رسالة فی جواب سائل عن ثلاث مسائل
من مصنفات الشیخ الاجل الاوحد المرحوم
الشیخ احمدبن زین الدین الاحسائی اعلی الله مقامه
«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 628 *»
بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا الاعظم و مطاعنا الافخم و ملاذنا الافخم ادام الله علوم و حرس مجدك اني اتيت من سفر بعيد لان اكون لجنابك من اقل العبيد و لكن تلاطم العوائق و تراكم العلائق عاوقني عن الاستسعاد بخدمتك و الاستفادة من نتايج قريحتك و التمس من جنابك و استدعي من خدام بابك الاستكشاف عن كيفية صدور الموجودات عن المبدأ الاول و كيفية علمه تعالي بالجزئيات و عن كيفية المعراج و ما هو الحق فيها عندك فان اقاويل العلماء فيها مختلفة و الاشكالات الواردة علي كل قول منها متكثرة مولانا انا ضيفك و لكل ضيف قري فاجعل قراي تحقيق هذه المسائل و كتابتها بخطك الشريف في هذه الوريقة و احسن ان الله يحب المحسنين و السلام عليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلوة و السلام علي محمد و آله الطاهرين.
اما بعد فيقول العبد المسكين احمد بن زين الدين الاحسائي انه قد وردت علي هذه المسائل في غاية اشتغال البال بكثرة الاعراض و الامراض في اغلب الاحوال و لماقدر علي الاعتذار فكتبت الجواب علي جهة الاقصار لانه حاصل الحضور اذ لايسقط (الاقتصار اذ لايسقط خل) الميسور بالمعسور و اليه ترجع الامور.
قال سلمه الله: و اريد من خدام بابك (من جنابك خل) الاستكشاف عن كيفية صدور الموجودات عن المبدأ الاول.
اقول اعلم ان صدور الموجودات انما كان من فعل الله تعالي لا منه عز و جل فينبغي انيراد بالمبدأ الاول هو فعل الله تعالي و هو مشيته و ارادته فايجادهم صدوره عن (من خل) فعل الله و الصادر هو وجوداتهم و حاصل (اصل خل) الوجود الذي منه كانت الاشياء (الاشياء و خل) انه العنصر الاولي و هو اول
«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 629 *»
فائض من فعل الله (الله تعالي خل) و هو الحقيقة المحمدية و ذلك لان الله سبحانه كان و لا شيء و هو الآن علي ما كان و لميكن ثم سواه تعالي ثم احدث الفعل بنفسه اي نفس الفعل لا من شيء و هو المشية و هو الامكان الراجح فامكن بامكانه الامكان المطلق الذي هو العمق الاكبر فانبسطت مشيته علي طبق الامكان بما فيه من جميع الجزئيات علي جهة الكلية الاضافية مثلا امكن بمشيته امكان زيد الكلي يعن ان امكان زيد قبل ان يكون يصلح انيخلق (يخلق منه عمرا خل) او نبيا او شيطانا او ملكا او ارضا او سماء او جبلا (او جبلا او شجرا و حيوانا خل) و هكذا الي غير النهاية هذا في امكان زيد قبل انيخلق و بعد انيخلق امكانه لميفارقه فيمكن فيه كل مايمكن فيه قبل انيخلق بتغييره الي ما شاء وهكذا امكان غيره فامكان الواحد الجزئي كلي لايتناهي و هذه الامكانات هي خزائن جميع الممكنات و هي متعلق (و هذه الامكانات الجزئية هي و جميع الممكنات متعلق خل) المشية الامكانية و محلها ثم (و خل) احدث بمشيته الكونية النور الاول الذي به تنورت الانوار و هو الحقيقة المحمدية و هو اول موجود فتعلق هذا النور بارض جرز أي (أي ارض خل) القابليات فصار منهما العقل الكلي عقل الكل ثم تنزل بالروح الكلية ثم بالنفس الكلية التي هي اللوح المحفوظ ثم بالطبيعة الكلية فالعقل هو النور الابيض و الروح نور اصفر و النفس نور اخضر و الطبيعة نور احمر فهذه الاربعة الانوار هي العرش و صار (هي العرض و هذا خل) العرش خزانة جميع الاكوان فالمعاني في العقل و الرقائق في الروح و الصور الجوهرية في النفس و الطبايع كلها في الطبيعة ثم جوهر الهباء ثم عالم المثال ثم جسم الكل ثم العرش ثم الكرسي ثم فلك الشمس ثم فلك الزحل ثم (فلك زحل خل) فلك القمر ثم فلك المشتري ثم (و خل) فلك العطارد ثم فلك المريخ ثم (و خل) فلك الزهرة و الشمس تستمد من صفة ذات العقل و تفيض علي زحل و هو مدبر (مدرك خل) العقول الجزئية و من هيئة صفة العقل و تفيض علي القمر و هو مربي النفوس الحيوانية الحساسة و تستمد من ذات النفس و الروح و تفيض علي المشتري مربي العلوم (العلوم
«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 630 *»
