهم خلقوا منه فما منه فى الفؤاد فؤادهم و فى العقل عقلهم و فى الروح روحهم و فى الطبع طبعهم و فى المادة مادتهم و فى المثال مثالهم و فى الجسم جسمهم فمالهم من كل مقام ذاتيتهم و كل ما يلحقهم من المراتب الدنيا اعراضهم ليست منهم و لا اليهم فمن عرفهم بها لم يهتد الى معرفتهم بالنورانية و انما عرف منهم ما يشترك فيه مع المنافقين و الكفار فانهم ايضاً يعرفون ظاهرهم و لا ينفعهم فمن لم يعرفهم بالنورانية فهو شاك مرتاب فهم فى مقام النورانية كانوا قبل هذا العالم و هذا الادم كما تشهد به اخبار عديدة و روايات كثيرة منها مارواه فى العوالم نقلاً من كتاب الال لابن خالويه يرفعه الى جابر الانصارى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول ان الله عزوجل خلقنى و خلق علياً و فاطمة و الحسن و الحسين من نور واحد فعصر ذلك النور عصرة فخرج منه شيعتنا فسبحنا فسبحوا و قدسنا فقدسوا و هللنا فهللواو مجدنا فمجدوا و وحدنا فوحدوا ثم خلق السموات و الارض و خلق الملئكة فمكثت الملئكة مائة عام لاتعرف تسبيحاً و لاتقديساً فسبحنا فسبحت شيعتنا

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۶۰ *»

فسبحت الملئكة و قدسنا فقدست شيعتنا فقدست الملئكة و هللنا فهللت شيعتنا فهللت الملئكة و مجدنا فمجدت شيعتنا فمجدت الملئكة و وحدنا فوحدت شيعتنا فوحدت الملئكة فنحن الموحدون حيث لاموحد غيرنا و حقيق على الله ان يزلفنا و شيعتنا فى اعلى عليين ان الله اصطفانا و اصطفى شيعتنا من قبل ان نكون اجساماً فدعانا فاجبناه فغفرلنا و لشيعتنا من قبل ان نستغفرالله عزوجل انتهى. و اخبار متواترة اخران الله خلق قلوب شيعتهم من طينة ابدانهم و ابدان شيعتهم من دون ذلك و قد مرتقدم ابدانهم و فى مواضعها مفصلة فقلوب شيعتهم ايضاً مقدمة على الخلق مثل تقدم ابدان ساداتهم و ابدانهم من دون ذلك و هم ناظرون بقلوبهم فى النشأتين فثبت لهم المقام و لم ينسوا الموقف و هم له ذاكرون و اليه ناظرون و كل مادونهم فاليهم صائرون و بهم يتقلبون و لا قوة الا بالله العلى العظيم و لما كان الغرض فى وضع هذه الفوائد وضع الكليات اقتصرنا بذلك وصلى الله على محمد و آله الطيبين و رهطه المخلصين و قد اسمعت لوناديت حياً و العاقل يكفيه الاشارة و الجاهل لايتنبه بالف عبارة.

الفائدة السابعة

فى معرفة النجباء

و هى سابع شروط المعرفة و قد قال على بن الحسين عليه السلام المعرفة اثبات التوحيد اولاً ثم معرفة المعانى ثانياً ثم معرفة المعانى ثانياً ثم معرفة الابواب ثالثاً ثم معرفة الامام رابعاً ثم معرفة الاركان خامساً ثم معرفة النقباء سادساً ثم معرفة النجباء سابعاً الخبر. و قد مر فى صدر الفائدة السابقة ان مع كل امام سبعون رجلاً يبعثهم الى الافاق يدعون الناس الى الحق و الى طريق مستقيم و فى الكافى بسنده الى ابى البخترى عن ابى عبدالله عليه السلام قال ان العلماء ورثة الانبياء و ذاك ان الانبياء لم يورثوا درهماً و لا ديناراً و انما اورثوا احاديث من احاديثهم فمن اخذ بشى‏ء منها فقد اخذ حظاً وافراً فانظروا علمكم هذا عمن تأخذونه فان فينا

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۶۱ *»

