کشف الاسرار
تعليقات
للعالم العامل و الفاضل الباذل المرحوم الحاج
الميرزا ابوتراب بن محمد حسن الكرماني
علي المصحف المحشي الكريم
المجلد الثالث – القسم الثانی
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 171 *»
«سورة طــه»
مكية و هي مائة و خمس و ثلثون اية كوفي و اربع حجازي و ايتان بصري و اربعون شامي اختلافها احدي و عشرون اية طه ماغشيهم رأيتهم ضلّوا كوفي نسبّحك كثيراً و نذكرك كثيراً غير البصري محبة مني حجازي شامي فتوناً بصري شامي لنفسي كوفي شامي و لاتحزن و اهل مدين و معنا بنياسرائيل و اوحينا الي موسي شامي غضبان اسفاً و اله موسي مكي و الاول وعداً حسناً لايرجع اليهم قولاً الاخير القي السامري غير المدني الاخير فنسي عراقي شامي و الاخير صفصفاً عراقي شامي مني هدي و زهرة الحيوة الدنيا غير الكوفي.
(بسم اللّه الرحمن الرحيم)
(طه 1) (9) علي قراءة السواد و طه علي قراءة (ح) و (س) و ابوعمرو بامالة الهاء خاصة (هـ) بلسان الحبشة و النبطية معناه يارجل.
(ماانزلنا عليك القرءان لتشقي 2) لتتعب (هـ) بل لتسعد به (ث) روي انه قام عشر سنين علي اطراف اصابعه حتي تورّمت قدماه و اصفرّ وجهه فنزلت.
(الاّ) لكن انزلناه (تذكرة) مفعولله (لمن يخشي 3) صفة.
نزّلناه (تنزيلاً ممن خلق الارض و السموات العلي 4) جمع العليا.
(الرحمن) ولي (يم) (علي العرش) علي الملك احتوي (ث) (استوي 5 )استولي (هـ) استوي علي كل شيء فليس شيء اقرب اليه من شيء (ث).
(له ما في السموات) شرح للاستواء (يم) (و ما في الارض و ما بينهما و ما تحت الثري 6) التراب الندي.
(و انتجهر بالقول) فلا حاجة الي جهر القول (يم) (فانه يعلم السرّ) ما
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 172 *»
في ضميرك (ث) (و اخفي 7) ما نسيته (ث).
(اللّه لا اله الاّ هو له الاسماء الحسني 8) الائمة (يم) فصار هذا الوحي اعظم من وحي موسي7 فانه نودي من الشجرة انني انا الله لا اله الاّ انا و نودي محمد9من قلبه الله لا اله الاّ هو له الاسماء الحسني لقوله نزل به الروح الامين علي قلبك و قوله الاّ هو اعظم من قوله الاّ انا فان ضمير الغائب اعظم من ضمير المتكلم فتدبر (يم).
(و هل اتيك حديث موسي 9) تحريص علي الاستماع.
(اذ) يتعلق بمحذوف نحو واقعاً (هـ) حال من حديث (رءا ناراً فقال لاهله) بكسر الهاء علي قراءة السواد و ضمها علي قراءة (ح) (امكثوا انّي) بسكون الياء علي قراءة السواد و فتحها علي قراءة الحرميين و (و) (انست ناراً لعلّي) بسكون الياء علي قراءة الكوفيين (اتيكم منها بقبس) بشعلة (هـ) تصطلون من البرد (ق) (او اجد علي النار هدي 10) طريقاً (ث) كان اخطأ الطريق (ث).
(فلمّا اتيها نودي ياموسي 11).
(انّي) بكسر الهمزة علي قراءة السواد و فتحها علي قراءة (ث) و (و) و فتح الياء الحرميان و (و) (انا ربك فاخلع نعليك) روي كانتا اي نعلاه من جلد حمار ميت و روي انكاره و اولّه اي انزع حب اهلك من قلبك ان كانت محبتك لي خالصة و روي خَوفَيْك يعني خوفه من ضياع اهله و قد خلّفها تمخض و خوفه من فرعون (انّك بالواد) هو سفح الجبل و يطلق علي المجري العظيم للماء (المقدّس) المطهر (طوي 12) بالالف علي قراءة (ث) و (و) و الباقون بالتنوين (هـ) عطف بيان للوادي (يم) اسم الوادي لانه طوي البركة.
(و اَنَا) في قراءة السواد و اَنّا في قراءة (ح) (اخترتُك) في قراءة السواد و اخترناك في قراءة الحمرة (فاستمع لما) يحتمل التعلق بالفعلين (ص) (يوحي 13).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 173 *»
(انني) بسكون الياء علي السواد و فتحها عند الحرميين و (و) (هـ) بدل مـمايوحي (ص) (انا الله لا اله الاّ انا فاعبدني و اقم الصلوة) علي محمد و المحمد: عند ذكرك لي و عند ذكري لك اياك او اياهم (يم) (لذكري 14 )بسكون الياء علي السواد و فتحها عند (ن) و (و) (هـ) متي ذكرت انّ عليك صلوة كنت في وقتها او لمتكن (ث).
(انّ الساعة) القائم (يم)[1] (اتية) خبر (اكاد) الجملة خبر انّ بعد خبر (اخفيها) في نفسي (ث) و كذا في قراءة ابي (ص) جعلها من غير وقت (ق) (لتجزي) علة الاخفاء او الاتيان (كل نفس بماتسعي 15).
(فلايصدّنّك عنها) عن الصلوة او الساعة (ص) (من لايؤمن بها و اتبع هويه فتردي 16) منصوب باضمار ان في جواب النهي (هـ) فتهلك.
(و ما) مبتدأ (ل) خبر (هـ) الاستفهام للاستيقاظ لمايظهر فيها (يم) (تلك )خبر (ل) مبتدأ (هـ) اي الذي او هذه (ل) (بيمينك) حال (ياموسي 17).
(قال هي عصاي اتوكّؤا) اتحامل (عليها و اهشّ بها علي غنمي) اخبط بها الشجر لغنمي (ث) الهشّ ضرب ورق الشجرة ليتساقط (و لي) بفتح الياء علي قراءة ورش و حفص و سكونها علي قراءة الحمرة (هـ) فمن الفرق لميستطع الكلام فجمع كلامه (ث) (فيها مئارب) حوائج (ث) الف معجزة (ث) (اخري 18) افرد للسجع
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 174 *»
و تأنيثه كاف.
(قال القها ياموسي 19).
(فالقيها فاذا) ظرف مكان يعني ففي المكان هي (هـ) مفاجاة عاملها تسعي (هي حيّة تسعي 20) ففزع منها و عدا (ث).
(قال خذها و لاتخف سنعيدها) الي (سيرتها) حالتها (الاولي 21).
(و اضمم يدك) علياً اليك تخرج ابيض ينير الدنيا بعلمه و حكمته (يم)([2])(الي جناحك) جنبك او عضدك (تخرج بيضاء) حال (هـ) تضيء له الدنيا (ث) (من غير) حال (سوء) من غير برص (ث) و كان شديد السمرة (ث) (اية )حال (هـ) يحتمل انتكون اية منصوبة بفعل محذوف (ل) (اخري 22)
(لنريك) متعلقه اضمم (من اياتنا الكبري 23) مفعول ثان (هـ) فضل الولاية و الولي (يم).
(اذهب الي فرعون) الاول (يم) (انه طغي 24).
(قال ربّ اشرح) اوسع (لي صدري 25).
(و يسّر لي) بسكون الياء علي قراءة السواد و فتحها علي قراءة (ن) و (و)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 175 *»
(امري 26).
(و احلل عقدة من لساني 27) كان لسانه محترقاً من الجمر (ث).
(يفقهوا قولي 28).
(و اجعل لي وزيراً) حاملاً عنّي الاثقال (من اهلي 29).
(هرون) علياً7 (يم)([3]) بدل وزيراً او ممدوح (اخي 30) بسكون الياء علي السواد و فتحها عند (ث) و (و) (هـ) صفة او بدل.
(اشدد) بضم الهمزة علي السواد و علي قراءة الحمرة فتحها و هي قراءة (ر) (به ازري 31) ظهري.
(و اشركه) بفتح الهمزة علي السواد و ضمها عند (ر) (في امري 32).
(كينسبّحك) تسبيحاً او زماناً (كثيراً 33).
(و نذكرك) ذكراً او زماناً (كثيراً 34).
(انك كنت بنا بصيراً 35).
(قال قداوتيت سؤلك ياموسي 36) يا محمد9 (يم) فلميكن في لسانه عقدة كما زعموا بل كانت و رفعت (يم).([4])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 176 *»
(و لقد مننّا) انعمنا (عليك مرةً) ظرف اي وقتاً اخري او مصدر يعني منةً اخري (اخري 37).
(اذ اوحينا الي امّك ما) مصدرية اي ايحاء (يوحي 38).
(ان) بدل ما (ل) مفعول اوحي (اقذفيه) اطرحيه (في التابوت فاقذفيه )اي التابوت (في اليمّ فليلقه) امر و المراد به الخبر (اليمّ بالساحل يأخذه عدو لي و عدو له و القيت عليك محبةً مني) صفة (هـ) لايراه احد الاّ احبه (ث) (و لتصنع) لتربّي و تغذّي (هـ) و لتصنع عطف علي ليحبك من يراك و هو مفهوم من قوله القيت عليك محبة مني و اللام يتعلق بـالقيت (علي عيني 39) بسكون الياء علي قراءة السواد و فتحها علي قراءة (ن) و (و).
(اذ تمشي اختك فتقول هل ادلّكم علي من يكفله) يضمن تربيته (فرجعناك الي امّك كيتقرّ) تبرد (عينها و لاتحزن و قتلت نفساً فنجّيناك من الغمّ) من القود (و فتنّاك) اختبرناك (ق) (فتوناً فلبثت) عشر (ص) (سنين في اهل مدين) عند شعيب (ق) مدين علي ثمانية مراحل من مصر (ص) (ثم جئت علي قدر) حال (هـ) علي حسب قدري و قضائي (يم) (يا موسي 40).
(و اصطنعتك) اخترتك و اتخذتك (لنفسي 41) بسكون الياء علي قراءة الكوفيين و (ر) و فتحها علي قراءة الحمرة (هـ) لطاعة علي7 (يم).([5])
(اذهب انت و اخوك باياتي و لاتنيا) تفترا (في ذكري 42) بسكون الياء
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 177 *»
علي قراءة الكوفيين و (ر) و فتحها علي الحمرة (هـ) في ولاية علي7 و اظهارها (يم).([6])
(اذهبا الي فرعون انه طغي 43) جاوز الحدّ.
(فقولا له قولاً ليّناً) اي قولا يا بامصعب (ث) اي كنّياه (ث) (لعلّه يتذكّر او يخشي 44) تحريص علي ذهابهما (ث) قدتذكر و خشي و لكن عند رؤية البأس (ث).
(قالا ربّنا اننا نخاف انيفرط) يتقدم (علينا) بعذاب (او انيطغي 45) في ايذائنا.
(قال لاتخافا انني معكما) خبر الياء (اسمع) خبر بعد خبر (هـ) او حال (و اري 46).
(فأتياه فقولا انّا رسولا ربك فارسل معنا بنياسرائيل و لاتعذّبهم قد جئناك باية من ربك و السلام علي من اتبع الهدي 47).
(انّا قداوحي الينا انّ العذاب علي من كذّب و تولّي 48) فيه حذف ايجازاً و هو انهما اتياه و قالا له ما امرا به (يم) من كذّب و تولّي هو الاول و اخواه فانهم كذّبوا
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 178 *»
رسول الله9 و تولّوا الامر غصباً (يم).([7])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 179 *»
(قال فمن ربكما يا موسي 49) و يا هرون و حذف للقرينة.
(قال ربنا الذي اعطي كل شيء خلقه) يعرف من شكله الذكر و الانثي (ث) (ثم هدي 50) هداه النكاح و السفاح من خلقه (ث).
(قال فما بال) حال (القرون الاولي 51) حيث لميعبدوا ماتقول.
(قال علمها) مبتدأ (عند) صفة كتاب تقدم و صار حالاً (هـ) او خبر (ربي في كتاب) خبر (هـ) بدل او خبر بعد خبر (هـ) تدل الاية علي ان هذا العلم حادث و غير الذات فانه مكتوب في الكتاب و علم له سبحانه (يم) (لايضلّ) نعت (ل) عن (ل) (ربي) عنه (و لاينسي 52).
(الذي) ممدوح او صفة ربي او بدل (جعل لكم الارض) القرءان (يم) (مَهْداً) علي قراءة الكوفيين و مِهاداً علي قراءة الحمرة (هـ) فرشاً (و سلك) ادخل (لكم فيها سبلاً) تهتدون بها (يم) (و انزل من السماء) من محمد9 (يم) (ماء) علماً و سنة (يم) (فاخرجنا) اعراض عجيب (يم) (به ازواجاً) من ثمرات القلوب (يم) اصنافاً (من) صفة (نبات) جنس (يم) (شتّي 53) صفة.
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 180 *»
(كلوا و ارعوا انعامكم) رعيتكم و ضعفاءكم (يم)([8]) (انّ في ذلك لايات لاولي النهي 54) الذين انتهي اليهم العلم (يم)([9]) نحن اولواالنهي (ث) جمع نهية اي
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 181 *»
العقل الناهي عن القبيح (هـ) روي خياركم اولواالنهي قيل من هم قال هم اولوا الاخلاق الحسنة و الاحلام الرزينة.
(منها) الارض (خلقناكم و فيها نعيدكم و منها نخرجكم تارة) مصدر (اخري 55 )روي ان للّه تعالي ملكين خلاقين فاذا اراد انيخلق خلقاً امر اولئك الخلاقين فاخذوا من التربة التي قال الله عزوجل في كتابه منها خلقناكم الاية فعجنوها بالنطفة المسكنة في الرحم فاذا عجنت النطفة بالتربة قالا يارب مانخلق قال فيوحي الله تبارك و تعالي مايريد ذكراً او انثي مؤمناً او كافراً اسود او ابيض شقياً او سعيداً فاذا مات سالت عنه تلك النطفة بعينها لا غير فمن ثم صار الميت يغسل غسل الجنابة. و في رواية في امر تلك التربة فلايزال قلبه يحنّ اليها حتي يدفن فيها.
(و لقد اريناه اياتنا) علياً7 علي فرس مع اسلحة من ذهب (يم)([10])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 183 *»
(كلها فكذّب و ابي 56).
(قال أجئتنا لتخرجنا من ارضنا بسحرك ياموسي 57).
(فلنأتينّك بسحر مثله فاجعل بيننا و بينك موعداً لانخلفه نحن و لا انت مكاناً) مفعول ثان لجعل (ل) بدل موعداً (هـ) لايجوز نصب مكاناً بالموعد لان الاسماء التي تعمل عمل الافعال اذا وصفت او صغّرت لمتعمل و كذلك المصادر اذا اخبرت عنها او عطفت عليها (ل) (سوي 58) بضم السين علي قراءة (ص) و (ر) و (ح) و كسرها علي قراءة الحمرة (هـ) صفة (ل) عدلاً بيّناً.
(قال موعدكم) مبتدأ (ل) (يوم) خبر (ل) (الزينة و ان) مصدرية (هـ) عطف علي الزينة (ل) عطف علي يوم (يحشر) يجمع (الناس ضحي 59 )ظرف.
(فتولّي) انصرف (فرعون) الاول (يم) (فجمع كيده) اتباعه (ثم اتي 60) و الدليل علي ان فرعون هنا الاول و كيده اتباعه قوله لاتفتروا علي الله كذباً فانهم اي فرعون و اتباعه لمينتسبوا الي الله و لمينسبوا اليه شيئاً حتي يفتروا علي
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 184 *»
الله (يم).([11])
(قال لهم موسي ويلكم) ويلكم منادي يعني ياويلكم او كلمة تهديد اي الزمكم الله الويل و قيل هما كلمتان تقديره وي لكم و هما مبتدأ و خبر اي اتعجب لكم (لاتفتروا) تختلقوا (علي الله كذباً فيُسحِتكم) في قراءة (ح) و (س) و حفص و فيَسحَتكم في قراءة الحمرة (هـ) يستأصلكم (بعذاب و قد خاب من افتري 61 )فيها دلالة علي التقرير و به هداية كل ضرير (يم).
(فتنازعوا امرهم بينهم و اسرّوا النجوي 62).
(قالوا ان) علي التخفيف في قراءة (ث) و حفص و التشديد في قراءة الحمرة (هـ) ان المخففة اذا ادخلت علي الاسمية اهملت كقوله ان كل لمّا جميع لدينا محضرون و قوله و ان كل ذلك لمّا متاع الحيوة الدنيا (هذان) بالالف علي قراءة السواد و هذين بالياء في قراءة (و) (هـ) (ث) يشدد النون و الباقون يخففونها (هـ) في لغة بنيالحرث بن كعب يأتون بالمثني بالالف علي كل حال (هـ) محمد و علي8 (يم)([12])(لساحران)اي ما هذان الاّ ساحران عند اهل الكوفة (ل) )يريدان انيخرجاكم من ارضكم بسحرهما و يذهبا بطريقتكم المثلي 63) تأنيث امثل اي افضل (هـ) التي كنتم عليها في الجاهلية (يم).
(فَاَجمِعوا) علي قراءة السواد و فَاجْمَعوا علي قراءة (و) (هـ) اعزموا او اجعلوهم مجموعين (يم) (كيدكم ثم ائتوا صفّاً) حال (و قد افلح اليوم من استعلي 64).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 185 *»
(قالوا ياموسي اما ان تلقي و اما اننكون اول) اطلق اول علي الجماعة (يم) (من القي 65).
(قال بل القوا) فدولة الظلمة مقدمة الي انيأتي الله بامره (يم) (فاذا حبالهم و عصيّهم يخيّل) بالياء علي قراءة السواد و التاء علي قراءة ابنذكوان (اليه) الي موسي (من سحرهم انها) مفعول لميسم فاعله (ل) علي قراءة تخيّل بدل من ضمير تخيّل (ل) (تسعي 66).
(فاوجس) اضمر (هـ) لميوجس خيفة علي نفسه (ث) (في نفسه خيفةً) مفعول (ل) (موسي 67) فاعل (ل) خاف من غلبة الجهال و دول الضلال (ث).
(قلنا لاتخف انك انت الاعلي 68) و ذلك لمّاتوسل بمحمد و المحمد:(ث).
(و الق ما) القائم (يم) (في يمينك) علم علي7 (يم)([13]) (تلقف)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 186 *»
بالجزم علي قراءة السواد و الرفع علي قراءة ابنذكوان (هـ) حفص تلْقف باسكان اللام مخففاً و الباقون بفتح اللام مشدداً (هـ) علي الرفع حال (ل) تأخذ بسرعة (ما صنعوا انما) الذي و هو مبتدأ (هـ) او مصدرية (صنعوا كيد) خبر (ساحر) علي فاعل في قراءة السواد و سِحْر في قراءة (ح) و (س) (و لايفلح الساحر حيث اتي 69 )دليل تقرير و هو قرة عين البصير (يم) رسم القرءان سحر و لايفلح السحر.
(فالقي السحرة سجّداً قالوا امنّا بربّ هرون و موسي 70).
(قال امنتم) علي قراءة حفص و قنبل و ءامنتم علي قراءة الحمرة (هـ) صدّقتم (له) امنتم له اللام لتضمين الفعل معني الاتباع (ص) (قبل اناذن لكم انه لكبيركم) لرئيسكم (الذي علّمكم السحر فلاقطّعنّ ايديكم و ارجلكم من خلاف) حال (و لاصلّبنّكم في) علي (جذوع النخل و لتعلمنّ) لتعرفنّ (ايّنا اشدّ عذاباً و ابقي 71) قوله لتعلمنّ ايّنا تعليق اي قد عمل في المعني دون اللفظ فايّنا اشدّ عذاباً و ابقي مفعول او من باب ما قيل انّ اي مبني علي الضم.
(قالوا لننؤثرك) نختارك (علي ماجاءنا من البينات و الذي) عطف علي ما (يم) اي علي الذي او هو قسم (فطرنا فاقض) فاحكم (ما) موصولة او ظرف (انت قاض انما) كافة (ل) (تقضي) انماتقضي تعليل لماقبله و تمهيد لمابعده (ص) في (هذه) منصوبة ظرفاً (الحيوة الدنيا 72) قبل ظهورالقائم(يم).([14])
(انّا امنّا بربنا ليغفر لنا خطايانا و ما) عطف علي خطايانا (ل)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 187 *»
(اكرهتنا عليه من السحر و الله خير و ابقي 73) روي انهم لمّا رأوا موسي نائماً يحرسه العصا قالوا لفرعون ما هذا بسحر فابي الاّ انيعارضوه.
(انه) كلام السحرة او كلام الله (يم) (من يأت ربّه مجرماً فانّ له جهنم لايموت فيها و لايحيي 74).
(و من يأته مؤمناً قد عمل الصالحات فاولئك) مبتدأ (لهم) خبر (الدرجات) مرفوع بالظرف (العلي 75).
(جنات) بدل الدرجات (عدن تجري من تحتها الانهار خالدين) حال (فيها و ذلك جزاء من تزكّي 76) تطهّر.
(و لقداوحينا الي موسي اناسر) ليلاً (بعبادي) بالشيعة في ليل الفتن (يم)([15]) (فاضرب) الضرب يأتي بمعني جميع الافعال الاّ قليلاً (لهم طريقاً في البحر) في بحر الفتن (يم) (يبساً) صفة طريقاً (لاتخاف) علي السواد و لاتخف علي الحمرة (هـ) لاتخف علي الجزم نهي او جواب امر و علي الرفع حال او كلام مستأنف او نعت طريقاً (دركاً) ان يدركك فرعون (و) استيناف او عطف (ص) (لاتخشي 77) من الغرق في البحر.
(فاتبعهم فرعون) الاول (يم) (بجنوده) باتباعه (يم) (فغشيهم من اليمّ )من فتن الضلالة (يم) (ما غشيهم 78).
(و اضلّ فرعون قومه و ما هدي 79).
(يابنياسرائيل) بنيعلي: و هم الشيعة (يم)([16]) (قدانجيناكم) في قراءة السواد و انجيتُكم في قراءة (ح) و (س) (من عدوكم و واعدناكم) علي قراءة السواد و وعدتُكم علي قراءة (ح) و (س) و قرأ (و) وعدناكم (هـ) اتيان (ل) (جانب )
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 188 *»
مفعول ثان (ل) (الطور الايمن) لايتعدي الافعال و المصادر الي ظرف مكان مختص غير مبهم بغير حرف الجر (ل) (و نزّلنا عليكم المنّ و السلوي 80).
(كلوا من طيبات مارزقناكم) في قراءة السواد و رزقتُكم في قراءة (ح) و (س) (و لاتطغوا فيه) يعني لاجله كماقال انّ الانسان ليطغي ان رءاه استغني (فيحلّ عليكم غضبي) عقابي (ث) (و من يحلل) بكسر اللام الاولي علي قراءة السواد و ضمها علي قراءة (س) (عليه غضبي) عقابي (ث) (فقد هوي 81).
(و اني لغفار لمن تاب) من الشرك (يم) (و امن) برسول الله (يم) (و عمل صالحاً) اتبع المحمد (يم) (ثم اهتدي 82) الي ولايتنا (ث) ولايتهم ولاية اوليائهم و البراءة من اعدائهم (يم) فللمغفرة شروط اربعة التوبة و الايمان و العمل الصالح و الهداية فمن اتي بها فهو مغفورله (يم).
(و مااعجلك عن قومك ياموسي 83).
(قال هم) مبتدأ (اولاء) خبر (هـ) بدل (علي اثري) خبر (هـ) او حال او خبر بعد خبر (هـ) من ورائي يطأون اثري (و عجلت اليك ربّ لترضي 84) فطالب رضاء الله يعجل الي مرضاته (يم) روي انه مااكل و ماشرب و لانام و لااشتهي شيئاً من ذلك في ذهابه و مجيئه اربعين يوماً شوقاً الي ربه.
(قال فانّا قدفتنّا) امتحنّا (قومك من بعدك و اضلّهم السامري 85 )الثاني (يم) بالعجل (ق) عدد الذين سجدوا سبعون الفاً (ق) قال موسي يارب العجل من السامري فالخوار ممن فقال مني ياموسي اني قدرأيتهم نأوا عني الي العجل احببت انازيدهم فتنةً فرجع موسي (ق).([17])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 189 *»
(فرجع موسي الي قومه غضبان اسفاً) حزيناً (قال ياقوم ألميعدكم ربكم وعداً) موعداً (ل) او منصوب مصدراً (ل) (حسناً أفطال عليكم العهد ام اردتم انيحلّ عليكم غضب من ربكم فاخلفتم) جواب الاستفهام (موعدي 86 )اي زعمتم موعدي خلفاً و حسبتموني خالفت وعدي و كذبت فلاجل ذلك ارتددتم عن دينكم قالوا مازعمنا ذلك و نحن نملك امرنا و لميسلب شعورنا بلي كذلك القي السامري و اغوانا و اضلّنا و سلب شعورنا (يم).
(قالوا مااخلفنا موعدك بمَلكنا) علي قراءة السواد و هي قراءة (ن) و (ص)، و الحمزة و الكسائي بضم ميم مُلكنا و في قراءة الحمرة بكسرها (هـ) و نحن نملك من امرنا شيئاً (ولكنّا حُمّلنا) في قراءة الحرميين و (ر) و حفص و حَمَلنا في قراءة الحمرة (اوزاراً) اثقالاً (من زينة القوم) القبط (ص) (فقذفناها) في النار (ص) (فكذلك) اي القاء كذلك (ل) (القي السامري 87) من الحلي (هـ) يحتمل انيكون فكذلك الي اخر من كلام الله و معني القي السامري علي حذو قوله القي الشيطان في
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 190 *»
امنيته فانّ موسي قرأ عليهم التوحيد و القي السامري في امنيته شبهة العجل فاخرج لهم عجلاً الخ (يم).
(فاخرج لهم عجلاً) الاول (يم)([18]) (جسداً له خوار) صوت (فقالوا هذا الهكم) وليكم (يم) (و اله موسي فنسي 88) موسي او نسي السامري و يكون كلام الله.
(أفلايرون الاّيرجع اليهم قولاً و لايملك لهم ضرّاً و لا نفعاً 89).
(و لقدقال لهم هرون من قبل ياقوم انمافتنتم به و انّ ربكم الرحمن) المعلم للبيان المستوي علي الملك الضار النافع (يم)([19]) (فاتبعوني و اطيعوا
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 191 *»
امري 90).
(قالوا لننبرح عليه عاكفين حتي يرجع الينا موسي 91).
(قال ياهرون مامنعك) ماحملك علي الاّتتبعن (هـ) اذا زيد حرف بعد فعل او عدّي بماليس من شأنه انيعدّي به، دلّ علي ان المراد من ذلك الفعل مايناسب ذلك الحرف و هذا اصل فمعني قوله مامنعك الاّتتبعن يعني ماحملك علي انلاتتبعن فاحفظه فانه اصل (يم) (اذ رأيتهم ضلّوا 92).
(الاّتتّبعن) علي قراءة السواد و تتّبعني علي قراءة (ث) في الحالين و قراءة (ن) و (و) في الوصل (أفعصيت امري 93).
(قال يابنؤمّ) بفتح الميم علي قراءة السواد و كسرها علي قراءة (ح) و (س) (هـ) ان العداوة اكثر ماتكون اذا كانوا بنيعلاّت و متي كانوا بنيامّ قلّت العداوة (ث) (لاتأخذ بلحيتي و لابرأسي) بسكون الياء علي قراءة السواد و فتحها علي قراءة (ن) و (و) (هـ) كناية شايعة اي لاتطالبني بذلك (يم)([20]) روي انما فعل ذلك لانه لميفارقهم لمّا فعلوا ذلك و لميلحق بموسي و كان اذا فارقهم ينزل بهم العذاب الخبر (اني خشيت انتقول فرّقت بين بنياسرائيل و لمترقب قولي 94).
(قال فماخطبك ياسامري 95).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 192 *»
(قال بصرت) فطنت (ص) (بمالميبصروا) علي قراءة السواد و تبصروا علي قراءة الحمرة و هي قراءة (ح) و (س) (به فقبضت قبضةً من اثر الرسول )من تحت حافر رمكة جبرئيل في البحر (ق) (فنبذتها) فقبضة من اثر الرسول لمّانبذت علي الخلفاء فتكلموا ببعض احاديث الرسول و شرعه صار سبب اشتباه الامر (يم) (و كذلك سوّلت لي نفسي 96).
(قال فاذهب فانّ لك في الحيوة) اي مادمت حياً (ق) (ان تقول لا مساس) ان هذه العلامة في عقبه الي الساعة و هم بمصر و شام معروفون بلامساس (ق) (و انّ لك موعداً لنتخلفه و انظر الي الهك) الخلفاء (يم) (الذي ظلت) ظللت (عليه عاكفاً لنحرّقنّه) جواب قسم (ثم لننسفنّه )لنذرينّه (هـ) و النسف من نسف فلان الطعام بالمنسف اذا ذراه ليطير عنه قشوره (في اليمّ نسفاً 97) و ذلك ان القائم7يخرجهما و يصلبهما ثم يحرقهما ثم يأمر ريحاً فتنسفهما في اليمّ نسفاً (يم).([21])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 193 *»
(انما الهكم) وليكم (يم) ولي (يم) (الله الذي لا اله الاّ هو وسع كل شيء علماً 98 )فالولي الحق وسع كل شيء علماً و الولي بالباطل كالعجل لايعلم شيئاً (يم).
(كذلك) كماقصصنا عليك خبر موسي (هـ) او مثل ماسمعت (نقصّ عليك من انباء ما قد سبق و قد اتيناك من لدنّا ذكراً 99).
(من اعرض عنه فانه يحمل) افردا للّفظ (يوم القيمة وزراً 100) ثقلاً (هـ) مااحسن التخلص في هذا المقام فتدبر (يم).
(خالدين) جمع للمعني (فيه) في عذاب حمله (و ساء لهم يوم القيمة حملاً 101) محمولاً و المخصوص محذوف.
(يوم يُنفَخ) علي قراءة السواد و نَنفُخ في قراءة الحمرة و هي قراءة (ث) و (و)(هـ) قراءة المتكلم في قوله ننفخ في الصور يناسب ما روي ان الجبار ينفخ في الصور في المرة الثانية و ان كان كلتاالقراءتين تؤدي هذا المعني الاّ ان المتكلم اصرح(يم) (في الصور) و يأتي جمع الصورة (يم) (و نحشر المجرمين يومئذ زرقاً 102 )حال (ل) عمياً (هـ) لايقدرون انيطرفوها (ق).
(يتخافتون) يتسارّون (بينهم انلبثتم الاّ عشراً 103) منصوب بـلبثتم (ل).
(نحن اعلم بمايقولون اذ يقول امثلهم) اعلمهم و اصلحهم (ق) (طريقةً
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 194 *»
ان لبثتم الاّ يوماً 104).
(و يسئلونك عن الجبال) يمكن في تفسير ظاهر الظاهر انيؤخذ الجبال الجبلات العرضية الظاهرة (يم) و يمكن انيراد بالجبال الخلفاء فان القائم7 يحرقهما و يأمر ريحاً فتنسفهما في اليم نسفاً كماروي (يم)([22]) (فقل ينسفها) يذريها كالهباء (ربي نسفاً 105).
(فيذرها) الارض (قاعاً) حال (ل) الارض الملساء (هـ) الذي لا تراب فيه (ث) (صفصفاً 106) الارض المستوية (هـ) الذي لا نبات له (ث).
(لاتري فيها عوجاً) الجروف (ق) منخفضاً (هـ) قيل العَوَج فيمايري كالرمح مثلاً و بالكسر فيمالايري كالطبع مثلاً فقوله لاتري فيها عوجاً لاجل انّ القيمة اليوم غيرمرئية (و لا امتاً 107) مرتفعاً (ق).
(يومئذ) ظرف يتّبعون (يتّبعون الداعي) القائم (يم)([23]) منادياً من عند
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 195 *»
الله (ق) (لا عوج) حال (له) للدعاء او لاتّباعهم (هـ) او لهذا المقال و الكلام (يم) (و خشعت الاصوات للرحمن) للولي القائم (يم) (فلاتسمع الاّ همساً 108 )صوتا خفياً.
(يومئذ لاتنفع الشفاعة) لاينال شفاعة محمد يوم القيمة (ث) (الاّ من اذن له الرحمن) القائم (يم) بطاعة المحمد (ث) قوله الاّ من اذن له الرحمن يعني من اذن الله انيشفع الشافعون له او المعني الاّ شفاعة من اذن له الرحمن انيشفع (يم) (و رضي له قولاً 109) فيهم (ث) و عملاً فحيي علي مودتهم (ث).
(يعلم مابين ايديهم) مامضي من اخبار الانبياء (ق) من العقايد او المتبوعين (و ماخلفهم) من اخبار القائم (ق) من الاعمال او التابعين (و لايحيطون به علماً 110).
(و عنت) ذلّت (ق) خضعت (الوجوه للحي القيّوم) هو الامام الحي القائم (يم)([24]) (و قد خاب) حرم (من حمل ظلماً 111) لالمحمد (ث).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 197 *»
(و من يعمل من الصالحات و هو مؤمن) بمحبة المحمد و بغض عدوهم (ث) (فلايخاف) علي قراءة السواد و لايخف بالجزم علي قراءة (ث) (ظلماً) يقول لننذهب به (ث) (و لا هضماً 112) نقصاً (هـ) لا ينقص من عمله شيء (ث) و يمكن انيقال لايخاف ظلماً و لا هضماً عام فمن معانيه ظلماً من احد و لا هضماً من احد فان المؤمن معتصم بربه خائف منه و من خاف من الله اخاف الله منه كل شيء و من معانيه لايخاف ظلماً صدر منه و لا هضماً كان في عمله فان اولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون و هم من فزع يومئذ امنون مغفور لهم مافرّطوا برحمة الله (يم).([25])
(و كذلك انزلناه قرءاناً عربياً و صرّفنا) كرّرنا (فيه من الوعيد لعلهم يتقون او يحدث) القرءان (ص) يجدد او يوجد (لهم ذكراً 113) من امر القائم (ق).
(فتعالي الله الملك الحق و لاتعجل بالقرءان من قبل انيقضي )يفرغ (ق) (اليك وحيه) القمي: كان رسول الله9 اذا نزل عليه القرءان بادر بقراءته قبل تمام نزول القرءان (و قل ربّ زدني علماً 114).
(و لقدعهدنا الي ادم) في محمد و اله (ث) ان لايقرب الشجرة (ث) (من قبل فنسي) فترك (ث) لميجحد و لميقرّ (ث) (و لمنجد له عزماً 115) انهم هكذا (ث).
(و اذ قلنا للملئكة) للامة المالكين للدين الظاهر او المملوكين (يم)([26])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 198 *»
(اسجدوا لادم) لعلي (يم) (فسجدوا الاّ ابليس) الثاني و اخواه (يم)([27])(ابي 116)روي لمّا رأي رسول الله تيماً و عدياً و بنيامية يركبون منبره انزل الله تعالي قرءاناً يتأسي به و اذ قلنا للملائكة الاية ثم اوحي اليه يامحمد اني امرت فلماطع فلاتجزع (ث).
)فقلنا يا ادم انّ هذا عدوّ لك و لزوجك فلايخرجنّكما من الجنة فتشقي 117) اي تتعب في الكدّ لنفسك و عيالك (يم).
(انّ لك) خبر (ل) (الاّ) اسم انّ (ل) (تجوع فيها و لاتعري 118).
(و اَنّك) علي قراءة السواد و قرأ (ن) و ابوبكر اِنّك (هـ) عطف علي ان لاتجوع (ل) (لاتظمؤا فيها و لاتضحي 119) لاتبرز للشمس (هـ) الجوع عري الباطن و العري للظاهر فقُرِنا و الظمأ حرّ الباطن و الضحي حرّ الظاهر فقرنا.
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 199 *»
(فوسوس اليه الشيطان قال يا ادم هل ادلّك علي شجرة الخلد و ملك لايبلي 120) اي جديد ابداً.
(فأكلا منها) روي مامعناه ان ادم7 لمااكل ما لايحتاج اليه صار ذريته اكثر مايطلبون فضولاً لايحتاجون اليه (فبدت لهما سوءاتهما) الحيوانية (يم) (و طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة) النباتية (يم) (و عصي ادم ربه فغوي 121 )في الجنة (ث) فخاب او ضلّ.
(ثم اجتبيه) في الدنيا (ث) (ربه فتاب عليه و هدي 122) يمكن الجمع بين مايدلّ علي توبة الله عليه في الجنة و توبته في الدنيا بانّ الروح مقدم علي الجسد فلمّا تاب جسده في الدنيا تاب روحه في السماء قبل الهبوط (يم).
(قال اهبطا) الامر بالهبوط بعد التوبة عليه في السماء حاصلالخبر (منها جميعاً) الي الجمادية (يم) (بعضكم لبعض عدو) الجملة حالية (يم).([28])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 202 *»
(فامّا يأتينّكم مني هدي) ولي (يم) (فمن اتبع هداي) وليي (يم) من قال بالائمة (ث) (فلايضلّ و لايشقي 123).
(و من اعرض) هم النصاب (ث) (عن ذكري) عن ولاية اميرالمؤمنين (ث) (فانّ له معيشةً ضنكاً) ضيقاً (هـ) عذاب القبر (ث) في الرجعة يأكلون العذرة (ث) الضنك فيه الواحد و الجمع و المذكر و المؤنث سواء (و نحشره يوم القيمة اعمي 124) اعمي البصر (ث) اعمي عن طريق الحق (ث).
(قال ربّ لمحشرتني) بسكون الياء علي قراءة السواد و علي قراءة الحرميين فتحها (اعمي و قد كنت بصيراً 125).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 203 *»
(قال كذلك اتتك اياتنا) الائمة (ث) (فنسيتها) فتركتها (ث) (و كذلك اليوم تنسي 126) تترك في النار (ث).
(و كذلك نجزي من اسرف) في عداوة محمد (ث) من اشرك بولاية علي (ث) (و لميؤمن بايات ربه) ترك الائمة معاندةً (ث) (و لعذاب الاخرة اشدّ و ابقي 127).
(أفلميهد) يبين (ق) الامر (ل) (لهم كم) دليل فاعل يهد و نفس كم منصوب بـاهلكنا (اهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم) و روي عن الصادق7مامعناه انه سئل عن الخنفس و الحية و العقرب فقال7 انّ الله يقول او لميهد لهم الاية اخرجوا من النار فقال الله لهم كونوا نشيشاً و في نسخة شيئاً (انّ في ذلك لايات لاولي النهي 128) المحمد (ث) روي ان في ذلك لايات لاولي النهي و هم الائمة من المحمد و ما كان في القرءان مثلها.
(و لولا كلمة سبقت من ربك لكان) العذاب (لزاماً) لازماً (هـ) هلاكاً (ث) مصدر وصف به (و اجل) عطف علي كلمة (مسمي 129).
(فاصبر) نفسك و ذريتك (علي مايقولون و سبّح بحمد ربك قبل طلوع الشمس) التهليلات (ث) (و قبل غروبها) روي فيها فريضة علي كل مسلم انيقول قبل طلوع الشمس و قبل غروبها عشر مرات لا اله الاّ الله وحده لا شريك له له الملك الدعاء (و من انائ) جمع اِني اي الوقت (الّيل) صلوة الليل (فسبّح و اطراف النهار) التطوع بالنهار (ق) (لعلك ترضي 130) علي المعروف في قراءة السواد و المجهول في قراءة (س) و ابيبكر (هـ) دلت الاية علي القراءة المشهورة علي ان العبادات و الاذكار تكون سبب الرضا من الله و يبلغ الانسان مقام الرضوان و علي القراءة الاخري تكون سبب رضاء الله عن العبد (يم).
(و لاتمدّنّ عينيك الي ما متّعنا به ازواجاً منهم) جعلنا لهم (ل) (زهرة) حال من ضمير به او منصوب باعني تفسيراً لـما (هـ) علي كون زهرة الحال حذف
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 204 *»
التنوين لالتقاء الساكنين و الحيوة بدل ما في قوله الي ما (ل) (الحيوة الدنيا لنفتنهم) لنختبرهم (فيه و رزق ربك خير و ابقي 131).
(وأمر اهلك) امتك (ق) نزلت في اهلالبيت (ث) (بالصلوة) بولاية علي (ث) فكان رسول الله9 يجيء الي باب علي و فاطمة بعد نزول هذه الاية تسعة اشهر كل يوم عند حضور كل صلوة خمس مرات فيقول الصلوة رحمكم الله. و روي فلميزل يفعل ذلك كل يوم اذا شهد المدينة حتي فارق الدنيا (و اصطبر عليها لانسئلك رزقاً) لاحد (نحن نرزقك) ففرّغ للعبادة (يم) (و العاقبة للتقوي 132) للمتقين (ق).
(و قالوا لولا يأتينا باية من ربه او لمتأتهم) علي التأنيث في قراءة (ن) و (و) و حفص و التذكير في قراءة الحمرة (بينة) القرءان او حالات النبي و قدكانت مذكورة في الصحف الاولي (يم) فالقرءان اية من ربه (يم) و ممايحتمل في الاية من المعاني انهم سألوا المعجزة الدالة علي صدق النبي فقال الله سبحانه اولمتأتكم معجزات علي صدق الصحف فان قالوا لا ابطلوا نبوة انبيائهم و ان قالوا نعم فقدوصف الله سبحانه نبيه محمداً في تلك الكتب فصدّقوها ان كنتم مؤمنين و كذلك يجاب اليوم من سأل الشيعة المعجزة علي ماتقول من العلوم فانه قد اتي الناس بينة ما في القرءان و هي كافية لان الشيعة لاتقول الاّ بموافقة الكتاب فجميع معجزات الانبياء بينات علي اثبات دعوي الشيعة اذ لاتقول الاّ بكتاب ربها و سنة نبيها (يم) (ما في الصحف الاولي 133).
(و لو) اتفق و الاضمار لانّ لو يقتضي فعلاً بعده (انّا اهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا ارسلت الينا رسولاً فنتّبع اياتك) المحمد: (يم) (من قبل اننذلّ و نخزي 134) نفتضح.
(قل كل متربّص) منتظر (فتربّصوا فستعلمون من) مفعول (هـ) مبتدأ استفهامي (ل) (اصحاب) مبتدأ و خبر (الصراط) علي (يم) الولاية (يم)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 205 *»
(السوي و من اهتدي 135) الي ولايتنا (ث).([29])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 206 *»
«سورة الانبـيـاء»
مكية و هي مائة و احديعشرة اية في الباقين و عند اهل كوفة اثنتاعشرة اختلافها اية واحدة لاينفعكم شيئاً و لايضرّكم كوفي.
عن ابي عبدالله7 من قرأ سورة الانبياء حباً لها كان ممن رافق النبيين اجمعين في جنات النعيم و كان مهيباً في اعين الناس حيوة الدنيا.
(بسم اللّه الرحمن الرحيم)
(اقترب للناس حسابهم) لمّا ختم الله السورة السابقة بالوعيد افتتح هذه السورة بذكر احوال القيمة (يم) روي انّ الحسين7 يحاسب الناس في الرجعة (هـ) مبني السورة علي تبكيت القوم علي غفلتهم عمايصلح به معادهم (يم) (و هم) حال (في غفلة) حال او خبر (معرضون 1) خبر او خبر بعد خبر.
(مايأتيهم) قريشاً (ق) (من) زائدة للتأكيد (هـ) قوله تعالي مايأتيهم من ذكر من علي الاصطلاح زائدة و تعلم ان الزيادة المحضة لغو لايصدر عن الفصيح ففي الحقيقة من في مثل هذا المقام لبيان عموم النفي لان من هنا جنسية و المراد جنس الذكر تقديره مايأتيهم شيء من ذكر ربهم و الفاعل محذوف فتدبر (يم) (ذكر) في موضع الرفع (هـ) امام (يم) (من ربهم )صفة لـذكر (هـ) اي مايأتيهم حديث من امامهم (يم)([30]) (محدث) دليل علي حدوث
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 207 *»
القرءان (يم)([31]) (الاّ استمعوه) في محل الرفع (و هم) حال من الواو في استمعوا (يلعبون 2).
(لاهيةً) غافلةً (هـ) حال من الواو في يلعبون او حال بعد حال (قلوبهم و اسرّوا النجوي) مما الفوه في صدورهم من العداوة (ث) (الذين) مرفوع او منصوب علي الذّم او بدل واو اسرّوا (هـ) او فاعل اسرّوا و الواو حرف لعلامة الجمع (ظلموا) المحمد حقهم (ث) (هل هذا) علي7 (يم)([32]) مبتدأ (الاّ بشر) خبر
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 208 *»
(مثلكم أفتأتون) تحضرون (السحر) القرءان (يم)([33]) اي رسول الله و هو ساحر (ق) (و انتم تبصرون 3).
(قال) علي الماضي في قراءة (ح) و (س) و حفص و علي الامر في قراءة الحمرة (ربي يعلم) استدلال بالتقرير (يم) دليل تقرير يهدي كل خبير (يم) (القول في السماء و الارض) مايقال في السماء و الارض (و هو السميع العليم 4) يعني يعلم قولكم و نجويكم في قدحي و يعلم قولي و ادعائي و مااتيت به من كتاب فيجازيكم و يجازيني و لو تقوّلت عليه انتقم مني (يم).
(بل قالوا اضغاث احلام) القرءان تخاليط احلام رءاها في المنام (بل افتريه بل هو شاعر فليأتنا باية) كالناقة و العصي و المائدة (كما ارسل الاولون 5).
(ما امنت قبلهم من) زائدة للتأكيد (قرية اهلكناها) في موضع الجر صفة قرية (هـ) تخويف و انذار (يم) (أفهم يؤمنون 6).
(و ماارسلنا قبلك) جواب قولهم هل هذا الاّ بشر مثلكم (يم) (الاّ رجالاً) جواب قولهم أبعث الله بشراً رسولاً (يم) (نوحي) علي المتكلم المعروف في قراءة حفص عن (ص) و الغائب المجهول في قراءة الحمرة (اليهم) و ماارسلنا ملائكة (يم) (فسئلوا اهل الذكر) المحمد: (ث) الذكر هو محمد9 لقوله ذكراً رسولاً فامر الناس بسؤالهم او القرءان لقوله انّا نحن نزّلنا الذكر فاهل القرءان العترة احد الثقلين بالاجماع (يم) عن زرارة عن ابيجعفر7 في قوله تعالي فاسئلوا اهل الذكر من
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 209 *»
المعنون بذلك فقال نحن والله فقلت انتم المسئولون قال نعم قلت نحن السائلون قال نعم قلت فعلينا اننسألكم قال نعم قلت و عليكم انتجيبونا قال لا، ذاك الينا ان شئنا فعلنا و ان شئنا تركنا ثم قال هذا عطاؤنا فامنن او امسك بغير حساب (ان كنتم لاتعلمون 7).
(و ماجعلناهم جسداً) قيل اي اجساداً (هـ) يمكن انيقال جسداً اي جامداً و في القاموس الجسد الدم اليابس و لذا قال عجلاً جسداً اي جامداً غيرنام فالمعني ماجعلناهم جامدين غيرنامين لايأكلون و افراد الجسد لكونه جنساً كأنه قال ماجعلناهم جماداً (يم) (لايأكلون الطعام) جواب مالهذا الرسول يأكل الطعام (يم) (و ماكانوا خالدين 8) في الدنيا (هـ) لايموتون (يم).
(ثم صدقناهم) تهديد (يم) (الوعد) بنجاتهم و هلاك عدوهم (فانجيناهم و من) عطف علي هم و منصوب (نشاء و اهلكنا المسرفين 9).
(لقدانزلنا اليكم) جواب قولهم فليأتنا باية (يم) جواب عن قولهم أفتأتون السحر و ارادوا القرءان (يم) (كتاباً فيه) خبر (ل) (ذكركم) مبتدأ (ل) الطاعة للامام بعد النبي (ث) فيه ذكركم فيه بيان حالكم و فيه ماتذكرون الله به و فيه تذكركم و اتعاظكم و فيه بيان الشرايع و فيه بيان ائمتكم و اماماً فيه ذكر حقايقكم و اعيانكم (يم)([34]) (أفلاتعقلون 10).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 210 *»
(و كم) مفعول قصمنا (قصمنا) كسرنا (هـ) رجع الي تهديدهم بمناسبة قوله و اهلكنا المسرفين (يم) (من قرية) تمييز او صفة كم (كانت ظالمةً و انشأنا )ابدعنا (بعدها قوماً اخرين 11).
(فلمّااحسّوا) ادركوا بحواسهم (بأسنا) بأس القائم (ث) (اذا) ظرف عامله يركض (هم) بنوامية (ث) (منها) من القرية او العقوبة (يركضون 12 )الي الروم (ث) يهربون (ث) يعدون.
(لاتركضوا) يقول لهم اصحاب القائم (ث) (و ارجعوا الي ما اترفتم )انعمتم (فيه و مساكنكم لعلكم تسئلون 13) عن الكنوز التي كانوا يكنزون (ث).
(قالوا) بنوامية (ث) (ياويلنا انّا كنّا ظالمين 14) لالمحمد الي الان (يم).
(فمازالت تلك) اسم زالت (دعويهم) خبره او بالعكس (حتي جعلناهم حصيداً) بالسيف (ث) (خامدين 15) ساكني الحركات كالنار الخامدة.
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 211 *»
(و ماخلقنا السماء و الارض و مابينهما لاعبين 16) لايظهر فيهما دولة الحق (يم) ثم اخذ يستدل علي لزوم اخذ الكافرين و الظالمين و المسرفين بانّ خلق السموات و الارض ليس علي اللعب و اللهو بل هو علي الجدّ و الحق و ايصال كل مقتض الي مايقتضيه (يم).
(لو اردنا اننتخذ لهواً) قيل زوجةً و ولداً (هـ) تخلص من قوله لاعبين الي اتخاذ اللهو اي الزوجة و منه الي قول اليهود و النصاري و العرب الذين كانوا يقولون عزير و عيسي ابناء الله و الملائكة بنات الله فنفاهم بقوله و له من في السموات و الارض (يم) قابل بين اللعب و الحق هنا كما قابل في قوله أجئتنا بالحق ام انت من اللاعبين (يم) (لاتخذناه من لدنّا) لا من لدنكم كعزير و عيسي (هـ) قوله لاتخذناه من لدنّا اي جعلناه من الخصال المحبوبة و امرناكم به و جعلنا اولياءنا كذلك (يم) (ان) نفي او شرط جوابه محذوف (كنّا فاعلين 17).
(بل نقذف) نرمي (بالحق) بالقائم (يم) قال ابوعبدالله7 ليس من باطل يقوم بازاء الحق الاّ غلب الحق الباطل و ذلك قول الله تعالي بل نقذف الاية (هـ) و قال7 ما من احد الاّ و قد يرد الحق يصدع قلبه قبله ام تركه و ذلك قول الله عزّ و جلّ بل نقذف الاية (علي الباطل) فاللهو باطل (يم) دلت الاية علي التقرير و فيها هداية كل ضرير (يم) (فيدمغه) يشجّ رأسه حتي يصل دماغه اي يهلكه (فاذا هو زاهق )هالك (و لكم الويل مماتصفون 18).
(و له) خبر مقدم (هـ) لذلك الحق (يم) (من) مبتدأ (في السموات و الارض و من) مبتدأ مقدم او مؤخر (هـ) المحمد: (يم) الملائكة (ث) (عنده لايستكبرون) خبره او حال عن الكل (عن عبادته و لايستحسرون 19) لاينقطعون عيّاً.
(يسبّحون الّيل و النهار لايفترون 20) لايضعفون (هـ) روي مامن حي الاّ و ينام ماخلا الله وحده عزوجل و الملائكة ينامون قيل فقول الله عزوجل يسبحون الليل
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 212 *»
الاية قال انفاسهم تسبيح.
(ام) بل (هـ) منقطعة و استفهام انكار (اتخذوا الهةً) ائمة غير اهل الحق (يم) ثم ذكر قول بعض النصاري ان عيسي هو الله و قول المشركين للاصنام انها الهة (يم) (من الارض) متعلق بقوله ينشرون (يم) يمكن انيكون من الارض صفة الالهة صفة تهجين و تقبيح فان الاله الارضي لايقدر علي شيء (يم) (هم ينشرون 21 )يحيون.
(لوكان فيهما الهة) ائمة (يم) (الاّ الله) غير ولي الله (يم) غير الله و هو صفة (لفسدتا فسبحان الله ربّ العرش) ربّ الوحدانية (ث) (عمايصفون 22 )قيل لابيعبدالله7 ماالدليل علي ان الله واحد قال اتصال التدبير و تمام الصنع كماقال الله عزوجل لوكان فيهما الاية.
(لايسئل عما) مصدرية و يحتمل انيكون اسماً (يفعل و هم يسئلون23).
(ام اتخذوا من دونه) من دون علي7 (يم) (الهة) ائمة (يم) (قل هاتوا برهانكم) حجتكم (ق) فكل حق لابد و انيكون له برهان و قدجاءكم برهان من ربكم (يم) (هذا) القرءان (يم) هذا يعني هذا الذي حاججتكم به و برهنت عليكم لماادعوكم اليه ذكر من معي من حجج الله و ذكر من قبلي من الانبياء و معني الذكر مايذكر به اي هذا برهاني علي ديني فمابرهانكم علي دينكم (يم) او معناها هاتوا برهانكم علي الالهة و اما انا فهذا القرءان برهاني علي وحدة الله و هو ذكر من معي اي سبب تذكّر من معي و سبب تذكّر الانبياء قبلي او فيه شرح حالات من معي و شرح حالات السابق علي و هو دليل اعجازه فهو دليل التوحيد (يم) (ذكر) خبر (ق) (من معي) بفتح الياء علي قراءة حفص و سكونها علي قراءة الحمرة (هـ) من معه و ما هو كائن (ث) علي بن ابيطالب (ث) (و ذكر) خبر (ق) (من قبلي) ما قد كان (ث) الانبياء و الاوصياء (ث) (بل اكثرهم لايعلمون الحق) بالفتح علي السواد و الرفع علي قراءة الحسن و ابنمحيص (فهم معرضون 24).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 213 *»
(و ماارسلنا) برهان و دليل علي التوحيد و نفي الاضداد و الانداد (يم) (من قبلك من رسول الاّ نوحي) علي قراءة (ح) و (س) و حفص و هي قراءة اهل الكوفة الاّ ابيبكر و يُوحي علي قراءة الحمرة (اليه انّه لا اله الاّ انا) لا ولي الاّ ولي الله علي7(يم) (فاعبدون 25) بولاية المحمد: (يم) عن علي7 يابني انه لو كان لربك شريك لاتتك رسله و لرأيت اثار ملكه و سلطانه و لعرفت افعاله و صفاته و لكنه اله واحد كما وصف نفسه الخبر (هـ) و الرسل هم براهين الربّ الواحد فان كان من دونه الهة فاين رسلهم و كتبهم و اياتهم و براهينهم (يم).([35])
(و قالوا اتخذ الرحمن) و ان كل من في السموات و الارض الاّ اتي الرحمن عبداً فالرحمن المستوي علي العرش لايختص بولد فذكر الرحمن تهجين بقولهم (يم) (ولداً) كعزير و عيسي و الملائكة (سبحانه بل) هم (عباد) المحمد:(ث)([36]) (مكرمون 26).
(لايسبقونه بالقول و هم بامره يعملون 27).
(يعلم مابين ايديهم و ماخلفهم و لايشفعون الاّ لمن ارتضي) لمن ارتضي الله دينه (ث) (و هم من خشيته مشفقون 28) فضلاً انيتصرفوا في ملكه بغير اذنه و انيكونوا الهة (يم).
(و من يقل منهم اني) بسكون الياء علي قراءة السواد و فتحها علي قراءة (ن) و (و) (اله من دونه) امام و ليس هو بامام (ق) (فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 214 *»
الظالمين 29) لالمحمد: (يم) اذا قالوا انّا ائمة دون ائمة الحق (يم).
(أولم) علي قراءة السواد و ألم في قراءة (ث) و كذا في مصاحف اهل مكة (هـ) تقريع (ير) ألميعلم (يم) (الذين كفروا) شرع يستدل بايات ملكه علي توحيده (يم) (انّ السموات) رتقها عدم نزول المطر و فتقها بالعكس (ث) (و الارض )رتقها عدم خروج النبات و فتقها بالعكس (ث) (كانتا رتقاً) بسكون التاء علي قراءة السواد و فتحها علي قراءة الحسن و عيسي الثقفي (هـ) الرَتَق بالفتح بمعني المرتوق كالنَقَص و الهدم و علي القراءة بالرتْق مصدر بمعني المفعول (ل) افراد الرتق لانه مصدر يوصف به الثلثة و التقدير اي ذواتي رتق (ل) حين اهبط ادم (ث) (ففتقناهما) بالعلم (يم) لمّا تاب الله علي ادم (ث) ان الذي رأته الكفار من الرتق و الفتق في احد الوجوه رأوا في الجاهلية سموات تعليم الله سبحانه رتقاً لايعلّم و ارض قلوبهم رتقاً لايعقل شيئاً ففتقهما الله سبحانه فبعث محمداً9 يعلّمهم و وفّقهم للقبول عنه فاسلموا و انزل من سماء محمد9 ماء احيي به القلوب الميتة كما قال استجيبوا لله و للرسول اذا دعاكم لمايحييكم (يم) و من الذي يراه الناس من رتقهما امكانهما و فتقهما كونهما و هما مرتوقتان لانهما امكان المواليد و فتقهما تولد المواليد منهما (يم) (و جعلنا من الماء) مفعول ثان (ل) منالقرءان (يم) دليل علي ان الفتق بالمطر (يم)([37])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 215 *»
(كل شيء حي) سئل ابوعبدالله7 عن طعم الماء فقال سل تفقهاً و لاتسأل تعنتاً طعم الماء طعم الحيوة انّ الله عزوجل يقول و جعلنا من الماء الاية) أفلايؤمنون 30).
(و جعلنا في الارض رواسي) الجبال الثوابت (هـ) ائمة (يم) (ان تميد) اي كراهة انتميد (هـ) في موضع المفعول له (هـ) تضطرب (بهم و جعلنا فيها فجاجاً) طرقاً واسعة (هـ) الشيعة (يم)([38]) (سبلاً) بدل من فجاجاً (لعلهم يهتدون 31).
(و جعلنا السماء) الحجج: (يم) (سقفاً محفوظاً) معصوماً (يم) عن الشياطين و الفساد و السقوط (و هم عن اياتها معرضون 32).
(و هو الذي خلق الّيل) الحسن (يم) (و النهار) الحسين (يم) (و الشمس) محمداً (يم) (و القمر) علياً (يم)([39]) (كل في فلك) جملة في موضع
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 216 *»
الحال (يسبحون 33) دليل عقلهما (يم)([40]) دليل علي حركة الشمس و القمر خلافاً لمن يقول بسكون السماء و حركة الارض (يم).
(و ماجعلنا لبشر من قبلك الخلد) ثم عاد الي ان النبي بشر كسائر الانبياء و ليس ببدع من الرسل و لميخلد الرسل في الدنيا حتي اذا متَّ يدل علي كذبك في الرسالة (يم) كماقال مجملاً سابقاً و ماجعلناهم جسداً لايأكلون الطعام و ماكانوا
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 217 *»
خالدين (يم) (أفائن) استفهام انكار و جملة شرطية (متَّ) مع اعتدال مزاجك و قوة بنيتك (يم) (فهم) المستفهم (يم) (الخالدون 34).
(كل نفس ذائقة الموت) لابد لكل نفس انتفارق الطبايع و ذلك لايكون الاّ بخراب البدن و استخراج النفس منها (يم) (و نبلوكم) نختبركم (بالشرّ) المرض و الفقر (ث) (و الخير) الصحة و الغني (ث) (فتنةً) مفعول له او حال اي فاتنين او مفعول مطلق لانها بلاء (و الينا ترجعون 35).
(و اذا) العامل فيه اتخذوا (رءاك الذين كفروا) بعلي (يم) (انيتخذونك الاّ هزواً) سخرية (هـ) قائلين (أهذا الذي يذكر الهتكم) الخلفاء بسوء (يم) ثم ذكر ردّهم علي القرءان (يم) (و هم بذكر الرحمن) الذي كل من في السموات و الارض اتيه عبداً (يم) بمحمد او بعلي (يم)([41]) (هم كافرون 36).