الجزئية خل) و من صفة النفس و تفيض علي عطارد مربي الافكار و تستمد من ذات الطبيعة فتفيض (و تفيض خل) علي المريخ و هو مربي الاوهام و من صفة الطبيعة فتفيض علي الزهرة مربي الخيالات فضمن سبحانه الافلاك حقائق اجزاء الموجودات فاذا اراد سبحانه ايجاد زيد مثلا امر كلمته (بكلمته خل) التامة و هو فعله و مشيته فقبض عشرة قبضة بوجه (يوجد خل) زيد منه أي بالراس المختص بزيد من مشيته لان كل شيء له راس مختص به فقبض قبضة من محدد الجهات (فقبض من محدد الجهات قبضة خل) فخلق منها قلبه في اربعة ادوار و من الكرسي قبضة خلق منها نفسه في اربعة ادوار و من زحل قبضة خلق منها عقله كذلك و من المشتري قبضة خلق منها علمه كذلك و من المريخ قبضة خلق منها وهمه كذلك و من الشمس قبضة خلق منها وجوده الثاني كذلك و من الزهرة قبضة خلق منها خياله و من العطارد قبضة خلق منها فكره (فكره كذلك خل) و من القمر قبضة خلق منها روحه الحساسة (الحساسة كذلك خل) و من العناصر قبضة خلق منها جسده كل قبضة في اربعة ادوار فهذه اربعون رتبة هي مراتب الوجود كميقات موسي فادار الافلاك الثمانية المقدرة و الاطلس (الثمانيةو الفلك الاطلس خل) المسخر لها فالقي (فابقي خل) كل منها قبضة علي مشاكلها من قبضة العناصر فاستجنت (فاستجن خل) تلك القوي الروحانية كل في مشاكله من طبايع العناصر في طبيعته فجرت النطف الغيبية في المطاعم و المشارب فاستجنت فيما تولدت من المطاعم من النطفة التي هي نطفة اب زيد فالقاها في رحم ام زيد و نطفة الرجل حارة يابسة و نطفة المرأة باردة رطبة فاذا اراد الله تعالي ايجاد زيد كان من نطفة ابيه جزء و من نطفة امه جزءان فامر (بامر خل) الملك الخلاق فقبض قبضة من تراب الارض من الموضع الذي يدفن فيه زيد اذا مات فمائها (فماثها خل) في النطفتين و التراب بارد يابس فيبوسته يلائم نطفة الرجل و برودته يلائم نطفة المرأة و مقدار هذا التراب من النطفتين الامشاج مختلف (مختلفة خل) فقد يكون بقد نطفة الرجل فاذا كان هذا المخلوق ترابه و نطفتاه صافية كان نبيا او وليا او مؤمنا صالحا تقيا
«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 631 *»
لكثرة ترابه و قد يكون التراب بقدر نصف نطفة الرجل او ثلثها او ربعها او اقل الي ربع الربع تقريبا و كل ما قل ضعيف (ما قل التراب ضعف خل) عقله و فهمه و دينه و كل ما كثر (كثر التراب خل) قوي عقله و فهمه و دينه و ذلك علي حسب مقتضي قوابلهم و ما ربك بظلام للعبيد فتبقي (تبقي خل) النطفتان و التراب المصلح لهما و الافلاك المذكورة تدور عليه و كل منها باشعتها تربي (تدور عليه باشعتها كل منها مربي خل) القبضة التي من شعاعها و الملائكة الخلاقة باذن الله سبحانه قائمة بفعله تعالي في ذواتها و في صنعها (في ذاتها و في صفتها خل) قيام صدور فهو عزوجل هو الخالق علي الحقيقة و هم بامره يعملون و يترجمون تلك الامدادات التي من اشعة تلك الافلاك من جنس ما يحتاج اليه المولود من لحم و دم و عظم و مخ و عصب و شعر و عروق و جلد علي حسب (و عروق علي حسبخل) ما يأمرهم (يأمرهم الله خل) تعالي فالامكانات كانت بمشيته الامكانية و الاكوان كانت بمشيته الكونية و المشية الكونية هي الامكانية (هي المشية الامكانيةخل) و لكن يسميها (تسميتهاخل) باعتبار متعلقها فان تعلقت بالامكانات الكلية فهي امكانية و بالاكوان أي الوجودات هي الكونية و بالاعيان أي الذوات هي الارادة و بالحدود و الهندسة (بالحدود و الهندسيةخل) من الطول و العرض و الاجل و البقاء و الفناء و الرزق و غيرها هي القدر و باتمام الصنع هي القضاء و باظهار المصنوع و تبين (و بتبيينخل) اسبابه و شرح علله هو الامضاء و اصل المصنوع هو الحقيقة المحمدية (ص) خلق منها محمدا و اهل بيته (ص)و لميبق منها شيئا لغيرهم فبقوا يعبدون الله سبحانه الف دهر كل دهر مائة الف سنة او ثمانون الف سنة ثم خلق من شعاع انوارهم حقايق الانبياء (ع) و بقوا (فبقواخل) الف دهر ثم خلق المؤمنين من شعاع انوار الانبياء (ع) و هكذا الي الثري لميخلق (لميخلق اللهخل) تعالي الاسفل من طينة الاعلي قط بل من شعاع نور الاعلي و هكذا و اعلم انه سبحانه خلق الاشياء لا من شيء فاول المخلوقات اخترعه لا من شيء اخترع مادته و هو الوجود الموصوفي و خلق منه صورته اي من انفعاله و هي الماهية و
«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 632 *»
هي الوجود الصفتي فكل الاشياء تنتهي الي مصنوعه الاول أي الحقيقة المحمدية و هي محل فعله كالقيام الذي احدثه زيد فانه محل حركة تقوم (فانه محل حركته تقوم به خل) اذا قلت قائم فان قائم صفة زيد صفة فعل لا صفة ذات و الحركة الايجادية بها تكون القيام فهو محل الحركة في قولك قائم و قائم اسم فاعل و هو منسوب الي زيد من جهة فعل للقيام (القيام خل) فهو صفة تدل عليه لا انها تبين حقيقة (لا انه يتبين حقيقته خل) كما قال اميرالمؤمنين عليهالسلام صفة استدلال عليه لا صفة تكشف له في الاشياء (تكشف له فالاشياء خل) تنتهي الي الحقيقة المحمدية كانتهاء الاشعة الي جرم الشمس و الحقيقة (حقيقته خل) تنتهي الي فعل الله تعالي و فعله ينتهي الي نفسه أي نفس الفعل و لاينتهي شيء من خلق الله (الله تعالي خل) الي ذاته تعالي و هو قول اميرالمؤمنين عليهالسلام انتهي المخلوق الي مثله و الجأه الطلب الي شكله السبيل مسدود و الطلب مردود هـ ، فهذا بعض الاشارة الي كيفية الصنع و شرح هذا حتي يبلغ الي العيان (حتي يبلغ معلوم سؤاله الي البيان خل) يطول به الزمان.
