02-2 كشف الاسرار المجلد الثانی ـ چاپ – القسم الثانی

کشف الاسرار

 

تعليقات

 

للعالم العامل و الفاضل الباذل المرحوم الحاج

الميرزا ابوتراب بن محمد حسن الكرماني

علي المصحف المحشي الكريم

 

 

المجلد الثانی – القسم الثانی

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 186 *»

(و الذين كذّبوا باياتنا) بالائمة (يم) (يمسّهم) يصيبهم (العذاب )سيف القائم (يم)([1]) (بما كانوا يفسقون  49).

(قل لااقول لكم عندي خزائن اللّه) روي قال موسي يا رب ارني خزائنك قال ياموسي انما خزائني اذا اردت شيئاً ان‏اقول له كن فيكون (هـ) ماقال ليس عندي خزائن اللّه لانه محل المشية (يم)([2]) (و لااعلم الغيب) يحتمل ان‏يكون مقول اقول لقوله و لايظهر علي غيبه احداً الاّ من ارتضي من رسول (يم) (و لااقول لكم اني ملك) و هو من العالين (يم)([3]) (ان اتّبع) في امر علي (يم) (الاّ مايوحي الي قل هل يستوي

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 187 *»

الاعمي) من لايعلم (ق) (و البصير) من يعلم (ق) فانا بصير اري و انتم عميان لاترون (يم) (أفلاتتفكرون  50).

(و انذر به) بالقرءان (ق) او بعلي7 (يم) (الذين يخافون) يرجون (ث) (ان‏يحشروا الي ربهم) امامهم (يم) (ليس) معترضة (لهم من دونه )علي (يم) من دون القرءان او من دون الربّ و لكل وجه (يم) (ولي) العجب انه بعد مايقول انما وليكم اللّه و رسوله و الذين امنوا يقول هنا ليس لهم من دونه ولي فتدبر (يم)([4]) (و لا شفيع لعلهم) يتعلق بقوله انذر (يتقون  51).

(و لاتطرد) نزلت في اصحاب الصفّة (ق) ثم ذكر احوال المؤمنين من الشيعة المنتجبين و احوال منكريهم بعد ماحاجّهم في الاركان الثلثة و الساعة (يم) (الذين يدعون ربهم) امامهم (يم) (بالغدوة) علي السواد و قرأ (ر) بالضم فالسكون فالفتح (و العشي يريدون وجهه ماعليك من) تبعيض (ل) (حسابهم من )زائدة (ل) (شي‏ء و ما من حسابك عليهم من شي‏ء فتطردهم) جواب النفي

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 188 *»

(فتكون) جواب النهي (من الظالمين  52).

(و كذلك) يتعلق بـفتنّا و هو في محل الحال (فتنّا بعضهم ببعض) اختبرنا الاغنياء بالفقراء و بالعكس و الملوك بالرعية و بالعكس (يم) اي فتنّا الرعية بال‏محمد: حيث جعلناهم حججاً عليهم و اتيناهم علماً و قدرةً ليقولوا أهؤلاء منّ اللّه عليهم بالامامة و الحكمة و العلم من بيننا أليس اللّه باعلم بالشاكرين علم انهم شاكرون فزادهم، اللّه يعلم حيث يجعل رسالته (يم) (ليقولوا) لكي (ل) للعاقبة (هـ) الفقراء (ق) (أهؤلاء) الاغنياء (ق) (منّ اللّه عليهم من بيننا أليس اللّه باعلم بالشاكرين53).

(و اذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا) بالاوصياء (يم) و من طريق المخالفين ان الاية نزلت في علي و حمزة و زيد (يم) اعلم ان هذه الاية للشيعة خاصة اذ هم الذين يؤمنون بالايات و كل ذنب يذنبون هؤلاء عن جهالة كما مرّ في سورة النساء (يم) ماارجاها من اية و ماابعد قوله كتب علي نفسه الرحمة من قنوط فمن امن بالايات و تاب من سيئاته و اصلح فهو يرجي له النجاة البتة (يم) (فقل سلام) يحتمل ان‏يكون السلام من اللّه و من الرسول (يم) التسليم و الرحمة خاصتان بالشيعة و هم الذين امنوا بايات اللّه سلام‏اللّه عليهم (يم) فرض اللّه علي رسوله ان‏يسلّم علي التوّابين الذين عملوا بالسيئات ثم تابوا (ق) (عليكم كتب) اوجب (ربكم) امامكم (يم) (علي نفسه )علي علي7 (يم) (الرحمة) لمن تاب (ق) (انه) بالفتح علي قراءة (ص) و (ر) و بالكسر علي الحمرة (هـ) انه بدل الرحمة (من) شرط جزاؤه فانه غفور (عمل منكم سوءاً) باخذ اغصان الخلفاء (يم) (بجهالة ثم تاب) كفي بالندم توبةً (يم) (من بعده و اصلح) كفي بالولاية اصلاحاً (يم) (فانه) بالفتح علي قراءة (ص) و (ر) و بالكسر علي قراءة الحمرة (غفور رحيم  54) انه غفور رحيم له (يم) فانه غفور علي الفتح و معناه فله انه تعالي غفور له رحيم به (ل).

(و كذلك) حال عامله نفصّل (نفصّل الايات و لتستبين) علي السواد و

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 189 *»

علي قراءة (ح) و (س) ليستبين (هـ) عطف علي مضمر اي ليتفقهوا مثلاً (سبيل )علي الرفع و قرأ (ن) علي النصب و هو القارئ بالحمرة (هـ) مذهبهم (ق) (المجرمين  55) اذا وصفناهم.

(قل اني نهيت) عن (ان اعبد الذين تدعون من) من ابتدائية (دون اللّه )ثم لمّا تمّم بيان اركان الايمان و اعذر و انذر و سلّي النبي و هدّد القوم رجع الي مااخذ فيه في اول السورة و تفاصيل الايات و وجوه الادلة (يم) (قل لااتّبع اهواءكم قدضللت اذاً و ما) تأكيد (يم) (انا من المهتدين  56).

(قل انّي علي بينة من ربي) علي7 بينة من الربّ (يم) بينات الانبياء معجزاتهم و فيها ردّ علي الذين يقولون ليس في القرءان ان النبي9 كان له اية و معجزة و كذلك قوله انفاً اذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا و ليس فيها تقييد بالقرءان و كذا ساير الايات المخبرة عن الغيب و انشقاق القمر و غيرها (يم) (و كذّبتم به) باللّه او بالبينة فان تأنيثها لفظي و المسمي به مذكر (يم) (ماعندي ماتستعجلون به) من الايات (ق) (ان الحكم الاّ للّه يقصّ) علي قراءة (ص) و قرأ الباقون يَقْضي (الحق و هو خير الفاصلين  57).

(قل لو) وقع (يم) (انّ عندي ماتستعجلون به لقضي الامر بيني و بينكم) لهلكتم و انقضي ما بيني و بينكم (ق) يعني لو اني امرت ان‏اعلمكم الذي اخفيتموه في صدوركم من استعجالكم بموتي لتظلموا اهل‏بيتي من بعدي الخبر (و اللّه اعلم بالظالمين  58).

(و عنده مفاتح) جمع مَفتح اي المخزن (هـ) ال‏محمد: (يم)([5])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 190 *»

(الغيب لايعلمها) احد (الاّ هو) قال النبي9 ياعلي ماعرف اللّه الاّ انا و انت و ماعرفني الاّ اللّه و انت و ماعرفك الاّ اللّه و انا (يم) (و يعلم ما في البرّ و البحر و ماتسقط من) زائدة (ل) (ورقة) السقط (ث) (الاّ) منقطع (يعلمها و لا) تسقط من (حبّة) الولد (ث) (في ظلمات الارض) الارحام (ث) (و لا رطب )المضغة (ث) مايحيي (ث) (و لايابس) الولد التامّ (ث) مايغيض (ث) (الاّ )منقطع (هـ) هو (في كتاب) امام (ث) (مبين  59).

(و هو الذي يتوفّيكم بالليل) في المنام (هـ) بالنوم (ق) يتوفيكم بالليل كماقال اللّه يتوفي الانفس حين موتها و التي لم تمت في منامها فهو الذي يتوفيكم بالليل و يبعثكم في النهار و يعلم ماجرحتم قبل ان‏يبعثكم او يعلم ماجرحتم في النهار السابق فمرجع فيه منظور لاملفوظ اي حينئذ يقال ثم يبعثكم بعد النوم في الاعمال التي كسبتم في النهار السابق (يم) (و يعلم ماجرحتم) كسبتم (بالنهار ثم يبعثكم فيه) في النهار (ز) فيماعملتم من خير و شرّ (ق) (ليقضي) ليستوفي (اجل مسمي) هو

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 191 *»

الموت (ث) (ثم اليه مرجعكم ثم ينبّئكم بما كنتم تعملون  60).

(و هو القاهر فوق عباده و يرسل) عطف علي صلة القاهر (عليكم حفظة) الملائكة (حتي اذا جاء احدكم الموت توفّته) علي السواد و قرأ (ح) توفّيه بالامالة (رسلنا و هم لايفرّطون  61) لايقصرّون (ق).

(ثم ردّوا الي اللّه) ولي (يم) (موليهم) بدل اللّه (ل) (الحق) نعت (ل) (الا له الحكم و هو اسرع الحاسبين  62).

(قل من ينجّيكم من ظلمات البرّ و البحر تدعونه) حال (تضرعاً) حال (و خفيةً) بالضم و قرأ ابوبكر بالكسر (لئن انجينا) علي قراءة الكوفيين و علي قراءة الحمرة انجيتنا (من هذه لنكوننّ من الشاكرين  63).

(قل اللّه ينجّيكم) بالتشديد علي قراءة الكوفيين و علي قراءة الحمرة من باب الافعال (منها و من كلّ كرب ثم انتم تشركون  64).

(قل هو القادر علي ان‏يبعث عليكم) يا اهل‏القبلة (ث) (عذاباً من فوقكم )الدخان و الصيحة (ث) السلاطين (ث) (او من تحت ارجلكم) العبيد السوء (ث) الخسف (ث) (او يلبسكم) يخلطكم (شيعاً) فرقاً (هـ) حال (هـ) اختلاف في الدين (ث) معني خلطهم ان‏يختلطوا و يشتبكوا في ملاحم القتال (ص) يلبسكم شيعاً اي يضرب بعضكم ببعض بمايلقيه بينكم من العداوة و العصبية (ث) (و يذيق بعضكم بأس بعض) هو سوء الجوار (ث) ان‏يقتل بعضكم بعضاً (ث) (انظر كيف نصرّف الايات) نوجّهها الي وجوه (لعلّهم) كي (يفقهون  65).

(و كذّب به) بالقرءان (ق) بعلي7 (يم)([6]) (قومك) قريش (ق) (و هو

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 192 *»

الحقّ قل لست عليكم بوكيل  66).

(لكل نبأ) امام (يم) (مستقر) حقيقة (ق) زمان و عصر (يم) (و سوف تعلمون 67).([7])

(و اذا رأيت) ايها السامع (يم)([8]) (الذين يخوضون في اياتنا) يكذبون بالقرءان (ق) الخوض التخليط في المفاوضة علي سبيل العبث و اللعب و ترك التفهم و التبين (هـ) يسبّ فيه امام او يغتاب فيه مسلم (ث) الكلام في اللّه و الجدال في القرءان و منه القصّاص (ث) (فاعرض عنهم حتي يخوضوا في حديث غيره و اما ينسينّك) ايها السامع (يم) (الشيطان فلاتقعد بعد الذكري) ذكرك نهينا (مع القوم الظالمين 68) لال‏محمد (يم) تأويل هذه الايات ان الشياطين اذا وسوست في قلب الانسان و ناجت بالباطل لايجوز الاصغاء اليهم و يجب الاعراض عنهم بالتوجه الي طاعة اللّه و ذكره و ان نسي الاعراض و اصغي اليهم فلايقعد معهم بعد ان ذكر

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 193 *»

الحكم و انهم يريدون اغواءه هذا و النجوي لايضرّ بالمتقين و ان كثر ولكن الاعراض لاجل التذكر لعلهم ينتهون و ذلك تعليم من اللّه تعالي (يم).

(و ما علي الذين يتقون) امامهم (يم) (من حسابهم من شي‏ء) ليس يؤخذ المتقون بحساب الذين لايتقون (ق)([9]) (و لكن ذكري) ذكروهم ذكري فهو مصدر او عليكم ذكري فهو مبتدأ او هو مفعول‏له اي نهيناهم (لعلّهم) كي (هـ) اي المؤمنون او المنافقون (يتقون  69).

(و ذر) دع مجاملتهم (الذين اتخذوا دينهم) امامهم (يم)([10]) (لعباً )مفعول ثانٍ (و لهواً و غرّتهم الحيوة الدنيا) الخلفاء (يم) الملاهي (ق) (و ذكّر به) بعلي7 (يم) او بالقرءان (يم).([11]) كراهة (ان تبسل) تسلم (ق) مفعول له (نفس) للهلك (بما كسبت ليس لها) صفة نفس (من دون اللّه) ولي (يم) (ولي و لا شفيع )فولاية الرسول و الائمة و المؤمنين ولاية اللّه و شفاعتهم شفاعة اللّه (يم) (و ان تعدل )تفد او تقسط (كل عدل لايؤخذ) لايقبل (منها) يوم القيمة (ق) (اولئك) مبتدأ (الذين) خبر (ابسلوا) اسلموا (بما كسبوا لهم)خبر بعد خبر او مستأنف (شراب من حميم) ماء مغلي (و عذاب اليم بما كانوا يكفرون  70).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 194 *»

(قل) ايها السامع (يم) (أ ندعوا من دون اللّه) ولي (يم) (ما لاينفعنا و لايضرّنا و نردّ علي اعقابنا) الخلفاء (يم)([12]) (بعد اذ هدينا اللّه) ولي (يم) (كالذي) صفة لمصدر محذوف تقديره أندعوا دعاء كدعاء الذي (استهوته )ازلّته (يم) خدعته (ق) و قرأ (ح) القارئ بالحمرة استهواه بالامالة (الشياطين في الارض حيران) حال (له) صفة (اصحاب يدعونه) صفة اصحاب (الي الهدي) ابليس (ق) متعلقه يدعونه او ائتنا (يم) (ائتنا) ارجع الينا (ق) بيان الدعوة (قل انّ هدي اللّه )علي7 (يم)([13]) (هو الهدي و امرنا لنسلم لربّ العالمين  71) للولي المطلق.

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 195 *»

(و ان) بان (ل) عطف علي معني لنسلم (اقيموا الصلوة) علياً7 (يم)([14])(و اتقوه) روي عن اميرالمؤمنين7 انا صلوة المؤمنين و صيامهم فالمعني اقيموا علياً اماماً و اتقوه (يم) (و هو الذي اليه تحشرون  72).

(و هو الذي خلق السموات و الارض بالحق) بعلي (يم) (و يوم )عطف علي السموات او علي هاء و اتقوه (يقول) الحق (يم) (كن فيكون قوله )فاعل يكون او مبتدأ او فاعل يقول في الباطن (يم) (الحقّ) علي (يم) (و له )للقول (يم) يمكن ان‏يكون حالاً (الملك يوم) ظرف له الملك (هـ) او بدل يوم اول او ظرف قوله الحق (ينفخ في الصور) و يأتي الصور جمع الصورة فيكون المعني ينفخ في القوالب بعد ما ركّبها علي تركيبها الاول فتدبر (يم) (عالم الغيب) ما لم‏يكن (ث) عالم الغيب نعت الذي او خبر مبتدأ محذوف اي هو (و الشهادة) ما قد كان (ث) (و هو الحكيم) في علي (يم) (الخبير  73) في محمد (يم) فلا حكيم و لا خبير سواه (يم).([15])

(و) اذكر (اذ قال ابرهيم) ثم مثّل بمحاجّة ابرهيم في ترك الانداد و الالهة و

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 196 *»

تعليم طرق الاستدلال و النظر في الافاق (يم) (لابيه) في التربية (ث) (ازر)بدل (ل) و ابوابرهيم تارخ (ث) (أ تتخذ اصناماً الهة انّي) قرأ الحرميان و (و) بفتح الياء (اريك و قومك في ضلال مبين  74).

(و كذلك نري) كذلك اي كمااريناه ضلالة قومه نري (ابرهيم ملكوت السموات و الارض) روي لولا ان الشياطين يحومون حول قلب ابن ادم لنظر الي الملكوت (هـ) روي اعطي بصره من القوة ما نفذ السموات و الارض فرأي السموات و مافيها و رأي العرش و مافوقه و رأي ما في الارض و ماتحتها (هـ) روي كشط لابرهيم السموات السبع حتي نظر مافوق العرش و كشط له الارضين السبع و فعل بمحمد مثل ذلك و اني لأري صاحبكم و الائمة من بعده قد فعل بهم مثل ذلك (هـ) و اري ابوجعفر7 جابر بن يزيد الجعفي خمسة عوالم ثم قال له هذه من ملكوت الارض و لم‏يرها ابرهيم (و ليكون) و ليكون اي لعلل و ليكون فالواو للتخصيص او مستأنفة اي و ليكون كذا فعلنا به كذا (يم) عطف علي محذوف اي ليطلع عليها و ليكون (من الموقنين75).

(فلمّا جنّ) ستر (عليه الّيل رأي كوكباً) الزهرة (ث) الثالث (يم) (قال هذا) استفهام انكاري (ث) (ربّي) امامي (يم) (فلمّا افل) غاب (ق) (ث) (قال لا احبّ الافلين  76) لانّ الافول من صفات المحدث (ث).

(فلمّا رأي القمر) الثاني (يم) (بازغاً قال هذا) استخبار انكاري (ث) (ربّي )امامي (يم) (فلمّا افل) غاب (ق) اي تحرّك و زال (ث) المراد من افول القمر زواله و انحداره عن سمت الرأس كمايظهر من خبر اخر (يم) (قال لئن لم‏يهدني ربّي لأكوننّ من القوم الضالّين  77) ناس للميثاق (ث).

(فلمّا رأي الشمس) الاول (يم)([16]) (بازغة) كلام اللّه (يم) (قال هذا )

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 197 *»

استخبار انكاري (ث) (ربّي) امامي (يم) ذكّر الضمير لانه اراد ان‏ينسب اليه الربوبية لما علم بالفطرة ان الانثي لايكون ربّاً (يم) قوله للشمس هذا ربي فعلّته ان الاستفهام الانكاري يكون لزعم المخاطب و المنكر عليه لا علي زعم القائل فانه منكر له اما نظر ابرهيم فكان علي تأنيث الشمس فانه رآها بازغة ثم انكر عليه بزعمهم انها اللّه و مذكر فقال تقولون هذا ربي ليس كذلك ليست بربي فافهم (يم) و وجه اخر ان رأي الشمس بازغة قول اللّه و هذا ربي قول ابرهيم و الاشارة علي حسب ارادة المشير كمايريد هذا المرئي او هذا الشخص او هذا الشي‏ء كمايجوز التذكير في صلوة الميتة فيقصد هذا البدن (يم) (هذا اكبر فلمّا) كلام اللّه (يم) (افلت) اي تحركت و زالت (ث) (قال )للاصناف الثلثة (ث) (يا قوم) و هو بعد الكشط عن الملكوت (ث) (انّي بري‏ء مماتشركون 78).

(انّي وجّهت وجهي) في قراءة حفص و (ن) و (و) بالفتح و في قراءة الحمرة بالسكون (للذي فطر السموات و الارض حنيفاً) مائلاً الي الاخلاص (و ما انا

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 198 *»

من المشركين  79) بعلي (يم).

(و حاجّه قومه قال أتحاجّونّي) بتشديد النون علي السواد و علي قراءة (ن) و (ر) بتخفيفها (في اللّه و قد هدينِ) بيّن لي (ق) (و لا اخاف ماتشركون به الاّ) منقطع (ان) مصدرية (يشاء ربّي شيئاً وسع ربّي) امامي (يم) (كلّ شي‏ء علماً) تمييز (أفلاتتذكرون  80).

(و كيف اخاف ما) يحتمل المصدرية (اشركتم و لا تخافون انكم اشركتم باللّه) بولي (يم) (ما لم‏ينزّل به عليكم سلطاناً فاي الفريقين أحق بالامن )استدلّ بالموعظة الحسنة (يم) (ان كنتم تعلمون  81).

(الذين امنوا و لم‏يلبسوا) يخلطوا (ايمانهم) بمحمد (يم) بما جاء به محمد9من الولاية (ث) (بظلم) بولاية فلان (ث) بشرك (ث) بشكّ (ث) بشكّ في الولي (يم) روي الظلم الضلال فمافوقه (هـ) روي ليس كل من وقع عليه اسم الايمان كان حقيقاً بالنجاة مماهلك به الغواة و لو كان ذلك كذلك لنجت اليهود مع اعترافها بالتوحيد و اقرارها باللّه و نجي سائر المقرّين بالوحدانية من ابليس فمن دونه بالكفر و قد بيّن اللّه ذلك بقوله الذين امنوا و لم‏يلبسوا ايمانهم الاية (هـ) نزلت في علي و اهل‏بيته لانهم لم‏يشركوا باللّه طرفة عين الخبر (هـ) يشهد وقوع الظلم بعد الشرك هنا و قبل قوله لو اشركوا لحبط عنهم الاية ان الظلم بمعني الشرك (يم) (اولئك) بدل الذين او مبتدأ (لهم) خبر (الامن) الجملة خبر الذين (و هم مهتدون  82) ماارجاها من اية (يم) بمقتضي هذه الاية من امن بالسابق و خلط ايمانه بظلم علي اللاحق و شكٍّ او شركٍ او اذي او انكارِ اللاحق اولئك ليس لهم الامن و هم ضالّون (يم).

(و تلك) مبتدأ (هـ) ماقال في الكوكب (ث) (حجّتنا اتيناها) صفة او الجملة معترضة (ابرهيم) حجّة (علي قومه) او صلة حجّتنا (نرفع درجات) بالتنوين عند الكوفيين و التخفيف بالاضافة عند القارئين بالحمرة (هـ) علي النصب ظرف (ل) (من نشاء انّ ربك حكيم عليم  83).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 199 *»

(و وهبنا له اسحق و يعقوب) ثم ذكر احوال ذريته و ساير الانبياء بالمناسبة (يم) (كلاًّ) عامله هدينا (ل) (هدينا) يعني هديناهم لنجعل الوصية في اهل بيتهم (ث) (و نوحاً هدينا من قبل و) هدينا (من ذريته) ذرية نوح (يم) (داود و سليمان و ايّوب و يوسف و موسي و هرون و كذلك نجزي المحسنين  84).

(و زكريّا و يحيي و عيسي) من قبل النساء (ث) كون عيسي من ذرية نوح و ابرهيم يدلّ علي ان الائمة من ذرية النبي9 (يم) (ث) (و الياس كلّ من الصالحين 85).

(و اسمعيل و اليسع) علي السواد و قرأ (ح) و (س) و الليسع بزيادة اللام المفتوح و سكون الياء (و يونس و لوطاً و كلاًّ فضّلنا علي العالمين  86).

(و) هدينا او فضّلنا (من ابائهم و ذريّاتهم و اخوانهم و اجتبيناهم )عطف علي عامل من ابائهم (و هديناهم الي صراط مستقيم  87) الولاية (يم).

(ذلك) اشارة الي الاجتباء و الهدي (هدي اللّه يهدي به من يشاء من عباده و لو اشركوا) بولاية علي غيره (يم) الانبياء (ق) قوله و لو اشركوا قرينة علي ان المراد من قوله لم‏يلبسوا ايمانهم بظلم هو الشرك (يم) (لحبط عنهم ما كانوا يعملون88).

(اولئك الذين اتيناهم الكتاب و الحكم و النبوة فان يكفر بها )بالولاية (ق) (هؤلاء) امّتك (ث) (فقد وكّلنا بها) بالايمان الذي ارسلت به (ث) (قوماً) اهل‏بيتك (ث) شيعة اميرالمؤمنين (ق) (ليسوا بها بكافرين  89) الباء لتأكيد النفي (ل) قوماً يقيمون الصلوة و يؤتون الزكوة و يذكرون اللّه كثيراً (ث) عن ابي‏جعفر7 فان يكفر بها امتك فقد وكّلنا اهل‏بيتك بالايمان الذي ارسلتك به فلايكفرون به ابداً و روي هم الذين قال اللّه فسوف يأتي اللّه بقوم يحبّهم و يحبّونه الاية.

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 200 *»

(اولئك) الائمة منهم (ث) (الذين هدي اللّه) هديهم اللّه او هدي اللّه بهم الخلق (يم) (فبهديهم اقتده) و قرأ (ح) و (س) القارئان بالحمرة في الوصل اقتد بحذف الهاء (قل لا اسئلكم) ايها النواصب (يم) (عليه اجراً ان هو الاّ ذكري للعالمين  90).

(و ما قدروا اللّه) عظّموا اللّه (هـ) روي ان اللّه لايوصف و استدل بالاية (حق قدره) عظمته (هـ) منصوب علي المصدر (هـ) دلّت الاية علي ان من انكر بعث الرسل لم‏يعرف اللّه و لم‏يعظّمه حق تعظيمه و لم‏يصفه حق وصفه فالاقرار بالرسل ركن التوحيد تدبر (يم) (اذ قالوا) عامله قدروا (ماانزل اللّه علي بشر من) زائدة (ل) (شي‏ء قل من انزل الكتاب الذي جاء به موسي) ثم اخذ بمناسبة ذكر الكتاب و الحكم و النبوة في امر القرءان و اثباته و اثبات امر النبي9 (يم) (نوراً) حال (ل) (و هدي للناس تجعلونه) علي السواد و قرأ (ث) و (ر) يجعلونه علي صيغة الغائب في (قراطيس تبدونها) صفة (هـ) و قرءا يبدونها في قراءة الحمرة (و تخفون) و قرءا يخفون علي الحمرة (كثيراً) من اخبار رسول‏اللّه (ق) روي كانوا يكتبونه في القراطيس ثم يبدون ماشاءوا و يخفون ماشاءوا (و علّمتم) علي لسان محمد9 (ز) (ما لم‏تعلموا انتم و لا اباؤكم قل اللّه) انزله (ز) (ثم ذرهم في خوضهم )ما خاضوا فيه من التكذيب (ق) (يلعبون  91) حال.

(و هذا) علي (يم) مبتدأ (ل) (كتاب) خبر (ل) (انزلناه) صفة (مبارك)صفة (مصدّق) خبر بعد خبر (ل) (الذي) النبي9 (يم) (بين يديه و لتنذر)الناس (يم) و قرأ ابوبكر و لينذر علي الحمرة (امّ القري) فاطمة (يم) (و من حولها) الائمة (يم)([17]) (و الذين يؤمنون بالاخرة) القائم (يم) (يؤمنون به و

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 201 *»

هم علي صلاتهم) الصلوة علي محمد و ال‏محمد و علي صلتهم و اداء حقوقهم و الاتصال بهم و وصلهم (يم) (يحافظون  92).

(و من اظلم) نزلت في عبداللّه بن سعد بن ابي‏السرح (ق) نزلت في عبداللّه بن سعد بن ابي سرح اخي عثمان من الرضاعة  كان  كاتب وحي و يحرّف و ارتدّ كافراً و هدر دمه رسول‏اللّه9 و استعمله عثمان علي مصر حاصل الاخبار (ممن افتري علي اللّه كذباً) ادّعي الامامة دون الامام (ث) (او قال اوحي الي و لم‏يوح اليه شي‏ء و من) ممن (ل) (قال سأنزل مثل ماانزل اللّه و لو تري) جوابه محذوف كأنه لرأيت عجباً (اذ الظالمون) لال‏محمد: (يم) (في غمرات الموت )شدايده (و الملئكة) مبتدأ (باسطوا) خبر (ل) الجملة حالية (ل) (ايديهم )يقولون لهم (ل) (اخرجوا انفسكم) من هذه البليّة او من اجسادكم (اليوم تجزون عذاب الهون )الهوان (ص) العطش (ق) (ث) (بما كنتم تقولون) تنسبون الي اللّه (يم) (علي اللّه غير الحق) غير علي (يم) (و كنتم عن اياته) الائمة (يم) (تستكبرون  93).

(و لقد جئتمونا) نزلت في معوية و بني‏امية (ث) (فرادي) حال (هـ) عراة (ث) (كماخلقناكم اول مرّة) ثم ذكر حال المنكرين في القيمة بمناسبة ماقال

 

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 202 *»

في الاية السابقة تهديداً في قوله و لوتري الاية (يم) من معاني الفرادي تجرد كل شي‏ء عن الاعراض و لحوق كل عرض باصله (يم) روي تنوّقوا في الاكفان فانكم تبعثون بها و روي ان الذي احيي ابدانهم جدّد اكفانهم و من مات بلا كفن ستر اللّه عورته بمايشاء من عنده و قال تعرضون عشرون و مائة الف صف في عرض الارض انتهي و لاينافي قولهم انهم يحشرون عراة لانهم عراة عن اعراض الدنيا ملبسون بلباس التقوي فافهم (يم) (و تركتم ما) مفعول (خوّلناكم) تفضلنا به عليكم (ز) (وراء ظهوركم و مانري معكم شفعاءكم) ائمتكم (ق) (الذين زعمتم انهم فيكم شركاء لقد تقطّع) المودة (ث) الامر (بينكم) بالفتح علي قراءة (ن) و (س) و حفص و بالضم علي قراءة الحمرة (هـ) و قيل ظرف اسند اليه الفعل علي الاتساع (ز) وصلكم (ز) روي نزلت لقد تقطّع في بني‏امية و شركائهم ائمتهم (و ضلّ عنكم ما كنتم تزعمون  94).

(انّ اللّه) ولي (يم) ثم اخذ في الاستدلال علي قدرته علي البعث (يم) (فالق) يفلق العلم عن الائمة (ث) شاقّ (الحبّ) جمع حبة (هـ) طينة المؤمنين التي القي عليها محبته (ث) (و النوي) جمع نواة (هـ) طينة الكافرين الذين نأوا عن كل خير (ث) مابعد عنه (ث) (يخرج الحي) المؤمن (ث) الشجر الغضّ (من الميّت )بالتشديد علي قراءة (ن) و (ح) و (س) و حفص و التخفيف علي قراءة الحمرة (هـ) من الكافر (ث) الحبة و النوي (هـ) روي الحب المؤمن و ذلك قوله و القيت عليك محبةً مني (و مخرج) عطف علي فالق (الميّت) علي القراءتين المزبورتين (من الحي ذلكم) اعلمكم ذلك كلّه (اللّه فانّي تؤفكون  95) تصرفون.

(فالق الاصباح) اي الصباح (و جعل) علي قراءة الكوفيّين و علي قراءة الحمرة جاعل علي صيغة الفاعل (الليل) بالفتح علي قراءة من قرأ جعل و الكسر علي قراءة من قرأ جاعل (سكناً) الذي يسكن اليه روي مامعناه اطلبوا الحوائج بالنهار فان اللّه جعل الحياء في العينين و تزوّجوا بالليل فان اللّه جعل الليل سكناً (و الشمس

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 203 *»

و القمر حسباناً) بحسبان (ل) مفعول ثان (هـ) جمع حساب او مصدر حسب الحساب (هـ) اذا كان مصدراً اي حسبان يمكن ان‏يكون بمعني الفاعل اي حاسبين اي ذا حسابين و يستوي في المصدر الواحد و الجمع (ذلك تقدير العزيز العليم96).

(و هو الذي جعل لكم النجوم) ال‏محمد: (يم) (ق)([18]) (لتهتدوا بها في ظلمات البرّ و البحر) حين لا قمر فيمكن الحركة بفضل اضواء النجوم (قد فصّلنا الايات لقوم يعلمون  97).

(و هو الذي انشأكم من نفس واحدة) من علي لانه النقطة تحت الباء (يم) روي ظهرت الموجودات من باء بسم اللّه الرحمن الرحيم (يم)([19]) (فمستقرّ)

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 204 *»

فلكم (هـ) علي صيغة المفعول في قراءة السواد و قرأ (ث) و (ر) علي صيغة الفاعل (و مستودع) اي فمنكم مستقرّ الايمان و منكم مستودعه (يم) (ث) الثابت و المعار (ث) مستقرّ و مستودع يمكن فيهما وجوه: مستقرّ في الاخرة مستودع في الدنيا مستقر في الارحام مستودع في الاصلاب هذا اذا اضمر لكم و يمكن ان‏يضمر فمنكم مستقر الايمان و منكم مستودع و يرفع عنه و روي مستقرّ في الرحم مستودع في الصلب و في رواية قيل له ذلك فقال كذبوا المستقرّ مااستقرّ الايمان في قلبه و المستودع الذي يسلب منه هي خلاصة الاخبار (قد فصّلنا الايات لقوم يفقهون  98).

(و هو الذي انزل من السماء ماء فاخرجنا به نبات كل شي‏ء) نبات كل شي‏ء من اصناف النبات او نبات كل شي‏ء اي غذاء كل شي‏ء فسمّي الغذاء نباتاً لانها تنمي و تنبت بغذائها (هـ) بل كل مايخرج من الارض من المواليد نباتها الا تري انه يقول اللّه انبتكم من الارض نباتاً فتدبر (يم)([20]) (فاخرجنا منه) بعضه (يم) (خضراً )

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 205 *»

زرعاً رطباً (نخرج) صفة خضراً (يم) (منه حبّاً متراكباً) تركب بعضه علي بعض (و من النخل) خبر قنوان (يم) (من طلعها) بدل من النخل (يم) و هو اول مايبدو من الثمر (قنوان) اي اعذاق (هـ) جمع قنوا اي الورق (هـ) العنقود (ق) (دانية) اي و منها بعيدة (و جنات) عطف علي نبات (ل) عن علي7 و جنات بالرفع (من اعناب و الزيتون و الرّمّان مشتبهاً) صفة نبات (و غير متشابه انظروا الي ثمره) علي السواد و قرأ (ح) و (س) ثمره بضمتين (اذا اثمر و ينعه) بلوغه (ق) نضجه (هـ) اذا اينع (انّ في ذلكم لايات لقوم يؤمنون  99).

(و جعلوا للّه) لولي (يم) او هو مفعول ثانٍ (ل) (شركاء) مفعول اول (ل) (الجنّ) مفعول او بدل شركاء (هـ) الثاني (يم) (و خلقهم) حال (هـ) المشركين او الجن (و خرقوا) بتخفيف الراء علي السواد و تشديدها علي قراءة (ن) و هو القارئ بالحمرة (هـ) اختلقوا (له بنين و بنات بغير علم) ثم لمّا فرغ من الاستدلال علي قدرته علي البعث و الاحياء و فيها مايدلّ علي انه انشأ من نفس واحدة و هو خالق الكلّ التفت الي مانسبوا اليه من البنين و الكل خلقه (يم)([21]) (سبحانه) مصدر (و تعالي

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 206 *»

عمايصفون  100).

(بديع) هو بديع (هـ) او مبتدأ و انّي خبره (السموات و الارض) انه مبدعهما و منشئهما ابتداءاً لا من شي‏ء و لا علي مثال سبق (ث) (انّي يكون له ولد و لم‏تكن) حال (له صاحبة) تدلّ الاية علي انه ابي ان‏يجري الاشياء الاّ باسبابها و من اسباب الولد الصاحبة و مسلّم انه لا صاحبة له فان خلق الولد لا من شي‏ء فهو خلقه لا ولده و ان جري بالاسباب فلا صاحبة له فلا ولد (يم) (و) حال (هـ) عطف (خلق كلّ شي‏ء و) عطف (هو بكلّ شي‏ء عليم  101).

(ذلكم اللّه ربّكم لا اله الاّ هو خالق كلّ شي‏ء) روي افعال العباد مخلوقة خلق تقدير لا خلق تكوين و اللّه خالق كل شي‏ء و لانقول بالجبر و التفويض (فاعبدوه و هو علي كلّ شي‏ء وكيل  102).

(لاتدركه الابصار) احاطة الوهم (ث) (و هو يدرك الابصار و هو اللطيف الخبير  103) لايعزب عنه شي‏ء (هـ) فلا  لطيف و لاخبير سواه (يم) لو تدبرت في الحمول في القرءان لوجدت الخبر في اكثرها محلّي باللام و لا عهد يقيناً فهي للاستغراق البتة و لاشك ان الكل ظهوره و نوره و اسمه و صفته فتدبر (يم) روي و اما اللطيف فليس علي قلة و قضافة و صغر ولكن ذلك علي النفاذ في الاشياء و الامتناع من ان‏يدرك كقول الرجل لطف عني هذا الامر و لطف فلان في مذهبه (هـ) لمّا ذكر انه لا ولد له اراد ان‏يبين انهم كيف ينسبون امورهم الي من لايدركونه (يم).

(قد جاءكم بصائر) ائمة (يم) اي فِطَن (يم) (من ربكم) او ادلة من امامكم (يم) (فمن ابصر) اهتدي الي الحق (يم) (فلنفسه و من عمي)ضلّ (يم)([22])(فعليها و ما انا عليكم بحفيظ  104).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 207 *»

(و كذلك) صفة مفعول نصرّف (نصرّف الايات) لعلل (و ليقولوا)للعاقبة (درست) اي تعلمته من اهل الكتاب (هـ) قرأ (ث) و (و) القارئان بالحمرة دارست من باب المفاعلة و قرأ (ر) درست علي صيغة التأنيث (و لنبيّنه لقوم

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 208 *»

يعلمون  105).

(اتّبع) ايها السامع (يم) (مااوحي اليك من ربك لا اله الاّ هو و اعرض عن المشركين  106) بعلي (يم) منسوخة بقوله اقتلوا المشركين (ق) و هذه الاية في الباطن ليست بمنسوخة لانه اعرض عن المشركين بعلي7 (يم).

(و لو شاء اللّه) ولي (يم) (مااشركوا و ماجعلناك عليهم حفيظاً) اي لو شاء اللّه بان‏يجعلهم كلهم مؤمنين معصومين حتي كان لايعصيه احد لفعل ولكن امرهم و نهيهم و امتحنهم (ق) (و ما انت عليهم بوكيل  107) بل انت علي شيعة علي وكيل (يم) بل علي وكيل عليهم (يم).([23])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 209 *»

(و لاتسبّوا الذين) اعداء اللّه (ث) (يدعون من دون اللّه) ولي اللّه (يم) (فيسبّوا اللّه) ولي اللّه (ث) (عدواً) مصدر او مفعول‏له (ل) (بغير علم )فتشركوا من حيث لاتعلمون (ث) لمّا ذكر اعرض عن المشركين اراد ان‏ينهي عن التعرض لالهتهم ايضاً و يبيّن سرّ لزوم الاعراض في حال ضعف الاسلام لانّ السورة مكية (يم) (كذلك زيّنّا لكل امة عملهم) بعد اختبارهم (ق) ينسب التزيين مرة الي نفسه كما هو هنا و مرة الي الشيطان كقوله و زيّن لهم الشيطان اعمالهم لانّ الشيطان هو اليد اليسري في الاضلال و التزيين كما ان الاولياء هم اليد اليمني فافهم ان كنت تفهم و مرة يجعله مجهولاً كقوله كذلك زيّن للكافرين ما كانوا يعملون (يم) (ثم الي ربهم) امامهم (يم) (مرجعهم فينبّئهم بما كانوا يعملون  108).

(و اقسموا) القريش (ق) لمّا فرغ مما جرّ الكلام اليه عاد الي ما كان فيه انفاً من اثبات امر النبي و الكتاب و حال المنكرين (يم) (باللّه جهد) جاهدين (ايمانهم لئن جاءتهم اية ليؤمننّ بها قل انما الايات عند اللّه و مايشعركم انها) بالفتح علي السواد و قرأ (ث) و (و) بالكسر (هـ) مفعول ثانٍ ليشعركم (اذا جاءت لايؤمنون  109) علي السواد و قرأ (ر) و (ح) لاتؤمنون علي صيغة المخاطب.

(و نقلّب افئدتهم) ننكّس قلوبهم (ث) عن فهم الولاية (يم) (و ابصارهم)

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 210 *»

نعمي ابصارهم (ث) عن فهم النبوة (يم) تدلّ علي ان اهل سجين نظرهم الي الاسفل (يم)([24]) (كما لم‏يؤمنوا به اول) ظرف (ل) (مرة) في الذرّ و الميثاق (ق) و (ث) (و نذرهم في طغيانهم يعمهون  110) يضلّون (ق).

(ولو اننا نزّلنا اليهم الملئكة و كلّمهم الموتي و حشرنا) جمعنا (عليهم كلّ شي‏ء قبلاً) حال (هـ) عياناً (ق) و قرأ (ن) و (ر) القارئان بالحمرة قبلاً بكسر الاول و فتح الثاني (هـ) جمع قبيل يعني جماعة جماعة او مصدر يعني مقابلة (ز) (ما كانوا ليؤمنوا الاّ) منقطع (ل) (ان‏يشاء اللّه) ان‏يجبرهم علي الايمان (ق) (و لكنّ اكثرهم يجهلون  111).

(و كذلك) ثم اراد تسلية النبي و علّة امهال المنكرين (يم) (جعلنا لكلّ نبي

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 211 *»

عدواً) اعداء (هـ) مفعول اول او ثان (هـ) انما جعل اللّه لكل نبي عدواً بسوء اختيار العدو و في التكوين بحسن تقدير العزيز الحكيم (يم) و يمكن ان‏يقال ان الجعل يطلق علي جعل اللوازم للملزومات كقوله خلق الّيل و النهار و جعل الظلمات و النور فبعد ما خلق الشياطين كما هم عليه جعلهم عدواً (يم) (شياطين) اعداء علي (ث) بدل او مفعول اول او ثان (الانس) الاول (يم) (و الجن) الثاني (يم)([25]) روي من لم‏يجعله الله من اهل صفة الحق فاولئك هم شياطين الانس و الجن (هـ) روي مابعث اللّه نبياً الاّ و في امته شيطانان يؤذيانه و يضلاّن الناس بعده الي ان قال صاحبا محمد فحبتر و زريق (هـ) روي الانس علي ثلثة اجزاء فجزء تحت ظلّ العرش يوم لا ظلّ الاّ ظلّه و جزء عليهم الحساب و العذاب و جزء وجوههم وجوه الآدميين و قلوبهم قلوب الشياطين (يوحي بعضهم الي بعض) روي الشياطين يتعلم بعضهم من بعض (هـ) يقول بعضهم لبعض اَلاّتؤمنوا بزخرف القول غروراً (ق) و علي هذا التفسير ينبغي ان‏يضمر اجتنبوا زخرف القول او يكون زخرف متعلقاً بيوحي فالمعني علي ظاهره (يم) (زخرف) مزيّن (القول غروراً) مصدر او مفعول‏له او بدل زخرف (و لو شاء ربك مافعلوه فذرهم و مايفترون  112).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 212 *»

لعلل (و لتصغي) لام العاقبة (هـ) او هو لام‏القسم كسرت لعدم النون في الفعل (ز) عامله يوحي او جعلنا (هـ) لتميل (اليه) الي زخرف القول (افئدة الذين لايؤمنون بالاخرة و ليرضوه) بالسنتهم ماليس في قلوبهم (و ليقترفوا )لينتظروا (ق) ليكتسبوا من الاثم (ما هم مقترفون  113) منتظرون (ق).

قل (يم) (أفغير اللّه) ولي (يم) ثم حاجّهم في امر قيّم القرءان بالمناسبة و الحاكم به (يم) (ابتغي) اطلب (حكماً) تمييز او حال (ل) فيه دلالة علي التقرير الذي به هداية كل ضرير (يم) (و هو الذي انزل اليكم الكتاب مفصّلاً) يفصّل بين الحق و الباطل (ق) اي انزل الكتاب تفصيلاً لكل شي‏ء و تبياناً لكل شي‏ء و ما فرّط في الكتاب من شي‏ء و لم‏يحوجنا الي شي‏ء و اظهر علمه فيه فهو الحكم الحق الذي يجب الرجوع اليه (يم) (و الذين) ال‏محمد: (يم)([26]) (اتيناهم الكتاب يعلمون انه) امر الولاية (يم) (منزّل) من باب التفعيل علي قراءة (ر) و حفص القارئان بالسواد و من باب الافعال علي قراءة الباقين و هم القارءون بالحمرة (من ربك بالحق) حال (ل) (فلاتكوننّ) ايها السامع (يم) (من الممترين  114) من الشاكّين (هـ) اكثر خطابات القرءان كخطابات العلماء في كتبهم لايراد به احد بخصوصه كقولهم اعلم او افهم و تدبر او انظر و امثالها فقوله لاتكوننّ لايخصّ النبي بل هو لكل من

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 213 *»

سمع (يم).

(و تمّت كلمت) علي قراءة الكوفيين و كلمات علي قراءة الحمرة (ربك )الحسني كذا نزلت (ث) (صدقاً) تمييز او حال (و عدلاً) بنصب الولي (يم) يكتب هذه الاية و تمّت كلمة ربك الاية ملك يقال له حيوان علي عضد الامام الايمن او بين كتفيه بعد ما ولج فيه الروح في بطن امه او بعد ما تولد علي اختلاف الروايات و لامنع من الكتب في الحالين فان عند ولوج الروح تمام خلق البدن و الولادة تمام الروح و البدن (يم) (لامبدّل لكلماته و هو السميع العليم  115) فلا سميع و لا عليم سواه (يم).

(و ان تطع) ايها السامع (يم) (اكثر) ذمّ الكثرة (ث) (من في الارض )ارض العلم (يم) (يضلّوك) يحيّروك (ق) (عن سبيل اللّه) عن الامام (ق) فلايجوز طاعة كل احد (يم) دلّت علي ان الضلاّل اكثر من المهتدين و دلّ علي ان الظنّ هو الضلال (يم) لانهم (يم) (ان يتبعون الاّ الظنّ) فاطاعة الظانّ و الاخذ بقوله و تقليده ضلالة (يم) (و ان هم الاّ يخرصون  116).

(انّ ربك) الولي (يم) (هو اعلم من) مبتدأ (ل) (يضلّ) خبر (ل) (عن سبيله ) عن اليقين و عن علي (يم) اعلم من يضلّ اما منصوب بحذف الباء اي بمن يضلّ و اما مرفوع بالابتدائية اي اعلم اي الناس يضلّ (و هو اعلم بالمهتدين  117) فعليه نصب الخليفة و ليس باختيار الجهال (يم).([27])

(فكلوا) اي تعلّموا (يم) (مما ذكر اسم اللّه عليه) ماروي عن الحجج (يم) فانه ليس بضلال (يم) ثم فرّع علي اثبات اركان الايمان الامر باكل ما ذكر عليه اسم اللّه و

 

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 214 *»

بمناسبة اتباعهم الظنّ (يم)([28]) (ان كنتم باياته)بالحجج (يم) (مؤمنين  118 )فمن اكل ممالم‏يذكر اسم اللّه عليه ليس بمؤمن (يم).

(و ما) مبتدأ (ل) (لكم) خبر (ل) ما لكم اي اي شي‏ء لكم و يحتمل ان‏يكون ما نافية في محل النهي اي ليس لكم ذلك (هـ) في (ل) (الاّتأكلوا) تتعلموا (يم) (مما ذكر اسم اللّه عليه) ماروي عن الحجج (يم) (و) حال (قد فصّل) علي

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 215 *»

المعروف علي قراءة الكوفيين و (ن) و المجهول علي قراءة الحمرة (لكم ما حرّم)علي المعروف علي قراءة (ن) و حفص و علي قراءة الحمرة علي صيغة المجهول (هـ) و هو الخبيثات (عليكم الاّ) لكن (مااضطررتم اليه) الاّ مااضطررتم اليه الاستثناء منقطع و «ما» موصول اي لكن الذي اضطررتم فلابأس لكم في تناوله (و انّ كثيراً ليضلّون )علي قراءة الكوفيين بضم الياء و بفتحها علي الحمرة (باهوائهم بغير علم) الاخذ عن ال‏محمد: (يم) (انّ ربك هو اعلم بالمعتدين  119) الذين اخذوا العلم عن غير ال‏محمد (يم).([29])

(و ذروا) ثم نهي عن الاثام بقرينة الاية السابقة (يم) (ظاهر الاثم )الثاني (يم) اتباع الظانّين (يم) المعاصي (ق) (و باطنه) الاول (يم) اتباع رؤساء الضلالة (يم) الشكّ و الشرك (ق) بعد مانهي عن العمل بالظنّ اشار الي انه اثم باطني في صورة الطاعة و المعاصي اثم ظاهري فتنبه (يم)([30]) (انّ الذين يكسبون الاثم

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 216 *»

سيجزون بما كانوا يقترفون  120) يكتسبون.

(و لاتأكلوا مما لم‏يذكر اسم اللّه عليه) لم‏يرو عن ال‏محمد: (يم) ثم نهي بعد ماامر تأكيداً و تأويله الاكل من العلوم التي ذكر اسم اللّه عليه و ما لم‏يذكر اسم اللّه عليه و اتي بحكاية العلم بمناسبة الظنّ السابق (يم) (و انه لفسق و انّ الشياطين ليوحون الي اوليائهم ليجادلوكم) قرينة ان المراد من الاكل تناول العلم (يم) (و ان اطعتموهم انكم لمشركون  121) فمن اطاع علماء العامة في دينه فهو مشرك (يم).([31])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 217 *»

(أو من) مبتدأ (ل) (كان) لمّا ذكر العلم الذي به الحيوة و الظنّ و الفسق الذي به الموت ذكر امر الحيوة و الموت (يم) (ميتاً) عنّا (ث) لايعرف شيئاً (ث) و قرأ (ن) القارئ بالحمرة ميّتاً بالتشديد (فاحييناه) بنا (ث) فعرّفناه الامام (يم) (و جعلنا له نوراً) اماماً يأتمّ به (ث) (يمشي به في الناس كمن) خبر (مثله) مبتدأ (ل) (في الظلمات) خبر (ل) الذي لايعرف الامام (ث) في ظلمات الكفر ليس له نور يمشي به في الناس (يم) (ليس) حال (ل) (بخارج منها كذلك) نعت مصدر محذوف (ل) يعني يوحي الشيطان الي اوليائه (يم) (زيّن للكافرين ما كانوا يعملون  122).

(و كذلك) عطف علي كذلك (جعلنا في كل قرية) لمّاذكر انّ الشياطين يوحون الي اوليائهم ليجادلوا المؤمنين و اولياء الشياطين هم الاكابر المجرمون و مكرهم مجادلة المؤمنين ناسب ذكر ذلك (يم) (اكابر) مفعول ثان (مجرميها) بدل (ز) او مضاف اليه (ز) مفعول اوّل (ليمكروا) لكي (ل) لام العاقبة (فيها و مايمكرون الاّ بانفسهم) باخوانهم و اشباههم (يم) (و مايشعرون  123).

(و اذا جاءتهم اية) ثم ذكر صفة المجرمين (يم) (قالوا) الاكابر (ق) (لن‏نؤمن حتي نؤتي) يوحي الينا (يم) (مثل مااوتي رسل‏اللّه) اي حتي ينزل علينا كتاب و وحي و ملك يأمرنا ان امن بفلان و هذا بنفسه مقام الرسالة (يم) (اللّه اعلم حيث) مفعول‏به تقديره اعلم بموضع رسالته (يجعل رسالته) علي قراءة حفص و (ث) و رسالاته علي قراءة الحمرة (سيصيب) سينال (الذين) هذه الاية ايضاً دليل علي ان النبي9جاءهم بالمعجز فلم‏يقبلوا و هي ردّ علي منكري المعجز (يم) (اجرموا) اشترطوا نزول الوحي اليهم (يم) (صغار عند) عامله يصيب او صغار (اللّه) صغار عند اللّه اي ثابت عند اللّه او ان‏يصغروا عند اللّه

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 218 *»

(و عذاب شديد بما كانوا يمكرون124) يعصون اللّه في السرّ (ق).

(فمن) ثم فصّل حال الفريقين (يم) (يرد اللّه) الذي اختار الهدي فيهديه اللّه باختياره و اقتضائه الهدي كقوله يهديهم ربهم بايمانهم (يم) (ان‏يهديه) بايمانه في الدنيا الي دار كرامته في الاخرة (ث) (يشرح صدره) سئل النبي عن شرح الصدر فقال نور يقذفه اللّه في قلب المؤمن فينشرح له و ينفسح قيل هل لذلك علامة يعرف بها قال نعم الانابة الي دار الخلود و التجافي عن دار الغرور و الاستعداد للموت قبل حلوله (هـ) روي ان القلب ليتخلخل في الجوف يطلب الحق فاذا جاء به اطمأنّ و قرّ ثم تلا هذه الاية و روي القلب يتقلب من لدن موضعه الي حنجرته ما لم‏يصب الحق فاذا اصاب الحق قرّ ثم ضمّ اصابعه و قرأ الاية (للاسلام) للتسليم للّه و الثقة به و السكون الي ما وعد به (ث) للانبياء و الرسل (يم)([32]) (و من يرد ان‏يضلّه) عن جنته في الاخرة (ث) هو الذي اختار الضلالة كقوله بكفرهم لعنّاهم (يم) (يجعل صدره ضيّقاً) مفعول ثان (ل) و قرأ (ث) القارئ بالحمرة ضيقاً بالفتح فالسكون مع التخفيف (حرجاً) لا منفذ له (ث) حتي يشكّ في كفره (ث) اشدّ الضيق (هـ) نعت (ل) او مفعول بعد مفعول (ل) قراءة (ن) القارئ بالحمرة حرجاً بالفتح ثم الكسر (كأنما )حال (ل) حتي يصير كأنما (ث) (يصّعّد) علي قراءة السواد و قرأ (ث) يصعد بفتح الاول و سكون الثاني و فتح الثالث (هـ) رسم القديم هكذا يَصَّاعَّدُ (هـ) يتصعد (هـ) مثل شجرة حولها اشجار (ق) (في السماء) العلوّ (هـ) روي قديكون ضيقاً و له منفذ يسمع منه و يبصر و الحرج هو الملتأم الذي لامنفذ له يسمع به و لايبصر منه و ضمّ في حديث

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 219 *»

اخر اصابعه في تفسير الحرج كالشي‏ء المصمت الذي لايدخل فيه شي‏ء و لايخرج منه شي‏ء (هـ) روي اذا اراد اللّه بعبد خيراً نكت في قلبه نكتة من نور و فتح مسامع قلبه و وكّل به ملكاً يسدده و اذا اراد بعبد سوءاً نكت في قلبه نكتة سوداء و سدّ مسامع قلبه و وكّل به شيطاناً يضلّه (كذلك) نعت مصدر محذوف (ل) (يجعل اللّه الرجس)الشكّ (ث) العذاب (علي الذين لايؤمنون  125).