(خلق الانسان من عجل) الطين (هـ) قال في القاموس العجل محركة الطين او الحمأة فمعناه خلق الانسان من الطين كقوله بدأ خلق الانسان من طين و يمكن انيكون المقصود العجلة و دخول من للمبالغة (يم) و القمي: لمّااجري الله عزوجل في ادم روحه من قدميه فبلغت ركبتيه اراد انيقوم فلميقدر فقال عزوجل خلق الانسان من عجل (ساوريكم) وعد لظهور القائم7 و رجعة الائمة: (يم) (اياتي) في عصر القائم و الرجعة (يم)([42]) ثم اجاب عن قوله فليأتنا باية كما ارسل الاولون (يم)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 218 *»
(فلاتستعجلون 37).
(و يقولون متي هذا الوعد) اراءة الايات (يم) الظهور و الرجعة (يم)([43]) (ان
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 219 *»
كنتم صادقين 38).
(لو) جوابه محذوف كأنه لانتهوا (يعلم الذين كفروا) انذر قبل انيجيب فقال ذلك حين لاتكفون عن وجوهكم النار ثم اجاب عن قولهم متي بقوله بل تأتيهم (يم) (حين) مفعول يعلم او ظرف و مفعول يعلم محذوف (لايكفّون عن وجوههم النار) القائم7 (يم)([44]) (و لا عن ظهورهم و لا هم ينصرون 39).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 220 *»
(بل تأتيهم بغتةً) حال مفعول او فاعل (فتبهتهم فلايستطيعون ردّها و لا هم ينظرون 40).
(و لقداستهزئ) تسلية للنبي9 (يم) ثم اراد تسلية النبي بان الكافرين كان سلوكهم مع الانبياء ابداً كذلك فلاتحزن (يم) (برسل من قبلك فحاق) تهديد (يم) (بالذين سخروا منهم) من جهة الانبياء او بيان للذين سخروا (يم) (ما كانوا به يستهزءون 41) في السخرية معني التسخير و الذلة و اما الهزؤ هو محض تصغير القدر بالقول.
(قل) تهديد (يم) ثم اخذ في تهديدهم و تخويفهم لعلهم ينتهون (يم) (من) استفهام نفي (يكلؤكم) يحفظكم (ص) (بالّيل و النهار من الرحمن) المستوي علي العرش ليس شيء اقرب اليه من شيء اخر (يم) من بأس الرحمن (هـ) فالبأس و الاخذ و الاهلاك لاينافي رحمة الله الرحمانية بخلاف الرحمة الرحيمية بل جميع مادخل عرصة الخلق من رحمته الرحمانية (يم)([45]) (بل هم عن ذكر)علي7(يم)([46]) (ربهم معرضون 42).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 221 *»
(ام) منقطعة (لهم الهة تمنعهم من دوننا) اي ام لهم الهة من دوننا تمنعهم مايكرهون (لايستطيعون نصر انفسهم و لا هم منّا يصحبون 43) بخير (هـ) بقدرة و قوة و من لميصحبه منّا قوة و قدرة كيف يقدر علي منع الاذي من نفسه او غيره (يم).
(بل متّعنا هؤلاء و اباءهم حتي طال عليهم العمر أفلايرون انّا نأتي )اهل (يم) (الارض ننقصها) بالموت (ث) (من اطرافها) من اشرافها بموت العلماء (ث) قد مرّ مثلها في سورة الرعد (يم) في القاموس الطَرَف من الارض اشرافها و علماؤها جمعه اطراف (أفهم الغالبون 44).
(قل انما انذركم بالوحي) بامر خفي عن اذانكم (يم) (و لايَسمع الصمُّ )علي السواد و لاتُسمِعُ الصمَّ علي الحمرة و هي قراءة (ر) (هـ) يحتمل انيكون كلام الله و يحتمل انيكون مماعلمه النبي9 (يم) (الدعاء) الصوت الجلي (يم) (اذا ما )زائدة (يم) (ينذرون 45) اي الاصم لايسمع الصوت الجلي فكيف بالخفي (يم) دلّت الاية علي انه9 استدل علي انه يسمع الوحي الخفي و ليس باصم لايسمع الدعاء فله رابطة مع المبدأ بها يسمع دعاءه و ينذر به (يم).
(و لئن مسّتهم نفحة) الوقعة اليسيرة و هي لغةً قطعة من العذاب (من عذاب ربك) القائم (يم) (ليقولنّ ياويلنا انّا كنّا ظالمين 46).
(و نضع الموازين) الانبياء و الاوصياء (ث) هذه الاية لاهل التوحيد فان اهل الشرك لاينصب لهم ميزان (ث) (القسط) ذوات القسط او وصفها بالقسط مبالغةً (ليوم القيمة) في يومالقيمة (فلاتظلم نفس شيئاً) مفعول ثان (هـ) او منصوب
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 222 *»
علي انه مصدر اي ظلماً (و ان كان) عمله (مثقال) بفتح اللام علي قراءة السواد و ضمها علي قراءة (ن) و ابيجعفر (حبة من خردل اَتينا) في قراءة السواد و اتينا في قراءة الحمرة (هـ) بالمد عن ابنعباس و مجاهد و سعيد بن جبير و العلاء بن سيابة و هو عن الصادق7 (هـ) جازينا (ث) (بها) بتلك الحبة (يم) (و كفي بنا حاسبين47 )حال او تمييز.
(و لقد اتينا) ثم اخذ يستخرج عجبهم بانّ نزول الكتاب علي محمد9ليس ببدع فانه نزّل مثله علي موسي و لا غرو و هدي سائر الانبياء (يم) (موسي) محمداً (يم) (و هرون) و علياً (يم) (الفرقان) عهد الولاية كما مرّ في سورة البقرة (يم)([47])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 223 *»
(و ضياء) علي السواد و علي قراءة قنبل ضئاء (و ذكراً للمتقين 48).
(الذين) صفة المتقين (يخشون ربهم) امامهم (يم) (بالغيب) في غيبته (يم) (و هم من الساعة) ظهور الامام (يم) (مشفقون 49).
(و هذا) علي7 او القرءان (يم) (ذكر مبارك انزلناه أفانتم) استفهام توبيخ (له منكرون 50).
(و لقد اتينا ابرهيم رشده) فيه رفع عجب القوم عن رشد النبي و نزول الكتاب عليه و ابطال الالهة التي تقدم ذكرها (يم) (من قبل و كنّا به) برشده (يم) (عالمين 51).
(اذ) عامله اتينا (قال لابيه و قومه ما هذه التماثيل التي انتم لها عاكفون 52).
(قالوا وجدنا اباءنا لها عابدين 53).
(قال لقد كنتم انتم و اباؤكم في ضلال مبين 54).
(قالوا أجئتنا بالحق ام انت من اللاعبين 55).
(قال بل ربكم ربّ السموات و الارض الذي فطرهنّ و انا علي ذلكم من الشاهدين 56) اراد اظهار ايمانه (يم) فالنبي شاهد التوحيد و منه يعرف التوحيد و يستشهد به علي التوحيد (يم)([48]) فقولي ذلك عن رؤية الايات و شهودها (يم).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 225 *»
(و تالله لاكيدنّ) ادبرنّ تدبيراً خفياً (اصنامكم بعد انتولّوا مدبرين 57).
(فجعلهم جذاذاً) بالضم علي قراءة السواد و الكسر علي قراءة (س) (هـ) قطعاً قطعاً (الاّ كبيراً لهم لعلهم اليه يرجعون 58).
(قالوا من) موصول او استفهام و انه لمن الظالمين مستأنفة (فعل هذا بالهتنا انه لمن الظالمين 59).
(قالوا سمعنا فتي يذكرهم يقال له ابرهيم 60) هو ابرهيم او يقال له عند النداء يا ابرهيم.
(قالوا فأتوا به علي اعين) حال (الناس لعلهم يشهدون 61) عقابه.
(قالوا ءانت فعلت هذا بالهتنا يا ابرهيم 62).
(قال بل فعله كبيرهم هذا) صفة او بدل (هـ) ان كانوا ينطقون (هـ) عن النبي9
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 226 *»
لا كذب علي مصلح ثم تلا ايتها العير انكم لسارقون ثم قال والله ماسرقوا و ما كذب ثم تلا بل فعله كبيرهم الاية ثم قال والله مافعله و ما كذب (فسئلوهم )معترضة (ان كانوا ينطقون 63) فقدفعله كبيرهم (ث).
(فرجعوا الي انفسهم فقالوا) بالفطرة الاولية (يم) (انكم انتم الظالمون 64).
(ثم نكسوا) قلبوا (علي رءوسهم) الي سجين و الفطرة المبدلة (يم) فكأنهم عند ردهم علي الحق نكسوا علي رءوسهم و اعرضوا عن الله و توجهوا الي الشيطان و سجين (يم) و قالوا (لقدعلمت) ياابرهيم (ما هؤلاء ينطقون 65).
(قال أفتعبدون من دون الله مالاينفعكم شيئاً و لايضرّكم 66 )لايضرّكم اية عند اهل الكوفة.
(افٍّ) علي قراءة (ن) و حفص و افَّ علي قراءة (ث) و (ر) و الباقون افِّ بكسر الفاء من غير تنوين (هـ) افّ كلمة تضجّر و تكرّه (هـ) تباً (لكم و لماتعبدون من دون الله أفلاتعقلون 67).
(قالوا) بالفطرة المبدلة (يم) (حرّقوه و انصروا الهتكم ان كنتم فاعلين 68) ناصرين لها (يم) القوه في النار مع المنجنيق فتوسل بمحمد و المحمد: و لميخف لما في صلبه من الانوار فقال الله كوني برداً فاضطربت اسنان ابرهيم حتي قال الله و سلاماً (ث) القمي: لمتعمل النار في الدنيا ثلثة ايام.
(قلنا يا نار كوني برداً) يعني هم قالوا و نحن قلنا فلميكن الاّ ما قلنا (يم) (و سلاماً علي ابرهيم 69).
(و ارادوا به كيداً فجعلناهم الاخسرين 70).
(و نجّيناه و لوطاً الي الارض التي باركنا فيها) و هي الشام و سواد الكوفة (هـ) لكثرة بعث الانبياء و نشر الشرايع منها (يم) (للعالمين 71).
(و وهبنا له اسحق و يعقوب نافلة) زيادة ولد الولد و هو يعقوب (ث)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 227 *»
(و كلاًّ جعلنا صالحين 72).
(و جعلناهم) اي ولد فاطمة (ث) (ائمة) بالهمزة علي قراءة الكوفيين و (ر) و بالياء علي قراءة الحمرة (هـ) (يهدون بامرنا) قوله تعالي و جعلناهم ائمة هو من استجابة دعاء ابرهيم حيث قال اني جاعلك للناس اماماً قال و من ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين فاثبت للعادلين من ذريته و لذا قال و جعلناهم ائمة يهدون بامرنا فظهر ان دعاءه مستجاب في ذريته فاذا كان اولي الناس بابرهيم هذا النبي و الذين امنوا فوجب انيستجاب فيهم (يم) (و اوحينا اليهم) بالروح في صدورهم (ث) (فعل الخيرات) ثم ذكر ما اكرمهم الله به فعل الخيرات الاية (ث) فعلي هذا تلك المكارم تفصيل الروح التي اوحيت اليهم (يم) (و اقام) اي اقامة (الصلوة و ايتاء) اعطاء (الزكوة و كانوا لنا عابدين 73).
(و) اعطينا (لوطاً اتيناه) اعطيناه (حكماً و علماً و نجّيناه من القرية التي كانت تعمل) الاعمال (يم) (الخبائث) ينكحون الرجال (ق) (انهم كانوا قوم سوء فاسقين 74).
(و ادخلناه في رحمتنا انه) سبب الادخال (من الصالحين 75) فكل من صلح يدخل في الرحمة المكتوبة (يم).
(و) نجّينا (نوحاً) عطف علي قوله و لوطاً في قوله و نجّيناه و لوطاً او الذي قبله (اذ نادي من قبل) ابرهيم و لوط (فاستجبنا له فنجّيناه و اهله من الكرب) الغمّ (العظيم 76).
(و نصرناه) في القاموس نصره منه اي نجّاه و خلّصه (من القوم) من بمعني علي او بمعني منعناه منهم بالنصرة (الذين كذّبوا باياتنا) بالمحمد او شيعتهم (يم) (انهم كانوا قوم سوء فاغرقناهم اجمعين 77).
(و داوود و سليمان) اي اتينا داود و سليمان حكماً و علماً (اذ يحكمان) يتناظران (ث) كان حكم الانبياء: الي زمان داود ان رقاب النافشة للحارث فحكم
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 228 *»
داود بحكمهم و نسخ الله ذلك لسليمان و شرع له ان لصاحب الزرع ما خرج من بطون النافشة و هو قول الله و كلاًّ اتينا حكماً و علماً (ث) و روي لميحكما و انما كانا يتناظران ففهّمناها سليمان و روي حكم سليمان بحكم داود ان الغنم ان كانت اكلت الاصل و الفرع فلصاحب الزرع رقابها و ان بقي الاصل فله مافي بطنها و لميختلفا في الحكم و روي حكم له داود بالغنم و حكم سليمان انيتدافعا الكرم و الغنم الي انيعود الكرم علي ما كان ثم يترادّا (في الحرث) كان كرماً (ث) (اذ نفشت) انتشرت بالليل بلا راع (فيه غنم القوم و كنّا لحكمهم شاهدين 78).
(ففهّمناها) اي الحكومة (سليمان و كلاًّ اتينا حكماً و علماً و سخّرنا مع داوود الجبال يسبّحن) اي و سخرنا الجبال و الطير يسبّحن مع داود (و الطير) عطف علي الجبال (ل) او مفعول معه (ل) (و كنّا فاعلين 79).
(و علّمناه صنعة لبوس) المراد به الدرع و لغته مايلبس (هـ) كان يعمل كل يوم درعاً فيبيعها بالف درهم فعمل ثلثمائة و ستين درعاً فباعها بثلثمائة و ستين الفاً و استغني عن بيت المال (ث) (لكم لتحصنكم) عند (ر) و حفص و لنحصنكم في قراءة ابيبكر و ليحصنكم عند الباقين (هـ) الدرع (من بأسكم فهل انتم شاكرون80).
(و) سخّرنا (لسليمان الريح عاصفة) حال (هـ) شديدة الهبوب (تجري) حال بعد حال (بامره) بامر سليمان (يم) (الي الارض التي باركنا فيها) الشام و بيت المقدس (ق) (و كنّا بكل شيء عالمين 81).
(و من الشياطين) حال فاعل يغوصون (من يغوصون) في البحر (هـ) عطف علي الريح (له و يعملون عملاً دون ذلك) من المحاريب و التماثيل و غيرها (و كنّا لهم حافظين 82).
(و) نجّينا (ايوب) عطف علي لوط السابق (اذ نادي ربه اني مسّني)بفتح الياء علي قراءة السواد و سكونها و حذفها في الوصل علي قراءة (ح) (الضرّ و
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 229 *»
انت ارحم الراحمين 83).
(فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضرّ) ابتلي ايوب سبع سنين بلا ذنب (ث) (و اتيناه اهله) احيا له اهله الذين ماتوا قبل ذلك باجالهم مثل الذين هلكوا يومئذ (ث) (و مثلهم) اي اهلاً مثلهم (معهم رحمةً) مفعول له (من عندنا و ذكري للعابدين 84).
(و) نجّينا (اسمعيل) عطف علي لوط (و ادريس و ذاالكفل) يوشع بن نون (ث) (كل من الصابرين 85).
(و ادخلناهم في رحمتنا) ولاية علي7 (يم) فالصلاح سبب الدخول في الرحمة (يم)([49]) (انهم) علة الادخال (من الصالحين 86).
(و) نجّينا (ذا النون) عطف علي لوط (هـ) يونس (ق) الحوت (اذ ذهب مغاضباً) حال (ل) علي قومه (ث) (فظنّ) استيقن (ث) (ان لننقدر) في قراءة السواد و يقدر في قراءة يعقوب و هي قراءة الحمرة (هـ) نضيّق (ث) (عليه) رزقه (ث) روي ظن ان لنيعاقب فيماصنع و في رواية ماكان سببه ظن ان لننقدر عليه قال وكله الله الي نفسه طرفة عين و روي انما وكل الله يونس بن متي الي نفسه طرفة عين فكان منه ماكان (ث) (فنادي في الظلمات) ظلمات الليل و البحر و بطن الحوت (ث) (ان
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 230 *»
لا اله الاّ انت سبحانك اني كنت من الظالمين 87) لتركي مثل هذه العبادة (ث) روي ما من مكروب يدعو بهذا الدعاء الاّ استجيب له.
(فاستجبنا له و نجّيناه من الغمّ) الذي كان له في بطن الحوت (يم) (و كذلك نُنْجي) علي السواد و في قراءة ابيبكر و (ر) القارئين بالحمرة نُجّي (المؤمنين 88) اذا دعوا بهذا الدعاء (يم).
(و) نجّينا (زكريا) عطف علي لوط (اذ نادي ربه ربّ لاتذرني فرداً و انت خير الوارثين 89).
(فاستجبنا له و وهبنا له يحيي و اصلحنا له زوجه) كانت لاتحيض فحاضت (ث) (انهم) الانبياء المذكورين (كانوا يسارعون في الخيرات و يدعوننا رغباً) حال اي راغبين (ث) (و رهباً) راهبين (ث) روي الرغبة انتجعل بطن كفيك الي السماء و الرهبة انتجعل ظهر كفيك الي السماء (و كانوا لنا خاشعين 90).
(و التي احصنت فرجها) لمينظر اليها بشر (ث) (فنفخنا فيها من روحنا)اي من امرنا (ث) روح مخلوقة (ث) من امرنا (ق) (و جعلناها و ابنها ايةً)مفعول ثان (ل) هما كلمتان من اية (يم) او كل واحد منهما اية و اكتفي بذكر واحد (يم) (للعالمين 91) لعلي7 (يم).([50])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 231 *»
(انّ هذه) ما مرّ من طريقة الانبياء (هـ) ثم لمّا ذكر احوال الانبياء و استخرج عجبهم و عرّفهم ان محمداً مثلهم وجّه الخطاب الي الامة فقال انّ هذه طريقتكم و سنتكم ثم ذكر تفرقهم ثم هدّدهم ثم تخلص الي ذكر الرجعة و ذكر القيمة (يم) (امّتكم)شريعتكم و طريقتكم ياامة محمد9 (يم)([51]) (امّةً) حال عن المشاراليه
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 232 *»
(واحدةً و انا ربكم فاعبدون 92).
(و تقطّعوا) فرّقوا (امرهم بينهم كل) فيه تهديد (الينا) الي المحمد في زمان الرجعة (يم) (راجعون 93).
(فمن يعمل من الصالحات و هو) حال (مؤمن) بالمحمد: (يم) شرط الايمان (فلا كفران لسعيه) فغير المؤمن يكفر سعيه (يم) لايبطل سعيه (ق) (و انّا) المحمد: (يم) (له) لنفعه (كاتبون 94) لايسقط شيء من عمله (هـ) قوله انّا له كاتبون تكريم عظيم للمؤمنين و تقريب جليل لمثل هذا فليعمل العاملون (يم).
(و حرام) بفتح الحاء علي قراءة السواد و حِرْم علي قراءة (ح) و (س) و ابيبكر (علي قرية) و حرام علي قرية و حرم علي قرية اي واجب كما في القاموس و قدجاء في لغة العرب الحرام بمعني الواجب لان الواجب يحرم هتكه كالشهرالحرام يحرم القتال فيه وصف الشهر بالحرام و كذا يوصف الواجب بالحرام (يم) قوله تعالي و حرام علي قرية اهلكناها يمكن انيكون حرام خبراً لمبتدأ محذوف و المبتدأ ضمير راجع الي عدم كفران السعي او كتب الله سعيه اي هم سعيهم غيرمقبول او راجع الي الرجوع المفهوم من قوله كل الينا راجعون فهو بمنزلة الاستثناء اي كل الينا راجعون الا قرية
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 233 *»
اهلكناها و يكون قوله انهم لايرجعون اي لانهم لايرجعون و رجوع الضمير الي عدم كفران السعي او الكتابة اولي ليكون الكلام عديل فمن يعمل و يحتمل الاية انهم لايرجعون الي انيفتح يأجوج و هو مقارن للقيامة او لايرجعون حتي وقت خروج يأجوج بل يرجعون يوم القيامة و هذه الوجوه اولي من اخذ حرام بمعني الواجب او اخذ لا زائدة (يم) (اهلكناها) صفة قرية (انهم) استثناء من الراجعين (لايرجعون 95) عن ابيعبدالله و ابيجعفر8 كل قرية اهلك الله اهلها بالعذاب لايرجعون في الرجعة (هـ) و هذه الاية نص في الرجعة لان القيمة تقوم علي جميع الناس (يم).
(حتي اذا) ظرف يرجعون (هـ) ظرف وقت عامله فتحت (هـ) جزاؤه يقولون ياويلنا (ل) (فتحت) خرجت (هـ) بالتخفيف علي قراءة السواد و التشديد علي قراءة (ر) و (و) و ابيجعفر (هـ) التشديد للدلالة علي الكثرة (يأجوج و مأجوج) قبل يوم القيمة (ث) (و هم من كل حدب) مرتفع من الارض (ينسلون 96)يسرعون (هـ) و يأكلون الناس (ث) و يمكن انيكون هم راجعاً الي الناس و الحدب بلغة اهل الحجاز القبر يعني يخرجون من الاجداث و يسرعون الي المحشر (هـ) و علي هذا يكون الوعد بمعني القائم او ما وعد الله في القيمة (يم).
(و اقترب الوعد الحق) القائم (يم) (فاذا) ظرف مكان عامله شاخصة (هي) مبتدأ (هـ) الضمير للقصة (شاخصة) خبر مقدم و الجملة خبر هي (هـ) كأنها خارجة من شدة النظر (هـ) او الكلام ينتهي الي هي اي فاذا هي واقعة ثم قال شاخصة ابصار الذين و قوله فاذا هي جزاء شرط مقدر حذف بقرينة السابق يعني اذا جاءت (يم) (ابصار )مبتدأ اخّر (الذين كفروا) يقولون (ياويلنا قد كنّا في غفلة من هذا بل كنّا ظالمين 97).
(انكم و ماتعبدون من دون الله) الاصنام و الشياطين و رؤساء الضلالة (يم) (حصب جهنم) يقذفون فيها قذفاً (ث) لايقال حصب الاّ اذا القي في التنور او الموقد
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 234 *»
كالحصباء (هـ) عن المجمع قراءة علي7 حطب جهنم و لعله اراد المعني (يم) (انتم لها واردون 98).
(لو كان هؤلاء) المعبودون (الهة ماوردوها و كل) من العابد و المعبود (فيها خالدون 99).
(لهم فيها زفير) كصوت الحمار (و هم فيها لايسمعون 100).
(انّ الذين) انّ الذين مطلق يشمل الشيعة كماروي (يم)([52]) اميرالمؤمنين و عيسي و الملئكة (ث) القمي: انّ الذين الاية ناسخة لقوله و ان منكم الاّ واردها (سبقت لهم منّا الحسني) الولاية و السعادة (اولئك) الملائكة و عيسي (ق) (عنها مبعدون 101).
(لايسمعون حسيسها) صوتها (و هم فيمااشتهت انفسهم
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 235 *»
خالدون 102).
(لايحزنهم) الائمة و شيعتهم (ث)([53]) (الفزع الاكبر و تتلقّيهم)تستقبلهم (الملئكة) انكم ستثابون فيه بالرحمة (يم) (هذا يومكم الذي كنتم توعدون 103).
(يوم) منصوب بـنعيده او بدل من عائد الذي كنتم توعدون (نطوي) في قراءة السواد و تُطوي في قراءة ابيجعفر (السماء) منصوباً علي السواد و مرفوعاً علي الحمرة (هـ) طيّاً (كطي) صفة طياً (السجلّ للكتب) علي صيغة الجمع في قراءة (ح) و (س) و حفص و في قراءة الحمرة للكتاب (هـ) القمي: السجلّ الملك الذي يطوي الكتب و معني يطويها يفنيها فتتحول دخاناً و الارض نيراناً و عن ابيجعفر7 ان في الهواء ملكاً يقال له اسمعيل علي ثلثمائة الف ملك كل واحد منهم علي مائة الف يحصون اعمال العباد فاذا كان رأس السنة بعث الله اليهم ملكاً يقال له السجلّ فانتسخ ذلك منهم و هو قول الله تبارك و تعالي يوم نطوي الاية (كما) متعلق بـنعيده (بدأنا اول خلق) عراة حفاة (ث) (نعيده) وعدناه (وعداً علينا انّا كنّا فاعلين 104 )ماوعدناكم.
(و لقد كتبنا) ثم لمّا ذكر ان المؤمنين فيمااشتهت انفسهم خالدون و قال كمابدأنا اول خلق نعيده وعداً علينا ذكر ان الارض تعود الي اهلها كمابدئت لهم (يم) (في الزبور) بالفتح علي السواد و الضم علي قراءة (ح) (هـ) الذي انزل علي داود (ث) الزبور كان فيه ملاحم و تحميد و تمجيد و دعاء (ق) (من بعد الذكر )الذي عند الله (ث) الكتب (ق) القرءان لان القرءان مهيمن علي الكتب (يم) (انّ الارض )ارض الجنة (ث) (يرثها عبادي) بفتح الياء علي قراءة السواد و بسكونها علي
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 236 *»
قراءة (ح) (هـ) اصحاب المهدي7 (ث) (الصالحون 105) هم المحمد:(ث).
(انّ في هذا لبلاغاً لقوم عابدين 106) الشيعة (ث).
(و ماارسلناك) فمحمد9 هو الرحمة الواسعة (يم) ثم ختم السورة بجمل مافيها من ذكر النبي و التوحيد و القيمة و الرجعة و التهديد و التقرير (يم) (الاّ رحمةً )فالنبي9 صاحب الرحمة الرحمانية (يم) حال او مفعول له (للعالمين 107).
(قل انما يوحي الي انما) في محل الرفع علي الفاعلية لـيوحي (الهكم )امامكم علي7 (يم) (اله واحد فهل انتم مسلمون 108) الوصية بعدي نزلت بالتشديد (ث) هل انتم مسلمون استفهام بمعني الامر اي اسلموا كقوله فهل انتم منتهون اي انتهوا.
(فان تولّوا فقل اذنتكم) اعلمتكم (علي سواء) في محل الحال من الفاعلين و المفعولين (و ان ادري أقريب) مفعول ان ادري (ام بعيد ما) فاعل قريب او مبتدأ له (توعدون 109) من دولة القائم التي فيها استيصالكم (يم).
(انه يعلم الجهر من القول و يعلم ماتكتمون 110) فيه تقرير و تهديد (يم).
(و ان ادري لعله) تأخير جزائكم (ص) مفعول ادري (فتنة لكم و متاع الي حين 111).
(قال) علي قراءة حفص و قل علي قراءة الحمرة (ربّ احكم بالحق) بالانتقام من الظالمين (ق) (و ربنا الرحمن المستعان علي) رفع (ماتصفون 112).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 237 *»
«سورة الـحـج»
مدنية غير ايات نزلت في السفر و هي ست او اربع و قيل هي مكية و هي ثمان و سبعون اية كوفي سبع مكي ست مدني خمس بصري اربع شامي، اختلاف الايات الحميم و الخلود كلاهما كوفي و عاد و ثمود غيرالشامي و قوم لوط حجازي كوفي سمّاكم المسلمين مكي كوفي.
(بسم اللّه الرحمن الرحيم)
(ياايها) منادي (ل) تنبيه (ل) (الناس) نعت اي (يم) (اتقوا ربكم )امامكم (يم) (انّ زلزلة الساعة) القائم (يم) (شيء عظيم 1).
(يوم) عامله تذهل (ترونها تذهل) تتغافل (كل مرضعة) جار علي الفعل و الاّ يقال امرأة مرضع اي ذات رضاع لان المرضع من خواص النساء كالطالق و الحامل و الحائض (عما) مصدرية او موصولة (ارضعت) يوم يرون القائم يغفل كل ذيعمل عن عمله و ينسي كل من كان في قلبه شيء لايعمله من جور او ظلم دهشةً و فرقاً منه عجل الله فرجه (يم) (و تضع كل ذات حمل) عرض (يم) (حملها)عرضها فتخلص (يم)([54]) القمي: كل امرأة تموت حاملةً عند زلزلة الساعة تضع حملها
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 238 *»
يومالقيمة (و تري الناس) العامة (يم) (سُكاري) في قراءة السواد و سَكري في قراءة (ح) و (س) (هـ) حال او مفعول ثان (هـ) ذاهبة العقول (ق) (و ما هم بسكاري)علي القراءتين (و لكنّ عذاب اللّه) سطوة القائم (يم) (شديد 2 )عن النبي9انّ اهل الجنة مائة و عشرون صفاً ثمانون منها امتي.
(و من الناس) من العامة (يم) (من يجادل) يخاصم (في الله) في الامام الحق (يم) (بغير علم و يتّبع كل شيطان) طاغوت و امام بغير حق (يم) (مريد 3) خبيث (ق).
(كتب عليه) علي الشيطان (انه) مرفوع بـكتب (ل) (من تولاّه فانه )ضمير شأن (هـ) فشأنه انه يضله (يضلّه و يهديه الي عذاب السعير 4).
(ياايها الناس) احتج علي الدهرية (ق) (ان كنتم في ريب من البعث) في الرجعة (يم) (فانّا) فاعتبروا من انّا (يم) (خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة) عن الباقر7 النطفة تكون بيضاء مثل النخامة الغليظة فتمكث في الرحم اذا صارت فيه اربعين يوماً ثم تصير الي علقة قال و هي علقة كعلقة الدم المحجمة الجامدة تمكث في الرحم بعد تحويلها من النطفة اربعين يوماً ثم تصير مضغة قال و هي مضغة لحم حمراء فيها عروق خضر مشتبكة ثم تصير الي عظم و شقّ له السمع و البصر و رتّبت جوارحه. اقول الخبر صعب و المراد باربعين يوم من ايام الشأن (يم) (مخلّقة) اذا صارت تاماً (ق) (و غير مخلّقة) السقط (ق) سئل ابوجعفر7 عن قول الله عزوجل مخلّقة و غير مخلّقة قال المخلقة الذرّ الذين خلقهم
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 239 *»
الله في صلب ادم اخذ عليهم الميثاق ثم اجراهم من اصلاب الرجال و ارحام النساء و هم الذين يخرجون الي الدنيا حتي يسألوا عن الميثاق و اما قوله و غيرمخلقة فهم كل نسمة لميخلقهم الله في صلب ادم حين خلق الذرّ و اخذ عليهم الميثاق و هم النطف من العزل و السقط قبل انتنفخ فيه الروح و الحيوة و البقاء (لنبيّن لكم) كيف كنتم في الارحام (هـ) انّ من يفعل ذلك قادر علي البعث (يم) (و نقرّ) عطف علي قوله خلقناكم او مستأنف (في الارحام ما) مفعول او ظرف زمان (نشاء) فلايسقط (ق) (الي اجل مسمي) اقله ستة اشهر و اكثره تسعة (ث) (ثم نخرجكم طفلاً) حال (ثم لتبلغوا) لانتبلغوا (هـ) الظاهر انه متعلق بمحذوف مثل يعمّركم (يم) (اشدّكم و منكم من يتوفّي و منكم من يردّ الي ارذل العمر) خمساً و سبعين (ث) اذا بلغ العبد مائة سنة (ث) (لكيلا) اذا اجتمع اللام و كي فكي بمعني ان، عامله يردّ (يعلم من بعد علم شيئاً) فخلق الانسان لبيان البدأ و خلق النبات لبيان العود (يم) (و تري) ايها السامع (يم) (الارض هامدة) يابسة (ق) (فاذا انزلنا عليها الماء اهتزّت) تحركت (و ربت) ازدادت (و انبتت من كل زوج بهيج 5) مونق حسن.
(ذلك) الامر ذلك (ل) الذي مضي ذكره من تصاريف الخلق (بانّ الله )ولي الله (يم) اي لتعلموا ان الله (هو الحق و انه يحيي الموتي و انه علي كل شيء قدير 6) فايجادكم و احياء الارض دليل علي التوحيد و علي المعاد (يم).
(و) لتعلموا (انّ الساعة) القائم7 (يم) (اتية لاريب فيها و انّ الله )ولي الله (يم) (يبعث من في القبور 7) في عصره و في الرجعة (يم) روي ان الله اذا اراد انيبعث الخلق امطر السماء علي الارض اربعين صباحاً فاجتمعت الاوصال و نبتت اللحوم.([55])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 240 *»
(و من الناس) نزلت في ابيجهل (ق) (من يجادل) الاول (ث)([56]) (في الله) ولي (يم) (بغير علم و لا هدي و لا كتاب منير 8).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 241 *»
(ثاني) اي عاطف (يم) حال (هـ) متكبراً متجبراً (هـ) تولي عن الحق (ق) (عطفه) جانبه (هـ) الي الثاني (ث) (ليضلّ) من الافعال علي قراءة الكوفيين و المجرد علي قراءة الحمرة (هـ) يتعلق بقوله يجادل (يم) (عن سبيل الله)الشيعة (يم)([57]) عن الايمان (ق) (له) خبر مقدم (في الدنيا خزي) مبتدأ مؤخر و الجملة خبر بعد خبر لـمن يجادل (هـ) فضيحة (و نذيقه يوم القيمة) قيام القائم (يم)([58])(عذاب الحريق 9) سيف القائم (يم) عذاب الشيء المحرق.
و يقال له (يم) (ذلك) العذاب (هـ) مبتدأ (بما) خبر (قدّمت يداك و انّ)عطف علي بما (ل) (الله ليس بظلاّم للعبيد 10).
(و من الناس) هم المؤلفة قلوبهم (يم) (من يعبد الله علي حرف )طرف (هـ) علي شك في محمد و ما جاء به (ث) قيل لابيعبدالله7 كل من نصب دونكم شيئاً فهو ممن يعبد الله علي حرف؟ فقال نعم قديكون محضاً (هـ) و ذلك كالعازم علي غير القتال في الجيش يقوم علي حرف الجيش فان رأي فتحاً قرّ و الاّ فرّ (يم) (فان اصابه خير) عافية في بدنه و ماله و ولده (ث) (اطمأنّ به) تمكن (هـ) رضي به (ث) (و ان اصابته فتنة) محنة (هـ) بلاء في جسده و ماله (ث) (انقلب )رجع (علي وجهه) علي شكه (ث) تطيّر و كره المقام علي الاقرار بالنبي فرجع الي الوقوف و الشك و نصب العداوة لله و لرسوله و الجحود بالنبي و ما جاء به (ث) (خسر الدنيا و الاخرة ذلك هو الخسران المبين 11).
(يدعوا من دون الله) ولي الله (يم) بعد ماانقلب علي وجهه مشركاً (ث) (ما لايضرّه و ما لاينفعه ذلك هو الضلال البعيد 12) عن الحق.
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 242 *»
(يدعوا لمن ضرّه اقرب من نفعه) يدعوا لمن ضرّه قيل يدعوا فعل مفعوله ذلك المتقدم و لمن ضرّه مستأنف و قيل تقديره يدعوه لمن ضره الاية و قيل قلب و تقديره يدعوا من لضره اقرب و الاولي انيكون لام قسم و كان الاصل ليدعوا من ضرّه و اخّر اللام لتجانس الفقرتين و لزوم الابتداء بالدعوة لانه اهمّ لمجانسة الكلام (يم) (لبئس) جواب قسم محذوف (المولي) الخلفاء (يم)([59]) هو (و لبئس العشير 13 )العامة (يم) هو (هـ) الصاحب المعاشر.
(انّ الله يدخل الذين امنوا) بعلي7 (يم) (و عملوا الصالحات) اطاعوه و والوا اولياءه و تبرأوا من اعدائه (يم) (جنات تجري من تحتها الانهار انّ الله يفعل مايريد 14).
(من كان يظنّ) ظن شك (ق) (ان لنينصره) محمداً (يم) بعلي (ث) (الله في الدنيا و الاخرة) يمكن انيرجع ضمير ينصره الي من بناء علي انه قال ان
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 243 *»
الاصنام لاتنفع و لاتضر بل بعضها يضر و ان الله ينفع المؤمنين ثم يقول من كان يظن ان الله لايقدر علي نصره فليفعل كذا (يم) (فليمدد بسبب) حبل (ث) بدليل يجعله بينه و بين الله (ق) (الي السماء) سماء بيته (ث) (ثمّ ليقطع) بسكون اللام علي قراءة السواد و كسرها علي قراءة (ر) و (و) و ورش (هـ) ليميز (ق) او ليقطع امداد الله من محمد9 (يم) (فلينظر هل) انكار علي وجه (يذهبنّ كيده) حيلته (ق) (مايغيظ 15) فاذا وضع لنفسه شيئاً و ميّز دلّه علي الحق (ق) يعني يضع حبلاً في عنقه و يمده الي السقف حتي يختنق فيموت فلينظر هل يذهبنّ كيده مايغيظ من نصر الله محمداً بعلي، هذا حاصل الخبر (يم).
(و كذلك انزلناه) علياً7 (يم) (ايات بينات) لانه الجمع و الكل (يم)([60])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 244 *»
(و انّ الله يهدي من يريد 16).
(انّ الذين امنوا) بعلي7 (يم) (و الذين هادوا) انكروا الباطن (يم) (و الصابئين) التابعين للاهواء (يم) (و النصاري) الذين انكروا الظاهر (يم) (و المجوس) القدرية المفوضة (يم) (و الذين اشركوا) ادخلوا في دين الله اراء اهل الباطل و قالوا برأيهم و دانوا به (يم)([61]) (انّ الله )خبر انّ الاولي (يفصل
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 247 *»
بينهم يوم القيمة انّ الله علي كل شيء شهيد 17).
(المتر) المتعلم (ق) (انّ الله) ولي (يم) (يسجد له) يخضع له و يطيعه (يم) فالنبي9 يري سجود جميع الكائنات لله سبحانه (يم) حكمة في تقديم الله علي يسجد مع ان الله تابع ليسجد لان المقصود في ظاهر العربية المتر سجود الاشياء لله و في التقديم اشارة و هي ان الانظار تختلف فمن نظر الي المظاهر يري سجود الاشياء لله و من نظر الي الظاهر يري ان الله يسجد له كل شيء فتدبر (يم)([62])(من في السموات) الملائكة (يم) (و من في الارض) الجن (يم) (و الشمس)محمد (يم) (و القمر) علي (يم) (و النجوم) الائمة (يم) (و الجبال) العرب او الانبياء (يم) (و الشجر) العجم او الشيعة و المؤمنون (يم) لفظه واحد و معناه جمع (ق) (و الدوابّ )المنافقون (يم) (و كثير من الناس) من سائر الملل
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 248 *»
الناسون لعهد الاسلام (يم)([63]) (و كثير) مبتدأ (ل) (حقّ) خبر (ل) (عليه
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 250 *»
العذاب) بتركه السجود (و من يهن الله فما له من مكرم انّ الله يفعل مايشاء 18).
(هذان) بتشديد النون علي قراءة (ث) و هو القارئ بالحمرة و التخفيف علي قراءة الباقين (هـ) المؤمنون و الكافرون يوم بدر (ث) المحمد و بنوامية (ث) (خصمان) اهل الحق و اهل الباطل (يم) الخصم يستوي فيه الواحد و الجمع و الذكر و الانثي و هكذا حكم المصادر اذا وصف بها او اخبر بها و هذان اي هذان الجمعان (اختصموا في ربهم) قال المحمد صدق الله و قال بنوامية كذب الله (ث) (فالذين كفروا) بولاية علي (ث) بنوامية (ث) (قطّعت لهم ثياب من نار يصبّ من فوق رءوسهم الحميم 19) الماء المغلي.
(يصهر) يذاب (به ما في بطونهم و الجلود 20).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 251 *»
(و لهم مقامع) جمع مقمعة و هي مدقّة الرأس و فسرت في الخبر بالاعمدة (من حديد 21).
(كلما ارادوا انيخرجوا منها من غمّ) لمايلحقهم من غمّ (اعيدوا فيها و) يقال لهم (يم) (ذوقوا عذاب الحريق 22) الشيء المحرق.
(انّ الله) و اما الخصم المؤمنون فشأنهم و قصتهم (يم) و يمكن انيكون انّ الله اول كلام و عديله مايأتي من قوله انّ الذين كفروا فعديل قوله فالذين كفروا غير مذكور (يم) (يدخل الذين امنوا) بالمحمد: (يم) (و عملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار يحلّون فيها من اساور) جمع اسورة و هي جمع السوار (ص) (من ذهب و لؤلؤاً) بالنصب علي قراءة (ص) و (ن) و الجر علي قراءة الحمرة (هـ) بالنصب عطف علي فيها (هـ) ترك ابوبكر و ابوعمرو اذا خفف الهمزة الاولي من لؤلؤ و حمزة اذا وقف سهّل الهمزتين علي اصله و هشام يسهّل الثانية فيها في غير النصب علي اصله ايضاً و الباقون يخفّفونها (و لباسهم فيها حرير 23).
(و هدوا الي الطيب) كلمات المحمد: (يم) التوحيد (ق) (من القول) الامام (يم)([64]) (و هدوا الي صراط الحميد 24) محمد (يم) علي صراط
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 252 *»
محمد (يم) الي علي (ث) الولاية (ق).([65])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 254 *»
(انّ) خبره محذوف بقرينة من يرد فكأنه نذيقه العذاب (الذين كفروا) بعلي7(يم) سابقاً (هـ) قريش حين صدّوا رسول الله (ث) (و يصدّون) الان و لاحقاً و من شأنهم الصدّ (يم) او قوله و يصدّون اخبار عمايعملون بعد ذلك (يم)([66])(عن سبيل الله) الشيعة و الشريعة (يم)([67]) (و المسجد الحرام) عطف علي السبيل او الله (هـ) المراد به كل الحرم (هـ) النقيب الكلي (يم)([68]) (الذي جعلناه
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 255 *»
للناس) مستقراً للناس او سواء للناس (سواء) منصوباً علي قراءة حفص و مرفوعاً علي قراءة الحمرة (هـ) خبر او حال او مفعول ثان (هـ) لانه قطب (يم) (العاكف )مبتدأ (هـ) المقيم (فيه و الباد) بدون الياء في قراءة السواد و معها في قراءة (ث) اثبت الياء في الوصل (و) و ورش (هـ) الطاري (هـ) قال ابوعبدالله7 ان معاوية اول من علّق علي بابه مصراعين بمكة فمنع حاجّ بيت الله ما قال الله عزوجل سواء العاكف فيه و الباد (و من يرد) يتلبس (يم) يمكن انيكون و من يرد عطفاً علي الذين كفروا و يكون نذقه جواباً لهما اي نذق كل واحد (يم) (فيه بالحاد) قيل الباء زائدة (هـ) عدول عن القصد (ص) (بظلم) بغير حق (ص) لتعدية معني الالحاد او لسببية الالحاد (هـ) قال ابوعبدالله7 كل ظلم الحاد و ضرب الخادم من غير ذنب من ذلك الالحاد و قال من عبد فيه غير الله عزوجل او تولي فيه غير اولياء الله فهو ملحد بظلم و علي الله تبارك و تعالي انيذيقه من عذاب اليم (هـ) روي الحدوا في البيت بظلمهم للرسول و وليه (هـ) و سئل عن ادني الالحاد فقال ان الكبر ادناه (نذقه من عذاب اليم25).
(و اذ بوّأنا) وطّأنا و عرّفنا (لابرهيم) اصل بوّأ لايتعدي بحرف فهنا المراد غيره (ل) (مكان البيت ان) بان (ل) قيل اوحينا اليه ان لا (لا تشرك بي شيئاً و طهّر بيتي) بفتح الياء علي قراءة (ن) و حفص و هشام و سكونها علي قراءة
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 256 *»
الحمرة (هـ) فينبغي للعبد ان لايدخل مكة الاّ و هو طاهر قد غسل عرقه و الاذي و تطهّر (ث) (للطائفين) باقي الائمة (يم) لالمحمد (يم)([69]) (و القائمين)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 257 *»
القائم7 (يم) (و الركّع) علي7 (يم) (السجود 26) محمد9 (يم).([70])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 258 *»
(و اذّن) اعلمهم (هـ) الخطاب لرسول الله9 علي رواية و لابرهيم علي رواية و كلاهما حق (يم) (في الناس بالحج) في سنة حج رسول الله (ث) (يأتوك رِجالاً) علي قراءة السواد و رُجّالاً علي قراءة الحمرة (هـ) رُجّال مروي عن ابيعبدالله7 و هو جمع راجل (هـ) حال (هـ) مشاة (و علي) حال (كل ضامر)بعير مهزول (ص) هو بمعني الجمع مثل سامر (ل) (يأتين) صفة (من كل فجّ )طريق (عميق 27) بعيد.
(ليشهدوا منافع لهم) العفو و المغفرة (ث) (و يذكروا اسم الله) التكبير عقيب خمسعشر صلوة اوليها ظهر العيد (ث) (في ايام معلومات) الايام العشر (ث) روي هي ايام التشريق و روي المعلومات و المعدودات واحدة و هي ايام
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 259 *»
التشريق (علي مارزقهم من بهيمة الانعام فكلوا منها و اطعموا البائس) الزمن (ث) الذي به ضرّ الجوع و به بؤس و هو الشدة و عن الصادق7 في قول الله عزّوجلّ و اطعموا البائس الفقير قال هو الزمن الذي لايستطيع انيخرج من زمانه (الفقير 28) و قال ابوعبدالله7الفقير الذي لايسأل و المسكين اجهد منه و البائس اجهدهم و روي البائس هو الفقير.
(ثم ليقضوا) بسكون اللام علي قراءة السواد و كسرها علي قراءة ورش و قنبل و (و) و (ر) (تفثهم) لقاء الامام (ث) الشعث (ث) وسخهم (ص) روي التفث ان تتكلم في احرامك بكلام قبيح فاذا دخلت مكة فطفت بالبيت تكلمت بكلام طيب فكان ذلك كفارة له و روي التفث تقليم الاظفار و طرح الوسخ و طرح الاحرام و روي قصّ الشارب و الاظفار و روي الحلق و مافي جلد الانسان و روي حفوف الرجل من الطيب (هـ) و يحلّوا (و ليوفوا) بالتخفيف علي السواد و التشديد علي قراءة ابيبكر(هـ) ابنذكوان وَ لِيُوفُوا بكسر اللام و الباقون بالسكون (نذورهم) لقاء الامام (ث) تلك المناسك (ث) (و ليطّوّفوا) بسكون اللام علي قراءة السواد و كسرها علي قراءة ابنذكوان (هـ) هذا هو طواف النساء فانه بعد الاحلال (ث) (بالبيت العتيق29 )من الغرق (ث) عتيق لميملكه احد (ث).
(ذلك) هكذا امر الحج و المناسك (و من يعظّم حرمات الله) بيت الله و كتابه و عترته (ث) (فهو خير له عند ربه و احلّت لكم الانعام الاّ ما يتلي عليكم فاجتنبوا الرجس) الخلفاء (يم) (من) جنسية (ل) من ابتدائية و الاوثان اصول الارجاس اي اجتنبوا الرجس الناشئ من الاوثان (يم) (الاوثان) صفة الرجس (يم) الشطرنج (ث) (و اجتنبوا قول الزور 30) الغناء (ث) في حق علي7 (يم).
(حنفاء) حال (هـ) الحنيفية الفطرة علي المعرفة (ث) طاهرين (ث) (للّه غيرمشركين) حال بعد حال (به و من يشرك بالله) بولي (يم) (فكأنما خرّ) سقط (من السماء فتَخطَفُه) علي قراءة السواد و فتَخَطَّفُهُ علي قراءة (ن) (هـ)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 260 *»
الاستلاب (الطير او تهوي) تسرع (به الريح في مكان سحيق 31) بعيد غاية.
(ذلك) الامر كذلك (و من يعظّم شعائر الله) علامات الله (هـ) منها البدن لقوله و البدن جعلناها لكم من شعائر الله (يم) تعظيم البدن و جودتها (ق) قال ابوعبدالله7انمايكون الجزاء مضاعفاً فيمادون البدنة فاذا بلغ البدنة فلاتضاعف لانه اعظم مايكون قال الله عزوجل و من يعظّم الاية (فانها) تعظيمها (من تقوي القلوب 32).
(لكم فيها منافع) من ظهرها و لبنها (ث) (الي اجل مسمي) الي يوم النحر (القمي) (ثم محلّها الي البيت العتيق 33).
(و لكل امة جعلنا منسكاً) بفتح السين علي قراءة السواد و الكسر علي قراءة (ح) و (س) (هـ) النسك العبادة (ليذكروا اسم الله علي مارزقهم من بهيمة الانعام فالهكم) ولي الهكم (يم) (اله) ولي (يم) (واحد فله) للولي (يم) (اسلموا و بشّر المخبتين 34) المسلّمين لالمحمد: (يم) الخاضعين و المطمئنين (هـ) العابدين (ث) نزلت في المحمد: (ث).
(الذين اذا ذكر الله) ولي (يم) (وجلت قلوبهم و الصابرين علي مااصابهم) من اعداء المحمد: (يم) (و المقيمي الصلوة) الولاية (يم) (و ممارزقناهم ينفقون 35) من فضل المحمد: ينشرون (يم) فالمخبت من يجل قلبه عند ذكر الله و ذكر المحمد: خوف التقصير في حقهما و استشعاراً لعظمتهما و يصبر علي مااصابه من الاعداء في سبيلهم و مااصابه من بلاء الله و يقيم الصلوة علي ساداته و يصلهم و يصل شيعتهم بهم و يقيم الولاية و ينفق غيبه و شهادته و امواله و علومه في سبيل الله و سبيل ساداته (يم).
(و) جعلنا (البدن) جمع بدنة و هي الابل (جعلناها لكم من شعائر الله) اعلام دين الله (لكم فيها خير) في الدنيا و الاخرة (فاذكروا اسم الله عليها صوافّ) حال (هـ) تصفّ للنحر تربط يديها مابين الخفّ و الركبة (ث) (فاذا وجبت)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 261 *»
وقعت علي الارض (ث) (جنوبها فكلوا منها) ثلثاً (ث) (و اطعموا القانع)الذي يرضي بمااعطيته (ث) (و المعترّ) ثلثاً لهما (ث) المارّ بك لتعطيه (ث) و اطعم المسكين ثلثاً (ث) روي المسكين هو السائل و القانع يقنع بماارسلت اليه من البضعة فمافوقها و المعترّ يعتريك لايسألك (كذلك سخّرناها لكم لعلكم تشكرون 36).
(لنينال الله لحومها و لا دماؤها) اذا لميتق الله (ق) (ولكن يناله التقوي منكم) قوله لنينال الله الاية، الله سبحانه اجل من انيناله لحم و دم بل و تقوي و شيء من الخلق بل خلق لنفسه اولياء صلوات الله عليهم يناله ماينالهم و يبعد عنه مابعد عنهم فلحوم الهدي و دماؤه لاتنال الاولياء ولكن التقوي ينالهم و لانه عملهم و يصير سبب طراوة شجرتهم و يباهون به الامم و الاعمال الحسنة منهم و اليهم و ينتفعون بها في ظواهرهم و عزتهم و كبريائهم فكذلك يناله التقوي (يم) فالذي يأتي مع الرجل يوم القيمة تقواه الباعث علي الهَدي لا لحمه و دمه فانهما من الاعراض الدنياوية فتدبر (يم) (كذلك سخّرها لكم لتكبّروا الله) ايام التشريق بمني عقيب خمسعشرة صلوة و في الامصار عقيب عشر (ق) (علي ما هديكم و بشّر المحسنين 37) فالمتقي هو المحسن (يم) الذين احسنوا تكبير الله علي الهدي بتعظيم المحمد: (يم) التكبير الله اكبر الله اكبر لا اله الاّ الله و الله اكبر الله اكبر و لله الحمد و الله اكبر علي ما هدينا الله اكبر علي مارزقنا من بهيمة الانعام.
(انّ الله يدافع) علي السواد و يَدفع علي قراءة (و) و (ث) (عن الذين امنوا) عن الائمة مااذاعت شيعتهم (ث) عن الشيعة ببركة ائمتهم (يم) (انّ الله لايحبّ كلّ خوّان كفور 38).
(اذن) علي المجهول في قراءة (ن) و (ص) و (و) و اَذِنَ في قراءة الحمرة (هـ) اول اية نزلت في القتال (ث) (للذين يقاتلون) بفتح التاء في قراءة (ن) و (و) و حفص و قرأ الباقون بكسرها (هـ) انيقاتلوا بسبب انهم ظلموا (هـ) في الاية محذوف و المعني اذن للذين يقاتلون دون حقوقهم بالقتال و احلّ لهم بسبب انهم ظلموا (هـ) هو
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 262 *»
القائم اذا خرج يطلب دم الحسين (ث) الحسن و الحسين (ث) الحسين حين طلبه يزيد ليحمله الي الشام فهرب الي الكوفة و قتل بالطفّ (ث) (بأنهم ظلموا و انّ الله علي نصرهم لقدير 39).
(الذين) في محل الجر بدل للذين (هـ) و في محل الرفع و النصب علي المدح (اخرجوا من ديارهم) نزلت في رسول الله و علي و جعفر و حمزة و جرت في الحسين7 (ث) نزلت في المهاجرين و جرت في المحمد (ث) روي نزلت فينا خاصة في اميرالمؤمنين و ذريته و ماارتكب من امر فاطمة (هـ) روي كان قوم صالحون هم مهاجرون قوم سوء خوفاً انيفسدوهم قيّد الله ايديهم عن الصالحين و لميأجر اولئك بمايقع بهم و فينا مثلهم و روي هم الائمة الاعلام و لولا صبرهم و انتظارهم الامر انيأتيهم من الله لقتلوا جميعاً (بغير) حال او صفة مصدر محذوف اي اخراجاً بغير حق (حق الاّ انيقولوا ربنا الله) امامنا ولي الله علي7 (يم) (و لولا دفع )علي قراءة السواد و دِفاع علي قراءة (ن) (الله الناس) عن المحمد: (ث) (بعضهم) بدل من الناس (ببعض لهدّمت) بتشديد الدال علي قراءة السواد و بتخفيفها علي قراءة الحرميين (صوامع) (ح) و (س) و (ر) قرأوا لهدّمت صّوامع (هـ) الرهبانية (ص) معابد النصاري في الجبال (و بيع) في القري (هـ) النصاري (ص) (و صلوات) جمع صلوتا و هي معابد اليهود (هـ) كنايس اليهود (ص) عن الصادق7قراءة صُلوات بضم الصاد و قيل اصلها ثلوتا بالثاء المثلثة فعرّبت و معناه المصلي (يم) (و مساجد) معابد المسلمين (يذكر فيها اسم الله كثيراً و لينصرنّ الله من ينصره انّ الله لقوي عزيز 40).
(الذين) بدل الذين اول (يم) المحمد: (ث) فالمأذون لهم في القتال الذين هذه صفتهم (يم) (ان مكّنّاهم في الارض اقاموا الصلوة) ولاية علي (يم) (و اتوا الزكوة) البراءة من اعدائه (يم) ليس يعني انهم يصلّون فانهم قبل التمكن ايضاً يصلّون و يزكّون بل المراد انهم ينشرون الشرايع و احكام الدين حتي يعمل بها في الارض
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 263 *»
كماامر الله (يم) (و امروا بالمعروف) بمتابعة علي و ولاية اوليائه (يم) (و نهوا عن المنكر) عن معصيته و ولاية اعدائه (يم) (و للّه عاقبة الامور 41 )لالمحمد المهدي و اصحابه (يم).
(و ان يكذّبوك) فلا بدع (يم) (فقدكذّبت قبلهم قوم نوح و عاد و ثمود 42).
(و قوم ابرهيم و قوم لوط 43).
(و اصحاب مدين و كذّب موسي فامليت) امهلت (ص) (للكافرين ثم اخذتهم فكيف كان نكير 44) بلا ياء علي قراءة السواد و معها علي قراءة الحمرة، اثبتها في الوصل ورش (هـ) صدر الاية تهديد الامة و عجزها تسلية النبي و الولي يعني كان مثلك في عدم قبول الامة عنه من الانبياء كثير (يم).
(فكأين من قرية اهلكناها) عليالسواد و عليالحمرة اهلكتها و هي قراءة (و) (و هي ظالمة فهي خاوية) مهدّمة (علي عروشها و بئر) عطف علي قرية (هـ) اي و كم من عالم لايرجع اليه و لاينتفع بعلمه (ث) (معطلة) الامام الغائب و الصامت (ث) علي (ث) فاطمة و ولدها (ث) (و قصر) الامام الظاهر و الناطق (ث) علي (ث) محمد9 (ث) (مشيد 45) المرتفع (هـ) المجصص (هـ) فاذا نجّي الله الذين اتقوا و الاولياء و اهلك الظالمين يبقي البئر معطلة و القصر المشيد غيرمسكونة علي ماذكر باطنه في المتن فاذا هلك الناس يبقي الاولياء معطلة ليس بعد من ينتفع منهم و يمكن انيراد بهلاكهم موت ارواح ايمانهم فاذا ارتدت الناس يبقي اهل الحق و ليس احد ينتفع بهم فهم معطلون فافهم (يم).([71])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 264 *»
(أفلميسيروا في الارض) لمينظروا في القرءان (ث) (فتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها) هذه الاية تدل علي ان السير في الارض ظاهراً و تأويلاً يزيد في العقل و يلين الانسان للطاعة و العقل الذي يزيد بالسير هو العقل المكتسب (يم) (فانها) القصة (لاتعمي الابصار ولكن تعمي القلوب التي )
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 265 *»
تأكيد (في الصدور 46) روي انّ شيعتنا اصحاب الاربعة اعين.
(و يستعجلونك بالعذاب) بالقائم (يم) (و لنيخلف الله وعده و انّ يوماً) يوم القيمة (ث) (عند ربك كألف سنة مماتعدّون 47) علي قراءة السواد و يعدّون علي قراءة (ث) و (ح) و (س) (هـ) قال ابوعبدالله7 ان في القيامة خمسين موقفاً كل موقف الف سنة مما تعدّون (هـ) القمي ان رسول الله اخبرهم ان العذاب قد اتاهم فقالوا اين العذاب استعجلوه فانزل الله.
(و كأين من قرية امليت) امهلت (لها و هي ظالمة ثم اخذتها) اهلكتها (و الي المصير 48).
(قل ياايها الناس انما انا لكم نذير مبين 49).
(فالذين امنوا) المحمد: (ث) (و عملوا الصالحات لهم مغفرة و رزق كريم 50).
(و الذين سعوا) في قطع مودة المحمد9 (ث) (في اياتنا) المحمد او شيعتهم (يم) (معاجزين) في قراءة السواد و معجّزين في قراءة (ث) و (و) (هـ) ظانّين انيعجزونا (هـ) مغالبين (اولئك اصحاب الجحيم 51).
(و ماارسلنا من قبلك من) زائدة (رسول و لا نبي) و لا محدّث (ث) النبي يسمع و لايري و يري و لايسمع و الرسول يسمع و يري و المحدّث يسمع و لايري و قد يجتمع النبوة و الرسالة في واحد كمحمد9 (ث) (الاّ اذا تمنّي) شيئاً (هـ) تمني رسول الله9 انيأتي علي و يأكل معه (ث) مفارقة مايعاينه من نفاق قومه (ث) (القي الشيطان) الثاني (يم) (في امنيته) جاء ابوبكر (ث) في كتابه ذمّه و القدح فيه (ث) (فينسخ الله) جاء علي بعده (ث) (مايلقي الشيطان) الثاني (يم) من قلوب المؤمنين فلاتقبله (ث) ظاهر الاية ان التمني بمعني التلاوة يعني لميكن نبي الاّ اذا تمني اي تلا دين الله و كتاب الله علي امته القي الشيطان بواسطة هياكله في كتابه و سنته التحريف و التغيير فينسخ الله مايلقي الشيطان ثم يحكم الله اياته (يم) معني اخر
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 266 *»
تمني نصب خليفة بعده و تمني ان لايتغير دينه و ملته الي انيأتي نبي اخر و لايغيّر الفسقة دينه القي الشيطان في امنيته فغيّر دينه و شرعه و لميبلغ النبي امنيته و انت علي سنتهم (يم)([72]) (ثم يحكم الله اياته) بنصرة علي (ث) بانيحمي اولياءه من الضلال و العدوان (ث) (و الله عليم حكيم 52).
(ليجعل) علة الالقاء (يم) (ما) فلاناً و فلاناً (ث) (يلقي الشيطان)الثاني (يم) (فتنة للذين في قلوبهم مرض و القاسية قلوبهم و انّ الظالمين لفي شقاق بعيد 53).
