کشف الاسرار
تعليقات
للعالم العامل و الفاضل الباذل المرحوم الحاج
الميرزا ابوتراب بن محمد حسن الكرماني
علي المصحف المحشي الكريم
المجلد الثالث – القسم الاول
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 1 *»
«سورة الـحـجــر»
مكية و قيل الاّ قوله و لقد اتيناك الاية و قوله كماانزلنا علي المقتسمين الذين جعلوا القرءان عضين و هي تسع و تسعون اية.
(بسم اللّه الرحمن الرحيم)
(الر) علي قراءة (ث) و قالون و حفص و علي قراءة الحمرة بكسر الراء (تلك ايات الكتاب) يمكن انيراد بالكتاب اللوح المحفوظ او يكون المراد به هذا القرءان و المراد بالقرءان المبين القرءان الناطق المميز بين الحق و الباطل فتلك الايات اياتهما فافهم (يم) (و قرءان) عطف علي الكتاب (مبين 1) مميز او واضح.
(ربما) علي التخفيف في قراءة (ن) و (ص) و التشديد في قراءة الحمرة (يودّ) اي قلّ مايودّون (الذين كفروا) بالولاية (ث) اذا غنم المسلمون غنيمة (لو كانوا مسلمين 2) منقادين للامامة (ث) ليجعل مخالفوهم فداهم (ث) او يود الذين كفروا حين انتهي عذاب المسلمين و خرجوا من النار لو كانوا مسلمين (ث) مسلّمين عن الائمة مثقلة اللام (هـ) روي اذا كان يوم القيمة نادي مناد من عند اللّه لايدخل الجنة الاّ مسلم فيومئذ يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين.
(ذرهم) دعهم (يأكلوا و يتمتعوا و يلههم) يشغلهم (الامل) طول الامل ينسي الاخرة (ث) روي مااطال عبد الامل الاّ اساء العمل (فسوف يعلمون 3).
(و مااهلكنا من قرية الاّ و لها) خبر (ل) (كتاب) مبتدأ (ل) الجملة نعت قرية (ل) فيه مكتوب اجالها (معلوم 4) اي اجل مكتوب (ق).
(ماتسبق من) جنسية (يم) (امّة اجلها و مايستأخرون 5).
(و قالوا ياايها الذي نزّل) استهزاء (يم) (عليه الذكر انك لمجنون 6).
(لوما) هلاّ (ق) (تأتينا بالملئكة ان كنت من الصادقين 7).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 2 *»
(ماننزّل الملئكة) علي قراءة حفص و (ح) و (س) و في قراءة الحمرة تَنَزَّلُ الملئكةُ (هـ) ابوبكر تُنزَّل بالتاء مضمومة و الملئكة بالرفع (هـ) جواب قولهم لوما (يم) روي لو انزلنا الملائكة لمينظروا و هلكوا (ق) (الاّ بالحق) بمايجب علي الناس من عذاب او نعمة (هـ) هذه الاية حال من فاعل قالوا او استيناف (ز) (و ما كانوا اذاً منظرين 8) ممهلين (هـ) و هلكوا (ق).
(انّا نحن) مبتدأ (هـ) تأكيد (ل) (نزّلنا) خبر (ل) الجملة خبر انّ (ل) (الذكر) ردّ استهزائهم في قولهم نزّل عليه الذكر (يم) (و انّا له) لمحمد9 (يم) (لحافظون 9) عن الجنون فهو ردّ علي قولهم انك لمجنون (يم) و انّا له اي للذكر لحافظون من انيلقي فيه الشيطان او يمحوه اهل العدوان او يغيّر و يبدّل و يحرّف فيشتبه امره بل انّا نحفظه بالمحمد و هو عندهم مصون او انّا له يعني لمحمد9لحافظون من انيمسّه الشيطان فيصير مجنوناً كماتظنون او من انتمسّوه بسوء او من الخطأ و السهو و الافتراء علينا فهو معصوم مطهر و الحفظ عن الجنون بسياق الاية و الجواب عن اقتراحاتهم و ابحاثهم (يم).
(و لقدارسلنا من قبلك) تسلية للنبي9 (يم) (في شيع) جمع شيعة اي الفرقة (الاولين 10) اي شيع ابيبكر و نظرائه (يم) لميقل في الشيع الاولين بل اضاف الشيع الي الاولين فالاولون هم رؤساء الضلالة و شيعهم هم المستهزءون بالرسل فالاولون ابوبكر و اخوانه لعنهم الله و شيعهم المنافقون (يم).([1])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 3 *»
(و مايأتيهم) تسلية (يم) (من رسول الاّ كانوا به يستهزءون 11).
(كذلك) نعت مصدر محذوف (ل) (نسلكه) الذكر او الاستهزاء (هـ) ندخله (في قلوب المجرمين 12).
(لايؤمنون به و قدخلت سنة الاولين 13) سنة ابيبكر و اخوانه و هؤلاء يقتفون اثرهم لانهم من طينتهم (يم).
(و لو فتحنا عليهم باباً) من العلم (يم) علياً نصبناه (يم) (من السماء) من محمد (يم)([2])(فظلّوا) الملائكة او الكفار (ل) (فيه يعرجون 14) يصعدون.
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 5 *»
(لقالوا انما سكّرت) بالتشديد و علي قراءة (ث) و هو القارئ بالحمرة بالتخفيف (هـ) سدّت (ابصارنا بل نحن قوم مسحورون 15).
(و لقدجعلنا في السماء) في سماء الولاية و الرياسة (هـ) ثم شرع يعدّ الايات الواضحات حتي يعلموا انه لميسكّر ابصارهم (يم) (بروجاً) منازل الشمس و القمر (ق) و هي اثناعشر برجاً (ث) البروج الكواكب الثابتة (ث) ائمة ظاهرين لان البرج اصله الظهور و هم مزيّنون بالعلم للناظرين المتفكرين في فضلهم محفوظون من كل شيطان لانهم معصومون الاّ من استرق من علمهم من الشياطين فاتبعه شهاب مبين
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 6 *»
يخبرون شيعتهم انه شيطان مستأكل بالعلم مغوٍ للناس (يم) (و زيّنّاها للناظرين 16) بالكواكب (ث).
(و حفظناها من كل شيطان رجيم 17) مرمي.
(الاّ) لكن او هو صحيح([3]) (من استرق السمع فاتبعه شهاب) قطعة من النار (مبين 18) لمتزل الشياطين تصعد الي السماء و تجسس حتي ولد النبي (ق) روي كان ابليس يخرق السموات السبع فلمّاولد عيسي حجب عن ثلث سموات و كان يخترق اربع سموات فلما ولد رسول اللّه9 حجب عن السبع كلها و رميت الشياطين بالنجوم.
(و) مددنا (الارض مددناها و القينا فيها رواسي) ثوابت (و انبتنا فيها) في الجبال (ث) (من كل شيء موزون 19) الذهب و الفضة و الجوهر و الصفر و النحاس و الحديد و الرصاص و الكحل و الزرنيخ و اشباه ذلك لايباع الاّ وزناً (ث).
(و جعلنا لكم فيها معايش) جمع معيشة (و من) عطف علي معايش او علي كم (لستم له برازقين 20) من العبيد و الاماء و الدواب و الانعام.
(و ان من) مزيدة (شيء) مبتدأ (الاّ عندنا) خبر (خزائنه) مرفوع بالظرف (هـ) هي الماء الذي ينزل من السماء و به ينبت كل نبات غذاء للحيوان (ق) في القدسي انما خزائني اذا اردت شيئاً ان اقول له كن فيكون (هـ) روي في العرش تمثال كل شيء في البرّ و البحر و هذا تأويل قوله و ان من شيء الاية (و ماننزّله الاّ بقدر معلوم 21).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 7 *»
(و ارسلنا الرياح) و في قراءة الحمرة الريح (لواقح) للاشجار (ق) تلقح السحاب بالمطر و تلقح الارض بالنبات فان الرياح تنبت كماينبت الماء و المعني الاول انسب بمكان الاية لقوله فانزلنا (يم) (فانزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه )مكّنّاكم من شربه (و ماانتم له بخازنين 22).
(و انّا لنحن نحيي و نميت و نحن الوارثون 23) نرث الارض و من عليها (ق) لان العالي يرث الداني (يم).([4])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 8 *»
(و لقدعلمنا المستقدمين) في كل خير (هـ) اصحاب الحسنات (ث) (منكم و لقدعلمنا المستأخرين 24) عن كل خير (هـ) هم المؤمنون من هذه الامة (ث) اصحاب السيئات (ث) ففي الامة مستقدمون و مستأخرون (يم).
(و انّ ربّك هو يحشرهم انه حكيم عليم 25).
(و لقدخلقنا الانسان) الاول (يم) الناصب الناسي للعهد (يم) (من صلصال )منتن من صلّ اللحم اذا انتن و اتي بمعني الطين اليابس (من حمأ) الطين المتغير الي السواد (مسنون 26) مبلول او مصوّر (هـ) متغير (ق) روي طينة الناصب من حمأ مسنون و المؤمنون من طين لازب.
(و) خلقنا (الجانّ) الثاني (يم)([5]) ابوالجن (هـ) سماه الله مارجاً و زوجه
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 9 *»
مارجة (ث) (خلقناه من قبل من نار السموم 27) لا حرّ لها و لا دخان (ث) الحارة اللطيفة النافذة في المسام (هـ) و روي الاباء ثلثة ادم ولد مؤمناً و الجان ولد مؤمناً و كافراً و ابليس ولد كافراً و ليس فيهم نتاج انمايبيض و يفرخ و ولده ذكور و ليس فيهم اناث و القمي الشياطين من ولد ابليس و ليس فيهم مؤمنون الاّ واحد اسمه هام بن هيم بن لاقيس بن ابليس (هـ) روي ما ملخصه لمّا خلق الله السموم و هي نار لا حرّ لها و لا دخان فخلق منها الجان و سماه مارجاً و خلق منه زوجه و سماه مارجة فواقعها و ولدت للجان ولداً سماه الجن و منه تفرعت قبائل الجن و منهم ابليس اللعين و يولد للجان و الجن توأمان و بلغوا عدة الرمال و تزوج ابليس بامرأة من الجان يقال لها لهيا بنت روحا بنت سلساسل فولدت منه ببلقيس و طونة في بطن واحد ثم فقطس و فقطسة في واحد فكثر اولاد ابليس و هم يهيمون علي وجوههم كالذرّ و النمل و يسكنون في كل موضع موحش حتي امتلأت الارض ثم تمثلوا لولد ادم علي صورة الحيوانات و اسكن ولد الجن في سماء الدنيا ثم خلق ادم و هبط الجن و الانس و سكنا الارض ثم رفع الله ابليس الي السماء الدنيا فعبد فيها الف سنة و كان يوم السبت و الاحد في الثانية و هكذا الي السابعة الخبر.
(و اذ قال ربّك) مثل ليوم الغدير (يم) ثم ذكر كيفية مكالمة الملائكة بمناسبة خلق الانسان (يم) (للملئكة اني خالق بشراً) علياً (يم) (من صلصال من حمأ مسنون 28) مبلول (يم).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 10 *»
(فاذا سوّيته و نفخت فيه من روحي) من قدرتي (ث) هي قدرته من الملكوت (ث) (فقعوا له ساجدين 29) عن الصادق7 ان الروح متحرك كالريح و انما سمي روحاً لانه اشتق اسمه من الريح و انمااخرجه علي لفظ الريح لان الارواح مجانس للريح و انمااضافه الي نفسه لانه اصطفاه علي ساير الارواح كماقال لبيت من البيوت بيتي و لرسول من الرسل رسولي و اشباه ذلك و كل ذلك مخلوق مصنوع محدث مربوب مدبر. و سئل ابوجعفر7 عمايروون انّ اللّه خلق ادم علي صورته فقال هي صورة مخلوقة محدثة اصطفاها اللّه و اختارها علي ساير الصور المختلفة فاضافها الي نفسه كمااضاف الكعبة الي نفسه فقال بيتي. و روي الروح لايوصف بثقل و لا خفة هي جسم رقيق البس قالباً كثيفاً فهي بمنزلة الريح في الزقّ. و روي المؤمن و بدنه كجوهرة في صندوق اذا اخرجت الجوهرة منه طرح الصندوق و لايعبؤ به. و روي الارواح خمسة روح القدس و روح الايمان و روح القوة و روح الشهوة و روح البدن.
(فسجد الملئكة) الشيعة (يم)([6]) (كلهم اجمعون 30).
(الاّ) لكن (ز) (ابليس) الاول و اتباعه من الابالسة (يم)([7]) (ابي انيكون
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 11 *»
مع الساجدين 31).
(قال يا ابليس ما لك) في (الاّ) او ان زائدة و الجملة حال (تكون مع الساجدين 32).
(قال لماكن لاسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون 33)
(قال فاخرج منها فانك رجيم 34) قبل خروج القائم باللعن و بعده بالحجارة (ز) مرجوم اي مرمي مطرود او ملعون.
(و انّ عليك اللعنة الي يوم الدين 35) يعني يرجم باللعن الي خروج القائم ثم يرجم بالحجارة و يعذب (يم) او مثل للكثرة (يم).
(قال ربّ فانظرني) امهلني (الي يوم يبعثون 36).
(قال فانك من المنظرين 37).
(الي يوم الوقت المعلوم 38) يوم يبعث فيه قائمنا (ث) يوم كرة اميرالمؤمنين7في اصحابه (ث) يوم نفخ الصور (ث) يذبحه رسول الله9علي
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 12 *»
الصخرة التي في بيت المقدس و روي يأخذ بناصيته القائم يوم يقوم فيقتل.
(قال ربّ بما) قيل الباء للقسم و ما مصدرية (ز) و الظاهر انها سببية (يم) (اغويتني) اغويتني اي نسبتني الي الغواية و اظهرت غوايتي بين الملائكة لافعل كذا او بمااغويتني بسبب الخذلان و سلب الهداية لعدم استحقاقي (يم) (لازيّننّ لهم في الارض و لاغوينّهم اجمعين 39).
(الاّ عبادك) الشيعة هم عباد الله (يم)([8]) (منهم المخلصين 40) بفتح اللام علي قراءة الكوفيين و بكسرها علي قراءة الحمرة (هـ) روي المخلص الذي لايسأل الناس شيئاً حتي يجد و اذا وجد رضي و اذا بقي عنده شيء اعطاه فان لميسأل المخلوق اقرّ للّه عزوجل بالعبودية و اذا وجد فرضي فهو عن اللّه راض و اللّه تبارك و تعالي عنه راض و اذا اعطي للّه عزوجل فهو علي حد الثقة بربه عزوجل.
(قال هذا) اي اميرالمؤمنين (ث) (صراط) يمرّ (علي) حق علي اناراعيه (ز) او علي بيانه و الهداية اليه (مستقيم 41).
(انّ عبادي) الشيعة (ث) (ليس لك عليهم سلطان) اي ليس لك انتحبّب اليهم الكفر و تبغّض اليهم الايمان (ث) لاتملك انتدخلهم جنةً و لا ناراً (ث) (الاّ من اتّبعك من الغاوين 42) الضالّين (هـ) فلايغوي الشيطان الاّ الغاوي بنفسه (يم).
(و انّ جهنم لموعدهم) الغاوين (يم) وقوفهم علي الصراط (ث) (اجمعين 43) تأكيد او حال (ز).
(لها سبعة ابواب) اطباق بعضها فوق بعض (ث) (لكل باب منهم) من الغاوين (جزء) بسكون الزاء علي قراءة السواد و ضمها علي قراءة ابيبكر
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 13 *»
(مقسوم 44) روي لها سبعة ابواب اي اطباق بعضها فوق بعض و وضع احدي يديه علي الاخري فقال هكذا و انّ اللّه وضع الجنان علي العرض (هـ) عن ابيعبدالله7يؤتي بجهنم لها سبعة ابواب الاول للظالم و هو زريق و بابها الثاني لحبتر و الثالث للثالث و الرابع لمعاوية و الخامس لعبدالملك و السادس لعسكر بن هوسر و السابع لابيسلامة فهم ابواب لمن تبعهم و القمي انّ اللّه جعلها علي سبع درجات اعلاها الجحيم و الثانية لظي و الثالثة سقر و الرابعة الحطمة و الخامسة الهاوية و السادسة السعير و السابعة جهنم و فيها الفلق و اما صعود فجبل من صفر من نار و اما اثاماً فهو واد من صفر مذاب تجري حول الجبل.
(انّ المتقين) الشيعة (ث) (في جنّات) دائماً اذ لميوقّت (يم) (و عيون 45) بضم العين علي قراءة (ن) و (و) و حفص و هشام و كسرها علي قراءة الحمرة.
يقال لهم (ادخلوها بسلام امنين 46) و روي انّ للجنة ثمانية ابواب باب يدخل منه النبيون و الصديقون و باب يدخل منه الشهداء و الصالحون و خمسة ابواب يدخل منها شيعتنا و محبونا و باب يدخل منه ساير المسلمين ممن يشهد ان لااله الاّالله و لميكن في قلبه مثقال ذرة من بغضنا اهلالبيت.
(و نزعنا ما في صدورهم) الشيعة (ث) (من غلّ) الحقد المتغل في القلب (هـ) عداوة (ق) (اخواناً) حال (علي سرر) المجالس الرفيعة (متقابلين 47).
(لايمسّهم فيها نصب) تعب (و ما هم منها بمخرجين 48).
(نبّئ عبادي) الشيعة (يم) (انّي) بسكون الياء فيهما علي قراءة السواد و فتحها فيهما علي قراءة الحرميين و (و) (انا الغفور الرحيم 49) لهم (يم).
(و انّ عذابي هو العذاب الاليم 50) علي اعدائهم (يم).
(و نبّئهم عن ضيف) يقع علي الواحد و الكثير (هـ) الضيف من يضيف نفسه
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 14 *»
الي غيره طلب القري (ابرهيم 51) ذكر ضيف ابرهيم شاهد للعذاب الاليم (يم) و شاهد لقوله ماننزّل الملئكة الاّ بالحق (يم).
(اذ دخلوا عليه فقالوا) نسلّم (سلاماً قال انّا منكم وجلون 52 )خائفون (هـ) مرّ في سورة هود.
(قالوا لاتوجل) لاتخف (انّا نبشّرك) علي قراءة السواد و نَبْشُرُك علي قراءة (ح) و (س) (هـ) البشارة التي جاءت قبل اهلاك قوم لوط كانت باسمعيل و التي جاءت بعد اهلاكهم كانت باسحق (ث) (بغلام) اسمعيل (ث) (عليم 53).
(قال أبشّرتموني علي ان مسّني الكبر) علي حال مسّ الكبر (هـ) لميقل علي كبري لان قوله مسّني الكبر يفهم اضعفني الكبر و اورث في جميع خواصه (فبم تبشّرون 54) بفتح النون علي قراءة السواد و كسرها و تشديدها علي قراءة (ث) (هـ) نافع بكسر النون مخففة.
(قالوا بشّرناك بالحق فلاتكن من القانطين 55) الايسين.
(قال و من يقنط) بفتح النون علي قراءة السواد و كسرها علي قراءة (و) و (س) (من رحمة ربه الاّ الضالّون 56).
(قال فما خطبكم) بعد البشارة (ث) (ايها المرسلون 57).
(قالوا انّا ارسلنا الي قوم مجرمين 58).
(الاّ) منقطع (هـ) لكن (اللوط) الاستثناء و ما في حيزه يحتمل انيكون كلام الله و يحتمل انيكون كلام الرسل فتنجيتهم تنجية الله و تقديرهم تقدير الله لانهم لايسبقونه بالقول و هم بامره يعملون و الظاهر هو الثاني (يم) (انّا لمنجّوهم )بالتشديد علي قراءة السواد و التخفيف علي قراءة (ح) و (س) (اجمعين 59).
(الاّ) متصل بـ هم (امرأته قدّرنا) بالتشديد علي قراءة السواد و التخفيف علي قراءة ابيبكر (هـ) ففعل الملائكة فعل الله و يفعل الله بهم مايفعل (يم) (انها لمن الغابرين 60) تغليب (يم) الباقين في الهالكين (هـ) روي يا ويح القدرية انمايقرءون
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 15 *»
هذه الاية الاّ امرأته قدّرنا انها لمن الغابرين ويحهم من قدّرها الاّ الله تبارك و تعالي.
(فلمّا جاء اللوط المرسلون 61).
(قال انكم قوم منكرون 62).
(قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون 63) يشكّون (هـ) من عذاب الله (ث).
(و اتيناك بالحق و انّا لصادقون 64).
(فاَسْرِ) علي السواد و فَاسْرِ علي قراءة الحرميين القارئين بالحمرة (هـ) الاسراء سير الليل (باهلك) اذا مضي من يومك هذا سبعة ايام بلياليها (ث) (بقطع) جمع قطعة (من الّيل و اتبع ادبارهم) لتكون عيناً عليهم (و لايلتفت منكم احد و امضوا حيث تؤمرون 65).
(و قضينا) اوحينا (اليه) الي لوط (ذلك الامر انّ) بدل ذلك (هـ) الاولي ان يقال ان ذلك اشارة الي قوله فأسر باهلك و قوله انّ دابر تعليل اي اوحينا اليه ان سر ليلاً لان دابر هؤلاء مقطوع مصبحين (يم) (دابر هؤلاء مقطوع مصبحين 66 )حال.
(و جاء اهل المدينة) مدينة سدوم (يم) (يستبشرون 67) حال.
(قال انّ هؤلاء) اصحاب (ل) (ضيفي) مصدر استعمل بمعني الجمع (يم) (فلاتفضحون 68).
(و اتقوا الله و لاتخزون 69).
(قالوا أولمننهك عن العالمين 70) ان لاتقري ضيفاً (ث).
(قال هؤلاء بناتي) قرأ (ن) القارئ بالحمرة بفتح الياء و القارءون بالسواد بسكونها (هـ) بنات قومي (هـ) و لاتنافي في عرضه بناته للنكاح ليفادي اضيافه و ليس فيه نقص (يم) (ان كنتم فاعلين 71)
(لعمرك) و حيوتك يامحمد (ق) (انهم لفي سكرتهم) غفلتهم
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 16 *»
(يعمهون 72) يتحيرون.
(فاخذتهم الصيحة مشرقين 73) حال (هـ) حين صادفوا شروق الشمس.
(فجعلنا عاليها سافلها و امطرنا عليهم حجارة من سجّيل 74).
(انّ في ذلك) في الامام (ث) (لايات للمتوسمين 75) للمتفرسين (هـ) الائمة (ث) للشيعة تعرف امامه (يم)([9]) روي نحن المتوسمون و السبيل فينا مقيم و روي ان في الامام اية للمتوسمين و هو السبيل المقيم ينظر بنور الله و ينطق عن الله لايعزب عنه شيء ممااراد.
(و انها) المدينة (هـ) قري لوط (لبسبيل) لبامام (ث) طريق الجنة (ث) (مقيم 76) ثابت (هـ) لايخرج منا ابداً (ث).
(انّ في ذلك لاية للمؤمنين 77).
(و ان كان اصحاب) قوم شعيب (الايكة) الشجر الملتفّ (لظالمين 78 )ثم ذكر اصحاب الايكة و الحجر ايضاً شواهد للعذاب (يم).
(فانتقمنا منهم و انهما) مدينتي لوط و شعيب (لبامام) لبطريق (مبين 79) واضح.
(و لقدكذّب اصحاب الحجر) قوم صالح (هـ) قيل هو واد بين المدينة و الشام كان يسكنها ثمود التي ارسل اليها صالح (هـ) بلد ثمود او وادي لهم و القمي كان لقريتهم
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 17 *»
ماء و هي الحجر (المرسلين 80).
(و اتيناهم اياتنا فكانوا عنها معرضين 81).
(و كانوا ينحتون من الجبال بيوتاً امنين 82) حال.
(فاخذتهم الصيحة مصبحين 83) حال.
(فمااغني) مادفع (عنهم ما كانوا يكسبون 84).
(و ماخلقنا السموات و الارض) ثم رجع الي اول الكلام انّ هذه الايات تدلكم علي انه لمتسكر ابصاركم (يم) (و مابينهما الاّ بالحق و انّ الساعة) ذكر الساعة بمناسبة الحق و انذار لتكذيبهم (يم) (لاتية فاصفح) اعرض (الصفح )العفو من غير عتاب (ث) (الجميل 85).
(انّ ربك هو الخلاّق العليم 86).
(و لقداتيناك سبعاً) سورة الفاتحة (ث) خصص لاختصاصه (من المثاني) الائمة (ث) يثني فيها القول (ث) القرءان (يم) فسرناه بالقرءان لقوله تعالي كتاباً متشابهاً مثاني فالسبع الخاص بعض المثاني (يم) و روي سبعة ائمة و القائم و روي السبعة الائمة الذين يدور عليهم الفلك و القرءان العظيم محمد9 و روي نحن المثاني التي اعطاها الله نبينا9. روي تنزيلها اتيناك السبع من المثاني (و القرءان العظيم 87) و روي من اوتي القرءان فظنّ ان احداً من الناس اوتي افضل ممااوتي فقدعظّم ماحقّر الله و حقّر ماعظّم الله.
(لاتمدّنّ عينيك الي مامتّعنا به ازواجاً) اصنافاً (منهم و لاتحزن عليهم و اخفض) تواضع (جناحك للمؤمنين 88).
(و قل اني) بسكون الياء علي السواد و فتحها علي قراءة الحرميين (انا النذير المبين 89).
اي اتيناك سبعاً من المثاني الاية (كما انزلنا) من العذاب او الشك و الكفر و امثالها (يم) (علي المقتسمين 90).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 18 *»
(الذين) قريش (ث) (جعلوا القرءان عضين 91) جمع عضة و اصله عضو (هـ) اي ابعاضاً (هـ) و لميؤلفوه علي ماانزل الله (ق) جعلوا القرءان عضين اي اعضاء من قولهم عضّيت الشيء تعضية اي فرّقته فكأنهم امنوا ببعض و كفروا ببعض و حفظوا بعضاً و ضيعوا بعضاً (يم).
(فوربّك لنسئلنّهم) سؤال اخذ و توبيخ (اجمعين 92).
(عما كانوا يعملون 93).
(فاصدع) اظهر (هـ) ناسخة لاتجهر بصلوتك (ث) (بماتؤمر و اعرض عن المشركين 94).
(انّا كفيناك المستهزءين 95) قتلهم الله في يوم واحد و كانوا خمسة (ث) هم خمسة الوليد بن المغيرة و العاص بن وائل و الاسود بن المطلب و الاسود بن عبديغوث و الحرث بن طلاطلة الخزاعي (ق).
(الذين يجعلون مع اللّه الهاً اخر فسوف يعلمون 96).
(و لقدنعلم انك يضيق صدرك بمايقولون 97) فيمايذكره من فضل وصيه (ث) يكذبون و يذكرون الله (ث).
(فسبّح بحمد ربك و كن من الساجدين 98).
(و اعبد ربك حتي يأتيك اليقين 99) الموت (يم)([10]) و من معناه اعبد ربك
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 19 *»
ايها السامع لاجل انتفوز بمقام اليقين (يم).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 20 *»
«سورة النـحــل»
مكية كلها الاّ ثلث ايات و ان عاقبتم الي اخر السورة و هي مائة و ثمان و عشرون اية. قيل اربعون اية منها مكية و الباقي من قوله و الذين هاجروا مدنية و قيل من اولها الي عذاب عظيم مكية و المدني لاتشتروا بعهد الله الي قوله باحسن ما كانوا يعملون.
(بسم اللّه الرحمن الرحيم)
(اتي امر الله) القائم (ث) هو المشاراليه بقوله اتاها امرنا ليلاً او نهاراً الاية و روي فيهما نحن امر الله (هـ) ان الله اذا اخبر ان شيئاً كائن فكأنه قدكان (ث) (فلاتستعجلوه) نزلت لماسألت قريش رسول الله انينزل عليهم العذاب (ق) (سبحانه و تعالي عمايشركون 1) بالياء علي السواد و علي قراءة (ح) و (س) تشركون.
(ينزّل الملئكة) جبرئيل (ث) (بالروح) بالوحي (هـ) روح القدس (ث) بالكتاب و النبوة (ث) بالقوة التي جعل الله فيهم (ث) دلت الاية ان الروح غير الملائكة و روي الروح يكون مع الانبياء و مع الاوصياء لايفارقهم يفقّههم و يسدّدهم (هـ) تدلّ الاية علي ان تنزل الملائكة و الروح المذكورة في سورة القدر لابد و انيكون الي عبد منذر (يم) (من امره) من باطن محمد علي ظاهره (يم)([11]) (علي من يشاء من
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 21 *»
عباده ان) بان (ل) (انذروا) اعلموا (يم) (انه لااله الاّ انا فاتقون 2).
(خلق السموات و الارض بالحق) بالولي (يم) و لميلعب بخلقهما و انماخلقهما لفائدة و هي افتتان الخلق ليثيب الصالحين و يهلك الطالحين يوم القيمة فنفس خلق السموات و الارض شاهدة علي اتيان يوم القيمة كماقال و لقدعلمتم النشأة الاولي فلولا تذكّرون (يم) (تعالي) الولي (يم) (عمايشركون 3) بالياء علي قراءة السواد و علي قراءة الحمرة و هي قراءة (ح) و (س) بالتاء (هـ) به من الخلفاء (يم).
(خلق الانسان) علياً (يم)([12]) (من نطفة فاذا هو خصيم مبين 4 )
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 22 *»
متكلم بليغ (ق).
(و) خلق (الانعام خلقها لكم) حال (فيها دفء) مايستدفؤ به من البرد (و منافع) من الحمل و الركوب و الدرّ و النسل و اثارة الارض و غيرها (هـ) القمي: الدفء حواشي الابل (هـ) و يقال بل هي الادفاء من البيوت و الثياب (هـ) قال الشيخ اعلي الله مقامه انّ في سورة النحل نحو احدي و سبعين نعمة قدملئت بالواحدة الدنيا و مافيها فانظر تجد (و منها تأكلون 5).
(و لكم فيها جمال حين تريحون) تردونها الي مراحها (هـ) ترجع من المرعي (ق) (و حين تسرحون 6) ترسلونها الي مغديها و مرعيها.
(و تحمل اثقالكم الي بلد) مكة (ث) (لمتكونوا بالغيه الاّ بشقّ )بمشقة (يم) (الانفس انّ ربكم لرءوف رحيم 7).
(و الخيل) عطف علي الانعام (يم) (و البغال) توسطها يدل علي توسطها (و الحمير لتركبوها و زينة) عطف علي الانعام او علي لتركبوها (يم) (و يخلق ما لاتعلمون 8) العجائب التي خلقها في البر و البحر (ق).
(و علي الله) بيان (هـ) او مارّ علي الله كقوله هذا صراط علي (يم) (قصد)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 23 *»
استقامة (السبيل) او علي الله اقامة السبيل و تعديلها (هـ) و يمكن انيكون قصد السبيل من باب اضافة الصفة الي الموصوف اي السبيل القصد و يكون المعني علي الله السبيل المستقيم اي يمر عليه و ربك لبالمرصاد كقوله هذا صراط علي مستقيم و هذا المعني انسب (يم) (و منها) من السبل (جائر) عادل عن الحق (و لو شاء لهديكم اجمعين 9).
(هو الذي انزل من السماء ماء لكم منه شراب و منه شجر) الشجر ما سما بنفسه من النبات (فيه تسيمون 10) ترعون انعامكم.
(ينبت) علي قراءة السواد بالياء و علي قراءة ابيبكر بالنون (لكم به الزرع و الزيتون و النخيل و الاعناب و من كل الثمرات انّ في ذلك لاية لقوم يتفكرون 11).
(و سخّر لكم الّيل و النهار و الشمس و القمر) بالنصب فيهما علي قراءة السواد و الرفع علي قراءة (ر) (هـ) هذه الاشياء ليست مسخرة منقادة الاّ للامام7 فان الله سبحانه سخّر لهم: جميع ماكان و مايكون فالمخاطب هم و يجوز انيكون المخاطب جميع المؤمنين و يصدق النسبة اذا كان المسخرله منهم كقوله و جعلكم ملوكاً و لميكن كلهم ملوكاً و هذا الاستعمال شايع (يم) او معناه و سخّرها الله لاجل منفعتكم (يم) (و النجوم) بالرفع علي قراءة (ر) و حفص و النصب علي الحمرة (مسخّرات) كذلك علي القراءتين (بامره انّ في ذلك لايات لقوم يعقلون 12)
(و ما ذرأ لكم) اي سخّر لكم ماذرأ (يم) (في الارض مختلفاً الوانه انّ في ذلك لاية لقوم يذّكّرون 13).
(و هو الذي سخّر البحر لتأكلوا منه لحماً طريّاً و تستخرجوا منه حلية تلبسونها و تري الفلك مواخر) جمع ماخر اي شاق الماء (فيه و لتبتغوا) عطف علي لتأكلوا (يم) (من فضله و لعلكم تشكرون 14).
(و القي في الارض رواسي) ائمة (يم) كراهة (ان تميد بكم) روي
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 24 *»
بنايمسك الارض انتميد باهلها. روي ق هو الجبل المحيط بالارض و خضرة السماء منه و به يمسك الله الارض انتميد باهلها. و روي في حديث جعلهم الله اي المحمد اركان الارض انتميد باهلها([13]) (و انهاراً) من علومهم (يم) (و سبلاً) من سننهم (يم) من شيعتهم (يم)([14]) (لعلكم تهتدون 15).
(و علامات) ائمة (ث) (و بالنجم) الائمة (ث) برسول الله (ث)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 25 *»
الجدي (ث) (هم) اي العلامات (يم) (يهتدون 16).
(أفمن يخلق) فليس كمثله شيء و ان الخالق علي خلاف صفة المخلوق (يم) (كمن لايخلق أفلاتذكّرون 17).
(و ان تعدّوا نعمة الله) اقيم اسم الجنس مقام الجمع اي نعماء الله (يم) (لاتحصوها انّ اللّه لغفور رحيم 18).
(و اللّه يعلم) فالخالق العالم حري بالعبادة دون غيره (يم) (ماتسرّون و ماتعلنون 19).
(و الذين) الخلفاء (ث) (يدعون) علي قراءة (ص) و بالتاء علي قراءة الحمرة (من دون اللّه لايخلقون شيئاً) لايعبدون شيئاً (ث) (و هم يخلقون 20 )يعبدون (ث) بايدي عبدتهم و بغيرها.([15])
الداعون او المدعوّون او جميعاً (اموات) كفار (ث) جهّل (غير احياء )غير مؤمنين (ث) علماء (هـ) اموات كماقال انك ميت و انهم ميتون و قال هو الحي لا اله الاّ هو فحيوة الكل به فهو اولي بانيعبد و حقيق بان لايشرك به شيء (يم) (و مايشعرون) لايؤمنون (ث) (ايّان يبعثون 21) في الرجعة (ث).
(الهكم اله واحد) هو الحي لا اله الاّ هو (يم) (فالذين لايؤمنون بالاخرة) بالرجعة (ث) (قلوبهم) الخلفاء (يم) (منكرة) كافرة (ث) عن ولاية علي(ث)([16])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 26 *»
(و هم مستكبرون 22) عن ولاية علي (ث).
(لاجرم) حقاً (ز) (انّ اللّه يعلم مايسرّون و مايعلنون انه لايحبّ المستكبرين 23) عن ولاية علي (ث) روي من ذهب يري انّ له علي الاخر فضلاً فهو من المستكبرين.
(و اذا قيل لهم) للخلفاء (ق) (ما) مبتدأ (ذا) خبر (هـ) الذي (انزل ربكم)في علي7 (ث) (قالوا اساطير) جواب و خبر مبتدأ محذوف (الاولين 24) بنياسرائيل (ث) قوله اساطير الاولين يعني سجع اهل الجاهلية في جاهليتهم.
(ليحملوا) هي لام العاقبة (اوزارهم) اثامهم (ق) (كاملةً يوم القيمة )انهم يستكملون الكفر يوم القيمة (ث) (و من) زائدة او تبعيض (اوزار الذين يضلّونهم) اي يتحملون كفر الذين يتولونهم (ث) (بغير علم الا ساء)اي ساء الحمل حملهم (ما) مصدرية (يزرون 25) روي والله مااهريقت محجمة من دم و لا قرع عصا بعصا و لا غصب فرج حرام و لا اخذ مال من غير حلّه الاّ وزر ذلك في
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 27 *»
اعناقهما من غير انينقص من اوزار العاملين شيء (هـ) روي ايّما داع دعا الي الهدي فله مثل اجورهم من غير انينقص من اجورهم شيء و ايّما داع دعا الي ضلالة فاتبع عليه فانّ عليه مثل اوزار من اتبعه من غيرانينقص من اوزارهم.
(قد مكر) مثل لاعداء المحمد: (ث) (الذين من قبلهم) و لميعلم الذين امنوا (ث) (فأتي اللّه بنيانهم) بيت مكرهم (هـ) روي كان بيت غدر يجتمعون فيه اذا ارادوا الشرّ (من القواعد) من الاساطين (فخرّ عليهم السقف من فوقهم و اتيهم العذاب) ماتوا فالقاهم اللّه في النار (ث) (من حيث لايشعرون 26).
(ثم يوم القيمة يخزيهم) يذلّهم و يفضحهم (و يقول اين شركاءي )علي قراءة السواد و شركاي علي قراءة بزّي (الذين كنتم تشاقّون) بفتح النون علي قراءة السواد و كسرها علي قراءة (ن) (هـ) تصيرون في شق (هـ) المؤمنين (فيهم قال الذين) الائمة (ق) (اوتوا العلم) لاعدائهم (ق) (انّ الخزي) الفضيحة (اليوم و السوء علي الكافرين 27).
(الذين تتوفّيهم) علي السواد و علي قراءة الحمرة و هي قراءة (ح) يتوفّيهم (الملئكة ظالمي) حال (انفسهم فالقوا السلم) الاستسلام (ما كنّا نعمل من سوء بلي انّ اللّه عليم بما كنتم تعملون 28).
(فادخلوا ابواب جهنم) في ولاية اعداء الله (يم)([17]) (خالدين فيها
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 28 *»
فلبئس) اللام للتأكيد (مثوي المتكبرين 29).
(و قيل للذين اتّقوا ماذا) هما ككلمة واحدة معناها ايش و هو مفعول مقدم (انزل ربكم) في علي (يم) الظاهر ان هذا القول لهم في الدنيا لا في الاخرة و انما هو عديل مامرّ في المنافقين و اذا قيل لهم ماذا انزل ربكم الاية (يم) (قالوا) انزل (خيراً للذين) كلام الله (هـ) يمكن انيكون بدل خيراً اي انزل هذا (يم) (احسنوا )بولاية علي (يم) (في هذه الدنيا حسنة) في الاخرة و في الدنيا (يم)([18]) (و لدار الاخرة خير و لنعم) الدنيا (ث) الدار (يم) (دار المتقين 30).
(جنات) مخصوص بالمدح و مبتدأ، لنعم خبره (عدن يدخلونها تجري من تحتها الانهار لهم فيها مايشاءون كذلك يجزي اللّه المتقين 31).
(الذين تتوفيهم) بالتاء علي قراءة السواد و الياء علي قراءة (ح) (الملئكة )
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 29 *»
اعوان ملك الموت (ث) فعل رسله و ملائكته فعله لانهم بامره يعملون (ث) الملائكة تتوفيهم و يتوفاهم ملك الموت من الملائكة مع مايقبض هو و يتوفاها الله تعالي من ملك الموت (يم) (طيبين) طابت مواليدهم (ث) (يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بماكنتم تعملون 32) قوله بماكنتم يمكن انتكون الباء سببية اي بسبب اعمالكم الحسنة و ماكنتم تعملون في الدنيا و يمكن انيكون بمعني مع اي ادخلوا الجنة مع وجود ماكنتم تعملون من السيئات فانه مغفور لكم بولايتكم لالمحمد:التي هي سبب طيبكم فانتم سالمون (يم).[19]
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 30 *»
(هل ينظرون) الكفار (الاّ انتأتيهم) بالتاء علي قراءة السواد و الياء علي قراءة (ح) و (س) (الملئكة) للموت (يم) (او يأتي امر ربك) القائم (يم) من العذاب و الموت و خروج القائم (ق) (كذلك فعل الذين من قبلهم و ماظلمهم اللّه ولكن كانوا انفسهم يظلمون 33).
(فاصابهم سيّئات ماعملوا و حاق بهم ماكانوا به يستهزءون 34) من العذاب في الرجعة (ق).
(و قال الذين اشركوا) بعلي غيره (يم) (لوشاء اللّه ماعبدنا من دونه من) زائدة (شيء نحن و لا اباؤنا) و في اجماعنا رضاء الله (يم)([20]) (و لاحرّمنا من دونه من) مزيدة (شيء كذلك فعل الذين من قبلهم فهل علي الرسل الاّ البلاغ المبين 35).
(و لقدبعثنا في كل امة رسولاً ان اعبدوا اللّه) بولاية علي (يم) (و اجتنبوا الطاغوت) الاصنام (يم) عن ابيجعفر7 مابعث اللّه نبياً قط الاّ بولايتنا و البراءة من اعدائنا و ذلك قول الله في كتابه و لقدبعثنا الاية (فمنهم من هدي اللّه )الي تصديق المحمد: (يم) (و منهم من حقّت) وجبت (عليه الضلالة )بتكذيبهم المحمد (ث) (فسيروا في الارض) في القرءان (يم) في اخبار من هلك (ق) (فانظروا كيف كان عاقبة المكذّبين 36).
(انتحرص علي هديهم فانّ اللّه لايهدي) علي المعروف في قراءة الكوفيين و المجهول في قراءة الحمرة (هـ) علي قراءة المجهول انّ اللّه توطئة و ضمير يضلّ راجع
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 31 *»
اليه و من نائب فاعل يهدي و هي قراءة ركيكة (يم) لايثيب (ق) (من يضلّ )يعذب (ق) (و مالهم من ناصرين 37).
(و اقسموا) اعداء المحمد: (ث) (باللّه جهد) حال (هـ) مجتهدين (ايمانهم لايبعث اللّه) في الرجعة (ث) قسمهم بالله دليل اسلامهم و المسلم يؤمن بيوم القيمة فاقسموا علي عدم البعث في الرجعة كمايقول الشيعة (يم)([21]) (من يموت بلي) وعدهم (وعداً عليه حقاً ولكنّ اكثر الناس لايعلمون 38).([22])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 32 *»
(ليبيّن) علة اي لاجل ان (لهم) في الرجعة (ث) (الذي يختلفون فيه و ليعلم الذين) الاول (يم) (كفروا) بالولي (يم) قوله ليعلم الذين كفروا دليل علي كفر منكري الرجعة (يم)([23]) (انهم كانوا كاذبين 39) في ادعائهم ان النبي لايورث و
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 36 *»
انه لمينصّ علي الخليفة و الخلافة بالاجماع و امثال ذلك (يم).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 37 *»
(انما قولنا لشيء اذا اردناه اننقول له كن فيكون 40) بالرفع علي قراءة السواد و النصب علي قراءة (ر) و (س) (هـ) بالنصب عطف علي نقول (ل) روي ارادة اللّه احداثه لاغير ذلك يقول له كن فيكون بلا لفظ و لا نطق بلسان و لا همة و لا تفكر و لا كيف لذلك كما لا كيف له.
(و الذين هاجروا في اللّه) ولي (يم) (من بعد ما ظلموا لنبوئنّهم )جواب قسم (هـ) روي عن علي7 لنثوينّهم (في الدنيا حسنة و لاجر) ابتداء (الاخرة اكبر لوكانوا يعلمون 41).
(الذين) بدل الذين او هم او ممدوح (ل) (صبروا) علي طاعة الولي و اذي الاعداء و البلايا (يم) (و علي ربهم) امامهم (يم) (يتوكلون 42).
(و ماارسلنا من قبلك الاّ رجالاً) لاملائكة (يم) و لانساء (يم) (نوحي )بالنون علي قراءة حفص معروفاً و الياء علي قراءة الحمرة مجهولاً (اليهم فسئلوا اهل) المحمد: (ث) (الذكر) محمد9 (ث) القرءان (ث) قال الله و انزلنا اليك الذكر لتبيّن للناس ما نزّل اليهم و قال و ارسلنا اليكم ذكراً رسولاً (ان كنتم لاتعلمون 43).
(بالبينات) متعلقه ارسلنا او ارسلوا محذوف او يوحي او صفة رجالاً (ز) المعجزات (ز) (و الزبر) الكتب (ز) (و انزلنا اليك الذكر) القرءان (يم) فالذكر هو القرءان و اهله اهل القرءان و هم رجال مخصوصون من هذه الامة عاملون بالكتاب بلاشك لانه هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم (يم)([24]) (لتبيّن) علة (هـ)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 38 *»
تبيان القرءان علي النبي9 (يم) (للناس) لالمحمد: (يم) (مانزّل اليهم و لعلهم يتفكرون 44).
(أ) انكار (فأمن الذين مكروا) هم اعداء الله (ث) اصحاب السفياني (ث) (السيّئات انيخسف الله بهم الارض او يأتيهم العذاب) القائم (يم)([25]) (من حيث لايشعرون 45).
(او يأخذهم في تقلّبهم) في التجارات و في اعمالهم (ق) في حالاتهم (فما هم بمعجزين 46).
(او يأخذهم علي تخوّف) تيقّظ (ق) تنقص او علي تخوّف ممانزل بجارهم و من شاهدوه (فانّ ربكم) يامعشر الشيعة (يم) (لرءوف رحيم 47) بكم (يم).([26])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 39 *»
(اولميروا) بالياء علي السواد و التاء علي قراءة (ح) و (س) (الي ماخلق الله من) بيان ما (شيء يتفيؤا) في قراءة السواد علي صيغة المذكر و في قراءة (و) علي صيغة المؤنث (هـ) يرجع و يتميل (ظلاله) راجع الي لفظ ما و معناه جمع (عن اليمين و الشمائل سجّداً) حال (ز) (للّه) تحويل الظل سجوده (ق) اعلم ان لكل شيء ظلاً و هو حقيقته كماروي ان الله يمسك الاشياء باظلتها فالظل امايكون في اليمين فيرجع الي الشمائل او يكون في الشمائل فيرجع الي اليمين يعني ربماتكون الحقيقة مائلة الي جانب الطاعات فتتحول الي جانب المعاصي و ربماتكون مائلة الي جانب المعاصي فتتحول الي جانب الطاعات و توحيد اليمين لانه جانب الوجود و جمع الشمائل لانها جانب الماهية و الظلال مع ذلك سجّد و داخرون لانه ان من شيء الاّ يسبح بحمده و كل قدعلم صلوته و تسبيحه فتدبر (يم) (و هم) حال (ز) ذكّر لان كل شيء له شعور (يم)([27]) (داخرون 48) صاغرون.
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 40 *»
(و للّه يسجد مافي السموات و مافي الارض من دابة و الملئكة )العالون (يم) تخصيص (و هم) حال (لايستكبرون 49).
(يخافون) حال (ربهم من فوقهم و يفعلون) حال (مايؤمرون 50).
(و قال الله لاتتخذوا الهين) امامين (ث) احتجاج علي الثنوية (ق) (اثنين)تأكيد (انما هو اله) امام (ث) (واحد فاياي) اتخذوا لكم الهاً (يم) (فارهبون 51) و يمكن ان يكون الياء بعد فارهبونِ بدل كل و يمكن ان يكون تأكيداً للكناية المقدمة (يم).
(و له) للولي (يم)([28]) (مافي السموات و الارض و له الدين واصباً )واجباً (ث) دائماً او خالصاً (أفغير الله تتقون 52).
(و مابكم من نعمة) الصحة و السعة (ق) (فمن الله ثم اذا مسّكم الضرّ) مايتضرر به (فاليه تجئرون 53) ترفعون اصواتكم (هـ) مامن عبد اذنب ذنباً فندم عليه الاّ غفر الله له قبل انيستغفر و مامن عبد انعم الله عليه نعمة فيعرف انها من عند الله الاّ غفر الله له قبل انيحمده (هـ) فتبين ان معرفة الله اعظم اسباب المغفرة و هي الكفارة العظمي و التوبة النصوح (يم).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 41 *»
(ثم اذا كشف الضرّ عنكم اذا فريق منكم بربهم يشركون 54).
(ليكفروا) امر تهديد او علة تفرع (بما اتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون 55).
(و يجعلون لما لايعلمون) من الاصنام (ق) لايعلمون اي الاصنام لايعلمون او الجاعلين لايعلمون يعني لما ليس لهم به علم بل يظنون انه الهة (نصيباً ممارزقناهم تالله لتسئلنّ عما كنتم تفترون 56).
(و يجعلون لله البنات) قالت القريش الملائكة بنات الله (ق) من غلب عليه النفس الامارة هو انثي فرءوس الضلالة كلهم انثيات (يم)([29]) (سبحانه و لهم ما)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 42 *»
منصوب علي ان عامله يجعلون او مرفوع علي انه مبتدأ و لهم خبره او مرفوع بالظرف (يشتهون 57) من البنين (ق).
(و اذا بشّر احدهم بالانثي ظلّ وجهه) اسم (ل) (مسودّاً) خبر (ل) (و هو كظيم 58) ممتلئ غيظاً.
(يتواري من القوم من سوء ما بشّر به أيمسكه) ما بشّر به (علي هون )ذلّ (ام يدسّه) يخفيه (في التراب الا ساء مايحكمون 59).
(للذين لايؤمنون) لرؤساء الضلالة (يم) (بالاخرة) بعلي و القائم8 (يم)([30]) (مثل السوء و للّه) لولي الله (يم) (المثل الاعلي) الشيعة
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 43 *»
الكاملون (يم) فجميع ما في القرءان من الامثال السيئة لاعداء المحمد: و جميع ما في القرءان من المثل الاعلي لالمحمد: و اما قوله فلاتضربوا للّه الامثال انما نهي عن الامثال السوءي و الحجة هو مثل الله سبحانه الاعلي فامر بالمثل الاعلي و هو علي و نهي عن المثل السوء و هو عدوه (يم)([31]) (و هو العزيز) في محمد (يم) (الحكيم 60) في علي (يم) فلا عزيز و لا حكيم سواه (يم) و هو اي ذلك المثل الاعلي العزيز الحكيم و ذلك قوله لقدجاءكم رسول من انفسكم عزيز، و انه في امّالكتاب لدينا لعلي حكيم فمحمد هو العزيز و علي هو الحكيم و علي صفة محمد فالمثل الاعلي محمد الموصوف بعلي صلي الله عليهما و الهما (يم).