(و هذا) التفصيل في الهداية و الاضلال (يم) (صراط ربك) طريقة ربك في معاملة عباده (يم)([33]) (مستقيماً) حال (ل) (قد فصّلنا الايات لقوم يذّكّرون  126).

(لهم) للمذكرين (يم) (دار السلام) الامان و العافية و السرور (ق) السلامة او اللّه([34]) (عند ربهم) في الجنة (ق) مربّيهم (يم) (و هو) معترضة (هـ) اي ربهم (يم) (وليّهم) اولي بهم (ق) امامهم (يم) (بما) جزاءً او يتعلق بمايتعلق به الظرف اي لهم (كانوا يعملون  127).

(و) اذكر (ل) (يوم) لمّا ذكر دار السلام ذكر القيمة بالمناسبة (يم) (يحشرهم) علي قراءة حفص و علي قراءة غيره نحشرهم من المتكلم (هـ) نجمعهم (هـ) الولي (يم)([35]) (جميعاً) حال (ل) و نقول (يم) (يا معشر الجنّ) اعداء الحق من شرك الشيطان و الجن (يم) قال كل من والي قوماً فهو منهم و ان لم‏يكن

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 220 *»

من جنسهم (ق) (قداستكثرتم من الانس) ممن اضللتموه (يم) (و قال اولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض و بلغنا اجلنا الذي اجّلت لنا) القيمة (ق) (قال النار مثويكم) اسم مصدر (هـ) مثوي اسم مصدر لانه عمل في الحال و اسم المحل لايعمل عمل الفعل (خالدين) حال (فيها الاّ) منقطع (ل) (ما شاء اللّه) ان لايكون من اولياء الجن فلايكون مثلكم (يم) (انّ ربّك حكيم عليم  128).

(و كذلك) كماجعلنا النار مثويهم او كماجعلنا الانس اولياء الجن (نولّي بعض الظالمين بعضاً) قال نولّي كل من يولّي اولياءهم فيكونون معهم يوم القيمة (ق) و روي ماانتصر اللّه من ظالم الاّ بظالم و ذلك قول اللّه عزّوجلّ و كذلك نولّي (بما كانوا يكسبون  129).

(يامعشر) الجماعة التامة (الجنّ و الانس الم‏يأتكم رسل منكم) تدلّ الاية علي ان رسل الجن جني مضمومةً بقوله و ماارسلنا من رسول الاّ بلسان قومه (يم) و عن اميرالمؤمنين7 بعث اللّه تعالي نبياً الي الجن يقال له يوسف فدعاهم الي اللّه عزوجل فقتلوه (هـ) و عنه7 في حديث اسكن الدنيا خلقه و بعث الي الجن و الانس رسله (يقصّون) نعت رسل (ل) يتلون (عليكم اياتي و ينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا علي) ضرر (انفسنا و غرّتهم الحيوة الدنيا و شهدوا علي انفسهم) ائمتهم (يم) (انهم كانوا كافرين  130).

(ذلك) الامر ذلك او فعل اللّه ذلك (ل) (ان) لانه (لم‏يكن ربك مهلك القري بظلم) بظلمهم (و) حال (اهلها غافلون  131) اذ الاخذ في حال الغفلة ظلم (يم) يشعر انّ اهلاك الناس في حال غفلتهم ظلم و لايظلم ربك احداً و يؤيد ذلك ما عن القمي فيها يعني لايظلم احداً حتي يبيّن لهم مايرسل اليهم و اذا لم‏يؤمنوا هلكوا (يم).([36])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 221 *»

(و لكلّ) من المذكورين الذين لهم دار السلام (يم) (درجات) لهم درجات علي قدر اعمالهم (ق) بعد ما ذكر اتيان الرسل ذكر ذلك (يم) (مما عملوا) دلّ علي ان نفس الاعمال درجات للعاملين (يم)([37]) (و ما ربّك بغافل عمايعملون  132 )علي السواد و قرأ (ر) تعملون بالتاء الفوقانية.

(و ربّك) امامك ايها السامع (يم) لمّا ذكر ان لكل درجات اراد ان‏يبيّن انه غني عن طاعتهم و من يرحمه فبرحمته (يم)([38]) (الغني) عنكم (يم) فلا غني

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 222 *»

سواه (يم)([39]) (ذو الرحمة) عليكم (يم) (ان يشأ يذهبكم و يستخلف من )للبدل (بعدكم مايشاء كما) نعت مصدر محذوف (ل) في موضع نصب اي مثل‏ما (انشأكم من) ابتدائية (ذرّية قوم اخرين  133).

(انّ ما) الذي (توعدون) القائم و القيمة (يم)([40]) (لاتٍ) خبر انّ (ل) (و ما انتم بمعجزين  134).

(قل يا قوم اعملوا) تهديد (هـ) ثم اعاد الكلام علي الجن و الانس (يم) (علي مكانتكم) منزلتكم و قرأ ابوبكر القارئ بالحمرة مكاناتكم (اني عامل) علي مكانتي (فسوف تعلمون من) الذي (ل) مبتدأ (تكون) علي السواد و قرأ (ح) و (س) يكون علي صيغة الغائب (هـ) خبر (له عاقبة الدار) الدنيا (هـ) اي يرثه اللّه الارض و يستخلفه فيها فالعاقبة مصدر اي اخر الدنيا او المراد بالعاقبة الاخرة و الجنة كما قيل و العاقبة للمتقين (يم) (انه لايفلح الظالمون  135) فيها دلالة علي مسألة التقرير (يم).

(و جعلوا للّه مما ذرأ) في بعض المصاحف المعتبرة مماذَرَاَ (هـ) خلق (من الحرث و الانعام نصيباً فقالوا هذا للّه بزعمهم) علي السواد و قرأ (س) بزعمهم بضم الزاء (و هذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلايصل الي اللّه و ما كان للّه فهو يصل الي شركائهم ساء ما) فاعل ساء (ل) (يحكمون  136) اذا وقع شي‏ء من الذي للّه في الذي للاصنام لم‏يردّوه و قالوا اللّه اغني و اذا وقع شي‏ء من الذي للاصنام

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 223 *»

في الذي للّه ردّوه و قالوا اللّه اغني (ث).

(و كذلك زيّن) علي المعروف في قراءة السواد و قرأ (ر) زيّن علي صيغة المجهول (لكثير من المشركين قتل اولادهم) بنصب الاول و جرّ الثاني علي السواد و قرأ (ر) قتل اولادهم بالرفع في الاول و النصب في الثاني (هـ) اي اضلال اتباعهم و تلامذتهم و ذريتهم (يم) (شركاؤهم) بالرفع علي السواد و الجرّ علي قراءة (ر) (هـ) شركاؤهم بالرفع جواب عن سؤال محذوف كأنه قيل من زيّنه قال شركاؤهم (ل) و نصب اولاد علي المفعول و خفض شركائهم علي انه مضاف‏اليه و فاعل و المفعول فاصل قراءة بعيدة و كذلك خفض الاولاد و الشركاء علي ان‏يكون شركاؤهم بدلاً من اولادهم (ل) اسلافهم (ق)([41]) (ليردوهم) للعاقبة (هـ) الشركاء المشركين او

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 225 *»

المشركون الاولاد (يم) (و ليلبسوا) ليخلطوا (عليهم دينهم) المشركون علي الاولاد او الشركاء علي المشركين (يم) (و لو شاء اللّه مافعلوه فذرهم و مايفترون  137).

(و قالوا هذه انعام) مواشي (و حرث حجر) محرّم (ق) (لايطعمها الاّ من نشاء) مرفوع بيطعم (ل) (بزعمهم) يحرّمون علي قوم (ق) و قرأ (س) القارئ بالحمرة بزعمهم بضم الزاء (و انعام حرّمت ظهورها) البحيرة و السائبة و الوصيلة و الحام (ق) (و انعام لايذكرون اسم اللّه عليها افتراءً) مفعول‏له او مصدر لمعني الافعال السابقة (عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون  138).

(و قالوا ما) مبتدأ (في بطون هذه الانعام خالصة) خبر (ل) انّث لانّ ما في البطون انعام (ل) الوجه في الخالصة انها مصدر كما في القاموس و اقيم مقام الجنس او التاء للمبالغة في الخلوص (يم) (لذكورنا) سمي الذكر ذكراً اخذاً من الذكر اي الشرف و الذكر انبه من الانثي و اشرف (و محرّم علي ازواجنا) كانوا يحرّمون الجنين الذي يخرجون من بطون الانعام علي النساء فاذا كان ميتاً يأكله الرجال و النساء (ق) (و ان يكن) ما في البطون (ل) و قرأ (ر) القارئ بالحمرة تكن علي صيغة المؤنث (ميتةً) علي النصب في قراءة السواد و الرفع في قراءة (ر) و (ث) (فهم فيه شركاء سيجزيهم وصفهم) دلّت الاية علي ان الوصف هو الجزاء فانما هي اعمالكم تردّ اليكم و الجنة و النار صفات العاملين (يم) (انه حكيم عليم  139).

(قدخسر الذين قتلوا) و قرأ (ث) و (ر) القارئان بالحمرة قتّلوا من باب التفعيل

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 226 *»

(اولادهم) البنات للغيرة (ق) (سفهاً) مصدر او مفعول‏له (ل) خفةً من عقولهم (بغير علم) بل بالظنّ (يم) قتلوا اولادهم اي اضلوا تلامذتهم المسلّمين لهم بالقاء الاباطيل اليهم حميةً او عصبيةً في العلم و الدين حتي شبّهوا علي الاخذين عنهم بحسن الظنّ (يم)([42]) (و حرّموا مارزقهم اللّه) من العلم الحق (يم)([43]) (افتراءً علي اللّه قدضلّوا و ما كانوا مهتدين  140).

(و هو الذي انشأ) خلق (جنّات) البساتين (ق) (معروشات) كذوات الكروم المعروشة (يم) مرفوعة الاشجار كالسقف (هـ) لمّا ذكر اراء المشركين في الحلال و الحرام و النذور اراد ان‏يذكر ان النعم من الحرث و الانعام كلها له و لايحتاج الي نذورهم و هو يحلّ و يحرّم لاغيره (يم) (و غير معروشات و النخل) روي لمّا خلق اللّه ادم من طينته فضل من تلك الطينة فضل فخلق اللّه منها النخلة فمن اجل ذلك اذا قطع رأسها لم‏تنبت و هي تحتاج الي اللقاح اي الكفاح الخبر([44])(و الزرع مختلفاً )

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 227 *»

حال من انشأ (اكله) ثمره الذي يؤكل (ز) (و الزيتون و الرمّان متشابهاً و غير متشابه كلوا من ثمره) كل واحد (ز) (اذا اثمر و اتوا حقه) ضغث من السنبل (ث) ماتيسر ممايعطي المساكين (يوم حصاده) بفتح الحاء علي قراءة (ر) و (ص) و (و) و بكسرها علي الحمرة (هـ) الفتح قراءة اهل‏البيت (هـ) القمي: فرض اللّه يوم الحصاد من كل قطعة من ارض قبضة للمساكين و كذا في جذاذ النخل و في التمر و كذا عند البذر (و لاتسرفوا) لاتعطوا ازيد من القبضة او الضغث (ث) روي ادني حدّ الاسراف بذلك ثوب صونك و اهراقك فضل انائك و اكلك التمر و رميك بالنوي هيهنا و هيهنا و روي للمسرف ثلث علامات يشتري ماليس له و يلبس ماليس له و يأكل ماليس له (انه لايحبّ المسرفين  141).

(و من الانعام) عطف علي جنات (حمولةً و فرشاً) الثياب و الفرش (ق) الحمولة مايحمل عليها الاثقال و لا واحد لها و الفرش الصغار و مايفرش للذبح كقوله اذا وجبت جنوبها و يحتمل ان‏يكون الحمولة الذكران و الفرش الاناث و هو معني لطيف (يم) (كلوا ممارزقكم اللّه و لاتتبعوا خطوات) بضمتين علي السواد و قرأ (ر) و (س) القارئان بالحمرة بسكون الطاء (الشيطان انه لكم عدوّ مبين  142).

(ثمانية) بدل حمولةً و فرشاً (ازواج) اصناف (من الضأن) ذوات الصوف (اثنين) بدل ثمانية او عطف بيان (هـ) اهلية و وحشية (ث) (و من المعز )بسكون العين علي قراءة الكوفيين و (ن) و فتحها علي الحمرة (هـ) ذوات الشعر (اثنين) بدل او عطف (هـ) اهلية و وحشية (ث) الضأن الوحشي في الجبال و المعز الوحشي في المفاوز (ث) (قل ءالذّكرين) من الضأن و المعز (حرّم ام الانثيين امّا) عطف علي الانثيين (اشتملت عليه ارحام الانثيين) انّ اللّه عزوجل احلّ في الاضحية بمني الضأن و المعز الاهلية و حرّم فيها الجبلية و انّ اللّه عزوجل احلّ في الاضحية بمني الابل العراب و حرّم البخاتي و احلّ البقر الاهلية و حرّم الجبلية (ث) و البخت الابل الخراسانية (نبّئوني بعلم ان كنتم صادقين  143).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 228 *»

(و من الابل اثنين) العربي و البخاتي (ث) (و من البقر) الجاموس منه (ث) (اثنين) الاهلي و الوحشي (ث) (قل ءالذّكرين حرّم ام الانثيين امّا اشتملت عليه ارحام الانثيين ام كنتم شهداء اذ وصّيكم اللّه بهذا فمن اظلم ممن افتري علي اللّه كذباً ليضلّ الناس بغير علم انّ اللّه لايهدي القوم الظالمين  144) دليل التقرير فيه هداية كل بصير (يم).

(قل لااجد فيمااوحي الي محرّماً علي طاعم يطعمه الاّ ان‏يكون) بالياء علي السواد و التاء علي قراءة (ث) و (ر) و (ح) (ميتة) علي النصب في قراءة السواد و الرفع في قراءة (ر) (او دماً مسفوحاً) مصبوباً (او لحم خنزير) يحتمل ان‏يكون نفي الحرمة عن ماسوي المذكورات منسوخاً لان السورة مكية و المائدة مدنية و حرّم فيها الخبائث و ما ورد في السنة من المحرمات ناسخة لهذه الاية و روي ليس الحرام الاّ ما حرّم اللّه و رسوله في كتابه ولكنهم قدكانوا يعافون اشياء فنحن نعافيها الي ان قرأ هذه الاية و روي في الغراب ليس بحرام انما الحرام ماحرّم اللّه في كتابه ولكن الانفس تتنزه عن كثير من ذلك تعززاً و روي في اخر لم‏يحرّم اللّه شيئاً من الحيوان في كتابه الاّ الخنزير بعينه و يكره كل شي‏ء من البحر ليس له قشر مثل الورق و ليس بحرام و انما هو مكروه (يم) يمكن الجمع بين الاخبار النافية لحرام غير ماذكر في هذه الاية و بين الاخبار الدالة علي حرمة اشياء كثيرة ان هنا يقول ميتة و هي اعم من الميت الظاهري و الذي ليس فيه روح‏الايمان و النبي هو العارف بكل حيوان لم‏يقبل الايمان فحرّمه و اطلاق الموت علي الكفر كثير (يم)([45]) (فانه رجس) مستقذر (او فسقاً اهلّ لغير اللّه )

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 229 *»

ذكر عليه اسم غير اللّه (به فمن اضطرّ) مرّ في سورة البقرة (غير) حال (ل) (باغٍ و لا عادٍ فانّ ربّك غفور رحيم  145).

(و علي الذين هادوا حرّمنا كل ذي‏ظفر) لحوم الطير (ق) (و من البقر و الغنم حرّمنا عليهم شحومهما الاّ ماحملت ظهورهما او الحوايا) عطف علي الظهور او علي ماحملت (هـ) اي المباعر واحدها حاوية (هـ) او هنا للاباحة اي تحليل كل فرد فرد لا تحليلها معاً كقوله لاتطع منهم اثماً او كفوراً (يم) (او مااختلط بعظم)شحم الجنب و الالية (ذلك) مفعول ثانٍ مقدم او مبتدأ (جزيناهم ببغيهم) علي فقرائهم حيث منعوهم عن لحم الطير و الشحم (ق) (و انّا لصادقون  146).

(فان كذّبوك) في امر علي7 (يم)([46]) (فقل ربكم ذو رحمة واسعة) هي غير المكتوبة للمؤمنين (يم) (و لايردّ) يدفع (بأسه) علي7 (ث) عذابه (عن القوم المجرمين  147) قوله فان كذّبوك الاية تهديد لهم بذكر الرحمة الواسعة التي منها الغضب و الاملاء و الاستدراج للكافرين فلاينافي تعلق بأسه بالمجرمين الرحمة الواسعة (يم).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 230 *»

(سيقول الذين اشركوا) بعلي غيره (يم)([47]) (و لو شاء اللّه مااشركنا) الخلفاء بعلي و الاجماع حكم اللّه (يم) (و لا اباؤنا و لاحرّمنا من شي‏ء) من اعطاء الخمس و الولاية لال‏محمد: (يم) في هذه دليل ظاهر في حرمة العمل بالظن في الفروع ايضاً فان قوله و لاحرّمنا من شي‏ء معني ذلك انهم ظنوا ان اللّه حرّم عليهم ماحرّموا (يم) (كذلك كذّب الذين من قبلهم) رسلهم (حتي ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم) نصّ عن رسول‏اللّه (يم)([48]) (فتخرجوه لنا ان تتبعون الاّ الظنّ)

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 231 *»

الاجماع المدّعي المكذوب (يم) فمامن اللّه علم لا ظن (يم) (و ان انتم الاّ تخرصون 148).([49])

(قل فللّه الحجة البالغة) روي نحن الحجة البالغة علي من دون السماء و فوق الارض (هـ) روي الحجة البالغة التي بلغ الجهال من اهل الكتاب فيعلمها بجهله كمايعلمه العالم بعلمه لانّ اللّه اكرم و اعدل من ان‏يعذّب احداً الاّ بحجة (هـ) روي في الحجة البالغة ان‏يقول لعبده أكنت عالماً فان قال نعم قال له أفلاعملت بماعلمت و ان قال كنت جاهلاً قال له افلاتعلمت حتي تعمل فيخصمه فتلك الحجة البالغة و روي ان للّه علي الناس حجتين حجة ظاهرة و حجة باطنة فاما الظاهرة فالرسل و الانبياء و الائمة و اما الباطنة فالعقول (فلو شاء لهديكم اجمعين  149) لو شاء لجعلكم كلّكم علي امر واحد ولكن جعلكم علي اختلاف (ق).

(قل هلمّ) اَحضِروا (يم) معطوف علي قوله و قالوا ما في بطون هذه الانعام (ق) هلمّ يستعمل للواحد و الجمع و المذكر و المؤنث (شهداءكم الذين يشهدون انّ اللّه حرّم هذا) ولاية علي و خلافته بعد رسول‏اللّه (يم) (فان شهدوا فلاتشهد معهم و

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 232 *»

لاتتبع اهواء الذين كذّبوا) اجماعهم (يم) (باياتنا) بال‏محمد: (يم) (و الذين لايؤمنون بالاخرة) بالرجعة (يم) (و هم بربّهم) بامامهم (يم) (يعدلون  150) يسوّون غيره (يم).([50])

(قل تعالوا) يحتمل قريباً ان قوله تعالي تعالوا خطاب الي اليهود بقرينة القبل و البعد و لانّ الاحكام العشرة المعروفة في التورية هذه: لاتشرك باللّه شيئاً، و لاتسجد لغيري، و ارحم احبّائي، و لاتذكر اسمي بالباطل، احفظ السبت، اكرم والديك، لاتقتل، لاتزن، لاتسرق، لاتشهد لقريبك بالزور، لاتطمع في مال قريبك، فهذه عشر كلمات معروفات في التورية تعظّم و تحلف بها ففيما ذكر اللّه تعالي هنا وفاق مع ما في التورية كالشرك و الاحسان بالوالدين و قتل الاولاد و النفس كلاهما قتل ثم الفواحش و هي الزنا و اكل مال اليتيم هو من الطمع في مال القريب و داخل فيه و هو اعظمه و بخس المكيال من السرقة و الميل في القول هو شهادة الزور و يحتمل ان‏يكون بعهد اللّه اوفوا اول كلام ثانٍ و امر مستقبل بقي في اي التورية السجدة لغير اللّه فهي داخلة في الشرك و رحمة الاحبّاء و السبت ليسا من المحرمات و الغرض هنا ذكر المحرمات او العهد اشارة الي الرحمة و ذكر الاسم و السبت بالجملة علي هذا يخرج قوله ثم اتينا عن التكلف فاوتي موسي الكتاب بعدها (يم) (اتل ما) الذي (حرّم ربكم عليكم الاّ) لئلا او بدل

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 233 *»

ما حرّم اي اتل ان‏لا (تشركوا به شيئاً) يمكن الوقف علي ربكم و علي عليكم و قوله ان‏لاتشركوا يحتمل ان‏يكون متعلقه محذوفاً اي اوصيكم و حذف بدلالة اتل و بدلالة قوله ذلكم وصّيكم (يم) (و بالوالدين) اي لاتشركوا (يم) محمّد و علي (يم)([51])(احساناً( مفعول‏له (يم) )و لاتقتلوا اولادكم) ال‏محمد: بدليل ابناءنا (يم)([52])(من املاق) الفقر (هـ) قوله لاتقتلوا اولادكم من املاق يعني ال‏محمد: خوف ان‏يصيروا ولاة بالعدل و تصيروا مساوين للفقراء و تملقوا عن الرياسة و الخلافة (يم) (نحن نرزقكم و اياهم و لاتقربوا الفواحش) نكاح امرأة الاب (ث) (ماظهر منها) افعال الجوارح (و مابطن) الزنا (ث) افعال القلوب (و لاتقتلوا النفس التي حرّم اللّه الاّ بالحق ذلكم) مبتدأ (ل) (وصّيكم )خبر (ل) (به لعلكم) كي (تعقلون  151).

(و لاتقربوا مال اليتيم) ال‏محمد: (يم)([53]) (الاّ بالتي هي احسن حتي

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 234 *»

يبلغ اشدّه) البلوغ (يم) جمع الشدّ (هـ) اشدّ جمع الشدّ اي الارتفاع او الشدة و هي استحكام قوة الشباب و قيل هو مفرد (و اوفوا) اتمّوا (هـ) استيناف ليس مما حرّم (يم) (الكيل و الميزان بالقسط) بالعدل (لانكلّف نفساً الاّ وسعها )اي لانكلّف نفساً الاّ مايسعه ان‏يفعله و يتركه و له الاختيار فيه و اما ما لايسعه الفعل فيه و الترك كأن‏يكبر او يصغر او يغيّر خلقه فلانكلّفه به (يم) (و اذا قلتم) مطلق (فاعدلوا و لو كان) المقول له (ذاقربي و بعهد اللّه) للولي في الذرّ (يم) (اوفوا ذلكم وصّيكم به لعلكم تذكّرون  152) بتشديد واحد علي قراءة (ح) و (س) و تشديدين

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 235 *»

علي قراءة الحمرة (هـ) جملة المحرمات في هذه الايات اثني‏عشر الشرك باللّه و الشرك بالوالدين و قتل الاولاد و الفواحش ماظهر منها و مابطن و قتل النفس التي حرّم اللّه و اكل مال اليتيم ظلماً و بخس المكيال و الميزان و الميل في القول و منه الشهادة و نقض عهد اللّه و متابعة السبل و ترك سبيل الحق وفقنا اللّه علي اتباع مرضاته (يم) روي هذه الايات لم‏ينسخهن شي‏ء.

(و انّ) اي لانّ (ل) بالفتح علي قراءة السواد و قرأ (ح) و (س) القارئان بالحمرة بالكسر و اِنْ علي قراءة (ر) (هذا) الامام (ق) (صراطي) بسكون الياء علي السواد و علي قراءة (ر) القارئ بالحمرة بفتحها (هـ) علي7 (ث) ولاية علي و الاوصياء (ث) (مستقيماً) حال (ل) (فاتبعوه) علياً (يم) (و لاتتبعوا السبل) الخلفاء (ث) (فتفرّق) تتفرق (بكم عن سبيله) سبيل علي7 (ث) روي نحن السبيل (ذلكم وصّيكم به لعلكم) كي (ق) (تتقون  153).

(ثم) اخبركم بعد ماتلوت ماحرّم (هـ) و يحتمل في قوله ثـم التأخر عن عالم الذرّ لان العهد الاول كان في عالم الذرّ و وصّيكم به في عالم الذرّ و قوله انّ هذا صراطي من تمام العهد و الوصية في عالم الذرّ فثمّ اتينا في هذه الدنيا بعد عالم الذرّ (يم) يمكن ان‏يكون وجه ثـم التأخير عن قوله وصّيـكم لان شرع نبينا كان حين لم‏يخلق غيره و غير اهل‏بيته و لاشك ان التورية مؤخرة عن القرءان و شرع النبي9 و سرّ النظم ذكر الشرايع و الوصايا و ما مرّ و لاتتبع اهواء الذين كذّبوا باياتنا و يمكن ان‏يكون عطفاً علي قوله حرّمنا فيما مرّ و علي الذين هادوا حرّمنا يعني في علمنا ثم اتينا موسي الكتاب (يم) (اتينا موسي الكتاب تماماً) مصدر او حال (ل) للنعمة (علي الذي احسن )يعني تمّ له الكتاب لما احسن (ق) قوله علي الذي احسن اي علي النهج الذي احسن موسي ان‏يحفظه او يعقله او يحكم به و غير ذلك و احسن في لغة العرب بمعني دري و علم او معناه بناء علي العمل الذي احسن فيها و لعل هذا الوجه ماذكره القمي (يم) (و تفصيلاً لكل شي‏ء و هدي و رحمةً لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون  154).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 236 *»

(و هذا كتاب انزلناه مبارك فاتبعوه و اتقوا لعلكم) كي (ق) (ترحمون 155).

(ان تقولوا) اي القريش (ق) اي انزلنا كراهة ان‏تقولوا (انما انزل الكتاب علي طائفتين) اليهود و النصاري (ق) (من قبلنا و ان) و ما (ل) (كنّا عن دراستهم لغافلين  156) الا (ل).

(او تقولوا لو) وقع (انّا انزل علينا الكتاب لكنّا اهدي منهم فقدجاءكم بينة من ربكم و هدي و رحمة فمن اظلم ممن كذّب بايات اللّه و صدف)مال (هـ) دفع (ق) (عنها سنجزي الذين يصدفون) يدفعون و يمنعون (ق) يميلون (عن اياتنا سوء العذاب ) جزاء (بما كانوا يصدفون  157).

(هل ينظرون) المنافقون و المشركون (ث) لمّا ذكر سوء العذاب ناسب ذكر العقاب (يم) (الاّ ان‏تأتيهم) علي السواد و قرأ (ح) و (س) يأتيهم بالياء التحتانية (الملئكة) فيعاينوه (ث) (او يأتي ربك) امر (ث) (او يأتي بعض ايات ربك )العذاب (ث) (يوم يأتي) اذا طلعت الشمس من مغربها (ث) روي طلوع الشمس من المغرب و خروج الدابّة و الدخان (بعض) القائم (ث) (ايات ربك )الائمة (ث) عند رفع الحجة (يم)  (ث) (لاينفع نفساً ايمانها) بالقائم في ذلك اليوم (يم) لانها سلبت (ث) (لم‏تكن) صفة نفساً (امنت من قبل) ان ترفع الحجة (ث) في الميثاق (ث) قيامه بالسيف (ث) و ان امنت بمن تقدم من ابائه (ث) (او كسبت )المؤمن العاصي (ث) (في ايمانها) الاقرار بالانبياء و الاوصياء (ث) (خيراً )يحتمل ان‏يكون او بمعني الواو كقوله لعله يتذكر او يخشي و تكون الاية دليلاً علي ان كسب الخير اي القول باللسان و العمل بالاركان جزء الايمان (يم) روي المؤمن العاصي حالت بينه و بين ايمانه كثرة ذنوبه و قلة حسناته فلم‏يكسب في ايمانه خيراً (قل انتظروا انّا منتظرون  158).

(انّ الذين) لمّا كان الكلام في المؤمنين و الكافرين فصّل امرهم (يم) (فرّقوا )

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 237 *»

من باب التفعيل و قرأ (س) و (ح) فارقوا (هـ) قراءة علي7 فارقوا (ث) (دينهم) اميرالمؤمنين (ق) (و كانوا شيعاً) يشيع كل فرقة اماماً (ز) اهل الضلال و اصحاب الشبهات و البدع (ث) روي افترقت اليهود علي احدي‏وسبعين فرقة كلها في الهاوية الاّ واحدة و افترقت النصاري علي اثنين‏وسبعين فرقة كلها في الهاوية الاّ واحدة و ستفترق امتي علي ثلاث‏وسبعين فرقة كلها في النار الاّ واحدة (لست منهم في شي‏ء) لانك تقاتل المشركين و انما قتالهم مع علي7 و القائم عجل‏اللّه‏فرجه (يم) (انما امرهم الي اللّه ثم ينبّئهم بما كانوا يفعلون  159).

(من جاء) من المؤمنين خاصةً (ث) ناسخة لقوله فله خير منها (ق) (بالحسنة) الولاية (ث)([54]) (فله) خبر (ل) (عشر) مبتدأ (ل) (امثالها )حسنات (ل) (و من جاء بالسيئة) من غير اهل الولاية (ث) (فلايجزي الاّ مثلها و هم لايظلمون 160).

(قل انني هداني ربي) بسكون الياء علي السواد و قرأ (ن) و (ر) بفتح الياء (الي صراط مستقيم) من احبّ علياً و اتاه و اخذ بسبيله (ث) اعني (ديناً )بدل صراط (ل) (قيماً) بالتخفيف علي قراءة الكوفيين و (ر) و التشديد مع فتح الاول

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 238 *»

علي الحمرة (هـ) مستقيماً (هـ) مصدر (ملّة) بدل (ابرهيم حنيفاً) خالصاً مخلصاً (ث) حال (هـ) مائلاً الي الحق (هـ) روي ما من احد علي ملة ابرهيم الاّ نحن و شيعتنا و سائر الناس منها برءاء (هـ) عن النبي9 في ابرهيم فقال دينه ديني و ديني دينه و سنته سنتي و سنتي سنته و فضله فضلي و انا افضل منه (و ما كان من المشركين  161).

(قل انّ صلاتي و نسكي) عبادتي (و محياي) حيوتي (و مماتي )موتي (هـ) و قرأ (ن) القارئ بالحمرة مماتي بفتح الياء (للّه ربّ العالمين  162).

(لا شريك له و بذلك امرت و انا اول المسلمين  163) دلّت الاية علي انه اول المخلوقات لانه له اسلم من في السموات و الارض و هو اولهم و كل المخلوقات مسلمون للّه و هو اوّلهم فتدبر (يم).([55])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 239 *»

(قل أ غير) مفعول ابغي (ل) (اللّه ابغي ربّاً) تمييز (ل) (و هو ربّ كل شي‏ء و) حال (لاتكسب كل نفس الاّ عليها و لاتزر) عطف علي لاتكسب (وازرة) حاملة (وزر) حمل (اخري) الاية محكمة (ث) (ثم الي ربكم )امامكم (يم) (مرجعكم فينبّئكم بما كنتم فيه تختلفون  164).

(و هو الذي جعلكم) يا ال‏محمد: (يم)([56]) (خلائف) جمع خليفة (الارض) او جعلكم خلائف الارض بعد السالفين و جعل بعضكم فوق بعض درجات بان جعلهم انبياء او ائمة او علماء ليبلوكم فيمااتاكم من الرفعة و الضعة (يم) (و رفع بعضكم فوق بعض درجات) الي درجات او تمييز (هـ) فال‏محمد بعضهم اكمل من بعض و ارفع درجة و اعلم (يم) (ليبلوكم) ليختبركم (ق) في القدر و المال (ق) (فيمااتيكم انّ ربك سريع العقاب و انه لغفور رحيم  165).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 240 *»

«سورة الاعـراف»

مكية و هي مائتان و ست ايات حجازي كوفي (هـ) قيل انها مكية غير قوله و اسألهم عن القرية الي قوله بماكانوا يفسقون فانها مدنية و هي خمس بصري شامي اختلافها خمس ايات المص و بدأكم تعودون كوفي مخلصين له الدين بصري شامي ضعفاً من النار و الحسني علي بني‏اسرائيل حجازي.

(بسم اللّه الرحمن الرحيم)

(المص  1).

هذا (كتاب) افتتح السورة بذكر الكتاب و الانذار و تذكر المؤمنين لما في هذه السورة من ذكرها (يم) (انزل اليك فلايكن) عاطفة جملة علي جملة (هـ) معترضة(يم)(في صدرك حرج) ضيق (ق) (منه لتنذر به و ذكري) عطف علي كتاب (ل) (للمؤمنين  2) لتذكر به ذكري او و هو ذكري او هو مفعول‏له معطوفاً علي معني لتنذر و قوله لتنذر اما متصل بقوله اليك و قوله فلايكن الكلام معترضة او هو متصل بقوله فلايكن و لااعتراض و معناه فلايكن في صدرك حرج لتنذر اي اذا كان في صدرك ضيق لاتقدر ان‏تنذر و لاتقبل نفسك الي الانذار (يم).

(اتّبعوا ماانزل اليكم من ربكم) في علي7 (يم) (و لاتتبعوا من دونه) اميرالمؤمنين (يم) (اولياء) صريح في ان المراد بـماانزل رجل (يم)([57]) (قليلاً)

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 241 *»

عامله تذكرون (ل) (ما) زائدة (ل) (تذكّرون  3) و قرأ (ر) القارئ بالحمرة يتذكرون.

(و كم) مبتدأ (من قرية اهلكناها) خبر (ل) بالخذلان و غورهم في العصيان (فجاءها بأسنا) و يمكن ان‏يكون الفاء لتعقيب البيان لامجيئ البأس و مثل ذلك كثير (يم) (بياتاً) ليلاً (ل) بائتين كقوم لوط (ز) حال (او هم) و هم (هـ) «او» هنا

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 242 *»

لاثبات كل فرد فرد (قائلون  4) في نصف النهار (ق) كقوم شعيب (ز).

(فما كان دعويهم) اسم (اذ جاءهم بأسنا) عذابنا (الاّ ان) خبر (قالوا انّا كنّا ظالمين  5).

(فلنسئلنّ) جواب قسم (هـ) قوله فلنسئلنّ اتي بحرف التعقيب في محل المهلة للتقريب (الذين ارسل اليهم) عن اداء الرسل فيجحدون (ث) (و لنسئلنّ المرسلين  6).

(فلنقصّنّ عليهم بعلم و ما كنّا غائبين  7) عن افعالهم (ق).

(و الوزن) مبتدأ (ل) المجازاة بالاعمال (ق) ذكر الميزان بمناسبة السؤال فانّ يوم السؤال يوم القيمة (يم) (يومئذ) ظرف (ل) خبر (ز) (الحق) خبر (ل) صفة الوزن (ز) (فمن ثقلت) رجحت (ث) (موازينه) اعماله الحسنة (ث) (فاولئك هم المفلحون 8).

(و من خفّت موازينه) اعماله السيئة (ث) (فاولئك الذين خسروا انفسهم بما كانوا باياتنا) بال‏محمد او شيعتهم (يم) (يظلمون  9) سئل الصادق7 اوليس توزن الاعمال قال لا لان الاعمال ليست باجسام و انما هي صفة ماعملوا و انمايحتاج الي وزن الشي‏ء من جهل عدد الاشياء و لايعرف ثقلها و خفّتها و انّ اللّه لايخفي عليه شي‏ء قيل فمامعني الميزان قال العدل قيل فمامعناه في كتابه فمن ثقلت موازينه قال من رجح عمله (هـ) روي ان الخير ثقل علي اهل الدنيا علي قدر ثقله في موازينهم يوم القيمة و انّ الشرّ خفّ علي اهل الدنيا علي قدر خفته في موازينهم يوم القيمة اقول: قدذكر اهل الدنيا فلايعترض بخفة الصالحات علي المؤمنين (يم) موازين جمع موزون و هو العمل و الحسنة ثقيلة لانها اصيلة و السيئات خفيفة لانها مجتثة فقوله فمن ثقلت موازينه يعني كان محسناً و من خفّت موازينه يعني كان مسيئاً (يم).([58])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 244 *»

(و لقد مكّنّاكم في الارض) اي امكنكم من فهم القرءان (يم)([59]) (و جعلنا لكم فيها معايش) لمّا ذكر في اول السورة و لاتتبعوا من دونه اولياء اراد اظهار ولايته و نعته (يم) (قليلاً) منصوب بتشكرون (هـ) اي شكراً قليلاً (ما) زائدة (تشكرون10).

(و لقد خلقناكم) في التوحيد (يم) في عالم الذرّ (يم) في اصلاب الرجال (ق) (ثم صوّرناكم) في الاسلام بمحمد9 (يم) في عالم الذرّ بالتكليف (يم) في ارحام النساء (ق) روي اما خلقناكم فنطفةً ثم علقةً ثم مضغةً ثم عظماً ثم لحماً و اما صوّرناكم فالعين و الانف و الاذنين و اليدين و الرجلين صوّر هذا و نحوه ثم جعل الدميم و الوسيم و الجسيم و الطويل و القصير و اشباه هذا.([60])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 246 *»

(ثم قلنا) في هذه الدنيا بعد توديعكم صلب ادم (يم) قوله ثم قلنا يحتمل ان‏يكون لتأخير البيان و مثله كثير في كلام الفصحاء او المخاطب ال‏محمد: فان اللّه خلقهم و صوّرهم ثم جعل انوارهم في صلب ادم ثم امر الملائكة بالسجود (يم) (للملئكة) الذين ملكوا الدين و العلم (يم)([61]) (اسجدوا لادم) اخضعوا لعلي7 (يم)([62]) (فسجدوا الاّ) منقطع (ابليس) الاول و الثاني (يم)([63]) (لم‏يكن

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 247 *»

من الساجدين 11) ذكر قصة الشيطان بمناسبة التمكين في الارض و الهبوط اليها و قوله فيها تحيون و فيها تموتون (يم).

(قال ما) مبتدأ (ل) (منعك) اي ماحملك (يم) خبر (ل) (الاّ) مزيدة (تسجد) او المعني ماحملك علي ان لاتسجد و ذلك سرّ في القرءان انه يأتي بحرف و يحذف حرفاً بعد فعل ليس من عادته و في محله في الظاهر اشعاراً بان المراد من ذلك

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 248 *»

حاصله او مشاكله او مايقرب منه فاحفظه تغتنم و بذلك تخلص من الغاء كثير من الالفاظ (يم) (اذ امرتك) دليل علي ان الامر للوجوب و هو قوله اسجدوا (يم)([64])(قال انا خير منه خلقتني من نار) كان شديدالغضب و الحسد (يم) لو قاس الجوهر الذي خلق اللّه منه ادم بالنار كان ذلك اكثر نوراً و ضياءً من النار (ث) (و خلقته من طين  12) كان اباتراب (يم) روي كذب ابليس ماخلقه اللّه الاّ من طين قال اللّه عزوجل جعل لكم من الشجر الاخضر ناراً قدخلقه اللّه من تلك النار و من تلك الشجرة و الشجرة اصلها من طين.([65])

(قال فاهبط منها) من السماء (فمايكون لك ان‏تتكبر فيها فاخرج انك من الصاغرين  13) الاذلاّء (يم).

(قال انظرني) امهلني (الي يوم يبعثون  14) انظاره و تسلطه علي ولد ادم و جريه منهم مجري الدم و ان لايولد للانسان واحد الاّ و يولد له اثنان و يراهم و لايرونه و يتصور لهم في كل صورة شاء و يسكن في صدورهم هو و ذريته كل ذلك ثواب عمله (ث) و احسن عمله ركعتان ركعهما في السماء السابعة في اربعة الاف سنة (ث) و اعطي اللّه ادم في مقابلة مااعطي ابليس السيئة بواحدة و الحسنة بعشرة و التوبة

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 249 *»

المبسوطة الي الموت و المغفرة و لايبالي فاكتفي ادم به (ث).

(قال انك من المنظرين  15) روي يموت بين النفختين و روي انظره الي يوم يبعث فيه قائمنا.

(قال فبمااغويتني) اضللتني (لاقعدنّ) جواب قسم (هـ) كالقطّاع (ز) (لهم) للشيعة (ث) علي (صراطك المستقيم  16) ولاية اميرالمؤمنين (يم) علي7 (ث) روي يا زرارة انما عمد لك و لاصحابك فاما الاخرون فقد فرغ عنهم (هـ) حذف الجار من قوله صراطك ليشعر معني لالبّسنّ لهم صراطك او لاعوّجنّ له فانه اينماقعد يعوّجه و يلبّسه علي الناس (يم).([66])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 250 *»

(ثم لاتينّهم من بين ايديهم) اهوّن عليهم امر الاخرة (ث) (و من خلفهم) امرهم بجمع الاموال و البخل بها عن الحقوق (ث) (و عن ايمانهم) افسد عليهم امر دينهم بتزيين الضلالة و تحسين الشبهة (ث) (و عن شمائلهم) بتحبيب اللذات اليهم و تغليب الشهوات علي قلوبهم (ث) يدخل «من» في القدّام و الخلف لانه في الطريق و فيه معني طلب النهاية و «عن» في اليمين و الشمال للانحراف عن القصد (يم) (و لا تجد اكثرهم شاكرين  17).

(قال اخرج منها مذءوماً) حال (ل) معيباً (ق) الذأم اشد العيب (مدحوراً )مقصياً (ق) مدفوعاً علي الهوان (لمن) شرط مبتدأ (هـ) للابتداء (تبعك منهم لأملئنّ) جواب القسم سدّ مسدّ جواب الشرط (جهنم منكم) اي منك و ممن تبعك (اجمعين18).

(و يا ادم اسكن انت و زوجك الجنة) جنة الدنيا التي تطلع فيها الشمس و القمر (ث) (فكلا من حيث شئتما و لاتقربا هذه الشجرة) شجرة مقام ال‏محمد: (ث) شجرة الحسد عهد اليهما ان لاينظرا الي من فضّل اللّه عليه بعين الحسد و لم‏يجد له عزماً (فتكونا) جواب النهي (ل) (من الظالمين  19) من مدّعي منزلة محمد و اله (ث).

(فوسوس لهما) لشيعتهما (يم) اوهمهما النصيحة ولو قال اليهما لكان المعني

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 251 *»

القي الشبهة اليهما([67]) (الشيطان ليبدي لهما ما ووري) غطّي (ز) (عنهما من سوءاتهما) عوراتهما (و قال مانهيكما ربّكما عن هذه الشجرة) لم‏ينس ادم و كيف ينسي و هو يذكّره و يقول له ابليس مانهيكما ربّكما (ث) (الاّ) كراهة (ان‏تكونا ملكين او تكونا من الخالدين  20).

(و قاسمهما) قابلهما بالقسم (اني لكما) ناصح (لمن الناصحين  21 )فلم‏يظنّ ادم ان احداً يحلف باللّه كاذباً (يم) لايجوز ان‏يتعلق لكما بالناصحين لان ما في الصلة لايجوز ان‏يتقدم علي الموصول فمعني الكلام اني لكما ناصح و بيّنه بقوله لمن الناصحين.

(فدلّيهما) ارسلهما الي الاسفل (بغرور) باظهار النصح و ابطان الغشّ (فلمّا ذاقا الشجرة) تمنّيا منزلة محمد و علي و الهما (ث) (بدت لهما سوءاتهما )عوراتهما (هـ) كانت داخلاً (ث) نفخ في ادم بعد زوال الشمس من يوم الجمعة و اسكن الجنة من يومه و خرج بعد غروب الشمس و ماباتا فيها و صبرا بفناء الجنة حتي اصبحا و بدت لهما سوءاتهما فاهبطا الي الارض (ث) (و طفقا) شرعا (يخصفان) يغطيان (ق) يرقعان (عليهما من ورق الجنة و ناديهما ربهما

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 252 *»

ألم‏انهكما عن تلكما الشجرة و اقل لكما انّ الشيطان لكما عدوّ مبين  22).

(قالا ربّنا ظلمنا انفسنا و ان لم‏تغفر لنا و ترحمنا لنكوننّ من الخاسرين23).

(قال اهبطوا) يا ادم و يا حوّا و يا ابليس (يم) (بعضكم لبعض عدوّ و لكم في الارض مستقر و متاع الي حين  24) قوله اهبطوا و قوله و لكم في الارض يشهدان ان جنة ادم كان في السماء و هي سماء البرزخ كالاخرة (يم).

(قال فيها تحيون و فيها تموتون و منها تخرجون  25) علي المجهول في قراءة السواد و المعروف في قراءة (ح) و (س) و هما القارئان بالحمرة.

(يا بني‏ادم قد انزلنا) من الخزائن العالية (يم) (عليكم لباساً) ثياباً (ث) هو اصل لباس التقوي و هو الولاية (يم)([68]) (يواري سوءاتكم) عوراتكم (هـ) قبايحكم و معاصيكم (و ريشاً) المتاع و المال (ث) جمالاً في البدن و غيره (و لباس)

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 253 *»

بالضم علي السواد و علي قراءة (ن) و (س) و (ر) بالنصب (هـ) لباس علي النصب عطف علي لباساً ثم ذلك خير جملة علي‏حدة (التقوي) ثياب البياض (ث) العفاف ان العفيف لاتبدو له عورة و ان كان عارياً (ث) (ذلك) تأكيد و بدل من لباس (خير ذلك من ايات اللّه لعلهم يذّكّرون  26).

(يا بني‏ادم) وجه مناسبتها و الخطاب ببني‏ادم ما مـرّ من قصة ادم (يم) (لايفتننّكم) لايضلنّكم (الشيطان) قوله لايفتننّكم الشيطان ظاهر النهي للشيطان و المنهيون الناس و المعني احذروا حتي لايقع بكم فتنته (يم) (كمااخرج ابويكم من الجنة ينزع) حال (ل) (عنهما) يسلب عنهما (يم) (لباسهما) تقويهما (يم) (ليريهما سوءاتهما انه يريكم هو و قبيله من حيث لاترونهم) كأنه جواب سؤال مقدر (يم) (انّا جعلنا الشياطين اولياء للذين لايؤمنون  27) انّ الشيطان ليجري من ابن ادم مجري الدم (ث) دلّت الاية علي انّ اللّه سبحانه جعل خلفاء الجور ائمة خذلانية للذين لايؤمنون فلا شي‏ء الاّ بجعله محبوباً او مبغوضاً (يم).([69])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 254 *»

(و اذا فعلوا) عبدة الاصنام (ق) (فاحشة) ائتمّوا بائمة الجور (ث) (قالوا وجدنا عليها اباءنا) ذكرها بمناسبة الذين لايؤمنون (يم) (و اللّه امرنا بها) ادّعوا ان اللّه امرهم بالايتمام بهم فردّ اللّه عليهم (ث) (قل انّ اللّه لايأمر بالفحشاء )لايخفي ان احداً لايدعي ان اللّه امره بالفحشاء غاية الامر انهم يقولون ان اللّه مانهيهم و اما الامر بالمعاصي الظاهرة الفاحشة فلايدّعيه احد و هو كماروي انهم ائتموا بائمة الجور الذي هو افحش الفواحش و رأسها ثم ادعوا ان رسول‏اللّه9 امرهم بالاخذ بالاجماع و تلك التسويلات (يم) (أتقولون علي اللّه ما لاتعلمون  28) الاية تدلّ علي عدم جواز العمل بالظنّ في الفروع خاصةً (يم).([70])

(قل امر ربي) ذكر المأمور بمناسبة لايأمر بالفحشاء (يم) (بالقسط )بالعدل (هـ) بولاية علي7 (يم)([71]) (و اقيموا) عطف علي لايفتننّكم او علي امـر

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 255 *»

(وجوهكم عند كل مسجد) شطر المسجد الحرام (ث) اوقات الصلوة (هـ) امام (ث)([72]) (و ادعوه مخلصين) حال (ل) (له الدين كما) مصدرية (يم) نعت مصدر محذوف (ل) (بدأكم) من ال‏محمد: و بهم فتح و اليهم تعودون و هو علة قوله و اقيموا وجوهكم (يم)([73]) (تعودون  29) في القيمة (ق).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 256 *»

(فريقاً) يمكن ان‏يكون حالاً من فاعل يعودون (هـ) او منصوب بهدي (ل) (هدي و فريقاً) اضـلّ و حذف بقرينة مابعده([74]) (حقّ) وجب (عليهم الضلالة) روي خلقهم حين خلقهم مؤمناً و كافراً و شقياً و سعيداً و كذلك يعودون يوم القيمة مهتد و ضال (انهم) القدرية (ث) (اتخذوا الشياطين) ائمة دون ائمة الحق (ث) (اولياء من دون اللّه) ولي (يم) (و يحسبون انهم مهتدون  30 )

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 257 *»

قوله انهم اتخذوا الاية و هم القدرية يقولون لا قدر يزعمون انهم قادرون علي الهدي و الضلال و ذلك اليهم ان شاءوا اهتدوا و ان شاءوا ضلّوا (ق).

(يا بني‏ادم خذوا زينتكم) ذكر ذلك بمناسبة قد انزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم و ريشاً (يم) ثيابكم التي تتزينون بها للصلوة في الجمعات و الاعياد (ث) (عند كل مسجد) وقت صلوة (هـ) روي من ذلك التمشط عند كل صلوة و روي الغسل عند لقاء كل امام و روي يعني الائمة (هـ) المسجد بيت اللّه و هم بيوت اللّه: (يم)([75])(و كلوا و اشربوا و لاتسرفوا انه لايحبّ المسرفين  31) روي ليس فيمااصلح البدن اسراف انما الاسراف فيماافسد المال و اضرّ بالبدن (هـ) روي من سأل الناس شيئاً و عنده ما يقوت يومه فهو من المسرفين (ث) روي أتري ان اللّه اعطي من

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 258 *»

اعطي من كرامته عليه و منع من منع من هوان به عليه لا ولكن المال مال اللّه يضعه عند الرجل ودايع و جوّز لهم ان‏يأكلوا قصداً و يشربوا قصداً و يلبسوا قصداً و ينكحوا قصداً و يعودوا بماسوي ذلك علي فقراء المؤمنين و يلمّوا به شعثهم فمن فعل ذلك يأكل حلالاً و يشرب حلالاً و يركب و ينكح حلالاً و من عدا ذلك كان عليه حراماً ثم قال و لاتسرفوا انه لايحبّ المسرفين أتري اللّه ائتمن رجلاً علي ما خوّل له ان‏يشتري فرساً بعشرة الاف درهم و يجزيه فرس بعشرين درهماً و يشتري جارية بالف دينار و يجزيه بعشرين دينار و قال و لاتسرفوا انه لايحبّ المسرفين.

(قل من حرّم) منـع (هـ) روي ان اللّه اذا انعم علي عبد نعمة احب ان‏يراها عليه (زينة اللّه) جميع الزينة و الطيبات للمؤمنين و عند الكفار غصب (يم)([76]) (التي

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 259 *»

اخرج لعباده و الطيبات من الرزق قل هي للذين امنوا في الحيوة الدنيا )

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 260 *»

متعلقه متعلق للذين (يم) المغصوبين عليها (ث) مشتركة بينهم و بين الكفار (خالصة) بالنصب علي السواد و الرفع علي قراءة (ن) (هـ) حال (ل) اي هي (ل) او خبر بعد خبر لهي (ل) (يوم القيمة) بلاغصب (ث) قوله للذين امنوا في الحيوة الدنيا يعني انها خلق لاجلهم اولاً و بالذات و تمتع الكفار منها ايضاً لاجلهم فهي للمؤمنين في الدنيا و الاخرة لا لغيرهم الاّ ان في الدنيا يتمتع الكفار ايضاً لاجلهم و في الاخرة خالصة لايتمتع منها الكفار و لو بالعرض فان المراد بالخالصة عن شوب الدنيا و لم‏يذكرهم في اللفظ لقلة الاعتناء بهم (يم) (كذلك نفصّل الايات لقوم يعلمون  32).

(قل انما حرّم) ذكرها بمناسبة مالم‏يحرّم (يم) (ربي) بفتح الياء علي السواد و سكونها علي قراءة (ح) (الفواحش) من ذلك ائمة الجور (ق) (ما) بدل (ل) (ظهر منها) نكاح امرأة الاب (ث) الزنا المعلن (ث) الثاني (يم) (و مابطن )الزنا (ث) نكاح امرأة الاب (ث) الاول (يم) (و الاثم) الخمر و الميسر (ث) الثالث (يم) (و البغي )الزنا سرّاً (ث) الرابع (يم) (بغير الحق و ان‏تشركوا باللّه) بطاعة النواصب و علماء السوء (يم) عن العبد الصالح7 ان القرءان له ظهر و بطن فجميع ما حرّم اللّه في القرءان هو الظاهر و الباطن من ذلك ائمة الجور و جميع ما احلّ اللّه في الكتاب هو الظاهر و الباطن من ذلك ائمة الحق([77]) (ما لم‏ينزّل به

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 262 *»

سلطاناً و ان‏تقولوا علي اللّه ما لاتعلمون  33) روي لاتقل ما لاتعلم بل لاتقل كل‏ماتعلم (هـ) و هذا ردّ علي من قال في دين اللّه بغير علم و حكم فيه بغير حكم اللّه فعليه مثل ما علي من اشرك باللّه و استحلّ المحارم و الفواحش و القول علي اللّه محرّم مثل هذه المعاني.

(و لكل امة) جماعة (اجل) انذر بمناسبة المعاصي التي عدّها (يم) روي حرس كل امرأ اجله (فاذا جاء اجلهم) الي الملك ليلة القدر (ث) المسمي (ث) (لايستأخرون ساعةً و لايستقدمون  34).

(يا بني‏ادم امّا) حرف شرط دخل عليها «ما» اي ان يأتكم جزاؤه محذوف (يأتينّكم رسل منكم يقصّون عليكم اياتي) فامنوا و اتقوا و اصلحوا (فمن اتقي )علة (و اصلح فلاخوف عليهم و لا هم يحزنون  35).

(و الذين كذّبوا باياتنا) بالاوصياء (ث) ذكرها بمناسبة الرسل يقصّون الايات (يم) (و استكبروا عنها) عن قبولها (اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون36).