قال سلمه الله تعالي: و كيفية علمه تعالي (و عن كيفية علمه الذاتي خل) بالجزئيات.
اقول اعلم ان الله سبحانه كان وحده و لا شيء معه و لا معلوم سواه و هو قول الصادق كما رواه (و لا شيء معه كما رواه خل) في الكافي و الصدوق في التوحيد قال (قال عليهالسلام خل) لميزل ربنا عزوجل و العلم ذاته و لا معلوم و السمع ذاته و لا مسموع و البصر ذاته و لا مبصر و القدرة ذاته و لا مقدور فلما احدث الاشياء و كان المعلوم وقع العلم منه علي المعلوم و السمع علي المسموع و البصر علي المبصر و القدرة علي المقدور هـ ، و كلامه (ع) في جواب سؤالك كله من شرح هذا الحديث الشريف و هو (جواب سؤالك و هو خل) كلام الصادق (ع) و ما بعد كلام الصادق الا كلام الكاذب كما قال الله تعالي فماذا بعد الحق الا الضلال اعلم ان الله سبحانه كان في الازل وحده و هو الازل و لا شيء غيره و كان عالما و لا معلوم غيره لانه لو كان معه معلوم في الازل كان قديما
«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 633 *»
فلايعلم في الازل الا ذاته خاصة و لايلزم منها اني اقول انه جاهل لان الجاهل هو الذي يوجد شيء و هو لايعلمه و اما اذا لميكن شيء و قلت هو لايعلم شيئا لايلزم منه انه جاهل و كل ما سواه انما وجد في الامكان فاذا وجد شيء علمه فهو يعلم كل شيء في مكان ذلك الشيء و وقته فلايجوز انتقول انه سبحانه عالم بها في الازل لانه يلزم منه انها معه و لكن يجب انتقول هو عالم بها في الازل بها في الحدوث فهذه (و هذه خل) العبارة صحيحة و العبارة الاول (الاولي خل) باطلة فهذا معني قول الصادق (ع) فلما احدث الاشياء و كان المعلوم وقع العلم منه علي المعلوم و مثاله اذا كنت وحدك و لميكن احد معك يتكلم فانت سميع و لا مسموع حيث لا كلام فكيف تسمع لا شيء (تسمع و لا شيءخل) فلما تكلم الذي معك سمعت كلامه يعني وقع السمع منك علي المسموع و قبل انيكلم احدا (يتكلم احدخل) انت لاتسمع شيئا و لست باصم بل انت سميع فافهم المثال تفهم معني الحديث بقي اشياء منها اعلم ان العلم مطابق للمعلوم و واقع علي المعلوم و مقترن (تقترنخل) بالمعلوم و هذه الصفات ثابتة في العلم لاتخلف عنه (في العلم الحادث لاتتخلف عنهخل) فعلم الله القديم هو ذات الله تعالي بلامغايرة فلو ان شخصا قال لك ان الله بعلمه (بعلمخل) القديم الذي ذاته يعلم زيدا هذا الشخص المعلوم فما تقول له ان قلت يعلم زيدا بعلمه القديم فما معني هذا الكلام اذا كان العلم مطابقا للمعلوم و واقعا عليه و متقرنا به يلزمك ان ذات الله تعالي واقعة عليه و مطابقة له و مقترنة به و هذا كفر و ان قلت لايعلم زيدا بعلمه القديم قيل لك هذا كافر (كفر خل) فاذا قلت (قلت ان خل) الله سبحانه في الازل عالم بزيد في الحدوث كان كلامك صحيحا فما معني صحته هناك و بيان هذا ان قول الصادق (ع) وقع العلم منه علي المعلوم فهذا الاقتران و الوقوع ليس هو نفس العلم الذاتي بل هو تعلق حادث بحدوث المعلوم مثاله ما تقدم لك من (في خل)المثال فان تعلق فهذا سمعك (تعلق سمعك خل) بالكلام ليس هو نفس سمعك الذي به سميع بل انما حصل لك عند كلام الشخص و كذلك صورتك التي في المرآة هي (صورتك في المرآة هو خل) ظل صورتك
«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 634 *»
التي فيك فاذا وجدت المرآة انطبعت الصورة فيها و لمتحدث لك تغير (تغيير خل) في ذلك كالشمس لايظهر نورها اذا قابلها كثيف يظهر فيه النور فالتعلق و المطابقة و الوقوع انما حصل لسمعك حين وجد الكلام لاقبله و ليس هذا تعلق سمك الذي هو ذاتك و صورتك في المرآة انما حصل لها الوقوع و المطابقة عند وجود القابل و كذلك فالله سبحانه كان عالما في الازل و لا معلوم معه فلما وجد المعلوم تعلق به العلم و هذا التعلق حادث عند حدوث المعلوم لا قبله لان تعلق العلم بغير شيء يتعلق به محال فلميحصل (فلميحدث خل) لذاته سبحانه تعلق بشيء فاذا وجد مايتعلق بشيء فاذا وجد ما يتعلق به حصل التعلق و لو كان هذا التعلق قديما لكان حاصلا قبل وجود المتعلق به و لايصح تعلق بلامتعلق فثبت انه عالم و لا (بلا خل) معلوم يعني في الازل و التعلق الحاصل عند وجود الحادث فهو علمه تعالي بذلك الحادث و كونه لميحصل قبل المتعلق لايلزم منه القول بانه جاهل به فاني لو قلت لك انظر الي كفي أي شيء فيه