02-32 جوامع الکلم المجلد الثانی – هل يصدر من الواحد اکثر من واحد ـ مقابله

رسالة فی انه هل یجوز ان یصدر من الواحد اکثر من واحد

 

من مصنفات الشیخ الاجل الاوحد المرحوم

الشیخ احمدبن زین الدین الاحسائی اعلی الله مقامه

 

«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 622 *»

بسم الله الرحمن الرحيم

قال مسألة –  هل يجوز ان‌يصدر من الواحد اكثر من واحد ام لا و البرهان علي الحق منهما فان كان الثاني و ليس الا النور المحمدي صلي الله عليه و آله فاي شيء صدر عنه ثم اي شيء حتي ينتهي الي هذه النشأة.

اقول اعلم ان الواحد البسيط كل جهة بحيث لايمكن ان‌يعتبر فيه لذاته جهة و جهة و لا حيث و لا اعتبار و اعتبار لايصح ان يوصف بصفات متعددة من هذه الحيثية بكل اعتبار هذا حكم الذات و صفاتها الذاتية من ان‌يوصف بالحيوة و العلم و القدرة و السمع و البصر الي غير ذلك فهذه الصفات و ان كانت عين الذات و كل صفة‌ نفس الاخري كما قال الصادق عليه‌السلام يسمع بما يبصر به الخ الا انها متعددة بالاعتبار و التسمية من جهة تعدد آثارها فاما الواحد بالاعتبار الاول فلايصح ان‌يصدر عنه اكثر من واحد لانه لو صدر عنه اكثر من واحد لكان مازاد علي الواحد اما ان‌يكون صادرا عنده اولا الثاني خلاف المفروض فلايصح و الاول ان كان مازاد علي الواحد هو الواحد و لا تميز بينهما و لا اثنينية فلازيادة و ان‌تحققت الاثنينية ثبت خلاف المفروض و هو باطل لان المفروض الا جهة و جهة فلايكون التعدد الا عن متعدد و لو بالاعتبار و المفروض الا تعدد و لو بالاعتبار و اما الواحد بالاعتبار الثاني فيصح ان‌يصدر عنه اكثر من واحد لاعتبار تعدد الصفات فان زيد اذا كان عالما و صائغا و نجارا صح ان‌يصدر عنه العلم باعتبار علمه و الصياغة و النجارة كذلك و لكن الواقع انه ما صدر عنه سبحانه الا واحد الا ان ذلك الواحد قد جمع مظاهر صفات الذات فهو في نفسه واحد و متعدد باعتبار فتكثرت الافاعيل باعتبار تعدده لان الواحد الحق سبحانه واحد و باعتبار دون ذلك وصف نفسه بصفات فاول فائض عن الحق سبحانه هو عالم الامر و الابداع و المشية و الارادة و كلها معني واحد و ان اختلفت اسماؤها كما قال الرضا عليه‌السلام الابداع و المشية و

 

 

«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 623 *»