(فمن اظلم) اخبار اي لا احد اظلم (هـ) ذكرها بمناسبة يقصّون عليكم اياتي (يم) (ممن افتري علي اللّه كذباً او كذّب باياته) بالاوصياء (ث) (اولئك ينالهم نصيبهم من) بيانية (الكتاب) مما كتب لهم و عليهم (هـ) ما في كتابنا من عقوبات المعاصي (ق) (حتي اذا جاءتهم رسلنا يتوفّونهم قالوا) الرسل (اين ما كنتم تدعون من دون اللّه قالوا ضلّوا) بطلوا (عنا و شهدوا علي انفسهم انهم كانوا كافرين  37).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 263 *»

(قال) اللّه (ادخلوا في امم قد خلت من قبلكم من الجن و الانس في النار كلما) نصب بـلعنت (ل) (دخلت امة لعنت اختها) كانت بعدها تبعوهم علي عبادة الاصنام (ق) (حتي اذا ادّاركوا فيها) اجتمعوا (ق) اصله تداركوا (هـ) ادّاركوا اصله تداركوا ادغمت التاء في الدال و اتي بالالف حذراً من الابتداء بالساكن (جميعاً )حال (ل) (قالت اخريهم لاوليهم ربّنا هؤلاء) ائمة الجور (ق) و (ث) (اضلّونا فاتهم عذاباً ضعفاً من النار قال لكل ضعف ولكن لاتعلمون  38) و يعلمون بالياء علي قراءة ابي‏بكر.

(و قالت اوليهم لاخريهم فما كان لكم علينا من فضل) بناءً علي قوله لكل ضعف (يم) (فذوقوا) كلام اللّه او كلام الاولي (العذاب بما كنتم تكسبون  39) شماتةً بهم (ق).

(ان الذين كذّبوا باياتنا) بالاوصياء (ث) (و استكبروا عنها لاتفتّح )علي المجهول من باب التفعيل في قراءة السواد و قرأ (ح) و (س) القارئان بالحمرة يفتح بالتخفيف و صيغة الغائب المجهول و قرأ (و) لاتفتح بصيغة المخاطب المعلوم (لهم ابواب السماء) تدلّ علي ان الجنة في السماء (يم)([78]) تفتح لاعمال المؤمن و اعمال الكافر تهبط الي سجين و هو واد بحضرموت (ث) (و لايدخلون الجنة) روي مطية الاعمال للصعود الي الجنان موالاة علي و الائمة: (حتي يلج الجمل) هو حبل السفينة (في سمّ الخياط) عن ابي‏جعفر7 نزلت في اهل الجمل و الجمل جملهم (هـ) يدعي كل اناس بامامهم فاصحاب الجمل المكذبين بعلي اعظم ايات اللّه لايدخلون الجنة حتي يلج الجمل في سمّ الخياط و هو نورية وجود عايشة التي كانت فيها بقدر استمساك وجودها و هي لاتدخل فلايدخلون (يم) (و كذلك نجزي

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 264 *»

المجرمين  40).

(لهم من جهنم مهاد) موضع (ق) (و من فوقهم غواش) مبتدأ (ل) و من فوقهم خبر (ل) ظلل من النار يغشيهم (هـ) اغطية (ق) (و كذلك نجزي الظالمين  41).

(و الذين امنوا) باياتنا (يم) ذكرها بمناسبة التضاد (يم) (و عملوا الصالحات لانكلّف نفساً) منهم (هـ) الجملة في محل الرفع بانه خبر الذين امنوا (هـ) يجوز ان‏يكون لانكلّف الكلام معترضة بين المبتدأ و الخبر و الجملة التي هي اولئك اصحاب الكلام خبر (يم) (الاّ وسعها اولئك) مبتدأ (اصحاب) خبر (الجنة هم فيها خالدون  42).

(و نزعنا ما في صدورهم من غلّ) عداوة (ق) و (ث) حقـد (تجري )حال (ل) (من تحتهم الانهار و قالوا) عند رؤية النبي و اله: (ث) (الحمدللّه الذي هدينا لهذا) للولاية (ث) (و ما) علي  السواد و قرأ (ر) ما بدون الواو (كنّا لنهتدي لولا ان هدينا) مبتدأ خبره محذوف (ل) (اللّه لقد جاءت رسل ربنا بالحق و نودوا ان) بان (ل) مفسرة (تلكم الجنة اورثتموها) من منازل الكفار (ث) (بما كنتم تعملون 43) روي ما من احد الاّ و له منزل في الجنة و منزل في النار فاما الكافر فيرث المؤمن منزله في النار و المؤمن يرث الكافر منزله في الجنة فذلك قوله اورثتموها بما كنتم تعملون.

(و نادي اصحاب الجنة اصحاب النار) ذكرها بمناسبة المؤمنين اصحاب الجنة و الظالمين اصحاب النار و قد مـرّا (يم) (ان) مفسرة (هـ) بان (ل) (قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً قالوا نعم) بفتح العين علي السواد و قرأ (س) بكسرها (فاذّن) نادي (مؤذّن) اميرالمؤمنين7 (ث) (بينهم ان) بان (ل) مفسرة (هـ) و قرأ (ر) و (ح) و (س) القارءون بالحمرة انّ بالتشديد (لعنة اللّه) برفع اللعنة علي قراءة من قرأ ان مخففة و نصبها علي قراءة من قرأ انّ بالتشديد

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 265 *»

(علي الظالمين  44).([79])

(الذين يصدّون عن سبيل اللّه) الولاية او الشيعة كما في خبر (يم)([80])(و يبغونها عوجاً) العوج بالكسر في المعاني و الاعيان مالم‏تكن منتصبة و بالفتح في الحائط و المنتصبة و الرمح (ز) (و هم بالاخرة كافرون  45).

(و بينهما حجاب) ذكر الحجاب و الاعراف بمناسبة ذكر الفريقين و قوله فأذّن مؤذّن بينهم (يم) (و علي الاعراف) صراط بين الجنة و النار (ث) و روي سور بين الجنة و النار و روي كثبان بينهما (رجال) هم الائمة (ث) (يعرفون كلاًّ بسيماهم) روي نحن علي الاعراف و نحن نعرف انصارنا بسيماهم و نحن الاعراف الذين لايعرف اللّه عزوجل الاّ بسبيل معرفتنا و نحن الاعراف يوقفنا اللّه عزوجل علي الصراط فلايدخل الجنة الاّ من عرفنا و عرفناه و لايدخل النار الاّ من انكرنا و انكرناه ان اللّه عزوجل لوشاء عرّف الناس نفسه حتي يعرفوه و يأتوه من بابه ولكن جعلنا ابوابه و صراطه و سبيله و بابه الذي يؤتي منه (هـ) (و نادوا) مذنبوا الشيعة (ث) اصحاب الاعراف (هـ) قوم استوت حسناتهم و سيئاتهم (ث) روي والله فالق الحب و النوي لايدخل النار لنا محب و لايدخل الجنة لنا مبغض (اصحاب الجنة ان سلام عليكم )تهنية (لم‏يدخلوها) اي اصحاب الجنة لمايدخلوها (و هم

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 266 *»

يطمعون  46).

(و اذا صرفت ابصارهم) اصحاب الجنة (تلقاء) ظرف (ل) (اصحاب النار قالوا ربنا لاتجعلنا مع القوم الظالمين  47) قرأ الصادق7 قالوا ربنا عايذاً بك ان لاتجعلنا مع القوم الظالمين.

(و نادي اصحاب الاعراف) الائمة: (ث) (رجالاً) في النار (ق) (يعرفونهم بسيماهم قالوا مااغني) دفع (عنكم جمعكم) الاموال و العدد (و ما) مصدرية اي استكباركم (كنتم تستكبرون  48).

(أ هؤلاء)مبتدأ (هـ) شيعتي و اخواني (ث) و روي قوم استوت حسناتهم و سيئاتهم (الذين) خبره (اقسمتم لاينالهم اللّه برحمة ادخلوا الجنة) كلام اصحاب الاعراف (ث) (لا خوف عليكم و لا انتم تحزنون  49).

(و نادي اصحاب النار اصحاب الجنة ان) مفسرة (افيضوا علينا من الماء او ممارزقكم اللّه) روي ان اهل النار يموتون عطاشاً و يدخلون قبورهم عطاشاً و يدخلون جهنم عطاشاً فيرفع لهم قراباتهم من الجنة فيقولون افيضوا الاية (قالوا )بعد اربعين سنة ثم يجيبونهم بلسان الاحتقار و التهوين (انّ اللّه حرّمهما علي الكافرين50).

(الذين) صفة الكافرين او مذموم (اتخذوا دينهم لهواً و لعباً) الذين اتخذوا اما كلام اللّه من البداية الي اخر الاية او هو كلام اهل الجنة الي الحيوة الدنيا و الباقي كلام اللّه و يحتمل ان‏يكون المراد اصحاب الجنة المستولون عليها الحاكمون فيها و يكون الاية كلها كلامهم و هم ال‏محمد: و ذلك كمايقال للحكّام اصحاب القبض و البسط و اصحاب الحكم و العلم فاصحاب الجنة ال‏محمد: (يم) (و غرّتهم الحيوة الدنيا فاليوم ننسيهم) نتركهم (ث) لم‏يثبهم كمايثيب اولياءه (ث) (كما) مصدرية (نسوا لقاء يومهم هذا) تركوا الاستعداد للقاء يومهم (ث) (و ما) مصدرية (هـ) عطف علي ما الاولي (ل) (كانوا باياتنا) بال‏محمد و شيعتهم (يم)

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 267 *»

(يجحدون  51).

(و لقدجئناهم بكتاب فصّلناه علي علم هدي) حال او مفعول‏له (و رحمةً لقوم يؤمنون  52) ذكر ذلك بمناسبة قوله باياتنا يجحدون (يم).

(هل ينظرون الاّ تأويله) الكتاب (يوم) منصوب بيقول (ل) (يأتي تأويله) الكتاب (هـ) يوم القائم (ق) (يقول) يقول يوم‏القيمة (ث) (الذين نسوه) تركوه (ق) (من قبل قدجاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا) نصب علي انه جواب التمني (هـ) جواب التمني بالفاء منصوب علي اضمار ان حملاً علي مصدر ماقبله فالفاء تعطف مصدراً علي مصدر في المعني (ل) (لنا او) هل (نردّ فنعمل) جواب التمني (ل) (غير الذي كنّا نعمل قدخسروا) اي اتلفوا (انفسهم و ضلّ) بطل (ق) (عنهم ما كانوا يفترون  53).

(انّ ربكم اللّه الذي خلق السموات و الارض) لعل هذه الاية تأويل الكتاب و ان فيه لاية لقوم يعلمون و في الظاهر المناسبة لرسل ربنا فاراد ان‏يعرف الربّ ثم يعرف الرسل (يم) روي من يخاف ساحراً او شيطاناً فليقرأ انّ ربكم اللّه و روي من بات بارض قفر فقرأ هذه الاية الي قوله تبارك اللّه ربّ العالمين حرسته الملائكة و تباعدت عنه الشياطين (في ستة ايام) اوقات (ق) ليظهر علي الملائكة حدوث العالم (ث) (ثم استوي) علا بقدرته (ق) استولي علي مادقّ و جلّ (ث) (علي العرش) علي كل شي‏ء فليس شي‏ء اقرب اليه من شي‏ء (ث) (يغشي) بتخفيف الشين علي السواد و قرأ (ح) و (س) و ابوبكر يغشّي بالتشديد (هـ) يغطّي (ز) (الّيل النهار) بالنهار (ز) (يطلبه حثيثاً) سريعاً (ق) حال عن الفاعل او المفعول (و الشمس) عطف علي السموات (و القمر و النجوم مسخّرات) حال (هـ) و قرأ (ر) القارئ بالحمرة و الشمس و القمر و النجوم مسخرات بالرفع في كلها (بامره الا له الخلق و الامر) من قبل ان‏يأمر و من بعد ان‏يأمر مايشاء (ث) (تبارك اللّه ربّ العالمين  54) روي خلق

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 268 *»

الارض يوم الاحد و الاثنين و خلق الجبال و مافيهن يوم الثلثاء و خلق يوم الاربعاء الشجر و الماء و المدائن و العمران و الخراب و خلق يوم الخميس السماء و خلق يوم الجمعة النجوم و الشمس و القمر و الملائكة ثم استوي علي العرش و روي في الاحد و الاثنين خلق الارضين و خلق اقواتها يوم الثلثاء و خلق السموات يوم الاربعاء و الخميس و خلق اقواتها يوم الجمعة و هذه الرواية اصح (هـ) و روي الارض مسيرة خمسمائة سنة الخراب منها اربعمائة سنة و العمران منها مائة عام و الشمس ستون فرسخاً في ستين فرسخاً و القمر اربعون فرسخاً في اربعين فرسخاً بطونهما يضيئان لاهل السماء و ظهورهما لاهل الارض و الكواكب كاعظم جبل علي الارض و خلق الشمس قبل القمر و سئل ابوجعفر7 لم صارت الشمس احرّ من القمر قال ان اللّه خلق الشمس من نور النار و صفو الماء طبق من هذا و طبق من هذا حتي اذا صارت سبعة اطباق البسها لباساً من نار فمن هنالك صارت احرّ من القمر قيل فالقمر قال ان اللّه خلق القمر من ضوء نور النهار و صفو الماء طبق من هذا و طبق من هذا حتي اذا صارت سبعة اطباق البسها لباساً من ماء فمن هنالك صار القمر ابرد من الشمس.

(ادعوا ربكم تضرعاً) حال (هـ) دعاء التضرع ان تحرّك اصبعك السبابة ممايلي وجهك (ث) (و خفيةً) بالضم علي السواد و قرأ ابوبكر بكسر الخاء (هـ) انه معكم (ث) (انه لايحبّ المعتدين  55) في الدعاء (هـ) فالاجهار اعتداء (يم).

(و لاتفسدوا في الارض) في العلم و القرءان (ق) بترك علي7 (ق) (بعد اصلاحها) بالنبي9 (ث) بعلي7 (يم) (و ادعوه خوفاً) حال (و طمعاً انّ رحمت اللّه قريب) ذكّر لان تأنيث الرحمة غير حقيقي فيجوز فيها الامران (من المحسنين  56).

(و هو الذي يرسل) ذكرها بمناسبة الخوف و الطمع كماقال في موضع اخر يريكم البرق خوفاً و طمعاً (يم) (الرياح) علي صيغة الجمع في السواد و قرأ (ح) و (س) و (ث) الريح (هـ) علماء الشيعة (يم) (بشراً) بالموحدة علي قراءة (ص) و قرأ

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 269 *»

(ر) القارئ بالحمرة نُشراً بالنون المضمومة و قرأ (ح) و (س) نَشراً بالنون المفتوحة و الشين ساكنة علي القراءتين و قرأ الباقون نُشُراً بضمتين (بين يدي رحمته)القائم (يم)([81]) (حتي اذا اقلّت) حملت جملةً (سحاباً) اسم جمع بمعني

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 270 *»

السحائب (ز) (ثقالاً سقناه لبلد) الي بلد (ميّت) ارض الامكان (يم) (فانزلنا به) بالبلد او السحاب او بالسوق او بالريح (ز) (الماء فاخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتي) القوابل من ارض الامكان (يم) (لعلكم تذكّرون  57) اي يرسل الرياح الي اخر لعلكم تذكّرون (يم).([82])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 271 *»

(و البلد الطيب) القابلية الطيبة (يم)([83]) (يخرج نباته باذن ربه) ذلك

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 272 *»

تشريف (هـ) مثل الائمة يخرج علمهم باذن ربهم (ق) (و الذي خبث لايخرج )نباته (ز) (الاّ) نباتاً (يم) (نكداً) العسر الممتنع (هـ) حال (هـ) كدراً فاسداً (ق) مثل للائمة يخرج علمهم باذن ربهم و لاعدائهم لايخرج علمهم الاّ كدراً فاسداً (ق) (كذلك نصرّف الايات لقوم يشكرون  58).

(لقد) جواب قسم (ارسلنا) لقداخذ في بيان ارسال الرسل و ماارسلوا به بمناسبة قدجاءت رسل ربنا بالحق و انهم كلهم جاءوا بظاهر تأويل الكتاب و بمناسبة ان السورة افتتحت بذلك الكتاب للانذار و في قصصهم انذار و اعذار (يم) (نوحاً) اسمه عبدالغفار و سمي نوحاً لانه كان ينوح علي نفسه (ق) و روي ان اسمه عبدالملك و روي عبدالاعلي و روي سمي نوحاً لانه بكي خمسمائة عام (الي قومه فقال ياقوم اعبدوا اللّه مالكم من اله غيره) بالرفع علي السواد و قرأ (س) غيره بالكسر (هـ) كانت شريعة نوح التوحيد و الصلوة و الامر بالمعروف و النهي عن المنكر و الحلال و الحرام و لم‏يفرض عليهم احكام حدود و  لا مواريث (ث) (اني) بسكون الياء علي السواد و قرأ الحرميان و (و) بفتح الياء (اخاف عليكم عذاب يوم عظيم  59).

(قال الملأ من قومه انّا لنريك في ضلال مبين  60).

(قال يا قوم ليس بي) الباء للعروض (ضلالة ولكنّي) اصله لكنني (رسول من) ابتدائية (ربّ العالمين  61).

(ابلّغكم) من باب التفعيل علي السواد و قرأ (و) ابلغكم من باب الافعال (رسالات ربي و انصح لكم و اعلم من اللّه مالاتعلمون  62).

(او عجبتم ان جاءكم ذكر من ربكم علي رجل منكم لينذركم و لتتقوا و لعلكم ترحمون  63).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 273 *»

(فكذّبوه فانجيناه و الذين معه في الفلك و اغرقنا الذين كذّبوا باياتنا انهم كانوا قوماً عمين  64).

(و) ارسلنا (الي عاد) خاصة (ث) (اخاهم هوداً) بعد غيبة من اوصياء نوح و غلبة الطواغيت (ث) هود كان يتكلم بالعربية (ث) صرف هود لخفته (قال ياقوم اعبدوا اللّه مالكم من اله غيره) بالرفع علي السواد و قرأ (س) بالكسر (أفلاتتقون65).

(قال الملأ الذين كفروا) غير ولد سام فانهم سلّموا له (ث) (من قومه انّا لنريك في سفاهة و انّا لنظنّك من الكاذبين  66) عملوا بالظن فهلكوا (يم).

(قال ياقوم ليس بي سفاهة) خفّة عقل (ولكنّي رسول من ربّ العالمين67).

(ابلّغكم رسالات ربي) تزكية النفس عند الاضطرار (ث) (و انا لكم ناصح امين 68).

(أو عجبتم ان جاءكم ذكر من ربكم علي رجل منكم لينذركم و اذكروا اذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح و زادكم في الخلق بصطة) عن الاخفش بالصاد و عن قنبل و حفص و هشام و ابوعمرو و حمزة بخلاف عن خلاد بالسين (هـ) روي كانوا كالنخل الطوال و كان الرجل منهم ينحو الجبل بيده فيهدم منه قطعة (ث) (فاذكروا الاء اللّه) ولاية ال‏محمد: (ث) (لعلكم تفلحون  69).

(قالوا اجئتنا لنعبد اللّه وحده و نذر ما كان يعبد اباؤنا فائتنا بماتعدنا ان كنت من الصادقين  70).

(قال قدوقع عليكم من ربكم رجس) عذاب (و غضب) دلّت الاية علي ان نفس الكفر و السيئات هي الرجس و الغضب الواقع و هي سخط اللّه و اخذه نعوذباللّه (يم) (أتجادلونني في اسماء سميتموها انتم و اباؤكم) استدلوا بها علي ان الاسم عين المسمي اذ المجادلة في المسميات (ز) فتبين ان حجة ليست من

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 274 *»

اللّه مدحوضة لاتحتاج الي مجادلة (يم) (مانزّل اللّه بها من سلطان فانتظروا اني معكم من المنتظرين  71) روي مااحسن الصبر و انتظار الفرج.

(فانجيناه و الذين معه برحمة منا و قطعنا دابر الذين كذّبوا) اهلكوا بالريح العقيم التي تخرج من تحت الارضين السبع (ث) و روي امر اللّه ان‏يخرج مقدار الخاتم فعتت علي الخزان فخرج مقدار منخر الثور فامر اللّه جبرئيل فردّها بجناحه (باياتنا) بال‏محمد او شيعتهم (يم) (و ما كانوا مؤمنين  72).

(و الي ثمود) بني‏عباس (يم) ثمود جاء مصروفاً و غير مصروف (هـ) ثمود قبيلة من العرب سموا باسم ابيهم الاكبر (ص) هي قرية واحدة لاتكمل اربعين بيتاً علي ساحل البحر صغير (ث) (اخاهم صالحاً) كان يتكلم بالعربية (ث) ال‏محمد كلهم صالحون (يم)([84]) (قال يا قوم اعبدوا اللّه مالكم من اله غيره) بالرفع علي السواد

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 275 *»

و قرأ (س) بالكسر (قدجاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة اللّه لكم اية) حال (فذروها تأكل) جواب امر (في ارض اللّه و لاتمسّوها بسوء فيأخذكم) لئلاّ (عذاب اليم73).

(و اذكروا اذ جعلكم خلفاء من بعد عاد) بني‏امية (يم) (و بوّأكم في الارض تتخذون من سهولها قصوراً و تنحتون الجبال بيوتاً فاذكروا الاء اللّه) ولاية ال‏محمد: (ث)([85]) (و لاتعثوا) تسعوا باشد الفساد (في الارض

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 276 *»

مفسدين  74) حال.

(قال) بدون الواو علي السواد و قرأ (ر) و قال (الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن امن) بدل للذين (منهم) حين رجع اليهم صالح (ث) (أتعلمون انّ صالحاً مرسل من ربه قالوا انّا بماارسل به مؤمنون  75) روي ان صالحاً غاب عنهم كهلاً مبتدع البطن حسن الجسم وافر اللحية و رجع خميص البطن خفيف العارضين مجتمعاً ربعة من الرجال فلمّا رجع الي قومه لم‏يعرفوه بصورته فشتمه الشكاك و زجروه و تبرءوا منه و نفر عنه الجحاد و استخبره اهل اليقين عن خبر لايشكون فيه لاجل العلامة فخبّرهم و امنوا و قالوا انا لانمتري ان اللّه تبارك و تعالي الخالق ينقل و يحوّل في اي صورة شاء الي ان سئل الامام7 هل كان ذلك اليوم فيهم عالم قال اللّه اعدل من ان‏يترك الارض بلاعالم يدلّ علي اللّه عزوجل الي ان قال و مثل القائم مثل صالح.

(قال الذين استكبروا انّا بالذي امنتم به كافرون  76).

(فعقروا الناقة) قطعوا عرقوبها و قديكنّي بها عن النحر (و عتوا) تجاوزوا (عن امر ربهم و قالوا يا صالح ائتنا بماتعدنا ان كنت من المرسلين  77 )فقال لهم غداً يصفرّ وجوهكم و في الثاني تحمرّ و في الثالث تسودّ (ث).

(فاخذتهم الرجفة) صيحة و زلزلة (ق) (فاصبحوا في دارهم جاثمين  78) ساقطين لركبهم او صرعي.

(فتولّي عنهم) لعل هذه الاية اخّرت في التأليف (يم) (و قال يا قوم لقدابلغتكم رسالة ربي و نصحت لكم ولكن لاتحبّون الناصحين  79).

(و) ارسلنا (لوطاً) صرف لخفته (هـ) ابن خالة ابرهيم (ث) ام ابرهيم و ام لوط

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 277 *»

كانتا ابنتين للاحج و كان هو نبياً منذراً و لم‏يكن رسولاً (ث) (اذ قال لقومه) كانوا بادني الشامات (يم) (أتأتون الفاحشة ماسبقكم بها من احد من العالمين  80).

(انكم) علي قراءة (ن) و حفص و علي قراءة الباقين ءانكم بهمزتين (لتأتون الرجال شهوة) حال (من دون النساء) دعاهم الشيطان اول مرة الي نفسه فتعلّموا ثم احال بعضهم الي بعض (ث) تحلّ هذه الاية اتيان النساء في الادبار (ث) (بل انتم قوم مسرفون  81) كانوا بخلاء كثيراً حتي انهم ماكانوا يغتسلون من الجنابة بخلاً و يفضحون الضيفان لئلاينزلوا بهم (ث).

(و ما كان جواب) خبر مقدم (قومه الاّ ان قالوا) في مقام الاسم (اخرجوهم من قريتكم انهم اناس يتطهّرون  82).

(فانجيناه) و لبث في قومه ثلثين سنة (ث) (و اهله الاّ امرأته كانت من الغابرين 83) الباقين.

(و امطرنا عليهم مطراً) مصدر للتوكيد او التفخيم (فانظر كيف كان عاقبة المجرمين  84).

(و) ارسلنا (الي مدين) سبباه التعريف و التأنيث (هـ) و مدين لاتكمل اربعين بيتاً (ث) (اخاهم شعيباً) كان يتكلم بالعربية (ث) (قال ياقوم اعبدوا اللّه مالكم من اله غيره) علي الرفع في السواد و الجر في قراءة (س) (قدجاءتكم بينة من ربكم فاوفوا) اتمّوا (الكيل و الميزان و لاتبخسوا) تنقصوا (الناس اشياءهم و لاتفسدوا في الارض بعد اصلاحها) اصلاح اللّه اياها ببعث الرسل (يم) (ذلكم خير لكم ان كنتم مؤمنين  85).

(و لاتقعدوا بكل صراط توعدون و تصدّون عن سبيل اللّه من )مفعول به (امن به و تبغونها عوجاً و اذكروا اذ كنتم قليلاً فكثّركم و انظروا كيف كان عاقبة المفسدين  86).

(و ان كان طائفة منكم امنوا بالذي ارسلت به و طائفة لم‏يؤمنوا

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 278 *»

فاصبروا حتي يحكم اللّه بيننا و هو خير الحاكمين  87).

(قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنّك) جواب قسم (يا شعيب و الذين امنوا معك من قريتنا او لتعودنّ) جواب قسم (في ملّتنا قال اولو )حال (ز) (كنّا كارهين  88) لملّتكم (يم).

(قدافترينا علي اللّه كذباً ان عدنا في ملّتكم بعد اذ نجّينا اللّه منها و مايكون لنا ان‏نعود فيها الاّ ان‏يشاء اللّه ربنا) خذلاننا (ز) مقدمة للاستفتاح (وسع ربنا كل شي‏ء علماً) تمييز (هـ) فيرانا مقهورين و يراكم ظالمين لنا (يم) (علي اللّه توكّلنا ربنا افتح) احكم (بيننا و بين قومنا بالحق و انت خير الفاتحين89) الحاكمين.

(و قال الملأ الذين كفروا من قومه لئن اتبعتم شعيباً انكم) جواب قسم سدّ مسدّ جواب الشرط (اذاً لخاسرون  90).

(فاخذتهم الرجفة) و في سورة الحجر الصيحة (هـ) روي بعث اللّه عليهم الصيحة الواحدة فماتوا و لاتنافي لانه يمكن ان‏ارتجف عليهم الارض من شدة الصيحة فماتوا (يم) (فاصبحوا في دارهم جاثمين  91).

(الذين) مبتدأ (كذّبوا شعيباً كأن) خبر (لم‏يغنوا) يقيموا (هـ) المغني المنزل (ز) (فيها) هذا عذابهم في الدنيا (يم) (الذين) مبتدأ (كذّبوا) هذه الاية في مقابلة قولهم لئن اتبعتم شعيباً الاية (يم) (شعيباً) اعاد الكلام لتغليظ الامر (يم) (كانوا) خبر (هم) عماد (الخاسرين  92) هذا عذابهم في الاخرة (يم).

(فتولّي عنهم و قال ياقوم لقدابلغتكم رسالات ربي و نصحت لكم) فكفرتم (يم) (فكيف اسي) احزن (علي قوم كافرين  93).

(و ماارسلنا في قرية من نبي الاّ اخذنا اهلها بالبأساء) بالفقر (و الضرّاء) و المرض (لعلهم يضّرّعون  94) اصله يتضرعون.

(ثم بدّلنا مكان السيئة) الفقر و المرض (يم) (الحسنة) الغناء و

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 279 *»

الصحة (يم) (حتي عفوا) تركوا او كثروا (و قالوا قدمـسّ اباءنا الضرّاء و السرّاء فاخذناهم بغتةً و هم لايشعرون  95) لعل ذلك كان سبب تطيّرهم و كانوا يقولون انا تطيّرنا بكم اي من يوم جئتمونا اصابنا الفقر و المرض و ذلك من شأمتكم نعوذ باللّه و كانوا يقولون في جوابهم انّ طائركم اي الذي صار سبب فقركم و مرضكم هو اعمالكم المحفوظة عند اللّه تعالي و انتم مجزيون بها (يم).

(و لو) وقع (انّ اهل القري) الظالمة و هم اتباع اعداء ال‏محمد: (يم) ذكر هذه الاية حتي لايتطير احد بالانبياء لماسمع في الاية الاولي و سابقها فبأساؤهم و ضراؤهم من اجل تكذيبهم (يم) (امنوا) بعلي7 (يم) (و اتقوا) من اتخاذ الخلفاء انداداً له (يم)([86]) (لفتحنا) علي السواد و قرأ (ر) بالتشديد (عليهم بركات من السماء) محمد (يم) (و الارض) و علي7 (يم) (ولكن كذّبوا) محمداً في علي7 (يم)([87]) (فاخذناهم بما كانوا يكسبون  96).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 281 *»

(أفأمن اهل القري) اتباع بني‏العباس (يم) (ان‏يأتيهم بأسنا )القائم (يم)([88]) (بياتاً) ليلاً (هـ) بياتاً اي وقت بيات اي مبيتين او تبييتاً (ز) (و هم نائمون  97) حال من ضمير كامن في بياتاً (ز).

(أو) بفتحتين علي السواد و علي قراءة الحرميين و (ر) بسكون الواو (امن اهل القري) اتباع بني‏امية (يم) (ان‏يأتيهم بأسنا ضحي) مرتفع النهار (ز) (و هم يلعبون  98).

(أفأمنوا مكر اللّه) عذاب اللّه (ق) (فلايأمن مكر اللّه الاّ القوم الخاسرون99).

(أولم‏يهد) يبيّن اللّه (للذين يرثون الارض) لال‏محمد: (يم)([89])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 282 *»

(من (مزيدة او ابتدائية )بعد اهلها ان) مفعول يهد (ز) (لو نشاء) لو شئنا (يم) لو تبدّل المستقبل ماضياً نحو لم فلو نشاء يعني لو شئنا (يم) (اصبناهم) اهل الارض (يم) (بذنوبهم و) مستأنف (نطبع علي قلوبهم فهم لايسمعون  100 )لايسمعون اي لايجيبون الحق لان السمع بمعني الاجابة و الطاعة (يم).

(تلك القري نقصّ عليك من انبائها) بعض اخبارها (ق) (و لقدجاءتهم رسلهم) ائمتهم (يم)([90]) (بالبينات فما كانوا ليؤمنوا) في الدنيا (ق) (بما

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 283 *»

كذّبوا من قبل) في الذرّ الاول (ق) في الاظلّة (ث) روي بعث اللّه الرسل الي الخلق و هم في اصلاب الرجال و ارحام النساء فمن صدّق حينئذ صدّق بعد ذلك و من كذّب حينئذ كذّب بعد ذلك (كذلك يطبع اللّه علي قلوب الكافرين  101) روي الشاكّ لا خير فيه و روي انما الشك مالم‏يأت اليقين فاذا جاء اليقين فلم‏يجز الشك (ث).

(و ما وجدنا لاكثرهم من عهد) عن الصادق7 ياابابصير انكم وفيتم بمااخذ اللّه عليه ميثاقكم من ولايتنا و انكم لم‏تبدلوا بنا غيرنا و لو لم‏تفعلوا لعيّركم اللّه كماعيّرهم حيث يقول جل ذكره و ماوجـدنا الاية (و ان) مخففة ملغاة و لذا دخلت علي الفعل (وجدنا اكثرهم لفاسقين  102) ماوجدنا اكثرهم الاّ فاسقين (ل) نزلت في الشاكّ (ث).

(ثم بعثنا من بعدهم موسي) محمداً9 (يم) (باياتنا) بالولاية (يم) (الي فرعون) الاول (يم) (و ملائه فظلموا بها فانظر كيف) خبر كان (كان عاقبة المفسدين  103) كذلك يكون عاقبة مفسدي قومك يهلكون كماهلكوا (يم).([91])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 284 *»

(و قال موسي يا فرعون) اعجمي معرفة (اني رسول من ربّ) ولي (يم) (العالمين  104).

(حقيق) حريص و هذا لمكان علي (ز) (علي) علي السواد و قرأ (ن) علي بالياء المتكلم (ان) بان (ل) (لا اقول علي اللّه) حقّ بمعني وجب فقوله علي ان لا اقول اي واجب علي ان لا اقول فلامحيص لي عنه بعد ماوجبت علي (الاّ الحقّ )مفعول (قدجئتكم ببيّنة من ربّكم فارسل معي) بفتح الياء علي قراءة حفص و سكونها علي قراءة الحمرة (بني‏اسرائيل  105).

(قال ان كنت جئت باية فأت بها) جواب شرط (ان كنت من الصادقين106).

(فالقي عصاه) علياً7 (يم)([92]) (فاذا) ظرف زمان (ل) ظرف مكان (هي )

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 285 *»

خبر لمحذوف اي حدوث ثعبان (ل) (ثعبان مبين  107) ظاهر (ز).

(و نزع يده) علياً (يم)([93]) (فاذا هي بيضاء للناظرين  108).

(قال الملأ من قوم فرعون انّ هذا لساحر) لسحِرٌ في رسم القرءان (يم)

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 286 *»

(عليم109).

(يريد ان‏يخرجكم من ارضكم فما) مبتدأ (ل) او في محل النصب بـتأمرون (ل) (ذا) خبر (ل) (تأمرون  110).

(قالوا ارجه) (ث) بالهمزة و ضم الهاء و صلتها بواو، (و) كذا من غير صلة، (ابن‏ذكوان) كذا بكسر الهاء، (قالون) بغير همزة و اختلاس الكسرة، (ورش) و (س) كذا بوصل الهاء بياء، (ص) و (ح) كذا و سكون الهاء. و الهاء في الوقف ساكنة بلاخلاف الاّ في مذهب من ضمها (هـ) اي اخّره (ز) روي لم‏يكن في جلسائه يومئذ ولد سفاح كانوا ولد نكاح كلهم و لو كان فيهم ولد سفاح لامر بقتلهما فقالوا ارجه (و اخاه و ارسل في المدائن حاشرين  111).

(يأتوك بكل ساحر) بالسواد علي صيغة الفاعل و قرأ (س) و (ح) سحّار بالتشديد (عليم  112).

(و جاء) فيه حذف و ايجاز (يم) (السحرة فرعون قالوا انّ) علي قراءة الحرميين و (و) و حفص و ءانّ بالهمزتين علي قراءة الحمرة (لنا لاجراً ان كنّا نحن) تأكيد او عماد (الغالبين  113).

(قال نعم) بفتح العين علي السواد و قرأ (س) بكسرها (و انكم لمن المقرّبين114).

(قالوا يا موسي اما ان تلقي) القاؤك (و اما ان‏نكون نحن الملقين  115).

(قال القوا) فدولة الباطل مقدمة زائلة (يم) (فلما القوا سحروا اعين الناس و استرهبوهم و جاءو بسحر عظيم  116).

(و اوحينا الي موسي ان) مفسرة (الق عصاك فاذا هي تلقف) علي قراءة حفص و بفتح اللام و تشديد القاف علي قراءة الحمرة (ما) مصدرية او موصولة (يأفكون 117) يكذبون.

(فوقع الحق و بطل ما كانوا يعملون  118).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 287 *»

(فغلبوا هنالك و انقلبوا) انصرفوا (صاغرين  119) اذلاّء (هـ) روي كن لما لاترجو ارجي منك لماترجو الي ان قال خرجت سحرة فرعون يطلبون العزة لفرعون فرجعوا مؤمنين.

(و القي السحرة ساجدين  120).

(قالوا امنّا بربّ العالمين  121).

(ربّ موسي و هرون  122) بدّلوه لئلايتوهم منه الفرعون.

(قال فرعون امنتم) علي قراءة حفص و هو القارئ بالسواد و علي قراءة (ح) و (س) و ابي‏بكر ءامنتم و هم القارءون بالحمرة (هـ) اهل الحمرة بهمزتين مخففتين بعدهما الف و الباقون علي الاستفهام بهمزة و مدّة مطولة بعدها في تقدير الفين (يم) (به قبل ان اذن لكم انّ هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها اهلها فسوف تعلمون 123).

(لاقطّعنّ ايديكم و ارجلكم من خلاف ثم لاصلّبنّكم اجمعين  124).

(قالوا انّا الي ربنا منقلبون  125).

(و ماتنقم) تكره (منّا الاّ ان امنّا بايات ربنا لمّاجاءتنا ربنا افرغ علينا صبراً و توفّنا مسلمين  126).

(و قال الملأ من قوم فرعون) الاشراف و ذووالرأي منهم (يم)([94]) (أتذر موسي و قومه ليفسدوا في الارض و يذرك) عطف علي يفسدوا او جواب الاستفهام (ز) (و الهتك) كان فرعون يعبد الاصنام ثم ادعي بعد ذلك الربوبية (هـ)

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 288 *»

روي في يذرك و اِلهَتَك يعني عبادتك، عن علي7 (هـ) دلت الاية علي ان فرعون كان عابد وثن في الاول ثم ادعي الربوبية و قال ماعلمت لكم من اله غيري و قال انا ربكم الاعلي (يم) (قال سنقتّل) و قرأ الحرميان و هم القارءون بالحمرة بالتخفيف (ابناءهم و نستحيي نساءهم و انّا فوقهم قاهرون  127) غالبون (ق).

(قال موسي لقومه استعينوا باللّه و اصبروا انّ الارض للّه يورثها من يشاء من عباده و العاقبة) المراد بها الحسنة لوجود اللام (للمتقين  128) لال‏محمد:(ث) روي اورثنا اللّه الارض و نحن المتقون و الارض كلها لنا (هـ) روي انّ الارض للّه يورثها من يشاء من عباده قال فما كان للّه فهو لرسول‏اللّه و ما كان لرسول‏اللّه فهو للامام بعد رسول‏اللّه.

(قالوا) الذين امنوا لموسي (ق) (اوذينا من قبل ان‏تأتينا) بقتل اولادنا (و من بعد ماجئتنا) بحبس فرعون لايمانهم بموسي (ق) (قال عسي ربكم ان‏يهلك عدوكم و يستخلفكم في الارض فينظر) فيري (ق) (كيف تعملون  129) هو علم وجود بعد ان كان يعلم الحال انه سيوجد (يم) هذا النظر لوجود اعمالهم بعد ما كان يعلم مايفعلون بعلمه الغيب و العلم الامكاني و هذا علم كوني شهادي (يم).([95])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 289 *»

(و لقد) جواب قسم (اخذنا ال فرعون بالسنين) بالجدوب و القحوط (هـ) السنة غلبت علي عام القحط لكثرة مايذكر عنه و يورّخ به حتي يقال اسنت القوم اذا قحطوا (ز) (و نقص من الثمرات لعلهم يذّكّرون  130).

(فاذا جاءتهم الحسنة) الصحة و السلامة و الامن و السعة (ق) عرّفت لكثرة وقوعها (ز) (قالوا لنا هذه و ان‏تصبهم سيئة) الجوع و الخوف و المرض (ق) نكّرت لندورها (ز) (يطّيّروا) يتشأموا (بموسي و من معه الا انما طائرهم عند اللّه) طائرهم من باب المقابلة و المراد بطائرهم اعمالهم القبيحة التي اوجبت لهم السيئة هي عند اللّه محفوظة و هو قوله و كل انسان الزمناه طائره في عنقه (يم) (ولكنّ اكثرهم لايعلمون  131).

(و قالوا مهما) اي ماما (ل) اي شي‏ء (تأتنا به من اية لتسحرنا بها فمانحن لك بمؤمنين  132).

(فارسلنا عليهم الطوفان) الماء و الطاعون (ث) من طاف بهم و غشي ارضهم (ز) (و الجراد و القمّل و الضفادع و الدم ايات) حال (ل) بدل (يم) (مفصّلات فاستكبروا و كانوا قوماً مجرمين  133).

(و لمّا وقع عليهم الرجز) الثلج الاحمر (ث) الثلج (ث) روي خراسان بلاد رجز (قالوا يا موسي ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنّا الرجز) ثلج احمر (ث) (لنؤمننّ) جواب قسم سدّ مسدّ جواب الشرط (لك و لنرسلنّ معك بني‏اسرائيل  134).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 290 *»

(فلمّا كشفنا عنهم الرجز) ليعيشوا (يم) (الي اجل هم بالغوه) الجملة نعت اجل (ل) (اذا) ظرف مكان جواب لمّا (هم ينكثون  135) ينقضون.

(فانتقمنا منهم فاغرقناهم في اليمّ بانهم كذّبوا باياتنا) الائمة (يم) (و كانوا عنها غافلين  136) مااشد هذه الاية في الغفلة عن ايات اللّه كماقال و كم من اية في السموات و الارض يمرّون عليها و هم عنها معرضون (يم).

(و اورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق) مفعول اورثنا (الارض) ارض مصر (يم) (و مغاربها التي باركنا فيها و تمّت كلمت ربك الحسني علي بني‏اسرائيل بماصبروا) و سيتم كلمة ربك الحسني علي بني‏علي7 فانه اسرائيل الامة بماصبروا و يدمّر ماصنع الخلفاء و مواليهم كماقال و نريد ان‏نمنّ علي‏الذين استضعفوا في‏الارض الاية (يم)([96]) (و دمّرنا) خرّبنا (ز) اهلكنا (ما كان يصنع) المصانع (ق) من الابنية و القصور (هـ) من السيئات (هـ) قوله

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 291 *»

ماكان يصنع في كان اسمها يعود الي ما و فرعون فاعل يصنع و الجملة خبر كان (ل) يجوز ان‏يكون اسم كان محذوفاً بقرينة فاعل يصنع و الجملة خبر كان (يم) الذي افهم ان كل فعل يصدّر بكان او يكون هما اي ذلك الفعل و كان بمنزلة فعل واحد لانه لايفيد ذلك المعني الاّ ذلك اللفظ و هما فعل واحد و يقتضي فاعلاً واحداً (يم) (فرعون و قومه و ما كانوا يعرشون137) القصور (ق) يسقفون (هـ) يبطرون (هـ) و قرأ (ر) و ابوبكر القارئان بالحمرة يعرشون بتبديل كسر الراء بالضمة.

(و جاوزنا ببني‏اسرائيل البحر فأتوا علي قوم يعكفون) بضم الكاف علي السواد و قرأ (ح) و (س) يعكفون بكسرها (هـ) يلازمون (علي اصنام لهم )نعت (ل) (قالوا يا موسي اجعل لنا الهاً كما لهم الهة) كما لهم قيل ما كافة للكاف لان مابعدها جملة و قيل مصدرية اي كماثبت لهم الهة (قال انكم قوم تجهلون 138).

(انّ هؤلاء متبّر) مهلك (ما) موصول (هم فيه و باطل ما) موصول (كانوا يعملون  139).

(قال أغير) حال (اللّه ابغيكم) التمس لكم او اعطيكم (الهاً) تمييز (ل) مفعول ثان او المعني ابغي لكم و غير مفعول مقدم و الهاً حال (و هو فضّلكم علي العالمين140).

(و اذ انجيناكم) علي السواد و قرأ (ر) انجاكم علي صيغة الغائب (من ال‏فرعون يسومونكم) يكلفونكم (هـ) حال (ل) (سوء العذاب يقتّلون) علي السواد و قرأ (ن) يقتلون بالتخفيف (هـ) بدل (ل) للتكثير (ابناءكم و يستحيون نساءكم و في ذلكم) النجاة (بلاء) نعمة (من ربكم عظيم  141).

(و واعدنا) من باب المفاعلة و قرأ (و) و هو القارئ بالحمرة وعدنا من الثلاثي (موسي) اتمام (يم) (ثلثين ليلة) ذاالقعدة (ث) (و اتممناها بعشر) من ذي‏الحجة (ث) (فتمّ ميقات ربه اربعين) حال (ليلة) اتممنا الثلثين بعشر كان يحتمل انه كان عشرين فتمّ بعشر فصار ثلثين فقدتممت الثلثين بعشر لا باقل و لا باكثر

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 292 *»

فرفع الابهام بقوله فتمّ ميقات ربه اربعين ليلة (يم) (و قال موسي لاخيه هرون اخلفني في قومي و اصلح و لاتتّبع سبيل المفسدين  142).

(و لمّا جاء موسي لميقاتنا) للاختصاص (ز) لمكان عيّناه (و كلّمه ربّه قال )بعد ان امره اللّه بالسؤال علي حسب مسألة قومه اياه (ث) (ربّ ارني انظر اليك قال لن‏تراني ولكن انظر الي الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فلمّا تجلّي) باية من اياته (ث) طلع من نوره علي الجبل كضوء يخرج من سمّ الخياط (ث) (ربّه للجبل جعله دكّاً) علي السواد و قرأ (ح) و (س) دكّاء بالمد (هـ) مستوياً بالارض و روي ساخ الجبل في البحر فهو يهوي حتي الساعة (ث) (و خرّ موسي صعقاً) ميتاً (ث) مغشياً عليه (هـ) حال (ل) لم‏يسأل موسي7 رؤية الذات فانه اجل من هذا السؤال و انما سأل رؤية نور ظهوره و مخاطبيته و ذلك ايضاً علي حسب سؤال قومه مع انكاره عليهم و عدم قبولهم حتي يسأل كماروي و يؤيده قوله أتهلكنا بمافعل السفهاء منا (يم) سئل الصادق7 عن اللّه هل يراه المؤمنون يوم القيمة قال نعم و قدرأوه قبل يوم القيمة فقيل متي قال حين قال ألست بربكم قالوا بلي ثم سكت ساعةً ثم قال و ان المؤمنين ليرونه في الدنيا قبل يوم القيمة ألست تراه في وقتك هذا قيل فاحدّث بهذا عنك فقال لا فانك اذا حدّثت به فانكره منكر جاهل بمعني ماتقوله ثم قدّر ان ذلك تشبيه و كفر و ليست الرؤية بالقلب كالرؤية بالعين تعالي اللّه عمايصفه المشبهون و الملحدون (هـ) روي ان الكروبيين قوم من شيعتنا من الخلق الاول جعلهم اللّه خلف العرش لو قسم نور واحد منهم علي اهل الارض لكفاهم ثم قال ان موسي لمّا سأل ربه ماسأل امر واحداً من الكروبيين فتجلي للجبل فجعله دكّاً و روي انه تقطع ثلث قطع قطعة ارتفعت في السماء و قطعة ساخت في تحت الارض و قطعة بقيت فهذا الذرّ من ذاك الغبار غبار الجبل (هـ) روي صارت ستة اجبل ثلثة بالمدينة و هي احد و قار و رضوي و ثلثة بمكة و هي ثور و ثبير و حري (فلمّا افاق) ردّ اليه روحه (ث) (قال سبحانك تبت اليك و انا اول المؤمنين  143) بانك لاتري (ث).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 293 *»

(قال ياموسي اني) بسكون الياء و قرأ (ث) و (و) بفتحها و هما القارئان بالحمرة (اصطفيتك علي الناس برسالاتي) علي السواد و قرأ الحرميان و هما القارئان بالحمرة برسالتي مفرداً (و بكلامي فخذ) مخفف اؤخذ (يم) (مااتيتك )و روي ان سؤال الرؤية كان يوم عرفة و اعطاء التورية يوم النحر (و كن من الشاكرين  144).

(و كتبنا له) لموسي (في الالواح) روي كانت من زبرجد و روي كانت من زمرد اخضر (من كل شي‏ء) لم‏يقل كل شي‏ء (ث) روي فعلمنا انه لم‏يبين له الامر كله (هـ) روي كان فيها تبيان كل شي‏ء كان او هو كائن الي ان‏تقوم الساعة (موعظةً و تفصيلاً لكل شي‏ء) مماذكر فيها (يم) قوله من كل شي‏ء يمكن ان‏يكون صفة موعظة قدقدمت فهو في موضع الحال و موعظةً مفعول و تفصيلاً عطف عليه و لكل شي‏ء صفته و يمكن ان‏يكون من كل شي‏ء هو في محل النصب مفعولاً و موعظةً مفعولاً له و كذا تفصيلاً و يمكن ان‏يكون موعظة و تفصيلاً تفسيراً لكل شي‏ء و الحاصل كان في التورية بعض الاشياء ولكن كان في ذلك البعض بيان كل شي‏ء من باب ان كل شي‏ء فيه معني كل شي‏ء و روي كان فيها علم الاولين و الاخرين و روي فيها تبيان كل شي‏ء كان او هو كائن الي يوم القيمة و لاينافي ماروي انه لم‏يبين له الامر كله لان كل شي‏ء فيه معني كل شي‏ء (يم) (فخذها بقوة) بقوة القلب (ق) (وأمر قومك يأخذوا باحسنها )بمحكماتها (يم) بولاية ال‏محمد: (يم)([97]) (سأوريكم دار الفاسقين  145) عن

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 294 *»

طاعة ال‏محمد: (يم)([98]) يجيئكم قوم فساق يكون الدولة لهم (ق) و قيل يريد دار فرعون و مصر و كان معناه ساورثكم دورهم و قيل يعني جهنم و قيل يعني ستدخلون الشام.

(ساصرف عن اياتي) ال‏محمد (يم) و قرأ (ر) و (ح) و هما القارئان بالحمرة بفتح الياء (هـ) قوله سأصرف عن اياتي الكلام يحتمل وجوهاً احدها سأصرف عن اياتي المتكبرين فلايتحملونها و ثانيها انهم لايقدرون ان‏يأتوا بمايكذّبونها و ثالثها انها لاتجري علي يد المبطلين و رابعها انهم لايقدرون علي اذاهم و الوقوع فيهم و الايات هم الائمة: و خامسها فطبع علي قلوبهم حتي لايفقهوها فلايؤمنوا حتي يروا العذاب الاليم الي غير ذلك و يمكن ان‏يستدل بها علي الصرفة عن معارضة القرءان او سائر

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 295 *»

المعجزات لا علي مايقولون بل علي مايطول بيانه هنا (يم)([99]) (الذين يتكبرون)عن قبول الحق (في الارض) في القرءان و العلم (يم) (بغير الحق و ان يروا كل اية لايؤمنوا بها و ان يروا سبيل الرشد) بالضم فالسكون و علي قراءة الحمرة بفتحتين و هو قراءة (ح) و (س) (هـ) الايمان و الصدق و الوفاء و العمل الصالح (ق) ال‏محمد: (يم)([100]) (لايتخذوه سبيلاً و ان يروا سبيل الغي) الخلفاء الباطلين (يم)([101]) الشرك و الزنا و المعاصي (ق) (يتخذوه سبيلاً) الي اللّه سبحانه و

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 296 *»

اماماً (يم)([102]) (ذلك بانهم كذّبوا باياتنا) بال‏محمد: (يم) (و كانوا عنها غافلين  146) فالتكذيب بالايات و الغفلة عنها يكون سبب ترك الرشد و اخذ الغي و السلوك فيه (يم).

(و الذين كذّبوا باياتنا) بال‏محمد: (يم) (و لقاء الاخرة )القائم (يم)([103]) (حبطت اعمالهم هل يجزون الاّ ما كانوا يعملون  147) فالعمل هو الجزاء (يم).

(و اتخذ قوم موسي) ثم مثّل للمنافقين الذين تركوا ال‏محمد: و اتخذوا خلفاء شركاء برأيهم (يم) (من بعده من حليّهم) اصله حلويهم (ل) موضعه نصب (عجلاً) الاول (يم)([104]) (جسداً) بدل (له خوار) روي قال موسي يا رب من اخار

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 297 *»

الصنم فقال يا موسي انا اخرته فقال موسي ان هي الاّ فتنتك الاية و روي انه تعالي قال هي فتنتي فلاتسأل عنها (ألم‏يروا انه لايكلّمهم) لايقدر علي خطبة (يم) (و لايهديهم سبيلاً) من سبل الشريعة (يم) (اتخذوه و كانوا ظالمين  148) لحق علي7 (يم).([105])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 298 *»

(و لمّاسقط) لماجاءهم موسي (ق) (في ايديهم) كلمة يقال للنادم اي سقط مايتأذون منه في ايديهم (و رأوا انهم قدضلّوا) و ذلك بعد ظهور القائم (يم) (قالوا لئن لم‏يرحمنا) علي صيغة الغائب و علي قراءة الحمرة ترحمنا بالتاء و هي قراءة (ح) و (س) (ربنا) بالرفع علي قراءة السواد و النصب علي قراءة الحمرة (و يغفر) بالياء علي قراءة السواد و التاء علي قراءة الحمرة (لنا لنكوننّ من الخاسرين  149).

(و لمّارجع موسي الي قومه غضبان) حال (اسفاً) حال (هـ) حزيناً ملتهفاً (قال بئسما) شيئاً (خلفتموني من بعدي) بالفتح علي قراءة الحرميين و (و) و هم القارءون بالحمرة و السكون علي قراءة السواد (هـ) يعني خلافتكم بعدي حيث تركتم اخي علياً و اتخذتم العجل اي الاول (يم) خلفه اي صار خليفة بعده و ما مصدرية اي بئس خلافتكم بعدي (يم)([106]) (أعجلتم) يعني سبقتم (امر ربكم و القي الالواح) يمكن ان‏يكون من غير الاختيار من شدة الغضب (يم) و يؤيد ماقلنا قوله فلمّا سكت عن موسي الغضب الاية (يم) يمكن ان يكون معني الاية القي الالواح بينهم كماقال القي اليهم القول فالقي التورية بينهم لاتمام الحجة معرضاً بقلبه عنهم خاذلاً لهم فمنها ماتكسّر اي حرّف عن مواضعه و منها مابقي علي حاله و لم‏يحرّف و منها ماارتفع و سرقوه و انسوه و هو معني صحيح واقع او القي الالواح لانه غضب و ارتعش يده من كثرة الغضب حتي القي الالواح فصار كذا و هو ايضاً صحيح و اما اخذ برأس اخيه يجرّه

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 299 *»

اليه اي ضمّ اليه اخاه حتي يعرضا عنهم معاً غضباً عليهم (يم) روي انه القي الالواح فمنها ماتكسّر و منها مابقي و منها ماارتفع و روي انها كانت من زبرجد من الجنة و روي رحم اللّه اخي موسي ليس المخبر كالمعاين لقداخبره اللّه بفتنة قومه و لقدعرف ان مااخبر حق و انه علي ذلك لمتمسك بمافي يديه فرجع الي قومه و رءاهم فغضب و القي الالواح (هـ) روي في اخذه رأس اخيه لانه لم‏يفارقهم لمافعلوا ذلك و لم‏يلحق بموسي و كان اذا فارقهم ينزل بهم العذاب (و اخذ برأس اخيه يجرّه اليه) لانه لم‏يفارقهم حتي نزل بهم العذاب (ث) يحتمل انه فعل ليسارّه و يناجيه و يسأله عن حال القوم فشكا هرون و قال (يم) (قال ابن امّ) بفتح الميم و قرأ (ح) و (س) و ابوبكر و هم القارءون بالحمرة بكسرها (انّ القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني فلاتشمت بي الاعداء) يحتمل ان‏يكون معناه بان لاتنتقم مني (يم) (و لاتجعلني مع القوم الظالمين  150).