اهل البيت فى كل خلف عدولاً ينفون عنه تحريف الغالين و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين و عن النبى صلى الله عليه آله يحمل هذا الدين فى كل قرن عدول ينفون عنه تأويل المبطلين و تحريف الغالين و انتحال الجاهلين كما ينفى الكير خبث الحديد و فى تفسير العسكرى عليه السلام عن ايبه عليه السلام لولا من يبقى بعد غ يبة قائمكم عليه السلام من العلماء الداعين اليه و الدالين عليه و الذابين عن دينه بحجج الله و المنقذين لضعفاء عبادالله من شباك ابليس و مردته و من فخاخ النواصب لما بقى احد الا ارتد عن دين الله و لكنهم الذين يمسكون ازمة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكانها اولئك هم الافضلون عندالله الى غيرذلك من الاخبار و هى كثيرة لمن جاس خلال الديار.

اعلم ان النجباء هم حملة الاسرار و العلوم و هم فى مقام النفس الناطقة القدسية واقفون و نسبتهم الى النقباء نسبة النفس و العقل و الكرسى و العرش و التفصيل و الاجمال و الجلال و الجمال و الظهور و البطون و المكون و الكاف و النون و الشهادة و الغيب و الولاية و النبوة و الاسم و المسمى و الارض و السماء و امثال ذلك فهم مواقع الاسماء و الصفات و مدلول الايات و المشار اليهم بالالات و الادوات و غاية الحدود و النهايات فهم مبدؤ عالم التصوير و كل قليل و كثير و نهايد التقدير و حقيقتهم عارية عن المواد خالية عن القوة و الاستعداد تجلى لها مافوقها فاشرقت و طالعها فتلألأت فالقى فى هويتها مثاله و يظهر عنها افعاله زكوا نفوسهم بالعلم و العمل حتى اعتدل طباعهم وصفى مزاجهم وصح مناجهم فاشركوابها السبع الشداد و كمل فيهم الاستعداد فعلوا على الاضداد فنظروا بعين الله فى جميع النشأات و اطلعوا على الظهور الاول فى جميع الاطوار و الصفات و نظروا اليه فى جميع المظاهر و الهويات فمن حيث نظرهم الى الظاهر تحقق لهم البيان و سرّ الكان و علم الاحدية و علم الظاهر و علم الغيب الاول و علم الحق و علم الوجوب و علم الغناء و علم النقطة التى كثرها الجهال و علم الوصال و علم اللاتعين و من نظرهم الى نفس ذلك الظهور تحقق لهم علم المعانى و السر

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۶۲ *»

الامكانى و الامر الاعيانى و علم الاطلاق و سر التلاق و علم العزة و الغلبة و علم القدرة و الهيمنة و علم الولاية و السلطنة و علم الالف و علم المسميات و علم حقائق الصفات و علم الولاية و السلطنة و علم الالف و علم المسميات و علم حقائق الصفات و علم الواحدية و علم الرحمانية و علم الغيب الثانى و علم التجلى و علم اللاهوت و علم الماهوت و علم التعين الاول و العلم الالهى الخاص و علم اللاكيف و علم الاتحاد و علم الاتصال و علم الجمع و جمع الجمع و امثال ذلك من العلوم الغامضة و من نظرهم الى المظاهر تكثرلهم العلوم المنشعبة الكثيرة.

فمن نظرهم الى الحقائق من حيث الصدور عن المبدء حصل لهم العلم الالهى بالمعنى الاعم و علم الاطوار و الادوار و عل الانوار و الاثار و علم الاكوار و الاطوار و علم العنوان و علم المعاينة و العيان و علم المحبة و الولاية و علم الكلمة التامة و علم الاسماء و الصفات و علم الحقائق و الهويات و علم النسب و الارتباطات و علم الاقتران و الاضافات بل علموا بذلك النظر علم الظهور و البطون و علم السر المكنون و علم الافتراق و التلاق و علم الجبروت و الملكوت و الناسوت و علم التقدم و التأخر و علم الترقى و التنزل و علم البساطة و التركيب و علم البعيد و القريب و علم حقائق الموجودات من الكينونات و الانيات و الاقترانات و الارتباطات و امثال ذلك.

و من نظرهم الى حيث الناظر حصل لهم علم الميزان و علم البرهان و علم المحاورات و المخاطبات و علم المباحث و المناظرات.

