رسالة الطینیة فی جواب الشیخ الجواد البدکة
من مصنفات السید الاجل الامجد المرحوم الحاج
سید کاظم بن السید قاسم الحسینی اعلی الله مقامه
«* جواهر الحكم جلد ۲ صفحه ۲۶۷ *»
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمدللّه رب العالمين و الصلوة و السلام علي خير خلقه و مظهر لطفه محمد و اله الطاهرين و لعنة الله علي اعدائهم و منكري فضائلهم اجمعين الي يوم الدين.
اما بعــد؛ فيقول العبد الجاني و الاسير الفاني كاظم بن قاسم الحسيني الرشتي ان الاخ الانجد (الامجد الانجد خل) الجواد الشيخ الجواد (جواد خل) بدكه سلمه الله و ابقاه و حرسه و وقاه قد اتي الحديث (بحديث خل) صعب مستصعب من قولهم: ان حديثنا صعب مستصعب اجود (اجرد خل) كريم ذكوان مقنع لايحتمله الا ملك مقرب او نبي مرسل او مؤمن امتحن (ممتحن امتحن خل) الله قلبه للايمان و اراد رفع (دفع خل) حجابه و كشف نقابه و حل مشكله و فتح مقفله و تحقيق معانيه و شرح دقائق مبانيه و قد ظن السراب شراباً و التراب كتاباً و الزجاج جوهراً و الاجاج عذباً فراتاً و السحاب سماءاً و ما انا و الولوج في هذا البحر المتعاطم و التيار المتلاطم الا انه سلمه الله تعالي ظن (حيث ظن خل) في خيراً ارجو منه سبحانه انيمدني للصواب و يؤيدني بفصل الخطاب فان من احسن الظن و لو بحجر القي الله الخير به اليه كما ورد عنهم صلوات الله عليهم.
قــال سلمه اللّه تعالي: سيدنا و عمادنا و مولينا ما معني قول اميرالمؤمنين۷ و قد سئل هل رأيت رجلاً في الدنيا فقال۷ رأيت رجلاً و انا الي الان اسأل عنه فقلت له من انت قال (فقال خل) انا الطين فقلت من اين فقال من الطين قلت (قلت خل) الي اين فقال الي الطين فقلت من انا فقال انت ابوتراب فقلت انا انت فقال حاشاك حاشاك هذا من الدين في الدين انا انا و انا انا انا ذات الذوات و الذات في الذوات للذات فقال عرفت فقلت نعم فقال امسك (فامسك خل).
اقــول: اعلم ان هذا الحديث الشريف رواه الشيخ رجب (رجب الحافظ خل) البرسي في
«* جواهر الحكم جلد ۲ صفحه ۲۶۸ *»
كتابه مشارق الانوار و هو من غرائب الاخبار و مفصلاتها (معضلاتها خل) قد تاهت في حله طامحات العقول و الاحلام و خرت (حسرت خل) عن ادراكه الاكابر من الحكماء و العلماء الاعلام و قد احببت اناكلف لشرح (بشرح خل) هذا الحديث الشريف في حال اجتماع (اجتماع القلب و خل) الحواس لازيل عنه بواضح البيان كل شبهة و اشكال و التباس و اني لي في هذه الحال مع كمال تبلبل البال و اختلال الاحوال و عروض الاعراض المانعة من استقامة الحال شرح حقيقة الحال و البسط في المقال و استخراج غوامض الاسرار و لكن الميسور لايسقط بالمعسور.
فاقول و باللّه التوفيق ان السائل (السافل خل) في جميع الاحوال و الاطوار لميزل مستمداً من العالي و سائلاً منه المدد في التكوين و التشريع و في العلم و التصور و الوجود و لماكان مولينا و سيدنا اميرالمؤمنين۷ هو العلي العالي الاعلي و هو العلي (المستعلي خل) المشار اليه في الدعاء في الصحيفة السجادية بعد الفراغ من صلوة الليل و استعلي ملكك علواً سقطت الاشياء دون بلوغ امده و لميبلغ ادني مااستأثرت به من ذلك اقصي نعت الناعتين الدعاء و لماكان هو العالي و ليس اعلي منه و من اخيه و سيده رسولالله۹ و هما حقيقة واحدة و لكنه۷في مقام التفصيل و مظهر احكام الرسول۹ كان۷ (هو۷ خل) مسئول كل سائل و مطلوب كل طالب و السؤال انما يسأل عنه و الجواب انما يراد منه فهو۷ مجيب كل سائل و حلال كل مشكل بنفسه الشريفة او بابداله الائمة الهداة: او بالسنته و نوابه و خلفائه و حملة علومه و معارفه و سننه و ادابه لانه الحكم الذي جعله الله سبحانه للناس عند التشاجر و التنازع و الاختلاف و قال عز من قائل فلا و ربك لايؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في انفسهم حرجاً مماقضيت و يسلموا تسليماً و لما جعله (جعله الله خل) حاكماً و بالحق ناطقاً و للامة هادياً و الي الصراط دليلاً مرشداً و للرشد بيناً (مبينا خل) قال عز من قائل يوم نصبه و اظهاره علماً و الي الحق سلماً اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلاتخشوهم و اخشوني اليوم اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الاسلام ديناً و لماكان الجهل