(و ليعلم) هذا علة النسخ و الاحكام (يم) ابان هذه الاية ان شوب الحق و الباطل و الاخذ من كل ضغثاً للفتنة لايمنع من حصول العلم بالحق لاهل الحق لان الله ينسخ ما يلقي الشيطان ثم يحكم اياته ليعلم الذين اوتوا العلم انه الحق (يم) (الذين اوتوا العلم انه) القرءان و ماتمناه (الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت)تخشع (له قلوبهم و انّ الله لهاد الذين امنوا الي صراط مستقيم 54) الي امام مستقيم (ث) هذا جواب سؤال مقدر ان اذا كان النبي يتلو و يتمني و يلقي الشيطان في
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 267 *»
تلاوته فبماذا يعرف الانسان الحق من الباطل فقال انّ الله لهادي الذين الاية و ينسخ القاء الشيطان باظهار بطلانه و يحكم اياته (يم).
(و لايزال الذين كفروا في مرية) في شك (ث) (منه) من علي7 (ق) من امر علي (ث) (حتي تأتيهم الساعة) القائم (يم) (بغتةً او يأتيهم عذاب يوم عقيم 55) لا مثل له في الايام (ث) شديد او لاينفع فيه نسب كالملك العقيم و قيل لا خير فيه كالريح العقيم و قيل لا ليل له (يم) يمكن انيقال و هو اقرب من ساير الاقوال انه كمايقال ان الملك عقيم اي امّ الملك لمتتخذ و لمتلد ولدين اي لايكون في الملك سلطانان و يقتل السلطان كل عدو منازع له كذلك يوم القيمة عقيم ليس فيه سلطانان و يقهر مالك يوم الدين كل عدو منازع له و يشهد بذلك بعده الملك يومئذ لله يحكم بينهم الاية و الايتان بعدها (يم).
(الملك يومئذ للّه) لولي الله (يم) الملك دائماً للّه عند كل احد فالمراد ان الملك يوم ظهور دولة المحمد: لهم ظاهراً بلا منازع و رادّ عليهم (يم) (يحكم بينهم فالذين امنوا و عملوا الصالحات في جنات النعيم 56) في نعمة الولي و احسانه (يم).
(و الذين كفروا) و لميؤمنوا بولاية علي و الائمة (ث) (و كذّبوا باياتنا) بالمحمد: (ق) (فاولئك) الفاء لتضمن الموصول الشرط (يم) (لهم عذاب مهين 57) من سخط الولي (يم).
(و الذين هاجروا في سبيل الله) نزلت في علي (ث) (ثم قتلوا )بالتخفيف في قراءة السواد و التشديد في قراءة الحمرة و هي قراءة (ر) (او ماتوا ليرزقنّهم الله رزقاً حسناً و انّ الله لهو خير الرازقين 58).
(ليدخلنّهم) للقسم (مدخلاً) بضم الميم و قرأ (ن) بفتحها (هـ) مصدر او مكان (يرضونه و انّ الله لعليم حليم 59).
(ذلك) روي نزلت في علي7 خاصة (و من عاقب) رسول الله يوم بدر (ق)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 268 *»
(بمثل ماعوقب به) اخرج من مكة (هـ) حين ارادوا قتله (ق) (ثم بغي عليه )بقتل الحسين7 (ق) كماقال يزيد لعنه الله ليت اشياخي الابيات (لينصرنّه الله )بالقائم (ق) (انّ الله لعفوّ غفور 60).
(ذلك بانّ الله يولج الّيل) دولة الباطل (يم) (في النهار) في دولة الحق (يم) في الصيف (يم) (و يولج النهار) دولة الحق (يم) (في الّيل) في دولة الباطل (يم) في الشتاء (يم)([73]) (و انّ الله سميع بصير 61).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 269 *»
(ذلك بانّ الله) ولي الله (يم) (هو الحق و انّ مايدعون) بالياء علي قراءة السواد و بالتاء علي قراءة الحمرة و هي قراءة (ر) و الحرميين و ابيبكر (من دونه )من الخلفاء (يم) (هو الباطل و انّ الله) ولي الله (يم) (هو العلي الكبير 62)علي7ذات لمن دونه كماقال انا ذات الذوات و صفة لمن فوقه كماقال نحن والله الاسماء الحسني (يم).
(المتر انّ الله انزل من السماء ماء فتصبح) اخبار مستأنف (الارض مخضرّة انّ الله لطيف خبير 63) ان الله سبحانه عنده سواء الماضي و الحال و
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 270 *»
الاستقبال فمستقبله كماضيه و ماضيه كمستقبله فكأنه قال انزل من السماء ماء فاصبح الارض هذا و قدانزل الماء الاول و تصبح ارض الامكان منه مخضرة ابداً و لاينبغي انيقول الاّ كذا (يم) و انزل ماء شرع محمد9 و تصبح الارض في زمان القائم و الرجعة مخضرة و فيه اخبار بالغيب في الباطن (يم).
(له) للولي (يم) (ما في السموات و ما في الارض و انّ الله لهو الغني الحميد 64 )في محمد9 (يم).([74])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 271 *»
(المتر انّ الله) ولي (يم) (سخّر لكم) يا المحمد: (يم) (ما في الارض و الفلك) عطف علي ما (تجري في البحر بامره و يمسك السماء )بمحمد و المحمد حاصل الخبر (هـ) كراهة (يم) (انتقع علي الارض الاّ باذنه انّ الله بالناس لرءوف رحيم 65).
(و هو الذي احياكم) بعد ان كنتم نطفة ميتة (ثم يميتكم ثم يحييكم انّ الانسان) الاول (يم) (لكفور 66) بنعمة ربه و هي الولي (يم).
(لكل امة جعلنا منسكاً) بفتح السين علي السواد و علي قراءة (ح) و (س) كسرها (هـ) مذهباً (ق) اماماً (ث) (هم ناسكوه) يذهبون فيه (ق)([75])(فلاينازعنّك) يعني لاتنازعهم (في الامر) في الولاية (يم) (و ادع الي ربك)بدعوتك الناس الي علي7(ق) (انك لعلي هدي) ولاية علي (يم) (مستقيم 67).
(و ان جادلوك) في امر علي و جعله منسكاً اماماً لهم (يم) (فقل الله )تهديد (يم) (اعلم بماتعملون 68).
(الله يحكم بينكم يوم القيمة فيما كنتم فيه تختلفون 69) من امر علي (يم).
(المتعلم انّ الله يعلم ما في السماء و الارض انّ ذلك) امر المنسك او
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 272 *»
الحكم (يم) (في كتاب انّ ذلك علي الله يسير 70) ان ذلك يعني علم مافي السماء و الارض في كتاب كماقال فمابال القرون الاولي قال علمها عند ربي في كتاب (يم).
(و يعبدون من دون الله) بولاية غير علي (يم) من ليس طاعته طاعة الله (يم) (ما لمينزّل به سلطاناً) حجة (هـ) و لو كان ممانزل به سلطاناً لميكن به بأس و لميكن من دون الله ولكنه كان من دون الله و لمينزل به سلطاناً (يم) (و ما ليس لهم به علم و ماللظالمين من نصير 71).
(و اذا تتلي عليهم اياتنا) ذكر لهم المحمد: (يم) (بينات) في علي (ث) (تعرف في وجوه الذين كفروا) بالمحمد: (يم) (المنكر) ظلمة الثاني (يم) مصدر بمعني الانكار (هـ) فاذا تلي فضائل المحمد: عند رجل و عرف في وجهه المنكر فهو كافر بالنص (يم) (يكادون يسطون) السطوة اظهار الحال الهائلة (بالذين يتلون عليهم اياتنا) فضائل علي (يم) حتي همّوا بعلي و ارادوا برسول الله ليلة العقبة (ث) (قل أفأنبّئكم بشرّ من ذلكم) هو (يم) الظاهر ان المراد من قوله من ذلكم اي عملكم فان النار شر من السيئة و الجنة خير من الحسنة (يم) (النار وعدها الله الذين كفروا) بعلي (يم) (و بئس المصير 72).
(ياايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له انّ الذين) الخلفاء الاصنام (يم) (تدعون من دون الله) علي7 (يم) (لنيخلقوا ذباباً و لو اجتمعوا له و ان يسلبهم الذباب شيئاً) المسك و العنبر الذي كانوا يلطخون به الاصنام (ث) (لايستنقذوه) الشيء (يم) (منه) يمكن انيقال في تفسير ظاهر الظاهر ان الذباب اميرالمؤمنين7لانه ذبّ عن الخلافة و اب و رجع في الرجعة فالخلفاء لميخلقوا ذباباً و ان يسلبهم ملكهم لايستنقذ اتباعهم الملك من الذباب ضعف الطالب اي الاتباع و المطلوب المتبوعون و المفهوم حجة (يم) (ضعف الطالب و المطلوب 73).
(ماقدروا الله) ولي الله حتي قارنوه بهؤلاء (يم) (حق) منصوب علي المصدر لانه مضاف الي المصدر (قدره انّ الله) ولي (يم) (لقوي عزيز 74).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 273 *»
(الله يصطفي من الملئكة) كجبرئيل (رسلاً و من الناس) كالانبياء و الاوصياء و الاولياء (هـ) من الانبياء ثلثمائة و ثلاثة عشر رجلاً (ث) (انّ الله سميع بصير 75).
(يعلم مابين ايديهم و ماخلفهم و الي الله ترجع الامور 76).
(ياايها الذين امنوا) الشيعة (ث) هم الائمة: (ق) (اركعوا و اسجدوا )عن النبي9 ان في سورة الحج سجدتين ان لمتسجدهما فلاتقرأها (و اعبدوا ربكم و افعلوا الخير) طاعة اميرالمؤمنين بعد رسول الله9 (ث) (لعلكم تفلحون 77).
(و جاهدوا في الله حق جهاده) المخاطب المحمد لان غيرهم لايقدر علي ذلك (يم) (هو اجتبيكم) يا ال محمد (ث) يا شيعة ال محمد9 (ث) (و ماجعل عليكم في الدين) عامله جعل او صفة حرج قدّمت حالاً (هـ) في الصلوة و الزكوة و الصوم و الخير اذا تولوا الله و رسوله و الامام قبل منهم اعمالهم (ث) (من) زائدة (حرج) اذا تولوا المحمد قبل منهم (ث) الحرج اشد من الضيق (ث) (ملة) اي اتبعوا ملة ابيكم او ممدوح و هو بيان للدين (ابيكم) يا المحمد: (ث) (ابرهيم هو) الله (ث) (سمّيكم المسلمين) يحتمل انيرجع ضمير هو سمّيكم الي ابرهيم حيث قال ربنا و اجعلنا مسلمين لك و من ذريتنا امة مسلمة لك و في هذا اي في القرءان انتم مسلمون (يم) (من قبل) في الكتب التي مضت (ث) (و في هذا) في القرءان (ث) (ليكون )متعلقه اجتبيكم او جاهدوا (يم) (الرسول شهيداً عليكم )يا ال محمد (ث) (و تكونوا شهداء علي الناس) فمن صدّقهم صدّقوه و من كذّبهم كذّبوه (فاقيموا الصلوة و اتوا الزكوة و اعتصموا بالله) ياالمحمد9 (ث) انتم و شيعتكم (ث) (هو موليكم) و امامكم (يم) فمن اعتصم بالله يكفيه الله مااهمّه لانه شأن المولي و ينصره علي عدوه (يم) (فنعم المولي) هو (و نعم النصير 78) هو.
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 274 *»
«سورة الـمـؤمـنـون»
مكية و هي مائة و ثمانيعشرة اية كوفي تسععشرة في الباقي و اختلافها اية واحدة و اخاه هرون غير الكوفي.
عن ابيعبداللّه7 من قرأ سورة المؤمنين ختم اللّه له بالسعادة اذا كان مدمن قراءتها في كلّ جمعة و كان منزله في الفردوس الاعلي مع النبيين.
(بسم اللّه الرحمن الرحيم)
(قد) لتقريب الماضي من الحال (افلح) فاز (ث) (المؤمنون 1) نزلت في الالعبا (ث) اي المسلّمون ان المسلّمين هم النجباء (ث).
(الذين هم في صلوتهم) علي محمد و المحمد (يم) (خاشعون 2 )غضّك بصرك في صلوتك و اقبالك عليها (ث) مازاد خشوع الجسد علي مافي القلب فهو عندنا نفاق (ث).
(و الذين هم عن اللغو) كلّ قول ليس فيه ذكر فهو لغو (ث) الغناء و الملاهي (ث) (معرضون 3) انيتقول الرجل عليك بالباطل او يأتيك بماليس فيك فتعرض عنه للّه (ث).
(و الذين هم للزكوة فاعلون 4) اداؤها دأبهم و ديدنهم (يم).
(و الذين هم لفروجهم حافظون 5) لايضعونه حيث لايأمنون (ث).
(الاّ علي ازواجهم او ماملكت ايمانهم فانّهم غير ملومين 6).
(فمن ابتغي وراء ذلك) من جاوز ذلك (ق) (فاولئك هم العادون 7 )اي المجاوزون الحدّ (يم).
(و الذين هم لأماناتهم) علي الجمع في السواد و الافراد عند (ث) (و عهدهم) في عالم الذرّ في امر الولاية (يم) (راعون 8) في الدنيا (يم).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 275 *»
(و الذين هم علي صلواتهم) علي السواد و صلوتهم علي الحمرة و هي قراءة (ح) و (س) (يحافظون 9) علي اوقاتها و هي الفرائض (ث).
(اولئك هم الوارثون 10) يرثون منازل الكفار المهيّأة لهم لو امنوا (ث) فللوارثين ثمان صفات الايمان و الخشوع و الاعراض عن اللغو و فعل الزكوة و حفظ الفرج و مراعاة الامانة و العهد و حفظ الصلوة فمن فعل ذلك يرث الفردوس (يم).
(الذين) نزلت في علي7 (ث) (يرثون الفردوس هم فيها خالدون 11).
(و لقدخلقنا الانسان) لمّاذكر جلّ شأنه ان الانسان في منتهي امره يصل الي الفردوس اراد انيذكر بدو امره ليظهر فضله علي خلقه انه بتفضّله كيف يوصله من النطفة المهانة الي الفردوس الاعلي (يم) (من سلالة) مايسلّ من الشيء اي يخرج (هـ) خارجة (يم) (من طين 12) من صفوة الطين و هي صفو الاغذية (ق).
(ثم جعلناه نطفة) في اربعين يوماً (ث) (في قرار) في موضع صفة (مكين 13) في الانثيين ثم في الرحم (ق).
(ثم خلقنا) صيّرنا (ل) صوّرنا (هـ) هذا الخلق خلق احالة يعني احلنا النطفة علقة (يم) (النطفة علقة) في اربعين يوماً (ث) (فخلقنا العلقة مضغة) في اربعين يوماً (ث) (فخلقنا المضغة عظاماً) بكسر العين علي قراءة السواد و عَظماً علي قراءة (ر) و ابيبكر و هي قراءة الحمرة (فكسونا العظام) علي القراءتين (لحماً ثم انشأناه خلقاً اخر) هو نفخ الروح (ث) و هو الحيوانية (هـ) روي اذا بلغ اربعة اشهر فقدصارت فيه الحيوة (هـ) روي ماحاصله للرحم ثلثة اقفال قفل في اعلاها مما يلي اعلي السرة من الجانب الايمن و قفل وسطها و قفل اسفلها و النطفة تسعة ايام تردد في كل عرق و مفصل منها ثم تسكن اعلي الاقفال ثلثة اشهر و اوسطها ثلثة و اسفلها ثلثة (فتبارك اللّه احسن الخالقين 14) سئل الرضـا7 غير الخالق الجليل خالق قال و ان اللّه تبارك و تعالي قال تبارك الله احسن الخالقين و قداخبـر ان في عباده خالقين و غير خالقين منهم عيسي بن مريم خلق من الطين كهيئة الطير باذن اللّه و
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 276 *»
السامري خلق لهم عجلاً جسداً له خوار.
(ثم انكم بعد ذلك لميّتون 15).
(ثم انكم يوم القيمة تبعثون 16).
(و لقدخلقنا فوقكم) و لمّابيّن ان الانسان من صفوة الطين و سلالته اراد انيبين كيفية تصفية الطين و جعله سلالة و انما يجعل سلالة في النبات و الحيوان اللذين هما غذاء الانسان فبيّن السماء الجاذبة ثم المطر النازل ثم النبات الخارج ثم الانعام (يم) (سبع طرائق) السموات (ق) اصل الطرائق لاشياء يكون بعضها فوق بعض كالطرق بمعني ثني القربة و طرق الريش انيكون بعضها فوق بعض و اطراق البطن ما ركّب بعضه فوق بعض و الطرق اثار الابل بعضها في اثر بعض (يم) يمكن انيراد بالطرائق المراتب السبع التي فوق عالم الاجسام و هي من المثال الي الفؤاد و ما كنّا عن الخلق غافلين حتي يجري بالاهمال و علي غير حكمة (يم) (و ما كنّا عن الخلق غافلين 17).
(و انزلنا من السماء) من محمد و المحمد: (يم) (ماء) علماً و حكمة (يم) (بقدر) فانه لميظهر منهم الاّ الف غيرمعطوفة (يم)([76]) (فاسكنّاه في الارض)الابار و العيون (ث) في قلوب الشيعة (يم) (و انّا علي ذهاب به لقادرون 18)فلايغترّوا بمايعلمون من العلوم ببركات ساداتهم (يم).
(فأنشأنا لكم به جنات من نخيل) صفة جنات (و اعناب لكم) صفة بعد صفة (فيها فواكه كثيرة و منها تأكلون 19).
(و شجرة) عطف علي جنات (ل) شجرة زيتون (ث) مثل لرسول اللّه و الامير8(ق) (تخرج من طور) الجبل (ث) (سيناء) بفتح السين علي قراءة الكوفيين و (ر) و الكسر علي قراءة الحمرة (هـ) سينا الشجرة (ث) (تَنبُت) علي
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 277 *»
السواد و تُنبِت علي قراءة (ث) و (و) (بالدهن) بمصاحبة الدهن (يم) قديقال انبت الزرع بمعني نبت و يمكن انيكون بمعناه و يكون باء بالدهن زائدة او المفعول محذوفاً و بالدهن حالاً (ل) (و صبغ) عطف علي الدهن (يم) (للاكلين 20).
(و انّ لكم في الانعام لعبرة نسقيكم) بضم النون علي قراءة السواد و فتحها علي قراءة (ن) و (ر) و ابيبكر (هـ) جعلنا ما في ضروعها سقياً لكم (مما في بطونها و لكم فيها منافع كثيرة و منها تأكلون 21).
(و عليها و علي الفلك تحملون 22) قوله و عليها و علي الفلك الاية استطراد بالمجانسة بعد ذكر الانعام اظهار للنعمة بعد تمام المطلب (يم).
(و لقدارسلنا) لمّاذكر احوال المؤمنين و نجاتهم في صدر السورة و اتمّ البيان اراد انيذكر احوال الكافرين بالرسل و هلاكهم فشرع يعدّ الامم (يم) و ذكر نوح بعد قوله و علي الفلك تحملون نعم التخلص فتدبر (يم) (نوحاً) محمداً9 (يم)([77]) (الي قومه) و قدمـرّ قصة نوح ايضاً في سورة هود (يم) (فقال يا قوم اعبدوا اللّه )اطيعوا رسولاللّه في خليفته (يم)([78]) (مالكم من اله غيره) بالرفع علي السواد و الجرّ علي قراءة (س) (هـ) من امام حقّ غير خليفته (يم) (أفلاتتقون 23).
(فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا الاّ بشر مثلكم يريد انيتفضّل عليكم) بتفضيل اخيه علينا (يم)([79]) (و لو شاء اللّه لانزل ملئكة ماسمعنا بهذا
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 278 *»
في ابائنا الاولين 24).
(ان هو الاّ رجل به جنّة) حالة جنون (فتربّصوا به حتي حين 25) الي وقت موته فنغصب حقّ اخيه و عترته (يم).
(قال رب انصرني بـ ) سببية (يم) (ما كذّبون 26) فعصيان عدوّ المؤمن نعم النصير للمؤمن كمااخبر نوح7 به و قال انصرني بتكذيبهم (يم) و عن ابيعبداللّه7حسب المؤمن نصرة انيري عدوّه يعمل بمعاصي اللّه.
(فأوحينا اليه اناصنع الفلك) انصب خليفة (يم) (بأعيننا) بحيث نراها([80])(و وحينا) سئل7 كم عمل نوح سفينته حتي فرغ منها قال في دورين قيل و كم الدورين قال ثمانون سنة قيل فان العامة يقولون عملها خمسمائة سنة فقال كلاّ واللّه كيف و اللّه يقول و وحينا انتهي. اقول: هو من باب تفسير ظاهر الظاهر فان الوحي بمعني السريع في اللغة (يم) (فاذا جاء امرنا و فار التنّور) اي قبضناك الينا و فار تنور النفاق (يم) التنور الكانون الذي يخبز فيه و وجه الارض و كلّ مفجر ماء (يم) (فاسلك) ادخل (فيها من كل) بالتنوين علي قراءة حفص و بدونه علي قراءة الحمرة (زوجين اثنين و اهلك) العترة الطاهرة (يم)([81]) (الاّ من) المرأتان (يم)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 279 *»
(سبق عليه القول منهم و لاتخاطبني في الذين ظلموا) حقّ المحمد9 (يم) (انهم مغرقون 27) في طوفان الفتنة (يم).
(فاذا استويت انت و من معك) من الشيعة (يم) (علي الفلك) الولاية (يم) (فقل الحمد للّه الذي نجّينا من القوم الظالمين 28). حق المحمد9 (يم).
(و قل ربّ انزلني مُنزَلاً) علي السواد و مَنزِلاً علي قراءة ابيبكر (هـ) مصدر او مكان (مباركاً و انت خير المنزلين 29) روي يا علي اذا نزلت منزلاً فقل اللّهم انزلني الاية ترزق خيره و تدفع شرّه.
(انّ في ذلك لايات و ان) انّه (كنّا) ما كنّا الاّ مبتلين (يم) (لمبتلين 30) لممتحنين (ص).
(ثم انشأنا من بعدهم قرناً) جماعة (اخرين 31).
(فأرسلنا فيهم رسولاً) علياً7 (يم) (منهم) هذا الرسول و الرسل الذين ذكرهم بعده هم الائمة: بعد نوح الاول اي محمد9 و لذلك لميسمّهم باسمائهم (يم)([82]) (ان اعبدوا اللّه) اطيعوا امام الهدي فان طاعة اللّه طاعته (يم)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 280 *»
(ما لكم من اله) من امام مطاع (يم) (غيره) بالرفع علي السواد و الجرّ علي قراءة (س) و هو القارئ بالحمرة (أفلاتتقون 32).
(و قال الملأ من قومه الذين) صفة القوم او بدل الملأ او مرفوع او منصوب علي الذمّ (كفروا) بالولاية (يم) (و كذّبوا بلقاء الاخرة) القائم (يم) (و اترفناهم) نعّمناهم (ص) (في الحيوة الدنيا ما هذا الاّ بشر مثلكم) رعية مثلكم ليس له فضيلة امامة (يم) (يأكل مماتأكلون منه و يشرب مماتشربون 33).
(و لئن اطعتم بشراً مثلكم انكم اذاً لخاسرون 34).
(أيعدكم انكم) مفعول ثان (اذا متّم و كنتم تراباً و عظاماً انكم) بدل من انّ الاولي او كرّر لطول الكلام (مخرجون 35) في الرجعة مع رجعة اولاده (يم).
(هيهات) الكسائي و البزّي اذا وقف علي هيهات وقف بالهاء (هـ) بعد (هـ) مبتدأ ان كان اسماً (هيهات) مبتدأ (هـ) بعد (هـ) اسم فعل (هـ) هيهات ان كان اسماً ينوّن فهو مبتدأ و لماتوعدون خبره و ان كان بمعني الفعل فـ لماتوعدون فاعله (لما )اللام للبيان (ص) مصدرية (هـ) خبر (توعدون 36).
(ان هي) اي الحيوة (الاّ حياتنا الدنيا نموت و نحيي و ما نحن بمبعوثين 37) في الرجعة (يم) الظاهر ان المراد انه يموت منّا قوم و يخرج منّا قوم و يتولّد و الاّ فهم لميكونوا يعتقدون بحيوة بعد موت او الواو لمحض الجمع دون الترتيب فالمراد نحيا و نموت (يم).
(ان هو الاّ رجل افتري علي اللّه) رسولالله (يم) (كذباً و ما نحن له بمؤمنين 38).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 281 *»
(قال رب انصرني بما) مصدرية (يم) (كذّبون 39) اعلم ان عصيان العدو اعظم ناصر للمظلوم فان الظالم بعصيانه مهلك نفسه و هو منتهي منية المظلوم و هذا هو احد معاني قوله رب انصرني بماكذّبون اي بتكذيبهم و معني اخر انصرني بماتشاء بسبب تكذيبهم لي (يم).
(قال عماقليل ليصبحنّ نادمين 40).
(فاخذتهم الصيحة بالحق) الطبع علي قلوبهم بالكفر كماقال جاءت سكرة الموت بالحق (يم) (فجعلناهم غثاء) ماجاء به السيل (هـ) اليابس من نبات الارض (ق) (فبعداً للقوم الظالمين 41).
(ثم انشأنا من بعدهم قروناً اخرين 42).
(ماتسبق من امة اجلها و مايستأخرون 43).
(ثم ارسلنا رسلنا) الائمة بعد علي: (يم) (تترا) علي السواد و تتراً علي قراءة (ث) و (و) (هـ) حال او مصدر (ل) متواترة (هـ) بينها هنيهة (هـ) تتري من المتواترة و هي انيتبع الخبر الخبر و الكتاب الكتاب. و القمي: بعضهم في اثر بعض (كلّما جاء امة رسولها) امامها (يم) (كذّبوه فاتبعنا بعضهم بعضاً) ارسلنا بعضهم في عقب بعض الي الهلاك (و جعلناهم احاديث) جمع احدوثة و هي في الشرّ (فبعداً لقوم لايؤمنون 44).
(ثم ارسلنا موسي و اخاه هرون) اية غير كوفية (هـ) القائم و اخوه عيسي بن مريم لان مريم زوجة النبي9 و النبي ابو الكلّ (يم) (باياتنا و سلطان مبين 45).
(الي فرعون و ملائه فاستكبروا و كانوا قوماً عالين 46).
(فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا و قومهما لنا عابدون 47) كانوا يطيعوننا في زمان الغيبة (يم)([83]) (فكذّبوهما فكانوا من المهلكين 48).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 282 *»
(و لقداتينا موسي الكتاب) خصّ ذكر كتاب موسي لانه اول ناموس نزل من السماء في كتاب معيّن و انماكان قبله للانبياء صحف و علوم فلمّاذكر الانبياء ذكر ان الناس استعدّوا للهداية في زمان موسي فاتيناه الكتاب (يم) القائم يأتي بكتاب اللّه كماانزل و هو كتاب جديد و شرع جديد علي العرب شديد (يم)([84]) (لعلهم يهتدون 49).
(و جعلنا ابن مريم و امّه اية) لصدق القائم فانه ينزل من السماء و يصلّي خلفه (يم)([85]) (و اويناهما الي ربوة) بفتح الراء علي قراءة (ص) و (ر) و ضمّها
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 283 *»
علي قراءة الباقين (هـ) الكوفة (ث) (ذات قرار) المسجد (ث) (و معين 50 )الفرات (ث).
(ياايها الرسل) اي يا محمد او يا المحمد (يم) (كلوا من الطيبات) ثم لمّافرغ من ذكر الرسل خاطبهم لحضورهم لديه في كلّ زمان و في الظاهر حكاية ماقال لهم سابقاً و في الباطن يراد بالرسل محمد9 لقوله9 اما النبيون فانا فافهم (يم) (و اعملوا صالحاً اني بما تعملون عليم 51).
(و اِنَّ) علي قراءة الكوفيين و هم القارءون بالسواد و اَنْ علي قراءة (ر) و اَنَّ علي قراءة الباقين و هم القارءون بالحمرة (هـ) علي الفتح اي لانّ و يتعلق بقوله فاتقـون (هـ) بانّ (ل) (هذه امتكم) مذهبكم (امة) حال (ل) (واحدة) علي مذهب واحد (ق) المحمد: (ث) (و انا ربكم فاتقون 52) لهذا.
(فتقطعوا) الامم (يم) (امرهم بينهم زبراً) حال (ل) جمع زبور اي كتباً (كلّ حزب) كلّ من اختار لنفسه مذهباً (يم) (بما لديهم فرحون 53).
(فذرهم في غمرتهم) جهلهم (هـ) سكرتهم و شكّهم (ق) (حتي حين 54) يرجع اليهم موسي اي القائم (يم) الي انيقتلوا او يموتوا (ص).
(أيحسبون انما) الذي و هو اسم انّ (ل) (نمدّهم به من مال و بنين 55).
(نسارع) خبر (ل) (لهم) به (في الخيرات بل لايشعرون 56) ان ذلك ليس بخير لهم.
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 284 *»
(ان الذين هم) ثم عاد الي ذكر المؤمنين كماافتتح به السورة و كان بناء السورة عليه (يم) هم الثابتون علي الولاية (يم) (من خشية ربهم) امامهم (يم) (مشفقون 57).
(و الذين هم بايات ربهم) بالشيعة (يم)([86]) (يؤمنون 58).
(و الذين هم بربّهم) بامامهم (يم)([87]) (لايشركون 59).
(و الذين) المحمد9 (ث) (يؤتون مااتوا) من الطاعة و العبادة (ق) الطاعة مع المحبة و الولاية (ث) روي يعملون و يعلمون انهم سيثابون عليه (و قلوبهم وجلة) خائفة ان لاتقبل منهم (ث) انهم مقصرون في حبّ المحمد: (ث) (انهم الي ربهم) امامهم (يم) (راجعون 60) يعلمون انهم سيثابون عليه.
(اولئك) خبر انّ (ل) هو علي لميسبقه احد (ث) (يسارعون في الخيرات) في الولاية (يم)([88]) (و هم لها) لاجل الخيرات (سابقون 61) فللسابق اربع علامات خشية الرب و الايمان بالايات و عدم الشرك بالربّ و وجل القلب مع
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 285 *»
الاعمال الصالحة (يم).
(و لانكلّف نفساً الاّ وسعها) مفعول ثان (هـ) دليل علي عدم الجبر فتدبر (يم) ثم لمّا ذكر المؤمنين و الكافرين اراد انيبين انّ ما كلّفناهم به من الايمان كان في وسعهم و المؤمنون عملوا في وسعهم و الكافرون تركوا ما كان في وسعهم و يستحقون العذاب و ذكر بعده اخذهم بالعذاب و لامهم علي اعمالهم (يم) (و لدينا كتاب) الامام احصي كلّ شيء (يم)([89]) (ينطق بـ) مزيدة (الحق) عليكم (و هم لايظلمون 62).
(بل قلوبهم في غمرة) شكّ (من هذا) من القرءان (ق) من وجود الامام (يم) (و لهم اعمال من دون ذلك) كتب في اللوح (ق) (هم) صفة اعمال (لها عاملون 63) يكون هذا دأبهم (يم).
(حتي اذا اخذنا مترفيهم) منعميهم (هـ) كبراءهم (ق) (بالعذاب اذا هم يجئرون 64) يضحكون (ق) او يضجّـون (هـ) الظاهر ان ما من تفسير القمي محرّف و اصله يضجّـون (يم).
يقال لهم (لاتجئروا اليوم انكم منّا لاتنصرون 65).
(قدكانت اياتي) الائمة (يم)([90]) (تتلي عليكم) في فضل علي (يم)([91])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 286 *»
(فكنتم علي اعقابكم) بعد محمد9 (يم) (تنكصون 66) خبر كان (هـ) ترجعون قهقري (ص).
(مستكبرين) حال (به) بالنكص (يم) بعلي7 (يم) مستكبرين بالحرم او بالبلد او بمحمد9 انيطيعوه او بالقرءان انيقبلوه فالهاء كناية عن غيرمذكور كذا قيل (يم) و يحتمل انيكون به صلة تهجرون و الضمير راجع الي النكص او التكبر (يم)([92]) (سامراً) بالليل (هـ) اسم جمع (هـ) حال (تَهجُرون 67) علي قراءة السواد و تُهجِرون علي قراءة (ن) و هو القارئ بالحمرة (هـ) هجرتموه (ق) او تهـذون.
(أفلميدّبّـروا القول) فضائل علي7 (يم)([93]) (ام) انكار (جاءهم ما
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 287 *»
لميأت اباءهم الاوّلين 68).
(ام) انكار (لميعرفوا رسولهم) محمداً9 (يم) (فهم له منكرون 69).
(ام) توبيخ (يقولون به جنة) حالة من الجنون (بل جاءهم بالحق )بالولاية من عند اللّه (يم) (و اكثرهم للحق) لعلي الذي مع الحق (يم) (كارهون 70).
(و لو اتبع الحق) محمد و علي (ق) (اهواءهم) القريش (هـ) في عدم اظهار الحق (يم) (لفسدت السموات) لاتمطر (ق) (و الارض) لاتنبت (ق) (و من فيهنّ بل اتيناهم بذكرهم) بامامهم و حجتهم (يم) بشرفهم (فهم عن ذكرهم )شرفهم (يم) (معرضون 71) دلّت الاية علي ان القرءان الذي علم المحمد: و عقلهم هو ذكر الخلق او ان القرءان الواصل اليهم شرح حقائقهم التي فطروا عليها فهم بها مذكورون عند ربهم و ربهم بها يذكر لا بهم و هم عن ذكرهم و حقائقهم معرضون (يم) قوله بل اتيناهم بذكرهم اي بمايذكرون اللّه به و بمايذكرهم اللّه به او بماذكروا به في الذكر الحكيم و هو اللوح او بذكرهم اي القرءان فان فيه يذكر حالهم و به يذكرون ربهم و العالم الاول او بذكرهم اي بماذكروا به في عالم الذرّ او بماذكروا به عند المحمد او بذكرهم المحمد و امثال ذلك او المعني اتينا الخلق بذكر المحمد: و فضلهم فهم عن المحمد معرضون (يم).([94])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 288 *»
(ام تسئلهم خرجاً) علي قراءة السواد و خراجاً علي قراءة (ح) و (س) (هـ) اجراً (ث) (فخراج) علي قراءة السواد و فخرج علي قراءة (ر) (هـ) فَأَجـر (ث) الخرج و الخراج واحد و هو الوظيفة (ربّك خير و هو خير الرازقين 72).
(و انك لتدعوهم الي صراط مستقيم 73) ولاية علي7 (يم) (ق).([95])
(و انّ الذين لايؤمنون بالاخرة) بالقائم (يم) (عن الصراط) عن الولاية (ث) عن الامام (ق) (لناكبون 74) لعادلون (ص) لحادون (ق) روي ان اللّه تبارك و تعالي لو شاء لعرّف العباد نفسه ولكن جعلنا ابوابه و صراطه و سبيله و الوجه الذي يؤتي منه فمن عدل عن ولايتنا او فضّل علينا غيرنا فانهم عن الصراط لناكبون.([96])
(و لو رحمناهم و كشفنا ما بهم من ضرّ) قحط (ث) (للجّوا) لتمادوا (في طغيانهم يعمهون 75) فليس الرحمة و كشف الضرّ صلاح من لايؤمن (يم).
(و لقد اخذناهم بالعذاب) الجوع و الخوف و القتل (ق) (فما استكانوا) ماخضعوا و مادعوا (ث) قبل (لربّهم و مايتضرعون 76 )
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 289 *»
فيمابعد (هـ) التضرع رفع اليدين (ث).
(حتي اذا فتحنا عليهم باباً) هو علـي (ث) في الرجعة (ث) (ذا عذاب شديد اذا هم فيه مبلسون 77) ايسون متحيرون.([97])
(و هو) اي ذلك الباب (يم) (الذي انشأ لكم السمع) لتعرفوا ربكم (يم) (و الابصار) لتعرفوا نبيكم (يم) (و الافئدة) لتعرفوا وليكم (يم)([98]) ثم ذكر انعامه عليهم بالسمع و الابصار و الافئدة و خلقه اياهم و ليتدبّروا في اياته و يؤمنوا به و برسله لعلّهم يتذكرون (يم) (قليلاًما تشكرون 78).
(و هو الذي ذرأكم) خلقكم (في الارض و اليه تحشرون 79) في الزيارة اياب الخلق اليكم (يم) في الاية انذار و بعد تخلّص الي مذهب الدهرية ثم ردّ عليهم باحسن ردّ و سبب الانذار لما مرّ ان الذين نكبوا عن الصراط لايؤمنون بالاخرة فاراد انيلزمهم بالاثبات (يم).
(و هو الذي يحيي و يميت و له اختلاف الّيل) دولة الباطل (يم) (و النهار) دولة الحق (يم)([99]) (أفلاتعقلون 80).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 290 *»
(بل قالوا مثل ما قال الاوّلون 81).
(قالوا) حكي قول الدهرية (ق) (ءاذا متنا) بكسر الميم علي قراءة السواد و ضمّها علي قراءة (ث) و (و) و (ر) و ابيبكر (و كنّا تراباً و عظاماً ءانا لمبعوثون 82) في الرجعة (يم).([100])
(لقد وعدنا نحن و اباؤنا هذا من قبل ان هذا الاّ اساطير) احاديث (ق) (الاوّلين 83).
(قل لمن الارض) اخذ يستدل علي حشرهم و نشرهم (يم) (و من فيها ان كنتم تعلمون 84).
(سيقولون للّه) ثم اراد انيبين انكم مقرّون باللّه و انا ادعوكم اليه و هو مطلع علي فلو كنت مفترياً عليه لاخذني فكيف انا اسحركم و هو يشاهدني باقراركم و يقدر علي اخذي و لميأخذني و اذا كان بيده ملكوت كلّ شيء يقدر علي احيائكم بعد موتكم (يم) (قل أفلاتذكّرون 85) انه قادر علي بعثكم (يم).
(قل من ربّ السموات السبع و ربّ العرش العظيم 86).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 291 *»
(سيقولون للّه) علي قراءة السواد و اللّه علي قراءة (و) (هـ) معني قوله للّه يعني السموات و العرش للّه فالجواب جارٍ علي المعني كأنيقال من ربّ الدار فيجاب لزيد فان معني من ربّ الدار لمن الدار و كذلك في الثانية كأنيقال هذه الدار بيد من تقول لزيد (يم) (قل أفلاتتقون 87).
(قل من بيده) بوليّه (يم)([101]) (ملكوت كلّ شيء و هو يجير) يمنع عن كل احد (و لايجار عليه) و لايمنع عنه احد (ان كنتم تعلمون 88).
(سيقولون للّه) علي قراءة السواد و اللّه علي قراءة الحمرة و هي قراءة (و) (قل فأني تسحرون 89).
(بل اتيناهم) ردّ علي الدهرية (ق) (بالحق) بعلي7 (يم) (و انهم )الخلفاء و النواصب (يم) (لكاذبون 90) في قولهم ءاذا متنا الايات.
(مااتخذ اللّه) لمّا استخرج اقرارهم بان الارض و السموات للّه و بيده ملكوت كلّ شيء ردّ علي اليهود و النصاري و المشركين (يم) (من ولد) ردّ علي النصاري و العرب (يم) (و ما كان معه من اله) ردّ علي الثنوية (ق) (اذاً) حشو (هـ) يعني لو كان معه اله (لذهب كلّ اله بما خلق) لان الخلق يدور علي امر خالقه و يرجع اليه كما ان نور كلّ سراج يذهب مع سراجه (يم) (و لعلي بعضهم علي بعض سبحان اللّه عمايصفون 91).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 292 *»
(عالم) بالجر علي قراءة (ث) و (ر) و حفص و هم القارءون بالسواد و الرفع علي قراءة الحمرة (هـ) صفة للّه (هـ) تقديره هو عالم الغيب (الغيب) مالميكن (ث) (و الشهادة) ما قد كان (ث) (فتعالي عمايشركون 92).
(قل ربّ امّا) ان شرطية و ما لتسليط ان علي الفعل المؤكد (هـ) لمّا ذكر انك تدعوا الي الصراط المستقيم و اخبر اللّه انهم عن الصراط لناكبون و انهم لايؤمنون بالاخرة امر النبي بالدعاء لنفسه و مداراة القوم (يم) (ترينّي ما يوعدون 93) من رجوعهم كفاراً بعده (ث).
(ربّ) معترض (فلاتجعلني) جواب الشرط (في القوم الظالمين 94).
(و انّا علي اننريك مانعدهم لقادرون 95).
(ادفع بالتي) بالمجادلة (يم) بالقرءان (يم)([102]) بالخصلة (هي احسن)بعلي7 (يم) التقية (ث) منه مكافاة السيئة بالاحسان (ث) (السيئة) القول
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 293 *»
الباطل (يم) خلفاء الجور (يم) (نحن اعلم بمايصفون 96).
(و قل) ايها السامع (يم)([103]) (ربّ اعوذ بك من همزات الشياطين) دفعات الشياطين (هـ) وساوس الشياطين (ق) عن النبي9 اما همزاته فمايلقيه في قلوبكم من بغضنا اهلالبيت قالوا يا رسولاللّه و كيف نبغضكم بعد ما عرفنا محلّكم من اللّه و منزلتكم قال9 بانتبغضوا اولياءنا و تحبّوا اعداءنا فاستعيذوا باللّه من محبة اعدائنا و عداوة اوليائنا فتعاذوا من بغضنا فان من احبّ اعداءنا فقدعادانا الخبر (و اعوذ بك ربّ انيحضرون 97).
(حتي) بدل قوله حتي اذا فتحنا قبل ذلك بايات (يم) (اذا جاء احدهم) ثم انذرهم بمايجري عليهم حين موتهم و تخلّص اليه من ذكر حضور الشياطين فانهم يحضرون حين موت الكفار (يم) (الموت) امر القائم7 (يم)([104]) (قال ربّ ارجعون 98) الجمع للتعظيم (هـ) قيل جمع الضمير ليدلّ علي التكرار فكأنه قال رب
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 294 *»
ارجعن ارجعن ارجعن.
(لعلّي) بسكون الياء علي قراءة الكوفيين و فتحها علي قراءة الحمرة (اعمل صالحاً فيماتركت) في تركتي (هـ) من منع الزكوة سأل الرجعة عند الموت (ث) (كلاّ انها كلمة هو قائلها و من ورائهم) امامهم و قدّامهم (برزخ الي يوم )مضاف الي الفعل لانه اسم زمان (يبعثون 100) قال الصادق7 واللّه مااخاف عليكم الاّ البرزخ فامّا اذا صار الامر الينا فنحن اولي بكم و قال علي بن الحسين7القبر روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النيران.
(فاذا نفخ) قوله فاذا نفخ تخلّص من قوله يوم يبعثون (يم) (في الصور )في قلب الامام للقيام (يم)([105]) او نفخ في قلب القائم7 باظهار الامر فخرج من فيه
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 295 *»
ارواح الايمان فحيي به الاجساد الحيوانية فحينئذ ترتفع الانساب الجسدانية و تثبت الانساب الروحانية و هو نسب النبي و سببه9 (يم) (فلا انساب بينهم يومئذ و لايتساءلون 101) عن النبي9 كلّ حسب و نسب منقطع يوم القيمة الاّ حسبي و نسبي قال ابوالحسن موسي7 انّ اللّه تبارك و تعالي خلق الارواح قبل الاجساد بالفي عام ثم خلق الابدان بعد ذلك فماتعارف منها في السماء تعارف في الارض و ماتناكر منها في السماء تناكر في الارض فاذا قام القائم ورث الاخ في الدين و لايورث الاخ في الولادة و ذلك قول اللّه عزّوجلّ فاذا نفخ في الصور الاية.
(فمن) الشيعة (ثقلت موازينه) رجح عمله (ث) الاعمال ليست باجسام و انما هي صفة ما عملوا (ث) روي انمايحتاج الي وزن الشيء من جهل عدد الاشياء و قال معني الميزان العدل (فاولئك هم المفلحون 102).
(و من خفّت موازينه فاولئك) مبتدأ (يم) (الذين) خبر (خسروا انفسهم) ذهب صلاح انفسهم من ايديهم (يم) (في جهنم خالدون 103) خبر محذوف او مبتدأ و خبره في جهنّم و الجملة خبر بعد خبر (يم).
(تلفح وجوههم النار) تلهب عليهم فتحرقهم (ث) (و هم فيها كالحون 104) مفتوحي الفم (هـ) متربّدي الوجوه (ق) كالحون عن النبي9 تشويه النار فتقلص شفته العليا حتي تبلغ وسط رأسه و تسترخي شفته السفلي حتي تضرب سرّته.
(المتكن اياتي تتلي عليكم) في علي (ث) (فكنتم بها تكذّبون 105).
(قالوا ربنا) علموا حين عاينوا امر الاخرة (ق) (غلبت علينا شَقوتنا )
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 296 *»
علي السواد و شَقاوتنا علي قراءة (ح) و (س) (هـ) شقاوتنا (هـ) باعمالهم شقوا (ث) (و كنّا قوماً ضالّين 106).
(ربّنا اخرجنا منها فان عدنا فانّا ظالمون 107).
(قال اخسئوا) الخسأ زجر الكلب (يم) (فيها) انهم داركوا بعضهم علي بعض سبعين عاماً حتي انتهوا الي قعر جهنم (ث) (و لاتكلّمون 108).
(انه كان فريق من عبادي) المحمد: او الشيعة (يم) (يقولون ربّنا امنّا) بمحمد و المحمد: (يم) (فاغفر لنا و ارحمنا و انت خير الراحمين 109).
(فاتّخذتموهم سخريّاً) بكسر السين علي قراءة السواد و ضمّها علي قراءة (ح) و (س) و (ن) (حتي انسوكم ذكري) انسوكم المحمد كماقال فانساهم انفسهم (يم) انساهم ذكراللّه المحمد: بخذلانهم اياهم فانهم قسماء الجنة و النار (يم) انسوكم اي صاروا سبب نسيانكم ذكري حيث اشتغلتم بسخريتهم و صاروا سبب نسيانكم او ما جري عليكم من نسيان الذكر فانما هو بدعائهم و خذلانهم و اعراضهم عنكم (يم) (و كنتم منهم تضحكون 110).
(اني جزيتهم) المحمد: (ث) (اليوم بما صبروا انهم) بالفتح علي السواد و الكسر علي قراءة (ح) و (س) (هـ) اي لانهم او مفعول ثان لـجزيتهم (هم الفائزون 111).
(قال) علي السواد و قُل علي قراءة (ث) و (س) (هـ) اي قال اللّه (يم) (كم )ظرف و العامل لبثتم (لبثتم في الارض) في القبور (عدد) تمييز (هـ) العامل في التمييز كم و هو يجرّ في الاتصال و ينصب في الانفصال (سنين 112).
(قالوا لبثنا يوماً او بعض يوم فسئل العادّين 113) الملائكة العادّين للايام (ق).
(قال) علي السواد و قُلْ علي قراءة (ح) و (س) (ان لبثتم الاّ قليلاً) صفة
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 297 *»
مصدر محذوف (لو انكم كنتم تعلمون 114) جوابه محذوف كأنه لمااشتغلتم بالمعاصي.
(أفحسبتم انما خلقناكم عبثاً) حال او صفة مصدر محذوف او هو مفعولله (و انكم الينا) الي المحمد: (يم) (لاترجعون 115) علي المجهول في قراءة السواد و المعروف في قراءة (ح) و (س).
(فتعالي اللّه) لمّاذكر قدرته علي الاحياء و الاماتة و الترحم و العذاب في الدنيا و الاخرة ذكر علوّه عمايقوله الكفار و المشركون (يم) (الملك الحق) عن العبث (يم) (لا اله) حال او مستأنفة (الاّ هو ربّ) خبر مبتدأ محذوف (العرش الكريم 116).
(و من) شرط (يدع مع اللّه الهاً اخر) صفة (لا برهان) صفة بعد صفة (له به فانما) جزاء (حسابه عند ربه) بيّن ان ما لا برهان له لايصلح الاخذ به و الحقّ له نور و توفيق و نوره و توفيقه برهانه و ما لا برهان له لا نور له و ما لا نور له ليس بحقّ (يم) (انه لايفلح الكافرون 117) فيه دلالة علي التقرير (يم).
(و قل ربّ اغفر و ارحم و انت خير الراحمين 118).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 298 *»
«سورة الـنــور»
مدنية و هي اربع و ستون اية عراقي شامي ايتان حجازي اختلافها في بالغدوّ و الاصال و يذهب بالابصار.
نزلت هذه السورة بعد سورة النساء لحكم الزاني فيها قال ابوعبداللّه7 حصّنوا اموالكم و فروجكم بتلاوة سورة النور و حصّنوا نساءكم فانّ من ادمن قراءتها في كل ليلة لمير احد من اهلبيته سوء حتي يموت فاذا هو مات شيّعه الي قبره سبعون الف ملك كلّهم يدعون له و يستغفرون اللّه له حتي يدخل في قبره.
(بسم اللّه الرحمن الرحيم)
هذه (ل) (سورة انزلناها و فرضناها) بالتخفيف علي قراءة السواد و التشديد علي قراءة (ث) و (و) و هما القارئان بالحمرة (هـ) ما فيها من الاحكام (ص) (و انزلنا فيها ايات بيّنات لعلّكم تذكّرون 1).
(الزانية و الزاني) القمي: هي ناسخة لقوله و اللاتي يأتين الفاحشة (هـ) قيل الزانية مبتدأ و خبره محذوف كأنه فيما فرض عليكم و قيل فاجلدوا خبر و الفاء زائدة و الاول اولي و يقدر ان وجدا اي الزانية و الزاني ان وجدا فاجلدوا (يم) (فاجلدوا كلّ واحد منهما مائة) نصبه علي المصدر (ل) (جلدة) جلده اي اصاب جلده بحدّ كقولهم ظهره و فاءه و رأسه (و لاتأخذكم بهما رأفة) بسكون الهمزة علي السواد و فتحها علي قراءة (ث) (هـ) تحنّن (في دين اللّه) في اقامة الحدود (ث) (ان كنتم تؤمنون باللّه و اليوم الاخر وليشهد عذابهما) ضربهما (ق) (طائفة) اقلّها واحد (ث) (من المؤمنين 2).
(الزاني لاينكح) لمّا بيّن حكم حد الزنا ناسب حكم نكاح الزاني و الزانية (يم) (الاّ زانية او مشركة و الزانية لاينكحها الاّ زان او مشرك و حرّم ذلك علي
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 299 *»
المؤمنين 3) فالزاني ليس بمؤمن (يم) روي من شهر بشيء من ذلك او اقيم عليه الحدّ فلاتزوّجوه حتي تعرف توبته (هـ) روي فلميسمّ الزاني مؤمناً و لا الزانية مؤمنة و قال رسولاللّه9ليس يمتري فيه اهل العلم انه قال لايزني الزاني حين يزني و هو مؤمن فانه اذا فعل ذلك خلع عنه الايمان كخلع القميص.
(و الذين) مرفوع بالابتداء (هـ) ثم ذكر حدّ الرامي بالزنا بالمناسبة (يم) (يرمون المحصنات) بفتح الصاد علي السواد و كسرها عند (س) (هـ) و كذا الرجال حاصل الخبر (هـ) بالفجور (هـ) رمي الاول و الثاني و فرعاهما مارية القبطية و جريحاً القبطي (هـ) انّ اللّه تكرّم من ذكر مايرمونهن به و استعظم حكايته فضلاً عن الرمي (هـ) روي فيمن يرمي المحصنات فبرّأه اللّه ما كان مقيماً علي الفرية انيسمي بالايمان قال اللّه عزّوجلّ أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لايستوون و جعله اللّه منافقاً قال اللّه انّ المنافقين هم الفاسقون و جعله ملعوناً فقال انّ الذين يرمون المحصنات الاية (ثم لميأتوا باربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين) نصبه علي المصدر (ل) (جلدة) تمييز (و لاتقبلوا لهم شهادة ابداً و اولئك هم الفاسقون 4 )فالفاسق مردود الشهادة (يم).
(الاّ الذين) استثناء عن قوله لاتقبلوا او عن اولئك هم الفاسقون (هـ) او بدل ضمير لهم (ل) (تابوا من بعد ذلك) يعرف توبته بانيكذّب نفسه علي رءوس الناس حتي يضرب و يستغفر ربه فاذا فعل ذلك فقد ظهر توبته (ث) (و اصلحوا فانّ اللّه غفور رحيم 5) و يقبل شهادتهم (ث).
(و الذين يرمون ازواجهم) ثم ذكر حكم الرامي زوجه بالمناسبة (يم) (و لميكن لهم شهداء الاّ انفسهم) بدل شهداء (ل) (فشهادة) مبتدأ (احدهم اربع )بالرفع علي قراءة (ح) و (س) و حفص و بالنصب علي قراءة الحمرة (هـ) خبر (شهادات) اي يشهد احدهم اربع شهادات (باللّه) صلة الشهادات (انه لمن الصادقين 6) في موضع النصب علي انه مفعول به.
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 300 *»
(و الخامسة) عطف علي اربع (ل) و الشهادة الخامسة (انّ لعنتَ) علي قراءة السواد و اَنْ لعنتُ علي قراءة (ن) (هـ) خبر الخامسة (ل) (اللّه عليه) اي يقول في الخامسة لعنة اللّه علي (ان كان من الكاذبين 7).
(و يدرؤا عنها العذاب انتشهد) فاعل يدرؤ (اربع شهادات باللّه انه لمن الكاذبين 8).
(و الخامسة) بالنصب علي قراءة حفص و الرفع علي الحمرة (انّ) علي السواد و اَنْ علي قراءة (ن) (هـ) انه (هـ) خبر الخامسة (ل) (غَضَبَ اللّهِ) علي قراءة السواد و غَضِبَ اللّهُ علي قراءة (ن) (عليها) تقول في الخامسة غضب اللّه علي (ان كان من الصادقين 9) فاذا تلاعنا كذلك لايجتمعان بنكاح.
(و لولا) جوابه محذوف اي لفسد النسل مثلاً او لمااهتديتم الي مصالحكم (هـ) و الاحسن انيقال حذف الجواب بقرينة الاية الاتية لمسّكم فيما افضتم فيه عذاب عظيم اي ما افضتم فيه من رمي الازواج (يم) (فضل اللّه) رسول اللّه (ث) (عليكم و رحمته) ولاية المحمد: (ث) (و انّ اللّه توّاب حكيم 10) لفضحكم (ص).
(انّ الذين) ذكر عايشة لتبرجها (يم) نزلت في مارية القبطية و ما رمتها به عايشة (جاءوا بالافك) بالكذب (عصبة) خبر انّ (هـ) ما بين العشرة الي الاربعين (منكم) و هم الاول و الثاني و ابنتاهما (لاتحسبوه) الافـك (شراً لكم) ايها المرميّون (بل هو خير لكم لكلّ امرئ منهم ما اكتسب من الاثم و الذي تولّي )تحمل (كبره) معظمه (منهم له عذاب عظيم 11).
(لولا) هلاّ (اذ سمعتموه ظنّ المؤمنون و المؤمنات بانفسهم) تغليب المذكر علي المؤنث (يم) (خيراً و قالوا هذا افك مبين 12).
(لولا جاءوا عليه باربعة شهداء فاذ لميأتوا بالشهداء فاولئك عند اللّه هم الكاذبون 13).
(و لولا فضل اللّه عليكم و رحمته في الدنيا و الاخرة لمسّكم فيما افضتم
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 301 *»
فيه عذاب عظيم 14).
(اذ تلقّونه) الظاهر انه بمعني تصدّقونه (يم) (بالسنتكم و تقولون بافواهكم ما ليس لكم به علم و تحسبونه هيّناً و هو عند اللّه عظيم 15).
(و لولا اذ سمعتموه قلتم مايكون لنا اننتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم 16).
(يعظكم اللّه) كراهة (ان تعودوا لمثله ابداً ان كنتم مؤمنين 17) فيه تعريض بعدم ايمان رماة مارية (يم).
(و يبيّن اللّه لكم الايات و اللّه عليم حكيم 18).
(انّ الذين يحبّون انتشيع الفاحشة في الذين امنوا) قيل لابيالحسن7جعلت فداك الرجل من اخواني يبلغني عنه الشيء الذي اكرهه فاسأله عن ذلك فينكره و قداخبرني عنه قوم ثقات فقال يا محمد كذّب سمعك و بصرك في اخيك فان شهد عندك قسامة و قالوا لك قولاً فصدّقه و كذّبهم لاتذيعنّ عليه شيئاً تشينه به و تهدم مروته فتكون من الذين قال اللّه في كتابه انّ الذين يحبون انتشيع الاية و قال ابوجعفر7يجب للمؤمن علي المؤمن انيستر عليه سبعين كبيرة (هـ) قال ابوعبداللّه7 من قال في مؤمن ما رأته عيناه و سمعته اذناه فهو من الذين قال اللّه عزّوجلّ انّ الذين يحبون الاية و قال من بهت مؤمناً او مؤمنة بماليس فيه بعثه اللّه في طينة خبال و قال هي صديد يخرج من فروج المومسات الخبر (لهم عذاب اليم في الدنيا) وعيد لمن يحب ذلك انه يعذب في الدنيا و يصيبه بليّة في الدنيا نعوذباللّه (يم) (و الاخرة و اللّه يعلم و انتم لاتعلمون 19).
(و لولا) جوابه محذوف كأنه لعاجلكم (فضل اللّه) رسول اللّه (ث) (عليكم و رحمته) ولاية الائمة (ث) (و انّ اللّه رءوف رحيم 20) لعاجلكم بالعقوبة (هـ) حذف الجواب للاستغناء عنه بذكره مرة (ص).
(ياايها الذين امنوا لاتتبعوا خطوات) بضمتين علي قراءة قنبل و (ر) و (س)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 302 *»
و حفص و بسكون الطاء علي قراءة الحمرة (هـ) عن علي7 خطئات بالهمزة (ص) اثاره و طرقه (الشيطان) باشاعة الفاحشة (ص) لمّا ذكر حكم الافك و الرمي ناسب انيمنع من اتباع خطوات الشيطان فانهما من خطواته (يم) (و من يتبع خطوات الشيطان فانه يأمر بالفحشاء) الاول (يم) (و المنكر) الثاني (يم) (و لولا فضل اللّه) رسول اللّه9 (يم) (عليكم و رحمته) بشرع الحدود (ص) علي7(يم)([106]) (ما زكي) طهـر (منكم من) مزيدة (احد ابداً) من وسوسة الشيطان (ولكنّ اللّه يزكّي من يشاء و اللّه سميع عليم 21).
(و لايأتل) عطف علي لاتتبعوا (هـ) اما من الالية و هي اليمين اي لايحلف او من الالو بمعني التقصير اي لايقصر (اولوا الفضل منكم و السعة انيؤتوا) اي يعطوا ماجعل اللّه لهم (يم) اي في اَن، اِن كان يأتل بمعني يقصّر (هـ) لمّاذكر النهي عن اتباع خطوات الشيطان و علّل بانه يأمر بالفحشاء و المنكر لعنهما اللّه امر بترك التقصير في حق ذويالقربي كما قال انّ اللّه يأمر بالعدل و الاحسان الاية (يم) تأويلها لايقصّر العلماء اصحاب الفضل و السعة في العلم في تعليم اقاربهم و ساير جهال الشيعة و طالبي العلم وليعفوا عن جهلهم وليصفحوا فان فعلوا ذلك و علّموهم مماعلّمهم اللّه غفر اللّه لهم و اللّه غفور رحيم (يم) (اولي القربي) قرابة رسول اللّه9 (ق) (و المساكين) اي الشيعة الضعفاء (يم) (و المهاجرين) الشيعة الاقوياء (يم) (في سبيلاللّه) في علي7 (يم)([107]) (وليعفوا وليصفحوا) عن المجمع عن
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 303 *»
النبي9و لتعفوا و لتصفحوا بالتاء كماروي بالياء ايضاً (ص) قال ابوجعفر7 يعفو بعضكم عن بعض و يصفح فاذا فعلتم كانت رحمة اللّه لكم (الاتحبّون انيغفر اللّه لكم و اللّه غفور رحيم 22).
