رسالة فی بیان تشعب العلوم من نقطة واحدة
من مصنفات السید الاجل الامجد المرحوم الحاج
سید کاظم بن السید قاسم الحسینی اعلی الله مقامه
«* جواهر الحكم جلد 2 صفحه 683 *»
بسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين
اعلم ان الاكوان و ما صدر عن الخالق المنان انما يتقوم بامره و يتحقق بظهوره و ظهر لها به و العلوم ليست الا صفة الاكوان و احواله المختصة بمقام من مقاماتها فتكون العلوم من الالهية الحقيقة الخفية و الخليقة الحقيقية (العلوم من الالهية الحقية الحقية و الحلسقية الحقيقية خل) و غيرها كلها متقومة بالعلم بذلك الظهور و بتحصيله (متحصلة خل) عن ذلك النور و هو النقطة الواحدة التي كثرها الغيور و الغرور و بيان ذلك ان الظهور هو الرابطة بين الظاهر و بين المظاهر الظاهر في الظاهر ففيه ثلاثة نظرات نظر اليه بالنسبة الي الظاهر و نظر اليه بالنسبة الي نفسه و صلوح تعلقه بالظاهر و نظر اليه بالنسبة الي ظهوره في المظاهر فبالنظر الاول يتحقق علم البيان و علم الالهي الخاص و علم الكلام علي اختلاف المقام و بالنظر الثاني يتحقق العلم الامكاني و حدود الفيض الاقدس و الاعيان الثابتة الحادثة و علم الوجود المطلق و بالنظر الثاني ينشعب باقي العلوم من الحقايق و الرسوم و ذلك لان المظاهر علي قسمين غيبية و شهودية و كلاهما تشتمل علي ذات و هيئة و صفة و النسبة الارتباطية الحكمية ثم النظر اليها اما من حيث نفسها او من حيث نظر الناظر اليها و اصابة الحق منها فالنظر في الذوات الغيبية يتحقق بهذا العلم الالهي العام لا كما يزعمون و من حيث نظر الناظر يتحقق علم الميزان و الدليل و لما كانت الهيئات الغيبية و الاقترانات الغيبية المحضة مما لايحتاج الي النظر اليها ازيد مما ذكر في ذلك العلم الواسع الكلي ما افردوا لهما (لها خل) علما خاصا و ان افردوا و بحثوا في الرموز الخفية و النظر في الذوات الشهودية التي هي الاجسام من حيث هي و احوالها الذاتية العرضية اللازمة (اللازمية خل) يتحقق علم الحكمة الطبيعية و بالنظر الي استخراج الذوات النورية الجسمية من الاعراض القريبة المكدرة و العوارض يتحقق علم الكيمياء و بالنظر الي الهيئات و الصور المقدارية يتحقق
«* جواهر الحكم جلد 2 صفحه 684 *»
العلم الرياضي فبالنظر الي القرانات و الاوضاع الفلكية يتحقق علم النجوم و بالنظر الي الكم المنفصل يتحقق علم الحساب و المساحة و بالنظر الي الهيئات و الاوضاع الجسمية في عالم الانسانية يتحقق علم القيافة و علم الكف و الموسيقي و بالنظر الي ظهور الاشباح و الامثال في الاشياء يتحقق علم المرايا و المناظر و علم الكيف (الكتف خل) و الرمل و ضرب الحصي و امثالها من العلوم مما يتحصل من الهيئات و الكيفيات اللازمة او الخارجة المنطبعة في الاشياء علي اختلاف جهاتها و حيثياتها و بالنظر الي الصفات الحاكية الخارجة يتحقق علم الالفاظ فمن حيث صفاتها يتحقق علم القراءة و من حيث طبايعها و ذواتها و قراناتها الذاتية الطبيعية و موازينها و مقاديرها يتحقق علم الحروف من الجفر و الاوقات (الاوفاق خل) و التكسير و الهندسات و الهيئات و بالنظر الي قواها و ارواحها يتحقق علم العدد و الاوفاق و بالنظر الي قواها الفكرية و الرقمية و العددية و الطبعية (الطبيعية خل) يتحقق علم السيمياء و بالنظر الي مدلولاتها الوضعية يتحقق علم اللغة و بالنظر الي ملاحظة حسن التدبير و التأدية و لطائفهما يتحقق علم المعاني و البيان و بالنظر الي صفات اواخر الكلمة يتحقق علم النحو و بالنظر الي احكام موادها يتحقق علم الصرف و بالنظر الي فراقها (اوزانها خل) و قوافي منظوماتها يتحقق علم العروض و بالنظر الي استنباط المعاني منها مع اختلافها في الاوضاع و الاستعمالات يتحقق علم اصول الفقه و بالنظر الي اسباب الدوام و الترقي و التنزل يتحقق علم الحكمة العملية فالعلم بالتكاليف الحقيقية الذاتية السرية الفوارية (الفؤادية خل) يتحقق علم الحقيقة و بالعلم بالتكاليف الالهية القلبية العقلية و النفسية و الروحية يتحقق علم الطريقة و بالعلم بالتكاليف الكينونية و الجسمية يتحقق علم الشريعة فبالنظر الي الشخص من حيث الاهل و الاولاد و الغلمان يتحقق علم تدبير المنزل و بالنظر الي السلطنة و الرياسة يتحقق علم السياسة المدنية و بالنظر الي اسباب المعالجات الجسمية يتحقق علم الطب و بالنظر الي تركيب الادوية و العقاقير يحصل من اقتراناتها احوالا غريبة يتحقق علم الريمياء و قس علي ذلك ساير العلوم و
«* جواهر الحكم جلد 2 صفحه 685 *»
بالجملة فالاصل الكلي في هذا المقام ان العلوم كلها انما تتشعب من احوال المظاهر حسب اعطاء الظاهر كل ذي حق حقه و اشرت لك الي بعض طرق الاستنباط فاعرف منها باقيها و الله الموفق للصواب و اليه المرجع و المآب و الحمد لله علي كل حال.