02-31 جوامع الکلم المجلد الثانی – جواب مسألتين في التوحيد ـ مقابله

رسالة فی جواب بعض السادة عن مسألتین فی التوحید

 

من مصنفات الشیخ الاجل الاوحد المرحوم

الشیخ احمدبن زین الدین الاحسائی اعلی الله مقامه

 

«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 618 *»

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين.

اما بعد فيقول العبد المسكين احمد بن زين الدين الاحسائي انه قد ورد علي من بعض السادة الاجلاء العارفين الطالبين للحق و اليقين مسألتان مضمون احديهما ان الله كان و لم‌يكن معه شيء فلما خلق الخلق كان في مكان غير مكان المخلوق لانه لو كان معه لكان في الازل الا الله سبحانه و يلزم من هذا التحديد لانه اوجد الخلق خارج ذاته و الا لزم التخويف (التجويف ظ) فاين الخلق قال و قولي في مكان المخلوق اردت العبارة و الا فمعلوم ان لا مكان له تعالي و المطلب لاتحيط به العبارة بتمامه و المراد محض التعبير (ظ) فلايناقض في العبارة و ثانيهما ان قلنا بوحدة الوجود فاي طريق صحيح و ما مثلوا به العرفاء و الصوفية في كل منها نقص من وجه و له مثل فاين المثل الاعلي الذي لا نقص فيه مثل البراه (كذا) و مثل العدد و مثل البحر و مثل الشمس و مثل المصدر و مثل الوجه و الخيال و مثل المداد و مثل الحروف و مثل الثلج و غيره ايها اصح بحيث لايوجد النقص فكتبت له علي استعجال:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين.

اما بعد فيقول العبد المسكين احمد بن زين الدين الاحسائي اعلم ان الوجود الواجب سبحانه وحده لا شريك له فهو متفرد بالازل و الازل ليس بمحدود لان الشيء انما يتحدد في نفسه عما هو معه في وجوده فلايتعدد شيء من العقول بوجود شيء من الاجسام لان وقت العقول و مكانها الدهر و الاجسام وقتها الزمان نعم يتحد بعض العقول ببعضها لانها في وقت واحد و هو الدهر فالواجب وقته الازل و هو الازل و ليس شيء في غيره و اما الخلق فهو في الامكان و ليس شء من المخلوق في الوجوب و لا في السرمد و في السرمد المشية و

 

 

«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 619 *»

ليس شيء منها في الوجوب و لا في الجبروت و لا في الملكوت و لا الملك فالله خلق الخلق في الجبروت و الامكان فالوجوب ليس بمتناه فيكون طرفاه او احدهما متصل بالامكان بل هو بلانهاية و لا غاية و الامكان ليس محدودا متناه (متناهيا ظ) و انما هو محدود بغير متناه (تنا ظ) و هو الوجوب بمعني احتياج اكوانه و اعيانه و جميع مراتبه الي المحدث و الدهر ليس محدودا بالزمان و الزمان ليس محدودا بالدهر لما قلنا من ان الشيء انما يحد بما يقع معه في طرفه فلم‌يلتق طرف احدهما بالآخر و ليس بين احد منهما و بين الاخر وصل و لا فصل ليقع التحديد فافهم.

و اما وحدة الوجود فلها معنيان احدهما ايمان لا غير و الآخر كفر لاغير.

اما الاول فالمراد بوحدة الوجود التي هي الايمان ان‌تعتقد ان الواجب واحد و لا شيء معه غيره و الحادث ليس له وجود بالذات و انما وجوده من وجود الواجب بمعني اختراع وجود له قائم بوجوده تعالي ابدا قيام صدور لا قيام عروض فاذا قلنا الحادث وجوده و هم نريد به ان وجوده من الحق تعالي قائم به قيام صدور لا قيام عروض فاذا قلنا الحادث وجوده و هم نريد به ان وجوده من الحق تعالي قائم به قيام صدور لا قيام عروض و لانريد به انه لا وجود له اصلا بل له وجود متحقق في رتبة الحدوث بحسبه و المثل الصحيح له الشمس و ضوؤها و السراج و ضوؤه و الصورة في المرآة و الشاخص فان الضوء و الصورة قائمان بالشمس و الشاخص قيام صدور لا قيام عروض فهما موجودان حقيقة في رتبتهما لا في رتبة الشمس و الشاخص.

و اما الثاني فالمراد بوحدة الوجود التي هي الكفر احد معنيين احدهما ان‌يقال ان الحوادث لها وجودات حادثة مستغنية بعد الاحداث عن المحدث في بقائها فهي ليست قائمة به الا حال الاحداث لا غير و معني الوحدة هنا اثبات وجودين مستقلين مختلفين اذ معني ذلك الاتحاد الاستقلال الذي هو نفس المستقل فهما شيء واحد و ثانيهما ان‌يقال انها قائمة به قيام عروض فهي ليست موجودة بنفسها و لا مستقلة و لكنها عارضة فيه و المثل فيه ما قالوا كالبحر و موجه و كالحروف من النفس و كالاعداد من الواحد علي تسامح هنا و

 

 

«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 620 *»

كالمصدر من الفعل و كالثلج في الماء و كالصورة في الخيال و كالمعني في العقل و كنار القدح من الزناد علي تسامح هنا ايضا و كالحروف النقشية من المداد او النقطة فهي في هذه الامثلة قائمه به قيام عروض و يلزم منه حدوث العارض و المعروض فالقول بهذين القولين قول بوحدة الوجود التي هي الكفر و اما الاول فهو ايمان محض بل لاتتحقق المعرفة الكاملة الا به لانا نقول انه سبحانه واحد ليس في الوجوب غيره و لا وجود بالذات لسواه فخلق ما خلق في الامكان و الاحداث اختراعا اي احدث وجودات مخترعة من فعله بفعله كالمصدر من الفعل في الاشتقاق الذي هو الحركات و السكنات لا في الاشتقاق الذي هو التقديم و التأخير و المادة كالنار عند القدح من الحجر و كالاعداد من الواحد لا كباقي الامثلة فتلك الوجودات قائمة بالله قيام صدوره (كذا) أي قائمة بفعله قيام صدور لا قيام عروض الا انها متحققة الوجود في مرتبة الحدوث علي ما هو عليه بمعني ان حقيقة انه انما (كذا) قام بغيره قيام صدور فحقيقة تحققه في مرتبة الحدوث قيامه بفعل الله قيام صدور و معني ذلك لان تحقق كك انه نهر يجري علي هيئة الاستدارة بفعل الله سبحانه فاوله في آخره و ينبوعه من الفعل كوجود الكلام من فعل المتكلم من الهواء في الهواء بمعني ان المتكلم يأخذ الهواء الي جوفه فيقطعه حروفا لاتقوم الا في الهواء فهو نهر مستدير اوله في آخره و هو هواء مقدر من الهواء في الهواء فهواء الوجود الحادث الامكان فافهم ما اشرنا اليك و اقبل ما نسخناك (كذا) و خذ ما آتيناك بقوة و كن من الشاكرين.