و من نظرهم الى الذوات الشهودية حصل لهم علم المواد الطبيعية و الصناعية و علم الطبائع و الامزجة و كيفية الاقترانات و علم الضم و الاستنتاج و علم التركيب و علم التوليد و علم الاتصال و الافتراق و علم المباعدة و التلاق و علم الصعود و النزول و علم الخروج و الحلول و علم الجواهر و الاعراض و علم المواد و علم القوة و الاستعداد و علم الحركات و السكنات و علم الموت و الحيوة و امثال ذلك.

ثم نمن نظرهم الى المقادير تحقق لهم العلم الرياضى بفروعها من علم المقادير المتصلة و علم المقادير المنفصلة و علم الجسم التعليمى و علم المساحات و علم التأليفات و الايقاعات و اللحون و النغمات و علم الارثماطيقى و النسب العددى و امثال ذلكو من نظر هم الى نسبة الذوات النورية الى الاجسام الكدرة و تفصيل ما

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۶۳ *»

فيها من مظاهر اجزاء العالم غيباً و شهادة و تركيبها حصل لهم علم اخت النبوة و عصمة المروة و علم ظاهره و علم باطنه و علم تطبيقه.

و من نظرهم الى نسب الاوضاع الفلكية و طبائعها و آثارها حصل لهم علم النجوم و علم الاحكام و علم الجنى و علم الضمير و علم الملاحم و الوقائع و امثال ذلك.

و من نظر هم الى الهيئات الجسمية و جذابيتها لما يناسبها من الارواح الغيبة حصل لهم علم القيافة و علم الكتف و علم البلدان و علم الجبال و التلال و امثال ذلك.

و من نظرهم الى ظهور الاشباح يتحقق لهم علوم كثيرة مثل علم المناظر و المرايا و علم نقش الاسطرلاب و علم التسطيح و علم الرخائم و علم الرمل و علم الخيوط و علم الحصيات و علم الحبات و علم المجالس و علم التكلمات و علم الاوضاع جملة و امثال ذلك.

و من نظرهم الى الصفات المنفصلة لهم علوم شتى فمن نظرهم الى دلالتها و وضعها يحصل لهم ع لم اللغة.

و من نظرهم الى هيئاتها و صفات ادائها يحصل لهم علم القراءة و التجويد و من نظرهم الى طبايعها و قويها و تركيباتها و تكسيراتها يحصل لهم علم الجفر و علم الاوفاق و علم السؤال و الجواب و علم التصريفات و علم الهيميا و امثال ذلك.

و من نظر هم الى قوايها و ارواحها يتحقق لهم علم الاعداد و الارفاق.

و من نظرهم الى مواد الكلمات و اشتقاقاتها يحصل لهم عليم التصريف.

و من نظرهم الى احوال حركاتها و سكناتها فى اقتراناتها يتحقق لهم علم النحو.

و من نظرهم الى حسن السبك و التعبير و التأدية يتحقق لهم علم البيان و المعانى.

و من نظرهم الى تأليف الكلمات و تناسبها و موافقتها للطباع المستقيمة و الموازين يتحقق لهم علم العروض.

و من نظرهم الى كيفية استنباط المعانى منها يتحقق لهم علم اصول الفقه.

و من نظرهم الى اسباب الترقى و التنزل يتحقق لهم علوم كثيرة:

فمن نظرهم الى التكاليف السرية يحصل لهم علم الحقيقة و علم المحبة.

و من نظرهم الى التكاليف القلبية يحصل لهم علم الطريقة.

و من نظرهم الى تكاليف الاجسام يتحقق لهم علم الشريعة.

و من نظرهم الى التدابير الدنياوية و المصالح يتحقق لهم علوم كثيرة:

فمن حيث نظرهم الى مصالح الاهل و الاولاد و العبيد و تدبير معاشهم يتحقق لهم علم تدبير المنزل.و من حيث نظرهم

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۶۴ *»

الى تدبير مملكة برعيتها يتحقق لهم علم السياسة المدنية.

و من حيث نظرهم الى امالة القلوب و ما ينافرها و يوافقها يتحقق لهم علم المعاشرة و هو علم عظيم لايلقاه الا ذو حظ عظيم.

و من حيث نظرهم الى حفظ الصحة و دفع المرض عن الابدان يتحقق لهم علم الطب.