(و لو يؤاخذ اللّه الناس بظلمهم) علي المحمد: اذ كل ظلم يرد عليهم (يم)([32]) (ماترك عليها) علي الارض (من دابّة ولكن يؤخّرهم الي اجل
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 45 *»
مسمي فاذا جاء اجلهم) في ليلة القدر الي ملك الموت (ث) حاصل الخبر (لايستأخرون )في عرض السنة (ساعة و لايستقدمون 61).
(و يجعلون لله مايكرهون) البنات (يم) اي يصفون علياً بصفات لو وصفت كبراءهم بها لسخطوا و لميرضوا و كرهوها لانفسهم و يقولون لنا الحسني بانكار الفضائل (يم) (و تصف السنتهم الكذب) السنتهم الكاذبة (ق) هذا التفسير يستقيم علي قراءة الرفع (يم) (انّ) بدل كذب (لهم الحسني لاجرم) لابد (انّ )مخفوض بـجرم او منصوب به لكونه بمعني كسب (ل) (لهم النار و انهم مفرَطون 62) في قراءة السواد و قرأ (ن) بكسر الراء (هـ) مقدمون الي النار.
(تاللّه لقدارسلنا الي امم من قبلك فزيّن لهم الشيطان) الثاني (يم)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 46 *»
(اعمالهم) كمايضعونها في الرجعة علي رقبته (يم)([33]) (فهو وليّهم) والي امرهم (يم) دلّ هذه الاية صريحاً علي انّ الشيطان المضلّ للامم المزيّن لهم الذي تولي امرهم في هذه الامة و صار والياً و هو الاول و الثاني و الثالث (يم) (اليوم و لهم عذاب اليم 63).
(و ماانزلنا عليك الكتاب الاّ لتبيّن) علة (هـ) لان (لهم) بواسطة
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 47 *»
علي7(يم) حاصل خبر (الذي) امر علي7 (يم) (اختلفوا فيه و هدي) علة (و رحمة )علة (لقوم يؤمنون 64) فلمينزل الكتاب الاّ لبيان ولاية الولي و مافيه من ساير الاحكام هدي و رحمة لقوم يؤمنون بالولي او نزوله لبيان الولاية و هداية المؤمنين الي الولاية لاشتماله علي ادلة يصدقونها و يهتدون بها (يم).([34])
(و اللّه انزل من السماء) من المحمد (يم) (ماء) علماً (يم) (فاحيي به الارض) قلب الشيعة (يم) (بعد موتها انّ في ذلك لاية لقوم يسمعون 65) يطيعون (يم).([35])
(و انّ لكم في الانعام) اسم جمع مفرد بني علي افعال (ز) قيل ان الانعام جمع و الجمع يذكّر و يؤنّث فذكّر هنا علي لغة من يذكّره و في سورة المؤمنين علي لغة من يؤنث و يحتمل انيكون المرجع النعم الذي له لبن و جميع الانعام ليس لها لبن فالمرجع هنا منظور لا مذكور و المنظور يقف موقف القصد فتدبر (يم) (لعبرة) لعظة (نسقيكم) بضم النون علي قراءة السواد و علي قراءة (ن) و (ر) و ابيبكر فتحها (ممافي بطونه) اي ماله لبن منها (يم) ذكّر الضمير للفظ الانعام (ز) (من بين فرث) ما في الكرش (و دم لبناً خالصاً) يعني في جوف الحيوان فرث و دم و يخرج من بينهما اللبن و لايحتاج الي تكلف في التفسير و ليس اللبن برزخاً بينهما (يم)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 48 *»
(سائغاً) لايغصّ احد بشرب اللبن (ث) (للشاربين 66).
(و من ثمرات النخيل و الاعناب) ما (تتخذون منه) منسوخ باية تحريم الخمر (ث) (سكراً) خلاًّ (ق) (و رزقاً حسناً) و قوله تتخذون منه تأكيد من ثمرات اعيد لطول الكلام و ذكّر لما مرّ فانه لايتخذ من جميعها السكر و الرزق الحسن فالمرجع منظور لا مذكور او المعني ماتتخذون و قديحذف العرب ماء الموصولة او المعني و الاعناب شيء تتخذون منه فحذف الموصوف لدلالة الصفة عليه (يم) (انّ في ذلك لاية لقوم يعقلون 67).
(و اوحي) الهم (ث) (ربك الي النحل) رسول الله (ث) الائمة (ث) (ان اتخذي) تزوج (ث) (من الجبال) من العرب (ث) من قريش (ث) رجال الشيعة (ث) (بيوتاً) نساء (ث) (و من الشجر) من العجم (ث) من العرب (ث) النساء المؤمنات (ث) الموالي عتاقة (ث) (و ممايعرشون 68) بكسر الراء علي قراءة السواد و الضم علي قراءة (ر) و ابيبكر (هـ) من الموالي (ث) في الموالي (ث) اولاد العبيد لميعتق (ث).
(ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللاً) جمع ذلول (يخرج من بطونها) النحل جنس و قديؤنث (شراب مختلف الوانه) العلم الذي يخرج منهم الي شيعتهم (ث) ثابت (فيه) في علم القرءان (ث) (شفاء) مرتفع بالظرف (للناس) للشيعة (ث) (انّ في ذلك لاية لقوم يتفكرون 69).([36])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 49 *»
(و الله خلقكم ثم يتوفّيكم و منكم من يردّ الي ارذل) ادون (العمر) مائة سنة (ث) خمس و سبعون سنة (ث) ارذل العمر انيكون عقله مثل عقل ابن سبع سنين (ث) (لكي لايعلم بعد علم شيئاً) لايعلم ماعلمه قبل ذلك (ق) (انّ الله عليم قدير 70).
(و الله فضّل بعضكم علي بعض في الرزق فما الذين فضّلوا برادّي رزقهم علي ما ملكت ايمانهم) بل نحن نرزقهم (هـ) لايجوز للرجل انيختص بشيء من المأكول دون عياله (ق) فماالذين اما توبيخ يعني لم لايفعلون حتي يكونوا سواءً و اما معناه انهم يأنفون عن ذلك فكيف يرضون بالشرك لله و اما معناه اخبار انهم لايرزقونهم نحن نرزقهم (هـ) و الاولي انيكون توبيخاً لقوله أفبنعمة الله الاية (فهم فيه سواء) فهم فيه سواء جملة اسمية وقعت موقع فعلية في موضع نصب لانه جواب النفي بالفاء و التقدير فيستووا (أفبنعمة الله يجحدون 71) بالياء علي قراءة السواد و التاء علي قراءة ابيبكر.
(و الله جعل لكم من انفسكم ازواجاً و جعل لكم من ازواجكم بنين و حفدة) مسارعين الي الطاعة (هـ) بنوالبنات (ث)([37]) و روي هم العون و روي اختان
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 50 *»
الرجل (هـ)([38]) و روي هي الاختان علي البنات (و رزقكم من الطيبات أفبالباطل)بالخلفاء (يم) (يؤمنون و بنعمت الله) بعلي7 (يم) (هم يكفرون 72).
(و يعبدون) يطيعون (يم) (من دون الله) ولي (يم) (ما) الخلفاء (يم)[39]
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 51 *»
(لايملك لهم) ما لايفتيهم بحق (يم) (رزقاً من السموات و الارض شيئاً) بدل رزقاً او مفعوله (و لايستطيعون 73).
(فلاتضربوا لله) لولي (يم) (الامثال انّ الله) ولي (يم) (يعلم و انتم لاتعلمون 74).
(ضرب الله مثلاً) لعلي و اعدائه (يم) (عبداً مملوكاً) الثاني (يم) (لايقدر علي شيء) لايفهم شيئاً (هـ) حتي النكاح و الطلاق (ث) (و من رزقناه)علي7(يم) من الاحرار (منّا رزقاً) مفعول ثان (هـ) علماً وافراً (يم) (حسناً فهو ينفق) يعلّم (يم) (منه سرّاً و جهراً هل يستوون) جمع لمعني من و جنسية العبد (الحمدلله بل اكثرهم لايعلمون 75).([40])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 52 *»
(و ضرب الله مثلاً رجلين احدهما ابكم) ولد اخرس (هـ) الاول (يم)([41])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 53 *»
(لايقدر علي شيء و هو كلّ) ثقيل (علي مولاه اينمايوجّهه) يرسله الي وجه
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 54 *»
(لايأت بخير هل يستوي هو و من) اميرالمؤمنين (ث) (يأمر بالعدل و هو علي صراط مستقيم 76) في تفسير ظاهر الظاهر علي اسم و صراط مستقيم بدل (يم).
(و للّه) لولي (يم) (غيب السموات و الارض و ما امر الساعة)القائم (يم) (الاّ كلمح) كطرف (البصر او هو اقرب انّ اللّه علي كل شيء قدير 77).
(و اللّه اخرجكم من بطون امّهاتكم) بضم الهمزة و فتح الميم علي السواد و علي قراءة الحمرة بكسرهما و هي قراءة (ح) و الكسائي يكسر الهمزة و يفتح الميم (هـ) هي امّات زيدت الهاء تأكيداً (لاتعلمون) حال (هـ) اي لاتعرفون (شيئاً) او شيئاً مصدر اي علماً (و جعل لكم) هداكم (يم) (السمع) الي التوحيد (يم) (و الابصار )و النبوة (يم) (و الافئدة) و الولاية (يم) او السمع للولاية فانه الطاعة و البصر للنبوة و الافئدة للتوحيد و كلاهما واقعان (يم) (لعلكم تشكرون 78 )تطيعون (يم).([42])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 55 *»
(ألميروا) بالياء علي قراءة السواد و بالتاء علي قراءة (ر) و (ح) (هـ) ينظروا (الي الطير مسخّرات في جوّ) الهواء البعيد من الارض (السماء مايمسكهنّ الاّ اللّه انّ في ذلك لايات لقوم يؤمنون 79).
(و اللّه جعل لكم من بيوتكم سكناً) مسكناً (ق) (و جعل لكم من جلود الانعام بيوتاً) الخيم (ق) (تستخفّونها) يخفّ عليكم حملها (هـ) يحتمل انيكون المراد بجلود الانعام جلد بدن الانسان فانه من حيوانيته يستخفّها في الحركات او في الدنيا و حال الموت (يم) (يوم ظعنكم) بسكون العين علي قراءة السواد و هي قرائة اهل الكوفة و (ر) و فتحها علي الحمرة (هـ) سفركم (ق) (و يوم اقامتكم و من اصوافها و اوبارها و اشعارها اثاثاً) مفعول جعل مقدر (هـ) المال (ث) متاع البيت الكثير (و متاعاً) المنافع (ث) (الي حين 80) بلاغها (ث).
(و الله جعل لكم ممّاخلق ظلالاً) مايستظل به (ق) (و جعل لكم من الجبال اكناناً) جمع كنّ و هو ما يستتر فيه (و جعل لكم سرابيل) قمصاً (ق) (تقيكم الحرّ و سرابيل) الدروع (ق) (تقيكم بأسكم كذلك يتمّ نعمته عليكم لعلكم تسلمون 81).
(فان) جوابه محذوف (تولّوا) لميلزمك لوم (فانّما عليك البلاغ المبين 82).
(يعرفون نعمت الله) علياً7 (ث) الائمة (ث) (ثم ينكرونها) الولاية لعلي7(ث) (و اكثرهم الكافرون 83) بالولاية (ث).([43])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 56 *»
(و يوم نبعث من كل امة شهيداً) اماماً (ق) روي نحن الشهود (ثم لايؤذن للذين) في محل الرفع (كفروا) بالولاية (يم) (و لا هم يستعتبون 84 )لايسألون انيرضوا الله.
(و اذا رءا الذين ظلموا) حق المحمد (يم) (العذاب) القائم (يم) (فلايخفّف عنهم و لا هم ينظرون 85).
(و اذا رءا الذين اشركوا) بعلي (يم) (شركاءهم) الخلفاء (يم)([44])(قالوا ربنا) ياامامنا (يم) (هؤلاء شركاؤنا الذين كنّاندعوا من دونك فالقوا) الشركاء (اليهم القول انّكم لكاذبون 86).
(و القوا الي الله) ولي (يم) (يومئذ السلم) اي استسلموا (و ضلّ عنهم ماكانوا يفترون 87).
(الذين كفروا) بعد النبي9 (ق) (و صدّوا عن سبيل الله )اميرالمؤمنين (ق) (زدناهم عذاباً فوق العذاب بما كانوا يفسدون 88).
(و يوم نبعث في كل امة شهيداً) اماماً (ق) (عليهم من انفسهم) من الائمة (ق)([45]) (و جئنا بك شهيداً علي هؤلاء) الائمة (ق) او المراد هؤلاء الامة
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 57 *»
فالنبي شهيد هذه الامة و لكل امة نبي شهيد (يم) هذه الاية و امثالها تدل علي افضلية النبي9 من جميع الانبياء و الاولياء فهو الذي اشهده الله خلق جميع الاشياء فانّ نوع كل شيء امة و فيها شهيد و النبي شهيد الشهداء (يم) (و نزّلنا عليك الكتاب تبياناً) علة (لكل شيء و هدي) علة (و رحمة) علة (و بشري) علة (هـ) بخلافة علي (يم) (للمسلمين 89) للمسلّمين لعلي7 (يم) روي ان الله تبارك و تعالي انزل في القرءان تبيان كل شيء حتي والله ماترك شيئاً يحتاج اليه العباد حتي لايستطيع عبد يقول لو كان هذا انزل الاّ و انزله الله فيه و روي ما من امر يختلف فيه اثنان الاّ و له اصل في كتاب الله عزوجل ولكنه لاتبلغه عقول الرجال.
(انّ الله يأمر بالعدل) محمد (ث) الانصاف (ث) التوحيد (ث) (و الاحسان) علي (ث) النبوة (ث) التفضل (ث) (و ايتائ ذيالقربي) الولاية (ث) الائمة (ث) بعد ذيالقربي في قراءة اهلالبيت حقه (و ينهي عن الفحشاء )الاول (ث) من بغي علي اهل البيت (ث) (و المنكر) الثاني (ث) (و البغي )الثالث (ث) (يعظكم لعلكم تذكّرون 90) روي ان النبي9 قرأ هذه الاية علي الوليد بن المغيرة فقال ياابن اخ اعد فاعاد فقال ان له لحلاوة و ان عليه لطلاقة و ان اعلاه لمثمر و ان اسفله لمعذق و ما هو قول البشر (هـ) قداشتمل هذه الاية علي بيان جميع خصال الخير و مايحبه الله من الواجبات و الراجحات البدنية و النفسية و العقلية و اضدادها (يم) فالعدل خصال الفؤاد و الاحسان خصال العقل و ايتاء ذيالقربي خصال الجسم و الفحشاء منهي الحقيقة و المنكر منهي الطريقة و البغي منهي الشريعة (يم).
(و اوفوا بعهد الله اذا عاهدتم) تدل علي وجوب الوفاء بالعهد (يم)([46])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 58 *»
(و لاتنقضوا الايمان) العهود (هـ) بالمخالفة (بعد توكيدها) تشديدها (هـ) حيث شدد الامر رسول الله9 عليهما في التسليم بامرة المؤمنين علي علي 7حاصل الخبر (و قدجعلتم الله عليكم كفيلاً) بقولكم أمن الله و من رسوله (ث) (انّ الله يعلم) تهديد (يم) (ماتفعلون 91).
(و لاتكونوا) في نقض العهد (كالتي) عايشة نكثت ايمانها (ث) (نقضت غزلها) مصدر بمعني المفعول (ز) (من بعد قوة انكاثاً) جمع نكث و هو نقض الفتل (هـ) انكاثاً جمع نكث اي طاقات و هو حال من الغزل او مفعول ثان لنقض و هو بمعني صيّر (ز) (تتخذون) حال من فاعل لاتكونوا (ز) (ايمانكم دخلاً )خديعة (هـ) علة (هـ) الجملة حالية (بينكم ان) بان او لئلا (تكون امة هي اربي) مبتدأ و خبر، الجملة خبر كان (من امة) روي ائمة هي ازكي من ائمتكم (يم) (انمايبلوكم الله به) بعلي7(ث) ضمير به راجع الي انتكون لانه بمعني المصدر (ز) (و ليبيّننّ لكم يوم القيمة ما كنتم) امر علي (يم) (فيه تختلفون92).
(و لو شاء الله لجعلكم امة واحدة) علي مذهب واحد (ث) (ولكن يضلّ) يعذب (ث) (من يشاء) بنقض العهد (ث) (و يهدي من يشاء) يثيب من يشاء (ث) (و لتسئلنّ عما كنتم تعملون 93).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 59 *»
(و لاتتخذوا ايمانكم) مثل لعلي7 (ث) (دخلاً) خديعة (يم) (بينكم فتزلّ قدم بعد ثبوتها) بعد ماسلّمتم علي علي7 بامرة المؤمنين (ث) بعد مقالة النبي9(ث) (و تذوقوا السوء بماصددتم عن سبيل الله) علي7 (ث) (و لكم عذاب عظيم 94).
(و لاتشتروا) معطوف علي قوله و اوفوا بعهد الله (ق) (بعهد الله) في علي (يم) (ثمناً قليلاً) الانتفاع من الخلفاء (يم) (انما عند الله) ولي الله من العلم (يم)([47]) (هو خير لكم ان كنتم تعلمون 95).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 60 *»
(ما عندكم) من الاموال (ينفد) دولتهم زائلة (يم) (و ما عند الله) دولة الولي (يم) ماتقدمونه خيراً و شراً (ق) (باق) قوله باق ابنكثير يقف بالياء و الباقون بغير ياء (و لنجزينّ) علي صيغة المتكلم في قراءة (ث) و (ص) و الغائب في قراءة
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 61 *»
الحمرة (الذين صبروا) في دولة الباطل (يم) (اجرهم باحسن ما كانوا يعملون 96).
(من عمل صالحاً) في دولة الباطل (يم) (من ذكر او انثي و هو مؤمن فلنحيينّه) بولاية علي (يم) جواب قسم سد مسد جزاء الشرط (حيوة طيبة )القنوع (ث) (و لنجزينّهم اجرهم باحسن) هو الولاية (يم)([48]) (ما كانوا يعملون 97).
(فاذا قرأت) ايها السامع (يم) (القرءان) فضل علي (يم) في فضل
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 62 *»
علي (يم)([49]) (فاستعذ) هي الايمان و التوكل (يم) (بالله) بولي (يم) (من الشيطان) الثاني (يم) اخبث الشياطين (ث) (الرجيم 98) سمي به لانه يرجم (ث) روي اذا قرأت بسم الله الرحمن الرحيم فلاتبالي ان لاتستعيذ.
(انه ليس له سلطان علي الذين امنوا) انيزيلهم من الولاية (ث) (و علي ربهم) امامهم المربي لهم (يم) (يتوكلون 99) يأخذون من امامهم مسائل دينهم و لايعملون بالرأي (يم) فالايمان و التوكل حاجزان بين المرء و الشيطان و الاستعاذة جامعة لهذين (يم).([50])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 64 *»
(انما سلطانه علي الذين يتولونه و الذين هم به) بالله او بعلي و
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 65 *»
بامامهم (يم)([51]) (مشركون 100).
(و اذا بدّلنا اية مكان اية و الله اعلم بماينزّل قالوا انما انت مفتر بل اكثرهم لايعلمون 101).
(قل نزّله روح القدس) بضمتين علي قراءة السواد و بسكون الدال علي قراءة (ث) (هـ) الطاهر (ث) جبرئيل (ث) عن ابيعبدالله7 ان الله خلق روح القدس فلميخلق خلقاً اقرب الي الله منها و ليست باكرم خلقه عليه فاذا اراد امراً القاه اليها فالقته الي النجوم فجرت به (من ربّك بالحق ليثبّت الذين امنوا) المحمد (ث) (و هدي) علة (يم) (و بشري للمسلمين 102) الشيعة المسلّمين لالمحمد (يم).([52])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 66 *»
(و لقد نعلم انّهم يقولون انمايعلّمه بشر لسان الذي يلحدون) علي قراءة السواد من باب الافعال و علي المجرد في قراءة (ح) و (س) (اليه) ابيفكيهة مولي بن الحضرمي (ق) (اعجمي) لايفصح الكلام و هو غير العجمي (و هذا لسان عربي مبين 103).
(انّ الذين لايؤمنون بايات الله) بالمحمد (يم) (لايهديهم الله )لايثيبهم (يم) الي الحق و الرشد و العلم بالحقائق و الاخبار عن الله باحكامه و صفاته و اسمائه و غير ذلك (يم) هذه الاية عكس قوله يهديهم ربهم بايمانهم (يم) استدلال بالتقرير حاصله ان المفتري علي الله سبحانه غيرمؤمن بايات الله و غير المؤمن لايهديه الله اي لايثيبه باصلاح امره و هذا قداصلح الله امره و قرّره (يم) (و لهم عذاب اليم 104) فمن ادعي ان غير المؤمن يهتدي، كذب علي الله (يم).
(انمايفتري الكذب) مطلق في كل كذب (يم) (الذين لايؤمنون بايات الله) بالمحمد (يم) فلايهديهم الله و قدهداك الله الي الحق (يم) (و اولئك هم الكاذبون 105) في ادعائهم الايمان (يم) المعروفون بالكذب (يم).
(من) جوابه محذوف بقرينة فعليهم غضب (هـ) او هو بدل الذين (كفر بالله من بعد ايمانه الاّ من اكره) مستثني (ل) نزلت في عمار حيث اكرهه اهل مكة (ث) هل التقية غير هذا (ث) سئل الصادق7 مدّ الرقاب احبّ اليك ام البراءة من علي7فقال الرخصة احبّ الي أماسمعت قول الله في عمار الاّ من اكره الاية (و قلبه مطمئن بالايمان و لكن من) مبتدأ (ل) بدل من قوله من كفر في الحقيقة (يم) (شرح بالكفر صدراً) عبدالله بن سعد بن ابيسرح عامل عثمان علي مصر (ق)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 67 *»
(فعليهم) خبر (ل) (غضب من اللّه و لهم عذاب عظيم 106).
(ذلك بانهم استحبّوا الحيوة الدنيا) الخلفاء (يم) (علي الاخرة) ولاية علي (يم)([53]) (و انّ اللّه لايهدي القوم الكافرين 107) بولاية علي (يم) فيها دلالة علي التقرير الذي فيه هداية كل ضرير (يم).
(اولئك الذين طبع اللّه علي قلوبهم) من اراد الله به شرّاً طبع علي قلبه فلايسمع و لايعقل (ث) (و سمعهم و ابصارهم) اي سلب عنهم المعرفة بالتوحيد و النبوة و الولاية (يم) (و اولئك هم الغافلون 108).
(لاجرم) لابد (انّهم) منصوب بـجرم لانه بمعني كسب او مخفوض به (يم) (في الاخرة هم الخاسرون 109).
(ثم انّ ربّك) نزلت في عمار ايضاً (ق) (للذين هاجروا) عن المعاصي (يم)([54]) (من بعد مافتنوا) علي صيغة المجهول في قراءة السواد و
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 68 *»
المعروف في قراءة (ر) (هـ) عذّب عمار بالنار ليظهر الكفر (يم) عصوا (يم)([55]) (ثم جاهدوا و صبروا) علي الطاعة و الولاية (يم)([56]) (انّ ربك) بدل انّ ربّك (من بعدها لغفور رحيم 110).
(يوم) اذكر او يتعلق بغفور رحيم (تأتي كل نفس) امام (يم) (تجادل عن نفسها) تكلم عن شيعته و تعتذر (يم)([57]) (و توفّي كل نفس) كل امام (يم)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 69 *»
(ماعملت و هم لايظلمون 111) فيعطون الشفاعة و الحوض و الصراط و الميزان و ملك الاخرة (يم).([58])
(و ضرب اللّه مثلاً قرية) علي نهر ثرثار (كانت امنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً) حال (هـ) واسعاً (من كل مكان فكفرت بانعم اللّه فاذاقها اللّه لباس الجوع) جعلهم يختبرون مرارة اشتمال الجوع (و الخوف بماكانوا يصنعون 112) هي قرية الاسلام كانت امنة فكفرت بماانعم الله عليهم بمحمد حين كفروا بعلي7 فاذاقها الله لباس الجوع عن علم الحق و الخوف عن الشيطان (يم).
(و لقدجاءهم رسول) محمد (يم) (منهم فكذّبوه) في علي (يم) (فاخذهم العذاب) الاول (يم)([59]) (و هم ظالمون 113).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 70 *»
(فكلوا) ايّها الشيعة (يم) (ممّارزقكم اللّه) من علم المحمد (يم) بمحمد (يم) (حلالاً طيباً و اشكروا نعمت اللّه) ولاية علي (يم) (ان كنتم اياه تعبدون 114) النعمة تطيعون، النعمة رجل كالكلمة (يم) في الخبر من اصغي الي ناطق فقدعبده (يم) فتمام العبادة و علامتها شكر النعمة (يم).([60])
(انما حرّم عليكم الميتة) الاول (يم) (و الدم) الثاني (يم) (و لحم الخنزير) الثالث (يم) (و ما اهلّ لغير اللّه به) الرابع و باقي الظالمين (يم) (فمن
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 71 *»
اضطر) في التقية (يم) لميقل الي اكلها و انماقال فمن اضطر فهو مطلق يشمل كل اضطرار و قدرفع عن هذه الامة مااضطروا اليه (يم) (غير باغ و لا عاد) روي الباغي الذي يبغي الصيد بطراً و لهواً لا ليعود به علي عياله و العادي السارق و روي الباغي الذي يخرج علي الامام و العادي الذي يقطع الطريق و روي غير باغ علي امام المسلمين و لاعاد بالمعصية طريقة المحقين (يم) (فانّ اللّه غفور رحيم 115).
(و لاتقولوا لماتصف) لوصف (السنتكم) هو قول اليهود ما في بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا الاية (ق) (الكذب) الكذب انتصابه بـلاتقولوا (ز) (هذا) بدل الكذب (ز) (حلال) ولاية الاول (يم) (و هذا حرام) ولاية علي (يم)([61])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 72 *»
(لتفتروا علي الله الكذب) روي ماحاصله ان بالكبيرة يخرج العبد من الايمان دون الاسلام و بتحريم الحلال و تحليل الحرام يخرج منهما معاً و يكفر (انّ الذين يفترون علي اللّه الكذب لايفلحون 116) فيه دلالة علي التقرير الذي هو اعظم الادلة في كل مقام (يم).
هو (متاع قليل و لهم عذاب اليم 117).
(و علي الذين هادوا حرّمنا ماقصصنا عليك من قبل و ماظلمناهم و لكن كانوا انفسهم يظلمون 118) فظلم الانسان نفسه يكون سبب انيحرم الانسان نعماء الله (يم) فامتك انفعلت مافعلت اليهود من الافتراء علي الله و الاعراض عن هرون نحرّم عليهم و نزوي عنهم النعماء كمافعلنا مع اليهود (يم).
(ثم انّ ربك) امامك (يم) (للذين عملوا السوء بجهالة) توقفوا في الاول و ارتدوا عن الاسلام او والوا الاعداء (يم) جميع معاصي الشيعة عن جهالة حيث خاطروا بانفسهم في معصية ربهم (يم)([62]) (ثم تابوا من بعد ذلك و اصلحوا انّ
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 73 *»
ربك من بعدها) بعد التوبة و الاصلاح (يم) (لغفور رحيم 119).
(انّ ابرهيم كان امة) كان علي دين لميكن عليه احد غيره (ث) روي الامة واحد فصاعداً (قانتاً) مطيعاً (ث) داعياً (للّه حنيفاً) طاهراً (ق) مسلماً (ث) مستقيماً (هـ) في عصر ابرهيم لميكن احد يعبد الله غيره و لوكان معه غيره لاضافه اليه فصبر بذلك ماشاء الله ثم ولد اسمعيل و اسحق فصاروا ثلثة و لذا قال امة. حاصل الخبر (و لميك من المشركين 120) تعريض علي اليهود حيث قالوا كان ابرهيم يهودياً و علي النصاري (يم).
(شاكراً) اخذاً بولاية الائمة (يم) (لانعمه اجتبيه) اختاره (ق) (و هديه الي صراط مستقيم 121) ولاية علي (يم).
(و اتيناه في الدنيا حسنة و انه في الاخرة لمن الصالحين 122).
(ثم اوحينا اليك) ايها السامع (يم) (ان اتبع ملة ابرهيم) و هي الاخذ بولاية الائمة (يم) روي ماعلي ملة ابرهيم الاّ نحن و شيعتنا و ساير الناس منها برءاء([63])(حنيفاً) حال عن فاعل اتبع (ل) مستقيماً )و ماكان من المشركين 123).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 74 *»
(انماجعل السبت) رسول الله9 (يم)([64]) او بمعني القطع اي انقطاع الامر و الدولة فالباطل ينقطع و الحق باق (يم)([65]) ضرراً (علي الذين اختلفوا) و ذلك ان موسي امر قومه انيتفرغوا لله في كل سبعة ايام يوماً يجعله الله عليهم و هو الذي اختلفوا فيه (ق) (فيه) في علي7 (يم) (و انّ ربك ليحكم بينهم يوم القيمة فيماكانوا فيه يختلفون 124).
(ادع الي سبيل ربك) ولاية علي7 (يم) (بالحكمة) بالابواب و الاركان (يم) لاهل الافئدة (يم) (و الموعظة الحسنة) بالنقباء (يم) لاوليالالباب (يم) (و جادلهم بالتي هي احسن) بالنجباء (يم) بالقرءان (ث) بالمجادلة التي هي احسن (يم) لاهل العلوم الظاهرة (يم)([66]) و الجدال بغير التي هي
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 75 *»
احسن محرم قدحرّمه الله علي شيعتنا (ث) (انّ ربك هو اعلم بمن ضلّ عن سبيله و هو اعلم بالمهتدين 125).
(و ان عاقبتم فعاقبوا بمثل ماعوقبتم به) نزلت حيث قال النبي9 بعد قتل حمزة لامثّلنّ و لامثّلنّ (ث) (و لئن) اللام لايذان ان مابعدها قسم (صبرتم لهو) جواب قسم سد مسد جواب الشرط (خير للصابرين 126).
(و اصبر و ماصبرك الاّ باللّه و لاتحزن عليهم) مرجعه منظور لا مذكور (ل) (و لاتك في ضيق) بالفتح علي قراءة السواد و الكسر علي قراءة (ث) (ممايمكرون 127).
(انّ) رسول (يم) (الله مع الذين اتقوا) المحمد: (يم) (و الذين هم محسنون 128) الشيعة (يم).([67])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 77 *»
«سورة الاسراء»
مكية كلها و هي مائة و احدي عشرة اية كوفي (هـ) و قيل هي مكية الاّ خمس ايات و لاتقتلوا النفس الاية و لاتقربوا الزني الاية اولئك الذين يدعون الاية اقم الصلوة الاية و ات ذاالقربي الاية و قيل الاّ ثمان ايات و ان كادوا ليفتنونك الي ربّ ادخلني و هي عند الباقين مائة و عشر ايات اختلافها اية للاذقان سجّداً كوفي.
(بسم اللّه الرحمن الرحيم)
(سبحان) هو انفة للّه (ث) منصوب علي المصدر (الذي اسري) هو التسيير بالليل (بعبده ليلاً) يعني لا ليال بل في ليل واحد (من المسجد الحرام الي المسجد الاقصي) في السماء (ث) (الذي باركنا حوله) عمدة مايراد في هذه السورة ذكر محمد9 و اهل بيته و امته فبدأ بتكريم محمد9 و انه اراه جميع مايقع بعده و اراه الائمة و احوالهم مع امته (يم) (لنريه من اياتنا انه) الله او العبد (يم) (هو السميع البصير 1) فلا سميع و لا بصير سواه (يم).
(و اتينا موسي) محمداً (يم) (الكتاب) علياً (يم) ثم اراد انيبين ان موسي مع عظمته لميسر به كمحمد و انما غاية مقامه انه اوتي الكتاب (يم) (و جعلناه هدي لبنياسرائيل) بنيعلي (يم)([68]) (الاّ) ان مفسرة و الجملة حاصل الكتاب (تتخذوا) علي قراءة السواد بالتاء و علي قراءة (و) بالياء (من دوني) من دون
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 78 *»
نفس الله (يم)([69]) (وكيلاً 2).
(ذرية) منادي او بدل موسي (من حملنا مع نوح) فلا كل الناس من نسل نوح (ث) في قوله حملنا مع نوح استدلال لعدم جواز اتخاذ وكيل دونه (يم) (انه كان عبداً شكوراً 3) لكلمات بالغ فيهن في الصباح و المساء (ث).
(و قضينا) اوحينا (هـ) ثم ذكر احوال سلوك هذه الامة مع المحمد: تمثيلاً و انه لاخبر بنياسرائيل مايصنعون (يم) (الي بنياسرائيل) بنيعلي (يم) (في الكتاب لتفسدنّ) جواب قسم (هـ) يافلان و فلان و اصحابهما (ق) ياامة محمد (يم) (في الارض مرتين) بنقضكم العهد (ق) قتل علي و طعن الحسن8 (ث) (و لتعلنّ علواً) قتل الحسين (ث) ادعاء الخلافة (ق) (كبيراً 4).
(فاذا جاء وعد) موعود (اوليهما) اولي المرتين (هـ) يوم الجمل (ق) (بعثنا) لدم الحسين (ث) (عليكم عباداً لنا) عن علي7 عبيداً لنا (هـ) اميرالمؤمنين و اصحابه (ق) يحتمل انيكون هؤلاء العباد مختار و اتباعه (يم) قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم (ث) و روي انهم القائم و اصحابه (اولي بأس شديد فجاسوا) داسوا طلباً (خلال) ظرف (ل) (الديار و كان) خروج القائم (ث) (وعداً) موعوداً (مفعولاً 5) فلايدعون وتراً لالمحمد الاّ قتلوه (ث).
(ثم رددنا لكم) يا بنيامية (ق) (الكرة) الرجعة (هـ) خروج الحسين (ث) (عليهم) علي المحمد: (ق) (و امددناكم باموال و بنين و جعلناكم اكثر نفيراً 6) العدد من الرجال (هـ) او جمع نفر (هـ) من الحسن و الحسين (ق).
(ان احسنتم) عن علي7 مااحسنت الي احد و مااسأت اليه (احسنتم لانفسكم و ان اسأتم فلها) رب يغفر لها (ث) (فاذا) جوابه محذوف كأنه غلبوكم
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 79 *»
او كرّوا عليكم (جاء وعد الاخرة) القائم و اصحابه (ق) (ليسوءوا) علي السواد و ليسوءَ علي قراءة (ر) و (ح) و ابيبكر و علي قراءة (س) لِنَسوءَ (هـ) رسم القرءان ليسئوا علي قراءة الجمع (هـ) ليسودوا (ق) ليحزنوا (وجوهكم) يحتمل رؤساءكم (يم)([70]) (و ليدخلوا المسجد كمادخلوه) رسول الله و اصحابه (ق) (اول مرة و ليتبّروا) ليهلكوا (ما) مصدرية اي حين علوهم (ل) (علوا) يعلون
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 80 *»
عليكم و يقتلونكم (ق) (تتبيراً 7).
(عسي ربكم) اسم (ل) يا المحمد (ق) (انيرحمكم) خبر (ل) ينصركم علي عدوكم (ق) (و ان عدتم) يابني امية (ق) بالسفياني (ق) (عدنا )بالقائم (ق) (و جعلنا جهنم) الاول (يم) (للكافرين حصيراً 8) حبساً يحصرون فيه (ق).
(انّ هذا القرءان) علياً (يم) (يهدي) يدعو (ق) (ث) (للتي) الي الولاية (ث) الي الامام (ث) الي الطريقة (هي اقوم) ثم ذكر القرءان لانه كماكان التورية هدي لبنياسرائيل هذا القرءان ايضاً هدي للامة التي هي اقوم الامم (يم) (و يُبَشِّرُ) مرفوعاً علي قراءة السواد و يَبْشُرَ منصوباً علي قراءة (ح) و (س) (المؤمنين الذين) المحمد (ق) (يعملون الصالحات) يوالون و يعادون في الله (يم) (انّ )بانّ (لهم اجراً كبيراً 9).
(و انّ) بانّ (الذين) بنيامية (ق) (لايؤمنون بالاخرة) بعلي و بالرجعة(يم) (اعتدنا )اصله اعددنا (لهم عذاباً اليماً 10).
(و يدع الانسان) ثم ذكر حال الانسان بمناسبة الذين لايؤمنون (يم) (بالشر) علي اعدائه (ق) (دعاءه) كدعائه (بالخير) لنفسه (ق) (و كان الانسان عجولاً 11) لاعدائه بالشر (ق) يستعجل العذاب (ق).
(و جعلنا الّيل و النهار) ثم ذكر الليل و النهار بمناسبة المؤمن و الكافر و بمناسبة لنريه من اياتنا و في الباطن دولة الباطل و دولة الحق و هما ايتان (يم) (ايتين) يحتمل انيكون الليل اية و النهار اية بنفسيهما ثم يكون فيهما اية اخري و هي الشمس و القمر فلايحتاج الي تقدير نيّري الليل و النهار او ذوي ايتين فهما ايتان و نيّراهما ايضاً ايتان و الشمس اية النهار و القمر اية الليل (يم) (فمحونا اية الّيل )هي السواد في القمر (ث) (و جعلنا اية النهار مبصرة) يبصر الاشياء فيها و ذاك كمايقال «ليل قائم» (هـ) روي سواد القمر محمد رسول الله و روي لااله الاّالله محمد
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 81 *»
رسول الله علي اميرالمؤمنين و سئل النبي9 مابال الشمس و القمر لايستويان في الصغر و النور قال خلقهما الله عزوجل اطاعا و لميعصيا شيئاً فامر الله عزوجل جبرئيل انيمحو ضوء القمر فمحاه الخبر (لتبتغوا فضلاً من ربكم و لتعلموا عدد السنين و الحساب و كل شيء فصّلناه) في الكتاب او ميّزناه تمييزاً (يم) (تفصيلاً 12).
(و كل انسان الزمناه طائره) الولاية (ث) قدره الذي قدّر عليه (ث) خيره و شره معه حيث كان (ث) ثم ذكر حال الانسان بمناسبة قوله و يدع الانسان و بمناسبة المؤمن و الكافر المذكورين قبلهما و في الباطن يذكر اتخاذ عهد الولاية علي كل الامة و هي طائرهم يشقي بها قوم و يسعد بها قوم (يم)([71]) (في عنقه و نخرج له يوم القيمة كتاباً يلقيه) علي المجرد في قراءة السواد و يُلَقّاه علي قراءة (ر) (منشوراً 13) مفتوحاً.
(اقرأ كتابك) اول كتاب كل امرء (ث) (كفي بنفسك) الباء للمدح كقولك ناهيك به (هـ) موضعه رفع علي الفاعلية (هـ) اي اكتف بنفسك (يم) (اليوم عليك حسيباً 14) تمييز.
(من اهتدي فانما يهتدي لنفسه) لامامه فانه له (يم) (و من ضلّ فانما يضلّ عليها) علي نفسه و هي الاول (يم)([72]) (و لاتزر) تحمل (وازرة وزر)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 82 *»
حمل (اخري و ما كنّا معذبين حتي نبعث رسولاً 15) روي انه العقل (هـ) سئل الصادق7 هل جعل في الناس اداة ينالون بها المعرفة قال لا قيل فهل كلفوا المعرفة
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 83 *»
قال لا، علي الله البيان لايكلف الله نفساً الاّ وسعها و لايكلف الله نفساً الاّ مااتيها.([73])
(و اذا اردنا اننهلك) ثم ذكر كيفية الاهلاك بمناسبة معذبين (يم) (قرية امرنا) كثّرنا جبابرتها (ق) عن الائمة اَمَّرْنا اي كثّرنا و روي امرنا كعامرنا (مترفيها )اكابرها (ث) منعّميها (ففسقوا فيها) يمكن انيكون المعني امرنا مترفيها بالطاعة فلمّا فسقوا وجب عليهم العقاب و يشهد به الاية السابقة و يمكن انيكون امرنا صفة القرية و جواب اذا محذوفاً او بمعني كثّرنا مترفيها (يم) (فحقّ) وجب (عليها القول فدمّرناها) اهلكناها (تدميراً 16).
(و كم) منصوب بـاهلكنا (اهلكنا من القرون من بعد نوح) ثم ذكر كثرة المهلكين بمناسبة كيفية الاهلاك (يم) (و كفي بربك) قيل الباء للمدح كقولك اكرمبه و الاحسن انيقال انه بمعني يكتفي بربك (يم) (بذنوب عباده خبيراً بصيراً 17).
(من كان) ثم ذكر حال الفريقين و حال اعطائه اياهما بمناسبة من اهتدي و من ضلّ و بمناسبة المؤمنين و الكافرين السابقين (يم) (يريد العاجلة) الاصنام الثلثة (يم)([74]) (عجّلنا له فيها مانشاء لمن نريد) بدل له (ثم جعلنا له جهنم )
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 84 *»
لانه اذهب طيباته في حيوته الدنيا (يم)([75]) روي من اراد الاخرة فليترك زينة الحيوة الدنيا (يصليها) حال (مذموماً) حال (مدحوراً 18) مبعداً.
(و من اراد الاخرة) الولي الحق (يم)([76]) (و سعي لها سعيها) و اطاعه حق طاعته (يم) (و هو مؤمن) بالولي (يم) (فاولئك كان سعيهم مشكوراً 19)لميستثن لمريد الاخرة كمااستثني لمريد العاجلة مع ان الكل بمشيته ترغيباً ولكن استثني الايمان و هو غير التوحيد و النبوة لان من لميؤمن بهما لايسعي لامر الاخرة فهو الولاية و في الباطن هو الركن الرابع لان العاجلة الاصنام العاجلون و الاخرة الامام الحق فالايمان ايمان بفضلهم فتدبر (يم).
(كلاً) مفعول نمدّ (نمدّ) نعطي (ق) (هؤلاء) بدل (هـ) من يريد العاجلة (يم)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 85 *»
(و هؤلاء) من اراد الاخرة (يم) (من عطاء ربك) من الرحمة الرحمانية (يم) (و ماكان عطاء ربك محظوراً 20) ممنوعاً او محبوساً (هـ) لانه رحماني (يم).([77])
(انظر كيف فضّلنا بعضهم) من اراد الاخرة (يم) (علي بعض) من يريد الدنيا (يم) في الدنيا (و للاخرة) مبتدأ (ل) (اكبر) خبر (ل) (درجات )تمييز (ل) (و اكبر تفضيلاً 21) روي انمايرتفع العباد غداً في الدرجات و ينالون الزلفي من ربهم علي قدر عقولهم و روي ان الثواب علي قدر العقل.
(لاتجعل) ايها السامع (يم) (مع الله الهاً اخر فتقعد) في النار (ق) فتعجز عن القيام بالامور (مذموماً مخذولاً 22) لا ناصر لك.
(و قضي) حكم (ربك) هذه الايات من قوله و قضي ربك الي قوله ملوماً مدحوراً تمام سبع عشرة اية نظير الايات العشر التي في التورية و يعظّمها اليهود و
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 86 *»
يحلف بها (يم) (الاّتعبدوا الاّ اياه و بالوالدين) متعلقه قضي (هـ) بمحمد و علي8 (يم) (ث) (احساناً) احسانهما انتحسن صحبتهما و لاتكلفهما انيسألاك شيئاً مماكانا يحتاجان اليه و ان كانا مستغنيين (ث) (امّا) ان شرطية و ما زائدة (يبلغنّ )علي الافراد في قراءة السواد و يبلغانّ في قراءة (ح) و (س) (عندك الكبر احدهما او كلاهما فلاتقل لهما افٍّ) بالتنوين علي قراءة (ن) و حفص و الباقون بكسرها من غير تنوين و علي قراءة الحمرة فتح الفاء و هي قراءة (ث) و (ر) (هـ) اناضجراك (ث) (و لاتنهرهما) ان ضرباك (ث) لاتخاصمهما (ق) لاتزجرهما باغلاظ (هـ) روي ادني العقوق اف و روي و من العقوق انينظر الرجل الي والديه فيحدّ النظر اليهما (و قل لهما قولاً كريماً 23) قل غفر الله لكما (ث) يكون فيه كرامة لهما.
(و اخفض لهما جناح الذلّ من الرحمة) لاترفع صوتك فوق صوتهما و لايدك فوق ايديهما و لاتقدّم قدامهما (ث) (و قل ربّ ارحمهما كما) علي ما (ربّياني صغيراً 24).
(ربكم اعلم بما في نفوسكم ان) شرط و لايتعلق بماقبله (تكونوا صالحين فانه) جزاء (كان للاوّابين) للتوّابين (ث) و صلوة الاوّابين صلوة فاطمة (ث) دلّ علي ان الصالحين من الاوّابين (يم) (غفوراً 25).
(و ات ذا القربي) المحمد: (ث) (حقه) اثار الامامة، حاصلالخبر كان حق علي الوصية التي جعلت له و الاسم الاكبر و ميراث العلم و اثار علم النبوة (ث) (و المسكين) من ولد فاطمة (ق) النقباء (يم) البالغين من الشيعة (يم) (و ابنالسبيل) من ولد فاطمة (ق) النجباء (يم) السالكين من الشيعة (يم)([78])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 88 *»
المجتاز (و لاتبذّر) تنفق في غير حق (ث) في ولاية علي (ث) (تبذيراً 26) هو خلاف القصد (يم) لايخفي ان المنافقين ارتكبوا جميع هذه المناهي في المحمد:فانهم اشركوا بالاشراك في الولاية و اساءوا بوالدي الايمان و هما محمد و علي8 و افّفوا لهما و نهروهما عن حقهما و لميتذللوا لهما و لميؤتوا حق ذي القربي و مساكين المحمد و ابن سبيلهم و بذّروا اموالهم في دفع المحمد: و بذّروا اموال المحمد بعد ماغصبوها و لميقولوا لهم قولاً ميسوراً و بخلوا عنهم و بسطوا علي عدوهم في دفعهم و قتلوا اولادهم الذين امنوا بهم و اولاد المحمد: و اغتابوهم و هي اشد من الزني و قتلوا سيدالشهداء7و اكلوا اموال يتامي المحمد:و نقضوا عهدهم و لمينصفوهم في الكيل و التوازن ابداً و قالوا فيهم و سمعوا و اضمروا ماليس لهم به علم و مشوا في ارضهم بطراً و رئاء الناس و اشركوا بالله اولاً و اخراً (يم).
(انّ المبذّرين) المنفقين في غير طاعة الله (ث) الاول (يم) روي من انفق شيئاً
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 89 *»
في غير طاعة الله فهو مبذّر و من انفق في سبيل الله فهو مقتصد (هـ) سئل النبي9 في الوضوء سرف قال نعم و ان كنت علي عين جار (كانوا اخوان الشياطين )الثاني (يم)([79]) (و كان الشيطان) الثاني (يم) (لربه) لعلي (يم) (كفوراً 27 )
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 90 *»
فالمبذّر كفور (يم).
(و امّا) ان شرطية و ما مزيدة (تعرضنّ عنهم) عمن امرت باداء حقهم (ابتغاء) علة او حال (رحمة من ربك) اذا كان لك عيال او كنت عليلاً او فقيراً(ق) (ترجوها) صفة رحمة (فقل لهم قولاً ميسوراً 28) تقول يرزقنا الله و اياكم من فضله (ث).
(و لاتجعل يدك) ايها السامع (يم) (مغلولة الي عنقك) فتبخل (يم) (و لاتبسطها كل البسط) فتسرف (يم) (فتقعد ملوماً محسوراً 29) عرياناً (ث) الاحسار الاقتار (ث).
(انّ ربك يبسط الرزق لمن يشاء و يقدر) يضيّق (انه كان بعباده خبيراً بصيراً 30).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 91 *»
(و لاتقتلوا اولادكم) المحمد (يم)([80]) (خشية) علة (املاق)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 92 *»
افلاس (ث) فقر (هـ) ذهاب الدولة عنكم (يم) (نحن نرزقهم و اياكم انّ قتلهم كان خطأ) ذنباً (هـ) بكسر الخاء و القصر و سكون الطاء علي قراءة السواد و ابنذكوان بفتح الخاء و الطاء من غير مد و علي قراءة الحمرة و هي قراءة (ث) خَطاءً بالمد (كبيراً31) في قوله كان خطأ كبيراً من المداراة مالايخفي فانه لميحكم حكماً صريحاً بانه خطأ بل قال كان يعني عند العقلاء و في جميع الشرايع تدبر (يم).
(و لاتقربوا الزني) الزنا من اكبر الكبائر (ث) (انه كان فاحشة و ساء سبيلاً 32).
(و لاتقتلوا النفس) علياً و اولاده (يم)([81]) (التي حرّم الله الاّ بالحق و من قتل) الحسين7 (ث) (مظلوماً) حال (ل) (فقد جعلنا لوليه) القائم (ث) (سلطاناً) للقود (فلايسرف) علي الغائب في قراءة السواد و المخاطب في قراءة (ح) و (س) (هـ) لايسرف علي الغيبة اي الولي و علي الخطاب اي ايها السامع (يم) اذا اجتمع العدة علي القتل يقتل واحد منهم (ث) (في القتل) بانيقتل غير قاتله او يمثّل بالقاتل (ث) و لو قتل اهل الارض به (ث) روي في تفسير الولي ذلك قائم المحمد:
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 93 *»
يخرج فيقتل بدم الحسين فلوقتل اهل الارض لميكن مسرفاً و قوله فلايسرف اي لميكن ليصنع شيئاً فيكون مسرفاً ثم قال يقتل والله ذراري قتلة الحسين7 بفعال ابائها و روي من رضي شيئاً كمن اتاه (انه) الحسين (ث) (كان منصوراً 33) لقتل القاتل من غير تبعة.