«* جواهر الحكم جلد ۲ صفحه ۲۶۹ *»
بالحقايق و الاسرار ليس من اكمال الدين و لا من اتمام النعمة بل هو نقص في الدين و نفي للنعمة و نقض لغرض الحكيم فانه تعالي خلق الخلق للمعرفة و جعل عليها دليلاً من (في خل) ارشاده بقوله هو الذي بعث في الاميين رسولاً منهم يتلو عليهم اياته و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة و اذا ثبت ان اميرالمؤمنين۷ هو الحكم العادل و العالم الفاصل للخطاب توجه اليه سؤال (السؤال خل) السائل هل رأيت رجلاً و هذا السائل علي مايظهر لي (لي هو خل) رجل من الكروبيين و هو (هم خل) قوم من الشيعة خلف العرش لو قسم نور واحد منهم علي اهل الارض لكفاهم و هم الذين يصلحون لهذا السؤال بلسان المقال و الحال و الفطرة و الكينونة و اما ماعداهم فسؤالهم بمحض اللسان المقالي دون الحالي و الاستعدادي و تقرير السؤال انك يا اميرالمؤمنين عليك و علي آلك السلام هل رأيت رجلاً يعني انساناً كاملاً جامعاً لجميع الكمالات و مهيمناً علي معاني كل الصفات و مظهراً لجميع الظهورات بحيث يكون الكاينات كلها و الموجودات باسرها لديه كالرحي الدائرة علي القطب و كالخاتم في الاصبع و ذلك لكمال خضوعه لله و تسليمه لامر الله و انقياده لحكم الله و طاعته لله و الاذعان لامره و نهيه و مراده بذلك انيعرف الولي المطلق و المهيمن القاضي بالحق ليكمل ايمانه و يعظم ايقانه و ينال بالانقياد له في طاعة الله سبحانه منتهي المرام من السكني في الجنة دار السلام و هذا هو المراد بقوله هل رأيت رجلاً اذ لو كان مطلق الرجل كان سؤاله سؤالاً عن البديهيات و طلباً للضروريات و ذلك مع قبحه في نفسه لايناسب هذا البيان الغامض لوجوب التطابق بين السؤال و الجواب فكيف يكون السؤال من (عن خل) البديهي و يجيب اميرالمؤمنين۷ و هو العلي العظيم (الحليم الحكيم خل) عن النظري الذي لايصل الي ادني معانيه الا واحد العصر و فريد الدهر و علامة الكون فصح ماذكرناه (ماذكرنا خل) من ان مقصود السائل هو الرجل الكامل البالغ (البالغ الكامل خل) (الحامل خل) المهيمن في الظاهر و الباطن و الصورة و الحقيقة علي الوجه الاكمل و الكمال الابلغ الذي ليس دونه
«* جواهر الحكم جلد ۲ صفحه ۲۷۰ *»
كمال و لا فوقه جلال و لا جمال في الرتبة الامكانية الخلقية و لماكان الجواب يجب انيكون علي مقدار معرفة السائل و ادراكه و الا فكان الجواب عبثاً و المجيب لايكون حكيماً و لما كان الخلق كما ثبت بالادلة القطعية من العقلية و النقلية قدخلقوا من شعاع نور المحمدية۹ (الحقيقة المحمدية۹ خل) و انت تعلم ان الشعاع و النور انما يكون اشراقه و تحققه بعد تحقق جميع مراتب المنير و تماميتها الي كمال ظهوره في عالم الشهادة باتمام جسمه و جسده فاذا تمت كينونة المنير ظهر و برز منه الشعاع و النور فالنور مستند في تذوته و تجوهره و تحققه الي عالم الشهادة من المنير اي مقام جسمه كماتري من استناد نور الشمس و السراج فانهما مستندان الي شهادة الشمس و السراج و ظاهر جسمهما لا الي غيبهما و حقيقتهما كما هو الظاهر المعلوم فحيث كان الامر كذلك كانت الموجودات من حجاب الكروبيين الي ما لا نهاية له مستندة الي جسم الحقيقة (الحقيقية خل) المحمدية بعد تمام مراتبها من مقامات الارواح و العقول و النفوس و تنزلها الي عالم الاجسام و الاجساد الجوهرية اراد انيتبين (انيبين خل)۷ للسائل ان ذلك الرجل الكامل الذي هو الذات و ذات الذوات في كل الذوات (الذرات خل) هو بشريتهم الظاهرة في مقام الشهادة الجسمانية ثم اراد انينبه۷ ان عالم شهادتهم ليس هو ذاتهم و حقيقتهم و انما هو سبيل ظاهريتهم و مقام تنتهي الي اشباحه و شئونه كلما سويهم: و انهم: في ذاتهم و حقيقتهم غيب لايحاط به علماً و لاينال حداً و لا رسماً و مع ذلك عباد مكرمون لايملكون لانفسهم نفعاً و لا ضراً و لا موتاً و لا حيوة و لا نشوراً و بشرح هذه الاحوال يكمل وصف ذلك (هذا خل) الرجل المفضال و ينزه الحق سبحانه عن حادثات الذوات و الصفات (الصفات و الافعال خل) و الاحوال فاشار۷ الي القسم الاول بقوله (بقوله۷ و خل) روحي له الفداء فقال رأيت رجلاً و الي الان اسأل عنه و هذه الرؤية رؤية احاطة عيان (احاطة و عيان خل) و لا اخبار يورث اليقين المعبر عنه بعلم اليقين المكني عنه بالرؤية و هذا الرجل هو بشريتهم الظاهرة فان شئت قلت بشريته۷ او