(انّ الذين يرمون) نزلت في الاول و الثاني حين رميا مارية القبطية و جريحاً (هـ) ثم عاد الي ذكر الرامين لعنهم اللّه المقصرين في حق ذويالقربي و لااحب ذكر رميهم (يم) (المحصنات) بالفتح علي قراءة السواد و بالكسر علي قراءة (س) (الغافلات )عن الفواحش (ق) (المؤمنات لعنوا في الدنيا و الاخرة و لهم عذاب عظيم 23).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 304 *»
(يوم تشهد) علي قراءة السواد و بالياء علي قراءة (ح) و (س) (هـ) وجه يشهد لان تأنيث السنة ليس بحقيقي و لوجود الفاصل (عليهم السنتهم و ايديهم و ارجلهم بما كانوا يعملون 24).
(يومئذ يوفّيهم اللّه) ولي (يم) يتمّمهم اللّه (دينهم) جزاءهم (الحق و يعلمون) لمعاينتهم (ص) (انّ اللّه) ولي (يم) (هو الحقّ المبين 25).
(الخبيثات) من النساء (ث) من الكلام و العمل (ق) (للخبيثين) من الرجال (ث) من الرجال و النساء (ق) روي في قوله الخبيثات الاية هي كقوله الزاني لاينكح الاّ زانية او مشركة (و الخبيثون للخبيثات و الطيّبات) من النساء (ث) (للطيّبين) من الرجال (ث) (و الطيّبون) من الرجال و النساء (ق) (للطيّبات) من الكلام و العمل (ق) ثم عاد الي ذكر علة النهي عمانهي من النكاح بين المؤمنين و الزانيات و الزانين و المؤمنات و نزّه اللاتي رموهن المنافقون لعنهم اللّه و الذين رموهم بذكر دليل براءتهم علي نحو الاشارة (يم) (اولئك) اي الطيبون اي شيعة المحمد: (يم) (مبرّءون ممايقولون) في حقّهم انهم فسّاق او عصاة او فجّار لان الاعمال القبيحة ليست منهم (يم) (لهم مغفرة و رزق كريم 26) من علوم ائمتهم (يم).
(ياايها الذين امنوا) ثم ذكر حكم دخول البيوت بمناسبة النساء فانهن اهل البيوت و العلة القوية في المنع عن الدخول بلااستيناس (يم) (لاتدخلوا بيوتاً غير بيوتكم) يمكن انيكون لاتدخلوا بيوتاً ….. لعلكم تذكّرون ان بيوت محمد و المحمد اولي بهذا الادب فلاتهجموا علي بيت فاطمة بدون اذنها و لاتحرقوا عليها الباب و لاتدخلوا بيت الولاية و دار الامارة من غير نصب الرسول اياكم (يم) روي انما الاذن علي البيوت ليس علي الدار اذن و سئل النبي9 استأذن علي امّي قال نعم قيل انها ليس لها خادم غيري أفاستأذن عليها كلّمادخلت قال أتحب انتراها عريانة قيل لا قال فاستأذن عليها (حتي تستأنسوا) طلب الانس (هـ) و هو بوقع النعل و
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 305 *»
التسليم (ث) يتكلم الرجل بالتسبيحة و التحميدة و التكبيرة و يتنحنح علي اهلالبيت (ث) (و تسلّموا علي اهلها ذلكم خير لكم لعلّكم) اي قيل لكم هذا لعلّكم (ص) (تذكّرون 27).
(فان لمتجدوا فيها احداً فلاتدخلوها حتي يؤذن لكم و ان قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو ازكي لكم و اللّه بماتعملون عليم 28).
(ليس عليكم جناح انتدخلوا بيوتاً غير مسكونة) كالحمامات و الخانات و الارحية (ث) (فيها متاع لكم و اللّه يعلم ماتبدون و ماتكتمون 29).
(قل للمؤمنين) ثم ذكر حكم النظر و ابداء الفروج بمناسبة النساء (يم) غضّوا (يغضّوا) اي ان قلت لهم غضّوا يغضّوا (هـ) يجوز انيكون مجزوماً علي تقدير ليغضّوا (من) جنسية (ل) (ابصارهم) فلاينظروا الي عورة اخيهم (ث) (و يحفظوا فروجهم) انينظر اليه احد (ث) قال ابوعبداللّه7 كلّ شيء في القرءان من حفظ الفرج فهو من الزنا الاّ هذه الاية فانها من النظر (ذلك ازكي لهم انّ اللّه خبير بمايصنعون 30).
(و قل للمؤمنات يغضضن) ينقصن (هـ) و جزمه كقوله يغضوا (من ابصارهن) من النظر الي فرج اختهن (ث) (و يحفظن فروجهن) من انينظر اليها (هـ) فلايحلّ للرجل انينظر الي فرج اخيه و لايحلّ للمرأة انتنظر الي فرج اختها (ث) (و لايبدين زينتهن) ما دون الخمار و السوارين (ث) (الاّ ما) في موضع النصب علي البدل من زينتهن (ظهر منها) في موضع الحال (هـ) قيل لابي عبداللّه7مايحلّ للرجل من المرأة اذا لميكن محرماً قال الوجه و القدمان و الكفان (هـ) و قال الزينة الظاهرة الكحل و الخاتم و في رواية الخاتم و المسكة و هي القلب اي السوار (وليضربن بخمرهن علي جيوبهن) بضمّ الجيم علي السواد و هي قراءة (ن) و (ص) و (و) و هشام و كسرها علي قراءة الحمرة (و لايبدين زينتهن الاّ لبعولتهن او ابائهن او اباء بعولتهن او ابنائهن او ابناء بعولتهن او
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 306 *»
اخوانهن او بنياخوانهن او بنياخواتهن او نسائهن) اي نساء المؤمنات (هـ) روي لاينبغي للمرأة انينكشف بين اليهودية و النصرانية (او ماملكت ايمانهن) قيل لابيعبداللّه7المملوك يري شعر مولاته و ساقها قال لا بأس (هـ) و روي جواز نظره الي شعرها غير متعمد لذلك (او التابعين غير) علي الجرّ في قراءة السواد و النصب في قراءة (ر) و ابيبكر (هـ) علي النصب حال او استثناء (هـ) علي الخفض صفة (اولي الاربة )الحاجة (هـ) الاحمق الذي لايأتي النساء (ث) (من الرجال) و روي ان التابع الذي يتبعك لينال من طعامك و لا حاجة له في النساء و هو الابله الموليعليه و القمي: الشيخ الفاني الذي لا حاجة له الي النساء (او الطفل) المراد به الجماعة (الذين لميظهروا علي عورات النساء و لايضربن بارجلهن) الخلخال بالخلخال (يم) احدي رجليه بالاخري لتقرع الخلخال بالخلخال (ق) (ليعلم مايخفين من زينتهن و توبوا الي اللّه جميعاً ايّه) بفتح الهاء علي قراءة السواد و ضمّها علي قراءة (ر) (المؤمنون لعلّكم تفلحون 31).
(و انكحوا) زوّجوا رجالكم (هـ) ثم ذكر امر النكاح الحلال بمناسبة النكاح الحرام و السفاح (يم) (الايامي) هو قلب ايايم جمع ايّم و هي من لا زوج لها (هـ) العزب ذكراً و انثي (ص) (منكم) من الاحرار (و الصالحين من عبادكم) في موضع الحال و من للتبيين (و امائكم) يمكن انيكون من عبادكم معناه و الصالحين المتولدين من عبادكم المتولدين من امائكم و يكون واو و الصالحين عطفاً علي المجرور اي انكحوا الايامي من الرجال و من الصالحين (يم) (انيكونوا فقراء يغنهم اللّه من فضله) فالتزويج سبب الغناء (يم) قال ابوعبداللّه7 اي يتزوجوا حتي يغنيهم اللّه من فضله (هـ) و الشاهد قول اللّه ان يكونوا فقراء يغنهم اللّه من فضله (و اللّه واسع عليم 32).
(وليستعفف) ليتزوجوا (ث) (الذين لايجدون) لايظفرون (نكاحاً )علي النكاح (حتي يغنيهم اللّه من فضله و الذين) خبره محذوف اي فيمايتلي
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 307 *»
عليكم (ل) او منصوب بكاتبوا محذوفة (ل) (يبتغون) ثم ذكر حكم العبيد و الاماء بمناسبة قوله من عبادكم و امائكم (يم) (الكتاب) اي يؤدوا مالاً في نجوم فيعتقوا (مماملكت ايمانكم فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيراً) مالاً (ث) و عن ابيعبداللّه7 الخير انيشهد ان لا اله الاّ اللّه و ان محمداً رسولاللّه و يكون بيده عمل يكتسب به او يكون له حرفة (و اتوهم من مال اللّه الذي اتيكم) ممااضمرت انتأخذ منه (ث) (و لاتكرهوا) هذه الاية منسوخة نسختها فان اتين بفاحشة (ث) (فتياتكم علي البغاء ان اردن تحصّناً) القمي: كانت العرب و قريش يشترون الاماء و يضعون عليها الضريبة الثقيلة و يقولون اذهبن و ازنين و اكتسبن فنهاهم اللّه عن ذلك بقوله و لاتكرهوا الاية اي لايؤاخذهن اللّه بذلك اذا اكرهن عليه (لتبتغوا عرض الحيوة الدنيا و من يكرههنّ فانّ اللّه من بعد اكراههنّ) لهن كذا قرء (ص) (غفور رحيم 33).
(و لقدانزلنا اليكم ايات مبيّنات) بكسر المشددة علي قراءة (ر) و (ح) و (س) و حفص و فتحها علي قراءة الحمرة (و مثلاً من الذين خلوا من قبلكم) ثم ذكر ان الاحكام الماضية ايات مبينات للحق و مثل اي صفة من الخالين اي الصالحين السالفين و الانبياء الماضين و موعظة للمتقين (يم) (و موعظة للمتقين 34).
(اللّه نور) هادي و هدي (ث) (السموات و الارض) و لمّا هدي المؤمنين الي مصالحهم ذكر انه نور السموات و الارض اي هاديهما ثم مثّل لنوره و هدايته و بيّن امر الذين بهم يهدي (يم) (مثل نوره) محمد (ث) العلم الذي اعطيته (ث) (كمشكوة) فاطمة (ث) صدر محمد (ث) قلب محمد (ث) المحمد: (ث) جوف المؤمن (ث) (فيها) صفة (مصباح) محمّد (ث) الحسين (ث) نور العلم(ث) نور الايمان (هـ) اصل المصباح من البياض و الاصبح الابيض (هـ) روي نحن المشكوة فيها المصباح محمد رسولاللّه (المصباح) علي (في زجاجة) قلب المؤمن (ث) عنصر النبي (ث) الحسين (ث) صدر علي (ث) الحسن و الحسين (ث)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 308 *»
(الزجاجة) الجملة صفة (هـ) علي7 (ث) (كأنها) فاطمة (ث) (كوكب )علي بن الحسين (ث) (دُرِّي) علي قراءة الباقين و دِرّيءٌ علي قراءة (و) و (س) و دُرِّئٌ بلا مدّ علي قراءة (ح) و ابيبكر (هـ) الدرّي بالضم منسوب الي الدرّ و بالكسر من الدرء اي الدفع و علي قراءة حمزة ايضاً من الدرء (ل) (يُوقَدُ) علي السواد و تَوَقَّدُ علي قراءة (ث) و (و) و تُوقَدُ علي قراءة (ح) و (س) و ابيبكر (من شجرة )محمد بن علي (ث) (مباركة) ابرهيم (ث) (زيتونة) بدل شجرة (هـ) جعفر بن محمد (ث) روي نحن فروع الزيتونة (هـ) يقول مثل اولادكم الذين يولدون منكم كمثل الزيت الذي يعصر من الزيتون يكاد زيتها الاية يكادون انيتكلموا بالنبوة ولو لمينزل عليهم ملك (ث) (لا شرقية) صفة (هـ) موسي بن جعفر (ث) لا نصرانية (ث) (و لا غربية) علي بن موسي (ث) لا يهودية (ث) (يكاد) محمد بن علي (ث) (زيتها) علم المحمد: (ث) (يضيء) يظهر من المؤمن (ث) يظهر (ث) كمثل القرءان (ولو لمتمسسه) علي بن محمد (ث) (نار) القرءان (ث) هو (نور) امام (ث) (علي) صفة (نور) علي اثر امام (ث) فريضة و سنة علي اثر فريضة و سنة (ث) قال الصادق7 المؤمن ينقلب في خمسة من النور مدخله نور و مخرجه نور و علمه نور و كلامه نور و مصيره يوم القيمة الي الجنة نور (يهدي اللّه) القائم (ث) (لنوره) لعلي (ث) للولاية (ث) لفرائضه و سننه (من يشاء و يضرب اللّه الامثال للناس و اللّه بكلّ شيء عليم 35).([108])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 310 *»
(في بيوت) صفة لـمشكوة (هـ) بيوت الانبياء (ث) المحمد (ث) يمكن انيكون المراد بالبيوت الشيعة لانه اذن اللّه انترفع و يقول يرفع اللّه الذين امنوا منكم و الذين اوتوا العلم درجات (يم)([109]) (اذن اللّه انترفع و يذكر فيها اسمه يسبّح)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 311 *»
عليالمعروف عليالسواد و المجهول عند ابيبكر (له فيها بالغدوّ و الاصال36).
(رجال) اي تلك البيوت (ث) او فاعل يسبّح (لاتلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر اللّه و اقام الصلوة) فلايسهون في صلوتهم (يم) (و ايتاء الزكوة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب و الابصار 37) و كلّ هذا المدح لاظهار نزاهة بيوتهم عن انجاس الجاهلية و عمّا رموهم به من انهم كاذبون في ادعاء الخلافة و الوراثة و غيرها لعن اللّه راميهم بما رمي تكاد السموات يتفطرن منه الاية (يم).
يفعلون ذلك (ليجزيهم اللّه احسن ماعملوا و يزيدهم من فضله )مااختصّهم به من المودّة و الطاعة المفروضة (ث) (و اللّه يرزق من يشاء بغير حساب 38) صفة رزقاً محذوف.
(و الذين كفروا) بنو امية (ث) نازعوا الائمة (ق) ثم ذكر امر الكافرين بمناسبة امر الهادين (يم) (اعمالهم كسراب) شعاع علي الارض يتخيل كالماء (هـ) قيل سراب لانه يتسرب كالماء اي يجري (بقيعة) جمع قاع و هو الواسع من الارض المنبسطة (يحسبه الظمئان ماء حتي اذا جاءه لميجده شيئاً) و قد كان يتوهمه انه شيء و ان له عمل يثاب عليه (يم) (و وجد اللّه عنده) السراب اي العمل (يم) او عند المجيء و هو احسن (يم) (فوفّيه حسابه و اللّه سريع الحساب 39) ذلك مثل لصفات النفس لان النفس هي الساترة للعقل فصفاتها كسراب بقيعة يحسبه طالب النور و الخير البعيد الفهم نوراً و خيراً حتي اذا جاءه و اطلع عليه حين سار اليه و انكشف له الامر لميجده شيئاً لانه عدميالاصل لا تأصل له و وجد اللّه عنده لان نوره متأصل و في كلّ مكان فوفّيه حسابه و جازاه باعماله مايستحقه و اللّه سريع الحساب و عنده اي عند ماجاءه (يم).
(او كظلمات) عطف علي السراب (ص) الاوّل و الثاني (ث) (في بحر )
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 312 *»
الدنيا (يم) الثاني (يم) (لجّي) منسوب الي اللجة (هـ) لجة البحر معظمه (هـ) عميق (ص) (يغشيه موج) الثالث (ث) (من فوقه) خبر (يم) طلحة و زبير (ث) (موج) مبتدأ (يم) (من فوقه) خبر (ل) (سحاب) بالتنوين علي قراءة السواد و علي قراءة البزّي بحذفه للاضافة (هـ) مبتدأ (ل) معوية (يم) هذه (ص) (ظلمات )قراءة السواد مرفوعاً و قراءة (ث) مجروراً (هـ) علي الخفض بدل ظلمات الاولي (ل) يعني بنيامية (ث)([110]) (بعضها فوق بعض اذا اخرج) المؤمن (ث) اذا نطق اميرالمؤمنين بالحكمة لميقبله احد (ث) (يده) في الحديث علمه منه كيدك منك (لميكد يريها) تقبل (هـ) تفسيره7اذا اخرج يده تفسير عجيب و افراد الفعل دليل علي ان الضمير راجع الي غير الكافرين فاعمال الكافرين اي دولتهم و زمان رياستهم كسراب يحسبه الجاهل هداية و علي اذا اخرج يده في دولة الباطل لميطـع (يم)([111]) (و
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 313 *»
من لميجعل اللّه له نوراً) اماماً (ث) اماماً في الدنيا (ث) (فما له من نور 40 )من امام (ث) امام في الاخرة (هـ) كماقال يسعي نورهم بين ايديهم (ث).
(المتـر انّ اللّه يسبّح له) لمّا ذكر ان اللّه نور السموات و الارض اي هاديهما و ذكر بعد حال الكافرين و يحتمل انيقول احد كيف هدي السموات و الارض و فيها كفّار اراد انيبين ان الكلّ مؤمنون كوناً و ان كان في الشرع كفّار (يم) (من في السموات )من الملائكة و النجوم (يم)([112]) (و الارض) من الجماد و النبات و الحيوان و الانسان (يم)([113]) (و الطير) عطف علي من (هـ) في الهواء (يم) (صافّات) حال من الطير (هـ) او هو حال من مجموع فاعل يسبّح (يم) (كلّ) ممن في السموات و الارض و الطير (يم) (قد علم) اللّه او ذلك الشيء (ل) (صلاته) صلوة اللّه او صلوة نفسه (و تسبيحه و اللّه عليم بمايفعلون 41) ذكّر الضمير لشعور الكلّ عبادة ربهم (يم) قال ابوعبداللّه7 ما من طير يصاد الاّ بتركه التسبيح و ما من مال يصاب الاّ بترك الزكوة.
(و للّه ملك السموات و الارض و الي اللّه المصير 42).
(المتر انّ اللّه) ان في اغلب مواضع القرءان علق رؤية النبي باللّه حيث كان المراد تنبيهه ببعض الافاعيل و لميعلق بفعله الاّ في ثلثة مواضع في ابرهيم و الفجر و
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 314 *»
الفيل فانه علق فيها الرؤية بفعله اولاً بخلاف رؤية الخلق فانه علق اغلبها بالافاعيل فتدبر في سرّه (يم) و لعلّ المخاطب في المواضع الثلثة غيره9 (يم) برهان لمصير الخلق الي اللّه (يم) (يزجي) يسوق و يدفع و يرفع من الارض (سحاباً ثم يؤلّف بينه ثم يجعله ركاماً) مجموعاً فاذا غلظ بعث اللّه ملكاً من الرياح فيعصره (فتري الودق يخرج من خلاله و ينزّل من) ابتدائية (السماء) العلوّ (يم) (من جبال) بدل (فيها) صفة الجبال (من برد) بيان ماينزل فهو في محل المفعول (فيصيب )يضر (به من يشاء و يصرفه عمن يشاء) البرد (يكاد سنا) الضوء (برقه يذهب بالابصار 43) قال اميرالمؤمنين7 ان اللّه جعل السحاب غرابيل المطر تذيب البرد حتي يصير ماء لكي لايضرّ به شيئاً يصيبه و الذي ترون من البرد و الصواعق نقمة من اللّه عزّوجلّ يصيب بها من يشاء (هـ) يظهر من هذا الخبر و غيره ان السحاب اذا ارتفع في الجو ينجمد برداً و هو الجبال من البرد فاما يذوب في حال نزوله لسخونة الهواء او ينزل جامداً كما هـو (يم).
(يقلّب اللّه الّيل و النهار انّ في ذلك لعبرة لاوليالابصار 44).
(و اللّه خَلَقَ كلَّ) علي السواد و خالِقُ كلِّ علي قراءة (ح) و (س) (هـ) لمّا مثل لمشيته بالسحاب و للوجود بالماء النازل منه ذكر انه خلق كلّ دابة في ارض الامكان من ذلك اذ من الماء كلّ شيء حي (يم) (دابّة من ماء) من مني (ق) كقوله من الماء كل شيء حي (فمنهم من يمشي علي بطنه) حال (و منهم من يمشي علي رجلين )حال (و منهم من يمشي علي اربع) حال (هـ) و منهم من يمشي علي اكثر من ذلك (ث) و منهم من يمشي علي اكثر فالمذكور مثل في الظاهر (يم) (يخلق اللّه مايشاء انّ اللّه علي كلّ شيء قدير 45).
(لقدانزلنا ايات مبيّنات) في اثبات حقّ علي (يم) (واللّه يهدي من يشاء الي صراط مستقيم 46) ولاية علي (يم).
(و يقولون امنّا باللّه و بالرسول و اطعنا) ثم عاد الي ذكر المنافقين
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 315 *»
الكافرين في الباطن بمناسبة ذكرهم و ذكر دولتهم (يم) (ثم يتولّي فريق )عثمان (يم) (منهم من بعد ذلك و ما اولئك بالمؤمنين 47).
(و اذا دعوا الي اللّه و رسوله ليحكم بينهم اذا فريق منهم معرضون 48 )عن ابيعبداللّه7 انها نزلت في اميرالمؤمنين و عثمان و ذلك انه كان بينهما منازعة في حديقة فقال اميرالمؤمنين7 نرضي برسولاللّه و قال عثمان لاارضي الاّ بابن شيبة اليهودي فقال ابن شيبة تأمنون رسولاللّه9 علي وحي السماء و تتهمونه في الاحكام فانزل اللّه علي رسوله و اذا دعوا الاية ثم ذكر اميرالمؤمنين7فقال انماكان قول المؤمنين الاية (هـ) يجري هذه الاية في جماعة اذا تلي عليهم اية محكمة او سنة قائمة علي مطلب لايقرّون به و يرجعون الي قواعدهم و مااسّس لهم حكماء يونان او غيرهم و المؤمن يجب عليه انيسلّم للكتاب و السنة بمحض ماتلي عليه شيء منهما (يم).
(و ان يكن لهم الحق يأتوا اليه مذعنين 49) مسرعين منقادين.
(أ في قلوبهم مرض ام ارتابوا ام يخافون انيحيف اللّه) يجور اللّه (عليهم و رسوله بل اولئك هم الظالمون 50).
(انما كان قول) عن علي7 قول المؤمنين بالرفع (هـ) خبر مقدم لكان (المؤمنين) اميرالمؤمنين (هـ) علي7 (ق) ثم ذكر قول المؤمنين و علامتهم بمناسبة المنافقين (يم) (اذا دعوا الي اللّه و رسوله ليحكم بينهم انيقولوا) اسم كان (سمعنا) فهذا القول شرط الايمان (يم) (و اطعنا و اولئك هم المفلحون51).
(و من يطع اللّه و رسوله و يخش اللّه و يَتَّقْهِ) علي قراءة حفص باختلاس الكسرة غير مشبعة و يَتَّقِهْ علي قراءة (و) و ابيبكر و خلاد و يَتَّقِهي بصلتها علي قراءة الباقين و هم القارؤن بالحمرة (فاولئك هم الفائزون 52).
(و اقسموا) ثم ذكر المنافقين تماماً لماسبق (يم) (باللّه جهد ايمانهم) اغلظ
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 316 *»
ايمانهم و قدر طاقتهم (هـ) تقديره و اقسموا باللّه يجهدون في الايمان جهداً فحذف الفعل و اقيم المصدر مضافاً الي المفعول مقامه كقوله ضرب الرقاب و حكمه حكم الحال كأنه قال جاهدين ايمانهم (لئن امرتهم ليخرجنّ) جواب قسم سدّ مسدّ الشرط (قل لاتقسموا طاعة) مبتدأ خبره محذوف كأنه اولي لكم (معروفة انّ اللّه خبير بماتعملون 53).
(قل اطيعوا اللّه و اطيعوا الرسول فان تولّوا فانما عليه ما حمّل) من النبوة (ق) من السمع و الطاعة و الامانة و الصبر (ث) من ذنوب الشيعة (يم) حمل رسولاللّه9علياً عند كسر الاصنام و قد قال الله عليكم انفسكم فمرجع انتطيعوه، ما في ما حمّل (يم)([114]) (و عليكم ماحمّلتم) من الذنوب (يم) من الطاعة (ق) من
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 318 *»
العهود التي اخذها اللّه عليكم في علي (ث) (و ان تطيعوه) علياً (ث)([115])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 319 *»
(تهتدوا و ما علي الرسول الاّ البلاغ) اداء الرسالة (المبين 54) فعلي هو البلاغ المبين (يم).([116])
(وعد اللّه) تأويله بعد تنزيله (ق) ثم ذكر دولة المؤمنين و المحمد: بعد ذكر دولة الكافرين (يم) (الذين امنوا) القائم و اصحابه (ث) الائمة (ث) الشيعة (ث) (منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنّهم) جواب قسم (في الارض) الائمة خلفاء اللّه عزّوجلّ في ارضه (ث) عن علي7 من لميقل اني رابع الخلفاء فعليه لعنة اللّه (هـ) و هم ادم و داود و هرون و علي7([117]) (كمااستخلف) علي المعروف
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 320 *»
في قراءة السواد و المجهول في قراءة ابيبكر (الذين من قبلهم و ليمكننّ لهم دينهم الذي ارتضي لهم) عن الصادق7 تمتدّ ايام غيبته ليصرح الحق عن محضه و يصفو الايمان من الكدر بارتداد كلّ من كانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يخشي عليهم النفاق اذا احسّوا بالاستخلاف و التمكين لهم و الامر المنتشر في عهد القائم الخبر (و ليبدّلنّهم) بتشديد الدال علي قراءة السواد و تخفيفها علي قراءة (ث) و ابيبكر (من بعد خوفهم) في ظهور القائم (ث)([118]) (امناً) ليس عندهم تقية (ث) (يعبدونني) مستأنفة او حال (لايشركون بي شيئاً و من كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون 55) في كفرهم فهم اكفر الكفرة (هـ) دليل علي ان الفسق اعظم الكفر فانه وصف الكفار بالفسق فهو وصف زائد علي كفرهم يزيدهم خبثاً (يم).
(و اقيموا الصلوة و اتوا الزكوة و اطيعوا الرسول) ثم امر بطاعة الرسول و صلة اله لان الدولة لهم (يم) (لعلّكم ترحمون 56).
(لاتحسبنّ) بالتاء علي قراءة السواد و بالياء علي قراءة (ر) و (ح) (هـ) فاعله الرسول و الذين كفروا معجزين مفعولاه و علي قراءة التاء يحتمل انيكون فاعله كلّ سامع (الذين) فاعل علي قراءة الياء (ل) (كفروا) انفسهم (ل) (معجزين في الارض) ثم ذكر انقطاع دولة الكافرين تسلية للنبي9 و المؤمنين (يم) (و) يحتمل انتكون حالية يعني اهل النار لايعجزون اهل الحق (يم) (مأويهم النار و لبئس المصير 57).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 321 *»
(ياايها الذين امنوا ليستأذنكم) يعني مروهم انيستأذنوكم (هـ) ثم عاد الي ذكر مايتعلق بالبيوت و النساء لتمام الاحكام السابقة (يم) (الذين ملكت ايمانكم) من الرجال (ث) من الرجال و النساء (ث) (و الذين لميبلغوا الحلم منكم) من الاحرار (ثلث) مصدر (ل) (مرات من قبل صلوة الفجر و حين تضعون ثيابكم من الظهيرة و من بعد صلوة العشاء ثلث) بالرفع علي السواد و النصب علي قراءة (ح) و (س) و ابيبكر (هـ) علي النصب بدل (ل) علي النصب بدل عن ثلث مرات و علي الرفع خبر محذوف كأنه هذه ثلث اوقات عورات لكم (عورات لكم) روي انها ساعة عشرة و خلوة روي من بلغ فلايلج علي امّه و لا علي اخته و لا خالته و لا علي سوي ذلك الاّ باذن فلايأذنوا حتي يسلّم و السلام طاعة للّه عزّوجلّ و روي ليستأذن عليك خادمك اذا بلغ الحلم في ثلث عورات اذا دخل في شيء منهن ولو كان بيته في بيتك (هـ) القمي: قال ان اللّه تعالي نهي انيدخل احد في هذه الثلثة الاوقات علي احد لا اب و لا اخت و لا امّ و لا خادم الاّ بالاذن (ليس عليكم و لا عليهم جناح بعدهن )هم (ص) (طوّافون عليكم) يطوف (يم) (بعضكم علي بعض كذلك يبيّن اللّه لكم الايات و اللّه عليم حكيم 58) يمكن الوقف علي كذلك اي يطوف بعضكم علي بعض بعد الساعات الثلث كذلك اي كمايطوف العبيد و الاماء و الصبيان (يم).
(و اذا بلغ الاطفال منكم الحلم فليستأذنوا) اطلق لهؤلاء فيشمل كلّ الاوقات (يم) (كمااستأذن الذين من قبلهم) من الاحرار (ص) (كذلك يبيّن اللّه لكم اياته و اللّه عليم حكيم 59).
(و القواعد) عن الحيض و النكاح (ص) (من النساء اللاتي لايرجون نكاحاً) ثم ذكر امر تستر النساء و ترك تستر القواعد بمناسبة ان مبني السورة علي احكام النساء (يم) (فليس عليهن جناح انيضعن ثيابهن) الخمار و الجلباب (ث) روي من ثيابهن كذا نزلت (غير) حال (متبرجات) التبرج اظهار المرأة من محاسنها مايجب ستره و منه البرج البناء العالي لظهوره (يم) (بزينة و ان )
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 322 *»
مبتدأ (ل) (يستعففن) لايظهرن للرجال (ق) (خير) خبر (ل) (لهن) فان لمتفعل فهو خير لها (ث) (واللّه سميع عليم 60).
(ليس علي الاعمي حرج و لا علي الاعرج حرج) حرج الضيق مشتق من الحرجة و هي الشجر الملتف بعضه ببعض لضيق المسالك (و لا علي المريض حرج و لا علي انفسكم انتأكلوا من بيوتكم) من التمر و المأدوم و اما ماخلا ذلك من الطعام فلا (ث) ثم ذكر احكام البيوت و المؤانسة و المؤاكلة بمناسبة ذكر البيوت سابقاً (يم) قال ابوجعفر7 ان اهل المدينة قبل انيسلموا كانوا يعتزلون الاعمي و الاعرج و المريض انيأكلوا معهم و كان الانصار فيهم تيه و تكرم الي ان قال و كانوا يرون في مؤاكلتهم جناحاً الي ان قال فلماقدم النبي سألوه عن ذلك فانزل اللّه ليس عليكم جناح انتأكلوا جميعاً او اشتاتاً (او بيوت ابائكم او بيوت امهاتكم) بضم الهمزة و فتح الميم علي قراءة السواد و كسرهما معاً علي قراءة (ح) في الوصل و الكسائي بكسر الهمزة و فتح الميم في الوصل (او بيوت اخوانكم او بيوت اخواتكم او بيوت اعمامكم او بيوت عمّاتكم او بيوت اخوالكم او بيوت خالاتكم او ما ملكتم مفاتحه) ما لمتفسد (ث) الرجل يكون له وكيل يقوم في ماله فيأكل بغير اذنه (ث) (او صديقكم) و له انيتصدق من بيت اخيه (ث) قال ابوعبداللّه7هو واللّه الرجل يدخل بيت صديقه فيأكل بغير اذنه (هـ) قال الباقر7 أيدخل احدكم يده كمّ صاحبه فيأخذ مايريد قالوا لا قال فلستم اخواناً كماتزعمون (ليس عليكم جناح )باذن و غير اذن(ث) (انتأكلوا جميعاً) حضر صاحبه او لميحضر (ث) (او اشتاتاً )حال (ل) متفرقين (هـ) اشتات جمع شتّ بمعني التفرق (فاذا دخلتم بيوتاً فسلّموا علي انفسكم) هو تسليم الرجل علي اهلالبيت حين يدخل (ث) قال ابوجعفر7 اذا دخل الرجل منكم بيته فان كان فيه احد يسلّم عليهم و ان لميكن فيه احد فليقل السلام علينا من عند ربنا الخبر (هـ) قال ابوعبدالله7هو تسليم الرجل علي اهلالبيت حين يدخل ثم يردون عليه فهو سلامكم علي انفسكم (تحية من عند اللّه مباركة طيبة
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 323 *»
كذلك يبيّن اللّه لكم الايات لعلّكم تعقلون 61).
(انما المؤمنون) لمّاذكر حال المنافقين في قوله و اقسموا باللّه جهد ايمانهم الاية و امر بطاعة الرسول اراد انيصف المؤمنين غيرالمتخلفين عن الرسول9 و امر المتخلفين المنافقين (يم) (الذين امنوا باللّه و رسوله و اذا كانوا معه علي امر جامع) جمعهم (لميذهبوا) لمينصرفوا (حتي يستأذنوه انّ الذين يستأذنونك اولئك الذين يؤمنون باللّه و رسوله فاذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم) اذن له في المشية لان مشيته مشية اللّه (يم)([119])(و استغفر لهم اللّه)فان الاستيذان ولو لعذر قصور (ص) )انّ اللّه غفور رحيم 62).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 324 *»
(لاتجعلوا دعاء الرسول) نداء الرسول او تسميته او دعاءه اياكم الي اللّه و الي دينه (يم) (بينكم كدعاء) مفعول ثان لجعل (ل) (بعضكم بعضاً) عن ابيجعفر7 في قوله لاتجعلوا الاية يقول لاتقولوا يا محمد و لا يا اباالقاسم ولكن قولوا يا نبي اللّه و يا رسولاللّه (هـ) يمكن الاستدلال بهذه الاية علي وجوب الصلوة عليه عند تسميته لرفع التسوية و نفيها بالنصّ و قال في القاموس دعوته زيداً و بزيد سمّيته به (يم) (قديعلم اللّه الذين يتسللون) يخرجون خفية (منكم لواذاً) مصدر (ل) حال (هـ) احتصاناً او مخالفة او مستتراً (هـ) احتصاناً بغيره لئلايراه رسولاللّه او غيره (فليحذر الذين يخالفون) يعدلون (يم) اللّه صادّاً او معرضاً (عن امره) عن الولاية (يم)([120]) (انتصيبهم فتنة) يسلط عليهم سلطان جاير (ث) بلية (ق) في دينه (ث) (او يصيبهم عذاب) جراحة لايأجره اللّه عليه (ث) القتل (ق) (اليم63) في الاخرة (ث) عن ابيعبداللّه7 لاتذكروا سرّنا بخلاف علانيتنا و
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 325 *»
لا علانيتنا بخلاف سرّنا حسبكم انتقولوا مانقول و تصمتوا عمانصمت انكم قد رأيتم ان اللّه عزّوجلّ لميجعل لاحد من الناس في خلافنا خيراً ان اللّه عزّوجلّ يقول فليحذر الاية.
(الا انّ للّه ما في السموات و الارض قديعلم) تهديد (يم) (ما انتم عليه )الان (و يوم) ظرف عامله يعلم و هو عطف علي محذوف (هـ) او عطف علي ماانتم اي يعلم ان القيمة متي هو (يرجعون اليه فينبّئهم بما عملوا و اللّه بكلّ شيء عليم 64) ثم ختم السورة بعلمه بحال الفريقين انذاراً (يم).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 326 *»
«سورة الـفـرقــان»
مكية و هي ثمان و سبعون ايـة.
عن ابيالحسن7 لاتدع قراءة سورة تبارك الذي نزّل الفرقان فان من قرأها في كلّ ليلة لميعذبه اللّه ابداً و لميحاسب و كان منزله في الفردوس الاعلي.
(بسم اللّه الرحمن الرحيم)
(تبارك) عظمت بركاته (الذي نزّل) انزل متفرق الايات و السور في غير الالواح (ث) (الفرقان) ولاية علي (يم) سئل ابوعبدالله7 عن القرءان و الفرقان هما شيئان او شيء واحد فقال7 القرءان جملة الكتاب و الفرقان المحكم الواجب العمل به([121]) (علي عبده ليكون) العبد او الفرقان (ص) (للعالمين) جمع
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 327 *»
عالم (يم) (نذيراً 1) منذراً او انذاراً (ص).
(الذي) بدل او صفة (يم) لمّاذكر انه جعله نذيراً للعالمين اراد انينبّه علي ان الملك له و عليه تدبيره و لذلك ارسل اليه نذيراً و يعدّ بركاته و يصف الرب المبارك(يم) (له ملك السموات و الارض) ردّ علي الكفار (يم) (و لميتخذ ولداً) ردّ علي اليهود و النصاري و قريش (يم) (و لميكن له شريك في الملك) ردّ علي الثنوية(يم) (و خلق كل شيء) ردّ علي من قال ان الاعمال ليست مخلوقة (يم) (فقدّره تقديراً 2) ردّ علي القدرية (يم) التقدير وضع الحدود من الاجال و الارزاق و البقاء و الفناء (ث).
(و اتخذوا من دونه الهة) لمّا ذكر انه المالك المتفرد الخالق المقدّر استقبح امر من اتخذ الهاً ليس كذلك (يم) (لايخلقون شيئاً و هم يخلقون و لايملكون لانفسهم ضرّاً و لا نفعاً و لايملكون موتاً و لا حيوةً و لا نشوراً 3).
(و قال الذين كفروا ان هذا) القرءان او خلافة علي (الاّ افك) كذب (ث) ثم عاد الي امر الفرقان و مقالة الكفار فيه بعد ان وصف الربّ المبارك الذي افتتح به السورة فثنّي بعده بامر الفرقان (يم) (افتريه و اعانه عليه قوم اخرون) اي اليهود و النصاري (هـ) يعنون ابافكيهة و حبرا و عداسا و عباسا و في نسخة عابسا (ث) (فقدجاءوا) اتوا و صدّقوا (ظلماً) الاول (يم) (و زوراً 4) الثاني (يم) تقديره
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 328 *»
جاءوا بظلم و زور او هو بمعني اتوا ظلماً و فعلوه كمايأتي في لسان العرب.([122])
(و قالوا) هو اي القرءان (اساطير الاولين اكتتبها) استكتبها (ص) حال من اساطير (فهي تملي عليه بكرةً و اصيلاً 5).
(قل انزله) امر علي (يم)([123]) (الذي يعلم السرّ) فيه تهديد (يم) بواطنكم و يعرفكم و هو اعلم حيث يجعل امامته و ولايته (يم) فيه دليل علي كون القرءان من اللّه فانهم قالوا اساطير الاولين فقل لو كان كذا لماكان يبين فيه بواطنكم و اسراركم و ماتسارون به في خلواتكم و تضمرونه في قلوبكم فمثل هذا الكتاب لايكون الاّ من عند من يعلم السرّ في السموات و الارض و ليس من عند البشر (يم) (في السموات و الارض انه كان غفوراً) ستّاراً عليكم (يم) فلايفضحكم بابراز نفاق كلّ منافق باسمه و رسمه و ابراز اسراركم جميعاً (يم) (رحيماً 6).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 329 *»
(و قالوا مالِهذا الرسول) ثم ثلّث بذكر احوال العبد بعد ذكر الفرقان و الربّ المبارك جلّ شأنه و شرح مقالة الكفار فيه (يم) (يأكل) حال (الطعام و يمشي في الاسواق لولا انزل اليه ملك فيكون معه) ظاهراً (يم) (نذيراً 7).
(او يلقي اليه كنز او تكون له جنة يأكل) بالياء علي قراءة السواد و النون علي قراءة (ح) و (س) (منها و قال الظالمون) لحقّ المحمّد9 (يم) لالمحمد حقّهم (ث) كذا نزل (ان تتبعون الاّ رجلاً مسحوراً 8).
(انظر كيف) في محل النصب علي المصدر اي اي ضرب ضربوا لك الامثال او هو حال من واو ضربوا (ضربوا لك الامثال فضلّوا فلايستطيعون سبيلاً 9 )الي ولاية علي (ث) و علي هو السبيل (ث).
(تبارك الذي ان) الشرطية صلة الذي (شاء جعل لك خيراً من ذلك جنات تجري من تحتها الانهار و يجعل) بالجزم في قراءة السواد و الرفع في قراءة (ث) و (ر) و ابيبكر (هـ) علي الجزم عطف علي جعل (لك قصوراً 10).
(بل كذّبوا) ثم شرع في بيان سرّ الامر فقال اولاً انهم ضالّون ثم استدرك فقال انهم مكذبون و لذلك لايبالون بالاقاويل الباطلة (يم) (بالساعة) بعلي او بالقائم (يم)([124]) فلو صدّقوا بالساعة و علموا ان زمام الجنة و النار بيدك و امرهما مفوض
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 330 *»
اليك لعلموا ان اللّه خولك اعظم ممااقترحوا عليك و انمااقترحوا لجهلهم بملكك في يوم القيمة (يم) قال ابوعبداللّه7 الليل اثنتاعشرة ساعة و النهار اثنتاعشرة ساعة و الشهور اثناعشر شهراً و الائمة اثناعشر اماماً و النقباء اثناعشر نقيباً و ان علياً لساعة من اثنتيعشرة ساعة و هو قول اللّه عزّوجلّ بل كذّبوا الاية (و اعتدنا لمن كذّب بالساعة) بعلي (ث) (سعيراً 11) النار الملتهبة (هـ) ثم شرع الي الانذار بعد ذكر العبد و الفرقان و الربّ (يم).
(اذا رأتهم) السعير (هـ) فالنار تري و لها عين ناظرة و هي حية (يم) (من مكان بعيد) من مسيرة سنة (ث) (سمعوا لها تغيظاً) تهيجاً (و زفيراً 12) صوتاً.
(و اذا القوا منها مكاناً) ظرف الالقاء (ضيّقاً) علي السواد و ضَيْقاً علي قراءة (ث) القارئ بالحمرة (هـ) كوضع الوتد في الارض (يم) (مقرّنين) حال (هـ) مقيدين (هـ) مقيدين بعضهم مع بعض (ق) مأخوذ من القرن و هو الحبل يشد فيه الابعرة (دعوا هنالك) مكان او زمان (ثبوراً 13) هلاكاً (هـ) مصدر محذوف اي ثبرنا ثبوراً.
(لاتدعوا اليوم ثبوراً واحداً و ادعوا ثبوراً كثيراً 14).
(قل أذلك خير) ثم قرّب المتقين و ذكرهم بمناسبة المكذبين (يم) (ام جنة الخلد التي) قد (وعد المتقون) عن الميل الي اعداء اللّه (يم) في قيد الوعد اشارة الي ان جنة المتقين عرضها السموات و الارض فهل الضيق خير ام فسحة الجنة التي لهم فيها مايشاءون من مرافق و مجالس و مسير (يم) (كانت) حال وعـد (لهم جزاءً و مصيراً 15).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 331 *»
(لهم فيها) حال المتقون (مايشاءون) فاليهم المشية يقولون لمايريدون كن فيكون باذن اللّه (يم) (خالدين كان علي ربك وعداً مسئولاً 16) في قوله وعداً مسئولاً دلالة عجيبة علي الانجاز فان الكريم اذا وعد وفي و ان لميسأل فكيف اذا سئل فهو ينجزه اجابة للسـؤال و وفاء للوعد (يم).
(و يوم يحشرهم) بالياء علي قراءة (ث) و حفص و بالنون علي الحمرة (هـ) ثم عاد الي ذكر الذين اتخذوا من دونه الهة الذين مرّ ذكرهم (يم) (و مايعبدون من دون اللّه) من الاصنام و غيرها (يم) (فيقول) بالياء علي قراءة السواد و النون علي قراءة (ر) (هـ) للاصنام (يم) (ءانتم اضللتم عبادي هؤلاء) عن صراط علي7(يم) (ام هم ضلّوا السبيل 17).
(قالوا) انزلهم منزلة العقلاء (يم) (سبحانك ماكان ينبغي لنا اننتخذ )علي المعروف في السواد و المجهول في الحمرة (هـ) عن ابيعبداللّه7 نُتَّخَـذَ و ذلك ايضاً عن زيد عن يعقوب و عن ابيجعفر و زيد بن ثابت و ابيالدرداء و زيد بن علي و هذه القراءة انسب و اولي الاّ انها من النادرة و امرنا بالمشهورة حتي يجيء من يعلّمنا (يم) (من دونك من اولياء) نوالي اعداءك بل انت وليّنا من دونهم (يم) (ولكن متّعتهم و اباءهم حتي نسوا الذكر) القرءان او الرسول او علياً (يم) ثم ذكر نسيانهم اي تركهم الفرقان و هو الذكر (يم)([125]) (و كانوا قوماً بوراً 18) هلكي جمع باير او مصدر لايغير (هـ) اصله من بارت السلعة اذا كسدت فلاتشتري فكأنها بقيت و
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 332 *»
فسدت.
(فقدكذّبو) المعبودون (كم) اي العابدين (بماتقولون) تدعون في حقّهم من الخلافة و الامامة (يم) (فماتستطيعون) علي قراءة حفص و بالياء علي قراءة الحمرة (صرفاً) توبة (ث) (و لا نصراً و من يظلم) قوله و من يظلم باعتبار عام نعوذباللّه (يم) يشرك (يم)([126]) (منكم نذقه عذاباً كبيراً 19).
(و ماارسلنا قبلك من المرسلين) ثم ذكر الذين انكروا علي العبد الذي تقدّم شأنه (يم) رسلاً من المرسلين او «من» بيانية معناه ماارسلنا المرسلين (الاّ انهم ليأكلون) و هم يأكلون (الطعام و يمشون) عن اميرالمؤمنين7 يُمَشَّوْنَ اي يدعوهم امر الي المشي و الوزن يفيد الكثرة كماهو ظاهر (يم) (في الاسواق و جعلنا بعضكم لبعض فتنة) امتحاناً و اختباراً (أتصبرون) أتصبرون بانتطيعوا من فضل عليكم او لاتحسدوه او تكرموه كمااكرمه اللّه و ترحموا من فضلتم عليه و لاتتكبروا عليه و لاتنقصوه حقّه و امثال ذلك (يم) (و كان ربك بصيراً 20).
(و قال الذين لايرجون) لايخافون بلغة تهامة و هذيل (لقاءنا) لقاء المحمد (يم)([127]) (لولا) هلاّ (انزل علينا الملئكة او نري ربنا) كمااقترح بنواسرائيل (لقداستكبروا في انفسهم و عتوا عتوّاً) الخروج الي افحش الظلم (كبيراً 21).
(يوم) العامل فيه معني لا بشري لا لفظه لان مايتصل بلا لايعمل فيماقبله (يرون) الناس و العباد (يم) هو عند الموت (ث) (الملئكة لا بشري يومئذ )تأكيد يوم يرون (للمجرمين و يقولون) المجرمون او الملائكة لهم (حجراً )مصدر (ل) حراماً (ث) مفعول ثانٍ لفعل مقدر كأنه جعل اللّه علينا الجنة حراماً
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 333 *»
(محجوراً 22 )محرماً (ث).
(و قدمنا) وردنا علي ماعملوا لنغيّره (الي ماعملوا من عمل) روي اعمال مبغضينا و مبغضي شيعتنا (فجعلناه هباءً منثوراً 23) ثم تخلص الي انذارهم و ابطال اعمالهم (يم) خلاصة ماروي عن النبي9 ان لكلّ باب من ابواب السموات ملكاً علي السماء الاول ملك الغيبة لايتجاوزه عمل المغتاب و الثانية عليه ملك الدنيا لايتجاوزه عمل من عمل للدنيا و علي الثالثة ملك الكبر لايتجاوزه عمل المتكبر و علي الرابعة ملك العجب لايتجاوزه عمل المعجب و علي الخامسة ملك الحسد لايتجاوزه عمل الحاسد و علي السادسة ملك الرحمة لايتجاوزه عمل من لايرحم و علي السابعة ملك الحجاب لايتجاوزه عمل من لميعمل للّه و ربمايتجاوز الجميع فيقول اللّه انه لميردني بهذا العمل عليه لعنتي فيلعنه الملائكة (هـ) قال ابوجعفر7 يبعث اللّه يوم القيمة قوماً بين ايديهم نور كالقباطي ثم يقال لذلك كن هباءً منثوراً ثم قال انهم كانوا يصومون و يصلّون ولكن كانوا اذا عرض لهم شيء من حرام اخذوه و اذا ذكر لهم شيء من فضل اميرالمؤمنين انكروه و الهباء المنثور هو الذي تراه يدخل البيت من الكوة من شعاع الشمس.
(اصحاب الجنة) علـي7 (يم) (يومئذ) العامل فيه خيـر (هـ) في القبر و في الاخرة (ث) (خير مستقراً و احسن مقيلاً 24) يقيلون من هاجرة العرصة الي ظلّ ممدود و ماء مسكوب.
(و يوم) عامله اذكر محذوف (هـ) ثم تخلص الي احوال يوم يرون فيه الملائكة (يم) (تَشقَّقُ) علي قراءة الكوفيين و (و) و تَشَّقَّقُ علي الحمرة (السماء بالغمام) باميرالمؤمنين (ث)([128]) يعني يشقها الغمام اي علي7 (هـ) عن الصادق7
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 334 *»
لاينتصف ذلك اليوم حتي يقيل اهل الجنة في الجنة و اهل النار في النار (و نُزِّلَ )علي السواد و نُنْزِلُ علي قراءة (ث) (الملئكة) بالرفع علي السواد و النصب علي قراءة (ث) (تنزيلاً 25).
(الملك) مبتدأ (يومئذ) صلة الملك او بدل من يوم تشقق (هـ) و يمكن انيكون العامل في يومئذ هنا و في يوم تشقق الظرف الذي هو للرحمن (هـ) يوم قيام القائم (يم) (الحق) صفة الملك (للرحمن) خبر (هـ) لولي الرحمن يعني اذا قام القائم7لميعبد الاّ اللّه (ث) الملك للرحمن اليوم و من قبل و من بعد ولكنه في القائم (ث) (و كان يوماً علي الكافرين) بولاية علي (يم) (عسيراً 26).
(و يوم) معطوف علي يوم تشقق (يعضّ الظالم) الاول (ث) (علي يديه) الثاني (يم)([129]) (يقول) حال (يا) صاحبي (ليتني) و قرأ (و) بفتح الياء و هو القارئ بالحمرة (اتخذت مع الرسول سبيلاً 27) علياً (ث) ثم تخلص الي ذكر الولي و تركهم له و للقرءان فهما مقرونان (يم).
(ياويلتي) تعالي مثلاً (ليتني لماتخذ فلاناً) الثاني (ث) (خليلاً 28).
(لقداضلّني عن الذكر) علي و متابعة القرءان (ث) الولاية (ث) (بعد اذ جاءني و كان الشيطان) الثاني (ث) (للانسان) الاوّل الناسي للعهد (يم) (خذولاً 29).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 335 *»
(و قال الرسول يا ربّ انّ قومي) علي السواد و علي قراءة (ن) و (و) و بزّي بفتح الياء (اتخذوا هذا القرءان) عليّاً (ث) (مهجوراً 30).
(و كذلك جعلنا لكلّ نبي عدواً من المجرمين) فالعدوّ مجعول للّه سبحانه جعله عدواً للحق ولكن علي نحو الاختيار اذ يقول بكفرهم لعنّاهم (يم)([130]) (و كفي بربّك) بولي ربك (يم) (هادياً) حال او تمييز (هـ) الي معرفة النبي و العدوّ (يم) (و نصيراً 31) علي الشيطان و الاعداء (يم).
(و قال الذين كفروا) بعلي (يم) (لولا نزّل عليه القرءان جملة) حال (واحدة) مع انه انزل جملة في ليلة القدر (يم) (كذلك لنثبّت به فؤادك) ايها السامع (يم) (و رتّلناه ترتيلاً 32) و هذا امر طبيعي مجرّب ان مايقع جملة لايضبط و ان وقع شيء بعد شيء في امكنة شتي و ازمنة متفاوتة يضبط لان كلّ خصوصية من مكان او زمان او وضع يصير قرينة للذكر و لاينسي (يم).
(و لايأتونك بمثل) بصفة (يم) (الاّ جئناك بالحق و احسن) مجرور
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 336 *»
بالعطف علي الحقّ (تفسيراً 33).
(الذين) مبتدأ او بدل الذين في قوله قال الذين او ممدوح (يحشرون) ثم انذر المجادلين في امر القرءان (يم) (علي وجوههم) حال (هـ) اي علي معاريفهم و رؤسائهم (يم) (الي جهنم) الاول (يم) روي ان الذي مشّاه علي رجليه قادر انيمشّيه علي وجهه يوم القيمة (هـ) يمكن انيراد بالوجوه الاكابر فيحشرون علي اكابرهم لان درك الاكابر اسفل و درك الاتباع اعلي منه (يم)([131]) (اولئك) مبتدأ او بدل الذين (شرّ) خبر اولئك و الجملة خبر الذين علي وجه (مكاناً و اضلّ سبيلاً 34 )اماماً (يم) تمييز.
(و لقد اتينا) ثم رفع استغرابهم امر الولي و القرءان بذكر كتاب موسي و خليفته (يم) (موسي) محمداً (يم) (الكتاب) القرءان (يم) تمثيل لمحمد و كتابه و خليفته و رفع استغراب من يحسبه بدعاً (يم) (و جعلنا معه اخاه) علياً (يم) (هرون وزيراً 35).([132])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 337 *»
(فقلنا اذهبا الي القوم الذين كذّبوا باياتنا) بالمحمد: (يم) (فدمّرناهم) انذر القوم بتكذيبهم النبي و القرءان و الولي (يم) (تدميراً 36 )الاهلاك بامر عجيب (هـ) عن علي7 فدَمِّرانِّهم تدميراً و روي ايضاً عنه7 فدَمِّراهم و بالاول قراءة مسلمة بن محارب في الشواذ.
(و قوم) اي اغرقنا قوم نوح (هـ) او عطف علي ضمير دمّرناهم (ل) (نوح) علي (يم)([133]) (لمّا) العامل فيه اغرقناهم (كذّبوا الرسل) ثم انذرهم بذكر الامم الهالكة (يم) (اغرقناهم) في بحر الفتن (يم) (و جعلناهم للناس اية و اعتدنا )هيأنا (للظالمين) المحمّد حقهم (يم) (عذاباً اليماً 37).
(و عاداً) عطف علي ضمير جعلناهم (هـ) او عطف علي ضمير دمّرناهم او علي قوم نوح (ل) (و ثمود) بالفتح علي قراءة (ح) و حفص و مع التنوين علي قراءة الحمرة (و اصحاب الرسّ) روي ان سحق النساء كان في اصحاب الرسّ (هـ) هم قوم رسّوا نبيهم في الارض اي دفنوه و كانوا يعبدون شجرة صنوبر يقال شاهدرخت علي عين يقال لها روشاب و كانت لهم اثنتاعشرة قرية علي شاطئ نهر يقال له الرسّ من بلاد المشرق اسماء القري كاسماء الشهور الفرسية و اتاهم في عيدهم ريح عاصف شديدة الحمرة فتحيروا و تضاموا ثم صارت الارض تحتهم حجرة كبريت تتوقد و اظلتهم سحابة سوداء فالقيت عليهم كالقبة حمراء تلتهب فذابت ابدانهم كمايذوب الرصاص في النار
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 338 *»
خلاصة ماروي عن علي7 (و قروناً بين ذلك كثيراً 38).
(و) انذرنا مثلاً (كلاًّ ضربنا له الامثال) لمعرفة المحمد: (يم) (و كلاًّ) مفعول مقدم (تبّرنا) كسرنا بالنبطية (ث) (تتبيراً 39) الاهلاك.
(و لقد اتوا علي القرية) هي قرية سدوم من قري قوم لوط (ث) (التي امطرت مطر) منصوب علي المصدر (السوء) حجارة من سجيل (ث) (أفلميكونوا يرونها بل كانوا لايرجون) لايخافون (نشوراً 40).
(و اذا رأوك) ثم عطف علي احوال المكذبين بعد الانذار و اخبر عن باطن اسرارهم يكون حجة عليهم (يم) (ان يتخذونك الاّ هزواً) مهزواً (هـ) و يقولون (أهذا الذي بعث اللّه) بعثه اللّه (رسولاً 41) حال.
(ان) انه (كاد ليضلّنا) اللام للتأكيد و الفرق بين النفي و الاثبات (هـ) و عند الكوفيين معناه ماكاد الاّ يضلّنا و هو احسن (يم) (عن الهتنا) ائمتنا (يم) (لولا )وقـع (يم) (ان صبرنا عليها و سوف يعلمون حين يرون العذاب) القائم (يم) (من اضلّ سبيلاً 42) اماماً (يم) تمييز.
(أرايت من اتخذ الهه) المفعول الثاني (هـ) امامه (يم) (هواه) المفعول الاول (هـ) الاوّل (يم)([134]) (أفانت تكون عليه وكيلاً 43).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 339 *»
(ام تحسب انّ اكثرهم يسمعون او يعقلون ان هم الاّ كالانعام) الاّ انعام (يم) لانه ليس فيهم الاّ مافي الحيوانات من الارواح و هي روح القوة و الشهوة و البدن و ليس فيهم روح الايمان التي بها الانسان انسان (يم) (بل هم اضلّ سبيلاً 44).
(المتر الي ربّك) ثم شرع في الاستدلال علي الربوبية (يم) (كيف) حال عن ضمير مـدّ او في موضع المصدر (مـدّ) بسط (ص) (الظلّ) بين الطلوعين (ث) او هو ظلّ الشمس اي نوره (يم) او مدّ ظل الارض الي السماء بالليل (يم) زمان الغيبة (يم) روي انه نزل النبي بالجحفة تحت شجرة قليلة الظل و نزل اصحابه حوله فتداخله شيء من ذلك فاذن اللّه لتلك الشجرة الصغيرة حتي ارتفعت و ظلّلت الجميع فانزل اللّه المتر الاية([135]) (و لو شاء لجعله ساكناً) مقيماً (ثم جعلنا الشمس) القائم (يم)([136])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 340 *»
(عليه) علي الربّ (يم) (دليلاً 45) فانه لايظهر للحس حتي تطلع (ص).
(ثم قبضناه) جمعناه (الينا قبضاً يسيراً 46) سهلاً (هـ) كأنهم يوم يرونها لميلبثوا الاّ ساعة (يم) فظهر الامام (يم).
(و هو الذي جعل لكم الّيل لباساً) يمكن انيكون جعـل بمعني خلق و يكون لباساً مفعولاً له و كذا قوله و جعل النهار نشوراً (يم) (و النوم سباتاً) قاطعاً للعمل (و جعل النهار نشوراً 47) ينتشر فيه الناس (ص) اي احياء اي لاجل الاحياء او سبب الاحياء او للتفرق (هـ) روي كماتنامون تموتون و كماتستيقظون تبعثون.
(و هو الذي ارسل الرياح) علي قراءة السواد و الريح علي قراءة (ث) (هـ) الدُول (يم) (بُشْراً) علي قراءة (ص) القارئ بالسواد و نُشُراً علي قراءة الحمرة و نَشْراً علي قراءة (ح) و (س) و نُشْراً علي قراءة (ر) (هـ) حال من الرياح و العامل ارسل (بين يدي رحمته) الدولة الحقة (يم) (و انزلنا من السماء) من المحمد (يم) (ماء )علماً (يم) (طهوراً 48) لنجاسة الشكوك و رجسها (يم).
(لنحيي به بلدة ميتاً) قلب من لا علم له (يم)([137]) (و نسقيه مما )
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 341 *»
بعض (يم) حال (خلقنا انعاماً) العوام (يم) (و اناسي) جمع انسان (كثيراً 49) الشيعة (يم) كثيراً حال من الهاء في نسقيه (يم).
(و لقد صرّفناه) هذا القول او المطر (ص) (بينهم) اي صرّفنا عليّاً7 في صور عديدة ليذّكّروا كماقال انا الذي اتقلب في الصور كيف شاء اللّه (يم) (ليذّكّروا) علي قراءة السواد و لِيَذْكُروا علي قراءة (ح) و (س) (هـ) ثم ذكر الفرقان بعد ذكر الربّ المبارك (يم) (فابي اكثر الناس الاّ كفوراً 50) بولاية علي (ث).
(و لو شئنا لبعثنا) في هذا الزمان ايضاً (يم) (في كلّ قرية نذيراً 51 )ولكنّا بعثناك للناس كافة (هـ) يعني اليوم و الاّ و ان من قرية الاّ خلا فيها نذير في السابق (يم) في كلّ قلب عقلاً يعرف به خيره و شرّه (يم).
(فلاتطـع) ايها السامع (يم) (الكافرين) بعلي (يم) (و جاهدهم به )بعلي (يم) بالقرءان (هـ) به اي بالقرءان او بترك الطاعة (ص) (جهاداً كبيراً 52 )و لايقدرون مع الجهاد انيأتوا بمثله.