فقلت لمار شيئا لايلزم انك لمتر شيئا لان كفي ليس في شيء و لو كان فيه شيء و لمتره صح انك اعمي، كذلك قول الصادق (ع) كان عالما و لا معلوم يعني في رتبة ذاته المقدسة هو (و هو خل) عالم و لكن ليس ثم شيء ليكون عالما به و انما كانت الاشياء هنا فكل شيء كان تعلق العلم به (تعلق به خل) مع كونه و اما قوله (ع) كان عالما بها قبل كونها كعلمه بها بعد كونها فهو مثل قولي انك تعلم بصورتك قبل انتقابل المرآة التي هي (هو خل) كون صورتك كعلمك بها بعد المقابلة و هذا ظاهر فانه تعالي بعد ان كونها تعلق العلم بها و لميكونها الا بفعله فحدودها (الا ان يفعل حدودها فحدودها خل) هيئات ظلية كما انت تكون الكتابة بحركة يدك و حدود الكتابة و صفات الحروف هيئات حركة يدك كذلك فعله و فعله صدر عن علمه فلميكن شيء يخالف علمه لان كل شيء (كل شيء منخل) صنعه الا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير و اما كلام القوم الذي يختلفون هم (هل خل) يعلم الجزئيات الزمانية ام لايعلمها ام يعلمها (يعلمها بعلم خل) كلي فانهم لايعلمون مايقولون ان يتبعون الا الظن و ان
«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 635 *»
هم الا يخرصون و ذلك لزعمهم انه تعالي ليس له علم هو ذاته و لايقولون بان له علما هو ذاته و به علم ذاته و علما مخلوقا هو كتابة و المعلومات في هذا كما قال (و ذلك لزعمهم انه تعالي ليس له علم الا هو ذاته بان له علما هو ذاته و به علم ذاته و علم مخلوقاته في كتابه و المعلومات في هذا الكتاب كما قال خل) تعالي قال فما بال القرون الاولي قال علمها عند ربي في كتاب لايضل ربي و لاينسي و المراد بهذا الكتاب اللوح المحفوظ و سماه علمه و قال تعالي قد علمنا ما تنقص الارض منهم و عندنا كتاب حفيظ أي محفوظ او (أي خل) حافظ فلما زعموا الا علم الا القديم و ان العلم لابد (لابد و خل) ان يكون مطابقا للمعلوم ارتكبوا بجهلهم انه تكون صورة (لجهلهم انتكون صورة علم خل) ذاته قياسا علي علمهم و لهذا ضلوا (ضلوا و اضلوا خل) قال الصادق (ع) كما رواه الشيخ في المصباح في الدعاء بعد نافلة الوتيرة بعد العشاء قال بدت قدرتك يا الهي و لمتبد هيئة يا سيدي فشبهوك و اتخذوا بعض آياتك اربابا يا الهي فمن ثم لميعرفوك الدعاء، فلما قاسوا علمه تعالي بعلمهم فجعلوه صورا في ذاته (صورة ذاته خل) قالوا اذا تصور زيدا في الدار ثم خرج عنها انتغيرت (تغير خل) صورة علمه تغير علمه و ان لميتغير لميعلم بخروجه فيكون يعلم ذلك بوجه اجمالي و لو سكنا عن قياسهم لقلنا لهم (بالوجه الاجمالي و لو سكتنا عن قياسهم لقد رءاه خل) انا اعلم زيدا في الدار و اعلم انه يخرج بعد ذلك فاذا خرج لميكن خروجه مغايرا لعلمي بل هو مطابق و الواجب ان لايقيسوا علمه تعالي بعلمهم بل يقولون هو فوق ما تدركه عقولنا فهو يعلم الجزئيات الزمانية و ان كان يلزم علي قياس عقولنا و نقصها عن مقام الازل محذور لكن قدرته و علمه لايقدران بعقولنا و كيف لايعلمها علي جهة التفصيل و هو يخلقها علي جهة التفصيل فان قيل انما يعلمها بالعلم الازلي الذي هو ذاته لا العلم (هو ذاته لايعلم خل) الحادث الذي هو التعلق قلنا سلمنا و رضينا و لكنه يعلمها في الازل او يعلمها في الحدوث في اماكنها فان قلت في الازل قلت لك هي في الازل معه فان قلت لا بل هي في الحدوث قلت لك فاذا هو في الازل يعلمها في الحدوث في اماكنها و اوقاتها و
«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 636 *»
هذا هو قولي (و هذا قولي خل) و انا اريد ان لاتقول يعلمها في الازل بل قل هو عالم في الازل بها في الحدوث و هذا هو الحق و الاشكال (و لا الاشكال خل) فيه و لا شبهة تعتريه (يعتريه خل) الا في شيء واحد و هو معرفة تعلق العلم بها فان الازل لايتعلق بالحادث تعلقا ازليا بل تعلقا حدثا لانه في الازل وحده و لو كانت الاشياء معه في الازل تعلق العلم بها تعلقا ازليا لكنها ليست في الازل و هو في الازل لميحصل له هذا التعلق و انما حصل عند (عنخل) حدوثها و هو معني قولنا السابق تبعا لقول سيدنا و امامنا جعفر بن محمد (ع) فافهم و تدبر و في هذا البحث في هذه المسألة اسرار دقيقة و ابحاث عميقة قد غرق فيها الحكماء و العارفون و لمينج من الغرق الا من ركب سفينة النجاة التي هي طريقة محمد و آله (ص).