 الارادة ثلاثة و معناها واحد و جميع هذا العالم علي اختلاف مراتبه بسيط ليس فيه كثرظ و لا تعدد الا انفسها و لكنه انما يتكثر اثره بتعدد قابليات مفعولاته ثم كان اول صادر عنه العقل اول نسبته اليه و صدوره عنه كالسراج عن النار كما اشار اليه سبحانه في قوله مثل نوره اي العقل الاول الي ان قال تعالي يكاد زيتها يضيء و لو لم‌تمسسه نار نور علي نور فالزيت قابلية‌ و هو الدواة الاولي و البلد الميت و الارض الجرز و النار هو المشية و السحاب المتراكم و الكلمة التامة يجمع النار و الزيت المصباح فقوله تعالي كن يشير الي المشية و الابداع بالكاف و الي الدواة الاولي و الارض الجرز و البلد الميت بالنون فافهم و كان العقل الاول بسيطا و هو الالف القائم فلاكثرة فيه باعتبار التشخص الصوري و اما باعتبار التشخص المعنوي ففيه كثرة لانه مجموع المعاني المجردة عن المادة‌ و الصورة و المدة ثم كان اول صادر عن العقل الاول النفس الكلية و هي مجموع الصور المجردة‌ عن المادة و المدة و هو اللوح المحفوظ و الكتاب المسطور و الالف المبسوط و النور الاخضر الذي اخضرت منه الخضرة كما ان العقل الاول هو القلم و الطور و النور الابيض الذي منه البياض و منه ضوء النهار و بينهما برزخ لايبغيان و هو الروح الاولي و نفخت فيه من روحي و شكله بين شكل العقل الذي هو القائم و بين شكل النفس الذي هو الباء المعبر عنه بالالف المبسوط و شكل هذا بينهما هكذا            بعضه قائم و بعضه مبسوط لانه مجموع الرقائق و مثل الصور المجردة التي في الروح نسبتها من صور اللوح المحفوظ نسبة عالم المثال من الاجسام و هو نور اصفر منه اصفرت الصفرة ثم كان اول صادر عن النفس الكلية الطبيعة الكلية و هو نور احمر بسيط منه احمرت الحمرة و شكله شكل جيم و هو الالف الراكد ثم كان اول صادر عن الطبيعة الكلية هيولي الكل و هي آخر المجردات و قولي اول صادر عنه مجاز و اما الحقيقي من القول فاول صادر عن الله سبحانه عالم المشية بتوسط نفسها لاغير لانه خلقها بنفسها و صدر العقل عن الله سبحانه بواسطة المشية و صدر الروح الكلية عن الله بواسطة المشية و العقل و صدر النفس الكلية عن الله بواسطة المشية و العقل و صدر النفس الكلية عن الله بواسطة المشية و

 

 

«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 624 *»

العقل و الروح و صدر الطبيعة الكلية عن الله بواسطة ما ذكر و صدرت هيولي الكل عن الله بواسطة ما تقدمها و صدر عالم المثال و شكل الكل عن الله بواسطة‌ ما تقدمه و صدر جسم الكل عن الله بواسطة‌ ماقبله و صدر الفلك الاطلس عن الله بواسطة ما سبق ذكره و صدر الفلك الكوكب عن الله بواسطة ما سبقه و صدر فلك الشمس عن الله بواسطة ذكر و صدر فكل الزحل و فلك القمر عن الله بواسطة ما ذكر و بواسطة فلك الشمس و خصوص العقل الاول و صدر فلك المشتري و فلك عطارد عن الله بواسطة ما ذكر و بواسطة الشمس و خصوص النفس الكلية و صدر فلك المريخ و فلك الزهرة عن الله بواسطة‌ ما سبق كرة النار و صدر عن الله بواسطة الجميع الهواء و صدر الماء عن الله بتوسط الجميع و صدرت الارض عن الله بتوسط الجميع و كذلك صدر المعادن عن الله بتوسط الجميع و كذلك صدر النباتات بتوسط ماقبله مما ذكر و كذلك صدر الملك و كذلك صدر الجان و كذلك صدر الانسان فهذا ترتيب مراتب كليات الوجود علي سبيل الاختصار و الاقتصار.

و اعلم ان نور المحمدي صلي الله عليه و آله له مراتب اعلاها مقام او ادني و هو بحر المشية و دونه مقام قاب قوسين و هو مقام العقل الاول و الاسم البديع و دونه مقام الحجب و الاسم الباعث،

فالاول مقام لنا مع الله حالات هو فيها نحن و نحن هو و هو هو و نحن نحن،

و الثاني مقام اوحينا اليك روحا من امرنا الآية،

و الثالث مقام الروح الذي علي ملئكة الحجب الذي اشار اليه علي بن الحسين عليه‌السلام في صحيفة السجادية في دعائه للملائكة فانه عليه‌السلام ذكر الروحين فقال عليه‌السلام و الروح الذي علي ملائكة الحجب و الروح الذي هو من امرك و السلام علي من اتبع الهدي.