(و هو الذي مرج) خلط او ارسل (ث) (البحرين) البحران بحر النور و الظلمة و الوجود و الماهية (يم) (هذا) الجملة حالية (عذب فرات) شديدالعذوبة من فرت الماء اذا عذب (و هذا ملح) الجملة حالية (اجاج) شديدالملوحة و المرّ
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 342 *»
(و جعل بينهما برزخاً) حاجزاً (ث) (و حجراً) حراماً (ق) (محجوراً 53 )محرماً بانيغيّر احدهما طعم الاخر (ق).
(و هو الذي خلق من الماء بشراً فجعله) محمداً (ث) (نسباً )فاطمة (ث) الولادة القريبة (و صهراً) علياً (ث) خلط تشبه القرابة (هـ) ذو نسب و ذات صهـر (ص) النسب ماكان بسبب الرجال و الصهر ماكان بسبب النساء (ث) و للاية معني اخر و هو ان البشر هو فاطمة و علي و هما معاً بشر واحد لان الزوجة نفس الزوج فجعله نسباً و هو فاطمة و صهراً و هو علي7 (يم) قال ابوجعفر7 ان علياً اية لمحمد و ان محمداً يدعو الي ولاية علي امابلغك قول رسولاللّه9 من كنت مولاه فعلي مولاه والي اللّه من والاه و عادي من عاداه (و كان ربك قديراً 54).
(و يعبدون) يطيعون (يم) (من دون اللّه) ولي اللّه (يم) (ما لاينفعهم و لايضرّهم و كان الكافر) لحقّ علي (يم) الثاني (ق) (علي ربه) علي ضرر علي7(يم) اميرالمؤمنين (ق) (ظهيراً 55) قال ابوجعفر7 تفسيرها في بطن القرءان علي هو ربه في الولاية و الرب هو الخالق الذي لايوصف.
(و ماارسلناك الاّ مبشراً) حال (هـ) لمن اطاع علياً (يم) (و نذيراً 56) عن مخالفة علي (يم).([138])
(قل مااسئلكم عليه من اجر الاّ من) منقطع (ل) المستثنيمنه كم في
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 343 *»
اسألكم (يم) او المراد لااسألكم عليه اجراً الاّ اني اسأل من شاء اتخاذ علي الي ربه فاني اعلم ان جماعة لايتخذونه فكيف اسأل من اعلم انه لايفعل و اما من اعلم انه يفعل فاني اسأله الاجر و هو مودة ذيالقربي كما قال مااسألكم عليه اجراً و ما انا من المتكلفين (يم) (شاء) فذلك اجري فاتركوه لي (يم) (انيتخذ) مفعول شاء (الي ربه) امامه (يم) (سبيلاً 57) الشيعة (يم) فينفق ماله فلاامنعه بل احثّ عليه (هـ) هو مودة ذيالقربي (يم).
(و توكّل علي الحي الذي لايموت و سبّح بحمده و كفي به بذنوب عباده خبيراً 58).
(الذي) في موضع الجرّ صفة الحي او مرفوع او منصوب علي المدح (خلق السموات و الارض و مابينهما في ستّة ايام ثم استوي علي العرش)الملك (يم) ولي (يم) (الرحمن) فاعل استوي (هـ) خبر مبتدأ محذوف او بدل ضمير استوي (ل) (فاسئل) ايها السائل او السامع (به) عنه (هـ) متعلقه خبيراً (خبيراً59)علياً او محمداً (يم).([139])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 345 *»
(و اذا قيل لهم اسجدوا للرحمن) اطيعوا علياً7 (يم) (قالوا و ما الرحمن) جوابه الرحمن علّم القرءان (ق) (أنسجد لماتأمرنا) بالتاء علي السواد و بالياء علي قراءة (ح) و (س) (و زادهم نفوراً 60) مفعول ثانٍ لـزاد.
(تبارك) ثم اخذ يصف الرحمن و هو قوله تبارك الايات (يم) (الذي )الرحمن الذي (يم) (جعل في السماء) سماء الولاية (يم) (بروجاً) ائمة (يم) منها الكواكب (ث) الذي للفصول (ث) (و جعل فيها سِراجاً) علي السواد و سُرُجاً علي قراءة (ح) و (س) (هـ) عنهم: لاتقرأ سرجاً و انما هي سراجاً و هي الشمس (هـ) اي
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 346 *»
شمساً (يم) محمداً (يم) (و قمراً) فاطمة (يم)([140]) (منيراً 61).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 348 *»
(و هو الذي جعل الّيل) دولة الباطل (يم) (و النهار) دولة الحق (يم) (خلفة) الشيء بعد الشيء (هـ) يقضي فائت كلّ واحد في الاخر (ث) عن القمي بعد بيان القضاء هو من سرّ المحمد المكنون (لمن اراد انيذّكّر) علي السواد و يَذْكُرَ
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 349 *»
علي قراءة (ح) (او اراد شكوراً 62).
(و عباد) مبتدأ (هـ) الائمة (ث) المحمد (يم) ثم وصف عباده الساجدين له (يم) قال ابوعبداللّه7 هو الرجل يمشي بسجيته التي جبل عليها لايتكلّف و لايتبختر و روي هم الاوصياء من مخافة عدوّهم (الرحمن الذين) خبره او صفة و اولئك يجزون الغرفة خبره (هـ) هو علي (يم) (يمشون علي الارض) علي العلم و القرءان (يم) (هوناً) بالتقية (ث) خوفاً (ث) اي وقاراً (هـ) في موضع الحال (هـ) خصال عباد الرحمن اثنتاعشرة المشي هوناً و مسالمة الجهال بعدم الجدال و صلوة الليل و الاستعاذة و الاستعانة باللّه في النجاة عن عذاب جهنم و القوام في الانفاق و توحيد العبادة و ترك قتل النفس و الزني و ترك شهادة الزور و اجتناب اللغو و عدم ترك الاعتبار بالايات و الداعين للازواج و الذريات و النفس و هم الائمة مطيعون للرحمن اي لرسول الرحمن الرحمة الواسعة (يم)([141]) (و اذا خاطبهم) هو الحسن المسالم مع معوية (يم) (الجاهلون قالوا سلاماً 63) مصدر (هـ) سلّموا عليهم.
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 350 *»
(و الذين) هو الحسين الخاضع لربه (يم) (يبيتون) يصلون الليل (يم) (لربّهم) يطيعون امامهم في زمان الفترة (يم) (سجّداً و قياماً 64) مقتولاً و مجاهداً (يم).
(و الذين) هو السجاد الداعي كثيراً (يم) (يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم) ولاية الاعداء (يم) (انّ عذابها كان غراماً 65) ملازماً (ث) اشد العذاب.
(انها ساءت مستقراً) تمييز (و مقاماً 66) جهنم.
(و الذين) هو الباقر المنفق للعلم قواماً (يم) (اذا انفقوا لميسرفوا و لميَقتُرُوا) عليالسواد و يُقْتِرُوا عليقراءة (ن) و (ر) و يَقْتِرُوا عليقراءة (ث)و(و)(هـ) لميقتروا بالضم يعني لميفتقروا و بالفتح لميضيقوا ضد الاسراف (و كان) الانفاق (بين) معلّق بخبر كان (ذلك قواماً 67) اي ذا قوام (هـ) القوام من العيش مااقامك (هـ) عن ابيعبداللّه7 القوام هو الوسط (هـ) قال ابوالحسن7هو المعروف علي الموسع قدره و علي المقتر قدره علي قدر عياله و مئونتهم التي هي صلاح له و لهم لايكلف اللّه نفساً الاّ مااتيها و قال ابوعبداللّه7 في ادني حدّ الاسراف بذلك ثوب صونك و اهراق فضل انائك و اكلك التمر و رميك النواة هيهنا و هيهنا و قال ابوجعفر7 في هذا المعني عليك بالحسنة بين السيئتين (هـ) عن النبي9 من اعطي في غير حقّ فقد اسرف و من منع من حقّ فقد قتر و عن علي7 ليس في المأكول و المشروب سرف و ان كثر.
(و الذين) المحمد (ث) (لايدعون) هو الصادق (يم) (مع اللّه) ولي(يم) (الهاً) اماماً (يم) (اخر) عن ابنعباس قوله و الذين لايدعون مع اللّه الي قوله غفوراً رحيماً نزلت بالمدينة و اللّه اعلم (و لايقتلون) هو موسي بن جعفر7 (يم) (النفس) التي بها يعرف اللّه (يم)([142]) (التي حرّم اللّه الاّ) منقطع (بالحق)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 351 *»
بافنائها في اللّه (يم) (و لايزنون) هو علي بن موسي الرضا التارك لولاية عهد مأمون (يم) (و من يفعل ذلك يلق اثاماً 68) عقوبة (هـ) القمي: اثاماً واد في جهنم من صفر مذاب قدامها حرة في جهنم يكون فيه من عبد غير اللّه و من قتل النفس التي حرّم اللّه و يكون فيه الزناة و يضاعف لهم فيه العذاب الاّ من تاب و امن الي قوله فانه يتوب الي اللّه متاباً يقول لايعود الي شيء من ذلك بالاخلاص و نية صادقة.
(يُضاعَفْ) علي السواد و يُضاعَفُ علي قراءة (ر) و ابيبكر و يُضَعَّفُ علي قراءة (ث) و (و) (هـ) بدل من يلق (ل) (له العذاب يوم القيمة و يَخْلُدْ) علي السواد و يَخْلُدُ علي قراءة (ر) و ابيبكر (فيه) بالاشباع في قراءة (ث) و حفص و قرأ الباقون فيهِ يختلسون الكسرة (مهاناً 69) مستخفاً به.
(الاّ من) هم الشيعة (ث) (تاب) عن الشرك (يم) (و امن) بمحمّد9(يم) (و عمل عملاً صالحاً) الولاية (يم) (فاولئك يبدّل اللّه سيئاتهم حسنات) هي في المذنبين من شيعتنا خاصة (ث) (و كان اللّه غفوراً رحيماً 70).
(و من تاب و عمل صالحاً فانه يتوب) خبر و معناه امر (يم) ينبغي انيرجع (الي اللّه) ولي اللّه (يم) (متاباً 71) مصدر او مكان (هـ) لايعود الي شيء (ق).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 352 *»
(و الذين) هو الجواد7 (يم) (لايشهدون) لايحضرون (يم) (الزور 72) الكذب (هـ) هو الغناء (ث) الغناء و مجالس اللهو (ث).
(و اذا مرّوا) هو النقي (يم) (باللغو مرّوا) منه التكنية عن الفرج (ث) (كراماً 73) حال.
(و الذين) الشيعة (ث) (اذا ذكّروا) هو العسكري7 (يم) (بايات ربهم )فضل امامهم (ث) (لميخرّوا عليها صمّاً و عمياناً 74) و يكونون مستبصرين ليسوا شكّاكاً (ث).
(و الذين يقولون) هو القائم (يم) (ربّنا هب لنا من ازواجنا )خديجة (ث) (و ذُرّياتِنا) في قراءة الحرميين و (ر) و حفص و ذُرِّيَّتِنا في قراءة الحمرة (هـ) فاطمة (ث) (قرّة اعين) برد العين او قرارها (هـ) الحسن و الحسين (ث) (و اجعلنا) علي (ث) اقول «نا» في تفسير ظاهر الظاهر علي7 فانه نفس النبي9اي اجعل «نا» للمتقين اماماً اي اجعل علياً اماماً للمتقين (يم) اي اجعل المتقين لنا اماماً ففيه قلب (هـ) روي انها انزل اجعل لنا من المتقين اماماً (للمتقين) الداعون المحمد: (ث) (اماماً 75 )الامام مصدر امّ مثل صام صياماً.
(اولئك يجزون الغرفة) الجنة (ث) الدرجة الرفيعة (بماصبروا) علي الفقر و مصائب الدنيا (ث) (و يُلَقَّوْنَ) علي السواد و يَلْقَوْنَ علي قراءة (ح) و (س) و ابيبكر (فيها تحيةً و سلاماً 76).
(خالدين فيها حسنت مستقراً و مقاماً 77).
(قل ما) نفي او استفهام توبيخ (يعبؤا بكم ربي) لقوله سبحانه مايعبؤ بكم الاية احتمالات احدها اي قدر لكم عند ربكم لولا دعاؤكم اياه فقدركم علي حسب دعائكم و ثانيها لا قدر لكم عند ربكم لولا دعاؤكم اياه و ثالثها اي قدر كان لكم حتي يعتني بكم ربكم و يرسل اليكم الرسل لولا غرضه دعاؤه اياكم الي ماينجيكم نعمة عليكم و رابعها لا قدر لكم حتي يعتني بكم لولا غرضه هدايتكم (يم) (لولا دعاؤكم
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 353 *»
فقدكذّبتم فسوف يكون) جزاء التكذيب (ل) (لزاماً 78) لازماً لكم (هـ) قيل لابيجعفر7القراءة افضل او كثرة الدعاء افضل قال كثرة الدعاء افضل و قرأ الاية.
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 354 *»
«سورة الـشـعــراء»
مكية و هي مائتان و سبع و عشرون اية شامي و كوفي و المدني الاول و ستّ في الباقين اختلافها طسم كوفي فلسوف يعلمون غيرالكوفي ماكنتم تعبدون غيرالبصري و ماتنزلت به الشياطين عراقي شامي و المدنيالاول.
عن ابيعبداللّه7 من قرأ الطواسين الثلث في ليلة الجمعة كان من اولياء اللّه و في جوار اللّه و في كنفه و لميصبه في الدنيا بؤس ابداً و اعطي في الاخرة من الجنة حتي يرضي و فوق رضاه و زوّجه اللّه مائة زوجة من الحورالعين.
(بسم اللّه الرحمن الرحيم)
(طسم 1) علي قراءة السواد و طسم علي قراءة (ح) و (س) و ابيبكر بالامالة و الباقون باخلاص الفتحة (هـ) و قرأ (ح) سين ميم بالنون و ادغم الباقون.
(تلك ايات الكتاب المبين 2) ايات علي7 و علاماته (يم).
(لعلّك) هل انت (يم) (باخع) مهلك غمّاً (نفسك) علياً7 (يم) (الاّ) مفعولله و لا نافية (يكونوا مؤمنين 3) بعلي (يم).
(ان نشأ ننزّل) جزاء الشرط (عليهم من السماء اية) الصيحة من السماء (ث) علي في عين الشمس (ث) (فظلّت) اي فاذا نزلت ظلّت او هو اخبار من باب تحقّق الوقوع (يم) (اعناقهم) بنيامية (يم) رؤساؤهم او جماعاتهم (يم)([143])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 355 *»
(لها خاضعين 4).
(و مايأتيهم من) للتأكيد (ذكر) من امام (يم) (من) ابتدائية (هـ) ولي (يم) (الرحمن) من رسولاللّه (يم)([144]) (محدث الاّ كانوا) يمكن انيكون المراد بكان محض اثبات الاعراض لهم لا خصوصية الماضي كقولك كان اللّه عليماً ولو قال بغير هذا اللفظ لميفـد هذا المعني (يم) (عنه معرضين 5) في عالم الذرّ او عصر الحجة الماضية حين عرض اللاحقة عليهم (يم).
(فقد كذّبوا) بالحجج (يم) (فسيأتيهم انبؤا ما كانوا به يستهزءون 6).
(اولميروا الي الارض) القرءان (يم) (كم) قد (انبتنا) حال (فيها من كلّ زوج) حكمة و علم (يم)([145]) (كريم 7) منهم الانسان لقوله سبحانه و لقدكرّمنا
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 356 *»
بنيادم و الانسان نبات لقوله و اللّه انبتكم من الارض نباتاً (يم).
(انّ في ذلك لاية) دالة علي حقّ علي7 (يم) لمّاذكر تكذيبهم اراد انيريهم اية تدعوهم الي ترك التكذيب و الاستهزاء (يم) (و ما كان) في عالم الذرّ (يم) (اكثرهم مؤمنين 8) بعلي (يم).
(و انّ ربك) ايها السامع (يم) (لهو العزيز الرحيم 9) فلا عزيز و لا رحيم سواه (يم) تخصيص هذه الاية المكررة بهاتين الصفتين للتقريع و التقريب فقرّع المستهزئين المكذبين بالعزيز و قرّب المؤمنين بالرحيم (يم) قال رسول من انفسكم عزيز الي ان قال بالمؤمنين رءوف رحيم (يم).
(و اذ) و اذكر اذ (نادي ربك) لمّاذكر انهم يعرضون عن كلّ ذكر و قال فسيأتيهم انباؤ ماكانوا به يستهزءون اراد انيعدّ ماكانوا يستهزؤن به من قبل من امر الانبياء و اعراضهم عنهم لان كلّ واحد ذكر اللّه و فيه تسلية النبي ان لايبخع نفسه بتركهم الايمان و فيه ذكر لتعداد الايات الموجبة للتصديق من التشريعي و قد ذكر التكويني (يم) (موسي) محمداً (يم) (ان ائت) مفعول نادي (القوم الظالمين 10).
(قوم) عطف بيان (فرعون) الاوّل (يم) (الايتقون 11).
(قال ربّ اني) بسكون الياء علي السواد و فتحها علي قراءة (و) و الحرميين (اخاف انيكذّبون 12).
(و يضيق صدري و لاينطلق لساني فارسل الي هرون 13) علي (يم).
(و لهم علي ذنب) قتل القبطي (فاخاف انيقتلون 14).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 357 *»
(قال كلاّ) لايكون ذلك (فاذهبا باياتنا انّا معكم) مع موسي و هرون و القوم (يم) (مستمعون 15).
(فأتيا فرعون) فاستأذنا فلميؤذن لهما فضرب موسي بعصاه الباب فاصطكّت الابواب مفتحة (ث) (فقولا انّا رسول) رسول فعول و فعول و فعيل يستوي فيهما المذكر و المؤنث و الواحد و الجمع نظيره انهم عدوّ لي (ربّ العالمين 16).
(ان ارسل معنا بنياسرائيل 17) فيه حذف (يم).
(قال المنربّك فينا وليداً و لبثت فينا من عمرك سنين 18).
(و فعلت فعلتك التي فعلت) قتلت الرجل (ق) (و انت من الكافرين 19) بنعمتي.
(قال فعلتها اذاً و انا من الضالّين 20) عن الطريق بوقوعي الي مدينة من مدائنك (ث) الظاهر انه ورّي تورية فقصد الضلال عن الطريق و اظهر الضلالة و عدم الاهتداء الي الحسنة و السيئة (يم).
(ففررت منكم لمّاخفتكم فوهب لي ربّي حكماً و جعلني من المرسلين 21).
(و تلك نعمة تمنّها علي) و الظاهر انه استفهام انكار يعني و اي نعمة لك تمنّها علي و قدعبّدت عشيرتي و اهلي و ذبحت رجالهم (يم) (ان عبّدت) بدل نعمة (هـ) او مفعولله (بنياسرائيل 22) علي انيربّوني لانك استعبدت اقاربي فربّوني فاي نعمة لك عندي.
(قال فرعون و ما) سأله عن الكيفية (ق) (ربّ العالمين 23).
(قال ربّ السموات و الارض) وصفه بفعاله و دلّ عليه باياته حاصلالخبر (و مابينهما ان كنتم موقنين 24) فاقبلوا (يم).
(قال لمن حوله الاتستمعون 25) اسأله عن الكيفية يجيبني عن الصفة (ق).
(قال ربّكم و ربّ ابائكم الاولين 26) اذ ان كنتم تجهلون امر السموات
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 358 *»
لاتجهلون امر انفسكم انكم ما كوّنتم انفسكم (يم).
(قال انّ رسولكم الذي ارسل اليكم لمجنون 27).
(قال ربّ المشرق و المغرب و مابينهما) و مابينهما من الجمادات و النباتات و الحيوانات و الاناسي و ساير المواليد التي تشاهدونها و الليل و النهار و النجوم و الشمس و القمر و حركاتها و اوضاعها التي انتم مضطرّون الي الاقرار بحدوثها و وجوب كون محدث لها فاجمل في الاول و قال ربّ العالمين فاستفصلوا فقال ربّكم و ربّ ابائكم فلميقنعوا ففصّل و اشار الي جميع الايات (يم) (ان كنتم تعقلون 28 )و لستم بمجانين كماتنسبونه الي فاقبلوا (يم).
(قال لئن اتخذت الهاً غيري لاجعلنّك من المسجونين 29).
(قال اولوجئتك بشيء مبين 30).
(قال فأت به ان كنت من الصادقين 31).
(فالقي عصاه فاذا هي ثعبان) حية ذكر عظيمة (هـ) فالتقمت الايوان بلحييها (ث) (مبين 32) فلميبق من جلساء فرعون الاّ هرب و دخل فرعون رعب عظيم فقال انشدتك باللّه و بالرضاع الاّكففتها عني فكفّها و همّ فرعون بتصديقه فمنعه هامان (ق).
(و نزع يده فاذا هي بيضاء للناظرين 33) فهمّ فرعون بتصديقه و منعه هامان (ق).
(قال للملأ حوله انّ هذا لساحر) رسم القران لَسحِرٌ (عليم 34).
(يريد انيخرجكم من ارضكم بسحره فما) مبتدأ (ذا) خبره و هو بمعني الذي او ماذا مفعول تأمرون تقدم (تأمرون 35) و كان فرعون و هامان ساحرين و تملّكا بالسحر.
(قالوا ارجه) ابنكثير و هشام ارجئه بالهمزة و ضم الهاء و وصلها بالواو و ابوعمرو كذا من غير صلة و ابنذكوان بالهمزة و كسر الهاء بلا صلة و قالون بغير همز و
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 359 *»
يختلس الكسرة و ورش و الكسائي بغير همز و يصلان الهاء بياء و عاصم و حمزة بغير همز و يسكنان الهاء و الهاء في الوقف ساكنة بلا خلاف الاّ في مذهب من ضمّها و وصلها او لميصلها فان الروم و الاشمام جايزان فيها (و اخاه و ابعث في المدائن )البلدان المتعلقة بمصر (حاشرين 36) حال عن مفعول ابعث و هو رجالاً مثلاً.
(يأتوك بكلّ سحّار عليم 37).
(فجمع السحرة) الف ساحر (ق) (لميقات يوم معلوم 38).
(و قيل للناس هل انتم مجتمعون 39).
(لعلّنا نتّبع السحرة ان كانوا هم الغالبين 40) و لميقل نتبع موسي ان غلب من عتوّه (يم).
(فلمّا جـاء السحرة) اختاروا من الالف ثمانين (ق) (قالوا لفرعون ائنّ لنا لاجراً ان كنّا نحن الغالبين 41) لو ان الساحر يقدر علي مايريد و صرف القلوب الي هواه لماطلبوا الاجر من فرعون فان هو الاّ كساير الصناعات (يم).
(قال نَعَم) علي السواد و نَعِم علي قراءة (س) (و انّكم اذاً لمن المقربين 42) اشارككم في ملكي (ق).
(قال لهم موسي القوا ما انتم ملقون 43) فدولة الباطل ينبغي انتكون مقدمة لانتنقرض و تتفرد دولة الحق (يم).
(فالقوا حبالهم و عصيّهم و قالوا بعزة فرعون انّا لنحن الغالبون 44).
(فالقي موسي عصاه) فالقي موسي عصاه فذابت في الارض مثل الرصاص ثم طلع رأسها و فتح فاها و وضع شدقها العليا علي رأس قبة فرعون ثم ارخت شفتها السفلي و التقمت عصي السحرة و حبالها و غلبت كلّهم و انهزم الناس حين رأوها من عظمها و هولها فقتل في الهزيمة من وطئ الناس عشرة الاف نفس فاحدث فرعون و هامان في ثيابهما و شاب رأسهما و غشي عليهما من الفزع و مرّ موسي في الهزيمة مع الناس فناداه اللّه خذها فاخذها فهنالك القي السحرة ساجدين (ق) (فاذا هي تَلْقَفُ )
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 360 *»
علي قراءة حفص و تَلَقَّفُ علي قراءة الحمرة (هـ) تتناول (مايأفكون 45 )يموّهون.
(فالقي السحرة) القاهم اللّه سبحانه بحيرتهم و بهتهم (ساجدين 46).
(قالوا امنّا بربّ العالمين 47).
(ربّ موسي و هرون 48).
(قال امنتم) علي السواد و ءَ امنتم علي قراءة (ح) و (س) و ابيبكر و الباقون علي الاستفهام بهمزة و مدة (هـ) قال امنتم حفص بهمزة و الف علي الخبر و ابوبكر و حمزة و الكسائي بهمزتين مخففتين بعدهما الف و الباقون علي الاستفهام بهمزة و مدة طويلة بعدها في تقدير الفين (له قبل ان اذن لكم انه لكبيركم الذي علّمكم السحر فلسوف تعلمون لاقطّعنّ ايديكم و ارجلكم من خلاف و لاصلّبنّكم اجمعين 49).
(قالوا لا ضير) ضرر (هـ) مصدر ضار يضير (انّا الي ربّنا منقلبون 50).
(انّا نطمع انيغفر لنا ربّنا خطايانا ان) لان (كنّا اوّل المؤمنين 51) بالنسبة اليكم (يم).
(و اوحينا الي موسي اَنْ اَسْر) علي السواد و اَنِ اسْرِ علي قراءة الحرميين (بعبادي) بسكون الياء و علي قراءة (ن) فتحها (انكم) حالية (متّبعون 52) يتبعكم فرعون.
(فأرسل فرعون في المدائن حاشرين 53) جامعين.
(انّ هؤلاء لشرذمة) عصبة (ث) باقية (قليلون 54) قيل كانوا ستّمائة الف و لايحصي اصحاب فرعون (هـ) كان مقدمة جيش فرعون ستمائة الف و ركب في الف الف (ث).
(و انهم لنا لغائظون 55) لمغضبون.
(و انّا لجميع حاذرون 56) علي قراءة الكوفيين و ابنذكوان و حَذِرُونَ علي قراءة الباقين (هـ) الحاذر فاعل الحذر و الحَذِر المطبوع علي الحذر.
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 361 *»
(فاخرجناهم من جنات و عيون 57) بضم العين علي قراءة (ن) و (و) و حفص و هشام و كسرها علي قراءة الحمرة.
(و كنوز و مقام كريم 58).
(كذلك) الامر كذلك (و اورثناها بنياسرائيل 59).
(فاتبعوهم مشرقين 60) وقت شروق الشمس و طلوعها.
(فلمّا تَرآءَ) الباقون في حال الوصل علي السواد و تَريءَ علي قراءة (ح) في الوصل (الجمعان) تقابلا و رأي كلّ واحد صاحبه (قال اصحاب موسي انّا لمدركون 61) ملحقون.
(قال كلاّ انّ معي) بفتح الياء علي قراءة حفص و سكونها علي قراءة الحمرة (ربي سيهدين 62) سيكفين (ق).
(فاوحينا الي موسي اناضرب بعصاك البحر فانفلق) فانشقّ (فكان كلّ فرق كالطود العظيم 63).
(و ازلفنا) ادنينا (ثمّ الاخرين 64).
(و انجينا موسي و من معه اجمعين 65).
(ثم اغرقنا الاخرين 66).
(انّ في ذلك لاية) موجبة للايمان بك و بساير الانبياء و الحجج و الكتاب (يم) (و ما كان اكثرهم) بنياسرائيل (مؤمنين 67).
(و انّ ربّك لهو العزيز الرحيم 68).
(و اتل عليهم) ثم اراد انيذكر اية اخري موجبة للايمان لان الانبياء برهاناللّه (يم)([146]) (نبأ ابرهيم 69).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 362 *»
(اذ قال لابيه و قومه ماتعبدون 70).
(قالوا نعبد اصناماً) الخلفاء (يم) (فنظلّ لها عاكفين 71).
(قال هل يسمعونكم) يسمعون دعاءكم (هـ) تذكير الاصنام ليدلّ في الباطن علي رجال لعنهم اللّه (يم)([147]) (اذ تدعون 72).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 363 *»
(او ينفعونكم او يضرّون 73).
(قالوا بل وجدنا اباءنا كذلك يفعلون 74).
(قال أفرأيتم ماكنتم تعبدون 75).
(انتم و اباؤكم الاقدمون 76) الاوّلون.
(فانهم) اجراهم مجري العقلاء ليصحّ تأويلها ايضاً (يم) (عدوّ) لفظ عدو يستوي فيه الواحد و الجمع و المؤنث و المذكر (ل) الذي افهم ان العدو هنا فعول بمعني المفعول كحلوب بمعني محلوب فانهم عدوّ لي يعني انا اعاديهم لا انهم يعادونني و هم حجر و خشب (يم) (لي) بسكون الياء علي السواد و فتحها علي قراءة (ن) و (و) (الاّ) منقطع (ربّ) ولي (يم) (العالمين 77).
(الذي خلقني فهو يهدين 78).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 364 *»
(و الذي هو يطعمني و يسقين 79).
(و اذا مرضت) نسب المرض الي نفسه اما لمقتضي مااصابك من سيئة فمن نفسك و اما تعطيفاً للقوم (فهو يشفين 80).
(و الذي يميتني ثم يحيين 81).
(و الذي اطمع انيغفر لي خطيئتي يوم الدين 82).
(ربّ هب لي حكماً و الحقني بالصالحين 83) الذين لايحكمون الاّ بحكم اللّه (ث).
(و اجعل لي لسان صدق) يعني علياً (ث) كلّ خليفة لسان صدق المخلفله (يم) (في الاخرين 84) في هذه الامة (ث) استجاب اللّه دعاءه و قال و جعلنا لهم لسان صدق علياً (يم) اي عرضت ولاية علي7 علي ابرهيم فقال اللّهم اجعله من ذريتي ففعل اللّه ذلك.
(و اجعلني من ورثة جنّة النعيم 85).
(و اغفر لابي) بسكون الياء علي السواد و فتحها علي قراءة (ن) و (و) (انه كان من الضالّين 86) قال انه كان من الضالّين اشعاراً بانه في الحال ليس من الضالّين و انما ذلك لوعده الايمان (يم).
(و لاتخزني يوم يبعثون 87).
(يوم لاينفع مال و لا بنون 88) احداً.
(الاّ من) بدل مفعول ينفع او منصوب علي الاستثناء (اتي اللّه بقلب سليم 89) من حبّ الدنيا (ث) قال ابوعبداللّه7 السليم من يلقي ربه و ليس فيه احد سواه و قال و كلّ قلب فيه شرك او شكّ فهو ساقط و انما اراد الزهد في الدنيا لتفرغ قلوبهم (هـ) اي كان شيعيّاً لقوله تعالي انّ من شيعته لابرهيم اذ جاء ربه بقلب سليم (يم).
(و ازلفت) قربت (ث) انظر في حسن التخلّص كيف تخلّص من قوله يوم
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 365 *»
يبعثون الي قوله و ازلفت الجنة للمتقين (يم) (الجنة) ولاية المحمد: (يم) (للمتقين 90) للشيعة (يم).
(و برّزت) نحيت (ث) اظهرت (الجحيم) ولاية الاعداء (يم) (للغاوين 91) العاملين بمايوجب الخيبة.
(و قيل لهم اين ما) ائمة (يم) (كنتم تعبدون 92) تطيعون (يم).
(من دون اللّه) ولي (يم) (هل ينصرونكم) يدفع البلاء (او ينتصرون 93) اذا ظلمتم.
(فكبكبوا) اي كببوا و طرح بعضهم علي بعض (هـ) قال ابوجعفر7 في قوله كبكبوا قوم وصفوا عدلاً بالسنتهم ثم خالفوه الي غيره (فيها هم) بنوامية (ث) (و الغاوون 94 )بنوعباس (ث).
(و جنود ابليس) الثاني (يم) ذريته من الشياطين (ث) (اجمعون 95).
(قالوا و هم) حال (فيها يختصمون 96).
(تاللّه ان كنّا لفي ضلال مبين 97).
(اذ نسوّيكم) ياايها المطاعون (بربّ العالمين 98) بولي رب العالمين (يم) القمي: اطعناكم كمااطعنا اللّه فصرتم ارباباً.
(و مااضلّنا الاّ المجرمون 99) الخلفاء (يم) يعني المشركين الذين اقتدوا بهم هؤلاء و اتبعوهم علي شركهم و هم من قوم محمد ليس فيهم من اليهود و النصاري احد (ث).([148])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 366 *»
(فما لنا من شافعين 100) الائمة (ث).
(و لا صديق) من المؤمنين (ث) يعني به المعرفة (ث) (حميم 101) من المؤمنين (ث) القرابة (ث) القريب الذي تودّه و يودّك (هـ) قال رسولاللّه9مااستفاد امرؤ يستفيده مسلم فائدة بعد فائدة الاسلام مثل اخ يستفيده في اللّه ثم قال انما سمي المؤمن مؤمناً لانه يؤمن علي اللّه فيجيز امانته ثم قال اماسمعت اللّه يقول في اعدائكم اذا رأوا شفاعة الرجل منكم لصديقه يوم القيمة فمالنا من شافعين و لا صديق حميم (هـ) قال ابوعبداللّه7 لاتزهدوا في فقراء شيعتنا فان الفقير منهم ليشفع في مثل ربيعة و مضـر.
(فلو انّ لنا كرّة فنكون من المؤمنين 102) من المهتدين (ث).
(انّ في ذلك لاية و ماكان اكثرهم مؤمنين 103) ثم نبّه علي ان في قصة ابرهيم ايضاً لاية موجبة للايمان (يم).
(و انّ ربك لهو العزيز الرحيم 104).
(كذّبت قوم نوح) ثم ذكر اية اخري موجبة للايمان (يم) (المرسلين 105) نوحاً و الانبياء الذين كانوا بينه و بين ادم (ث).
(اذ قال لهم اخوهم نوح الاتتقون 106).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 367 *»
(اني لكم رسول امين 107).
(فاتقوا اللّه و اطيعون 108).
(و مااسئلكم عليه من) مزيدة (اجر ان اجري) بفتح الياء علي قراءة (ن) و (و) و (ر) و حفص و بسكونها علي قراءة الباقين (الاّ علي ربّ العالمين 109).
(فاتقوا اللّه و اطيعون 110).
(قالوا أنؤمن لك و اتّبعك الارذلون 111) الفقراء (ق) السفلة.
(قال و ما علمي بماكانوا يعملون 112).
(ان حسابهم الاّ علي ربي لو تشعرون 113) ما عبتموهم (هـ) او لعلمتم ان حسابهم علي اللّه.
(و ما انا بطارد) بمبعد (المؤمنين 114).
(ان انا الاّ نذير مبين 115).
(قالوا لئن لمتنته يا نوح لتكوننّ من المرجومين 116) المرميين بالحجارة.
(قال ربّ انّ قومي كذّبون 117).
(فافتح) اقض (ث) احكم (بيني و بينهم فتحاً) حكماً (و نجّني و من معي) بفتح الياء علي قراءة ورش و حفص و سكونها علي قراءة الباقين (من المؤمنين 118).
(فانجيناه و من معه في الفلك) يقع علي الواحد و الجمع (المشحون 119) المجهّز (ث) المملو.
(ثم اغرقنا بعد الباقين 120).
(انّ في ذلك لاية و ما كان اكثرهم مؤمنين 121) ثم نبّه علي ما في قصة نوح من اية موجبة للايمان (يم).
(و انّ ربك لهو العزيز الرحيم 122).
(كذّبت) قبيلة (عاد المرسلين 123) ثم اراد انيذكر اية اخري موجبة
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 368 *»
للايمان (يم).
(اذ قال لهم اخوهم هود الاتتقون 124).
(اني لكم رسول امين 125).
(فاتقوا اللّه و اطيعون 126).
(و مااسئلكم عليه من اجر ان اجري) بفتح الياء علي قراءة (ن) و (و) و (ر) و حفص و سكونها علي قراءة الباقين (الاّ علي ربّ) ولي (يم) (العالمين 127).
(أتبنون بكل ريع) طريق (ث) المرتفع من الارض (هـ) عن النبي9 كلّ بناء يبني وبال علي صاحبه يوم القيمة الاّ ما لابد منه (اية تعبثون 128).
(و تتخذون مصانع) جمع مصنع و هو مأخذ الماء او القصور (لعلّكم تخلدون 129).
(و اذا بطشتم) عسفتم (بطشتم جبارين 130) مستعلين (هـ) تقتلون بالغضب من غير استحقاق (ث).
(فاتقوا اللّه و اطيعون 131).
(و اتقوا الذي امدّكم بماتعلمون 132).
(امدّكم بانعام و بنين 133).
(و جنات و عيون 134).
(اني) بسكون الياء علي قراءة السواد و فتحها علي قراءة (و) و الحرميين (اخاف عليكم عذاب يوم عظيم 135).
(قالوا سواء علينا أوعظت ام لمتكن من الواعظين 136).
(ان هذا الاّ خُلُقُ) علي قراءة السواد و خَلْقُ علي قراءة (ث) و (و) و (س) (الاوّلين 137 )ان هذا اي ماتقول الاّ خلق الاولين اي كذب الاولين او يكون الاشارة الي صنعهم اي ان هذا الذي نصنع الاّ خصلة الاولين و عادتهم (يم).
(و ما نحن بمعذّبين 138).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 369 *»
(فكذّبوه فاهلكناهم انّ في ذلك لاية و ماكان اكثرهم مؤمنين 139).
(و انّ ربك لهو العزيز الرحيم 140).
(كذّبت) قبيلة (ثمود المرسلين 141) ثم ذكر اية اخري دالّة (يم).
(اذ قال لهم اخوهم صالح الاتتقون 142).
(اني لكم رسول امين 143).
(فاتقوا اللّه و اطيعون 144).
(و مااسئلكم عليه من اجر ان اجري) بفتح الياء علي قراءة (ن) و (و) و (ر) و حفص و سكونها علي قراءة الباقين (الاّ علي ربّ العالمين 145).
(أتتركون فيما) النعم التي في الدنيا (هيهنا امنين 146).
(في جنات و عيون 147).
(و زروع و نخل طلعها) الطلع شيء يخرج من النخل كأنه نعلان مطبقان و الحمل بينهما منضود و يسمي القشر الكفري (هضيم 148) اللطيف.
(و تنحتون من الجبال بيوتاً فارِهين 149) علي قراءة (ر) و الكوفيين و فَرِهين علي قراءة الحمرة (هـ) فارهين اي حاذقين (هـ) اشرين بطرين (هـ) حال (ل).
(فاتقوا اللّه و اطيعون 150).
(و لاتطيعوا امر المسرفين 151).
(الذين يفسدون في الارض و لايصلحون 152) قوله تعالي يفسدون ليس يكفي عن قوله لايصلحون فانه رب رجل يفسد و يصلح كماقال خلطوا عملاً صالحاً و اخر سيئاً فاذا قال لايصلحون نفي الاصلاح بالكلية فجميع عملهم الافساد و هم الذين اسرفوا في الفساد لعنهم اللّه (يم).([149])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 370 *»
(قالوا انما انت من المسحّرين 153) لك سحر اي رية و انت اجوف مثلنا(هـ) اجوف مثل خلق الانسان و لو كنت رسولاً ما كنت مثلنا (ث).
(ما انت الاّ بشر مثلنا فأت باية ان كنت من الصادقين 154).
(قال هذه ناقة لها شرب) كانت العين اول عين نبعت في الارض (ث) (و لكم شرب يوم معلوم 155) عن ابيعبداللّه7 كانت الناقة اذا كان يوم شربها شربت الماء فيحلبونها فلايبقي صغير و لا كبير الاّ شرب من لبنها.
(و لاتمسّوها بسوء) السوء الضرّ الذي يشعر به صاحبه و يسوؤه (فيأخذكم
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 371 *»
عذاب يوم عظيم 156).
(فعقروها) العقر قطع شيء من بدن الحي (فاصبحوا نادمين 157).
(فاخذهم العذاب) عمّهم اللّه بالعذاب لما عمّوه بالرضا (ث) خارت ارضهم بالخسفة (ث) (انّ في ذلك لاية و ماكان اكثرهم مؤمنين 158).
(و انّ ربك لهو العزيز الرحيم 159).
(كذّبت قوم لوط المرسلين 160) ثم ذكر اية اخري دالّة توجب الايمان (يم).
(اذ قال لهم اخوهم لوط الاتتّقون 161).
(اني لكم رسول امين 162).
(فاتقوا اللّه و اطيعون 163).
(و مااسئلكم عليه من اجر ان اجري) بفتح الياء علي قراءة (ن) و (و) و (ر) و حفص و سكونها علي قراءة الباقين (الاّ علي ربّ العالمين 164).
(أتأتون الذكران من العالمين 165).
(و تذرون ما خلق لكم ربكم من ازواجكم) اعضاء ازواجكم او بيانية لـِ «ما» (يم) (بل انتم قوم عادون 166) ظالمون.
(قالوا لئن لمتنته يا لوط لتكوننّ) جواب قسم و سدّ مسدّ جواب الشرط (من المخرجين 167).
(قال اني لعملكم من القالين 168) المبغضين (ق).
(ربّ نجّني و اهلي ممايعملون 169).
(فنجّيناه و اهله اجمعين 170).
(الاّ عجوزاً في الغابرين 171) الباقين كالغبار الباقي من الكنس.
(ثم دمّرنا الاخرين 172).
(و امطرنا عليهم مطراً) كما مـرّ في الاعراف (يم) (فساء مطر المنذرين 173) مطرهم.
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 372 *»
(انّ في ذلك لاية و ماكان اكثرهم مؤمنين 174).
(و انّ ربك لهو العزيز الرحيم 175).
(كذّب اصحاب لْئيْكة) علي قراءة السواد و لَيْكَةَ علي قراءة الحرميين و (ر) (هـ) الايكة الغيظة ذات الشجر الملتفّ (هـ) قيل اسم مدينة ارسل اليها شعيب كان ليكة (المرسلين 176) ثم ذكر اية اخري توجب الايمان (يم).
(اذ قال لهم شعيب) اخو مدين (ث) (الاتتقون 177).
(انّي لكم رسول امين 178).
(فاتقوا اللّه و اطيعون 179).
(و مااسئلكم عليه من اجر ان اجري) بفتح الياء علي قراءة (ن) و (و) و (ر) و حفص و سكونها علي قراءة الباقين (الاّ علي ربّ العالمين 180).
(اوفوا) اكملوا (الكيل و لاتكونوا من المخسرين 181) المخسر المتعرض للخسران و المخسَر اذا جعله يخسر.
(و زنوا بالقِسطاس) علي قراءة (ح) و (س) و حفص و القُسطاس علي الحمرة (المستقيم 182).
(و لاتبخسوا) تنقصوا (هـ) منه انيستقل محاسن الناس و احسانهم اليه و يزري بهم و يهين بمقدارهم (يم)([150]) (الناس اشياءهم و لاتعثوا) العثي اشد الفساد (هـ)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 373 *»
تسعوا بالفساد (في الارض مفسدين 183).
(و اتقوا الذي خلقكم و الجبلّة) الخليقة (هـ) الخلق (ث) (الاوّلين 184).
(قالوا انما انت من المسحّرين 185) اجوف مثل خلق الانسان (ث).
(و ما انت الاّ بشر مثلنا و ان) انّه (نظنّك لمن الكاذبين 186).
(فاسقط علينا كِسَفاً) علي قراءة حفص و كِسْفاً علي قراءة الحمرة (هـ) جمع كسفة اي قطعة (من السماء ان كنت من الصادقين 187).
(قال ربي) بسكون الياء علي السواد و فتحها علي قراءة (و) و الحرميين (اعلم بما تعملون 188).
(فكذّبوه فاخذهم عذاب يوم الظلّة) حرّ و سمائم (انّه كان عذاب يوم عظيم 189)نقل انه اصابهم حرّ و غمّ في بيوتهم فخرجوا يلتمسون الروح من قبل السحابة التي بعث اللّه فيها العذاب فلمّا غشيهم اخذتهم الصيحة في ديارهم جاثمين و هم قوم شعيب (ث).
(انّ في ذلك لاية و ماكان اكثرهم مؤمنين 190).
(و انّ ربك لهو العزيز الرحيم 191).
(و انه) امر ولاية علي (ث) (لتنزيل ربّ العالمين 192) ثم لمّا ذكـر الايات
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 374 *»
الموجبة للايمان بمحمد9 و كتابه عاد الي ذكر الكتاب الذي افتتح بذكره السورة (يم).([151])
(نَزَلَ) علي السواد و نَزَّلَ علي قراءة (ر) و (ح) و (س) و ابيبكر (به )حال (ل) بامر علي (ث) (الروح) بالرفع و النصب علي اختلاف القراءتين (الامين 193).
(علي قلبك لتكون من المنذرين 194).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 375 *»
(بلسان) معلّق بـنزل او المنذرين (عربي مبين 195) يبين الالسن و لايبينه الالسن (ث).
(و انه) اي ولاية علي7 (ث) (لفي زبر الاولين 196) في جميع صحف الانبياء (ث) انه ينزل عليك هذا الكتاب (هـ) عن ابيالحسن7 ولاية علي مكتوبة في جميع صحف الانبياء و لميبعث اللّه رسولاً الاّ بنبوة محمد و ولاية وصيّه علي بن ابيطالب (هـ) من البديهيات ان جميع العرب ماكانوا يعرفون وجه اعجاز القرءان فاستدلّ لهم بدليل يعرفونه ان امر هذا القرءان و نزوله لفي زبر الاولين او لميكن لهم اية انيعلمه علماء بنياسرائيل و في توريتهم ان النبي المبعوث في اخر الزمان يأتي بكتاب و يجري كلام اللّه علي لسانه فاعترافهم بالقرءان اية صدق ان القرءان حقّ مع ساير علامات محمّد9 (يم).
(او لميَكُنْ) علي قراءة السواد و تَكُنْ علي قراءة (ر) (هـ) في تكن ضمير القصة و اية خبر انيعلمه او تكن فاعله انيعلمه (لهم اية) بالنصب علي السواد و علي قراءة (ر) بالرفع (ان يعلمه علماؤا بنياسرائيل 197).
(و لو نزّلناه علي بعض الاعجمين 198) اي المنسوبين الي الاعجم.
(فقرأه عليهم ماكانوا به مؤمنين 199) عن الصادق7 لو نزل القرءان علي العجم ماامنت به العرب و قدنزل علي العرب فامنت به العجم فهي فضيلة للعجم.
(كذلك سلكناه) ادخلناه (هـ) عدم الايمان (يم) (في قلوب المجرمين 200).
(لايؤمنون) حال (به حتي يروا العذاب الاليم 201) القائم (يم).
(فيأتيهم) العذاب (هـ) تخلّص الي طرف من ذكر العذاب (يم) (بغتة )مصدر وضع موضع الحال (و هم لايشعرون 202).
(فيقولوا هل نحن منظرون 203) مؤخرون.
(أفبعذابنا يستعجلون 204).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 376 *»
(أفرأيت ان) يمكن انيكون جزاؤه محذوفاً كأنه اي شيء ينفعهم او أيمكن انينجوا من سيفه و قهره (متّعناهم) اي بنيامية (ث) (سنين 205) ظرف متّعناهم.
(ثم جاءهم ما) خروج القائم (ث) (كانوا يوعدون 206).
(ما) قيل نافية و الاستفهامية اولي (يم) (اغني عنهم) شيئاً (ماكانوا يمتّعون 207) في الدنيا.
(و مااهلكنا من قرية الاّ لها منذرون 208) ثم اراد انيبيّن انّا ماكنّا معذّبين حتي نبعث رسولاً (يم).
(ذكري) حال او مصدر او خبر محذوف (ل) مفعولله (و ماكنّا ظالمين 209).
(و ماتنزّلت به الشياطين 210) ثم عاد الي ذكر الكتاب (يم).
(و ماينبغي) التنزل (لهم و مايستطيعون 211).
(انهم) الشياطين او القوم (يم) (عن السمع لمعزولون 212).
(فلاتدع) ايها السامع (يم) (مع اللّه الهاً اخر فتكون من المعذّبين 213) كالمجرمين السابقين (هـ) ثم لمّااثبت ان القرءان من عند اللّه لا من عند الشيطان قال فلاتدع (يم).
(و انذر) لمّاكان الكلام في القرءان و هو ماينذر به قال و انذر (يم) (عشيرتك) قرابتك (هـ) يمكن انيكون العشيرة مفعولاً ثانياً يعني انذرهم عشيرتك الاقربين و حذّرهم من مخالفتهم (يم) (الاقربين 214) و رهطك المخلصين روي هكذا في قراءة ابي بن كعب و هي ثابتة في مصحف عبدالله بن مسعود (هـ) هم المحمد خاصة (ث) علي و حمزة و جعفر و الحسن و الحسين و الائمة من المحمد (ق).
(و اخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين 215) بعلي (هـ) لمّا ذكر العشيرة ناسب ذكر ساير الامة (يم).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 377 *»
(فان عصوك) في ولاية العشيرة بعد اذ انذرتهم اياهم (يم) بعدك في علي (ث) لمّا ذكر المؤمنين بعد انذار العشيرة ناسب ذكر عصيانهم و انّه لايضرّ بذواتهم فهم داخلون في قوله و اخفض الاية (يم) (فقل اني بريء مماتعملون 216 )و لميقل منكم (يم).([152])
(و توكّل) علي قراءة السواد و فَتَوَكَّلْ علي قراءة (ن) و (ر) (علي العزيز الرحيم 217)يمكن انيقال توكّل ايها السامع علي النبي و هو العزيز و علي الولي و هو الرحيم (يم)([153]) ثم ذكر التوكل باللّه الموصوف بالاسمين اللذين هما سبب تربية العالم لان مداره بالانذار و التبشير و الاخذ و العطاء و المسمّي هو ربّ محمد و لذا قال انّ ربك و امر بتوكّله علي ربه (يم).
(الذي يريك حين تقوم 218) بالنبوة (ث) تصلّي منفرداً.
(و تقلّبك في الساجدين 219) في اصلاب النبيين (ث) في اهل بيتك (ث) تصلّي جماعة (هـ) عن ابيجعفر7 قال قال رسولاللّه9 لاترفعوا قبلي و لاتضعوا قبلي فاني اراكم من خلفي كمااراكم من امامي ثم تلا هذه الاية الذي يريك حين الاية (هـ)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 378 *»
عن جابر بن يزيد الجعفي عن الكاظم7 ان اللّه تبارك و تعالي خلق نور محمد9 من نور اخترعه من نور عظمته و جلاله و هو نور لاهوتيته الذي يبدي من الاه اي من الهيته من انيته الذي تَبَدّي منه و تجلي لموسي لرؤيته و لاثبت له حتي خرّ صاعقاً مغشياً عليه و كان ذلك النور نور محمد9 فلمّا اراد انيخلق محمداً منه قسم ذلك النور شطرين فخلق من الشطر الاول محمداً و من الشطر الاخر علي بن ابيطالب و لميخلق من ذلك النور غيرهما خلقهما بيده و نفخ فيهما بنفسه لنفسه و صوّرهما علي صورتهما و جعلهما امناء له و شهداء علي خلقه و خليفته علي خليقته و عيناً عليهم و لساناً له اليهم قداستودع فيهما علمه و علّمهما البيان و استطلعهما علي غيبه و جعل احدهما نفسه و الاخر روحه و لايقوم واحد بغير صاحبه ظاهرهما بشرية و باطنهما لاهوتية ظهرا للخلق علي هياكل الناسوتية حتي يطيقوا رؤيتهما و هو قوله تعالي للبسنا عليهم مايلبسون فهما مقام ربّ العالمين و حجاب خالق الخلائق بهما فتح بدأ الخلق و بهما يختم الملك و المقادير ثم اقتبس من نور محمد فاطمة ابنته كمااقتبس نوره من نوره و اقتبس من نور فاطمة و علي الحسن و الحسين كاقتباس المصابيح هم خلقوا من الانوار و انتقلوا من ظهر الي ظهر و من صلب الي صلب و من رحم الي رحم في الطبقة العليا من غير نجاسة بل نقلاً بعد نقل لانه ليسوا من ماء مهين و لا نطفة رجسة (ظ) كساير خلقه بل انوار انتقلوا من اصلاب الطاهرين الي ارحام المطهرات لانهم صفوة الصفوة اصطفاهم لنفسه و جعلهم خزّان علمه و بلغاء عنه الي خلقه اقامهم مقام نفسه لانه (ظ) لايري و لايدرك و لاتعرف كيفية انيته فهم الناطقون المبلّغون عنه المتصرفون في امره و نهيه فيهم يظهر قدرته و منهم تري اياته و معجزاته فبهم و منهم عرّف عباده نفسه و بهم يطاع و لولاهم ماعرف اللّه و لايدري كيف يعبد الرحمن فاللّه يجري امره كيف يشاء فيمايشاء لايسأل عمايفعل و هم يسألون (هـ) ذكرنا هذا الخبر بطوله لكثرة اصوله و ذكره بمناسبة قوله و تقلبك في الساجدين (يم).
(انه هو السميع) يسمع الوحي و هو النبي9 (يم) (العليم 220) يعلم و
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 379 *»
لايسمع الوحي ولكن يعلم بالالهام و اخبار النبي و هو الولي (يم) فلا سميع و لا عليم سواه (يم).
(هل انبّئكم) لمّا ذكر انه مانزلت به الشياطين اراد انيخبر عن حال من ينزل عليه (يم) (علي من تنزّل الشياطين 221) روي ما من يوم و ليلة الاّ و جميع الجن و الشياطين يزور ائمة الضلال و يزور ائمة الهدي عددهم من الملائكة ثم ذكر ان ليلة القدر يهبط الملائكة الي ولي الامر و الشياطين بعددهم يزورون ولي الضلالة.
(تنزّل علي كلّ افّاك) كذّاب (اثيم 222) مرتكب القبيح (هـ) هذا دليلُ ان المبطل لايكون الاّ افّاكاً اثيماً فلايشتبه بالمحقّ و كذلك الشاعر فتبين ان النبي9ليس بكاهن و لا شاعر (يم).
(يلقون) صفة الشياطين (يم) (السمع و اكثرهم كاذبون 223).
(و الشعراء) القصّاص (ث) عن ابيعبداللّه7 الشعراء هم قوم تعلّموا و تفقّهوا بغير علم فضلّوا و اضلّوا و عنه7 من رأيتم من الشعراء يتبع انماعني هؤلاء الفقهاء الذين يشعرون قلوب الناس بالباطل فهم الشعراء الذين يتبعون (هـ) لمّا نفي كون القرءان من عند الشياطين اراد انينفي كون النبي9 شاعراً و كون القرءان شعراً فان منهم من كان يظنّ انّ به جنّة و منهم من كان يظنّ انه شاعر (يم) (يتّبعهم )بالتشديد علي قراءة السواد و التخفيف علي قراءة (ن) (الغاوون 224) و انت قداتبعك المهتدون كعلي و سلمان و امثاله (يم) في الشعر لا مثل محمد الحكيم المهتدي الي كل خير فليس محمد بشاعر تابع للشعراء (يم).
(المتر انهم في كلّ واد) يناظرون بالاباطيل (ق) (يهيمون 225) في كلّ مذهب يذهبون (ق).
(و انهم يقولون ما لايفعلون 226) يأمرون و لايأتمرون و ينهون و لاينتهون و يعظون و لايتعظون (ق).
(الاّ) منقطع و المستثنيمنه الشعراء اي الذين امنوا لايتبعهم الغاوون و ليسوا
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 380 *»
كذلك (يم) (الذين) الشيعة (ق) (امنوا و عملوا الصالحات و ذكروا اللّه كثيراً )منه تسبيح فاطمة و ذكر اللّه في السرّ (ث) (و انتصروا من بعد ماظلموا )لمّا ذكر في صدر السورة نزول اية هي القائم تظلّ له الاعناق خاضعة اراد انيبين انه لاينافي الايمان و العمل الصالح و الذكر لانه انتصار ثم التفت الي الظالمين (يم) (و سيعلم) ثم ذكر اعداءهم و من ظلمهم (يم) (الذين ظلموا) المحمد حقهم (ث) (اي) صفة مصدر محذوف (منقلب ينقلبون 227).
([1]) اقول: ورد اخبار كثيرة تدل علي ان المراد من الساعة في بطن القرءان القائم7 و ظهوره فعن تفسير مقاتل بن سليمان و غيره في قوله تعالي و انه لعلم للساعة قال هو المهدي يكون في اخر الزمان و بعد خروجه تكون الساعة و عن المفضل قال سألت سيدي الصادق7 هل للمأمول المنتظر المهدي من وقت موقت يعلمه الناس فقال حاش لله انيوقّت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا قلت و لم ذاك قال لانه هو الساعة التي قال الله تعالي و ذكر7 الايات المشتملة علي ذكر الساعة مشيراً الي ان المراد بها ذلك.
([2]) اقول: الاخبار في ان المراد من يد الله و يد الرسول في الباطن علي7 مستفيضة فعن النبي9ان علياً7 يد الله المبسوطة علي عباده بالرحمة و في بعض زيارات النبي9اشهد ان علياً يدك العليا اليمني و عن علي7 كل ما في القرءان من اية تذكر فيها العين و الجنب و اليد و نحوها فالمراد منها الولي و الامام و عن الرضا7 في قوله تعالي قالت اليهود يد الله مغلولة غلّت ايديهم و لعنوا بماقالوا بل يداه مبسوطتان الاية نزلت في الواقفة فانهم قالوا لا امام بعد موسي فردّ الله عليهم بقوله بل يداه مبسوطتان و اليد هو الامام في باطن الكتاب و انما عني بقولهم لا امام بعد موسي7الخبر.
([3]) اقول: كان هرون اخا موسي و وزيره و وصيه و خليفته و شريكه في امره و شدّد الله به ازره و ظهره كماكان علي7 اخا محمد و وزيره و وصيه و خليفته و شريكه في امره و قدشدّد الله به ظهره و ازره قال النبي9علي مني بمنزلة هرون من موسي و في الكافي ان علياً7 رفع يده يوماً و قال ان القوم استضعفوني كمااستضعف بنواسرائيل هرون و عن ابنعباس قال في قوله تعالي و وضعنا عنك وزرك الذي انقض ظهرك اي قوّي ظهرك بعلي بن ابيطالب الخبر كما قوّي ظهر موسي بهرون حيث قال اشدد به الاية.
([4]) اقول: لانه7 دعا الله و سأله انيحلّ العقدة من لسانه و هو نبي مستجاب الدعوة كمااخبر عنه و قال قد اوتيت سؤلك ياموسي.
([5]) اقول: لانه بمقتضي الاخبار الكثيرة نفس الرسول هذا اذا كان المراد من ياء المتكلم الرسول و ان كان المراد منها الله فالمراد من نفس الله ايضاً علي7 كما في زيارته السلام علي نفس الله القائمة فيه بالسنن فعلي كلا التقديرين المراد من لنفسي في الباطن علي7.
([6]) اقول: قدورد اخبار عديدة تدل علي ان المراد من ذكر الله في الباطن علي7 و ولايته و طاعته فعن الصادق7 في قوله تعالي و من اعرض عن ذكري قال يعني عن ولاية علي7و عن تفسير القمي عنه7 ايضاً في قوله تعالي الذين كانت اعينهم في غطاء عن ذكري قال يعني بالذكر ولاية علي7 و عنه عن ابنعباس في قوله تعالي و من يعرض عن ذكر ربه ولاية علي7 الي غير ذلك من الاخبار التي تدل علي ان المراد من ذكري و ذكر الله و ذكر ربه و امثالها ولاية علي7 و اظهارها فانه بذلك اي باظهار الولاية ذكر الانسان ربه اذ من كان متذكراً للولاية لظهر اثاره من وجناته و اعماله و جوارحه فيظهرها اي الولاية لا محالة و اظهارها هو عين ذكر الربّ فان الذكر بمعني عدم النسيان و نفس الله الظاهرة في علي7 بالولاية، تذكّرها تذكّر الله و ذكرها ذكره.
([7]) اقول: لا شك في ان المراد من المكذبين و من كذّب الاول و اخواه فانهم كذّبوا بالنبي9 فيما امر به من الولاية و المحبة لآله و قالوا انه في ذلك كاذب و كذلك كذّبوه بجحد حق وصيه و ولايته و ادعوا انهم خلفاء الله و رسوله و بالجملة فمن اعظم انواع الكذب قول المخالفين بكون الامام بعد رسول الله9 غير علي و ذريته: و تكذيبهم الله سبحانه اولاً حيث لميفعلوا ماامروا من الاذعان و الاعتقاد و العبودية لآلمحمد: و ارتكبوا ما نهوا عنه من غصب الخلافة و حق المحمد: ثم تكذيبهم ثانياً النبي9في ايجابه الولاية و اظهار امامة علي و الائمة: و نقل فضائلهم و تكذيبهم ثالثاً علياً و الائمة: و شيعتهم في دعويهم كون الامامة لهم: و ان غيرهم غصب حقهم منهم و رابعاً بكتاب الله و دينه و ما فيهما من الايات و الامارات الدالة علي امامتهم و وجوب حبهم و بغض اعدائهم فهم الكاذبون و المكذبون بقول مطلق و لايصدق تلك الكلمة علي احد علي الحقيقة سواهم بل هم المكذبون علي الله و رسوله بجميع جهات وجودهم بفؤادهم و حقيقتهم و عقلهم و نفسهم و كذا بسائر مراتبهم الي جسمهم و بمضافاتهم و منسوباتهم حيث لم يقروا بقول الست بربكم و محمد نبيكم و علي و احد عشر من ولده اولياءكم الستم تحبون اولياء الله و تعادون اعداء الله بواحدة من تلك المراتب و لا بشيء من هذه المضافات فهم المكذبون بلسانهم و عينهم و سمعهم و بصرهم و جميع حركاتهم و سكناتهم و القول المطلق الملخص هم المكذبون لله و رسوله و انبيائه و اوصيائهم بجميع ذرات وجودهم و كل تكذيب شوهد او يشاهد في العالم من آدم الي ختم العالم كله من فروع تكذيبهم بل كله نفس تكذيبهم الظاهر في كل عصر و زمان من شخص و لسان فافهم.