قال ايده الله: و عن كيفية المعراج و ما هو الحق عندك فان اقاويل العلماء فيها مختلفة و الاشكالات الواردة علي كل فعل منها متكثرة (الواردة في كل منها كثيرة خل).
اقول اعلم ان الناس اقتصر (اقتصروا بعضهم خل) علي كلام بعض و لميأخذوا علمهم من اهل العلم عليهمالسلام و هو قول اميرالمؤمنين (ع) ذهب من ذهب الي غيرنا الي عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض و ذهب من ذهب الينا الي عيون صافية تجري بامر الله لانفاد لها الحديث، اعلم اني (اني لا خل) اقول قال فلان و قال فلان فاذا عرفت ان استنادي (عرفت استنادي خل) في جميع افعالي (اقوالي خل) الي من لايجهل و لايسهو و لايغش فاذا سمعته من كلامي منافيا لكلام القوم فانظر فيه و لاتستعجل و (و لا خل) تبادر بالرد فتكون مثل اهل قول بل كذبوا بما لميحيطوا بعلمه و لما يأتهم تاويله اعلم ان العروج علي ظاهره بجسده (العروج بجسده خل) الشريف و عليه ثيابه فخرق السموات السبع و الكرسي و العرش و الحجب حتي وصل الي مقام قاب قوسين يعني (حتي خل) اجتمع مع الفعل (العقل خل) الاول يوم (يعني خل) خلقه الله تعالي بل (قبل خل) خلق الاشياء ثم تجاوزه (ثم جاوزه و وصل خل) الي مقام او ادني و او بمعني بل
«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 637 *»
اي بل ادني و المراد به انه وصل في عروجه الي ان انبسطت عليه المشية التي هي اول التعين (هي التعين خل) الاول فكان (فكان هو خل) محلا لها كما كانت الحديدة المحماة في النار (بالنار خل) محلا لفعل النار و ظهر عليها كمال تأثيرها فهي مساوية (مساوقة خل) للنار في الاحراق لان الحديدة اذا احرقت فهو حرق النار في الحقيقة (لان الحديدة اذا احرقت احرقت بالنار فالمحرق في الحقيقة هو النار لا الحديدة و انما ظهر تاثير النار فيها خل) و الي هذا المقام اشار الحجة (ع) في دعاء شهر رجب في قوله فجعلتهم معادن لكلماتك و اركانا لتوحيدك و آياتك (آياتك و مقاماتك و علاماتكخل) التي لا تعطيل لها في كل مكان يعرفك بها من عرفك لا فرق بينك و بينها الا انهم عبادك و خلقك فتقها و رتقها بيدك الدعاء، فلا اشكال في المعراج (معراجه (ص) خل) بجسده الشريف كيف و قد نطق به القرآن و تواتر به النقل (تواتر النقل خل) و انما الاشكال من الجهل بمعرفة جسد النبي (ص) و في معرفة الافاعيل الالهية و من الخرق (و في معرفة الخرق خل) و الالتيام في الافلاك فنقول اعلم ان الله سبحانه خلق قلوب المؤمنين من فاضل طينة محمد (ص) لانه تعالي خلق قلوب الانبياء (ع) من طينتهم و الفاضل هو الشعاع و خلق من فاضل طينة الانبياء قلوب المؤمنين فنسبة (خلق قلوب المؤمنين من فاضل طينة الانبياء (ع) و خلق قلوب الانبياء من فاضل طينتهم (ع) و الفاضل هو الشعاع فنسبة خل) قلوب الانبياء الي طينتهم كنسبة الشعاع الي المنير و هو واحد من سبعين و نسبة قلوب المؤمنين الي طينة الانبياء كذلك واحد من سبعين فنسبة قلبك في النورية و الادراك و اللطافة الي طينة محمد وآله (ص) كنسبة شعاع الشعاع الي المنير و هو واحد من اربعة آلاف و تسعمائة فانظر الي نسبة قلبك و عقلك في نورانية (نورانيته خل) الي اجسامهم (ع) و قلبك الذي هو عقلك مع ضعف نسبته (مع ضعفه بالنسبة الي اجسامهم خل) كيف ينظر الي مافوق السموات و (و الي خل) ما تحت الارضين و (و الي خل) ما في الدنيا و الآخرة و لايلزم من نفوذه في السموات يلزم منه خرق (في السموات خرق خل) و لا التيام فكيف الجسم الذي هو الطف من
«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 638 *»
