02-13 جوامع الکلم المجلد الثانی – جواب ملاکاظم بن علي نقي السمناني عن مسألتين ـ مقابله

رسالة فی جواب الملا کاظم بن علی نقی السمنانی

عن مسألتین

 

من مصنفات الشیخ الاجل الاوحد المرحوم

الشیخ احمدبن زین الدین الاحسائی اعلی الله مقامه

 

«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 332 *»

بسم الله الرحمن الرحيم و به ثقتي

الحمدلله رب العالمين و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين.

اما بعد فيقول العبد المسكين احمد بن زين الدين ان العالم الصفي العارف المتقن الولد الاعز المكرم الاخوند الملا كاظم بن علي نقي السمناني اورد علي مسألتين يريد مني كشف الغطاء عنها في حال كان البال فيها متشتتا بتفرق الحواس و غلبة الضعف في البدن بالامراض و لم يمكنّي بيانهما علي ما يريد و لكن الميسور لايسقط بالمعسور و الي الله ترجع الامور.

قال سلمه الله تعالي: بسم الله الرحمن الرحيم – الحمد لله رب العالمين و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين و لعنة الله علي اعدائهم اجمعين، و بعد فيقول احقر عباد الله و ادناهم رتبة علما و عملا المرتهن بموبقات اثامه عند ربه، الشريف الرضوي كاظم بن علي نقي السمناني الذي من الله عليه بدرك لقاء صحبة شيخ المشايخ الذي طاش في قطب معارفه الربانية اولو الافئدة الالباب و تحير في عين تعينه و معتقداته الجبروتية النبوية ارباب القلوب و تروع في نقطة علم يقينه و علومه الملكوتية العلوية اصحاب العلوم الشيخ الاستاد الاب الروحاني و العالم الرباني ان المرجو من فضل كرمه و عميم نواله ان‌يكشف الغطاء عن مسألتين علي ما ينبغي:

الاولي: ما معني تأويلات الفقرات الاربع في حديث القدر المروي عن اميرالمؤمنين (ع) من حقيقة الربانية و قدرة الصمدانية و عظمة النورانية و عزة الوحدانية في قوله (ع) لانهم لاينالونه بحقيقة الربانية و لا بقدرة الصمدانية و لا بعظمة النورانية و لا بعزة الوحدانية الحديث، و هل المراد بالاولي الفؤاد منهم و بالثانية عقلهم و بالثالثة روحهم او نفسهم و بعبارة او صدرهم و بالرابعة نفسهم او المشعر الملكي او العكس بان يراد من الرابعة الفؤاد الخ من باب الشرقي (الترقي ظ) من الادني الي الاعلي او المراد من الفقرات الاربع الانوار الاربعة منهم

 

 

«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 333 *»

او غير ذلك كله و علي كل تقدير ما المناسبة بين كل عبارة من الفقرات الاربع و ما يعبر بها عنه.

اقول: اما معني هذه الفقرات الاربع و الله سبحانه ثم رسوله و آله صلي الله عليه و آله اعلم فاعلم ان المراد من حقيقة الربانية ظهور الرب سبحانه بما اوجد و ربي من مصنوعاته بتربيته و اتقان صنعه لما خلق و ان المراد بقدرة الصمدانية اقتداره علي صنع ما صنع من غير ان‌يكون ذلك من شيء و لا بشيء بدون ان‌يخرج منه شيء او ينسب اليه شيء او يقترن به شيء و لا كيف لذلك و ان المراد بعظمة النورانية عظمة تجليه بايجاد ما اثبت و محا من غير ان‌يكون علي نحو الاشراق و الظل و النسب و الاقتران و ان المراد بعزة الوحدانية ان الظهور و الايجاد و التجلي يقتضي الكثرة و التعدد و الاقتران و هو سبحانه ظهر بهذه الصفات من غير ان‌يكون تعدد و لا كثرة و لا اقتران بل بكونه متوحدا منزها عن مطلق الكثرة و التعدد لا في الحقيقة و لا بما يلزم فلم يفارق التقدس و الوحدة بما اظهر و احدث و يصير معني الفقرة الاولي انهم لاينالونه اي لاينالون ظهوره بادراك تربيته لما صنع و معني الثانية انهم لايدركون اقتداره علي ايجاد ما اوجد من غير ان‌يلحقه تغيير و لا اختلاف لا في الذات و لا في الصفات و لا في الافعال و معني الثالثة انهم لايدركون عظمة ايجاده لما صنع من غير ان‌يكون كاشراق المنير و كتقوم الاظلة بالشواخص و ما اشبه ذلك و معني الرابعة انهم لايدركون تجليه بايجاد (ظ) ما اراد ايجاده من غير اقتران و لا انتساب و لهذا تري كثيرا ممن يتعمق في هذه الامور من غير هداية من الله عبر عن ذلك بالظل و الشبح لان هذا هو الذي يتعقله عقله فوقع في الضلالة من حيث لايشعر و مراده عليه‌السلام و الله ثم رسوله و هم عليهم‌السلام اعلم ان من ادعي الاطلاع علي مصدر الافاعيل الالهية من المحو و الاثبات فقد ادعي انه ادركه علي نحو الفقرات الاربع و يلزمه انه مدع لمعرفة تلك الصفات المذكورة و يلزمه انه متقدم عليها غير صادر عن شيء منها لان من ادرك شيئا فهو اعلم منه و يصدق عليه قوله عليه‌السلام في امر (آخر ظ) الحديث في قعره شمس مضيء لاينبغي ان‌يطلع عليها الا الواحد الفرد