و لذلك ورد اخبار عديدة في تأويل الكاذب و المكذّب بهم فعن الصادق7 في قوله تعالي و ليعلمنّ الكاذبين قال هم اعداء علي7 و عن الباقر7 في قوله تعالي فاما ان كان من المكذّبين الضالّين قال اي الجاحدين للامام7 و عن الصادق7 في قوله تعالي ويل للمكذّبين قال اي بوصيك يامحمد و عن تفسير العياشي عنه7 في قوله تعالي انّا لنعلم انّ منكم مكذّبين قال يعني فلاناً و فلاناً الخبر و في اخبار عديدة عنهم: في قوله تعالي ارأيت الذي يكذّب بالدين قالوا اي يكذّب بولاية علي7 الي غير ذلك من الاخبار الواردة في هذا المضمار.
و كذلك المراد من قوله و تولي هو الاول و اخوانه فانهم تولوا يعني صاروا والياً بكلفة و تجشم و اجماع فان التفعل يأتي كثيراً بمعني التكلف و منه نفس التكلف و التجشم و التحلم و امثالها فلعله الي ذلك اشار اعلي الله مقامه بقوله « تولوا الامر غصباً ».
([8]) اقول: رؤساء الكفار و الخلفاء قدنزلوا عن بهيمية الانعام و البهائم الي النكراء و الشيطنة و لذلك يعبر عنهم بالشياطين و الابالسة حتي انه ورد كل ما في القرءان و قال الشيطان يريد به الثاني و سمي الاول بابليس الابالسة و فرعون الفراعنة كما في خبر مرّ ذكره مراراً و اما ضعفاؤهم فهم بقوا علي البهيمية و الانعامية و لمتصر الشيطنة فيهم بالفعل فهم انعام و بهائم كما قال7 الناس كلهم بهائم الاّ المؤمن و ذلك ان الاراضي التي يتنزل اليها الكفار سبعة اولها ارض الجهالة و الموت و البهيمية و ثانيها العادة و الناموس و ثالثها الطبيعة و الفطرة المبدلة و رابعها الشهوة و المحبة و خامسها الغضب و العداوة و الطغيان و سادسها الالحاد و سابعها الشقاوة و رؤساء الكفار و الخلفاء قدنزلوا الي كل واحد من الاراضي و اما الضعفاء و الرعية فسكنوا ارض الجهالة و لمينزلوا الي سائر دركات الارض باجمعها او نزلوا الي بعضها و الساكنون في ارض الجهالة و البهيمية رعية للنازلين الي الدرك الذي يليها و بالجملة انعامهم و بهائمهم و رعاياهم للكل هم الباقون في ارض الجهالة و الموت و الحيوانية و لذلك كله اوّل اعلي الله مقامه الانعام بالرعية و الضعفاء.
([9]) اقول: المراد من الذين انتهي اليهم العلم هم الائمة:فانهم مبدأ العلم و منتهاه اذ لا شك ان العلم من الخير و في الزيارة ان ذكر الخير كنتم اصله و معدنه و مأواه و منتهاه مضافاً الي الاخبار الناصة الصريحة في ذلك ففي شرح الزيارة عن عمار بن مروان عن ابيعبدالله7 قال سألته عن قوله عزوجل انّ في ذلك لايات لاولي النهي قال نحن والله اولواالنهي فقلت جعلت فداك و ما يعني اولوا النهي قال مااخبر الله به رسوله9ممايكون بعده من ادعاء ابيفلان الخلافة و القيام بها و الاخر من بعده و الثالث من بعدهما و بنيامية فاخبر رسول الله9 فكان ذلك كمااخبر الله به نبيه و كمااخبر رسولالله9 علياً7 و كماانتهي الينا من علي فيمايكون من بعده من الملك في بنيامية و غيرهم فهذه الاية التي ذكرها الله في الكتاب انّ في ذلك لايات لاولي النهي فنحن اولواالنهي الذين انتهي الينا علم هذا كله فصبرنا لامر الله فنحن قوّام الله علي خلقه و خزانه علي دينه نخزنه و نسرّه و نكتم به من عدونا كما اكتتم رسول الله9حتي اذن الله له في الهجرة و جاهد المشركين فنحن علي منهاج رسول الله9 حتي يأذن الله لنا في اظهار دينه بالسيف و ندعو الناس اليه و نضربهم عليه عوداً كما ضربهم رسول الله بدءاً الخبر.
([10]) اقول: في هذا البيان من الفضل لعلي7 ما لايرسم في كتاب و لايبين في خطاب و الاشارة اليه فيالجملة ان كل واحد من المصنوعات و المخلوقات اية تدل علي انه سبحانه واحد و هو غيرها لان المصنوع لايقدر علي خلق مصنوع مثله و لا علي خلق نفسه لانه لميكن و المعدوم لايقدر علي ايجاد نفسه لانه لا شيء محض فكل واحد منها لمايكون مصنوعاً مخلوقاً فلاجرم يدل علي الصانع جل و عز و مجموع تلك الايات كل
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 182 *»
الايات لله سبحانه و لماكان علي7 هو المتجلي في كل اية و الظاهر بها و الملقي نوره اليها فهو كل الايات بل الكل هو علي المتجلي في مقاماتهم كمايشهد بذلك قوله7بهم ملأت سماءك و ارضك حتي ظهر ان لا اله الاّ انت وحدك لا شريك لك فهو7ملأ جميع سموات الله و اراضيه بان تجلي في الكل فالكل تجليه و ظهوره فالكل هو علي7 الظاهر في مقاماتهم و امكنتهم و لذلك صار هو الولي المطلق اي اولي بهم من انفسهم و اوجد في امكنة وجودهم منهم
مافي الديار سواه لابس مغفر | و هو الحمي و الحي و الفلوات |
و هو الذي
لو جئته لرأيت الناس في رجل | و الدهر في ساعة و الارض في دار |
و لهذا المطلب ايات و اخبار لاتعد و لاتحصي قال7 انا صلوة المؤمنين و صيامهم و حجهم و زكوتهم و في الزيارة اشهد انك قداقمت الصلوة و اتيت الزكوة اي كل من صلي فانت المصلي منه و كل من اعطي الزكوة فانت المعطي من يده و هكذا و قال انا الاول و الاخر و الظاهر و الباطن و انا بكل شيء عليم و قال انا الناظر في المشرقين و الواقف علي الطتنجين و قال انا يونس و منجيه و ابرهيم و منجيه و قال انا نوح الاول و قال انا الذي بي اسلم ابرهيم لرب العالمين الي غير ذلك من الاخبار الدالة علي كليته و هذه المسألة يومنا هذا من بركات مشايخنا العظام و ساداتنا الكرام اعلي الله مقامهم من اوضح المسائل و ابينها بل هي من ضروريات المذهب بل الملة كمايشهد بذلك بعض اخبار العامة فاذا كان علي7 له الكلية فهو المتجلي في كل الايات اي المصنوعات فهو الايات كلها.
و اما سرّ انه رءاه علي فرس مع اسلحة من الذهب لانه كان يحب الفرس و كان عظيماً في عينه الفرس و الذهب ففي مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني عن البرسي قال روي ان فرعون لعنه الله لما لحق هرون باخيه موسي دخلا عليه يوماً و اوجسا خيفةً منه فاذا فارس يقدمهما و لباسه من ذهب و بيده سيف من ذهب و كان فرعون يحب الذهب فقال لفرعون اجب هذين الرجلين و الاّ قتلتك فانزعج فرعون لذلك و قال عودا الي غداً فلماخرجا دعا البوابين و عاقبهم و قال كيف دخل علي هذا الفارس بغير اذن فحلفوا بعزة فرعون انه مادخل الاّ هذان الرجلان و كان الفارس مثال علي هذا الذي ايّد الله به النبيين سرّاً و ايّد به محمداً9 جهراً لانه كلمة الله الكبري التي اظهرها الله لاوليائه فيما شاء من الصور فنصرهم بها و بتلك الكلمة يدعون الله فيجيبهم و ينجيهم و اليه الاشارة بقوله و نجعل لكما سلطاناً فلايصلون اليكما باياتنا قال ابنعباس كانت الاية الكبري لهما هذا الفارس الخبر.
([11]) اقول: و قدعلمت بالدليل و البرهان انفاً ان المفتري علي الله و المكذب عليه هو الاول و اخوانه و اتباعهم و قد مرّ اخباره في ذيل قوله كذّب و تولّي.
([12]) اقول: و قد مرّ ان المراد من موسي محمد9 و من هرون علي7 و هذان في الظاهر اشارة اليهما اي موسي و هرون و في الباطن اشارة الي محمد و علي8.
([13]) اقول: قد مرّ انفاً اخبار دلّ علي ان المراد من اليمين و اليد علي7 حتي انه ورد في بعض الزيارات السلام علي يدك العليا اليمني فاذا كان المراد من اليمين علي7فالمراد مما فيه علمه لان في صدره و جوفه علمه و اما الدليل علي ان المراد منه القائم فمضافاً الي ما مرّ من الاخبار العامة كالخبر العلوي الماضي المشتمل علي ان المراد من اليد الولي و الامام و الرضوي الدال علي ان اليد هو الامام في باطن الكتاب و القائم احد الائمة خبر المفضل فانه صريح في ذلك و هو خبر طويل نذكر منه موضع الحاجة قال ابوعبدالله7 يامفضل اذا اسند القائم ظهره الي البيتالحرام و مدّ يده المباركة فتري بيضاء من غير سوء و يقول هذه يد الله و عن الله و بامر الله ثم يتلو قوله ان الذين يبايعونك انمايبايعون الله يد الله فوق ايديهم فمن نكث فانما ينكث علي نفسه الاية فيكون اول من يقبّل يده جبرئيل7 الخبر هذا و قدعلمت ان المراد من يمينك علي7 في الباطن فما فيه القائم7 لانه من صلبه و منه و جزؤه لانه ولده و جزؤه و خرج من صلبه فافهم.
([14]) اقول: هذا اشارة الي ان للدنيا اطلاقين مرة يقال و يراد منها ما هو مقابل الاخرة فيشمل قبل الظهور و بعده اي هذه الدنيا و الرجعة و مرة يقال و يراد منها ما هو مقابل للرجعة فهي تشمل ما هو قبل الظهور دون ما هو بعده و المراد منها هنا ما هو مقابل للرجعة و لذلك فسره اعلي الله مقامه بقبل ظهور القائم7.
([15]) اقول: قد مرّ شواهده سابقاً في بنياسرائيل في قوله تعالي و قل لعبادي.
([16]) اقول: قد مرّ شواهده مراراً في تلو تلك الكلمة.
([17]) اقول: اعلم ان مقتضي اثار المحمد: و اخبارهم ان جميع ماوقع في سالف الزمان سيقع في هذه الازمان حتي انه ورد متواتراً لتركبنّ سنن من كان قبلكم حذو النعل و القذة بالقذة حتي انهم لو سلكوا في جحر ضبّ لسلكتموه فبناء علي هذا كماكان في سالف الزمان موسي و هرون و كان سامري و عجل كذلك في زمان النبي9 كان موسي و هو نفسه9 و هرون و هو علي7 و سامري و هو الثاني و عجل و هو الاول او الثالث فان كل واحد منهما صار خليفة بسعيه و جهده فكل واحد عجل صنعه الثاني قال الصادق7 قال الله تعالي لرسوله ليلة الاسراء ان القائم7 يخرج اللات و العزي طريين فيحرقهما فلفتنة الناس بهما اشد من فتنة العجل و السامري و عن الكاظم7 انه قال ان الاول بمنزلة العجل و الثاني بمنزلة السامري الخبر و عن كتاب الخصال عن علي7 انه قال ستة من هذه الامة في التابوت في الدرك الاسفل من النار العجل و هو عثمن و فرعون و هو معاوية و هامان هذه الامة و هو زياد و قارونها و هو سعد و السامري و هو ابوموسي عبدالله بن قيس لانه قال كما قال سامري قوم موسي لامساس، لاقتال و الابتر و هو عمرو بن العاص.
([18]) اقول: قد مرّ انفاً في ذيل تفسير السامري خبرا الصادق و الكاظم الدالان علي ان المراد من العجل الاول في الباطن و يدل علي ذلك ايضاً ما في تفسير الامام7 من قول رسول الله9 ان اصحاب موسي اتخذوا من بعده عجلاً و خالفوا خليفة الله و ستتخذ هذه عجلاً و عجلاً و عجلاً و يخالفونك ياعلي و انت خليفتي هؤلاء يضاهئون اليهود في اتخاذهم العجل و ما في الخبر العلوي عن الباقر7 قال ان علياً7 قال لابنعباس أتشهد ان النبي9 استخلف ابابكر قال ماسمعته الاّ انه اوصي اليك فقال7 فهلاّ بايعتني قال اجتمع الناس علي ابيبكر فكنت منهم فقال7 كمااجتمع اهل العجل علي العجل فتنتم الخبر.
([19]) اقول: كل كلمة من قوله اعلي الله مقامه اشارة الي اية فقوله المعلم للبيان اشارة الي قوله سبحانه الرحمن علّم القرءان خلق الانسان علّمه البيان و قوله المستوي علي الملك اشارة الي قوله سبحانه الرحمن علي العرش استوي فان العرش كما في الخبر بمعني الملك و قوله الضار اشارة الي قوله ياابت اني اخاف انيمسّك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان ولياً و قوله النافع اشارة الي قوله جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب انه كان وعده مأتياً او هما اشارة الي قوله ان كل من في السموات و الارض الاّ اتي الرحمن عبداً و الي قوله الرحمن علي العرش استوي و الي فقرة الدعاء سبحان الضار النافع.
([20]) اقول: اراد اعلي الله مقامه ليس معني الاية ان موسي اخذ بلحية هرون ابن امه و برأسه و كان يجرّه علي الارض كمافهمه الجاهلون فانّ النبي لايفعل بوصيه هكذا لاسيما مثل موسي و هرون فهذه العبارة اشارة الي الكناية الشايعة عن قولهم لاتطالبني بذلك و هذه الكناية شايعة في الفارسية ايضاً فيقولون «دست از ريش مابكش» «دست از سر مابردار» اين را از ما مطالبه مكن.
([21]) اقول: و ذلك اشارة الي ما في خبر مفضل بن عمر عن الصادق7 و هو خبر طويل شريف نذكر نحن منه موضع الحاجة قال المفضل ثم يسير المهدي الي اين قال7 الي مدينة جده رسول الله9 فاذا وردها يقول يامعشر الخلائق هذا قبر جدي رسول الله9 فيقولون نعم يامهدي المحمد: فيقول و من معه فيقولون صاحباه فلان و فلان و ماهيهنا غيرهما فيأمر برفعهما علي دوحة يابسة فيصلبهما عليها فتحيي الشجرة و تورق و ترفع و يطول فرعها فيقول المرتابون من اهل ولايتهما هذا والله الشرف حقاً و لقدفزنا بولايتهما و ينادي منادي المهدي كل من احب صاحبي رسول الله9 و ضجيعيه فلينفرد جانباً فيتجزء الخلق جزئين فيعرض المهدي7 علي اوليائهما البراءة منهما فلايقبلون فيأمر المهدي7 ريحاً سوداء فتهبّ عليهما فتجعلهما كاعجاز نخل خاوية ثم يأمر بانزالهما فينزلان اليه فيحييهما باذن الله و يأمر الخلائق بالاجتماع ثم يقص عليهما قصص افعالهما فيعترفان به ثم يأمر بهما فيقتص منهما في ذلك الوقت بمظالم من حضر ثم يصلبهما علي الشجرة و يأمر ناراً تخرج من الارض فتحرقهما و الشجرة ثم يأمر ريحاً فتنسفهما في اليمّ كما فعل موسي بالعجل قال المفضل ذلك اخر عذابهما قال هيهات يامفضل والله ليردنّ و ليحضرنّ السيد الاكبر محمد رسول الله9و الصديق الاكبر اميرالمؤمنين7 و فاطمة و الحسن و الحسين و الائمة: و كل من محض الايمان محضاً و محض الكفر محضاً و ليقتصنّ منهما بجميع المظالم و ليقتلان في كل يوم و ليلة الف قتلة الخبر.
([22]) اقول: قدذكرنا روايته انفاً و هو رواية مفضل بن عمر عن الصادق7 و لاتستوحش من انيكون المراد من الجبال في الباطن هنا الخلفاء و انيكون الجبال رجالاً اذ قدورد اخبار عديدة في ان المراد من الجبال الرواسي الباقية التي هي الاوتاد للارض الائمة:فبحكم المقابلة و التضاد المراد من الجبال المنسفة الزائلة المجتثة الخلفاء و هم باطن الجبال و الاراضي التي عرضت عليهم الولاية فانكروها كما في اخبار عديدة فعن ابيعبدالله7 و ماخلق الله خلقاً الاّ و قدعرض ولايتنا عليه و احتج بنا عليه فمؤمن بنا و كافر و جاحد حتي السموات و الارض و الجبال و اما التعبير عنهم بالجبال لانهم كالجبل في اتقانهم و احكامهم علي كفرهم.
([23]) اقول: في بعض زيارات القائم7 ياداعي الله و في تفسير القمي في قوله تعالي يوم يدع الداع الي شيء نكر ان الامام7 اذا خرج يدعوهم الي ماينكرون و في بعض زيارات الائمة اشهد انكم الدعاة الي الله و في بعضها و انكم الدعاة و عن الصادق7قال جعل الله الائمة الدعاة الي التقوي و عن الكاظم7 في قوله تعالي يومئذ يتبعون الداعي الاية قال الداعي علي7 و في بعض زياراته اشهد انك الداعي الي الله الي غير ذلك من الاخبار التي تدل علي ان الائمة: هم الدعاة الي الله و الي كل خير و حق لاسيما القائم منهم: كمارأيت التصريح به بخصوصه في بعضها مع انهم كلهم من نور واحد و طينة واحدة فيجري حكم احدهم علي الاخرين بلاتفاوت كمايشهد بذلك كثير من الاخبار.
([24]) اقول: الحي و القيّوم صفتان من صفات الله سبحانه مخصوصتان به سبحانه فلا حي و لا قيّوم في الملك الاّ الله سبحانه كماقال هو الحي القيّوم اي لا حي و لا قيّوم غيره و لكن لهاتين الصفتين كسائر صفاته سبحانه موقع من عرفه فقدبلغ تمام المعرفة كماقال7 من عرف مواقع الصفة بلغ قرار المعرفة و لا شك ان موقع كل صفة من
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 196 *»
صفاته سبحانه اولاً و بالذات الائمة: ثم منهم تجري الي سائر الرعية مثلاً الحي صفة مخصوصة بالله سبحانه و موقعه الامام7 اولاً و بالذات اي اول من تعلق به تلك الصفة و تلبس بها هو الامام7 فهو الحي بحيوة الله سبحانه لا حي سواه ثم منه تعلق الحيوة الي سائر الموجودات فهم الاحياء بحيوة الامام و قداحياهم امامهم بعد ماتلبس بتلك الصفة من الله الحي جلّ و عزّ قال الباقر7 في قوله عزوجل انّ الله يحيي الارض بعد موتها قال يعني بموتها كفر اهلها فان الكافر ميت فيحييها الله بالقائم7فيعدل فيها فيحيي الارض و يحيي اهلها بعد موتهم الخبر فالامام هو الحي بحيوة الله سبحانه المحيي لماسواه و هو الوجه الباقي بعد فناء كل شيء و هو بقية الله في الارض لاتزول و لاتفني قال الله سبحانه خطاباً للنبي و الائمة صلوات الله عليهم اجمعين جعلتكم استقبل بكم و اسأل بكم فكل شيء هالك الاّ وجهي و انتم وجهي لاتهلكون و لايهلك من تولاكم و في الخبر المروي عن كتاب الاحتجاج الذي ذكر فيه جملة من احتجاجات علي7 علي الزنديق قال فيه بقيت الله خير لكم يعني المهدي الذي يأتي عند انقضاء هذه النظرة الخبر و لذلك سمّي7 ببقية الله و هو القيوم و القائم بامر الله بالقسط و القائم في امور المسلمين و الناطق بالقرءان المبين قال الرضا7 ان الامام قائم بامر الله و قال الصادق7 ان الامام القائم بامور المسلمين و الناطق بالقرءان و قال7ان علياً و شيعته القائمون بالقسط و في الزيارات انتم القوّامون بامر الله الي غير ذلك من الاخبار الواردة في هذا المضمار الدالة علي انهم مظهر اسم الله الحي القيّوم لاسيما القائم7الموسوم ببقية الله و القائم عجل الله فرجه فالمراد من الحي القيّوم في الباطن الامام الحي القائم7 فانّ له عنت الوجوه و خضعت و ذلّت كما في الزيارة الجامعة طأطأ كل شريف لشرفكم و بخع كل متكبر لطاعتكم و خضع كل جبار لفضلكم و ذلّ كل شيء لكم الزيارة كيف لا و قدخلقوا من فضل طينتهم و بركة وجودهم كما في القدسي لولاك لما خلقت الافلاك و لولا علي لما خلقتك مخاطباً للنبي9.
([25]) اقول: قوله اعلي الله مقامه و من خاف من الله اخاف الله منه كل شيء اشارة الي ما في الكافي عن الهيثم قال سمعت اباعبدالله7 يقول من خاف الله اخاف الله منه كل شيء و من لميخف الله اخافه الله من كل شيء الخبر.
([26]) اقول: تفسير الملائكة بالمالكين للدين الظاهر او المملوكين من باب تفسير ظاهر الظاهر و وجه الترديد ان الملائكة مصدر و المصدر يأتي بمعني كل واحد من الفاعل و المفعول فان كان بمعني الفاعل فالمراد المالكون للدين الظاهر يعني الامة المالكين للدين الظاهر و ان كان بمعني المفعول فالمراد المملوكون له7 كما في الزيارات عبدك و ابن عبدك و ابن امتك المقرّ بالرقّ و كيف كان فالاية في الباطن اشارة الي انقياد الامة و سجودهم و خضوعهم لعلي7 و التمكين منه سوي الثاني و اخويه و اتباعهم.
([27]) اقول: قد مرّ مراراً و كراراً ما دلّ علي ان المراد من ابليس الخلفاء و لنذكر هنا سرّ التعبير عنهم بلفظ الافراد فاقول سرّ ذلك انهم كلهم من اصل واحد و طينة واحدة سجينية فكأنهم رجل واحد او ذلك اشارة الي كليتهم في طرف المقابل للحق كمايشهد بذلك قوله7 اعداؤنا اصل كل شرّ و من فروعهم كل فاحشة و خبر المفضل عن الصادق7 المروي في كيفية الظهور و الرجعة المذكور فيه ان الامام7 يقتص منهما بجميع المظالم التي صدر من الخلق اجمعين من بدء ادم الي الخاتم و يعذبهما عليه و ان ذلك الاّ لكليتهما في طرف الباطل.
([28]) اقول: فهم ظاهر هذه الحكاية اي حكاية ادم و اكله من الشجرة و هبوطه من الجنة الي الدنيا عسير جداً فباطنه اعسر كثيراً و نحن نشير اليه في الجملة هنا بقدر مايفهم منه بعض تأويلاته اعلي الله مقامه له هنا فاقول: اعلم ان روح الانسان هو الجوهر الدراك الشاعر المطلق عن خصوصية زيد و عمرو و بكر و خالد فلما حصل بواسطة ايدي التقدير له بدن في هذه الدنيا تعلق الروح بذلك البدن فتخصص بزيد و عمرو و بكر فادم7 قبل نزوله الي بدنه و قبل انيصنع في هذه الدنيا له بدن كان دراكاً شاعراً مطلقاً غير مخصص بادمية و كان قادراً علي الرؤية من كل عين و السماع من كل اذن و الشمّ من كل انف و اللمس من كل جسد و الذوق من كل لسان و فم و لكن لمّا تعلق ببدنه تخصص به فصار رؤيته مخصوصاً بعينه و سمعه من اذنه و هكذا سائر مدركاته و كذلك قبل التعلق كان عليماً حكيماً ذكوراً فكوراً نبيهاً مطلقاً من غير تخصص علمه بالعلم الادمي و حلمه بالحلم الادمي و فكره و هكذا فهو قبل النزول الي البدن كان مطلقاً غير محبوس
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 200 *»
بسجن بدنه فعصيانه هو نزوله الي بدنه و تخصصه به بعد اطلاقه و توبته هو العمل بالشريعة المطهرة و الرياضات الشرعية حتي حصل له انقطاع عن الدنيا و مافيها و حصل له اطلاقه الاولي و عمومه القديمي فيقدر علي الرؤية من كل عين و السمع من كل اذن و الفكر من كل دماغ و هكذا فعلي هذا عصيانه عصيان كوني و توبته توبة شرعية.
و اما اغواء الشيطان اياه بواسطة الطاووس بانه ذهب الي الطاووس و هو الحاجب من الخارج و هو ذهب الي الحية و هي الحاجبة من الداخل و هي ذهبت الي الحواء و هي زوجة ادم و هي ذهبت الي ادم فاغوته فجميع ذلك بيان نزوله الي هذه الدنيا فانه اول مانزل نزل الي الخيال الذي هو بمنزلة حواء فان الخيال احد شئونات النفس و اضلاعها و به تكثرت و تشعبت و حواء خلقت من ضلع ادم الايسر و طبع الخيال هو طبع النساء فهو من النساء لان طبعهن طبع الزهرة و هو فلك ينسب اليه اللعب و اللهو و جميع حالات النساء لهو و لعب و ذلك من طباعهن و لذلك لايكللن منه و كذلك الخيال لايكلّ من الخيالات اللعبية و اللهوية لانها من طباعه ثم نزل منه الي الحس المشترك الذي هو بمنزلة الحية و هي جهة انية حواء و حواء جهة انية حية و اشتقاقهما من الحي و الحيوة الاّ ان حواء جهة اعلاها و حية جهة اسفلها و الحية مقامها مقام الحس المشترك و جوهر القمر و حواء جهة ائيتها فمقامها فوق مقام الحية فهي فوق القمر و فوق القمر فلك الزهرة و هي فلك الخيال و لذلك يكون الفرق بينهما بالواو و الياء فالحدود و الكثرات في حواء ارق و اقل فهي الستة الدالة عليها الواو و في الحية العشرة الدالة عليها الياء ثم نزل منه الي الطبايع المعبر عنها بطاووس لان طاووس هي حيوان اعاليه ذات الوان مختلفة حسنة معجبة تسرّ الناظرين و اسافله قبيحة معوجة يتنفر عنه الطبع القويم و اصل الالوان من العناصر الاربعة و هي اربعة كما ان العناصر اربعة فالبياض من الماء و
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 201 *»
السواد من التراب و الصفرة من الهواء و الحمرة من النار و تلك اصول الالوان و باقيها تحصل من تركيب هذه الاربعة باجمعها او بعض منها دون بعض هذا لو نزلت من الاعلي الي الاسفل و اما في الصعود فقل اراد الشيطان غواية ادم اي الجهل الكلي ـ الذي مظهره في هذا العالم الظاهر التراب فانه منتهي نزول العقل العالم الشاعرـ تجهيل ادم فلميقدر علي ذلك فجاء الي طاووس الطبايع و العناصر و تعلق به و هو كماعرفت ذو الوان كثيرة معجبة و هو حاجب جنة الحيوة من الخارج لانه في خارج الحيوة قدتعلق به الحيوة في الجملة عكس الحية فانّ الحيوة تعلقت بجميع ذرات بدنه و لذا لو قطعته قطعات عديدة لتري الحيوة في كلها بخلاف الطاووس فانه يموت بتقطيعه و لمينفذ الحيوة فيه كنفوذها في الحية فصعد به الي الحية التي هي الحاجب من الداخل في فلك الحيوة الذي هو باب الجنان التي هي في الافلاك فالتقمته الحية و جلس في فيها لان انية الجهل مترامية من غاية البعد الي دوين القرب و هو جنة الرضوان فصار معها في الجنة و تعلق بالمناسبة بالحواء المخلوقة من الحي و هي ظهور نفس ادم خلق لكم من انفسكم ازواجاً فتعلق بادم فاغواه و زيّن في عينه شجرة الطبايع و اغصانها و اوراقها و ازهارها و سوّل له انه شجرة الخلد و ملك لايبلي مع ان ملك الطبايع بالٍ و كون تلك الشجرة في الجنة لان اصلها ثابت في الجنة و الدنيا اغصانها و اوراقها متدلية الي اسفل و اشجار الجنة علي خلاف اشجار الدنيا قال الله سبحانه قطوفها دانية، و قاسمهما اني لكما لمن الناصحين فبغوايته و تزيينه مال روحهما الي شجرة كثرة الطبايع بالمناسبة لانيتهما التي هي ظلّ الجهل فاكلا منها فبدت لهما سوءاتهما التي كانت مستورة فان الحيوانية كانت مستورة في الانسانية فطفقا يخصفان عليهما من نباتية ورق الجنة فلبسا النباتية علي الحيوانية فهبطا و لبسا الجمادية الغاسقة علي النباتية فلمّا تابا بالاقبال ابيضّ بدنهما بعد السواد و سارا الي الجنة و صارا من اهلها و هذه شيمة كل انسان ينزل من الدهر الي الدنيا و يموت مؤمناً فجميع تلك التفاصيل كناية و عبارة عن نزول الروح الي البدن الدنياوي الظاهري و تخصصها به انظر في نفسك تكون لك انسانية و حيوانية و نباتية و جمادية فما فيك من الذكر و الفكر و العلم و الحلم و النباهة فهو من انسانيتك و ما فيك من السمع و البصر و الشم و الذوق و اللمس فهو من حيوانيتك و هي مستورة بالانسانية لايري قبحها مادام السلطان للانسانية فيضعها كل واحد منها في مواضعها المناسبة مثلاً يضع اذنها فيما ينبغي انيسمع من المواعظ و النصايح و الفضائل و عينها في ماينبغي انينظر من الايات و الاخبار و العلماء الاخيار و هكذا و بالجملة و ما فيك من الجذب و الدفع و الهضم و الامساك و التنمية فمن النباتية و هي قدسترت الحيوانية و صارت كالحجاب عليها و ما فيك من ظاهرك المرئي فهو من الجمادية و هي سترت النباتية و تكون بمنزلة الحجاب و الستر عليها و بهذا القدر نكتفي في هذا التفسير الشريف و المقصود انتعرف ان المراد من سوءاتهما الحيوانية في الباطن و المراد من ورق الجنة النباتية و المراد من الهبوط الهبوط الي الجمادية كمافسره اعلي الله مقامه و رفع في الخلد اعلامه.
([29]) اقول: قد ورد كثيراً الصراط في اخبار الائمة بمعني ولاية علي7 بل و في كثير منها اوّل بنفسه7 و بالامام المفروض طاعته فعن الصادق7 في قوله تعالي عن الصراط لناكبون قال عن ولاية علي7 و عن الباقر7 في قوله تعالي صراط الله يعني علياً7و قال الباقر7 معني علي صراط الله انه الصراط الي الله كمايقال فلان باب السلطان اذا كان يوصل به اليه ثم انّ الصراط هو الذي عليه علي7 و عن الصادق7ايضاً قال الصراط صراطان اما الصراط في الدنيا فهو الامام المفروض طاعته من عرفه و اقتدي بهداه مرّ علي الصراط الذي هو جسر جهنم في الاخرة و عنه7 ايضاً في هذه الاية اي في قوله تعالي فستعلمون من اصحاب الصراط السوي و من اهتدي قال الصراط السوي القائم7 و اهتدي من اهتدي الي طاعته و عن الباقر7اصحاب الصراط السوي علي7 و عن ابنعباس انه قال والله هو محمد و اهلبيته.
([30]) اقول: الذكر هو حضور الشيء في الذهن و قديسمي ماهو سبب لذلك به من باب تسمية السبب باسم المسبب و من هذا الباب تسمية القرءان و الحديث به قال سبحانه انه ذكر لك و لقومك اي القرءان و قال انّ الذين كفروا بالذكر يعني القرءان لمّاجاءهم و انه لكتاب عزيز قال في المجمع الذكر من اسماء القرءان سمي به لانه لايزال يذكّر و يذكَّر به المنزل عليه و المؤمن به و العامل و التالي و قال و اذكروا الله ذكراً كثيراً يشمل الصلوة و قراءة القرءان و الحديث و مناظرة العلماء هذا و لا شك ان كلام كل متكلم ذكر لصاحبه لانه اثره و الاثر حيث يكون اثراً يري فيه المؤثر و كان ذكراً له و تذكرةً و من هذا الباب سمي القرءان و الحديث و الصلوة و مناظرة العلماء و امثالها بالذكر لان كل واحد منها سبب لذكر الله و النبي و الائمة: و بالجملة فالمقصود من هذا التفصيل انتعلم ورود اطلاق الذكر علي القرءان و الحديث في العرف و اللغة.
اذا علمت ذلك فاقول معني قوله سبحانه مايأتيهم من ذكر من ربهم محدث الاّ استمعوه، في الظاهر مايأتيهم قرءان من ربهم و كتاب الاّ استمعوه و هم يلعبون او المعني مايأتيهم حديث من ربهم اي امامهم بناء علي قوله7 رب الارض امام الارض الاّ استمعوه و هم يلعبون او المعني مايأتيهم امام من ربهم نظراً الي قول علي7 ان الائمة من المحمد الذكر الحكيم او المعني مايأتيهم امام امامه و رسوله و قائم مقامه الاّ استمعوه و هم يلعبون و هو الشيعة الكامل الحامل لعلم الامام المأمور منه الي هداية سائر الخلق.
([31]) اقول: لان المراد من الذكر في الظاهر القرءان كماعرفت قال الصادق7 الذكر القرءان و نحن قومه و قد وصفه الله بقوله محدث.
([32]) اقول: قد عنونّا فصلاً في المقدمة مخصوصاً و ذكرنا فيه ما دلّ علي ان الضمائر و الاشارات و الكنايات في القرءان في مقام المدح كلها راجعة الي علي7 و الائمة من ولده: و ولايتهم و معرفتهم و ذكرنا لهذا المدعي شواهد عديدة من الاخبار فان شئت الدليل فعليك بالرجوع اليه.
([33]) اقول: كأنهم استدلوا بكونه بشراً علي كذبه في ادعاء الرسالة لاعتقادهم ان الرسول لايكون الاّ ملكاً و استلزموا منه انّ ماجاء به من الخوارق كالقرءان سحر فانكروا حضوره.
([34]) اقول: فيه بيان حالكم و صفتكم و اسمكم فان الشيء لايذكر الاّ بالصفة و الحالة كما هو ظاهر بيّن و اما الذات فهي لاتذكر و لاتوصف و لاتسمي قال سبحانه ذكر لك و لقومك اي يبين حالك و حال قومك و شرفكم و مكرمتكم او فيه ماتذكرون الله بسببه من الايات الدالة عليه و الامارات الهادية اليه او من ذكر النبي و الائمة: علي نحو الكناية و الاشارة فانّهم السبب الاعظم الذين بهم يتذكر الله من تذكر قال سبحانه و اذكروا الله كذكركم اباءكم او اشد ذكراً او فيه تذكركم و اتعاظكم و تنبهكم و يحتمل انيكون منه قوله سبحانه ذكر لك و لقومك اي تذكر و اتعاظ قال سبحانه و لنجعلها تذكرة اي عبرة و موعظة او فيه بيان الشرايع فان فيها ذكر الله اذ بعد القرءان الشريعة اعظم دليل علي حكمة الله سبحانه فهي ذكر الله الاعظم او فيه بيان ائمتكم فان الائمة ايضاً ذكر الله لانهم اعظم دليل و برهان علي الله سبحانه قال علي7 ان الائمة من المحمد الذكر الحكيم و قال الباقر7 في قوله تعالي و لقدصرّفنا في هذا القرءان ليذّكّروا قال يعني و لقدذكرنا علياً7 في هذا القرءان و هو الذكر و في بعض زياراته7السلام عليك ايها الذكر الحكيم و اما فيه ذكر حقائقكم و اعيانكم المشار اليها بقوله كم فان حقيقة كل شيء و عينه في القرءان كماقال لارطب و لايابس الاّ في كتاب مبين و قال تبياناً لكل شيء و قال و ان من شيء الاّ عندنا خزائنه و يحتمل انيكون المراد من الحقائق الائمة: لانهم حقيقة الاناسي كمايشهد به كثير من الاخبار.
([35]) اقول: لو كان لله جل و عز شريك لارسل هو ايضاً رسله كماارسل اله العالمين و لميأتنا رسول من غير اله العالمين فمعلوم انه ليس اله سواه و الاّ لارسل الينا رسله.
([36]) اقول: عن الباقر7 انه قال بل عباد مكرمون و اومأ بيده الي صدره ثم قال لايسبقونه بالقول و في كثير من الزيارات انتم العباد المكرمون و في الجامعة منها و عباده المكرمين الذين لايسبقونه بالقول و هم بامره يعملون.
([37]) اقول: فسّر اعلي الله مقامه الماء بالقرءان لان الماء في كثير من الاخبار فسّر بالعلم كما قال7 في قوله سبحانه لاسقيناهم ماء غدقاً قال يعني لاذقناهم علماً كثيراً يتعلمونه من الائمة و بالامام7 كما قال7 الامام الماء العذب و القرءان ايضاً فسّر بالامام كما قال7 انا الايمان الذي به كفر و القرءان الذي اياه هجر و بعلم الامام7كما قال7في قوله تعالي ان اصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء معين قال ماؤكم ابوابكم و الائمة ابواب الله بين خلقه فمن يأتيكم بماء معين يعني من يأتيكم بعلم الامام الخبر و القرءان هو علم الامام كما قال و مايعلم تأويله الاّ الله و الراسخون في العلم و قال بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم.
([38]) اقول: قال الباقر7 قال رسول الله9 اني و احدعشر من ولدي و انت ياعلي زِرّ الارض يعني اوتادها و جبالها بنا اوتد الله الارض باهلها فاذا ذهبنا ساخت الارض باهلها و لمينظروا و عن تفسير فرات عن ابيذر قال انّ اهلبيت النبي9 فينا كالجبال المنصوبة الخبر و في بعض الاخبار انهم: الجبال الرواسي و اما الفجاج فهو الطريق الواسع بين الجبلين فالمراد منه الشيعة بين الامامين او بعد غيبة الامام7 او مطلقاً كما ورد انه سبيل الله شيعتنا فمن نذر في سبيل الله فليعط الشيعة.
([39]) اقول: المراد من الليل في الباطن الحسن7 لان في زمانه قدملأ ظلمة معاوية جميع وجه الارض و خفي اسرار المحمد: بالكلية حتي انه لميقدر احد انيسمي اولاده باسماء الائمة: و كان يقتل كل من كان اسمه اسماً من اسماء الائمة: ولو بالكذب و الافتراء و من هذه الجهة خصّت صلوة العشاء به7 قال الباقر7 في رواية جابر في قوله تعالي و ليال عشر قال الائمة: من الحسن الي الحسن و المراد من النهار الحسين7 لان في زمانه قدظهر كفر معوية و بنيامية و وضح علي جميع اهل الملل بواسطة قتله7 و ظهر امر المحمد: في الجملة و لذلك اختص صلوة الصبح به7قال الباقران8 و ابنعباس والنهار اذا جلّيها الحسن و الحسين و المحمد:و قال الصادق7 في الاية المذكورة ذلك الامام من ذرية فاطمة يسئل عن دين رسول الله9 فيجلّيه لمنيسأله عنه و المراد من الشمس رسول الله9 لانه شمس عالم الامكان و نور عالم الايجاد و من القمر علي7 لانه تلي الشمس في العلم و الخلافة و الفضل قال سبحانه والقمر اذا تليها قال الصادق7 في قوله تعالي والشمس و ضحيها قال الشمس رسول الله9 اوضح الله به للناس دينهم و عن كتاب النصوص عن سلمان رضي الله عنه قال خطب رسول الله9 قال معاشر الناس من افتقد الشمس فليتمسك بالقمر و من افتقد القمر فليتمسك بالفرقدين و من افتقد الفرقدين فليتمسك بالنجوم الزاهرة بعدي قال سلمان فلمّانزل النبي9 تبعته و قلت بابي انت و امي ماالشمس و القمر و ما الفرقدان و ما النجوم الزاهرة فقال فاما الشمس فانا و اما القمر فعلي و اما الفرقدان فالحسنان و اما النجوم الزاهرة فالائمة التسعة من ولد الحسين و التاسع منهم مهديهم الخبر و قال الصادق7 في قوله تعالي والقمر اذا تليها قال ذلك اميرالمؤمنين7 تلي رسول الله9 و هو الشمس نفث بالعلم نفثاً.
([40]) اقول: وجه الدلالة ان الله سبحانه جمعها جمع مذكر عاقل و هو الجمع بالواو و النون.
([41]) اقول: المراد من الرحمن اما الرحمة العامة التي مظهرها محمد9 و اما المراد التولية و الاستيلاء و السلطنة علي الملك التي مظهرها علي7 فالمراد منه في الباطن اما محمد او علي8.
([42]) اقول: قد مرّ بعض فقرات خبر المفضل المشتمل علي ان القائم7 يخرج يده بيضاء و اول من يبايعه جبرئيل و في تفسير القمي عن الباقر7 في قوله تعالي ان نشأ ننزّل عليهم من السماء اية قال الاية هي الصيحة من السماء باسم القائم عجل الله فرجه و ايضاً قد مّر خبر دل علي ان المراد من الايات كلها علي7 و سائر الائمة مع تفصيل في الجملة لذلك كل ذلك مضافاً الي بعض النصوص الصريحة في ذلك فعن اكمال الدين عن الصادق7 انه قال في قوله تعالي يوم يأتي بعض ايات ربك الاية قال يعني خروج القائم7 منا و في رواية ابنبكير عن الصادق7 ايضاً في قوله تعالي و اذا تتلي عليهم اياتنا قالوا اساطير الاولين قال يعني تكذيبهم بالقائم7 اذ يقولون له لسنا نعرفك و لست من ولد فاطمة كماقال المشركون للنبي9 و عنه7 ايضاً انه قال في قوله تعالي اتتك اياتنا و قوله سبحانه و من لميؤمن بايات ربه الايات الائمة:اي لميؤمن بهم و تركهم معاندة فلميتبع اثارهم الي غير ذلك من الاخبار الدالة علي ان المراد من الايات في الباطن الائمة: لاسيما القائم منهم و لنذكر خبراً يدل علي ان الايات تري في عصر القائم و الرجعة و تظهر و ترجع الي الدنيا سلام الله عليهم اجمعين قال ابوعبدالله7 في بعض فقرات خبر المفضل و بعد ان ذكر ظهور القائم7و الايات الواقعة قبل ظهوره و علاماته و كيفية سلوكه مع الاولين لعنهما الله و اتباعهما: ثم يظهر الحسين7في اثنيعشر الف صديق و اثنين و سبعين من اصحابه فيالك عندها من كرة بيضاء و رجعة زهراء ثم يخرج الصديق الاكبر اميرالمؤمنين7 و تنصب له القبة البيضاء علي النجف و تقام اركانها ركن بالنجف و ركن بهجر و ركن بصنعاء اليمن و ركن بارض طيبة فكأني بمصابيحها تشرق في السماء و الارض فعندها تبلي السرائر و تذهل كل مرضعة عماارضعت و تضع كل ذات حمل حملها الاية ثم يظهر السيد الاجل محمد9 في انصاره و المهاجرين اليه و من امن به و صدّقه و يحضره المكذبون به و الشاكّون فيه و الرادّون عليه.
([43]) اقول: و ان كان قدظهر ممااسلفنا الان ان المراد من هذا الوعد الظهور و الرجعة ولكنّا نذكر ايضاً بعض مايدل صريحاً علي ذلك فعن الكافي عن الصادق7 في قوله تعالي حتي اذا رأوا مايوعدون اما العذاب و اما الساعة قال خروج القائم7 و هو الساعة فسيعلمون ذلك اليوم من هو شر مكاناً يعني عند القائم7 و عن كنز الفوائد عنه7ايضاً في قوله تعالي أفمن وعدناه وعداً حسناً قال الموعود علي7 وعده الله انينتقم له من اعدائه في الدنيا و وعده الجنة له و لاوليائه في الاخرة قال الشيخ في المرءاة: لايخفي ان الله وعد الائمة: انيستخلفهم في الارض و يمكّنهم فيها و ينتقم لهم من اعدائهم كمايفعل في الرجعة و انيعطيهم الشفاعة و الجنة و اختيارها لمنارادوا و امثال ذلك و كذلك وعد شيعتهم و من اوفي بعهد الله و بماوعد ربه من التمسك بالولاية في الميثاق بخيرات الدنيا و الاخرة و الغلبة علي اعدائهم في الرجعة ثم قال: ثم لكل من هذه الاشياء موعد او زمان عمدته زمان الرجعة و قيام القائم7 في الدنيا و يوم القيمة في النشأة الاخري الي ان قال: و علي هذا يمكن تأويل ماورد من الوعد وعد الله و الوعد الحق و الوعد الحسن و امثال ذلك و كذا ماوعده الله و مايوعدون و امثالهما فيمايناسب بماناسبه مماذكرناه و امثاله من مواعيد الله بالنسبة الي الائمة و شيعتهم و اعدائهم و كذا يمكن تأويل الوعيد و مابمعناه بمااوعد به اعداء الائمة و هكذا يمكن تأويل اليوم الموعود و الميعاد و امثالهما بزمان قيام القائم و وقت الرجعة و قد دلّت علي هذا كله اخبار يأتي اكثرها في ضمن تأويل الايات.
([44]) اقول: و قدذكرنا دلائله من الاخبار و غيرها سابقاً في ذيل تأويل تلك الكلمة.
([45]) اقول: و ذلك لان المراد من الرحمة الرحمانية هي رحمة الايجاد و الخلق فكل من دخل عرصة الايجاد و الخلق فقدشمله تلك الرحمة حتي اوجد و خلق و الا لكان في عالم الامكان و القوة باقياً بل نفس عالم الامكان و القوة ايضاً شمله هذه الرحمة بل و مافيه من الاعدام و القوي ايضاً شملها تلك الرحمة نعم المعدوم بمعني الممتنع و اللاشيء المحض الذي ليس له مصداق في الخارج و انما هو محض تلفظ و اشارة للتفهيم لميشمله تلك الرحمة فقل بقول مطلق جميع الموجودات و جميع المخلوقات و كل مايطلق عليه اسم الوجود و الشيء و الخلق و امثالها فقدشملها تلك الرحمة فسبحانه ماارحمه و مااعظم الاءه و نعمه و اجل شأنه.
([46]) اقول: قدذكرنا سابقاً اخباراً كثيرة تدل علي ان المراد من الذكر و ذكر الله و ذكر الرب في الباطن محمد و علي و الهما: و نكتفي هنا بذكر خبر واحد يدل علي ان المراد من الذكر علي7 قال الباقر7 في قوله تعالي و لقدصرّفنا في هذا القرءان ليذّكّروا قال يعني و لقدذكرنا علياً7 في القرءان و هو الذكر الخبر.
([47]) اقول: قدذكرنا سابقاً الدليل علي ان المراد من موسي و هرون في الباطن محمد و علي عليهما و الهما السلام و لنذكر هنا من الاخبار ما يدل علي ان المراد من الفرقان عهد الولاية فاعلم انه لا شك ان المراد من الفرقان المحكم من الكتاب كما صرح به في العرف و اللغة قال الصادق7 ان القرءان جملة الكتاب و الفرقان المحكم منه الواجب العمل به الخبر و قدورد عن ابيعبدالله7 في قوله عزوجل هو الذي انزل اليك الكتاب منه ايات محكمات هنّ امّالكتاب قال اميرالمؤمنين و الائمة: و اخر متشابهات قال فلان و فلان و اما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ماتشابه منه الاية اصحابهم و اهل ولايتهم الخبر فبناء علي هذين الخبرين المراد من الفرقان الذي هو مرادف لمحكم الكتاب علي7 و اولاده: و ولايتهم و مودتهم و عهدهما و ميثاقهما هذا و قدعنونّا في المقدمة فصلاً خاصاً يستفاد منه ان المقصود الكلي من جميع الكتب و الشرايع و بعثة الرسل ايصال امر الولاية كمايشهد بذلك اي من القرءان ايضاً كقوله و ان لمتفعل فمابلّغت رسالته و يشهد بذلك اخبار غدير خمّ فالمقصود الكلي من انزال القرءان هو ايصال امر الولاية و ليس فيه الاّ هذه و ما فيه من المثل و القصص و الحكايات فهي كناية عنها او من متعلقاتها و مضافاتها فالمراد من الفرقان حقيقةً واقعاً هو امر الولاية و عهدها الذي هو الفاروق و الفارق بين الحق و الباطل و هو محل الاختلاف و الفرق و التفرق ليس الاختلاف في الله و لا في و انما الاختلاف فيك ياعلي و لا شك ان الاختلاف فيه لايعقل الاّ بالاختلاف في ولايته لا في ذاته و حقيقته اذ لميختلف احد فيه هل هو علي ام ليس بعلي و انما اختلفوا هل ولايته موصولة بولاية الله ام لا و هل هو خليفة بلافصل او بعد الاولين و هل هو الولي ام ليس بولي.
([48]) اقول: اعلم ان الشهادة قدتطلق علي القتل في سبيل الله يقال استشهد فلان و هو
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 224 *»
شهيد اي مقتول مظلوماً و في سبيل الله و الجمع شهداء و قدتطلق علي الخبر القاطع و الاخبار به يقال فلان شاهد علي ذلك اي مخبر قاطع في العلم به و الجمع الشهّد بفتح الهاء المشددة و الشهود و الاشهاد و قديقال الشهيد للشاهد و يجمع علي الشهداء ايضاً و قدتطلق علي الشيء الحاضر يقال اشهده اي احضره و هذا مشهد فلان اي محضره و قدتطلق و يراد منها العلم كمايقال شهد الله اي علم الله او النظر و المعاينة كمايقال شاهده اي عاينه.
اذا علمت ذلك فاعلم ان قوله سبحانه و انا علي ذلكم من الشاهدين اما من المعني الثاني و هو الاخبار بالخبر القاطع و هو شهادة ان لا اله الا الله و ان محمداً رسول الله و علياً و احدعشر من ولده اولياء الله و الي ذلك اشار اعلي الله مقامه بقوله اراد اظهار ايمانه و اما من المعني الثالث و هو الاحضار او الرابع و هو العلم و المعاينة و الي ذلك اشار اعلي الله مقامه بقوله فقولي ذلك عن رؤية الايات و شهودها اي حضورها لدي او علمي بها و رؤيتي اياها علانيةً و اما قوله اعلي الله مقامه فالنبي9 شاهد التوحيد فهو ايضاً من المعني الثاني اي مخبر قاطع في العلم بالتوحيد و يمكن ان يكون من المعني الثالث و علي اي حال فقد ورد الاخبار عن الائمة الاطهار في كون النبي9 و علي7و سائر الائمة شهداء و اشهاد علي كل واحد من المعاني قال7 في رواية ان الشهداء الائمة و الصالحين سلمان و ابوذر و المقداد و نظراؤهم من الشيعة و عن النبي9 في قوله تعالي و الشهداء و الصالحين ان الصالحين التسعة من ذرية الحسين: و الشهداء علي و الحسن و الحسين: و عن معاني الاخبار عن الصادق7 في قوله تعالي و شاهد و مشهود قال النبي9 و اميرالمؤمنين صلوات الله عليه و عن تفسير العياشي عن الباقر7 في قوله تعالي يوم يقوم الاشهاد و قوله سبحانه و يقول الاشهاد قال هم الائمة: و عن الصادق7 في قوله تعالي فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد و جئنا بك علي هؤلاء شهيداً قال نزلت في امة محمد خاصة و في كل قرن منهم امام منا شاهد عليهم و محمد9 شاهد علينا و روي عنه7 انه قال لايكون الشهداء علي الناس الاّ الرسل و الائمة دون سائر الامة فانه غير جائز انيستشهد الله بهم و فيهم من لاتجوز شهادته في الدنيا علي حزمة بقل و عن الكاظم7 في قوله تعالي و اكتبنا مع الشاهدين قال نحن نشهد للرسل علي اممهم و في بعض الزيارات اشهد انك مضيت للذي كنت عليه شهيداً و مستشهداً و شاهداً و مشهوداً الزيارة اي ذهبت الي جوار رحمة ربك فانه هو الذي كنت عليه شاهداً و دليلاً و اية كما اشار اليه اعلي الله مقامه بقوله فالنبي9 شاهد التوحيد و منه يعرف التوحيد و التعبير بلفظ الشهادة فيه نكتة عظيمة و هي انه9 محل التوحيد الشاهد الحاضر المرئي و هكذا يشاهد التوحيد اي فيه و منه9 و به يستشهد عليه اي من رآه عرف التوحيد فاستشهد به لمن لميعرفه و لميره فافهم.
([49]) اقول: المراد من الرحمة علي وجه يناسب هذا المقام ولاية علي7 و طاعته و الاقرار بامامته و خلافته فعن تفسير العياشي عن الباقر7 في قوله تعالي قل بفضل الله و برحمته قال الاقرار بنبوة محمد9 و الايتمام بعلي7 و عن تفسير فرات بن ابرهيم عن الصادق7 انه قال في قوله تعالي و لذلك خلقهم قال اي للرحمة خلقهم اي الشيعة و قال و الرحمة التي يقول طاعة الامام7 و عن تفسير الامام7 في قوله تعالي قل بفضل الله و برحمته الاية قال قال لي رسول الله9 فضل الله القرءان و العلم بتأويله و رحمته توفيقه لموالاة محمد و اله الطيبين و معاداة اعدائهم.
([50]) اقول: هذا تفسير عجيب و بيان غريب قداستنبطه اعلي الله مقامه من الاخبار المتواترة الواردة في انهم اول ماخلق الله و ان جميع ماسواهم مخلوق من نورهم و نحن لو اردنا ذكر تلك الاخبار لخرجنا ممانحن بصدد بيانه مع انها من الضروريات و البديهيات عند العامة و الخاصة و قدروي كثير منها من طريق العامة و بعد ماثبت ان جميع ماسويهم من نورهم و صنعهم كماقال7 نحن صنائع الله و الخلق بعد صنائع لنا فكلهم كالعدم بالنسبة اليهم فان المنير هو اظهر في النور من النور و اوجد في امكنة وجودها منها و اولي بها منها و هذا حال كل نور بالنسبة الي منيره بل النور ليس شيئاً سوي المنير الظاهر في عالم الظاهر فجميع العالمين هو ظهور علي7 او هو علي الظاهر في تلك الرتبة و العرصة فلعلي7 في كل رتبة و عرصة شكل و هيئة فهيئته في عالم الظاهر هيئة العالمين فجميع العالمين هو كمايدل عليه قولك في الدعاء بهم ملأت سماءك و ارضك حتي ظهر ان لا اله الاّ انت فالله سبحانه بنفس العوالم ملأ كل العوالم و هكذا يملأ بالمحمد جميع السموات و الارضين و هذا معني الحديث القدسي كنت كنزاً مخفياً فاحببت اناعرف فخلقت الخلق لكي اعرف اي خلقت المحمد: لكي اعرف فانهم الخلق وحدهم وحدهم
مافي الديار سواه لابس مغفر | و هو الحمي و الحي و الفلوات |
ليس الاّ الله و صفاته و اسماؤه فافهم ان كنت تفهم و الاّ فاسلم تسلم.
([51]) اقول: الامة في اللغة بمعان كثيرة منها الحالة و السنة و الشريعة و الطريقة و الدين و منها الجيل من كل حي و جماعة ارسل اليهم رسول و الامام و العالم و الرجل الجامع للخير و من هو علي الحق الي غير ذلك من المعاني و المراد منها هنا المعني الاول اي الحالة و السنة و الطريقة و المعني ان هذه اي ما مرّ من طريقة الانبياء و شريعتهم طريقتكم و شريعتكم ياامة محمد طريقة و شريعة واحدة حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة حتي انهم لو سلكوا جحر ضبّ لسلكتموه كمافي النبوي المروي من الطريقين قال9 لتركبنّ سنن من كان قبلكم شبراً بشبر و ذراعاً بذراع حتي لو ان احدهم دخل جحر ضبّ لدخلتم و حتي لو ان احدهم جامع امرأته بالطريق لفعلتموه و قدعنونّا لادلة ذلك فصلاً مخصوصاً في المقدمة.
ثم اعلم انه قدورد في بعض الاخبار ان المراد من الامة هنا المحمد: كما عن الصادق7 في هذه الاية اي قوله تعالي و انّ هذه امتكم امة واحدة قال المحمد:الخبر فعلي هذا يعني انّ ما مرّ من طريقة الانبياء و شريعتهم هي طريقتكم و شريعتكم يا المحمد يعني انتم ماخالفتم الانبياء السابقين و انتم لستم ببدع من الرسل انما هي سنة الله التي قدخلت من قبل و لنتجد لسنة الله تبديلاً ملة ابيكم ابرهيم هو سمّيكم المسلمين.
([52]) اقول: قوله اعلي الله مقامه كماروي اشارة الي النبوي المذكور في المجالس قال لعلي7 ياعلي انت و شيعتك علي الحوض تسقون من احببتم و تمنعون من كرهتم و انتم الامنون يوم الفزع الاكبر في ظل العرش يفزع الناس و لاتفزعون و تحزن الناس و لاتحزنون و فيكم نزلت هذه الاية انّ الذين سبقت لهم منّا الحسني الاية و الي الخبر المروي عن الصادق7 قال ان الله يبعث شيعتنا يومالقيمة علي ما فيهم من ذنوب او غيره مبيضةً وجوههم مستورةً عوراتهم امنةً روعتهم قدسهلت لهم الموارد و ذهبت عنهم الشدائد يركبون نوقاً من ياقوت فلايزالون يدورون خلال الجنة عليهم شرك من نور يتلألأ توضع لهم الموائد فلايزالون يطعمون و الناس في الحساب و هو قول الله تبارك و تعالي انّ الذين سبقت لهم منّا الحسني الخبر و الدليل علي ان المراد من الحسني الولاية و السعادة ما في رواية ابيالخطاب عن الصادق7 في قوله تعالي و صدّق بالحسني قال بالولاية و ما في رواية محمد بن قاسم بن عبيد عنه7 ايضاً في قوله تعالي و كذّب بالحسني قال بالولاية الخبر.
([53]) اقول: كمايدل علي ذلك ما في اخر النبوي المزبور قال بعد قوله و فيكم نزلت هذه الاية انّ الذين سبقت لهم منا الحسني و فيهم نزلت لايحزنهم الفزع الاكبر الاية.
([54]) اقول: تفسيره اعلي الله مقامه الحمل بالعرض تفسير غريب و تأويل عجيب و وجهه ان الحمل مايحمله الانسان من الخارج و هو شيء غير ذاته و كذلك العرض هو ماحمله الانسان من الخارج و هو غير ذاته و يوم القيمة يجرد الانسان عن الاعراض و الاوساخ ثم يدخل الجنة او النار فان ذلك اليوم هو يوم الجزاء و لايعذب المحمول بالحامل و لا الحامل بالمحمول لاتزر وازرة وزر اخري، ليس بامانيكم و لااماني اهل الكتاب من يعمل سوء يجز به، من يعمل مثقال ذرة خيراً يره و من يعمل مثقال ذرة شراً يره و اما قوله سبحانه ليحملوا اوزارهم كاملة يومالقيمة و من اوزار الذين يضلونهم بغير علم فلا منافاة له مع ماقلنا من ان المراد من هذه الاوزار الاوزار الاصلية دون العرضية و اما وجه حملهم اوزار الذين يضلونهم فانها ايضاً منهم فيوم القيمة يرد اليهم و كذلك اوزار المؤمنين ايضاً يرد اليهم لانها منهم كما هو صريح كثير من الاخبار.