«* جواهر الحكم جلد ۲ صفحه ۲۷۱ *»
بشرية باقي الائمة: فانهم كلهم سواء في هذا المعني فنحن نفرد الضمير و نشير فيما بعد الي اميرالمؤمنين۷ لانه روحي له الفداء (روحي فداه خل) في هذه الاحوال فخرهم و سيدهم و ولي الامر و يميرهم العلم اي يكمل (يكيل خل) و يقدر لهم من قوله تعالي و نمير اهلنا و لذا كان اميرالمؤمنين (علي اميرالمؤمنين خل) دون غيره و مرادنا بالبشرية ليست هي الظاهرة في الخلق من قوله تعالي قل انما انا بشر مثلكم (مثلكم يوحي الي خل) و قوله تعالي و للبسنا عليهم مايلبسون و انما المراد بها رتبة الجسم لان الحدود علي الوجه الاكمل انما ظهرت في عالم الاجسام دون غيرها و ظهور الشعاع و النور هو ذوات الموجودات و حقائقها و كينوناتها انما تذوتت و تحققت و تأصلت و تشيأت بعد تمام عالم الشهادة الذي هو عالم الجسم بالنسبة اليه فذوات الحقايق كلها اليه تنتهي و قوله۷ و الي الان اسأل عنه و هذا السؤال ليس عن جهل حاشا و كلا و انما هو من قبيل قوله تعالي و ما تلك بيمينك يا موسي و امثالها و انما اراد۷ بهذا السؤال هو الكشف عن لسان كينونته و ذاته فهو۷ في مقام ذاته و حقيقته (حقيقة خل) يفيض الي مقام جسمه و هو اي جسمه دائماً ينطق و يتكلم بنحو مااخبر عنه۷ و لماكان مقام الجسم مقام الانجماد و الكثافة و الغلظة و لايكون ذلك الا بغلبة اليبوسة و البرودة فان الحرارة ترقق و تلطف و تذيب قال۷ قلت (فقلت خل) له من انت فقال انا الطين يعني قلت للجسم الغليظ الذي كل الموجودات الكثيفة الغليظة و اللطيفة الرقيقة (الرقيقة التي خل) تنتهي اليه من انت و ما حقيقتك و ذاتك ليعلم الناس مقامك و منزلتك مع ما انت عليه من سمو المنزلة و علو الدرجة فاجاب و قال انا الطين اي انا حقيقتي التراب ادني المقامات و اسفل الدرجات لا درجة و لا مقام و لا مرتبة اسفل و ادني من مرتبتي و منزلتي فان التراب له مقام يكون كل شيء من الموجودات بسايطها و مركباتها اعلي منه و انما قال الطين و لميقل التراب لان الطين فيه انجماد و انعقاد بخلاف التراب فانه اعم من ذلك فمراده ان مقامي مقام الانعقاد و الكثافة
«* جواهر الحكم جلد ۲ صفحه ۲۷۲ *»
بالنسبة الي العوالم و المقامات التي فوقي فانه مقام الذوبان و مقام ظهورات (ظهور خل) الاسماء و الصفات و انحاء التجليات و اطوار الربوبيات بخلاف مقامي فانه طين منعقد و تراب منجمد و اشار ايضاً الي (الي كمال خل) مقام العبودية و الخشوع و الخضوع (و الخضوع و الخشوع خل) و المسكنة و التذلل و الامكان و الفقر و الفاقة و قلة الحيلة و ظهور تمام الضعف و انفعاله المطلق و انكساره العام و عدم الارتفاع و كمال الانخفاض و امثالها من المراتب المناسبة لمقام الطين و التراب فان الجسم الشهودي بالنسبة الي المقام الغيبي كما ذكر۷ من لسانه المقالي و الحالي (و الحال خل) فلو كان مقام (له مقام خل) ادني و اقل و اضعف من التراب لعبر عنه به و لكنه ادني (ادني و اقل خل) و اسفل من التراب ليس في الوجود شيء و لذا عبر عنه به ثم سئل۷ تعليماً له و تنبيهاً للخلق حتي يقع السؤال و يذكر الجواب عن مبدئه و مادة وجوده و اصل نشوه و حقيقة ذاته فقال روحي فداه (فداؤه خل) و۷ فقلت له من اين فقال من الطين فلما كانت الاشياء لاتتعدي مبدئه و انما ينتهي (تنتهي خل) الي ماخلقت منه و لماكان عالم الاجسام انما خلقت من التراب بمعني انه الجزء الغالب لانه ليس فيها عنصر الا التراب و انما المراد ان الغالب فيه هذا العنصر و الشيء انما ينسب الي الغالب كمايقال فلان صفراوي او دموي او بلغمي او سوداوي مع انه فيه غيرها و لكنه نسب الي الغالب فلذا قال هذا الرجل العظيم الكريم