(و لاتقربوا مال اليتيم الاّ بالتي هي احسن) اي بالمعروف (ق) (حتي يبلغ اشده) الاحتلام (ث) الدخول في الاربع عشرة سنة (ث) (و اوفوا بالعهد )اذا عاهدت انساناً (ق) (انّ العهد كان مسئولاً 34) ليس فيه رخصة (ث).
(و اوفوا) اتموا (الكيل اذا كلتم و زنوا بالقسطاس) بكسر القاف علي قراءة (ح) و (س) و حفص و بالضم علي قراءة الحمرة (المستقيم) هو الميزان الذي له لسان (ث) (ذلك خير و احسن تأويلاً 35).
(و لاتقف) لاتقل (ق) لاتتبع (ماليس لك به علم انّ السمع) ابابكر (ث) عماسمع (ث) (و البصر) و عمر (ث) عمانظر اليه (ث) (و الفؤاد) و عثمان(ث) عما عقد عليه (ث) (كل اولئك) اولئك و هؤلاء للجمع القليل من المذكر و المؤنث (كان عنه) عن علي7 (ث) (مسئولاً 36) قوله كل اولئك كان عنه مسئولاً الضمير راجع الي الكل و المسئول هو الانسان اي يسأل الانسان عن جوارحه فيمااستعملها فالجوارح مسئول عنها او ضمير عنه راجع الي الاتباع و المسئول الجوارح فيسأل السمع عماسمع و البصر عمارأي و الفؤاد عما اعتقد او راجع الي ماليس او الي العلم او المرجع ليس في اللفظ و ليس من غرايب القرءان ببعيد (يم).([82])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 94 *»
(و لاتمش في الارض مرحاً) بطراً (ق) تمييز (هـ) او حال (انك لنتخرق الارض) لنتبلغها كلها (ق) (و لنتبلغ الجبال طولاً) حال (هـ) او تمييز.
(كل ذلك) اي ما مرّ من الاوامر و النواهي (كان سيّئه) علي قراءة الكوفيين و (ر) و سيّئةً علي قراءة الحمرة (هـ) اي مانهي عنه منها (يم) (عند ربك مكروهاً 38) لميغلظ فيها و لميتواعد عليها لانها نزلت بمكة في اول الاسلام (ث) جملة هذه المعاصي المنهي عنها ثلثة عشر اولها الشرك بالله و ثانيها عقوق الوالدين الظاهرين و الباطنين و ثالثها منع حقوق ذوي القربي و المساكين و ابنالسبيل الظاهرة و الباطنة و رابعها موالات اعداء الله و هو التبذير و خامسها منع الحقوق المالية و سادسها الاسراف و سابعها قتل الاولاد و النفوس و ثامنها الزنا و تاسعها اكل مال اليتيم ظلماً و عاشرها مخالفة العهد و حاديعشرها التطفيف و ثانيعشرها اتباع ماليس لك به علم و ثالثعشرها الاستكبار عن الحق و علي اهله او مطلقه (يم).
(ذلك ممااوحي اليك) ايها السامع بواسطة محمد9 (يم) (ربك من الحكمة و لاتجعل) ايها السامع (يم) (مع الله الهاً اخر فتلقي) منصوب باضمار
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 95 *»
ان لكونه جواب النهي بالفاء (في جهنم ملوماً) حال (مدحوراً 39) بدل (هـ) مبعداً.
(أفاصفيكم) اختصكم (هـ) ايها القريش (ق) (ربكم بالبنين و اتخذ من الملئكة) اصحاب محمد و مملوكيه (يم) (اناثاً) الثاني (يم)([83]) (انكم لتقولون قولاً عظيماً 40).
(و لقدصرّفنا) كررنا (هـ) ذكرنا علياً (ق) (ث) في رد البنات او مطلق القول (يم) (في هذا القرءان ليذّكّروا) علي قراءة السواد و ليَذْكُروا علي قراءة (ح) و (س) (و مايزيدهم) بنيامية (يم)([84]) (الاّ نفوراً 41) حال (ل).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 96 *»
(قل لوكان معه) مع علي (يم)([85]) (الهة) ائمة (يم) (كمايقولون) علي قراءة (ث) و حفص و تقولون علي قراءة الباقين (هـ) من الخلفاء (يم) (اذاً لابتغوا )الالهة (يم) (الي ذي العرش سبيلاً 42) لانهم ليسوا بذوي العرش (يم) اي جعلوا محمداً قدوتهم و اسوتهم (يم) كماابتغي علي الي الله سبيلاً و هو محمد9(يم) لوكان الاصنام الهة لصعدوا الي العرش (ق) لابتغوا اي الالهة الي ذي العرش سبيلاً اي طريقاً و وسيلة تقربهم منه زلفي لعلمهم بانه اعلي منهم و يمكن انيكون المعني لابتغوا اي القائلون الي ذي العرش سبيلاً و عرفوه و احاطوا به لان من كان له شركاء و نظراء يمكن معرفته لانه حادث مثل نظرائه مخلوق او المعني لابتغوا الالهة سبيلاً اي للعداوة و دفع ذي العرش فان الاله من يقهر من سواه و يتوحد في الملك (يم) اعلم ان كل متعددين لابد فيهم من عام ظاهر بهم يعطيهم اسمه و حده و ذلك العام مقام الرحمن و
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 97 *»
المتعددون عرشه و ملكه و هو اي الرحمن العام علي عرشه اي ملكه و انواره استوي اي احتوي فلوكان معه الهة لتعددوا و صاروا عرشاً لرحمن البتة فاذاً ابتغوا الي ذيالعرش اي الرحمن الذي هو مالكهم سبيلاً ليتقربوا بعبادته اليه. و وجه اخر في «السبيل» ان المتعددين ابداً ممنوعون عن نيل الاحد كالاعضاء و الروح فاذا تعددوا لايصلون الي العالي و يبتغون لهم قلباً ليكون لهم سبيلاً الي الروح موصلاً اليه مخبراً عنه فالمعني انه اذا تعددوا احتاجوا الي عبادة ربهم و احتاجوا الي نبي ينبئهم عن ربهم كماقال في اية اخري اولئك الذين يدعون يبتغون الي ربهم الوسيلة ايهم اقرب (يم).
(سبحانه و تعالي عمايقولون) بالياء علي السواد و التاء علي قراءة (ح) و (س) (علوّاً كبيراً 43).
(تسبّح) بالتاء علي قراءة السواد و بالياء علي قراءة الحرميين و (ر) و ابيبكر (له السموات السبع و الارض و من فيهن و ان من شيء الاّ يسبّح) نقض الجدار تسبيحه (ث) (بحمده) بمحمد و المحمد (يم)([86]) روي ما من صيد يصاد الاّ
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 98 *»
بتضييعه التسبيح (ولكن لاتفقهون) اي ربما تدركون ولكن لاتفقهون (يم) (تسبيحهم انه كان حليماً غفوراً 44).
(و اذا قرأت القرءان جعلنا بينك و بين الذين لايؤمنون) الشياطين (ق) (بالاخرة حجاباً مستوراً 45) علي بناء النسب اي ذاستر (هـ) و يمكن انيكون المستور مفعولاً حقيقة فانه لايجعل حقيقة حجاباً مدركاً بالعين كالستر المرخي و انما هو حجاب مستور عن الاعين و هو صرف الله بقدرته الاعداء عن القارئ و منعه تعالي (يم).
(و جعلنا علي قلوبهم اكنّة انيفقهوه و في اذانهم وقراً و اذا ذكرت) الجهر بالبسملة (ث) (ربك) الذي خص علياً بماخصه (يم) (في القرءان) اي البسملة (ث) (وحده ولّوا علي ادبارهم نفوراً 46) حال (يم).
(نحن اعلم بمايستمعون به) بسببه اي بغرضهم (اذ يستمعون اليك و اذ هم نجوي) متناجون (هـ) نجوي اسم السارّين و مصدر ناجاه (اذ يقول الظالمون ان تتبعون الاّ رجلاً مسحوراً 47) سُحِر او خدع او ذاسحر.
(انظر كيف ضربوا لك الامثال) اي نصبوا بعدك الخلفاء و جعلوهم امثالاً
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 99 *»
لك فضلوا عن مثلك الاعلي (يم)([87]) (فضلّوا فلايستطيعون سبيلاً 48) ولاية علي (يم).
(و قالوا) الدهرية (ق) (ء) أنبعث (اذا كنّا عظاماً و رفاتاً) غباراً (ءانّا لمبعوثون) في الرجعة (يم) لايعمل مبعوثون في اذا لان مابعد انّ و لام الابتداء لايعمل فيما قبله (خلقاً جديداً 49).
(قل كونوا) يمكن انيكون امر تكويني و قدفعل (يم)([88]) (حجارةً او حديداً 50).
(او خلقاً) هو الموت (ث) (ممايكبر في صدوركم) فانكم تعودون (يم) المراد كونوا حجارة او حديداً لاتقبل الحيوة عندكم بل كونوا موتاً اي نفس الموت الذي
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 100 *»
هو ضد الحيوة فان الله يحييكم كمايحيي نفس الموت في صورة كبش املح و يأتي به يوم القيمة فنقيض الشيء اكبر شيء عن قبول صفة النقيض في صدر الانسان و هو الموت هنا (يم) يحتمل انه تعالي بعد استغرابهم البعث بصيرورتهم رفاتاً قال كونوا حجارة أليس الحجارة بعد تفتتها تحيي و تذاب و تعود حجراً كالزجاج و البلور و غيرهما من الجواهر او كونوا حديداً أليس الحديد يحيي بعد تكلسه و يعود حديداً او مايكبر في صدوركم كالفضة و الذهب فانكم تعظمونهما أليسا اذا كلّسا يحييان و يعودان فضةً و ذهباً فاي عجب في عود عظامكم بعد تفتتها خلقاً جديداً فانزلهم بهذا المثل من الانكار الي التجويز فقالوا جوّزنا ذلك فقلنا بامكانه فقل الان من يعيدنا فقال الذي فطركم اول مرة و هو اصعب البتة فنزلوا درجة فقالوا متي يكون ذلك فقال عسي علي الاحتمال فلمااحتملوا القرب انذرهم بقوله يوم يدعوكم الاية (يم) (فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم اول مرة فسينغضون اليك رءوسهم) يحركون رءوسهم استهزاء (و يقولون متي هو قل عسي انيكون قريباً 51).
(يوم يدعوكم) في موضع الجر (فتستجيبون) عطف علي يدعوكم (بحمده) الباء للحال اي متلبسين بحمده (و تظنّون) عطف او حال (ان لبثتم الاّ قليلاً 52) ظرف اي زماناً قليلاً.
(و قل لعبادي) للشيعة (يم) في هذه الاضافة و النسبة لذة ليس فوقها لذة تهوّن كل شديدة و اولئك قوم مخصوصون و هم المشاراليهم بقوله و عباد الرحمن الذين يمشون الاية (يم)([89]) (يقولوا) جواب امر محذوف (هـ) قولوا التي هي احسن
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 101 *»
(التي) المقالة التي (هي احسن) هي القول بفضل المحمد: (يم)([90]) يحتجوا بالقرءان (يم) (انّ الشيطان) الثاني (يم) (ينزغ) يفسد (بينهم) لو لميقولوا التي هي احسن (يم) (انّ الشيطان) الثاني (يم) (كان للانسان) لعلي و شيعته (يم)([91])(عدواً مبيناً 53) ظاهراً او مظهراً للعداوة.
(ربكم) الذي هو وليكم (يم) (اعلم بكم) من انفسكم لانه اولي بكم منكم (يم) (ان يشأ يرحمكم) بفضله (او ان يشأ يعذّبكم) بعدله (و
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 102 *»
ماارسلناك عليهم وكيلاً 54).
(و ربك) الذي فضّل علياً بعدك علي الخلق اجمعين (يم) (اعلم بمن في السموات و الارض) منهم (يم) (و لقدفضّلنا بعض النبيين علي بعض) روي ان الله فضّل اولي العزم من الرسل علي الانبياء بالعلم و فضّلنا عليهم في فضلهم و علّم رسول الله9 مالايعلمون و علّمنا علم رسول الله فروينا لشيعتنا فمن قبله منهم فهو افضلهم و اينمانكون فشيعتنا معنا (و اتينا داوود زبوراً 55) بفتح الزاء علي قراءة السواد و ضمها علي قراءة (ح).
(قل ادعوا الذين زعمتم من دونه) الاصنام (يم) في هذه الاية من وعد الاجابة ما لايخفي (يم) (فلايملكون كشف الضرّ) ضرّ الجهل او غيره (عنكم و لا تحويلاً 56 )للضرّ الي غيركم (هـ) او الي حالة تحبونها.
(اولئك) مبتدأ (الذين) صفة (يدعون) من المسيح و الملائكة و الاصنام (يبتغون) خبر (الي ربهم) اي الولي (يم) (الوسيلة) القربة (هـ) ظهر منه ان ابتغاء الوسيلة شأن كل مؤمن و يجب علي كل مؤمن انيبتغيها و هو من شروط الايمان كماقال في موضع اخر فابتغوا اليه الوسيلة (يم)([92]) (ايّهم) مبتدأ (ل) بدل ضمير يبتغون اي يبتغي الذي اقرب (ل) (اقرب) خبر (ل) و المعني الصحيح و الله اعلم ان المراد بـالذين يدعون الانبياء و الحجج و الملائكة الذين غلا فيهم الناس و الاّ فاهل الباطل لايبتغون الي ربهم الوسيلة و ايّهم اقرب اما مفعول ثان ان كان يبتغون بمعني يتخذون و لاضير و اما بدل الوسيلة ان كان بمعني يطلبون فالمعني ان المدعوّن
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 103 *»
يتخذون اقربهم الي الله وسيلة يتوسلون به الي الله و يتوجهون به اليه و الذي زعموه انه بدل ضمير يبتغون فذلك لايحتمل فان معناه ان غير الاقرب لايبتغي وسيلة و الحال ان غير الاقرب منهم ايضاً طالب الوسيلة فـايّهم بدل الوسيلة او مفعول ثان البتة و قولنا يبتغون بمعني يتخذون كقوله ابغيكم الهاً اي اخذكم الهاً فانصف و هذا علي مذهب من يقول ببناء اي اذا اضيف و كان صدر صلته محذوفاً فالمعني ايهم هو اقرب (يم) (و يرجون رحمته و يخافون عذابه) عن الصادق7 في وصية لقمان خف الله عزوجل خيفة لوجئته ببرّ الثقلين لعذّبك و ارج الله رجاء لوجئته بذنوب الثقلين لرحمك (انّ عذاب ربك) الذي رحمته للابرار و نقمته للفجار (يم) (كان محذوراً 57).
(و ان من قرية الاّ نحن مهلكوها) هو الفناء بالموت (ث) (قبل يوم القيمة او معذّبوها عذاباً شديداً) بالخسف و الموت و الهلاك (كان ذلك في الكتاب مسطوراً 58) مكتوباً.
(و مامنعنا) نزلت في قريش (ق) (ان) مصدرية و مفعول ثان (نرسل بالايات) الرسول بمصاحبة الايات (يم) هذه الاية جواب قولهم لولا انزل عليه اية من ربه (الاّ ان) مصدرية و فاعل منع (كذّب بها الاولون) كنّا اذا ارسلنا الي قريش اية فلميؤمنوا بها اهلكناهم فلذلك اخّرنا عن قومك الايات (ق) (ث) (و اتينا ثمود الناقة مبصرة) حال (هـ) اي ذات ابصار او بينة (هـ) مبصرة اي ايته مبصرة فاقيم الوصف مقام الموصوف (يم) (فظلموا بها) فاهلكناهم (يم) (و مانرسل )عطف علي مامنعنا (ز) (بالايات) بالايات الباء مزيدة او حال و المفعول محذوف (ز) (الاّ تخويفاً 59).
(و) اذكر (اذ قلنا لك انّ ربك احاط بالناس) علماً (و ماجعلنا الرؤيا التي اريناك) صعود زريق و زفر علي المنابر يردّون الناس ضلاّلاً (ث) (الاّ فتنةً )ليعمهوا فيها (ث) (للناس) للناسين للعهد (يم) (و الشجرة) عطف علي الرؤيا
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 104 *»
(الملعونة) بنيامية (ث) (في القرءان) روي نزلت هكذا و ماجعلنا الرؤيا التي اريناك الاّ فتنةً لهم ليعمهوا فيها و الشجرة الملعونة (و نخوّفهم فمايزيدهم) يزيد بنيامية (يم)([93]) التخويف (الاّ طغياناً) مفعول ثان (هـ) تجاوزاً عن الحد (كبيراً 60).
(و اذ قلنا للملئكة) لامة محمد المالكين بعض علومه (يم)([94]) لمّا ذكر حال غاصبي مقامه و المتخلفين عن حكمه اراد انيمثّل مثالاً و يبيّن السرّ بالمثل (يم)(اسجدوا لادم) اطيعوا علياً (يم)([95]) (فسجدوا الاّ ابليس )
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 105 *»
الاول (يم)([96]) (قال ءاسجد لمن خلقت طيناً 61) من طين.
(قال ارأيتك) اخبرني (هـ) الكاف للتأكيد زائدة (هـ) عن (هذا) مفعول (الذي كرّمت علي) لِمَ كرّمته علي (لئن اخّرتن) اثبت الياء في الحالين (ث) و في الوصل (ن) و (و) (الي يوم القيمة لاحتنكنّ) لاستأصلنّ (هـ) لافسدنّ (ق) (ذريته الاّ قليلاً 62).
(قال اذهب فمن تبعك منهم فانّ جهنم جزاؤكم جزاءً موفوراً 63) كاملاً.
(و استفزز) استخفّ (ز) امر تهديد (هـ) استقطع عن الحق (من استطعت منهم بصوتك) بدعائك و منها الغنا (هـ) كل دعاء الي باطل صوت شيطان كما ان كل دعاء حق صوت الرحمن في الدعاء لايسمع فيها صوت الاّ صوتك (يم) (و اجلب )
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 106 *»
سق بصوتك (عليهم بخيلك) بخياليك (ز) (و رجلك) بكسر الجيم علي قراءة السواد و هي قراءة حفص و سكونها علي قراءة الحمرة (هـ) و راجليك (ز) (و شاركهم في الاموال) ماكان من مال حرام (ث) (و الاولاد) اذا لميسموا عند العمل (ث) ربما خلق من احدهما و ربما خلق منهما جميعاً (ث) روي من احبنا كان نطفة العبد و من ابغضنا كان نطفة الشيطان (هـ) يقول في ذلك الوقت اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم (ث) روي ان الله حرّم الجنة علي كل فحاش بذي قليل الحياء لايبالي ماقال و لا ماقيل له فان فتشته فلمتجده الاّ لغية او شرك شيطان و روي من لميبال ماقال و لا ماقيل فيه فهو شرك شيطان و من لميبال انيراه الناس مسيئاً و من اغتاب اخاه المؤمن من غير ترة بينهما فهو شرك شيطان (و عدهم و مايعدهم الشيطان الاّ غروراً 64) ان قيل فالشيطان مأمور بهذه الاعمال فلااثم عليه اقول ان هذا الامر من الله سبحانه امر خذلان كمايقول المولي المنضجر عن عبده اذهب حيث شئت و افعل ماشئت فالله سبحانه امر ولكن الامر للشيطان امر خذلان و هذه التخلية للشيطان فتنة للعباد و تمييز لولد الشيطان من ولد ادم فان ولد كل طير يتبع هديره و صفيره لامحالة (يم).
(انّ عبادي) نزلت في علي7 (ث) الشيعة عباد نفس الله (يم)([97]) روي نحن
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 107 *»
نرجو انتجري فيمن احب من عباده (ليس لك عليهم سلطان و كفي بربك )يامحمد (وكيلاً 65) مناسبة و كفي بربك وكيلاً لاجل قوله انه ليس له سلطان علي الذين امنوا و علي ربهم يتوكلون (يم).
(ربكم الذي يزجي) يسوق حالاً بعد حال (لكم الفلك) ولاية علي و اله (يم) (في البحر) في بحر الفتن (يم)([98]) (لتبتغوا من فضله انه كان بكم رحيماً 66).
(و اذا مسّكم الضرّ) جهالة (يم)([99]) (في البحر) في بحر الفتن (يم) (ضلّ) بطل (ق) (من تدعون) الخلفاء (يم) (الاّ اياه) علياً7 (يم) (فلمّا نجّيكم الي البرّ) علي بعلمه الي بَرّ المعرفة و البِرّ و الهداية (يم) الي البرّ بتفسير ظاهر
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 108 *»
الظاهر اي البارّ و هو علي7 بالاجماع (يم)([100]) (اعرضتم و كان الانسان) الاول و اخوانه (يم) (كفوراً 67).
(أفأمنتم انيخسف) علي الغائب في قراءة السواد و المتكلم علي قراءة (ث) و (و) (هـ) يغيبكم في الارض (بكم جانب البرّ او يرسل) علي القراءتين (عليكم حاصباً) عذاباً و هلاكاً (ق) مايرمي بالحصبا (هـ) او ريح ذات حصب (ثم لاتجدوا لكم وكيلاً 68) يقول الله سبحانه لاعداء علي7 اذا سئلتم عن مسألة جهلتم ففزعتم الي علي فلما افتيكم فيه اعرضتم و كفرتم نعمته أفأمنتم بعد ماافتيكم و سررتم انيكون في فتواه حجة علي ابطالكم او امنتم انتسألوا عن مسألة اخري ثانياً ثم لاتعلموا و يظهر جهلكم و بطلانكم بماكفرتم نعمة علي (يم).([101])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 109 *»
(ام امنتم انيعيدكم) علي القراءتين علي نحو ما مرّ (فيه تارة اخري فيرسل) ايضاً علي القراءتين (عليكم قاصفاً) اي عاصفاً (ث) ريحاً ذات قصف اي كسر (من الريح) يجيء من كل جانب (ق) (فيغرقكم) علي القراءتين ايضاً (بماكفرتم ثم لاتجدوا لكم علينا به تبيعاً 69) يتبعنا و يطالبنا بحقكم.
(و لقد كرّمنا بنيادم) الشيعة (يم)([102]) روي في صورة الادميين انها اكرم صورة علي اللّه (هـ) المؤمن من بنيادم و الكافر من ولد ابليس و روي ان اللّه لايكرم روح الكافر ولكن يكرم ارواح المؤمنين و انما كرامة الدم و النفس بالروح (هـ) روي ماخلق الله عزوجل خلقاً اكرم علي الله عزوجل من مؤمن لان الملائكة خدام المؤمنين و ان جوار الله للمؤمنين و روي لا احد من محبي علي7 نظف قلبه من الغش و الدغل و العلل و نجاسة الذنوب الاّ كان اطهر و افضل من الملائكة و روي ان في الملائكة من باقة بقل خير منه و روي ان الله ركّب في الملائكة عقلاً بلاشهوة و ركّب في البهائم شهوة بلاعقل و ركّب في بنيادم كليهما فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة و من غلب شهوته عقله فهو شر من البهائم (و حملناهم في البرّ و البحر و رزقناهم من الطيبات) الثمار كلها (ث) من العلوم (ث) و الرزق الطيب هو العلم (يم)([103])(و فضّلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلاً 70) لانهم يأكلون بيدهم (ث) وجه
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 110 *»
الكثير ان عمم بنيادم ان المراد بالمفضلعليه الحيوان للمشاكلة في بعض الصفات الموجبة لصحة التفضيل فلايفضّل الانسان علي النبات و الجماد كقولهم من فضّل علياً علي عمر فقد كفر و ان خصص فالمفضلعليه باقي الاناسي او مع الحيوان في الظاهر (يم) او بنوادم مفضلون علي ماسوي محمد و المحمد و هم كانوا قبل ادم لقوله9كنت نبياً و ادم بين الماء و الطين او بنوادم ماسوي الانبياء كماهو ظاهر الاستعمال و هم فضلوا علي ماسوي الانبياء سواء كان بنوادم المؤمنين كمافي الباطن او كل الناس (يم).
(يوم) عامله يقرءون (يم) (ندعوا كل اناس بامامهم) الباء للتعدية (ل) في موضع المفعول الثاني (ل) او حال (ل) الذي مات بين ظهرانيهم (ث) حق او باطل (ث) و قيل امام جمع امّ كخفّ و خفاف (فمن اوتي كتابه) امامه (ث) (بيمينه فاولئك يقرءون كتابهم و لايظلمون فتيلاً 71) ما علي ظهر النواة (ق) ما في بطن النواة (هـ) و حذف من اوتي كتابه بشماله للوضوح (هـ) قوله لايظلمون مفهوم الشرط ان من اوتي كتابه بشماله فاولئك يظلمون و لا منع منه فانه لميذكر الظالم فاصحاب اليمين لايظلمون اي لايظلمون انفسهم و اصحاب الشمال يظلمون انفسهم و قوله فتيلاً يعني شيئاً و اما يقرءون كتابهم فاصحاب الشمال لايقرءون كتابهم هنا خجلاً و علماً بانه لا صالح فيه (يم) و يمكن انيكون و لايظلمون عطفاً علي ندعوا و يكون المراد جميع الناس (يم).
(و من كان في هذه اعمي) اي في ايات الكتاب (ث) عن الحقائق الموجودة (ث) بالالف علي قراءة السواد و الياء الساكنة علي قراءة (و) و (ح) و (س) و ابيبكر (هـ) نزلت في ابنالعباس و ابيه (ث) منه المسوّف للحج حتي يموت (ث) (فهو في الاخرة) في الرجعة (ث) (اعمي) بالالف علي قراءة السواد و الياء الساكنة علي قراءة (ح) و (س) و ابيبكر (هـ) عمي القلب ثلاثي و عمي العين رباعي (ل) فيه معني التعجب (ل) (و اضلّ سبيلاً 72) قوله في هذه اي في امر
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 111 *»
الامامة التي مرّ ذكرها فمن كان في الامامة ضالاً فهو في الاخرة اضلّ و اعمي الثاني افعل و الاول اسم او نقول من كان في الدنيا اعمي لايعرف مصالح الدنيا فهو في امر الاخرة اعمي او من كان في الدنيا اعمي عن رؤية الايات و دركها فهو في الاخرة اعمي و يمكن انيراد بـهذه كل قريب و بـالاخرة كل متأخرة بعيدة عنه (يم).
(و ان) مخففة (كادوا ليفتنونك) ليصرفونك (هـ) ايها السامع (يم) (عن الذي اوحينا اليك) في علي (ث) (لتفتري علينا غيره) غير علي7 (يم) (و اذاً) اي لو اجبتهم (لاتخذوك خليلاً 73) صديقاً (ق).
(و لولا ان) مصدرية (ثبّتناك) ايها السامع (يم) (ث) (لقد كدت تركن اليهم شيئاً) يمكن انيكون مفعول ثبّتناك (يم) (قليلاً 74).
(اذاً لاذقناك) عذاباً (يم) (ضعف الحيوة) مثل عذاب الحيوة اي مثل عذاب الدنيا (يم) عذاباً مضاعفاً المه و الحاصل عذاب الدنيا و الاخرة (و ضعف الممات )اي ضعف ما في الحيوة من الالام و ضعف ما في الممات من الالام (يم) (ثم لاتجد لك علينا نصيراً 75).
(و ان) ما (يم) (كادوا ليستفزّونك) الاّ (يم) يستقطعونك (من الارض )من مكة (ق) (ليخرجوك منها و اذاً) اي لوفعلوا ذلك (لايلبثون خلافك )بالسواد علي وزن فعال بالكسر و علي قراءة (و) و الحرميين خَلْفَك (الاّ قليلاً 76 )سنة بعد الهجرة (ق) حتي قتلوا ببدر (ق).
(سنة) مصدر من غير لفظ لايلبثون (هـ) او كسنة (ل) سنة الله يمكن انتكون مصدر محذوف اي سنّ الله سنة (ل) يمكن انيفسر سنة من قدارسلنا في تفسير ظاهر الظاهر سنة يعني من الزمان بدل قليلاً و يكون اخباراً باستيصالهم بعد سنة من الهجرة (يم) (من قدارسلنا قبلك من رسلنا و لاتجد لسنّتنا تحويلاً 77).
(اقم الصلوة لدلوك الشمس) من زوال الشمس (ث) من عند دلوك (الي غسق الّيل) انتصافه (ث) (و قرءان) عطف علي الصلوة (ل) (الفجر انّ قرءان
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 112 *»
الفجر كان مشهوداً 78) يشهده ملائكة الليل و ملائكة النهار (ث).
(و من الّيل فتهجّد) الق الهجود اي النوم عن نفسك (به) بالقرءان (نافلةً لك )سئل الصادق7 عن النوافل فقال فريضة ففزع السامعون فقال انما اعني صلوة الليل علي رسول الله ان الله يقول و من اللّيل الاية (عسي انيبعثك ربك مقاماً محموداً 79) هو الشفاعة (ث) يحمدك كل الخلق علي نعمك عليهم في الدنيا و الاخرة و شفاعتك للخلق و ذلك ان المقام المحمود مقام الشفاعة كما روي (يم).([104])
(و قل ربّ ادخلني مدخل) ادخال (صدق و اخرجني مخرج) اخراج (صدق و اجعل لي من لدنك سلطاناً) استيلاء (نصيراً 80) ناصراً (هـ) السلطان النصير هو علي7 نصره الله به (يم).([105])
(و قل جاء الحق) بشّر بخروج القائم (يم) روي اذا قام القائم اذهب دولة الباطل (و زهق الباطل انّ الباطل كان زهوقاً 81) هالكاً (هـ) دلت الاية علي مسألة التقرير و فيها هداية الضرير (يم).
(و ننزّل من القرءان) من علي الي شيعته علوماً (يم) (ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين) انما الشفاء في علم القرءان (ث) روي ما اشتكي احد من المؤمنين شكاية
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 113 *»
قط و قال باخلاص نية و مسح موضع العلة و ننزّل من القرءان الاية الاّ عوفي من تلك العلة اي علة كانت (و لايزيد الظالمين) المحمد حقهم (ث) (الاّ خساراً 82) نقصاناً.
(و اذا انعمنا) بالخلافة الظاهرة (يم) (علي الانسان) علي الاول (يم)([106]) (اعرض) عن الحق (يم) (و نـئا) علي قراءة السواد و قرأ ابنذكوان ناءَ (هـ) بعد (بجانبه) عنّا (و اذا مسّه الشرّ) في دولة الحق (يم) (كان يئوساً 83 )قنوطاً.
(قل كل يعمل علي شاكلته) نيته (ث) طريقته و طبيعته اي مايشاكله (هـ) روي النية افضل من العمل الا و ان النية هي العمل ثم قرأ الاية و روي بالنيات خلّد هؤلاء و هؤلاء ثم تلا الاية (فربكم اعلم بمن هو اهدي سبيلاً 84).
(و يسئلونك عن الروح) خلق اعظم من جبرئيل و ميكائيل لميكن مع احد ممن مضي غير محمد و هو مع الائمة يسددهم و ليس كل ماطلب وجد (ث) روي انما الروح خلق من خلقه له بصر و قوة و تأييد يجعله في قلوب المؤمنين و الرسل و روي هي التي في الدوابّ و الناس هي من الملكوت و القدرة (قل الروح من امر ربي و مااوتيتم من العلم الاّ قليلاً 85) منكم (ث) كثير فيكم قليل عند الله (ث) الاّ قليلاً يعني شيئاً يسيراً و يمكن انيكون المعني الاّ قليلاً منكم فانهم اوتوا العلم ففي الاول استثناء من العلم و مصدر لان المعني ماعلمتم الاّ علماً قليلاً و في الثاني منصوب بالاستثناء (يم).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 114 *»
(و لئن) موطئة للقسم (ز) (شئنا لنذهبنّ) جواب القسم ساد مسد جواب الشرط (ز) (بالذي اوحينا اليك) ايها السامع (يم) بمحوه من صدوركم (ثم لاتجد لك به) اما بمعني فيه و متعلقه وكيلاً و اما سببية اي بسبب الاذهاب (يم) (علينا وكيلاً 86).
(الاّ رحمة) لكن ابقيناه رحمة (يم) (من ربك انّ فضله كان عليك كبيراً 87).
(قل لئن اجتمعت الانس و الجن علي انيأتوا بمثل هذا القرءان) و لو طلباً من الله (يم) (لايأتون بمثله) من المماثلة انيكون مثله في الحقيقة و الحقّية و موافقة الحكمة و الامر بالخيرات و مايوافق سياسة الملك و النهي عن الشرور و مايكون سبب الفساد و لايأتون بمثل ذلك ابداً (يم) (و لوكان بعضهم لبعض ظهيراً 88 )معيناً.
(و لقد صرّفنا) كررنا (ز) برهان لعدم اتيانهم بمثله (يم) (للناس في هذا القرءان من كل مثل) علي اثبات ولاية علي7 (يم)([107]) (فابي اكثر الناس) نزلت بولاية علي (ث) (الاّ كفوراً 89) و انكروا كونه من عند الله (يم) تدل علي ان في القرءان صفة كل موجود و بيان كل حكم فمن يستطيع انيؤدي كلاماً بمقدار القرءان و يكون فيه بيان كل علم و شيء (يم).
(و قالوا لن نؤمن لك حتي تفجر) تشقّ (هـ) من الثلاثي علي قراءة الكوفيين و التفعيل علي قراءة الحمرة (لنا من الارض ينبوعاً 90) عيناً يفور منها الماء.
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 115 *»
(او تكون لك جنّة) بستان (ق) (من نخيل و عنب فتفجّر) تشقق (الانهار خلالها تفجيراً 91).
(او تسقط السماء كما زعمت علينا كِسَفاً) علي قراءة (ن) و (ص) و (ر) و قرأ الباقون كِسْفاً (هـ) قطعاً (ز) (او تأتي بالله و الملئكة قبيلاً 92) كثيراً (ق) قبيلاً اي كفيلاً يتقبلون حقية قولك او هو جمع قبيلة او معناه مقابلاً معايناً و الفعيل واحده و جمعه سواء (هـ) فامة نبينا9 سألوا اعظم مماسأل امة موسي نبيهم فانهم قالوا ارنا الله و هؤلاء قالوا تأتي بالله نعوذبالله (يم).
(او يكون لك بيت من زخرف) ذهب (ق) ذهب و زينة (او ترقي في السماء و لننؤمن لرقيّك) لصعودك و هو مصدر رقي (حتي تنزّل علينا كتاباً نقرؤه )فيه من الله الي فلان ان محمداً صادق (ق) (قل) علي صيغة الامر علي قراءة السواد و الماضي علي قراءة (ث) و (ر) (سبحان ربي هل كنت الاّ بشراً )فكيف اقدر علي اناتي بالله نعوذبالله و ان كنت اقدر علي بعض ماسألتم باذن الله (يم) (رسولاً 93).
(و مامنع الناس انيؤمنوا) مفعول ثان (ل) (اذ جاءهم الهدي الاّ انقالوا) فاعل منع (ل) (أبعث الله بشراً رسولاً 94) لِمَ لميبعث ملكاً (يم).
(قل لوكان في الارض ملئكة يمشون مطمئنين) قاطنين (لنزّلنا عليهم من السماء ملكاً رسولاً 95) يمكن ان يراد بالاية ان الرسول لابد و انيكون من جنس المرسل اليه فانتم بشر و ارسلنا اليكم بشراً فلوكان بدلكم في الارض ملائكة لارسلنا اليهم ملكاً لانه لابد و انيكون الرسول من جنس المرسل اليه (يم).
(قل كفي بالله) قيل الباء زائدة (هـ) الصحيح ان معناه يكتفي بالله (يم) (شهيداً) تمييز (هـ) لقدتكرر في القرءان كفي بالله شهيداً و ما في معناه و قضية الكفاية نص صريح في ان الحجة من الله لايحتاج وجوباً الي شاهد اخر مع الله فليس المعجز من لوازم اثبات النبي و هو تفضل بل المعجز دليل العصمة و العمل بمايدعو اليه
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 116 *»
و يكفي تقرير الله اياه و عدم تكذيبه اياه اذ علي كل حق حقيقة و علي كل صواب نور فاكتف لكل حق بتصديق الله و توكل عليه فانما عليه يتوكل المؤمنون (يم) (بيني و بينكم انه كان بعباده خبيراً بصيراً 96) استدلال بالتقرير الذي هو قرة عين كل بصير و لاينبؤك مثل خبير (يم).
(و من يهد الله) اي يهديه (فهو) راجع الي اللفظ (المهتد و من يضلل )الافراد من جهة اللفظ (فلنتجد لهم) راجع الي المعني (اولياء من دونه) في افراد الضمير في المهتدي و جمعه في الضال اشارة الي قلة المؤمنين و كثرة الضالين و اتحاد المؤمنين و اختلاف المنافقين هذا و اذا اريد الارجاع الي اللفظ و المعني بدأ باللفظ (يم) (و نحشرهم يوم القيمة علي وجوههم) جباههم (ث) مكبين علي وجوههم (يم) (عمياً و بكماً و صمّاً مأويهم جهنم كلما خبت) سكنت. القمي: انطفت (هـ) الجملة حال او معترضة لامحل لها من الاعراب (زدناهم سعيراً 97 )تمييز (هـ) لهيباً (هـ) روي ان في جهنم لوادياً يقال له سعير اذا خبت جهنم فتح يسعرها و هو قول الله كلما خبت الاية هـ علي هذا سعيراً منصوب بنزع الخافض اي من السعير او مفعول ثان فانه يزاد في جهنم لهيب السعير (يم).
(ذلك جزاؤهم بأنهم كفروا باياتنا) بالمحمد او شيعتهم (يم) (و قالوا ءاذا كنّا عظاماً و رفاتاً) متفرق الاجزاء (ءانّا لمبعوثون خلقاً جديداً 98).
(او لميروا) يعلموا (يم) (انّ الله الذي خلق السموات و الارض قادر علي انيخلق مثلهم) مثلهم اي مثل الناس و يراد به اعادة انفسهم كمايقال مثلك لايفعل كذا او مثلهم اي خلقاً اخر و يراد به ان الذي يخلق خلقاً اخر يقدر علي احيائكم و علي هذا المعني يمكن ارجاع الضمير الي السموات و الارض فانها في القرءان قدتذكّر فتدبر (يم) (و جعل لهم اجلاً لاريب فيه فابي الظالمون) حق المحمد: (يم)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 117 *»
(الاّ كفوراً 99) بنعمة الولاية (يم).([108])
(قل لو) وقع (ل) (انتم تملكون خزائن رحمة ربي) بسكون الياء علي السواد و فتحها عند (ن) و (و) (اذاً) ظرف لامسكتم (لامسكتم خشية الانفاق)و الان بيد المحمد و لميقطعوا عنكم مع كفركم (يم)([109]) في قوله خشية الانفاق دليل علي ان البخيل يبخل من غير روية بل علي حبّ لنفس المال و يخشي من نفس الانفاق لا العاقبة (يم) (و كان الانسان) الاول (يم) (قتوراً 100) بخيلاً عن رد حق علي7(يم) هو المضيق حاصله البخيل.
(و لقد اتينا موسي) مثل علي7 (يم) (تسع ايات) هي العصا و اليد البيضاء و الجراد و القمل و الضفادع و الدم و رفع الطور و المنّ و السلوي اية واحدة و
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 118 *»
فلق البحر (ث) و في رواية بعد الستة الاول الطوفان و البحر و الحجر (بيّنات) نعت تسع او ايات (ل) (فسئل بني اسرائيل) بني علي (يم) (اذ) متعلقه اتينا (هـ) يمكن انيكون متعلق اذ، اتينا يعني اتينا موسي ذلك اذ جاءهم و يكون قوله فسأل اي فقلنا لموسي اسأل بنياسرائيل اي من فرعون و قل ارسل معي بنياسرائيل و يؤيده قراءة ابنعباس انه قرأ علي الماضي اي فَسَأَل فيكون في الاية تقديم و تأخير و حذف و ليس من القرءان ببعيد او ليس فيه تقديم و تأخير و متعلق اذ محذوف اي كان ذلك اذ (يم) (جاءهم) موسي (فقال له فرعون) الاول (يم)([110]) (اني لاظنّك ياموسي) ياعلي (يم)([111]) (مسحوراً 101) سُحرت او خدعت او ذوسحر.
(قال لقدعلمت) بالفتح علي قراءة السواد و الضم علي قراءة (س)(هـ) قراءة الضم عن علي7 (هـ) يؤيد قراءة الفتح قوله تعالي تعلمون اني رسول الله اليكم (يم)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 119 *»
(ماانزل هؤلاء) هذه الايات (الاّ ربّ السموات و الارض بصائر) مفعولله (يم) (و انّي لاظنّك) مداراة (يا فرعون) يافلان (يم) ياعاصي (ث) (مثبوراً 102)هالكاً تدعو بالثبور (ق).
(فاراد انيستفزّهم) بنيعلي (يم) يخرجهم (ث) يقطعهم (من الارض )من ارض مصر (ق) اراد انيخرجهم من الارض و قدعلم فرعون و قومه ماانزل تلك الايات الاّ الله (ث) (فاغرقناه و من معه جميعاً 103).
(و قلنا من بعده) بعد دولة الاول (يم) (لبني اسرائيل) لبني علي (يم) (اسكنوا الارض فاذا جاء وعد الاخرة جئنا بكم لفيفاً 104) حال (هـ) جميعاً (ث) من كل ناحية (ث).
(و بالحق) حال (ل) (انزلناه) امر علي (يم) (و بالحق) حال (ل) (نزل و ماارسلناك الاّ مبشّراً و نذيراً 105).
(و) فرقنا او انزلنا (قرءاناً فرقناه) عن علي7 بالتشديد (هـ) فصلناه او فرقنا نزوله منجماً او فرقنا معانيه في امور شتي و الاول انسب بباقي الاية اي فرقناه منجماً لتقرأه علي مهل (هـ) يمكن انيكون و قرءاناً عطفاً علي نذيراً فمحمد هو القرءان و لا ضير ثم وصفه بانا فرقناه في المحمد: لتقرأه اي لتظهر امرك شيئاً بعد شيء في امام بعد امام في عصر بعد عصر (يم)([112]) (لتقرأه علي الناس علي مكث)حال (هـ)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 120 *»
تمهل (و نزّلناه تنزيلاً 106).
(قل امنوا به) بعلي (يم) (او لاتؤمنوا انّ الذين اوتوا العلم من قبله )قوم من اهل الكتاب امنوا بالله (ق) يمكن انيكون المراد بالذين اوتوا العلم من قبله المحمد: و هم سلّموا لله سبحانه و سجدوا قبل القرءان اي قبل انينزل كما في علي و قبل انيخلق في عالم الغيب فان القرءان مبدؤه من عالم العقول و هم اوتوا العلم بالله من قبله في عالم الافئدة (يم) (اذا يتلي عليهم يخرّون) خبر انّ (للاذقان )علي الاذقان (سجّداً 107) حال.
(و يقولون سبحان ربنا) امامنا (يم) (ان) ان نافية (يم) مخففة (كان وعد ربنا لمفعولاً 108) بمعني الاّ (يم).
(و يخرّون للاذقان) للوجوه (ق) (يبكون و يزيدهم خشوعاً 109 )و سبب بكائهم و خشوعهم العلم فانما يخشي الله من عباده العلماء (يم).([113])
(قل ادعوا الله) رسول الله (يم) (او ادعوا الرحمن) ولي الرحمن (يم) (ايّاً) منصوب بـتدعوا (ما) زائدة (تدعوا) مجزوم بأي لانه شرط (فله الاسماء الحسني) الائمة كلهم وجوهه (يم)([114]) (و لاتجهر) الجهر انترفع صوتك شديداً (ث)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 121 *»
(بصلاتك) بولاية علي و لا بمااكرمته به حتي امرك بذلك (ث) نزلت بمكة حين كان النبي يجهر بصلوته فيؤذونه (ث) و روي نسختها اية فاصدع بماتؤمر (و لاتخافت) المخافتة مادون سمعك (ث) (بها) لاتكتم الولاية علياً اعلمه بمااكرمته (ث) (و ابتغ) و اسألني ان اذن لك انتجهر بامر علي بولايته (ث) (بين ذلك سبيلاً 110).
(و قل الحمد للّه) سرّ النظم بعد باطن الاية الاولي واضح لاولي الافئدة (يم) (الذي لميتخذ ولداً و لميكن له شريك في الملك و لميكن له ولي من الذلّ)جهة ذلّه اي انمااتخذ ولياً من جهة عزّه (هـ) فكان له ولي من العزّ (يم) ولي من الذل اي لميذلّ فيحتاج الي ناصر ينصره (ق) (و كبّره تكبيراً 111) ثم يكبّر ثلاثاً (ث).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 122 *»
«سورة الكـهـف»
مكية و هي مائة و عشر اية و قيل هي مكية الاّ اية واصبر نفسك فانها مدنية و قيل هي مائة و احدي عشرة اية بصري و ست شامي و خمس حجازي اختلافها احدي عشرة اية زدناهم هدي غير الشامي الاّ قليل المدني الاخير فاعل ذلك غداً غير الاخير زرعاً و من كل شيء سبباً عراقي شامي و الاخير هذه ابداً غير الشامي و الاخير عندها قوماً غير الكوفي و الاخير فاتبع سبباً الثلاث عراقي بالاخسرين اعمالاً عراقي شامي.
(بسم اللّه الرحمن الرحيم)
(الحمدللّه) لمّا ختم السورة السابقة بالتحميد افتتح هذه السورة ايضاً بالتحميد (يم) (الذي انزل علي عبده الكتاب) في امر علي (يم) (و لميجعل له عوجاً 1 )يطلق في المعاني و العَوج في الظواهر.
(قيّماً) حال (هـ) دائماً الي يوم القيمة او بامور الخلق او علي الكتب (هـ) قدّم حرف علي حرف (ق)([115]) (لينذر بأساً) عذاباً (ق) (شديداً) هو علي من لدنه (ث) (من لدنه) صفة من بأساً او حال منه او من فاعل ينذر (هـ) علي من لدن رسولالله (ث) (و يبشّر) علي التفعيل في قراءة السواد و يَبْشُرُ في قراءة (ح) و (س) (المؤمنين الذين يعملون الصالحات انّ) بانّ (لهم اجراً حسناً 2).
(ماكثين) حال (فيه ابداً 3).
(و ينذر الذين) قريش و اليهود و النصاري (ق) (قالوا اتخذ الله ولداً 4).
(مالهم به من علم و لا لابائهم كبرت) مقالتهم (ل) (كلمةً) تمييز (ل) كلمةٌ
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 123 *»
(تخرج) صفة (من افواههم) الاطناب للعجب من صغر الافواه و عظم الكلمة (هـ) او معناه ليس لهم به علم في قلوبهم و هو ظاهر من القول (هـ) كبرت كلمة المخصوص بالتكبير محذوف و انما ذلك كقولهم كرم رجلاً زيد و حسن وجهاً وجه زيد فالمعني كبرت كلمةً كلمةٌ تخرج (ان) ما (ل) (يقولون الاّ كذباً 5).
(فلعلّك باخع) قاتل (ث) مهلك (نفسك علي اثارهم ان لميؤمنوا بهذا الحديث) الولاية (يم)([116]) (اسفاً 6) حال (هـ) اي حزناً (ث).
(انّا جعلنا ما علي الارض زينةً) مفعول ثان او لاجله (ل) (لها لنبلوهم ايّهم) مبتدأ (احسن) خبر (عملاً 7) لميقل اكثر عملاً و انمااراد حسن العمل (يم).
(و انّا لجاعلون ما عليها صعيداً) مستوياً (جرزاً 8) لا نبات فيها (ث) لاينبت (هـ) اي انّا لجاعلون ما عليها من الزينة تراباً مستوياً بالارض و نجعله كصعيد املس لا نبات فيه (يم).
(ام حسبت) ايها السامع (يم) (انّ اصحاب الكهف) الغار الكبير (هـ) مثل اصحاب المحمد الكهف الحصين في دولة الباطل (يم)([117]) (و الرقيم) لوحان من
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 124 *»
نحاس مكتوب فيهما امر الفتية (ق) (كانوا من اياتنا عجباً 9).
(اذ اوي) التجأ (الفتية) جمع فتي (هـ) كانوا شيوخاً سماهم الله عزوجل فتية بايمانهم (ث) روي كانوا صيارفة القمي كانوا بين عيسي بن مريم و محمد9 و روي كانوا صيارفة كلام لا صيارفة دراهم (الي الكهف فقالوا ربنا اتنا من لدنك رحمة و هيّئ لنا من امرنا رشداً 10).
(فضربنا علي اذانهم) سلّطنا عليهم النوم (هـ) يدل علي ان دليل النوم الضرب علي الاذان لا العين و ذلك يدل علي ان الاذن اشد اتصالاً بالروح فانها تفارقها بعد جميع الاعضاء (يم) (في الكهف سنين) ظرف (هـ) تعدّ (عدداً 11) معدودة (ل).
(ثم بعثناهم لنعلم) هذا هو علم وجود (يم) (اي) مبتدأ (الحزبين احصي )فعل (هـ) الجملة خبر (لما) مصدرية (لبثوا امداً 12) مفعول به.
(نحن نقصّ عليك نبأهم بالحق انهم) مستأنف (هـ) الشيعة (يم)([118]) (فتية
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 125 *»
امنوا بربهم) بامامهم (يم) (و زدناهم هدي 13) اذا هديناهم الي النقباء و النجباء (يم) روي مابلغت تقية احد تقية اصحاب الكهف ان كانوا ليشهدون الاعياد و يشدون الزنانير فاعطاهم الله اجرهم مرتين و روي كانوا علي اجهار الكفر اعظم اجراً منهم علي اسرار الايمان.
(و ربطنا علي قلوبهم) في دولة الباطل (يم) (اذ) متعلقه ربطنا (قاموا فقالوا ربنا) امامنا (يم) (ربّ السموات و الارض) ارادوا بيان التوحيد و الدلالة (لنندعوا من دونه الهاً) خليفة (يم) (لقدقلنا اذاً شططاً 14) مصدر (هـ) اي قولاً شططاً (ل) و يجوز انيكون مقولاً (ل) هو الخروج عن الحد و الحق (هـ) جوراً علي الله (ث).