عقلك و انور (انور منه خل) باربعة آلاف رتبة و تسعمائة رتبة اذا صعد في (الي خل) السموات و لايلزم منه خرق و (و لا خل) التيام فان قلت كيف يكون كذلك و ابصار الناس تراه (ص) و العقول لاتراها الابصار (الابصار و خل) تراهم الابصار (الابصار قلت خل) لان الله سبحانه البسهم قالبا كثيفا بشريا لينتفع بهم الناس لكن اذا قيست (قست خل) هذه البشرة (البشرية خل) التي البسهم الله تعالي اياها لينتفع بهم الناس الي نورانيتهم كانت بنسبة (نسبة خل) ذرة واحدة الي جميع العالم و اقل فلايكون مانعة لقلتها الاتري انه (ص) يقف في الشمس بثيابه و لايكون له ظل فتعقل ذا كيف لايكون له ظل بكل ثيابه و لو وضع ثوب واحد منها في الشمس و لميكون (لميكن خل) علي جسده الشريف كان له ظل كغيره و ايضا هذه (هذا ظ) جبرئيل (ع) ستمائة جناح كل جناح اوسع (جبرئيل (ع) له ستمائة جناح اوسع خل) مما بين المغرب و المشرق و ينزل بكله في صورة دحية بن خليفة الكلبي و اذا شاء مر من ثقب الابرة و ملأ السموات و الارض لان المجردات النورانية لايكون فيها تراخم (تزاحم خل) و لا تضايق و (و لا خل) تخرق الاشياء كالملائكة تنزل من السموات و تصعد و لايلزم منها خرق و لا التيام هذا وجه من الجواب و معني ثان هو ان الصورة البشرية عند ارادة الصعود لها احتمالان الاول ان صاعد (الصاعد خل) كلما صعد القي منه (منه في خل) كل مرتبة ما منها فيها مثلا اذا اراد تجاوز كرة الهواء القي ما في جسده من الهواء فيها اذا اراد تجاوز النار القي ما فيه منها فيها و اذا رجع نازلا اخذه الجسدة (اخذ جسده الشريف ماله خل) من كرة النار و اذا وصل الي الهواء اخذ ما له من الهواء فان قلت علي هذا انما عرج بروحه (علي هذا يلزم انه انما عرج روحه خل) قلت ليس هذا عروجا بالروح لانا مانريد (لانريد خل) بالقاء اجزاء الهواء ذوات الاجزاء بل عوارض الاجزاء لا ذواتها و لو القي ذواتها بطل بنية جسده وانحل تركيبه و الثاني مثل ما ذكرنا و لا (ذكرنا اولا خل) ان صورة البشرية التي هي المقدار و التخطيط تابعة للمادة و الجسم الاصلي في اللطافة و الكثافة الاتري ان المعصوم يكون (يجول خل) من المشرق الي
«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 639 *»
المغرب في خطوة (المغرب خطوة خل) واحدة و ان عليا يحضر جميع الاموات فلومات سبعون الفا في لحظة واحدة حضرهم بجسمه (بجسمه الشريف خل) و روي ان الكاظم (ع) مابين ان وضع رجله في الركاب الي ان ركب علي الدابة (ركب الدابة خل) قرأ التوراة و الانجيل و الزبور و القرآن في اقل من دقيقة و امثال هذا كثير( كثير كثير خل) كما هو مروي عنهم (ع) و السبت (النسية خل) في هذا و نحوه ان الاجسام اللطيفة اذا خفت من (عن خل) الذنوب و الغفلة عن الله تعالي كانت بحكم الارواح لاتزاحم فيها و لاتضايق فكما يجوز انيصعد الروح و الملائكة الي السموات بلاخرق و لا التيام و هي (و هي مع انه خل) كثيفة بالنسبة الي جسد النبي (ص) كنسبة الواحد الي اربعة آلاف و تسعمائة فلايلزم من صعوده (ص) ذلك بالطريق الاولي و هذا معني آخر ايضا من الجواب و هنا (و فيها خل) ثالث و هو انما لميجوزوا (و هو انا لم نجوز خل) الخرق و الالتيام بزعمهم لما نظروا ان العالم كله علي وضع واحد و (و اذا خل) اختل ذلك الوضع بطل النظام فاذا خرق حصل حال مرور (مروره خل) فرجة بحبس (يحبس خل) الاجزاء المتأخرة و تجاوز الاجزاء السابقة فاذا وقفت المتاخرة وقفت جميع الفلك و بطل النظام علي انه (النظام لانه خل) لافرجة فيه و لايمكن التخلل في اجزائه و لا تلزلزها (و لايلتزموها خل) و الالتيام انما يكون بانبساط الاجزاء الي الفرجة و لايكون الانبساط الا مع التخلل و الترفق (الوقف خل) واعلم ان هذه التقاريب جارية علي مقتضي (مصداق خل) افاعيل العباد و اما علي مقتضي الافاعيل (افاعيل خل) الالهية فلايتوقف علي هذه بعد ما علم و ثبت بالادلة القاطعة انه تعالي سبب من لا سبب له و سبب كل ذي سبب و مسبب الاسباب من غير سبب و هذا المعراج من معجز خارق للعادة و ذلك لان قدرة الله عزوجل لاتقدر علي مقتضي عقول الخلق بل الافوق (بل فوق خل) ذلك بما لايتناهي و اذا اراد (اردنا خل) بيان ذلك بمقتضي الاسباب قلنا قد ثبت بالادلة اللفظية (القطعية خل) انه (ص) علة الايجاد مطلقا أي العلل الاربع الفاعلية لانه محل مشية الله تعالي و المادية لان الاشياء كلها موادها من اشعة نوره و
«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 640 *»