و من نظرهم فيما يحصل به تسخير الملئكة الثلثة شمعون و سيمون و زيتون و اعوانهم فى اظهار الخيالات و الامثال المنزلة من السماء الثانية مما اودع فى سرفلك عطارد من القوة الفكرية يتحقق لهم علم السيميا.

و من نظرهم الى سرعة الحركات و عجائب المعالجات الشبيهة بالمعجزات يحصل لهم علم الريميا.

و من نظرهم الى تركيب العقاقير تركيباً خاصاً يجذب روحاً خاصاً من المبدء من الرفع و الوضع و الجذب و الدفع و التفريق و الوصل و امثال ذلك يتحقق لهم علم الليميا.

و من نظرهم الى اظهار كو امن ما اودع فى النباتات يحصل لهم علم الفلاحة.

و من نظرهم الى تكميل النواقص فى الصور المتممة يحصل لهم علم الصناعات الظاهرة باختلافها.

و من نظرهم الى كيفية نزول الشى‏ء فى خزائنه و تصوره فى كل خزانة على ما يشاكلها يتحقق لهم علم الرؤيا و التعبير و هو علم مستقل مشكل. الى غيرذلك من العلوم و لو بنيت ان افهرس اسماء علومهم لاقتضى مجلداً منفرداً فضلاً عن مسائلها لوكان البحر مداداً لكلمات ربى لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربى و لوجئنا بمثله مدداً. و غرضى فى هذه الفوائد الاشارة و الاقتصار بالتلويح فى العبارة فهم علماء ابرار حكماء اخيار قد قطعوا الاسفار و جاسوا خلال الديار و ازالوا الاكدار فاصبحوا للدين حامياً و للثغور حافظاً من تطرق الشياطين و الناصبين و الملحدين و التأثير فى الاعيان و انما هم اصحاب علوم و حجج و رسوم يخبرون عن علم و عيان و مشاهدة للاعيان و الاكوان قد عرفوا فروعهم و اصولهم و موصولهم و مفصولهم و قرأوا حروف انفسهم و لما كان نفسهم انموذج جميع العالم بل جميع الملك ملك الله سبحانه و هم قارؤن حروفها على نحو الكمال اطلعوا على كليات جميع مافى الملك و علموا نوعها و اما اطلاعهم على جميع جزئياتها فيختلف على حسب اختلاف انبساطهم و سيرهم

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۶۵ *»

فى العرض و اعلم النجباء و افضلهم النجباء الكليون فانهم مطلعون على جميع العلوم التفصيلية بجزئياتها مشاهدون لها مطلعون عليها لان مقامهم فى مقام النفس الكلية المهيمنة على جميع اطوار الظهور الذى هو نقطة العلم فى الغياب و الشهود و هم عالمون بمواقعها مطلعون على احوالها فيلتفتون الى كل جزء جزء متى شاؤا و ارادوا و هو النفث فى روعهم جواب ما يسألون فهم بانفسهم نقطة العلم و سر الحكمة العارف بهم عالم و الغافل عنهم جاهل و لما كان مقام النجيب الكلى مقام النفس و لايمكن فى القوس الصعودية الوصول اليها الا بعد قطع المراتب الدانية و التجاوز عن المقامات النازلة فلابد و ان يكون النجيب متجاوزاً عن حد الاعراض مجتنباً عن حد الامراض فبتجاوزه عن حد الاعراض لابد و ان يكون عالماً بجميع العلوم الطبيعية الحاصلة عن سر تراكيب هذا العالم الظاهر المشار اليه بقوله سبحانه يعلمون ظاهرا من الحيوة الدنيا و هم عن الاخرة هم غافلون و بتجاوزهم عن عالم الاجسام الثانية يطلعون على حقيقة هذا العالم و باطنه و سركينونته و يعرفون حقيقة كل شى‏ء على ما هو عليه و بتجاوزهم عن الاجسام الاولية يطلعون على حقائق الاجسام الاخروية الذاتية و يطلعون على ارض المحشر و عالم الذر الثالث اوالرابع و كيفية موت الذر و دفنهم فيها و كيفية اللطخ و الخلط و امثال ذلك و بتجاوزهم عن ذلك المقام يطلعون على قطر طالع الدنيا فيه السرطان فى جميع نواحيه و الكواكب فى اشرافها و الشمس على قمة الرأس فى جميع نواحيه و يطلعون على بدو الاجسام و ارتباطها بالنقش و الارتسام و كيفية تقدم الليل على النهار و ظهور الانوار و بتجاوزهم هذا المقام يطلعون على جبل قاف و الطود الحاف فيشاهدون و رائه اربعين شمساً و اربعين قمراً بافلاكها و ادوارها و اكوارها و ذلك الجبل من زمردة خضراء و خضرة السماء منها و هو مطيف بالدنيا و بتجاوزهم عن ذلك المقام يطلعون عيل الجنتين المدهامتين اللتين تظهران فى الرجعة و يأكل المؤمنون منهما فيأكلون من ثمارها و يشربون من انهارهما و يعانقون حورهما و يصعدون قصورهما و يطوفون دورهما فاذا تجاوزوا ذلك المقام يطلعون على البحر الابيض و طمطامه و امواجه و تلاطمه و صفائه و بريقه