(هؤلاء قومنا) بدل (اتخذوا من دونه) دون علي (يم) (الهة )خلفاء (يم)([119]) (لولا) هلاّ (يأتون عليهم بسلطان) بحجة بينة ان معه شريك (ث) (بيّن) فتبين ان كل امر حق يجب انيكون عليه سلطان بيّن رشده لا متشابه يحتمل غيّه و انيكون بلاسلطان (يم) (فمن اظلم ممن افتري) فهو مشرك اذ لا اظلم منه و ان الشرك لظلم عظيم (يم) (علي الله كذباً 15) لا منافاة بين هذه الاية و بين قوله فمن اظلم ممن منع مساجد الله و امثالها فان نفي الاظلمية عن ظالمين لاينفي الظالمية بالسوية عنهما (يم).
(و اذ) عامله فأووا (يم) (اعتزلتموهم) تنحيتموهم (و ما) عطف علي
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 126 *»
هم (يعبدون الاّ الله) ولي (يم) (فأووا) التجأوا (الي الكهف) الولاية (يم)([120])(ينشر لكم ربكم من رحمته و يهيّئ لكم من امركم مِرفَقاً 16) علي قراءة السواد و مَرفِقاً علي قراءة (ن) و (ر) (هـ) مصدر رفق اي لطف.
(و تري الشمس اذا طلعت تزاور) بالتخفيف علي قراءة الكوفيين و تشديد الزاء علي الحمرة و علي قراءة (ر) تَزْوَرُّ (هـ) مفعول ثان لـتري (هـ) تميل (ز) (عن كهفهم) كان باب كهفهم الي الشمال (يم) (ذات اليمين) الي جهة اليمين (و)عطف (اذا غربت تقرضهم) تقطعهم (ذات الشمال و هم) حال (في فجوة)المتسع من الارض (منه ذلك من ايات الله من يهد الله) الي الجنة (ث) (فهو المهتد و من يضلل) عن دار كرامته (ث) (فلنتجد له وليّاً مرشداً 17).
(و تحسبهم ايقاظاً) جمع يقظان (هـ) تري اعينهم مفتوحة (ث) (و هم رقود) جمع راقد (هـ) نيام (ث) (و نقلّبهم) دليل علي التسديد (يم) يقلبهم مقلب الاحوال (يم)([121]) (ذات) ظرف (ل) (اليمين و ذات الشمال) في كل عام مرتين لئلا تأكلهم الارض (ث) (و كلبهم باسط ذراعيه) مفعول باسط (بالوصيد) عتبة الباب او الباب (هـ) روي لايدخل الجنة من البهائم الاّ ثلثة حمار بلعم بن باعورا و ذئب يوسف و كلب اصحاب الكهف الخبر (لو اطّلعت) ايها السامع (يم) (عليهم لولّيت منهم فراراً) تمييز (ل) مصدر لمعني ولّيت (و لملئت) بتخفيف اللام علي
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 127 *»
قراءة السواد و تشديدها علي قراءة الحرميين (منهم رعباً 18) بسكون العين علي قراءة السواد و ضمها علي قراءة (ر) و (س) (هـ) تمييز.
(و) كماانمناهم (كذلك بعثناهم) انبهناهم (ق) (ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم) يومٍ (لبثتم قالوا لبثنا يوماً او بعض يوم قالوا ربكم اعلم بمالبثتم فابعثوا احدكم بورقكم) بكسر الراء علي قراءة السواد و سكونها علي قراءة (و) و (ح) و ابيبكر (هذه الي المدينة فلينظر ايّها) اي مبتدأ (ل) اي ما في المدينة (ازكي) خبر (ل) اطيب (ث) (طعاماً) التمر (ث) (فليأتكم برزق منه و ليتلطّف) ليرفق (هـ) نصف القرءان بحسب حروف القرءان، قيل فاء و ليتلطف و قيل نون نكراً و قيل كاف نكراً (و لايشعرنّ بكم احداً 19).
(انهم انيظهروا عليكم يرجموكم او يعيدوكم في ملتهم و لنتفلحوا اذاً ابداً 20).
(و) كماانمناهم و بعثناهم (كذلك اعثرنا عليهم) اطلعنا عليهم اهل المدينة (ليعلموا انّ وعد الله حق) في البعث و الساعة (ث) روي كماتنامون تموتون و كماتستيقظون تبعثون (و انّ الساعة لا ريب فيها) انها كائنة (ث) (اذ) متعلقه اعثرنا (هـ) عامله ليعلموا (ل) (يتنازعون بينهم امرهم فقالوا ابنوا عليهم بنياناً ربهم اعلم بهم قال الذين غلبوا علي امرهم لنتّخذنّ عليهم مسجداً 21).
(سيقولون) هم (ثلثة رابعهم كلبهم و يقولون) هم (خمسة سادسهم كلبهم) قيل حذف الواو من قوله رابعهم و سادسهم لدلالة الكلام علي الاتصال فاستغني عن الواو ايجازاً و اما واو و ثامنهم في محله و قيل واو و ثامنهم واو الثمانية و هو شيء لايعرفه النحويون كذا قالوا و هو امر واقعي و قدجاء في القرءان في قوله عسي ربه انطلّقكنّ الي قوله و ابكاراً و هو الثامن (يم) (رجماً) ظناً (ث) قذفاً (بالغيب و يقولون سبعة) يظهر من حديث انهم سبعة (هـ) روي من طريق العامة عن علي7انهم سبعة و ثامنهم كلبهم ثم ذكر اسماءهم (و ثامنهم كلبهم) يقال
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 128 *»
لهذه الواو واو الحال و الابتداء و واو اذ (ل) و في غيره يقال له واو الثمانية (يم) (قل ربي) بسكون الياء علي قراءة السواد و عن الحرميين و (و) فتحها (اعلم بعدّتهم مايعلمهم الاّ قليل فلاتمار) تجادل (فيهم) اي حسبك ماقصصنا عليك من امرهم (ث) (الاّ مراءً ظاهراً) علي رءوس الاشهاد (و لاتستفت فيهم) في اصحاب الكهف (ث) (منهم احداً 22).
(و لاتقولنّ) ايها السامع (يم) (لشيء) رسم القرءان لِشَايءٍ اِنّي (انّي فاعل )من غير تعلق بمشية الله (يم) (ذلك غداً 23) قال النبي9 اخبركم بجواب مسائلكم و لميستثن فقال الله و لاتقولنّ (ق) روي اذا حلف الرجل و لميستثن فليستثن اذا ذكر.
(الاّ انيشاء الله) انتقول لمصلحة (يم) ان لاافعله (ث) هذه الاية اشكلت علي الناس و الظاهر انه نهاه انيقول ذلك الاّ انيشاء الله انيقول فيخبره به و يأمره به فنهاه عن انيقول اني فاعل فنفس هذا النهي نهي عن الاستقلال و امر بذكر المشية اي قل اني افعل ان شاء الله انافعل و هو الفاعل حينئذ لا انت و اما ان امرك انتقول لمصلحة فقل و لا حرج عليك (يم) (و اذكر ربك) ايها السامع (يم) (اذا نسيت )الاستثناء (ث) و لو بعد سنة (ث) و ان كان بعد اربعين صباحاً (ث) ما لمينقطع الكلام (ث) (و قل عسي انيهدين ربي لاقرب من هذا رشداً 24).
(و لبثوا) عطف علي الخبر الاول (هـ) تلك حكاية علي لفظ الاخبار بدليل قل الله (ق) يظهر من بعض الاخبار انه حق و يؤيده عدم الرد عليهم (يم) (في كهفهم ثلثمائةٍ) علي قراءة السواد و ثلثمائةِ علي قراءة الحمرة و هي قراءة (ح) و (س) (سنين) بدل ثلث او عطف بيان له (ل) (و ازدادوا تسعاً 25) مفعول ازدادوا (ل).
(قل الله اعلم بما لبثوا له غيب السموات و الارض ابصر به و اسمع )تعجب (مالهم من دونه) من دون علي (يم) (من ولي) نفي الولي بالجنس
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 129 *»
المؤكد بـمن مع ثبوته قطعاً يدل علي امر عظيم و يدل علي ثبوت ولي منه تعالي شأنه (يم) (و لايشرك) الله (هـ) بالياء و الرفع علي قراءة السواد و التاء و الجزم علي قراءة (ر) (في حكمه) حكم الولي (يم) (احداً 26).
(واتل ما اوحي اليك من كتاب ربك) في علي (يم) (لامبدّل) ايلاتبدّلوا (يم) (لكلماته) لاوليائه (يم) (و لنتجد من دونه) من دون علي (يم) (ملتحداً 27) مكاناً تميل اليه.
(و اصبر) احبس (نفسك مع الذين يدعون ربهم) امامهم (يم) نزلت في سلمان (ق) (بالغَدوة) علي قراءة السواد و الغُدْوَة علي قراءة (ر) (و العشي )عني بهما الصلوة (ث) (يريدون وجهه) طاعة وجهه و الزلفي اليه (و لاتعد )لاتتجاوز (عيناك) نهي العين و المراد ذوالعين (عنهم تريد) حال من الكاف او العين (زينة الحيوة الدنيا و لاتطع) ايها السامع (يم) فلايجوز تقليد الفسقة و اخذ الاحكام عنهم و التسليم لهم (يم) (من اغفلنا) باعراضه (قلبه عن ذكرنا) عن ذكر المحمد و احاديثهم (يم) (و اتبع هويه و كان امره فرطاً 28) اسرافاً و افراطاً.
(و قل) هذا (الحق) ولاية علي (ث) (من ربكم) في ولاية علي نزل كذا (ث) (فمن شاء فليؤمن) وعيد (ث) تهديد (و من شاء فليكفر انّا اعتدنا )اعددنا اي هيّأنا (للظالمين) و اعوانهم (ز) المحمد حقهم (ث) (ناراً) القائم (يم) الاول (يم) نزل للظالمين ال محمد ناراً (ث) (احاط بهم) الان (يم)([122])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 130 *»
(سرادقها) فسطاطها (و ان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل) المعدني الذائب او عكر الزيت (هـ) المهل الذي يبقي في اصل الزيت المغلي (ث) (يشوي الوجوه بئس الشراب) المهل (و ساءت) تلك النار (يم) (مرتفقاً 29) متكأ.
(انّ الذين امنوا) المحمد (ث) (و عملوا الصالحات انّا) خبر انّ الاولي مع ما في حيزها (ز) خبر انّ الذين محذوف و هو قد احسنوا مثلاً يعني انهم قداحسنوا و انا لانضيع اجر المحسنين و فيه من الاستعلاء ما لايدركه عقول الفضلاء كقوله من كفر فان الله غني عن العالمين (يم) (لانضيع اجر من احسن عملاً 30).
(اولئك) مبتدأ (لهم جنات) هذه الجملة خبر اولئك (عدن) اقامة (تجري من تحتهم الانهار يحلّون فيها من) ابتدائية (ز) (اساور) جمع اسورة جمع سِوار (من) بيانية و صفة (ز) (ذهب و يلبسون ثياباً خضراً من سندس )جمع واحده سندسة (ل) ديباج رقيق (و استبرق) ديباج غليظ (متكئين فيها علي الارائك) السرر عليها الحجال (ث) جمع اريكة و هي السرر في الحجال (نعم الثواب) ثوابهم (و حسنت) تلك الجنة (يم) (مرتفقاً 31) متكأ (هـ) ارائكهم.
(و اضرب لهم مثلاً رجلين) علي7 و الاول لع (يم) و يظهر من الخبر كذا ايضاً (جعلنا لاحدهما) للاول (يم) (جنّتين) الخلافة الظاهرة (يم) و روي ان المراد بالرجلين هو علي و رجل اخر عدوه و الجنتان هما عبارة عن الدنيا فجنة له في الدنيا في حيوته و الاخري للتابعين له بعد وفاته لانه كافر و الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر و انما جعل الجنتين له لانه هو الذي انشأها و غرس اشجارها و اجري انهارها و ذلك علي سبيل المجاز و معني ذلك ان الدنيا تستوثق له و لاتباعه ليتمتعوا بها حتي حين (يم)([123]) (من اعناب و حففناهما بنخل) جعلنا النخل مطيفاً بهما (و جعلنا
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 131 *»
بينهما زرعاً 32).
(كلتا الجنتين اتت اكلها) افرد الضمير لان كلتا بمنزلة الكل اي لفظ مفرد وضع للاثنين (و لمتظلم) تنقص (منه) من اكلها (شيئاً و فجّرنا) شققنا (خلالهما) وسطهما (نهراً 33).
(و كان له ثمر) بفتحتين علي قراءة السواد و هي قراءة (ص) و ضمتين علي قراءة الحمرة (هـ) ابوعمرو بضم الثاء و اسكان الميم (فقال لصاحبه) لعلي7 (يم) (و هو يحاوره) يراجعه الكلام (انا اكثر منك مالاً و اعزّ نفراً 34) عشيرة.
(و دخل جنته) نظر الي خلافته (يم) (و هو ظالم لنفسه) للثاني حيث خلّفه (يم)([124]) (قال مااظنّ انتبيد هذه) الجنة او الدنيا (ابداً 35).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 132 *»
(و مااظنّ الساعة قائمة) القائم اتياً لينتقم مني (يم) (و لئن رددت الي ربي) علي ماتقول (يم) (لاجدنّ خيراً منها) علي قراءة السواد و علي قراءة الحرميين و (ر) منهما (منقلباً 36) منصرفاً.
(قال له صاحبه) علي7 (يم) (و هو يحاوره) يراجعه الكلام (أ كفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سويّك رجلاً 37).
(لكنَّا) قرأ (ر) لكنّا بالالف في الوصل و اثبات الالف في الوقف اجماعي و غير ابن عامر بحذف الالف في الوصل (هـ) لكن انا (هـ) لكن عاطفة لا اخت انّ (هـ) اقول (هو الله ربي و لا اشرك بربي) بسكون الياء علي قراءة السواد و فتحها علي قراءة الحرميين و (و) (احداً 38) لا اخالف محمداً9(يم).
(و لولا اذ دخلت جنتك قلت ما) اي شيء فهي شرطية (هـ) و يمكن انيكون ما موصولة و خبر مبتدأ قام مقامه الحال اي هذا ما شاءه الله او مصدرية و خبر مبتدأ و هذا المعني اقرب (يم) (شاء الله) كان (لا قوة الاّ بالله ان ترن انا) توكيد او فصل (اقلّ) مفعول ثان (منك مالاً) تمييز (و ولداً 39).
(فعسي) جواب شرط (ربي) بسكون الياء علي قراءة السواد و فتحها علي قراءة الحرميين و (و) (ان يؤتين خيراً من جنتك) في الرجعة (يم) (و يرسل عليها حسباناً) مرامي من العذاب او الصاعقة (من السماء فتصبح صعيداً )ظاهراً (زلقاً 40) مستوية لا نبات عليها.
(او يصبح ماؤها غوراً) غايراً (فلنتستطيع له طلباً 41).
(و احيط) العذاب من كل جانب (بثمره فاصبح يقلّب كفّيه علي ماانفق فيها و هي خاوية) متهدمة (علي عروشها) سقطت ثم سقطت عليها الجدران (و يقول ياليتني لماشرك بربي) علي اختلاف القراءتين علي حسب ما مرّ (احداً 42).
(و لمتكن) بالتاء علي قراءة السواد و الياء علي قراءة (ح) و (س) (له فئة
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 133 *»
ينصرونه من دون الله و ماكان منتصراً 43).
(هنالك) خبر مقدم (ل) او هنالك ظرف و للّه خبر الولاية (ل) اي عند هلاك ماله و فقد الناصرين (الولاية) بالفتح علي السواد و الكسر عند (ح) و (س) (هـ) ولاية علي (ث) مبتدأ (ل) تظهر في ذلك المؤمن لان الله ولي الذين امنوا (يم) (للّه الحق )مجروراً علي السواد و مرفوعاً عند (ر) و (س) (هـ) لمّا ضرب هذا المثل لعلي7 و عدوه الملعون و ذكر في العاقبة بوار دولة عدوه و انقضاء اجله قال عند ظهور دولة الحق هنالك الولاية للّه الحق هو خير ثواباً و خير عقباً (يم) (هو خير ثواباً )تمييز (و خير عقباً 44) بسكون القاف عند (ص) و (ح) و ضمها علي قراءة الحمرة (هـ) عاقبة من ولاية عدوه صاحب الجنة الذي حرّم الله عليه الجنة (ث).
(و اضرب لهم مثل الحيوة الدنيا) خلافة الاعداء (يم)([125]) (كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض) نبت نبات التفّ بعضه ببعض (هـ) فصح تأويل الجنة بالدنيا للكافر (يم) (فاصبح هشيماً) كسيراً متفتتاً (تذروه) تفرقه و تطيره (الرياح) علي قراءة السواد و الريح علي قراءة (ح) و (س) (و كان الله علي كل شيء مقتدراً 45).
(المال و البنون زينة الحيوة الدنيا و الباقيات الصالحات) ثمان ركعات و الوتر (ث) التسبيحات الاربع و الولاية و الصلوات الخمس و العمل الصالح بكلها ورد النص و لا تنافي (يم)([126]) (خير عند ربك) و قديجمعهما الله لاقوام (ث) (ثواباً و
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 134 *»
خير املاً 46).
(و) اذكر (ل) (يوم) عطف علي هنالك الولاية (نُسَيِّر الجبالَ) علي قراءة الكوفيين و علي قراءة الحمرة تُسَيَّر الجبالُ (هـ) كالسحاب (و تري الارض )بجميع اجزائها (بارزة و حشرناهم) في القيمة (ث) قوله و حشرناهم جاء به بلفظ الماضي فان الله سبحانه محيط بالاوقات يري كل شيء في محله و نسبة الكل اليه سواء و يقال في الظاهر انما هو لتحقق الوقوع (يم) (فلمنغادر منهم احداً 47).
(و عرضوا علي ربّك صفّاً) حال (هـ) روي هم يومئذ عشرون و مائة الف صف في عرض الارض (هـ) يقال لهم (لقد جئتمونا كماخلقناكم اول مرّة) روي تحشرون يوم القيمة كماخلقتم حفاة عراة و روي يحشرون في اكفانهم و من مات بلاكفن يستر الله عورته بمايشاء من عنده و لاتنافي و الحمدلله عند العارف (يم)([127]) (بل
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 135 *»
زعمتم ان) مخففة اي انه (لننجعل) خبر (لكم موعداً 48).
(و وضع الكتاب فتري) فسّر جميع افعاله بلفظ الماضي لاحاطته ثم عدل في قوله تري لانه فعل الخلق (يم) (المجرمين مشفقين) علي انفسهم (مما فيه و يقولون ياويلتنا مالِهذا الكتاب) اي شيء له (لايغادر صغيرة و لاكبيرة الاّ احصيها) روي يذكر العبد جميع ما عمل و ما كتب عليه كأنه فعله تلك الساعة فلذلك قالوا ياويلتنا الاية (و وجدوا ماعملوا حاضراً) كله مكتوباً (ق) دلّ علي ان نفس الاعمال تحضر (يم) (و لايظلم ربك احداً 49).
(و اذ قلنا) بمحمد9 (يم)([128]) (للملئكة) للذين ملكوا دينه (يم) (اسجدوا لادم) لعلي (يم) اخضعوا لعلي7 و اقروا له بالامامة (يم) (فسجدوا الاّ) منقطع (ابليس) الثاني (يم) (كان من الجن) لانه ولد الزنا (يم) (ففسق )فخرج من الطاعة (عن امر ربه) نبيه (يم) او عن رده امر ربه (هـ) فسق عن امر ربه نحو قولهم كسوته عن عري و اطعمته عن جوع (أفتتخذونه و ذريته) كل من صدّقه فهو منه (يم) (اولياء من دوني) من دون نفس الله القائمة فيه بالسنن (يم) (و هم لكم عدو )يهلكونكم (يم) (بئس) البدل (للظالمين) لحق المحمد:(يم) ظلموا باتخاذهم الابليس و ذريته اولياء من دون الله (يم) (بدلاً 50) تمييز (هـ) الثاني بدل الاول و الثالث بدل الثاني و هكذا الاشقياء بعضهم بدل بعض (يم) في هذه الاية فصاحة عجيبة و ذلك ان البدل يكون بدلاً اذا كان مشاكلاً للمبدل عنه و الاّ لميكن مغنياً عنه فقال جلشأنه بئس بدل الظالمين اي الظالمين قوم سوء و لاجل ذلك صار بدلهم
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 136 *»
سوء و نظير ذلك مايقال مثلك يفعل ذلك (يم).
(مااشهدتهم) الظالمين (هـ) الابليس و ذريته (يم) (خلق السموات و الارض و لا خلق انفسهم) اخوانهم (يم)([129]) (و ما كنت متخذ المضلّين عضداً 51 )جنس (هـ) مفعول ثان لـمتخذ (هـ) روي ان رسول الله9 قال اللهم اعز الاسلام بعمر بن الخطاب او بابيجهل بن هشام فانزل الله ما كنت متخذ المضلين عضداً (هـ) تدل الاية بمفهوم الوصف و اللقب انه نعم للعادلين بدلاً قداشهدهم خلق السموات و الارض و خلق انفسهم و اتخذ الهادين عضداً و هم المحمد: (يم).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 137 *»
(و يوم) عطف علي يوم نسيّر (يقول) علي قراءة السواد بالياء و علي قراءة (ح) بالنون (نادوا شركائي) الذين اشركتموهم بعلي7 (يم) (الذين زعمتم فدعوهم فلميستجيبوا لهم و جعلنا بينهم) اي تواصلهم في الدنيا (موبقاً 52 )ستراً (ق) او حاجزاً لايري بعضهم بعضاً (هـ) هلاكاً لهم في الاخرة.
(و رأ المجرمون النار فظنّوا) ايقنوا (ث) علموا (ق) (انهم مواقعوها) ملابسوها بشدة (هـ) داخلوها (ث) (و لميجدوا عنها مصرفاً 53) معدلاً.
(و لقدصرّفنا) كررنا و رددنا (في هذا القرءان للناس) لالمحمد: (يم) (من كل مثل) صفة و بيان (يم) (و كان الانسان) علي7 (ث) (اكثر شيء جدلاً 54) يعني متكلماً بالحق و الصدق (ث) هذه الاية تدل علي ان في القرءان مثل كلمايطلق عليه شيء و يمكن انيكون المثل هنا بمعني الصفة او المراد ان كل شيء مثل شيء لامحالة هذا و كل شيء فيه معني كل شيء فاذا بيّن شيئاً بحقيقة البيان فقد بيّن كل شيء (يم).
(و مامنع الناس ان) مصدرية (يؤمنوا) اي الايمان (اذ جاءهم الهدي و يستغفروا) عطف علي يؤمنوا اي الاستغفار (ربهم الاّ) اقتضاء (انتأتيهم سنة الاولين او يأتيهم العذاب قبلاً 55) بضمتين علي قراءة الكوفيين و بكسر القاف و فتح الباء علي قراءة الحمرة (هـ) قبل بضمتين جميع قبيل اي قبيلاً قبيلاً (ل) عياناً مقابلةً.
(و مانرسل المرسلين الاّ مبشرين و منذرين و يجادل الذين كفروا بالباطل) بالخلفاء الباطلين (يم) (ليدحضوا) ليزيلوا (هـ) يدفعوا (ق) (به الحق )علياً7 عن مقامه (يم) (و اتخذوا اياتي) الائمة: (يم) (و ما) عطف علي الياء (انذروا) الرجعة (يم)([130]) (هزواً 56) مفعول ثان.
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 138 *»
(و من اظلم ممن ذكّر) افرد للظاهر (بايات ربه) بالمحمد: (يم) (فاعرض عنها و نسي ماقدّمت يداه انّا جعلنا علي قلوبهم) جمع للباطن (اكنّة) جمع كنان و هو السترة (هـ) كراهة (ان) او لئلا (يفقهوه و في اذانهم وقراً) ثقلاً (و ان تدعهم الي الهدي فلنيهتدوا اذاً ابداً 57).
(و ربك) و علي7 (يم) (الغفور ذوالرحمة) علي اعدائه و غاصبي حقه (يم) (لويؤاخذهم بما كسبوا لعجّل لهم العذاب) الذي اخّره الي الرجعة (يم) (بل لهم موعد لنيجدوا من دونه موئلاً 58) ملجأ (ق).
(و) اهلكنا (تلك) مبتدأ (ل) (القري) صفة تلك (اهلكناهم) خبر (ل) فالقري رجال (يم)([131]) (لمّا ظلموا) فالظلم يذر الديار بلاقع (يم) (و جعلنا لمَهلِكهم) علي قراءة حفص و مُهلَكهم علي قراءة الحمرة و ابوبكر بفتح الميم و اللام (هـ) مهلك بفتحتين مصدر هلك و بفتح الميم و كسر اللام اسم زمان و بضم الميم و فتح اللام مصدر اهلك (ل) لوقت هلاكهم (هـ) (موعداً 59) يوم القيمة (ق).
(و اذ قال موسي) بن عمران (لفتيه) يوشع (ث) (لاابرح) لاازال ماضياً (ث) مثّل بهذه الحكاية ان النبي7 اذا امر بطاعة عالم اخر وجب عليه و لميستنكف فلايجوز لكم اذا امرتم بطاعة ولي الله انتستنكفوا عن طاعته و يجب
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 139 *»
عليكم الصبر علي احكامه فانه لايحكم الاّ بحكم الله (يم) (حتي ابلغ مجمع البحرين او امضي حقباً 60) ثمانون سنة (ث) دهراً.
(فلمّا بلغا مجمع بينهما) يمكن انيكون المراد لمابلغ موسي و فتاه مجمع بين البحرين و يمكن انيكون المراد مجمع بين موسي و الخضر و محل اجتماعهما للتخاطب (يم) (نسيا) تركا (حوتهما) حوتاً مملوحاً (ق) (فاتخذ سبيله في البحر) حال (ز) (سرباً 61) مفعول ثان لاتخذ (هـ) المسلك.
(فلمّا جاوزا) ذلك المكان (قال لفتيه اتنا غداءنا لقدلقينا من سفرنا هذا نصباً 62) تعباً.
(قال أرأيت اذ اوينا) نزلنا (الي الصخرة فاني نسيت الحوت و ماانسانيه) بضم الهاء علي قراءة حفص و كسرها علي قراءة الحمرة (الاّ الشيطان اناذكره) اي ذكره و هو بدل هاء انسانيه (و اتخذ) موسي (ز) (سبيله) الحوت (في البحر عجباً 63) حال من قال اي متعجباً (هـ) او المراد اتخذ اتخاذاً عجباً او سبيلاً عجباً (ز) عجباً قول يوشع او قول موسي في جوابه اي عجبت عجباً.
(قال ذلك ما كنّا نبغ) نطلب (فارتدّا) رجعا (علي اثارهما قصصاً 64) حال او مصدر اي اقتصا قصصاً اي اتبعا الاثر اتباعاً.
(فوجدا عبداً) تاليا بن هلكان و هو الخضر (ث) (من عبادنا اتيناه رحمةً من عندنا و علّمناه من لدنّا علماً 65) كان الخضر نبياً مرسلاً (ث) روي كان سليمان اعلم من اصف و كان موسي اعلم من الذي اتبعه (هـ) و اختلفت الروايات انه كان نبياً ام لا و في بعضها انه نبي مرسل.
(قال له موسي هل اتبعك علي انتعلّمن مما) مفعول ثان (هـ) او صفة رشداً او حال (علّمت رشداً 66) بضم الراء و سكون الشين علي السواد و فتحهما علي قراءة (و) (هـ) مفعول ثان (هـ) مفعولله لاتبعك (هـ) روي كان موسي اعلم من الخضر.
(قال انك لنتستطيع معي) بفتح الياء علي قراءة حفص و سكونها علي قراءة
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 140 *»
الحمرة (صبراً 67) لاني وكلت بعلم لاتطيقه و وكلت بعلم لااطيقه (ث).
(و كيف تصبر علي مالمتحط به خبراً 68) تمييز او مصدر لمعني لمتحط اي لمتخبر.
(قال ستجدني) بسكون الياء علي قراءة السواد و فتحها علي قراءة (ن) (انشاء الله صابراً و لااعصي لك امراً 69) لميؤثر قول انشاء الله هنا و لميصبر لان خضر لمااخبر انك لنتستطيع معي صبراً و قال الله في شأنه اتيناه من لدنّا علماً و امر موسي باتباعه ليتعلم ثم يخالف اول مرة و يقول اصبر انشاء الله فلاينفعه قول انشاء الله لانه واقع في نفس المخالفة كما اذا قال النبي9 لرجل انك تفعل غداً كذا يقول لاافعل انشاء الله و يكذّب النبي فقول انشاء الله نافع اذا وقع في طاعة الله و كان خضر لسان الله و اخبر فهو مقرون بمشية الله فانّي لقوله بعد ان شاء الله (يم).
(قال فان اتبعتني فلاتسئلني) بتخفيف النون علي قراءة السواد و تشديدها علي قراءة (ن) و (ر) (عن شيء) افعله (ث) (حتي احدث لك منه) حال لـذكراً او صفة (ذكراً 70).
(فانطلقا حتي اذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتُغْرِقَ اهلَها) في قراءة السواد و ليَغْرَقَ اهلُها في قراءة (ح) و (س) (لقد جئت شيئاً امراً 71 )منكراً (ث) منكراً عظيماً.
(قال ألماقل انك لنتستطيع معي) بفتح الياء علي قراءة حفص و سكونها علي قراءة الحمرة (صبراً 72) .
(قال لاتؤاخذني بمانسيت) تركت من التسليم (هـ) اي كانت الاولي من موسي نسياناً (و لاترهقني) تكلّفني (من امري عسراً 73).
(فانطلقا حتي اذا لقيا غلاماً) فنظر الي جبينه و عليه مكتوب طبع كافراً (ث) (فقتله قال أقتلت نفساً زكية) علي وزان فعيل في قراءة الكوفيين و (ر) و فاعل في قراءة الحمرة (بغير) قتل (نفس) يقتضي القود (لقد جئت شيئاً نُكْراً 74 )
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 141 *»
علي السواد و قرأ (ن) و ابوبكر نُكُراً (هـ) فظيعاً (هـ) فادخل العالم يده فاخرج كتفه فاذا مكتوب كافر مطبوع (ث).
(قال الماقل لك انك لنتستطيع معي) بفتح الياء في قراءة حفص و سكونها في قراءة الحمرة (صبراً 75).
(قال ان سألتك عن شيء بعدها فلاتصاحبني) رسم القرءان فلاتصحبني (قدبلغت من لدنّي) بتشديد النون في قراءة السواد و تخفيفها في قراءة (و) (عذراً 76 )روي رحم الله اخي موسي استحيي فقال ذلك لو لبث مع صاحبه لابصر اعجب العجائب (هـ) في هذه القصة من تعليم رسم السلوك مع الاكابر و المشايخ فضلاً عن المحمد: ما لايخفي فلايجوز الاعتراض عليهم بعد ما عرفهم بالعلم و التقوي و الكمال حتي يأتوا لذلك بتفسير انشاءوا او لميأتوا و ذلك رسم التسليم و الاخبات (يم).
(فانطلقا حتي اذا اتيا اهل قرية) ناصرة (ث) لميضيفوا احداً قط و لميطعموا غريباً (ق) (ث) و زاد العياشي و لنيضيفوا احداً بعدهما حتي تقوم الساعة (استطعما اهلها) اهل الضيافة (يم) (فابوا انيضيّفوهما فوجدا فيها جداراً يريد )اشرف (هـ) استعير الارادة للمشارفة (ص) (انينقضّ) يسقط (هـ) عن علي7 يريد ان ينقاص اي ينشق (ص) (فاقامه) فوضع الخضر يده فاقامه (ث) (قال لو شئت لتّخذت) من باب الافتعال في قراءة السواد و لَتَخِذْتَ في قراءة (ث) و (و) (عليه اجراً 77).
(قال هذا فراق) وقت الفراق (بيني و بينك) هذا للتأكيد و المعني بيننا (سأنبّئك بتأويل ما لمتستطع عليه صبراً 78).
(اما السفينة فكانت لمساكين) مساكين لاينصرف لانه جمع ليس له في الاحاد نظير (هـ) فعلم ان المسكين يطلق علي من عنده شيء اذا لميكفه (ز) (يعملون في البحر فاردت اناعيبها) نسبه الي نفسه لعلة ذكر العيب (ث) (و كان وراءهم )
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 142 *»
امامهم (ث) يطلق الوراء علي ما لايري سواء كان من القدام او الخلف (ملك يأخذ كل سفينة) صالحة، حذفت لوجود القرينة (هـ) زيادة صالحة في قراءة المحمد:(غصباً 79).
(و اما الغلام فكان) كافراً و (ث) (ابواه مؤمنين) اي هو كان كافراً (ث) و طبع كافراً (ث) (فخشينا) اشرك لانه خشي بالله و الله لايخشي (ث) (انيرهقهما )يغشيهما (ز) يكلفهما (طغياناً) تجاوزاً عن الحد (و كفراً 80).
(فاردنا انيبدلهما) من الافعال في قراءة السواد و التفعيل في قراءة (ن) و (و) (هـ) ابدلهما مكان الابن بنتاً فولدت سبعين نبياً (ث) (ربهما خيراً منه زكوةً )طهارة من الذنوب (ص) (و اقرب رحماً 81) بسكون الحاء علي السواد و ضمها عند (ن) (هـ) رحمةً و عطفاً (ص) روي ان الله ليحفظ ولد المؤمن الي الف سنة (هـ) روي ان الله يصلح بصلاح الرجل المؤمن ولده و ولد ولده و يحفظه في دويرته و دويرات حوله فلايزالون في حفظ الله لكرامته علي الله.
(و اما الجدار فكان لغلامين) كان احق به الاكبر (ث) كان بين الغلامين و بين ابويهما سبعمائة سنة (ث) فاذا اصلح الله بصلاح الابوين اولادهما بعد سبعمائة سنة فما المانع من اصلاح المحمد بعد قليل و ابواهم محمد و فاطمة و علي و فاطمة و يجري ذلك الي السادة (يم) (يتيمين في المدينة و كان تحته كنز لهما) لوحان من ذهب (ث) فيه اربع كلمات (ث) روي كان في الكنز بسم الله الرحمن الرحيم عجبت لمن ايقن بالموت كيف يضحك و عجبت لمن ايقن بالقدر كيف يحزن و عجبت لمن رأي الدنيا و تقلبها باهلها كيف يركن اليها و ينبغي لمن عقل عن الله ان لايتهم الله في قضائه (و كان ابوهما صالحاً) اي لميكونا صالحين حال كونهما يتيمين (فاراد ربك) تبرأ من الانانية في اخر القصص (ث) (انيبلغا اشدهما) روي بلوغ الاشد بالاحتلام و روي اذا بلغ العبد ثلثاً و ثلثين سنة فقدبلغ اشده و اذا بلغ اربعين سنة فقدبلغ منتهاه فاذا بلغ احدي و اربعين فهو في النقصان و ينبغي لصاحب الخمسين انيكون
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 143 *»
كمن هو في النزع (و يستخرجا كنزهما رحمةً) مفعولله لاراد او لجميع ماسبق منه من الافعال الثلثة (من ربك و مافعلته) بناء الجدار او ما رأيت (عن امري )انمافعلته عن امر الله (ث) (ذلك تأويل ما لمتسطع عليه صبراً 82) روي في وصية العالم لموسي حين الفراق الزم مالايضرك معه شيء كمالاينفعك مع غيره شيء و روي كانت اياك و اللجاجة و ان تمشي بغير حاجة او ان تضحك من غير عجب و اذكر خطيئتك و اياك و خطايا الناس.
(و يسئلونك عن ذيالقرنين) رومي (ث) اسمه عياش (ث) روي كان نبياً (ث) كان عبداً احب الله فاحبه و نصح لله فنصحه الله (ث) بعثه الي قومه و ضربوا علي قرنه الايمن فاماته الله خمسمائة عام ثم بعثه الله اليهم بعد ذلك فضرب علي قرنه الايسر فاماته الله خمسمائة عام ثم بعثه الله بعد ذلك فملّكه مشارق الارض و مغاربها و هو اية علي7 (ث) و روي ثم رفعه الله الي السماء الدنيا فكشط له من الارض كلها جبالها و سهولها و فجاجها حتي ابصر ما بين المشرق و المغرب و اتاه الله من كل شيء علماً يعرف به الحق و الباطل و ايده في قرنه بكسف من السماء فيه ظلمات و رعد و برق ثم اهبط الي الارض و اوحي الله اليه ان سر في ناحية غرب الارض و شرقها (قل سأتلوا عليكم منه ذكراً 83).
(انّا) انّا مقول قل فالمخاطب قائل بذلك و لا شك فيه فافهم (يم) (مكّنّا له في الارض) جعلنا ما في الارض مطيعاً له (و اتيناه من كل شيء سبباً 84 )دليلاً (ث) سخّر الله له السحاب و مدّ له في الاسباب و بسط له النور و كان الليل و النهار عليه سواء (ث) (فاَتْبَع) في قراءة (ر) و الكوفيين و فَاتَّبَع في قراءة الحمرة (هـ) امره (سبباً 85).
(حتي اذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب) حال (ل) (في عين حمئة) علي وزن فَعِلَة في قراءة السواد و علي وزن فاعلة في قراءة (ر) و (ح) و (س) و ابيبكر (هـ) ذات حمئة و هي الطين الاسود المنتن (هـ) روي تغرب في عين حمئة في
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 144 *»
بحر دون المدينة التي مما يلي المغرب من خلفها (و وجد عندها قوماً قلنا يا ذاالقرنين امّا ان) مصدرية و معناه اما عذاباً (تعذّب) خبر محذوف (ل) (و امّا ان تتخذ) خبر محذوف (ل) و اما اخذاً بالحسن (فيهم حسناً 86) يعني اما انتعذّب عذاباً او تحسن احساناً و يجوز انيكون مرفوعاً فيكون التقدير اما العذاب و اما الاحسان يعني اما العذاب يقع منك بهم و اما الاحسان (هـ) الظاهر ان قوله اما ان تعذّب اخبار و معناه استفهام اختبار لحكمة ذيالقرنين و سياسته فسأله اذا غلبت عليهم ماذا تصنع فاجاب بما اجاب فلفظة امّا بمعني همزة الاستفهام اي أتعذّبهم او تحسن اليهم (يم). (قال امّا من ظلم فسوف نعذّبه ثم يردّ الي ربه فيعذّبه عذاباً نكراً 87 )في النار (ث) منكراً عجيباً.
(و امّا من امن و عمل صالحاً فله) خبر مقدم (ل) خبر (جزاءً) في قراءة السواد و هي قراءة (ح) و (س) و حفص و في قراءة الحمرة مرفوعاً من غير تنوين (هـ) مصدر (ل) مبتدأ (ل) (الحسني) مبتدأ (ل) ولاية اهل البيت (ث) (و سنقول )سنحكم (يم) (له من امرنا يسراً 88) ذا يسر (ز).
(ثم اتبع) من باب الافعال في قراءة (ر) و الكوفيين و الافتعال في قراءة الحمرة (سبباً 89) دليلاً (ث).
(حتي اذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع علي قوم لمنجعل لهم من دونها) دون الشمس (ستراً 90) يسترهم من الشمس (هـ) اي لميعلموا صنعة البيوت (ث) لميعلموا صنعة الثياب (ث).
(كذلك) اي كان الامر كذلك او معناه كمااتبع سبباً الي المغرب اتبع سبباً الي المشرق (و قداحطنا بمالديه خبراً 91).
(ثم اتبع) علي القراءتين علي نحو ما مرّ (سبباً 92) دليلاً (ث).
(حتي اذا بلغ بين السدّين) بفتح السين علي قراءة (ث) و (و) و حفص و ضمها علي قراءة الحمرة (هـ) الجبلين (ز) (وجد من دونهما قوماً لايكادون
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 145 *»
يفقهون) من الثلاثي في قراءة السواد و الافعال في قراءة (ح) و (س) (قولاً 93).
(قالوا يا ذا القرنين انّ يأجوج و مأجوج) بالهمزة فيهما في قراءة (ص) و ياجوج و ماجوج في قراءة الحمرة (مفسدون في الارض) روي هم اكثر خلق بعد الملائكة ليس رجل منهم يموت حتي يتولد من صلبه الف ذكر و روي بنوادم سبعون جنساً و الناس ولد ادم ماخلا يأجوج و مأجوج و روي جميع الترك و الصقالب و يأجوج و مأجوج و الصين من يافث حيث كانوا (هـ) و الظاهر انّ يأجوج و مأجوج علي طبع ولد يافث فانهم ليسوا من ولد ادم (يم) (فهل نجعل لك خرجاً) علي قراءة السواد و خَراجاً علي قراءة (ح) و (س) (علي انتجعل بيننا و بينهم سدّاً 94) بالفتح علي قراءة السواد و الضم علي قراءة (ن) و (ر) و ابيبكر.
(قال ما مكّنّي) علي قراءة السواد و مكّنَني علي قراءة (ث) (فيه ربي خير فاعينوني بقوة اجعل بينكم و بينهم ردماً 95) التقية (ث) حاجزاً.
(اتوني زبر) قطع (الحديد) فأتوا بها (يم) (حتي اذا ساوي بين الصدفين) بفتحتين في قراءة السواد و ضمتين عند (ث) و (و) و (ر) (هـ) جانبي الجبل (قال انفخوا حتي اذا جعله ناراً قال اتوني افرغ عليه قطراً 96) نحاساً مذاباً.
(فما اسطاعوا) بعد ما تمّ (انيظهروه) يعلوه (و مااستطاعوا له نقباً 97) روي هو التقية (هـ) اذا عملت بالتقية لميقدروا لك علي حيلة و هو الحصن الحصين (ث).
(قال هذا) السدّ (رحمة من ربي فاذا جاء وعد ربي) اخر الزمان (ث) انظر الي حسن التخلص من قصة يأجوج و مأجوج الي ذكر القيمة (يم) (جعله دكّاء )بالمد علي قراءة الكوفيين و دكّاً علي قراءة الحمرة (هـ) رفع التقية عند الكشف فانتقم من اعداء الله (ث) مستوياً مع الارض (و كان وعد ربي حقّاً 98).
(و تركنا بعضهم يومئذ) يوم القيمة (ث) (يموج) يضطرب كالموج (هـ) يشعر بكثرتهم (في بعض و نفخ في الصور فجمعناهم جمعاً 99).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 146 *»
(و عرضنا جهنم يومئذ للكافرين) بولاية علي (ث) (عرضاً100).
(الذين كانت اعينهم في غطاء عن ذكري) ولاية علي (ث) رؤية علي7 في مقامه (يم) القمي: كانوا لاينظرون الي ما خلق الله من الايات و السموات و الارض (و كانوا لايستطيعون سمعاً 101) لذكر علي7 (ث) لفضائله (يم).([132])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 147 *»
(أ فحَسِب) عن علي7 أفَحَسْبُ اي كافيهم في النجاة (هـ) انظر الي حسن التخلص (يم) (الذين كفروا) بولاية علي (يم) (انيتخذوا) اتخاذ (عبادي)الاولان (ث) من يجب عليه طاعة علي (يم) (من دوني) بسكون الياء علي قراءة السواد و فتحها علي قراءة (ن) و (و) (هـ) دون وليي (يم) (اولياء) منجين لهم (يم) و عن الصادق7يعنيهما و اشياعهما الذين اتخذوهما من دون الله اولياء و كانوا يريدون انهم بحبهم اياهما انهما ينجيانهم من عذاب الله عزوجل و كانوا بحبهما كافرين (انّا اعتدنا جهنم للكافرين) بولاية علي7 (يم) (نزلاً 102) منزلاً (ث) ما هيّأ للنازل.
(قل هل ننبّئكم بالاخسرين) كفرة اهل الكتاب (ث) (اعمالاً 103) تمييز.
هم (الذين ضلّ) ضاع و بطل (ز) (سعيهم في الحيوة الدنيا و هم يحسبون انهم يحسنون صنعاً 104) نزلت في النصاري و القسيسين و الرهبان و اهل الشبهات و الاهواء من اهل القبلة و الحرورية و اهل البدع (ث).
(اولئك الذين كفروا بايات ربهم) بولاية اميرالمؤمنين (ث) (و لقائه )بامام، حاصل الخبر (فحبطت اعمالهم فلانقيم لهم يوم القيمة وزناً 105) قدراً اي يستخف بهم (هـ) ائمة الكفر لايقيم لهم يوم القيمة وزناً و لايعبؤ بهم و هم في جهنم خالدون، حاصل الخبر.
(ذلك جزاؤهم جهنم بماكفروا) بولاية علي (يم) (و اتخذوا اياتي )الاوصياء (ق) (ث) (و رسلي هزواً 106).
(انّ الذين امنوا) نزلت في المحمد: (ق) نزلت في اصحاب علي7الاربعة (ث) (و عملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس) البستان الذي فيه جميع مايتمتع به (هـ) الفردوس ذروة الجنة و هو لمحمد و المحمد و روي الجنة مائة درجة بين كل درجتين كما بين السماء و الارض و الفردوس اعلاها درجةً (نزلاً 107 )نزل جمع نازل و حال او ما يعدّ للنازل.
(خالدين فيها لايبغون عنها حولاً 108) تحوّلاً (هـ) بدلاً (ث).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 148 *»
(قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد) لفني (البحر قبل انتنفد )علي التأنيث في قراءة السواد و التذكير في قراءة (ح) و (س) (كلمات ربي) روي قد اخبرك انه كلام ليس له اخر و لا غاية و لاينقطع ابداً (و لو جئنا بمثله مدداً 109).
(قل انما انا بشر مثلكم) في الخلق (هـ) انه مثلهم مخلوق (ث) (يوحي الي انما الهكم) وليكم (يم) (اله واحد فمن كان يرجوا) يخاف (لقاء ربه) بعث ربه (ث) (فليعمل عملاً صالحاً) ولاية المحمد العمل الصالح (ث) معرفة الائمة (يم)([133]) (و لايشرك بعبادة ربه احداً 110) لايتخذ مع ولاية المحمد غيرهم (ث) التسليم لعلي لايشرك معه في الخلافة من ليس ذلك له (ث) روي من اشرك بعبادة ربه فقداشرك بولايتنا و كفر بها و جحد اميرالمؤمنين حقه و ولايته.
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 149 *»
«سورة مـريـم»
مكية و هي ثمان و تسعون اية و قيل انها تسع و تسعون اية مكي و المدني الاخير اختلافها ثلث كهيعص كوفي و الرحمن مدّاً و في الكتاب ابرهيم مكي و المدني الاخير.
(بسم اللّه الرحمن الرحيم)
(كهيعص 1) سئل القائم7 عن تأويل هذه الحروف فقال هذه الحروف من انباء الغيب اطلع الله عبده زكريا7 عليها ثم قصّها علي محمد الي ان قال فالكاف اسم كربلا و الهاء هلاك العترة و الياء يزيد لعنه الله و هو ظالم الحسين و العين عطشه و الصاد صبره.
هذا (ذكر رحمت) مفعول ذكر معني (هـ) ذكر ربك زكريا فرحمه (ث) (ربك عبده) مفعول رحمة (هـ) و يمكن انيكون الرحمة فاعل ذكر و عبده مفعوله (يم) (زكريا 2) مقصورة علي قراءة (ح) و (س) و حفص و ممدودة علي قراءة (ر) و هي قراءة الحمرة (هـ) بدل عبد او عطف بيان (هـ) قصة زكريا توطئة لقصة مريم و عيسي (يم) قد اكثر الله في هذه السورة ذكر الرحمة علي الانبياء توطئة لذكر الرحمن و استدلالاً بالرحمانية علي نفي الولد و لاجل ذلك اكثر فيها ذكر الرحمن و نسب الاعمال و الصفات اليه فتدبر (يم).
(اذ) عامله ذكر (ل) (نادي ربه نداء خفيّاً 3) خير الدعاء الخفي (ث).
(قال رب) تفسير للنداء (اني وهن) ضعف (العظم مني و اشتعل الرأس) من احسن الاستعارات (شيباً) تمييز (هـ) عن الصادق7 كان الناس لايشيبون فابصر ابرهيم7 شيباً في لحيته فقال يارب ماهذا فقال هذا وقار فقال يارب زدني وقاراً (و لماكن بدعائك) مفعول دعاء (ربّ شقيّاً 4) ذاتعب اي مخيباً.
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 150 *»
(و انّي خفت الموالي) الورثة (ق) هم العمومة و بنو العمّ (ث) (من ورائي) بسكون الياء علي قراءة السواد و فتحها علي قراءة (ث) (و كانت امرأتي عاقراً )لاتلد (فهب لي من لدنك وليّاً 5) ولداً.
(يرثني) علي الرفع في قراءة السواد و الجزم في قراءة (و) و (س) (هـ) نعت (ل) جواب امر علي الجزم (ل) (و يرث) علي القراءتين (هـ) وارث من ال (ث)([134])(من اليعقوب و اجعله ربّ رضيّاً 6) مثّل بهذه القصة لابطال دعوي ابيبكر ان الانبياء لايورثون و ان النبي خاف الموالي انيستولوا علي ارثه فدعا الله انيرزقه ولداً يحيي بعد موته فاعطاه قاسم الجنة و النار و هو ابوالقاسم (يم).([135])
(يازكريا) جواب ندائه (انّا نبشّرك) علي قراءة السواد و نَبْشُرُكَ علي قراءة (ح) (بغلام اسمه يحيي) الجملة صفة غلام (لمنجعل له من قبل
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 151 *»
سميّاً 7) لميسمّ باسم يحيي احد قبله (ق) دلت الاية علي ان واضع الاسماء هو الله سبحانه (يم).
(قال ربّ انّي يكون لي غلام و كانت امرأتي عاقراً) كانت امرأة زكريا اخت مريم بنت عمران بن ماثان و بنوماثان اذ ذاك رؤساء بنياسرائيل و بنوملوكهم و هم من ولد سليمان بن داود (ق) (و قدبلغت من الكبر عتيّاً 8 )بكسر العين علي قراءة (ح) و (س) و حفص و ضمها علي قراءة الحمرة (هـ) تغيراً في الخلقة (هـ) اصله عتواً (ل).
(قال) زكريا او الله (يم) الامر (كذلك) او منصوب بـقال بعد (يم) (قال ربك هو علي هيّن و قدخلقتك) علي قراءة السواد و خلقناك علي المتكلم مع الغير علي قراءة (ح) و (س) (من قبل و لمتك شيئاً 9).