انوار اهلبيته (ع) و الصورية كلها هيئات اعمالهم كما (هيئة اعمالهم كما في المؤمنين الموحدين و عكوس هيئة اعمالهم كماخل) في المنافقين الكافرين و الغائية لان الخلق لهم خلقوا (الخلق خلقوا لهم خل) فاذا ثبت انه هو العلة كان علة للافلاك و ما يترتب عليها من الافاعيل في علة لاجسامها (للافلاك و كلما يرتبط عليها من الافاعيل كجسمه الشريف علة لاجسامهاخل) و نفسه (ص) علة لنفوسها و عقله علة لعقولها فاذا امر (مرخل) بالفلك كانت اجزاؤه التي بقدر جسمه الشريف حال مروره فثبت (تثبتخل) في بقاء جسمه بصورتها و تأثيرها كما فني نور السراج في ظهوره و في انارته (انارته في انارةخل) نور الشمس بحسب (بحيثخل) لايكون للسراج (السراجخل) لا في انارته و لا في تسخينه (اشعته خل) في نور الشمس اثر فاذا ذهبت الشمس عاد النور في ظهوره (ظهوره و في انارته خل) و في تاثيره و كانت قبل ذهابها هي المنيرة و المؤثرة بما هو اقوي من تاثير السراج كذلك جسد (جسده خل) الشريف كلما حاذي في صعوده شيئا من الفلك غاب ذلك الشيء في ظهوره و في تاثيره و كان الظاهر و المؤثر في العالم مكان ذلك الجزء (الجزء وخل) هو الجسد الشريف باقوي من تاثير ذلك الجزء (الجزء وخل) في العالم فاذا تجاوز عنه عاد علي حاله من (عاد منخل) غير خرق و لا التيام بل هو صلي الله عليه و آله جاء (صاعدخل) بهذه الحالة سواء كان صعوده علي خط مستقيم ام مع سير الفلك فان كان علي خط مستقيم كان ما اعترضه من الاجزاء التي يكون اصطفافها (يكون هو اصفي ما فيها خل) بالنسبة الي خط سير المستقيم موردا فيقوم بتاثيراتها ظاهرا و باطنا و بتأثرها (باطنا بتأثير خل) الوضعي و ان (فان خل) كان مع سيرها قام بذلك في مقتضي حركتي (حركة خل) التوالي و خلاف التوالي في التقدير و التسخير و ذلك مما اشرنا اليه من (من ان خل) جسده علة الاجساد و جسمه علة الاجسام و شبحه علة الاشباح (علة الاجسام و مثاله علة الامثال و مادته علة المواد خل) و طبيعته علة الطبايع و نفسه علة النفوس و روحه علة الارواح و عقله علة العقول و المرجل (و المراد خل) بهذا كان في عروجه (ص) محيطا بجميع اجزاء العالم
«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 641 *»
من (في خل) ملكها و ملكوتها و جبروتها فوقف ليلة عروجه (جبروتها فرقها ليلة العروج خل) علي كل شيء عند اول (اول توقف ليلة عروجه خل) بدئه و آخره و مابينهما في جريتين في جرية احاط بكل ما اشرنا اليه في الدنيا في جرية صعوده حتي وصل الي اصل البدء لكل شيء في وقت كونه و مكانه (امكانه خل) و في جرية نزوله وقف علي كل شيء في منتهاء (كل شيء في وقتها خل) في الآخرة و ذلك كاحاطة المنير باشعة و يحتمل علي العكس قوي الانبياء عليهم السلام كلا في رتبة (كاحاطة المنير باشعته كل في رتبةخل) يوم خلق و يوم بعث و يوم يموت و يوم يعود و هو تأويل مفهوم (و هو قول عز من قائل في مفهوم خل) المخالفة من قوله تعالي ما اشهدتهم خلق السموات و الارض و لا خلق انفسهم و ما كنت متخذ المضلين عضدا فانه تعالي اتخذ الهادين محمدا و آله (ص) اعضاد الخلقة و اشهدهم خلق انفسهم و خلق السموات و الارض و ذلك له (ص) في عروجه بمحسوسه و معقوله فافهم راشدا و اما شبهة المانعين و المشكلين (المانعين المستشكلين خل) في عروجه (ص) بجسمه لئلايلزم الخرق و الالتيام فواهية لانا نقول لهم من اني (اين خل) عرفتم اجرام السموات و معائر (مقادير خل) الافلاك هل صعدتم اليها لتعلموا ما هي فتحكمون عليها (عليها هل خل) عاينتم بابصاركم و لمستم (و لامستم خل) بايديكم ام انتم تتبعون الظن و تخرصون (الظن او انتم تخرصون خل) هل عندكم من سلطان بهذا ام يقولون علي الله ما لايعلمون (تقولون علي الله ما لاتعلمون خل) ان الذي اخبر لعروجه هو الخالق و يعلم من خلقه ما يجوز و يمتنع (يمنع خل) الا يعلم من خلق و الذي صعد بنفسه و رأي ببصره (ص) و هو الصادق الامين فعلي هذا من ترددون و فيمن يستكون (فعلي هذا فيمن تردون و فيمن تشكون خل) علي ان الدليل الفؤادي دليل الحكمة مع النقل الصادق دالا (دال خل) علي جواز الخرق و الالتيام و انا اشير لك بذلك الدليل في الكلام القليل و هو قوله سنريهم آياتنا في الآفاق و في انفسهم حتي يتبين لهم انه الحق و قول الصادق (ع) العبودية جوهرة كنهها الربوبية فما فقد في العبودية وجد في الربوبية و ما خفي في