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۶۶ *»

و جميع مافيه من الحيتان و الحيات التى تعلومرة و تسفل اخرى.

ثم اذا تجاوز و اذلك المقام يصلون الى الكثيب الاحمر الثابت على شاطى‏ء البحر و يشاهدون ما فيه من معادن اللؤلؤ و الياقوت و الزمرد و الذهب و غير ذلك ثم اذا تجاوزوا ذلك المقام يصلون الى الجزيرة الخضراء و يشاهدون الطيور الخضر التى يجعل نفوس المؤمنين فى حواصلها و هنالك يشاهد الاحكام الحقيقية التى لاتقية فيها لان هناك سرير مملكة الولى و كرسى سلطنته و دار امارته.

فاذا تجاوز عن تلك الجزيرة الطيبة يرى جابلصا ثم جابلقا و هما مدينتان احديهما بالمشرق و الاخرى بالمغرب و اهلهما كلاً مؤمنون صالحون ليس الحجة عليهم الا الائمة عليهم السلام فهم يعبدون الله بالولاية لايعصون الله ما امرهم و يفعلون ما يؤمرون و كلهم منتظرون لظهور امر الامام فاذا عرف هذه المقامات كلها عرف عالم هور قليا بكله فاذا تجاوز هذا المقام عرف عالم المثال و مبدء الخيال و البرزخ بين العالمين و الحاجز بين النشأتين و اطلع على العريشة بين جبال الاجسام الملكية و الاشجار الملكويتة و هنالك يشرب من كبد الثور و يطأ ارض عالم الذر الثانى او الثالث فاذا تجاوز ذلك المقام اطلع على عالم الهباء المضاف الى الاربعة الاجزاء الطبيعية و عرف سر المادة و اطلع على الاكوان الشهادية و الاعيان الظاهرية و وصل الى مقام لم يتجاوزه الحكماء المتقدمون و حسبوه الهاً و يرى ما فيه من الاعيان الثابتة و يرى انها حقيقة الكون و صرف الوجود الثانى و جميع الاكوان شؤنها و اطوارها و نهايات وجودها و يرى بساطتها عن جميع التراكيب و الكثرات المثالية و يرى انه كل الاشياء و يحيط بالمثال الذى هو تجليها و شؤنها و اطوارها التى زعموها حضرة العلم و يرى تقلبه فى جميع الاطوار و قولهم «البحر بحر على ما كان فى القدم» و يرى ان جميع الاشياء امواج ذلك البحر و جموده و تثلجه على طبق ما قال القائلون بوحدة الوجود حرفاً بحرف و هنالك يشرب من كبد الحوت فاذا تجاوز ذلك المقام وصل الى الكثيب الاحمر الاعلى و ارض الذهب العليا و الياقوتة الحمراء و النار الناشئة من الشجرة الخضراء و يصعد على جبل الطور و موضع السرور و يقعد من وراء الحجاب الزبرجدى الاخضر فاذا تجاوز ذلك المقام

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۶۷ *»