(قال ربّ اغفر لي و لاخي و ادخلنا في رحمتك و انت ارحم الراحمين  151).

(انّ الذين اتخذوا العجل) الهاً (هـ) الاول (يم) (سينالهم غضب من ربهم) امامهم (يم) (و ذلّة في الحيوة الدنيا) علي يدي القائم (يم) فلاتري صاحب بدعة الاّ ذليلاً (ث) روي مااخلص عبد الايمان للّه اربعين صباحاً او قال مااجمل عبد ذكر اللّه اربعين يوماً الاّ ان هداه اللّه في الدنيا و بصّره داءها و دواءها و اثبت الحكمة في قلبه و انطق بها لسانه ثم تلا هذه الاية ان الذين اتخذوا العجل الاية فقال فلاتري صاحب بدعة الاّ ذليلاً و كذا قال في المفتري علي اللّه (هـ) تدل الاية علي ثبوت تقرير الحق و ابطال الباطل باوضح وجه فخذ بها و اطمأنّ و احمد اللّه (يم)([107]) (و كذلك نجزي

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 300 *»

المفترين152) من اي امة كانوا (يم)([108]) فيه دليل التقرير (يم).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 301 *»

(و الذين عملوا السيئات) والوا الاعداء (يم)([109]) (ثم تابوا) عن ولايتهم (يم) (من بعدها و امنوا) بالولي (يم) (انّ ربك من بعدها لغفور رحيم  153).

(و لمّا سكت) اي سكن و قال سكت ليشعر ان الغضب انطقه بماانطقه و امره بما فعل (يم) (عن موسي الغضب) فالغضب حيوان ينطق و يسكت (يم) (اخذ الالواح و في نسختها هدي و رحمة للذين هم لربهم) لامامهم (يم) (يرهبون  154) قوله لربهم يرهبون اذا تقدم المفعول ضعف عمل الفعل و صار كأنه غير متعد فيدخل اللام كأنه للتعدية.

(و اختار موسي) من (قومه سبعين) مفعول ثان (ل) (رجلاً لميقاتنا )ممن لايشك في ايمانهم فوقعت خيرته علي المنافقين (هـ) و يقول اللّه فيهم و اخذتهم الصاعقة بظلمهم فكانوا ظالمين منافقين و ما ظنّ بعضهم انهم صاروا انبياء ينافي الكتاب و لايدل عليه الخبر فقدروي عن ابي‏عبداللّه7 ان موسي اختار سبعين من قومه فلمااخذتهم الرجفة قال رب اصحابي قال ابدلك بهم من هو خير لك منهم فقال اني عرفتهم و وجدت ريحهم قال فبعث اللّه له انبياء انتهي و هذا لايدل علي انهم صاروا

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 302 *»

انبياء فتدبر لانه بعث له انبياء خيراً منهم ليصاحبوا موسي (يم) او المعني انهم صاروا انبياء ينبئون بماجري عليهم و اما النبي المعصوم فلا لان اللّه مرة يسميهم السفهاء في قوله أتهلكنا بمافعل السفهاء و مرة ظالمين كمامرّ فكيف يكون السفيه و الظالم نبياً (يم) (فلمّااخذتهم الرجفة) و احترقوا عن اخرهم (ث) (قال رب لو شئت اهلكتهم من قبل و اياي أتهلكنا) نفي في صورة الاستفهام (بمافعل السفهاء منّا ان هي الاّ فتنتك) قاله حين سأل ربه من اخار الصنم قال انا اخرته فقال موسي ان هي الاية (تضلّ بها من تشاء و تهدي من تشاء انت ولينا فاغفر لنا و ارحمنا و انت خير الغافرين  155) انظر الي حسن التخلص الي ذكر النبي و تعجب (يم).

(و اكتب لنا في هذه الدنيا حسنة و في الاخرة انا هدنا) رجعنا و تبنا (اليك قال عذابي) و قرأ (ن) و هو القارئ بالحمرة بفتح الياء (اصيب به من اشاء و رحمتي) علم الامام و وسع علمه الذي هو من علمه كل شي‏ء (ث) (وسعت كل شي‏ء) الشيعة (ث) روي ان من وحي اللّه الي داود كما ان الشمس لاتضيق علي من جلس فيها كذلك لايضيق رحمتي علي من دخل فيها، نقلته بالمعني (يم) (فسأكتبها) علي نفسي (يم)([110]) (للذين يتقون) ولاية غير الامام و طاعته (ث) (و يؤتون الزكوة و الذين هم باياتنا) بالاوصياء (يم) بالشيعة (يم) (يؤمنون  156).

(الذين يتبعون الرسول النبي الامّي) المنسوب الي امّ‏القري و هي مكة (ث) روي في الردّ علي من قال ان النبي كان امّياً لايكتب كيف كان يعلّمهم ما لايحسن واللّه لقد كان رسول‏اللّه9 يقرؤ و يكتب باثنين و سبعين لساناً و انما سمي الامي لانه كان من اهل مكة و روي كان يقرؤ و لايكتب (الذي يجدونه) اليهود (ث) (مكتوباً في التورية و الانجيل يأمرهم) القائم (ث) (بالمعروف) اذا

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 303 *»

قام (ث) (و ينهاهم عن المنكر) المنكر فضل الامام (ث) (و يحلّ لهم الطيبات )اخذ العلم من اهله (ث) (و يحرّم عليهم الخبائث) قول من خالف (ث) (و يضع عنهم اصرهم) و قرأ القارئ بالحمرة و هو (ر) اصارهم علي صيغة الجمع بالمد (هـ) ثقلهم (ث) الذنوب التي كانوا فيها قبل معرفتهم فضل الامام (ث) (و الاغلال التي كانت عليهم) و هي ما كانوا يقولون مما لم‏يكونوا امروا به من ترك فضل الامام (ث) (فالذين امنوا به) بالامام (ث) (و عزّروه) و وقّروه (و نصروه و اتبعوا النور الذي انزل معه) اميرالمؤمنين (ث) و روي الكتاب و روي علي و الائمة: (اولئك هم المفلحون157).

(قل ياايها الناس اني رسول‏اللّه اليكم جميعاً) دلت علي عموم بعثته (يم) (الذي له ملك السموات و الارض) الاصل ان‏يؤتي بالصفة بعد المضاف‏اليه للمضاف لانه الاصل في الكلام و اتي بالمضاف‏اليه ايضاً لاجل تعريفه هذا و لاسيما اذا كان فصل بين المضاف‏اليه و الصفة (يم) (لااله الاّ هو يحيي و يميت فامنوا باللّه)هو الركن الاول (يم) (و رسوله) هو الركن الثاني (يم) (النبي الامّي الذي يؤمن باللّه و كلماته) الائمة: (يم) كلماته عطف علي رسوله و ضميرها راجع الي الرسول او الي اللّه و علي اي حال هم الائمة: (يم)([111]) (و اتبعوه لعلكم

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 304 *»

تهتدون158).

(و من قوم موسي) محمد9 (يم) ثم رجع الي تتمة قصة موسي كماكان (يم) لقدتفرقت امة موسي الي احد و سبعين فرقة كلها في النار الاّ واحدة فان اللّه يقول و من قوم موسي (ث) (امة) الشيعة (يم) هم اهل الاسلام (ث) هم قوم من وراء الصين بينهم و بين الصين واد جار من الرمل لم‏يغيروا و لم‏يبدلوا (ث) (يهدون بالحق) بعلي7(يم)([112]) (و به يعدلون  159) بين الناس .

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 305 *»

(و قطّعناهم) فرّقناهم (هـ) الامة الهادية (يم) (اثنتي عشرة) امة في عصر كل امام (يم) (اسباطاً) بدل اثنتي عشرة (ل) (امماً) نعت (ل) لماثبت بالاجماع ان كل ماكان في الامم السالفة يكون في هذه الامة فوجب ان‏يكون من هذه الامة ايضاً امة يهدون بالحق و الباقون يهدون بالباطل و هذه الفرقة الناجية يكونون امماً اثناعشر لاثني‏عشر سبطاً و اسباط هذه الامة الائمة: فالفرقة الناجية اتباع الائمة الاثناعشر

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 306 *»

فتدبر (يم)([113]) (و اوحينا الي موسي) محمد9 (يم) (اذ استسقيه قومه)علي حين كان رضيعاً (ث) (ان اضرب بعصاك) هو الركن الثالث (يم) (الحجر )كان وقر بعير (ث) هو عند القائم يحمله حين يتوجه الي الكوفة و هو زادهم (ث) (فانبجست )خرجت (منه) من لسان محمد (ث) (اثنتاعشرة عيناً([114])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 307 *»

(قدعلم كل اناس مشربهم فظلّلنا عليهم الغمام و انزلنا عليهم المنّ و السلوي كلوا من طيبات مارزقناكم و ماظلمونا و لكن كانوا انفسهم يظلمون  160) روي ان اللّه اعظم و اعز و اجل و امنع من ان‏يظلم ولكنه خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه و ولايتنا ولايته حيث يقول انما وليكم اللّه الاية.

(و) اذكر (ز) (اذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية) قرية ال‏محمد: القرية المباركة (يم) القرية الظاهرة و هو الركن الرابع (يم)([115]) (و كلوا منها) من علومهم (يم) (حيث شئتم و قولوا حطّة) هذه حطّة لذنوبنا (يم) (و ادخلوا الباب) ولاية علي7 (يم) او باب القرية (يم) (سجّداً) كان علي الباب مثال محمد و علي8 و مثله في هذه الامة الشيعة التي هي مظهرهما (يم)([116]) (نغفر) علي صيغة المعروف

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 308 *»

المجزوم و قرأ (ن) و (ر) و هم القارئان بالحمرة علي صيغة المخاطب المجهول المجزوم (لكم خطيئاتِكم) و علي قراءة (ر) خطيئتُكم علي التوحيد و علي قراءة (ن) خطيئاتُكم علي الجمع و علي قراءة (و) خطاياكم (و سنزيد المحسنين  161) من هذه الامة اذا فعلوا ذلك (يم).

(فبدّل الذين ظلموا) حق ال‏محمد (يم) (منهم قولاً غير الذي قيل لهم )اماماً غير الذي قيل لهم (يم) الخلفاء (يم)([117]) (فارسلنا عليهم رجزاً من السماء بماكانوا يظلمون  162).

(و سئلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر) كان فيها نيف و ثمانون الفاً فعل هذا سبعون الفاً و انكرهم الباقون (ث) روي كانت من اليهود و في رواية عرضت عليهم الولاية فقعدوا عنها و مسخوا (هـ) روي هم قوم من اهل ايلة من قوم ثمود (اذ يعدون في السبت) يمكن ان‏يقال تأويل القرية قرية بني‏امية كانت حاضرة بحر الفتن اذ يعدون في السبت و هو يوم عاشوراء كماروي و تأتيهم حيتانهم الحسين و اصحابه اهل الحيوة الابدي فاصطادوهم و قتلوهم فمسخ اللّه ارواحهم قردة تأويل رؤيا النبي9 رأي قردة تنزو علي منبره و هم بنوامية ثم اغرقهم في بحر الفتنة و انجي الذين

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 309 *»

ينهون عن خلافة الاوثان الاربعة (يم) اذ يعدون اي سلهم عن وقت العدو (هـ) اي يتجاوزون الحق و كان عدوانهم بالحيلة خدّوا اخاديد تدخلها السمك يوم السبت و يخرجونها يوم الاحد([118]) (اذ) عامله يعدون (تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرّعاً) حال (هـ) ظاهرة علي وجه الماء (و يوم لايسبتون لاتأتيهم كذلك )منسوب ببعده او بقبله و يكون حالاً (نبلوهم بماكانوا يفسقون  163).

(و اذ قالت امة منهم) للواعظين (لم تعظون قوماً اللّه مهلكهم) هلاك الاصطلام (ث) (او معذبهم عذاباً شديداً قالوا معذرةً) منصوباً علي قراءة السواد و هو قراءة حفص و مرفوعاً علي قراءة غيره (هـ) مصدر (ل) او علة (ز) هذا القول منا معذرة الي ربكم (ث) و هذا المعني يدل علي الرفع (الي ربكم و لعلهم) لامكان وقوع البداء (يم) (يتقون  164) هذه الموبقة و يحذروا عن عقوبتها (ث).

(فلمّا نسوا) تركوا (ث) (ما ذكّروا) من الولاية لعلي (ث) (به انجينا الذين) عشرة الاف و نيف (ث) (ينهون عن السوء و اخذنا الذين ظلموا )العادية و الساكتة (هـ) كانوا سبعين الفاً (ث) كانوا ثلث فرق عادية و ساكتة عنهم و ناهية عن المنكر فهلك الفرقتان و نجت الفرقة الناهية (ث) و في هذه الاية كفاية في فضل الامر بالمعروف و النهي عن المنكر (يم) (بعذاب بئيس) بفتح الباء و علي قراءة (ن) و هو القارئ بالحمرة بيس بكسر الباء و علي قراءة (ر) بِئْس (هـ) شديد (هـ) روي صاروا

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 310 *»

جرّياً و ضبّاً و يربوعاً (هـ) مسخوا قردة و جرفهم المطر و الريح بعد ثلثة ايام في البحر (ث) (بما كانوا يفسقون  165).

(فلمّا عتوا عمانهوا عنه قلنا لهم كونوا قردةً خاسئين  166) مبعدين من الخير (ث) فمازالوا كذلك ثلثة ايام ثم بعث اللّه عزوجل مطراً و ريحاً فجرفهم الي البحر و مابقي مسخ بعد ثلثة ايام (ث) و روي انمامسخ هؤلاء لاصطياد السمك فكيف تري عند اللّه عزوجل حال من قتل اولاد رسول‏اللّه9 و هتك حريمه ان اللّه تعالي و ان لم‏يمسخهم في الدنيا فان المعدّة من عذاب الاخرة اضعاف اضعاف هذا المسخ و روي الذين منهم في البحر فالجري و اما الذين في البرّ فاليربوع و الضبّ و الذين اقاموا و لم‏يقارفوا الذنب صاروا ذرّاً.

(و اذ تأذّن) اعلم (ربك ليبعثنّ عليهم) علي اليهود (ث) (الي يوم القيمة من) امة محمد9 (ث) (يسومهم) يكلفهم (سوء العذاب انّ ربك لسريع العقاب و انه لغفور رحيم  167).

(و قطّعناهم) فرّقناهم (في الارض امماً منهم الصالحون و منهم دون ذلك و بلوناهم بالحسنات) بالرخاء (هـ) السعة و الامن (ق) (و السيئات) و الشدة (هـ) الفقر و الفاقة (ق) (لعلهم) كي (يرجعون  168).

(فخلف من بعدهم) محمد و من معه من المؤمنين البالغين (يم) (خلف ورثوا) صفة (الكتاب) القرءان (يم) (يأخذون) حال (عرض) مايعرض لهم من الدنيا (ق) (هذا الادني) ابوبكر (يم) (و يقولون سيغفر لنا و ان يأتهم عرض مثله) عمـر (يم) (يأخذوه) هذه هي الامنية المذمومة و الرجاء الكاذب و الراجي يعمل بالطاعة طلب فضل اللّه (يم)([119]) (ألم‏يؤخذ عليهم) روي ان اللّه حصن

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 311 *»

عباده بايتين من كتابه ان لايقولوا حتي يعلموا و لايردّوا مالم‏يعلموا قال اللّه عزوجل

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 312 *»

ألم‏يؤخذ الي الحق و قال بل كذّبوا بمالم‏يحيطوا بعلمه (ميثاق الكتاب) ميثاق علي (يم)([120]) (ان لايقولوا علي اللّه الاّ الحق) علياً (يم)([121]) (و درسوا) عطف علي ورثوا او حال بتقدير قد (يم) (مافيه و الدار الاخرة) ولاية علي7 (يم)([122])(خير للذين يتقون) عن الاعداء (يم) (أفلاتعقلون  169) علي قراءة (ن) و (ر) و حفص و هم القارءون بالسواد و علي قراءة الحمرة بالياء.

(و الذين) مبتدأ و خبره محذوف كأنه هم المصلحون او عطف علي قوله الذين يتقون (يمسّكون) من باب التفعيل علي قراءة السواد و الافعال علي قراءة الحمرة و هو قراءة ابي‏بكر (بالكتاب) بعلي7 (يم) نزلت في ال‏محمد و اشياعهم (ث) (و اقاموا الصلوة) ولاية علي7 (يم) حقوق المقربين (يم)([123]) (انّا لانضيع اجر

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 313 *»

المحسنين  170) هم الراجون حقاً النائلون فضل اللّه (يم) فمن والي ائمته و ادّي حقوق اخوانه هو مصلح (يم).

(و اذ نتقنا) قلعناه من اصله و رفعناه (يم) اصل النتق الجذب (ز) (الجبل)طور سيناء (ث) القائم (يم)([124]) (فوقهم كأنه) الجملة حالية او خبر محذوف اي هو كأنه ظلّة (ل) (ظلّة) سقيفة (و ظنّوا انه واقع بهم) و قلنا لهم (يم) (خذوا)

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 314 *»

(مااتيناكم) فقبلوا التورية و طأطأ رءوسهم (ث) الولاية (يم)([125]) (بقوة) من الابدان و القلوب (ث) السجود و وضع الركبتين في الصلوة (ث) (و اذكروا مافيه لعلكم تتقون  171).

(و اذ اخذ ربك من بني‏ادم من ظهورهم) بدل (ذرّيّتهم) علي الافراد و علي الجمع قراءة (ن) و (و) و (ر) و هم القارءون بالحمرة (هـ) ذكر ميثاق عالم الذرّ بمناسبة نتق الجبل فوق بني‏اسرائيل لان يقبلوا الميثاق و قبولهم العهد (يم) (و اشهدهم علي انفسهم) بعضهم علي بعض (يم) فقال لهم (يم) (ألست بربكم) و محمد نبيكم و علي امامكم و الائمة الهادون ائمتكم (ث) عند ركن الحجر و يوم الجمعة (ث) (قالوا بلي) اول من سبق رسول‏اللّه9 (ث) فثبتت المعرفة و نسوا الموقف و يذكرونه يوماً ما (ث) روي فمنهم من اقر بلسانه في عالم الذرّ و لم‏يؤمن بقلبه فقال اللّه عزوجل فماكانوا ليؤمنوا بماكذّبوا به من قبل (هـ) روي ثبتت المعرفة و نسوا الموقف و سيذكرونه يوماً ما و لولا ذلك لم‏يدر احد من خالقه و لا من رازقه (هـ) فعرّفهم نفسه و اراهم صنعه و لولا ذلك لم‏يعرف احد ربه (ث) (شهدنا) كراهة (ان) لئلاّ (هـ) مفعول‏له لقوله اخذ (يم) (تقولوا) علي قراءة غير (و) و علي قراءته و هو القارئ بالحمرة علي صيغة الغائب (يوم القيمة انّا كنّا عن هذا غافلين  172).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 315 *»

(او تقولوا) علي قراءة غير (و) و علي قراءته يقولوا (انما اشرك اباؤنا من قبل و كنّا ذرّيّة من بعدهم أفتهلكنا بمافعل المبطلون  173) ذكر هذه الايات بمناسبة مامـرّ من قوله و الذين يمسّكون بالكتاب و ذكر نتق الجبل فوق بني‏اسرائيل لقبول التورية (يم).

(و كذلك نفصّل الايات و لعلهم يرجعون  174) و يقع فيهم البداء (يم).

(و اتل عليهم نبأ الذي) بلعم بن باعوراء (ث) ابوبكر (يم) (اتيناه اياتنا) الاسم الاعظم (ث) عرّفناه ائمته (يم) (فانسلخ منها) خرج (هـ) خرج من الولاية (يم) في قوله انسلخ اشعار بان الاقرار بالايات صبغ و صفة للمؤمنين و المنافق منسلخ منه عارٍ (فاتبعه) تبعه (الشيطان) الثاني (يم) (فكان من الغاوين  175) الضالين او الهالكين (هـ) الذي اتاه اللّه اي عرّفه اللّه اياته اي فضائل ال‏محمد: فانسلخ منها هو الاول فاتبعه الشيطان اي الثاني و كان من الضالين او المراد بالشيطان ظاهره و فيه اثبات ان الشيطان من التابعين له المطيعين و انسلاخ الشيطان ايضاً من انسلاخه (يم) عن ابي‏جعفر7 الاصل في بلعم ثم ضربه اللّه مثلاً لكل مؤثر هواه علي هدي اللّه من اهل القبلة (هـ) اعطي بلعم الاسم الاعظم و كان يدعو به فيستجيب له فطلب منه فرعون ان‏يدعو اللّه علي موسي و اصحابه ليحبسه فركب حمارة ليمرّ فامتنع حمارته فضربها فانطقها اللّه أتضربني ان‏اجي‏ء معك لتدعو علي نبي‏اللّه و قوم مؤمنين فلم‏يزل يضربها حتي قتلها و انسلخ الاسم من لسانه (حاصل‏الخبر) و روي لايدخل الجنة من البهائم الاّ ثلث حمارة بلعم باعور و كلب اصحاب الكهف و الذئب الذي اكل ولد شرطي بعثه ملك ليعذّب قوماً مؤمنين فاحزنه (هـ) نقل انه كان في مجلس درسه اثناعشر الف محبرة يكتبون العلم و العمل عنه نعوذباللّه من الخذلان و نسأله الورع (يم).

(و لو شئنا لرفعناه) عن سجين (يم) (بها) بتلك الايات (ث) (ولكنّه

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 316 *»

اخلد )ركن (الي الارض) الي شقاوته (يم)([126]) (و اتبع هواه فمثله) صفته (ز) (كمثل )كصفة (ز) (الكلب) الثاني (يم)([127]) (ان) الشرطية في محل الحال (ز)

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 317 *»

(تحمل) من الحملة (عليه) امر الولاية (يم) (يلهث) يخرج لسانه من فمه (هـ) عداوةً و حسداً (يم) (او تتركه يلهث) يعني لاهثاً في الحالين (ز) ان تعظه فهو ضال و ان لم‏تعظه فهو ضال (ز) لهث الكلب من فرط حرارته الفضليّة فحسّاد ال‏محمد: من فرط حرارة عداوتهم و حسدهم لاهثون بقول السوء فيهم و انكار فضائلهم و القدح فيهم لعله يبرد اجوافهم من نار الحسد فلاتسكن فورتها ابداً فالكلب مثل الذين كذّبوا بايات اللّه يعني الائمة:فافهم (يم) (ذلك مثل القوم الذين) الخلفاء (يم) قوله ذلك مثل القوم الاية يدل علي ان ذكر هذا النبأ من باب التمثيل للذين عرفوا ايات محمد9 في علي و اله فانسلخوا منها (يم) (كذّبوا باياتنا) بال‏محمد: (يم) (فاقصص القصص لعلهم يتفكرون  176).

(ساء مثلاً) اي ساء المثل مثلاً مثل (القوم) مبتدأ و ماقبله خبره (ل) (الذين كذّبوا باياتنا) بال‏محمد (يم) (و انفسهم) و ائمتهم (يم) (كانوا يظلمون  177).

(من يهد اللّه فهو المهتدي و من يضلل فاولئك هم الخاسرون  178).

(و لقد ذرأنا) خلقنا (ث) (لجهنم) لام العاقبة (هـ) للاول (يم)([128]) بمناسبة المنسلخين عن ايات اللّه (يم) (كثيراً من الجن و الانس لهم قلوب لايفقهون بها) طبع اللّه عليها فلاتعقل (ز) امر الولاية (يم) (و لهم اعين لايبصرون بها) عليها غطاء عن الهدي (ق) دلائل النبوة (يم) (و لهم اذان لايسمعون بها) فيها وقر (ق)

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 318 *»

مسائل التوحيد (يم)([129]) (اولئك كالانعام) غنم الخلفاء (يم) فاهل جهنم كلهم علي صفة الانعام (يم) (بل هم اضلّ اولئك هم الغافلون  179) سئل ابوعبداللّه7 الملائكة افضل ام بنوادم فقال قال اميرالمؤمنين7 انّ اللّه ركّب في الملائكة عقلاً بلاشهوة و ركّب في البهائم شهوة بلاعقل و ركّب في بني‏ادم كليهما فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة و من غلبت شهوته عقله فهو شرّ من البهائم.

(و للّه) فهم الخالصون له (يم)([130]) لاتسمي بها غيره (ث) (الاسماء )ال‏محمد (يم) (الحسني) صفة الاسماء و كلها حسني (هـ) الرحمن الرحيم (ق) ذكر الاسماء بمناسبة بلعم و انه كان يعرف الاسم الاعظم (يم) سئل الرضا7 عن الاسم فقال صفة لموصوف (هـ) روي نحن واللّه الاسماء الحسني التي لايقبل اللّه من العباد الاّ بمعرفتنا و روي اذا نزلت بكم شديدة فاستعينوا بنا علي اللّه عزوجل و هو قوله و للّه الاسماء الاية([131]) (فادعوه بها و ذروا الذين يلحدون) علي قراءة (ح) و هو القارئ

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 321 *»

بالحمرة بفتح الياء و علي قراءة السواد ضمها (هـ) الي اعداء ال‏محمد: (يم)([132]) يميلون عن الحق (في اسمائه) جهلاً بغير علم (ث) (سيجزون ماكانوا يعملون  180).

(و ممن) هذه الاية لهذه الامة نظير مافي قوم موسي (ث) (خلقنا) من امة محمد يعني علياً (ث) روي والذي نفسي بيده لتفرقنّ هذه الامة علي ثلث و سبعين فرقة كلها في النار الاّ فرقة و ممن خلقنا الاية (امّة) عَلَم (ث) هم الائمة (ث) (يهدون بالحق) يدعون بعدك يامحمد الي الحق (ث) فلايلحدون عن ال‏محمد: (يم) (و به يعدلون  181) يحكمون (هـ) في الخلافة بعدك (ث) و هم الناجون من هذه الامة (ث) ذكر هذه الايات للدلالة علي ان العالم علي نظم الحكمة و لابد فيها من امة يهدون بالحق و هو النبي و من اتبعه فمن صدّق باياته الظاهرة علي يده و لسانه نجي و من تخلف هوي (يم).

(و الذين كذّبوا) ذكره بمناسبة الاية السابقة مناسبة المضادة و بمناسبة قوله ساء مثلاً و بمناسبة المنسلخين عن الايات (يم) (باياتنا) بالآل (يم)

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 322 *»

(سنستدرجهم )نأخذهم قليلاً قليلاً درجةً درجةً (من حيث لايعلمون  182 )بالنعم عند المعاصي (ث).

(و املي لهم) امهل لهم (انّ كيدي) عذابي (ق) (متين  183) شديد (ق).

(أولم‏يتفكروا) يعني قريشاً (ق) روي ليس العبادة كثرة الصلوة و الصوم انما العبادة التفكر في امر اللّه عزوجل و روي التفكر يدعو الي البرّ و العمل به (ما بصاحبهم من جنّة) حتي يموت و لاينصب خليفة و يترك دين اللّه بلا حافظ و يترك اهله بين الاعادي لا ولاية لهم (يم) (ان هو الاّ نذير مبين  184).

(أولم‏ينظروا في ملكوت) سلطان (يم) (السموات) محمد (يم) (و الارض )و اله (يم) (و ماخلق اللّه من شي‏ء) الشيعة (يم)([133]) (و) في (ل) (ان

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 323 *»

عسي ان‏يكون) مرفوع بعسي (ل) (قداقترب اجلهم) هو هلاكهم (ق) بيد القائم (يم) (فبأي حديث بعده يؤمنون  185) اي فبأي حديث بعد محمد9 اذا تركوا حافظ دينه و شرعه يؤمنون و لايبقي اطمينان بحديث (يم).

(من يضلل اللّه فلا هادي له و يذرهم) علي صيغة الغائب من غير جزم في قراءة (ص) و (و) و معه علي قراءة (ح) و (س) و قرأ غيرهم بالنون علي صيغة المتكلم (هـ) معطوف علي موضع الفاء (ل) يكلهم الي انفسهم (ق) (في طغيانهم يعمهون186) يتحيرون (هـ) العمه في القلب كالعمي في العين.

(يسئلونك عن الساعة) مفعول ثان (هـ) القائم (يم)([134]) ذكرها بمناسبة اقتراب

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 324 *»

الاجل و وضع السورة انه للانذار و التعريف و ان وقوعها ظاهر من ملكوت السموات و الارض كماقال أفرأيتم النشأة الاولي فلولا تذكّرون (يم) (ايّان) خبر (هـ) متي (مرسيها) مثبتها (هـ) ارساؤها اي اثباتها (ز) مبتدأ (قل انما علمها عند ربي لايجلّيها) لايظهرها (لوقتها) في (الاّ هو ثقلت) عظمت (في السموات و الارض لاتأتيكم الاّ بغتةً) حال (هـ) في حال اشتغال الناس بمكاسبهم (حاصل الخبر) (يسئلونك كأنك حفي عنها) جاهل بها (ق) عالم بها قداكثرت السؤال عنها (هـ) الحفي المستقصي في السؤال و اتي بعن ليفيد معني مخبر عنها او باحث عنها (هـ) يمكن ان‏يكون عنها متعلقة بيسألونك اي يسألونك عنها كأنك عالم بها (يم) (قل علمها عند اللّه ولكنّ اكثر الناس لايعلمون  187).

(قل لااملك لنفسي) لعلي (يم)([135]) (نفعاً و لا ضرّاً الاّ ما شاء اللّه و لو كنت اعلم الغيب) من ذات نفسي من دون وحي (يم) (لاستكثرت من الخير) من المال (يم)([136]) (و مامسّني السوء) الفقر (ث) كنت اختار لنفسي الصحة و السلامة (ق) (ان انا الاّ نذير و بشير لقوم يؤمنون  188).

(هو الذي خلقكم من نفس واحدة) ذكره بمناسبة بيان الذرّ انفاً و قوله انما

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 325 *»

اشرك اباؤنا من قبل (يم) (و جعل منها زوجها) ولدت حواء خمسمائة بطن كل بطن ذكر و انثي (ث) (ليسكن) صاحب النفس اي ادم او راجع الي معني النفس (يم) ناسب هنا ان‏يذكّر النفس للفرق بينها و بين زوجها (يم) (اليها فلمّاتغشّيها )واقعها (يم) (حملت حملاً خفيفاً فمرّت به فلمّااثقلت) صارت ذاثقل (دعوا اللّه ربهما لئن اتيتنا صالحاً) من النسل خلقاً سوياً بريئاً من الزمانة و العاهة (ث) (لنكوننّ من الشاكرين  189).

(فلمّا اتيهما صالحاً) نسلاً صالحاً (يم) (جعلا) الذكران و الاناث من نسلهما (ث) (له شركاء) و قرأ (ن) و ابوبكر شركاً بكسر الشين و سكون الراء و هما القارئان بالحمرة (فيما اتيهما) من النعم (هـ) و لم‏يشكراه كشكر ابويهما له عزوجل (ث) يمكن ان‏يكون الاية شرح حال المشركين شرك طاعة او عبادة فان كل احد خلق من نفس واحدة هي نفس ابيه و خلق منها زوجها و كلهم يرجون عند الاثقال ان‏يؤتيهم اللّه صالحاً و لمّااتيهما و تولد صالحاً يشركان (يم) (فتعالي اللّه عمايشركون  190).

(أيشركون) بعلي7 (يم) ثم احتج علي الملحدين (ق) (ما لايخلق شيئاً و هم يخلقون  191).

(و لايستطيعون لهم نصراً) في الدين و الدنيا عن شياطين الانس و الجن (يم) (و لا انفسهم ينصرون  192).

(و ان تدعوهم الي الهدي) الولاية (يم)([137]) (لايتّبعوكم) بالتشديد و هو قراءة السواد و قرأ (ن) القارئ بالحمرة بالتخفيف (سواء عليكم أدعوتموهم ام انتم

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 326 *»

صامتون  193).

(انّ الذين) الخلفاء (يم)([138]) (تدعون من دون اللّه) ولي (يم) من الجمادات و النباتات و الحيوانات و الشياطين عباد امثالكم و صفاتكم خلقت من اظلالكم فكيف تعبدون اظلالكم و هي تابعة لوجودكم (يم) (عباد امثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم ان كنتم صادقين  194).

(ألهم ارجل يمشون بها) في اطراف العالم فيشاهدوا كل شي‏ء (يم) في حوائجكم (ام لهم ايدٍ يبطشون) يأخذون بشدة (بها) علي مايشاءون و يكون لهم قدرة (يم) فيدفعون عنكم اذي (ام لهم اعين يبصرون بها) حقائق الاشياء (يم) خيركم و شركم (ام لهم اذان يسمعون بها) حديث الملك و يحدّثهم (هـ) يستجيبون دعاءكم (هـ) فاللّه له رجل و يد و عين و اذن و هي ماتواتر الاخبار بانها هم و اما الرجل فلم يرو خوف المنقصة في الاعين (يم) فالولي له رجل ماشية الي الخير و يد باطشة لدفع الاعداء عن الدين و عين باصرة للحقائق و اذن سامعة لدعوة الخلق و الحق و عدوّه ليس له ذلك (يم)([139]) (قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 327 *»

فلاتنظرون  195 )تمهلون.

(انّ وليّي) ناصري (اللّه) ولي (يم) قوله ان وليي يمكن ان‏يكون قول اللّه و يمكن ان‏يكون قول النبي و في كليهما باطن الباطن (يم)([140]) (الذي نزّل الكتاب)([141])(و هو يتولي) يصير ولياً لهم (يم) ينصر (الصالحين  196 )الشيعة (يم).([142])

(و الذين) الخلفاء (يم) (تدعون من دونه) من دون علي7 (يم)([143])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 328 *»

(لايستطيعون نصركم و لا انفسهم ينصرون  197).

(و ان تدعوهم) ايها المؤمنون المشركين (الي الهدي) الولاية (يم) (لايسمعوا) لايستجيبون (و تريهم ينظرون اليك و هم لايبصرون  198 )الحق.

(خذ العفو) امره بمداراة الناس (ث) منه الوسط (هـ) بعد ماذكر جهالة القوم امره بالمداراة معهم (يم) روي اي خذ ما طهر و ما تيسر و قال العفو الوسط و يفهم من رواية خذ الخراج بالعفو من غير ضرب و لا اذية (هـ) روي ليس في القرءان اية اجمع لمكارم الاخلاق منها (هـ) العفو مافضل من الكفاية لان العفو هو الترك فقال خذ العفو بعد ماقال يسألونك ماذا ينفقون قل العفو و من معناه تمسك بالعفو عمن ظلمك و ترك كثير من مساوي الناس و الاغماض عنها كماروي ان تفسيره ان تصل من قطعك و تعفو عمن ظلمك و تعطي من حرمك (و أمر بالعرف) الولاية (يم)([144]) (و اعرض عن

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 329 *»

الجاهلين  199) عن الخلفاء (يم).([145])

(و امّاينزغنّك) ايها السامع المطلع (هـ) يزعجك بالاغواء (هـ) ذكرها بمناسبة شرك المشركين و انه من امر الشيطان و مرّ في صدر السورة حكاية الشيطان و

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 330 *»

بني‏ادم (يم) (من الشيطان) الثاني (يم) عرض في قلبك (ق) (نزغ )وسوسة (ث) ان عرض في قلبك منه شي‏ء و وسوس فاستعذ باللّه انه سميع عليم (ق) (فاستعذ باللّه) بولي (يم) ان لاتأخذ العفو و لاتأمر بالعرف و لاتعرض عن الجاهلين (يم) (انه سميع عليم200).

(انّ الذين اتقوا اذا) ظرف زمان (مسّهم طائف) و قرأ (ث) و (و) و (س) و هم القارءون بالحمرة طَيْف (من) جنسية (الشيطان) الثاني (يم) فمسّ الشيطان لاينافي التقوي و يمكن ان‏يمسّ المتقي طائف من الشيطان ولكنه لايركن اليه و يدفعه بالذكر (يم) (تذكّروا) جزاء (هـ) امر الولاية (يم)([146]) ذكر اللّه عند المعصية (ث)

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 331 *»

(فاذا) ظرف مكان للمفاجاة (هم مبصرون  201) الاية تدل علي ان مسّ الشيطان يعمي القلب عن مشاهدة الحق و علاج هذا العمي التذكر كما كان العمي سبب النسيان لقوله و من يعـش الاية (يم) روي هو العبد يهمّ بالذنب ثم يتذكر فيمسك.

(و اخوانهم) الجاهلين (يم) من الجن (ق) الشياطين (يمدّونهم) بفتح الياء و ضم الميم علي السواد و قرأ (ن) بضم الياء و كسر الميم (هـ) الشياطين (في الغي) في الضلال (ثم لايقصرون  202) عن تضليلهم.

(و اذا لم‏تأتهم) قريشاً (ق) (باية) علي حسب محبتهم (يم) ثم عاد الي مابدأ به السورة من ذكر القرءان (يم) (قالوا لولا اجتبيتها) تخرّجتها من قبل نفسك (قل انما اتبع مايوحي الي من ربي) في عدم عمل الانبياء باقتراحات الجهال دلالة عظيمة لاستسلام الانبياء لامر اللّه و اتباعهم مايوحي اليهم و اذا اتوا بما فيه الحجة كان فيه الكفاية و الباقي جسارة و لايتمكن من جميع الاقتراحات الاّ من ليس بحكيم و يؤدي الي ما فيه الفساد (يم) (هذا) القرءان (يم) (بصائر من ربكم و هدي و رحمة لقوم يؤمنون  203).

(و اذا قرئ القرءان) نطق الولي (يم) في الصلوة و الامام من يؤتم به و يسمع قراءته (ث) في الفريضة خلف الامام (ث)([147]) (فاستمعوا له) طاعته (ث)

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 332 *»

(و انصتوا) ابتغاء رحمته (ث) (لعلكم ترحمون  204).

(و اذكر ربك) من تمام السابقة يعني به عند الانصات اذكر (ث) روي هي التهليل و التعويذ في الغداة و العشي (هـ) و ختم السورة بتأويل الكتاب و لماقال في الصدر اتبعوا ماانزل اليكم من ربكم فذكر ماانزل ثم ذكر الربّ (يم) (في نفسك تضرعاً )مصدر (ل) مستكيناً (ث) ان‏تحرك السبابة ممايلي وجهك (ث) (و خيفةً )خوفاً من عذابه (ث) في الظهر و العصر (ق) (و دون الجهر) من القراءة (ث) (من القول بالغدوّ و الاصال) العشي (ث) نصف النهار (ق) اصال جمع اُصُل و اُصُل جمع اصيل (ز) روي لايكتب الملك الاّ ماسمع قال اللّه اذكر ربك الاية و لايعلم ثواب ذلك الذكر في نفس الرجل غير اللّه لعظمته و روي لايكتب الملك الاّ مااسمع نفسه و روي اذا كنت خلف امام تأتمّ به فانصت و سبح في نفسك. روي فيها التهليلات العشر و التعويذات العشر صباحاً و مساءاً (و لاتكن من الغافلين  205) علامة الغافل اللهو و السهو و النسيان (ث).

(انّ الذين عند ربك) الانبياء و الرسل و الائمة (ق) (لايستكبرون) هذه علامة من عند الربّ (يم) (عن عبادته) بطاعة وليه (يم) (و يسبّحونه) عن النقائص كماقال سبّح اسم ربك الاعلي (يم) (و له يسجدون  206) يخضعون (يم).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 333 *»

«سورة الانـفـال»

مدنية و هي خمس و سبعون اية كوفي (هـ) و استثني بعضهم منها سبع ايات و قال نزلت بمكة و هي و اذ يمكر بك الي اخرهن و قيل هي سبع و سبعون اية شامي ست حجازي اختلافها ثلث ايات ثم يغلبون بصري شامي مفعولاً الاول غير الكوفي بنصره و بالمؤمنين غير البصري. روي سورة الانفال جدع الانف و روي من قرأ سورة الانفال و سورة براءة في كل شهر لم‏يدخله نفاق ابداً و كان من شيعة اميرالمؤمنين7.

(بسم اللّه الرحمن الرحيم)

(يسئلونك عن الانفال) ان تعطيهم (ق) الانفال مال من مات و ليس له مولي و ما لم‏يوجف عليه بخيل و لا ركاب او قوم صالحوا او قوم اعطوا بايديهم و كل ارض خربة و بطون الاودية و رءوس الجبال و الاجام و كل ارض ميتة لا ربّ لها و صوافي الملوك ان لم‏تكن غصباً و كل ارض جلا اهلها او هلك و المعادن (ث) (قل الانفال) خالص (ث) (للّه و الرسول فاتقوا اللّه و اصلحوا) بردّ الامر الي علي (يم) (ذات) ما (هـ) اصل ذات ذوات بدليل ذواتا افنان (ل) (بينكم و اطيعوا اللّه و رسوله) في امر علي و اداء حقه اليه (يم)([148]) (ان كنتم مؤمنين  1).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 334 *»

(انما المؤمنون الذين) نزلت في اميرالمؤمنين و ابي‏ذر و سلمان و المقداد (ق) ذكر ذلك بمناسبة قوله ان كنتم مؤمنين (يم) (اذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم) يؤمنون بالنبي9 (يم) (و اذا تليت عليهم اياته زادتهم ايماناً)يؤمنون بالاوصياء (يم) (و علي ربهم يتوكلون  2) يسلّمون لامر النقباء (يم) فتبين ان التوكل علي الربّ من شروط الايمان و منه ان لايقول الانسان في دين اللّه برأيه بل يعمل بمايقوله الامام7 (يم).

(الذين يقيمون الصلوة) يسلّمون للنجباء (يم) (و ممارزقناهم) من كل مااتيهم اللّه (يم) (ينفقون  3) يعلّمون من دونهم (يم) فهذه الخمسة من علامات الايمان و هي الوجل عند الذكر و زيادة الايمان عند تلاوة الايات و التوكل و اقامة الصلوة و الانفاق ممارزق اللّه فمن اجتمع فيه هذه الخمسة فهو المؤمن حقاً (يم).([149])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 338 *»

(اولئك هم المؤمنون حقاً) مصدر محذوف (لهم درجات عند ربهم )امامهم (يم) (و مغفرة و رزق كريم  4).

(كمااخرجك) يتعلق بقوله يجادلونك او الانفال لله كمااخرجك (ز) يمكن

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 339 *»

تعليق كما بقوله لهم درجات يعني اثبت الله لهم الدرجات كمااخرجك ربك لان ولي الاخرة هو ولي الدنيا (يم) في الصافي عن المجمع في حديث ابي‏حمزة فاللّه ناصرك كمااخرجك من بيتك و روي في القائم خروجه كخروج رسول‏اللّه9 و ذلك قوله كمااخرجك الاية (ربك من بيتك بالحق و انّ فريقاً من المؤمنين لكارهون 5).

(يجادلونك) ذكر مجادلتهم في الحق و كراهتهم بمضادة قوله اطيعوا الله و اطيعوا الرسول و بمناسبة الانفال (يم) (في الحق) في علي (يم) (بعد ماتبيّن )انه من عند اللّه (يم) يعني يجادلونك في الحق بعد ماتبيّن كماكرهوا خروجك بالحق قبل تبيّنه (كأنما يساقون الي الموت و هم ينظرون  6).

(و) اذكر (ل) (اذ يعدكم اللّه) فيه معجزة بيّنة (يم) ذكر ذلك بمناسبة الانفال و الاية السابقة (يم) (احدي الطائفتين) العير و القريش (ث) (انها) بدل احدي الطائفتين (هـ) معني كون انها بدل احدي يعني يعدكم ان احدي الطائفتين لكم (لكم و تودّون انّ غير ذات الشوكة) القتال (ث) اي الحدّ و كنّي بها عن الشدة و الحرب او السلاح (تكون) و هي العير (ز) (لكم و يريد اللّه) سيريد و لم‏يفعله بعد (ث) (ان‏يحقّ الحقّ) حق ال‏محمد: (ث) (بكلماته) بعلي (ث) بالائمة (ث) روي كلماته في الباطن علي و هو كلمة اللّه في الباطن (و يقطع دابر الكافرين  7 )بني‏امية (ث).

(ليحقّ الحقّ) حق ال‏محمد حين يقوم القائم (ث) (و يبطل) القائم (ث) (الباطل) باطل بني‏امية (ث) فيه دلالة علي التقرير و هداية كل ضرير (يم) (و لو كره المجرمون  8).

اذكروا (اذ تستغيثون ربكم) هو دعاء النبي و استغاثته (ث)([150]) من كثرة

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 340 *»

قريش (ق) (فاستجاب لكم) فاغاث لكم (اني ممدّكم بالف من الملئكة مردفين  9)بفتح الدال علي قراءة الحمرة و هو (ن) و بكسره علي السواد (هـ) حال (ل).

(و ماجعله) الامداد (اللّه الاّ بشري) مفعول له (و لتطمئنّ به قلوبكم و ما النصر الاّ من عند اللّه انّ اللّه عزيز حكيم  10).

(اذ) عطف علي اذ الاولي بحذف العاطف لوجود الرابط (يغشّيكم) من باب التفعيل و قرأ (ث) و (و) و هما القارئان بالحمرة يغشيكم من المجرد (النعاس) علي النصب و علي قراءة الحمرة بالرفع (امنةً) مفعول له (منه و ينزّل عليكم من السماء) من رسول‏الله (ث) (ماء) علياً (ث) (ليطهّركم به) يطهّر اللّه به قلب من والاه (ث) روي اشربوا ماء السماء فانه يطهّر البدن و يدفع الاسقام (و يذهب عنكم )عمن والي علياً (ث) (رجز الشيطان) لايدخله مايدخل الناس من الشك (ث) (و ليربط علي قلوبكم و يثبّت به الاقدام  11) علي ولاية علي (ث).

(اذ) عامله جعله اللّه او عطف علي اذ يغشّيكم (يوحي) الهام (ث) (ربك الي الملئكة انّي معكم فثبّتوا الذين امنوا سالقي في قلوب الذين كفروا

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 341 *»

الرعب) بسكون العين و علي قراءة الحمرة ضمها و هو قراءة (ر) و (س) (فاضربوا) ايها الملائكة او المؤمنون (فوق الاعناق) قوله فوق قيل زائدة و يمكن ان‏يكون فوق وصف موصوف اقامه مقامه و يكون المراد به الرءوس و الهامات فانها فوق الاعناق و المعني اضربوا رءوسهم و هاماتهم و يأتي في لسان العرب الضرب بمعني اكثر الافعال فيمكن ان‏يكون المعني اقصدوا فيكون المعني اقصدوا رءوسهم و اطرافهم (يم) (و اضربوا منهم كل بنان  12) طرف من اليد و الرجل.

(ذلك) الامر ذلك (يم) (بانهم شاقّوا اللّه) عادوا اللّه (ق) (و رسوله و من) شرط (ق) (يشاقق) لغة اهل الحجاز (اللّه و رسوله فانّ) جزاء (ل) (اللّه شديد العقاب 13) له (ل).

الامر او ذوقوا (ذلكم فذوقوه) في الدنيا (و انّ) عطف علي ذلكم او علي اني معكم او علي انهم شاقوا الله (هـ) او مفعول معه لذوقوا (ز) (للكافرين عذاب النار14) في الاخرة.

(ياايها الذين امنوا اذا لقيتم الذين كفروا) ذكر ذلك بمناسبة الجهاد السابق (يم) (زحفاً) يدنو بعضهم من بعض (ق) متدانين (هـ) حال (فلاتولّوهم )التولية جعل الشي‏ء يلي غيره (الادبار  15).

(و من يولّهم يومئذ دبره الاّ متحرّفاً) حال او منصوب علي الاستثناء (هـ) مستطرداً يريد الكرة عليهم (ث) (لقتال او متحيّزاً الي فئة) متأخراً الي اصحابه من غير هزيمة (ث) (فقد بـاء) رجع او احتمل (بغضب من اللّه) فمن انهزم حتي يجوز صفّ اصحابه فقد بـاء بغضب من اللّه (ث) (و مأويه جهنم و بئس المصير  16).

(فلم تقتلوهم) لم يقل هنا لم‏تقتلوهم اذ قتلتموهم كما قال في النبي (يم) (ولكنّ) بفتح النون مع التشديد و علي قراءة (ر) و (ح) و (س) كسرها مع التخفيف و هم القارءون بالحمرة (اللّه) علي النصب علي قراءة السواد و الرفع علي قراءة الحمرة

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 342 *»

(قتلهم و مارميت اذ رميت ولكنّ) علي قراءة السواد الفتح و التشديد و علي الحمرة بالكسر و التخفيف كمامرّ (اللّه) كذلك قرئ علي الوجهين النصب و الرفع كمامرّ (رمي) سمي فعل النبي فعلاً له تأويله غير تنزيله (ث) روي ناول علي رسول‏اللّه القبضة التي رمي بها (هـ) روي كانت اربع حصيات احدها من الفردوس و حصاة من المشرق و حصاة من المغرب و حصاة من تحت العرش مع كل حصاة مأة الف ملك مدداً لنا (هـ) روي سمي فعل النبي فعلاً له الاتري تأويله علي غير تنزيله (هـ) عن جماعة من المفسرين انه قال رسول‏اللّه9 لماالتقي الجمعان لعلي7 اعطني قبضة من حصي الوادي فناوله كفاً من حصي عليه تراب فرمي به في وجوه القوم و قال شاهت الوجوه فلم‏يبق مشرك الاّ دخل في عينه و فمه و منخره منها شي‏ء ثم ردفهم المؤمنون يقتلونهم و يأسرونهم (هـ) و في هذا الرمي ايضاً معجزة ظاهرة (يم) (و ليبلي) ينعم (المؤمنين منه بلاءً حسناً انّ اللّه سميع عليم  17).

الامر (ذلكم و) الامر (انّ اللّه موهن) مضعف (ق) (كيد)  حفص قرأ موهن بالتخفيف و حذف التنوين للاضافة و جرّ الكيد و قرأ (و) و الحرميان و هم القارءون بالحمرة موهّن بالتشديد مع التنوين و نصب الكيد و قرأ (ر) و (ح) و (س) و ابوبكر من غير اضافة و نصب الكيد (الكافرين  18).

(ان تستفتحوا) ايها المشركون (فقد جاءكم الفتح) هذا خطاب للمشركين فانّ اباجهل قام بين الصفّين و قال اللهم انّ محمداً قطعنا الرحم و اتانا بمالانعرفه فانصرنا عليه و في نقل قال اللهم ان ديننا قديم و دين محمد حديث فأي دين كان ارضي عندك فانصر اهله (و ان تنتهوا فهو خير لكم و ان تعودوا نعد و لن‏تغني) تدفع (عنكم فئتكم شيئاً و لو كثرت و انّ) بالفتح علي قراءة حفص و الكسر علي قراءة الحمرة (هـ) عطف علي قوله و انّ اللّه موهن (اللّه مع المؤمنين  19).

(ياايها الذين امنوا) ثم اعاد ذكر وجوب الطاعة تأكيداً و خاطبهم بمناسبة انّ اللّه مع المؤمنين (يم) (اطيعوا اللّه و رسوله) في علي (يم) (و لاتولّوا عنه و

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 343 *»

انتم) حال (ل) (تسمعون  20) الحجة و الدعاء.

(و لاتكونوا كالذين قالوا سمعنا) قبلنا (و هم) حال (لايسمعون 21).

(انّ شرّ الدوابّ) هم بنوعبدالدار لم يسلم منهم الاّ رجلان و قتلوا جميعاً باُحد (ق) (عند اللّه الصّمّ) عن سماع الحق (البكم) عن القول بالحق (الذين لايعقلون22).

(ولو) امتناعية فلايعلم فيهم خيراً (يم) (علم اللّه فيهم خيراً لاسمعهم )سماع تفهّم (ولو اسمعهم) و هو لايعلم فيهم خيراً (يم) الحجة و ليسوا من اهل الخير (لتولّوا و هم) حال (ل) (معرضون  23) فلم‏يخذل اللّه المنافقين الاّ لاجل انه لم‏يعلم فيهم خيراً و لم‏يكونوا ملايمين لعلي و اصحابه فبعدهم احسن لعلي و اصحابه من قربهم (يم).

(ياايها الذين امنوا استجيبوا للّه و للرسول اذا دعاكم) الي الايمان (لمايحييكم) الحيوة الجنة (ق) لولاية علي (ث) (و اعلموا انّ اللّه يحول بين المرء و قلبه) و مايشتهي بقلبه (ث) يحول بين مايشتهي بظاهر حواسه و قلبه فلايأتيه الاّ و قلبه كاره (ث) و روي يحول بين المؤمن و معصيته ان تقوده الي النار و يحول بين الكافر و طاعته ان‏يستكمل بها الايمان (هـ) عن ابي‏عبداللّه7 مامعناه لايستيقن القلب ان الحق باطل ابداً و لايستيقن القلب ان الباطل حق ابداً و عنه7 يحول بينه و بين ان‏يعلم ان الباطل حق (و انه اليه تحشرون  24).

(و اتقوا فتنة) الفتنة بعد رسول‏الله و ترك علي و بيعة غيره (ث) (لاتصيبنّ الذين ظلموا) اصحاب الجمل خاصة (ث) قوله لاتصيبنّ وقع النهي علي الفتنة و المنهي المخاطبون و المنهي‏عنه الفتنة كمايقال لايفترسك الاسد و المعني احذر افتراسه و المعني اتقوا فتنة مصيبة ظالميكم خاصة و يؤيد ذلك القراءة المروية عن الائمة:لتصيبنّ و يحتمل انهم ارادوا بيان المعني و علي هذا المعني النفي بمعني النهي و يمكن ان‏يكون جواب امر و يمكن ان‏يكون صفة الفتنة و هو الاولي علي

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 344 *»

القراءتين (يم) (منكم خاصة) في انّا انزلناه في ليلة القدر (ث) (و اعملوا انّ اللّه شديد العقاب 25).