(قال ربّ اجعل لي) بسكون الياء علي قراءة السواد و فتحها علي قراءة (ن) و (و) (اية قال ايتك الاّ) نفي (يم) (تكلّم الناس) لاتقدر علي ان تكلم (يم) (ثلث ليال سويّاً 10) حال.
(فخرج علي قومه من المحراب) من المصلي او الغرفة (فاوحي) اومي (اليهم ان) مفسرة (سبّحوا بكرةً) ظرف (و عشيّاً 11).
(يايحيي خذ الكتاب بقوة) حال (و اتيناه) ثم وجّه الخطاب الي النبي9(يم) (الحكم صبيّاً 12) حال (ل) اوتي علي الحكم صبياً كمااوتي يحيي بن زكريا الحكم صبياً (ث).
(و حناناً) معطوف علي الحكم (ل) رحمة (هـ) كان يلبيّه الله متي ناداه (ث) (من لدنّا و زكوةً) و طهارة (و كان تقيّاً 13).
(و برّاً بوالديه و لميكن جبّاراً) متكبراً (عصيّاً 14) عاصياً.
(و سلام) عطف علي اسمه في قوله اسمه يحيي (يم) (عليه يوم ولد و يوم يموت و يوم يبعث حيّاً 15).
(و اذكر في الكتاب مريم) ذكر قصة مريم و عيسي بمناسبة ذكر يحيي فان
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 152 *»
عيسي ابن خالة يحيي و تنبّي في الصغر مثل يحيي و بشّر به يحيي (يم) (اذ) بدل مريم (يم) (انتبذت) تنحّت (من اهلها مكاناً) ظرف (شرقياً 16) خرجت الي النخلة اليابسة (ق).
(فاتخذت من دونهم حجاباً) في محرابها (ق) (فارسلنا اليها روحنا )جبرئيل (ق) (فتمثّل لها بشراً) حال (هـ) يكون منصوباً بنزع الخافض و سويّاً حال اولي فالمعني تمثّل لها كبشر سويّاً (يم) (سويّاً 17).
(قالت اني) بسكون الياء علي قراءة السواد و فتحها علي قراءة الحرميين و (و) (اعوذ بالرحمن منك ان) نافية او شرطية و جزاؤه محذوف اي فتباعد (كنت تقيّاً 18) عن اميرالمؤمنين7 علمت ان التقي ينهاه عن المعصية.
(قال انما انا رسول ربك لاهب) علي المتكلم في قراءة السواد و الغائب في قراءة ورش و (و) (لك غلاماً زكيّاً 19) طاهراً (هـ) القمي قال فنفخ في جيبها فحملت بعيسي بالليل فوضعته بالغداة و كان حملها تسع ساعات جعل الله لها الشهور ساعات.
(قالت انّي يكون لي غلام و لميمسسني بشر و لماك بغيّاً 20).
(قال كذلك قال ربك هو علي) علي جبرئيل او علي الله (يم) (هيّن و لنجعله اية للناس و رحمة منّا) فعيسي رحمة الله و ايته و المحمد: اولي بذلك (يم)([136])(و كان امراً مقضيّاً 21).
(فحملته) حملت بعيسي بالليل و وضعته بالغداة و كان حملها تسع ساعات (ق) (فانتبذت) تنحّت (به مكاناً) ظرف (ل) (قصيّاً 22) بعيداً (هـ) خرجت من دمشق حتي اتت كربلا (ث) فوضعته في موضع قبر الحسين7 (ث).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 153 *»
(فاجاءها) جاء بها (المخاض) الطلق (الي جذع) ساق (النخلة )المعلومة (قالت ياليتني متّ قبل هذا) لميولد لستة اشهر الا الحسين و عيسي بن مريم (ث) و اظن ان الراوي اخطأ ذلك و كان يحيي و ظنّه عيسي و هما معاصران (يم) (و كنت نسياً) بفتح النون علي قراءة (ح) و حفص و كسرها علي قراءة الحمرة (هـ) شيئاً متروكاً (منسيّاً 23 )نسي مصدر و المنسي مفعول.
(فناديها مِن تحتِها) في قراءة السواد و مَنْ تحتَها في قراءة (ث) و (و) و (ر) و ابيبكر (الاّتحزني قد جعل ربك تحتك سريّاً 24) نهراً (ق) ضرب عيسي برجله فظهر عين ماء تجري (ث).
(و هزّي) حرّكي او اجذبي (اليك بجذع) الباء زائدة (ل) (النخلة) كانت يابسة منذ دهر (ق) (تُساقِط) علي قراءة حفص و تَسّاقَط علي قراءة الحمرة و تَساقَط علي قراءة (ح) (عليك رطباً) مفعول لـهزّي او تساقط (ل) (جنيّاً 25 )طيباً (ق).
(فكلي و اشربي و قرّي) ابردي (عيناً) تمييز (فامّا) ان شرطية و ما زائدة (ترينّ من البشر احداً فقولي اني نذرت للرحمن صوماً) و صمتاً (ق) فكان في صومهم ترك الكلام (يم) (فلناكلّم اليوم انسياً 26).
(فأتت به قومها تحمله) و اقبلن مؤمنات بنياسرائيل يبزقن في وجهها (ق) (قالوا يامريم لقدجئت شيئاً فريّاً 27) قبيحاً.
(يا اخت هرون) كان رجلاً فاسقاً زانياً فشبّهوها به (ق) و روي هارون هذا الذي ذكروه هرون اخو موسي (هـ) لانها كانت من نساء هرون كماقال الله اخاهم هود اخاهم صالح (يم) (ماكان ابوك امرأ سوء و ماكانت امّك بغيّاً 28) بغياً اصله بغوياً و فعول بمعني الفاعل يذكّر للمؤنث و فعيل اذا كان بمعني فاعل لزمته الهاء للمؤنث (ل).
(فاشارت اليه قالوا كيف نكلّم من كان) وجد (في المهد) في الحجر (صبيّاً 29) حال.
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 154 *»
(قال اني عبدالله) افتتح كلامه بالعبودية لاتمام الحجة علي من اتخذه الهاً (يم) (اتانِي) علي قراءة السواد و اتانِي علي قراءة (ح) (الكتاب و جعلني نبياً 30) كان يومئذ نبياً حجة غير مرسل (ث).
(و جعلني مباركاً) نفّاعاً (ث) (اينما كنت و اوصاني بالصلوة و الزكوة) زكوة الرءوس (ث) (مادمت حيّاً 31).
(و برّاً) عطف علي نبياً (يم) جعلني بارّاً (بوالدتي و لميجعلني جبّاراً شقياً 32) فمن لميبرّ بوالديه فهو جبار شقي (يم).
(و السلام) عرّفه لما مرّ ذكره في قصة يحيي (علي يوم ولدت و يوم اموت و يوم ابعث حيّاً 33) ثم صمت فلميتكلم حتي مضت له سنتان و كان زكريا الحجة لله عزوجل علي الناس بعد صمت عيسي سنتين ثم مات زكريا فورثه ابنه يحيي فلمابلغ عيسي سبع سنين تكلم بالنبوة و الرسالة فكان عيسي الحجة علي يحيي و علي الناس (ث).
(ذلك عيسي ابن مريم قول) بالنصب علي قراءة (ص) و (ر) و الرفع علي قراءة الحمرة (هـ) علي النصب مصدر لمحذوف و علي الرفع خبر محذوف (ل) (الحق الذي فيه يمترون 34) يخاصمون (ق) يشكّون.
(ماكان) ينبغي (يم) (لله انيتخذ من ولد سبحانه اذا قضي امراً فانما يقول له كن فيكون 35) علي الرفع علي قراءة السواد و علي النصب علي قراءة (ر) (هـ) قراءة النصب باضمار ان قياساً علي جواب الامر ولكنه ركيك و الرفع موجه استينافاً (يم).
(و انّ) بالكسر علي قراءة (ر) و الكوفيين و الفتح علي الحمرة (هـ) بالنصب عطف علي الصلوة (ل) عطف علي قول عيسي اني عبدالله او امر من الله لرسوله9انيقول لامته و الاول انسب (الله ربي و ربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم 36).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 155 *»
(فاختلف الاحزاب من بينهم) قال قوم منهم هو الله و قيل هم اليعقوبية و قال اخرون هو ابن الله قيل هم النسطورية و قال اخرون هو ثالث ثلثة قيل و هم الاسرائيلية و قال المسلمون هو عبدالله (فويل للذين كفروا من مشهد) شهود (يوم عظيم 37).
(اسمع بهم و ابصر) تعجب اي ماجعلهم ذويسمع و ذويبصر (هـ) و قد صمّوا و اعموا في الدنيا (يم) (يوم يأتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين 38) يعني يوم القيمة في ضلال من الجنة او في الدنيا في ضلال عن الهدي و علة الاستدراك انهم في الدنيا في ضلال و يوم القيمة يسمعون الحق و يبصرونه عياناً كما قال اسمع بهم و ابصر يوم يأتوننا (يم).
(و انذرهم) ذكر الانذار بالقيمة لانه عظّمه في قوله مشهد يوم عظيم (يم) (يوم الحسرة) اي بيوم الحسرة (يم) (اذ قضي الامر) يوم يؤتي بالموت في صورة كبش املح فيذبح (ث) (و هم) قوله و هم حال من مفعول و انذرهم (يم) في الدنيا (يم) (في غفلة و هم لايؤمنون 39).
(انّا نحن) انّ المحمد (يم) (نرث الارض و من عليها) لقوله تعالي و نجعلهم الوارثين (يم)([137]) (و الينا يرجعون 40) الي المحمد لقوله اياب الخلق
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 156 *»
اليكم (يم).([138])
(و اذكر في الكتاب ابرهيم) ذكر ابرهيم بمناسبة دعوة عيسي قومه الي انيعبدوا الله وحده فاختلف الاحزاب من بينهم فكذلك ابرهيم دعا قومه الي عبادة الله فلميقبلوا فاعتزلهم كما رفع الله عيسي و طهّره من الذين كفروا (يم) (انه كان صدّيقاً )كثير الصدق (نبياً 41) نعت او خبر بعد خبر (ل).
(اذ) بدل ابرهيم (يم) (قال لابيه يا ابت) بكسر التاء علي قراءة السواد و فتحها علي قراءة (ر) (هـ) التاء عوض الياء (لمتعبد ما لايسمع و لايبصر و لايغني عنك) لايدفع عنك (شيئاً 42).
(ياابت) علي القراءتين المذكورتين (اني قدجاءني من العلم ما لميأتك فاتبعني اهدك صراطاً سويّاً 43) عدلاً (هـ) دلت الاية علي ان العالم ينبغي انيكون متبعاً و هو الهادي الي الصراط السوي (يم).
(ياابت) علي القراءتين المذكورتين (لاتعبد الشيطان) الثاني (يم) (انّ الشيطان) الثاني (يم) (كان للرحمن) لرسول الله او لعلي (يم)[139] (عصيّاً 44 )
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 157 *»
عاصياً.
(يا ابت) علي القراءتين المذكورتين (اني) بفتح الياء علي قراءة الحرميين و (و) و سكونها علي قراءة السواد (اخاف انيمسّك عذاب من الرحمن فتكون )عطف علي يمسّك (يم) (للشيطان) للثاني (يم) (وليّاً 45) تالياً او قريباً.
(قال أراغب) مبتدأ (ل) (انت) خبر (ل) (عن الهتي ياابرهيم لئن لمتنته لارجمنّك و اهجرني مليّاً 46) ظرف (هـ) او حال و معناه ذاقدرة (هـ) الدهر الطويل.
(قال سلام عليك) قوله سلام عليك لقوله سبحانه اذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً فابوه كان جاهلاً (يم) (ساستغفر) مداراة و تقريب (يم) (لك ربي)بسكون الياء علي قراءة السواد و فتحها علي قراءة (ن) و (و) (انه كان بي حفيّاً 47)لطيفاً في غاية اللطف.
(و اعتزلكم و ماتدعون من دون الله و ادعوا ربي عسي الاّاكون بدعاء ربي شقيّاً 48) خائباً مثلكم في دعائكم الاصنام (يم).
(فلمّا اعتزلهم و مايعبدون من دون الله وهبنا له اسحق و يعقوب و
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 158 *»
كلاًّ) مفعول جعلنا (جعلنا نبيّاً 49).
(و وهبنا لهم) اي لابرهيم و اسحق و يعقوب (ث) (من رحمتنا )رسولالله (ث) (و جعلنا لهم لسان صدق) يعبّر عن ظاهرهم و باطنهم صادقاً (يم) (عليّاً 50)7(هـ) اميرالمؤمنين (ث).
(و اذكر في الكتاب موسي) ذكر موسي بمناسبة ذكر يعقوب ابيه (يم) (انه كان مخلصاً) علي الفاعل في قراءة الحمرة و المفعول في قراءة الكوفيين (و كان رسولاً) خبر و نبياً حال اي كان رسولاً حال كونه نبياً (يم) (نبيّاً 51) او خبر بعد خبر (يم) روي النبي الذي يري في منامه و يسمع الصوت و لايعاين الملك و الرسول الذي يسمع الصوت و يري في المنام و يعاين الملك. اقول لمّا كان الرسول جامعاً لمقام النبوة كان قوله و كان رسولاً يكفي عن كونه نبياً فاما انيقال انه كان يأتيه الوحي تارةً كمايأتي الرسل و تارةً كمايأتي الانبياء و هذا المعني يمكن انيستفاد منه و نبياً خبر بعد خبر و يمكن انيستفاد منه و نبياً حال او يقال ربمايكون الشخص رسولاً و ليس بنبي كالملائكة رسلاً و كقوله ارسلنا اليهم اثنين فكذّبوهما فعزّزنا بثالث فموسي كان رسولاً و مع ذلك كان نبياً و لذا يكون الانبياء شاملاً لكل المرسلين من عند الله الي الخلق من البشر فافهم (يم).
(و ناديناه من جانب الطور الايمن و قرّبناه نجيّاً 52) مناجياً (هـ) مصدر فيه الواحد و الجمع سواء (يم).
(و وهبنا له من رحمتنا اخاه هرون نبيّاً 53) فعلي7 الذي كان بمنزلة هرون رحمة الله بل هرون منه فانه رحمة الله (يم).
(و اذكر في الكتاب اسمعيل) ليس ابن ابرهيم هو ابن حزقيل (ث) (انه كان صادق الوعد) وعد رجلاً فجلس له حولاً ينتظره (ث) (و كان رسولاً) خبر (يم) (نبيّاً 54) حال (يم) خبر بعد خبر (يم).
(و كان يأمر اهله بالصلوة و الزكوة و كان عند ربه مرضيّاً 55) اصله
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 159 *»
مرضوء لانه من الرضوان (ل).
(و اذكر في الكتاب ادريس) سمي ادريس لكثرة دراسته (ث) (انه كان صدّيقاً نبيّاً 56).
(و رفعناه مكاناً) قبض بين الرابعة و الخامسة (ث) (عليّاً 57).
(اولئك الذين انعم الله عليهم من النبيين من ذرية ادم) توطئة لاجل ان عيسي من ذرية الانبياء و عبد مخلوق للرحمن و ليس بولد له (يم) (و ممن حملنا مع نوح) فالناس ليسوا كلهم من نسل نوح لانه يقول من ذرية ادم و ممن حملنا مع نوح (يم) و يمكن انيكون ممن حملنا عطفاً علي النبيين اي انعم الله عليهم من النبيين و ممن حملنا مع نوح اي حمل انوارهم في صلبه معه او صلب من معه و هذا معني نحن المحمولون مع نوح (يم) (و من ذرية ابرهيم) روي نحن ذرية ابرهيم و نحن المحمولون مع نوح (و اسرائيل و ممن هدينا) الائمة (ث) هم والله شيعتنا الذين هديهم الله (ث) (و اجتبينا اذا تتلي عليهم ايات الرحمن خرّوا سجّداً) حال (و بكيّاً 58) بضم الباء علي قراءة السواد و كسرها علي قراءة (ح) و (س) (هـ) اصله بكوياً و هو جمع باك (هـ) و قيل اصله بكوياً و ليس بجمع بل هو مصدر (ل).
(فخلف من بعدهم خلف) بدل سوء (هـ) قوله خلف من بعدهم اي من بعد ذرية ابرهيم و هم المحمد: او من بعد من حملنا مع نوح و هم المحمد: و خلف من بعدهم اي صاروا خليفة خلف اضاعوا الولاية و الشريعة (يم) (اضاعوا الصلوة )الولاية (يم) (و اتبعوا الشهوات) الخلفاء (يم)([140]) (فسوف يلقون
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 160 *»
غيّاً 59) خيبةً (هـ) جبل من صفر يدور في جهنم (ث).
(الاّ) متصل او منقطع و معناه لكن (من تاب) من غش المحمد: (ث) (و امن و عمل صالحاً فاولئك يدخلون) علي المعروف في قراءة السواد و المجهول في قراءة (ث) و (و) و ابيبكر (الجنة و لايظلمون شيئاً 60).
(جنات) بدل الجنة (عدن) من جنات الدنيا (ق) (التي وعد الرحمن )الولي (يم) اي الرحمن المستوي علي عرش الملك المالك لزمام الجنة و النار فالرحمن برحمته الرحيمية وعد عباده الجنة و بنقمته وعد العاتين النار (يم) (عباده )شيعته (يم) الذين يمشون علي الارض هونا الي اخر الايات (يم) (بالغيب) حال من جنات (انه كان وعده) موعوده (يم) (مأتيّاً 61) يأتونه (هـ) مفعولاً (يم) يمكن انيكون معني مأتيّاً اتياً علي كون المفعول بمعني الفاعل اي ذواتيان (يم) و الاولي انيكون من اتي الامر اذا فعله فمعني ذلك انه كان وعده مفعولاً كما في اية اخري (يم).
(لايسمعون فيها لغواً الاّ) لكن يسمعون (سلاماً و لهم رزقهم فيها بكرةً و عشيّاً 62) دليل علي انها من جنات الدنيا (يم).([141])
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 161 *»
(تلك الجنة التي نورث) نورثها (ل) (من عبادنا) حال عن المفعول مقدم (يم) (من) مفعول نورث (يم) (كان تقيّاً 63).
(و مانتنزل الاّ بامر ربك) يحتمل انيكون و مانتنزل قول الملائكة الذين يأتون بالسلام من الله علي المؤمن في الجنة و قد فهم من قوله لايسمعون فيها لغواً الاّ سلاماً والله اعلم بحقيقة كلامه (يم) و يروي انه قال النبي9 لجبرئيل مايمنعك انتزورنا فقال و مانتنزل الاية (له ما بين ايدينا) من السماء (يم) (و ما خلفنا)من الارض (يم)([142]) (و ما بين ذلك و ما كان ربك نسيّاً 64) ناسياً (هـ) اي لاينسي انزالنا او اياك فان تأخرنا فانما تأخرنا لحكمة (يم).
(ربّ) بدل ربك (هـ) او خبر محذوف اي هو رب السموات (يم) (السموات و الارض و مابينهما فاعبده و اصطبر لعبادته) فمن افراد الصبر الصبر للعبادة (يم)([143]) (هل) استفهام انكار (يم) (تعلم له سميّاً 65) من يسمي الهاً
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 162 *»
حقيقةً.
(و يقول الانسان) الاول (يم) (ءاذا) العامل فيه محذوف كأنه بعثت لان ماقبل اللام لايقع معمولاً لمابعدها (ما متّ لسوف اخرج حيّاً 66) في الرجعة (يم).
(او لايذكر) بالتخفيف علي قراءة السواد و هي قراءة (ن) و (ص) و (ر) و تشديد الثاني و الثالث علي قراءة الحمرة (الانسان انّا خلقناه من قبل) اخرج عجب الانسان من البعث بخلقه اول مرة فاذا نزّله عن الانكار الي الاحتمال انذره و حذّره (يم) (و لميك شيئاً 67) لامقدراً و لامكوناً (ث) لميكن شيئاً في كتاب و لاعلم (ث) و احياؤه بعد ان كان اسهل (يم).
(فوربك لنحشرنّهم) اي المنكرين للبعث (يم) الخلفاء (يم) (و الشياطين) مفعول به او معه (هـ) اتباع الخلفاء هم من ولد ابليس (يم)([144]) (ثم
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 163 *»
لنحضرنّهم حول جهنم جثيّاً 68) حال (هـ) علي ركبهم (ق).
(ثم لننزعنّ من كل شيعة) اتباع رئيس (يم)([145]) (ايّهم) الخلفاء (يم) اي بمعني الذي (ل) مفعول لننزعنّ و هو مبني علي الضم كما قيل او من باب التعليق و هو انيعمل الفعل في المعني دون اللفظ فمفعول ننزعنّ معني ايّهم اشدّ فاي مبتدأ و اشد خبره(هـ) هو (ل) (اشدّ علي الرحمن) رسول الله او علي (يم)([146]) (عتيّاً 69 )بالكسر علي قراءة (ح) و (س) و حفص و الضم علي قراءة الحمرة (هـ) هو مصدر معناه
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 164 *»
التمرد في العصيان (هـ) تمييز (هـ) اصله عتواً (يم).
(ثم لنحن اعلم) تهديد عظيم (يم) (بالذين هم اولي بها صليّاً 70 )بالكسر علي قراءة (ح) و (س) و حفص و الضم علي قراءة الحمرة (هـ) اي لزوماً (يم) تمييز.
(و ان منكم) احد (هـ) مبتدأ (هـ) صفة (الاّ واردها) خبر (هـ) الورود غير الدخول كمايقال وردنا ماء بنيفلان (يم) روي انها منسوخة بقوله انّ الذين سبقت لهم منّا الحسني الاية (كان علي ربك حتماً مقضيّاً 71).
(ثم ننجّي الذين اتقوا و نذر الظالمين فيها) في البحار اذا تحولت نيراناً (ث) (جثيّاً 72) علي القراءتين علي نحو ما مرّ في عتيّاً (هـ) حال (هـ) اصله جثواً اما مصدر و اما جمع (ل).
(و اذا تتلي عليهم اياتنا) الائمة (يم) (بينات قال الذين كفروا) بولاية علي (يم) من قريش (ث) (للذين امنوا) اقرّوا لاميرالمؤمنين و لنا اهلالبيت (ث) (اي الفريقين خير مقاماً) بالفتح علي السواد و الضم علي قراءة (ث) (هـ) تمييز (و احسن) عطف (نديّاً 73) مجلساً.
(و كم) مفعول اهلكنا (اهلكنا) ردّ الله عليهم (ث) (قبلهم من) اهل (يم) (قرن) و يمكن انيراد من القرن الكبير و الرئيس و يكون تهديداً للخلفاء (يم) (هم احسن اثاثاً) متاعاً (ق) (و رءياً 74) بالهمزة علي قراءة السواد و الياء المشددة علي قراءة قالون و ابنذكوان (هـ) منظراً (ق) فيمكن انيكون حسن بعض السابقين اجمل و اكثر من اللاحقين (يم).
(قل من كان في الضلالة) عن الولاية (ث) (فليمدد) لفظه امر و معناه خبر (له الرحمن) من ظاهره (يم) (مدّاً) فالضلاّل يمدّون من الرحمن (يم) فليس خير مقامهم الدنياوي و حسن نديّهم من كرامتهم علي الله كما لميكن حسن اثاث القرون و رِءيهم من كرامتهم علي الله (يم) (حتي اذا رأوا ما) مفعول رأوا (يوعدون)
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 165 *»
خروج القائم (ث) (امّا العذاب) بدل ما (ل) (و امّا الساعة )القائم (يم) (فسيعلمون من) الذي (هو) مبتدأ (شرّ) خبر و الجملة صلة من (مكاناً )عند القائم (ث) شرّ مكاناً جواب خير مقاماً و احسن نديّاً كماقالوا (يم) (و اضعف جنداً 75).
(و يزيد الله الذين اهتدوا) الشيعة (يم) (هدي) باتباع القائم (ث)([147])(و الباقيات الصالحات) الولاية (ث) (خير عند ربك ثواباً) تمييز (و خير مردّاً 76) تمييز (هـ) فخير الدنيا و حسنها لا عاقبة لهما (يم).
(أفرأيت الذي) المفعول الاول (هـ) كل واحد من الخلفاء (يم) (كفر باياتنا) بالمحمد: (يم)([148]) (و قال لاوتينّ مالاً و ولداً 77) بفتحتين علي قراءة السواد و
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 166 *»
الضم فالسكون علي قراءة (ح) و (س) (هـ) في الجنة (ق).
(أطّلع) استفهام (هـ) المفعول الثاني (الغيب ام اتخذ عند الرحمن) عند الولي (يم)([149]) (عهداً 78) من اذن له بولاية اميرالمؤمنين و الائمة من بعده فهو العهد
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 167 *»
عند الله (ث).
(كلاّ سنكتب مايقول و نمدّ له من العذاب مدّاً 79).
(و نرثه) اي نرث منه (ل) (مايقول) اي المال و الولد (و يأتينا فرداً 80) حال (ل).
(و اتخذوا من دون الله الهة) من دون الائمة الحق ائمة (يم)([150]) (ليكونوا لهم عزّاً 81).
(كلاّ) ردع (سيكفرون بعبادتهم و يكونون عليهم ضدّاً 82 )يوم القيمة (ق) يستوي فيه الواحد و الجمع (هـ) روي ليس العبادة هي الركوع و السجود و انما هي طاعة الرجال من اطاع المخلوق في معصية الخالق فقد عبده.
(ألمتر انّا ارسلنا الشياطين) الخلفاء شياطين الانس (يم) (علي الكافرين) اتباعهم (يم) (تؤزّهم) حال (هـ) تزعجهم (هـ) تحضّهم علي طاعتهم و عبادتهم (ث) (ازّاً 83).
(فلاتعجل عليهم) اي اذا علمت انّا ارسلنا الشياطين علي الكافرين جزاء لعملهم فلاتعجل عليهم بالدعاء عليهم او اهلاكهم او اهلاك الشياطين فانما خلقوا لحكمة و فائدة (يم) (انما نعدّ لهم) الانفاس (ث) (عدّاً 84) في طغيانهم (ث).
(يوم) منصوب بقوله لايملكون (نحشر المتقين) الشيعة (يم)([151]) (الي
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 168 *»
الرحمن) الي الولي (يم) (وفداً 85) حال (هـ) جمع وافد (هـ) روي ان الوفد لايكون الاّ ركباناً.
(و نسوق المجرمين الي جهنم) الاول (يم)([152]) (ورداً 86) حال (هـ) الورد قوم يردون الماء كأنه اراد به عطاشا.
(لايملكون الشفاعة الاّ) و يحتمل انيكون الاستثناء منقطعاً او متصلاً و يكون المراد من قوله لايملكون جميع الخلق و لايضرّ عدم المرجع لوضوح الامر (من )في موضع الرفع و بدل واو لايملكون (اتخذ عند الرحمن) عند الولي (يم) (عهداً 87) بقبول ولايته (يم) الا من اذن له بولاية علي و اله فهو العهد (ث).
(و قالوا اتخذ الرحمن) الولي (يم) اظهار مايكتفي فيه بالاضمار خلاف الفصاحة فاذا اظهر الفصيح في موضع الاضمار فهو لاظهار امر اخر او هو شخص اخر (يم) (ولداً 88) نظيراً او مثلاً (يم).([153])
(لقد جئتم شيئاً ادّاً 89) عظيماً (ث) يحتمل كون المعني جئتم بشيء ادّ فحذف الباء و افضي الفعل الي الشيء و يحتمل انه كنّي به عن الاقرار به و الركون اليه كمايقال من اتي عريفاً فهو كذا (يم).
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 169 *»
(تكاد) علي التأنيث في قراءة السواد و التذكير في قراءة (ن) و (س) (السموات يتفطّرن) علي قراءة الحرميين و (س) و حفص و علي قراءة الحمرة ينفطرن من باب الانفعال (هـ) يتشققن (منه و تنشقّ) اي و تكاد تنشق (هـ) الجملة عطف علي الجملة السابقة (الارض و تخرّ الجبال هدّاً 90) كسراً (هـ) منصوب من غير لفظ الفعل او حال.
(ان دعوا) مفعول له (للرحمن) للولي (يم) (ولداً 91) نظيراً (يم).
(و ماينبغي للرحمن) للولي (يم) (انيتخذ ولداً 92) نظيراً (يم).
(ان) ما (ل) (كل من) الذي (هـ) مبتدأ (في السموات) الجار صلة الذي (و الارض الاّ اتي الرحمن) في موضع الخبر (عبداً 93) حال من ضمير اتي (هـ) فان كان جميع ماسوي الرحمن المهيمن علي العرش عبداً له مضمحلاً دونه كيف يمكن انيصير احد من العبيد و الرعية ولده و العبد لايصير ولداً لان العبد مملوك و الولد جزء للوالد فمثّل بذلك للذين جعلوا رجالاً خلفاء دون الولي الحق و كل من سوي الولي عبده و العبد مملوك لايكون جزءً للمولي فيكون ندّه و نظيره فيكون خليفة مثله لا عبداً مطيعاً دونه فالقائلون بالخلفاء اتخذوا للرحمن ولداً اخرجوه عن العبودية و جعلوه جزءً له و مثله (يم).
(لقد احصيهم و عدّهم عدّاً 94).
(و كلّهم اتيه يوم القيمة فرداً 95) حال (ل) واحداً واحداً (ق).
(انّ الذين) الائمة: (يم) (امنوا) بعلي7(ث) (و عملوا الصالحات)بعد المعرفة (سيجعل لهم الرحمن) الولي (يم) (ودّاً 96) في قلوب المؤمنين (هـ) ولاية علي (ث).
(فانما يسّرناه) القرءان (بلسانك) حين اقمت اميرالمؤمنين علماً (ث) (لتبشّر به) بعلي (ث) (المتقين و تنذر به قوماً) بنيامية (ث) (لدّاً 97 )جمع الدّ (هـ) كفاراً (ث) شداداً في الخصومة.
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 170 *»
(و كم اهلكنا قبلهم من) اهل (يم) (قرن) كبير (يم)([154]) (هل تحسّ )تبصر (منهم) صفة مقدم في معني الحال (من) زائدة (احد او تسمع لهم ركزاً 98) صوتاً خفيّاً.
([1]) اقول: التعبير عن ابيبكر بالاول شايع في الاخبار بحيث كأنه صار ذلك الاسم اي الاول كالعلم له كما ان الثاني صار كالعلم لعمر و الثالث لعثمان و الرابع لمعوية و انماسموا بهذه الاسماء لان الاول هو اول من غصب الخلافة و الثاني ثاني من اتبعه في ذلك و الثالث ثالث من اتبعهما و الرابع رابع من اقتفي اثار السابقين في ذلك هذا في الظاهر و اما في الباطن لانهم اول جميع الشرور و اصلها و مبدؤها و فاتحها و لذلك يردّ جميع الشرور و المعاصي اليهم و لذلك يقتصّ منهم في الرجعة بجميع المظالم كمافي خبر المفضل قال7 و ليقتصنّ منهماـ الاول و الثاني ـ بجميع المظالم و ليقتلان في كل يوم و ليلة الف قتلة و يردان الي ماشاء الله بهما و في الخبر المزبور في موضع اخر ثم يأمر بانزالهما فينزلان اليه فيحييهما باذن الله و يأمر الخلائق بالاجتماع ثم يقصّ اي الامام عليهما قصص افعالهما فيعترفان به ثم يأمر بهما فيقتص منهما في ذلك الوقت بمظالم من حضر و يكفي في الاستدلال علي مانحن فيه قوله7 اعداؤنا اصل كل شر و من فروعهم كل فاحشة الخبر فانهم النقطة المقابلة للحق المحض فهم الشر المحض.
([2]) اقول: و لنذكر هنا انواعاً من الاخبار حتي يوضح المرام الاول مايدل علي ان علياً7هو الباب و الثاني مايدل علي ان المراد من السماء العلم و الثالث ان المراد منها محمد9 و الرابع مايدل علي ان علياً7 من محمد فانه يقول فتحنا باباً من السماء اي يكون ذلك الباب من السماء من جنسه او بعضه او جزؤه علي ان يكون من للتبعيض.
فمن الاول خبر سلمان قال قال النبي9 ان علياً باب فتحه الله من دخله كان مؤمناً و من خرج منه كان كافراً و الخبر المروي في البصائر قال قال الصادق7 في قوله تعالي حتي اذا فتحنا عليهم باباً الاية هو علي بن ابيطالب7 الخبر و الخبر الذي رواه الكفعمي عن الباقر7 قال قال7 في معني انهم باب الله ان الله احتجب عن خلقه
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 4 *»
بنبيه و الاوصياء من بعده و فوّض اليهم من العلم ما علم احتياج الخلق اليه و لمّا استوفي النبي9 علي علي7العلوم و الحكمة قال انا مدينة العلم و علي بابها و قداوجب الله علي خلقه الاستكانة لعلي7 بقوله ادخلوا الباب سجّداً و قولوا حطّة نغفر لكم خطاياكم و سنزيد المحسنين اي الذين لايرتابون في فضل الباب و علوّ قدره و من الكافي عن علي7 انه قال في حديث له انه قدجعل الله للعلم اهلاً و فرض علي العباد طاعتهم بقوله و أتوا البيوت من ابوابها فالبيوت هي بيوت العلم الذي استودعه الانبياء و ابوابها اوصياؤهم الخبر و هذا الخبر صريح في ان علياً7باب من العلم فهذا يدل علي باطن التأويل اذ جعل الباب باباً من العلم تأويل ثم باطن ذلك التأويل هو علي7كمادلّ عليه الخبر فانه وصي خاتم الانبياء و الخبر المعروف المشهور المتواتر و هو انا مدينة العلم و علي بابها و الخبر الاخر المعروف المتواتر انا دار الحكمة و علي بابها نظراً الي ان الحكمة علم بل هي اعظم العلوم و اشرفها و اصلها و اساسها.
و من الثاني مافي العلل عن علي7 انه سئل لمسميت السماء سماء قال لانها وسم الماء يعني معدنه الخبر و قدورد اخبار عديدة في تأويل الماء بالعلم فالسماء معدن العلم و العلم بمقتضي هذا الخبر و ما في خبر اخر في وصف الامام هو الذي يسمو اليه الخلق في العلم.
و من الثالث ما في الاختصاص عن ابنعباس قال قال رسول الله9 و السماء ذات البروج ثم قال ياابن عباس أتقدّر انّ الله يقسم بالسماء ذات البروج و يعني به السماء و بروجها قلت فماذا يارسول الله قال اما السماء فانا و اما البروج فالائمة الاثناعشر بعدي اولهم علي و اخرهم المهدي و ما في تفسير القمي في قوله تعالي و السماء ذات الحبك قال قال الباقر7 السماء رسول الله9 و علي ذات الحبك.
و من الرابع ما في كتاب فضائل اميرالمؤمنين عن محمد بن صدقة ان سلمان الفارسي و اباذر الغفاري رضي الله عنهما سألا علياً7 عن معرفة الامام بالنورانية فقال7 و ساق الكلام الي ان قال كنت انا و محمد نوراً واحداً من نور الله فامر الله ذلك النور انينشق فقال للنصف كن محمداً و قال للنصف كن علياً فمنها قال رسول الله9 علي مني و انا من علي و لايؤدي عني الاّ علي ثم قال بعد كلام طويل ياسلمان و ياجندب انا محمد و محمد انا و انا من محمد و محمد مني و ساق الكلام الي ان قال لانا كلنا واحد اولنا محمد و اخرنا محمد و اوسطنا محمد و كلنا محمد فلاتفرّقوا بيننا و نحن اذا شئنا شاء الله.
فتبين و ظهر من هذه الاخبار جملةً ان تأويل قوله سبحانه و لو فتحنا الاية يعني لوفتحنا عليهم باباً من العلم فظلّوا فيه يصعدون و ان باطن هذا التأويل لو نصبنا علياً7الذي هو من محمد9فظلّوا فيه يعرجون لانه اذا كان المراد من الباب في الباطن علياً7فالمراد من فتحه نصبه فانه هكذا يفتح و يدخل في ولايته الناس و يظهر امره علي جميع المنافقين و الكافرين و يرون انه باب ذوعذاب شديد كمافي الخبر اذا اوّل السماء بالعلم و العلم بمحمد9من باب زيد عدل كما في الاخبار انا علم الله و حديث انا مدينة العلم الذي ذكرناه انفاً و اما اذا اوّل السماء بمحمد9 اولاً فهو من باب الباطن لا تأويل الباطن فافهم.
([3]) الاّ من استرق السمع استثناء منقطع و المعني لكن من استرق السمع يتبعه شهاب و قال الفراء هو استثناء صحيح لان الله تعالي لم يحفظ السماء ممن يصعد اليها ليسترق السمع لكن اذا سمعه و ادّاه الي الكهنة اتبعه شهاب. مجمعالبيان . . . (مصحح)
([4]) اقول: لاشك ان المحمد: مؤثرون في الكون لجميع ماسوي الله فانهم اول ماخلق الله و الخلق كلهم صنائع لهم كماقال علي7 في نهج البلاغة نحن صنائع الله و الخلق بعد صنائع لنا و في خبر نحن سبب خلق الخلق و في خبر نحن سبب تسبيحهم و المصنوع اثر الصانع و نوره فهم العالي و الخلق هم الداني و العالي يرث الداني و الصانع يرث المصنوع و المنير النور لانه اولي به منه و اوجد في مكانه منه النبي اولي بالمؤمنين من انفسهم فالمحمد: اولي بهم منهم فهم يرثون الخلق جميعاً هذا في الكون و اما في الشرع فالمؤمنون نورهم و صنعهم و اثرهم فهم اولي بهم منهم دون غيرهم النبي اولي بالمؤمنين دون غيرهم من انفسهم فهم يرثون المؤمنين دون الكافرين اللهم الاّ ما كان في ايديهم غصباً فهم ايضاً يرثونها و اما ما لهم و منهم لعنهم الله فهو اليهم و الي خلفائهم فالخلفاء يرثون الكفار و هم بالنسبة الي اظلالهم مؤثر و اصل فهم يرثونهم يوم نولّي بعض الظالمين بعضاً.
و لنذكر بعض الاخبار التي تدل علي انهم يحيون و يميتون و يرثون ففي كتاب فضائل اميرالمؤمنين عن محمد بن صدقة ان سلمان الفارسي و اباذر الغفاري رضي الله عنهما سألا علياً7 عن معرفة الامام بالنورانية و ساق الحديث الي ان قال قال اميرالمؤمنين ياسلمان و يا جندب انا احيي و اميت باذن ربي و انا عالم بضمائر قلوبكم و الائمة من اولادي يعلمون و يفعلون هذا اذا احبوا و ارادوا الخبر و في خطبة البيان انا الذي احيي و اميت و في بعض الزيارات انتم ورثة الكتاب و انتم ورثة الاحكام و امثال ذلك و ورد عنهم: في قوله تعالي اولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس ان المراد علي7 و الائمة: و قال7 في قوله تعالي و نريد اننمنّ علي الذين استضعفوا في الارض و نجعلهم ائمة و نجعلهم الوارثين ان المراد الائمة: فانهم الذين يرثون الارض و مافيها.
([5]) اقول: انما جعل اعلي الله مقامه باطن الانسان هنا الاول و الجان الثاني لان الاول كان في الظاهر من ابيه و الثاني كان ولد الزنا فهو كان شرك شيطان فهو من الجن و الجن ولد الجان قال الباقر و الصادق8 في قوله تعالي انّا عرضنا الامانة علي السموات و الارض الاية الامانة الولاية ابين انيحملنها كفراً و الانسان الذي حملها الاول و في خبر اخر الشرور المنافق و في حديث اخر فلان و سئل الصادق7 عن قوله تعالي و اذا مسّ الانسان الضرّ فقال هو ابوالفصيل و الاية نزلت فيه و قال7 العصر عصر خروج القائم ان الانسان لفي خسر يعني اعداؤنا الخبر و لا شك ان الاول اعدي الاعداء و قال7 في تفسيره قال رسول الله9 في المنافقين من امته انما هم شياطين يوحي بعضهم الي بعض زخرف القول غروراً و عن الصادق7 انه قال من لميجعله الله من اهل صفة الحق فاولئك شياطين الانس و الجن الخبر فهذه الاخبار تدل علي ان المراد من شياطين الجن في الباطن اعداء النبي و الائمة و الخلفاء الثلثة لا سيما الثاني فانه قدورد تأويل الشيطان به حتي انه ورد عن ابيجعفر7 كل ما في القرءان و قال الشيطان يريد به الثاني.
([6]) اقول: قدورد اخبار عديدة في تأويل الملائكة بالشيعة فعن الصادق7 في قوله تعالي تنزل الملائكة و الروح فالملائكة في هذا الموضع المؤمنون الذين يملكون علم المحمد: و الروح روح القدس و هو في فاطمة3 الخبر و عن الباقر7 في قوله تعالي و ماجعلنا اصحاب النار الاّ ملائكة قال النار هو القائم الذي ضوؤه و خروجه لاهل الشرق و الغرب و الملائكة هم الذين يملكون علم المحمد:.
([7]) اقول: ورد خبر يدل علي ان المراد من ابليس الاول و الثاني و اتباعهما قال اصبغ بن نباتة ان علياً7 اخرجني مع جمع فيهم حذيفة بن اليمان الي الجبانة الي ان قال فقال علي7 ياملائكة ربي اتوني الساعة بابليس الابالسة و فرعون الفراعنة قال فوالله ماكان باسرع من طرفة عين حتي احضروه عنده فلمّا جرّوه بين يديه قام و قال واويلاه من ظلم المحمد واويلاه من اجترائي عليهم ثم قال ياسيدي ارحمني فاني لااحتمل هذا العذاب فقال7 لا غفر الله لك و لا رحمك ايها الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان ثم التفت الينا فقال سلوه حتي يخبركم من هو فقلنا له من انت فقال انا ابليس الابالسة و فرعون هذه الامة انا الذي جحدت سيدي و مولاي اميرالمؤمنين و خليفة رب العالمين و انكرت اياته و معجزاته الخبر و قدورد في الاخبار تأويل فرعون بالاول و ورد تأويل الشيطان بالثاني فيحتمل انيكون المراد منه كل واحد من الاول و الثاني و قدصرح بذلك ايضاً صاحب المرءاة بعد ذكره هذا الخبر فقال و الظاهر ان المراد به الثاني حيث كان هو رأس المفسدين و هو الذي اوّل به الشيطان في القرءان و يحتمل انيكون المراد به الاول حيث ورد كثيراً تأويل فرعون به و بالجملة يمكن تأويل ابليس مهمايناسب بالثاني و بالاول بل بسائر خلفاء الجور و اتباعهم.
([8]) اقول: كما عن الصادق7 في قوله تعالي ان في هذا لبلاغاً لقوم عابدين قال هم شيعتنا و عنه7 ايضاً في قوله تعالي ياعبادي الذين اسرفوا الاية قال والله مااريد بذلك غيركم.
([9]) اقول: و الدليل علي ان المراد من المتوسمين الشيعة و المؤمن علي وجه ان المتوسمين في اللغة بمعني المتفرسين و قدقال الامام7 اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله و قال7 ان لله عباداً يعرفون الناس بالتوسم ثم قرأ هذه الاية الخبر و العباد يشمل الشيعة كمامرّ مادل عليه من الاخبار فيشمل المتوسم ايضاً الشيعة فيمكن انيكون المراد من المتوسمين هم علي وجه من بطن القرءان و لاغرو كمانبّه عليه اعلي الله مقامه.
([10]) اقول: تفسيره اعلي الله مقامه اليقين بالموت لانه ايقن يقينيات العالم و ليس شيء ايقن منه الاّ انه اشبه الشك كماقال علي7 ليس يقين اشبه بالشك من الموت الخبر فالموت يقين الاّ انه اشبه الشك و عن اسحق بن عمار قال سمعت اباعبدالله7 يقول ان رسول الله صلي بالناس الصبح فنظر الي شاب في المسجد و هو يخفق و يهوي برأسه مصفراً لونه قدنحف جسمه و غارت عيناه في رأسه فقال له رسول الله9 كيف اصبحت يافلان قال اصبحت يارسولالله موقناً فعجب رسول الله من قوله و قال له ان لكل يقين حقيقة فما حقيقة يقينك فقال ان يقيني يارسول الله هو الذي احزنني و اسهر ليلي و اظمأ هواجري فعزفت نفسي عن الدنيا و مافيها حتي كأني انظر الي عرش ربي و قدنصب للحساب و حشر الخلائق لذلك و انا فيهم و كأني انظر الي اهل الجنة يتنعمون في الجنة و يتعارفون علي الارائك متكئون و كأني انظر الي اهل النار و هم فيها معذبون مصطرخون و كأني الان اسمع زفير النار يدور في مسامعي فقال رسول الله9 هذا عبد نوّر الله قلبه بالايمان الخبر و في بعض زيارات علي7 السلام عليك ياولي الله انت اول مظلوم و اول من غصب حقه صبرت و احتسبت حتي اتيك اليقين الزيارة و من الواضح ان المراد من اليقين هنا الموت و في محل اخر و عبدت الله مخلصاً حتي اتيك اليقين فهذا ايضاً ظاهر في ان معناه الموت و قدصرح بهذا المعني غيرواحد من العلماء ففي المجمع قوله تعالي و اعبد ربك حتي يأتيك اليقين يعني الموت و في القاموس اليقين ازالة الشك و الموت.
([11]) اقول: و ذلك لان المراد من الامر في الباطن محمد9 فانهم كمافي اخبار عديدة امر الله و مشيته و ارادته فعن طارق بن شهاب عن اميرالمؤمنين7 انه قال في حديث له ان الامام7 روح قدسي و امر الهي و قال7 ايضاً ان الائمة من المحمد:اولياء اللّه المقربون و امره بين الكاف و النون و عن القائم7 انه قال في قوله تعالي اتيها امرنا ليلاً او نهاراً الاية نحن امر اللّه عزوجل و جنوده و عن الباقر7 في قوله تعالي و الّيل اذا يغشي قال الليل في هذا الموضع هو الثاني غشي علياً7 في دولته التي جرت له عليه و امر اللّه اميرالمؤمنين7 انيصبر في دولتهم حتي تنقضي و في رواية النصراني الذي سأل الكاظم7 عن قوله تعالي انّا انزلناه في ليلة مباركة قال الليلة المباركة فاطمة3و فيها يفرق كل امر حكيم حتي يخرج منها خير كثير فرجل حكيم و رجل حكيم و رجل حكيم الخبر فيفهم من هذه الاخبار ان الامر باطن المحمد:فروح القدس ينزّل من باطنهم علي ظاهرهم.
([12]) اقول: جعل اعلي اللّه مقامه باطن الانسان علياً7لانه اكمل افراده و مصاديقه و المطلق ينصرف الي فرده الاكمل فعن كنزالفوائد قال ابن نباتة في حديث له ان علياً7ركض برجله الارض يوماً فتزلزلت الارض فقال لها مالك اسكني ثم قال ام واللّه اني للانسان الذي تنبئه الارض اخبارها او رجل مني الخبر و عن العلل عن فاطمة قالت اصاب الناس زلزلة علي عهد ابيبكر و فزع الناس الي ابيبكر و عمر فوجدوهما قدخرجا فزعين الي علي فتبعهما الناس الي ان انتهوا الي باب علي7 فخرج عليهم غيرمكترث لماهم فيه فمضي و اتبعه الناس حتي انتهوا الي تلعة فقعد عليها و قعدوا حوله و هم ينظرون الي حيطان المدينة ترتجّ جائيةً و ذاهبةً فقال لهم علي7كأنكم قد هالكم ماترون قالوا و كيف لايهولنا و لمنر مثلها قط قال فحرّك شفتيه ثم ضرب الارض بيده الشريفة ثم قال مالك اسكني فسكنت باذن اللّه فتعجبوا من ذلك اكثر من تعجبهم الاول حيث خرج اليهم قال لهم فانكم قدعجبتم من صنيعتي قالوا نعم قال انا الرجل الذي قال الله اذا زلزلت الارض زلزالها و اخرجت الارض اثقالها و قال الانسان مالها فانا الانسان الذي يقول لها مالك يومئذ تحدّث اخبارها اياي تحدّث و عن علي بن الحسين عن ابيه الحسين8 انّ علياً7 اخبره ان النبي9طرقه و فاطمة بنت رسول الله9عنده فقال الاتصلون قال فقلت يارسول الله ان انفسنا بيد الله ان شاء انيبعثنا يبعثنا اي يكثر اللطف بنا فانصرف يعني النبي9 و هو يقول و كان الانسان اكثر شيء جدلاً يعني متكلماً بالحق و الصدق الخبر.
([13]) اقول: عن الباقر7 قال قال رسول الله9 اني و احدعشر من ولدي و انت ياعلي زرّ الارض يعني اوتادها و جبالها بنا اوتد الله الارض باهلها فاذا ذهبنا ساخت الارض باهلها و لمينظروا و عن تفسير فرات عن ابيذر قال ان اهلبيت النبي9 فينا كالجبال المنصوبة و في بعض الاخبار انهم: الجبال الرواسي.
([14]) اقول: جعل اعلي الله مقامه و رفع في الخلد اعلامه الانهار من العلوم و السبل من الشيعة للاخبار الكثيرة الواردة في ان المراد من الماء في الباطن العلوم و قدذكرنا كثيراً منها في تضاعيف الكتاب فنكتفي هنا بذكر خبر واحد قال الصادق7 في قوله تعالي و ان لواستقاموا علي الطريقة لاسقيناهم ماء غدقاً قال يعني لو استقاموا علي الولاية لاذقناهم علماً كثيراً يتعلمونه من الائمة و لخصوص خبر الحلبي عن الصادق7قال سألته عن قوله تعالي فيها انهار من ماء غير اسن و انهار من لبن لميتغير طعمه و انهار من خمر لذة للشاربين و انهار من عسل مصفّي فقال الباقر7 اما الانهار فرجال و قوله من ماء غير اسن فهو علي7 في الباطن و قوله و انهار من لبن فانه الامام و قوله و انهار من خمر لذة للشاربين فانه علمهم يتلذذ منه شيعتهم و الخبر المروي في الكافي عن الباقر7ايضاً قال يمضون الي الثمار و يدعون النهر العظيم قيل له و ماالنهر العظيم قال رسول الله9و العلم الذي اعطاه اللّه و قداشتهر الخبر المروي عن الصادق7 انه قال سبيل الله شيعتنا فمن نذر في سبيل اللّه فليعطه الشيعة و قد مرّ في العمران في ذيل قوله تعالي و لاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله الاية.