وصل الى الكتاب المسطور و الرق المنشور و الرفرف الاخضر و ارض الجنة و الذر الاول او الثانى و العالم العلوى و الوطن الاصلى و قرية النجباء و سدرة المنتهى التى عندها جنة المأوى و شجرة طوبى و مستقر الاولياء ثم و ان لم يتجاوز ذلك المقام وجداً الا انه يتجاوزه وجداناً فيلوح له ارض الزعفران و مقام البراق و اول مبدء الاتفاق و الذر الاول باعتبار و يقرأ العهد المكتوب فى ورق الاس و يطلع على اس الاساس ثم يلوح له الدرة البيضاء و ذات الله العلياء و نور الرضوان و مبدء الجنان فيعبد به الرحمن ثم يلوح له مقام الاركان و آخر القرى الظاهرة و يطلع على المعانى السفلى و الظهورات الكلية الدنيا و يرى بريق انوار الولى الغوث الاعظم و حجابه الاكرم و سرادقه الافخم ثم يستأذن الدخول عليه فيأذن له فيدخل عليه صلوات الله عليه فهنالك يرى من اسرار التوحيد و انوار التفريد ما لم يقدر عليه قلمى و يكل عن بيانه لسانى فى فمى و يضيق بابدائه صدرى و يسعه قلبى و لا قوة الا بالله العلى العظيم و هنالك غاية الغايات و نهاية النهايات و مبدؤ البدايات و هذا المقام آخر سير النجباء فى السفر الاول ثم يسافر فى السفرة الثانية فيرى ما لا عين رأت و لا خطر على قلب بشر من انوار الجمال و الجلال و يشاهد الغيب المطلق و مقام القدس الحق فيجد لذة الفناء و يعرف سر البقاء و يقدر به على كشف السبحات و محو الموهوم و صحو المعلوم و هتك الستر لغلبة السر و جذب الاحدية لصفة التوحيد و يرى اشراق نور الازل فيكون ذلك فيما لايزال و لم يزل ثم اذا استكمل فى ذاته يؤمر بالرجوع الى تجلياته فيرجع الى تلك العوالم التى مرت الاشارة اليها و هو السفر الثالث فيطلع عليها و يمر على مبدء كينونتها حين خلقها و يرى كل عالم فى اول ايجاده ثم يسافر عرضاً فى الخلق فى السفر الرابع فيكون هو القائم مقام الله فيهم فى الاداء و يكون لسان العبارة و وجه الاشارة و وجه الله و لسان الله و عين الله و امر الله و قول الله و يد الله، القبول منه قبول من الله و الرد عليه رد على الله و يكون بشيراً نذيراً رسولاً بالله و لله و فى الله و لا يمكننى البيان ازيد من ذلك و العاقل يكفيه الاشارة و الجاهل لايتنبه بالف عبارة و هؤلاء هم النجباء الكليون مظاهر الاسماء الثمانية و العشرين و هم فى السفر

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۶۸ *»

الثالث و الرابع يتصرفون فى العوالم بما حملوا من اسرار تلك الاسماء فيتصرفون فى العقول الحاكية الظلية باسمه البديع و فى النفوس باسمه الباعث و فى الطبائع باسمه الباطن و فى المواد باسمه الاخر و فى الاشكال باسمه الظاهر و فى الجسم الكلى باسمه الحكيم و فى العرش باسمه المحيط و فى الكرسى باسمه الشكور و فى فلك البروج باسمه الغنى و فى فلك المنازل باسمه المقتدر و فى فلك زحل باسمه الرب و فى فلك المشترى باسمه العليم و فى فلك المريخ باسمه القاهر و فى فلك الشمس باسمه النور و فى فلك الزهرة باسمهالمصور و فى فلك عطارد باسمه المحصى و فى فلك قمر باسمه المبين و فى كرة النار باسمه القابض و فى كرة الهواء باسمه الحى و فى كرة الماء باسمه المحيى و فى كرة التراب باسمه المميت و فى المعادن باسمه العزيز و فى النبات باسمه الرزاق و فى الحيوان باسمه المذل و فى الملك باسمه القوى و فى الجان باسمه اللطيف و فى الاناسى باسمه الجامع و هو الجامع رفيع الدرجات سبحاه ذوالعرش يلقى الروح من امره على من يشاء من عباده و الله اعلم حيث يجعل رسالته و لما كان الانوار مهيمنة على الظلمات و جهة الرب غالبة على جهة النفس و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين ينقاد لهم جميع مراتب الجهل و الظلمة لحملهم الاسماء النورية فينقاد لهم الجهل الكلى و الثرى و الطمطام و النيران و الريح العقيم و البحر و الحوت و الثور و الصخرة و هى سجين و الملك الحامل و ارض الشقاوة و ارض الالحاد و ارض الغضب و ارض الشهوة و ارض الطبع و ارض العادات و ارض النفوس و نار الكلب و هواء السموم و الماء الاجاج و الارض السبخة و الحجارة و الحديد و النبات المر و المسوخ و الشياطين و شياطين الجن و الانس و ابليس لعنة الله الذى قال لاتخذن من عبادك نصيبا مفروضا فاذاً هم صلوات الله عليهم هم حملة الاسم الاعظم الاعظم الاعظم و اما النقباء فهم صفة المسمى بتلك الاسماء و هم فى مقام الذكر الاجل الاعلى الاعلى الاعلى.

