شرح عبارتین فی جواب السید محمد باقر الموسوی الرشتی
من مصنفات الشیخ الاجل الاوحد المرحوم
الشیخ احمدبن زین الدین الاحسائی اعلی الله مقامه
«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 428 *»
بسم الله تعالي
عبارتان سأل عن بيانهما و تحقيقهما السيد الفاضل القاهر المرحوم الحاج سيد محمد باقر الموسوي الرشتي طاب ثراه شيخنا و مولانا العلامة الاوحد الشيخ احمد بن زين الدين الاحسائي قدس الله نفسه الزاكية فاجابه بهذه الكلمات التي هي جوامع الكلم و جواهر الحكم:
احداهما كلام سلطان المحققين اوستاد البشر الخواجه نصيرالدين ابيجعفر محمد بن محمد بن الحسن الطوسي (ره) في شرح الاشارات و هي هذه: فاعلم ان القضاء عبارة عن وجود جميع الموجودات في العالم العقلي مجتمعة و مجملة علي سبيل الابداع و القدر عبارة عن وجودها في موادها الخارجيةبعد حصول شرايطها مفصلة واحدا بعد واحد كما جاء في التنزيل في قوله عز من قائل و ان من شيء الا عندنا خزائنه و ما ننزله الا بقدر، و ثانيتهما كلام الشريف الجرجاني في شرح المواقف و هو هذا: اعلم ان قضاء الله عند الاشاعرة ارادة الله الازلية المتعلقة بالاشياء علي ما هي عليه فيما يزال و قدره ايجاده اياها علي وجه مخصوص و تقدير معين في ذواتها و احوالها و اما عند الفلاسفة فالقضاء عبارة عن علمه تعالي بما ينبغي انيكون عليه الوجود حتي يكون عي احسن النظام و اكمل الانتظام و هو المسمي عندهم بالعناية التي هي مبدأ لفيضان الموجودات من حيث جملتها علي احسن الوجود و اكملها و القدر عبارة عن خروجها الي الوجود يعني باسبابها علي الوجه الذي تقرر في القضاء هـ ، و انا العبد نزيل الحاير المقدس ابراهيم بن سعيد الاهجي.
كلام الشيخ المرحوم اعلي الله مقامه:
بسم الله الرحمن الرحيم
اعلم ان الالفاظ وضعت بازاء معان لايطلع عليها الا من وضع عليها الالفاظ فهي تدل عليها بتعريف الواضع سواء قلنا ان بينهما مناسبة ام لا و معاني القدر و
«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 429 *»
القضاء افعال الله تعالي و لاتعرف الا بتعريفه سبحانه و لميصل الي احد من الخلق بيان من الله الا بواسطة الانبياء عليهم السلام و الانبياء لميصل اليهم شيء الا بواسطة محمد و اهلبيته الطاهرين عليه و عليهم السلام و الذي وصل الينا منهم و عرفونا ان القدر سابق علي القضاء بعكس قول غيرهم و ان القدر هو الهندسة و وضع الحدود من البقاء و الفناء و ان القضاء هو اتمام ما قدر مثلا تقطيع الخشب علي مقدار طول السرير و عرضه هو القدر و تركيب ذلك هو القضاء و اما من قدم القضاء علي القدر او فسره بما ذكروا فليس جاريا علي مذهب اهل الحق و ليس واصلا اليهم الا بتخمين انفسهم و قياساتهم افعال الله سبحانه و صفاته علي افعالهم و صفاتهم تعالي عما يصفون و اما الاستشهاد بقوله تعالي و ما ننزله الا بقدر معلوم فغير صحيح اذ ليس معناه ما ذكر المستشهد و انما معني ذلك ان كل شيء فاصله و اسبابه و شرايط وجوده من الكم و الكيف و الجهة و الرتبة و المكان و الوقت و الوضع بمعانيه الثلاثة و الاذن و الاجل و الكتاب و غير ذلك في خزائن ذلك فاذا استكمل الشروط انزل الي الوجود الكوني و ما ينزله الا بقدر معلوم و ما نقل شارح المواقف عن الاشاعرة فهو باطل لان الذين يرد عليهم الوحي من الله تعالي اخبروا بان الارادة سابقة علي القدر و هو ناشي عنها و القدر سابق علي القضاء و هو ناش عن القدر و هم اعلم بالحق من جميع الخلق و مثل ذلك كلام الحكماء و الحق ان المشية و الارادة سابقتان عليهما فبالمشية ينشأ الكون و بالارادة تنشأ العين و هذان اي الكون مادة للشيء و العين صورة له و مجموعهما يكون المادة النوعيةكالمداد للكتابة و كالخشب للسرير مثلا و يسمونه الخلق الاول ثم تؤخذ من هذه المادة النوعية حصة و تجعل مادة للشيء الذي يريد الفاعل صنعه و يصورها علي صورة ما يريد فهذا التصوير هو القدر فاذا ركبه كان القضاء فافهم هـ .
(هذا كلامه اعلي الله مقامه الي هنا انتهي، كتبه ابو القاسم بن زين العابدين ليلة الحادي عشر من شهر جمادي الاخرة من شهور 1334)