رسالة مختصرة فی جواب سائل عن مسائل
(والموجود منها اربع عن المکمل التکوینی)
من مصنفات الشیخ الاجل الاوحد المرحوم
الشیخ احمدبن زین الدین الاحسائی اعلی الله مقامه
«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 654 *»
بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
اما بعد فيقول العبد المسكين احمد بن زين الدين:
قوله سلمه الله ان مكمّل التكويني لابد ان يكون مكمّل التشريعي و جناب فاطمة عليها السلام مكمّل في التكوين و لميكن مكمِّلا في التشريع.
اقول ما كلُّ مكمّلٍ في التكوين يكون مكملا في التشريع و كذلك العكس مثل الخضر و الموسي عليهما السلام فان خضر عليه السلام كان مكمّلا في التكوين و لميكن مكملا في التشريع و موسي عليه السلام بالعكس نعم اذا كان المكمل كليّا عامّاً اعني انه اذا كان لجميع ما سوي الله سبحانه يكون مكمّلا في التكوينات والتشريعات كلها و محمد و اله صلي الله عليه و آله كذلك فكل واحد من الاربعة عشر صلي الله عليه و آله اجمعين علّة لكل شيء فكل واحد منهم علة للوجودين الوجود التشريعي و الوجود الكوني و للتشريعين التشريع الكوني و التشريع الشرعي و اما فاطمة صلوات الله عليها فكذلك الا انّ الاداء عن الله سبحانه سقط عنها كما سقط الجهاد عن النساء كما هو مقتضي مقامهن اذ من المكلّفين رجال و لايجوز للنساء تبليغهم لوجود المحذور في كثير من الامور مع انها محلّ القوّام بذلك عليهم السلام كما يشير اليه قوله تعالي فيها يفرق كل امر حكيم امراً من عندنا.
و قوله سلمه الله علي قولي في شرح الفوائد و النفس الرحماني الاوّلي الخ فان تمثيلي بالالف اريد به ان الوجود الفائض من فعل الله و به تقوّمت الاشياء دليله و آيته الالف اللينة في الاصوات فانها هي نفسه بفتح الفاء اي نفس الانسان يخرج من جوفه و يمتدّ الي الهواء و الحروف التي يتلفّظ بها الانسان في كلامه و دعائه و قراءته كلها شعب من الالف كالنفَس الرحماني بفتح الفاء فانه يخرج من تأكيد الفعل الي قوابل الامكانات فيلزم مما ذكرنا انه لايمكن للقاريء
«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 655 *»
ان يقرأ او يدعوا او يتكلم الا علي نحو ما ذكرنا و لانريد ان الالف اللينة التي يتلفظ بها الانسان هي النفس الرحماني كما يتوهم.
و قوله سلمه الله تعالي امكان الكلي الذي هو الموادّ لكل الاشياء هو الامكان الراجح الذي هو مكان المشية ام الامكان الذي هو مواد الاشياء سوي الامكان الراجح.
اقول الامكان الراجح هو اثر المشية الامكانية و تأكيدها مثل الضرب بسكون الراء فانه اثر ضرَب بفتح الراء و تأكيده كما تقول ضرَبَ ضَرْباً فان ضرْباً اوّل فائضٍ من ضَرَبَ و تأكيده و الامكان اوّل موجودٍ حدَث مع وجود المشية الامكانيّة كالكسر و الانكسار في التلازم و هو هيولي كل ما سوي الله سبحانه و موادّ الاشياء عناصر نورانية من ذلك الاصل و كونه يقع صفة لما هو اصل له مثل قولك شيء ممكن انما كان جَرْياً علي ما وضعت عليه اسرار اللغة العربية كما تقول شيء موجود مع ان الوجود اصله فيوصف بما هو اصله لبيان ذلك الاصل فموادّ الاشياء الخاصّة بكل شيء تأكيدات المشية الكونية كما ان هيولي الاشياء الكلية تأكيدات المشية الامكانية و اعلم ان الوجود الراجح نطلقه علي المشية الامكانية و الامكانات كلها و علي المشية الكونية خاصة و اما الاكوان و المكونات كلها فهي من الوجود المقيد فافهم.
و قوله سلمه الله ما الجواب ان الامام عليهالسلام لاي شيء ينحصر في الاثني عشر و ان الائمة عليهمالسلام لاي شيء كانوا منحصرين في اربعة عشر.
اقول اعلم ان الاعداد اذا تتّبعتها وجدتَ كل مرتبة من مراتبها فيها عدد تام فالاحاد فيها ستّة فان الستة عددها (ظ) تام بمعني ان كسوره لاتزيد عليه كالاثني عشر فيكون ناقصا و لاتنقص عنه كالثمانية فيكون زائدا بل تساويه كالستة فان نصفها ثلاثة و ثلثها اثنان فهذه خمسة و سدسها واحد فهذه ستة و لايوجد في الرتبة اكثر من عدد واحد تام كما انه لايكون امام كلي عام بولايته لجميع ماسوي الله سبحانه الا واحد لا ازيد الا اذا كان صامتا و ذلك لان العدد التام اشرف الاعداد فهو كالامام عليهالسلام فانه بالنسبة الي الرعيّة تام ظاهره
«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 656 *»
طبق باطنه و خافيه كباديه و لما كان ذلك معتبرا في الغيب و الشهادة كان ستة للشهادة و ستة للغيب فهذه اثناعشر و ايضا ان الايات الافاقية تشهد ان الاصول لابد ان تكون سبعات و الفروع اثني عشريات مثلا الانبياء عليهم السلام اولوا الشرائع الناسخة سبعة لانهم اصول آدم و نوح و صالح و ابراهيم و موسي و عيسي و محمد صلي الله عليه و آله و عليهم و الاوصياء فروع عليهمالسلام فهم اثناعشر ادم عليهالسلام و اوصياؤه اثناعشر ثم نوح عليهالسلام و اوصياؤه اثناعشر ثم صالح عليهالسلام و اوصياؤه اثناعشر ثم ابراهيم عليهالسلام و اوصياؤه اثناعشر ثم موسي عليهالسلام و اوصياؤه اثناعشر ثمعيسي عليهالسلام و اوصياؤه اثناعشر ثم محمد صلي الله عليه و اله و اوصياؤه اثناعشر عليهمالسلام فجرت الحكمة في كل الاصول و الفروع هكذا فالافلاك اصول و هي سبعة و البروج فروع و هي اثناعشر و الايام اصول و هي سبعة و الساعات فروع في كل يوم اثناعشر ساعة و هكذا و انما كانت الاصول سبعة لان السبعة عدد كامل لاشتماله علي اول عدد فرد و علي زوج الزوج اعني الثلاثة و الاربعة فكانوا عليهم السلام باعتبار تمامهم و تتميمهم ستة و باعتبار الغيب و الشهادة اثناعشر و كانوا عليهم السلام باعتبار حقائقهم فوق التمام الامكاني كاملين فهم سبعة و باعتبار ما تفردوا به من الكمال عن كل ما سواهم . . .