(و اذكروا) نزلت في قريش (ق) (اذ انتم قليل) ذكر ذلك اظهاراً للمنة و تقريباً للطاعة و تأليفاً للكلمة (مستضعفون في الارض) في العلم (يم) (تخافون ان‏يتخطّفكم الناس) الناسون للعهد بشبهاتهم (يم) (فاويكم) الي ال‏محمد (يم) (و ايّدكم بنصره و رزقكم من الطيبات) من علوم ال‏محمد (يم) (لعلكم تشكرون26) تعملون بها (يم).([151])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 345 *»

(ياايها الذين امنوا لاتخونوا اللّه و الرسول) بنقض عهده في علي (يم)([152])(و تخونوا) عطف علي تخونوا اول اي لاتخونوا (هـ) او جواب نهي (ل) (اماناتكم) الولاية (يم)([153]) (و انتم تعلمون  27) انكم اتيتم مواثيقكم و بايعتم علياً بامرة المؤمنين (يم).

(و اعلموا انما اموالكم و اولادكم فتنة) روي لايقولنّ احدكم اللهم اني اعوذ

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 346 *»

بك من الفتنة لانه ليس احد الاّ و هو مشتمل علي فتنة ولكن من استعاذ فليستعذ من مضلات الفتن (و انّ اللّه عنده اجر عظيم  28).

(ياايها الذين امنوا ان تتقوا اللّه يجعل لكم فرقاناً) العلم الذي تفرّقون به بين الحق و الباطل (ق) ثم عاد الي ذكر التقوي الذي هو الطاعة و افتتح به السورة (يم) (و يكفّر عنكم سيئاتكم و يغفر لكم و اللّه ذوالفضل العظيم  29) ثم عاد الي تذكير مننه المتفاضلة بمناسبة ما سبق و قوله ذوالفضل العظيم (يم).

(و) اذكر (اذ يمكر بك) في دار الندوة و معهم ابليس في صورة النجدي (ث) (الذين كفروا ليثبتوك) ليقيدوك او يجرحوك جراحة مثقلة (او يقتلوك او يخرجوك و يمكرون و يمكر اللّه) ذلك من باب التقابل (يم) (و اللّه خير الماكرين  30).

(و اذا تتلي عليهم اياتنا) ثم ذكر احد افراد مكرهم (يم) (قالوا قدسمعنا لو نشاء) لو شئنا (يم) (لقلنا مثل هذا ان هذا الاّ اساطير الاولين  31).

(و) اذكر (اذ قالوا اللّهم ان كان هذا) نصب علي7 (يم) هذا اي مايقوله محمد في بني‏هاشم بانهم يتوارثون هرقلاً بعد هرقل (هـ) ثم ذكر شدة انكارهم بمناسبة الاية السابقة (يم) (هو) عماد (الحق) خبر كان (من عندك فامطر علينا حجارة من السماء او ائتنا بعذاب اليم  32).

(و ما كان اللّه ليعذّبهم) يسمي بلام الجحد (هـ) بان يخذلهم حتي يتخذوا الاول و اصحابه خلفاء (يم) (و انت فيهم و ما كان اللّه معذّبهم) بذلك (و هم يستغفرون 33) بولاية علي (يم) روي كان رسول‏اللّه9 و الاستغفار حصنين حصينين لكم من العذاب فمضي اكبر الحصنين و بقي الاستغفار فاكثروا منه فانه ممحاة للذنوب و ان شئتم فاقرأوا و ما كان اللّه الاية.

(و مالهم الاّ) في ان لا (يعذّبهم اللّه و هم يصدّون عن المسجد الحرام) عن علي7 (يم) (و ما كانوا اولياءه) المسجد الحرام (ث) شيعته (يم) (ان

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 347 *»

اولياؤه) اولياء المسجد (ث) (الاّ المتقون) الشيعة المجتنبون عن ولاية الاعداء (يم) (ولكنّ اكثرهم لايعلمون  34).

(و ما كان صلاتهم عند البيت) رسول‏اللّه9 (يم)([154]) (الاّ مكاءً )صفيراً (ث) (و تصدية) الصفق باليدين (ث) لاجل ان صلوتهم كانت مكاءً سميت مكة مكة (فذوقوا العذاب) ولاية الاعداء (يم)([155]) (بما كنتم تكفرون  35).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 348 *»

(انّ الذين كفروا) بعلي7 (يم) ثم وصف الكافرين بمناسبة الاية السابقة و الايات التي تقدمت (هـ) نزلت في قوم لماوافاهم ضمضم و اخبرهم بخروج رسول‏اللّه9طلب العير فاخرجوا اموالهم و حملوا و انفقوا حسرة عليهم (ق) (ينفقون اموالهم ليصدّوا) ليمنعوا (هـ) انفسهم او غيرهم (عن سبيل‏اللّه) عن علي7 (يم) (فسينفقونها) فيه اخبار بالغيب (يم) (ثم تكون عليهم حسرةً ثم يغلبون) فيه بشارة عجّلها اللّه ان شاء اللّه (يم) (و الذين كفروا) بعلي (يم) (الي جهنم) الي الاول (يم) (يحشرون  36) يمكن ان‏يقال ان الوقف علي قوله تعالي الي جهنم اي مصيرهم الي جهنم ثم يكون يحشرون اول كلام و يكون متعلق قوله ليميز اللّه اي حشرهم لاجل ان‏يميز اللّه.

(ليميز) علي التخفيف في قراءة السواد و علي التشديد في قراءة الحمرة و هي قراءة (ح) و (س) (اللّه الخبيث) العدو (يم) (من الطيب) الولي (يم)([156]) (و

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 349 *»

يجعل الخبيث بعضه علي بعض فيركمه) فيجمعه (جميعاً فيجعله في جهنم اولئك هم الخاسرون  37) روي اذا كان يوم القيمة ينزع اللّه من العدو الناصب سنخ المؤمن و مزاجه و طينه و جوهره و عنصره مع جميع اعماله الصالحة و يردّه الي المؤمن و ينزع اللّه تعالي من المؤمن سنخ الناصب و مزاجه و طينه و جوهره و عنصره مع جميع اعماله السيئة الردية و يردّه الي الناصب عدلاً منه جل جلاله و يقول ماحاصله للناصب انت اولي بها و المؤمن هو اولي بها الخبر.

(قل للذين كفروا) بعلي (يم) (ان‏ينتهوا) عن عداوة علي (يم) (يغفر لهم ما قد سلف) فالاسلام يجبّ ماقدسلف (يم)([157]) (و ان يعودوا فقد مضت سنّت الاولين 38).

(و قاتلوهم) تأويله يظهر في عصر القائم7 (ث) (حتي لاتكون فتنة )كفر (ق) (و يكون الدين كلّه) بدل (يم) (للّه فان انتهوا فانّ اللّه بمايعملون بصير39).

(و ان تولّوا) تغصبوا الخلافة (يم)([158]) (فاعلموا) في موضع الجواب (انّ

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 350 *»

اللّه) ولي (يم) (موليكم نعم المولي و نعم النصير  40).

(و اعلموا انما) موصول (ل) (غنمتم) هي الافادة يوماً بيوم (ث) كل ما افاد الناس من قليل او كثير (ث) (من شي‏ء فانّ) فحكمه (ل) فثابت (ز) قوله فان اما تقديره فعلي ان او هو عطف علي ان الاولي و جواب الاولي محذوف كأنّ تقديره ان ماغنمتم من شي‏ء يجب قسمته (للّه خمسه و للرسول و لذي القربي)للائمة: (ث) (و اليتامي و المساكين و ابن‏السبيل) منا خاصةً (ث) (ان كنتم) جواب الشرط محذوف كأنه فامتثلوا امره في الغنائم و اخراج الخمس او فاخرجوا خمس الغنائم اليه (امنتم باللّه و ماانزلنا علي عبدنا يوم الفرقان يوم التقي الجمعان) يوم بدر (ث) روي في حديث ليلة سبع و عشرين من شهر رمضان ليلة التقي الجمعان ليلة بدر. روي في تسعة عشر من شهر رمضان يلتقي الجمعان قيل مامعناه قال يجتمع فيها مايريد من تقديمه و تأخيره و ارادته و قضائه (و اللّه علي كل شي‏ء قدير  41).

(اذ انتم بالعدوة) بالضم علي السواد و علي قراءة الحمرة بالكسر و هي قراءة (ث) و (و) (هـ) بالشفير (الدنيا) بالعدوة الشامية (ق) (و هم بالعدوة) علي الوجهين علي نحو مامرّ (هـ) بالشفير (القصوي) لغة الحجاز (هـ) بالعدوة اليمانية (ق) (و الركب) العير (ق) اباسفيان و اصحابه (ث) مكاناً (ل) (اسفل منكم و لو تواعدتم) الحرب (ق) (لاختلفتم في الميعاد ولكن) اي لكن جعلكم في محل واحد (يم) (ليقضي اللّه امراً كان مفعولاً ليهلك من هلك) مجاوزاً (عن بينة )بعد حجة (و يحيي من حي) بفتح الحاء و تشديد الياء علي السواد و علي قراءة (ن) و بزي و ابوبكر حَيِي بكسر الياء و تخفيفها (هـ) يعلم من بقي ان اللّه عزوجل نصره (ق) (عن بينة) بعد حجة (و انّ اللّه لسميع عليم  42).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 351 *»

اذكر (ل) (اذ يريكهم اللّه في منامك قليلاً) يحتمل ان‏يكون معناه في عينك (يم) يمكن ان‏يكون المخاطبة لرسول‏اللّه9 و المعني امته كماقال القمي و يمكن ان‏يكون المراد بالمنام العين فان النبي كان ينام عينه و لاينام قلبه فنوم النبي في عينه فالعين منام علي اسم مكان فالمعني يريكهم في عينك قليلاً كمافعل باصحابه (يم) (و لو اريكهم كثيراً) المخاطبة لرسول‏اللّه و المعني لاصحابه (ق) (لفشلتم) لفزعتم (ق) (و لتنازعتم في الامر ولكنّ اللّه سلّم انّه عليم بذات الصدور  43).

(و اذ) عطف علي اذ الاولي (ل) (يريكموهم اذ التقيتم في اعينكم قليلاً و يقلّلكم في اعينهم) فالابصار بورود الشبح في العين (يم) روي كان ابليس يوم بدر يقلّل المسلمين في اعين الكفار و يكثّر الكفار في اعين الناس فشدّ جبرئيل عليه بالسيف فهرب منه و هو يقول ياجبرئيل اني مؤجل حتي وقع في البحر قيل لاي شي‏ء كان يخاف و هو مؤجل قال يقطع بعض اطرافه (ليقضي اللّه امراً كان مفعولاً و الي اللّه ترجع الامور  44).

(ياايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة) من شياطين الانس و الجن في الظاهر و الباطن (يم) (فاثبتوا) علي الحق الذي تعرفونه (يم) (و اذكروا اللّه كثيراً لعلكم)كي (تفلحون  45) فالثبات و الذكر الكثير سبب الفلاح (يم).

(و اطيعوا اللّه و رسوله و لاتنازعوا) فلايجوز التنازع و التخاصم في الدين (يم) (فتفشلوا) كراهة ان‏تفشلوا (هـ) تفزعوا (و تذهب ريحكم) دولتكم (و اصبروا انّ اللّه مع الصابرين  46).

(و لاتكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطراً) حال (و رئاء الناس و يصدّون عن سبيل اللّه) عن علي (يم) البطر الخروج عن موجب النعمة من شكرها (هـ) منعهم عن الافراط و التفريط اي عن الثبات بطراً و عن الفرار جبناً بل امرهم بالثبات ذاكراً للّه سبحانه صابراً علي طاعة اللّه للّه لا للناس (يم) و يصدون عطف علي معني

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 352 *»

بطراً و رئاء اي يبطرون و يراءون و يصدون او حال عن حال اي يراءون حال كونهم صادّين فعامله معني رئاء (و اللّه بمايعملون محيط  47).

(و اذ زيّن لهم الشيطان اعمالهم) في صورة سراقة بن مالك (ث) عن جابر الانصاري تمثل ابليس في اربع صور تمثل في يوم بدر بصورة سراقة بن مالك و يوم العقبة بصورة المنبه بن الحجاج و يوم اجتماع قريش في دار الندوة بصورة شيخ من اهل نجد و تصور في يوم قبض رسول‏اللّه9 في صورة مغيرة بن شعبة فقال ياايها الناس لاتجعلوها كسروانية و لا قيصرانية وسّعوها تتسع فلاتردّوا الي بني‏هاشم فينتظر بها الحبالي (و قال لا غالب لكم اليوم من الناس و اني جار) ناصر (لكم فلمّاتراءت الفئتان نكص) رجع (علي عقبيه) لما رأي افواج الملائكة (ث) (و قال اني بري‏ء منكم اني) بسكون الياء و علي قراءة الحرميين و (و) القارئين بالحمرة بفتحها (اري مالاترون اني) علي القراءتين علي نحو مامرّ (اخاف اللّه و اللّه) كلام ابليس (ث) (شديد العقاب  48).

(اذ) ذلك اذ او اذكر اذ (يقول المنافقون و الذين في قلوبهم مرض غرّ هؤلاء دينهم و من يتوكل علي اللّه فانّ اللّه عزيز حكيم  49) فهو غالب علي كل احد (يم) قوله و من يتوكل علي اللّه كأنه تقرير الغرور و بيان ان لغرورهم علة و وجه و هو انهم متوكلون علي اللّه و اللّه سبحانه غالب حكيم فهم غالبون و كل عزيز غالب اللّه مغلوب فالمؤمنون اذا اغترّوا لذلك يغترّون (يم).

(و لو تري) جوابه محذوف كأنه لرأيت عجيباً (اذ يتوفي) و علي قراءة (ر) القارئ بالحمرة تتوفي علي صيغة التأنيث (الذين كفروا الملئكة يضربون )حال (ل) (وجوههم و ادبارهم و) يقال او يقولون لهم (ذوقوا عذاب الحريق  50).

(ذلك) مبتدأ (بما) خبر (هـ) مقتضيات اعمالكم التي اكتسبتموها (يم) (قدّمت ايديكم و انّ) عطف علي ما (هـ) بانّ (اللّه ليس بظلاّم للعبيد  51).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 353 *»

(كدأب) كعادة (هـ) خبر محذوف كأنه دأبهم (ال‏فرعون) الاول (يم)([159]) هذا تشبيه كفر هذه المشركين بكفر ال‏فرعون و الذين من قبلهم و اخذهم في الاخرة (يم) (و الذين من قبلهم كفروا بايات اللّه) بالائمة (يم) (فاخذهم اللّه بذنوبهم انّ اللّه قوي شديد العقاب  52).

(ذلك بانّ اللّه لم‏يك مغيّراً نعمة انعمها علي قوم حتي يغيّروا مابأنفسهم) من طاعة اللّه و طاعة رسله و طاعة خلفائه و تصديقهم و الايمان بهم (يم) روي ان اللّه قضي قضاء حتم لاينعم علي العبد بنعمة فيسلبها اياه حتي يحدث العبد ذنباً يستحق بذلك النقمة (و انّ اللّه) عطف علي انّ الاولي (سميع عليم  53).

(كدأب ال‏فرعون) اتباع الاول (يم) (و الذين من قبلهم كذّبوا بايات

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 354 *»

ربهم) بالاوصياء (يم) (فأهلكناهم بذنوبهم) هذا تشبيه تكذيبهم بالايات بتكذيب ال‏فرعون و من تقدم و اخذهم بعذاب الدنيا و في تكرار التشبيه زيادة تنفير لهم (و اغرقنا ال‏فرعون) في بحر خطيئاتهم (يم) (و كلّ كانوا ظالمين  54).

(انّ شرّ الدوابّ) نزلت في بني‏امية (ث) فالكفار دوابّ و حيوانات (يم) (عند اللّه الذين كفروا فهم لايؤمنون  55) قوله فهم لايؤمنون عطف علي كفروا يعني شرّ الدوابّ الذين كفروا سابقاً فهم لايؤمنون لاحقاً و كذا قوله ثم ينقضون عطف علي عاهدت و انما عطف المستقبل علي الماضي لافادة التجدد و الاستمرار.

(الذين) الذين فرّوا يوم احد (ق) (عاهدت منهم) اخذت العهد منهم (هـ) في علي (يم) (ثم ينقضون عهدهم في كل مرّة) عاهدتهم (و هم لايتقون  56).

(فامّا تثقفنّهم) تظفرنّ بهم (هـ) يدخل نون التأكيد فيمايدل علي الطلب و هي ستّ مواضع الامر و النهي و الاستفهام و العرض و القسم و الجزاء مع ما (في الحرب فشرّد) ففرّق (بهم) الحاصل انتقم منهم انتقاماً يخاف غيرهم علي انفسهم مافعل بهم (من خلفهم لعلهم) من خلفهم (يم) (يذّكّرون  57).

(و امّا تخافنّ) جاز نون التأكيد لمكان «ما» الدالة علي التأكيد (من قوم )بينك و بينهم عهد (ل) (خيانة فانبذ اليهم) العهد (ل) (علي سواء) اخبرهم بنقضك الشرط لنقضهم العهد (انّ اللّه لايحبّ الخائنين  58) الخيانة من خلال النفاق (ث) روي من علامات المنافق ثلثة من اذا ائتمن خان و اذا حدّث كذب و اذا وعد اخلف و استدل عليه بقوله انّ اللّه لايحبّ الخائنين و ان لعنة اللّه عليه ان كان من الكاذبين و انه كان صادق الوعد الاية.

(و لايحسبنّ) علي قراءة (ر) و (ح) و حفص القارئين بالسواد و لاتحسبنّ بالتاء علي قراءة الحمرة (الذين) فاعل علي قراءة الياء (ل) مفعول اول (ل) ان قرئ بالتاء (كفروا) انفسهم (ل) (سبقوا) انهم (هـ) مفعول ثان (ل) و قيل ان مضمرة مع سبقوا فسدّ مسدّ المفعولين (هـ) امر اللّه (انهم) بفتح الهمزة علي قراءة (ر) القارئ بالحمرة و

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 355 *»

بالسواد بالكسر (لايعجزون  59).

(و اعدّوا لهم مااستطعتم من قوة) سيف و ترس (ث) منها الخضاب بالسواد (ث) من الرمي (ث) من السلاح (ق) (و من رباط الخيل) اقتناؤه و ربطه (ترهبون به عدوّ اللّه و عدوّكم و اخرين) عطف علي عدو اللّه او علي ضمير لهم (من دونهم لاتعلمونهم اللّه يعلمهم و ماتنفقوا من شي‏ء في سبيل اللّه) في علي (يم) (يوفّ اليكم) يوفّر عليكم ثوابه (و انتم لاتظلمون  60) بل يعطي اضعافاً مضاعفة (يم).([160])

(و ان جنحوا) مالوا (للسلم) بفتح السين علي قراءة السواد و كسرها علي قراءة الحمرة و هي قراءة ابي‏بكر (هـ) الدخول في الولاية (ث) للصلح (فاجنح لها و توكّل علي اللّه انه هو السميع العليم  61) فلا سميع و لا عليم سواه (يم).

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 356 *»

(و ان يريدوا ان‏يخدعوك فانّ حسبك) كافيك (اللّه هو الذي ايّدك بنصره) بعلي (ث) (و بالمؤمنين  62) بالانصار و هم الاوس و الخزرج (ث) بعلي7(ث).([161])

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 357 *»

(و الّف بين قلوبهم) و كان في الجاهلية بين الاوس و الخزرج حرب شديد فالّف اللّه بين قلوبهم (ث) (لو انفقت مافي الارض جميعاً ما الّفت بين قلوبهم ولكنّ اللّه) ولي (يم) (الّف بينهم انه عزيز) في محمد (يم) (حكيم  63) في علي (يم).([162])

(ياايها النبي حسبك اللّه) ولي (يم) (و من) علي7 (يم) مرفوع عطفاً علي اللّه او منصوب عطفاً علي محل الكاف (اتبعك من المؤمنين  64 )الشيعة (يم) ال‏محمد: (يم).([163])

(ياايها النبي حرّض) حثّ (المؤمنين علي القتال ان يكن منكم )

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 358 *»

ياانصار علي (ث) (عشرون صابرون يغلبوا) خبر و معناه امر اي يجب ان‏يقاوموا مأتين (مأتين) من المخالفين (ث) (و ان يكن) علي صيغة الغائب علي قراءة الكوفيين و (و) القارئين بالسواد و قرأ بالحمرة تكن بالتاء (منكم مائة يغلبوا الفاً من الذين كفروا بانهم قوم لايفقهون  65) القمي: هذا كان حكم اول الاسلام ثم علم اللّه ان فيهم ضعفاً فانزل اللّه الان خفّف اللّه عنكم الاية ففرض اللّه عليهم ان‏يقاتل رجل من المؤمنين رجلين من الكفار فان فرّ منهما فهو الفارّ من الزحف و روي من فرّ من الرجلين في القتال من الزحف فهو فارّ و من فرّ من ثلثة رجال في القتال من الزحف فلم‏يفرّ.

(الان خفّف اللّه عنكم و علم انّ فيكم ضعفاً) بفتح الضاد علي قراءة (ح) و (ص) و ضمها علي قراءة الحمرة (فان يكن) بالياء علي قراءة الكوفيين و بالتاء علي قراءة الحمرة (منكم مائة صابرة يغلبوا مأتين و ان يكن منكم الف يغلبوا الفين باذن اللّه و اللّه مع الصابرين  66) روي نسخ الرجلان العشرة (هـ) هذه الاية اخبار من اللّه الصادق بان الواحد من المسلمين يغلب اثنين من الكفار فاذا كان ذلك كذلك و الجهاد واجب حرم فرار الواحد من الاثنين فلاجل ذلك صار بمنزلة الحكم و الامر (يم) و يمكن ان‏يكون الاخبار بمعني الامر اي ليغلبوا و هو الشايع فوجب عليهم الثبات حتي يغلبوا فلو ثبتوا غلبوا البتة و هذا اوجه و انسب بالنسخ (يم).

(ما كان لنبي ان يكون) بالياء علي قراءة السواد و قرأ (و) بالتاء (له اسري) ليمنّ او ليفدي (حتي يثخن) يكثر القتل (في الارض تريدون عرض) مال (الدنيا) باخذ الفداء (و اللّه يريد الاخرة و اللّه عزيز) في محمد (يم) (حكيم67) في علي (يم).

(لولا كتاب) خبره تدارككم محذوف (ل) (من اللّه) صفة (يم) (سبق )صفة (لمسّكم فيما اخذتم عذاب عظيم  68).

(فكلوا) جزاء محذوف اي قدعفوت عنكم (مماغنمتم حلالاً طيباً) حال

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 359 *»

(و اتقوا اللّه انّ اللّه غفور رحيم  69).

(ياايها النبي قل لمن) نزلت في العباس و عقيل و نوفل (ث) (في ايديكم من الاسري) علي لفظ المفرد علي قراءة السواد و علي قراءة الحمرة علي وزن فعالي بالضم (ان يعلم اللّه في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً ممااخذ منكم و يغفر لكم و اللّه غفور رحيم  70).

(و ان يريدوا) الذين اطلقتهم من الاسري (خيانتك) في علي7 (ق) (فقدخانوا اللّه) فيك (ق) (من قبل فامكن منهم و اللّه عليم حكيم  71).

(انّ الذين امنوا و هاجروا و جاهدوا) ذكر ذلك بمناسبة الباقين في دار الحرب المحاربين حتي اسروا و قتلوا فمدح المهاجرين (يم) (باموالهم و انفسهم في سبيل اللّه و الذين اووا و نصروا اولئك بعضهم اولياء بعض) كانوا يتوارثون بالمواخاة (ث) نسخت الاية بعد بدر باية اولي الارحام (ق) منسوخة باية اولواالارحام بعضهم اولي ببعض (ق) (و الذين امنوا) بالولي (يم) (و لم‏يهاجروا) اعداءه (يم) (مالكم من ولايتهم) بالفتح علي السواد و بالكسر علي قراءة (ح) (هـ) الولاية بالفتح مصدر الولي و بالكسر مصدر الوالي (ل) انّ اهل مكة لايوالون اهل مدينة (ث) (من شي‏ء حتي يهاجروا) اعداء علي (يم)([164]) (و ان

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 360 *»

استنصروكم في الدين فعليكم النصر الاّ علي قوم) هم الاعراب و قدصالحهم ان‏يدعهم في ديارهم و لم‏يهاجروا الي المدينة و علي انه اذا ارادهم رسول‏الله غزا بهم و ليس لهم في الغنيمة شي‏ء فاوجبوا علي النبي ان ارادهم الاعراب من غيرهم او دهاهم من عدوهم دهم ان‏ينصرهم الاّ علي قوم بينهم و بينه عهد و ميثاق الي مدة (بينكم و بينهم ميثاق و اللّه بماتعملون بصير72).

(و الذين كفروا) بالولي (يم) (بعضهم اولياء بعض الاّتفعلوه) اي ان لم‏تفعلوه فوضع حرف مكان حرف (ق) اي التعاون و التناصر (تكن فتنة في الارض و فساد كبير  73).

(و الذين امنوا و هاجروا) ثم اراد ضمّ الانصار بالمهاجرين تأليفاً و تكريماً (يم) (و جاهدوا في سبيل اللّه و الذين اووا و نصروا اولئك هم المؤمنون حقاً )مصدر (لهم مغفرة و رزق كريم  74).

(و الذين امنوا من بعد و هاجروا و جاهدوا معكم فاولئك منكم و اولوا الارحام) لمّا ذكر فضل المجاهدين و الانصار اراد ان‏يبين اولي ارحام النبي9 عنهم و يبين انهم من النبي و اولي به من المهاجرين و الانصار فذكر ان المهاجر ولي المهاجر و الناصر ولي الناصر و اما ولي النبي و اولي الناس به رحمه فبه ثبتت الخلافة لال‏محمد: دون المهاجرين و الانصار (يم) نسخت اية و الذين عقدت ايمانكم (ق) (بعضهم اولي ببعض في كتاب اللّه) في حكم اللّه (انّ اللّه بكل شي‏ء عليم  75) روي لاتعود الامامة في اخوين بعد الحسين انماجرت من علي بن الحسين كماقال اللّه و اولوا الارحام الاية فلايكون بعد علي بن الحسين الاّ في الاعقاب و اعقاب الاعقاب.

([1]) اقول: اوّل اعلي‏اللّه‏مقامه العذاب بالسيف لقول الصادق7 في قوله تعالي فاما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمي علي الهدي فاخذتهم صاعقة العذاب الهون و هو السيف اذا قام القائم7 و عنه7 ايضاً في قوله تعالي و لنذيقنّهم من العذاب الادني الرجعة بالسيف و قال7 في قوله تعالي و نحن نتربّص بكم ان‏يصيبكم اللّه بعذاب من عنده او بايدينا ان المراد بعذاب من عند اللّه المسخ و بايدينا القتل في زمان القائم7 الي غير ذلك من الاخبار.

([2]) اقول: الاخبار و الزيارات صريحة في كونه9 و اله: محل المشية و موضعها بل و نفسها ففي بعض زيارات اميرالمؤمنين7 السلام عليك ياموضع مشية اللّه و قال7انّ اللّه جعل قلوب الائمة مورداً لارادته فاذا شاء اللّه شيئاً شاءوه و هو قول اللّه تعالي و ماتشاءون الاّ ان‏يشاء اللّه و قال علي7 انّ الائمة من ال‏محمد: قدرة اللّه و مشيته.

([3]) اقول: و الدليل علي انه9 من العالين ما في قرة العيون للسيد الجليل الامين الاقا سيد حسين عن ابي‏سعيد الخدري قال كنّا جلوساً مع رسول‏اللّه9 اذا اقبل اليه رجل فقال يا رسول‏اللّه9 اخبرني عن قول اللّه عزوجل لابليس استكبرت ام كنت من العالين فمن هم يا رسول‏اللّه9 الذين هم اعلي من الملائكة فقال رسول‏اللّه9 انا و علي و فاطمة و الحسن و الحسين كنّا في سرادق العرش نسبّح اللّه و تسبّح الملائكة بتسبيحنا قبل ان‏يخلق اللّه عزوجل ادم7 بالفي عام فلمّا خلق اللّه عزوجل ادم7 امر الملائكة ان‏يسجدوا له و لم‏يأمرنا بالسجود فسجدت الملائكة كلهم الاّ ابليس فانه ابي ان‏يسجد فقال اللّه تبارك و تعالي استكبرت ام كنت من العالين اي من هؤلاء الخمس المكتوب اسماؤهم في سرادق العرش فنحن باب اللّه الذي يؤتي منه بنا يهتدي المهتدون فمن احبنا احبه اللّه و اسكنه جنته و من ابغضنا ابغضه اللّه و اسكنه ناره و لايحبنا الاّ من طاب مولده الخبر.

([4]) اقول: و ذلك اشارة الي مسألة عظيمة عظيمة و هي من باطن الباطن و لذلك لايجوز هتكه و الاشارة اليه انّ اللّه سبحانه تجلي في رسوله ثم في الذين امنوا فالولي هو اللّه الولي ليس لهم من دونه ولي فافهم ان كنت تفهم و الاّ فاسلم تسلم.

([5]) اقول: المفتح و المفتاح اسمان لمايتوصل به الي استخراج المغلقات التي يتعذر الوصول اليها او المفتح بمعني المخزن و يجمع الاول علي المفاتح و الثاني علي المفاتيح و قد ورد تفسيرهما في بطن القرءان بال‏محمد: علي كلا المعنيين اما علي المعني الاول فلان اللّه سبحانه بهم يفتح مايفتح ففي بعض الزيارات بكم فتح اللّه و بكم يختم الزيارة اي جعلكم علة فتح كل مايفتح و سببه كمافي الاخبار نحن سبب خلق الخلق و في اخبار كثيرة انهم: مفاتيح الرحمة و مفاتيح الجنان و مفاتيح الحكمة و مفاتيح الكتاب و عن النبي9 انا خزانة العلم و علي مفتاحه و اما علي المعني الثاني فلانهم خزائن اللّه كمافي اخبار عديدة قال الصادق7 انّا لخزان اللّه في ارضه و سمائه لا علي ذهب و لا فضة الاّ علي علمه و في رواية اخري نحن خزان اللّه في الدنيا و الاخرة و شيعتنا خزاننا و في رواية اخري عنه7 ايضاً قال نحن خزان اللّه علي دينه نخزنه و نستره و نكتم به من عدونا كما اكتتم رسول‏اللّه9 حتي اذن له في الهجرة و جهاد المشركين فنحن علي منهاج رسول‏اللّه9 حتي يأذن اللّه لنا في اظهار دينه بالسيف و ندعو الناس اليه فنضربهم عليه عوداً كما ضربهم رسول‏اللّه9 بدواً.

([6]) اقول: مرجع الكناية لفظ اللّه المذكور سابقاً في صدر الاية و قدعلمت انّ المراد منه في الباطن الولي فمرجعها في الباطن علي الذي هو ولي اللّه او لمّا كان تنزيل القرءان فيه كما في اخبار عديدة فمرجع الكنايات نوعاً اليه كما مرّ بيانه في الفصل الرابع و السابع و لعلّه من هذا الوجه جعل القمي مرجعها القرءان او الكناية ترجع الي اللّه و معني كذّب به يعني باللّه الاّ ان تكذيب اللّه لايتعقل الاّ بتكذيب علي7 و هكذا يكذّب و بغير ذلك لايعقل تكذيبه كمامرّ بيانه مفصلاً ففي الكافي عن الصادق7 من كذب علينا فقد كذب علي رسول‏اللّه9 و من كذب علي رسول‏اللّه9 فقد كذب علي اللّه الخبر و عنه7ايضاً في قوله تعالي ويل يومئذ للمكذّبين قال اي بوصيك يامحمد الخبر.

([7]) اقول: وجه جعله اعلي‏اللّه‏مقامه باطن النبأ الامام7 لقول الصادق7 في قوله تعالي قل هو نبأ عظيم انتم عنه معرضون قال النبأ الامام و في رواية اخري النبأ العظيم الولاية و قول الباقر7 في الاية المذكورة قال هو واللّه اميرالمؤمنين7 و قال7 كان علي7 يقول ما للّه اية اكبر مني و لا للّه نبأ اعظم مني.

([8]) اقول: قد ذكرنا في الفصل الخامس‏عشر من المقدمة اخباراً تدلّ علي انّ القرءان نزل علي اياك اعني و اسمعي يا جارة.

([9]) اقول: قيّد اعلي‏اللّه‏مقامه الظالمين بظالمي ال‏محمد و يتقون بيتقون امامهم لوجوه عديدة ذكرناها في الفصل الرابع من المقدمة.

([10]) اقول: عن الصادق7 في قوله تعالي اقيموا الدين قال اي الامام و عن الباقر7 في قوله تعالي فمايكذّبك بعد بالدين قال الدين علي7 و يؤيده مايدلّ علي تأويل يوم الدين بزمان خروج القائم7.

[11] اقول: و قد ذكرنا في الفصل السادس‏عشر ما دلّ علي ان الكنايات قدتكون بحسب البطن راجعاً الي ماليس بمذكورة صريحاً و هذا الموضع منها.

([12]) اقول: قال في مرءاة الانوار «العقب و مايشتمل عليه هو مؤخر القدم و الجمع اعقاب و قديراد منه مطلق الوراء و ما بعد الشي‏ء و لايخفي ان المراد بالانقلاب علي العقب و نحوه الارتداد في الدين الذي كان فعل المخالفين» انتهي فبناء علي هذا الخلفاء باطن المردودين علي الاعقاب و يمكن ان‏يكونوا باطن الاعقاب فانهم اعقاب لانهم مؤخر قدم انسان عالم الوجود و اسفل مراتبه او هم اعقاب لانهم وراء الخلائق مقابلين لامامهم و الوراء ضد الامام و العقب اكثر استعماله في الوراء و ما بعد الشي‏ء هذا و لاشك انهم اصل كل شرّ و اصل كل فاسق كافر فاجر منافق و هم مبدأ جميعهم فعود الجميع و رجوعهم اليهم كمابدأكم تعودون فالمنافقون يردّون علي اعقابهم اي يرجعون الي خلفائهم الذين هم مبدأهم و اصلهم اعداؤنا اصل كل شرّ و من فروعهم كل فاحشة و قد مرّ مايؤيد ذلك في ال‏عمران في ذيل قوله تعالي انقلبتم علي اعقابكم الاية.

([13]) اقول: عن تفسير الفرات عن الباقر7 في قوله تعالي فاما يأتينّكم مني هدي قال علي بن ابي‏طالب7 و عن الكافي عنه7 في قوله تعالي فمن تبع هداي فلايضل و لايشقي قال من قال بالائمة و اتبع امرهم و لم‏يجز عن طاعتهم الخبر فانّ علياً7من الائمة و قدجَعَل7 باطن الهدي الائمة:.

([14]) اقول: في رواية جابر عن الباقر7 في قوله تعالي اقيموا الصلوة و اتوا الزكوة قال الصلوة و الزكوة علي7 و في خبر داود بن كثير عن ابي‏عبداللّه7 نحن الصلوة في كتاب اللّه و نحن الزكوة الي غير ذلك من الاخبار و هي كثيرة جداً.

([15]) اقول: اصل الخبير علي ما في المجمع هو العالم بما كان و مايكون لايعزب عنه شي‏ء و لايفوته و لاشك ان هذه الصفة له سبحانه ظهر في محمد9 لانه العالم بما كان و مايكون لايعزب عنه شي‏ء كما في اخبار عديدة ففي فصل‏الخطاب عن ابي‏جعفر7سئل علي7 عن علم النبي9 فقال النبي9 علم علم جميع النبيين و علم ما كان و علم ماهو كائن الي قيام الساعة الخبر و في المجمع في الحديث محمد9 ارتضاه اللّه بخبرته الخبر و هذا الخبر صريح في انه خبير هذا و لاشك ان جميع صفات الخير للّه سبحانه و لولا ذلك لما كان معني لتوحيد الصفات فهو سبحانه خبير لكن في محمد9فافهم.

([16]) اقول: انما جعل اعلي‏اللّه‏مقامه باطن الكوكب الثالث و القمر الثاني و الشمس الاول لما في تفسير القمي عن الرضا7 في قوله تعالي و الشمس و القمر بحسبان قال هما يعذّبان بعذاب اللّه قال الراوي قلت الشمس و القمر يعذّبان قال ان هذا الشمس و القمر ايتان من ايات اللّه يجريان بامره فاذا كان يوم‏القيمة فلايكون شمس و لا قمر و انما عناهما لعنهمااللّه أو ليس قد روي الناس ان النبي9 قال الشمس و القمر نوران في النار قلت بلي قال اماسمعت الناس يقولون فلان و فلان شمسا هذه الامة و نوراها فهما في النار و اللّه ما عني غيرهما الخبر و التعبير عنهم بالكوكب و الشمس و القمر لانهم في الظاهر صاحب نور و ضياء ظاهري عرضي فانهم هدوا الناس الي الاسلام الظاهري بذلك النور الظاهري و الضياء العرضي الذي القي عليهم من ظاهر النبي9 و اضاء و انار ظاهرهما فصلّوا و صاموا و زكّوا و حجّوا ظاهراً و تلبسوا بلباس الاسلام الظاهري و اتصفوا بصفات الايمان العرضي فسمّوا في الظاهر كوكباً و قمراً و شمساً.

([17]) اقول: لايبقي اشكال لاحد في كونها3 امّ‏القري بعد ورود اخبار كثيرة في ان المراد من القري في الباطن الائمة و امّ‏الائمة: فاطمة لانهم منها و هي جدّة الكل و امّهم فعن الباقر7 انه قال فينا ضرب اللّه الامثال فنحن القري التي بارك اللّه فيها و ذلك قوله سبحانه و جعلنا بينهم و بين القري التي باركنا فيها قري ظاهرة الاية و في خبر اخر و الدليل علي ذلك قوله تعالي و اسأل القرية و قوله و كأيّن من قرية عتت عن امر ربها و نحو ذلك فان السؤال و العتوّ من الرجال دون الجدران و الحيطان و عن اكمال‏الدين عن صاحب‏الامر7 انه وقع لبعض سفرائه و وكلائه من خواصّ اصحابه نحن القري التي بارك اللّه فيها و انتم القري الظاهرة الخبر فاذا ثبت ان الائمة: هم القري ففاطمة3امّ‏القري و اصلها لانهم منها.

([18]) اقول: عن تفسير فرات عن ابي‏ذر قال ان اهل‏بيت النبي9 فينا كالنجوم الهادية و عن الكافي عن الرضا7 قال الامام النجم الهادي في غياهب الدجي و عن احدهما8 في قوله تعالي و علامات و بالنجم هم يهتدون قال العلامات الاوصياء و النجم علي7 و عن سلمان رضي‏اللّه‏عنه قال خطب رسول‏اللّه9 قال يامعشر الناس من افتقد الشمس فليتمسك بالقمر و من افتقد القمر فليتمسك بالفرقدين و من افتقد الفرقدين فليتمسك بالنجوم الزاهرة بعدي قال سلمان فلمّا نزل النبي9 تبعته و قلت بابي انت و امّي ما الشمس و ما القمر و ما الفرقدان و ما النجوم الزاهرة فقال اما الشمس فانا و اما القمر فعلي7 و اما الفرقدان فالحسنان و اما النجوم الزاهرة فالائمة التسعة من صلب الحسين و التاسع مهديّهم و يؤيد المقام ماورد في انهم: هم الشموس المضيئة و الاقمار المنيرة و الساطعة و امثالها.

([19]) اقول: روي السيد الجليل الامين الاقا سيد حسين عن علي7 انه قال سرّ الكتب في القرءان و سرّ القرءان في الفاتحة و سرّ الفاتحة في البسملة و سرّ البسملة في الباء و سرّ الباء في النقطة و انا النقطة تحت الباء الخبر ثم الاخبار التي تدلّ علي ان اللّه سبحانه خلق الموجودات و انشأها من نور علي7 اكثر من ان‏تحصي و نحن نذكر منها بعضها فعن كنزالفوائد عن ابن‏عباس قال كنّا عند رسول‏اللّه9 فاقبل علي7 فقال له النبي9 مرحباً بمن خلقه اللّه قبل ابيه باربعين الف سنة قال فقلنا يا رسول‏اللّه أكان الابن قبل الاب فقال نعم ان اللّه خلقني و علياً من نور واحد قبل خلق ادم بهذه المدة ثم قسّمه نصفين ثم خلق الاشياء من نوري و نور علي7 ثم جعلنا عن يمين العرش فسبّحنا فسبّحت الملائكة فهلّلنا و كبّرنا فهلّلوا و كبّروا فكل من كبّر اللّه و سبّحه فذلك من تعليم علي7 و عن ابي‏جعفر7 قال ان اللّه عزوجل خلقنا من اعلي عليين و خلق قلوب شيعتنا مماخلقنا منه و خلق ابدانهم من دون ذلك و قلوبهم تهوي الينا لانها خلقت مماخلقنا منه ثم تلا هذه الاية كلاّ انّ كتاب الابرار لفي عليين و ماادريك ماعليون كتاب مرقوم الاية و التعبير عنه بالنفس لقوله تعالي ياايتها النفس المطمئنة نزلت في علي7و في زيارته السلام علي نفس اللّه القائمة فيه بالسنن.

([20]) اقول: و يقول في حقّ مريم و انبتها نباتاً حسناً و يؤيد المقام ماورد من تأويل الزرع بالاولاد فعن كتاب النصوص عن حذيفة قال ذكر النبي9 الائمة من نسله و فضائلهم ثم رفع يده و قال اللّهم اجعل العلم و الفقه في عقبي و عقب عقبي و في زرعي و زرع زرعي و عن تفسير الفرات عن ابي‏جعفر7 انه سئل عن قوله تعالي كزرع اخرج شطأه فقال مثل اجراه اللّه في شيعتنا يجري لهم في الاصلاب ثم يزرعهم في الارحام و يخرجهم للغاية التي اخذ عليهم الميثاق في الخلق فمنهم الاتقياء و منهم الممتحنة قلوبهم و منهم العلماء و منهم النجباء و منهم اهل التقي الخبر.

([21]) اقول: انماجعل اعلي‏اللّه‏مقامه باطن الجنّ الثاني لقوله7 كل ما في القرءان و قال الشيطان يريد به الثاني و الشيطان من الجنّ فهو جنّ شيطاني و شيطان جنّي في الكافي قال7 في قوله تعالي ارنا اللذين اضلاّنا من الجن و الانس قال هما و كان فلان شيطاناً.

([22]) اقول: بصائر جمع بصيرة و هي كما في اللغة بمعني البرهان و لا  شك ان الائمة: برهان اللّه و دلائله و حججه و بيناته كما في اخبار عديدة و زيارات كثيرة انهم البراهين الساطعة و البراهين الواضحة و البراهين المنيرة و يدلّ علي ذلك ايضاً ما ورد من تأويل الدلائل و البينات بالائمة: و كذلك يشهد بذلك تسميتهم بالحجج: فان الحجة و البصيرة و البرهان و الدليل و البينة كلها بمعني بقليل تفاوت هذا اذا كان المراد من ربكم اللّه جل‏جلاله و اما اذا كان المراد منه الامام كما قال7 ربّ الارض امامها فالمراد من قوله بصائر من ربكم ادلة من امامكم كمااشار اليه اعلي‏اللّه‏مقامه بقوله او ادلة من امامكم ثم تلك الادلة اما لفظية و كلامية فهي السنن و الاخبار و اما غيرها و هي علي قسمين اما كونية و هي جميع ماسويهم فانها كلها من نورهم و اثرهم و الاثر دليل المؤثر و النور دليل المنير و اما شرعية و هي جميع المؤمنين و الخيرات ايّاً كانت فانها وحدها منهم في عالم الشرع و اما الكفار و الشرور فهي من ظلّ اعدائهم فهي دليل اعدائهم دونهم.

و اما اطلاق ابصر علي اهتدي و عمي علي ضلّ فكثير في الاخبار نوعاً بل المراد من كثير من الايات هذه دون البصر بالعين و عمي العين الظاهرية ففي تفسير الامام في قوله تعالي و علي ابصارهم غشاوة قال7 يعني انهم لمّااعرضوا عن النظر فيما كلّفوا من التوحيد و النبوة و الولاية و قصّروا فيمااريد منهم جهلوا مالزمهم الايمان به فصاروا كمن علي عينيه غطاء لايبصر ما امامه فهذه الغشاوة تبصرها الملائكة فيعرفونهم و يبصرها النبي9 و خير الخلق بعده علي صلوات‏اللّه‏عليه و عن الباقر7 في قوله تعالي فاغشيناهم فاعميناهم فهم لايبصرون الهدي اخذ اللّه بسمعهم و ابصارهم و قلوبهم فاعماهم عن الهدي قال سبحانه انها لاتعمي الابصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور.

([23]) اقول: لهذه الاية مفهومان اما مفهومها الاول فهو الذي يفهم من قوله عليهم اي انت لست بوكيل عليهم بل انت وكيل علي شيعة علي7 و اما الثاني فهو الذي يفهم من قوله انت يعني انت لست عليهم بوكيل بل علي7 وكيل عليهم و قد اشار اعلي اللّه مقامه الي كل واحد منهما فمعني المفهوم الاول ان محمداً9 ليس وكيلاً علي اعداء علي7 و ليس امورهم موكولاً اليه قال سبحانه ذرهم في خوضهم يلعبون و قال و اعرض عن المشركين و قال و كذلك اتتك اياتنا فنسيتها و كذلك اليوم تنسي فهو9بمقتضي امر اللّه سبحانه اعرض عن المشركين بعلي7 و الناصبين له و ذرهم في خوضهم يلعبون تركهم و نسيهم لنسيانهم الولاية و لم‏يوكل امورهم اليه و انما وكل اليه امور الشيعة و نسب اليه اعمالهم و ذنوبهم انما وليكم اللّه ايها الشيعة و رسوله و الذين امنوا. النبي اولي بالمؤمنين من انفسهم و ازواجه امهاتهم. انّا فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر لك اللّه ماتقدّم من ذنبك و ماتأخّر روي انه9 قال ان اللّه تبارك و تعالي حمّلني ذنوب شيعتك ياعلي ثم غفرها لي و ذلك قوله انا فتحنا الاية.

و اما معني المفهوم الثاني ان محمداً9 ليس مقامه مقام الولاية و الوكالة فانه منزه عن هذا المقام لانه اية منزهية اللّه سبحانه و قدوسيته و سبوحيته فهو9 عرش عالم الايجاد الاطلس عن جميع الكثرات و الاقترانات و الانتسابات و المضافات و انما مقام الولاية الكلية و الوكالة المطلقة لعلي7 فانه ولي اللّه و وكيله و مقام وحدانية اللّه في صفاته و اية تفريده في افعاله و هو7 مقام كرسي عالم الايجاد المبدأ للكثرات و الاقترانات و الاختلافات عمّ يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون ليس الاختلاف في اللّه و لا في و انما الاختلاف فيك ياعلي فعلي7 هو الوكيل عليهم يسوق الي كل مخلوق رزقه و هو قسيم الجنة و النار بالجملة لا اشكال في ان له7الوكالة العامة و الولاية المطلقة.

([24]) اقول: خصّ اعلي‏اللّه‏مقامه فهم الولاية بالفؤاد و فهم النبوة بالبصر لان الفؤاد مشعر التوحيد و الولاية ظاهر التوحيد بلحاظ و باطنه بلحاظ اخر و علي التقديرين فمشعرها الفؤاد قال اللّه سبحانه اللّه ولي الذين امنوا و قال انما وليّكم اللّه و قال اللّه هو الولي و لان الولاية بمعني المودة و المحبة و مشعرهما الفؤاد قال ابن‏عباس في قوله تعالي و اجعل افئدة من الناس الاية قال النبي9 هي قلوب شيعتنا تهوي الي محبتنا و اما النبوة فهو مقام الروح و الواسطة بين اللّه و الرعية و مقام الاخذ من اللّه و الابلاغ الي الخلق و ايصال حاجات الخلق و دعواتهم فهو مقام البصر يأخذ من الخارج و يؤدي الي النفس و بالعكس مضافاً الي ان النبوة يثبت بالمعجزة و هي تري بالبصر ففي تفسير الامام في قوله تعالي و علي ابصارهم غشاوة قال7 انهم لمّا اعرضوا عن النظر فيما كلّفوا من التوحيد و النبوة و الولاية و قصّروا فيمااريد منهم جهلوا مالزمهم من الايمان به فصاروا كمن علي عينيه غطاء لايبصر ما امامه فهذه الغشاوة تبصرها الملائكة فيعرفونهم و يبصرها النبي9 و خير الخلق بعده علي صلوات اللّه عليه انتهي و قد اشرنا الي بعض وجوهها في تلو اية ختم اللّه علي قلوبهم و علي سمعهم الاية.

([25]) اقول: اصل الانس بمعني الظهور و كل شي‏ء خالف طريقة التوحش و سمي الانس خلاف الجن به لظهوره بالنسبة الي الجن و الاول انس لانه ظاهر الاب طيب المولد ظاهراً عكس الثاني فانه غير معلوم الاب خبيث المولد ولد من الزنا فهو شرك شيطان و الشيطان من الجن فهو الجن قال7 في قوله تعالي ارنا اللذين اضلاّنا من الجن و الانس قال هما و كان فلان شيطاناً و قال الباقر و الصادق8 في قوله تعالي انا عرضنا الامانة الاية الامانة الولاية ابين ان‏يحملنها كفراً و الانسان الذي حملها ابوفلان و في رواية اخري الاول و في رواية اخري ابوالشرور المنافق و عن الصادق7 انه سئل عن قوله تعالي و اذا مسّ الانسان الضرّ الاية فقال هو ابوالفصيل و الاية نزلت فيه.

([26]) اقول: المراد من الذين اوتوا الكتاب في مقام المدح ال‏محمد: و شيعتهم فعن الباقر7 في قوله تعالي فالذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته الاية قال هم ال‏محمد: و الكتاب القرءان المجيد الخبر و عن الباقر7 ايضاً في قوله تعالي و لايرتاب الذين اوتوا الكتاب قال هم الشيعة و هم اهل الكتاب و هم الذين اوتوا الكتاب الخبر و لذا جعل اعلي‏اللّه‏مقامه مصداق قوله الذين ال‏محمد: و يؤيد المقام ايضاً ما ورد في اخبار عديدة انهم: من عنده علم الكتاب و انهم العاملون بالكتاب و مجمع الكتب و انهم الذين ورثوا الكتاب و امثالها مما هو مرادف لذلك معني.

([27]) اقول: قوله اعلي‏اللّه‏مقامه و عن علي هو عطف تفسيري لقوله عن اليقين فان اليقين كثر استعماله في اخبار ال‏اللّه علي الامام و حقيقته و دلالته قال علي7 ان الامام عين اليقين و حقيقته و قال7 ان ولاية علي7 لحقّ اليقين.

([28]) اقول: غذاء كل شي‏ء و اكله لابد و ان‏يكون ممايناسبه فانه جعل و شرّع لبقاء الشي‏ء بدلاً لماتحلل و مالم‏يكن البدل من جنس المبدل‏منه لايمكن ان‏يصير بدلاً منه كماهو ظاهر مشهود ان الجماد يصير بدلاً من الجماد و لايبدل من النبات و كذا النبات من النبات و لايبدل من الحيوان و كذلك الحيوان يبدل مماتحلل من الحيوان و لايبدل من الانسان فبناء علي هذه القاعدة ينبغي ان‏يكون غذاء الجماد و اكله من الجماد و اكل النبات من النبات و اكل الحيوان من الحيوان و اكل الانسان من الانسان و لايتعقل اكل الانسان من الحيوان الذي هو خارج عن عرصته فاكل الانسان الذي هو من عالم النفس اي الدرك و الشعور العلوم و الاكتسابات العلمية و التعلمات الانسانية ثم تلك العلوم و هذا الغذاء اما ان يكون عسلاً حلواً نافعاً للبدن و اما ان‏يكون سمّاً نقيعاً مهلكاً له فان اخذ من اهله ممن ينبغي الاخذ عنه يعني من ال‏محمد: فهو نافع و ان اخذ من غير اهله فهو قاتل و اللّه سبحانه لمّا كان رءوفاً بعباده امرهم في هذه الاية باكل ما هو نافع لهم فقال فكلوا مما ذكر اسم اللّه عليه اي تعلّموا ماروي عن الحجج: و قد مرّ في الفصل الثالث‏عشر من المقدمة مايدلّ علي تأويل قوله تعالي في سورة ابرهيم تؤتي اكلها بمايخرج الي الناس من علم الامام و فتاويه في الحلال و الحرام و يؤيد المقام ما ورد من تأويل رزقناه بعلّمناه كماقال الصادق7 و ممارزقناهم ينفقون يعني مماعلّمناهم يبثّون و يؤيد ايضاً ما ورد من تأويل الثمرة و الفاكهة و امثالهما بعلم الامام و ما ورد من اطعام الطعام بتعليم العلم الي غير ذلك من المؤيدات.

([29]) اقول: العدوان و الاعتداء بمعني التعدي و الظلم و تجاوز الحدّ و قد مرّ سابقاً ان غذاء الانسان و قوامه بالعلوم الطيبة الطاهرة المأخوذة من ال‏محمد: و فناؤه و زواله باكل ماليس منهم من العلوم فانها سمّ نقيع قاتل و اي اعتداء و ظلم اكثر و اشدّ من قتل الانسان نفسه و القاء نفسه في الهلاكة الابدية و اي اعتداء اعظم منه و لذا فسر اعلي‏اللّه‏مقامه المعتدين بالذين اخذوا العلم من غير ال‏محمد: و يرشد الي ماذكرنا في‏الجملة ما في تفسير الامام7 في قوله تعالي غير باغ و لا عاد اي هو غير باغ علي امام هدي و لا عاد له و لا معتد عليه قوّال بالباطل في امامة من ليس بامام الخبر فان القائلين بامامة غير الامام يأخذون عمن يقولون بامامته فيأخذون عن غير الامام الذي جعله اللّه اماماً فافهم.