مبدئي من الطين كما قال تعالي للملائكة اني خالق بشراً من طين فاذا سويته و نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين و قال تعالي و من اياته ان خلقكم من تراب ثم اذا انتم بشر تنتشرون و قال تعالي خلق الانسان من صلصال كالفخار و قال تعالي منها خلقناكم و لا ريب ان ادم ابوالبشر (اباالبشر خل) ابوالاجسام و الاجساد دون الارواح و الاشباح فثبت ان الجسم انما خلق من الطين و هو الغالب و لذا صح الانعقاد و الانجماد و سكن الارض و استقر في التراب كل ذلك رعته (دعته خل) المناسبة الفطرية و المشابهة الكينونية و لماكان المقام مقام الجسم اتي بالجواب الصواب و قال اتيت من مقام الطين و
«* جواهر الحكم جلد ۲ صفحه ۲۷۳ *»
التراب خلقت منه عبرة لاولي الالباب ثم سئل۷ بلسان امداده و افاضته من الرجل الجسماني عوده و منتهي سيره فقال روحي فداه و۷ فقلت له الي (و الي خل) اين فقال بلسان مقاله و استمداده و استرفاده (استزداده خل) و كينونته الي الطين لماكانت الاشياء تعود الي مابدءت (بدء خل) منه و هذا الرجل الكامل انما كان بدؤ ايجاده و حقيقة انوجاده من الطين كما نص عليه سبحانه و اعترف هو تبعاً لله سبحانه فيكون عوده اليه و هو قوله تعالي كما بدأكم تعودون و قوله سبحانه اشارة الي هذا الرجل و انوار (افراد خل) اشباح نوره بالتبعية منها خلقناكم و فيها نعيدكم و منها نخرجكم تارة اخري فهذا الرجل هو الرجل خلق من الذليل و يعود الي الذليل و ذلك بالنسبة الي خالقه و مبدئه و المراتب المتقدمة عليه من نحو قوله۷ في الزيارة الجامعة و ذل كل شيء لكم لان مبدأ الاشياء و علة وجودها اذا ذل الشيء (لشيء خل) فالاشياء بالطريق الاولي لان المعلول ذليل (ذليل عند علته و الشعاع ذليل خل) عند منيره و الفروع ذليلة عند اصولها فاذا كان المنير و الاصل ذليلاً لشيء فهو بالتذلل اولي و لماكان الامام اميرالمؤمنين۷ قدظهر للعالم في مقام جسميته و ليس للخلق طريق الي ماوراء هذا المقام حتي يعرفوه بماعندهم من العلة (العلم خل) لان حقايق الموجودات كلها منقطعة عند هذه الظاهرية التي تنتهي الي مقام جسمه الذي هو اسفل مراتبه و اخر مقاماته و لاتري الاشياء فوق هذه الرتبة رتبة و لا (هذه الرتبة و لا خل) وراء هذه المرتبة (المرتبة مرتبة خل) و تري ان تلك الحقيقة الالهية منحصرة في هذه الرتبة الجسمية اراد۷ كشف هذه الحقيقة و ذكر هذه الدقيقة و بيان ان الذاتي (ان الذي خل) ظهر للخلق ادني مقاماته و اخر مراتبه و درجاته و لماكان ابانة هذا المعني بلسان الرجل الذاتي (الرجل الذي خل) هو منير و مبدأ لماسويه من الذوات و الصفات اولي و اكمل بل هو المتعين اذ العالي يعرف مقامه للسافل الذي تنتهي (ينتهي خل) اليه نسبته و لذا سأله۷ تبييناً (تبينا خل) للمقال و توضيحاً لشرح حقيقة الحال كماقال تعالي لعيسي۷ يا
«* جواهر الحكم جلد ۲ صفحه ۲۷۴ *»
عيسي (عيسي۷ خل) ءانت قلت للناس اتخذوني و امي الهين من دون الله حتي يقول۷ سبحانك مايكون لي اناقول ماليس لي بحق الاية فمن هذه الجهة سأل اميرالمؤمنين۷ هذا الرجل الكامل الترابي دفعاً لشبهة ماتخيل للناس (الناس خل) من جهلهم بحقيقة الواقع او يلبس عليهم اهل التلبيس فقال روحي فداه فقلت من انا فقال انت ابوتراب فقلت انا انت فقال حاشاك حاشاك هذا من الدين فسأل اولاً عن رتبة مقامه۷ و مرتبة ذاته و حقيقته (مرتبة ذاته وحدة و حقيقة خل) فاجاب الرجل بالرسم و الاثر فقال انت ابوتراب يعني ليس لي حظ من معرفة ذلك (ذاتك خل) و حقيقتك الا اني فرع من فروعك و شعبة من شعب نورك و حيث كنت انا التراب و قد انشعبت عنك (منك خل) و تفرعت منك (عنك خل) و تقومت بك و تحققت لك و انا بيت ظهوراتك و مأوي تفاصيل حدودك فانت ابوتراب و المراد بالاب هو الاصل الذي تفرع عنه الفروع و تقومت به و حيث اني خلقت من التراب و عودتني (عودي خل) الي التراب و انا انما (انما انا خل) تقومت بك و تحققت بك فانت ابوتراب فلاحظ لي في معرفة (معرفتك خل) اكثر (لما كثر خل) من ذلك و اليه يشير الشاعر بقوله:
منتهي الحظ ماتزود منه الـ | ـلحظ و المدركون ذاك قليل |