([15]) اقول: عن تفسير العياشي عن الباقر7 في قوله تعالي و الذين يدعون من دون اللّه الاية قال الذين يدعون من دون الله الاول و الثاني و الثالث الخبر.
([16]) اقول: تفسيره اعلي الله مقامه القلوب بالخلفاء لانهم اصل و حقيقة للذين لايؤمنون بالاخرة علي تفسير الظاهر و الرجعة علي التأويل و القائم عجل الله فرجه علي الباطن و هم المتجلون في هؤلاء الكافرين و هؤلاء اظلالهم و عكوسهم و ظواهرهم فهم القلب و هؤلاء ابدانهم و اعضاؤهم و هم القطب و هؤلاء الرحي و الدائرة لهم لعنهم الله جميعاً قال7 اعداؤنا اصل كل شر و من فروعهم كل فاحشة الخبر قال في المرءاة بعد قوله و ورد ان المراد بذي القلب في القرءان الامام و انه قلب الله الواعي «و منه يستفاد ايضاً امكان تأويل القلوب المذمومة كقلوب الكفار و نحوها بائمة الجور و فيمايناسب و افئدتهم و مافيها من الخيالات الفاسدة من جهة تقابله للاول» و قال في موضع اخر «ثم في كنز الدقائق عن الصادق7 في قوله تعالي ماجعل الله لرجل من قلبين في جوفه انه قال7 لايجتمع حبنا و حب عدونا في جوف انسان الخبر و لعل المراد اما بناء علي تأويل القلبين بالامام الحق و الامام الباطل كما مرّ انفاً و هو الانسب بمامضي و اما لاجل ان القلب قديستعمل بمافي البال بالنسبة الي الامامين» انتهي اقول: لا شك ان الخبر المزبور يدل علي تأويل القلب بحب اعداء المحمد:فاذا كان حبهم قلب و قطب و اصل فانفسهم بطريق اولي قلب و قطب و اصل لكل شر و كفر.
([17]) اقول: قدورد اخبار عديدة في ان ولاية علي7هي الجنة و هي بابها الذي من اتاه نجي و من تخلف عنه هلك و ورد في وصفهم انهم ابواب الجنان و باب الايمان فبمقتضي التقابل الذي بينهم و بين اعدائهم و ولايتهم و ولاية اعدائهم هم اي اعداؤهم ابواب جهنم و ابواب الكفر و الضلالة و ابواب الشك و الحيرة و الجهالة كماصرّح بذلك بعض المفسرين قال الشيخ ابوالحسن في تفسيره الشريف «فقدظهر من هذا ان خلفاء الجور و اتباعهم و علماء المخالفين و اصحابهم ابواب الكفر و الجور و النيران و ان التأويل يجري في كل موضع بمايناسبه» انتهي هذا و جهنم هي دار و حفرة جمع فيها جميع الشرور و القبايح و الالام و لا شك ان ولاية الاعداء اصل كلها كمافي الاخبار فهي بانفرادها ابواب جهنم لان جميع المعاصي الموجبة لها من فروعها.
([18]) اقول: لاشك و لاريب ان الاحسان بولاية علي7 توجب الحسنة في كل واحدة من الدنيا و الاخرة فانّك تري عياناً انّ ماامر الله سبحانه به الذي هو من فروع الاحسان بالولاية توجب الخير في الدنيا و الاخرة و العافية و الصحة و العزة و زيادة العمر و كثرة المال و الرزق و الولد و الاعتبار و الوثاقة و الديانة و الجاه و الجلال و علو الدرجة و دخول الجنة و مصاحبة الاخيار و العلماء الكبار و الحشر مع الائمة الاطهار و التلذذ بعلومهم و فيوضاتهم و جميع ذلك حسنة يعطيها الله سبحانه المحسن في الدنيا في الدنيا و الاخرة و شواهد ذلك اكثر من انتعد و تحصي بل ذلك مفاد جميع الاخبار الصادرة عن الائمة الاطهار الواردة في الجزاء و مفاد جميع الايات الفرقانية النازلة في ذلك كماهو ظاهر.
([19]) اقول: كل واحد من المعنيين مفاد اخبار كثيرة فممايدل علي المعني الاول مافي فصلالخطاب عن اميرالمؤمنين7 ان ابن ادم اذا كان في اخر يوم من ايام الدنيا و اول يوم من ايام الاخرة مثّل له ماله و ولده و عمله فيلتفت الي ماله فيقول والله اني كنت عليك لحريصاً شحيحاً فمالي عندك؟ يقول خذ مني كفنك قال فيلتفت الي ولده فيقول والله اني كنت لكم محباً و اني كنت عليكم محامياً فماذا لي عندكم فيقولون نؤديك الي حفرتك نواريك فيها قال فيلتفت الي عمله فيقول والله اني كنت فيك لزاهد و ان كنت علي ثقيلاً فمالي عندك فيقول انا قرينك في قبرك و يوم نشرك حتي اعرض انا و انت علي ربك قال فان كان لله ولياً اتاه اطيب الناس ريحاً و احسنهم منظراً و احسنهم رياشاً فقال ابشر بروح و ريحان و جنة نعيم و مقدمك خيرمقدم فيقول له من انت فيقول انا عملك الصالح ارتحل من الدنيا الي الجنة الخبر.
و ممايدل علي الثاني ما فيه ايضاً عن عمر بن يزيد قال قلت لابيعبدالله7 اني سمعتك و انت تقول كل شيعتنا في الجنة علي ما كان فيهم قال صدقتك كلهم والله في الجنة قال جعلت فداك ان الذنوب كثيرة كبار فقال اما في القيمة فكلكم في الجنة بشفاعة النبي المطاع او وصي النبي الخبر و فيه ايضاً قال ابوعبدالله7 منكم والله يقبل و لكم والله يغفر الخبر.
([20]) اقول: يستفاد ذلك من قولهم نحن و لا اباؤنا فاستدلوا علي عبادتهم غيرالله بمشية الله و رضائه كسابقيهم فقالوا لولميكن في ذلك رضاؤه و مشيته مامكننا من عبادة غيره و ماوفقنا علي ذلك ففي اجماعنا رضاء الله و كذبوا اذ ليس علي الله الاّ النهي و البلاغ المبين سواء انتهوا او لمينتهوا.
([21]) اقول: قدانكر اعداء المحمد: علي الشيعة البعث في الرجعة و هذه الاية في الباطن اشارة اليهم بدليل قوله تعالي و اقسموا باللّه فقسمهم باللّه دليل اسلامهم فالاية اشارة اليهم لا الي الكفار الجاحدين باللّه فانهم لايقسمون به و يدلّ علي انهم انكروا الرجعة اخبار كثيرة نذكر منها بعضها فعن ابيمحمد يعني ابابصير قال قال ابوجعفر7ينكر اهل العراق الرجعة قلت نعم قال امايقرءون القرءان و يوم نحشر من كل امة فوجاً و عن ابيالصباح الكناني قال قلت لابيجعفر7 جعلت فداك مسألة اكره اناسمّيها لك فقال عن الكرّات سألتني فقلت نعم فقال تلك القدرة و لاينكرها الاّ القدرية لاتنكر تلك القدرة لاتنكرها الخبر.
([22]) اقول: روي الكليني و غيره عن الامام7 انه قال نحن الذين يعلمون و عدونا الذين لايعلمون و شيعتنا اولواالالباب و عن الصادق7 كل ذنب يفعله ابنادم و لو عمداً فهو من الجاهلين و جاهل فيه لمخاطرته نفسه لتلك المعصية الخبر قال في المرءاة بعد ذكره هذا الخبر و لايخفي دلالته علي صدق الجاهل علي ماسوي المعصوم فلايتطرق الشكّ في صدقه علي صاحب الذنب العظيم الذي هو ترك التمسك بولاية اهلالبيت:لاسيما اذا عاداهم و عن تفسير الامام7 في قوله تعالي و ان تقولوا علي الله مالاتعلمون قال7 يعني بامامة من لميجعل اللّه له في الامامة حظاً و من جعله من اراذل اعدائه و اعظمهم كفراً الخبر و يؤيد المقام ماورد في اخبار كثيرة من تأويل الذين يعلمون و العالمون و العلم و امثالها بالائمة: فانّ هذه الاخبار تدلّ بحكم المقابلة و التضاد علي انّ المراد من الذين لايعلمون و الجاهلون و الجهل و امثالها اعداؤهم لاسيما الثلثة.
([23]) اقول: ظاهرالاية يدل علي كفر منكري الرجعة و باطنها يدل علي كفر منكري المحمد: و منكري ولايتهم و قد اقيم علي كل واحد من المعنيين ادلة كثيرة فممايدل علي الاول اجماع الطائفة المحقة بل الضرورة من المذهب قائمة عليه و منكره منكر للضرورة و هو خارج عن الدين كافر مرتد و الاخبار الدالة علي تحققها اكثر من انتعد و تحصي و قد عدها بعض المحدثين مزيداً علي مأتي حديث و في بعض تلك الاخبار ايضاً اشارة الي كفر منكريها فان فيها لاينكرها الاّ القدرية و لاشك في كفر القدرية عندنا و هو من ضروريات المذهب قال سدير سألت الصادق7 عن الرجعة فقال القدرية تنكرها ثلثاً و قال ابوالصباح الكناني قلت لابيجعفر7 جعلت فداك مسألة اكره اناسميها لك فقال أعن الكرات سألتني فقلت نعم فقال تلك القدرة و لاينكرها الاّ القدرية لاتنكر تلك القدرة لاتنكرها الخبر و قدصرح بعض العلماء ايضاً بكون تلك المسألة اي الرجعة من الضروريات فمنكرها منكر للضرورة و من الضرورة كفر منكر الضرورة قال في المرءاة ماحاصله ان ثبوت الرجعة فيالجملة ممالاشك فيه عندنا و من ضروريات هذا المذهب و الاحاديث الدالة علي تحققها في الجملة متواترة و ان كانت مختلفة في تفصيلها و لقدوقفت علي ازيد من مأتي حديث فيها انتهي.
و قال الاستاد اعلي الله مقامه و رفع في الخلد اعلامه في المجلد الثالث من الفطرة السليمة بعد نقله الاقوال و المذاهب: بالجملة هي عندنا ثابتة بالكتاب و السنة المتواترة
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 33 *»
معني و اجماع الشيعة اليوم المقطوع دخول المعصوم فيهم و الاقرار به اليوم من اركان المذهب و اصوله و لايقدح في الاجماع خروج نادر من الشيعة قدخرج بشبهة و بعدم ثبوته عنده و ليس لمن لايعلم حجة علي من يعلم انتهي.
و قال الشيخ عبدالله بن نور الله البحراني في كتابه العوالم بعد نقله الاقوال بتمامها كماسمعت ممااختصرنا من بعضها قال فاذا عرفت هذا فاعلم يااخي اني لااظنك ترتاب بعد مامهدت و اوضحت لك في القول بالرجعة التي اجتمعت الشيعة عليها في جميع الاعصار و اشتهرت بينهم كالشمس في رابعة النهار حتي نظموها في اشعارهم و احتجوا بها علي المخالفين في جميع اعصارهم انتهي.
و قال الشيخ الامجد في شرح الزيارة و غيرها فالايمان بالرجعة شرط في كمال الايمان و باب يوصل المؤمن الي اليقين و الاطمئنان فمن شك في شيء من ذلك لميكمل ايمانه و لمتلجه روح اليقين و من شك في ذلك كله لميكن مؤمناً قطعاً و انما الشك في اسلامه لان من جملة ذلك قيام القائم7 و لايكاد ينكره احد من المسلمين الاّ شذاذ دعاهم الي ذلك العناد لبعض الشيعة و مكابرتهم.
و ممايدل علي الثاني اي كفر منكر الولاية ايضاً اجماع الطائفة المحقة و تصريحاتهم في ذلك بل ذلك يومنا هذا من ضروريات مذهب الاثنيعشرية و لنعدّ اقوال بعض العلماء في ذلك لاطمينان القلب و ازدياد اليقين و اكثار الايمان قال الشيخ الفقيه الصدوق ابوجعفر محمد بن بابويه القمي في اعتقاداته: يجب انيعتقد ان الله تعالي لميخلق خلقاً افضل من النبي9 و الائمة صلوات الله عليهم و انهم احب الخلق الي الله عزوجل و اكرمهم و اولهم اقراراً به الي ان قال و يجب انيعتقد انه لايتم الايمان الاّ بموالاة اولياء الله و معاداة اعدائه و ان اعداء الائمة كفار مخلدون في النار و ان اظهروا الاسلام فمن عرف الله و رسوله و الائمة و توليهم و تبرأ من اعدائهم فهو مؤمن و من انكرهم او شك
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 34 *»
فيهم او في احدهم او تولي اعداءهم فهو ضال هالك بل كافر و لاينفعه عمل و لاتقبل له طاعة و قال الشيخ المفيد في كتاب المسائل: اتفقت الامامية علي ان من انكر امامة احد من الائمة و جحد مااوجبه الله تعالي له من فرض اطاعته فهو كافر ضال مستحق الخلود في النار و قال الشيخ الطوسي: ان المخالف لاهل الحق كافر فيجب انيكون حكمه حكم الكفار الاّ ماخرج بالدليل و عن السيد المرتضي علم الهدي: و ممايدل علي تقديمهم و تعظيمهم اي الائمة علي البشر ان الله تعالي دلنا علي ان المعرفة بهم كالمعرفة به تعالي في انها ايمان و اسلام و ان الجهل و الشك فيهم كالجهل به و الشك فيه في انه كفر و خروج من الايمان الي ان قال و الذي يدل علي ان المعرفة بامامة من ذكرناه من الائمة: من جملة الايمان و ان الاخلال بها كفر و رجوع عن الايمان اجماع الشيعة الامامية و قال الشيخ المؤتمن الشيخ ابوالحسن جد الشيخ محمدحسن صاحب الجواهر في الفقه في تفسيره المسمي بمرءاة الانوار ماخلاصته: ان الاقرار بالولاية و امامة الائمة و التزام حبهم و اطاعتهم و بغض اعدائهم و مخالفيهم اصل الايمان مع توحيد الله عزوجل بحيث لايصح الدين الاّ بذلك كله بل انها سبب ايجاد العالم و بناء حكم التكليف و شرط قبول الاعمال و الخروج عن حد الكفر و الشرك و ان نسبة النبوة الي الامامة كنسبتها الي التوحيد في تلازم الاقرار بها و بقرينها بحيث ان الكفر بكل في حكم الكفر بالاخر و لايفيد الايمان ببعض دون بعض.
و قال شيخنا الافخم و استادنا الاعظم و سيدنا الاكرم الذي افرده الله تعالي في زمانه في جميع العلوم و الاعمال و اقتفاء جميع الرسوم و الاخبار عن الائمة الاطهار شيخ الاسلام و المسلمين و سيد الايمان و المؤمنين استادي و سندي و من اليه في جميع العلوم و الرسوم استنادي في كتابه المبارك المسمي بشرح الزيارة في شرح قوله و من جحدكم كافر قال: و الكفر علي خمسة وجوه. ثم عدّ الوجوه و قال: هذه الوجوه
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 35 *»
الخمسة فيمن جحدهم اما الاول فلان من جحدهم فقدكفر بالله و اليوم الاخر كفر جحود لان الايمان بالله و ربوبيته و اياته و كتبه و رسله و اليوم الاخر مقرون بالايمان بهم فمن لميؤمن بهم لميؤمن بالله و لا بربوبيته و اياته و كتبه و رسله و اليوم الاخر ثم ذكر بعد وريقات خبراً لاصبغ بن نباتة المشتمل علي شعب الكفر الست عشرة و قال ان هذا الشعب الست عشرة شعبة للكفر كلها موجودة في اعدائهم و اتباع اعدائهم لايخرج احد عن شيء منها لان الكون منحصر في الحق و الباطل و الحق منحصر في المحمد و شيعتهم و الباطل منحصر في اعدائهم عليهم اللعنة انتهي الي غير ذلك من اقوال العلماء الاطياب و قد ورد في ذلك ايضاً اخبار كثيرة نذكر بعضها لاعتمادنا باثبات هذه المسألة لابتناء كثير من المسائل عليها بل كلها عليها و قد ذكرنا كثيراً من تلك الاخبار في تضاعيف الكتاب في ذيل تأويل الكافرين و المشركين و نذكر هنا ايضاً شطراً منها.
ففي خبر انس بن مالك قال9 من شكّ في علي فهو كافر الخبر اقول اذا كان الشك فيه الذي هو عبارة عن التردد بين الانكار و الاقرار كفر فانكاره بطريق اولي كفر و منكره كافر و في خبر امسلمة عن النبي9 من لقي الله بجحد ولاية علي7فقد لقي الله بعبادة صنم او وثن و عن صاحب الكشاف عن النبي9 انه قال الا من مات علي حب المحمد مات مؤمناً مستكمل الايمان الي ان قال و من مات علي بغض المحمد مات كافراً و عن الجابر عن الباقر7 عن ابائه عن علي7قال جاء رجل الي النبي9 فقال يارسول الله أكلّ من قال لااله الاّالله مؤمن قال ان عدواننا تلحق باليهود و النصاري انكم لاتدخلون الجنة حتي تحبوني و كذب من زعم انه يحبني و يبغض هذا يعني علياً7و عن ابيجعفر7كان يقول حبنا ايمان و بغضنا كفر و نفاق و عن الصادق7 من جحد اماماً من الله و برئ منه و من دينه فهو كافر مرتد عن الاسلام الخبر.
و في شرح الزيارة للشيخ الاوحد عن رسول الله9 عن الله عزوجل الي ان قال و ان لميشهد اَلاّ اله الاّ انا وحدي او شهد بذلك و لميشهد ان محمداً9 عبدي و رسولي او شهد بذلك و لميشهد ان علي بن ابيطالب خليفتي او شهد بذلك و لميشهد ان الائمة من ولده حججي فقدجحد نعمتي و صغّر عظمتي و كفر باياتي و كتبي و رسلي ان قصدني حجبته و ان سألني حرمته و ان ناداني لماسمع نداءه و ان دعاني لماستجب دعاءه و ان رجاني خيّبته و ذلك جزاؤه مني و ما انا بظلام للعبيد و فيه ايضاً قال رسول الله9 ليلة اسري بي الي السماء قال لي الجليل جلجلاله الي ان قال تعالي و عرضت ولايتكم علي اهل السموات و اهل الارضين فمن قبلها كان عندي من المؤمنين و من جحدها كان عندي من الكافرين يامحمد لو ان عبداً من عبادي عبدني حتي ينقطع و يصير كالشنّ البالي ثم اتاني جاحداً لولايتكم ما غفرت له حتي يقرّ بولايتكم و فيه قال رسول الله9 لماان خلق الله آدم و نفخ فيه من روحه عطس آدم7 فقال الحمدلله فاوحي الله تعالي اليه حمدتني وعزتي وجلالي لولا عبدان اريد اناخلقهما في دار الدنيا ماخلقتك ياآدم قال الهي فيكونان مني قال نعم ياآدم ارفع رأسك و انظر فرفع رأسه و اذا مكتوب علي العرش لااله الاّالله محمد9 نبي الرحمة و علي7 مقيم الحجة من عرف حق علي زكا و طاب و من انكر حقه لعن و خاب اقسمت بعزتي انادخل الجنة من اطاعه و ان عصاني و اقسمت بعزتي انادخل النار من عصاه و ان اطاعني و في الكافي عن ابيجعفر7 قال ان الله نصب علياً علماً بينه و بين خلقه فمن عرفه كان مؤمناً و من انكره كان كافراً و من جهله كان ضالاً و من نصب معه شيئاً كان مشركاً و من جاء بولايته دخل الجنة و من جاء بعداوته دخل النار و فيه عن ابيابرهيم7 قال ان علياً باب من ابواب الجنة فمن دخل بابه كان مؤمناً و من خرج من بابه كان كافراً و من لميدخل فيه و لميخرج منه كان في الطبقة التي للّه تعالي فيهم المشية الخبر الي غير ذلك من الاخبار التي لاتعد و لاتحصي.
([24]) اقول: الدليل علي ان القرءان هو الذكر قوله سبحانه و انزلنا اليك الذكر لتبين للناس مانزّل اليهم و قول الصادق7 في قوله تعالي و انه لذكر لك و لقومك قال الذكر القرءان و نحن قومه و نحن المسئولون و الدليل علي ان رسول الله الذكر قوله سبحانه و انزلنا اليكم ذكراً رسولاً علي انيكون رسولاً عطف بيان للذكر او بدل منه بدل الكل من الكل او نعت له و قول الصادق7 في قوله تعالي فسئلوا اهل الذكر قال ان رسول الله9الذكر و نحن اهل بيته و اهل الذكر.
([25]) اقول: قدذكرنا اخباراً عديدة في تضاعيف الكتاب تدل علي ان المراد من العذاب مهمايناسب في القرءان في الباطن القائم7 و يؤيد المقام ماورد من الاخبار من تأويل باطن الذين مكروا السيئات باصحاب السفياني فان القائم7 يأتيهم و يهلكهم و يأمر جبرئيل بضرب رجله علي ارض بيداء فيخسفهم بحيث لايبقي منهم شيء اصلاً حتي عقال بعير الاّ وتر و وتيرة فيرسل احدهما الي الامام7 ليكون بشيراً و الاخر الي السفياني ليكون نذيراً و يضرب علي وجههما بحيث ينقلب فالمراد من الخسف في هذه الاية في الباطن هذا الخسف و من العذاب هذا العذاب7.
([26]) اقول: لرءوف رحيم بالمؤمنين و الشيعة دون غيرهم كماقال سبحانه بالمؤمنين رءوف رحيم و تقديم الجار للحصر و في الزيارة المروية عن ابيعبدالله7 السلام علي نعمة الله علي الابرار و نقمته علي الفجار و في زيارة اخري كنت للمؤمنين اباً رحيماً اذ صاروا عليك عيالاً الي انتقول في هذه الزيارة كنت علي الكافرين عذاباً صبّاً و في الصافي عن علي7 الرحيم بنا في ادياننا و دنيانا و اخرتنا خفّف علينا الدين و جعله سهلاً خفيفاً و هو يرحمنا بتمييزنا من اعدائه و فيه ايضاً في رواية الرحمن بجميع خلقه و الرحيم بالمؤمنين خاصة الي غير ذلك من الاخبار.
([27]) اقول: الاخبار تنادي باعلي نداء بشعور كل شيء بل كثير من الايات ايضاً تنادي بذلك قال الله سبحانه و ان من شيء الاّ يسبح بحمده و لكن لاتفقهون تسبيحهم و قال في صفة السموات و الارض قالتا اتينا طائعين و قال يسبح له مافي السموات و مافي الارض و قال كل قدعلم صلوته و تسبيحه و قال7 سبحان من دانت له السموات و الارض بالعبودية و اقرّت له بالوحدانية و في الدعاء سجد له سواد الليل و بياض النهار و في اخبار متواترة انه عرضت ولاية المحمد: علي جميع الاشياء من الجمادات و النباتات و الحيوانات و الاناسي في عالم الذرّ و اقرار بعضهم و انكار البعض و كذا النبوة و التوحيد فعن اميرالمؤمنين7 ان الله عزوجل عرض ولايتي علي اهل السموات و علي اهل الارض اقرّ بها من اقرّ و انكرها من انكر انكرها يونس فحبسه في بطن الحوت حتي اقرّ بها و قال الصادق7 ان الله عزوجل عرض ولايتنا علي السموات و الارض و الجبال و الامصار فما قبلها قبول اهل الكوفة الي غير ذلك من الاخبار الواردة في هذا المضمار.
([28]) اقول: في الكافي عن ابيبصير عن ابيعبدالله7 قال يابامحمد اماعلمت ان الدنيا و الاخرة للامام7 يضعها حيث يشاء و يدفعها الي من يشاء جائز له ذلك من الله و فيه عن ابيجعفر7قال قال رسول الله9 خلق آدم و اقطعه الدنيا قطيعة فما كان لآدم فلرسول الله و ما كان لرسول الله فهو للائمة من المحمد: الخبر.
([29]) اقول: انّ اللّه سبحانه جعل في الذكر سهمين من العقل و سهماً من النفس و في الانثي عكس الذكر يعني جعل فيها جزئين من النفس و جزء من العقل و الارث للعقل و هو الوارث و المالك و المتصرف و المثاب و المعاقب كمايدل علي جميع ذلك الاخبار فمن له جزءان من العقل يرث السهمين و من له جزء واحد يرث جزء واحداً و لذلك جعل الله للذكر مثل حظ الانثيين و بالجملة فالانثي من لها جزء من العقل و جزءان من النفس فمن غلب عليه النفس الامارة بان كانت فيه جزءان فهو في الباطن انثي و ان ظهر في العالم الظاهر و الاعراض و الخلط و اللطخ بشكل الذكر فالخلفاء و سائر رؤساء الضلالة كلهم اناث في الباطن و من ذلك كان في الثاني شهوة المفعولية و من كان له عين ناظرة يري الان في هذه الدنيا انوثيتهم ولكن الناس لهم اعين و لكن لايبصرون بها و لهم اذان و لكن لايسمعون بها روي العياشي في تفسيره عن الصادق7 انه دخل عليه رجل فقال السلام عليك يااميرالمؤمنين فقام علي قدميه فقال مه هذا اسم لايصلح الاّ لاميرالمؤمنين7 سماه الله به و لميسم به احد غيره فرضي به الاّ كان منكوحاً و ان لميكن به ابتلي به و هو قول الله عزوجل فيكتابه ان يدعون من دونه الاّاناثاً الخبر انظر في هذا الخبر الشريف و اعرف ان الكناية ابلغ من التصريح ثم انظر انه7 كيف اثبت اناثيتهم و مفعوليتهم بالكناية و الاشارة و تلويح العبارة أليس ان كل واحد من الخلفاء و رؤساء الضلالة يسمي بامرة المؤمنين كما هو من البديهيات لمن تتبع الاخبار و جاس خلال الديار حتي ان ائمتنا:ايضاً كانوا يسمونهم بامرة المؤمنين كما في خبر تزويج الرضا7 بنت المأمون قال له أتزوّجني بنتك يااميرالمؤمنين قال نعم قال قبلت و رضيت الخبر فاثبت7 بتسميته بهذا الاسم منكوحيته و مفعوليته و اناثيته.
([30]) اقول: المراد من الاخرة في الباطن مهمايناسب الائمة: فالمراد من الذين لايؤمنون بالاخرة في الباطن الذين لايصدقون الائمة: و هم بهم كافرون و لاشك ان اول المنكرين لحقهم: و الكافرين لفضلهم في كل عصر و زمان رؤساء الضلالة و علماؤهم فهم الذين لايؤمنون بالاخرة لكن لا علي وجه الانحصار و يمكن انيكون مراده من رؤساء الضلالة الخلفاء فانهم اول من انكر فضلهم و كفر بحقهم و لميؤمن بهم فالمراد من الذين لايؤمنون بالاخرة الخلفاء خاصة و كل من لميؤمن فهو من ظهورهم و ظلهم فهم الذين لايؤمنون بها دون غيرهم علي وجه الانحصار قال ابوعبدالله7 في قوله تعالي ويل للمشركين الذين لايؤتون الزكوة و هم بالاخرة هم كافرون يعني ويل للمشركين الذين اشركوا بالامام الاول7 و هم بالائمة الاخرين كافرون.
([31]) اقول: قدورد اخبار مستفيضة بل متجاوزة عن حد الاستفاضة في ان الائمة:هم المثل الاعلي لله سبحانه سوي مافي الزيارات العديدة فعن الصادق7 ان علياً7قال في بعض خطبه نحن المثل الاعلي و سبيل الهدي و كلمة التقوي و الحجة العظمي و عن جابر الانصاري عن النبي9 انه قال مثل ذلك و عن علي7 ايضاً انه قال و بنا ضربت الامثال الخبر فاذا كان المراد من المثل الاعلي و الامثال العليا المحمد:فالمراد من المثل السوء و الامثال السوءي اعداؤهم بدليل المقابلة و التضاد قال ابوجعفر7 اذا سمعت الله ذكر احداً من هذه الامة بخير فهم نحن و اذا سمعت الله ذكر قوماً بسوء ممن مضي فهم عدونا و عن الصادق7 يابامحمد ما من اية تقود الي الجنة و تذكر اهلها بخير الاّ و هي فينا و فيكم و ما من اية تسوق الي النار الاّ و هي في عدونا و من خالفنا.
([32]) اقول: هذا بيان غريب و تفسير عجيب و فيه من الفضل لالمحمد:مالايحصي مع قلة لفظه و ايجازه و اختصاره فانه اعلي الله مقامه اشار بقوله «اذ كل ظلم يرد عليهم» الي كليتهم و الي انهم ملأوا السموات و الارض كما في الزيارة بهم ملأت سماءك و
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 44 *»
ارضك و الي انه
مافي الديار سواه لابس مغفر | و هو الحمي و الحي و الفلوات |
و الي الحديث القدسي كنت كنزاً مخفياً فاحببت اناعرف فخلقت الخلق لكي اعرف الحديث فان المراد من الخلق محمد و المحمد: بدليل قوله بنا عرف الله و لولانا ماعرف الله الخبر فاذ لميكن في عالم الايجاد سواهم احد فكل من ظلم احداً اياهم ظلم و كل من اذي احداً فاياهم اذي اذ ليس سواهم احد حتي يظلم و يؤذي و جميع المظلومين انوارهم و ظهوراتهم و ليس النور و الظهور شيئاً مستقلاً برأسه و انما هو المنير الظاهر و الظاهر هو المنير المتجلي في عالم الظاهر النازل فافهم ان كنت تفهم هذا في الكون.
و اما في الشرع فالظلم بجميع المظلومين المؤمنين هو الظلم بهم و ذلك الظلم يقع عليهم بل و كذا الظلم علي غيرالمؤمن ايضاً ظلمهم لانه من حيث المظلومية ظهورهم و نورهم فظلمه ظلمهم و هذا معني قول النبي9 مااوذي نبي مثل مااوذيت لان اذي جميع الانبياء ايضاً اذيته الا تري ان جميع الصدمات و الوقايع و المصائب التي تقع علي الاجسام انماتقع علي الجسم المطلق لانه هي ظهوراً و تجلياً و نزولاً ولكنها ليست هو جمعاً و احاطةً و كليةً فافهم و لهذه الكلمة المباركة تفاصيل كثيرة ببيانها نخرج عن وضع الكتاب و الاخبار نادية بهذا البيان المستطاب ولكني اشير الي بعضها.
فمن معانيها في الباطن ان المراد من ظلمهم ظلمهم علي انفسهم كماقال و ماظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون و يكون المراد من انفسهم المحمد: فانهم في الكون نفس جميع مادخل عرصة الايجاد و حقيقتهم و اصلهم و الكل نورهم و صنعهم ليس الاّ الله و صفاته و اسماؤه نحن صنائع الله و الخلق بعد صنائع لنا و كذلك في الشرع هم:نفس المؤمنين و حقيقتهم و اصلهم قال7شيعتنا منا كشعاع الشمس من الشمس و قال9 انا و علي ابوا هذه الامة الخبر و الابوان اصل الاولاد و حقيقتهم و الاولاد جزؤهما كماقال سبحانه و جعلوا له من عباده جزءاً.
و منها انيكون المراد من انفسهم اعلي مراتبهم التي يعبر عنها بالفؤاد الذي هم به هم و لا شك انهم بالنسبة الي الائمة: كالورق بالنسبة الي الشجر كماصرح بذلك في الخبر المروي عن الصادق7 قال7 الشجرة رسول الله9 اصلها ثابت في بنيهاشم و فرع الشجرة علي7 و غصنها و عنصرها و فاطمة3ثمرها و اغصانها اولادها الائمة و ورقها شيعتنا و ان الرجل ليموت فيسقط منه الورقة و ان المولود ليولد فيورق ورقة الخبر و لا شك انهم اي الشيعة اذا اطاعوا الله صاروا خضراء ورقاء نضراء و اذا ظلموا انفسهم بالمعصية صاروا صفراء يابسة حتي انهم اذا افرطوا في المعصية سقطوا من الشجرة و لا شك ان ما هو سبب اصفرار الاوراق يكون ظلماً علي الشجر و من الظلم علي الشجر ان لايسقيه حتي يصفرّ اوراقه فاصفرار الاوراق ظلم الشجر فالشيعة يظلمون انفسهم و ذلك الظلم يقع علي المحمد: و يصير سبب انكسارهم و خضوعهم و خشوعهم و خجلتهم عند ربهم الي غير ذلك من المعاني.
([33]) اقول: كمايدل علي ذلك رواية المفضل بن عمر عن ابيعبداللّه7 في حديث طويل جداً في الظهور قال المفضل ثم يسير المهدي الي اين قال ابوعبدالله7 الي مدينة جده رسول الله9 فاذا وردها يقول يا معشر الخلائق هذا قبر جدي رسول الله9 فيقولون نعم يامهدي المحمد فيقول و من معه فيقولون صاحباه فلان و فلان و ماهيهنا غيرهما فيأمر برفعهما علي دوحة يابسة فيصلبهما عليها فتحيي الشجرة و تورق و ترفع و يطول فرعها فيقول المرتابون من اهل ولايتهما هذا والله الشرف حقاً و لقدفزنا بولايتهما و ينادي منادي المهدي كل من احب صاحبي رسول الله و ضجيعيه فلينفرد جانباً فيتجزؤ الخلق جزئين فيعرض المهدي علي اوليائهما البراءة منهما فلايقبلون فيأمر المهدي7ريحاً سوداء فتهبّ عليهما فتجعلهما كاعجاز نخل خاوية ثم يأمر بانزالهما فينزلان اليه فيحييهما باذن الله و يأمر الخلائق بالاجتماع ثم يقصّ عليهما قصص افعالهما كلها فيعترفان به ثم يأمر بهما فيقتص منهما في ذلك الوقت بمظالم من حضر ثم يصلبهما علي الشجرة و يأمر ناراً تخرج من الارض فتحرقهما و الشجرة ثم يأمر ريحاً فتنسفهما في اليم كمافعل موسي7 بالعجل قال المفضل ذلك اخر عذابهما قال هيهات يامفضل والله ليردن و ليحضرن السيد الاكبر محمد رسول الله9و الصديق الاكبر اميرالمؤمنين7 و فاطمة و الحسن و الحسين و الائمة: و كل من محض الايمان محضاً و محض الكفر محضاً و ليقتصن منهما بجميع المظالم و ليقتلان في كل يوم و ليلة الف قتلة و يردان الي ماشاء الله بهما الخبر.
([34]) اقول: و الدليل علي ذلك من الاخبار مافي تفسير العياشي عن الصادق7 انه قال ان الله عزوجل جعل ولايتنا اهل البيت قطب القرءان و قطب جميع الكتب عليها يستدير محكم القرءان و بها نوهت الكتب و يستبين الايمان و في تفسير الامام7 انه قال ان ولاية محمد و المحمد صلوات الله عليهم هي الغرض الاقصي و المراد الافضل ما خلق الله احداً من خلقه و لابعث احداً من رسله الاّ ليدعوهم الي ولاية محمد و علي و خلفائه و يأخذ عليهم العهد ليقيموا عليه و ليعلّموا به سائر عوام الامم الخبر.
([35]) اقول: قد مرّ ادلة جميع تلك البواطن و التأويلات فلانطيل الكلام بذكرها ثانياً.
([36]) اقول: قال اميرالمؤمنين7 انا يعسوب المؤمنين و قال الصادق7 نحن واللّه النحل التي اوحي اللّه اليه اناتخذي من الجبال بيوتاً امرنا اننتخذ من العرب شيعة و من الشجر يقول من العجم و ممايعرشون يقول من الموالي و الذي يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه اي العلم الذي يخرج منا اليكم و قال7 ايضاً النحل الائمة و الجبال العرب و الشجر الموالي عتاقة و ممايعرشون يعني الاولاد و العبيد ممن لميعتق و هو يتولي اللّه و رسوله و الائمة و الشراب المختلف الوانه فنون العلم قديعلّمها الائمة شيعتهم فيه شفاء للناس يقول في العلم شفاء للناس و الشيعة هم الناس و غيرهم اللّه اعلم بهم ما هم ولو كان كماتزعم انه العسل الذي يأكله الناس اذاً مااكل منه و لاشرب ذوعاهة الاّ شفي لقول اللّه تعالي فيه شفاء للناس و لا خلف لقول اللّه و انما الشفاء في علم القرءان لقوله و ننزّل من القرءان ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين فهو شفاء و رحمة لاهله لا شك فيه و لا مرية و اهله الائمة الهدي الذين قال اللّه ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا.
([37]) اقول: قال الصادق7 في هذه الاية الحفدة بنوالبنت و نحن حفدة رسول الله9.
([38]) الاَختان: جمع خَتَن و هو كل من كان من قبل المرأة مثل الاب و الاخ هكذا عند العرب و اما عند العامّة فختن الرجل زوج ابنته لسان العرب. . . (مصحح)
([39]) اقول: جعل اعلي الله مقامه باطن الباطل الخلفاء و النعمة علياً7لقول الصادق7 في قوله تعالي الذين كفروا و اتبعوا الباطل قال هم الذين اتبعوا اعداء علي و الالرسول الخبر و عن الكاظم7 في قوله تعالي و اسبغ عليكم نعمه ظاهرة و باطنة قال النعمة الظاهرة الامام الظاهر و الباطنة الامام الغائب و عن الصادق7 قال نحن والله نعمة الله التي انعم بها علي عباده بنا يفوز من فاز و عن الباقر7 في قوله تعالي يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها قال عرّفهم النبي9 ولاية علي7 و امرهم بولايته ثم انكروا بعد وفاته.
و اما تفسيره يعبدون بقوله يطيعون لقول الباقر7 العبادة هي الاطاعة فمن اطاع فقد عبد الخبر و اما الدليل علي ان المراد من ما لايملك الخلفاء ما ورد من الاخبار المتواترة ان الائمة: هم ملوك الدنيا و الاخرة فبحكم المقابلة و التضاد انهم غير مالكين لشيء و ان ما في ايديهم غصب كما عن عبدالاعلي قال قلت لابيعبدالله7 قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء اليس قداتي الله بنيامية الملك قال ليس حيث تذهب ان الله عزوجل اتانا الملك و اخذته بنوامية بمنزلة الرجل يكون له الثوب فيأخذه الاخر فليس هو للذي اخذه الخبر و ما ورد من تأويل الملائكة بالشيعة لانهم ملكوا علم المحمد: فبمقتضي هذا الحديث المراد من ما لايملك في الباطن الذين لميملكوا علم المحمد: فالمقصود بالذات منها الخلفاء لعدم تملكهم شيئاً من علم المحمد: و اما التعبير عنهم بـ «ما» الدالة علي غيرذوي العقول فلانهم كالانعام بل هم اضل و لان الناس كلهم بهائم الاّ المؤمن و المؤمن قليل و المؤمن قليل و المؤمن قليل او المراد من ما لايملك الفتاوي الباطلة الصادرة عنهم لعنهم الله فان الحق ثابت يملك و الباطل زاهق لايملك جاء الحق و زهق الباطل انّ الباطل كان زهوقاً، انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها فاحتمل السيل زبداً رابياً و ممايوقدون عليه في النار ابتغاء حلية او متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق و الباطل فاما الزبد فيذهب جفاء و اما ماينفع الناس فيمكث في الارض فمثل الباطل الزبد الذاهب الذي لايملك فلاينفع الناس و اما ماينفع الناس و يملك فيمكث في الارض و هو الحق و الفتاوي الحقة.
([40]) اقول: ولنذكر الدليل علي تلك البواطن واحداً واحداً فاما الدليل علي ان المراد من العبد المملوك الذي لايقدر علي شيء الثاني فانه كان عبداً مملوكاً لانه عبد و اطاع ابليس حق عبادته في انكار الولاية التي هي اصل الدين و حقيقته و قداسره ابليس حيث تابع من لايعلم دين الله و هو الاول فصار مملوكاً له قال النبي9 ياعباد الله اتبعوا علياً بامر الله و لاتكونوا كالذين اتخذوا ارباباً من دون الله تقليداً لجهال ابائهم الكافرين فان المقلد دينه من لايعلم دين الله يبوء بغضب من الله و يكون من اسراء ابليس او هو عبد مملوك لانه لايقدر علي شيء من العلوم و المعارف كمااعترف به نفسه فقال كل الناس افقه من عمر حتي المخدرات في الحجال و العبد هو الذي لايقدر علي شيء او هو عبد مملوك لانه محبوس في قيد الامال و الاماني مقيد بقيد الطبايع مسجون في سجن الجهل و الموت و العادة و الطبيعة و الشهوة و الغضب و الالحاد و الشقاوة مخلد محبوس في تلك الدركات لايقدر علي الخروج منها.
و اما الدليل علي ان المراد من الشيء العلم لانه هو الشيء الذي له ثبات و دوام و بقاء فهو الشيء الواقعي و سائر الاشياء الدنيوية لاشيء محض و هو الذي يكون مع الانسان و به يقدر الانسان علي كل شيء فمن ليس له علم ليس له شيء و ليس يقدر علي شيء.
و اما الدليل علي ان المراد ممن رزقناه رزقاً حسناً في الباطن علي7 لان المراد من الرزق اما معناه الظاهر فلاشك ان علياً7 هو الذي اعطاه الله مافي الدنيا و الاخرة فانه ملك الدنيا و الاخرة و قد رزق الله كل من رزق من فضل مااعطاه الله من الرزق و اما معناه الباطن و هو العلم كمافي الخبر المروي عن الصادق7 انه قال في قوله تعالي و ممارزقناهم ينفقون قال و مماعلمناهم يبثون الخبر فلاشك ان علياً7هو الذي اعطاه الله علم ماكان و مايكون الي يوم القيمة و هو الذي علمه الله علم النبي9و علم جميع الانبياء و المرسلين و المؤمنين الممتحنين و الملائكة المقربين و قدشهد بجميع ذلك اخبار كثيرة جداً قدذكرها الكليني رحمه الله في الكافي فاذا ثبت ان المراد من الرزق في الباطن العلم فلااشكال في انيكون المراد من الانفاق التعليم فان انفاق كل شيء علي حسبه و انفاق العلم تعليمه بالغير فافهم.
([41]) اقول: الابكم علي مافي اللغة هو الاخرس الذي لايقدر علي الكلام فالمراد منه اولاً و بالذات هو الاول لانه يأتي يوم القيمة و هو ابكم و اعمي و اصم قال ابوذر قال رسول الله9 من ترك ولاية علي7 كان ضالاً مضلاً و من جحد ولايته كان مشركاً و يؤتي يوم القيمة بجاحده و هو اصم و اعمي و ابكم و في تفسير الامام7 في قوله تعالي بكم يعني اعداء علي7 و جاحدوا حقه يبكمون في الاخرة و بين اطباق نيران جهنم كماقال سبحانه في سورة بنياسرائيل و نحشرهم يوم القيمة علي وجوههم عمياً و بكماً و صماً مأويهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيراً الخبر و لاشك ان اصل الجاحدين له و اولهم و رئيسهم هو الاول فالمراد من الابكم في الباطن هو و لانه ابكم في الدنيا عن القول الحق و العلم الحق و في الرجعة عمافعل بالنسبة الي علي7 و في الاخرة عند نصب منبر الوسيلة و في الظهور عند القائم7 حيث يسأله عمافعل و يثبت علي رقبته جميع ماوصل اليهم من الاعادي في كل زمن زمن و يؤيد المقام وقوعه في مقابلة من يأمر بالعدل اذ لاشك انه اميرالمؤمنين7 كمايأتي اخباره فالمراد من الابكم الذي هو في مقابله الاول عليه اللعنة و قدكتب في صفاته انه كان قليل التكلم كثير الصمت و السكوت بخلاف الثاني فانه كان هذراماً فحاشاً.
و اما المراد ممن يأمر بالعدل و امثاله كيعدلون و الحاكم بالعدل و الامرون به و امثالها فهو في الباطن علي7 و سائر الائمة كمافي الخبر المروي عن الصادق7 انه قال في قوله تعالي و من يأمر بالعدل و هو علي صراط مستقيم انه قال يعني علياً7 و الائمة:و من كتاب فضائل الشيعة ان النبي9 قال ياعلي انت و شيعتك القائمون بالقسط كماقال الله عزوجل و القسط العدل و العدل في ظهر القرءان محمد و في بطنه علي7و في رواية اخري القسط في الظاهر هو العدل و العدل في الباطن اميرالمؤمنين و في بعض الزيارات اشهد انكم الحاكمون بالعدل و القسط و في بعض زيارات علي7 اشهد انك قد حكمت بالقسط و العدل و عن طارق بن شهاب عن علي7 انه قال في حديث له الامام هو الصدق و العدل كماقال الله تعالي و تمت كلمة ربك صدقاً و عدلاً.
([42]) اقول: قدذكرنا وجه اختصاص السمع بالتوحيد و البصر بالنبوة و الافئدة و القلوب بالولاية في سورة البقرة مفصلاً في ذيل قوله تعالي ختم الله علي قلوبهم و علي سمعهم الاية و اما وجه تفسير الشكر بالاطاعة فلان الشكر علي مافي اللغة و الاصطلاح هو صرف العبد جميع ماانعمه الله فيماخلقه الله لاجله مثلاً البصر الذي خلق الله لاجل النظر في الايات و الاخبار و علامات النبوة و امارات الولاية شكره هو انيصرفه في المذكورات و لايصرفه في المحرمات كالنظر الي غير المحارم و الي اعداء الله و الي جميع مانهي الله عنه و هو يفسر معني الطاعة فان من صرفه فيماامر دون مانهي عنه فقد عبد و اطاع قال الامام7 في تفسيره في قوله تعالي كلوا من طيبات مارزقناكم و اشكروا له قال اي علي مارزقكم الله منها بالمقام علي ولاية محمد9 و علي صلوات الله عليه و بطاعتهما و طاعة من امركم الله بطاعته من خلفائهما الطاهرين و قال في موضع اخر فاشكروا نعمه بطاعة من امركم بطاعته من محمد و علي و الهما الطيبين.
([43]) اقول: عن مناقب ابنشهراشوب عن الباقر7 في قوله تعالي يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها قال عرّفهم النبي9 ولاية علي7 و امرهم بولايته ثم انكروا بعد وفاته.
([44]) اقول: عن الكافي قال الباقر7 في قوله تعالي ضرب الله مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكسون الاية قال الذي فيه شركاء متشاكسون فلان الاول يجمع المتفرقون ولايته و هم في ذلك يلعن بعضهم بعضاً كالحنفية و الشافعية و غيرهما و الاشاعرة و المعتزلة و اشباههما و مع هذا تقول العامة كلهم علي الحق و كلهم في الجنة و عن تفسير القمي في هذه الاية قال انه مثل ضربه الله لعلي7 و شركاؤه الذين ظلموه و غصبوا حقه متشاكسون اي متباغضون.
([45]) اقول: المعني ان الشهيد اي الامام من جنس الانفس اي اهل الحقيقة و الفؤاد اي الائمة فانهم مخلوقون من عالم الافئدة كما ان الانبياء مخلوقون من عالم العقول و سائر الناس مخلوقون من عالم النفوس المؤمنون من السماوات و الكفار و المنافقون من الارضين.
([46]) اقول: لانه عبر عن ذلك بصيغة الامر و هو علي ماحقق في محله يدل علي الوجوب فبمقتضي هذه الاية الوفاء بالعهد من الواجبات و هذا مذهب جمع من العلماء الاخيار منهم استادنا الاعظم و سيدنا الافخم اعلي الله مقامه و يؤمي كلامه هنا ايضاً الي ذلك ولكنه صرح في كتبه الفقهية بماذكرنا و يكفي في الاستدلال علي وجوبه بعد هذه الاية و امثالها قوله7 المؤمنون عند شروطهم و في بعض الاخبار المسلمون عند شروطهم و التعليق بالوصف مشعر بالعلية فمن شرائط الايمان و الاسلام الوفاء بالعهد و يكفي في وجوبه انه من شرائط الاسلام و الايمان.
([47]) اقول: جعل اعلي الله مقامه متعلق عهد الله علياً7 للاخبار الكثيرة الواردة في ان المراد من العهد و عهد الله و نحوهما في بطن القرءان عهد ولاية علي7 و انه الذي اخذه الله علي عباده علي الانبياء و غيرهم يوم الميثاق و غيره و كذا مااخذه الرسول في الغدير و غيره علي الامة كما سيظهر من الاخبار الاتية فعن تفسير الامام7 في قوله تعالي ينقضون عهد الله قال اي عهد الله المأخوذ عليهم لله بالربوبية و لمحمد9بالنبوة و لعلي7 بالامامة و لشيعتهم بالجنة و الكرامة بعد ميثاقه قال اي إحكامه و تغليظه و عنه ايضاً في قوله تعالي و الموفون بعهدهم اذا عاهدوا قال7 و من اعظم عهودهم ان لايسرّوا مايعلمون من شرف من شرّفه الله و لايضعوا الاسماء الشريفة علي من لايستحقها من المقصرين و المسرفين و الضالّين المضلّين و عن كنز الفوائد عن الصادق7 في قوله تعالي اوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولاً قال العهد مااخذه النبي9 علي الناس في مودتنا و طاعة اميرالمؤمنين7 ان لايخالفوه و لايتقدموه و لايقطعوا رحمه و اعلمهم انهم مسئولون عنه و عن كشف الغمة عن الباقر7 في قوله تعالي يوفون بعهد الله و لاينقضون الميثاق قال اي المأخوذ عليهم في الدين بولاية علي7 يوم الغدير و عن تفسير العياشي عن الباقر7 ايضاً في قوله تعالي اوفوا بعهدي اوف بعهدكم قال اوفوا بولاية علي7 اوف لكم بالجنة و عنه7 ايضاً انه قال نحن عهد الله و ذمته فمن وفي بعهدنا فقد وفي بعهد الله و ذمته و من خفرها فقد خفر ذمة الله و عهده و امثال هذه الاخبار كثيرة و مرادنا منها اثبات ان متعلق العهد ولاية علي7 و المراد من العهد هو العهد المأخوذ علي الناس في حق علي7 و هو الفرد الاكمل الاولي من افراد العهود و المطلق ينصرف الي فرده الاكمل الاولي فاذا اطلق فالمراد منه ذلك و كذا اذا اضيف الي الله لانهم جهة نسبة الله و اضافته.