([30]) اقول: لا  شكّ ان الثاني ظاهر الاول و وصيه و ظهوره و مقام تفصيله و تكثره و تعلقه باثاره و معلوماته و اظلاله و عكوسه عكس السلسلة الحقة و الطريقة النورانية كما ان علياً7 ظاهر محمد و وصيه و ظهوره و مقام شهوده و تكثره باربعة عشر فاذا كان المراد من الاثم في الباطن الاول فالمراد من ظاهره هو الثاني كماعلمت و ان كان المراد من باطنه اتباع رؤساء الضلالة فالمراد من ظاهره اتباع الظانّين فان الظانّين فرع رؤساء الضلالة قال7 اعداؤنا اصل كل شرّ و من فروعهم كل فاحشة و قال لم‏يبعث اللّه نبياً قط الاّ بالبرّ و العدل و المكارم و النهي عن الفواحش ماظهر منها و مابطن فالباطن منه ولاية اهل الباطل و الظاهر منه فروعهم الخبر فتابعوهم فرع تابعيهم و اذا كان المراد منه في الباطن الشك و الشرك فالمراد منه في الظاهر المعاصي فانها فرعها و لنذكر من الاخبار مايدلّ علي ان المراد من الاثم و الجرم و الاثمين و المجرمين الاول و الثاني و اتباعهما فعن تفسير فرات بن ابرهيم عن الصادق7 في قوله تعالي انّ الذين اجرموا كانوا من الذين امنوا يضحكون قال هم الاول و الثاني و من تابعهما و في بعض زيارات علي7 و اجرم من نصب لك و عنه7 ايضاً في قوله تعالي و مايكذّب به الاّ كل معتد اثيم قال الاول و الثاني كانا يكذّبان رسول‏اللّه9.

([31]) اقول: كمايرشد الي ذلك ما في فصل‏الخطاب انه سئل ابوعبداللّه7 عن قول اللّه عزوجل اتخذوا احبارهم و رهبانهم ارباباً من دون اللّه فقال اما واللّه ما دعوهم الي عبادة انفسهم و لو دعوهم الي عبادة انفسهم لمااجابوا ولكن احلّوا لهم حراماً و حرّموا عليهم حلالاً فعبدوهم من حيث لايشعرون.

([32]) اقول: تقييد الاسلام بالاسلام للانبياء و الرسل لانّ التسليم للّه كمافسّر الاسلام في الخبر به كما مرّ لايحصل الاّ بالتسليم للرسل فالمسلم هو المسلّم للانبياء و الرسل و قد مرّ شرح ذلك كراراً و مراراً فان اللّه هكذا يسلم اي بالتسليم للانبياء و الرسل و هذا المعني للعارف الحكيم من البديهيات و لايمكنه تعقل غير ذلك النحو.

([33]) اقول: كمااخبر عنه هنا بهذه الاية و اخبر عنه ايضاً بقوله بكفرهم لعنّاهم و بقوله مماخطيئاتهم اغرقوا و بقوله يهديهم ربهم بايمانهم.

([34]) اقول: و ذلك لانّ السلام احد اسمائه سبحانه كما قال هو السلام المؤمن المهيمن فدار السلام يعني دار اللّه او دار السلامة.

([35]) اقول: فاعل يحشرهم الضمير الراجع الي وليهم فالمعني يحشرهم الولي لان ذات اللّه سبحانه لايباشر فعلاً من الافعال فالفاعل المطلق هو الولي الحقّ فافهم.

([36]) اقول: و لذا ورد اخبار عديدة في انه رفع عن هذه الامة اربع خصال فعن ابي عبداللّه7 قال قال رسول‏اللّه9 رفع عن امتي اربع خصال خطاؤها و نسيانها و مااكرهوا عليه و مالم‏يطيقوا و ذلك قول اللّه عزوجل ربنا لاتؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا ربنا و لاتحمل علينا اصراً كماحملته علي الذين من قبلنا ربنا و لاتحمّل علينا ما لا طاقة لنا به و في بعض الاخبار رفع عن امتي تسع خصال و عدّ منها الخطاء و النسيان و مالايعلمون و لا شك ان الناسي و الجاهل و الخاطي كل واحد منهم غافل فهذه الاخبار تدلّ علي عدم اخذ اللّه الغافلين و وضعه عنهم العقوبة و الهلاكة فاخذ الخاطي و الناسي و الجاهل و الغافل ظلم لانه علي غير ما وضعه اللّه و جعله.

([37]) اقول: كمايدلّ علي ذلك ايات كثيرة و اخبار عديدة قال اللّه سبحانه سيجزيهم وصفهم و قال و ماتجزون الاّ ما كنتم تعملون و قال و من يعمل سوء يجز به و قال فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره و من يعمل مثقال ذرة شراً يره قال7 انما هي اعمالكم تردّ اليكم و في فصل‏الخطاب عن ابي‏جعفر7 في قوله تعالي و كل انسان الزمناه طائره في عنقه يقول خيره و شرّه معه حيث كان لايستطيع فراقه حتي يعطي كتابه يوم القيمة بما عمل الخبر الي غير ذلك من الاخبار و هي اكثر من ان‏تحصي.

([38]) اقول: قد ذكرنا في الفصل العشرين و في خلال التفسير الشريف اخباراً تدلّ علي ان المراد من الربّ في الباطن الامام و ذكرنا ايضاً اخباراً تدلّ علي ان القرءان نزل علي اياك اعني و اسمعي يا جارة في خلاله و في الفصل الخامس‏عشر.

([39]) اقول: يدلّ علي ذلك الحصر تحليته بالالف و اللام اللتين للاستغراق و الاخبار التي وردت في توحيد الصفات.

([40]) اقول: في الكافي عن الصادق7 في قوله تعالي حتي اذا رأوا مايوعدون اما العذاب و اما الساعة قال خروج القائم و هو الساعة فسيعلمون ذلك اليوم من هو شرّ مكاناً يعني عند القائم7 الخبر و في الصافي في هذه الاية انما يوعدون من الحشر و الثواب و العقاب.

([41]) اقول: جعل اعلي‏اللّه‏مقامه باطن القتل الاضلال و باطن الاولاد الاتباع او التلامذة او الذرية لقول الامام7 في تفسيره قال قال علي بن الحسين7 في حديث له ذكر فيه حكم القتل و القصاص الا اخبركم بالقتل الاعظم من هذا و مايوجب علي قاتله ما هو اعظم من هذا القصاص قالوا بلي فقال اعظم من هذا ان‏يقتل رجلاً قتلاً لايحيي بعده ابداً قال ما هو قال ان‏يضلّه عن نبوة محمد9 و عن ولاية علي7 و يسلك به غير سبيل اللّه و يغويه باتباع طريقة اعداء علي7 و القول بامامتهم و دفع علي عن حقه و جحد فضله فهذا هو القتل الذي هو يخلد هذا المقتول في نار جهنم خالداً مخلداً فجزاء هذا مثل ذلك الخلود في نار جهنم الخبر و قد صرّح بذلك صاحب مرءاة الانوار حيث قال «ثم ان هيهنا تأويل و معاني للقتل احدهما مايستفاد ممامرّ في الحي و الجهاد و اشباههما و ماسيأتي في الميت و الهلاك و امثالهما و هو ان‏يكون المراد بالقتل الاضلال عن ولاية ال‏محمد و اطاعة النبي و الائمة: و امثال ذلك و بالقتال المأمور به المحمود في القرءان دفع شبه المخالفين و كسر اعلام دينهم و رفعهم عن اضلال عجزة عباد اللّه و بمانسب الي الكفار و جعل من افعالهم الاضلال الصادر من رؤساء المخالفين

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 224 *»

بالنسبة الي ضعفاء الشيعة و جهال اهل الخلاف في ردّ امامة الائمة: او خطأً يعني جهلاً بحقيقة الحال و اعتقاداً لحقية طريقته» انتهي و لقوله9 انا و علي ابوا هذه الامة الخبر يعني الامة المرحومة التابعة له بدليل قوله و ما كان محمد ابا احد من رجالكم الاية يعني رجال المشركين فاذا كان محمد و علي عليهما و علي الهما السلام ابوين للامة المتابعين لهما فالمتابعون لهم و اتباعهم اولادهم و بحكم المقابلة اتباع المشركين اولادهم و هم اباؤهم و امهاتهم فاتباع كل احد في كل سلسلة من الخير و الشر اولادهم و كذلك تلامذة كل عالم اولاده لانهم ولدوا منه و هو كمّلهم و استخرجهم و هم من حيث انهم تلامذته فروعه و هو اصلهم و ان كانوا افقه منه و اعلم منه كما في بعض الروايات و تري عياناً ان المتعلم ربما يصير اعلم من المعلم و افقه منه ولكنه من حيث انه متعلم ولد للمعلم و فرع او المراد من التلامذة هم الذين كانوا في الدرجة السفلي فان كل عالٍ بالنسبة الي الداني معلم و ان لم‏يكن في الظاهر معلمه و الداني تلميذه و ان لم‏يتلمذ في الظاهر منه فالائمة: بالنسبة الي الانبياء معلمون و هم تلاميذهم و الشيعة تلاميذ الانبياء و مؤمنوا الجن تلاميذ الشيعة و هكذا الي ان مؤمن الجماد تلميذ مؤمن النبات و كذلك ذرية كل صاحب ذرية اولاده فان المراد من الاولاد ماولد منه و ان نزل فذرية ادم كلهم اولاده و ذلك شي‏ء ظاهر مشهود و كأنه اعلي‏اللّه‏مقامه اشار بقوله اي اضلال اتباعهم و تلامذتهم و ذريتهم الي الباطن و التأويل و الظاهر فان جعل المراد من الاولاد الاتباع فهو الباطن و ان جعل التلامذة فهو التأويل و ان جعل الذرية فهو الظاهر فافهم فيدلّ علي الاول و الثاني قوله سبحانه فمن تبعني فانه مني فالتابع من المتبوع و جزؤه كما ان الولد من الوالد و جزؤه قال سبحانه و جعلوا له من عباده جزءاً و قوله7 اللّهم ان شيعتنا منا و قوله سلمان منا اهل‏البيت فاذا كان شيعة ال‏محمد: و تابعوهم منهم فكذلك تابع المشركين و شيعتهم منهم بحكم المقابلة السارية في الحق و الباطل و علي الثالث تصريح اهل اللغة و العرف و الضرورة و قوله7 في قوله تعالي و الذين امنوا و اتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم قال الذين امنوا رسول‏اللّه9 و علي7 و الذرية الائمة الخبر فالائمة ذرية رسول‏اللّه و علي8 و اولادهم و بالجملة اطلاق الاولاد علي الذرية ممالاينكره احد.

([42]) اقول: اوّل اعلي‏اللّه‏مقامه القتل بالاضلال و الاولاد بالتلامذة لمامرّ انفاً بالعقل و النقل فراجع.

([43]) اقول: الدليل علي ان المراد من مارزقهم العلم الحق قوله7 في قوله تعالي فلينظر الانسان الي طعامه الاية الي علمه عمن يأخذه و سرّ ذلك ان الرزق هو مابه قوام الانسان و لاشك ان الانسان الحقيقي الواقعي الذي هو من عالم الدرك و الشعور يرزق بالعلم و الدرك و الشعور فان رزق كل شي‏ء علي حسبه و قدفصّلنا ذلك في البقرة في ذيل قوله تعالي قالوا هذا الذي رزقنا من قبل.

([44]) اقول: ماابين من حديث في كون النخل من البرازخ بين النبات و الحيوان فانها خلقت من فضل طينة الانسان و لها شعورما ظلّي كالحيوان و لذلك لاتنبت اذا قطع رأسها فانها تموت كالحيوانات و الاناسي بقطع الرأس و لذا ايضاً تحتاج في اثمارها الي اللقاح كما ان الحيوانات و الاوادم تحتاج الي الفحول في التوليد.

([45]) اقول: يدلّ علي جواز اطلاق الموت علي الكفر و علي انكار الولاية و الجهل بها اخبار كثيرة قال الباقر7 في قوله تعالي اموات غير احياء قال يعني كفار غير مؤمنين قال ايضاً7 في قول اللّه عزوجل ان اللّه يحيي الارض بعد موتها قال يعني بموتها كفر اهلها فان الكافر ميت فيحييها اللّه بالقائم7 فيعدل فيها فتحيي الارض و يحيي اهلها بعد موتهم و قال الصادق7 في قوله تعالي يخرج الحي من الميت قال الحي الذي يخرج من الميت هو المؤمن الذي يخرج من طينة الكافر و الميت الذي يخرج من الحي هو الكافر الذي يخرج من طينة المؤمن و قال7 في قوله تعالي او من كان ميتاً فاحييناه قال كان ميتاً لايعرف شيئاً من هذا الشأن و في رواية اخري كان جاهلاً عن الحق و الولاية و في رواية اخري احييناه بهذا الامر الخبر.

([46]) اقول: في تفسير الامام7 في معني تكذيب الايات قال7 يعني الدافعين لصدق محمد في ابنائه و المكذبين له في نصبه لاوليائه علي سيد الاوصياء و الائمة النجباء و عن تفسير القمي عن الصادق7 في قوله تعالي و مايكذّب به الاّ كل معتد اثيم قال الاول و الثاني كانا يكذّبان رسول‏اللّه9 الخبر.

([47]) اقول: قدذكرنا في الفصل الرابع مايظهر منه وجه تعليق الشرك و امثاله بالشرك بعلي7 و كذلك في الفصل الثالث‏عشر و الثامن‏عشر مرّ مايؤيد المقام.

([48]) اقول: يدل علي ان العلم هو مانصّ عن رسول‏اللّه9 خبر محمد بن مسلم قال سمعت اباجعفر7 يقول ليس عند احد من الناس حق و لا صواب و لا احد من الناس يقضي بقضاء حق الاّ ماخرج منا اهل‏البيت و اذا تشعبت بهم الامور كان الخطأ منهم و الصواب من علي7 و خبر زرارة قال كنت عند ابي‏جعفر7 فقال له رجل من اهل الكوفة يسأله عن قول اميرالمؤمنين7 سلوني عماشئتم فلاتسألوني عن شي‏ء الاّ نبّأتكم به قال انه ليس احد عنده علم الاّ شي‏ء خرج من عند اميرالمؤمنين7 فليذهب الناس حيث شاءوا فواللّه ليس الامر الاّ من هيهنا و اشار بيده الي بيته و خبر ابي‏مريم قال قال ابوجعفر7 لسلمة بن كهيل و الحكم بن عتيبة شرّقا و غرّبا فلاتجدان علماً صحيحاً الاّ شيئاً خرج من عندنا اهل‏البيت و خبر معلي بن عثمان عن ابي‏بصير قال قال لي ان الحكم ممن قال اللّه تعالي و من الناس من يقول امنّا باللّه و اليوم الاخر و ما هم بمؤمنين فليشرّق الحكم و ليغرّب اما واللّه لايصيب العلم الاّ من اهل‏بيت نزل عليهم جبرئيل7الي غير ذلك من الاخبار و هي كلها مذكورة في الكافي و لاشك انهم لايقولون الاّ بمانصّ عن رسول‏اللّه9 لانهم معصومون مطهرون فالعلم هو ممانصّ عنهم و خرج من فمهم و هو ماخرج عن اللّه فانهم لاينطقون عن الهوي ان هو الاّ وحي يوحي فما عن اللّه هو علم لا ظن كماسيصرح به اعلي‏اللّه‏مقامه.

([49]) اقول: بيّن اللّه سبحانه في هذه الاية فعل المنافقين و تركهم العلم و اخذهم بالظن فانهم تركوا العلم الذي هو نصّ رسول‏اللّه9 علي علي7 و اتبعوا اجماعهم المظنون في خلافة الاول و الثاني و قالوا لايمكن اجماعنا و اجماع ابائنا علي الضلالة بقولهم مااشركنا و لا اباؤنا فوبّخهم اللّه في هذه الاية هل عندكم من علم و نص من رسول‏اللّه9 علي خلافة الاول و الثاني و ترك خلافة علي7 ثم يقول ان تتبعون في ذلك الاّ الظن اي الاجماع المدّعي المكذوب علي رسول‏اللّه9 بقولهم عنه لاتجتمع امتي علي ضلالة غافلاً من انه اراد من الامة جميعهم و لاشك ان منهم علي7 و سلمان و المقداد و ابوذر و غيرهم ممن تخلف عنهم.

([50]) اقول: يدلّ علي تأويل الاخرة بالرجعة ما عن تفسير العياشي عن الباقر7 انه قال في قوله تعالي الذين لايؤمنون بالاخرة يعني لايؤمنون بالرجعة انها حق و في كتاب في الرجعة لبعض اخواننا عن ابي‏بصير عن احدهما8 في قوله تعالي و للاخرة خير لك من الاولي قال يعني الكرّة هي الاخرة للنبي9 و في الكافي عن الصادق7 في قوله تعالي و ما له في الاخرة من نصيب ليس له في دولة الحق مع القائم نصيب و ممايؤيد ذلك ماورد من تأويل الحشر و البعثة و امثالهما بالرجعة و اما جعل باطن الربّ الامام فقد مرّ دليله سابقاً في الفصل الحادي و العشرين في المقدمة و في تضاعيف الكتاب.

([51]) اقول: اطلاق الوالدين علي محمد و علي8 شايع في الاخبار و قال7 في خبر ابي‏بصير ان رسول‏اللّه9 احد الوالدين و الاخر علي7 قال ابوبصير فقلت له اين ذاك من كتاب اللّه قال و بالوالدين احساناً و عن تفسير الامام7 قال قال رسول‏اللّه9افضل والديكم و احقهما بشكركم محمد و علي و لحقّنا عليكم اعظم من حقّ ابوي ولادتكم فانا منقذوكم ان اطعتمونا من النار الي دار القرار و قال الصادق7 من رعي حق ابويه الافضلين محمد و علي لم‏يضرّه مااضاع من حق ابوي نفسه و ساير عباد اللّه فانهما يرضيانهم بسعيهم الخبر و قد مرّ مايدلّ علي ذلك في البقرة في ذيل قوله تعالي الوصية للوالدين.

([52]) اقول: و بدليل ما ذكر من الاخبار الدالة علي كون محمد و علي8 الوالدين ضرورة انهما اذا كانا والدين فالائمة: هم الاولاد.

([53]) اقول: جعل اعلي‏اللّه‏مقامه باطن اليتيم ال‏محمد: لقول الصادق7 ان الكبائر سبع فينا نزلت و منّا استحلّت فاولها الشرك باللّه ثم قتل النفس التي حرّم اللّه و اكل مال اليتيم و عقوق الوالدين و قذف المحصنة و الفرار من الزحف و انكار حقنا فاما الشرك باللّه فقدانزل اللّه فينا ماانزل و قال رسول‏اللّه فينا ماقال فكذّبوا اللّه و كذّبوا رسوله فاشركوا باللّه و اما قتل النفس التي حرّم اللّه فقد قتلوا الحسين7 و اصحابه و اما اكل مال اليتيم فقد ذهبوا بفيئنا الذي قدجعله اللّه لنا و اعطوه غيرنا و اما عقوق الوالدين فعقّوا رسول‏اللّه9 في ذريته و عقّوا امهم خديجة الكبري في ذريتها الي اخر الخبر هذا و اليتم بالضم علي ما في اللغة الانفراد و فقدان الاب و اليتيم الفرد و كل شي‏ء تغير نظيره و لاشك ان الائمة: منفردون لانظير لهم و لاعديل و لامثيل قال اللّه سبحانه ليس كمثله شي‏ء اي ليس مثل اللّه و هو علي7 و الائمة من ولده شي‏ء و لا شك ايضاً ان كل واحد منهم حال تعلق الامامة و الخلافة به مفقودالاب اذ مادام ابوه في هذه الدنيا كان له الخلافة و الامامة و اذا ارتحل من هذه الدنيا الدنية الي جوار رحمة ربه تعلق الامامة و الخلافة بولده فالائمة كلهم ايتام و هم ايضاً ايتام لانهم تغير نظائرهم و ذهبوا من هذه الدنيا الدنية و الاّ لما كان ينتقل اليه الامامة فالامام السلف نظير الامام الخلف و ما لم‏يتغير و لم‏يذهب من الدنيا لم‏ينتقل الامامة منه الي الخلف و كل واحد منهم خلف من السلف الذي تغير و ذهب فكلهم ايتام.

([54]) اقول: ورد في اخبار عديدة تأويل الحسنة بالولاية و المحبة لمحمد و اله و المعرفة لهم فعن ابن‏ابي‏يعفور عنه7 قال انما الحسنة معرفة الامام و طاعته و السيئة انكار الامام الذي من اللّه و عن تفسير القمي عنه7 في قوله تعالي من جاء بالحسنة الاية الحسنة واللّه ولاية علي7 و السيئة واللّه عداوته و اتباع اعدائه و عن الباقر7 في قوله تعالي و من يقترف حسنة قال المودة لال‏محمد: و في رواية اخري عنه7اقتراف الحسنة حبّنا اهل‏البيت و في ثالثة هو التسليم لنا و الصدق فينا و ان لايكذب علينا و كفي في ذلك ما تواتر من قوله7 حبّ علي حسنة لاتضر معها سيئة و بغضه سيئة لاتنفع معها حسنة.

([55]) اقول: قد ورد اخبار كثيرة تدلّ علي انه9 اول ماخلق اللّه ففي فصل‏الخطاب عن جابر بن عبداللّه قال قلت لرسول‏اللّه9 اول شي‏ء خلقه اللّه ماهو فقال نور نبيك ياجابر خلقه اللّه ثم خلق منه كل خير الي ان قال ثم نظر بعين الهيبة فرشح ذلك النور و قطرت منه مائة الف و اربعة و عشرون الف قطرة فخلق اللّه من كل قطرة روح نبي و رسول ثم نفست ارواح الانبياء فخلق اللّه من انفاسها ارواح الاولياء و الشهداء و الصالحين و عن ابي‏عبداللّه7 في تفسير قوله تعالي كنتم خير امة اخرجت للناس قال رسول‏اللّه9 اول ماخلق اللّه نوري ابتدعه من نوره و شقّه من جلال عظمته الخبر و عن محمد بن سنان انه قال كنت عند ابي‏جعفر الثاني7 قال فاجريت اختلاف الشيعة فقال يامحمد ان اللّه تبارك و تعالي لم‏يزل متفرداً بوحدانيته ثم خلق محمداً و علياً و فاطمة ثم مكثوا الف دهر ثم خلق جميع الاشياء فاشهدهم خلقها و اجري طاعتهم عليها و فوّض امورها اليهم فهم يحلّلون مايشاءون و يحرّمون مايشاءون و لن‏يشاءوا الاّ ان‏يشاء اللّه تبارك و تعالي الي غير ذلك من الاخبار و هي اكثر من ان‏تحصي.

([56]) اقول: المخاطب بكم الخطابية ال‏محمد: دون غيرهم فانهم خلائف الارض و خلفاء اللّه و خلفاء الرسول فعن تفسير العياشي عن زيد بن علي في قوله تعالي ثم جعلناكم خلائف في الارض قال نحن هم و في الكافي عن الباقرين8 و غيرهما قالوا ان الائمة خلفاء اللّه في الارض و فيه عن الرضا7 في حديث طويل له ان الامامة خلافة اللّه و خلافة الرسول و ان الامام خليفة اللّه الخبر و اما خلافة غيرهم كخلافة ادم و داود كما هو صريح القرءان فهو عين خلافتهم الظاهرة فيهم فافهم.

([57]) اقول: غير كل شي‏ء علي حسبه و من جنسه فاذا كان المراد بـ من دونه الاولياء الذي هو جمع الولي الذي هو رجل فماانزل رجل لامحالة و هذا المعني غير المعني الذي مرّ و هو ان‏يكون المراد مماانزل الذي انزل في حقّ علي7 من الايات و الامارات الدالة علي صدقه او صدق الرسول فيه و الولاية له و معرفته و محبته و هذا ان‏يكون المراد مماانزل نفس علي7 و قد ورد علي كل واحد من المعنيين اخبار عديدة فمن الاول قول الصادق7 ان ماانزل اللّه و الذي انزل هو ماافترض علي خلقه من ولاية علي7 و عن تفسير الامام7 في قوله تعالي مماانزلنا علي عبدنا قال7 يعني في ابطال عبادة الاوثان من دون اللّه و في النهي عن موالاة اعداء اللّه و معاداة اوليائه و في الحثّ علي الانقياد لاخي رسول‏اللّه9 و اتخاذه اماماً و اعتقاده فاضلاً راجحاً لايقبل اللّه ايماناً و لا طاعةً الاّ بموالاته و قول ابي‏جعفر7 قيل له اخبرني عن قول اللّه تبارك و تعالي نزل به الروح الامين علي قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين قال هي الولاية لاميرالمؤمنين و قوله7 ايضاً في خبر جابر قال نزل به جبرئيل بهذه الاية علي محمد9 بئسمااشتروا به انفسهم ان‏يكفروا بماانزل اللّه في علي7 بغياً و قوله ايضاً في خبر اخر عن جابر قال نزل به جبرئيل بهذه الاية علي محمد هكذا ان كنتم في ريب ممانزّلنا علي عبدنا في علي7 فأتوا بسورة من مثله و قول ابي‏عبداللّه9 قال نزل جبرئيل علي محمد9 بهذه الاية هكذا ياايها الذين اوتوا الكتاب امنوا بمانزّلنا في علي7 نوراً مبيناً الي غير ذلك من الاخبار و هي اكثر من ان‏تحصي و من الثاني قول ابي‏عبداللّه7 في قوله تعالي هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هنّ امّ‏الكتاب قال اميرالمؤمنين و الائمة: و قول ابي‏جعفر7 في قوله تعالي امنّا باللّه و ماانزل الينا قال انما عني بذلك علياً7 و فاطمة و الحسن و الحسين و الائمة: و قوله7في قوله تعالي و اللّه متمّ نوره قال واللّه متمّ الامامة لقوله عزوجل الذين امنوا باللّه و رسوله و النور الذي انزلنا فالنور هو الامام الخبر.

([58]) اقول: ان كان المراد من لفظة «نا» اللّه فباطن الايات ال‏محمد: فانهم ايات اللّه و

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 243 *»

علاماته كما في اخبار عديدة فعن داود الرقي قال سألت اباعبداللّه7 عن قول اللّه تبارك و تعالي و ماتغني الايات و النذر عن قوم لايؤمنون قال الايات الائمة و النذر هم الانبياء صلوات اللّه عليهم اجمعين و عن ابي‏جعفر7 في قول الله عزوجل كذّبوا باياتنا كلها يعني الاوصياء كلها و عن ابي‏حمزة عن ابي‏جعفر7 قال قلت جعلت فداك ان الشيعة يسألونك عن تفسير هذه الاية عمّ يتساءلون عن النبأ العظيم قال ذلك الي ان شئت اخبرهم ثم قال لكني اخبرك بتفسيرها قلت عمّ يتساءلون قال فقال هي اميرالمؤمنين7 كان اميرالمؤمنين7 يقول ما للّه اية هي اكبر مني و لا للّه من نبأ اعظم مني و عن الصادق7 انه قال في قوله تعالي اتتك اياتنا و قوله سبحانه و من لم‏يؤمن بايات ربه قال الايات الائمة: اي لم‏يؤمن بهم و تركهم معاندةً فلم‏يتبع اثارهم الخبر. و في تفسير مرءاة الانوار قال شيخنا العلامة «انما اطلق عليهم الايات لانهم علامات جليلة واضحة لعظمة اللّه و قدرته و علمه و لطفه و رحمته دالاّت علي طريق الجنة» الخ.

و ان كان المراد من لفظة «نا» ال‏محمد: فباطن الايات شيعتهم فانهم اياتهم و علائمهم و شيعتهم و نورهم و اي علامة اعظم للمنير من النور و ايّة اية اكبر للظاهر من الظهور و اي دليل ادلّ علي المطلق من المقيدات و اي برهان اوضح للمتجلي من التجليات قال7 شيعتنا منا كشعاع الشمس من الشمس و قال ايضاً ان روح المؤمن لاشدّ اتصالاً بروح اللّه من اتصال شعاع الشمس بها الخبر و لا شك ان المراد من روح اللّه الائمة: كما في زياراتهم فالمؤمن اشد اتصالاً بهم من نور الشمس بها و قال ان اللّه تبارك و تعالي خلق المؤمن من نور عظمته و جلال كبريائه فمن طعن علي المؤمن او ردّ عليه فقد ردّ علي اللّه في عرشه و ليس هو من اللّه في ولاية و انما هو شرك شيطان و قال7 لوكشف الغطاء عن الناس فنظروا الي وصل مابين اللّه و بين المؤمن خضعت للمؤمن رقابهم و سهلت له امورهم و لانت طاعتهم و قال7 ان موالينا و شيعتنا منا و كلنا كالجسد الواحد و يحرم علي جماعتنا الزكوة الي غير ذلك من الاخبار الدالة علي انهم خلقوا من نورهم و طينتهم و اي اية اعظم من النور علي المنير فالشيعة ايات قال اللّه سبحانه و جعلنا ابن مريم و امّه اية و لا شك انهما من شيعة ال‏محمد: و قال ابوجعفر في قوله تعالي كذّبوا باياتنا كلها يعني الاوصياء كلها الخبر و لا شك ان الاوصياء من شيعتهم كيف لا و الانبياء من شيعتهم كماقال تعالي و انّ من شيعته لابرهيم.

([59]) اقول: هذا علي ان‏يكون المراد من الارض القرءان كما في اخبار عديدة فعن ابي‏عبداللّه7 انه سئل عن قوله تعالي او لم‏يسيروا في الارض قال معناه اولم‏ينظروا في القرءان و قال7 ايضاً في تلك الاية اي اولم‏ينظروا في اخبار الامم الماضية الخبر نظراً الي ان القرءان مشتمل علي اخبار الامم الماضية و النظر فيها لايمكن الاّ بالنظر في القرءان الي غير ذلك من الاخبار و قد مرّ شطر منها في النساء في قوله تعالي و من يهاجر في سبيل اللّه يجد في الارض مراغماً كثيراً الاية.

([60]) اقول: ان كان المراد من خلقناكم يعني في التوحيد فالمراد من صوّرناكم يعني في

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 245 *»

الاسلام بمحمد9 و ان كان المراد منه الخلق في عالم الذرّ فالمراد من صوّرناكم التصوير فيه بالتكليف و ان كان المراد منه الخلق في اصلاب الرجال فالمراد من صوّرناكم التصوير في ارحام النساء و لكل وجه و دليل.

اما الاول فلان الخلق مقدم علي التصوير و التصوير مؤخر عنه كمايرشد الي ذلك كلمة «ثم» فالخلق في مقام الاطلاق و الابهام و الوحدة و الاجمال و التصوير في مقام التقييد و التخصيص و التعيين و التكثر و التعدد فالخلق في التوحيد و التصوير في مقام النبوة كماقال سبحانه كان الناس امة واحدة يعني في الخلق و التوحيد فبعث اللّه النبيين مبشرين و منذرين يعني في التصوير و النبوة قال و لئن سألتهم من خلق السموات و الارض ليقولنّ اللّه و قال و لئن سألتهم من خلق السموات و الارض ليقولنّ خلقهنّ العزيز العليم و لذلك تري جميع الخلق معترفين بالتوحيد متحدين في ذلك الاعتقاد ولكنهم مختلفين في نبوة محمد9 بعضهم منكرون و بعضهم مقرّون هذا و الاسلام مقامه مقام الصورة فانه مقام العلم و العمل و هو مقام التخطيط و التصوير انما اعمالكم هي صور العقاب و الثواب و الانسان يصوّر بصورة عمله كما هو مفاد اخبار عديدة فالاسلام مقام الصورة فمن تلبس و تصور بصورة الاسلام سعد و نجي و من تعري عنه و تقعد شقي و هلك هذا ان اخذنا كلاًّ من الخلق و التصوير في هذه الدنيا الظاهرة او في تمام الملك.

و اما ان اخذناهما في عالم الذرّ فالمراد من الخلق الخلق فيماقبل التكليف و المراد من التصوير التصوير فيه بالتكليف فانّ جميع مايكون في هذه الدنيا يكون في عالم الذرّ و الاخرة ماتري في خلق الرحمن من تفاوت و الاحاديث التي ذكر فيها عالم الذرّ و انّ جميع الاعمال التي تصدر من الانسان قد كلّف بها في عالم الذرّ و قبلها فيه اكثر من ان‏تحصي و هو في النزول بعينه عالم الاخرة في الصعود.

و اما الثالث فلان اصل المادة و الخلق من الرجال و التخطيطات و الصور في ارحام النساء قال سبحانه و صوّركم في الارحام كيف يشاء و قال هو الذي يصوّركم في الارحام و قال7 السعيد من سعد في بطن امه و الشقي من شقي في بطن امه و عن الحسن بن علي8 مامعناه ان الانسان مخلوق من اربعة عشر شيئاً اربعة من ابيه و اربعة من امّه و ستة من اللّه فالتي من الاب العظم و المخّ و العصب و العروق و التي من الامّ الدم و اللحم و الجلد و الشعر و التي من اللّه الحواس الخمس و النفس انظر في هذا الخبر الشريف كيف بيّن ما فيه من الاب انه ممابه قوام البدن و ثباته و هي قائمة بنفسها و التي من الامّ هي مابه ظهوره و صورته و هيئته و لاتقوم الاّ بما من الاب.

([61]) اقول: تأويل الملائكة بالذين ملكوا العلم و الدين لقول الباقر7 في قوله تعالي و ماجعلنا اصحاب النار الاّ ملائكة قال النار هو القائم7 الذي ضوؤه و خروجه لاهل الشرق و الغرب و الملائكة هم الذين يملكون علم ال‏محمد و قول الصادق7 في قوله تعالي تنزّل الملائكة و الروح فيها فالملائكة في هذا الموضع المؤمنون الذين يملكون علم ال‏محمد: و الروح روح‏القدس و هو في فاطمة3 .

([62]) اقول: السجود في اللغة الميل و الخضوع و التطامن و الاذلال و كل شي‏ء ذلّ فقد سجـد فتفسيره اعلي‏اللّه مقامه السجود بالخضوع من باب الظاهر و تفسيره ادم بعلي7من باب الباطن لان الباطن كمامرّ في المقدمة هو اجراء ما في الاثار في المؤثرات و لاشك ان الانبياء كلهم من انوار علي7 و اثاره و تجلياته و شيعته كماقال سبحانه و انّ من شيعته لابرهيم اي من شيعة علي7 قال7 في خبر مفضل بن عمر اذا ظهر القائم عجل‏اللّه فرجه اسند ظهره الي الكعبة و يقول من اراد ان‏ينظر الي ادم و شيث فها انا ذا ادم و شيث الخبر و عن علي7 انه قال انا ادم الاول انا نوح الاول انا ابرهيم الخليل حين القي في النار انا مونس المؤمنين و قد مرّ مايناسب ذلك في البقرة في ذيل قوله تعالي و علّم ادم الاسماء كلها الاية.

([63]) اقول: عن الاصبغ بن نباتة ان علياً7 اخرجه مع جمع فيهم حذيفة اليمان الي الجبانة و ذكر معجزة عنه7 الي ان قال فقال علي7 يا ملائكة ربي ايتوني الساعة بابليس الابالسة و فرعون الفراعنة قال فواللّه ما كان باسرع من طرفة عين حتي احضروه عنده فلماجرّوه بين يديه قام و قال واويلاه من ظلم ال‏محمد واويلاه من اجترائي عليهم ثم قال ياسيدي ارحمني فاني لااحتمل هذا العقاب فقال7 لا رحمك اللّه و لا غفر لك ايها الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان ثم التفت الينا فقال سلوه حتي يخبركم من هو فقلنا له من انت فقال انا ابليس الابالسة و فرعون هذه الامة انا الذي جحدت سيدي و مولاي اميرالمؤمنين7 و خليفة رب العالمين و انكرت اياته و معجزاته قال في المرءاة بعد ذكر هذا الخبر «و الظاهر ان المراد به الثاني حيث كان هو رأس المفسدين و هو الذي اوّل به الشيطان في القرءان و يحتمل ان‏يكون المراد به الاول حيث ورد كثيراً تأويل فرعون به و بالجملة يمكن تأويل الابليس مهمايناسب بالثاني و بالاول بل بسائر خلفاء الجور و اتباعهم فانهم ابالسة كفرعون و الفراعنة و الشيطان و الشياطين و نحو ذلك» انتهي.

([64]) اقول: و قد مرّ اخبار عديدة تدلّ علي ان الامر للوجوب في البقرة في ذيل قوله تعالي فولّ وجهك الاية.

([65]) اقول: في قرة العيون للسيد الامين الاقا سيد حسين عن عباية بن ربعي قال قلت لعبداللّه بن عباس لم كنّي رسول‏اللّه9 علياً اباتراب قال لانه صاحب الارض و حجة اللّه علي اهلها بعده و به بقاؤها و اليه سكونها و لقدسمعت رسول‏اللّه9 يقول اذا كان يوم القيمة و رأي الكافر ما اعدّ اللّه لشيعة علي من الثواب و الزلفي و الكرامة قال ياليتني كنت تراباً اي ياليتني كنت من شيعة علي7 و ذلك قول اللّه عزوجل و يقول الكافر ياليتني كنت تراباً الخبر.

([66]) اقول: المراد من صراطك المستقيم اما ولاية علي7 كمااشار اليه اعلي اللّه مقامه و اما نفسه7 كما في الحديث و قد ورد الاخبار علي كل واحد منهما جداً فعن علي بن الحسين8 قال في قوله تعالي يهدي من يشاء الي صراط مستقيم يعني به ولاية علي7 و عن الباقرين8 في قوله تعالي اهدنا الصراط المستقيم قالا دين اللّه نزل به جبرئيل و في رواية دين اللّه الولاية و عن الصادق7 في قوله تعالي عن الصراط لناكبون قال عن ولاية علي7 و عنه7 ايضاً في قوله تعالي اهدنا الصراط المستقيم قال هو علي و معرفته قال و الدليل علي ذلك قوله تعالي و انه في امّ الكتاب لدينا لعلي حكيم و هو علي7 في الفاتحة في قوله تعالي اهدنا الصراط المستقيم و قد روي في المناقب عن تفسير ابي‏بكر الشيرازي عن الحسن البصري انه قرأ قوله تعالي ان هذا صراط علي مستقيم و فسره بان هذا طريق علي بن ابي‏طالب7 و دينه طريق مستقيم فاتبعوه و قد ورد مثله عن الباقرين8 حتي ان الصادق7 قال هو واللّه علي هو واللّه الصراط و الميزان و عن تفسير القمي و غيره عن الثمالي عن الباقر7 قال في قوله تعالي صراط اللّه يعني علياً7 و قال الباقر7 معني علي صراط اللّه انه الصراط الي اللّه كمايقال فلان باب السلطان اذا كان يوصل به اليه ثم ان الصراط هو الذي عليه علي7الي غير ذلك من الاخبار الخاصة و يدلّ عليه عموماً قول الباقر7 في قوله تعالي ان هذا صراطي مستقيماً قال نحن واللّه صراط اللّه المستقيم و في رواية اخري قال ال‏محمد: الصراط الذي دلّ عليه و في بعض الزيارات انتم الصراط الاقوم خطاباً الي الائمة: و لا شك انها بعمومها تشمل علياً7 لانه من الائمة و سيدهم و قد مـرّ مايدلّ علي ذلك في البقرة في ذيل قوله تعالي و اللّه يهدي من يشاء الي صراط مستقيم و في ال‏عمران في قوله تعالي و من يعتصم باللّه فقد هدي الي صراط مستقيم الاية.

([67]) اقول: قدعلمت انفاً ان المراد من ادم في الباطن علي7 فالمراد من زوجه فاطمة3 و من الضروريات عند الشيعة بل العامة في‏الجملة انهما معصومان مطهران فلايقدر ابليس علي الوسوسة لهما و القائهما في الهلاكة بظلم انفسهما نعم وسوس لشيعتهما و القاهما في المعصية و ظلم انفسهم فالمراد من قوله فوسوس لهما وسوس لشيعتهما و نسب اللّه وسوسته لهم و ذنبهم و عصيانهم الي علي و فاطمة كما نسبه الي محمد9في قوله انّا فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر لك اللّه ماتقدم من ذنبك و ماتأخر كما روي انه سئل الصادق7 عن هذه الاية فقال ما كان له ذنب و لا همّ بذنب ولكنّ اللّه حمّله ذنوب شيعته فغفرها له الخبر.

([68]) اقول: اذا كان المراد من اللباس التقوي كما في قوله تعالي و لباس التقوي ذلك خير فلا اشكال في نزوله من الخزائن العالية كمايدلّ عليه لفظ انزلنا فانه يقال ذلك اللفظ اذا نزل الشي‏ء من الاعلي الي الاسفل لاسيما اذا كان المراد منه الولاية كما صرّح به اعلي اللّه مقامه فانها تنزل منها الينا فان اصل كل خير هو الولاية حتي التوحيد كما في قوله7نحن اصل كل خير و من فروعنا كل برّ و من البرّ التوحيد الخبر هذا و اللباس هو الذي به يلبس الانسان قبائحه و يواري سوءته و يستر معايبه و لايلبس و لايستر معايب الانسان الحقيقي بالالبسة الظاهرية و انمايلبس بالتقوي الذي هو اللباس الحقيقي الذي هو ولاية علي7 الذي هو يستر كل عيب و معصية و سيئة كماقال7 حبّ علي حسنة لاتضرّ معها سيئة و التقوي هو الاجتناب عن مكاره اللّه و اعظم ما كرهه اللّه عداوة علي7 و شيعته كماقال و بغضه سيئة لاتنفع معها حسنة فالمتقي هو المجتنب عن بغض علي7و المتلبس بحبه و معرفته و ولايته فافهم.

([69]) اقول: كمايدلّ علي هذا المدعي اخبار عديدة ففي فصل‏الخطاب عن ابي‏عبداللّه7 قال في الربوبية العظمي و الالهية الكبري لايكوّن الشي‏ء لا من شي‏ء الاّ اللّه و لاينقل الشي‏ء من جوهريته الي جوهر اخر الاّ اللّه و لاينقل الشي‏ء من الوجود الي العدم الاّ اللّه و قال انّ اللّه تبارك و تعالي خلو من خلقه و خلقه خلو منه و كل ما وقع عليه اسم شي‏ء ماخلا اللّه عزوجل فهو مخلوق و اللّه خالق كل شي‏ء و فيه ايضاً قال ابوجعفر7 ان في بعض ماانزل اللّه في كتبه اني انا اللّه لا اله الاّ انا خلقت الخير و الشرّ فطوبي لمن اجريت علي يديه الخير و ويل لمن اجريت علي يديه الشرّ و فيه ايضاً عن اميرالمؤمنين7سئل عن القضاء و القدر فقال لاتقولوا وكلهم اللّه الي انفسهم فتوهنوه و لاتقولوا اجبرهم علي المعاصي فتظلّموه ولكن قولوا الخير بتوفيق اللّه و الشر بخذلان اللّه الخبر.

([70]) اقول: وجه الدلالة ان اللّه سبحانه قال انه لايأمر بالفحشاء و المعاصي و القبائح و الفضائح من الاعمال و انما انتم ظننتم ذلك و افتريتم عليه أتقولون علي اللّه مالاتعلمون و تظنون و تخرصون بل هو يأمر بالقسط و العدل و اقامة الصلوة و الدعوة علي الخلوص و هذه من الفروع.

([71]) اقول: القسط بالكسر العدل و التساوي و بالفتح الجور و الخروج عن الحق و من الاول المقسطون و من الثاني القاسطون و قدورد في الاخبار تفسير المقسطون بالائمة: و القاسطون باعدائهم و في بعض الزيارات اشهد انكم الحاكمون بالقسط و العدل و في بعض الاخبار ياعلي انت و شيعتك القائمون بالقسط و في بعض الزيارات ياميزان قسط اللّه و عن كتاب فضائل‏الشيعة ان النبي9 قال ياعلي انت و شيعتك القائمون بالقسط كماقال اللّه عزوجل و القسط العدل و العدل في ظهر القرءان محمد و في بطنه علي8 و في رواية اخري القسط في الظاهر هو العدل و العدل في الباطن اميرالمؤمنين7 الي غير ذلك من الاخبار التي يظهر منها جواز جعل باطن القسط في القرءان علياً7 و ولايته و محبته و معرفته فانه في القرءان القسط و العدل الذي يوزن به جميع الاعمال بل هو العدل القسط المعتدل الواقف علي الطتنجين الناظر علي المشرقين الغير المنحرف الي جهة و طرف لاشرقية و لاغربية و لنعم ماقال الشاعر:

جنوبية شرقية مغربية   شمالية كل الجهات جهاتها

بهم ملأت سماءك و ارضك حتي ظهر ان لااله الاّ انت.

([72]) اقول: عن تفسير العياشي عن الصادق7 في قوله تعالي و اقيموا وجوهكم عند كل مسجد قال يعني الائمة: و في رواية اخري عنه7 في قوله تعالي خذوا زينتكم عند كل مسجد قال يعني الائمة: و عنه7 ايضاً في قوله تعالي و انّ المساجد للّه فلاتدعوا مع اللّه احداً ان الامام من ال‏محمد9 فلاتتخذوا من غيرهم اماماً و عن الكاظم7 في الاية المذكورة المساجد هم الائمة: و في رواية اخري و هم الاوصياء و الائمة واحداً بعد واحد فلاتدعوا الي غيرهم فتكونوا كمن دعا مع اللّه احداً.

([73]) اقول: فالمعني في الباطن اقيموا وجوهكم عند ال‏محمد: لان بدأكم منهم و عودكم اليهم و كل شي‏ء لايتجاوز ماوراء مبدئه انما تحدّ الادوات انفسها و تشير الالات الي نظائرها و لايكلف اللّه نفساً الاّ مااتيها من عرف نفسه فقد عرف ربه فهذه و امثالها دليل صدق ذلك التأويل فافهم و لنذكر بعض مايدلّ علي ان البدأ منهم و العود اليهم: قال اللّه سبحانه انّا للّه و انّا اليه راجعون و قال ان الينا ايابهم ثم ان علينا حسابهم و قال الكاظم7 الينا اياب هذا الخلق و علينا حسابهم فما كان لهم من ذنب بينهم و بين اللّه تعالي حتمنا علي اللّه في تركه فاجابنا الي ذلك و ما كان بينهم و بين الناس استوهبناه منهم و اجابوا الي ذلك و عوّضهم اللّه عزوجل و قال عزوجل كمابدأكم تعودون فمن ضمّ هذه الاخبار بعضها الي بعض و من ضمّ تلك الايات الي ايات اخر و الي الاخبار يستنبط ان بدأ الخلق من ال‏محمد: و عودهم اليهم و هذه المسألة عند الشيعة من الضروريات التي لاتنكر بل هي العمدة في الفرق بين العامة و الشيعة فانهم يعتقدون رجوع الخلق و عودهم الي اللّه كما ان بدأهم منه و يستدلون بظاهر اية انّا للّه و انّا اليه راجعون و الشيعة يقولون الخلق لاينتهي الي الخالق و لايعودون اليه قال علي7انتهي المخلوق الي مثله و الجأه الطلب الي شكله فالمراد من الرجوع الي اللّه الرجوع الي ال‏محمد: لانه هكذا اي بالرجوع الي ال‏محمد: يرجع الي اللّه كما ان بالرجوع الي الشعلة يرجع الي النار الغيبية و لايعقل الرجوع اليها بغير هذا النحو كماهو ظاهر بيّن علي ابناء الحكمة و المعرفة فافهم و قد مـرّ امثاله كثيراً.

([74]) اقول: مراده اعلي اللّه مقامه من مابعده قوله حقّ عليهم الضلالة فانه سبحاه اضل من حق عليه الضلالة و هدي من حق عليه الهداية و عبر عنه هكذا حتي لاينسب اليه فعل الضلال ظاهراً و ان كان هو الفاعل المطلق في الواقع قال اللّه سبحانه يضل من يشاء و يهدي من يشاء و الة اضلاله الشيطان كماقال و اضلّهم الشيطان فالفعل مرة ينسب الي المسبب الواقعي و مرة ينسب الي المسبب الظاهري يعني الالة و لمااراد سبحانه في هذه الاية اطلاق النسبة عبّر هكذا جلّ‏وعزّ و ايضاً يدلّ علي ان المحذوف اضل قوله في القبل هـدي فان ضد الهداية الاضلال و يدلّ علي ذلك المقابلة الخبر الاتي.

([75]) اقول: و الايات و الاخبار الدالة علي انهم بيوت اللّه اكثر من ان‏تعدّ و تحصي قال اللّه سبحانه ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة يعني اول امام وضع للناس للذي ببكة و هو علي7 فانه كان مع رسول‏اللّه9 ببكة و هو اول امام وضع للناس ثم بعده الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين: و هكذا الي اخرهم: و هو القائم عجل اللّه فرجه قال النبي9 ان علياً7 بيت اللّه الذي من دخله كان امناً من النار الخبر و قال الصادق7 في قوله تعالي من دخله كان امناً يعني ان من بايع قائمنا اهل‏البيت و دخل معه و مسح علي يده و دخل في عقدة اصحابه كان امناً و قال7 ايضاً في الاية السابقة من امّ هذا البيت عارفاً بحقنا كان امناً في الدنيا و الاخرة و كفي همّهما و قال الباقر7نحن بيت اللّه و البيت العتيق و بيت الرحمة و اهل بيت النبوة و عن الصادق7 نحن واللّه اهل بيت الرحمة و عن علي7 في قوله تعالي ليس البرّ ان‏تأتوا البيوت الاية قال نحن البيوت التي امر اللّه تعالي ان تؤتي من ابوابها نحن باب اللّه و بيوته التي يؤتي منه لمن تابعنا و اقرّ بولايتنا فقد اتي البيوت من ابوابها و من خالفنا و فضل علينا غيرنا فقد اتي البيوت من ظهورها الي غير ذلك من الاخبار و كلها صريحة فيمانحن فيه.

([76]) اقول: يدلّ علي ذلك ايات كثيرة و اخبار عديدة فمن الايات هذه الاية فانه سبحانه يقول اخرج لعباده و العباد هم المؤمنون فانهم عباد اللّه الصالحين دون غيرهم و العبد هو المنقاد المطيع لامر مولاه و هو المؤمن فانه مطيع لامر مولاه منقاد لحكمه متبع لقوله و اما الكفار فهم احرار لايطيعون اللّه في شي‏ء فالعبد الحقيقي هو محمد و اله: ثم الانبياء ثم المؤمنون تقرأ في الصلوة اشهد ان محمداً عبده و رسوله و قال اللّه سبحانه سبحان الذي اسري بعبده ليلاً من المسجد الحرام الي المسجد الاقصي الذي باركنا حوله و قال سلام علي نوح في العالمين انا كذلك نجزي المحسنين انه من عبادنا المؤمنين و قال سلام علي ابرهيم كذلك نجزي المحسنين انه من عبادنا المؤمنين و قال سلام علي موسي و هرون انا كذلك نجزي المحسنين انهما من عبادنا المؤمنين و قال سلام علي ال‏ياسين انا كذلك نجزي المحسنين انه من عبادنا المؤمنين و منها ايضاً اخر هذه الاية قل هي للذين امنوا في الحيوة الدنيا خالصةً يوم القيمة فانه سبحانه يقول الزينة للذين امنوا في الحيوة الدنيا و في الاخرة لا لغيرهم الاّ ان في الدنيا يتمتع الكفار ايضاً لاجلهم و في الاخرة خالصة لايتمتع منها الكفار لا بالذات و لا بالعرض و قال ان الارض للّه يورثها من يشاء من عباده الاية علي ان‏يكون من عباده بدلاً من من يشاء و عن يونس بن ظبيان قال قلت لابي‏عبداللّه7 مالكم من هذه الارض فتبسم ثم قال ان اللّه تبارك و تعالي بعث جبرئيل7 و امره ان‏يخرق بابهامه ثمانية انهار في الارض منها سيحان و جيحان و هو نهر بلخ و الخشوع و هو نهر الشاش و مهران و هو نهر الهند و نيل مصر و دجلة و الفرات فماسقت او استقت فهو لنا و ما كان لنا فهو لشيعتنا و ليس لعدونا منه شي‏ء الاّ ماغصب عليه و ان ولينا لفي اوسع ممابين ذه الي ذه يعني بين السماء و الارض ثم تلا هذه الاية قل هي للذين امنوا في الحيوة الدنيا المغصوبين عليها خالصة لهم يوم القيمة بلاغصب و عن ابي‏جعفر7 قال وجدنا في كتاب علي7 ان الارض للّه يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين انا و اهل بيتي الذين اورثنا اللّه الارض و نحن المتقون و الارض كلها لنا فمن احيا ارضاً من المسلمين فليعمرها و ليؤدّ خراجها الي الامام من اهل بيتي و له ما اكل منها فان تركها او اخربها و اخذها رجل من المسلمين بعده فعمرها و احياها فهو احق بها من الذي تركها يؤدي خراجها الي الامام من اهل بيتي و له ما اكل منها حتي يظهر القائم7 من اهل بيتي بالسيف فيحويها او يمنعها و يخرجهم منها كما حواها رسول‏اللّه9 و منعها الاّ ما كان في ايدي شيعتنا فانه يقاطعهم علي ما في ايديهم و يترك الارض في ايديهم و عن ابي‏عبداللّه7 في اخر خبر له يا باسيار ان الارض كلها لنا فمااخرج اللّه منها من شي‏ء فهو لنا فقلت له و انا احمل اليك المال كله فقال يا باسيار قدطيبناه لك و احللناك منه فضمّ اليك مالك و كل ما في ايدي شيعتنا من الارض فهم فيه محللون حتي يقوم قائمنا فيجبيهم طسق ما كان في ايديهم و يترك الارض في ايديهم و اما ما كان في ايدي غيرهم فان كسبهم من الارض حرام عليهم حتي يقوم قائمنا فيأخذ الارض من ايديهم و يخرجهم صغرة الي غير ذلك من الاخبار الواردة في هذا المضمار.

([77]) اقول: اعلم انه كمايكون في طرف الحق مقام محمد9 مقام الغيب و الباطن و الاجمال و الابهام و الاتحاد و الاب و مقام علي7 مقام الشهادة و الظاهر و التفصيل و التعيين و الاختلاف و الامّ كذلك في طرف الباطل مقام الاول مقام الغيب و الباطن و الاجمال و الابهام و الابوة و مقام الثاني مقام الشهادة و الظاهر و التفصيل و التعيين و الامومة و لما كانا لعنهما اللّه اصل كل شر و من فروعهما كل فاحشة فظاهر كل فاحشة هو الثاني و باطن كل فاحشة و غيبه هو الاول فالاول هو ابوالشرور و الثاني امّها و

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 261 *»

قدبسطنا ذلك في خلال التفسير الشريف و اما التعبير عن الثالث بالاثم في ظاهر القرءان فانه كان معروفاً بالاثم و العصيان و كان حسوداً و الاثم مادون الحسد و كان شارباً للخمر و جاء الاثم في اللغة بمعني الخمر كقول الشاعر شربت الاثم حتي ضلّ عقلي و التعبير عن الرابع بالبغي لبغيه و استطالته علي الناس اي ال‏محمد: فانهم الناس و سائر الناس نسناس او لفساده في الارض الارض الظاهرة او الباطنة يعني الدين و العلم او لبغيه و استطالته علي الحسين7 فانه امر ابنه يزيد بقتل الحسين بعد فوته و قال له لايستقر لك الخلافة الاّ بقتله و لفساده في العالم بواسطة تلك الوصية او لغير ذلك من الوجوه و قد ورد عن اهل العصمة و الطهارة اخبار عديدة في ذلك و قد مرّ شطر منها في الفصل الثالث في مقدمة الكتاب و شطر منها في التذييل الثاني و كثير منها في تضاعيف الكتاب و قد مرّ انفاً خبر العبد الصالح7 المشتمل علي ذلك.