فليس لي علم بحقيقتك و ذاتك (بحقيقة ذاتك خل) و لا باطوار مراتبك و لا باسرار حقيقتك مااعرفك الا انه (انك خل) اصلي و بك تحقيقي (تحققي خل) لانك البشر الذي خلق من الماء في قوله تعالي هو الذي خلق من الماء بشراً و جعله نسباً و صهراً و لا ريب ان هذا البشر ليس غيرك و حيث انك خلقت من الماء و انا من التراب و الماء اصل و اب للتراب فانت اذن ابوتراب فلما كشف عن حقيقة المقال و صرح بحقيقة الحال و بين انه عاجز عن ادراك ذاته و حقيقته فضلاً عن الوصول الي درجته و مرتبته اراد۷ زيادة التوضيح و زيادة البيان و شرح حقيقة الحال بالتصريح فقال۷ فقلت انا
«* جواهر الحكم جلد ۲ صفحه ۲۷۵ *»
انت يعني (و انت يعني خل) انا معك متحد الحقيقة و متحد الذات كمايتراء للخلق فاجاب بكله و سره و لبه فقال حاشاك حاشاك انت (انت انت خل) اجل من انتنسب الي باتحاد الحقيقة و انت (و انت و انت خل) اعلي من انيقال انا انت انت السر اللاريب و انت الغيب الذي لايدرك انت في مقام اللاتعين انت اول قصبة الياقوت انت حجاب الله في اللاهوت و انا شخص ناسوتي و وجه شهودي و اصل ترابي و اين التراب و رب الارباب اين الثري من الثريا اين السافل من العالي اين (و اين خل) المادي من المجرد المحض اين المستمد من الممد اين الفرع من الاصل اين النهاية من اللانهاية انت الاصل و انا الفرع انت اللاتعين و انا اخر مراتب التعين انت الغير المحدود و انا المحدود في ادني مقامات الحد انت الغير المتناهي و انا المتناهي انت في حجاب الواحدية و انا في الرسوم الجسمية انت سر اللاهوت انا اصل الناسوت انت البحر التيار المتلاطم انا القطرة المنعقدة المنجمدة ببرودة الانية انت شمس الازل انا كوكب عالم المثال انت سر المثال و انا فرع المثال و لكن بين المثال انا (الذي انا خل) فرع له و المثال الذي انت سر له مراتب لاتتناهي و لاتتكيف بل لا نسبة و لا ارتباط انت (انت انت خل) سر الاسم الاعظم الاعظم الاعظم و انا اللفظ الادني الادني انت سماء الكرامة و انا ارض المذلة انت ماء الحيات انا (و انا خل) تراب الممات انت معدن العلم انا مظهر الجهل انت سر الرفعة و انا منتهي الصنعة (الضعة خل) و بالجملة فاين (و اين خل) الثريا من يد المتناول و اين انا منك حتي يقال انا انت ثم لما استبعد (استعبد خل) و تحاشا عن هذه النسبة كما تحاشا و استبعد عيسي و تنزه (نزه خل) ربه و قال سبحانك الاية كذلك هذا الرجل الكامل و الانسان الواصل عرف مقامه مع مباديه العالية و جواهر اوائل العلل و خضع و استكان و اعترف و ابان ثم اراد انيبين ان هذا الذي ذكرت و هذا الجواب الذي فصلت هذا من الدين الذي يجب علينا اننعتقده و نقر به و نعترفه و الا فما انا و الوصول الي رتبة مقامك لاني مااقول الا ما هو في مقامي و ماادرك الا مايناسب رتبتي كماقلت سيدي انما تحد الادوات انفسها و تشير الالات الي نظائرها ولكن الذي ادين به و الطريق الذي اسلكه دعاني هذا الاقرار و الاعتراف فقولي هذا
«* جواهر الحكم جلد ۲ صفحه ۲۷۶ *»
من الدين الالهي و في الدين يعني للدين كمايقال الحب في الله اي لله فاعترافي هذا الدين (للدين خل) الذي ادين الله به و اعتقده فانه يجب علي من الله ان اسلم لاهل الفضل فضله و انقاد و اخضع للذي فضله الله علي و علاه الي مقامه و هذا (فهذا هو خل) شرح حالي و حقيقة ذاتي اما ذاتك فلااعرفها سوي انك ابوتراب و اما ذاتي فهي التي عرضتها عليك و انت اعلم به (بي خل) مني باني الطين و من الطين و الي الطين و اما انت (انت انا خل) فحاشاك حاشاك اين التراب و رب الارباب و اين الثريا من يد المتناول فلما شرح هذا الرجل مقام خضوعه و خشوعه و تسليمه و انقياده لباب مدده اراد انيبين مقامه بالنسبة الي غيره من ساير المخلوقات و الموجودات و الذوات و الصفات و الحقايق و المجازات و الجواهر و الاعراض و الاصول و الفروع و ساير مراتب الموجودات فقال انا انا و انا انا اعلم ان «انا» انما يقال عند التعين و التشخص و حمله بانا يقال (ليقال خل) انا انا للدلالة علي الاستقلال و التذوت و