و اما تفسيره اعلي الله مقامه ما عند الله بولاية علي7 لرواية جابر عن الباقر7 انه قال في قوله تعالي و ما عند الله خير و ابقي قال ما عند الله من ولاية علي7 و الاوصياء من ولده الخبر و من هذا الخبر يستفاد تأويل ما عندكم و ما عند غيرالله و امثالهما بولاية الخلفاء و اعداء المحمد: بدليل المقابلة و التضاد و قد صرّح بذلك ايضاً جماعة من العلماء الاخيار قال الشيخ ابوالحسن اعلي الله مقامه في تفسيره قد ورد تأويل ما عند الله بالولاية ثم شرع في الاستدلال عليه من الاخبار الي ان قال و كذلك يصح تأويل مقابل هذه الاشياء كماعند غيرالله و اشباهه نحو قوله تعالي في سورة النحل ما عندكم ينفد و امثاله بولاية اعداء الائمة: و التمسك بهم و نحو ذلك فلاتغفل انتهي.
و اما التعبير بالثمن القليل عن الانتفاع من الخلفاء في بطن القرءان فلان الناس قدانتفعوا منهم في ظاهر الدنيا بتسخيرهم البلاد و جلب الناس الي الاسلام الظاهري من الكفر و اليهودية الظاهرية و نشرهم في الجملة اوامر النبي9 و نواهيه و ادعائهم ظاهراً انهم من امة محمد9 و اجرائهم بعض الحدود النبوية و عملهم ببعض الظواهر و لا شك انها كلها انتفاعات دنيوية و الدنيا بالنسبة الي الاخرة متاع قليل و ثمن قليل لا ثبات له و لا دوام.
([48]) اقول: جعل اعلي الله مقامه ما هو سبب الحيوة الولاية حيث قال في قوله تعالي فلنحيينّه بولاية علي7 لمافي مناقب ابن شهراشوب عن الباقر7 انه قال في قوله تعالي اذا دعاكم لمايحييكم قال ولاية علي7 و يؤيد المقام ماورد في اخبار كثيرة من تأويل الاحياء بالمؤمنين الذين سقوا من ماء الولاية و الموتي بالكفار الذين حرموا من شرب ذلك الماء المبارك المحيي قال في المرءاة: الحيوة الواقعية هي معرفة الائمة و ولايتهم: الموجبة للحيوة الابدية التي في الجنة بل مطلقاً.
و جعل اعلي الله مقامه باطن احسن العمل الولاية لانه ليس عمل احسن منه لا في الدنيا و لا في الاخرة فانه حسنة لاتضر معها سيئة و عكسه سيئة لاتنفع معها حسنة و هو الذي به يقبل كل مايقبل و بعدمه يرد و لايقبل كل مايرد و لايقبل كماقال7 مايبالي الناصب صلي ام زنا صام ام سرق و قدورد تأويل الاحسان و الحسنة و الحسني و امثالها بالولاية في اخبار عديدة قال الباقر7 اقتراف الحسنة حبنا اهل البيت و قال الصادق7انما الحسنة معرفة الامام و طاعته و السيئة انكار الامام الذي من الله و قال الصادق7في قوله تعالي و صدّق بالحسني قال بالولاية و قال الباقر7 في تفسير العياشي في قوله تعالي انّ الله يأمر بالعدل و الاحسان الاية قال العدل هو محمد9 فمن اطاعه فقدعدل و الاحسان علي7 فمن تولاه فقداحسن الخبر.
([49]) اقول: لانه فيه نزل كمافي اخبار عديدة قال الرضا7 قال علي7 نحن اهل البيت لايقاس بنا احد فينا نزل القرءان و فينا معدن الرسالة و عن جابر بن عبدالله عن النبي9 انه قال في حديث له ذكر فيه محامد اهل بيته نحن معدن التنزيل و معني التأويل و عن طارق بن شهاب عن اميرالمؤمنين7 انه قال في حديث طويل ذكر فيه صفات الامام ان هذه كلها لالمحمد: لايشاركهم فيها مشارك لانهم معدن التنزيل و معني التأويل و عن الباقر7 قال قال النبي9 في خطبته يوم الغدير: معاشر الناس هذا علي بن ابيطالب احقكم بي و اقربكم الي و الله و انا عنه راضيان و مانزلت اية رضي الاّ فيه و ماخاطب الذين امنوا الاّ بدء به و لانزلت اية مدح في القرءان الاّ فيه معاشر الناس انّ فضائل علي7 عند الله عزوجل و قدانزلها علي في القرءان اكثر من احصيها في مكان واحد الخبر.
([50]) اقول: الاخبار نادية باعلي نداء بعدم تسلط الشياطين علي المتوكلين و المؤمنين قال الله سبحانه و من يتوكل علي الله فهو حسبه الاية و قال انّ عبادي ليس لك عليهم سلطان و قال لاغوينّهم اجمعين الاّ عبادك منهم المخلصين قال ابوعبدالله7 من اعطي ثلثاً لميمنع ثلثاً من اعطي الدعاء اعطي الاجابة و من اعطي الشكر اعطي الزيادة و من اعطي التوكل اعطي الكفاية ثم قال أتلوت كتاب الله عزوجل و من يتوكل علي
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 63 *»
الله فهو حسبه و قال لئن شكرتم لازيدنّكم و قال ادعوني استجب لكم و عن الحسين بن علوان قال كنّا في مجلس نطلب فيه العلم و قدنفدت نفقتي في بعض الاسفار فقال لي بعض اصحابنا من تؤمل لماقدنزل بك فقلت فلاناً فقال اذاً والله لايسعف حاجتك و لايبلغك املك و لاينجح طلبتك قلت و ماعلمك رحمك الله قال ان اباعبدالله7حدثني انه قرأ في بعض الكتب ان الله تبارك و تعالي يقول وعزتي و جلالي و مجدي و ارتفاعي علي عرشي لاقطعنّ امل كل مؤمل من الناس امّل غيري باليأس و لاكسونّه ثوب الذلة عند الناس و لانحينّه من قربي و لابعدنّه من فضلي أيؤمل غيري في الشدائد و الشدائد بيدي و يرجو غيري و يقرع بالفكر باب غيري و بيدي مفاتيح الابواب و هي مغلقة و بابي مفتوح لمن دعاني فمن الذي امّلني لنوائبه فقطعته دونها؟ و من الذي رجاني لعظيمة فقطعت رجاءه منّي؟ جعلت امال عبادي عندي محفوظة فلميرضوا بحفظي و ملأت سمواتي ممن لايملّ من تسبيحي و امرتهم ان لايغلقوا الابواب بيني و بين عبادي فلميثقوا بقولي ألميعلم من طرقته نائبة من نوائبي انه لايملك كشفها احد غيري الاّ من بعد اذني فمالي اراه لاهياً عني اعطيته بجودي مالميسألني ثم انتزعته عنه فلميسألني ردّه و سأل غيري أفيراني ابدأ بالعطايا قبل المسألة ثم اسأل فلااجيب سائلي أبخيل انا فيبخّلني عبدي أو ليس الجود و الكرم لي أو ليس العفو و الرحمة بيدي أوليس انا محل الامال فمن يقطعها دوني أفلايخشي المؤملون انيؤملوا غيري فلو ان اهل سمواتي و اهل ارضي امّلوا جميعاً ثم اعطيت كل واحد منهم مثل ماامّل الجميع ماانتقص من ملكي مثل عضو ذرة و كيف ينقص ملك انا قيّمه فيابؤساً للقانطين من رحمتي و يابؤساً لمن عصاني و لميراقبني الي غير ذلك من الايات و الاخبار فالشيطان ليس له سلطان علي الذين امنوا و لا علي الذين علي ربهم يتوكلون و الظاهر ان قوله سبحانه و علي ربهم يتوكلون صفة للذين امنوا يعني الذين امنوا هم الذين علي ربهم يتوكلون فقوله في ذيل قوله تعالي فاستعذ بالله هي الايمان و التوكل و قوله و التوكل عطف تفسيري و لايبعد انيكون الايمان اعمّ بانيكون التوكل من صفات المؤمنين و اركانه كما يؤمي بعض الاخبار الي ذلك قال اميرالمؤمنين7 الايمان له اركان اربعة التوكل علي الله و تفويض الامر الي الله و الرضا بقضاء الله و التسليم لامر الله.
و اما تفسيره اعلي الله مقامه الاستعاذة بالايمان و التوكل فهو اشارة الي ان الاستعاذة اللسانية لاتكفي و لاتحصل الاستعاذة بها بل ينبغي الاستعاذة الحقيقية الواقعية العملية و هي الايمان و التوكل و الاستعاذة اللسانية هي قول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم و قول و اعتصمت بالحي الذي لايموت و احتجبت بعزة الله و الاستعاذة الواقعية تغيير الحالة بحيث يكون في جميع اموره عائذاً بالله و لايري احداً غيره و يراه الفاعل لمايشاء بمايشاء و يجعل نفسه عنده كالميت بين يدي الغسال و يجعل سائر الناس كذلك و هي الاستعاذة التي تصير منشأ للاثار العجيبة دون اللسانية و قدحكي ان الشيخ الامجد اعلي الله مقامه رأي في بعض منامه بعض المعصومين فاستدعي منه انيعلّمه مااذا قرأه يشرف بخدمته فعلّمه قراءة هذه الابيات
كن عن امورك معرضاً | و كِل الامور الي القضاء | |
فلربّ امر متعب | لك في عواقبه رضا | |
الله عوّدك الجميل | فقس علي ماقدمضي |
قال فواظبت علي ذلك فلميؤثر فالتفتّ الي ان مراده اعلي الله مقامه القراءة الفعلية و التوكل الحقيقي و هو العمل فواظبت العمل و تغيير الحالة فاثّر اثراً عجيباً غريباً فالمراد من الاستعاذة الاستعاذة الواقعية و الي ذلك اشار اعلي الله مقامه بقوله هي الايمان و التوكل.
([51]) اقول: الكناية في قوله به اما ترجع الي الله في قوله فاستعذ بالله او الي علي7المفهوم من قوله بالله فان المراد من الاستعاذة به سبحانه في الباطن الاستعاذة بالولي7 و هو علي فالكناية راجعة الي معني الله او الي علي7 المفهوم من سياق الكلام فان الكلام في علي7 و المراد من قراءة القرءان قراءته في فضل علي7 كمانبه عليه اعلي الله مقامه او الي معني ربهم فان معناه الله او الي باطنه الولي او الي باطن ربهم و هو امامهم كماقال7 رب الارض امام الارض و الكل واحد كماهو ظاهر علي الحكيم الماهر.
([52]) اقول: ورد عن اهل اللغة الاسلام بمعني التسليم و المسلمون بمعني المسلّمون يقال سلّمت سلاماً و تسليماً و اسلمت تسليماً و ورد عن الائمة: الاسلام و المسلمون بمعني التسليم و المسلّمون في اخبار كثيرة قال علي7 الاسلام هو التسليم و قال7ايضاً في قوله تعالي و اشهد بانّا مسلمون قال يعني مسلّمون لاهل الفضل فضلهم و لايستكبرون عن امر ربهم الخبر و قال الصادق7 في قوله تعالي انّ الله اصطفي لكم الدين الاية الدين ولاية علي7 فلاتموتنّ الاّ و انتم مسلمون لولاية علي7 و قال الباقر7 في قوله تعالي انّ الدين عند الله الاسلام قال التسليم لعلي7بالولاية الي غير ذلك من الاخبار الدالة علي ان المراد من الاسلام و المسلمين التسليم و المسلّمين.
([53]) اقول: عن مفضل بن عمر قال قلت لابيعبدالله7 في قوله تعالي بل تؤثرون الحيوة الدنيا قال ولايتهم و الاخرة خير و ابقي قال ولاية اميرالمؤمنين ان هذا لفي الصحف الاولي صحف ابرهيم و موسي.
([54]) اقول: الهجر بالفتح الترك و الاعراض و المهاجرة الخروج من ارض الي ارض فالمراد من الذين هاجروا في الظاهر الذين هاجروا من بلادهم و تركوها و اعرضوا عنها و صاروا الي رسول الله9 و في الباطن يعني الذين هاجروا عن السيئات و المعاصي لاسيما ولاية الاعداء التي هي اصل لجميع الفواحش ماظهر منها و مابطن و السيئات ففي تفسير القمي قال: المهاجر من هجر السيئات و تاب الي الله الخبر و لاشك انّ اعظم السيئات ولاية الاعداء كماهو ظاهر و عن الصادق7 قال: من دخل في الاسلام فادعي مولي غيرنا فقدتعرّب بعد هجرته و في خبر اخر عنه7 ايضاً قال المتعرب بعد الهجرة التارك لهذا الامر بعد معرفته.
([55]) اقول: الفتنة الضلال و الاثم و الكفر و الفضيحة و العذاب و الجنون و اختلاف الناس في الاراء و الفتن الاحراق بالنار و منه علي النار يفتنون فتفسيره اعلي الله مقامه قوله فتنوا بقوله: عذب بالنار ليظهر الكفر و بقوله: عصوا كل واحد منهما من باب تفسير الظاهر دون التأويل و الباطن.
([56]) اقول: عن الصادق7 في قوله تعالي و تواصوا بالصبر قال بالصبر علي الولاية و عن الصادق7 في قوله تعالي اصبروا و صابروا قال: اصبروا عن المعاصي و صابروا علي الفرائض الخبر و لاشك ان الصبر علي الفرائض و الولاية من اعظم الطاعات فهو من باب الصبر علي الطاعة و الولاية و قدمرّ مايدلّ علي ذلك في العمران في قوله تعالي و يعلم الصابرين.
([57]) اقول: النفس في اللغة جاءت بمعان عديدة منها: الفؤاد و الروح و الجسد و عين الشيء و المراد من النفس النفس التي بمعني الحقيقة و الفؤاد لانها انسب بان تأول بالامام لان الامام حقيقة الرعايا و فؤادهم و اعلي مراتبهم و من نفسها النفس التي بمعني الجسد فانهم بمنزلة الجسد و الظاهر لتلك الحقيقة المباركة او المراد من النفس، نفس الله في الباطن و هو علي و الائمة من ولده ففي الزيارة السلام علي نفس الله القائمة فيه بالسنن و علي اي حال فمعني الاية في الباطن يوم يأتي كل امام يجادل و يتكلم عن شيعته و يعتذر و لعله اشارة الي قوله سبحانه يوم ندعو كل اناس بامامهم يقال فلان يجادل عن فلان اي يتكلم عن جانبه حتي يصلح امره و يعتذر عنه و الي مارواه في فصلالخطاب قال ابوجعفر7 قال رسول الله9 و هو في نفر من اصحابه ان مقامي بين اظهركم خير لكم و ان مفارقتي اياكم خير لكم فسئل عن ذلك فقال اما مقامي بين اظهركم خير لكم لان الله عزوجل يقول و ماكان الله ليعذّبهم و انت فيهم و ماكان الله معذّبهم و هم يستغفرون يعني يعذّبهم بالسيف و اما مفارقتي اياكم فهو خير لكم لانّ اعمالكم تعرض علي كل اثنين و خميس فماكان من حسن حمدت الله تعالي عليه و ماكان من سيئ استغفرت لكم الخبر.
([58]) اقول: لانه معصوم مطهر فعمل بجميع الواجبات و المستحبات و انزجر عن جميع المعاصي و المكروهات فاعطاه الله جميع مااعطي الخلق كلهم اجمعين فاعطاه الشفاعة و الحوض و الصراط و الميزان و الجنة و النار و سائر مااعطي كل واحد من العالمين فاعطاه بعدد جميع مااعطي العالمين.
([59]) اقول: اعلم ان للعذاب في الباطن اطلاقات فمرة يطلق علي الائمة: لاسيما علي و القائم8 نظراً الي انه بايديهما يعذب الكفار و المنافقون و قد مرّ اخباره في موضعه و مرة يطلق علي الاول و سائر الكفار و المنافقين كالدجال و السلطان الجائر و غيرهم و مرة يطلق علي بعض مايصيب اعداء الائمة من الخسف و الرجم و الصيحة و امثالها و مرادنا هنا ايراد الدليل و الشواهد علي الاطلاق الثاني فعن القمي عن الباقر7في قوله تعالي هو القادر علي انيبعث عليكم عذاباً من فوقكم قال الدجال او من تحت ارجلكم قال هو الخسف و عنه عن الصادق7في الاية المزبورة قال: عذاباً من فوقكم السلطان الجائر و من تحت ارجلكم السفلة و العبيد و من لا خير فيه الخبر و لا شك ان هذا الخبر يدل علي البطن الذي ذكره اعلي الله مقامه فان السلطان الجائر الحقيقي الذي جميع السلاطين الجائرة من ظلّه و عكسه هو الاول و يدلّ علي ان المراد منه الاول التعبير بالاخذ فان هذه الكلمة حيث تقال يكون علي نحو الغلبة و الاستيلاء قال سبحانه فاخذهم اخذ عزيز مقتدر و لا شك في استيلائه علي اوليائه.
([60]) اقول: كل واحد من النعمة و الكلمة رجل قال الله سبحانه بكلمة منه اسمه المسيح و المراد من تلك الكلمة و من تلك النعمة علي7 في الباطن كما في رواية جابر قال سألت اباجعفر7 عن قوله تعالي و يريد الله انيحقّ الحق بكلماته قال تفسير ذلك في الباطن انه يريد و لميفعله و قوله يحقّ الحق يعني حق المحمد: و قوله بكلماته في الباطن علي7 هو كلمة الله في الباطن و عن الصادق7 نحن والله نعمة الله التي انعم بها علي عباده بنايفوز من فاز و قدمرّ مايدل علي ذلك في البقرة في قوله و اذ ابتلي ابرهيم ربه بكلمات و في العمران في قوله يستبشرون بنعمة من الله.
([61]) اقول: عن الكاظم7 في قوله تعالي انماحرّم ربي الفواحش ماظهر منها و مابطن قال القرءان له ظهر و بطن فجميع ماحرّم الله في الكتاب هو الظاهر و الباطن من ذلك ائمة الجور و جميع مااحلّ الله في الكتاب هو الظاهر و الباطن من ذلك ائمة الحق و في خبر المفضل بن عمر عن الصادق7 و هو خبر طويل شريف ذكرناه بطوله لكثرة محصوله في المقدمة في الفصل الثامن و نذكر هنا منه موضع الحاجة قال7 للمفضل اخبرك بحقائقها ان الله تبارك و تعالي اختار الاسلام لنفسه ديناً فلميقبل من احد الاّ به و به بعث انبياءه و رسله ثم قال و بالحق انزلناه و بالحق نزل فعليه و به بعث انبياءه و رسله و نبيه محمداً9 فافضل الدين معرفة الرسل و ولايتهم و اخبرك ان الله احلّ حلالاً و حرّم حراماً الي يوم القيمة فمعرفة الرسل و ولايتهم و طاعتهم هو الحلال فالمحلّل مااحلّوا و المحرّم ماحرّموا و هم اصله و منهم الفروع الحلال و ذلك شعبهم فمن فروعهم امرهم شيعتهم و اهل ولايتهم بالحلال الي ان قال فعدوهم هم الحرام المحرم و اولياؤهم هم الداخلون في امرهم الي يوم القيمة فهم الفواحش ماظهر منها و مابطن و الخمر و الميسر و الزنا و الربوا و الدم و الميتة و لحم الخنزير فهم الحرام المحرّم و اصل كل حرام و هم الشر و اصل كل شر الخبر فالله سبحانه جعل الحلال عليّاً و سائر الائمة و الانبياء و ولايتهم و اطاعتهم و جعل الحرام الاول و الثاني و الثالث و سائر الخلفاء و اتباعهم و ولايتهم و طاعتهم و المنافقون افتروا علي الله الكذب فقالوا ولاية الاول حلال و ولاية علي حرام.
([62]) اقول: قال الصادق7 في قوله تعالي كمن زيّن له سوء عمله يعني الذين غصبوه اي علياً حقه الخبر و عن تفسير الامام7 قال السيئة المحيطة هي التي تخرجه عن جملة دين الله و تنزعه عن ولاية الله و هي الشرك بالله و الكفر بنبوة محمد رسول الله9 و الكفر بولاية علي بن ابيطالب7 ولي الله كل واحدة من هذه سيئة تحيط به اي تحيط باعماله فتبطلها و تمحقها الخبر قال في المرءاة: السوء و السيئة و امثالها عبارة بحسب البطن عمافعل المخالفون و اعداء الائمة و يفعلون فهم المراد بالمسيء انتهي و يكفي في الاستدلال في المقام قوله7 بغض علي سيئة لاتنفع معها حسنة الخبر فهو اعظم السيئات و الاسواء و عاملها اعظم المسيئين.
و اما قوله اعلي الله مقامه جميع معاصي الشيعة عن جهالة فهو اشارة الي قول الصادق7 انه قال كل ذنب يفعله ابن ادم و لو عمداً فهو من الجاهلين و جاهل فيه لمخاطرته نفسه لتلك المعصية الخبر.
([63]) اقول: في رواية صفوان عن الصادق7 في قوله تعالي و من يرغب عن ملة ابرهيم قال الملة الامامة للائمة الخبر و لهذا ورد ان الشيعة علي ملة ابرهيم دون غيرهم كما مرّ في الخبر المزبور و في مكاتبة ابيالحسن الهادي7 الي بعض اصحابه ان شيعتنا المكتوبون باسمائهم و اسماء ابائهم عندنا ليس علي ملة ابرهيم غيرنا و غيرهم الخبر.
([64]) اقول: قد مرّ في تضاعيف الكتاب في ذيل تفسير الايام ما دلّ علي ان المراد من السبت رسول الله9 فعن الصقر بن ابيدلف انه قال قلت لابيالحسن7 ياسيدي حديث روي عن النبي9 لااعرف معناه قال و ماهو قلت قوله لاتعادوا الايام فتعاديكم قال نعم الايام نحن ماقامت السموات و الارض فالسبت اسم رسول الله9 و الاحد اميرالمؤمنين7 الخبر.
([65]) اقول: كمايدل علي ذلك قول اميرالمؤمنين7 للحق دولة و للباطل جولة، الخطبة.
([66]) اقول: اعلم ان محمداً9 رسول علي كافة الناس اجمعين و امر بدعوتهم الي سبيل ربه و هم اي الاناسي نوعاً علي ثلثة اصناف اصحاب الافئدة و اصحاب العقول و اصحاب الصدور و الداعي في كل مقام ينبغي انيكون من جنس المدعو لاسيما الداعي المباشر فلذلك دعا الي سبيل ربه اصحاب الافئدة بالابواب و الاركان فانهم من مواليد تلك العرصة بل من مواليدها السماوية فلذلك جعلوا داعين نبيين و دعا اليه اصحاب العقول بالنقباء فانهم خلقوا من عالم العقول من سماواتها فجعلوا حجة و داعياً لمواليدها العنصرية الارضية و دعا اليه اصحاب الصدور بالنجباء الذين هم من مخلوقات عالم الصدر و النفس الاّ انهم خلقوا من سماواتها و اهل النفوس المدعوّين من سائر مراتبها و لذلك جعل اعلي الله مقامه باطن الحكمة الابواب و الاركان و هم الانبياء و باطن الموعظة الحسنة النقباء و باطن المجادلة النجباء فهو9 دعا كل واحد من اهل تلك العرصات الي سبيل ربه لكن كلاً بالة مناسبة من اهل تلك العرصة قال الله سبحانه و ماارسلنا من رسول الاّ بلسان قومه و قال انما انا بشر مثلكم يوحي الي انما الهكم اله واحد.
([67]) اقول: قدورد اخبار عديدة تدل علي ان المراد من الذين اتقوا و المتقين الائمة:فعن تفسير القمي عن الصادق7 انه قال في قوله تعالي ام نجعل المتقين يعني علياً اميرالمؤمنين كالفجار قال حبتر و دلام و اصحابهما و عن تفسير فرات عن الباقر7 قال ان الائمة هم الذين اتاهم الله تقويهم و انهم اولوا التقي الي غيرذلك من الاخبار التي تدل علي ان المراد من الذين اتقوا في الباطن المحمد: و قال الباقر7 في قوله تعالي و سنزيد المحسنين انهم الذين لايرتابون في فضل علي7 و علو قدره و عن
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 76 *»
الباقر7 في قوله تعالي ان الله يأمر بالعدل و الاحسان قال العدل هو محمد فمن اطاعه فقدعدل و الاحسان علي فمن تولاه فقداحسن و المحسن في الجنة و عن الصادق7في قوله تعالي و من يسلم وجهه لله و هو محسن قال نزلت في علي7كان اول من اسلم و اخلص وجهه لله و هو محسن اي مؤمن مطيع الخبر و هذه الاية و ان نزلت في علي7 لكن لمافسر المحسن بالمؤمن المطيع فيشمل الشيعة لاسيما بعد انه معتضد بسائر الاخبار الواردة في الباب فهذه الاخبار دلت علي ان المراد من المحسنين الشيعة كمادلت الاخبار السابقة علي ان المراد من المتقين المحمد: فمعني الاية في الباطن ان محمداً9 مع المحمد: و مع الشيعة و الله سبحانه هكذا يكون معهم اي بمحمد لانه ظهوره و نوره و الشيء يصاحب الشيء و يقارنه بظهوره لا بذاته كماهو واضح لابناء الحكمة و يؤيد كون المراد من المحسنين الشيعة وقوعه بعد قوله الذين اتقوا الذي يكون المراد منه المحمد: فان الشيعة بعدهم في الرتبة و تابعون لهم فهم بعدهم و فرعهم و نعتهم و صفتهم و هم المقدمون الموصوفون المنعوتون.
([68]) اقول: قدذكرنا سابقاً في تضاعيف الكتاب اخباراً دلت علي ان المراد من موسي محمد9 في الباطن فانه موسي الاول و المراد من الكتاب في الباطن علي7 فانه الكتاب المنزل علي محمد9 الذي لاريب فيه هدي للمتقين و المراد من بنياسرائيل بنوعلي فانه7 اسرائيل الامة.
([69]) اقول: و هو علي7 كمافي الزيارة السلام علي نفس الله القائمة فيه بالسنن و عينه التي من عرفها اطمأن.
([70]) اقول: و ذلك لان الوجه جاء بمعني الرئيس و السيد كماقال في المرءاة: الوجه مفرداً و جمعاً و مايفيد مفاده في القاموس و غيره الوجه مستقبل كل شيء الي ان قال و فيه و في غيره ايضاً معان اخر للوجه منها الجاه و القدر و المنزلة و سيد القوم كمايقال فلان وجه وجيه عند قومه اي ذوجاه و منزلة و سيدهم انتهي فبناء علي هذا تفسير الوجوه بالرؤساء من باب تفسير الظاهر قال في التفسير المزبور و اعلم ايضاً انه بناء علي ماذكرناه يمكن تأويل ماورد في القرءان من الوجوه المحمودة كوجه النبي و وجوه الانبياء و المؤمنين و نحو ذلك بالائمة ايضاً و ولايتهم فانها الدين و تأويل ماورد من الوجوه المذمومة كوجوه الكفار و نحو ذلك برؤساء المخالفين و ائمتهم و بطاعتهم التي هي دينهم لكن كل ذلك بعد ملاحظة المناسبة انتهي هذا و لايخفي مايكون بين هذا التفسير و المعاني اللغوية من المناسبات فان وجه الشيء هو مايري اول و هو اظهر اعضائه و الرئيس هو مايري اول و هو اظهر الرعية و اكرمهم عندهم و الوجه مقدم واقع في الاعلي و الرئيس مقدم امام يجلس في اعلي المجالس و كذلك الرئيس ذوجاه و عزة فهو وجه و سيد لهم فهو وجههم و هكذا سائر المعاني فهذا المعني الشريف يستقيم مع كل واحد من المعاني اللغوية و الدليل النقلي علي ذلك الاخبار الواردة في ان الائمة:هم الوجوه المحمودة فأعداؤهم بحكم المقابلة و التضاد الوجوه المذمومة و قدمرّ في تلو ذلك اللفظ في تضاعيف الكتاب اكثر من موضع واحد الاخبار الدالة علي ان المراد من وجه الله و غيره في مقام المدح الائمة: و ان شئت الاخبار فراجع.
([71]) اقول: يفهم من كلامه اعلي الله مقامه ان المراد من الطائر في الباطن عهد الولاية و هو كذلك قال في تفسير المرءاة: ثم قدجاء الطير ايضاً بمعني الحظ و العمل من الخير و الشر او الشر فقط الي ان قال ثم لايخفي ان عمل المذمومين ترك الولاية فطائرهم ذلك ماارتكبوه لاجله و كذلك هم يتشأمون بالمؤمنين لفقرهم و ابتلائهم في الدنيا و غير ذلك ممايأتي في محله مع انهم هم الشوم حقيقةً و عند الله لتركهم الولاية و معاداتهم لاولياء الله و موالاتهم لاعداء الله.
([72]) اقول: قدشرحنا و بيّنا في تضاعيف الكتاب ان المراد من النفس في القرءان في تأويله الحقيقة و باطن حقيقة المؤمن و المهتدي الامام7 و باطن حقيقة الكافر و الضال هو الاول لعنه الله فتأويل النفس بالامام و الاول من باب باطن التأويل و قد مرّ بيانه في المقدمة و بالجملة فهداية المهتدي لامامه و منه كسائر اعماله الحسنة من صلوته و صيامه و حجه و زكوته كماقال اميرالمؤمنين7 انا صلوة المؤمنين و صيامهم و ذلك لانه حقيقةً له7 لانه عبده فجميع ماله له7 لان العبد و مافي يده لمولاه ضرب الله مثلاً عبداً مملوكاً لايقدر علي شيء و هو كلّ علي مولاه و كذلك في طرف المقابل جميع معاصي الكفار و المنافقين علي الاول كمايشهد بذلك خبر المفضل في الظهور المذكور في منتخب البصائر حيث قال فيه ان جميع معاصيهم يقع علي رقبة الاول و الثاني من الاولين و الاخرين و يقتص منهما بجميعها فالمراد من نفسه في قوله لنفسه الامام7 لان الكناية راجعة الي المهتدي الذي يدل عليه من الموصولة و قدعرفت ان نفس المهتدي و حقيقته الامام7 و المراد من النفس التي ترجع اليها كناية عليها الاول لانه نفس الضال قال7 نحن اصل كل خير و من فروعنا كل برّ و اعداؤنا اصل كل شرّ و من فروعهم كل فاحشة و لاشك ان الاهتداء من البرّ فهو من فروعهم و هم اصله و حقيقته و كذلك لاشك ان الضلالة من الفاحشة فهي من فروع اعدائهم و هم اصلها و ان اردت المشاهدة و العيان فتفكر في ذلك البيان و هو انه لاشك ان الائمة: منير و مؤثر لكل خير فجميع الخيرات من نورهم و اثرهم و الاثر ليس شيئاً سوي ظهور المؤثر و المؤثر الظاهر في عالم الادني و كذلك في طرف المقابل اعداؤهم مؤثر كل شر و جميع الشرور من اثارهم فهي هي الاول الظاهر في عالم الاثار فهو الكافر و المنافق و المشرك و الضال و الناصب و الغاصب و الشارب للخمر و العامل بالزنا وحده وحده فافهم ان كنت تفهم و الاّ فلاتفسدنها و اعط القوس باريها.
([73]) اقول: في فصل الخطاب عن ابيالحسن موسي بن جعفر8 قال لهشام ياهشام ان لله علي الناس حجتين حجة ظاهرة و حجة باطنة فاما الظاهرة فالرسل و الانبياء و اما الباطنة فالعقول الخبر.
([74]) اقول: العاجلة ضد الاجلة فهي كناية عن الدنيا و زخارفها و قد مرّ في ذيل الحيوة الدنيا ان المراد منها خلفاء الجور لاسيما الثلثة و ولايتهم و دولتهم و لذلك جعل اعلي الله مقامه باطنها الاصنام الثلثة و هي كناية عن الخلفاء الثلثة الاول و الثاني و الثالث و هو مشتق بالاشتقاق الكبير من العجل و قدورد صريحاً ان المراد منه الثلثة قال الامام7 في تفسيره قال رسول الله9 ان اصحاب موسي اتخذوا من بعده عجلاً و خالفوا خليفة الله و ستتخذ هذه عجلاً و عجلاً و عجلاً و يخالفونك ياعلي و انت خليفتي، هؤلاء يضاهئون اليهود في اتخاذهم العجل.
([75]) اقول: و ذلك اشارة الي قوله سبحانه اذهبتم طيباتكم في حيوتكم الدنيا و استمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بماكنتم تستكبرون في الارض بغير الحق و بماكنتم تفسقون.
([76]) اقول: اوّل اعلي الله مقامه الاخرة بالولي الحق لانها في مقابل العاجلة و قدعرفت ان المراد منها في الباطن الاولياء غيرالحقة و الخلفاء الباطلة فالمراد منها في الباطن،الولي الحق قال الصدوق: في الكافي قال الصادق7 في قوله تعالي و ماله في الاخرة من نصيب ليس له في دولة الحق مع القائم نصيب و لاشك ان القائم7 هو الولي الحق و سئل ابوجعفر7 عن المرجئة فقال صلّ معهم و احمل جنائزهم و عد مرضاهم و اذا ماتوا فلاتستغفر لهم فانّا اذا ذكرنا عندهم اشمأزّت قلوبهم و اذا ذكر الذين من دوننا اذا هم يستبشرون؛ يعني بذلك تأويل قوله تعالي و اذا ذكر اللّه وحده اشمأزت قلوب الذين لايؤمنون بالاخرة و اذا ذكر الذين من دونه اذا هم يستبشرون.
([77]) اقول: للّه سبحانه رحمتان رحمة رحمانية و رحمة رحيمية و الرحمة الرحمانية غيرممنوع و لامحبوس و انما هو عام يشمل كل من دخل عرصة الوجود لانه هو عبارة عن الوجودات المفاضة علي كل واحد من الموجودات فهو لميمنع من احد لانه كل مادخل عرصة الوجود فقدشمله هذه الرحمة و الاّ لميوجد و من لميدخل عرصته فهو معدوم و المعدوم لاشيء محض و اما الرحمة الرحيمية فهو محبوس علي الشيعة و المؤمنين الموالين لعلي7 و المعترفين بخلافته و لايشمل اعداءه و لذلك اختص ذلك بعلي7 فانه رحمة الله و نعمته علي الابرار دون غيرهم لانه نقمته عليهم و اختص الرحمة الرحمانية بالنبي9 فهو رحمة للعالمين كمافي الاية و لهذا اعترف بنبوته كل من الموالي و الاعادي لعلي7 في الظاهر و لميعترف بخلافته الاّ مواليه و قداشار الي هاتين الرحمتين بقوله بسم الله الرحمن الرحيم قال ابوعبدالله7 في تفسيره الباء بهاء الله و السين سناء الله الي ان قال الرحمن بجميع العالم قيل الرحيم قال بالمؤمنين خاصة.
([78]) اقول: المراد من ذي القربي في الباطن المحمد: و من المسكين النقباء العظام و من ابنالسبيل النجباء الكرام و اما سرّ التعبير عن الائمة: بذي القربي فظاهر لانهم اقرباء الرسول و اولاده و ابناؤه و اهل بيته و اما التعبير عن النقباء بالمسكين فلانهم
«* كشف الاسرار جلد 3 صفحه 87 *»
لايذهب مسكنتهم من ائمتهم كماقال7 نحن المساكين لايذهب مسكنتنا من رسول الله9 و لان المسكين علي المشهور هو الذي لاشيء له و الفقير هو الذي له بعض مايقيمه و النقباء مساكين لانهم قد افنوا انفسهم و اموالهم و منسوباتهم و مضافاتهم في جنب ساداتهم ولميملكوا شيئاً و لميدّعوا المالكية في شيء فوحّدوا الله سبحانه في ذاته في ائمتهم فشهدوا ان لا اله الاّ الله و في افعاله فيهم فاعترفوا بان جميع الافعال منهم بكم تحركت المتحركات و سكنت السواكن و في صفاته فيهم فجعلوا جميع الصفات العليا لائمتهم و في عبادته بهم فلميطيعوا احداً غيرهم فهم جعلوا الملك و السلطنة و المال و الاطاعة كلها لائمتهم و لميتملكوا في شيء ولو جزئي فهم المسكين الذي لاشيء له اصلاً و بناء علي هذا المراد من الفقير النجباء الذين لميبلغوا مقامهم و هم مشغولون في السير و السلوك فهم ابنالسبيل ايضاً و هم ادعوا بعض المالكية علي قدر انحطاط درجتهم عن النقباء البالغين الكاملين و علي ماذكره الكفعمي المسكين المتواضع الذي لميكن جباراً و لامتكبراً قال و منه قوله7 اللهم احشرني مسكيناً و هذا هو المراد من اهل الاستكانة فانها بمعني التضرع و الخشوع و الخضوع و الذل و النقباء مساكين لتذللهم و خضوعهم و استكانتهم عند عظمة ربهم و ائمتهم و ساداتهم فقالوا ماانا و ماخطري و انا الذرة بل اقل منها قال الامام7 في تفسيره ان من محبي محمد و ال محمد: مساكين مواساتهم افضل من مواساة مساكين الفقراء الخبر.
و اما التعبير عن النجباء بابنالسبيل فانهم ابناء الائمة قال9 انا و علي ابوا هذه الامة فالامة المرحومة اولادهم و ابناؤهم و لا شك ان اقرب الامة اليهم و اعلمهم و اتقيهم هم الابناء و اما الباقون فهم احفاد و ابناء ابناء و هكذا الي انينتهي الي ادني الابناء ولكنهم ابناء و احفاد بمعني انهم من الموالين المستحقين للجنة و لميخرجهم العصيان الي حد الكفر و الطغيان فالنجباء ابناؤهم بلافاصلة او بفاصلة النقباء فانه لك انتلحق النقباء بالائمة: و تجعلهم اباء كماقال سلمان منا اهلالبيت و انتلحقهم بالابناء نظراً الي انهم و ان صعدوا غاية الصعود لكنهم لميخرجوا من حد ترك الاولي و لميدخلوا عرصة العصمة و الامامة و لكل وجه كماعرفت فان الحقت النقباء بهم و سمّيتهم مساكين كما ان الائمة مساكين كما قال الباقر7 في قوله تعالي و المساكين و ابنالسبيل قال نزلت فينا خاصة و نحن المساكين لايذهب مسكنتنا من رسول الله9 فالنجباء ابناء بلافاصلة و الاّ فهم ابناء الابناء و العلماء ابناء ابناء الابناء نزولاً الي ثلث درجات و الفقهاء الي اربع درجات و سائر الناس الي خمس درجات ولكن الكل من اولاد رسول الله9 و لك انتجعل الابناء العلماء و تلحق النجباء بهم: فانهم ابنالسبيل كما ان الائمة ابنالسبيل كماقال في الاية المذكورة و نحن ابناء السبيل فلايعرف سبيل الاّ بنا و الامر كله لنا الخبر فالمراد من ابنالسبيل في الباطن النجباء فانهم ابناء الائمة و قد ورد اخبار عديدة انهم:السبيل و قدذكرنا اخباره في موضعه.
([79]) اقول: انماجعل اعلي الله مقامه باطن المبذّرين الاول و باطن الشياطين الثاني اما الاول فلان التبذير صرف الشيء من غير اقتصاد و في غير محله فالاول مبذّر لانه صرف الولاية الي نفسه التي هي غير محله عن علي7 الذي هو محله و لعله الي ذلك اشار الصادق7 في قوله تعالي و لاتبذّر تبذيراً قال لاتبذر في ولاية علي7 الخبر اي لاتجعل ولاية علي7 لغيره و لاتصرفها في غير محلها و لنعم ماقال الشيخ ابوالحسن بعد ذكره هذا الخبر: فالمبذرون هم اعداؤه الصارفون الولاية عنه الي غيره و لهذا قال سبحانه بعد قوله تبذيراً ان المبذّرين كانوا اخوان الشياطين فان اعداءه اخوان الشيطان انتهي فالمراد من المبذر في الباطن الاول لانه كان اخ الشيطان اي الثاني كماسيأتي فانهما اخوان كما ان محمداً و علياً اخوان عليهما و الهما الصلوة و السلام قال الباقر7الا ان اعداء علي7 هم اخوان الشياطين الذين يوحي بعضهم الي بعض زخرف القول غروراً و لا شك ان اعظم اعداء علي7 هو الاول الذي غصب حقه و هو اول من اظهر عداوته بعد ذهاب النبي9 هذا و المبذّر هو المسرف المجاوز عن القصد و قد ورد تأويله بمن اشرك بولاية علي7 او اشرك في عداوته7 و عداوة اله ففي مناقب ابنشهراشوب عن الصادق7 في قوله تعالي و كذلك نجزي من اسرف الاية قال يعني نجزي من اشرك بولاية علي7 و في كنزالفوائد عن الكاظم7 في هذه الاية يعني من اشرك في عداوة المحمد: الي غير ذلك من الاخبار الدالة علي ان المراد من المبذر في بطن القرءان اعداء علي7 و المشركين في ولايته و لا شك ان اعظم اعدائه و مشركيه هو الاول كل ذلك مضافاً الي بعض العمومات و المطلقات من قبيل قول الصادق7 ان القرءان له ظهر و بطن فجميع ماحرّم الله في القرءان هو الظاهر و الباطن من ذلك ائمة الجور الخبر و قوله لابيبصير و ما من اية تسوق الي النار الاّ و هي في عدونا و من خالفنا.
و اما الثاني فيدل عليه كثير من الادلة السابقة بزيادة الخبر المروي عن ابيجعفر7 كل مافي القرءان و قال الشيطان يريد به الثاني الخبر و خبره الاخر المروي في الكافي في قوله تعالي ارنا اللذين اضلانا من الجن و الانس قال هما و كان فلان شيطاناً و خبره الثالث في قوله تعالي و لايصدّنّكم الشيطان قال يعني الثاني و اما وجه التعبير عنهما بصيغة الجمع ففيه نكتة عظيمة و هي الاشارة الي انهما الواحدان كالالف في المعاصي او الي كليتهما بالنسبة الي المبذرين و الشياطين فكل مبذر في العالم من بدء ايجاد ادم الي ختم العالم هو من ظهور الاول و عكوسه و هو المتجلي العامل من ايديهم و كذلك كل شيطان من ظهور الشيطان الاعظم و الابليس الاكبر و هو الثاني لعنه الله كمايشهد بذلك اخبار كثيرة ذكرنا بعضها في مطاوي الكتاب.
([80]) اقول: الاضافة في قوله اولادكم بيانية اي اولاد الذين هم كم اي الانفس فان كم اشارة الي نفس المخاطبين و المراد من النفس الحقيقة و هي محمد و المحمد:كمافي زيارة علي7 السلام علي نفس الله القائمة فيه بالسنن و لانهم نفس النبي9 و جهة انيته كما عن المناقب عن الرضا7 في قوله تعالي و يحذّركم الله نفسه قال علي7خوّفهم به بناء علي انيكون كناية نفسه راجعة الي النبي9 و قدورد اخبار كثيرة ان المراد من النفس المطمئنة علي و اله: فعن كنز الفوائد عن الصادق7 في قوله تعالي ياايتها النفس المطمئنة قال انما يعني الحسين فانه ذو النفس المطمئنة الراضية المرضية و اصحابه من المحمد: الخبر الي غير ذلك من الادلة التي تدل علي ان المراد من النفس و الانفس المحمد: فانهم حقيقة جميع العالم من الاولين و الاخرين و الكل من نورهم و شعاعهم كمايشهد بذلك اخبار الطينة و الاخبار الواردة في انهم اول ماخلق الله فقوله اعلي الله مقامه المحمد: تفسير لـكم لا للاولاد و يمكن انيكون الاضافة لامية اي اولاد لكم و المراد من كم محمد9 فالمعني يعني اولاد محمد: فان المحمد: اولاد محمد9 بدليل اية و ابناءنا و ابناءكم او المراد من كم الشيعة و اولادهم المحمد: كما ان انفسهم علي7 بناء علي انيكون المراد من نا المتكلم في قوله تعالي و انفسنا و ابناءنا طائفة الشيعة قال الصادق7 في قوله تعالي لاتقتلوا انفسكم اي اهل بيت نبيكم: هذا و قد ورد اخبار عديدة في ان المراد من الوالدين في بطن القرءان محمد و علي صلوات الله عليهما فالمراد من الاولاد المحمد: فانهم الاولاد الحقيقية بالنسبة الي النبي و علي و خديجة صلوات الله عليهم كل ذلك مضافاً الي الاخبار الصريحة في المرام كما عن مناقب ابنشهراشوب عن الصادق7 في قوله تعالي و والد و ما ولد قال الوالد اميرالمؤمنين7 و ما ولد يعني هؤلاء الاوصياء و عن تفسير العياشي عن علي7 في الاية المذكورة قال اما الوالد فرسول الله9 و ما ولد فالائمة:.
([81]) اقول: المراد من النفس اما نفس الرسول فالاخبار نادية باعلي نداء انه علي7 و اولاده منه فهي علي و اولاده و اما نفس الله فقدعرفت انفاً انه نفس الله القائمة فيه بالسنن و اما مطلق النفس اي النفس المطلقة و قدبيّنّا انهم: انفس الخلق و حقيقتهم و اصلهم و منيرهم و يكفيك قول علي7 في الاستدلال نحن صنائع الله و الخلق بعد صنائع لنا و قوله7 نحن سبب خلق الخلق و سبب تسبيحهم و قوله7 ان لنا مع كل ولي اذناً سامعة و عيناً ناظرة و لساناً ناطقاً و قوله7 انا نوح انا ادم انا عيسي انا موسي انا محمد و امثالها مما تدل علي كليتهم و انهم انفس الخلائق و الخلق بتمامه اثارهم و انوارهم فافهم.
([82]) اقول: ما ذكره اعلي اللّه مقامه من مرجع ضمير عنه علي حسب الظاهر و اما في الباطن فالضمير يرجع الي علي7 كمايدل عليه الخبر المروي عن الرضا7 عن ابائه عن الحسن بن علي8 قال قال النبي9 ان ابابكر كمنزلة السمع و عمر كمنزلة البصر و عثمان كمنزلة الفؤاد فلما كان الغد سألته عن ذلك فاشار اليهم بيده فقال هم السمع و البصر و الفؤاد و سيُسألون عن ولاية وصيي هذا و اشار الي علي7 ثم قرأ قوله تعالي انّ السمع و البصر و الفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولاً ثم قال و عزة ربي ان جميع امتي لموقوفون يوم القيمة و مسئولون عن ولايته و ذلك قوله تعالي و قفوهم انهم مسئولون الخبر و اما وجه تسمية الاول بالسمع و الثاني بالبصر في بطن القرءان ان الاول لميكن لنفسه رأي مستقل مستقيم و كان يفعل مايسمع و يعلّمه الثاني و سائر المنافقين و الكفار و اما الثاني فكان كالبصر للاول يريه المكر و الفتن و يعلّمه المفاسد و الشرور و الشيطنة و اصل الشيطنة و النكراء كان له و كان يعلّم بذلك الاول و كان الاول يقبل منه و يطيعه و يسمعه و السمع القبول و الاطاعة ايضاً فالاول سمع و الثاني بصر له و اما عثمان فمقامه مقام الطبيعة و هي بمنزلة الفؤاد في عالم الظاهر.
([83]) اقول: جعل اعلي الله مقامه باطن الاناث هنا الثاني لانه كان اناثاً ملوطاً منكوحاً في دبره و قدورد تأويل الاناث بالمنكوح في الدبر في الاخبار كماقال في تفسير المرءاة و يظهر من خبر تأويل الاناث في بعض المواضع بالمنكوح في دبره كمافي تفسير العياشي عن الصادق7 انه دخل عليه رجل فقال السلام عليك يااميرالمؤمنين فقال7 مه هذا لايصلح الاّ لاميرالمؤمنين7 الله سمّاه و لميسمّ به احد غيره الاّ كان منكوحاً و ان لميكن به ابتلي به و هو قول الله عزوجل في كتابه ان يدعون من دونه الاّ اناثاً الخبر و قدكان المنافقون يسمون الثاني باميرالمؤمنين و لعله7 اليه اشار في هذا الخبر و اراد انيعلّم تأويل الاناث بانه الثاني لانه كان مفعولاً ملوطاً منكوحاً في دبره فهو اناث.
([84]) اقول: الكناية في قوله يزيدهم ترجع في بطن القرءان الي بنيامية و يؤخذ يزيد علي ظاهر لفظه من باب تفسير ظاهر الظاهر فالمعني و مايكون يزيد بنيامية الاّ نفوراً من الحق و امر الولاية اي نافراً من باب زيد عدل قال الصادق7 في حق المخالفين لايغرنكم صلوتهم و صيامهم و علومهم فانهم حمر مستنفرة الخبر اي مستنفرة عن امر الولاية.
([85]) اقول: انماجعل اعلي الله مقامه الكناية في قوله معه راجعة الي علي7 لانه في ظاهر القرءان ترجع الي الله و هو في اخبار كثيرة مؤول بعلي7 و سائر الائمة و من ذلك يظهر سرّ جعله اعلي الله مقامه باطن الالهة الائمة من خلفاء الجور فعن الاحتجاج عن علي7 انه قال في حديث له طويل ان قوله تعالي و هو الذي في السماء اله و في الارض اله و قوله و هو معكم اينما كنتم و قوله مايكون من نجوي ثلثة الاّ هو رابعهم فانما اراد بذلك استيلاء امنائه بالقدرة التي ركّبها فيهم علي جميع خلقه و ان فعلهم فعله و عن ابيبصير قال سمعت اباعبدالله7 يقول و لاتتخذوا الهين اثنين انما هو اله واحد يعني بذلك و لاتتخذوا امامين انما هو امام واحد و عن ابيالجارود عن ابيعبدالله7في قوله تعالي ءاله مع الله بل اكثرهم لايعلمون قال اي امام هدي مع امام ضلال في قرن واحد و نقل القمي في تفسير قوله تعالي و من يقل منهم اني اله من دونه ان المراد من زعم انه امام و ليس بامام الي غير ذلك من الاخبار الواردة في هذا المضمار و قد عنونا في ذلك فصلاً في المقدمة ذكرنا فيه كثيراً من اخبار الباب.