«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 642 *»
الربوبية اصيب في العبودية (العبودية الحديثخل) و قول الرضا (ع) قد علم اولو الالباب ان ما هنالك (ان الاستدلال علي ما هناكخل)لايعلم الا بما هاهنا هـ ، و ما حصل عليه الاتفاق من ان الانسان هو العالم الصغير و فيه جميع ما في العالم الكبير (الكبير قال علي (ع) خل):
اتحسب (و تزعمخل) انك جرم صغير | و فيك انطوي العالم الاكبر |
فاذا ثبت هذه الادلة دلتك علي ما قلنا فالحيوة فيك هي مثل القمر و فكرك فلك العطارد و خيالك فلك الزهرة و جوابك الثاني فلك الشمس و وهمك فلك المشتري و عقلك فلك زحل و نفسك فلك الكوكب و قلبك الذي هو عقلك الفلك الاطلس فاية واحدة من هذه مما فيك هي جسم لاتقبل الخرق و لا الالتيام (فالحيوة فيك مثل فلك القمر و فلك العطارد مثل خيالك و فلك زهرة وهمك و فلك الشمس وجودك و فلك المشتري علمك و فلك زحل تعقلك و فلك المكوكب نفسك و فلك الاطلس قلبك هو عقل فانت واحدة فيما فيك هي جسم لاتقبل الخرق و الالتيام خل) بل أي شيء منها يدل علي ما توهموه من كون الافلاك كالصخر (كالصخرة خل) الصلب و انما فيها ما يدل (تدل خل) علي ان السموات كالبخار و ذلك مثل قوله تعالي ثم استوي الي السماء و هي دخان و سأل محمد بن مسلم محمد بن علي الباقر عليهالسلام عن (من خل) قوله تعالي و نفخت فيه من روحي قال (ع) ان الروح مجانس الريح (الريح و الريح مجانس الهويخل) الحديث، و متعلق تلك القوي منك مثل مخ (منخر خل) الدماغ و البخار اللطيف الذي في تجاويف القلب الصنوبري و حكمة الايجاد في المخلوقات فان (بان خل) ما فوق الارض هو الماء و يقبل الخرق و الالتيام بغير تلزز (تلزلز خل) اجزاء منه و لا تخلل شيء منها و لا حصول فرجة فيه بل بالتموج من غير حصول خلل فيما يترتب عليه و فوقه الهواء بالطريق الاولي و فوق النار بهذه المثابة مع شدة اللطافة و مقتضي الحكمة في الصنع و الادلة
«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 643 *»
السابقة ان ما فوق النار من سماه (فوق النار سماء خل) الدنيا و ما فوقه هذه البتة لشهادة ما اودع الله فيك و ادلتك من الاستدلال (البتة هكذا الشهادة ما اودع الله تعالي فيك و من ادلتك الاستدلال خل) بقوله تعالي سنريهم آياتنا في الآفاق و في انفسهم و ليس مقتضي الوضع بمانع من الخرق و الالتيام و نحن نجد في انفسنا اذا زادت الحرارة علي شخص منها اسرع نبضه و مع الرطوبة يسرع بقوة و بالبرودة مع اليبوسة يبطي بضعف و مع الرطوبة يبطي بقوة و اذا حصل في الانسان شدة كان نبضه يقف في بعض النبضات حتي يترك نبضه (يترك ما اقتضته خل) فان فهمت فهو مثل حصول الخرق فما لايحصل بامثال هذه فساد الجسد كذلك لايحصل لذلك فساد النظام و فساد الافلاك (فما لايحصل امثال هذه فساد في الجسد كذلك لايحصل بذلك فساد في النظام و فساد في الافلاك خل) علي انا قلنا الذي اتانا بالدين من رب العالمين و هو الصادق الامين و آله الطاهرين (الطاهرون ظ) هو الذي رأي و باشر (هو الذي زادنا شرفا خل) و هو القائم المطلع علي اسرار الحكمة و هو المخبر بذلك (و هو للخير يدلك خل) فان قوله حقا و الا لزمهم اما انه لميعرف او انه يقول كرم الله حسبنا به التشريق عن النقائص (يقول كرم الله جنابه الشريف عن كل النقائص خل) و الرذائل فيجب علي المسلمين منهم ان (انه خل) يقولوا آمنا به كل من عند ربنا سمعنا و اطعنا و قبلنا و صدقنا (اطعنا و صدقنا خل) فان هو مع ذلك و الا فحسبهم الايمان بما جاء من عند الله و من عند (و عند خل) رسول الله صلي الله عليه و آله و حسب الجاحدين المنكلين النار و الحمد لله رب العالمين و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين، و كتب العبد المسكين احمد بن زين الدين الاحسائي ليلة الخميس ليلة الخامس من شهر ربيع المولود (ص) سنة اثنين (اثنتين ظ) و ثلاثين و مائتين و الف من الهجرة النبوية علي مهاجرها و آله افضل الصلوة و ازكي السلام حامدا مستغفرا مصليا مسلما، تمت.