التحقق كما في قولهم انت انت فانت المحمول ليس من باب حمل الشيء علي نفسه و انما يراد به الاستقلال و التذوت و الكمال فقوله انا انا يعني اني انا (يعني انا خل) المتفرد المستقل الكامل و اليه الاشارة بقوله۷ في حديث عمران الصابي في معني الاختراع انه خلق ساكن لايدرك بالسكون يعني خلق مستقل بالنسبة الي ماعداه بالله سبحانه لكن لايدرك بالسكون الذي هو ضد الحركة اذ ليس هو المراد من هذه العبارة و انما يراد به الاستقلال و التذوت الاضافيان او انه و انكان مستقلاً لكن حين تذوته و اظهار افعاله لايلحظ و لايدرك و لاينظر الي استقلاله و انما الاستقلال لله سبحانه و تعالي فحين لايلاحظ استقلاله مستقل متذوت و انلوحظ استقلاله فانه مضمحل فاستقلاله في اضمحلاله كما ان اضمحلاله في استقلاله و هو قول اميرالمؤمنين۷ في صفة النفس الملكوتية الالهية نعيم في شقاء و عز في ذل الحديث، و الي هذا المعني اشار قول الشاعر:
اقتلوني يا ثقاتي ان في قتلي حياتي | و حياتي في مماتي و مماتي في حياتي |
«* جواهر الحكم جلد ۲ صفحه ۲۷۷ *»
فاذا عرفت المراد من قوله۷ حكاية عن الرجل الترابي انا انا فاعلم ان الموجودات ماسوي الحقيقة المحمدية۹ انما خلقت من فاضل شعاع نورها و الروايات به متظافرة متواردة بل متواترة معناً و هو قوله۷ (قولهم۷ (: ظ) خل) انما سميت الشيعة شيعة لانهم خلقوا من شعاع انوارنا و لا ريب ان الاثر و الشعاع انما يكون بعد تمام المنير في جميع مراتبهم (مراتبه خل) الذاتية في تنزلاته اذ الشيء قبل انيتم (تتم خل) كينونته لايمكن انيكون مصدراً و منشأً للشيء الاخر بالضرورة و لماكانت مراتب التنزلات كما برهنا عليه في ساير مصنفاتنا و اجوبتنا للمسائل انتهت الي عالم الجسم و هو الرتبة (المرتبة خل) السادسة التي بها تمام الشيء فيكون النور المتشعشع المشرق علي قوابل (جميع قوابل خل) جميع الكاينات و ذرات الموجودات من فاضل نوره اي نور الجسم و هو الرجل الترابي فلجسمه الشريف هيمنة و استقلال (و استقلال و استعلاء خل) بالنسبة الي جميع ماسويهم و هذا الاستقلال عين الاضمحلال كما فسرنا لك و فسر لك الرجل بانه من الطين و الي الطين و انه هو الطين و اي خضوع اعظم من ذلك و لكنه مع هذا الاستقلال (الاضمحلال خل) له هيمنة و استقلال و استعلاء علي كافة الموجودات من الكروبيين و الانبياء و المرسلين و جميع المخلوقين فهو و ان قال انا من الطين و الي الطين بالنسبة الي ابيتراب و لكنه بالنسبة الي غيره قال و يقول انا انا يعني المتفرد المستقل و كل ما سواي جعلني الله سبباً لامدادهم و افاضتهم فانا بالنسبة الي الغير (الخير خل) انا و بالنسبة الي اميرالمؤمنين۷ و حقيقته طين و تراب فافهم الفرق و اعرف الصدق و تفهم المقال (المقام خل) و علي من يفهمه (يفهم الكلام خل) السلام و انما قال انا انا (قال انا انا و انا نا مرتين خل) (قال انا انا مرتين خل) لان الموجودات لاتخلو من مقامين مقام المتبوع (مقام المتبوع و مقام التابع خل) و مقام الاصول و مقام الفروع و مقام المبدأ و مقام المشتق و مقام الاجمال و مقام التفصيل و مقام الغيب و مقام الشهادة و مقام العلة و مقام المعلول و مقام المنير و مقام النور و مقام الكلمة و
«* جواهر الحكم جلد ۲ صفحه ۲۷۸ *»
مقام الدلالة و مقام الظاهر و مقام الباطن و مقام العين (التعين خل) و مقام اللاتعين و مقام المقدمات و مقام النتيجة و مقام الوحدة و مقام الكثرة و مقام العالي و مقام السافل و مقام اللفظ و مقام المعني و مقام الالف و مقام الحروف و مقام الحركة و مقام الاثار و بالجملة فجميع الموجودات لاتخلو من هذين القسمين و هذا الرجل الترابي ابوالبشر الجسماني الجسداني هو المستقل المتفرد في هذه المراتب كلها فهو الذي يقول انا انا في مقام المتبوع و يقول انا انا في مقام التابع و يقول انا انا في مقام الاصول و يقول انا انا في مقام الجسد و يقول انا انا في مقام المشتق (الاصول و يقول انا انا في مقام الفروع و يقول انا انا في مقام المبدأ و يقول انا انا في مقام المشتق خل) و يقول انا انا في مقام المنير