([55]) اقول: ظاهر الاية ان الله يبعث من في القبور في القيمة كما عن الصادق7 قال قال رسولالله9 لجبرئيل ياجبرئيل ارني كيف يبعث الله تبارك و تعالي العباد يومالقيمة قال نعم فخرج الي مقبرة بنيساعدة فرأي قبراً فقال له اخرج باذن الله فخرج رجل ينفض رأسه من التراب و هو يقول والهفاه و اللهف الثبور ثم قال ادخل فدخل ثم قصد به الي قبر اخر فقال اخرج باذن الله فخرج شاب ينفض رأسه من التراب و هو يقول اشهد ان لا اله الاّ الله وحده لا شريك له و اشهد انّ محمداً عبده و رسوله و اشهد انّ الساعة اتية لاريب فيها و انّ الله يبعث من في القبور ثم قال هكذا يبعثون يومالقيمة و تأويله انه يبعث من في القبور في الرجعة و الظهور ممن هو محض الايمان او محضالكفر كمايرشد الي ذلك كثير من الاخبار فعن تفسير القمي عن الصادق7 في قوله تعالي و حرام علي قرية اهلكناها انهم لايرجعون انه قال كل قرية اهلك الله اهلها بالعذاب لايرجعون في الرجعة و اما في القيمة فيرجعون و من محض الايمان محضاً و غيرهم ممن لميهلكوا بالعذاب و محضوا الكفر محضاً يرجعون و عن الباقر7 قال اما لو قام قائمنا لقد ردّت اليه الحميراء حتي يجلّدها الحدّ و حتي ينتقم لامّه فاطمة منها قيل فكيف اخّره الله للقائم7 قال لانّ الله بعث محمداً9 رحمة و يبعث القائم7نقمة انه يجلّدها الحدّ لافترائها علي امّابرهيم مارية جارية النبي9 و يشهد بذلك خبر المفضل من احياء الاولين و حرقهما بالنار و قد مرّ و يشهد بهذا ايضاً غيرها من الاخبار و تركناها اختصاراً.
([56]) اقول: عن العياشي عن الصادق7 في قوله تعالي و من الناس من يجادل في الله بغير علم و لا هدي و لا كتاب منير ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله الاية قال هو الاول ثاني عطفه الي الثاني و ذلك لمّااقام رسول الله9 علياً7 علماً للناس قالا لا نفي بهذا ابداً الخبر.
([57]) اقول: دليله قول الباقر7 سبيل الله شيعتنا فمن نذر في سبيل الله فليعطه الشيعة.
([58]) اقول: كمايدل عليه خبر المفضل المذكور مراراً المشتمل علي اخراجه من قبره مع الثاني و حرقهما بالنار و نسفهما في اليم نسفاً.
([59]) اقول: المولي يطلق علي كل سيد و ولي و لا شك ان سادة اهل جهنم و قائديهم و اولياءهم هم الخلفاء فانهم المولي السوء لاولياء السوء و كذلك القول في العشير فانه يطلق علي كل صاحب معاشر ففي مقام المدح يطلق علي الشيعة و اولياء علي7 و اتباعه و في مقام الذم يطلق علي العامة و مصاحبي الخلفاء و اتباعهم و معاشريهم فانهم العشير الموصوف بالبأسية و السوء قال في المرءاة ثم انه قد ورد في القرءان ايضاً اطلاق المولي علي رؤساء المخالفين بل عليهم ايضاً فان كلاً منهم مولي للاخر بزعمهم بحسب التابعية و المتبوعية كما سيأتي في سورة الدخان يوم لايغني مولي عن مولي شيئاً انتهي و عن الصادق7 من دخل في الاستلزام فادعي مولي غيره فقدتعرّب بعد هجرته الخبر اي مولي غير علي7 اي اتخذ الخلفاء موالي لنفسه و قال في الكتاب المزبور و اما المعاشرة فالممدوحة منها ما للمؤمنين مع الامام و بعضهم مع بعض و المذمومة بالعكس.
([60]) اقول: هذا تعليل للسؤال المقدر و هو انكم قلتم المراد من الكناية علي7 فانه ايات بينات فلم جاء بلفظ الجمع فقال ايات و لميقل اية لان علياً7 واحد فاجاب عنه اعلي الله مقامه انما جمع الايات لان علياً7 هو الجمع و الكل فان له مقام كلية و جمعية فوق مقام شخصيته و الي ذلك اشار7 بقوله كل الله و جمع الله كما في العوذة المأثورة اعوذ بجمع الله قال و ما جمع الله قال كلّ الله و من هذا القبيل ايضاً قوله7اولنا محمد اوسطنا محمد اخرنا محمد كلنا محمد و كذا من هذا القبيل قوله7 انا الواقف علي الطتنجين و الناظر في المشرقين و قوله7 انا ادم الاول انا نوح الاول انا ابرهيم الخليل حين القي في النار انا مونس المؤمنين و قوله انا فتاح الاسباب انا منشئ السحاب انا مورق الاشجار انا مفجر العيون انا مجري الانهار انا داحي الارضين انا سماك السموات انا الذي عندي فصلالخطاب انا قسيم الجنة و النار و قوله7 انا هادم القصور انا مخرج المؤمنين من القبور انا الذي عندي الف كتاب من كتب الانبياء انا المتكلم بكل لغة في الدنيا انا صاحب نوح و منجيه انا صاحب ايوب المبتلي و منجيه و شافيه انا صاحب يونس و منجيه انا اقمت السموات السبع بنوري و قدرتي الكاملة انا الذي بي اسلم ابرهيم الخليل لرب العالمين و اقر بفضلي عصاء الكليم و به اخذ بناصية الخلق اجمعين انا الذي نظرت في عالم الملكوت فلميغب عني شئ و غاب عن غيري انا الذي احصي هذا الخلق و ان كثروا حتي اؤديهم الي الله انا ولي الله في الارض و المفوض اليه امره فاحكم في عباده انا الذي دعوت السموات السبع فاجابوني فامرتها فينصبون انا الذي بعثت النبيين و المرسلين انا الذي دعوت الشمس و القمر فاجاباني و قوله7 انا الذي ارسيت الجبال و بسطت الارضين انا مخرج العيون و منبت الزروع و مغرس الاشجار و مخرج الثمار انا الذي اقدّر اقواتها و منزل القطر و مسمع الرعد و مبرق البرق انا مضيء الشمس و مطلع الفجر و منشئ النجوم و منشئ جوار الفلك في البحور انا الذي اقوم الساعة انا الذي ان متّ فلمامت و ان قتلت فلماقتل الي غير ذلك من فقرات الخطبة و هي خطبة شريفة غريبة عجيبة و كل فقراتها او اكثرها الاّ قليل منها تدل علي جمعيته و كليته و يدل علي صدورها منه7صحة معانيها و موافقتها مع سائر الاخبار المسلمة و الزيارات و الادعية و الافاق و الانفس و الادلة الحكمية و في الزيارة و بعلاماتك و مقاماتك التي لا تعطيل لها في كل مكان يعرفك بها من عرفك و في الدعاء بهم ملأت سماءك و ارضك حتي ظهر ان لا اله الاّ انت.
([61]) اقول: اعلم ان كثيراً من الايات الفرقانية و الاخبار المتواترة دلّت علي ان جميع ما وقع في سالف الزمان سيقع في كل عصر و زمان حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة قال سبحانه ماتري في خلق الرحمن من تفاوت و قال لتركبنّ طبقاً عن طبق و قال9
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 245 *»
لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة حتي انهم لو سلكوا جحر ضبّ لسلكتموه و قدذكرنا كثيراً ممايدل علي ذلك من الاخبار في المقدمة في الفصل الحاديعشر فبناءً علي تلك الايات و الاخبار كما كان الناس في سالف الزمان علي مذاهب متشتتة و اديان مختلفة و اراء و اهواء متكثرة فبعضهم كان يهودياً اخذاً بالظاهر تاركاً للباطن و بعضهم كان نصرانياً اخذاً بالباطن تاركاً للظاهر و بعضهم كان صابئياً تابعاً للاهواء اخذاً بالاراء فانّ الصابئين هم الذين عبدوا الملائكة و يصلّون الي القبلة و التابعين للاهواء ايضاً عبدوا الاهواء التي هي مملوكهم و في الظاهر يصلّون الي القبلة و بعضهم كان مجوساً قائلاً بالتفويض و عابداً للشمس و القمر و بعضهم كان مشركاً عبد الاوثان كما عن قتادة قال الاديان ستة خمسة للشيطان و واحد للرحمن الصابئون يعبدون الملائكة و يصلّون الي القبلة و يقرءون الزبور و المجوس يعبدون الشمس و القمر و الذين اشركوا يعبدون الاوثان و اليهود و النصاري فكذلك في هذا الزمان بعض الناس يهودي و هم الذين اخذوا بظاهر الشريعة المقدسة و اتقنوها و احكموها و صنفوا فيها كتباً عديدة و دارسوها و باحثوها و جادلوا فيها و اكثروا فيها القيل و القال و تركوا الباطن بالكلية رأساً و همّوا علي اذية الاخذين بها ظاهراً و باطناً و قدحوا عليهم و ردّوا فانكروا كثيراً من فضائل المحمد: و جعلوهم في عرض عبيدهم فضلوا و اضلوا و بعضهم نصراني و هم الذين تركوا الظاهر رأساً و قالوا انّا وصلنا الي الله و سقط عنا العبادات فكفروا و ضلوا و اضلوا و كأنّ كل واحد من هؤلاء لمينظروا الي قوله7لا ظاهر الاّ بالباطن و لا باطن الاّ بالظاهر الظاهر و الباطن مقرونان و بعضهم من الصابئين و هم الذين صبئوا الي تعطيل الانبياء و الشرايع و قالوا كل ماجاءوا به باطل فجحدوا التوحيد و النبوة و الوصاية فهم بلا شريعة و لا كتاب و لا نبي كذا روي و نظيرهم في هذا العصر هم الذين صبئوا الي تعطيل الانبياء المذكورين و الشرايع المذكورة و هي الايات و
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 246 *»
الاحاديث الواردة عن الائمة الاطهار و جعلوا لانفسهم اماماً و ديناً و هو اراؤهم المهلكة و اهواؤهم المردية فاتبعوا اهواءهم و ظنونهم و اراءهم و استكبروا عن اتباع الانبياء و الاولياء و اخبارهم و احاديثهم و تركوا العلم و اليقين و اخذوا بالظن و التخمين و بعضهم مجوس و هم الذين قالوا بالتفويض و زعموا انه لا قدر و ان المشية اليهم ان شاءوا فعلوا و ان شاءوا تركوا قال رسول الله9 ان لكل امة مجوساً و مجوس هذه الامة الذين يقولون لا قدر و يزعمون ان المشية اليهم و القدرة اليهم الخبر و بعضهم مشرك و هم الذين قداشركوا في دين الله اهواءهم و اراءهم فقالوا قال رسول الله كذا و نقول كذا و هذه المسألة علي مايدل عليه الاخبار كذا و نحن نقول كذا و هذا العرق قدجري في كثير من الناس حتي اني اري في زماننا هذا قلّ من ينجو منها و هو ماتعارف بينهم ان هذه المسألة كذا و انا افهم كذا و عندي هذا اقوم و احسن و في نظري هذا اوجه و امثال هذه الاقوال كلها ناشئة من جريان هذا العرق فيهم و بالجملة مشركوا هذا العصر الذين ادخلوا في دين الله اراءهم او اراء اهل الباطل و قالوا برأيهم و دانوا به و قدروي انه سئل7 عن ادني الشرك فقال ان تقول للنواة حصاة و للحصاة انها نواة ثم تدين الله عليه و عن ابيالعباس قال سألت اباعبدالله7 عن ادني مايكون به الانسان مشركاً قال فقال من ابتدع رأياً فاحب عليه و ابغض عليه و قال ابوعبدالله7 لو ان قوماً عبدوا الله وحده لا شريك له و اقاموا الصلوة و اتوا الزكوة و حجّوا البيت و صاموا شهر رمضان ثم قالوا لشيء صنعه الله او صنعه النبي9 الاّ صنع خلاف الذي صنع او وجدوا ذلك في قلوبهم لكانوا بذلك مشركين ثم تلا هذه الاية فلا وربك لايؤمنون الاية و عن ابيبصير قال سألت اباعبدالله7 عن قول الله عزوجل اتخذوا احبارهم و رهبانهم ارباباً من دون الله فقال اماوالله مادعوهم الي عبادة انفسهم و لو دعوهم الي عبادة انفسهم لمااجابوهم ولكن احلوا لهم حراماً و حرموا عليهم حلالاً فعبدوهم من حيث لايشعرون و لذلك كله فسّر اعلي الله مقامه الذين اشركوا بقوله «الذين ادخلوا في دين الله اراء اهل الباطل و قالوا برأيهم و دانوا به».
([62]) اقول: و قد اشار الي اختلاف الانظار علي7 بقوله مارأيت شيئاً الاّ و رأيت الله قبله او بعده او معه ان كان الترديد منه7 و يحتمل كونه من الراوي فعلي الاول اي كون الترديد منه7 فقوله قبله نظير قوله سبحانه المتر ان الله يسجد فامر الله سبحانه نبيه بانيري الله اولاً قبل كل شيء و هذا النظر اعلي الانظار و الي ذلك اشار7 في الدعاء متي غبت حتي تحتاج الي دليل يدل عليك و متي بعدت حتي تكون الاثار هي التي توصلني اليك عميت عين لاتراك و لاتزال عليها رقيباً و اما النظران الاخران فهما اخس منه و هما يحصلان برؤية الاثار اولاً ثم الاستدلال علي المؤثر منها بلا مهلة و هو قوله او معه او مع مهلة و هو قوله او بعده و يعبر عن هذا النظر هكذا المتر انه يسجد من في السموات و الارض لله.
([63]) اقول: جعل اعلي الله مقامه باطن من في السموات الملائكة لانهم هم الذين مسكنهم السموات بناء علي انيكون المراد من السموات ماسوي الارض كماهو كذلك بدليل وقوعها في مقابل الارض فالملائكة الساكنون فيها بعضهم ساكن في العرش و هم حملة العرش و هم الثابتة في الارضين السفلي اقدامهم و بعضهم ساكن في الكرسي و بعضهم في السماء السابعة و هكذا الي السماء الاولي الدنيا فعن ميسرة انه قال ارجلهم في الارضين السفلي و رءوسهم قدخرقت العرش و هم خشوع لايرفعون طرفهم و هم اشد خوفاً من اهل السماء السابعة و هم اشد خوفاً من اهل السماء السادسة و هكذا الي سماء الدنيا و عن الصادق7 قال قال رسول الله9 مامن شيء اكثر من الملائكة و انه يهبط في كل يوم سبعون الف ملك فيأتون البيت فيطوفون به ثم يأتون رسول الله ثم يأتون اميرالمؤمنين فيسلّمون عليه ثم يأتون الحسين فيقيمون عنده و اذا كان السحر وضع لهم معراج الي السماء ثم لايعودون ابداً الخبر و عنه7 ايضاً انه قال اذا امر الله ميكائيل بالهبوط الي الدنيا صارت رجله اليمني في السماء السابعة و ان لله ملائكة انصافهم من ثلج و انصافهم من نار و ان لله ملائكة بعد مابين شحمة اذنه الي عينه مسيرة خمسمائة عام خفقان الطير و ان من الملائكة لايأكلون و لايشربون و لاينكحون و انمايعيشون بنسيم العرش الخبر و عن شرح المقاصد الملائكة اجسام لطيفة نورانية كاملة في العلم و القدرة علي الافعال الشاقة شأنها الطاعات و مسكنها السموات الي غير ذلك من الاخبار و الاقوال الدالة علي ان مسكن الملائكة السموات و لذلك جعل اعلي الله مقامه باطن من في السموات بقول مطلق من غير استثناء الملائكة فانهم كماعرفت كلهم في السموات و اما الاناسي فبعضهم في السموات بعد موتهم و بعضهم في الارضين فلايستقيم جعل باطن من السموات بقول مطلق الاناسي و اما الجن فهم خلق سكنوا الارض لانهم اجسام هوائية و في الخبر قال7خلق الله الجن خمسة اصناف
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 249 *»
صنف حيّات و عقارب و صنف حشرات الارض و صنف كالريح في الهواء و صنف كبنيادم عليهم الحساب و العقاب الخبر و لذلك جعل اعلي الله مقامه باطن من في الارض الجن بقول مطلق لانهم كلهم فيها و اما الاناسي فقدعرفت انهم بعد تخلصهم و تجردهم اما صاعدون الي السماء فحينئذ هم من الملائكة و اما باقون في الارض و اما نازلون الي بطونها فحينئذ هم من الاجنة.
و اما الدليل علي ان المراد من الشمس محمد9 في الباطن و من القمر علي و من النجوم الائمة: فخبر ابيبصير عن الصادق7 قال في قوله تعالي والشمس و ضحيها قال الشمس رسول الله9 اوضح الله به للناس دينهم و خبر سلمان رضي الله عنه قال خطب رسول الله9 قال معاشر الناس من افتقد الشمس فليتمسك بالقمر و من افتقد القمر فليتمسك بالفرقدين و من افتقد الفرقدين فليتمسك بالنجوم الزاهرة بعدي قال سلمان فلمانزل النبي9 تبعته و قلت بابي انت و امي ما الشمس و ما القمر و ما الفرقدان و ما النجوم الزاهرة فقال اما الشمس فانا و اما القمر فعلي7 و اما الفرقدان فالحسنان و اما النجوم الزاهرة فالائمة التسعة من صلب الحسين و التاسع مهديهم الخبر و في فصلالخطاب و في تفسير الامام في قوله تعالي و اذا لقوا الذين امنوا قالوا امنّا يعني كايمانكم بمحمد9 مقروناً بالايمان بامامة اخيه علي بن ابيطالب و ان خلفاءه من بعده النجوم الزاهرة و الاقمار المنيرة و الشموس المضيئة الباهرة و ان اولياءهم اولياء الله و اعداءهم اعداء الله الخبر.
و الدليل علي ان المراد من الجبال في الباطن العرب او الانبياء و من الشجر العجم او الشيعة و المؤمنون فما عن الصادق7 في قوله تعالي و اوحي ربك الي النحل الاية قال نحن والله النحل الذي اوحي اليه ان اتخذي من الجبال بيوتاً اي امرنا اننتخذ من العرب شيعة و من الشجر يقول من العجم و ممايعرشون يقول من الموالي و عنه7ايضاً انه قال في هذه الاية النحل الائمة: و الجبال العرب و الشجر الموالي عتاقة و ممايعرشون يعني الاولاد و العبيد ممن لميعتق الخبر فان كان المراد من الجبال العرب فالمراد من الشجر العجم و ان كان المراد من الجبال الانبياء فالمراد من الشجر اما الشيعة بناء علي اننجعل الانبياء خارجين عن الشيعة و تعميم الشيعة للمؤمنين و اما المؤمنون بناء علي تعميم الشيعة للانبياء لقوله سبحانه و انّ من شيعته لابرهيم و الكملين دون المؤمنين فاذا المراد من الشجر سائر المؤمنين الذين لايشملهم الشيعة بهذا المعني كما نهوا في اخبار متعددة عن تسمية غير المؤمنين الكاملين انفسهم بالشيعة و انماقالوا سمّوهم بالموالين و المؤمنين.
اما جعله اعلي الله مقامه باطن الدوابّ المنافقين لقوله سبحانه ان هم الاّ كالانعام بل هم اضل و قوله7الناس كلهم بهائم الاّ المؤمن و المؤمن قليل قاله ثلثاً الخبر و قول الصادق7 في قوله تعالي انّ شرّ الدوابّ عند الله قال هم بنوامية الخبر فشرها بنوامية و غير شرها سائر المنافقين.
([64]) اقول: جاء القول في اخبار المحمد: بمعني الامام كماعن الكافي قال قال الصادق7 في قوله تعالي و لقدوصّلنا لهم القول لعلهم يتذكرون قال امام بعد امام الخبر فبناء علي هذا الطيب من القول يعني الكلمة الطيبة الصادرة من القول7 و لا شك انه لايصدر منه7 الاّ التوحيد و جميع الشرايع فرع التوحيد و لذا اوّله القمي بالتوحيد فقول الامام7 اياً قال هو قول لا اله الاّ الله و يمكن انيكون المراد من الطيب من القول الحسن منه اي الاحسن الاشرف من الائمة: و لا شك ان طيبهم و احسنهم علي7و لذلك ورد في بعض الاخبار تأويلها به7 و بامارته و امامته كماعن الصادق7 في هذه الاية قال هدوا الي اميرالمؤمنين7 و امارته و امامته او المراد من الطيب من القول القول الطيب و لا شك ان كلمات المحمد: هي القول الطيب بقول مطلق لانهم معصومون فلايخرج من فيهم غيرالطيب و اما غيرهم فلما لميكن معصوماً فلا جرم كلماتهم اما طيبة او خبيثة فان كانت حقاً و خيراً فهي طيبة و الاّ فخبيثة و يمكن انيقال كلمات المحمد: هي الكلمات الطيبة و لايوجد كلمة طيبة الاّ ماخرج من فيهم و اما سائر الكلمات فكلها خبيثة نظراً الي ان لهم مع كل ولي لساناً ناطقاً كمافي الخبر فكل ولي و شيعة و ناطق بخير ينطق فانماينطق من لسانه الائمة: فكلماته كلمات المحمد: و ان خرج من هذا الفم و بالعكس جميع الكلمات الخبيثة كلمات اعدائهم و ان خرج من فم غيرهم اذ ذلك الغير في هذا الوقت لسانهم فافهم و لذا اوّل اعلي الله مقامه الطيب بكلمات المحمد:.
[65] اقول: الحميد اما يكون بمعني الحامد او بمعني المحمود فان الفعيل جاء بمعني كل واحد من الفاعل و المفعول و علي اي حال المراد منه في الباطن محمد9 لانه اكمل من حمد الله علي كل حال في الشدة و الرخاء لنعمه العظيمة التي اعظمها الهداية الي التوحيد و النبوة و الولاية فهو الحامد او لانه ولي النعم لجميع الخلق فالواجب علي الكل انيحمدوه فهو المحمود و لذلك صار المحمود و احمد و الحمد و محمد من اسمائه9 لكنه محمود من حيث الرب و محمد من حيث نفسه و هو المقام المحمود لله سبحانه اذ هو المقام الذي لاتعطيل له في كل مكان و خص المحمود بالرب و محمد به لان المحمود من حمد و شكر فالرب محمود حيث حمد نفسه و لميحمده احد حق حمده و ليس للرب جل شأنه ذكر للغير و اما ذلك الظاهر اي جهة النفس فهو محمد اي حمد مرة بعد اخري و ذلك انه فيه ذكر الله سبحانه و مثاله فمرة يحمد بحمد الله سبحانه لانه محمود به عنده لا في ذاته و مرة يحمد في نفسه لنفسه لانه مجري الايادي علي خلقه و من لميشكر العبد لميشكر الرب فوجب حمده علي جميع الخلق قال
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 253 *»
علي7 لم يحمد حامد الاّ ربه و لميلم لائم الاّ نفسه او هو محمد مرة في الغيب و مرة في الشهادة او هو محمد في الدنيا و الاخرة او هو محمد في السماء و الارض او هو محمد في التكوين و التشريع فلاجل هذه الوجوه سمي9 بمحمد و هو في التكوين و الغيب و السموات و الملأ الاعلي احمد لانه احمد اي اثني بمايوجب الحمد و في التشريع و الشهادة و الارضين و عالم المواد محمد لانه احمد مرة بعد اخري.
و الحمد له معان يمكن انيكون بجميع تلك المعاني هذا الوجود المبارك محمداً فمن معانيه الشكر و هو الثناء الجميل بحسب اللغة فهو حمد الله لانه ثناؤه و ذكره الجميل في الخلق و صفة كماله سبحانه و في الحقيقة الشكر هو صرف نعمة المنعم في رضاه و لمّا كان هذا الوجود المبارك متمحضاً في الله سبحانه و له بذاته و صفته ليس لغيره فيه ذكر حتي لنفسه كان حقيقة الشكر فهو محمد اي مشكور مرة بعد مرة لميخالف رضاه شيء من اشعته و اثاره اذ الاثر علي مايشاء المؤثر و يريد قداطاعه الكافر بكفره كمااطاعه المؤمن بايمانه سجد له سواد الليل و بياض النهار يسبح الله باسمائه جميع خلقه و مشكور قدشكر الله سعيه فيه و له و اثني عليه و ذكره بالجميل حيث جعله اصل كل خير و برّ و من معانيه الرضا و هو محمد حيث رضي عن الله و رضي الله عنه و ارتضاها لنفسه لتمحضها في ذاته سبحانه و رضي عنه بجميع اثاره في كينوناتهم و من معانيه الجزاء فهو محمد حيث جزاه الله باعظم الجزاء حيث اصطنعه لنفسه و استخلصه له و اوصله اليه بان كان كمااحب و اراد و من معانيه القضاء الحق فهو محمد9لان الله سبحانه قضا له بالحق و بمايستحقه منه حيث جعله ايته و نوره و صفته و معانيه و ظاهره و يمكن انيكون مأخوذاً من الحمادي و هو الغاية نظراً الي ان الحمد غاية الصنع المعروف فهو محمد اي جعله غاية الغايات و نهاية النهايات الي غير ذلك من الوجوه و هي الوجوه التي ذكرها اعلي الله مقامه في بعض كتبه ذكرتها بتفصيلها لكثرة مفادها و تيمناً و تبركاً بكلامه ولكني ربماخلّصت بعض كلماته و فقراته.
بالجملة انّ المراد من الحميد في الباطن محمد9 كماعرفت و صراطه علي7 لانه الصراط الي محمد9 و الصراط اليه9 هو الصراط الي الله فعلي7 هو صراط الله و الصراط الي الله و قدورد بذلك اخبار عديدة حتي انه ورد عن الصادق7معني كونه صراط الله قال7معني علي صراط الله انه الصراط الي الله كمايقال فلان باب السلطان اذا كان يوصل به اليه ثم انّ الصراط هو الذي عليه علي7 و عن الصادق7في هذه الاية اي و هدوا الي الطيب الي اخرها قال ذلك حمزة و جعفر و عبيدة و سلمان و ابوذر و المقداد بن الاسود و عمار هدوا الي اميرالمؤمنين7 و عن القمي و هدوا الي صراط الحميد قال الي الولاية و عن الباقر7 هو والله هذا الامر الذي انتم عليه الخبر.
([66]) اقول: جميع ذلك استنباط من اتيانه بلفظ المضارع المستعمل للان و المستقبل الدال علي التجدد و الحدوث بخلاف الماضي الدال علي السابق و الثبات و الدوام و لذلك قيّد اعلي الله مقامه قوله انّ الذين كفروا بقوله سابقاً.
([67]) اقول: الاول من الباطن و الثاني من الظاهر فان كل واحد من السبيل و الشريعة بمعني الطريقة فسبيل الله يعني شريعة الله و طريقته في الظاهر و في الباطن يعني الشيعة كماروي سبيل الله شيعتنا فمن نذر في سبيل الله فليعطه الشيعة و روي في قوله تعالي ثم السبيل يسّره قال طريق الخير و في رواية اخري يعني يسر له طريق الهدي.
([68]) اقول: النقيب الكلي مسجد لانه بيت معنوي فيه نور الله و نور محمد و اله: و هو صندوق علم الله و علومهم و صفات الله و كمال الله و اسماء الله فهو بيت قدجمع فيه جميع ماذكر و هو مسجد يذكر فيه الله لانّ كل من يراه يتذكرالله او هو يذكر الله في نفسه فهو مسجد يذكر الله فيه و هو حرام اي ذوحرمة يجب علي جميع الناس احترامه لانه قطبه و سبب ايصال امدادهم فبه حيوتهم و تعيشهم او هو حرام اي حرام فيه القتل و صبّ الدماء و سبي النساء و لايجوز لاحد انيحكم بحلية دمه او دم اتباعه و حلية سبي نسائه او نساء اتباعه و هتك حرمته و ارتكاب الحرام بالنسبة اليه و فيه.
([69]) اقول: المراد من الطائفين المحمد: فانهم الطائفون من كل طائف كما انهم المصلّون من كل مصلّ و المزكّون من كل من اعطي الزكوة كمافي الزيارة اشهد انك قداقمت الصلوة و اتيت الزكوة و امرت بالمعروف و نهيت عن المنكر الزيارة ان ذكر الخير كنتم اصله و فرعه و معدنه و مأواه و منتهاه و لا شك ان الطواف خير فهم اصله و فرعه و معدنه اه نحن اصل كل خير و من فروعنا كل برّ و من البرّ التوحيد الخبر و اذا كان التوحيد من البرّ و هو فرعهم فالطواف بالطريق الاولي فرعهم و من عرف توحيد الصفات و الافعال و وحّد الله سبحانه في صفاته و افعاله بالنسبة الي محمد و المحمد عرف صدق المقال فيوحّد الله سبحانه في صفاتهم بهم فلايري كمالاً غير كمالهم و لا جمالاً غير جمالهم و لا علماً غير علمهم و هكذا و يعرف انهم محالّ مشية الله فاذا اراد الله شيئاً حرّك من سريرتهم ماابطن فيهم و اظهره علي لسانهم و جوارحهم ماشاء كماشاء فلايشاءون الاّ انيشاء الله و يريد الله مايريدون فلايري محرك سوي الله في الملك بمحمد و المحمد فهم الفاعل لكل خير و برّ لا فاعل خير الاّ هم بأي مظهر و تجلّ يريدون و بالجملة المراد من الطائفين هم المحمد: و باللسان الظاهري الناس كلهم ضجيج و المؤمن حجيج و هو منهم فهم الحجيج قال عبدالرحمن حججنا مع ابيعبدالله7 فصعد علي جبل فاشرف علي الناس فقال مااكثر الضجيج و مااقل الحجيج فقال له داود الرقي هل يستجيب الله دعاء هذا الجمع قال ويحك يا اباسلمان انّ الله لايغفر انيشرك به الجاحد لولاية علي كالعابد الوثن و في رواية اخري عن ابيبصير انه7 مسح يده علي وجهه فاذاً اكثر الناس خنازير و حمير و قردة الاّ رجل بعد رجل الخبر هذا ان اخذ الطائف علي معناه المتبادر و هو طواف البيت و كذلك المراد منه المحمد: ايضاً ان اخذ علي معناه اللغوي و هو الدائر فالمراد منه المحمد:لانهم الدائرون في الغزوات و البلاد لاجل الجهاد و نشر التوحيد و النبوة و الولاية او لانهم الدائرون في انواع العلوم و الحكم و المعارف ثم اعلم ان الشيعة من حيث كونهم منهم: كمافي الاخبار داخلون في هذا التأويل فالمراد بالطائفين من كان يسافر منهم الي الحج او العمرة علي المعني الظاهر و للوصول الي خدمة الامام و اخذ العلم منه و الطواف حوله علي الباطن و كذا من سافر في زمان الغيبة الي علمائهم الكبار و جاورهم و طاف عليهم لتحصيل الولاية و الدين و العلم و المعرفة فهم ايضاً من الطائفين و يؤيد ذلك ماروي عن الباقر7 انه نظر الي الناس يطوفون حول الكعبة فقال هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية انماامروا انيطوفوا بها ثم ينفروا الينا فيعلمونا ولايتهم و و مودتهم و يعرضوا علينا نصرتهم. ثم النص الصريح علي ان المراد من الطائفين المحمد:قول الباقر7 في قوله تعالي و طهّر بيتي للطائفين و العاكفين و الركّع السجود قال يعني بهم المحمد:.
([70]) اقول: قدظهر ممافصّلنا انفاً ان المحمد: هم العاكفون الركّع السجود من كل عاكف و راكع و ساجد و مرّ الخبر الصريح في ذلك ولنذكر وجه تخصيصه اعلي الله مقامه القائمين بالقائم7 و الركّع بعلي7 و السجود بمحمد9. اما اختصاص القائمين بالقائم عجل الله فرجه فظاهر لانه اليوم القائم بامور الخلق اجمعين و القائم باصلاح الدين و حفظه و القائم بحفظ المؤمنين و تقريرهم و تسديدهم و القائم بابطال الكافرين و ادحاض حجتهم و اخماد نائرتهم الي غير ذلك من الوجوه التي سمي لاجلها باسم القائم عجل الله فرجه و اما سر التعبير بالجمع فيظهر مما مرّ انفاً من انهم القائمون من كل قائم فهو اشارة الي كليته و جمعيته و عن الكافي عن الرضا7 ان الامام قائم بامر الله و عن كتاب الغيبة عن الصادق7 قال ان الامام القائم في امور المسلمين و الناطق بالقرءان.
و اما تخصيص الركّع بعلي7 لقوله سبحانه الذين يقيمون الصلوة و يؤتون الزكوة و هم راكعون و قداتفق العامة و الخاصة ان هذه الاية في شأن علي7 فانه اعطي السائل خاتماً كان قيمته خراج الشام كما عن علي بن محمد العسكري7 اتفقت روايات العلماء في ذلك لاميرالمؤمنين7 انه تصدق بخاتمه و روي ان الخاتم الذي تصدق به وزن اربعة مثاقيل حلقته من فضة و فصّه خمسة مثاقيل و هو من ياقوتة حمراء و ثمنه خراج الشام و خراج الشام ثلثمائة جمل من فضة و اربعة اجمال من ذهب و كان الخاتم لمروان بن طوق قتله اميرالمؤمنين7 و اخذ الخاتم من اصبعه و اتي به الي النبي9فاعطاه اياه الخبر و للخبر المروي عن ابنعباس في قوله تعالي و اركعوا مع الراكعين انها نزلت في رسول الله9 و علي صلوات الله عليه خاصةً اذ هما اول من صلي و ركع و عن كشف الغمة عن بعض علماء الحنابلة قال في هذه الاية هو علي بن ابيطالب7الخبر.
و اما تخصيص السجود بالنبي9 فلقوله سبحانه و تقلّبك في الساجدين فهو المتقلب في الساجدين و الساجد منهم فهو السجود اي الساجدين ليس ساجد سواه.
([71]) اقول: و نحن نذكر تلك الاخبار اتماماً للحجة و ايضاحاً للمحجة فعن المجمع و في تفسير اهل البيت في قوله تعالي و بئر معطلة اي و كم من عالم لايرجع اليه و لاينتفع بعلمه و عن الاكمال و المعاني عن الصادق7 و عن الكافي عن الكاظم7 البئر المعطلة الامام الصامت و القصر المشيد الامام الناطق و عن المعاني قال7اميرالمؤمنين هو القصر المشيد و البئر المعطلة فاطمة و ولدها معطلين من الملك و عن القمي قال هو مثل لالمحمد و بئر معطلة و هو الذي لايستسقي منها و هو الامام الذي قدغاب و لايقتبس منه العلم الي وقت ظهوره و القصر المشيد هو المرتفع و هو مثل لاميرالمؤمنين و الائمة منه و فضائلهم المنتشرة في العالمين المشرفة علي الدنيا و هو قوله ليظهره علي الدين كله انتهي.
اعلم ان التعبير عن الامام الصامت بالبئر المعطلة فهو بئر لانه منبع العلوم و مشرعة كل عطشان و الناس كلهم عطشان جهال الاّ من كان فيه الماء و العلم و معطلة لعدم علم الناس به و خفائه منهم فلايعلم احد من هو حتي يستسقي منه و يصير دائرةً مشرعة و جميع ذلك لصمته و سكوته و البئر ماؤه من اصله لاينفد ابداً بخلاف الانهار و الجداول و الغدير و ماؤه مخفي ليس علي رءوس الاشهاد يراه كل احد و كذلك الامام الصامت علمه مخفي لمينطق بعلمه حتي يراه كل احد علي رءوس الاشهاد و اما التعبير بها للحسنين و فاطمة فلتعطيلهم عن الملك و سلب الخلافة عنهم و عدم تمكنهم من انتشار العلم و الرياسة و رجوع الناس اليهم فهم: معطلون و اما علي7 فهو القصر المشيد المرتفع شأنه الجالس علي سرير السلطنة و الخلافة و المستقر في قصرها المشيّد المتقن المحكم المبرم او هو القصر المشيد المرتفع علي رءوس الاشهاد قديراه كل احد و يعرفه و يعرف انه وصي النبي9 او ارتفع و اوضح و انتشر علمه في الافاق و البلاد و كذلك بهذه الملاحظات جعل باطنه الامام الناطق ايضاً.
([72]) اقول: قدذكر اعلي الله مقامه باطن الاية و تأويله فقوله: يعني لميكن نبي الاّ اذا تمني اي تلا دين الله الي اخره تأويل و قوله: معني اخر تمني نصب خليفة الي اخره باطن و لنذكر ظاهره و هو ان رسول الله9 اصابه خصاصة فجاء الي رجل من الانصار فقال له هل عندك من طعام قال نعم يارسول الله و ذبح له عناقاً و شوّاه فلما ادناه منه تمني رسول الله9 انيكون معه علي و فاطمة و الحسن و الحسين: فجاء ابوبكر و عمر ثم جاء علي بعدهما فانزل الله عزوجل في ذلك و ماارسلنا من قبلك من رسول و لا نبي و لا محدّث الاّ اذا تمني القي الشيطان في امنيته يعني ابابكر و عمر فينسخ الله مايلقي الشيطان لمّا جاء علي بعدهما ثم يحكم الله اياته للناس يعني ينصر الله اميرالمؤمنين7 و ليجعل مايلقي الشيطان فتنة يعني فلاناً و فلاناً الخبر.
([73]) اقول: ورد في اخبار عديدة تأويل الليل بوفات النبي و خفاء الائمة و وفاتهم و غلبة اهل الضلال و خلفاء الجور و دولتهم و استيلائهم علي الناس فعن الباقر7 في قوله تعالي و اية لهم الّيل نسلخ منه النهار فاذا هم مظلمون يعني قبض محمد9 و ظهرت الظلمة فلميبصروا فضل اهل بيته و عن الصادق7 في قوله تعالي و الّيل اذا يغشيها قال ذلك ائمة الجور الذين استبدوا بالامر دون المحمد: و جلسوا مجلساً كان الالرسول اولي به منهم فغشوا دين رسول الله9 بالظلم و الجور و عن الباقر7في قوله تعالي و الّيل اذا يغشي قال الليل في هذا الموضع الثاني غشي علياً7 في دولته التي جرت له عليه و امر الله اميرالمؤمنين انيصبر في دولتهم حتي تنقضي و عن علي7 في قوله تعالي و الّيل اذا عسعس قال يعني ظلمة الليل و هذا مثل ضربه الله لمن ادعي الولاية لنفسه و عدل عن ولاة الامر الي غير ذلك من الاخبار المأولة فيها الليل بالاعداء و استيلائهم و دولتهم و قهرهم و غلبتهم و انخماد الحق و اختفاء دولته فبناء علي هذا المراد من النهار عكس المراد من الليل كماهو عكسه اي دولة الحق و غلبة اهله و قهرهم و مقهورية اهل الباطل و اضمحلالهم قال الصادق7 في قوله تعالي و النهار اذا تجلي قال النهار هو القائم منا اهل البيت اذا قام غلب دولة الباطل الخبر فباطن الاية ان الله سبحانه يولج دولة الباطل في دولة الحق فيغلب الحق و يقهره و يخمد نوره ظاهراً و يولج الليل دولة الحق في دولة الباطل فيقمعه و يزهقه و يبطله و ذلك في الظهور و الرجعة و ظاهرها ان الله سبحانه يدخل الليل في النهار في الصيف فينقص من الليالي و يزيد علي النهار فيصير الليالي تسعة ساعات او عشرة او اقل او اكثر علي اختلاف الافاق في الصيف و يزيد علي النهار مقدار مانقص من الليل و في الشتاء يولج النهار في الليل اي ينقص من النهار و يزيد بذلك المقدار علي الليل و ان شئت انيكون الظاهر مطابقاً للباطن و الباطن مع الظاهر فلك انتقول معني يولج الليل في النهار يعني يدخل ظلمة الاعادي و دولتهم في دولة الحق في الصيف اي في ايام طول مدة مكث الشمس شمس الولاية اي ايام غلبة المحمد: فينقص من دولة اهل الباطل و يزيد في غلبة دولة اهل الحق و عكس ذلك في قوله يولج النهار في الليل اي ينقص من دولة الحق بقدر مايزاد علي دولة الباطل في الشتاء اي ايام غلبة برودة عداوة اعداء المحمد و انجماد بعدهم عن الحق و كثرة الابخرة و الاغبرة و الرطوبات المزيلة للحق و لكل وجه ولكنا لاحظنا في الاول تقدم دولة الباطل علي الحق و في الثاني تطابق الباطن مع الظاهر. اذا علمت ذلك فلايخفي ان قوله اعلي الله مقامه في الصيف في قوله يولج الليل في النهار علي الاول معني مستقل و كأنه اشارة الي ظاهر الاية و كذلك قوله في الشتاء في قوله سبحانه يولج النهار في الليل و علي الثاني تتمة و اتمام لقوله دولة الباطل في دولة الحق اي يفعل ذلك في الصيف و عكسه في الشتاء فافهم.
([74]) اقول: قدذكرنا انفاً مفصلاً كيف انه حميد في محمد9 و لنذكر وجه غنائه فيه و دليله فاقول: لاشك و لاريب ان محمداً9 اول المخلوقين و مقدم سابق علي جميعهم حتي انه لايطمع احد في ادراك مقامه فضلاً عن وصوله كمافي الزيارة الجامعة فبلغ الله بكم اشرف محل المكرمين و اعلي منازل المقربين و ارفع درجات المرسلين حيث لايلحقه لاحق و لايفوقه فائق و لايسبقه سابق و لايطمع في ادراكه طامع الزيارة و خلق جميع ماسواه من نوره و فاضل طينته كمايشهد بذلك اخبار متواترة لايليق المقام بذكرها فهو منير لجميع الكائنات و شمس لتمام الموجودات و سراج لكل المذروءات قال سبحانه و سراجاً منيراً فجميع الموجودات نوره و شعاعه فالكل محتاج فقير اليه في ذواتهم و صفاتهم و افعالهم في جميع ذرات وجودهم كماتري من احتياج نور الشمس بها و نور القمر به و نور السراج به بحيث لو اعرض عنه طرفة عين لفنيت من اصلها و لميبق لها اثار اصلاً و اما السراج و القمر و الشمس فتري عياناً عدم احتياجها الي انوارها فهو غني عنها فهو9 غني عن كل الموجودات و الكل مفتقر اليه و ليس غناء فوق غنائه فغناؤه غناء الله كما ان سائر صفاته صفات الله و منسوباته و مضافاته منسوبة و مضافة الي الله فظهر اية غنائه سبحانه في محمد9 فهو الغني لا غني سواه كمايدل عليه توحيد الصفات و قدسماه الله سبحانه بالغني في كتابه حيث قال و وجدك عائلاً فاغني ففي الخبر في هذه الاية فاغناك بالوحي فلاتسأل عن شيء احداً و في خبر اخر عن الرضا7 في هذه الاية اي تعول اقواماً بالعلم فاغناهم الله بك الخبر و من المعلوم ما لميكن الشيء غنياً بنفسه لايقدر علي اغناء غيره فانّ فاقد الشيء لايكون معطيه كماهو ظاهر.
([75]) اقول: في كنزالفوائد عن الكاظم7 في هذه الاية قال قال النبي9 المنسك هو الامام لكل امة بعد نبيها الا ان لزوم الامام و طاعته هو الدين و هو المنسك و هو علي بن ابيطالب امامكم بعدي و اني ادعوكم الي هداه و انه علي هدي مستقيم.
([76]) اقول: عن كامل التمار عن ابي عبدالله7 يا كامل اجعلوا لنا ربّاً نئوب اليه و قولوا فينا ما شئتم ثم قال و ما عسي ان تقولوا و اللّه ما خرج اليكم من علمنا الاّ الف غيرمعطوفة.
([77]) اقول: يدل علي ان المراد من النوح في الباطن محمد9 قوله9 و اما النبيون فانا و قدبسطنا القول في ذلك في اية و يقتلون النبيون بغير حق.
([78]) اقول: و ذلك لقوله7 العبادة هي الاطاعة فمن اطاع فقدعبد الخبر و لا شك ان اطاعة الله لاتعقل الاّ في محمد9 في خليفته كماشرحنا ذلك مفصلاً.
([79]) اقول: لانه نفسه و كل من يتفضل علي غيره فانمايتفضل بنفسه فهو يتفضل بعلي7عليكم.
([80]) اقول: جعل اعلي الله مقامه باطن الفلك الخليفة لان مقام علي مقام الخلافة و الولاية و قدورد تأويله به7 ففي بعض زياراته السلام عليك يا فلك النجاة الزيارة فعلي7الذي هو خليفة محمد9 سمي بالفلك في الباطن و لا شك ان صنع كل شيء علي حسبه فصنع الخليفة نصبه فلذلك قال اي انصب خليفة.
([81]) اقول: اذا كان المراد من نوح في الباطن محمداً9 و من صنع الفلك نصب الخليفة فالمراد من الاهل اهل بيت النبي9 لامحالة و هم العترة الطاهرة: روي في كنزالفوائد عن الصادق7 انه قال جمع النبي9 علياً و فاطمة و الحسن و الحسين و قال يااهلي و اهل الله و في رواية سليمان الديلمي قال قلت لابيعبدالله7 من الال قال ذرية محمد9 و من الاهل قال الائمة: و عن ابيبصير قال قلت للصادق7 من المحمد قال ذريته قلت من اهل بيته قال الائمة الاوصياء قلت من عترته قال اصحاب العباء.
([82]) اقول: المراد من الرسول في الباطن علي7 كمانبّه عليه اعلي الله مقامه فانه رسول يرسل رسالات محمد9 و تأويل الكتاب فعن مناقب ابن شهراشوب قال النبي9ياعلي انت تبلغ عني رسالاتي فقال يا رسول الله امابلغت فقال بلي ولكن تبلغ عني تأويل الكتاب و عن الصادق7 في قوله تعالي و لكل امة رسول قال اي في كل قرن امام يدعوهم الي طريق الحق و عن تفسير العياشي عن جابر عن الباقر7 قال سألته عن هذه الاية لكل امة رسول فاذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط و هم لايظلمون قال7تفسيرها في الباطن ان لكل قرن من هذه الامة رسولاً من المحمد يخرج الي القرن الذي هو اليهم رسول و هم الاولياء و هم الرسل الخبر.
([83]) اقول: المراد من موسي هنا في الباطن القائم7 كما في خبر مفضل يقول عجل الله فرجه مامعناه من اراد انينظر الي موسي و يوشع فها انا موسي و يوشع و من اخيه عيسي بن مريم لان مريم زوجة النبي9 في الباطن لانها امّ المؤمنين و النبي9 ابوهم فعيسي من اولاد النبي في الباطن كما ان القائم7 من اولاده فهما اي القائم و عيسي اخوان و النبي ابو الكل كماقال انا و علي ابوا هذه الامة و عيسي من امة محمد كابرهيم و سائر الانبياء قال سبحانه انّ ابرهيم كان امة قانتاً فالنبي9 ابوه كمايكون اباالقائم7فهما اخوان و لذلك ينزل من السماء بعد ظهوره و يكون معه و هو وزيره حينئذ كمافي بعض الاخبار و المراد من فرعون و ملائه الكفار و المنافقون كما قال7ان الابرار منا اهل البيت و شيعتهم بمنزلة موسي و شيعته و ان عدونا و شيعتهم بمنزلة فرعون و اشياعه الخبر فهم يقولون في زمان الظهور أنؤمن لبشرين مثلنا في البشرية و الحال ان قومهما اي السادات و المؤمنون لنا عابدون كانوا يطيعوننا قبل ذلك الزمان اي في زمان الغيبة فانهم مقهورون مظلومون مطيعون لهم من باب الاضطرار و التقية.
([84]) اقول: كمايدلّ علي ذلك الخبر المروي عن الباقر7 انه قال يقوم القائم بامر جديد و كتاب جديد و قضاء جديد و هو علي العرب شديد ليس شأنه الاّ السيف.
([85]) اقول: كمايدل علي ذلك الخبر المروي عن رسول الله المذكور في فصل الخطاب قال رسول الله9 ان خلفائي و اوصيائي و حجج الله علي الخلق بعدي اثناعشر اولهم اخي و اخرهم ولدي قيل يارسول الله و من اخوك قال علي ابن ابيطالب قيل فمن ولدك قال المهدي يملأها قسطاً و عدلاً كماملئت جوراً و ظلماً والذي بعثني بالحق نبياً لو لميبق من الدنيا الاّ يوم واحد لطال ذلك اليوم حتي يخرج فيه ولدي المهدي فينزل روح الله عيسي بن مريم فيصلي خلفه و تشرق الارض بنور ربها و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب الخبر.
([86]) اقول: المراد من الربّ في الباطن الامام7 كماقال7 ربّ الارض امامها فالمراد من ايات الربّ ايات الامام7 و علاماته و لا شك ان اعظم اياته و اوضح علاماته الشيعة فانهم يدلون عليه باوضح دلالة و يبيّنون حالاته و صفاته و اخلاقه و افعاله و اسماءه و هيئاته باشدّ بيان حيث اتصفوا بصفاته و تهيأوا بهيأته و تخلقوا باخلاقه و اتسموا بسمته و اتبعوا افعاله و اقتفوا اثاره و هذا البيان بيان يعرفه كل احد بلسانه و لغته فهو ابلغ البيانات و اوضحها و افصحها و ابينها.
([87]) اقول: قداشرنا الي دليله انفاً و مرّ مفصلاً في المقدمة في الفصل العشرين.
([88]) اقول: عن كنزالفوائد عن الكاظم7 في قوله تعالي و افعلوا الخير الولاية و حقوق المحمد: و عن روضة الكافي عن ابيجعفر7 في قوله تعالي فاستبقوا الخيرات قال الخيرات الولاية.
([89]) اقول: ذلك اشارة الي قوله سبحانه و كل شيء احصيناه في كتاب مبين و المراد من الكتاب في الباطن الامام7 كماتقول في بعض الزيارات في حق الائمة انتم الكتاب المسطور.
([90]) اقول: قد مرّ اخباره في البقرة في قوله تعالي و لاتتخذوا ايات الله هزواً.
([91]) اقول: ايات القرءان نزلت في علي7 و احدعشر من ولده و في فضلهم و شرفهم كما قال الامام7 في تفسيره الايات الدالات علي صدق محمد علي ماجاء به من الاوامر و النواهي و من اخبار القرون السالفة و علي مااداه الي عباد الله من ذكر فضيلة لعلي7 و ذريته الطيبين و خير الفاضلين بعد محمد9 و قال في موضع اخر الايات المنزلة نبوة محمد9 و امامة علي7 و الطاهرين من ذريته الخبر و قدوردت روايات متواترة في ان القرءان نزل فينا اهلالبيت قال في المرءاة ماحاصله ان المراد من التلاوة في الباطن و التأويل مايتعلق بامر الولاية و الامامة.
([92]) اقول: يمكن انيكون ضمير به راجعاً الي علي او محمد المفهوم من لفظ الايات فان المراد منها في الباطن كماعرفت محمد و اله: و كأنه الي ذلك اشار اعلي الله مقامه بقوله بعلي7 و بقوله او بمحمد انيطيعوه فبناء علي هذا المراد من المستكبرين المستكبرون بعلي و محمد و ولايتهما فانه الاستكبار الواقعي الحقيقي قال اميرالمؤمنين7 الاستكبار هو ترك الطاعة لمن امروا بطاعته و الترفع علي من ندبوا الي متابعته و قال الباقران8 في قوله تعالي انه لايحب المتكبرين اي من ولاية علي7و في قوله سبحانه الذين لايؤمنون بالاخرة قلوبهم منكرة و هم مستكبرون قال فانهم من ولاية علي مستكبرون.
([93]) اقول: قدذكرنا سابقاً اخباراً تدل علي ان المراد من القول في الباطن علي7 و سائر الائمة و ولايتهم و لا شك ان ولايتهم مستلزم لفضائلهم فعن الصادق7 في قوله تعالي و هدوا الي الطيب من القول قال هدوا الي اميرالمؤمنين7 و امارته و امامته و عن ابنعباس في قوله تعالي يثبّت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحيوة الدنيا قال يعني بولاية علي7 و عن الصادق7 تفسير القول الثابت بالاعتقاد المقرون بالحجة و البرهان و لا شك انه الاعتقاد بفضائل علي7 و ولايته و امارته و امامته.
([94]) اقول: ولنذكر بعض شواهد تلك المعاني التي صادفناها من الاخبار فعن الكافي عن الصادق7 في قوله تعالي و انه لذكر لك و لقومك قال الذكر القرءان و نحن قومه و نحن المسئولون و عنه ايضاً عنه7 في قوله تعالي فسئلوا اهل الذكر قال ان رسول الله9الذكر و نحن اهل بيته اهل الذكر و في رواية طارق بن شهاب عن علي7 قال ان الائمة من المحمد الذكر الحكيم و عن الكاظم7 في قوله تعالي كتاباً فيه ذكركم قال الطاعة للامام بعد النبي9 و عن الصادق7 في قوله تعالي الذين كانت اعينهم في غطاء عن ذكري قال يعني بالذكر ولاية علي7 و قد مرّ بعض مايدل علي ذلك في خلال التفسير الشريف.
([95]) اقول: عن علي بن الحسين8 قال في قوله تعالي يهدي من يشاء الي صراط مستقيم قال يعني به ولاية علي7 و عن الباقرين8 في قوله تعالي اهدنا الصراط المستقيم قالا دين الله نزل به جبرئيل و في رواية دين الله الولاية.
([96]) اقول: عن تفسير الفرات عن الصادق7 في قوله تعالي عن الصراط لناكبون قال عن ولاية علي7 و عن كشف الغمة عن علي7 قال ناكبون عن ولايتنا.
([97]) اقول: عن البصائر عن الصادق7 في قوله تعالي حتي اذا فتحنا عليهم باباً ذاعذاب شديد قال هو علي بن ابيطالب اذا رجع في الرجعة.
([98]) اقول: كمايدل عليه ظاهر الاية اذ لا مرجع لـ هو في الظاهر الاّ الباب فالمرجع له هو الباب اي الباب هو الذي انشأ لكم السمع كماقال علي7 نحن صنائع الله و الخلق بعد صنائع لنا و في خطبة البيان انا.
([99]) اقول: عن الباقر7 في قوله تعالي والّيل اذا يغشي قال الليل في هذا الموضع الثاني غشي علياً في دولته التي جرت له عليه و امر الله اميرالمؤمنين7 انيصبر في دولتهم حتي تنقضي و في رواية جابر عنه7 في قوله تعالي والّيل اذا يسر قال هي دولة حبتر فهي تسري الي قيام القائم7 و عن الصادق7في قوله تعالي والنهار اذا تجلي قال النهار هو القائم منا اهلالبيت اذا قام غلب دولة الباطل الي غير ذلك من الاخبار.
([100]) اقول: المراد من البعث في ظاهر القرءان يوم القيمة و في باطنه زمان الرجعة فممايدل علي خصوص هذا مارواه العياشي و غيره عن الصادق7 انه قال في قوله تعالي و اقسموا بالله جهد ايمانهم لايبعث الله من يموت اذا قام القائم7 و كرّ معه المكرون قال اهل خلافكم قدظهرت دولتكم يامعشر الشيعة و هذا من كذبكم تقولون رجع فلان و فلان لايبعث الله من يموت و عن ابنعباس قال في قوله تعالي و اقسموا بالله جهد ايمانهم الاية المذكورة انها لعلي قال شيخنا العلامة رحمه الله اي اقسموا ان علياً7 لايبعث في الرجعة.
([101]) اقول: قدورد اخبار عديدة تدل علي ان علياً الذي هو ولي الله يده و لسانه و جنبه فعن طارق عن علي7 انه قال في حديث له كلمافي القرءان من اية تذكر فيه العين و الجنب و اليد و نحوها فالمراد منها الولي و الامام الخبر و عن الرضا7 في قوله تعالي قالت اليهود يد الله مغلولة غلّت ايديهم و لعنوا بماقالوا بل يداه مبسوطتان الاية نزلت في الواقفة فانهم قالوا لا امام بعد موسي فردّ الله عليهم بقوله بل يداه مبسوطتان و اليد هو الامام في بطن الكتاب و انما عني بقولهم لا امام بعد موسي7 .
([102]) اقول: مصداق الموصول المجادلة بدليل قوله تعالي و جادلهم بالتي هي احسن و المجادل عن رسولالله9 علي7 كماعن الاحتجاج عن الباقر7 قال قال النبي9يوم الغدير علي هو المجادل عن رسولالله9 و معناه الحسنة اي ادفع بالحسنة السيئة و الحسنة ايضاً علي7 او ولايته كماعن الكاظم7 في قوله تعالي لاتستوي الحسنة و لا السيئة قال نحن الحسنة و بنوامية السيئة و عن الصادق7 قال انما الحسنة معرفة الامام و طاعته و السيئة انكار الامام الذي من الله و في خبر اخر عنه7 الحسنة والله ولاية علي7 و السيئة والله عداوته و اتباع اعدائه او معناه الخصلة بدليل تأنيث الموصول كماقيل او القرءان او لميقصد منه شيء بخصوصه ولكن المطلق ينصرف الي فرده الاكمل و اكمل مايدفع به السيئة علي7 و ولايته فالمراد منه في الباطن علي7و لذلك جعل اعلي الله مقامه مصادقة كل واحد من القرءان و علي7 و المجادلة.
([103]) اقول: قد مرّ دليله في المقدمة في الفصل الخامسعشر.
([104]) اقول: قديستعار من الامر الشديد و الخوف العظيم بالموت كماصرح به غير واحد من العلماء قال في المرءاة و قديستعار الموت للاحوال الشاقة كالخوف و الذلّ و الفقر و قال في المجمع و قديستعار الموت للاحوال الشاقة كالفقر و الذل و السؤال و الهرم و قال فيه ايضاً و منها الحزن و الخوف المكدر للحيوة كقوله تعالي و يأتيه الموت من كل مكان و ما هو بميت بعد ان قال و الموت يقع بحسب انواع الحيوة فمنها ما هو بازاء القوة النامية الموجودة في الحيوان و النبات كقوله تعالي يحيي الارض بعد موتها الي ان قال و منها الحزن و الخوف الي اخره و بالجملة لعله من هذا الباب تأويله اعلي الله مقامه الموت بامر القائم7 .
ظاهر الاية صريح بان الموت امر القائم7 لقوله تعالي كلاّ انها كلمة هو قائلها و من ورائهم برزخ الي يوم يبعثون لدلالة صيغة الجمع.
([105]) اقول: المراد من الصور قلب الامام فانه منبع الحيوة لجميع اهل العالم و اذا نفخ فيه نفخة الاحياء و خرج منه الحيوة الي جميع الكائنات لحيّوا و بعثوا بذلك النفخ و عاشوا و اذا اعرض بوجهه عنهم و نفخ فيه نفخة الاماتة لماتوا كلهم اجمعون و هلكوا فعن علي بن الحسين8 انه سئل عن النفختين كم بينهما قال ماشاء الله فقيل له اخبرني ياابن رسول الله9 كيف ينفخ فيه فقال اما النفخة الاولي فان الله يأمر اسرافيل فيهبط الي الدنيا و معه الصور و للصور رأس واحد و له طرفان و بين طرف كل رأس منها مابين السماء و الارض الي ان قال فينفخ نفخة فيخرج الصوت من الطرف الذي يلي الارض فلايبقي في الارض روح الاّ صعق و مات و يخرج الصوت من الطرف الذي يلي السماء فلميبق في السماء روح الاّ صعق و مات الاّ اسرافيل الي ان قال فينفخ الجبار نفخة في الصور فيخرج الصوت من احدي الطرفين الذي يلي السموات فلايبقي في السماء احد الاّ احيي و قام كماكان و يعودون حملة العرش و تحضر الجنة و النار و تحشر الخلائق للحساب الخبر و بالجملة ان المراد من الصور قلب الامام يم كماقال7 في قوله تعالي فاذا نقر في الناقور الاية ان الله عزوجل اذا اراد اظهار امر القائم نكت في قلبه نكتة الخبر و الناقور هو الصور و قد اوّله الامام7 بقلب القائم7 و في الكافي عن الصادق7 في هذه الاية قال انّ منّا اماماً مظفراً مستتراً فاذا اراد الله اظهار امره نكت في قلبه نكتة فتظهر فقام بامر الله.