 

 

«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 334 *»

 فمن تطلع عليها علي ذلك فقد ضاد الله في حكمه و نازعه في سلطانه و كشف عن سره و ستره و باء بغضب من الله و مأواه جهنم و بئس المصير و المراد انه لايعرف القدر بحقيقة كنهه الذي عبر عنه بهذه الفقرات الاربع و ليس المراد من الفقرات الاربع في الحديث هذه المشاعر للانسان التي هي الفؤاد و العقل و الروح و النفس نعم لو عرف حقيقة الانسان و افاعيله و مشاعره و قرأ ما كتب الله فيها من الايات عرف المراد و الله اعلم بالسداد.

قال سلمه الله تعالي: الثانية – ما مرادكم في الاستشهاد بتأويل قوله تعالي و الله جعل لكم من بيوتكم سكنا و جعل لكم من جلود الانعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم و يوم اقامتكم و من اصوافها و اوبارها و اشعارها اثاثا و متاعا الي حين في اكثر الموارد.

اقول: المخاطبون بهذه الآية في التأويل آل محمد صلي الله عليه و آله و البيوت محال افكارهم و انظارهم من الاجسام و النفوس و ما بينهما من التعلقات و النسب و البرازخ لاستنباط احكامها و جلود الانعام ظواهرها و الانعام رعيتهم من المجاهدين بين انفسهم و هم الحاملون اثقالهم الي بلد لم‌يكونوا بالغيه الا بشق الانفس لان الرعية يفدونهم بانفسهم و من العاملين بهديهم المتبعين لهم في اعمالهم و الاولون هم الحمولة و الآخرون هم الفرش و الاصواف و الاشعار من الاخرين الذين هم غنمهم و الاوبار من الاولين الذين هم ابلهم و الاصواف و الاوبار و الاشعار افعالهم التي يعملونها بامرهم عليهم‌السلام تقربا الي الله فانها لساداتهم عليهم‌السلام و السادات عليهم‌السلام عليهم تعويضهم عن اعمالهم الصالحة فاذا استشهدنا بالآية علي مطلب نريد به بهاء (كذا بلانقطة) في التأويل معني ما اشرنا اليه علي جهة الاقتصار و الحمدلله رب العالمين.

و كتب احمد بن زين الدين في سنة الثلاثة و الثلاثين بعد المأتين و الالف من الهجرة النبوية علي مهاجرها افضل الصلوة و ازكي السلام.

و يقول كاتب الرسالة الشريفة الشريف الرضوي كاظم بن علي نقي السمناني قد فرغت من استنساخها في يوم الخميس في الثاني و العشرين من

 

 

«* جوامع الکلم جلد 2 صفحه 335 *»

الربيع الثاني من السنة المشار اليها حامدا شاكرا مصليا و المرجو من الناظر المنتفع بها الاستغفار لي و لوالدي فضلا و كرما منه من غير استحقاق مني لذلك فاني لا شيء و اللاشيء لاتستحق الشيء.