([86]) اقول: قدورد اخبار عديدة تدل علي ان كل شيء يسبح، يسبح بمحمد و المحمد: ففي خبر طويل عن جابر الجعفي قال قال ابوجعفر7 كان اللّه و لا شيء غيره و لامعلوم و لامجهول فاول ماابتدأ من خلق خلقه ان خلق محمداً9 و خلقنا اهلالبيت معه من نوره و عظمته فاوقفنا اظلة خضراء بين يديه حيث لا سماء و لا ارض و لا مكان و لا ليل و لا نهار و لا شمس و لا قمر الي ان قال ثم خلق الملائكة و اسكنهم السماء ثم ترائي لهم اللّه تعالي و اخذ عليهم الميثاق له بالربوبية و لمحمد بالنبوة و لعلي بالولاية فاضطربت فرائص الملائكة فسخط الله علي الملائكة و احتجب عنهم فلاذوا بالعرش سبع سنين يستجيرون بالله من سخطه و يقرون بمااخذ عليهم و يسألونه الرضي فرضي عنهم بعد مااقروا بذلك و اسكنهم بذلك الاقرار السماء و اختصهم لنفسه و اختارهم لعبادته ثم امر الله تعالي انوارنا انتسبح فسبحت فسبحوا بتسبيحنا و لولا تسبيح انوارنا ما دروا كيف يسبحون الله و لاكيف يقدسونه الي ان قال ثم خلق اللّه الجن و اسكنهم الهواء و اخذ الميثاق منهم له بالربوبية و لمحمد بالنبوة و لعلي بالولاية فاقرّ منهم بذلك من اقرّ و جحد من جحد فاول من جحد ابليس لعنه الله فختم له بالشقاوة و ماصار اليه ثم امر اللّه تعالي انوارنا انتسبح فسبحت فسبحوا بتسبيحنا و لولا ذلك مادروا كيف يسبحون اللّه الي ان قال ثم اخرج ذريته يعني ذرية ادم من صلبه يلبّون فسبحنا فسبحوا بتسبيحنا و لولا ذلك ما دروا كيف يسبحون اللّه الي ان قال7 فنحن اول خلق الله و اول خلق عبدالله و سبّحه و نحن سبب خلق اللّه الخلق و سبب تسبيحهم و عبادتهم من الملائكة و الادميين الخبر.
([87]) اقول: اي علياً7 فانه المثل الاعلي لله سبحانه كسائر الائمة: قال الصادق7ان علياً7 قال في بعض خطبه نحن المثل الاعلي و سبيل الهدي و كلمة التقوي و الحجة العظمي و كذا نقله ابنعباس و غيره و في زيارات عديدة انهم: هم المثل الاعلي.
([88]) اقول: قوله اعلي الله مقامه يمكن انيكون امر تكويني و قدفعل مراده منه انه سبحانه كوّنهم و اوجدهم حجارةً او حديداً او خلقاً ممايكبر في صدوركم اي ميتاً كمافي الحديث غاية الامر قدستر عليهم في هذه الدنيا و اما في الاخرة فتريهم حجارةً او حديداً او ميتاً اي جاهلاً كما في الاخبار فانهم: اوّلوا الميت بالجاهل فجميع الناس سوي محبي المحمد اما جماد و لميصعدوا من الجمادية فهم حجارة او صعدوا في الجملة عنها و بلغوا مبلغ المعدنية فهم حديد او صعدوا عنها و بلغوا مبلغ الحيوانية و لميحيوا بحيوة العلم و ولاية المحمد: فهم ميتون فالله سبحانه قدكوّنهم و اوجدهم هكذا فامره سبحانه امر تكويني اي قال لهم كونوا كذلك فكانوا و صاروا كذلك و ذلك من قبيل قوله انما امره اذا اراد شيئاً انيقول له كن فيكون.
([89]) اقول: الشاهد علي ان المراد من عبادي الشيعة ما روي عن كنز الفوائد عن الصادق7 في قوله تعالي يا عبادي الذين اسرفوا الاية قال والله مااريد بذلك غيركم و عنه عنه7 في قوله تعالي انّ في هذا لبلاغاً لقوم عابدين قال هم شيعتنا الخبر.
([90]) اقول: روي الكفعمي عن الباقر7 انه قال في قوله تعالي و سنزيد المحسنين انهم الذين لايرتابون في فضل علي7.
([91]) اقول: و يكفي الدليل علي ذلك قوله7الناس كلهم بهائم الاّ المؤمن و المؤمن قليل و المؤمن قليل و المؤمن قليل و المؤمن اقل من الكبريت الاحمر فهل رأي احدكم الكبريت الاحمر و قول علي بن الحسين8 ان رجلاً جاء الي علي7 فسأله عن الناس و اشباه الناس و النسناس فقال ياحسين اجبه فقال اما الناس فرسول اللّه9 و نحن و لذلك قال الله تعالي ثم افيضوا من حيث افاض الناس فرسول الله9 الذي افاض بالناس و نحن منه و اما اشباه الناس فهم شيعتنا و موالينا و هم منا و لذلك قال ابرهيم فمن تبعني فانه مني و اما النسناس فهم هذا السواد الاعظم و اشار بيده الي جماعة الناس ثم قال ان هم الاّ كالانعام بل هم اضل سبيلاً و عن الصادق7 في قوله تعالي فيه شفاء للناس يعني في العلم الخارج من الائمة شفاء للشيعة و هم الناس و غيرهم الله اعلم بهم ما هم الخبر و هذه الاخبار و ان كانت بلفظ الناس الاّ ان الناس و الانسان من اشتقاق واحد و بمعني واحد و عن علي بن الحسين8 ايضاً عن ابيه الحسين7ان علياً7 اخبر ان النبي9 طرقه و فاطمة بنت رسول الله9 عنده فقال الاتصلون فقال فقلت يارسول الله ان انفسنا بيد الله ان شاء ان يبعثنا اي يكثر اللطف بنا فانصرف يعني النبي9 و هو يقول و كان الانسان اكثر شيء جدلاً يعني متكلماً بالحق و الصدق.
([92]) اقول: يدل علي ان ابتغاء الوسيلة واجب علي المؤمنين قوله سبحانه ياايها الذين امنوا اتقوا الله و ابتغوا اليه الوسيلة و جاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون فالاية ابان ان الواجب علي المؤمنين و الذين امنوا ابتغاء الوسيلة فانه سبحانه امرهم بها في هذه الاية و الامر للوجوب كما ثبت في محله.
([93]) اقول: عن تفسير القمي في قوله تعالي و ان للطاغين لشر مئاب قال الصادق7هم الاول و الثاني و بنوامية الخبر.
([94]) اقول: عن الصادق7 في تفسير سورة ليلة القدر و اما ليلة القدر خير من الف شهر يعني فاطمة3 و قوله تنزل الملائكة و الروح فيها فالملائكة في هذا الموضع المؤمنون الذين يملكون علم المحمد: الخبر و عن الباقر7 في قوله تعالي و ماجعلنا اصحاب النار الاّ ملائكة قال النار هو القائم7 الذي ضوؤه و خروجه لاهل الشرق و الغرب و الملائكة هم الذين يملكون علم المحمد: الخبر.
([95]) اقول: و ذلك لان السجود بمعني الخضوع و الانقياد و الاطاعة و العبادة و ادم في بطن القرءان هو علي7 روي القمي في تفسيره عن الصادق7 في قوله تعالي و النجم و الشجر يسجدان قال النجم رسول الله9 و قدسماه الله في غير موضع فقال و النجم اذا هوي الي ان قال و يسجدان يعني يعبدان الخبر و في خبر عن الباقر7العبادة هي الاطاعة فمن عبد فقداطاع الخبر و قال علي7 انا ادم الاول و عن الكاظم7 انه قال لمّا رأي رسول الله9 تيماً و عدياً و بنيامية يركبون منبره افظعه ذلك فانزل الله تعالي قرءاناً يتأسي به و هو حكاية سجود الملائكة لادم و تخلف ابليس و ابائه فاوحي الله اليه يامحمد اني امرت فلماطع فلاتجزع انت اذا امرت فلمتطع في وصيك.
([96]) اقول: عن اصبغ بن نباتة ان علياً7 اخرجه مع جمع فيهم حذيفة بن اليمان الي الجبانة و ذكر معجزة عنه7 الي ان قال فقال علي7 يا ملائكة ربي اتوني الساعة بابليس الابالسة و فرعون الفراعنة قال فوالله ماكان باسرع من طرفة عين حتي احضروه عنده فلماجرّوه بين يديه قام و قال واويلاه من ظلم المحمد واويلاه من اجترائي عليهم ثم قال ياسيدي ارحمني فاني لااحتمل هذا العذاب فقال7 لا رحمك الله و لا غفر لك ايها الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان ثم التفت الينا فقال سلوه حتي يخبركم من هو فقلنا له من انت فقال انا ابليس الابالسة و فرعون هذه الامة انا الذي جحدت سيدي و مولاي اميرالمؤمنين7 و خليفة رب العالمين و انكرت اياته و معجزاته الخبر و هذا الخبر و ان كان ظاهراً في الثاني لانه الشيطان في القرءان ولكن يحتمل قوياً انيكون المراد منه الاول اذ قد ورد في اخبار عديدة تأويل فرعون بالاول فانه فرعون الفراعنة و ابليس الابالسة و كيف كان لا اشكال في صدقه في الباطن علي الاول لانه و الثاني من طينة واحدة و ماهية واحدة.
([97]) اقول: عبادي مضاف الي الياء الدالة علي نفس المتكلم فعبادي يعني عباد نفسي و لا شك ان علياً7 نفس الله كما في الزيارة السلام علي نفس الله القائمة فيه بالسنن و اما الدليل علي ان الشيعة هم عباد نفس الله دون غيرهم لانهم و اطاعوه و اما غيرهم فقدخالفوه فالمراد من عبادي الشيعة قال الصادق7 في قوله تعالي ياعبادي الذين الاية قال و الله مااريد بذلك غيركم الخبر قال الله سبحانه اطيعوا الله و اطيعوا الرسول و اولي الامر منكم الاية و في الخبر العبادة هي الاطاعة فمن عبد فقداطاع فالشيعة هم عباد نفس الله حيث اطاعوه.
([98]) اقول: ورد في اخبار عديدة ان المراد من الفلك و السفينة و الجارية و ما بهذا المعني علي و اله: و ولايتهم و قدذكرنا اخباره في تضاعيف الكتاب لاسيما في ذيل كلمة الفلك و السفينة ففي بعض زيارات اميرالمؤمنين7 السلام عليك يا فلك النجاة و عن الصادق7 انه قال لزرارة بن اعين انت افضل سفن ذلك البحر القمقام الزاخر الخبر اي بحر الفتن و الضلال كماصرح بذلك شيخنا العلامة قال بعد ذكره قول الصادق7في قوله تعالي حملناكم في الجارية قال يعني اميرالمؤمنين و اصحابه الخبر انه7اشار ان علياً7 في هذه الامة كسفينة نوح حيث ينجيهم من طوفان بحور الفتن و الضلال.
([99]) اقول: الضرّ الشدة و سوء الحال و خلاف النفع و اي شدة اشد من الجهالة و اي نفع انفع من العلم فان الشيء الذي ينفع الانسان الدراك الشاعر هو العلم في الاخرة و كذلك الذي يضره هو الجهل قال الرضا7 في قوله تعالي ليشهدوا منافع لهم ان المنافع فوائد كثيرة و ذكرها ثم قال و منها التفقه في الدين الخبر فاذا كان النفع التفقه و العلم فالضرّ ضده و هو الجهل.
([100]) اقول: كمايدل عليه الاخبار من الطريقين اما من طريقنا فهي متواترة حتي صار ذلك اظهر من الشمس في رابعة النهار و قدوصفوهم به العام و الخاص فيقولون ان الائمة الابرار كذا و كذا فمن طريقنا مافي كنزالفوائد عن الباقر7 انه قال في قوله تعالي انّ الابرار لفي نعيم و انّ الفجار لفي جحيم الابرار نحن هم و الفجار هم اعداؤنا و من طريق العامة مارواه ابنالحنفية قال قال الحسن بن علي8 كل مافي كتاب الله ان الابرار فوالله مااراد به الاّ علياً و فاطمة و انا و الحسين لانا نحن ابرار بابائنا و امهاتنا و قلوبنا علت بالطاعات و البرّ الحديث.
([101]) اقول: يشهد بهذا المدعي اخبار كثيرة من الطريقين فانه كثيراً ما كان يسأل عمر عن مسألة فكان عاجزاً عن جوابها و كان يرجع الي علي7 حتي كان كثيراً ما يقول لولا علي لهلك عمر و في رواية اخري لولا علي لافتضحنا و هاتان الروايتان مرويتان من كل واحد من الفريقين و قدرواهما الترمدي في مناقبه المرتضوية عن العامة و بالجملة و جهله بالمسائل ممالاشك فيه عندهم حتي انهم رووا عنه كل الناس افقه من عمر حتي المخدرات في الحجال.
([102]) اقول: عن تفسير العياشي عن الباقر7 في قوله تعالي يريد الله بكم اليسر و لايريد بكم العسر قال اليسر علي7 و فلان و فلان العسر فمن كان من ولد ادم لميدخل في ولاية فلان و فلان يعني من يدخل في ولايتهما فانما هو شرك شيطان الخبر فدلّ الخبر علي ان الشيعة الذين لميدخلوا في ولاية فلان و فلان من ولد ادم و بنيادم و اما غيرهم فليسوا ببنيادم و من ولده و انما هم بنو شيطان و من ولد الشيطان.
([103]) اقول: كمادل عليه مخلص الخبر الذي ذكر انفاً و قوله7 في قوله تعالي فلينظر الانسان الي طعامه اي الي علمه عمن يأخذه الخبر.
([104]) اقول: في الصافي عن احدهما8 في قوله تعالي عسي انيبعثك ربك مقاماً محموداً قال هي الشفاعة و فيه عن النبي9 و هو المقام الذي اشفع لامتي و قال اذا قمت المقام المحمود تشفعت في اصحاب الكبائر من امتي فيشفّعني الله فيهم والله لاتشفعت فيمن اذي ذريتي الي غير ذلك من الاخبار.
([105]) اقول: كماورد بهذا المضمون خبر فعن كتاب ابيبكر الشيرازي قال ابنعباس في قوله تعالي و اجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً انّ اللّه استجاب دعاء النبي9 فانّ علياً سلطان ينصره علي اعدائه الخبر.
([106]) اقول: ورد في كثير من الاخبار تأويل الانسان بالاول فمنها مارواه في البصائر عن الباقر و الصادق8 انهما قالا في قوله تعالي انّا عرضنا الامانة الاية قالا الامانة الولاية ابين انيحملنها كفراً و الانسان الذي حملها ابوفلان و في رواية اخري الانسان الذي حملها الاول و في رواية ثالثة الشرور المنافق.
([107]) اقول: في المرءاة و لقدصرّفنا و نحوه يعني ولقد بيّنّا مكرراً و قدورد في تأويله ان المراد ببيان علي و ولي ولايته و يدل علي ذلك رواية العياشي في تفسيره و عن الصادق7 في قوله تعالي و لقدصرّفنا في هذا القرءان ليذّكّروا قال يعني و لقدذكرنا علياً في القرءان و هو الذكر الحكيم الخبر.
([108]) اقول: في الكافي عن الصادق7 ان الكفر في كتاب الله علي خمسة اوجه كفر الجحود و كفر بترك ماامر الله به و كفر البراءة و كفر النعم الخبر و لعله الي هذا القسم الاخير اشار بقوله بنعمة الولاية.
([109]) اقول: و الدليل علي ان خزائن رحمة الربّ بيد المحمد:كماصرح به اعلي الله مقامه قول الصادق7 انّا لخزان الله في ارضه و سمائه لا علي ذهب و لا علي فضة بل علي علمه و قوله في رواية اخري نحن خزان الله في الدنيا و الاخرة و شيعتنا خزاننا الخبر هذا الخبر بتعميمه لاسيما بعد التصريح بقوله في الدنيا و الاخرة يشمل انواع مايخزن من العلم و الرحمة و مافي الدنيا و مافي الاخرة و قوله الاخر نحن خزان الله علي دينه نخزنه و نستره و نكتم به من عدونا كمااكتتم رسول الله9حتي اذن له في الهجرة و جهاد المشركين فنحن علي منهاج رسول الله9 حتي يأذن الله لنا في اظهار دينه بالسيف و ندعو الناس اليه فنضربهم عليه كماظهر بهم رسول الله9بدواً و الاخبار في ان الارض و مافيها كلها لهم متواترة فهم صاحب الدنيا و الاخرة و النار و الجنة و لميقطعوا الدنيا عن اعدائهم مع كفرهم.
([110]) اقول: و شاهد هذا البطن قد مرّ سابقاً في العمران و في الانفال في قوله تعالي كدأب الفرعون و في بعض الزيارات اللهم العن فراعنة هذه الامة.
([111]) اقول: قد مرّ في المائدة في قوله تعالي و اذ قال موسي لقومه الاية ان المراد من موسي في الباطن محمد9 و ذكرنا هناك شواهده و كذا مرّ في يونس ما دلّ علي ان المراد منه القائم7 في قوله تعالي ثم بعثنا من بعدهم موسي فلااشكال في تأويله هنا بعلي7 بعد قوله7 انا محمد و محمد انا و قوله اولنا محمد اوسطنا محمد اخرنا محمد كلنا محمد و قوله7 انا محمد المصطفي و علي المرتضي و لذا تقول في زيارته7 السلام علي الثمر الجني السلام علي ابيالحسن علي السلام علي شجرة طوبي و سدرة المنتهي و السلام علي ادم صفوة الله و نوح نبي الله و ابرهيم خليل الله و موسي كليم الله و عيسي روح الله و محمد حبيب الله الزيارة فهو الثمر الجني و ابوالحسن علي و هو ادم صفوة الله و نوح نبي الله و هو ابرهيم خليل الله و هو موسي كليم الله و هو عيسي روح الله و هو محمد نبي الله.
([112]) اقول: قدورد تأويل القرءان في كثير من الاخبار بمحمد9 فلاضير انيكون المراد منه هنا محمد9 ففي الخبر المروي عن سماعة المذكور في كتاب تفسير الكليات للسيد الامين الآقا سيدحسين قال قال ابوالحسن7 و لقد اتيناك سبعاً من المثاني و القرءان العظيم قال لميعط الانبياء الاّ محمد و هم السبعة الائمة الذين يدور عليهم الفلك و القرءان العظيم محمد9 و في الكتاب المزبور عن ابيبصير قال قلت لابيعبدالله7 قوله تعالي هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق قال ان الكتاب لاينطق ولكن محمد و اهلبيته هم الناطقون بالكتاب الخبر و اذا كان المراد منه هو9 فالمراد من قراءته اظهار امره لان قراءة كل كتاب و قرءان علي حسب هذا الكتاب و القرءان و المراد من تفريقه في المحمد تجليه و ظهوره بهم في عالم التفصيل فانهم في العالم الاعلي كلهم محمد قال7 اولنا محمد اوسطنا محمد اخرنا محمد كلنا محمد ثم تجلي تلك الحقيقة المباركة في عالم العقول و الظاهر النسبي بالاربعة عشر.
([113]) اقول: قال7 ليس العلم الاّ خشيتك.
([114]) اقول: جاء الوجه لمعان عديدة منها السيد كمايقال فلان وجه وجيه عند قومه اي سيدهم و منها اول الشيء كمايقال وجه النهار اي اوله و منها نفس الشيء كمايقال كرّم الله وجهك اي كرّمك و منها رأس الشيء و اصله كمايقال وجه من وجوه المشية اي رأس من رءوسها و الائمة: كلهم وجوه الاسماء الحسني اي هم رأسها و اصلها و اولها و ذلك لان جميع الموجودات في عالم الكون صفاته و اسماؤه قال7 ليس الاّ الله و صفاته و اسماؤه و الائمة: رأس تلك الاسماء و وجهها و اصلها و اسّها و كلها من نورهم و فاضل طينتهم و صفتهم بهم ملأت سماءك و ارضك حتي ظهر ان لااله الاّ انت و بعلاماتك و مقاماتك التي لاتعطيل لها في كل مكان بها عرفك من عرفك في عالم الشرع جميع الخيرات من نورهم و هم رءوس جميعها و اصلها ان ذكر الخير كنتم اصله و فرعه و معدنه و مأواه فجميع الخيرات اسماء الله الحسني و كلماته العليا و هم اصلها و رأسها و وجهها و هذا معني قوله اعلي الله مقامه الائمة: كلهم وجوهها و الاخبار مستفيضة في انهم اسماء الله و الاسم الاعظم و انهم اسماء الله الحسني حتي انه عقد الكليني باباً في ذلك و في الزيارة السلام علي اسم الله الرضي.
([115]) في تفسير القمي: هذا مقدم و مؤخر لان معناه الذي انزل علي عبده الكتاب قيّماً و لميجعل له عوجاً فقد قدّم حرف علي حرف. . . مصحح
([116]) اقول: الحديث مايتحدث به و يخبر و لا شك ان اعظم ما حدّث به النبي9 و اخبر به هو الولاية بل لميخبر بشيء سواه و جميع الشرائع و السنن من متممات هذا الامر و لميرسل الي الناس الاّ لذلك كماقال سبحانه و ان لمتفعل فمابلّغت رسالته اي ماامره في امر الولاية كما مرّ شرحه و قدعنونّا فصلاً مخصوصاً في توضيح امثال ذلك في المقدمة و قدصرح بذلك ايضاً جماعة من العلماء قال الشيخ الامجد الشيخ ابوالحسن جد الشيخ محمدحسن في تفسيره و امكان تأويل ماورد بهذا المعني بل بغيره ايضاً اذا ناسب ممايكون بالنسبة الي امر الولاية و الامامة ظاهر ممااسلفناه.
([117]) اقول: فان لهم شبهاً باصحاب الكهف من حيث الغيبة و الخمود و العزلة عن الناس و عدم معرفة الناس بهم و الاختلاف في حقهم الحصين بولاية ساداتهم كماروي النبي9 عن الله عزوجل قال ولاية علي7 حصني فمن دخل حصني امن من عذابي و تقول في بعض زياراته كنت للمؤمنين عيناً و حصناً او الحصين بهم فانهم الكهف الحصين لشيعتهم كما قال الجواد7 نحن كهفكم كاصحاب الكهف حين اسرّوا الايمان و اظهروا الشرك الخبر و قال ابوجعفر7 ان القائم يملك ثلثمائة و تسع سنين كمالبث اهل الكهف في كهفهم و قال و الله ليملكن رجل منا اهل البيت ثلثمائة سنة يزداد تسعاً الخبر بالجملة المراد ان اصحاب المحمد: و شيعتهم الكهف الحصين بساداتهم و بولاية ساداتهم المحفوظون بعنايتهم المسددون المقررون من عندهم البالغ حجتهم علي سائر الحجج فان حجة الله هي الحجة البالغة.
([118]) اقول: جعل اعلي الله مقامه باطن الفتية الشيعة لمارواه في الكافي عن الصادق7انه قال لرجل ما الفتي عندكم قال الشاب فقال7 الفتي المؤمن ان اصحاب الكهف كانوا شيوخاً فسماهم الله تعالي الفتية لايمانهم و في رواية اخري من امن بالله و اتقي فهو الفتي قال في المرءاة بعد ذكره الخبرين و علي هذا يمكن تأويل الفتي مهمايناسب بالشيعة و المؤمن.
([119]) اقول: قدذكرنا ادلة هذه في الفصل الحادي و العشرين في المقدمة و في تضاعيف الكتاب.
([120]) اقول: الكهف بمعني الملجأ كما في المجمع و منه يا كهفي حين تعييني الامور اي ملجأي و ملاذي حين تعييني مسالكي الي الخلق و لا شك ان ولاية علي7 هو الملجأ و الملاذ ففي وصف علي7 كنت للمؤمنين كهفاً لانه يلجأ اليه.
([121]) اقول: و هو محمد و اله: قال الله سبحانه و تقلبك في الساجدين و في الزيارة بكم تحركت المتحركات و سكنت السواكن و قال علي7 في خطبة البيان انا مقلب القلوب و الابصار انّ الينا ايابهم ثم انّ علينا حسابهم.
([122]) اقول: يفهم ذلك من قوله احاط حيث اتي بلفظ الماضي الدال علي الماضي و الحال فان الحال الحقيقي لايتعقل و هو في الواقع الماضي الذي وقع حين وقوعه و لذلك اختير ذلك اللفظ للمعاملات و المناكحات التي تريد انشاءها فتقول بعت و اشتريت و انكحت و زوّجت و هكذا و الحاصل ان النار الان احاط بالظالمين ولكن لايشعرون قال7 و لا خلت النار من ارواح الكفار العصاة منذ خلقها عزوجل الخبر.
([123]) اقول: قوله اعلي الله مقامه و يظهر من الخبر كذا ايضاً لعل مراده هذا الخبر الذي ذكره من ان المراد بالرجلين علي و عدوه و اطلاق الرجل علي الائمة: شايع في الاخبار لانهم الرجال حق الرجال لغلبة جهة العقل عليهم بل هم العقل المحض فهم الرجل المحض الحقيقي الواقعي قال الصادق7 في قوله تعالي و علي الاعراف رجال الاية قال نحن اولئك الرجال و في بعض الزيارات انتم رجال الله و روي في قوله تعالي و رجلاً سلماً لرجل الاول علي7 و الثاني محمد9 و اما اطلاقه علي اعدائهم فلقوة نفوسهم و عظمتهم في طرف الباطل فهو يطلق علي رجالهم و فحولهم الذين هم كالجبال في طرف الباطل لايحركهم شيء الي الحق بخلاف ضعفائهم الذين هم يميلون مع كل ريح قال الباقر7 في قوله تعالي ضرب الله مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكسون الاية قال الذي فيه شركاء متشاكسون فلان الاول يجمع المتفرقون ولايته و هم في ذلك يلعن بعضهم بعضاً كالحنفية و الشافعية و غيرهما و الاشاعرة و المعتزلة و اشباههما و مع هذا تقول العامة كلهم علي الحق و كلهم في الجنة و عن تفسير القمي في هذه الاية قال انه مثل ضربه الله لعلي7 و شركائه الذين ظلموه و غصبوا حقه متشاكسون اي متباغضون الخبر.
([124]) اقول: و التعبير عنه بالنفس لانه نفسه و جهة انيته و استمساكه.
([125]) اقول: قد مرّ شواهده في البقرة في قوله تعالي اولئك الذين اشتروا الحيوة الدنيا بالاخرة.
([126]) اقول: كما لامنافاة بين انيكون كل واحد من زيد و عمرو و بكر انساناً و المثل الاظهر لامنافاة بين انيكون كل واحد من ضرب و نصر و علم و فتح فعل ماض و كل واحد منها فعل ماض بتمامه فافهم ففي الكافي عن الباقر7 مرّ رسول الله9برجل يغرس غرساً في حائط له فوقف عليه و قال الا ادلك علي غرس اثبت اصلاً و اسرع ايناعاً و اطيب ثمراً و ابقي قال بلي فدلّني يا رسول الله فقال9 اذا اصبحت و امسيت فقل سبحان الله و الحمدلله و لااله الاالله و الله اكبر فانّ لك ان قلته بكل تسبيحة عشر شجرات في الجنة علي انواع الفاكهة و هن من الباقيات الصالحات و في الصافي عن الصادق7 انه قال لحصين بن عبدالرحمن لاتستصغر مودتنا فانها من الباقيات الصالحات و فيه ايضاً عنه7 ايضاً ان الباقيات الصالحات هي الصلوة فحافظوا عليها و في رواية هي الصلوات الخمس و في الصافي و اعمال الخير و البرّ التي تبقي ثمرتها ابدالاباد.
([127]) اقول: يحشرون عراة حفاة يعني عراة عن الاعراض الدنيوية حفاة عن المراكب العرضية و الابدان العنصرية و هذا العريان لاينافي تلبسهم بلباس التقوي الذي هو ساتر لعورتهم فهم مع تلبسهم بلباس تقويهم و اعمالهم عارون عن الاعراض الدنيوية مجردون عن الابدان العرضية فافهم فانه ليس محل تحقيق هذه المسألة هنا.
([128]) اقول: و ذلك لانه هكذا يتكلم الله سبحانه و يقول اليس ان القرءان كلام الله و قوله و لكنه ظهر لنا و بيّن من لسان محمد و فمه فاذا قال محمد للشيعة الذين ملكوا دينه اخضعوا لعلي7 فقدقال الله للملائكة اسجدوا لادم و مارميت اذ رميت و لكن الله رمي ان الذين يبايعونك انمايبايعون الله.
([129]) اقول: المراد من انفسهم يعني الذين هم من جنسهم و حقيقتهم و لاشك ان اخوانهم من جنسهم و من حقيقتهم كلهم خلقوا من نفس واحدة و حقيقة واحدة و ليس المراد من انفسهم من حقيقتهم لانهم قبل خلق انفسهم لميكونوا شيئاً حتي يشهدهم الله خلق السموات و الارض و خلق انفسهم و يمكن انيكون المراد من خلق الانفس المحمد: فانهم كماعرفت مراراً و كراراً انهم انفس الخلائق و حقيقتهم و المراد من السموات الانبياء و النقباء و النجباء و العلماء و من الارض رعاياهم عبر عن الاولين بالسموات و الاخرين بالارضين لان منهم يفيض ماء العلوم و الحكم عليهم فينبت فيهم نبات العلم و يحيي قلوبهم هذا و لا شك ان الشاهد ينبغي انيكون مقدماً علي المشهود لاسيما الشاهد علي خلق المشهود فهذه الاية اشارة الي اني ماخلقت الظالمين قبل محمد و المحمد: و شيعتهم حتي يكونوا شاهداً عليهم ولكني خلقتهم اي محمداً و المحمد: قبلهم فهم شاهدون عليهم مقدمون عليهم و كذلك شيعتهم مقدمون عليهم فهم ايضاً شهداء عليهم قال الباقر7 و ايم الله لقدقضي الله ان لايكون بين المؤمنين اختلاف و لذلك جعلهم شهداء علي الناس يشهد محمد9علينا و نشهد علي شيعتنا و يشهد شيعتنا علي الناس الخبر انظر في هذا الخبر الشريف كيف جعل المقدم في الخلقة شاهداً علي مؤخره.
([130]) اقول: عن منتخب البصائر عن الصادق7 في قوله تعالي ياايها المدّثّر قم فانذر يعني بذلك محمداً9 و قيامه في الرجعة ينذر فيها الخبر.
([131]) اقول: قد دلّ علي هذا المدعي اخبار كثيرة فعن تفسير العياشي و الاحتجاج عن الباقر7 انه قال في حديث له فينا ضرب الله الامثال فنحن القري التي بارك الله فيها و ذلك قوله سبحانه و جعلنا بينهم و بين القري التي باركنا فيها قري ظاهرة و قدرنا الاية و في خبر اخر قال و الدليل علي ذلك قوله تعالي و سئل القرية و قوله و كأين من قرية عتت عن امر ربها و نحو ذلك فان السؤال و العتو من الرجال دون الجدر و الحيطان فقيل له فاخبرنا عن القري الظاهرة قال هم شيعتنا يعني العلماء منهم و في رواية اخري قال و القري الظاهرة الرسل و النقلة عنا الي شيعتنا و فقهاء شيعتنا الخبر.
([132]) اقول: فسر الذكر في اخبار المحمد: في بطن القرءان بالنبي9 و بعلي7 و الائمة من ولده: و بولايتهم و طاعتهم و معرفتهم فبناء علي معناه الاول معني الاية الذين كانت اعينهم في غطاء عن علي7 اي عن رؤيته في مقامه و لايستطيعون سمعاً لفضائله من شدة بغضهم و عداوتهم و بناء علي معناه الثاني فالمعني الذين كانت اعينهم في غطاء عن ولاية علي7 و كانوا لايستطيعون لذكر علي7 و نحن نذكر شطراً من تلك الاخبار فعن الاختصاص عن جابر الجعفي قال قال ابوجعفر7 لم سمي يوم الجمعة يوم الجمعة قال قلت تخبرني جعلت فداك قال أفلااخبرك بتأويله الاعظم قال قلت بلي جعلني الله فداك الي ان قال ياايها الذين امنوا اذا نودي للصلوة من يوم الجمعة اي يومكم هذا الذي جمعكم فيه و الصلوة اميرالمؤمنين7 يعني بالصلوة الولاية و هي الولاية الكبري ففي ذلك اليوم اتت الرسل و الانبياء و الملائكة و كل شيء خلق الله و الثقلان الجن و الانس و السموات و الارضون و المؤمنون بالتلبية لله عزوجل فاسعوا الي ذكر الله و ذكر الله اميرالمؤمنين7 الخبر و في رواية طارق بن شهاب عن علي7 ان الائمة من المحمد الذكر الحكيم و في بعض زيارات علي7 ايها الذكر الحكيم و عن الصادق7 في قوله تعالي و من اعرض عن ذكري قال يعني عن ولاية علي7 و عن تفسير القمي عنه7 ايضاً في قوله تعالي الذين كانت اعينهم في غطاء عن ذكري قال يعني بالذكر ولاية علي7 و عنه عن ابنعباس في قوله تعالي و من يعرض عن ذكر ربه ولاية علي7 و عن الكاظم7 في قوله تعالي لقدانزلنا اليكم كتاباً فيه ذكركم الاية قال الطاعة للامام بعد النبي9.
([133]) اقول: عن الصادق7 في تفسير قوله تعالي فليعمل عملاً صالحاً قال يعني بالعمل الصالح المعرفة بالائمة: الخبر و في رواية جابر عن الباقر7 في قوله تعالي الذين امنوا و عملوا الصالحات قال اي الذين امنوا بالله و برسوله و بالائمة: اولي الامر و اطاعوا بماامروهم فذلك هو الايمان و العمل الصالح الخبر و عن تفسير العياشي عن الصادق7 في قوله تعالي اليه يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه قال ولايتنا اهلالبيت و اهوي بيده الي صدره فمن لميتولنا لميرفع الله له عملاً و عنه7قال الكلمة قول لا اله الاّ الله محمد رسول الله علي ولي الله و خليفة رسول الله و العمل الصالح الاعتقاد بالقلب ان هذا هو الحق.
([134]) في قراءة اميرالمؤمنين و الصادق8 يرثني وارث من اليعقوب. مجمع البيان
([135]) اقول: لابد لنا هنا ايراد اخبار الاول ما دلّ علي اطلاق المولي و الموالي علي الخلفاء و الثاني مايدل علي اطلاق اسم قاسم الجنة و النار علي علي7 و الثالث اطلاق ابيالقاسم علي محمد فمما يدل علي الاول قول الصادق7 كما في معاني الاخبار انه قال من دخل في الاستلزام فادعي مولي غيره فقدتعرب بعد هجرته و عن القمي في قوله تعالي يوم لايغني مولي عن مولي شيئاً قال من والي غير اولياء الله لايغني بعضهم عن بعض ثم استثني من والي محمداً و المحمد فقال الاّ من رحم الله و ممايدل علي الثاني قوله7 في خطبة البيان انا قسيم الجنة و النار و قال رسول الله9ان الله تعالي جعل علياً قائد المسلمين الي الجنة به يدخلون الجنة و به يعذبون يوم القيمة قال9ايضاً في خبر طويل و هو اي علي7 يشرف علي الجنة فيدخل محبيه الجنة و مبغضيه النار الخبر و اما الثالث فمن البديهيات انه9 كان كنيته اباالقاسم و الاخبار في ذلك كثيرة.
([136]) اقول: و لذلك ورد في زيارة علي7 السلام عليك يارحمة الله و في زيارات ابيجعفر الجواد7 ايضاً السلام عليك يارحمة الله و في الزيارة الجامعة انتم الرحمة الموصولة و قد عقد الكليني رحمه الله باباً في الكافي في ان الائمة: ايات الله.
([137]) اقول: و لقول ابيجعفر7 قال وجدنا في كتاب علي7 ان الارض لله يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين انا و اهل بيتي الذين اورثنا الله الارض و نحن المتقون و الارض كلها لنا و في رواية ابيسيار عن ابيعبدالله7 يا اباسيار ان الارض كلها لنا فمااخرج الله منها من شيء فهو لنا و في رواية الدنيا و ما فيها لله تبارك و تعالي و لرسوله و لنا فمن غلب علي شيء منها فليتق الله و ليؤدّ حق الله تبارك و تعالي و ليبرّ اخوانه فان لميفعل ذلك فالله و رسوله و نحن براء منه و لقول ابيجعفر7 ايضاً قال قال رسولالله9 خلق الله ادم و اقطعه الدنيا قطيعة فما كان لآدم فلرسول الله9 و ما كان لرسول الله9 فهو للائمة من المحمد: الي غير ذلك من الاخبار الواردة في هذا المضمار و هي كثيرة متجاوزة حدّ الاستفاضة بل التواتر.
([138]) اقول: و لقول الكاظم7 الينا اياب هذا الخلق و علينا حسابهم فما كان لهم من ذنب بينهم و بين الله تعالي حتمنا علي الله في تركه لنا فاجابنا الي ذلك و ما كان بينهم و بين الناس استوهبناه منهم و اجابوا الي ذلك و عوّضهم الله عزوجل و في نهج البلاغة الينا اياب هذا الخلق و علينا حسابهم و في الزيارة اياب الخلق اليكم و حسابهم عليكم.
([139]) اقول: قدذكرنا سابقاً انّ محمداً9 هو مظهر للصفة الرحمانية للّه سبحانه لانه صفة عامة و رحمة الرسول ايضاً عامة لانه كما في الكتاب المبين رحمة للعالمين فلذلك جعل اعلي الله مقامه باطن الرحمن الرسول فعصيانه عصيان الرسول ولكن لايخفي ان عصيان الرسول لايتحقق الاّ في علي7 و لذلك لميعصوه الاّ فيه فهو7 موقع الاختلاف و محل التفرق و التشتت قال9 ليس الاختلاف في الله و لا في و انما الاختلاف فيك يا علي و اما الرسول9 فهو محل الايتلاف و الاتفاق و كلهم اعترفوا بنبوته ظاهراً حتي الثاني المعبر عنه بالشيطان فانه لميعص الرسول الاّ في علي7فبلحاظ انه عصي الرسول ولو في علي7 فهو عاص للرسول و بلحاظ انه عصي علياً7 و خالفه و غصب خلافته و ولايته عصي علياً7 ولو ان عصيانه عصيان الرسول كماعرفت و تسميته بالرحمن حينئذ لانه الولي المستوي علي عرش الملك و الرعايا المحيط عليهم الاولي بهم منهم الرحمن علي العرش استوي، النبي اولي بالمؤمنين من انفسهم و ازواجه امهاتهم الاية.
([140]) اقول: الشهوات هي ماتميل اليه النفس الامارة و تهواه و تحبه و لا شك انها تميل الي الخلفاء و اعداء المحمد: لانها منهم و هم اصلها و كل شيء يرجع الي اصله و يميل اليه فالنفس الامارة التي هي الشر منهم فتميل اليهم فالمراد من الشهوات في الباطن الخلفاء و اعداء المحمد: و سائر مايميل اليه النفس الامارة و تهواه و تحبه هي من فروع هذه قال الصادق7 في قوله تعالي و من اضل ممن اتبع هويه بغير هدي من الله قال هو من يتخذ دينه رأيه بغير امام من الله من ائمة الهدي الخبر و لا شك ان مصداق ذلك هو الخلفاء الذين اتخذوا دينهم برأيهم من غير سماع من امام عادل و اتباع امام هاد من الله و بالجملة اتباع الهوي و الشهوات هو اتباع خلفاء الجور بل نفس النفس الامارة من احد خلفاء الجور فاتباعها اتباعهم فافهم فهو من باب تأويل الباطن.
([141]) اقول: فانّ الجنات التي في الاخرة اي جنات الخلد ليس فيها بكرة و عشي قال القمي في تلك الاية ان ذلك في جنات الدنيا قبل القيمة لان البكرة و العشي لاتكونان في الاخرة في جنات الخلد و انمايكونان في جنات الدنيا التي تنتقل اليها ارواح المؤمنين و تطلع فيها الشمس و القمر.
([142]) اقول: الملائكة لايعصون الله ما امرهم و يفعلون مايؤمرون فهم ابداً وجوههم الي المبدأ المتعال يسبحونه و له يسجدون و السماء هي المبدأ او في طرف المبدأ علي اختلاف الانظار كما ان الارض هي المنتهي او في طرفها فلما كان الملائكة وجوههم الي المبدأ فلاجرم مابين ايديهم السماء و ماخلفهم الارض و لذلك فسر ما بين ايدينا بالسماء و ما خلفنا بالارض.
([143]) اقول: كمايدل عليه ايضاً بعض الاخبار فعن الصادق7 في قوله تعالي اصبروا و صابروا و رابطوا قال اصبروا عن المعاصي و صابروا علي الفرائض و رابطوا في سبيل الله و نحن السبيل فيما بين الله و خلقه الخبر وجه الدلالة ان العبادة عبارة عن الانزجار و الانتهاء عن المناهي و المعاصي و العمل بالاوامر و الفرائض و في الخبر جعل من افراد الصبر الصبر عن المعاصي و الصبر علي الفرائض و هما مجموعاً عبارة عن الصبر للعبادة و عن ابنمسعود في قوله تعالي اني جزيتهم اليوم بماصبروا انهم هم الفائزون قال يعني صبر علي و فاطمة و الحسنين: في الدنيا علي الطاعات و علي الفقر و علي البلاء في الدنيا انهم هم الفائزون الخبر قال7 في حديث العبادة هي الطاعة فمن عبد فقد اطاع الخبر فبناء علي هذا الطاعات هي العبادات فالصبر علي الطاعة هي الصبر علي العبادة و قدعرفت ان الامام7 سرد من افراد الصبر الصبر علي الطاعات.
([144]) اقول: الكناية في قوله سبحانه لنحشرنّهم في الظاهر ترجع الي منكري البعث و القيمة و في الباطن الي الخلفاء فانهم المراد من منكري البعث في بطن القرءان حيث انكروا بعثهم و زعموا انهم لايرجعون و لايحشرون و لذا فعلوا مافعلوا بالنسبة الي الائمة: حيث حسبوا ان لا دار سوي الدنيا و انه ليس دار اخري يجزون فيها باعمالهم و لك انتقول لا شك و لا ريب ان الخلفاء هم الاصل في كل شر و فاحشة و عيب و نقصان و هم المتجلون الظاهرون بجميع ذلك اعداؤنا اصل كل شر و من فروعهم كل فاحشة فالظاهرون بانكار البعث في كل زمن زمن و قرن قرن هم الخلفاء حقيقةً واقعاً و لذلك جعل اعلي الله مقامه باطن منكري البعث الخلفاء هذا و لا شك ان اتباعهم اولادهم كما ان اتباع الائمة اولادهم قال9 انا و علي ابوا هذه الامة و لعلك عرفت مما مرّ في مطاوي الكتاب ان المراد من الشيطان و الابليس الثاني الذي هو احد الخلفاء كما في خبر ابيجعفر7 كل مافي القرءان و قال الشيطان يريد به الثاني و مرّ خبر سمي فيه الاول ابليس الابالسة و فرعون الفراعنة فيفهم من امثال هذه الاخبار ان اتباع الخلفاء الذين هم اولادهم من ولد ابليس اي الثاني فانه بمنزلة الامّ و الاول بمنزلة الاب لهم و الولد يعرف بالامّ و يصوّر في رحم الامّ فينسب الي الامّ و يسمي باسمه فلذلك عبّر عن اتباع الخلفاء في بطن القرءان بالشياطين الذين هم ولد ابليس اي من ولد الثاني فافهم.
([145]) اقول: و ذلك لان الشيعة يطلق علي اتباع كل رئيس كالامة و الرعية و امثالهم و لذلك تعبر عن اتباع المخالفين باشياعهم قال الله سبحانه كمافعل باشياعهم و قال ان الذين فرّقوا دينهم و كانوا شيعاً و بالجملة الشيعة هي الفرقة و اتباع الرجل و انصاره و يقع علي الواحد و الكثير و المؤنث و المذكر.
([146]) اقول: قد ذكرنا كراراً و مراراً وجه ان المراد من الرحمن في الباطن رسول الله9فانه مظهر رحمة الله الرحمانية العامة و اما وجه جعل باطنه علياً7 مع انه مظهر رحمة الله الرحيمية فانه نعمة الله علي الابرار و نقمته علي الكفار فلاجل ان مقامه مقام الولاية المطلقة و الخلافة العامة و الولي هو الرحمن المستوي علي عرش الملك فبهذا اللحاظ مقامه مقام الرحمانية و لذلك اوّل الرحمن بالرسول او علي8.
([147]) اقول: في القاموس الهدي بالضم و فتح الدال الرشاد و الدلالة و هداه هدي و هداية و هدية بكسرهما ارشده فهُدي و اهتدي و هداه الله الطريق دلّه اليه و بالجملة فخلاصة معني الهداية في الاستعمال الشرعي الدلالة الي الحق و الدعاء اليه و اراءة طريقه و الارشاد اليه و الامر به فبناء علي ذلك المراد من الهادي و المهدي و الذين يهدون بالحق و اليه و امثاله الائمة: كمايرشد الي ذلك كثير من الاخبار و المراد من المهتدي و من اهتدي و الذين اهتدوا و من هديناه و امثاله ممايفيد هذا المعني الشيعة و التابعون للائمة: و المقرّون بولايتهم و العارفون بحقهم فعن المناقب في قوله تعالي و اني لغفار الي قوله تعالي ثم اهتدي قال اي الي ولاية علي7 و اهلالبيت: و عن الصادق7في قوله تعالي فستعلمون من اصحاب الصراط السوي و من اهتدي قال الصراط السوي هو القائم7 و المهدي من اهتدي الي طاعته و عن كنز الفوائد عن الكاظم7 انه قال في قوله تعالي و ممن هدينا و اجتبينا والله هم شيعتنا الذين هديهم الله بمودتنا و اجتباهم بديننا فحيّوا عليه و ماتوا عليه.
([148]) اقول: ورد اخبار عديدة تدل علي ان منكر علي7 و مبغضه و عدوه و الشاك فيه كافر و لا شك ان كل واحد من الخلفاء منكر له7 و عدوه و غاصب حقه فهم كفار قال7 في خبر انس بن مالك من شك في علي7 فهو كافر و في خبر امسلمة عن النبي9 من لقي الله بجحد ولاية علي7 فقد لقي الله بعبادة صنم او وثن و في اخبار عديدة عن الائمة: انهم قالوا وجد في ذؤابة سيف رسولالله9صحيفة و من جملة مافيها من تولي غير مواليه يعني علي7 فهو كافر بماانزل الله علي محمد9و عن تفسير الامام7 في قوله تعالي ان الذين كفروا قال ان الذين كفروا بالله و بما امن به المؤمنون بتوحيد الله و بنبوة محمد رسولالله9 و وصية علي7 ولي الله و الائمة الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين و قال7 في موضع اخر يعني الكافرين المكذبين بكلام الله و نبيه الناصبين العداوة لوصيه و وصيه علي7 و قال في موضع اخر يعني الذين كفروا بمحمد بمعارضتهم في علي7 بلم و كيف و تركهم الانقياد له في سائر ما امر به و قال في موضع اخر يعني الكافرين بمحمد9 الشاكين في نبوته و الدافعين لحق علي7 اخيه و الجاحدين لامامته الي غير ذلك من الاخبار التي لاتعد و لاتحصي كثرةً و عدداً و هذه الاخبار نادية باعلي نداء بكفر الخلفاء المنكرين لفضل الائمة و الغاصبين لحقهم و الجاحدين لهم و الموالين لغير اوليائهم و المكذبين بكلام الله و نبيه في حق علي7 و سائر الائمة: و الناصبين العداوة لهم و الدافعين لحقهم و المعارضين فيهم بلم و كيف غير المنقادين لامرهم و الجاحدين لامامتهم.
([149]) اقول: و ذلك لان الولي و الوالي و الخليفة هو الرحمن المستوي علي عرش ملكه و مملكته قال الله سبحانه الرحمن علي العرش استوي و قال الامام7 في تفسيره علي الملك استولي و لا شك ان المستولي علي ملك الدنيا و الاخرة هو الولي فهو الرحمن.
([150]) اقول: قد مرّ شواهد هذا البيان في المقدمة في الفصل الحادي و العشرين.
([151]) اقول: عن تفسير القمي عن الصادق7 في قوله تعالي هدي للمتقين قال يعني تبيان لشيعتنا الخبر و هذا الخبر صريح في جواز تفسير المتقين مهما يناسب بالشيعة فانهم الذين اتقوا عن متابعة الاعداء و فرضوا علي انفسهم متابعة الاولياء قال علي7في هذه الاية يعني شفاء للمتقين من شيعة محمد و علي صلوات الله عليهما فانهم اتقوا انواع الكفر فتركوها و اتقوا الذنوب الموبقات فرفضوها و اتقوا اظهار اسرار الله و اسرار الائمة فكتموها و اتقوا ستر العلوم عن اهلها ففيهم نشروها الخبر.
([152]) اقول: قد ذكرنا وجه جعله اعلي الله مقامه باطن جهنم الاول فانه النار الواقعية التي قد احرقت من دنا منها و افنته من اصله و فرّقته.
([153]) اقول: ولد الوالد جزؤه و شبيهه و بديله و نظيره و مثله و لذا ورد الولد سرّ ابيه و قال سبحانه و تعالي و جعلوا له من عباده جزءاً و لذلك جُعل خليفةً له و قائماً مقامه و قد سماه الله ايضاً بالكفو و النظير حيث نفاه عن نفسه بعد ان نفي الولد عنها فقال قل هو الله احد الله الصمد لميلد و لميولد و لميكن له كفواً احد اي لا الولد و لا غيره ليس احد له كفواً و نظيراً و مثلاً اذ ليس كمثله شيء.
([154]) اقول: في النهاية القرن اهل كل زمان و في القاموس يقال لسيد القوم ايضاً قرن فتفسيره اعلي الله مقامه القرن بالكبير و الاهل من باب تفسير الظاهر.