([106]) اقول: ورد اخبار عديدة في ان المراد من الفضل رسول الله و من الرحمة علي ولي الله نذكر منها واحداً فعن الباقر و الصادق و الكاظم: في قوله تعالي و لولا فضل الله عليكم و رحمته و في قوله تعالي قل بفضل الله و برحمته قالوا ان فضل الله محمد9و رحمته علي7 .
([107]) اقول: جعل اعلي الله مقامه باطن المساكين ضعفاء الشيعة لمافي تفسير الامام7قال7 ان محبي محمد و اله مساكين مواساتهم افضل من اطعام الفقراء و هم الذين سكنت جوارحهم و ضعفت قواهم من مقابلة اعداء الله الذين يعيّرونهم بدينهم و يسفّهون احلامهم الا فمن قوّاهم بفقهه و علمه ثم سلّطهم علي الاعداء الظاهرين النواصب و علي الاعداء الباطنين ابليس و مردته حتي يهزموهم عن دين الله و يذودوهم عن اولياء ال رسول الله9 حوّل الله تعالي تلك المسكنة الي شياطينهم فاعجزهم عن اضلالهم قضي الله تعالي بذلك قضاء حق علي لسان النبي9الخبر.
واما تأويل المهاجرين بالشيعة الاقوياء لان من لميكن قوياً لايقدر علي الهجرة من الاهل و الولد و البلد الي الله و رسوله فهو يطلق علي الشيعة القوي العارف بامامه قال اميرالمؤمنين7في نهج البلاغة قال لايقع اسم الهجرة علي احد الاّ بمعرفة الحجة في الارض فمن عرفها و اقرّ بها فهو مهاجر و عن الصادق7قال المتعرب بعد الهجرة التارك لهذا الامر بعد معرفته و عنه7 ايضاً قال المهاجر من هجر السيئات و تاب الي الله الي غير ذلك من الاخبار التي تدل علي ان المراد من المهاجر الشيعة القوي الكامل حتي انه ورد عن الكاظم7 في قوله تعالي و الذين هاجروا في سبيل الله قال نزلت في علي7 .
([108]) اقول: عن الصادق7 الله نور السموات و الارض قال كذلك الله عزوجل مثل نوره قال محمد كمشكوة صدر محمد فيها مصباح قال فيه نور العلم يعني النبوة المصباح في زجاجة قال علم رسول الله9 صدر الي قلب علي7 الزجاجة كأنها قال كأنه كوكب درّي يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية و لا غربية قال ذلك اميرالمؤمنين علي بن ابيطالب لا يهودي و لا نصراني يكاد زيتها يضيء و لو
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 309 *»
لمتمسسه نار قال يكاد العلم يخرج من فم العالم من المحمد من قبل انينطق به نور علي نور قال الامام في اثر الامام و عن الباقر7في حديث يقول انا هادي السموات و الارض مثل العلم الذي اعطيته و هو نوري الذي يهتدي به مثل المشكوة فيها المصباح فالمشكوة قلب محمد9و المصباح نوره الذي فيه العلم و قوله المصباح في زجاجة يقول اني اريد اناقبضك فاجعل الذي عندك عند الوصي كمايجعل المصباح في الزجاجة كأنها كوكب درّي فاعلم فضل الوصي يوقد من شجرة مباركة فاصل الشجرة المباركة ابرهيم و هو قول الله عزوجل رحمة الله و بركاته عليكم اهل البيت انه حميد مجيد و هو قول الله انّ الله اصطفي ادم و نوحاً و الابرهيم و ال عمران علي العالمين ذرية بعضها من بعض و الله سميع عليم. لا شرقية و لا غربية يقول لستم بيهودي فتصلّوا قبل المغرب و لا نصراني فتصلّوا قبل المشرق و انتم علي ملة ابرهيم و قدقال الله عزوجل ما كان ابرهيم يهودياً و لانصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً و ما كان من المشركين و قوله يكاد زيتها يضيء يقول مثل اولادكم الذين يولدون منكم مثل الزيت الذي يعصر من الزيتون يكادون انيتكلموا بالنبوة و لو لمينزل عليهم ملك.
و عن الصادق7 عن ابيه في هذه الاية الله نور السموات و الارض قال بدأ بنور نفسه مثل نوره قيل هداه في قلب المؤمن كمشكوة فيها مصباح المشكوة جوف المؤمن و القنديل قلبه و المصباح النور الذي جعله الله فيه يوقد من شجرة مباركة قال الشجرة المؤمن زيتونة لا شرقية و لا غربية قال علي سواء الجبل لا غربية اي لا شرق لها و لا شرقية اي لا غرب لها اذا طلعت الشمس طلعت عليها و اذا غربت غربت عليها يكاد زيتها يعني يكاد النور الذي جعله الله في قلبه يضيء و ان لميتكلم نور علي نور فريضة علي فريضة و سنة علي سنة يهدي الله لنوره من يشاء قال يهدي الله لفرائضه و سننه من يشاء و يضرب الله الامثال للناس فهذا مثل ضربه الله للمؤمن الخبر و عن الصادق7 في قوله تعالي و انزلنا اليكم نوراً مبيناً قال النور علي7 و عن ابيجعفر7 ايضاً في قوله تعالي و اتبعوا النور الذي انزل معه قال النور علي7 و عن الباقر7 قال قال رسول الله9في خطبة يوم الغدير معاشر الناس امنوا بالله و رسوله و النور الذي انزل معه معاشر الناس النور من الله في مسلوك ثم في علي ثم في النسل منه الي القائم المهدي7 و عن الصادق7 في قوله تعالي و من لميجعل الله له نوراً فما له من نور قال يعني اماماً من ولد فاطمة3 فما له من نور يعني فما له من امام يوم القيمة يمشي بنوره و في قوله تعالي يسعي نورهم بين ايديهم النور امام المؤمنين يوم القيمة يسعي بين ايديهم و بايمانهم حتي يدخلهم الجنة و في مكاتبة ابيالحسن7الي بعض اصحابه نحن نور الله لمن اتبعنا و نور لمن اقتدي بنا الخبر و عن الباقر7 قال ان الله تبارك و تعالي جعل الائمة نوراً في الظلم للنجاة و جعلهم نوراً للبلاد و هم نور الله في قلوب المؤمنين و انهم النور و الضياء و في الزيارات ايها النور المنير و النور الانور و النور الساطع و نور الله الذي لايطفي و امثال ذلك ممايدل علي ان المراد من النور في الباطن علي7بخصوصه كبعض تلك الاخبار او بعمومه اما من باب انه امام او من باب انه احد الائمة و عن الرضا7 في قوله تعالي الله نور السموات و الارض قال هاد لاهل السماء و هاد لاهل الارض و في رواية يهدي من في السموات و يهدي من في الارض الخبر و لا شك ان هادي السموات و الارض القائم7 .
([109]) اقول: و من الاخبار التي تدل علي ان المراد من البيوت الشيعة في بعض المواضع قول الصادق7 في قوله تعالي و اوحي ربك الي النحل ان اتخذي من الجبال بيوتاً قال امرنا اننتخذ من العرب شيعة.
([110]) اقول: عن الصادق7 او كظلمات الاول و صاحبه يغشيه موج الثالث من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض معوية لعنهالله و فتن بنيامية اذا اخرج يده المؤمن في ظلمة فتنتهم لميكد يريها و من لميجعل الله له نوراً اماماً من ولد فاطمة فماله من نور امام يوم القيمة. و عنه7 ايضاً او كظلمات فلان و فلان في بحر لجي يغشيه موج يعني نعثل من فوقه موج طلحة و زبير ظلمات بعضها فوق بعض معاوية و يزيد و فتن بنيامية اذا اخرج يده في ظلمة فتنتهم لميكد يراها و من لميجعل الله له نوراً يعني اماماً من ولد فاطمة فماله من نور فماله من امام يمشي بنوره كمافي قوله تعالي يسعي نورهم بين ايديهم و بايمانهم الخبر.
([111]) اقول: ايضاً في الحديث المروي عن الصادق7 في هذه الاية اي في قوله فانه يسلك من بين يديه و من خلفه رصداً قال في قلبه العلم و من خلفه الرصد يعلّمه علمه و يزقّه العلم زقّاً و يعلّمه الله الهاماً و الرصد التعليم عن النبي9 و عنه7 ايضاً في قوله تعالي اذا اخرج يده لميكد يراها بان المراد ان المؤمن في فتن بنيامية و الظالمين للائمة اذا اظهر الحكمة و نطق بها لميقبلها منه احد.
([112]) اقول: اذ ليس في السموات سوي الملائكة و النجوم و المؤمنون و ان كانوا في السموات في الاصل لكنهم نزلوا الان في اجسادهم و هي في الارض و بعد الموت يذهب روحهم الي واديالسلام.
([113]) اقول: لانهم فيها اما الجماد و النبات فظاهر و اما الحيوان و ان كان اصله من الافلاك ولكنه نزل الي جسده و هي في الارض و كذلك الانسان الاّ انه من الكرسي و الحيوان من فلك قمر كما مرّ الاشارة اليه انفاً.
([114]) اقول: قدورد في الاخبار ان النبي9 حمل علياً7لكسر الاصنام كما في خبر محمد بن حرب الهلالي قال سألت جعفر بن محمد8فقلت له ياابن رسول الله في نفسي مسألة اريد اناسألك عنها فقال ان شئت اخبرتك بمسألتك قبل انتسألني و ان شئت قل قال قلت له ياابن رسول الله و بأي شيء تعرف مافي نفسي قبل سؤالي قال بالتوسم و التفرس اما سمعت قول الله عزوجل انّ في ذلك لايات للمتوسمين و قول رسول الله9 اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله قال فقلت له ياابن رسول الله فاخبرني بمسألتي قال اردت انتسألني عن رسول الله9لم لميطق حمله علي بن ابيطالب7عند حطّ الاصنام من سطح الكعبة مع قوته و شدته و مع ما ظهر منه في قلع باب القموص بخيبر و الرمي به الي ورائه اربعين ذراعاً و كان لايطيق حمله اربعون رجلاً و قدكان رسول الله9يركب الناقة و الفرس و الحمار و ركب البراق ليلة المعراج و كل ذلك دون علي7 في القوة و الشدة قال فقلت له عن هذا والله اردت اناسألك ياابن رسول الله فاخبرني فقال نعم ان علياً7 برسول الله9 شرّف و به ارتفع و به وصل الي ان اطفأ نار الشرك و ابطل كل معبود من دون الله عزوجل و لو علاه النبي9
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 317 *»
لحطة الاصنام لكان بعلي مرتفعاً و شريفاً واصلاً الي حطّ الاصنام و لوكان ذلك كذلك لكان افضل منه الاتري ان علياً7 قال لماعلوت ظهر رسول الله9شرفت و ارتفعت حتي لوشئت انانال السماء لنلتها اما علمت ان المصباح هو الذي يهتدي به في الظلمة و انبعاث فرعه من اصله و قدقال علي7 انا من احمد كالضوء من الضوء اما علمت ان محمداً و علياً صلوات الله عليهما كانا نوراً واحداً بين يدي الله عزوجل قبل خلق الخلق بالفي عام فان الملائكة لمّا رأت ذلك النور رأت له اصلاً قدتشعب منه شعاع لامع فقالت الهنا و سيدنا ما هذا النور فاوحي الله تبارك و تعالي اليهم هذا نور من نوري اصله نبوة و فرعه امامة اما النبوة فلمحمد عبدي و رسولي و اما الامامة فلعلي حجتي و وليي و لولاهما ماخلقت خلقي اماعلمت ان رسول الله9رفع يد علي بغدير خم حتي نظر الناس الي بياض ابطيهما فجعله مولي المسلمين و امامهم و قداحتمل الحسن و الحسين8 يوم حظيرة بنيالنجار فلمّا قال له بعض اصحابه ناولني احدهما يارسول الله قال9 نعم الراكبان و ابوهما خير منهما و انه7يصلي باصحابه فاطال سجدة من سجداته فلمّا سلّم قيل له يارسول الله لقداطلت هذه السجدة فقال9 ان ابني ارتحلني فكرهت اناعاجله حتي ينزل و انمااراد بذلك رفعهم و تشريفهم فالنبي9امام نبي و علي7امام ليس بنبي و لا رسول فهو غير مطيق لاثقال النبوة قال محمد بن حرب الهلالي فقلت له زدني ياابن رسول الله9 فقال انك لاهل للزيادة ان رسول الله9حمل علياً7علي ظهره يريد بذلك انه ابو ولده و امام الائمة من صلبه كما حوّل رداءه في صلوة الاستسقاء و اراد انيعلم اصحابه بذلك انه قد تحول الجدب خصباً قال قلت له زدني ياابن رسول الله9 فقال حمل رسول الله9علياً يريد بذلك انيعلم قومه انه هو الذي يخفف عن ظهر رسول الله9 ما عليه من الدين و العدات و الاداء عنه من بعده قال فقلت له ياابن رسول الله9زدني فقال احتمله ليعلم بذلك انه قداحتمله و ما حمل الاّ لانه معصوم لايحمل وزراً فيكون افعاله عند الناس حكمةً و صواباً و قدقال النبي9 لعلي7 ياعلي ان الله تبارك و تعالي حملني ذنوب شيعتك ثم غفرها لي و ذلك قوله عزوجل ليغفر لك الله ماتقدم من ذنبك و ماتأخر و لمّا انزل الله عزوجل عليه عليكم انفسكم لايضرّكم من ضلّ اذا اهتديتم قال النبي9ياايها الناس عليكم انفسكم لايضركم من ضل اذا اهتديتم و علي نفسي و اخي اطيعوا علياً فانه مطهر معصوم لايضل و لايشقي ثم تلا هذه الاية قل اطيعوا الله و اطيعوا الرسول فان تولّوا فانما عليه ما حمّل و عليكم ما حمّلتم و ان تطيعوه تهتدوا و ما علي الرسول الاّ البلاغ المبين قال محمد بن حرب ثم قال جعفر بن محمد8ايها الامير ولو اخبرتك بما في حمل النبي9 علياً7عند حطّ الاصنام عن سطح الكعبة من المعاني التي ارادها به لقلت ان جعفر بن محمد لمجنون فحسبك من ذلك ماقدسمعت فقمت اليه و قبّلت رأسه و يديه و قلت الله اعلم حيث يجعل رسالته الخبر.
فبناء علي هذا المراد من ما حمّل علي7 و لا شك انه نفسه فهو كقوله عليكم انفسكم اي عليه نفسه و عليكم انفسكم و ضمير تطيعوه يرجع الي ماحمّل الذي مصداقه علي7 و لذلك جعل في الحديث مرجعه علي7كمايأتي هذا اذا كان المراد من ماحمّل علي7.
و اما اذا كان المراد منها ما حمل من ذنوب الشيعة كمااشار اليه اعلي الله مقامه ايضاً فدليله ماروي عن الصادق7 انه سئل عن قوله تعالي ليغفر لك الله ماتقدم الاية فقال ماكان له ذنب و لا همّ بذنب ولكن الله حمّله ذنوب شيعته ثم غفرها له و في رواية اخري قال والله ماكان له ذنب ولكن الله سبحانه ضمن له انيغفر ذنوب شيعة علي7ماتقدم من ذنبهم و ماتأخر.
([115]) اقول: و ذلك نظراً الي ان تكون الكناية في تطيعوه ترجع الي ماحمّل و المراد منه علي7 كما مرّ او الكناية ترجع الي الرسول المذكور في اللفظ و لكن لمايكون المراد من اطاعته هو اطاعة علي7 كمافي اخبار عديدة قال رسول الله9 طاعة علي طاعتي و طاعتي طاعة الله و قال و من اطاعه اطاعني و من اطاعني اطاع الله و عن الصادق7 في قوله تعالي و من يطع الله و رسوله قال في ولاية علي7 و الائمة من ولده فقدفاز فوزاً عظيماً.
([116]) اقول: هذا استنباط عجيب و استخراج غريب منه اعلي الله مقامه و رفع في الخلد اعلامه و بيانه انه ثبت ان المراد من ماحمّل علي7 و قال الله علي الرسول ماحمل اي علي7 و هنا يقول ما علي الرسول شيء الاّ البلاغ فالبلاغ هو ماحمل و هو علي7فعلي7 هو البلاغ المبين.
([117]) اقول: في الكافي عن الباقرين8 و غيرهما قالوا: ان الائمة خلفاء الله في الارض و عن ابنمسعود قال وقعت الخلافة من الله عزوجل في القرءان لثلاثة نفر لادم7 يقول الله اني جاعل في الارض خليفة يعني ادم7 يقول الله اني جاعل في الارض خليفة يعني ادم7 و الخليفة الثاني داود7 لقوله تعالي ياداود انّا جعلناك خليفة في الارض يعني بيت المقدس و الثالث اميرالمؤمنين7 لقوله تعالي وعد الله الذين امنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الارض و في بعض الاخبار ان علياً7 رابع الخلفاء ادم و داود و هرون لقول موسي7 يا هرون اخلفني في قومي.
([118]) اقول: و الدليل علي ان ذلك في الائمة و هو في زمان الظهور ماتقرؤ في دعاء ليالي شهر رمضان في الدعاء للقائم7 اللهم اجعله الداعي الي كتابك و القائم بدينك استخلفه في الارض كمااستخلفت الذين من قبله مكّن له دينه الذي ارتضيته له ابدله من بعد خوفه امناً يعبدك لايشرك بك شيئاً.
([119]) اقول: و الاخبار الدالة علي ان مشيته مشية الله و انه نفس مشية الله و محالّ مشيته و موضع ارادته اكثر من انتحصي نذكر هنا شطراً منها فعن طارق بن شهاب قال قال علي7 في حديث له ان الائمة من المحمد: قدرة الله و مشية الله الخبر و في بعض زيارات اميرالمؤمنين ياموضع مشية الله و قال7 ان الله جعل قلوب الائمة:مورداً لارادته فاذا شاء الله شيئاً شاءوه و هو قول الله تعالي و ماتشاءون الاّ انيشاء الله الي غير ذلك من الاخبار الواردة في هذا المضمار الدالة علي ان مشيتهم مشية الله و ليس لهم لانفسهم مشية و لا ارادة لانهم: اماتوا انفسهم و تركوا ملاحظتها و اعتبارها و انمامشيتهم مشية الله و ارادتهم ارادة الله فاذا فعلوا فان الله هو الفاعل بهم ما شاء قال تعالي مارميت اذ رميت ولكنّ الله رمي و قال علي7 في شأن الملائكة و القي في هويتها مثاله فاظهر عنها افعاله و الملائكة مثل لهم فهم يتكلم الله بهم و يفعل بهم مايشاء فعلي الظاهر يعملون بمايحب و يشاء لايصدر منهم خلاف ماشاء منهم و علي الحقيقة ليس لهم مشية و انما المشية مشيته او انهم يصدرون عن مشيته و مشيتهم تابعة لمشيته بل مضمحلة في مشيته بل هي هي بعينها لا مثلها.
([120]) اقول: كمايدل علي ذلك مارواه جابر قال قرأت عند ابيجعفر7 قول الله تعالي ليس لك من الامر شيء قال بلي والله انّ له من الامر شيئاً و شيئاً و شيئاً و ساق الحديث بان المراد بالامر هنا امارة علي7 الي ان قال7 و كيف لايكون له من الامر شيء و قدفوّض الله اليه ان جعل ما احلّ فهو حلال و ما حرّم فهو حرام قال مااتيكم الرسول الاية و عن ابيعبدالله7 في قوله تعالي اتي امر الله فلاتستعجلوه انه قال هو امرنا امر الله عزوجل لاتستعجل به فان ظاهر الخبر ان المراد بقوله7 امرنا امارتهم و ولايتهم هذا و قد ورد اخبار عديدة في انهم بانفسهم امر الله فاذا كان الامر كذلك فولايتهم بطريق اولي امر الله لانها فرعهم قال اميرالمؤمنين7 في حديث طارق بن شهاب ان الامام روح قدسي و امر الهي و قال ايضاً ان الائمة من المحمد: اولياء الله المقربون و امره بين الكاف و النون و عن القائم7 في قوله تعالي اتيها امرنا ليلاً او نهاراً الاية نحن امر الله عزوجل و جنوده.
([121]) اقول: انماجعل اعلي الله مقامه باطن الفرقان الولاية لانه الفاروق بين الحق و الباطل قال في القاموس الفرقان بالضم القرءان و البرهان و كل ما فرّق بين الحق و الباطل قال علي7 انا فاروق هذه الامة و ربّيّها و ذوقرنيها و قال النبي9 خذوا بحجزة علي بن ابيطالب7 فانه الفاروق بين الحق و الباطل و منه سبطا هذه الامة الحسن و الحسين8 ائمة هداة لاتتخذوا من دونهم وليجة فيحلّ عليكم غضب من ربكم و الاخبار في كون علي7 هو الفاروق الاعظم كثيرة هذا و قدورد النص الصريح في ان المراد مماانزلنا علي عبدنا و امثالها الولاية و المحبة لعلي7 قال الصادق7 ان ماانزل الله و الذي انزل الله هو ماافترض علي خلقه من ولاية علي7 و في تفسير الامام7في قوله تعالي ممانزّلنا علي عبدنا قال7 يعني في ابطال عبادة الاوثان من دون الله و في النهي عن موالاة اعداء الله و معاداة اوليائه و في الحثّ علي الانقياد لاخي رسول الله9 و اتخاذه اماماً و اعتقاده فاضلاً راجحاً لايقبل الله ايماناً و لا طاعة الاّ بموالاته و عن الكافي و غيره اخبار عديدة في تأويل قوله تعالي في سورة النساء امنوا بمانزّلنا و في قوله تعالي في سورة البقرة ان كنتم في ريب ممانزّلنا علي عبدنا و في قوله سبحانه ايضاً في سورة البقرة بئسمااشتروا به انفسهم انيكفروا بماانزل الله و في قوله تعالي في سورة المائدة بلّغ ماانزل اليك من ربك و كذا تأويل امثالها من الايات ان المراد بمانزّله الولاية و ماانزله علي الرسول و الانبياء في علي7 و ولايته و امامته و لا شك ان الفرقان ممانزّل الله فالمراد منه بنص تلك الاخبار الولاية لعلي7 .
([122]) اقول: المراد من الظلم و الظالم و الظلوم و امثالها الاول و ولايته و ساير من تبعه في ظلم المحمد: و اذيتهم او في ظلم انفسهم و عن علي7 في قوله تعالي و حملها الانسان يعني امة محمد بمافيها من الثواب و العقاب انه كان ظلوماً لنفسه جهولاً لامر ربه من لميؤدها بحقها فهو ظلوم غشوم و في رواية الانسان الذي حملها ابوفلان و في رواية اخري الاول و في خبر ثالث الشرور المنافق و عن القمي في قوله تعالي يوم يعضّ الظالم علي يديه قال الاول و عن الصادق7 انه قال في تفسير قوله تعالي الذين امنوا و لميلبسوا ايمانهم بظلم يعني امنوا بولاية علي7 و لميخلطوا ولايتهم بعلي بولاية فلان و فلان فانه التلبس بالظلم و اما الزور فهو بمعني الكذب و البهتان و هو في الاصل بمعني الميل و اطلاقه علي الثاني لانه مال عن الحق و كذب علي الله و رسوله و وصيه.
([123]) اقول: قد مرّ شواهده انفاً في هذه السورة في تلو قوله تعالي تبارك الذي نزّل الفرقان و في الفصل الرابع من المقدمة.
([124]) اقول: قدذكرنا اخباراً تدل علي ان المراد من الساعة في البطن القائم7كخبر المفضل عن ابيعبدالله7 و غيره ولنذكر مايدل علي ان المراد منها في بعض المواضع علي7 مزيداً علي الخبر الذي ذكره اعلي الله مقامه و ان كان تلك الاخبار تعم المقام نظراً الي كونهم من نور واحد و طينة واحدة و ان كلهم واحد و كل واحد بمنزلة الاخر لاسيما علي و القائم8 فانهما8 ظهرا في هذه الدنيا علي صفة واحدة و نوع واحد فعن الصادق7 قال في قوله تعالي بل كذّبوا بالساعة ان الله تعالي خلق السنة اثنيعشر شهراً و جعل الليل اثنيعشر ساعة و النهار اثنيعشر ساعة و منا اثنيعشر محدَّثاً و كان علي7 ساعة من تلك الساعات و عن تفسير القمي عنه7ايضاً ان الليل و النهار اثنيعشر ساعة و ان علياً7 اشرف ساعة من اثنيعشر ساعة و هو قوله تعالي بل كذّبوا بالساعة و عن ابنشهراشوب و غيره عن علي7 انه قال في حديث له بي و علي يدي تقوم الساعة.
([125]) اقول: ورد اخبار عديدة في تأويل الذكر بكل واحد من الثلثة فعن الصادق7 في قوله تعالي و انه لذكر لك و لقومك قال الذكر القرءان و نحن قومه و نحن المسئولون و عنه7 ايضاً في قوله تعالي فاسئلوا اهل الذكر قال ان رسول الله9الذكر و نحن اهل بيته و اهل الذكر و في بعض زيارات علي7 ايها الذكر الحكيم و قد مرّ مايدل علي بعض ذلك في العمران في قوله تعالي نتلو عليك من الكتاب و الذكر الحكيم.
([126]) اقول: و ذلك اشارة الي قوله تعالي انّ الشرك لظلم عظيم.
([127]) اقول: قد مرّ بيان امثال ذلك في الفصل الثامنعشر و التاسععشر.
([128]) اقول: عن تفسير القمي عن الصادق7 يوم تشقق السماء بالغمام قال الغمام علي7 الخبر و التعبير عنه7 بالغمام لكثرة فيضه و فضله و علمه و سخائه و يؤيد المقام مامرّ في ذيل السحاب من تأويله بالامام كمافي خبر طارق بن شهاب فان الغمام هو السحاب الاّ انه الابيض منه قال علي7 الامام هو السحاب الهاطل و في الكافي عن الرضا7 قال الامام السحاب الماطر و في بعض الزيارات اشهد انكم سحائب رضوانه.
([129]) اقول: المراد من الظالم الاول كمافي الخبر و من اليد الثاني فانه يده و قدرته و قوته فيمافعل من غصب الخلافة و هو بالنسبة الي الاول بعضه و جزؤه و اليد جزء الانسان و بعضه.
([130]) اقول: و كأنه اعلي الله مقامه اشار بذلك الي رد من قال ان الله سبحانه خلق الوجود و اما الماهية فهي ليست متعلقة جعل الله سبحانه و كذا اللوازم و امثالها و تمسك بان الامر الواحد يقتضي المأمور الواحد و هو الوجود و الباقي انما وجد بالتبع لابجعله سبحانه فلوكان متعلق جعله سبحانه لكان وجوداً مستقلاً كالوجود فان متعلق الايجاد لايكون الاّ الوجود فهذه الاية ترد علي هؤلاء و كذلك ترد علي من زعم ان الامور ثلثة منها يقدر الله عليه دوننا كخلق السموات و الارض و منها مانقدر عليه دون الله كالمعاصي و منها مانقدر عليه معاً كالطاعات و كأنهم لميقرءوا قوله سبحانه و الله خلقكم و ماتعملون و قل كل من عند الله فمالهؤلاء القوم لايكادون يفقهون حديثاً بالجملة و لعله الي ذلك اشار ولكن علي نحو الاختيار اذ يقول بكفرهم لعناهم و لعنهم الله بكفرهم فهو سبحانه لعنهم بكفرهم فافهم.
([131]) اقول: الوجه له معان منها الجاه و القدر و المنزلة و سيد القوم كمايقال فلان وجه وجيه عند قومه اي ذوجاه و منزلة و سيدهم فعلي هذا المراد من وجوههم اكابرهم يعني يحشرون علي اكابرهم اي فوقهم فان علي للاستعلاء و درك الاتباع فوق درك الاكابر و في المرءاة ماحاصله اعلم انه يمكن تأويل ماورد من الوجوه المذمومة كوجوه الكفار و نحو ذلك برؤساء المخالفين و بائمتهم و بطاعتهم التي هي دينهم انتهي هذا و قد ورد اخبار عديدة في تأويل الوجوه الممدوحة و وجه الله بالائمة: فبحكم المقابلة و التضاد المراد من الوجوه المذمومة الخلفاء و رؤساء الكفار.
([132]) اقول: قداثبتنا سابقاً ان المراد من موسي في الباطن محمد9فالمراد من اخاه علي7 لانه اخو رسول الله9 كما في الاخبار و الادعية اللهم صل علي علي اميرالمؤمنين و وصي رسول رب العالمين عبدك و وليك و اخي رسولك و حجتك علي خلقك و ايتك الكبري.
([133]) اقول: الدليل علي ان المراد من النوح في الباطن علي7 ما في خطبة البيان التي رواها الفاضل ميرزا ابوالقاسم القمي عن القاضي سعيد القمي قال علي7 انا نوح الاول و انا ابرهيم الخليل و انا موسي و مافي خبر المفضل الا و من اراد انينظر الي نوح و سام فها انا ذا نوح و سام الخبر فان الائمة كلهم واحد اولنا محمد اوسطنا محمد اخرنا محمد كلنا محمد.
([134]) اقول: الهوي بمعني الرأي و ارادة النفس و ما تميل اليه و تحبه و المراد منه بحسب الباطن اتخاذ الائمة و الاراء الباطلة التي للمخالفين في مقابل المعصومين و اقوالهم اصولاً و فروعاً كماعن الكافي عن الصادق7 في قوله تعالي و من اضل ممن اتبع هويه بغير هدي من الله قال هو من يتخذ دينه رأيه بغير امام من الله من ائمة الهدي هذا و الاول هو الهوي لانه مال عن الحق الذي هو علي7 الي النفس الامارة التي هي الثاني او هو هوي لانه اعتصم بغير علي7 كما في الزيارة و هوي من اعتصم بغيرك او لانه هلك حيث تخلّف عن علي7 يعني هلك و اسقط قال الله سبحانه من استقبلني بغيركم فقدضل و هوي.
([135]) اقول: الظل خلاف الضحو و الضوء و قديطلق علي الليل و علي السواد الستير و الظلمة الشديدة و منه اطلاقه علي زمان الغيبة فانه قدخفي فيه نور الامام و غشي ظلمة الظلم و حقد الاعداء جميع العالم و من هذا الباب التعبير عنه بالليل كماعن الباقر7في قوله تعالي و اية لهم الليل نسلخ منه النهار فاذا هم مظلمون يعني قبض محمداً9 و ظهرت الظلمة فلميبصروا فضل اهل بيته و عن الصادق7 في قوله تعالي والليل اذا يغشي قال ذلك ائمة الجور الذين استبدوا بالامر دون المحمد و جلسوا مجلساً كان الالرسول اولي به منهم فغشوا دين رسول الله بالظلم و الجور الخبر و يقال هو في ظله اي ستره و كنفه و منه ظل الشمس و يقال ظل ظليل اي دائم طيب و منه اطلاقه علي مابين الطلوعين و بالجملة قديقال في موضع المدح و يأول حينئذ بالائمة: و حمايتهم و لطفهم في الدنيا و الاخرة و قديقال في مقام الذم و يأول حينئذ باعدائهم فعن مناقب ابن شهراشوب عن ابنعباس في قوله تعالي و لا الظل قال يعني ظل علي7 في الجنة و في رواية اخري الظل علي7 في الجنة و عن الباقر7 ان الائمة اظلة عن يمين عرش الله الي غير ذلك من هذا النوع من الاخبار و عن الصادق7في قوله تعالي انطلقوا الي ما كنتم به تكذّبون انطلقوا الي ظلّ ذيثلث شعب لا ظليل و لايغني من اللهب قال اذا لاذ الناس من العطش قيل لهم انطلقوا الي ما كنتم به تكذّبون يعني اميرالمؤمنين7 فيقول هو لهم انطلقوا الي ظل ذيثلث شعب يعني الثلثة فلان و فلان و فلان الخبر.
([136]) اقول: في بعض خطب اميرالمؤمنين7 انا اضحت شمسها، قال الباقر7 يعني القائم منا نور علي نور ساطع.
([137]) اقول: هذا التأويل يستنبط من قول الباقر7 في قوله عزوجل انّ الله يحيي الارض بعد موتها قال يعني بموتها كفر اهلها فان الكافر ميت فيحييها الله بالقائم7فيعدل فيها فيحيي الارض و يحيي اهلها بعد موتهم الخبر حيث اراد من موت الارض التي هي اعم من البلدة و غيرها كفر اهلها و جهلها و من قوله الاخر7 في قوله تعالي او من كان ميتاً فاحييناه و جعلنا له نوراً يمشي به في الناس قال الميت الذي لايعرف هذا الامر و نوراً اي اماماً يأتمّ به يعني علي بن ابيطالب7 فقيل قوله كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها فقال بيده هكذا هذا الخلق الذي لايعرفون شيئاً حيث جعل الميت الذي لايعرف هذا الامر اي الجاهل به اي من لا علم له.
([138]) اقول: البشري الاخبار بمافيه الفرح و المسرة و قدورد اخبار تدل علي تأويلها بمايخبر النبي9 و علي7 محبيهما و مواليهما فعن الصادق7 ان الرجل اذا وقعت نفسه في صدره يري رسولالله9 فيقول له انا رسولالله ابشر ثم يري علي بن ابيطالب8 فيقول انا علي بن ابيطالب الذي كنت تحبه انا انفعك اليوم و ورد اخبار انه مبشر للمؤمنين و لا شك ان المؤمن هو الذي اطاع علياً7 و الكافر هو الذي عصاه كماهو صريح كثير من الاخبار.
([139]) اقول: الخبير فعيل بمعني الفاعل فالخبير عن الله او عن الخلق اي المخبر عن الله او عن الخلق و لا شك ان محمداً9 مخبر عن الله سبحانه الي الخلق صفاته و اسماءه و اراداته و محابّه و مافيه بغضه و اوامره و نواهيه و امثال ذلك و ايضاً مخبر عن الخلق الي الله سبحانه حاجاتهم و دعواتهم و فقرهم و مسكنتهم و امثال ذلك فهو بكلا المعنيين خبير و لذا قيل و لذلك سمي نبياً فانه من النبأ و هو الخبر و كذلك لا شك في ان علياً7ايضاً مخبر عن الله سبحانه صفاته و اسماءه و اوامره و نواهيه الي الخلق و مخبر عن الخلق الي الله سبحانه دعواتهم و حاجاتهم فهو ايضاً خبير بكلا المعنيين لاسيما بعد ورود اخبار كثيرة تدل علي جواز اطلاق لفظ النبي و الرسول عليه و علي سائر الائمة: فعن تفسير العياشي عن الباقر7 في قوله تعالي اطيعوا الله و اطيعوا
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 344 *»
الرسول و اولي الامر منكم قال7انها نزلت في علي7 و الائمة:جعلهم الله مواضع الانبياء غير انهم لايحللون شيئاً و لايحرمونه الخبر فاذا كان الفرق بينه و بين الانبياء هذا فقط فبأي شيء يستبعد اطلاق النبي عليهم: لاسيما بعد اخبارهم عن الله و عن الخلق كماعرفت و النبي من الانباء و هو الخبر و قدقال علي7 مالله اية اكبر مني و لا لله من نبأ اعظم مني و قال الباقر7 في قوله تعالي قل هو نبأ عظيم انتم عنه معرضون قال هو والله اميرالمؤمنين7 كيف لا و قدورد علماء امتي كانبياء بنياسرائيل هذا و الانبياء شيعتهم و شعاعهم و من فاضل طينتهم قال الله سبحانه و ان من شيعته لابرهيم و عن الصادق7 في قوله تعالي و لكل امة رسول قال اي في كل قرن امام يدعوهم الي طريق الحق و عن جابر عن الباقر7 قال سألته عن هذه الاية لكل امة رسول فاذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط و هم لايظلمون قال7تفسيرها في الباطن ان لكل قرن من هذه الامة رسولاً من المحمد يخرج الي القرن الذي هو اليهم رسول و هم الاولياء و هم الرسل الخبر الي غير ذلك من الاخبار التي تدل علي اطلاق لفظ الرسول و النبي علي الائمة: في الاخبار فهم الرسول و هم النبي و هم المخبر عن الله و هم الخبير عنه سبحانه و عن الخلق قال في المجمع و في الحديث و قدسئل7 عن مسألة فقال علي الخبير بها سقطت اي علي العارف العالم بها وقعت و فيه ايضاً محمد9ارتضاه الله بخبرته الخبر هذا و في اللغة الخبير العالم بماكان و مايكون لايعزب عنه شيء و لايفوته شيء و قدورد اخبار عديدة ان محمداً9 و علياً و اله:عالمون بماكان و مايكون لايعزب عنهم شيء لا في الارض و لا في السماء قال ابوجعفر7كمافي الكافي في حديث طويل مالي و لك ايها الرجل و من ادخلك علي قال ادخلني عليك القضاء لطلب الدين قال فافهم مااقول لك ان رسول الله9لمااسري به لميهبط حتي اعلمه الله جل ذكره علم ماقدكان و ماسيكون و كان كثير من علمه ذلك جملاً يأتي تفسيرها في ليلة القدر و كذلك كان علي بن ابيطالب7 قدعلم جمل العلم و يأتي تفسيرها في ليالي القدر كماكان مع رسول الله9 الخبر و عن سيف التمار قال كنّا مع ابيعبدالله7جماعة من الشيعة في الحجر فقال علينا عين فالتفتنا يمنة و يسرة فلمنر احداً فقلنا ليس علينا عين فقال و رب الكعبة و رب البنية ثلث مرات لو كنت بين موسي و الخضر لاخبرتهما و اني اعلم منهما و لانبأتهما بماليس في ايديهما لان موسي و الخضر8اعطيا علم ماكان و لميعطيا علم مايكون و ماهو كائن حتي تقوم الساعة و قدورثناه من رسول الله9 وراثة و عن جماعة من اصحابنا منهم عبدالاعلي و ابوعبيدة و عبدالله قالوا سمعنا اباعبدالله7 يقول اني لاعلم مافي السموات و مافي الارض و اعلم مافي الجنة و اعلم مافي النار و اعلم ماكان و مايكون قال ثم سكت هنيئة فرأي ان ذلك كبر علي من سمعه منه فقال علمت ذلك من كتاب الله عزوجل ان الله عزوجل يقول فيه تبيان كل شيء الي غير ذلك من الاخبار التي تدل علي ان الائمة:خبير بماكان و مايكون عالمون بمافي السماء و الارض و مراده اعلي الله مقامه من علي7كل الائمة فانهم كلهم نور واحد و طينة واحدة فالصفة الثابتة لاحدهم ثابتة للباقين.
([140]) اقول: و لنذكر مايدل علي ان المراد من السماء سماء الولاية و من البروج الائمة الاثنيعشر و من السراج محمد9 و من القمر فاطمة3فعن الاختصاص عن ابنعباس قال قال رسول الله9 و السماء ذات البروج ثم قال ياابنعباس اتقدّر ان الله يقسم بالسماء ذات البروج و يعني به السماء و بروجها قلت فماذا يارسول الله9 قال اما السماء فانا و اما البروج فالائمة الاثنيعشر بعدي اولهم علي و اخرهم المهدي و عن ابننباتة عن اميرالمؤمنين7 قال في حديث له سئل النبي9 و انا عنده عن الائمة:فقال والسماء ذات البروج ان عددهم عدد البروج و رب الايام و الشهور عددهم كعدد الشهور الخبر و في بعض الزيارات ايها السراج المنير و في صريح الاية داعياً الي الله باذنه و سراجاً منيراً و في رواية الصدوق عن الرضا7 قال مثلنا في كتاب الله كمثل مشكوة و المشكوة في القنديل فنحن المشكوة فيها مصباح المصباح محمد9في زجاجة من عنصره الطاهر الخبر و في وصية علي7 اما وصيتي فان لاتشركوا بالله جل ثناؤه شيئاً و محمداً فلاتضيعوا سنته اقيموا هذين العمودين و اوقدوا هذين المصباحين، الوصية. و المصباح السراج كماهو تصريح اهل اللغة و يمكن انيكون المراد من السراج الشمس ثم المراد من الشمس في الباطن محمد9 فبناء علي ذلك قوله اعلي الله مقامه محمداً9 من باب باطن التأويل فالدليل علي ان المراد من السراج الشمس سبك الاية حيث قال و جعل فيها سراجاً و قمراً منيراً و تصريح صاحب المجمع حيث قال و ربما يستعار لغيره فيقال للشمس سراج قال تعالي و جعل فيها سراجاً و قمراً منيراً استعار لفظ السراج للشمس باعتبار اضاءتها لهذا العالم كاضاءة السراج للبيت و تصريح الاستاد اعلي الله مقامه و الدليل علي ان المراد من الشمس في الباطن محمد9 خبر ابيبصير عن الصادق7 في قوله تعالي و الشمس و ضحيها قال الشمس رسول الله9 اوضح الله به للناس دينهم و خبر سلمان رضي
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 347 *»
الله عنه قال خطب رسول الله9فقال يامعشر الناس من افتقد الشمس فليتمسك بالقمر و من افتقد القمر فليتمسك بالفرقدين و من افتقد الفرقدين فليتمسك بالنجوم الزاهرة بعدي قال سلمان فلمانزل النبي9 تبعته و قلت بابيانت و امي ماالشمس و ماالقمر و ماالفرقدان و ما النجوم الزاهرة فقال فاما الشمس فانا و اما القمر فعلي و اما الفرقدان فالحسنان و اما النجوم الزاهرة فالائمة التسعة من صلب الحسين و التاسع مهديهم الخبر.
و علي اي حال فالمراد من السراج في الباطن او باطن التأويل محمد9 و المراد من القمر فاطمة3 فان الشمس حارة يابسة و هي مزاج الرجل فانه بالنسبة الي المرأة حار يابس و هي باردة رطبة فالقمر مزاجه مزاج المرأة الباردة الرطبة و لان القمر مقام الولاية الكلية كماان الشمس مقام النبوة الكلية بلحاظ و مقام فاطمة مقام الولاية الكلية فانها الحجر التي انفجرت منها اثنتاعشرة عيناً عيون الائمة الاثنيعشر: بعد ضرب عصي موسي عليها اي موسي الاول و هو محمد9 و هو علي7 ففي خبر علي بن جعفر عن الكاظم7 قال كانها كوكب دري قال كانت فاطمة3 كوكباً درياً بين نساء العالمين الخبر و الكوكب الدري هو القمر فانه ازهر و اضوء من سائر الكواكب السيارة سوي الشمس التي هي مقام محمد9كماعلمت.
ثم اعلم ان لمحمد9 اربع مقامات الاول مقام البيان و هو اعلاها و الثاني مقام المعاني و هو دون الاول و الثالث مقام الابواب و هو دون الثاني و الرابع مقام الامامة و الحجة البشرية و النبوة و هو دون الثالث و كونه9سراجاً يصلح للمقامين الاخيرين اما في مقام الامامة و النبوة و الحجة البشرية فانه9هاد للخلق و داع الي الحق سبحانه فيكشف بدعوته و هدايته عمن اقتدي به و اهتدي بهداه ظلمات الجهل و الضلالة و الحيرة و التيه و الهلاكة فمن اقتدي به و استضاء بنوره فقدنجي و بلغ من الخيرات الغاية القصوي فهو9في هذه الرتبة و المقام سراج منير دُجي الجهل و الشك و الضلالة و الحيرة و الفناء و الهلاكة و اما في مقام الابواب فانه هو السراج الذي استضاء به سرج الاكوان و الاعيان و الاديان و الاعمال و الاحوال و الاقوال و الافكار و جميع اطوار من دونه لانه في هذا المقام باب الوجود فكل شيء يصل الي الخلق من خلق او رزق او موت او حيوة فمنه يصل اليهم يعني ان فعل الله جل جلاله يتعلق بتلك الاشياء بواسطته9 فبه تستنير الاكوان و عنه تظهر الاعيان فهو سراج منير لعرصة الامكان و الاكوان لكشفه تلك الظلمات و كذلك لفاطمة3تلك المقامات الاربع و كذلك لاولادها: فهم الاقمار المنيرة في المقامين الاخيرين اما مقام الامامة فانهم هداة للخلق و الدعاة الي الحق سبحانه فيكشفون بدعوتهم و هديهم عمن اقتدي بهم و اهتدي بهديهم ظلمات الجهل و الضلالة و ينورون تلك العرصات فهم في هذا المقام اقمار منيرة في الدجي المظلمة و الليالي المدلهمة اعني الجهل و الضلالة و الحيرة و الهلاكة اما مقام الابواب فانهم هم الاقمار المنيرة التي استضاءت بهم و انارت و حييت بهم الاكوان و الاعيان و الاديان و الاعمال و الاحوال و الاقوال علي نحو مامر في محمد9 فانهم باب الوجود ايضاً و بهم تستنير الاكوان و عنهم تظهر الاعيان فهم اقمار منيرة و سرج مضيئة لكشفهم تلك الظلمات ففي بعض زيارات القائم7 ياابن البدور المنيرة و في بعض اخر ايها القمر الزاهر و في خطبة اللؤلؤة قال علي7 عند ذكر علائم القائم7فعند ذلك يظهر منا القمر الازهر و في رواية الحلبي عن الصادق7 قال و القمر اذا تليها الحسن و الحسين8 و في رواية الصادق عنه7ايضاً في هذه الاية قال ذاك اميرالمؤمنين7 تلا رسول الله9 و هو الشمس نفثه بالعلم نفثاً.
([141]) اقول: تلك اثنتاعشر خصلة كل خصلة اشارة الي الامام الذي الغالب فيه تلك الخصلة و المعروف بهذه الصفة كمافصّله بعد اعلي الله مقامه فاولاً ذكر سبحانه المحمد جملة ثم فصّلهم كناية و اشارة بذكر الصفة الغالبة فيهم و الدليل علي ان المراد من هؤلاء العباد المحمد: الخبر المروي عن الباقر و الصادق و الرضا: في قوله تعالي و عباد الرحمن الذين يمشون علي الارض هوناً هم الائمة:يتقون في مشيهم علي الارض خوفاً من عدوهم الخبر و عن الباقر7 انه سئل عن هذه الاية فقال هم الاوصياء مخافة من عدوهم و عن الصادق7في حديث له ذكر فيه حضور النبي و الائمة: مع ملك الموت عند قبض روح المؤمن ثم تنادي نفسه ياايتها النفس المطمئنة الي محمد و اهلبيته ارجعي الي ربك راضية بالولاية مرضية بالثواب فادخلي في عبادي يعني محمد و اله الخبر.
([142]) اقول: اشار اعلي الله مقامه بان المراد من النفس هنا الحقيقة لا النفس التي هي دون الروح في المراتب التنزلية اذ قدورد احاديث كثيرة من عرف هذه النفس فقدعرف الله قال سبحانه في القدسي اعرف نفسك تعرف ربك و في الدعاء اعرفكم بنفسه اعرفكم بربه و قال7 في الخبر من عرف نفسه فقدعرف ربه و هو المرادفة للحقيقة التي سأل عنها كميل علياً7 حين اردفه فقال ما الحقيقة قال7مالك و الحقيقة قال اولست بصاحب سرك قال بلي و لكن يرشح عليك مايطفح مني قال او مثلك يخيب سائلاً قال الحقيقة كشف سبحات الجلال من غير اشارة. و هو نور الله الذي خلق منه المؤمن كماقال ان الله خلق المؤمن من نوره و صبغه في رحمته و نوره الذي به ينظر به كماقال اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله.
([143]) اقول: في المرءاة العنق مفرداً و جمعاً كثيراًما يطلق علي الرقبة و قديراد به نفس الانسان كماان الرقبة ايضاً كذلك و قديراد به الكبير و الرئيس و الجماعة من الناس ايضاً الي ان قال و لاتغفل عن احتمال اطلاق هذا ايضاً و تأويله بمامر في الرقبة و بالاكابر و الرؤساء كماذكرناه في الرأس ايضاً انتهي و بالجملة اطلاق الاعناق علي الرؤساء و الجماعات شايع في العرف و اللغة كماعرفت.
([144]) اقول: قدذكرنا سابقاً اخباراً كثيرة اطلق فيها الذكر علي الامام7 كخبر سعد الخفاف المشتمل علي تأويل ذكر الله بالائمة: و انهم ذكر الله الاكبر و رواية طارق بن شهاب عن علي7 ان الائمة من المحمد: الذكر الحكيم و اما وجه اطلاق الرحمن علي الولي فلقوله تعالي الرحمن علي العرش استوي و قال الامام7 علي العرش استولي فالرحمن هو المستولي علي العرش الملك و الولي هو ايضاً كذلك و الرحمن هو الاولي بالملك منه و لذلك استولي عليه و الولي ايضاً هو الاولي بالشيء منه و اوجد منه في مكانه و اما اطلاقه علي رسول الله فلان الرحمن هو الرحمة العامة و الرسول ايضاً كذلك فانه مظهر رحمة الله العامة كما ان الولي مظهر رحمته الخاصة فالرحيم اسم عام لصفة خاصة و الرحمن اسم خاص لصفة عامة كمافي الخبر فافهم و قد مرّ شرح ذلك اكثر من ذلك سابقاً.
([145]) اقول: الزوج الشبيه و الازواج الاشباه كماعـن القمي في قوله تعالي احشروا الذين ظلموا و ازواجهم قال اي و اشباههم و عن جماعة من المفسرين تفسير الازواج و الزوج بالقرناء و القرين و الاصناف و الصنف و لايخفي شباهة العلم بالحكمة و الحكمة بالعلم فهما زوجان و كذا كون كل واحد قريناً للاخر فالحكمة قرين العلم و العلم قرين الحكمة فكل منهما زوج و كل واحد منهما من صنف واحد و هو العلم علي المعني الاعم.
([146]) اقول: و الدليل علي انهم: براهين الله ان البرهان بمعني الحجة و الدليل و من الضروريات انهم: حجج الله علي خلقه و الادلاء علي مرضاته و براهينه ثم اعلم ان البرهان قديكون بالقول و قديكون باحداث مثل المستدل عليه في الجهة المدعو ثبوتها او مثاله و هذا ابلغ في اثبات المدعي لانه لايحتمل الخطاء لانه ايجاد صفة الدعوي و لايوجد الصفة الاّ بعد ثبوت الموصوف و اما البرهان القولي فانه لفظ يدعي دلالته علي المدعي و الدلالة اللفظية قدتشتبه بسبب اختلاف الاذواق و عدم فهم بعضها اذا انفرد عن الحس و لسعة فضاء الخيال و كثرة الاشكال فيه و سرعة حدوثها و قديسمع اللفظ فيحدث له مقتضي جهة المرجوحية و امثال ذلك من مرجحات البرهان المثلي و المثالي و هم:البرهان المثلي و المثالي من الله سبحانه علي خلقه في الدنيا و الاخرة و الاولي لانه تعالي خلقهم و اودع في حقائقهم كل كمال ممكن من علم و كرم و حكم و حلم و جزم و حزم و فهم و عقل و عزم و فضل و ذكر و فكر و بصر و صبر و زهد و ورع و تقوي و يقين و تسليم و رضا و شجاعة و سماحة و نباهة و نجابة و استقامة و اقتصاد و غني و بقاء و عزّ و راحة و امثال ذلك من الصفات الكمالية الالهية فمن رآهم كمن رآه سبحانه و يستدل بصفاتهم علي صفات الله فهم برهان الله و ادلاؤه و حججه اذ خلق كل من سواهم سوي الائمة الاطهار عليهم صلوات الله الملك الجبار من نورهم فامرهم بطاعتهم و جعلهم الوسيلة اليه في كل امر مطلوب و خير مرغوب فهم حجج الله و وسائطه علي الخلق لايصل كمال منهم الي احد ممن دونهم من الخلق الاّ بهم و بواسطتهم.
([147]) اقول: الاصنام جمع الصنم و هو ماعبد من دون الله او هو ماكان مصوراً من حجر و غيره و الوثن مالميكن مصوراً و كيف كان لا شك في ان المراد منها في الباطن الخلفاء الثلثة و سائر رؤساء اهل الجور و الطغيان لانهم هم الاصنام التي نصبوهم بايديهم من غير امر من الله و رسوله و قالوا هؤلاء المطاعون و الائمة من قبيل الاصنام التي خرطوها الكفار بايديهم و عبدوها بغير امر من الله و قالوا هؤلاء شفعاؤنا عند الله و قدورد في الاخبار التصريح بذلك البيان في بعض افراد الاصنام فعن الصادق7 قال قال الله تعالي لرسوله ليلة الاسراء ان القائم7 يخرج اللات و العزي طريين فيحرقهما فلفتنة الناس بهما اشد من فتنة العجل و السامري الخبر و اللات و العزي هما صنمان و في بعض الزيارات اللهم العن جوابيت هذه الامة و فراعنتها الرؤساء منهم و الاتباع من الاولين و الاخرين و في خبر داود بن كثير عن ابيعبدالله7 ياداود عدونا في كتاب الله الفحشاء و المنكر و البغي و الخمر و الميسر و الانصاب و الازلام و الاوثان و الجبت و الطاغوت و الميتة و الدم و لحم الخنزير الخبر و الجبت و الطاغوت صنمان و يكفيك في كونهم الاصنام الدعاء الوارد في ذمّهم المسمي بدعاء صنمي قريش ففي دعاء صنمي قريش اللهم العن صنمي قريش و جبتيها و طاغوتيها و افكيها.
([148]) اقول: المراد من المجرمين في الباطن الخلفاء عليهم اللعنة و جاحدوا حقوق المحمد: و ولايتهم اذ لاجرم اعظم و لاذنب اكبر مماصدر منهم عليهم اللعنة بالنسبة الي الائمة:فهم المجرمون بحسب الباطن كمافي رواية ابيبصير في قوله تعالي كذلك نفعل بالمجرمين قال من اجرم الي محمد9 و ركب من وصيه ماركب الخبر و في مناقب ابن شهراشوب عن جابر عن الباقر7 في قوله تعالي يتساءلون عن المجرمين قال قال رسول الله9 المجرمون ياعلي المكذبون بولايتك و عن الصادق7 في قوله تعالي ان الذين اجرموا كانوا من الذين امنوا يضحكون قال ان الاية نزلت في علي7و في الذين استهزأوا به من بنيامية و المنافقين و ذلك ان علياً7 مرّ علي قوم من بنيامية و المنافقين فسخروا منه و عن تفسير فرات بن ابراهيم عنه7 في هذه الاية انه قال هم الاول و الثاني و من تابعهما و غير ماذكر من الاخبار ايضاً كثيرة و في بعض الزيارات لعلي7 و اجرم من نصب لك.
([149]) اقول: المراد منهم في الباطن اعداء المحمد: و الغاصبون لحقوقهم و المنكرون لفضائلهم و المخالفون عن امرهم و نهيهم و العاصون لهم اذ ليس فساد اعظم من هذا و اكبر و جميع الفساد الذي ظهر في البر و البحر سببه ذلك و الشاهد علي هذا المدعي اخبار كثيرة عموماً و خصوصاً نذكر من كلا النوعين شطراً انشاء الله فعن الباقر7الفساد المعصية لله و لرسوله و الائمة: و قال ايضاً في قوله تعالي ظهر الفساد في البرّ و البحر بماكسبت ايدي الناس ذلك يوم قالت الانصار منا امير و منكم امير و قال الصادق7 في قوله تعالي و لاتفسدوا في الارض بعد اصلاحها برسول الله و علي8 لاتفسدوا باطاعة غيرهما و عن تفسير الامام7 في هذه الاية قال7اي لاتفسدوا باظهار نكث البيعة لعباد الله المستضعفين في الارض فتشوّشون عليهم دينهم و تحيرونهم في مذاهبهم و عنه ايضاً عن الباقر7 في قوله تعالي و يفسدون في الارض انه قال اي يفسدون فيها بالبراءة ممن فرض الله امامته و اعتقاد امامة من فرض الله مخالفته ثم قال و اهل هذه الصفة هم الخاسرون و عن الكافي عن الصادق7 في قوله تعالي لتفسدنّ في الارض مرتين و لتعلنّ علواً كبيراً قال يعني قتل علي و الحسن و الحسين: و عن القمي في هذه الاية يعني فلانا و فلاناً و اصحابهما و عن الباقر7في قوله تعالي و ربك اعلم بالمفسدين قال هم اعداء محمد و المحمد من بعده و في دعاء المعروف بصنمي قريش انهما افسدا عبادك الي غير ذلك من الاخبار و الادعية الواردة في هذا المضمار و هي اكثر من انتعد و تحصي.
([150]) اقول: هذا استنباط من قوله و لاتبخسوا الناس اشياءهم فان الشيء له عموم يشمل جميع ماللناس اذ محاسن الناس شيئهم و احسانهم شيئهم و مقدارهم شيء لهم و عزتهم شيئهم و المذكورات من باب المثل اي لاينبغي لاحد انيستقل شيئاً من اشياء الناس اياً كانت من المحاسن و الاحسان و العزة و المقدار و اما وجه اختياره اعلي الله مقامه المذكورات لانه اراد انيمثّل مماهو كجزء الشيء فمثّل بمحاسنه التي هي كجزئه و مماهو خارج عنه فمثّل باحسانه الذي هو من صفاته الصادرة عنه اليه او مماجعله الله له من العزة و المقدار فمثّل بمقداره و الشاهد علي حجية مفاد الالفاظ من الايات قوله سبحانه و ماارسلنا من رسول الاّ بلسان قومه و لا شك ان مفاد الاشياء عند الناس في العرف و اللغة التعميم لجميع مايصدق عليه اسم الشيء لاسيما بعد اتيانه بصيغة الجمع المفيدة للتعميم و من الاخبار قوله7 المملوك لايجوز طلاقه و لا نكاحه الاّ باذن سيده قيل فانّ السيد كان زوّجه، بيد من الطلاق؟ قال بيد السيد ضرب الله مثلاً عبداً مملوكاً لايقدر علي شيء أفشيء الطلاق؟ و قال7 في قوله لاينال عهدي الظالمين فابطلت هذه الاية امامة كل ظالم الي يوم القيمة و صارت في الصفوة.
([151]) اقول: هذا في الظاهر فان الكناية في ظاهر الكتاب راجعة الي الكتاب و في الباطن الي امر الولاية كمانبه عليه اعلي الله مقامه فانه نزل من رب العالمين كمايدل عليه الاخبار فعن الصادق7 انه قال في حديث له ان ماانزل الله و الذي انزل الله هو ماافترض علي خلقه من ولاية علي7 و عن تفسير الامام7 في قوله تعالي ممانزلنا علي عبدنا قال7 يعني في ابطال عبادة الاوثان من دون الله و في النهي عن موالاة اعداء الله و معاداة اوليائه و في الحثّ علي الانقياد لاخي رسول الله9 و اتخاذه اماماً و اعتقاده فاضلاً راجحاً لايقبل الله ايماناً و لا طاعة الاّ بموالاته و في الكافي عن سالم الحناط قال قلت لابيجعفر7 اخبرني عن قول الله تعالي نزل به الروح الامين علي قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين قال هي الولاية لاميرالمؤمنين7 و فيه عن ابيجعفر7في قوله تعالي و لو انهم اقاموا التورية و الانجيل و ماانزل اليهم من ربهم قال الولاية و فيه عنه7 ايضاً قال نزل جبرئيل بهذه الاية علي محمد9بئسمااشتروا به انفسهم انيكفروا بماانزل الله في علي7 بغياً و عن جابر قال نزل جبرئيل بهذه الاية علي محمد9 هكذا ان كنتم في ريب ممانزلنا علي عبدنا في علي7 فأتوا بسورة من مثله و فيه عن ابيعبدالله7 قال نزل جبرئيل بهذه الاية علي محمد9هكذا ياايها الذين اوتوا الكتاب امنوا بمانزلنا في علي7 نوراً مبيناً الي غير ذلك من الاخبار الواردة في هذا المضمار و قد مرّ كثير منها في خلال الكتاب.
([152]) اقول: اذ قال الله سبحانه اني بريء مماتعملون و لميقل منكم، علم انه بريء من عملهم الذي هو العصيان دون ذواتهم و حقيقتهم فهم في ذواتهم و حقائقهم مؤمنون فداخلون في قوله و اخفض جناحك و الي ذلك اشار اعلي الله مقامه بقوله «و لميقل منكم» و انماقال مماتعملون.
([153]) اقول: الشاهد علي هذا قوله سبحانه رسول من انفسكم عزيز عليه ماعنتّم و قولك في زيارة علي7 السلام عليك يارحمة الله الواسعة و في الخبر المعروف المتواتر انهم: اصل كل خير و من فروعهم كل برّ و من البرّ رحمة الفقير الخبر فهم يرحمون الفقراء فهم رحماء فهو7 رحيم و هو باب باطنه فيه الرحمة و ظاهره من قبله العذاب.