و اما تخصيصه ان لاتشركوا باللّه بطاعة النواصب و علماء السوء مع انه يشمل طاعة ائمة الجور و الخلفاء فانه تعالي شأنه قال ذلك بعد قوله انما حرّم ربي الفواحش ماظهر منها و مابطن و الاثم و البغي و قد مرّ ان المراد مماظهر منها الثاني و مابطن الاول و الاثم الثالث و البغي الرابع فالمراد من ان لاتشركوا طاعة النواصب و علماء السوء و لنذكر سر ان طاعتهم كيف يكون الشرك باللّه فاقول في شرح ذلك من ضروريات الحكماء بل الشيعة كافةً بل المسلمين كلهم ان اللّه سبحانه احد كماقال في سورة الاخلاص قل هو اللّه احد و معني احديته امتناع ماسويه و طيّه جميع ماعداه ففي عرصة الذات لايتعقل الشرك باللّه فالمراد من الشرك به الشرك بامره بان‏تطيع امر غيره كماتطيع امره فتجعل الغير شريكاً له في طاعته و امره و لاشك ان اطاعة المؤمنين الموالين و علماء الحق هو اطاعة اللّه لانهم حاكون لحكمه و مُرون لامره فاطاعتهم هو اطاعة ربهم و هكذا يطاع الرب بل ان اردت الحقيقة فاقول لايطاع اللّه الاّ هكذا اي باطاعة الائمة و الانبياء و العلماء الاخيار علي جميعهم سلام اللّه و لايشرك باللّه الاّ هكذا اي باطاعة ائمة الجور و الخلفاء و النواصب و علماء السوء و بغير ذلك لايعقل التوحيد و لا الشرك فافهم ان كنت تفهم و الاّ اعط القوس باريها.

([78]) اقول: و الدليل علي ان الجنة في السماء ما في فصل‏الخطاب انه سئل علي7 اين تكون الجنة و اين تكون النار قال اما الجنة ففي السماء و اما النار ففي الارض الخبر.

([79]) اقول: قدورد في اخبار عديدة ان المراد من المؤذن و الاذان علي اميرالمؤمنين7منها ما عن معاني الاخبار و غيره عن علي7 انه قال في حديث له اني مخصوص في القرءان باسماء الخير الي ان عدّ منها قوله و انا المؤذن في الدنيا و الاخرة قال تعالي فأذّن مؤذّن بينهم انا ذلك المؤذن و قال اللّه و اذان من اللّه و رسوله الي الناس يوم الحج الاكبر انا ذلك الاذان.

([80]) اقول: لعل مراده اعلي اللّه مقامه من الخبر الخبر المروي عن الباقر7 انه قال في حديث له سبيل اللّه شيعتنا فمن نذر في سبيل اللّه فليعطه الشيعة الخبر.

([81]) اقول: في القاموس الريح معروف و بمعني الغلبة و القوة و النصر و الدولة و الرحمة و الشي‏ء الطيب و الرائحة و عن النبي9 انه قال الريح جند اللّه الاكبر و قدورد في الاخبار ان الائمة و شيعتهم جنود اللّه و كذا ورد في كثير منها تأويل النصرة و الرحمة و الطيب بهم ايضاً و بشيعتهم فعلي هذا صح تأويل الرياح بعلماء الشيعة فان فيهم رائحة امامهم و صفته و لانهم الغالبون علي علماء السوء بمقتضي قوله سبحانه انّ حجة اللّه هي الحجة البالغة اي الواضحة و المراد من الحجة هم رضوان‏اللّه عليهم كماقال7 لايخلو الارض من حجة كيما ان زاد المؤمنون شيئاً ردّهم و ان نقصوا اتمّه لهم و قوله ليحق الحق و يبطل الباطل و قوله و لايصلح عمل المفسدين و هم القوة و اليد لامامهم7بل لربهم قال اللّه سبحانه ان العبد ليتقرب الي بالنوافل حتي احبه فاذا احببته كنت عينه التي يبصر بها و سمعه الذي يسمع به و يده التي يبطش بها لعلي نقلته بالمعني و لان لرجل منهم قوة اربعين رجلاً كماعن الصادق7 ماكان قول لوط لو ان لي بكم قوة او اوي الي ركن شديد الاّ اعتناء لقوة القائم7 و لا ذكر الاّ شدة اصحابه لان الرجل منهم يعطي قوة اربعين رجلاً و ان قلبه لاشد من الحديد و هم النصر و انصار اللّه كماعن الباقر7لجماعة من شيعته انتم شيعة ال‏محمد و انتم شرط اللّه و انتم انصار اللّه الخبر و هم الرحمة و المخلوقون لاجلها كماعن الباقر7 في قوله تعالي و لايزالون مختلفين الاّ من رحم ربك قال يعني ال‏محمد و اتباعهم يقول اللّه و لذلك خلقهم يعني اهل الرحمة لايختلفون في الدين و قال7 ان الرحمة من اللّه و من رسوله لمن احب علياً7 و تبعه و عن الصادق7 في قوله تعالي و لذلك خلقهم اي للرحمة خلقهم اي الشيعة و قال و الرحمة التي يقول طاعة الامام7 كل ذلك مضافاً الي ماورد من اطلاق تلك الالفاظ علي الائمة في اخبار عديدة و لاشك ان كل مايصدق علي الامام مماليس من خصائصه يصدق علي شيعته و انهم رضوان اللّه عليهم يسمون بتلك الاسماء و ذلك شي‏ء مشهود ظاهر الا تري انك تسمي الشمس بالشمس و نورها ايضاً يسمي بها في العرف و اللغة و انك تسمي الجسم المطلق بالجسم و سائر الاجسام الجزئية به الي غير ذلك من الايات و الامثلة و اطلاق اسم المؤثر علي الاثار عند الحكماء من البديهيات و لا شك ان الشيعة اثار للامام و انوار له كمايشهد به اخبار كثيرة فعلي ذلك جميع الاخبار التي وردت في ان الائمة: جنود اللّه و رحمة اللّه و عين اللّه و قوة اللّه و روح اللّه و نصر اللّه دليل لنا.

و لنذكر بعض الاخبار التي تدل علي ان المراد من الرحمة في الباطن القائم7 كمااشار اليه اعلي اللّه مقامه ففي الزيارة الجامعة انتم الرحمة الموصولة و في بعض الزيارات السلام عليك يا رحمة اللّه و في بعضها السلام عليك يا رحمة اللّه الواسعة و بالجملة الاخبار و الزيارات دالة علي ان المراد من الرحمة في الباطن الائمة: و منهم القائم عجل اللّه فرجه فباطن الاية هو الذي يرسل علماء الشيعة منتشرين بين يدي القائم عجل اللّه فرجه في الظهور او مبشرين و تشبيههم بالرياح لسرعة سيرهم و تقلبهم بين يديه علي حسب حكمه و امره و هم النقباء الثلثة عشر و النجباء الثلثمأة الذين معه عجل اللّه فرجه مع الوزراء الاربعة و هم عيسي و خضر و الياس و ادريس.

([82]) اقول: قدذكرنا باطن الاية و لنذكر هنا تأويله فانه اعلي اللّه مقامه اشار الي كل واحد منهما فاشار الي الباطن بتفسير الرياح بعلماء الشيعة و الرحمة بالقائم عجل اللّه فرجه و اشار الي التأويل بتفسير بلد ميت بارض الامكان و نخرج الموتي باخراج القوابل من ارض الامكان و البلد الطيب بالقابلية الصالحة فان جميع ذلك من باب التأويل و كيف كان فتأويل الاية هو الذي يرسل الرياح اي ريح محبته لقوله7 هاج ريح المحبة قال كنت كنزاً مخفياً فاحببت ان‏اعرف بشراً بين يدي رحمته لان ارسال ذلك الريح من رحمته جل و عز فانه بدأ خلق الخلق تفضلاً و رحمةً عليهم حتي اذا اقلّت سحاباً ثقالاً و هو سحاب المشية الثقال من ماء الوجود سقناه لبلد ميت و هو ارض الامكان فانزلنا به الماء اي انزلنا بسحاب المشية الحاصلة من المحبة ماء الوجود فاخرجنا به اي بذلك الماء بناء علي ان  كل شي‏ء عند مؤثره القريب مخلوق بنفسه او بذلك السحاب كماقال ثم خلق الاشياء بالمشية من كل الثمرات و كلياتها ثمانية ثمرة الفؤاد ثمرة العقل ثمرة الروح ثمرة النفس ثمرة الطبع ثمرة المادة ثمرة المثال ثمرة الجسم و جزئياتها لاتعد و لاتحصي و لك ان‏تسمي هذه الكليات بالاشجار و جزئياتها التي لاتضبط بالثمرات و لفظة من و كل لتعميم جميعها فانها كلها باجمعها اخرجت و خلقت بذلك السحاب او الماء اعليها و اسفلها خيرها و شرها نورها و ظلمتها مادتها و صورتها وجودها و ماهيتها طيبها و خبيثها فهذه الاية ردّ علي من قال ان الظلمة و الشرّ و الماهية و امثالها غير مخلوقة قال سبحانه جاعل الظلمات و النور؛ كذلك يخرج الموتي اي كذلك يخرج القوابل من ارض الامكان فانها قبل قبول الايمان و الكفر ميتة.

([83]) اقول: التعبير عن القابلية بالبلد لانها في الواقع بلدة فيها جميع ماينبغي ان‏يكون للبلد من البيوت و الدور و الاسواق و الامتعة و الاقمشة و الانهار و الابار و الاشجار لكن كلها علي حسبها فبيت فيه و دكان يباع فيه الاضواء و الاشكال و الالوان و هو دكان قابلية عينه و دكان يباع فيه الاصوات و النغمات و المزامير و هو دكان قابلية سمعه و دكان يباع فيه الاطعمة و الاشربة و الحلويات و الفواكه و هو دكان قابلية فمه و هكذا فيه دكاكين عديدة و اسواق كثيرة لكن كلها بالقوة علي حسب نفس البلدة و هي القابلية قال اللّه سبحانه و جعلنا بينهم و بين القري التي باركنا فيها قري ظاهرة.

([84]) اقول: قدذكرنا في الفصل الحادي‏عشر ايات و اخباراً عديدة دلت علي ان جميع ماوقع في السلف سيقع في الخلف حذو النعل بالنعل فبناء علي هذه الايات و الاخبار تكون في امة محمد9 جماعة هي بمنزلة الثمود و افعالهم و اعمالهم كافعالهم و اعمالهم حذو النعل بالنعل فكما انهم كذّبوا صالحاً كذلك هم كذّبوا صالح امة محمد و ال‏محمد كلهم صالحون و كما انهم عقروا الناقة التي هي اية اللّه كذلك هم قتلوا و ذبحوا امامهم الذي هو اية اللّه فثمود هذه الامة بني‏عباس فانهم كذّبوا ال‏محمد: و هم كلهم صالحون فكذّبوا صالحاً و قتلوه و ذبحوه كماقتلوا الناقة و ذبحوها و هم ناقة اللّه و اية اللّه و اما بني‏امية فهم بمنزلة عاد و قداعتدوا علي ال‏محمد بمالافوق له و قتلوا الحسين و اصحابه و ابناءه قال الصادق7 في تأويل قوله تعالي كذّبت ثمود بطغويها قال ثمود رهط من الشيعة فان اللّه يقول فاما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمي علي الهدي فاخذتهم صاعقة العذاب الهون و هو السيف اذا قام القائم7 الخبر و المراد من الشيعة هنا الامة دون الشيعة الخالص بدليل قوله فاستحبوا العمي علي الهدي فاخذتهم صاعقة العذاب الهون و عن الصادق7 ايضاً في قوله تعالي فقال لهم رسول‏اللّه ناقة اللّه و سقيها قال الرسول هو نبينا9 و الناقة الامام الذي فهم عن اللّه و فهم عن رسوله و سقيها اي مستقي العلم عنده قال جد الشيخ محمدحسن صاحب الجواهر في الفقه الشيخ ابوالحسن اعلي اللّه مقامه في تفسيره المسمي بمرءاة الانوار في تحت عنوان عاد «و ربمايقال يكون بني‏امية شبههم في هذه الامة و شدادهم معاوية و ابنه لكثرة تسلطهم علي عباد اللّه فيكون الريح الذي به هلاكهم خروج السفاح و عساكره اولاً و خروج القائم7 اخيراً» انتهي و عن الصادق7 كما ان الريح عذاب علي قوم و رحمة للاخرين كذلك الائمة: الخبر و بالجملة فاذا ضمّ العارف الفطن العالم بالسيرة و القصص هذه الاخبار بعضها الي بعض يظهر له ان ثمود هذه الامة بنوعباس و عادهم بنوامية و صالحهم اميرالمؤمنين7 و سائر اولاده كما عن ابن‏عباس ان صالح المؤمنين في القرءان علي و اشياعه و عن النبي9 انه قال في قوله تعالي و صالح المؤمنين يا علي انت و المؤمنون من بنيك الصالحون و في تفسير القمي عن الصادق7 في قوله تعالي ان الارض يرثها عبادي الصالحون قال القائم و اصحابه و الي هذه الاخبار اشار اعلي اللّه مقامه بقوله ال‏محمد كلهم صالحون.

([85]) اقول: في رواية ابي‏يوسف البزاز عن الصادق7 انه قال في قوله تعالي فاذكروا الاء اللّه هي اعظم نعم اللّه تعالي و هي ولايتنا و عن تفسير القمي عن الصادق7 في قوله تعالي فبأي الاء ربكما تكذّبان قال قال اللّه تعالي فبأي النعمتين تكفران بمحمد ام بعلي8 .

([86]) اقول: قدذكرنا في الفصل الرابع و السابع ماظهر منه وجه هذه التقديرات و سرّها و علتها و ذكرنا هناك بعض مايدل علي ذلك من الاخبار و نذكر هنا شطراً منها فعن علي7 في قوله تعالي و اتقوا اللّه قال يعني اتقوا اللّه في ظلم ال‏محمد: و ترك ولايتهم و عن الصادق7 في قوله تعالي و اما من اعطي و اتقي قال اعطي الخمس و اتقي عن ولاية الطواغيت.

([87]) اقول: جعل اعلي‏اللّه‏مقامه باطن السماء محمداً9 لما عن الاختصاص عن ابن‏عباس قال قال رسول‏اللّه9 و السماء ذات البروج ثم قال ياابن‏عباس أتقدّر ان اللّه يقسم بالسماء ذات البروج و يعني به السماء و بروجها قلت فماذا يارسول‏اللّه قال اما السماء فانا و اما البروج فالائمة الاثني‏عشر بعدي اولهم علي و اخرهم المهدي و لما عن القمي عن الباقر7 في تفسير قوله تعالي و السماء ذات الحبك قال السماء رسول‏الله9و علي ذات الحبك الخبر الحبك بضمتين جمع حباك بمعني الطريقة و لا شك ان

 

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 280 *»

الارض هي ذات الطريقة و الطريقة عليها و جعل باطن الارض علياً7 للخبر المزبور علي معني و لخبر جابر عن الباقر7 في قوله تعالي فانتشروا في الارض يعني بالارض الاوصياء امر اللّه بطاعتهم و ولايتهم كماامر بطاعة الرسول9 و اميرالمؤمنين صلوات اللّه عليه و اله كنّي اللّه في ذلك عن اسمائهم فسمّاهم بالارض الخبر و اما الدليل علي تكذيبهم محمداً9 في علي فالاخبار الواردة في غدير خم فانها متواترة و جعله بنص تلك الاخبار ولياً و خليفةً فكذّبوه بعده تكذيباً فعلياً هو اشد من التكذيب القولي فنصبوا لانفسهم خليفة و كذّبوا الرسول في خليفته و ردّوه عن حقه و لك ان‏تقول ان المراد من التكذيب التكذيب القولي و هم لم‏يكذّبوا النبي باللسان في نفسه ولكن كذّبوه به في علي7 يعني لم‏يكذّبوه في بدنه المسمي بمحمد و انماكذّبوه في بدنه المسمي بعلي7 لانهم كلهم محمد اولنا محمد اوسطنا محمد اخرنا محمد كلنا محمد او تقول انه9 لايمكن تكذيبه في نفسه فلم‏يكذّبوه فيها لانه غيب لايدرك و انما كذّبوه في خليفته الذي هو ظهوره و لاشك ان تكذيب الظهور هو تكذيب صاحب الظهور وهكذا يكذّب و بغير ذلك لايعقل الاتري انك لاتقدر علي تكذيب الروح الاّ بتكذيب البدن من السمع و البصر و الشمّ و الذوق و اللمس و اليد و الرجل و الرأس و اللسان فتقول له مثلاً ان ماسمعته علي خلاف الواقع و ان ماتدعي انك رأيته خلاف الواقع و مارأيته ابداً وهكذا و ان ماقلته و بيّنته علي خلاف الواقع وهكذا فان التكذيب في مواقع الاختلاف دون الاتفاق و هم متفقون علي محمد9 مختلفون في علي7 عمّ يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون ليس الاختلاف في اللّه و لا في و انما الاختلاف فيك ياعلي و محمد9 يكذّب في مقام علي7 و شيعته فان تكذيب الشيعة هو تكذيب محمد و اله ايضاً فانهم من نوره و ان هم الاّ كالمرءاة الصافية بل كالنور بالنسبة الي المنير بل المقيد الي المطلق ففي الواقع لايعقل التكذيب الاّ في مقام الشيعة كمالايعقل الكسر للماء الاّ في مقام الجمد فاعرف المطلب و الغرض و الق المثل و العرض.

([88]) اقول: جعل في اخبار ال‏محمد: باطن البأس القائم7 و في بعضها علي7 و لا اختلاف فانهم كلهم واحد الاّ ان ظهور هذه الصفة في علي و القائم8 اكثر و لذا خص الاخبار بهما فعن تفسير القمي في قوله تعالي فلما احسوا بأسنا يعني بني‏امية اذا احسوا بالقائم و عن تفسير العياشي عن الباقر7 انه قرأ قوله تعالي بعثنا عليكم عباداً لنا اولي بأس شديد ثم قال هو القائم7 و اصحابه اولوا بأس شديد و عن تفسير القمي في الاية المذكورة يعني اميرالمؤمنين و اصحابه و عن الباقر و الصادق8 قالا في قوله تعالي لينذر بأساً شديداً من لدنه البأس الشديد علي و هو لدن رسول‏اللّه يقاتل معه عدوه و عن النبي9 انه قال لعلي7 انك لبأس اللّه الذي ينتقم به و انك لبطشة اللّه التي قال اللّه عزوجل و لقد انذرهم بطشتنا و انك لسان الله الذي ينطق به و انك لسوط اللّه الذي ينتصر به الخبر.

([89]) اقول: يدل علي ان المراد من يرثون الارض هم الائمة: في بطن القرءان اخبار كثيرة نذكر هنا بعضاً منها فعن ابي‏جعفر7 قال وجدنا في كتاب علي7 انّ الارض للّه يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين انا و اهل بيتي الذين اورثنا اللّه الارض و نحن المتقون و الارض كلها لنا و عن اميرالمؤمنين7 في قوله تعالي و نريد ان‏نمنّ علي الذين استضعفوا في الارض و نجعلهم ائمة و نجعلهم الوارثين و نمكّن لهم في الارض قال هم ال‏محمد يبعث اللّه مهديهم بعد جهدهم فيعزّهم و يذلّ اعداءهم و عن نهج‏البلاغة قال لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس علي ولدها و تلا عقيب ذلك و نريد ان‏نمنّ علي الذين الاية الي غير ذلك من الاخبار الواردة في هذا المضمار و يؤيد ذلك الاخبار المتواترة الواردة في انّ الارض كلها لال‏محمد: .

([90]) اقول: اوّل اعلي اللّه مقامه الرسل بالائمة لقول الباقر7 في خبر جابر قال سألته عن هذه الاية لكل امة رسول فاذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط و هم لايظلمون قال7تفسيرها في الباطن ان لكل قرن من هذه الامة رسولاً من ال‏محمد يخرج الي القرن الذي هو اليهم رسول و هم الاولياء و هم الرسل قال و اما قوله تعالي فاذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط معناه ان الرسل يقضون بينهم بالقسط و هم لايظلمون كماقال اللّه تعالي و لقول الصادق7 في قوله تعالي و لكل امة رسول الاية قال اي في كل قرن امام يدعوهم الي طريق الحق و في بعض الزيارات للائمة: يامن اصطفاهم الله تعالي ان اللّه اصطفي من الملائكة رسلاً و من الناس و عن مناقب ابن شهراشوب قال النبي9ياعلي انت تبلّغ عني رسالاتي فقال يارسول اللّه9 امابلّغت فقال بلي ولكن تبلّغ عني تأويل الكتاب.

([91]) اقول: قدذكرنا في تضاعيف الكتاب مامنه ظهر وجه جعله اعلي اللّه مقامه باطن موسي محمداً9 و باطن فرعون الاول و باطن الايات الولاية و نذكر هنا ايضاً بعض مايدل علي ذلك فعن الصادق7 انه قال في قوله تعالي الذين كفروا بايات ربهم يعني كفروا بولاية علي7 و عنه7 ايضاً في قوله تعالي الذين كفروا و كذّبوا باياتنا يعني كفروا و كذّبوا بالولاية و بحق علي و فاطمة و الائمة: و في تفسير الامام تفسير الايات بالايات الدالة علي صدق محمد علي ماجاء به من الاوامر و النواهي و من اخبار القرون السالفة و علي ماادّاه الي عباد اللّه من ذكر تفضيله لعلي و ذريته الطيبين و خير الفاضلين بعد محمد9 و في بعض الزيارات اللّهم العن جوابيت هذه الامة و فراعنتها الرؤساء منهم و الاتباع من الاولين و الاخرين و مرّ خبر المفضل في المقدمة و فيه من دعا الي عبادة نفسه فهو كفرعون اذ قال انا ربكم الاعلي و عن السجاد7 و الذي بعث محمداً9 بالحق بشيراً و نذيراً ان الابرار منا اهل‏البيت و شيعتهم بمنزلة موسي و شيعته و ان عدونا و شيعتهم بمنزلة فرعون و اشياعه و عن النبي9 علي مني بمنزلة هرون من موسي و قد مرّ في الفصل الحادي‏عشر و الثاني‏والعشرين و التذييل الاول اخبار كثيرة تؤيد المقام.

([92]) اقول: قدظهر مماذكرنا انفاً ان المراد من موسي في الباطن محمد9 فعصاه علي7 لانه هو الذي توكأ عليه محمد9 لانه نفسه و النفس متكأ الروح و محل ظهوره و بروزه و وجوده و اتكائه و اتكاله في جميع الامور الصادرة منه و يهشّ بهذه العصا علي غنمه و امته و يرعاهم به7 ففيه اربتان عظيمتان ذكرهما فقال هي عصاي اتوكأ عليها و اهشّ بها علي غنمي الاربة الاولي الاعظم الذي اولي بالتقديم في الذكر لتقدمه الرتبي اني اتوكأ عليها و انه سبب استمساك وجودي لانه جهة نفسي و انيتي و مابه ظهوري و تمامي فالاربة الاولي بالنسبة الي نفسي و الاربة الثانية بالنسبة الي رعيتي و غنمي و عظمة الاربة الاولي علي الثانية كعظمة محمد9 علي رعيته ففيها هاتان الاربتان العظيمتان اللائقتان بالذكر ولكن لي فيها مـئارب اخري انت اعلم بها مني لا اذكرها و لا ابيّنها لكثرتها و جزئيتها و اما هاتان الاربتان فكليتان و لذلك ذكرتهما ففي بعض زياراته7 اشهد انك عصي عزّ اللّه الزيارة اي عصي عزّ رسول‏اللّه9 علي معني. قال الشيخ في المرءاة في معني الزيارة «و لعل المراد انك كالعصي للّه عزوجل فبك يؤدب الخلق و يسوقهم الي اطاعته و الانقياد له و يمحق اباطيلهم و يظهر غلبته عليهم» ثم قال «و علي هذا يمكن تأويل العصي مهمايناسب به7 ».

([93]) اقول: عن علي7 كل ماكان في القرءان من اية تذكر فيه العين و الجنب و اليد و نحوها فالمراد منها الولي و الامام و عن الرضا7 ان قوله تعالي قالت اليهود يد اللّه مغلولة غلّت ايديهم و لعنوا بماقالوا بل يداه مبسوطتان الاية نزلت في الواقفة فانهم قالوا لا امام بعد موسي فردّ الله عليهم بقوله بل يداه مبسوطتان و اليد هو الامام في باطن الكتاب و انما عني قولهم لا امام بعد موسي7 الخبر و في خبر المفضل ان القائم7اذا ظهر يمدّ يده المباركة فتري بيضاء من غير سوء و يقول هذه يد اللّه الي غير ذلك من الاخبار الدالة علي ان المراد من اليد علي7 و كذلك سائر الائمة الاّ انه7 بالنسبة الي رسول‏اللّه9 كان يده البيضاء في زمانه فهذه الصفة فيه و في القائم7 اظهر و لذا خص بعض الاخبار بهما و الاّ فكلهم يد بيضاء و برهان ساطع و نور لامع للّه و لرسوله9 قال الشيخ في تفسير المرءاة «ثم يمكن ان‏يكون شبيه موسي في هذه الامة النبي9 من جهات منها كون علي منه بمنزلة هرون من موسي كماسيأتي في هرون و في العجل و التيه و غيرهما و علي هذا يمكن ان يكون يده البيضاء علياً7 » انتهي.

([94]) اقول: و ذلك من باب الظاهر فان الملأ علي ما في تفسير المرءاة اشراف الناس و رؤساؤهم و مقدموهم الذين يرجع الي قولهم ثم قال «و علي هذا ربما امكن التأويل في بعض المواضع المناسبة بالائمة و علماء شيعتهم بل بمواليهم من سائر الامم و كذا في مقام الذمّ بكبراء اعاديهم من هذه الامة و من الامم السالفة».

([95]) اقول: و تفصيل ذلك في‏الجملة علي نحو الاشارة ان للّه سبحانه علم ذاتي ازلي لايتغير و لايتبدل و علم امكاني سرمدي غيبي يعلم به كل شي‏ء قبل ظهوره و شهوده و علم دهري مهيمن علي الحال و الاستقبال و الماضي و علم شهادي يعلم الاشياء بعد ايجادها علي مااوجدها و هو مخصص بالحال و الاستقبال و الماضي بمعني انه يعلم الحال حالاً و الماضي ماضياً و المستقبل مستقبلاً فيعلم حين عدم وجود ولد لزيد عدم الولد له و حين تولده تولده و حين كبره كبره و حين موته موته و ما كان يعلمه ميتاً قبل موته لان علمه موافق للواقع و هو قبل الموت لم‏يكن ميتاً و هذا العلم يتغير و يتبدل علي حسب تغير المعلومات و تبدلها بل هو عين المعلوم فعين زيد علمه به و هو يريه من عينه و يسمعه من اذنه و يعلمه بالعلم الشهادي من نفسه حين حصول المعلومات فيه و ان كان قبلها عالماً بها بالعلم الغيبي الدهري و الامكاني و السرمدي و الذاتي فافهم و من هذا الباب قوله تعالي و لمّايعلم الله الذين جاهدوا منكم و يعلم الصابرين الاية.

([96]) اقول: ورد اخبار كثيرة يدل علي ان علياً7 اسرائيل الامة فالمراد من بني‏اسرائيل في الباطن بنوعلي: ففي زيارة صفوان السلام علي اسرائيل الامة و سراج الائمة و عن هرون بن محمد قال سألت اباعبداللّه7 عن قوله سبحانه يابني‏اسرائيل قال هم نحن خاصة و عن محمد بن علي قال سألت الصادق7 عن قوله تعالي يابني‏اسرائيل قال هي خاصة بال‏محمد و عن ابي‏داود عمن سمع النبي9 يقول انا ابن عبداللّه اسمي احمد و انا عبداللّه اسمي اسرائيل فماامره فقدامرني و ماعناه فقدعناني الخبر و في خبر عن علي7 انه جمع ولده فقال ان في سنة من يعقوب اوصيكم بالحسن و الحسين8 كمااوصي يعقوب بيوسف فاسمعوا و اطيعوا و عن الباقر7 قال ان في علي شبهاً ليعقوب فانّ يعقوب فرّق بينه و بين ولده برهةً من الزمان ثم جمعوا و ان الله سيجمع لعلي7 ولده كما جمعهم ليعقوب و قد كان ذلك في الدنيا فيكون لعلي7 كذلك في الدنيا و سيجمعهم اللّه في الرجعة.

([97]) اقول: قدورد اخبار كثيرة جاوزت حدّ التواتر ان الحسنة و مايشتق منها كالمحسن و الحسني و الاحسان و الاحسن و امثالها يفسر بعلي7 و ولايته و محبته و معرفته ففي تفسير العياشي عن الباقر7 انه قال الاحسان ولاية علي7 و عن معاني‏الاخبار عن علي7 انه قال في خطبة له اني مخصوص في القرءان باسماء فاحذروا ان‏تغلبوا عليها فتضلوا الي ان قال و انا المحسن يقول اللّه عزوجل انّ اللّه لمع المحسنين و في رواية ابي‏الخطاب عن الصادق7 في قوله تعالي و صدّق بالحسني قال بالولاية و في تفسير القمي عنه7 قال في قوله تعالي من جاء بالحسنة الاية الحسنة واللّه ولاية علي7 و السيئة واللّه عداوته و اتباع اعدائه و كفي في هذا قوله9 حب علي حسنة لاتضر معها سيئة و بغضه سيئة لاتنفع معها حسنة.

([98]) اقول: الفسق الترك لامر اللّه و العصيان و الخروج عن طريق الحق و لا شك ان اعظم المعاصي عصيان ال‏محمد و مخالفتهم و تركهم و الاعراض عنهم و الخروج عن ولايتهم و طاعتهم فعن ابن‏عباس في قوله تعالي أفمن كان مؤمناً قال يعني علياً7 كمن كان فاسقاً قال يعني منافقاً عدواً له و هو الوليد بن عتبة و عن الباقر7 انه قال في قوله تعالي و مايضلّ به يعني بعلي7 الاّ الفاسقين يعني من خرج عن ولايته فانه هو الفاسق و عن الصادق7 في قوله تعالي انّ اللّه لايهدي القوم الفاسقين قال يعني الظالمين وصيك و في تفسير الامام7 في قوله تعالي الفاسقين قال يعني عن دين اللّه و طاعته من الكافرين و النواصب و المتسمين بالمسلمين الخبر و في كثير من الاخبار تأويل الدين باطاعة علي7 و ولايته و في بعض الزيارات و فسق من دفع حقك.

([99]) اقول: لعل مراده من ذلك مسألة التسديد التي بها يثبت جميع المسائل و لولاها لم‏يثبت مسألة علي الحقيقة و تفصيلها في‏الجملة ان اللّه سبحانه عالم بالاشياء كلها مطلع عليها جميعها مهيمن عليها بقضّها و قضيضها مسلط مستعل عليها بتمامها شاهد ناظر قادر غالب قاهر فيصرف عن اياته و عن القرءان الذين يتكبرون فيها فيغلبهم و يقهرهم و يهلكهم و يفنيهم عن اصلهم و قداخبر عن ذلك في كتابه في مواضع لاتحصي حيث قال ان حجة اللّه هي الحجة الواضحة و قال ان اللّه لايهدي كيد الخائنين و قال و لايفلح الساحر حيث اتي و قال ان اللّه يبطل عمل المفسدين و قال ان اللّه لايصلح عمل المفسدين و قال ان الله لايهدي القوم الظالمين و قال و يزهق الباطل الي غير ذلك من الايات و قداشرنا في تضاعيف الكتاب الي الايات الدالة علي هذه المسألة.

([100]) اقول: و قدمـرّ تحت سبيل اللّه في تضاعيف الكتاب ان المراد منه في بطن القرءان ال‏محمد: في مواضع عديدة و مرّ هناك ان المراد عن سبيل الرشاد و عن سبيل الهدي و السبيل الاقوم و السبيل الواضح و الذي من سلكه نجا و امثالها ال‏محمد: و ولايتهم و محبتهم و طريقتهم و مرّ هناك دلائلها علي نحو العموم و الخصوص و الذي نريد هنا ذكره ما في الخطبة اللؤلؤة لعلي7 ان الائمة هم سبيل الرشاد الخطبة.

([101]) اقول: اذا كان المراد من سبيل الرشد ال‏محمد: فالمراد من سبيل الغي بحكم المقابلة و التضاد الخلفاء الباطلون فهم سبيل الغي و السبيل المعوج و سبيل الضلالة و السبيل غيرالواضح و امثالها فعن الباقر7 في قوله تعالي و لاتتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله قال أتدري مايعني بالسبل بقوله و لاتتبعوا السبل قلت لا قال ولاية فلان و فلان قال و تدري ما معني فتفرّق بكم عن سبيله قال قلت لا قال يعني سبيل علي7.

([102]) اقول: قوله اعلي اللّه مقامه و اماماً عطف تفسيري علي ان‏يكون المراد في البطن من السبيل الامام كمامرّ الاشارة اليه قال القمي في تفسيره في قوله تعالي ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً قال ابوجعفر7 يعني ياليتني اتخذت مع الرسول علياً و في رواية انه قال في قوله تعالي فلايستطيعون سبيلاً اي لايستطيعون سبيلاً الي ولاية علي7 و علي هو السبيل.

([103]) اقول: قدمرّ سابقاً غير مرة مايدل علي ان المراد من الايات في بطن القرءان الائمة: و ان المراد من الاخرة القائم عجل اللّه فرجه فانه اخر الائمة: .

([104]) اقول: عن تفسير الامام7 قال قال رسول‏اللّه9 ان اصحاب موسي اتخذوا من بعده عجلاً و خالفوا خليفة اللّه و ستتخذ هذه عجلاً و عجلاً و عجلاً و يخالفونك ياعلي و انت خليفتي هؤلاء يضاهئون اليهود في اتخاذهم العجل و عن ثواب‏الاعمال عن الكاظم7 انه قال الاول بمنزلة العجل و الثاني بمنزلة السامري و عن الباقر7 ان علياً7 قال لابن‏عباس أتشهد ان النبي9 استخلف ابابكر قال ماسمعته الاّ انه اوصي اليك فقال7 فهلاّبايعتني قال اجتمع الناس علي ابي‏بكر فكنت منهم فقال7 كمااجتمع اهل العجل علي العجل فتبسم و في خبر المفضل في الرجعة ان القائم7 يخرجهما و يحرقهما و ينسفهما في اليم كمافعل موسي بالعجل و قدمرّ بعض مايدل علي ذلك في البقرة في ذيل قوله تعالي انكم قتلتم انفسكم باتخاذكم العجل.

([105]) اقول: قدورد اخبار عديدة في ان المراد من الظالمين الظالمين لال‏محمد: حقهم و الغاصبين لخلافتهم و ولايتهم و الجاحدين لهم و منكريهم و الغاصبين لحقهم و لا شك ان الغاصب الاول و المنكر الاول و الظالم الاول هو الاول و الثاني و لذا ورد في اخبار كثيرة تفسير الظالمين في الباطن بهما و بمتابعيهما كمامرّ في الفصل الثاني‏عشر مايدل علي ذلك و عنه7 في تفسير قوله تعالي في سورة الفرقان يوم يعضّ الظالم علي يديه الاية المراد بالظالم الاول و عن الباقر7 انه قال في حديث له ان رسول‏اللّه9 قال لعلي7 انت يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الظلمة و الظلمة هم الذين يحسدونك و يبغون عليك و يمنعونك حقك بعدي و في بعض زيارات علي7 و اشهد ان من جحدك الظلوم الاشقي و عن البصائر عن الصادق و الباقر8 انهما قالا في قوله تعالي انّا عرضنا الامانة علي السموات قال الامانة الولاية ابين ان‏يحملنها كفراً و الانسان الذي حملها ابوفلان و في رواية اخري الاول و في خبر ثالث الشرور المنافق و في خبر انه كان ظلوماً لنفسه جهولاً لامر ربه و من لم‏يؤدها بحقها فهو ظلوم غشوم و قدذكرنا بعض مايدل علي ذلك في البقرة في ذيل قوله تعالي و الكافرون هم الظالمون.

([106]) اقول: و ذلك من باب تفسير ظاهر الظاهر فانه اعلي الله مقامه اخذ خلفتموني من الخلافة دون الخلف او هو من باب تفسير الظاهر فانه منه في الواقع فان الخلف و الخلافة من باب واحد و معني واحد فافهم.

([107]) اقول: سينال الذين اتخذوا الاول خليفةً و الهاً غضب من ربهم و امامهم و ذلّة في الحيوة الدنيا علي يد القائم7 كماهو صريح خبر المفضل قال المفضل ثم يسير المهدي الي اين قال الي مدينة جده رسول‏اللّه9 فاذا وردها يقول يا معشر الخلائق هذا قبر جدي رسول‏اللّه9 فيقولون نعم يا مهدي آل محمد فيقول و من معه في القبر فيقولون صاحباه و ضجيعاه فلان و فلان و ما هيهنا غيرهما فيأمر برفعهما علي دوحة يابسة فيصلبهما عليها فتحيي الشجرة و تورق و ترفع و يطول فرعها فيقول المرتابون من اهل ولايتهما هذا واللّه الشرف حقاً و لقدفزنا بولايتهما و ينادي منادي المهدي علي اوليائهما البراءة منهما فلايقبلون فيأمر المهدي7 ريحاً سوداء فتهب عليهما فتجعلهما كاعجاز نخل خاوية الخبر.

([108]) اقول: تعميمه اعلي اللّه مقامه المفترين بقوله من اي امة كانوا لانه جمع محلي باللام و هو يفيد العموم فيشمل جميع المفترين في كل عصر كانوا و من اي امة كانوا و من اعظمهم المفترين من امة محمد9 فانهم لتربيتهم بحرارة وجوده و ترقيهم و كثرة فهمهم و ذكاوتهم و شدة اختيارهم ان اطاعوا اوجروا اكثر من سائر الامم و ان عصوا و خالفوا عذّبوا اشد العذاب قال اللّه سبحانه يا نساء النبي لستنّ كاحد من النساء ان اتقيتنّ و قال يا نساء النبي من يأت منكنّ بفاحشة مبيّنة يضاعف لها العذاب ضعفين و كان ذلك علي اللّه يسيراً و من يقنت منكنّ للّه و رسوله و يعمل صالحاً نؤتها اجرها مرتين و اعتدنا لها رزقاً كريماً قال علي بن الحسين نحن احري ان‏يجري فينا مايجري في ازواج النبي9 من ان‏نكون كمانقول انا نري لمحسننا ضعفين من الاجر و لمسيئنا ضعفين من العذاب ثم قرأ الايتين الخبر.

ثم فيهم اعظمهم الخلفاء فلا شك انّ ماادعوه في نزع الخلافة و الامامة عن الائمة: و ادعائها لانفسهم من اعظم الكذب و الفرية بل لا افتراء في الاسلام اعظم من ذلك فعلي هذا لا شك في جواز جعل باطن المفترين هؤلاء الخلفاء و الافتراء قولهم و فعلهم قال الصادق7 في رواية داود بن فرقد من ادعي الامامة و ليس بامام فقد افتري علي اللّه و علي رسوله و علينا و في خبر ابي‏بصير عنه7 في قوله تعالي و من اظلم ممن افتري علي اللّه كذباً قال من ادعي الامامة دون الامام7 الخبر و قد مرّ مايدل علي ذلك في النساء في ذيل قوله تعالي انظر كيف يفترون علي اللّه الكذب

([109]) اقول: قد مرّ اخبار كثيرة تدل علي ذلك في الحسنة و يكفي في الاستدلال ماتواتر من قوله7 حب علي حسنة لاتضر معها سيئة و بغضه سيئة لاتنفع معها حسنة قال الصادق7 في قوله تعالي ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان الذين اجترحوا السيئات بنوعبدشمس و قال الباقر7 في رواية جابر في قوله تعالي و قهم السيئات بنوامية و غيرهم و شيعتهم و في رواية اخري يعني بالسيئات الثلثة.

([110]) اقول: كماقال في اية اخري كتب علي نفسه الرحمة.

([111]) اقول: قدتواتر الاخبار في ان المراد من كلمات اللّه و كلمة اللّه و كلام اللّه و كلمة الربّ و كلمة التقوي و كلمة الفصل و كلمة طيبة و كلمة باقية و الكلم الطيب و امثالها الائمة: فعن الباقر7 في قوله تعالي و يريد اللّه ان‏يحق الحق بكلماته يعني بالكلمات الائمة و القائم من ال‏محمد: و روي يريد ان‏يحق حق ال‏محمد بعلي7 و روي ان اللّه تبارك و تعالي تكلم بكلمة فصارت نوراً ثم خلق من ذلك النور محمداً و علياً و الائمة: ثم تكلم بكلمة فصارت روحاً فاسكنها في ذلك الروح فهم روح‏اللّه و كلمته و عن علي7 انا كلمة اللّه التي يجمع بها المتفرق و يفرّق بها المجتمع و عن الرضا7 في قوله تعالي مانفدت كلمات اللّه قال نحن الكلمات التي لاتدرك فضائلنا و لاتستقصي و في الزيارات المتفرقة السلام علي الكلمة التامة و علي كلمة الرحمن و علي كلمة المعبود و علي كلمة الله الحسني و علي كلمة الله العليا و عن الصادق7 في قوله تعالي لا تبديل لكلمات اللّه قال اي لا تغير للامامة و عن الصادق7 عن رسول‏الله9 في قوله تعالي فتلقي ادم من ربه كلمات فتاب عليه قال انه قال اسألك بمحمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين الاّ تبت علي الخبر الي غير ذلك من الاخبار الواردة في هذا المضمار و هي اكثر من ان‏تحصي فعلم من هذه الاخبار ان المراد من الكلمات الائمة: و لا فرق في ذلك بين ان‏يرجع الكناية الي اللّه او الي الرسول فان كلمات الرسول هي كلمات اللّه و اللّه يتكلم بالرسول و علي لسان الرسول أليس ان القرءان كله كلمات اللّه و قدتكلم بها الرسول و هكذا يتكلم اللّه و لايعقل تكلمه بدون ذلك و اية ذلك نسبة السكّين الي الحديد او المعدن المنطرق و مئال الكل الي واحد فان النسبة الي الحديد هو النسبة الي المعدن و النسبة الي المعدن هو النسبة الي الحديد علي فرض انحصار المعدن في الحديد فافهم فانه دقيق و بالكتمان حقيق.

([112]) اقول: قدذكرنا شواهد جميع ذلك سابقاً مكرراً في تضاعيف الكتاب فذكرنا هناك ان المراد من موسي محمد9 موسي الاول و من الحق علي7 الحق مع علي و علي مع الحق يدور حيثما دار الحق فالامة الذين يهدون و يرشدون الي علي7 الذي هو الحق من امة محمد9 هم الشيعة فانهم يهدون و يرشدون اليه اما باللسان و المقال فظاهر ان نطقهم و كلامهم لازال فيهم كمارأينا ظاهراً عياناً و اما بالبيان و الحال فارشادهم و هدايتهم تشبههم به في جميع صفاتهم و افعالهم و اعمالهم فمن رءاهم فقدرأي الحق7 فانهم في جميع صفاتهم كمولاهم لايتحركون و لاينتقلون من موضع الي موضع الي بتحريكهم و تقليبهم و اما بالكيان و العيان و الوجود فنفس كونهم و عينهم يرشد اليه و هذا النوع من الارشاد و الهداية اعظم و اظهر و مثله في هذا العالم ارشاد النور الي المنير و الظهور الي الظاهر و المقيد الي المطلق و الشعلة الي النار الغيبية و مثله الظاهري ارشاد ضوء الشمس اليها و هداية نور السراج اليه و اظهر منه ارشاد الدخان الي النار و الكلام الي المتكلم من وراء الجدار و الامثلة الواقعية هي الامثلة الاولية فافهم ان كنت من فرسان هذا الميدان و الاّ فاسلم تسلم و لنذكر بعض الاخبار الدالة علي ذلك فعن الصادق7 انه قال سئل النبي9 عن جماعة امته فقال جماعة امتي اهل الحق و ان قلّوا و في خبر اخر انهم من كانوا علي الحق و لو كانوا عشرة و في رواية ابي‏بصير عن الصادق7 قال قلت له من امة محمد9 قال المؤمنون الذين صدّقوا بماجاء به المتمسكون بالثقلين كتاب اللّه عزوجل و عترته اهل بيته الذين اذهب اللّه عنهم الرجس و هما الخليفتان علي الامة بعده و عن علي7 انه سئل عن قوله تعالي و ممن خلقنا امة يهدون بالحق قال هم انا و شيعتي.

([113]) اقول: دليل قوله اعلي الله مقامه و اسباط هذه الامة الائمة رواية طارق بن شهاب ان اميرالمؤمنين7 قال ان الائمة من ال‏محمد هم الاسباط المرضيون و رواية جابر قال قال رسول‏الله9 ختم اللّه بالحسن و الحسين اسباط النبوة و قال ايضاً9 حسين سبط من الاسباط و رواية الباقر7 قال قال النبي9 خذوا بحجزة علي بن ابي‏طالب فانه الفاروق بين الحق و الباطل و منه سبطا هذه الامة الحسن و الحسين8 ائمة هداة لاتتخذوا من دونهم وليجة فيحل عليكم غضب من ربكم و عن ابن‏عباس قال قدم يهودي علي النبي9 فصار الكلام بينهما الي ان قال اشهد ان لا اله الاّ الله و انك رسول‏اللّه9 ثم قال اني وجدت في الكتب المتقدمة و فيماعهده الينا موسي بن عمران انه اذا كان اخرالزمان يخرج نبي يقال له احمد خاتم النبيين لا نبي بعده يخرج من صلبه ائمة ابرار عدد الاسباط فقال يااباعمارة أتعرف الاسباط قال نعم يا رسول‏الله انهم كانوا اثني‏عشر قال فان منهم لاوي بن ارحيا قال اعرفه يا رسول‏اللّه9 و هو الذي غاب عن بني‏اسرائيل سنين ثم عاد فاظهر شريعته بعد اندراسها و قاتل مع فرسطيا الملك حتي قتله فقال9 كان في امتي ماكان في بني‏اسرائيل حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة و ان الثاني‏عشر من ولدي يغيب حتي لايري الي ان‏يأذن اللّه له بالخروج.

([114]) اقول: المراد من الاية في الباطن اوحينا الي محمد9 اذ استسقيه قومه فطلبوا منه ماء العلم ان‏اضرب بعصاك الحجر و هو علي7 فانه عصي محمد9 و محل اتكائه و جهة نفسه الحجر و هو مقام العصمة الكبري مقام فاطمة3 يعني تزوج علياً7 من فاطمة3 فانبجست و خرجت منه اي ضرب العصي الحجر اثناعشر ائمة هم ينبوع الماء و العلم قدعلم كل اناس و امة و فرقة مشربهم و امامهم.

([115]) اقول: فاركان الايمان و الدين و اصوله التي امر اللّه بها اربعة فامر اولاً بالركن الاول بقوله امنوا باللّه ثم بالركن الثاني بقوله و رسوله ثم بالركن الثالث بقوله ان‏اضرب بعصاك الحجر ثم بالركن الرابع بقوله اسكنوا هذه القرية.

([116]) اقول: قدورد اخبار عديدة تدل علي ان المراد من الباب علي7 و ولايته و محبته ففي المناقب عن علي7 انه قال في حديث له انا باب الله الذي يؤتي منه ادخلوا الباب سجداً و عن الكفعمي عن الباقر7 انه قال في معني انهم: باب اللّه ان اللّه احتجب عن خلقه بنبيه و الاوصياء من بعده و فوّض اليهم من العلم ماعلم احتياج الخلق اليه و لمااستوفي النبي9 علي علي7 العلوم و الحكمة قال انا مدينة العلم و علي بابها و قداوجب اللّه علي خلقه الاستكانة لعلي7 بقوله ادخلوا الباب سجداً و قولوا حطة نغفر لكم خطاياكم و سنزيد المحسنين اي الذين لايرتابون في فضل الباب و علوّ قدره الخبر و قد مرّ مايدل علي ذلك في البقرة في قوله تعالي فبدّل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم و في النساء في قوله تعالي و قلنا لهم ادخلوا الباب سجداً قال في مرءاة الانوار «و لايخفي ان باب باب اللّه باب اللّه و علي هذا يكون العلماء ايضاً ابواباً للائمة: بل ابواب اللّه ايضاً للوجه المذكور و لما كان ذلك سبباً للفوز بالايمان و حطّ الذنوب و الدخول في الجنان و معرفة الاحكام سمّوا ابواباً لها ايضاً كما مـرّ».

([117]) اقول: في الكافي عن الصادق7 في قوله تعالي و لقدوصّلنا لهم القول لعلهم يتذكرون قال امام بعد امام و في تفسير الامام7 في قوله تعالي ان تقولوا علي الله مالاتعلمون قال7 يعني ان‏تقولوا بامامة من لم‏يجعل له حظاً في الامامة و في اخبار كثيرة تأويل القول الحق و القول الثابت و القول الطيب و القول المعروف بالولاية و القول بها و بامامة علي7 .

([118]) اقول: المراد من السبت في الباطن يوم عاشوراء فانه كان في السبت كماهو مفاد خبر المفيد باسناده الي ابي‏عبداللّه7 قال لما صار ابوعبداللّه7 من المدينة لقيه افواج من الملائكة المسومة في ايديهم الحراب الي ان قال و اتته افواج من مسلمي الجن فقالوا سيدنا نحن شيعتك و انصارك الي ان قال ولكن تحضرون يوم السبت و هو يوم عاشوراء الذي في اخره اقتل و لايبقي بعدي مطلوب من اهلي و ابني و اخوتي و اهل بيتي و يسار برأسي الي يزيد لعنه اللّه الخبر.

([119]) اقول: لايخفي مافي تفسير العرض الادني بالاول و عرض مثله بعمر من لطائف الفصاحة و عجائب البلاغة و هو تفسير غريب و تأويل عجيب و وجهه ان الادني من الدناءة و هي الخساسة و لاشك انه ليس شي‏ء في ملك اللّه اخس و ادني من الاول فانه مبدؤ جميع الخسائس و الدناءات و الخبائث و الشرور و اصلها قال7 اعداؤنا اصل كل شر و من فروعهم كل فاحشة و كذلك هو العرض و عرض العرض كما ان علياً7 هو الذات و ذات الذوات قال7 انا الذات انا الذات في الذوات فبحكم المقابلة هو العرض و العرض في الاعراض و وجه ذلك ان العرض هو الشي‏ء الزائل الذي ليس له بقاء و دوام و الذات هو الشي‏ء الباقي الثابت الدائم و لاشك ان الاول و الثاني اعراض ليس لهما بقاء و ثبات قال اللّه سبحانه  كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت و فرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها و كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثّت من فوق الارض مالها من قرار فان المراد من الكلمة الطيبة و الشجرة الطيبة التي اصلها ثابت ال‏محمد و من الكلمة الخبيثة و الشجرة الخبيثة الزائلة التي اجتثت من فوق الارض مالها من قرار و ثبات اصلاً اعداؤهم عليهم اللعنة كماقال الصادق7 في هذه الاية هذا مثل ضربه اللّه تعالي لاهل بيت نبيه و لمن عاداهم هو مثل كلمة خبيثة اجتثت من فوق الارض مالها من قرار الخبر و يمكن ان‏يكون المراد من الادني الدنيا فعرض هذا الادني يعني عرض هذه الدنيا و لاشك ان الدنيا كلها عرض ليس لها قرار و ثبات و تذوت لا لذاتها و لا لصفاتها و اعراضها فعرض هذا الادني يعني عرض هذه الاعراض الذي هو زوال محض و فناء صرف بل هو لاشي‏ء محض فانه عرض الاعراض و المراد منه في الباطن الاول فانه زوال محض و فناء صرف و هباء منثور و قدمنا الي ماعملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً او المراد مماعملوا ماعملوه و جعلوه بايديهم و وضعوه بهوي انفسهم يعني معمولهم و مجعولهم و مفعولهم و هذا المعني يشمل الاول ايضاً فانه كالثاني مجعول معمول بل هو الاصل في ذلك و يمكن ان يكون المراد من العرض المتاع و معني عرض هذا الادني متاع هذه الدنيا و متاع الحيوة الدنيا قدمرّ تأويلها في تلو الايات.

([120]) اقول: قدذكرنا اخباراً عديدة دلّت علي ان المراد من الكتاب في الباطن علي بن ابي‏طالب7 روي القمي في تفسيره عن الصادق7 في قوله تعالي الم ذلك الكتاب لا ريب فيه قال الكتاب علي7 و في رواية النصراني الذي سأل الكاظم7 عن تفسير حم و الكتاب المبين في الباطن فقال اما حم فهو محمد9 و اما الكتاب المبين فهو علي7 .

([121]) اقول: قدمرّ اخبار هذا البطن في تضاعيف الكتاب و يكفيك الخبر المشهور في الافواه الحق مع علي و علي مع الحق و قوله7 في قوله تعالي و لو اتبع الحق اهواءهم قال الحق رسول‏اللّه9 و علي7 و عن الصادق7 قال قال علي7 في بعض خطبه واللّه انا الحق الذي امر اللّه به فماذا بعد الحق الاّ الضلال.

[122] اقول: في الكافي و غيره عن الباقر7 قال نحن الدار و ذلك قوله تعالي تلك الدار الاخرة الاية و عن ابي‏عبداللّه7 في قوله تعالي و الاخرة خير و ابقي قال ولاية علي7خير.