و يقول انا انا في مقام النور و هكذا ساير المقامات التي لاتخلو من مقامين و الكل اليه مستند و به معتمد و عنه يستند (يستمد خل) فهو عاد العدد بمنتهي (و منتهي خل) الامد فهو لا غيره و هو الذي ورد انه دابة الارض و الذي ورد انه اميرالمؤمنين۷ فالمراد انه۷ اياها من حيث ظهوره في عالم الاجسام و تلبسه لباس النقش و الارتسام و الاّ فهو۷ في رتبة ذاته بريء المعاني عن صفات الجواهر يجل عن الاعراض و الاين و المتي و يكبر عن تشبيهه بالعناصر فاستناد الكاينات و حقايق الذرات الي مقام جسمه و شخص رسمه و جسمه۷ بنوره جعله الله سبحانه و تعالي سبباً للافاضة (للافاضة و الاستفاضة خل) و الامداد و الاستمداد فقوله۷ في زيارة اليس فما من شيء (فما شيء منا خل) الا و انتم له السبب يراد (يريد خل) بهذه السببية في مقام الجسم لا الحقيقة و لكنه ليس ذلك هو الجسم الظاهر بمدلول قوله تعالي و للبسنا عليهم مايلبسون و قوله تعالي انا (قل انما انا خل) بشر مثلكم و قوله تعالي لقد جاءكم رسول من انفسكم بل المراد به هو الجسم الذي اشار اليه مولانا السجاد بقوله و لو ظهرنا للناس بالصورة التي خلقنا الله عليها مارءانا احد الا و قد مات كيف لا و قد روي عن الصادق۷ علي مافي الصافي و كنز الدقائق و بصائر الدرجات و غيرها (غيره خل) من الكتب المعتبرة ان الذي تجلي لموسي علي نبينا و اله و
«* جواهر الحكم جلد ۲ صفحه ۲۷۹ *»
عليه السلام فخر موسي صعقاً و اندك الجبل و هلك بنواسرائيل رجل من الكروبيين امره الله سبحانه انيتجلي لموسي اظهاراً لكمال قدرته سبحانه بقدر (بمقدار خل) سم الابرة من نور ذلك الرجل و هو ملك من الكروبيين و الملائكة خدامهم فماظنك بهم سلام الله عليهم لو ظهروا بصورتهم الاصلية اذن والله هلكوا و قد ورد ان الحورية لو علقت شعرة منها بين السماء و الارض لمات اهل السموات و الارض من حسنها و طيبها و ورد ان المؤمن جالس علي سريره (سريرة خل) في الجنة فاذا بنور عظيم قد اشرق عليه فمن عظم ذلك النور ظن ان الجبار قد تجلي له فرفع رأسه و نظر فاذا الحورية اشرقت علي قصره و سريره فلما نظرت اليه تبسمت و هذا النور المشرق من ثناياه (ثناياها خل) فاذا كانت ثنايا الحور (الحورية خل) هذا صفة نوره فما ظنك بساير جسده و الجنة بحورها و قصورها كافة خلقت من نور الحسين۷ فما ظنك بنوره لو ظهر فتبين لك ممابينا ان الذي ظهر حجاب قد احتجبوا: للرعية حتي يتمكنوا من رؤيتهم و ينظرون اليهم من وراء حجاب و اما جسمهم الحقيقي الذي مقام ترابهم فهو الذي باشراق نوره تذوتت الموجودات او تحققت الكائنات و بذلك النور الظاهر من هيكل ذلك الرجل فتح الله الوجود و به يختم فافهم المراد و كن من اهل السداد لتهدي (لتهتدي خل) الي سبيل الرشاد فذلك الرجل الترابي هو الذي يقول انا انا و انا انا و انا انا و (انا و انا انا خل) هكذا الي ما لا نهاية له تعبيراً لاستقلاله و تجوهره بالنسبة الي الكائنات و حقايق الموجودات و مايلحقها من الاعراض و الصفات فلما ابان الرجل الطيني و الهيكل الترابي ماجعله الله له من الهيمنة و الاستقلال و الاستعلاء علي ساير الذوات (الذرات خل) و عبر عن ذلك بالضمير المنفصل اراد ايضاح الامر و تبيينه مع مزيد فائدة قد مرت الاشارة (مرت و اشار خل) اليها في مطاوي جوابه حيث كان الجواب لبيان الغير و تعليمه كما سأل اميرالمؤمنين۷ رسولالله۹ عن احوال الملائكة و فضل الانبياء عليهم و هكذا ساير سؤالات (مسئولات خل) الائمة:
«* جواهر الحكم جلد ۲ صفحه ۲۸۰ *»
و الا فهم اعلم من المسئول من انفسهم بتلك المسألة و لو كان السؤال له۷ كان قبيحاً و لولا المصلحة لظهور الجواب في هذا المقام من نفس الرجل حسب مااشرنا اليه لما اجاب بل وقف و جهد (جمد خل) و سكن و اعترف بالعجز كما فعل سلمان لما قال اميرالمؤمنين (لاميرالمؤمنين خل)۷ الي (في حديث الي خل) انقال يا محنة ايوب فلما سأله اميرالمؤمنين۷ قال (و قال خل) أوتدري ما محنة ايوب قال لاادري و هذا الرجل افضل من سلمان بل من جميع الانبياء و اعرف و اعلم منهم فكيف يتصدي في الجواب لكن لما كانت المصلحة في جوابه بلسانه خاصة لمصلحة تقدمت الاشارة اليها اجاب ثم اراد الايضاح في الامر و الكشف عن معني قوله انا انا و انا انا فقال انا ذات الذوات و الذات في الذوات للذات يعني الذوات و الحقايق و انتأصلت و تحققت و الجواهر و ان تجوهرت الا ان تحققها و تجوهرها (تحققها و تجوهرها خل) بي فانا الذات التي قامت تلك الذوات و الجواهر بي فانا ذات لها فهي بالنسبة الي اعراض و ان كانت ذواتاً و جواهر و الي هذا المعني اشار الشاعر بقوله في مدحه۷:
يا جوهراً قام الوجود به | و الناس بعدك كلهم عرض |
و هذا العرض القائم ليس قيامه عروضياً كالالوان للاجسام بل القيام صدوري كقيام الاشعة بالمنير و الانوار بالشمس و الصور في المرايا بالشاخص الخارجي فلما بين الرجل انه الذات لتلك الحقايق و انها قائمة به اراد انيبين ان هذا القيام اي قيام الاشياء و (به و خل) تقويمه اياها ليس باستقلال من نفسه و لا مشاركة مع ربه و لا تفويض يوجب الاعتزال بل هو ملك و عبد (عبد و ملك خل) للذات الحق سبحانه لايملك لنفسه نفعاً و لا ضراً و لا موتاً (موتاً و لا حيوة و لا نشوراً خل) و هو سبحانه القائم علي كل نفس بما كسبت و لكن هذه الذات جعلها الله سبحانه سبباً لقيام الاشياء و تحققها و في الزيارة فما شيء (شيء منا خل) الا و انتم له السبب كما ان الماء و التراب سبب للزرع و الله سبحانه هو الزارع فنفي عن نفسه الاستقلال و اثبت انها ملك للغير و حقيقتها الطين و مرجعها (و اصلها الطين و مرجعها خل)
«* جواهر الحكم جلد ۲ صفحه ۲۸۱ *»
الطين و مع ذلك مصدر هذه الافعال العجيبة و الاثار الغريبة و اول جواهر العلل فلايتوهمن متوهم انه مستقل في اظهار هذه الافعال و الاثار او له شراكة مع الله سبحانه و تعالي او ان الله سبحانه فوض اليه الامر بل هو السبب الاعظم في الافاضة و الامداد و الاعطاء و الله سبحانه الذي (هو الذي خل) يجري فعله بالاسباب حتي اشتهر عند جميع الناس من العوام و الخواص ابي الله انيجري الاشياء الا باسبابها (ان الله سبحانه ابي انيجري الاشياء الا باسبابها خل) و ذلك شيء معلوم.
قال۷ (ثم قال۷ خل) قال عرفت فقلت (قلت خل) نعم قال فامسك و هذا القول من الرجل لاميرالمؤمنين۷ كماله (مع كماله خل) و معرفته و علمه بانه۷ اعلم بنفسه من نفسه فضلاً عمايتعلق بغيره كان من باب «اياك اعني و اسمعي يا جارة» فالمقصود الرعية الغير المطلعين كما ان الله سبحانه بعد ان قص في القرءان قصة نوح و ساير الانبياء قال كذلك (و كلا خل) نقص عليك من انباء الرسل مانثبت به فؤادك و هو۹ كان (و كان خل) ثابت الفؤاد قبل انيخلق ادم لانه۹ كان نبياً و ادم بين الماء و الطين و ذلك ايضاً يراد به قومه و ان خاطبه بنفسه۹ و كذلك قوله تعالي ليغفر لك الله ماتقدم من ذنبك و ماتأخر و اي ذنب كان لرسولالله۹ و بالجملة فقدقال الصادق۷ القرءان من باب اياك اعني و اسمعي يا جارة و كذلك قول الرجل لاميرالمؤمنين۷ عرفت فانه يريد به قومه و شيعته و ذلك ظاهر معلوم ثم انه۷ اجاب عن شيعته قال نعم كما اجاب رسولالله۹ عن امته لما عرض عليه التكليف و اجاب۹ و قيل (قبل خل) قال تعالي امن الرسول بماانزل اليه ثم انه۹ اجاب عن امته كما اخبر الله عنه و قال و المؤمنون كل امن بالله و ملائكته و كتبه الاية و كذلك في هذا المقام اجاب اميرالمؤمنين۷ عن امته فقال نعم ثم اوصي امته و رعيته و شيعته بالامساك و حفظ السر و عدم اذاعته مادامت الدولة للفاسقين فقال امسك من باب «اياك اعني و اسمعي يا جارة» فافهم الكلام و هذا الذي جري
«* جواهر الحكم جلد ۲ صفحه ۲۸۲ *»
علي قلمي مع كمال الاستعجال و اختلال البال من المعني الواحد من معاني هذا الحديث الشريف مما ظهر لهذا الحقير المعترف بالقصور و التقصير (بالتقصير و القصور خل) و لو اردنا شرح جميع مااعرف من معانيه لاقتضي مجلداً كبيراً و انا في شغل عن ذلك و الحمدلله اولاً و اخراً و صلي الله علي محمد و اله الطاهرين و كتب مؤلفها يوم الاثنين تاسع شهر جمادي الثاني من شهور سنة ۱۲۵۸ مصلياً مستغفراً حامداً راجياً من فضل الله رب العالمين.