و اما النجباءالجزئيون فهم بالنسبة الى هؤلاء بمنزلة الافلاك بالنسبة الى الكرسى و بمنزلة الحواس بالنسبة الى

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۶۹ *»

النفس فمنهم من هو واقف فى مقام العاقلة فلك زحل و هو اشرفهم و منهم من هو واقف فى مقام العالمة فلك المشترى و منهم من هو واقف فى مقام الواهمة فلك المريخ و منهم من هو واقف فى مقام الحرارة الغريزية الناشية فى القلب من العلقة الصفراء فلك الشمس و منهم من هو واقف فى مقام الخيال فلك الزهرة و منهم من هو واقف فى مقام الفكر فلك عطارد و منهم من هو واقف فى مقام الحس المشترك فلك القمر اى فلكه الحامل الذى مركزه غير مركز العالم و منهم من هو واقف فى مقام فلكه المايل لروح البخارى و هؤلاء هم جزئيون لايحيطون بجميع صنوف العلم و انما لكل واحد شأن من الشأن فيعلمون شأنهم الخاص و مادونه بالمشاهدة و مافوقه بالحكاية كما بينا من حكاية النجباء لشأن النقباء ولكن لهم قوة استنباط مالايعلمون و لهم استعداد تحصيله قريباً بخلاف النجباء الكليون فانهم ع المون بجميع العلوم و لايحتاجون الى مراجعة و ان لم يكن جميع العلوم حاضراً عندهم جميعاً فى كل الانات و لكنهم فى كل علم كالعالم بعلم النحو مثلاً المسلط عليه فمهما سألته عن مسئلة من النحو يلتفت و يقول من غير مراجعة و استعلام فكأنه فى كل علم ماهر مطلع خبير و اما النقباء الكليون فشأنهم اعظم و اجل من ذلك و لنعم ما قلت:

 لولا مخافة ان اصمى لجئت بما   لو تصغه الاذن صمت حين اصغاها

فلنقبض العنان فلحيطان آذان و هؤلاء النجباء الكليون هم النقباء الجزئيون فى مقام الجزئية فهم بالنسبة الى مقام النجباء الجزئيين نقباء و بالنسبة الى النقباء الكليين نجباء و الى هؤلاء اى النجباء الجزئيين الاشارة فى قوله عليه السلام فى تفسير قوله تعالى قد افلح المؤمنون اى قد افلح المسلمون ان المسلمين هم النجباء و من هذا الباب ماروى عن ابى عبدالله عليه السلام بشر المخبتين بالجنة بريدبن معوية العجلى و ابوبصير ليث البخترى المرادى و محمدبن مسلم وزرارة اربعة نجباء امناء الله على حلاله و حرامه لولا هؤلاء انقطعت آثار النبوة و اندرست و لعل ما ذكرنا فى هذا الباب كاف لاولى الالباب و من الله الهام الصواب فهیهنا انقطع

 

«* مکارم الابرار عربي جلد ۴ صفحه ۱۷۰ *»

الكلام و لم يؤذن لى بازيد من ذلك فلنختم الكلام بهذا المقام و لاقوة الا بالله العلى العظيم و صلى الله على محمد و آله الطاهرين و الاركان و النقباء و النجباء المنتجبين و لعنة الله على اعدائهم اجميعن ابدالابدين قد فرغ من تسويدها مصنفها كريم بن ابرهيم لتسع ليال بقين من الجمادى الثانية من شهور سنة الف و مأتين و اثنتين و ستين «1262» من الهجرة حامداً مصلياً مستغفراً مستقيلاً تمت.