([123]) اقول: قدمر سابقاً مادل علي ان المراد من الصلوة في الباطن علي وجه حقوق العالي في البقرة في ذيل قوله تعالي و اقيموا الصلوة و اتوا الزكوة و لنذكر هنا مايدل علي ان المراد منها علي وجه و في بعض المواضع في الباطن ولاية علي7 ففي رواية سلمان عن علي7 انه قال له قال اللّه عزوجل استعينوا بالصبر و الصلوة و انها لكبيرة الاّ علي الخاشعين فالصبر رسول‏اللّه9 و الصلوة اقامة ولايتي فمنها قال اللّه سبحانه و انها لكبيرة و لم‏يقل و انهما لكبيرة لان الولاية كبير حملها الاّ علي الخاشعين الخبر و في رواية جابر عن الباقر7 في قوله تعالي و لاتجهر بصلوتك الاية قال تفسيرها و لاتجهر بولاية علي7 فهو الصلوة و في رواية جابر الجعفي عن ابي‏جعفر7 في قوله تعالي ياايها الذين امنوا اذا نودي للصلوة من يوم الجمعة اي يومكم هذا الذي جمعكم فيه و الصلوة اميرالمؤمنين يعني بالصلوة الولاية و هي الولاية الكبري الخبر.

([124]) اقول: قال الباقر7 قال رسول‏اللّه9 اني و احدعشر من ولدي و انت يا علي زِرّ الارض يعني اوتادها و جبالها بنا اوتد اللّه الارض باهلها فاذا ذهبنا ساخت الارض باهلها و لم‏ينظروا و عن ابي‏ذر رحمه‏اللّه قال ان اهل بيت النبي: فينا كالجبال المنصوبة و في بعض الاخبار انهم: كالجبال الرواسي و في بعض الزيارات اشهد انك الطور و سمّي الخضر علياً7 بهذا الاسم حيث قال كنت كالجبل لاتحركه العواصف و لاتزيله القواصف و قدذكرنا سابقاً ان الائمة كلهم من نور واحد يجري علي كل واحد منهم مايجري علي الاخر لاسيما القائم و علي8 فانهما ظهرا في اكثر الصفات علي نهج واحد و طرز متحد.

([125]) اقول: عن كنزالفوائد عن فرج بن ابي‏شيبة قال سمعت اباعبداللّه7 يقول و قدتلا هذه الاية و اذ اخذ اللّه ميثاق النبيين لمااتيتكم من كتاب و حكمة ثم جاءكم رسول مصدق لمامعكم لتؤمننّ به يعني رسول‏اللّه9 و لتنصرنّه يعني وصيه علياً7 و لم‏يبعث اللّه نبياً و لا رسولاً الاّ و اخذ عليه الميثاق لمحمد9 بالنبوة و لعلي7 بالامامة الخبر و يؤيد المرام ماورد من تأويل ماانزل اللّه و مابعث به الرسل بالولاية و الامامة و هو كثير جداً و لعله مرّ بعض منها في النساء في ذيل قوله تعالي و اذا قيل لهم تعالوا الي ماانزل اللّه و الي الرسول الاية.

([126]) اقول: تأويله اعلي اللّه مقامه الارض بالشقاوة لان للارض سبع طبقات الطبقة الاولي ارض الموت و الثانية ارض العادة و الثالثة ارض الطبيعة و الرابعة ارض الشهوة و الخامسة ارض الغضب و السادسة ارض الالحاد و السابعة ارض الشقاوة و كلما كان الانسان في الدنيا اشد فهماً و فطانةً و ذكاوةً و علماً و لم‏يعمل بمقتضي علمه تكون دركه اسفل فهو لمّاكان من فحول العلماء و لم‏يعمل بمقتضي علمه لاجرم كان الارض التي اخلد فيها و ركن اليها الشقاوة التي منها بدئ فاليها عاد كمابدأكم تعودون.

([127]) اقول: تسمية الثاني و اصحابه و اتباعه من النواصب بالكلب كثيرة في اخبار ال‏محمد: حتي انه ورد ليس شي‏ء انجس من الكلب و الناصب انجس منه و سرّه ان الكلب بمعني شدة الحرص و هو كان حريصاً عقوراً و لانه كان عدواً مستكلباً لال‏محمد:كما في الدعاء و اعوذ بك من عدو استكلب علي او وثب علي و فيه تشبيه له بالكلب و في تفسير المرءاة «روي الطبرسي في الاحتجاج عن الصادق7 حديثاً طويلاً في منازعة اصحاب علي7 مع الاول و الثاني و اصحابهما في الخلافة و فيه ان سلمان; قام و قال واللّه لقدسمعت رسول‏اللّه9 يقول بينما اخي و ابن‏عمي جالس في مسجدي مع نفر من اصحابه اذ تكبسه جماعة من كلاب اهل النار يريدون قتله و لااشك الاّ و انكم هم الخبر» ثم قال «و قدمرّ في الخير و الشر و غيرهما ايضاً بعض مايدل علي تأويل الكلب مهمايناسب بالثاني و صاحبه و اصحابهما» و في فصل‏الخطاب عن ابي‏عبداللّه7 من مثّل مثالاً او اقتني كلباً فقدخرج من الاسلام فقيل له هلك اذاً كثير من الناس فقال انماعنيت بقولي من مثّل مثالاً من نصب ديناً غير دين اللّه و دعا الناس اليه و بقولي من اقتني كلباً مبغضاً لاهل‏البيت اقتناه فاطعمه و سقاه من فعل ذلك فقدخرج من الاسلام الخبر.

([128]) اقول: جعل اعلي اللّه مقامه باطن جهنم الاول لانه الاصل فيها بل هو من عكسه و ظله كما ان الجنة من نور علي7 و شعاعه و يؤيد هذا البطن مامرّ من تأويل النار به قال الصادق7 في قوله تعالي كمن هو خالد في النار قال اي ان المتقين كمن هو خالد في ولاية عدوّ ال‏محمد و ولاية عدوّ ال‏محمد هي النار من دخلها فقددخل النار.

([129]) اقول: قدذكرنا في سورة البقرة في تلو قوله تعالي ختم اللّه علي قلوبهم و علي سمعهم و علي ابصارهم غشاوة مامنه يعلم وجه تخصيصه اعلي اللّه مقامه الفقه بالولاية و الامامة و الابصار بالنبوة و السمع بالتوحيد مفصلاً معللاً.

([130]) اقول: كمايستفاد ذلك من تقديم الجار فانه يفيد الحصر كما صرّح به علماء النحو و البيان.

([131]) اقول: و قدورد اخبار مستفيضة انهم: اسماء اللّه تعالي و في بعض زيارات اميرالمؤمنين7 السلام علي اسم اللّه الرضي هذا و الاسم كماقال الرضا7 صفة لموصوف و لاشك انهم صفات اللّه سبحانه و الشي‏ء انمايعرف بالاسم و الصفة الاتري انك لاتعرف من زيد الاّ اسمه و صفته فانك تعرف منه رأسه و هو صفته و ظاهره و عينه و سمعه و صدره و يده و لسانه و وجهه و سائر بدنه و هيئته و كل ذلك صفاته و هيئاته و تعرف ايضاً عقله و علمه و فهمه و ذكاوته و حلمه و صبره و سخاوته و فكره و رحمته و

 

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 319 *»

احسانه و امثالها و جميع ذلك ايضاً صفات نفسه و هيئاتها بها تحشر و تبعث يوم القيمة و بالجملة محالية معرفة الذات من البديهيات عند العرفاء و الحكماء و كذلك من الضروريات انك لاتعرف من شي‏ء الاّ صفاته و اسماءه و هيئاته و ذلك بيّن ظاهر بعد التأمل و التفكر فكذلك اللّه و رسوله و للّه المثل الاعلي لايعرف الاّ بال‏محمد: فهم اسماؤه و صفاته قال7 بناعرف اللّه و لولانا ماعرف اللّه و قال بنا عبد اللّه و لولانا ماعبد اللّه و في خبر جابر الجعفي عن ابي‏جعفر7 قال كان اللّه و لاشي‏ء غيره و لامعلوم و لامجهول فاول ماابتدأ من خلق خلقه ان خلق محمداً9 و خلقنا اهل‏البيت معه من نوره و عظمته فاوقفنا اظلة خضراء بين يديه حيث لا سماء و لا ارض و لا مكان و لا ليل و لا نهار و لا شمس و لا قمر يفصل نورنا من نور ربنا كشعاع الشمس من الشمس نسبح اللّه تعالي و نقدسه و نحمده و نعبده حق عبادته ثم بدا للّه تعالي ان‏يخلق المكان فخلقه و كتب علي المكان لا اله الاّ اللّه محمد رسول اللّه علي اميرالمؤمنين و وصيه به ايّدته و نصرته ثم خلق اللّه العرش فكتب علي سرادقات العرش مثل ذلك ثم خلق السموات فكتب علي اطرافها مثل ذلك ثم خلق الملائكة و اسكنهم السماء ثم تراءي لهم اللّه تعالي و اخذ عليهم الميثاق له بالربوبية و لمحمد9 بالنبوة و لعلي7 بالولاية فاضطربت فرائص الملائكة فسخط اللّه علي الملائكة و احتجب عنهم فلاذوا بالعرش سبع سنين يستجيرون باللّه من سخطه و يقرون بمااخذ عليهم و يسألونه الرضا فرضي عنهم بعد مااقروا بذلك و اسكنهم بذلك السماء و اختصهم لنفسه و اختارهم لعبادته ثم امر اللّه تعالي انوارنا ان‏تسبح فسبحت فسبحوا بتسبيحنا و لولا تسبيح انوارنا مادروا كيف يسبحون اللّه و لا كيف يقدسونه ثم ان اللّه خلق الهواء فكتب عليه لا اله الاّ اللّه محمد رسول‏اللّه علي اميرالمؤمنين و وصيه به ايدته و نصرته ثم خلق اللّه الجن و اسكنهم الهواء و اخذ الميثاق منهم له بالربوبية و لمحمد9 بالنبوة و لعلي7 بالولاية فاقر

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 320 *»

منهم من اقر و جحد من جحد فاول من جحد ابليس لعنه اللّه فختم له بالشقاوة و ماصار اليه ثم امر اللّه تعالي انوارنا ان‏تسبح فسبحت فسبحوا بتسبيحنا و لولا ذلك مادروا كيف يسبحون ثم خلق اللّه الارض فكتب علي اطرافها لا اله الاّ اللّه محمد رسول‏اللّه علي اميرالمؤمنين و وصيه به ايدته و نصرته فبذلك ياجابر قامت السموات بغير عمد و ثبتت الارض ثم خلق اللّه ادم من اديم الارض فسوّاه و نفخ فيه من روحه ثم اخرج ذريته من صلبه فاخذ عليهم الميثاق له بالربوبية و لمحمد9 بالنبوة و لعلي بالولاية و اقر منهم من اقر و جحد من جحد فكنّا اول من اقر بذلك ثم قال لمحمد9 و عزتي و جلالي و علو شأني لولاك و لولا علي و عترتكما الهادون المهديون الراشدون ماخلقت الجنة و النار و لا المكان و لا الارض و لا السماء و لا الملائكة و لا خلقاً يعبدني يامحمد انت خليلي و حبيبي و صفيي و خيرتي من خلقي و احب الخلق الي و اول من ابتدأت اخراجه من خلقي ثم بعدك الصديق علي اميرالمؤمنين وصيك به ايدتك و نصرتك و جعلته العروة الوثقي و نور اوليائي ثم هؤلاء الهداة المهديون من اجلكم ابتدأت خلق ماخلقت و انتم خيار فيمابيني و بين خلقي خلقتكم من نور عظمتي و احتجبت بكم عمن سواكم من خلقي و جعلتكم استقبل بكم و اسأل بكم و كل شي‏ء هالك الاّ وجهي و انتم وجهي لاتهلكون و لايهلك من تولاكم و من استقبلني بغيركم فقدضل و هوي و انتم خيار خلقي و سادة اهل السموات و الارض و ساق الحديث الي ان قال7 فلمااراد الله اخراج ذرية ادم لاخذ الميثاق سلك ذلك النور فيه ثم اخرج ذريته من صلبه يلبّون فسبحنا فسبحوا بتسبيحنا و لولا ذلك مادروا كيف يسبحون اللّه ثم تراءي لهم باخذ الميثاق منهم له بالربوبية و كنّا اول من قال بلي عند قوله الست بربكم ثم اخذ الميثاق منهم بالنبوة لمحمد9 و لعلي بالولاية فاقر من اقر و جحد من جحد ثم قال ابوجعفر7 فنحن اول خلق اللّه و اول خلق عبد اللّه و سجد و نحن سبب خلق اللّه الخلق و سبب تسبيحهم و عبادتهم من الملائكة و الادميين فبنا عرف اللّه و بنا عبد اللّه و بنا وحّد اللّه و بنا اكرم اللّه من اكرم من جميع خلقه و بنا اثاب من اثاب و بنا عاقب من عاقب الي اخر الحديث الشريف و هو طويل جداً و ذكرنا كثيراً من فقراته لكثرة محصوله في مانحن فيه و بالجملة فهم اسماء اللّه و صفات اللّه التي بها عرف و وحّد و عبد فافهم.

([132]) اقول: عن الصادق7 في قوله تعالي و من يرد فيه بالحاد بظلم الاية قال ان كل من عبد فيه غير اللّه او والي فيه غير اولياء اللّه فهو ممن الحد فيه و عن تفسير القمي عنه7في الاية المذكورة قال نزلت في من الحد في علي و ظلمه و روي انهم دخلوا مكة فتعاهدوا علي منع الخلافة عن علي7 فهذا هو الالحاد الخبر.

([133]) اقول: الملك بالضم السلطنة و العظمة و الملكوت مبالغة الملك فهو فوق الملك اي السلطنة الزائدة كما ان الجبروت فوق الملكوت و لاشك ان اللّه سبحانه اعطي محمداً9 مالم‏يؤت احداً من العالمين كما في زياراتهم اتاكم اللّه مالم‏يؤت احداً من العالمين فهم ملكوت السموات و الارض و الملوك الحقيقية في الدنيا و الاخرة و الدين ولكن ظهر في هذه الدنيا السلطنة في محمد9 و سيظهر في القائم عند ظهوره فالمراد من ملكوت السموات اي سلطانه محمد او القائم8 لغلبة سلطنتهما و ظهورها فيهما و من ملكوت الارض سائر الائمة لخفاء سلطنتهم و عدم ظهوره حق الظهور حتي يعم السموات سلطنة و السموات تعم سلطنة الارض دون العكس او المراد من السموات محمد9 و من الارض الائمة: و المراد من الملكوت اي السلطان القائم7 فان السلطنة و الملكية و الخلافة و الحكم في ايام ظهوره له7 فله مقام السلطنة و الخلافة لجميع ماسوي اللّه في ايام ظهوره و باقي الائمة تابع له في دولته كما ان لكل امام سلطنة و خلافة في ايامه و الباقي تابع له الم تر الحسنين8 في ايام خلافة ابيهما كانا تابعين له و الحسين في ايام خلافة اخيه و امامته كان تابعاً له وهكذا و ذلك لايضر بعلو درجة بعضهم علي بعض و علو درجة المتبوع علي التابع او بالعكس الم‏تر ان محمداً9 كان عبداللّه بنص الكتاب و الحسين كان ابوعبدالله بضرورة الاسلام و قدبسطنا وجه ذلك في الحكمة مفصلاً و اما الدليل علي ان المراد من شي‏ء الشيعة مافي الكافي عن الباقر7 في قوله تعالي و رحمتي وسعت كل شي‏ء قال يقول علم الامام وسع علمه الذي هو من علمه كل شي‏ء و هو شيعتنا الخبر.

([134]) اقول: جعل اعلي الله مقامه باطن الساعة القائم لمفاد اخبار كثيرة ففي الكافي عن الصادق7 في قوله تعالي حتي اذا رأوا مايوعدون اما العذاب  و اما الساعة قال خروج القائم و هو الساعة فسيعلمون ذلك اليوم من هو شر مكاناً يعني عند القائم7 الخبر و عن تفسيرمقاتل بن سليمان في قوله تعالي و انه لعلم للساعة قال هو المهدي يكون في اخر الزمان و بعد خروجه تكون الساعة و في خبر المفضل قال سألت الصادق7 و قلت ياسيدي هل للمأمول المنتظر المهدي من وقت موقت يعلمه الناس فقال حاش لله ان‏يوقت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا قلت لم‏ذاك قال لانه هو الساعة التي قال الله تعالي ثم ذكر7 الايات المشتملة علي ذكر الساعة مشيراً الي ان المراد بها ذلك و في تفسير المرءاة و قد مرّ مراراً و هو تأويل كل مايدل علي القيمة بحسب التنزيل و وقتها في القرءان بالرجعة و قيام القائم7 و من ذلك الساعة كماهو صريح الاخبار الاتية ثم شرع في ذكر بعض الاخبار.

([135]) اقول: علي7 نفس النبي9 بدليل اية و انفسنا و انفسكم و الاخبار في كونه7نفس الرسول متواترة قال الكاظم7 لم‏يدّع احد انه ادخله النبي تحت الكساء عند المباهلة للنصاري الاّ علي بن ابي‏طالب و الحسن و الحسين: فكان قوله عزوجل ابناءنا الحسن و الحسين8 و نساءنا فاطمة3 و انفسنا علي بن ابي‏طالب7 .

([136]) اقول: قدذكرنا مايدل علي تأويل الخير بالمال سابقاً في البقرة في ذيل قوله تعالي و من يؤت الحكمة فقداوتي خيراً كثيراً الاية.

([137]) اقول: قال الكاظم7 في قوله تعالي هو الذي ارسل رسوله بالهدي و دين الحق قال اي هم الذين امر رسوله بالولاية لوصيه و الولاية هي دين الحق و عنه7 في قوله تعالي لمّا سمعنا الهدي امنّا به الاية قال الهدي الولاية.

([138]) اقول: عن تفسير العياشي عن الباقر7 في قوله تعالي و الذين يدعون من دون اللّه الاية قال الذين يدعون من دون اللّه الاول و الثاني و الثالث.

([139]) اقول: في طريق‏النجاة في القدسي انمايتقرب الي العبد بالنوافل حتي احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها ان دعاني اجبته و ان سكت عني ابتدأته الخبر و في هذا الخبر لم‏يذكر الرجل لماذكره اعلي اللّه مقامه من خوف المنقصة و ذكرها في خبر اخر لاثبات اصل المطلوب كما في قرة العيون عن ابي‏عبداللّه7 قال رسول‏اللّه9 قال اللّه ماتحبّب الي عبدي بشي‏ء احبّ الي مماافترضته عليه و انه ليتحبب الي بالنافلة حتي احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و لسانه الذي ينطق به و يده التي يبطش بها و رجله التي يمشي بها اذا دعاني اجبته و اذا سألني اعطيته و ماترددت في شي‏ء انا فاعله كترددي في موت المؤمن يكره الموت و اكره مساءته الخبر.

([140]) اقول: قدذكرنا شرح ذلك في ذيل قوله اللّه ولي الذين امنوا فان شئت فراجع.

([141]) اقول: في خطبة البيان قال الولي7 انا منزل الكتب و مرسل الرسل.

([142]) اقول: المراد من الصالحين في بطن القرءان النبي و الائمة و شيعتهم فانهم العاملون بالصلاح و هو ضد الفساد و المراد منهم هنا الشيعة لان علياً7 صار ولياً للصالحين او لان اللّه صار ولياً لهم و لنذكر بعض الاخبار الواردة في هذا المضمار ففي بعض الاخبار ان المراد من قوله تعالي و صالح المؤمنين علي7 و في بعضها عن ابن‏عباس انه علي7 و اشياعه و عن النبي9 انه قال في قوله تعالي و صالح المؤمنين يا علي انت و المؤمنون من بنيك الصالحون و عن تفسير القمي عن الصادق7 في قوله تعالي ان الارض يرثها عبادي الصالحون قال القائم و اصحابه و عن الباقر7 في قوله تعالي الذين امنوا و عملوا الصالحات قال اي الذين امنوا باللّه و برسوله و بالائمة: اولي‏الامر و اطاعوا بماامروهم فذلك هو الايمان و العمل الصالح و عن الباقر7 انه قال في قوله تعالي الذين امنوا و عملوا الصالحات ان ذلك علي و شيعته و عن ابن‏عباس انه قال فيها انهم علي و حمزة و جعفر و فاطمة و الحسن و الحسين الخبر.

([143]) اقول: عن تفسير العياشي عن الباقر7 في قوله تعالي و الذين يدعون من دون اللّه الاية قال الذين يدعون من دون اللّه الاول و الثاني و الثالث الخبر.

([144]) اقول: العرف ضد المنكر علي احد معانيه و كذلك المعروف و اصلهما من المعرفة و العلم اي ماعرف من طاعة اللّه و طاعة النبي9 و طاعة اوليائه و ولايتهم و محبتهم و رعاية جانبهم و لذا ورد تأويلهما و تأويل مايدل دلالتهما بمايرجع الي الولاية و المحبة و الطاعة لال‏محمد: و رعاية جانبهم و ورد تأويل الامرين بهما بهم: و بشيعتهم و القول المعروف و العرف بولايتهم و طاعتهم فعن تفسير العياشي عن الصادق7 في قوله تعالي فلماجاءهم ماعرفوا كفروا به فلعنة اللّه الاية قال في تفسيرها في الباطن لماجاءهم ماعرفوا في علي7 كفروا به فقال الله فيهم فلعنة الله علي الكافرين يعني بني‏امية فانهم الكافرون في بطن القرءان و عن محمد بن السائب الكلبي قال لماقدم الصادق7 العراق نزل الحيرة فدخل عليه ابوحنيفة فسأله عن مسائل و كان مماسأله ان قال له جعلت فداك ما الامر بالمعروف فقال7 يااباحنيفة المعروف في اهل الارض و ذاك اميرالمؤمنين7 قال جعلت فداك فما المنكر قال اللذان ظلماه حقه و ابتزّاه امره و حملا الناس علي كتفه الخبر و في بعض الزيارات المعروف ماامرتم به الزيارة و لا شك ان اعظم ماامروا به الولاية.

([145]) اقول: في الخبر المتواتر من مات و لم‏يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية و في بعض الاخبار من مات و لم‏يعرف امام زمانه مات ميتة كفر و نفاق و ضلال فالجاهل بمقتضي هذا الخبر من يعرف امام زمانه و انكره و لا شك ان اعظم المنكرين و اعظم غيرالعارفين بحق الامام الخلفاء فهم الجاهلون حقاً و في رواية المفضل من جهل الامام فهو الجاهل باللّه و بدينه و في رواية سلمان ان رسول‏اللّه9 قال من جهل الامام منا اهل‏البيت و عاداه فهو مشرك و لا شك ان الخلفاء بناء علي هذا اشد الناس جهلاً فهم اجهل الجاهلين و يدل علي ذلك ايضاً قول الامام7 نحن الذين يعلمون و عدونا الذين لايعلمون و شيعتنا اولواالالباب اذ لا شك ان الذين لايعلمون هم الجاهلون و عن الصادق7 انه قال كل ذنب يفعله ابن‏ادم و لو عمداً فهو من الجاهلين و جاهل فيه لمخاطرته نفسه لتلك المعصية قال في تفسير المرءاة بعد ذكره هذا الخبر «و لايخفي دلالته علي صدق الجاهل علي ماسوي المعصوم فلايتطرق الشك في صدقه علي صاحب الذنب العظيم الذي هو ترك التمسك باهل‏البيت: لاسيما اذا عاداهم» انتهي و بالجملة فعلم مماذكرنا جملة ان المراد من الجاهلين في بطن القرءان اولاً و بالذات هم الخلفاء ثم بعدهم كل من هو اشبه بهم و يؤيد المقام ايضاً الخبر المعروف المشهور اعداؤنا اصل كل شر و من فروعهم كل فاحشة و لا شك ان الجهل من الشر كما ان العلم من الخير.

([146]) اقول: ورد اخبار عديدة تدل علي ان المراد من الذكر النبي و الائمة: و ان جميع مشتقاته ترجع الي امر الولاية و الطاعة و المودة لهم: ففي تفسير القمي عن الامام7 في قوله تعالي الذين كانت اعينهم في غطاء عن ذكري قال يعني بالذكر ولاية علي7و فيه عن ابن‏عباس في قوله تعالي و من يعرض عن ذكر ربه ولاية علي7 و عن الكاظم7 في قوله تعالي لقدانزلنا اليكم كتاباً فيه ذكركم أفلاتعقلون قال الطاعة للامام بعد النبي9 و في رواية ابي‏بصير في قوله تعالي و ما هي الاّ ذكري للبشر قال نعم ولاية علي7 و قدامروا بها و في تفسير الامام7 في قوله تعالي اذكروا اللّه اي اذكروا اللّه بالائه لديكم و احسانه اليكم فيما وفّقكم له من الايمان بنبوة محمد سيد الانام و اعتقاد وصية اخيه علي زين الاسلام و تصديق امامة اولاده الائمة الكرام و في الكافي عن الصادق7انه قال في قوله تعالي و اذا ذكر اللّه وحده يعني اذا ذكر اللّه بطاعة من امر بطاعته من ال‏محمد: و قال في قوله تعالي و اذا ذكر اللّه وحده كفرتم ثم قال يعني بولاية من امر اللّه بولايته الي غير ذلك من الاخبار الدالة علي ان جميع متعلقات الذكر و متعلقات مشتقاته ممايرجع الي الولاية و لذلك جعل اعلي اللّه مقامه مفعول تذكّروا امر الولاية.

([147]) اقول: تفسيره اعلي اللّه مقامه قرئ القرءان بنطق الولي بناء علي ان‏يكون قرأ بمعني نطق و ان‏يكون المراد من القرءان الولي و كل واحد غير عزيز اذ قد استعمل القراءة بمعني النطق كيف و هو نوع من النطق بل هو النطق و استعمل القرءان في بطن القرءان بمعني الولي و سائر الائمة ففي بعض الخطب لاميرالمؤمنين7 انا الايمان الذي به كفر و القرءان الذي اياه هجر و عن الصادق7 في قوله تعالي و لقداتيناك سبعاً من المثاني و القرءان العظيم قال ان الظاهر في سورة الحمد و باطنها ولد الولد و السابع منها القائم7 الخبر و قدتواتر انهم كتاب اللّه الناطق حتي صار ذلك من ضروريات الشيعة بل العامة.

([148]) اقول: جعل اعلي اللّه مقامه متعلق الاطاعة امر علي7 و اداء حقه اليه لمامرّ في المقدمة في الفصل الرابع و لان اطاعتهما في الحقيقة و الواقع لايتعقل الاّ في امر علي7 و شيعته و انواره كما ان اطاعة الجسم المطلق بلا شرط و اطاعة المطلق بشرط لا لايتعقل الاّ باطاعة الوجودات المقيدة و الجسم الممكن ففي الكافي عن الصادق7في قوله تعالي و من يطع اللّه و رسوله قال في ولاية علي و الائمة من بعده فقدفاز فوزاً عظيماً و في تفسير الامام7 في قوله تعالي اعبدوا ربكم اي اطيعوا ربكم من حيث امركم ان‏تعتقدوا ان لا اله الاّ اللّه وحده لاشريك له عدل لايجور و ان محمداً عبده و رسوله و ان ال‏محمد افضل ال‏النبيين و ان علياً افضل ال‏محمد و قال7 في موضع اخر اي اعبدوه بتعظيم محمد و علي و الهما الائمة: و اطاعتهم و التمسك بهم و بولايتهم الي غير ذلك من الاخبار الدالة علي ان المراد من اطاعة الله و اطاعة الرسول اطاعتهما في امر الولاية و المحبة لعلي7 و قدمـرّ شطر منها في النساء في ذيل قوله تعالي و من يطع الله و الرسول الاية و قدورد اخبار ايضاً متواترة في ان اطاعة علي هو اطاعة الرسول و اطاعة الرسول هو اطاعة اللّه.

([149]) اقول: فعلامات الايمان في الظاهر هي هذه الخمسة التي ذكرت في الاية و اما في الباطن فهو الايمان بالنبي و الايمان بالاوصياء و التسليم لامر النقباء و التسليم لامر النجباء و تعليم من دونهم العلم فهذه الخمسة علامات الايمان في الباطن و لنذكر سرّ التعبير عن الايمان بالنبي9 بذكر اللّه و عن الايمان بالاوصياء بتلاوة الايات و عن التسليم للنقباء بالتوكل و عن التسليم للنجباء باقامة الصلوة و عن تعليم من دونهم بالانفاق.

فاقول في بيان ذلك اعلم ان الذي يظهر من الايات و الاخبار ان المراد من الذكر في

 

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 335 *»

الباطن الرسول9 قال اللّه سبحانه ذكراً رسولاً علي ان‏يكون الرسول عطف بيان للذكر و في الكافي عن الصادق7 في قوله تعالي فاسألوا اهل الذكر قال ان رسول‏الله9الذكر و نحن اهل بيته و اهل الذكر الخبر فالمراد من الذكر بنص الايات و الاخبار محمد9 فباطن قوله و اذا ذكر الله وجلت قلوبهم يعني يؤمنون بالرسول فانه ذكر الله او المراد من الذكر معناه اللغوي علي ظاهره ولكن لاشك ان ذكر اللّه لايحصل لاحد الاّ بذكر الرسول فان اللّه هكذا يذكر كماذكرنا مراراً فاذا ذكر اللّه يعني بالرسول و لاشك ايضاً ان الذكر بعد الايمان و التصديق و هو مستلزم له فان الذكر هو حضور المذكور عند الذاكر و عدم نسيانه منه و هو بعد الايمان و التصديق له.

و مماذكر يظهر ايضاً وجه جعله اعلي الله مقامه باطن تلاوة الايات الايمان و الاقرار بالاوصياء فانهم بنص الاخبار المتواترة ايات اللّه و علاماته حتي انه عقد الكليني رحمه الله باباً في ذلك في الكافي و ذكرنا نحن ايضاً اخباراً كثيرة تدل علي ذلك في تضاعيف الكتاب و نذكر هنا ايضاً شطراً من تلك الاخبار لتوضيح المرام قال الصادق7 في خبر داود الرقي حين سأله عن قول اللّه تبارك و تعالي و ماتغني الايات و النذر عن قوم لايؤمنون قال الايات هم الائمة: و النذر هم الانبياء صلوات الله عليهم اجمعين و قال ابوجعفر7 في قول اللّه عزوجل كذّبوا باياتنا كلها يعني الاوصياء كلهم الخبر الي غير ذلك من الاخبار الدالة علي ان المراد من الايات الائمة و الاوصياء: و لاشك ان تلاوة الايات و اجراءها علي اللسان الظاهري عند من يري الايمان الاقرار باللسان فقط او تلاوتها و اجراءها علي اللسان الظاهري و الجنان و الاركان عند من يري الايمان الاقرار باللسان و العمل بالاركان و الاعتقاد بالجنان هو عبارة اخري عن الايمان بهم و انما عبّر عنه هكذا خوفاً من الاشرار.

و اما التعبير عن التسليم للنقباء بالتوكل علي الربّ فان المراد من الربّ في الباطن

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 336 *»

الامام7 كماذكرنا مايدل علي ذلك من الاخبار في الفصل العشرين في المقدمة و في تضاعيف الكتاب و يكفي في الاستدلال الخبر المعروف المشهور الذي رواه القمي عن الصادق7 انه قال في قوله تعالي و اشرقت الارض بنور ربها اي رب الارض يعني امام الارض و قول علي7 انا رب الارض الذي يسكن الارض به فالمراد من الرب الامام7بمقتضي هذه الاخبار فالذين علي ربهم يتوكلون يعني علي امامهم يتوكلون يعني يكلون جميع امورهم الي امامهم و يسلمون له و ينقادون له فليس لهم امر في شي‏ء و انما هم كالميت بين يدي الغسال عند امامهم و لاشك ان الامام7 يجري مايجري بايدي النقباء الكرام و يفعل مايفعل بواسطة هؤلاء الفخام فالتسليم لهؤلاء هو التسليم للامام و لايعقل التسليم له بغير هذا النحو كما لايعقل التسليم و الانقياد عند النار الغيبية الاّ بالتسليم و الانقياد عند الشعلة فانها النار الغيبية الظاهرة في مقام الرعايا فافهم و قداشرنا الي ذلك سابقاً فالتوكل علي الامام و التسليم له لايحصل الاّ بالتوكل للنقباء و التسليم لهم و لذلك جعل اعلي اللّه مقامه باطن قوله و علي ربهم يتوكلون يسلّمون لامر النقباء هذا و التوكل في اللغة التسليم قال في القاموس وكل به و توكل عليه و اتكل تسلّم اليه و وكّل اليه الامر سلّمه و تركه.

و اما التعبير عن التسليم للنجباء باقامة الصلوة فان المراد من اقامة الصلوة اقامة الولاية كمااشرنا اليه سابقاً و لاشك ان اقامة الولاية لعلي7 لايحصل الاّ بالتسليم للنجباء فانهم ظاهر الولاية كما ان النقباء ظاهر الرسالة فان مثل الرسالة العرش و مثل الولاية الكرسي و مثل النقباء الشمس و مثل النجباء القمر و الشمس اية العرش كما ان القمر اية الكرسي و بالجملة فالمراد من اقامة الصلوة اقامة الولاية و هي لاتحصل الاّ بالتسليم للنجباء الذين هم ظاهر الولي ففي رواية سلمان عن علي7 انه قال قال اللّه عزوجل استعينوا بالصبر و الصلوة و انها لكبيرة الاّ علي الخاشعين فالصبر رسول‏الله9 و

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 337 *»

الصلوة اقامة ولايتي فمنها قال سبحانه و انها لكبيرة و لم‏يقل و انهما لكبيرة لان الولاية كبير حملها الاّ علي الخاشعين و الخاشعون هم الشيعة المستبصرون و عن جابر عن الباقر7 انه قال في قوله تعالي و لاتجهر بصلوتك الاية تفسيرها و لاتجهر بولاية علي7 فهو الصلوة و لا بمااكرمتك به حتي امرك بذلك و لاتخافت بها حتي لاتكتمها علياً و اعلمه ما اكرمته به الخبر الي غير ذلك من الاخبار الدالة علي ان المراد من الصلوة في الباطن ولاية علي7 و قدعلمت ان النجباء هم ظاهر الولاية و الولاية الظاهرة فالمراد من اقامة الصلوة و اداء حقوقها التسليم لامر النجباء و اداء حقوقهم و الخضوع و الخشوع عند سطوتهم و جلالهم.

و اما تفسير قوله تعالي و ممارزقناهم بقوله من كل مااتاهم اللّه فهو من باب التفسير الظاهر فان كلمة ما في قوله مما ان كانت للجنس او الاستغراق فيشمل جميع انواع الرزق نعم لو جعلت للتبعيض فمعناها من بعض مارزقناهم و لماكانت تحتمل هذا المعني ايضاً صرّح اعلي الله مقامه بقوله اي من كل مااتيهم اللّه و ذلك لان هؤلاء هم القري الظاهرة المجعولة بين القري المباركة و الرعايا و الطفرة في الملك محال فلايصل فيض من القري المباركة الي سائر الرعايا الاّ بواسطة القري الظاهرة فينزل الفيض اولاً اليهم من المبدأ الفياض فيستمسكونه بقدر استمساك وجودهم و احتياجهم ثم يرشح علي الرعايا مايطفح منهم من جميع مااتاهم اللّه و هذا معني انفاقهم لكن من فضل وجودهم لا من خصائصهم.

و الحاصل ان المؤمنين الذين هم في الدرجة دون النجباء و فوق سائر الرعايا لهم علامات خمسة الاول الايمان برسول‏اللّه الثاني الايمان بالائمة و الاوصياء الثالث التسليم لامر النقباء الرابع التسليم لامر النجباء الخامس الانفاق علي من دونهم في الرتبة من سائر العلماء و الفقهاء و سائر الناس فهذه الخمسة من شروط صدق الايمان و علامة حقية المدعي و قدورد علي كل واحد اخبار عديدة فممايدل علي الشرط الاول و الثاني و ظاهر الرابع خبر عجلان ابي‏صالح قال قلت لابي‏عبداللّه7 اوقفني علي حدود الايمان فقال شهادة ان لااله الاّ اللّه و ان محمداً رسول‏اللّه و الاقرار بماجاء من عند اللّه و الصلوة الخمس الخبر فالشرط الاول هو قوله شهادة ان لا اله الاّ اللّه و ان محمداً رسول‏اللّه و الثاني قوله و الاقرار بماجاء من عند اللّه فانها بنص الايات المتكررة و الاخبار المتجاوزة حد التواتر الولاية لال‏محمد: و ظاهر الشرط الرابع هو قوله و الصلوة الخمس و ممايدل علي باطن الرابع و الثالث الخبر المروي عن ابي‏جعفر7 قال بينا رسول اللّه9 في بعض اسفاره اذ لقيه ركب فقالوا السلام عليك يا رسول‏اللّه فقال ماانتم فقالوا نحن مؤمنون يا رسول‏اللّه قال فماحقيقة ايمانكم قالوا الرضاء بقضاء اللّه و التفويض الي اللّه و التسليم لامر اللّه فقال رسول‏اللّه9 علماء حكماء كادوا من الحكمة ان‏يكونوا انبياء فان كنتم صادقين فلاتبنوا مالاتسكنون و لاتجمعوا ما لاتأكلون و اتقوا اللّه الذي اليه ترجعون و في رواية عن رسول‏اللّه9 انه سئل عن صفات المؤمن فقال رسول‏اللّه9 عشرون خصلة في المؤمن فان لم‏يكن فيه لم‏يكمل ايمانه ان من اخلاق المؤمنين ياعلي الحاضرون الصلوة و المسارعون الي الزكوة و المطعمون المسكين الخبر و لاشك ان المراد من الاسراع الي الزكوة ليس زكوة المال فقط بل زكوة كل ماانعم اللّه عليهم من النعم لاسيما العلم و كذلك المراد من اطعامهم المسكين ليس محض الطعام بل من كل مارزقهم اللّه فهذا الخبر تدل علي الشرط الخامس فافهم و الشواهد علي الشروط الخمسة في الاخبار التي ذكر فيها صفات المؤمن اكثر من ان‏تحصي اكتفينا بماذكرنا هيهنا اقتصاراً.

([150]) اقول: روي انه استغاثة النبي و فيه دلالة عظيمة علي كليته9 فانه نسب استغاثة الطائفة الي النبي9 لانه المستغيث من السنتهم وحده وحده كما ان المحرك من جميع الوجودات الجائزة هو الوجود المطلق و المرطّب من جميع المياه هو الماء و المسخّن من جميع النيران هو النار فالمستغيث هو النبي9 الاّ انه استغاث من السنة عديدة و افواه كثيرة و يمكن ان‏يقال فيها بالعكس بمعني انه لم‏يستغث احد من الطائفة الاّ النبي9 فلمااستغاث استغاث الكل فيجي‏ء بلفظ الجمع كما ان الراكع في المرايا هو الشاخص و لم‏يركع احد من اشخاص المرايا الاّ الشاخص فلماركع ركع الكل فلك التعبير عن ركوعه بلفظ الجمع و لك ان‏تقول علي الظاهر ان المستغيث هو النبي9دون غيره من الطائفة و انما اتي بلفظ الجمع تعظيماً و تكريماً كما هو المتعارف في الفارسية فافهم.

([151]) اقول: انمااوّل اعلي اللّه مقامه الارض بالعلم لانه هو الارض التي يسكن فيها الانسان و يحشر عليها لان المسكن و الساكن ينبغي ان‏يكونا من جنس واحد و لامحالة مسكن الانسان الدراك الشاعر دراك شاعر فهو العلم كمافصلناه سابقاً و اما جعله اعلي الله مقامه اشتقاق الناس من الناسين للعهد فمقتبس من قوله7 انما سمي الانسان انساناً لانه ينسي لعلي نقلته بالمعني و هو من باب الاشتقاق الكبير و قدذكرنا اقسام الاشتقاق في صدر التفسير في ذيل شرح البسملة و اما تأويل الطيبات بعلوم ال‏محمد: فللخبر الذي رواه في الكافي عن الباقر7 في قوله تعالي و يحلّ لهم الطيبات قال اخذ العلم من اهل الخير الخبر و لاشك ان اهل الخير ال‏محمد: كمافي الزيارة ان ذكر الخير كنتم اوله و اصله و معدنه و مأواه و منتهاه و فيه ايضاً عن الباقر7 في قوله تعالي و يحرّم عليهم الخبائث قال الخبائث قول من خالف الامام الخبر فبناء علي هذا الطيبات قول الامام7 و علمه الصادر منه المنتشر في الناس بحكم المقابلة و التضاد و اما تأويل تشكرون بقوله تعملون بها فلان الشكر هو صرف كل شي‏ء فيماخلق لاجله و لاشك ان خلقة العلم للعمل فشكر العلم العمل به قال سبحانه لئن شكرتم لازيدنكم و لئن كفرتم انّ عذابي لشديد و قال7 العلم يهتف بالعمل فان اجابه و الاّ ارتحل عنه فحاصل تأويل الاية و اذكروا ايها القريش اذ انتم مستضعفون في العلم جاهلون تخافون ان‏يتخطفكم الناسون للعهد بشبهاتهم فتفضل اللّه عليكم فاواكم الي ال‏محمد: و ايّدكم بنصره و رزقكم بسبب ذلك بعض علوم ال‏محمد: لعلكم تشكرون حق هذه العلوم و تعملون علي حسبها.

([152]) اقول: المراد من خيانة اللّه و رسوله في الباطن خيانتهما و معصيتهما في نقض عهدهما في علي7 فانه الخيانة الواقعية و المعصية الحقيقية قال الباقر7 خيانة اللّه و الرسول معصيتهما و خيانة الامانة و كل انسان مأمون علي ماافترض اللّه الخبر و لاشك ان الامانة المستودعة هي الائمة كماسيأتي اخباره.

([153]) اقول: جعل في اخبار عديدة باطن الامانة ال‏محمد: و ولايتهم و امامتهم و معرفتهم ففي بعض الاخبار ان الائمة: الامانة المستودعة و ان اللّه استودعهم اولياءه المؤمنين في ارضه و في بعض الزيارات اشهد انكم الامانة المحفوظة و في بعض اخر انتم امانات النبوة اي امانة من النبي9 و في الخبر المروي عن الباقر7 انه قال نحن الامانة التي عرضت علي السموات و الارض و الجبال و عن تفسير فرات عن الشعبي في قول اللّه تعالي انّ اللّه يأمركم ان‏تؤدّوا الامانات الي اهلها قال اقولها و لااخاف الاّ اللّه و هي ولاية علي7 و عن كتاب سعد السعود رأيت في تفسير عن الباقر7 في هذه الاية انه قال في هذه الاية في امر الولاية ان‏تسلّم الي ال‏محمد: و في روايات عديدة ان هذه الامانة امر اللّه تعالي الامام الاول ان‏يوصلها الي الامام الذي بعده و ان لايزويها عنه.

([154]) اقول: قدذكرنا في تضاعيف الكتاب اخباراً كثيرة دلت علي ان المراد من المسجد الحرام في الباطن علي7 و لنذكر مايدل منها علي ان المراد من البيت فيه رسول‏اللّه9 و من هذا الباب يسمي ال‏محمد: باهل‏البيت و نكتفي هنا بالاشارة الي خبر المفضل المذكور في الفصل الثامن في المقدمة قال7 و اخبرك اني لو قلت ان الصلوة و الزكوة و صوم شهر رمضان و الحج و العمرة و المسجدالحرام و البيت‏الحرام و المشعرالحرام و الطهور و الاغتسال من الجنابة و كل فريضة كان ذلك هو النبي9 الذي جاء به من عند ربه لصدقت لان ذلك كله انما يعرف بالنبي9 و لولا معرفة ذلك النبي و الايمان به و التسليم له ماعرف ذلك فهذا كله ذلك النبي و اصله و هو فرعه و هو دعاني اليه و دلّني عليه و عرّفنيه و امرني به و اوجب علي له الطاعة فيماامرني به لايسعني جهله و كيف يسعني جهل من هو فيما بيني و بين اللّه و كيف لايكون ذلك معرفة الرجل و انما هو الرجل و انما هو الذي جاء به عن اللّه و انماانكر الدين من انكره الخبر و قدمرّ مايدل علي ذلك في البقرة في ذيل قوله تعالي فمن حجّ البيت او اعتمر فلاجناح عليه.

([155]) اقول: روي الحلبي عن الصادق7 في قوله تعالي كمن هو خالد في النار قال اي ان المتقين كمن هو خالد في ولاية عدو ال‏محمد و ولاية عدو ال‏محمد هي النار و من دخلها فقددخل النار الخبر فهذه الرواية تدل علي جواز تأويل العذاب بولاية الاعداء فان النار هي العذاب و قداوّلت بها قال في تفسير المرءاة «و اعلم ايضاً انه سيأتي في النار مايمكن ان‏يستنبط منه ان كان تأويل العذاب في بعض المواضع المناسبة بعداوة الائمة و ولاية اعاديهم حيث انها سبب له اذ ورد تأويل النار بذلك و لا شك ان النار عذاب» انتهي كيف لايكون العذاب هو اشد انواع العذاب كماان محبة ال‏محمد اعظم الاء الجنان اذا تنعم اهل الجنة بالجنة تنعم اهل اللّه بلقاء اللّه فبحكم المقابلة و التضاد اذا عذّب اهل الجحيم عذّب الخلفاء و الرؤساء بولاية الاول و الثاني و يكفي في الاستدلال علي المقام كليةً قوله7 اعداؤنا اصل كل شرّ و من فروعهم كل فاحشة و لا شك ان العذاب الذي يذوقونه الكفار و هو طعام لهم شرّ و فاحشة و ليس ببرّ و خير.

([156]) اقول: ورد اخبار عديدة تدل علي ان المراد من الخبيث عدو ال‏محمد: كما ان المراد من الطيب وليهم و محبهم حتي انه ورد في اخبار عديدة لايحب علياً الاّ طاهرالمولد و لايبغضه و يعاديه الاّ خبيث‏المولد فعن النبي9 انه قال ياعلي لايحبك الاّ طاهرالولادة و لايبغضك الاّ خبيث‏الولادة و عن الحسن المجتبي7 انه قال في قوله تعالي الخبيثات للخبيثين هم معوية و اصحابه و شيعته و في قوله تعالي الطيبات للطيبين هم علي7 و اصحابه و شيعته و عن الباقر7 في قوله تعالي لايستوي الخبيث و الطيب و قوله سبحانه الخبيثات للخبيثين قال نزلت في الثاني و قال7 من احبنا فليحمد اللّه علي اول النعم فقيل و ما اول النعم قال طيب‏الولادة.

([157]) اقول: كمايدل علي ذلك اخبار عديدة منها الخبر المشهور المذكور في كتب المتأخرين الاسلام يجبّ ماقبله و منها مارواه في الكافي عن الفضيل قال سألت اباعبداللّه7 عن الرجل يحسن في الاسلام يؤاخذ بماعمل في الجاهلية فقال قال النبي9 من احسن في الاسلام لم‏يؤاخذ بماعمل في الجاهلية و من اساء في الاسلام اخذ بالاول و الاخر.

([158]) اقول: اي صاروا ولاة خلفاء تكلفاً و غصباً فان التفعل يأتي بمعني التكلف ان يظهر ماليس فيه كتخشّع و تحلّم.

([159]) اقول: قدذكرنا في المقدمة في الفصل الحادي‏عشر مايدل علي ان المراد من فرعون و امثاله عدو ال‏محمد: و لا شك ان اعدي عدوهم الاول فهذا الاسم في الحقيقة علي الحقيقة له و اطلاقه علي فرعون و سائر الفراعنة حقيقة بعد حقيقة ففي الزيارة اللهم العن جوابيت الامة و فراعنتها الرؤساء منهم و الاتباع من الاولين و الاخرين و عن الصادق7 في قوله تعالي انّ فرعون و هامان و جنودهما قال تيم و عدي الخبر و في خبر المفضل قال7 و يحق تأويل هذه الاية و نريد ان‏نمنّ علي الذين استضعفوا الي قوله و نري فرعون و هامان و جنودهما منهم ما كانوا يحذرون قال المفضل يا سيدي و من فرعون و هامان قال ابوبكر و عمر الخبر هذا و قدجاء فرعون لغة بمعني كل عات و متمرد و لا شك ان الاول عات متمرد عاص ليس احد فوقه في ذلك فانه اصل الشرور و ابوالشرور قال الرضا7 في قوله تعالي يا فرعون معني قوله تعالي يا فرعون ياعاصي الخبر و قال السجاد7 ان الابرار منا اهل‏البيت و شيعتهم بمنزلة موسي و شيعته و ان عدونا و شيعتهم بمنزلة فرعون و اشياعه.

([160]) اقول: و ذلك اشارة الي اي عديدة و اخبار كثيرة قال اللّه سبحانه من جاء بالحسنة فله عشر امثالها و قال ليجزيهم اللّه احسن ماعملوا و يزيدهم من فضله و قال و مااتيتم من زكوة تريدون وجه اللّه فاولئك هم المضعفون و قال7 في قوله تعالي من ذا الذي يقرض اللّه قرضاً حسناً فيضاعفه له و له اجر كريم الاية قال ان اللّه لم‏يسأل خلقه مافي ايديهم قرضاً من حاجة به الي ذلك و ماكان للّه من حق فانما هو لوليه و عن ابي‏عبداللّه7 مكتوب علي باب الجنة الصدقة بعشرة و القرض بثمانية عشر و عن رسول‏الله9قال الصدقة بعشرة و القرض بثمانية عشر و صلة الاخوان بعشرين و صلة الرحم باربعة و عشرين و قال ابوعبداللّه7 لمحمد ابنه يا بني كم فضل معك من تلك النفقة قال اربعون ديناراً قال اخرج فتصدق بها قال انه لم‏يبق معي غيرها قال تصدق بها فان اللّه يخلفها اماعلمت ان لكل شي‏ء مفتاحاً و مفتاح الرزق الصدقة فتصدق بها ففعل فمالبث ابوعبداللّه7 الاّ عشرة ايام حتي جاءه من موضع اربعة الاف دينار فقال يابني اعطينا اللّه اربعين ديناراً فاعطانا اللّه اربعة الاف دينار.

([161]) اقول: عن مناقب ابن‏شهراشوب عن مجاهد و غيره عن ابي‏هريرة في قوله تعالي هو الذي ايّدك بنصره قال اي قوّاك بعلي فالنصر علي7 الخبر و عن ابن‏عباس في قوله تعالي و اجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً قال ان اللّه استجاب دعاء النبي9 فان علياً سلطان ينصره علي اعدائه و عن جمع من علماء العامة قال في قوله تعالي هو الذي ايّدك بنصره و بالمؤمنين يعني بالمؤمنين علياً7 و عن ابن‏عباس قال في قوله تعالي حكايةً عن نوح رب اغفر لي و لوالدي و لمن دخل بيتي مؤمناً و للمؤمنين و المؤمنات قدكان قبر علي7 مع نوح في السفينة فلماخرج ترك قبره خارج الكوفة فسأل ربه المغفرة لعلي و فاطمة بقوله و للمؤمنين و المؤمنات و عن كتاب اسباب‏النزول عن الواحدي قال و من يتولّ اللّه يعني يحبّ الله و رسوله و الذين امنوا يعني علياً7 و عن كشف الغمة عن ابن مردويه عن مقاتل في قوله تعالي و الذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات الاية نزلت في اعداء علي7 و فاطمة3 و ذلك ان نفراً من المنافقين كانوا يؤذونه و يؤذونها و يكذبون عليهما الخبر الي غير ذلك من الاخبار التي تدل علي ان المراد من المؤمنين في الباطن علي7 .

و في التعبير عنه بالمؤمنين نكتة لطيفة و كناية عجيبة نشير اليه هنا و هو ان لعلي7مقامات عديدة منها مقام جزئيته و تشخصه الدنياوي و هو الذي تولد في سنة فلان من فاطمة بنت اسد و منها مقام جزئيته التي به يمتاز عن سائر الائمة و هو مقام علويته و منها مقام كليته التي فيها يتحد مع سائر الائمة و هو مقام محمد انا و انا محمد و مقام اولنا محمد و اخرنا محمد و اوسطنا محمد و كلنا محمد و بهذا المقام هو مع وحدته و تفرده كل المؤمنين بناء علي ان‏يكون المراد من المؤمنين الائمة: كمافي اخبار عديدة و في هذا المقام مع المقام الثاني يصح التعبير عنه بجميع المؤمنين لانه هو هم كمايصح التعبير بجميع الاجسام عن الجسم الكلي و هي هو فان جميع المؤمنين نوره و شعاعه و ظهوره و يصدق علي كل واحد واحد و فرد فرد اسمه و كذلك عليهم جملة واحدة و الي هذا المقام اشار بقوله انا نوح الاول و موسي الاول و قوله انا صلوة المؤمنين و صيامهم و قوله انا الذات انا الذات في الذوات الي غير ذلك من الادعية و الاخبار و الخطب.

([162]) اقول: قدذكرنا وجه ذلك سابقاً في البقرة في ذيل قوله تعالي انك انت العزيز الحكيم.

([163]) اقول: قدمرّ اخبار عديدة تدل علي تأويل المؤمنين بالشيعة و اصحاب الائمة و اخبار كثيرة تدل علي تأويلها بالائمة: خاصة و قدذكرنا وجهه انفاً ففي الكافي عن الصادق7 في قوله تعالي و سيري اللّه عملكم و رسوله و المؤمنون قال ايانا عني و عن الفضيل عن الباقر7 في قوله تعالي انما وليكم اللّه و رسوله و الذين امنوا هم الائمة: و عن تفسير القمي عن الصادق7 في قوله تعالي و الذين امنوا و عملوا الصالحات قال اميرالمؤمنين و اصحابه.

([164]) اقول: اصل الهجرة و المهاجرة و الهجران الخروج من ارض الي ارض و الترك و الاعراض و الهجرة الممدوحة الهجران من السيئات الي الحسنات و لا شك ان باطن السيئات و حقيقتها و اصلها اعداء علي7 و اصل الحسنات و حقيقتها و اصلها و باطنها اولياؤه فالمهاجرة الممدوحة المهاجرة من الاعداء الي الاولياء فعن تفسير القمي عن الصادق7 انه قال المهاجر من هجر السيئات و تاب الي اللّه و عنه7 ايضاً قال التعرب بعد الهجرة التارك لهذا الامر بعد موطنه و في خبر الزنديق المذكور في الفصل الرابع‏عشر و مازال رسول‏اللّه9 يؤلفهم و يقربهم و يجلسهم عن يمينه و شماله حتي اذن اللّه عزوجل في ابعادهم بقوله و اهجرهم هجراً جميلاً الخبر الي غير ذلك من الاخبار الدالة علي ان المراد من الهجرة في الباطن الهجرة من السيئات و اعداء علي7 .